عبدالجليل عيسى نـاوي
القسم: ØÙŠØ§Ø© المستبصرين | 2009/08/17 - 03:18 AM | المشاهدات: 4169
عبدالجليل عيسى نـاوي ( غانا ـ مالكي )
ولد بمدينة " أكرا " عاصمة غانا(1) عام 1972Ù…ØŒ من أسرة تعتنق المذهب المالكي، واصل دراسته الأكادميّة ØØªÙ‰ ØØµÙ„ على شهادة الديبلوم ÙÙŠ اللغة الانجليزية. كان اعتناقه لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ÙÙŠ العاصمة " أكرا ". اجتياز الØÙˆØ§Ø¬Ø² Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ©:
يقول الأخ عبد الجليل: " كانت سمتي ØÙŠÙ† انتمائي للمالكية Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØªØ§Ø على الآخرين، إذ لم أكن من المتعصبين الذين يرون الأمور من زاوية ضيقة، ولم أكن منطوياً على ما أنا عليه من معتقد، بل كنت ميالا للاختلاط بأبناء الطوائ٠الأخرى لأتعر٠على معتقداتهم بصورة مباشرة، لأنني كنت أعلم أنّ السماع ÙˆØØ¯Ù‡ لا يكÙÙŠ Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© معتقدات وأÙكار المذاهب الأخرى. طرق سمعي يوماً من الأيّام أسم المذهب الشيعي، ÙØ§Ø³ØªÙسرت عنه وصرت ____________ 1- غانا: أنظر: الترجمة رقم (26). أجمع المعلومات ØÙˆÙ„ هذا المذهب ØØªÙ‰ تبلور ÙÙŠ ذهني عنه صورة مشوهة، ولم اقتنع بما قيل لي ØÙˆÙ„ هذا المذهب، Ùقرّرت أن لا أتّخذ Ù…ÙˆÙ‚ÙØ§Ù‹
أزاءه ØØªÙ‰ يتبيّن لي الأمر عبر إستماع أقوالهم، أو قراءة كتبهم بصورة مباشرة. Ø§Ù„Ø§Ù„ØªØØ§Ù‚ بمدرسة شيعيّة:
وشاءت الأقدار الإلهيّة أنّ تÙÙØªØªØ ÙÙŠ العاصمة مدرسة شيعيّة باسم " مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) "ØŒ ÙØ¯Ø¹Ø§Ù†ÙŠ Ø£ØØ¯ أصدقائي Ù€ وهو من أهل العامة Ù€ لندرس Ùيها من أجل تقوية مستوانا ÙÙŠ اللغة العربيّة، والتعر٠على الشيعة بصورة مباشرة من خلال معاشرتهم وقراءة كتبهم. ÙØ±Ø§Ø¬Ø¹Ù†Ø§ مدير هذه المدرسة، وعرضنا عليه طلبا بالانتماء إليها، ÙØ±ØÙ‘ب بذلك، ÙØ£ØµØ¨ØÙ†Ø§ بعد ذلك Ù†ØØ¶Ø± ÙÙŠ هذه المدرسة ونستمع إلى Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø¶Ø±Ø§Øª التي تتناول المسائل الخلاÙية بين أبناء العامّة والشيعة، كمسائل التوØÙŠØ¯ ÙˆØ£Ø¨ØØ§Ø« أسماء ÙˆØµÙØ§Øª الله تعالى وعدالة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© والإمامة، وغير ذلك. وتبيّن لي بمرور الزمان أنّ بعض معتقدات أبناء العامة ÙÙŠ خصوص الباري عزّوجلّ تناÙÙŠ العقل وتخال٠التنزيه الإلهي، مثل الإدعاء بنزوله جلّ وعلا ÙÙŠ كلّ ليلة إلى السماء الدنيا!ØŒ كما كنت أجد بعض الأوصا٠التي ينسبها علماؤنا لله عزّوجلّ من قبيل جلوسه تعالى على العرش بØÙŠØ« " يئط " العرش من ØªØØªÙ‡! لا تتناسب مع شأن الله تعالى وجلالته ". مشكلة التجسيم ورؤية الله تعالى عند العامة:
