عبد المنعم Ø§Ù„ØØ³Ù†
القسم: ØÙŠØ§Ø© المستبصرين | 2009/08/17 - 03:32 AM | المشاهدات: 4230
عبد المنعم Ø§Ù„ØØ³Ù† ( السودان Ù€ مالكي )
المولد والنشأة ولد عام 1969Ù… ÙÙŠ قرية "مسمار" الواقعة شرق السودان، وترعرع ÙÙŠ أسرة متواضعة، تتعبّد ÙˆÙÙ‚ المذهب المالكي. كان أبوه إماماً وشيخاً للقرية وله مكانة خاصة عند سكانها، لأنّه كان من المقرّبين والمساعدين لمرشد الطريقة الختمية التي تعتبر من الطوائ٠الصوÙية الكبرى ÙÙŠ السودان. توÙÙŠ أبوه وهو ÙÙŠ التاسعة من عمره، ثم انتقلت اسرته إلى منطقة "الكربة"ØŒ ÙØ£ØªÙ… هناك دراسته الابتدائية، ثم انتقل إلى مدينة "بورتسودان" لظرو٠الدراسة والمعيشة. دراسته الآكاديمية:
يقول الأخ عبدالمنعم: "بدأت ÙÙŠ بورتسودان مرØÙ„Ø© جديدة من ØÙŠØ§ØªÙŠ Ø¨ÙŠÙ† صخب المدينة واجوائها التي تختل٠تماماً عن القرية، درست المتوسطة والثانوية ولم يكن لي هم ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© سوى إنهاء الدراسة الجامعية والتخرج والانطلاق ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø© ØØªÙ‰ استطيع مساعدة إخوتي ÙÙŠ إعالة Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ø±Ø©. مضت السنوات سراعاً ÙˆØ£ØµØ¨ØØª على أعتاب التخرج من الثانوية، امتØÙ†Øª للشهادة ÙØ£ØØ±Ø²Øª نتيجة تؤهلني لدخول جامعة القاهرة بالخرطوم التي Ø£ØµØ¨ØØª Ùيما بعد جامعة النيلين، واخترت كلية الØÙ‚وق، كان اهتمامي الاجتماعي ÙŠÙوق اهتمامي الأكاديمي ووجدت Ù†ÙØ³ÙŠ ÙÙŠ هذا الجانب ØÙŠØ« ØªØ¹Ø±ÙØª على الكثيرين ÙˆØ§Ø³ØªÙØ¯Øª من التجارب. بعد ذلك Ø£ØµØ¨ØØª رئيساً Ù„Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ العام للطلاب السودانيين بالولاية الشمالية، وكنت سعيداً بذلك لعلي أخدم الطلاب وأقدم شيئاً يكون ذخراً لي ÙÙŠ آخرتي، خصوصاً وأن أغلب الناس باتوا يعيشون ÙÙŠ غÙلة والساعة تقترب ولا ندري متى يدركنا الموت ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ لن ØªÙ†ÙØ¹Ù†Ø§ تقوى آبائنا إلاّ بمقدار ما Ø§Ø³ØªÙØ¯Ù†Ø§ مما قدّموه لنا من Ù†ØµØ ÙˆØ¥Ø±Ø´Ø§Ø¯ وتربية قويمة". التعر٠على شخصية متكاملة:
يضي٠الأخ عبدالمنعم: "استقرّ بي المقام ÙÙŠ العاصمة "الخرطوم" لأبدأ الدراسة الجامعية.. ÙˆÙÙŠ Ø£ØØ¯ Ø£ØÙŠØ§Ø¦Ù‡Ø§ ØÙŠØ« اخترت أن أسكن مع أقربائي كان يسكن Ø£ØØ¯ أبناء عمومتي ÙˆØÙŠØ¯Ø§Ù‹ ÙŠÙƒØ§ÙØ ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø© بين الدراسة والعمل... كان متديناً يعيش ØÙŠØ§Ø© سعيدة رغم أنه لا يملك شيئاً من الوسائل المادية للسعادة وربما يختصر طعامه ÙÙŠ اليوم بوجبة ÙˆØ§ØØ¯Ø©. كنا نزوره باستمرار Ù€ لإعجابنا الكثير به وبخلقه وزهده Ù€ ونجلس معه ÙˆÙ†ØØ§ÙˆØ±Ù‡ ÙÙŠ كثير من قضايا الدين والموت والآخرة، كان ينبوعاً من العلم، ÙˆØØ¯ÙŠØ«Ù‡ معنا كان يخلق Ùينا Ø±ÙˆØØ§Ù‹ إيمانية ÙˆØ¯ÙØ¹Ø© معنوية Ù…Ø¶Ø§Ø¹ÙØ© وذلك لمواجهة الØÙŠØ§Ø© والزهد ÙÙŠ الدنيا... وكنا نعجب من تدينه الذي ينبع من إخلاص قلما تجده عند Ø£ØØ¯ خصوصاً ÙÙŠ هذا الزمن الذي غلبت عليه المادية ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ† لعقاً على ألسنة الناس ÙŠØÙˆØ·ÙˆÙ†Ù‡ مادرّت معايشهم ÙØ¥Ø°Ø§ Ù…ØØµÙˆØ§ بالبلاء قل الديانون... Ø£ØØ³Ø³Ù†Ø§ ونØÙ† Ù†ØªØØ¯Ø« إليه أننا نق٠مع Ø£ØØ¯ أولئك الذين جاهدوا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ بدر ÙˆØ£ØØ¯ ÙˆØÙ†ÙŠÙ†... تخرج الكلمة من قلبه Ùنشعر بها ÙÙŠ أعماق وجداننا، كان كثير الصوم... دائم العبادة لله تعالى...Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ نبيت معه ليالي كاملة Ùنراه بالليل قائماً قانتاً يدعو الله ويتلو كتابه ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø ÙŠØ¯Ø¹Ùˆ الله بكلمات لم نسمع بها من قبل، كلمات يناجي بها ربنا عزّوجلّ هي بلا شك ليست لبشر عادي، لابد أنها من قول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن عجباً لم نسمع بها من قبل، ولم نقرأها ضمن مناهجنا الدراسة ولا كتبنا الإسلامية.. Ùنضطر إلي سؤاله ما هذا الذي تقرؤه؟! Ùيجيبنا بأنه دعاء Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ù„Ø£Ù…ÙŠØ± المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) Ùنوجم مبهوتين. Ø£ØØ¨Ø¨Ù†Ø§Ù‡ لورعه وإذا به شيعي!
