عبد الله مـوكر
القسم: ØÙŠØ§Ø© المستبصرين | 2009/08/17 - 03:17 AM | المشاهدات: 3783
عبد الله مـوكر ( أوغندا Ù€ Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠ )
ولد عام 1973Ù… بمدينة " كامولي" ÙÙŠ دولة أوغندا(1)ØŒ نشأ ÙÙŠ بيئة تعتنق المذهب Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠØŒ واصل دراسته إلى ØØ¯Ù‘ المرØÙ„Ø© الثانوية، ثم دخل الجامعة ÙÙŠ قسم الÙÙ„Ø³ÙØ©. ØªØØ±Ù‘ر من معتقداته الموروثة عام 1990Ù… بمدينة "جينجا " ÙÙŠ بلاده على اثر توÙيق رباني Ø£ØØ§Ø·Ù‡ Ùهداه الصراط المستقيم، وتصدى بعد اعتناقه لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) للتدريس ÙÙŠ مدرسة الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السلام) ÙÙŠ بلدته، كما واصل تتبعه ودراسته ÙÙŠ معهد أهل البيت (عليهم السلام) . بداية الرØÙ„Ø©:
تبدأ قصّة استبصار الأخ من ØÙŠÙ† اشتغاله بالدراسة الأكاديمية ÙÙŠ الجامعة، ____________ 1- أوغندا: تقع ÙÙŠ وسط Ø§ÙØ±ÙŠÙ‚يا ÙŠØÙŠØ·Ù‡Ø§ كل من كينيا وزائير والسودان وتنزانيا، يبلغ عدد سكانها أكثر من (22) مليون نسمة، ونسبة أتباع الأديان ÙÙŠ هذا البلد متساوية بين المسلمين والمسيØÙŠÙŠÙ† والوثنيين، أمّا المسلمون ÙØ£ØºÙ„بهم من أتباع المذهب Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠØŒ ويبلغ تعداد الشيعة مئات Ø§Ù„Ø¢Ù„Ø§ÙØŒ والتشيّع له تاريخ قديم ÙÙŠ هذا البلد. إذ كان Ø´ØºÙˆÙØ§Ù‹ بمادة التربية الإسلامية، وكان يصغي للإستاذ بتأمل ويبذل قصارى جهده لاستيعاب المعلومات التي يلقيها الأستاذ، كما كان يخزن Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… الدينية ÙÙŠ ذاكرته ليØÙ„ّلها Ùيما بعد، وينظّمنها وينسقها وليتمكن من صياغتها من جديد، ليكوّن منها مبادىء منسجمه ÙˆØ±ÙØ¤Ù‰ Ù…ØØ¯Ù‘دة الإطار. دور الإمام الصادق (عليه السلام) ÙÙŠ ØÙظ الشريعة:
يقول الأخ عبد الله: " ذكر أستاذ مادة التربية الأسلامية ÙÙŠ Ø¥ØØ¯Ù‰ Ù…ØØ§Ø¶Ø±Ø§ØªÙ‡ أنّه كان للإمام الصادق (عليه السلام) دور بارز ÙÙŠ نشر العلوم والمعار٠الإسلامية التي ورثها من آبائه عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ وكان له مذهباً خاصاً وأتباعاً منتشرين ÙÙŠ أقطار الأرض Ù€ وهم موجودون ØØªÙ‰ الآن Ù€ وقد تلقى أئمة المذاهب الأربعة الكثير من المعار٠منه بصورة مباشرة وغير مباشرة. ÙØ§Ø¹ØªØ±ØªÙ†ÙŠ Ø§Ù„Ø¯Ù‡Ø´Ø© والاستغراب من مقولة الأستاذ! وقلت ÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŠ: من هو الإمام الصادق؟ وما هو مذهبه؟ وما هي الأسباب التي جعلتنا نتمسك Ø¨Ø£ØØ¯ المذاهب الأربعة ونترك مذهبه إذا كان الإمام الصادق (عليه السلام) يمثّل مصدراً للعلم وينبوعاً ÙŠÙيض Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø§Ø±ÙØŒ وتتلمذ على يديه أئمة المذاهب؟. ÙˆÙÙŠ تلك Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø¶Ø±Ø© لم أتعرض للأستاذ بسؤال أو Ø§Ø³ØªÙØ³Ø§Ø±ØŒ لأنني وجدت Ù†ÙØ³ÙŠ Ù‚ØµÙŠØ± الباع من ØÙŠØ« المعلومات ÙÙŠ هذا المجال، Ùقرّرت أن Ø£ÙÙØ±Ù‘غ Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„Ù‡Ø°Ø§ الموضوع Ù„Ø£Ø¨ØØ« Ùيه بغية أن أكتش٠الØÙ‚يقة، ولأتمكن بعدها من Ù…ØØ§ÙˆØ±Ø© الأستاذ عن علم ودراية، ÙØ¹ÙƒÙت على الكتب المدونة ÙÙŠ هذا الخصوص، وغصت ÙÙŠ أغوار التاريخ ". Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© الذهبيّة التي عاشها الإمام الصادق (عليه السلام) : إنّ Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© التي عاشها الإمام الصادق (عليه السلام) تعتبر من Ø§Ù„ÙØªØ±Ø§Øª النادرة لنشر العلوم ÙÙŠ ØµÙØØ§Øª التاريخ الإسلامي، وذلك نتيجة انشغال السلطات Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ØŒ وأنّ الدولة الأمويّة قد دبّ ÙÙŠ جسمها Ø§Ù„Ø¶Ø¹Ù ÙˆØ£ØØ§Ø·Øª بها عوامل الإنهيار، ثم برزت الدولة العباسية التي كانت ÙÙŠ بدء نشوئها مشغولة