إنّ معظم أبناء العامّة يجوّزون رؤية الله عزّوجلّ ÙÙŠ الآخرة، وأمّا رؤيته ÙÙŠ دار الدنيا Ùقد اختلÙوا Ùيها، ÙØ°Ù‡Ø¨ بعضهم منهم إلى جواز ذلك، والأعجب من هذا تأكيد أكابرهم على هذه العقيدة!. إذ يقول مالك بن أنس: " الناس ينظرون إلى الله عزّوجلّ يوم القيامة بأعينهم... "(1). وقال Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠ: " والله لو لم يوقن Ù…ØÙ…ّد بن إدريس Ù€ Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠ Ù€ أنّه يرى ربّه ÙÙŠ المعاد لما عبده ÙÙŠ الدنيا... "(2). وقال عبد الله بن Ø£ØÙ…د Ù€ بن ØÙ†Ø¨Ù„ Ù€: " رأيت أبي ÙŠØµØØ Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« Ù€ التي تروى عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ الرؤية Ù€ ويذهب إليها، وجمعها ÙÙŠ كتاب ÙˆØØ¯Ù‘ثنا بها"(3). ويقول الدارقطني ÙÙŠ هذا الخصوص: اتÙÙ‚ الأئمة الأربعة وغيرهم من نظرائهم وشيوخهم وتلاميذهم على إثبات الرؤية لله تعالى يوم القيامة... وأثبت أبو ØÙ†ÙŠÙØ© النعمان بن ثابت وأتباعه الرؤية لله تعالى يوم القيامة، وهذا ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ أكثر من كتاب من كتبهم. كما أكّد ذلك الأشعري ومن تبعه، Ùهم يجمعون على إطباق أهل العامة ØÙˆÙ„ رؤية الله تعالى بالأبصار!(4). ولقد تعاقب علماء العامة ÙÙŠ تثبيت هذا المعتقد، لا سيما ابن تيميّة الذي لعبت Ø£Ùكاره دوراً كبيراً ÙÙŠ ترسيخ هذه الترهات بالأذهان. Ùهو يثبت الجهة والمكانية لله تعالى، Ùيقول: " قد قلت لهم: قائل هذا القول ____________ 1- أنظر: سير أعلام النبلاء للذهبي: 8 / 99ØŒ ØÙ„ية الأولياء لأبي نعيم: 6 / 356 (8911). 2- أنظر: طبقات Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠØ© للسبكي: 1 / 312ØŒ ØªÙØ³ÙŠØ± القرطبي سورة المطÙÙين: 19 / 171. 3- أنظر: السنة لعبد الله بن Ø£ØÙ…د: 300 (584)ØŒ التصديق بالنظر للآجري: 32ØŒ رؤية الله للدارقطني: 162. 4- أنظر: اللمع لأبي ØØ³Ù† الأشعري: 61 Ù€ 68ØŒ الباقلاني وأراؤه الكلامية: 563. إن أراد به أن ليس ÙÙŠ السموات ربّ ولا Ùوق العرش إله، وأنّ Ù…ØÙ…داً لم يعرج به إلى ربه وما Ùوق العالم إلاّ العالم Ø§Ù„Ù…ØØ¶ØŒ Ùهذا باطل
مخال٠لإجماع سل٠الأمة "(1)! ويثبت أنّ الله تعالى يتكلم بصوت ÙˆØØ±ÙØŒ Ùيقول: " إنّ الله يتكلم Ø¨ØØ±Ù وصوت، تكلّم بالقرآن العربي Ø¨Ø£Ù„ÙØ§Ø¸Ù‡ØŒ بصوت يسمعه وينادي عباده يوم القيامة بصوت كذلك "(2)! ويثبت أنّ لله عزّوجلّ Ø¬ÙˆØ§Ø±ØØŒ Ùيقول: " والكبد ÙˆØ§Ù„Ø·ØØ§Ù„ ونØÙˆ ذلك هي أعضاء الأكل والشرب، ÙØ§Ù„غني المنزه عن ذلك منزه عن آلات ذلك بخلا٠اليد، ÙØ¥Ù†Ù‘ها للعمل ÙˆØ§Ù„ÙØ¹Ù„ØŒ وهو Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ موصو٠بالعمل ÙˆØ§Ù„ÙØ¹Ù„ "(3)! بل يؤكد