كثيراً ما كان يثير Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن أهمية التدين والدين ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ« عن سبل النجاة قبل أن يأتي الأجل Ø§Ù„Ù…ØØªÙˆÙ…ØŒ وهذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« كان يثير Ùينا Ø¥ØØ³Ø§Ø³Ø§Ù‹ بالمسؤولية يؤرقنا Ùكنا Ù†ØªØØ§Ø´Ù‰ ÙØªØ الØÙˆØ§Ø± معه من الأساس، إلى أن جاء يوم ابتدأنا معه ØÙˆØ§Ø±Ø§Ù‹ ØµØ±ÙŠØØ§Ù‹ Ù€ بعد أن Ù„Ø§ØØª لنا ÙÙŠ الأÙÙ‚ أشياء استغربناها Ù€ ØÙˆÙ„ هذا الدين الذي يتعبد به إلى الله تعالى، وأول معلومة ثبتت لدينا أنه Ø¬Ø¹ÙØ±ÙŠ Ø¥Ù…Ø§Ù…ÙŠ إثنا عشري "شيعي"! Ø§Ù†ÙØªØ§Ø باب الØÙˆØ§Ø± والنقاش:
وانطلقنا معه ÙÙŠ ØÙˆØ§Ø±Ø§Øª قوية باعتبارنا متمسكين بمذهب أهل السنة والجماعة أو لا أقل (ذلك ما عليه آباؤنا ونØÙ† على آثارهم سائرون). وكان النقاش يمتد لساعات طويلة وكانت ØØ¬ØªÙ‡ قوية بيّنة مدعّمة بالأدلة والبراهين العقلية والنقلية، ولم يعتمد على طول ØÙˆØ§Ø±Ù‡ معنا على كتاب أو مصدر شيعي مما يعملون به، بل كان يرشدنا إلى مصادر أهل السنة والجماعة لنجد صدق ادعائه". عدم الاذعان بالØÙ‚:
يقول الأخ عبدالمنعم: "رغم أن ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ وأدلته وبعض الكتب التي قرأناها كانت ØªØØ¯Ø« Ùينا هزة داخلية إلاّ أننا كنا نكابر ولا نظهر له من ذلك شيئاً... وعندما نجتمع بعيداً عنه كنا Ù†Ø£Ø³Ù Ù„ØØ§Ù„Ù‡ ونصÙÙ‡ بأنه مسكين". واخيراً بنور ÙØ§Ø·Ù…Ø© اهتديت:
يضي٠عبدالمنعم: "صاد٠ـ ذات يوم Ù€ أن ذهبت إلى دار ابن عمي لتØÙŠØªÙ‡ ÙˆØ§Ù„ØªØØ¯Ø« معه ÙÙŠ أمور عامة، ÙÙ„ÙØª انتباهي صوت خطيب ينبعث من جهاز التسجيل قائلا: وهذه الخطبة وردت ÙÙŠ مصادر السنة والشيعة وقد ألقتها ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء لتثبيت ØÙ‚ها ÙÙŠ ÙØ¯ÙƒØŒ ثم بدأ الخطيب بصوت هادئ جميل ÙÙŠ الخطبة ÙØªØ¯ÙÙ‚ شعاع كلماتها إلى أعماق وجداني، تبيّن لي أن مثل هذه الكلمات لا تخرج من شخص عادي ØØªÙ‰ ولو كان عالماً Ù…Ùوهاً درس آلا٠السنين، بل هي ÙÙŠ ØØ¯Ù‘ ذاتها معجزة، كلمات بليغة.. عبارات رصينة، ØØ¬Ø¬ دامغة وتعبير قوي... تركت Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„Ù‡Ø§ØŒ واستمعت إليها بكل كياني عندما بلغت خطبتها الكلمات التي بدأت بها هذا Ø§Ù„ÙØµÙ„ Ù€ راجع Ø§Ù„ÙØµÙ„ الرابع كتابه وقد ذكر شيئاً من خطبتها(عليها السلام) Ù€ لم أتمالك Ù†ÙØ³ÙŠ ÙˆØ²Ø§Ø¯ انهمار دموعي، وتعجبت من هذه الكلمات القوية الموجهة إلى Ø®Ù„ÙŠÙØ© رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)! ومما زاد ÙÙŠ ØÙŠØ±ØªÙŠ Ø£Ù†Ù‡Ø§ من ابنة رسول الله Ùماذا ØØ¯Ø« ولماذا.. وكيÙ.. ومع من كان الØÙ‚ØŸ!! وقبل كل هذا هل هذا Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§Ù ØØ¯Ø« ØÙ‚يقة؟ ÙˆÙÙŠ الواقع لم أكن أعلم صدق هذه الخطبة ولكن اهتزت مشاعري ØÙŠÙ†Ù‡Ø§... كانت الخطبة كالسهم Ù†ÙØ°Øª إلى أعماقي، ÙØªØØª Ø¬Ø±ØØ§Ù‹ لا أظنه يندمل بسهولة ويسر، غالبت دموعي ÙˆØØ§ÙˆÙ„ت منعها من Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ¯Ø§Ø± ما استطعت! ولكنها انهمرت وكأنها تصر على أن تغسل عار التاريخ ÙÙŠ قلبي، Ùكان التصميم للرØÙŠÙ„ عبر Ù…ØØ·Ø§Øª التاريخ للتعر٠على مأساة الأمة، وتلك كانت هي البداية Ù„ØªØØ¯ÙŠØ¯ هوية السير والانتقال عبر ÙØ¶Ø§Ø¡ المعتقدات والتاريخ والميل مع الدليل... قرّرت مع أول دمعة نزلت من آماقي الخوض ÙÙŠ غمار Ø§Ù„Ø¨ØØ« بجدية، وكنت لا أريد ÙÙŠ هذا المجال أن اسمع من Ø£ØØ¯ØŒ بل كنت أريد بداية الخيط لانطلق. ثم انتهى الشريط، ÙƒÙÙƒÙØª دموعي Ù…ØØ§ÙˆÙ„ا Ø¥Ø®ÙØ§Ø¡Ù‡Ø§ ØØªÙ‰ لا ÙŠØØ³ بها ابن عمي، لا أدري لماذا؟ ربما اعتزازاً Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙØ³ØŒ ولكن هول Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø¬Ø£Ù‡ جعلني أنهمر عليه بمجموعة من الأسئلة وما أردت جواباً، إنما هي Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© للتنÙيس وكان آخر أسئلتي: إذا كان ما جاء ÙÙŠ بعض مقاطع الخطبة صØÙŠØØ§Ù‹ Ùهل كل ذلك من أجل ÙØ¯Ùƒ قطعة الأرض؟! أجابني: عليك أولا أن تعر٠من هي ÙØ§Ø·Ù…ة، ثم تبدأ Ø§Ù„Ø¨ØØ« Ø¨Ù†ÙØ³Ùƒ ØØªÙ‰ لا Ø£ÙØ±Ø¶ عليك قناعتي، وأول مصدر تجد Ùيه بداية الخيط صØÙŠØ البخاري، وناولني الكتاب Ùكانت Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø¬Ø£Ø© التي لم أتوقعها". ويقول الأخ عبدالمنعم: دام ØÙˆØ§Ø±ÙŠ Ù…Ø¹ ابن عمي سنتين تقريباً، ÙØ§Ù‚ام علينا الدليل ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø© Ø¨ØµØØ© ما هو عليه، Ùما كان منا ÙÙŠ النهاية إلاّ التسليم بعد Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتنقيب وانكشا٠الØÙ‚ائق. مشاعر ØØ§Ù„Ø© الاستبصار:
يص٠الأخ عبدالمنعم Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© التي انتابته ØÙŠÙ† تØÙˆÙ„Ù‡ واستبصاره قائلا: "ÙØ¬Ø£Ø© Ø£ØØ³Ø³Øª ببرودة ØªÙ„ÙØ وجهي وبرعدة تنتاب أوصالي ÙÙŠ يوم ØØ§Ø± من أيام ÙØµÙ„ الصي٠الذي يتميز به السودان، ورغم درجة Ø§Ù„ØØ±Ø§Ø±Ø© العالية ÙÙŠ ذلك اليوم إلاّ أنني شعرت بأنها تدنت إلى ما دون Ø§Ù„ØµÙØ±. برهة مرت ثم شعرت Ø¨Ø¯ÙØ¡ الØÙ‚يقة... وبنور ينكش٠أمامي وبهالة قدسية تلÙني، وإذا Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø¨ التي أثقلت كاهلي قد Ø§Ù†Ø²Ø§ØØªØŒ ولمع برق الØÙ‚يقة أمام نظري، وإذا بي أبدأ أول خطواتي ÙÙŠ الاتجاه الصØÙŠØ. كانت أصعب Ù„ØØ¸Ø§Øª العمر هي وقت اكتشا٠عمق المأساة التي كنا نعيشها، والتي كانت نتاجاً طبيعياً للجهل المركب الذي كان يغشى عقولنا... خصوصاً وأن هذه المأساة كانت متمركزة ÙÙŠ اعتقادنا وديننا. أن يجد الإنسان Ù†ÙØ³Ù‡ مخطئاً ÙÙŠ تقدير أمور ØÙŠØ§ØªÙ‡ اليومية مثل لون الدراسة التي يجب أن يدرسها أو الوسيلة التي يجب أن يتنقل بها.. Ùليس ÙÙŠ ذلك كثير أسىً وتندم... لكن أن يخطىء الطريق إلى الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى... أن يسلك طريقاً غير الذي وصÙÙ‡ الله تعالى إلى الجنة، Ùهذا خطير بل جنون وتهور. ذلك ما وجدت عليه Ù€ وللأس٠ـ السواد الأعظم من المسلمين أثناء تجربتي هذه والتي لا أدعي أنها الأولى أو الأخيرة ولا ØØªÙ‰ المتميزة... وهذا ما توصلت إليه بعد Ø¨ØØ«ÙŠ ÙˆØªÙ†Ù‚ÙŠØ¨ÙŠ بين ثنايا تراثنا الديني وتاريخنا الاسلامي". Ù…Ø¤Ù„ÙØ§ØªÙ‡:
(1) "بنور ÙØ§Ø·Ù…Ø© اهتديت": صدر عام 1999Ù… Ù€ 1420هـ. عن دار الخليج العربي ÙÙŠ طبعته الثانية. يقول المؤل٠ÙÙŠ المقدمة: "هذا الكتاب ما هو إلاّ اثارة Ù„Ø¯ÙØ§Ø¦Ù† العقول وتØÙيز الآخرين Ù„Ù„Ø¨ØØ« عن الØÙ‚يقة التي كادت أن تضيع بين مطرقة Ø§Ù‚ØªÙØ§Ø¡ آثار الآباء والاجداد وسندان سياسة التجهيل التي مارسها "العلماء" ÙÙŠ ØÙ‚ الابرياء... ان هنالك الكثير ما يزال على ÙØ·Ø±ØªÙ‡ يريد الØÙ‚ ولكن يلتبس عليه الأمر Ùيتمسك بما اعتقده من باطل، ÙˆØªØµØ¨Ø Ø¬Ø²Ø¡Ø§Ù‹ من كيانه ÙŠØ¯Ø§ÙØ¹ عنها بتعصب مانعاً الØÙ‚يقة ان تتسرب الى عقله. لقد منّ الله عليَّ بالهداية Ø¨ÙØ¶Ù„Ù‡ وادخلني برØÙ…ته إلى ØÙŠØ« نور الØÙ‚ وشكراً لهذه النعمة يجب عليّ أن أبلغ للناس ما توصّلت إليه.