التزامه بالظواهر وعدم إعتراÙÙ‡ بالمجاز Ùيما يتعلّق Ø¨ØµÙØ§Øª الله ÙÙŠ القرآن، وتقسيم اللغة إلى ØÙ‚يقة ومجاز تقسيم مبتدع Ù…ØØ¯Ø« لم ينطق به Ø§Ù„Ø³Ù„ÙØŒ Ùيقول: " وهذا التقسيم لا ØÙ‚يقة له، وليس لمن ÙØ±Ù‘Ù‚ بينهما ØØ¯Ù‘ صØÙŠØ يميّز به بين هذا وهذا، ÙØ¹Ù„Ù… أنّ هذا التقسيم باطل، وهو تقسيم من لم يتصور ما يقول، بل يتكلم بلا علم، Ùهم مبتدعة ÙÙŠ الشرع مخالÙون للعقل "(4). ومستندهم ÙÙŠ كل ماقالوا الروايات Ù€ صØÙŠØÙ‡Ø§ وسقيمها Ù€ أكثر من اعتمادهم على نصوص القرآن الكريم، ÙØ´ÙŠÙ‘دوا معتقدهم هذا من تلك الروايات، وتمسّكوا Ø¨Ø§Ù„ÙØ§Ø¸Ù‡Ø§ ÙˆØÙ…لوها ظاهرها على Ù†ØÙˆ الØÙ‚يقة، كما ØÙ…لوا نصوص القرآن عليها ÙÙŠ دعم ØªÙØ³ÙŠØ±Ø§ØªÙ‡Ù… لتلك النصوص، ØØªÙ‰ اعتبروا أنّ الإيمان بها ____________ 1- أنظر: Ø§Ù„ÙØªØ§ÙˆÙŠ Ø§Ù„ÙƒØ¨Ø±Ù‰ لابن تيمية: 5 / 18ØŒ منهاج السنة: 2 / 194. 2- أنظر: Ø§Ù„ÙØªØ§ÙˆÙ‰ الكبرى لابن تيمية: 5 / 123. 3- أنظر: الرسالة التدمرية لابن تيمية: 57. 4- أنظر: مجموعة Ø§Ù„ÙØªØ§ÙˆÙ‰ لابن تيمية: 6 / 65. كالإيمان بنصوص القرآن!.
روايات العامة ÙÙŠ وص٠الله تعالى:
نسب أهل العامة الكثير من روايات ÙÙŠ هذا الباب إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ودونوها ÙÙŠ كتبهم المعتبرة، ومنها: 1 Ù€ " ينزل ربّنا تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السماء الدنيا... "(1). 2 Ù€ " يضØÙƒ الله إلى رجلين يقتل Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا الآخر، كلاهما يدخل الجنة... "(2). 3 Ù€ " لا تزال جهنم تقول هل من مزيد؟ ØØªÙ‰ يضع ربّ العزة Ùيها قدمه "ØŒ ÙˆÙÙŠ رواية: " ØØªÙ‰ يضع ربّ العزّة Ùيها قدمه، ÙØªÙ‚ول قط قط وعزتك "(3). 4 Ù€ " ما منكم من Ø£ØØ¯ إلاّ سيكلمه ربه وليس بينه وبينه ترجمان "(4). 5 Ù€ " يكش٠ربنا عن ساقه Ùيسجد له كلّ مؤمن ومؤمنة... "(5). 6 Ù€ " أنا عند ظن عبدي بي... وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة "(6). 7 Ù€ " وسع كرسيه السماوات والأرض، إنّه ليقعد عليه Ùيما ÙŠÙØ¶Ù„ منه إلا ____________ 1- أنظر: صØÙŠØ البخاري: 1 / 384 (1094)ØŒ صØÙŠØ مسلم: 1 / 521 (758)ØŒ صØÙŠØ ابن ØØ¨Ù‘ان: 3 / 199 (920). 2- أنظر: صØÙŠØ مسلم: 3 / 1504 (1890)ØŒ صØÙŠØ البخاري: 3 / 1040 (2671)ØŒ صØÙŠØ ابن ØØ¨Ù‘ان: 1 / 448 (215). 3- أنظر: صØÙŠØ البخاري: 6 / 2453 (6284)ØŒ صØÙŠØ مسلم: 4 / 2187 (2848). 4- أنظر: صØÙŠØ البخاري: 6 / 2709 (7005)ØŒ صØÙŠØ مسلم: 2 / 703 (1016). 5- أنظر: صØÙŠØ البخاري: 4 / 1871 (4635). 6- أنظر: صØÙŠØ البخاري: 6 / 2694 (6970)ØŒ صØÙŠØ مسلم: 4 / 2067 (2675). قيد أربع أصابع، وأنّ له أطيطاً كأطيط الرØÙ„ إذا رÙكب "ØŒ وزاد ابن خزيمة: " من ثقله "(1).