لذلك اسطر هذه Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø§ØØ« واكتب هذا الكتاب إنه شعلة ØÙ‚ اخذتها من ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء(عليها السلام) واقدمها لكل طالب ØÙ‚ØŒ ولكل Ø¨Ø§ØØ« عن الØÙ‚يقة". ÙˆÙŠØØªÙˆÙŠ Ù‡Ø°Ø§ الكتاب على عدّة مواضيع منها: ضرورة Ø§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ التاريخ، الشيعة والتشيع، الإمامة ÙˆØ§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©ØŒ الانقلاب وكربلاء امتداد Ù„Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ©. ÙˆÙ‚ÙØ© مع كتابه: "بنور ÙØ§Ø·Ù…Ø©(عليها السلام) اهتديت"
ÙØ§Ø·Ù…Ø©(عليها السلام) هي: الصدّيقة الشهيدة، وهي بنت الرسالة وأم أبيها الرسول الØÙ†ÙˆÙ†ØŒ وزوج الولاية والدرع Ø§Ù„Ù…ØØ§Ù…ÙŠ عنها، وهي أصل الإمامة وشجرتها الطيبة، ØØ§ÙˆÙ„ت الاصنام Ø¥Ø·ÙØ§Ø¡ نورها وطمس ØÙ‚ها، ولكن هيهات يأبى الله إلاّ أن يتم نورها الذي هو شعاع من نوره رغم ÙƒØ«Ø§ÙØ© الظلام، ومكر الأÙواه الذي تزول منه الجبال، Ùكانت الزهراء التي تشع على التاريخ والأجيال جيلا بعد جيل، ولكن يلزم لمن يريد أن يتلمس طريق الÙÙ„Ø§Ø ÙˆÙŠØ±ØªÙ‚ÙŠ مدارج الكمال، أن ÙŠØ¨ØØ« ÙÙŠ كتب التاريخ عن هذا الشعاع الزاهر ليستضيء به وهو يسير الى الأمام، للوصول إلى مرØÙ„Ø© التشيع الØÙ‚يقي لأهل البيت(عليهم السلام) ليكون من Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ø²ÙŠÙ† وهذا ما ØØ§ÙˆÙ„Ù‡ الكاتب ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ‡ العملية التي يعرض جوانب منها ÙÙŠ هذا الكتاب، Ùقدم بين يدي الاهتداء بنور ÙØ§Ø·Ù…Ø©(عليها السلام) Ø¨ØØ«Ø§Ù‹ ÙÙŠ التاريخ ÙˆØ¨ØØ«Ø§Ù‹ ÙÙŠ التشيع، ثم أعشى بصره ÙÙŠ النور Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…ÙŠ الوهاج وتمثله ÙÙŠ خيال البصيرة Ø§Ù„ÙØ³ÙŠØ Ùملأ منه ما بين الخاÙقين Ùقاده إلى أنوار ولاية علي(عليه السلام)ØŒ ÙØ¨ØØ« ÙÙŠ الإمامة ÙˆØ§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ÙØ¹Ø±Ù أهل الØÙ‚ وعر٠أهل الباطل، ومن هناك عر٠كربلاء الشهادة والبطولة التي ÙˆÙ‚ÙØª ÙÙŠ وجه Ø£ØÙاد Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ© ÙˆØ§ØØ§Ø¨ÙŠÙ„ها، ÙØ§Ù‡ØªØ¯Ù‰ بالنور وسار ÙÙŠ دائرته بين دعاء ووضوء وصلاة Ùˆ... وأخيراً كانت خطبة ÙØ§Ø·Ù…Ø© Ù€ كما كانت أولا Ù€ شعلة الØÙ‚. Ø§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ التاريخ ضرورة:
ÙŠØØ§ÙˆÙ„ البعض أن يغطّ رأسه ÙÙŠ الرمال ويتجلبب بجلباب التقوى وعدم إثارة Ø§Ù„ÙØªÙ†Ø© Ùيقول: لماذا يجب أن Ù†Ø¨ØØ« ÙÙŠ التاريخ، وما Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© التي تجتنى من ذلك؟ وهل هي إلاّ Ø£ØØ¯Ø§Ø« قد مضت Ùلماذا ننبشها من جديد وخاصة ÙÙŠ ÙØªØ±Ø© زمنية ØØ³Ø§Ø³Ø© كثرت Ùيها Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ§Øª والنزاعات ÙƒÙØªØ±Ø© ما بعد ÙˆÙØ§Ø© النبيّ(صلى الله عليه وآله). وهكذا يبررون Ù„Ø§Ù†ÙØ³Ù‡Ù… أن يخالÙوا ضرورة العقل بالاعتبار Ø¨Ø£ØØ¯Ø§Ø« الماضي لبناء Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø± والمستقبل، وما تسالمت عليه الأمم Ø¨Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© من التجارب ÙÙŠ بناء ØØ¶Ø§Ø±Ø§ØªÙ‡Ø§ØŒ بل يخالÙون القرآن الذي نقل كثيراً من قصص الماضين ÙˆØØ« على التÙكّر Ùيها وأخذ العبرة منها(1). وقد تطرّق القرآن إلى مسألة الاختلا٠بعد الرسل Ùقال تعالى: (تÙلْكَ Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ³ÙÙ„Ù Ùَضَّلْنَا بَعْضَهÙمْ عَلَى بَعْض Ù…ÙّنْهÙÙ… مَّن كَلَّمَ اللَّه٠وَرَÙَعَ بَعْضَهÙمْ دَرَجَـت وَءَاتَيْنَا عÙيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيÙÙ‘Ù†ÙŽÙ€ØªÙ ÙˆÙŽØ£ÙŽÙŠÙ‘ÙŽØ¯Ù’Ù†ÙŽÙ€Ù‡Ù Ø¨ÙØ±ÙÙˆØÙ Ø§Ù„Ù’Ù‚ÙØ¯Ùس٠وَلَوْ شَآءَ اللَّه٠مَا اقْتَتَلَ الَّذÙينَ Ù…ÙÙ† بَعْدÙÙ‡ÙÙ… Ù…Ùّن بَعْد٠مَا جَآءَتْهÙم٠الْبَيÙّنَـت٠وَلَـكÙن٠اخْتَلَÙÙواْ ÙÙŽÙ…ÙنْهÙÙ… مَّنْ ءَامَنَ ÙˆÙŽÙ…ÙنْهÙÙ… مَّن ÙƒÙŽÙَرَ وَلَوْ شَآءَ اللَّه٠مَا اقْتَتَلÙواْ وَلَـكÙنَّ اللَّهَ ÙŠÙŽÙْعَل٠مَا ÙŠÙØ±Ùيد٠)(2)ØŒ Ùهل كان القرآن هنا مثيراً Ù„Ù„ÙØªÙ†Ø© بذكره الخلا٠بعد الأنبياء وأنّ بعضهم آمن وبعضهم ÙƒÙØ±! وهل أنّه لم ÙŠØØªØ±Ù… قدسية Ø£ØµØØ§Ø¨ الأنبياء Ùوص٠بعضهم Ø¨Ø§Ù„ÙƒÙØ±ØŸ كلا بل Ù†ØÙ† نجد العكس هو الصØÙŠØ! ÙÙÙŠ قصة بلعم بن باعوراء الذي كان ÙÙŠ زمن نبي الله موسى(عليه السلام) وقيل أنّه كان يعلم اسم الله الأعظم، وقد اتاه الله آياته بتعبير القرآن الكريم لكنه انسلخ منها ÙØ§ØºÙˆØ§Ù‡ الشيطان وأخلد إلى الأرض ÙØµØ§Ø± مثل الكلب الذي يلهث على كل ØØ§Ù„(3)ØŒ Ùهل بعد هذا تقديس Ù„Ø£ØØ¯ وإن كان ØµØØ§Ø¨ÙŠØ§Ù‹ إذا ساءت عاقبته، أو قصة السامري الذي تعهده جبرئيل بالتربية ÙÙŠ عهد ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† الذي كان ÙŠØ°Ø¨Ø Ø£Ø·ÙØ§Ù„ بني اسرائيل، ÙØµØ§Ø± من العلماء ØØªÙ‰ قال: (Ø¨ÙŽØµÙØ±Ù’ت٠____________ 1- الاعراÙ: 176ØŒ يوسÙ: 111. 2- البقرة: 253. 3- انظر الاعراÙ: 175 Ù€ 176. بÙمَا لَمْ ÙŠÙŽØ¨Ù’ØµÙØ±Ùواْ بÙÙ‡Ù Ù‰)(1)ØŒ لكن كانت عاقبته أن يضلّ بني اسرائيل بالعجل الخوّار المصنوع من الØÙ„ÙŠ(2)ØŒ Ùهل بعد هذا يقال أنّ من صاØÙŽØ¨ÙŽ Ø§Ù„Ù†Ø¨ÙŠÙ‘ لا يمكن أن تخدش عدالته.
Ù„Ù…ØØ§Øª من التشيع ÙÙŠ السودان:
ولد التشيع مع ولادة الرسالة الاسلامية وانتشر ÙÙŠ كل بلاد الاسلام، لكن السلطات Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© على طول تاريخ المسلمين ØØ§ÙˆÙ„ت Ø¥Ø·ÙØ§Ø¡ جذوته وتشريد أتباعه Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ منها على سلطانها القائم على الجور واتباع الشهوات، Ùكان ان Ø§Ù†ØØ³Ø± التشيع عن بعض البلاد أو تخÙÙ‰ ÙÙŠ مظهر الصوÙية ÙÙŠ كثير من البلاد، ولكن لم يستطيع السلاطين أن يقتلعوا جذوره من Ø«Ù‚Ø§ÙØ© المسلمين، وكان وما زال ØØ¨ آل البيت تخÙÙ‚ به كل القلوب المسلمة لربها. وهكذا كان الأمر ÙÙŠ السودان Ùنرى ÙØ±Ù‚ صوÙية كثيرة تلهج بذكر آل البيت، ونقرأ ÙÙŠ التاريخ أنّ السودان كانوا من أنصار الدولة Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…ية ÙÙŠ مصر، وأنّ ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ† قد أوقع Ùيهم Ù…Ø°Ø¨ØØ© عظيمة لولائهم لهذه الدولة(3). كما أنّه هناك قبائل كبيرة تنسب Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ إلى أهل البيت(عليهم السلام) ÙƒØ§Ù„Ø¬Ø¹Ø§ÙØ±Ø© والركابية والعبدلاب، ويتسمّى الكثير من أبناء السودان باسماء المعصومين من أهل البيت(عليهم السلام)ØŒ ÙˆØ§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الشعبية السودانية تÙيض Ø¨Ù…Ø¯Ø§Ø¦Ø Ø£Ù‡Ù„ البيت(عليهم السلام) ÙˆØªØªØØ¯Ù‘Ø« عن ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„هم وظلم الظالمين لهم. وكنموذج نذكر هذه المقطوعة الشعرية للشاعر يوس٠الهندي مؤسس الطريقة الهندية الصوÙية ÙÙŠ Ù…Ø¯Ø Ø£Ù‡Ù„ البيت(عليهم السلام): ____________
1- طه: 96. 2- انظر طه: 87 Ù€ 97. 3- أنظر: الدولة Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…ية ÙÙŠ مصر: 135ØŒ للدكتور Ù…ØÙ…د جمال الدين سرور. سÙÙ† النجاة للملأ بشهادة النص الأتم هم النهى، هم البهى، هم التقى، أهل الشيم هم Ø§Ù„Ø´ÙØ§Ø¹Ø© ÙÙŠ غد هم السقاية ÙÙŠ الملم هم الهداية ØØ§Ø¶Ø±Ø© والنور والقصد الأعم الطاهرون من سوء أرجاس اللمم
بنور ÙØ§Ø·Ù…Ø©(عليها السلام) اهتديت:
ÙØ§Ø·Ù…Ø© عميدة أهل البيت(عليهم السلام) أهل البلاغة ÙˆØ§Ù„ÙØµØ§ØØ©ØŒ Ø§Ù„Ù…Ø¯Ø§ÙØ¹ÙˆÙ† عن دين الله بالبيان Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ±ØŒ والمواجهون للظالمين بكلام المعبر الذي ÙŠÙ†ÙØ° الى اعماق القلوب. بعد ÙˆÙØ§Ø© الرسول(صلى الله عليه وآله) كانت ÙØ§Ø·Ù…Ø©(عليها السلام) أول من واجهت السلطان الجائر بكلمة الØÙ‚ Ùهزت عرشه، خرجت ÙÙŠ لمة من ØÙدتها ÙÙŠ منظر عزيز يذكّر الناس بأبيها رسول الله(صلى الله عليه وآله)Ùنطقت بجواهر الكلام ÙÙŠ شجاعة يعزّ مثيلها إلاّ من أمثالها، Ùكان كلامها نوراً ممتداً على طول الزمان، انطلق من مسجد النبيّ(صلى الله عليه وآله) ليهدي الأجيال تلو الأجيال ÙˆØØªÙ‰ زماننا Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ØŒ ØØªÙ‰ ÙŠØµØ±Ù‘Ø Ø§Ù„Ø£Ø® عبدالمنعم Ù€ وأمثاله كثيرون Ù€ باهتدائه بنور ÙØ§Ø·Ù…Ø©(عليها السلام). طالبت بØÙ‚ها باستدلال قوي لا يدع مجالا للهروب منه أمام الخصم إلاّ أن يكذب ويخترع ØØ¯ÙŠØ«Ø§Ù‹ ما انزل الله به من سلطان، Ù…Ø®Ø§Ù„Ù Ù„ØµØ±ÙŠØ Ø§Ù„Ù‚Ø±Ø¢Ù† لا يقبله إلاّ اتباع السلاطين الضالين أو المضللين، Ùكان موقÙها Ùيصلا بين الØÙ‚ والباطل، وهكذا هي مواق٠المعصومين وخاصة وهي البضعة الطاهرة التي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها، ÙˆÙØ¶ØØª بذلك Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© Ø§Ù„Ø²Ø§Ø¦ÙØ© والإمامة المغتصبة. ÙØ¯Ùƒ الرمز:
Ø£Ù„Ø Ø§Ù„Ø±Ø´ÙŠØ¯ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© العباسي على الإمام موسى بن Ø¬Ø¹ÙØ± الكاظم(عليه السلام) ÙÙŠ أخذ ÙØ¯Ùƒ. قال له الإمام: ما آخذها إلاّ Ø¨ØØ¯ÙˆØ¯Ù‡Ø§. قال الرشيد: وما ØØ¯ÙˆØ¯Ù‡Ø§ØŸ قال(عليه السلام): Ø§Ù„ØØ¯ الأول عدن، ÙˆØ§Ù„ØØ¯ الثاني سمرقند، ÙˆØ§Ù„ØØ¯Ø« الثالث Ø§ÙØ±ÙŠÙ‚ية، ÙˆØ§Ù„ØØ¯ الرابع Ø³ÙŠÙ Ø§Ù„Ø¨ØØ± مما يلي الخزر وأرمينية. Ùقال له الرشيد: Ùلم يبق لنا شيء ÙØªØÙˆÙ„ ÙÙŠ مجلسي. Ùقال الإمام: قد أعلمتك أني إن ØØ¯Ø¯ØªÙ‡Ø§ لم تردَّها. ومن هذا النص يتبين أنّ ÙØ¯Ùƒ هي رمز Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© الإسلامية، وأنّ مطالبة الزهراء(عليها السلام) بها Ù€ وإن كانت بØÙ‚ مشروع لها Ù€ هو طريق للوصول الى الهد٠الأكبر وهو تثبيت ØÙ‚ الإمام عليّ(عليه السلام) أمير المؤمنين ÙÙŠ الولاية ÙˆÙØ¶Ø باطل Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© المغتصب لتتم Ø§Ù„ØØ¬Ø© على المسلمين وليØÙŠÙŠ Ù…Ù† ØÙŠÙ‘ عن بينة ويموت من مات عن بينة، Ùهذا هو دور المعصومين وإذا كانوا يطالبون Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© Ù€ وهي ØÙ‚هم المنصوص عليه Ù€ ÙØ§Ù†Ù‡Ù… يطالبون بها ÙˆÙÙ‚ الموازين الأخلاقية ولا يجبرون الناس عليها لأن ولايتهم على الناس قائمة على Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ø© والصداقة لا على الØÙŠÙ„Ø© والعن٠والاكراه كما ÙØ¹Ù„ غيرهم ممن تسموا Ø¨Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الرسول(صلى الله عليه وآله) زوراً وبهتاناً. Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ ÙˆØ§Ù‚ØªØØ§Ù… الدار:
بعد ÙˆÙØ§Ø© الرسول واجتماع Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ© الذي Ø£ÙØ¶Ù‰ الى مبايعة أبي بكر، توترت الأجواء ÙÙŠ المدينة وصار Ø´Ø¨Ø Ø§Ù„ØªØµÙية يطارد أهل البيت(عليهم السلام)ØŒ ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© رمز قداسة هذا البيت لا يبعد أن يصيبها وابلٌ من غضب Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ©ØŒ وهذا ما جرى للأس٠الشديد Ùهم اقتØÙ…وا الدار ÙˆÙيه ÙØ§Ø·Ù…ة، ÙˆØ£ØØ±Ù‚وا الباب ÙˆØ®Ù„ÙØ© ÙØ§Ø·Ù…ة، وأسقطوا Ø§Ù„Ù…ØØ³Ù† الجنين ÙÙŠ بطن ÙØ§Ø·Ù…Ø©. واعتر٠أبو بكر بأنّ الدار قد تمّ Ø§Ù‚ØªØØ§Ù…ها بأمره، ويعتبرها Ø£ØØ¯Ø« Ø£ÙØ¹Ø§Ù„Ù‡ التي تمنى لو أنه لم يقم بها، ØÙŠØ« يقول ÙÙŠ مرض موته: "إني لا آسى على شيء من الدنيا إلاّ على ثلاث ÙØ¹Ù„تهن وددن أني تركتهن وثلاث تركتهن وثلاث تركتهن وددت أني ÙØ¹Ù„تهن وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله، ÙØ£Ù…ا الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن Ùوددت أني لم أكش٠بيت ÙØ§Ø·Ù…Ø© عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على ØØ±Ø¨..."(1). ÙˆÙÙŠ قول آخر: "... وليتني لم Ø§ÙØªØ´ بيت ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت رسول الله وادخله الرجال ولو كان اغلق على ØØ±Ø¨"(2). Ùهو يعتر٠هنا بانه لو لم "أكشÙ" ولم "Ø§ÙØªØ´" بيت ÙØ§Ø·Ù…Ø©(عليها السلام)ØŒ ولم "ادخله الرجال"ØŒ وهذه كلمات تدل على عن٠ما جرى وانه ØØµÙ„ بالقهر لآل البيت(عليهم السلام)ما ØØµÙ„. وأما عمر "ÙØ¬Ø§Ø¡ Ùناداهم وهم ÙÙŠ دار علي ÙØ£Ø¨ÙˆØ§ أن يخرجوا ÙØ¯Ø¹Ø§ Ø¨Ø§Ù„ØØ·Ø¨ وقال: والذي Ù†ÙØ³ عمر بيده: لتخرجن أو Ù„Ø§ØØ±Ù‚نها على من Ùيها Ùقيل له يا أبا ØÙص: إن Ùيها ÙØ§Ø·Ù…ة؟ قال: وإن!!"(3). Ùˆ"استقبلتهم الزهراء(عليها السلام) من وراء الباب صارخة إلى أين يابن الخطاب؟ اجئت Ù„ØªØØ±Ù‚ دارنا؟ قال: نعم!!"(4). وقال إبراهيم بن سيار بن هاني النظام المعتزلي: "إنّ عمر ضرب بطن ÙØ§Ø·Ù…Ø© ____________ 1- تاريخ الطبري: 2 / 619. 2- تاريخ اليعقوبي: 2 / 115. 3- الامامة والسياسة: 1 / 12. 4- تاريخ أبي Ø§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡: 1 / 164. ØØªÙ‰ ألقت الجنين من بطنها وكان ÙŠØµÙŠØ Ø§ØØ±Ù‚وا دارها بمن Ùيها"(1).