منشأ التجسيم والرؤية ÙÙŠ التراث الإسلامي:
ÙÙŠ الØÙ‚يقة إنّ ما نراه ÙÙŠ كتب Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« Ù€ قديماً ÙˆØØ¯ÙŠØ«Ø§Ù‹ Ù€ من الأخبار الكثيرة ØÙˆÙ„ التجسيم والتشبيه والرؤية Ùˆ...ØŒ هي من الإسرائيليات وأÙكار النصارى التي دخلت إلى التراث الإسلامي ÙØ£ØµØ¨ØØª بعد ذلك ØÙ‚ائق يذعن بها المسلمون. والجدير بالذكر إنّ أهم عامل من العوامل التي ÙØ³ØØª المجال Ù„Ù„Ø£ØØ¨Ø§Ø± والرهبان لبث هذه العقائد المشوهة ونشرها بين أوساط المسلمين، هو نهي عمر ابن الخطاب عن تدوين سنة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ونشرها ونقلها قرابة قرن من الزمان!ØŒ مما أوجد أرضية مناسبة لظهور بدع اليهود والنصارى بين المسلمين، الذين طرØÙˆØ§ العقل جانباً ÙÙŠ أدق وأخطر القضايا الاعتقادية، والتجأوا إلى روايات موضوعة أو مدسوسة، ÙØ¬Ø¹Ù„وها ØØ§ÙƒÙ…Ø© ØØªÙ‰ على القرآن الكريم!. كما تمسكوا بأخبار Ù€ مختل٠ÙÙŠ أمرها عند بعضهم Ù€ تجوّز رؤية الله تعالى، Ùقال إمام Ø§Ù„ØØ±Ù…ين: " روى ØØ¯ÙŠØ« الرؤية عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قريب من ثلاثين رجلا من كبار Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© والطرق إليهم صØÙŠØØ©ØŒ قال: وأقوى متمسك Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù†Ø§ ÙÙŠ جواز رؤية الله تعالى Ø§Ø®ØªÙ„Ø§Ù Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙÙŠ أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) هل رأى ربّه ليلة المعراج؟ واختلاÙهم ÙÙŠ الوقوع دليل على Ø§ØªÙØ§Ù‚هم على الجواز، ÙØ¥Ù†Ù‘ ما يستØÙŠÙ„ ____________ 1- أنظر: كتاب العظمة للإصبهاني: 79 (195)ØŒ تاريخ بغداد للخطيب: 1 / 295 (159)ØŒ عون المعبود لمØÙ…د شمس الØÙ‚: 13 / 24ØŒ السنة لابن أبي عاصم: 1 / 252. كونه لا يتصوّر الاختلا٠ÙÙŠ وقوعه "(1). وهذه المقالة مردودة من خلال النظر إلى Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆØ±Ø© التي دارت بين الإمام عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ¯Ø« أبي قرّة. Ù…ØØ§ÙˆØ±Ø© الإمام الرضا (عليه السلام) وأبي قرّة ØÙˆÙ„ الرؤية:
" قال أبو قرّة: ÙØ¥Ù†Ù‘ا روينا: أنّ الله قسّم الرؤية والكلام بين نبيين، Ùقسّم لموسى (عليه السلام) الكلام، ولمØÙ…د(صلى الله عليه وآله وسلم) الرؤية!. Ùقال أبو Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السلام) : Ùمن المبلّغ عن الله إلى الثقلين الجنّ والإنس أنّه لا تدركه الأبصار،ولايØÙŠØ·ÙˆÙ† به علماً، وليس كمثله شيء، أليس Ù…ØÙ…ّد(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŸ قال: بلى. قال أبو Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السلام) : Ùكي٠يجيء رجل إلى الخلق جميعاً