وقال Ù…ØÙ…د بن Ø£ØÙ…د بن ØÙ…اد الكوÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ùظ عن Ø£ØÙ…د بن Ù…ØÙ…د بن السري بن ÙŠØÙŠÙ‰: ØØ¶Ø±ØªÙ‡ ورجل يقرأ عليه: "إنّ عمر Ø±ÙØ³ ÙØ§Ø·Ù…Ø© ØØªÙ‰ اسقطت Ø¨Ù…ØØ³Ù†"(2). وهكذا إذن توجوا أعمالهم الاجرامية بقتل Ø§Ù„Ù…ØØ³Ù† Ùقطعوا نسل السادة Ø§Ù„Ù…ØØ³Ù†ÙŠØ© ناهيك عما جرى على ÙØ§Ø·Ù…Ø© Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ مما أدّى الى ÙˆÙØ§ØªÙ‡Ø§ Ùيما بعد وهي ÙÙŠ عمر الزهور. استشهاد الزهراء(عليها السلام):
بقيت الزهراء ØØ²ÙŠÙ†Ø© منكسرة ÙÙŠ بيتها تبكي وتشكو همها إلى الله عزّوجلّ وتنتظر يومها الموعود، Ùقد اخبرها المصطÙÙ‰ بأنها أول أهل بيته Ù„ØÙˆÙ‚اً به، ÙØ¸Ù„ت تبكي وتبكي إلى أن جاء "شيوخ" أهل المدينة يظهرون لعليّ(عليه السلام) انزعاجهم وتأذيهم من بكاء ÙØ§Ø·Ù…ة، ÙØ¨Ù†Ù‰ لها أمير المؤمنين علي(عليه السلام) بيتاً خارج المدينة سمي "بيت Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ù†" وهناك واصلت مأساتها. ويوماً Ùيوماً Ø±Ø§ØØª تذبل تلك الزهرة اليانعة، وأخذ المرض منها مأخذاً، يقول الإمام الصادق(عليه السلام): (ÙØ£Ø³Ù‚طت Ù…ØØ³Ù†Ø§Ù‹ ومرضت من ذلك مرضاً شديداً وكان ذلك هو السبب ÙÙŠ ÙˆÙØ§ØªÙ‡Ø§).. كي٠لا يكون كذلك وهي ابنة ثمانية عشر عاماً. وجاء ÙÙŠ وصيتها للإمام عليّ(عليه السلام): ".. وصلّ٠عليَّ وليصلّ٠معك الادنى ÙØ§Ù„ادنى من أهل بيتي وادÙني ليلا لا نهاراً إذا هدأت العيون ونامت الأبصار، وسراً لا جهاراً وعَÙّ٠موضع قبري ولا تشهد جنازتي Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ ممن ظلمني). وهكذا واصلت الزهراء(عليها السلام) الجهاد بعد الموت، Ùكانت وصيتها الاعلان ____________ 1- الملل والنØÙ„ للشهرستاني: 1 / 57. 2- لسان الميزان لابن ØØ¬Ø± العسقلاني: 1 / 268. الأخير لموقÙها الصامد والذي استمر من ÙˆÙØ§Ø© الرسول(صلى الله عليه وآله) ÙˆØØªÙ‰ أيام مرضها، وارادت له أن يبقى الى ما شاء الله... صرخة مدوية عبر التاريخ ÙØ§Ù„Ù‰ الآن لا يعلم أين قبر ÙØ§Ø·Ù…Ø© بالضبط Ùيأتي التساؤل تلو التساؤل لماذا؟ ÙƒÙŠÙØŸ وماذا ØØ¯Ø«ØŸ Ùˆ... Ùˆ...
ÙˆØ§ÙØ³Ø¯Ù„ الستار عن أول Ù…ØØ·Ø© سقطت Ùيها الأمة ÙÙŠ Ø§Ù…ØªØØ§Ù†Ù‡Ø§ØŒ وغادرت الزهراء(عليها السلام) مشتاقة للقاء أبيها، ذهبت وهي تØÙ…Ù„ Ø¬Ø±Ø§ØØ§Øª مثخنة وآلاماً عظاماً.. وتركت لنا أعلام هداية ومنارات ÙØ±Ù‚ان.. ويقول الأخ عبدالمنعم هنا: "ورغم أنني تجرعت كأس ألمها إلاّ أنّه بالنسبة لي كان ممزوجاً بالØÙ„اوة شربت منه ÙØ§Ø´Ø±Ù‚ت لي ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنورها Ùكانت الدليل إلى الصرط المستقيم. وما أعظم شأنها. ØÙ‚اً أنّها ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت Ù…ØÙ…د زوج عليّ". Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© بالشورى أم بالتعيين:
اتى علماء أهل السنة بنظرية الشورى لتبرير الواقع التاريخي الذي جرى بعد ÙˆÙØ§Ø© رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وإلاّ ÙØ§Ù† الشيخين لم ÙŠØØªØ¬Ù‘ا بالشورى ÙÙŠ Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ©ØŒ وعيّن أبو بكر عمر Ø®Ù„ÙŠÙØ©ØŒ وهي غير ÙˆØ§Ø¶ØØ© المعالم عندهم، Ùهل تكÙÙŠ بيعة شخص ÙˆØ§ØØ¯ أم أنها لا تنعقد إلاّ بأهل الØÙ„ والعقد؟ وهؤلاء من هم ومن الذي يعينهم؟ واستدلوا بآيتين ذكرت الشورى وهي اجنبية عن المقام ولا يمكن تثبيت الشورى المزعومة بهما. الأولى: (ÙˆÙŽØ´ÙŽØ§ÙˆÙØ±Ù’Ù‡Ùمْ ÙÙÙ‰ الاَْمْر٠ÙÙŽØ¥ÙØ°ÙŽØ§ عَزَمْتَ Ùَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهÙ)(1)ØŒ التي تشير إلى أن هناك ØØ§ÙƒÙ…اً قد استقرت ØÙƒÙˆÙ…ته وتوجهه لمشاورة الرعية والأخذ Ø¨Ø§Ù„Ù†Ø§ÙØ¹ بعد تØÙ…يص الآراء والأÙكار ثم يعزم هو على ما ارتآه بعد المشاورة متوكّلا على ____________ 1- آل عمران: 159. الله، وتبيّن أن بدون Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… لا وجود للشورى لأنّها ØªØØªØ§Ø¬ إليه ليكون قيماً عليها، وعليه Ùهي تدلّ على أصل الشورى ÙÙŠ مسألة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©.