Ùيخبرهم أنّه جاء من عند الله، وأنّه يدعوهم إلى الله بأمر الله، ويقول: أنّه لا تدركه الأبصار، ولا ÙŠØÙŠØ·ÙˆÙ† به علماً، وليس كمثله شيء، ثمّ يقول: أنا رأيته بعيني، ÙˆØ£ØØ·Øª به علماً، وهو على صورة البشر، أما تستØÙŠÙˆÙ†!!! أما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا، أن يكون أتى عن الله بأمر ثمّ يأتي بخلاÙÙ‡ من وجه آخر! Ùقال أبو قرّة: إنّه يقول: (وَلَقَدْ رَآه٠نَزْلَةً Ø£ÙØ®Ù’رى)(2). Ùقال أبو Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السلام) : إنّ بعد هذه الآية ما يدلّ على ما رأى، ØÙŠØ« قال: (ما كَذَبَ الْÙÙØ¤Ø§Ø¯Ù ما رَأى)(3)ØŒ يقول: ماكذب ÙØ¤Ø§Ø¯ Ù…ØÙ…ّد(صلى الله عليه وآله وسلم) ما رأت عيناه، ثمّ ____________ 1- أنظر: ضوء الساري إلى Ù…Ø¹Ø±ÙØ© رؤية الباري لأبي شامة Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠ: 99 Ù€ 100. 2- النجم: 13. 3- النجم: 11. أخبر بما رأت عيناه، Ùقال: (لَقَدْ رَأى Ù…Ùنْ آيات٠رَبّÙÙ‡Ù Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØ¨Ù’رى)(1)ØŒ ÙØ¢ÙŠØ§Øª الله غير الله، وقال: (وَلا ÙŠÙØÙيطÙونَ بÙه٠عÙلْماً)(2)ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ رأته الأبصار Ùقد Ø£ØØ§Ø· به العلم ووقعت Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©. Ùقال أبو قرّة: ÙØªÙƒØ°Ø¨ بالرواية؟ Ùقال أبو Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السلام) : إذا كانت الرواية Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© للقرآن كذّبتها، وما أجمع المسلمون عليه أنّه لا ÙŠØØ§Ø· به علماً، ولا تدركه الأبصار، وليس كمثله شئ "(3). مناقشة الأشعري ÙÙŠ مسألة الرؤية:
قد ØÙƒÙ… أبناء العامة Ù€ مع شديد الأس٠ـ بالضلال والزندقة على من يخال٠الرؤية والتجسيم! وساقوا لذلك أدلّة عقلية Ù€ ØØ³Ø¨ زعمهم Ù€ تؤكد رأيهم، كقول الأشعري: " ومما يدلّ على رؤية الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ بالأبصار: أنّ الله عزّوجلّ يرى الأشياء، وإذا كان للأشياء رائياً Ùلا يرى الأشياء إلاّ من لا يرى Ù†ÙØ³Ù‡ "(4). والوهم الذي وقع Ùيه الأشعري هو أنّه أجرى على الله تعالى ما يجري على الإنسان، ÙØØªÙ‘Ù… الرؤية عليه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡! لأنّه قدّر ØØµÙˆÙ„ المقابلة بين العين والمرئي أو ØÙƒÙ… المقابلة Ù€ كما ÙÙŠ رؤية الصور بالمرآة Ù€ وهذا أمر تØÙƒÙ… به الضرورة، ÙØ¥Ø°Ø§ كانت ماهية الرؤية هكذا Ùلا يمكن تØÙ‚قها Ùيما إذا تنزّه الشيء عن المقابلة أو الØÙ„ول ÙÙŠ المقابل. ومن Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ الله تعالى ليس بجسم ØØªÙ‰ تتØÙ‚ّق Ùيه المقابلة! ____________