الثانية: (ÙˆÙŽ الَّذÙينَ اسْتَجَابÙواْ Ù„ÙØ±ÙŽØ¨ÙّهÙمْ ÙˆÙŽ أَقَامÙواْ الصَّلَوةَ ÙˆÙŽ أَمْرÙÙ‡Ùمْ Ø´Ùورَى بَيْنَهÙمْ)(1)ØŒ التي تشير إلى أنّ: من ØµÙØ§Øª المؤمنين التشاور ÙÙŠ أمورهم التي تخصّهم، أما كون تعيين الإمام داخلا ÙÙŠ أمورهم Ùهو أول الكلام، ولا تدل الآية عليه وهي عامة ولابدّ من الرجوع إلى الآية السابقة Ù„ØªØØ¯ÙŠØ¯ ØªÙØµÙŠÙ„ات الشورى، ÙØ§Ù„آية الثانية ØªØªØØ¯Ù‘Ø« عن ØµÙØ§Øª المؤمنين والرسول Ø£ØØ¯Ù‡Ù… بل أكملهم واتقاهم وهو ولي الأمر المستقر له الوضع، وبعد ÙˆÙØ§Ø© الرسول إذا كان هناك ولي أمر Ùلا داعي للشورى لتنصيبه، وإذا لم يكن ÙØ§Ù„شورى ØªØØªØ§Ø¬ الى ولي أمر لكي تكون شرعية وبدونه لا تكون الشورى شرعية ولا تلزم Ø£ØØ¯ من المسلمين. وأما التعيين ÙØªØ¯Ù„ عليه ضرورة العقل والوجدان، Ùهل من المعقول أن يترك الرسول أمر Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ويدع الاÙمة بدون راع تركن إليه وهو الذي ÙˆØ¶Ø ÙƒÙ„ شيء ØØªÙ‰ Ø£ØÙƒØ§Ù… التخلي. Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى آيات كثيرة كآيات Ø§Ù„Ø§ØµØ·ÙØ§Ø¡ التي تدل على التعيين الالهي، والروايات المتواترة التي تدل على ولاية عليّ بن أبي طالب ÙˆØ®Ù„Ø§ÙØªÙ‡ كرواية الغدير ÙˆØØ¯ÙŠØ« الثقلين ÙˆØØ¯ÙŠØ« المنزلة ÙˆØØ¯ÙŠØ« الدار Ùˆ... ثم إنّ التعيين أمر تنبه له أبو بكر عندما نصب عمر Ù€ ÙÙŠ كتاب وصيته Ù€ Ø®Ù„ÙŠÙØ© من بعده وأمر الناس بالسمع والطاعة له، وقد Ù†ÙØ° عمر هذه الوصية Ø¨ØØ±Øµ زائد ÙÙŠ ØÙŠÙ† أنه كان المعترض الأول على الرسول(صلى الله عليه وآله) عندما أراد كتابة وصيته وهو مريض وقال (انه يهجر). ____________
1- الشورى: 38. كربلاء ثمرة Ù„Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ©: ما جرى ÙÙŠ كربلاء من Ø£ØØ¯Ø§Ø« Ù…ÙØ¬Ø¹Ø© واعتداء على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) وآل الرسول(عليهم السلام) من قبل آل اÙميه، ما كان Ù„ÙŠØØ¯Ø« لولا ان أساس الظلم قد بدأ ÙÙŠ Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ© وما جرى بعدها من اعتداء على بيت ÙØ§Ø·Ù…Ø©(عليها السلام). ÙØ§Ù„ØØ§ÙƒÙ… الأموي يزيد امتدادٌ لأبيه الذي اكتسب شرعيته وملكه من Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الثاني عمر بن الخطاب الذي اشتهر بقساوته ومساءلته للولاة Ùيما عدا معاوية (كسرى العرب) كما يقول عنه عمر لما عر٠به من ØØ¨Ù‡ للبذخ والتر٠واهتمامه بالمظاهر، وهكذا كان معاوية ÙÙŠ وضع Ù…Ø±ÙŠØ Ø¬Ø¹Ù„Ù‡ يمتلك امبراطورية Ù…Ø³Ù„ØØ© بالشام ادخرت لنصرة الباطل ÙØ¸Ù‡Ø±Øª ÙÙŠ صÙين ضد عليّ بن أبي طالب ÙˆÙÙŠ النهاية Ø§ØµØ¨ØØª مقراً Ù„ØÙƒÙ… بني أمية. من ركام الباطل إلى النور:
أهل البيت(عليهم السلام) هم Ø£ØØ¯ الثقلين وكلماتهم نور كما هي كلمات القرآن Ùهم معصومون ولا ينطقون عن الهوى، تجد عندهم ما لا تجده عند غيرهم، ومنهجهم ÙÙŠ تربية الأمة وتوجييها يجعلك ØªØØ³ بمعنى Ø®Ù„Ø§ÙØ© الله ÙÙŠ الأرض، ولم يشهد التاريخ بانهم تعلموا على يدي Ø£ØØ¯ بل الكل يرجع إليهم ويغر٠من معينهم. ولا يمكننا استعراض Ø¨ØØ§Ø± علومهم التي أخذ منها شيعتهم Ùكان تÙوقهم على من سواهم ÙÙŠ جميع المجالات، وموسوعة ÙˆØ§ØØ¯Ø© من مصادرهم Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ÙŠØ© تكÙÙŠ لتلتهم كل ما عند أهل السنة والجماعة، ÙˆØ¨ØØ§Ø± الأنوار بمجلداته العشرة بعد المائة دلتنا على ذلك ÙˆØÙ‚اً إنه Ø¨ØØ§Ø± من أنوار العلم. ولأهل البيت(عليهم السلام) تراث عظيم لم ØªØ³ØªÙØ¯ منه كل قطاعات الأمة، ÙˆØ¥ØØ¯Ù‰ معاجزهم التي بهرت الكاتب هو ذلك المنهج ÙÙŠ الدعاء وكيÙية التقرب إلى الله تعالى والأدب الرÙيع ÙÙŠ مخاطبة الرب Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ØŒ ÙØ°ÙƒØ± الصØÙŠÙØ© السجادية للإمام زين العابدين كمثال على Ù…ØØ±ÙˆÙ…ية أهل السنة من كنوز أهل البيت(عليهم السلام). ÙˆÙÙŠ ظل أمواج Ø§Ù„ÙØªÙ† ما اØÙˆØ¬ الانسان إلى أن يجد سÙينة النجاة لتأخذ به الى بر الأمان، وما اØÙˆØ¬Ù‡ الى التعر٠على المعتقد السليم الذي من خلاله يستطيع أن يعيش واقع ØÙŠØ§ØªÙ‡ اليومية باطمئنان ØØªÙ‰ يلقى الله وقد ÙˆÙÙ‰ بعهده وميثاقه.
|