1- النجم: 18. 2- طه: 110. 3- أنظر: Ø§Ù„Ø§ØØªØ¬Ø§Ø¬ للطبرسي: 2 / 375 Ù€ 376. 4- أنظر: الإبانة لابن Ø§Ù„ØØ³Ù† الأشعري: 26. وقال الأشعري أيضاً: " ومما يدل على رؤية الله عزّوجلّ بالأبصار: أنّه ليس موجود إلاّ وجائز أن يريناه الله عزّوجلّ، وإنّما لا يجوز
أن يرى المعدوم، Ùلمّا كان الله عزّوجلّ موجوداً مثبتاً، كان غير مستØÙŠÙ„ أن يرينا Ù†ÙØ³Ù‡ عزّوجلّ "(1). وهذا الاستدلال Ø£ÙˆØ¶Ø ÙÙŠ البطلان من سابقه! لأنّ هناك أموراً موجودة ومثبتة ÙÙŠ Ù†ÙØ³ الإنسان ولا يراها الإنسان، كالألم والوجع، وهي غير معدومة ØØ§Ù„ ØØµÙˆÙ„ها، Ùهل سمعنا Ø¨Ø£ØØ¯ رأى ألماً أو شاهد وجعاً؟! بل ÙŠØØ³ بهما ويدركهما من خلال ذلك. ÙØ§Ù„له تعالى تدركه القلوب بØÙ‚ائق الإيمان كما ورد عن الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) عندما سأله ذعلب اليماني قائلاً: " هل رأيت ربك يا أميرالمؤمنين؟ Ùقال (عليه السلام) : Ø£ÙØ£Ø¹Ø¨Ø¯ ما لا أرى!. Ùقال: وكي٠تراه؟ Ùقال: لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه القلوب بØÙ‚ائق الإيمان، قريب من الأشياء غير ملامس، بعيد عنها، غير مباين "(2). تمØÙ‘لات أبناء العامة ÙÙŠ تجويز الرؤية:
ØØ§ÙˆÙ„ قسم من Ù…Ùكري العامة الخروج من هذا المأز Ù‚ الØÙ‚يقي الذي دخلوا Ùيه، ÙØ£Ø¬Ø±ÙˆØ§ Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات يائسة توÙÙ‚ بين تجويز الرؤية وبين تنزيه الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى! ____________
1- المصدر Ù†ÙØ³Ù‡. 2- أنظر: نهج البلاغة: خطبة 174. ÙØ·Ø±Ø الأشاعرة مبدأ (الرؤية بلا كيÙ) الذي يعني: أنّ المؤمنين يرون الله تعالى ÙÙŠ الآخرة بلا كيÙ!ØŒ وقولهم هذا أشبه برسم نخلة بلا
جذع وسعÙ!. ثم أدرك متأخروا العامة مهزلة (Ø§Ù„Ø¨Ù„ÙƒÙØ©) لأنّ الرؤية لا تنÙÙƒ بأي ØØ§Ù„ من الأØÙˆØ§Ù„ عن الجهة والمقابلة، Ùلجأ هؤلاء المتأخّرون إلى القول: بأنّ كلّ شئ ÙÙŠ الآخرة يختل٠عمّا ÙÙŠ الدنيا، وعلى هذا تتØÙ‚Ù‚ الرؤية للمؤمنين ÙÙŠ الآخرة. وهذا الكلام مجرد تمØÙ‘Ù„ لا أكثر! لأنّهم إن أرادوا من الاختلا٠عمّا ÙÙŠ الدنيا بمعنى التكامل، Ùهذا أمر Ù…ÙØ±ÙˆØº منه، إذ يقول تعالى: ( ÙƒÙلَّما Ø±ÙØ²ÙÙ‚Ùوا Ù…Ùنْها Ù…Ùنْ ثَمَرَة Ø±ÙØ²Ù’قاً قالÙوا هذَا الَّذÙÙŠ Ø±ÙØ²Ùقْنا Ù…Ùنْ Ù‚ÙŽØ¨Ù’Ù„Ù ÙˆÙŽØ£ÙØªÙوا بÙÙ‡Ù Ù…ÙØªÙŽØ´Ø§Ø¨Ùهاً)(1)ØŒ وإن أرادوا بأنّ القضايا العقلية البديهيّة تتبدل ÙÙŠ الآخرة Ù€ ÙƒØ§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ نص٠الاثنين Ù€ Ùهذا يوجب انهيار النظم وزوال الأساليب العقلية التي يعتمد عليها المتشرعة Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù…. والعجيب! أنّ جملة من خريجي الجامعات الإسلامية Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«Ø© تبنوا إثبات الجهة لله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ØŒ ومنهم الدكتور Ø£ØÙ…د بن Ù…ØÙ…ّد خريج جامعة أمّ القرى السعودية، ØÙŠØ« يقول: "إنّ إثبات رؤية ØÙ‚يقية بالعيان من غير مقابلة أو جهة، مكابرة عقلية، لأنّ الجهة من لوازم الرؤية، وإثبات اللزوم ونÙÙŠ اللازم مغالطة ظاهرة "(2). ولنا أن نسأل الدكتور: لو تØÙ‚قت الرؤية، Ùهل يرى جزءه أو كلّه؟ ÙØ¥Ù† قلت: جزئه، Ùهذا يعني أنّ ذاته مركبة، أي Ù…ØØªØ§Ø¬ إلى أجزائه، وتعالى الله عن Ø§Ù„Ø§ØØªÙŠØ§Ø¬. وإن قلت: تقع الرؤية على كلّه، Ùهذا يعني أنّ ذاته Ù…ØØ§Ø·Ø© لا Ù…ØÙŠØ·Ø©! وهذا لايقول به مسلم. ____________
1- البقرة: 25. 2- أنظر: رؤية الله تعالى لأØÙ…د بن ناصر: نشر معهد البØÙˆØ« العلمية ÙÙŠ مكة المكرمة: 61. تنزيه الباري عزّوجلّ Ù„Ù†ÙØ³Ù‡:
إنّ المتأمّل ÙÙŠ آيات الذكر الØÙƒÙŠÙ… يجد مدى التنزيه الذي يص٠به الله عزّوجلّ Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ كما يرى من هذه الآيات الكريمة: 1 Ù€ قوله تعالى: (ÙØ§Ø·Ùر٠السَّماوات٠وَاْلأَرْض٠جَعَلَ Ù„ÙŽÙƒÙمْ Ù…Ùنْ أَنْÙÙØ³ÙÙƒÙمْ أَزْواجاً ÙˆÙŽÙ…ÙÙ†ÙŽ اْلأَنْعام٠أَزْواجاً يَذْرَؤÙÙƒÙمْ ÙÙيه٠لَيْسَ ÙƒÙŽÙ…ÙØ«Ù’Ù„Ùه٠شَيْءٌ ÙˆÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ السَّمÙيع٠الْبَصÙيرÙ)(1). 2 Ù€ قوله تعالى: (لا ØªÙØ¯Ù’رÙÙƒÙه٠اْلأَبْصار٠وَهÙÙˆÙŽ ÙŠÙØ¯Ù’رÙك٠اْلأَبْصارَ ÙˆÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ اللَّطÙÙŠÙ٠الْخَبÙيرÙ)(2). 3 Ù€ قوله تعالى: (ÙˆÙŽØ¥ÙØ°Ù’ Ù‚ÙلْتÙمْ يا Ù…Ùوسى لَنْ Ù†ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†ÙŽ Ù„ÙŽÙƒÙŽ ØÙŽØªÙ‘Ù‰ نَرَى اللهَ جَهْرَةً ÙَأَخَذَتْكÙم٠الصّاعÙقَة٠وَأَنْتÙمْ ØªÙŽÙ†Ù’Ø¸ÙØ±Ùونَ)(3). 4 Ù€ قوله تعالى: ( يَسْئَلÙÙƒÙŽ Ø£ÙŽÙ‡Ù’Ù„Ù Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØªØ§Ø¨Ù أَنْ تÙنَزّÙÙ„ÙŽ عَلَيْهÙمْ ÙƒÙØªØ§Ø¨Ø§Ù‹ Ù…ÙÙ†ÙŽ السَّماء٠Ùَقَدْ سَأَلÙوا Ù…Ùوسى أَكْبَرَ Ù…Ùنْ ذلÙÙƒÙŽ ÙَقالÙوا أَرÙنَا اللهَ جَهْرَةً ÙَأَخَذَتْهÙم٠الصّاعÙÙ‚ÙŽØ©Ù Ø¨ÙØ¸ÙلْمÙÙ‡Ùمْ...)(4). 5 Ù€ قوله تعالى: (وَلَمّا جاءَ Ù…Ùوسى Ù„ÙÙ…ÙيقاتÙنا ÙˆÙŽ كَلَّمَه٠رَبّÙه٠قالَ رَبّ٠أَرÙÙ†ÙÙŠ Ø£ÙŽÙ†Ù’Ø¸ÙØ±Ù’ Ø¥Ùلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانÙÙŠ... )(5). ÙØ§Ù„متدبّر ÙÙŠ هذه الآيات يتبيّن له أنّ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ Ùوق أن ÙŠØÙŠØ·Ù‡ خيال أو وهم الإنسان، وإنّ ما ورد من الروايات التي تتعارض Ù€ شكلا ومضموناً Ù€ مع القرآن الكريم، لا يعبأ بها وليس لها وزن، Ùهذه الروايات الموضوعة والمقتبسة ____________ 1- الشورى: 11. 2- الأنعام: 103. 3- البقرة: 55. 4- النساء: 153. 5- الأعراÙ: 143. من عقائد اليهود والنصارى تعقّد الشريعة الاسلامية، وتجعلها مرموزة ومليئة بالألغاز!.
Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الØÙ‚Ù‘ بين ركام الباطل:
يقول الأخ عبد الجليل: " استطعت من خلال Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙŠ Ù„Ø¹Ù‚Ø§Ø¦Ø¯ الإمامية أن Ø£ÙØªØ الطلاسم التي كانت تعج بها الكتب العقائدية لأبناء العامة ÙÙŠ مجال التوØÙŠØ¯ØŒ ÙØ±Ø£ÙŠØª الشيعة ينزهون الله جلّ وعلا بأبهى صور التنزيه، ÙˆØ¹Ø±ÙØª أنّ السبب ÙÙŠ ذلك هو أنّ أئمتهم ØØ§ÙˆÙ„وا صيانة Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… الإسلامية من التلاعب ÙˆØ§Ù„ØªØØ±ÙŠÙØŒ ولم ÙŠÙØ³ØÙˆØ§ المجال للأÙكار الدخيلة أن تترك أثرها ÙÙŠ تراثهم، كما أنّ أئمتهم ØØ§ÙˆÙ„وا أن يبيّنوا المسائل التوØÙŠØ¯ÙŠÙ‘Ø© للمسلمين بكلمات وعبارات ÙˆØ§Ø¶ØØ© لا يكتنÙها الغموض(1). ومن هنا استنارت بصيرتي بخصوص مسائل التوØÙŠØ¯ØŒ ÙØ·Ø±ØØª عقائد المجسمة ÙˆØ§Ù„ØØ´ÙˆÙŠØ© جانباً، وبدأت أعتقد بعقائد أهل التنزيه والتقديس، وبدأت بعد ذلك بمطالعة كتب الإماميّة، ÙØªØ¨ÙŠÙ‘Ù† لي أنّهم أطول باعاً وأرسخ قدماً، بل وأعرق نشأة من غيرهم، وأنّ ØªÙØ§Ø³ÙŠØ±Ù‡Ù… ÙˆÙقههم ÙˆØØ¯ÙŠØ«Ù‡Ù… Ùˆ... سمتها وقوامها التمسك بكتاب الله وسنّة نبيّه(صلى الله عليه وآله وسلم). ÙØØ³Ù…Øª الأمر بعد ذلك، ØØªÙ‰ سلكت طريق الهدى، وأعلنت انتمائي وولائي للأئمة الاثنى عشر (عليهم السلام) ". ____________
1- كتب Ø£ØÙ…د بن Ø¥Ø³ØØ§Ù‚ إلى أبي Ø§Ù„ØØ³Ù† الثالث (عليه السلام) يسأله عن الرؤية وماÙيه الناس، Ùكتب (عليه السلام) : " لا تجوز الرؤية مالم يكن بين الرائي والمرئي هواء ÙŠÙ†ÙØ°Ù‡ البصر، ÙØ§Ø°Ø§ انقطع الهواء وعدم الضياء بين الرائي والمرئي لم ØªØµØ Ø§Ù„Ø±Ø¤ÙŠØ© وكان ÙÙŠ ذلك الاشتباه، لأن الرائي من ساوى المرئي ÙÙŠ السبب الموجب بينهما ÙÙŠ الرؤية وجب الاشتباه وكان ÙÙŠ ذلك التشبيه، لأنّ الأسباب لابدّ من اتصالها بالمسببات " أنظر: التوØÙŠØ¯ للصدوق باب ما جاء ÙÙŠ الرؤية: 106 (7).
|