بترسيخ دعائم ØÙƒÙ…ها. ومن هنا توÙّرت ÙÙŠ Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© الإسلامية أجواءً Ù…ÙØªÙˆØØ© لبث الأÙكار وظهور المدارس الÙكرية على اختلا٠مذاهبها وأنواعها، ÙØ·Ø±Ø أهل الأهواء Ø£Ùكارهم المسمومة ÙÙŠ Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© الإسلامية ØØªÙ‰ إمتلأت Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© بالأÙكار الضالة ÙˆØ§Ù„Ù…Ù†ØØ±ÙØ©. ÙˆÙÙŠ مثل هذه الأجواء Ù€ ØÙŠØ« وجد الإمام الصادق (عليه السلام) Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© مناسبة للعمل التوجيهي والتبليغي Ù€ ÙØªØ أبواب مدرسته ليقوم ببث الأØÙƒØ§Ù… والتعاليم الصØÙŠØØ©ØŒ وتصدّى لمواجهة Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù المنتشر ÙÙŠ أوساط المسلمين. ويقول المستشار المصري عبد الØÙ„يم الجندي ÙÙŠ خصوص الإمام الصادق (عليه السلام) : " هو الإمام الوØÙŠØ¯ ÙÙŠ التاريخ الإسلامي، والعالم الوØÙŠØ¯ ÙÙŠ التاريخ العالمي، الذي قامت على أسس مبادئه الدينية والÙقهية والاجتماعية والاقتصادية دول عظمى "(1). وكان الإمام الصادق (عليه السلام) يمتلك شخصية متكاملة لا يجود الزمان بمثلها، ØØªÙ‰ أقرّ أعداؤه ومناوؤه قبل Ø£ØØ¨Ø§Ø¦Ù‡ بذلك. Ùقد قال ألد أعدائه المنصور الدوانيقي: " إنّ Ø¬Ø¹ÙØ±Ø§Ù‹ كان ممن قال الله Ùيه: (Ø«Ùمَّ أَوْرَثْنَا Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØªØ§Ø¨ÙŽ Ø§Ù„Ù‘ÙŽØ°Ùينَ اصْطَÙَيْنا Ù…Ùنْ Ø¹ÙØ¨Ø§Ø¯Ùنا)(2)ØŒ وكان ممن Ø§ØµØ·ÙØ§Ù‡ الله، وكان ____________ 1- أنظر: الإمام Ø¬Ø¹ÙØ± الصادق (عليه السلام) للجندي: 4. 2- ÙØ§Ø·Ø±: 32. من السابقين ÙÙŠ الخيرات "(1).
وقال مالك بن أنس Ù€ إمام المالكية Ù€: " ما رأت عين ولاسمعت Ø£ÙØ°Ù†ÙŒ ولا خطر على قلب بشر Ø£ÙØ¶Ù„ من Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد الصادق [ ( عليه السلام) ] علماً وعبادةً وورعاً "(2). وقال أبو ØÙ†ÙŠÙØ© Ù€ ØµØ§ØØ¨ المذهب المعرو٠ـ: " ما رأيت Ø£Ùقه من Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد "(3). وقال أبو نعيم: " Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد الإمام الناطق ذوالزمام السابق "(4). وقال Ø§Ù„ØØ³Ù† بن عليّ الوشاء: " أدركت ÙÙŠ هذا المسجد Ù€ يعني Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© Ù€ تسعمائة شيخ كل يقول: ØØ¯Ø«Ù†ÙŠ Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد "(5). وقال Ø§Ù„Ø¬Ø§ØØ¸: " Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد، الذي ملأ الدنيا علمه ÙˆÙقهه "(6). وقال ابن ØØ¬Ø±: " Ø¬Ø¹ÙØ± الصادق [ (عليه السلام) ] نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته ÙÙŠ جميع البلدان، وروى عنه الأئمة الأكابر كيØÙŠÙ‰ بن سعيد وابن Ø¬Ø±ÙŠØ ÙˆÙ…Ø§Ù„Ùƒ والسÙيانيين وأبي ØÙ†ÙŠÙØ© وشعبة وأيوب السجستاني "(7). Ùهذه Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø´Ø®ØµÙŠØ© الإمام الصادق (عليه السلام) العظيمة ÙÙŠ منظار هؤلاء، وكان ____________ 1- أنظر: تاريخ اليعقوبي: 2 / 383. 2- أنظر: الإمام الصادق والمذاهب الأربعة لأسد ØÙŠØ¯Ø±ØŒ عن التهذيب لابن ØØ¬Ø± العسقلاني، Ø§Ù„Ø¨ØØ§Ø± للمجلسي: 47 / 28. 3- أنظر: تذكرة الØÙاظ للقيسراني: 1 / 166. 4- أنظر: ØÙ„ية الأولياء لأبي نعيم: 3 / 225. 5- أنظر: رجال النجاشي: 40. 6- أنظر: المجالس السنية للأمين: 5 / 209ØŒ نقلاً عن رسائل Ø§Ù„Ø¬Ø§ØØ¸ للسندوبي. 7- أنظر: الصواعق Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‚Ø© لابن ØØ¬Ø±: 2 / 586. أبرزها هو الجانب العلمي، ولذا ليس من المبالغة والخروج عن الواقع ÙÙŠ وص٠علمه بأنّه علم النبيين Ù€ كما قال المنصور الدوانيقي: "
أنّه ليس من أهل بيت نبوة إلاّ ÙˆÙيه Ù…ØØ¯Ù‘ث، وإن Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد Ù…ØØ¯Ø«Ù†Ø§ اليوم "(1) Ù€ وإنّ مدرسته جامعة علمية إسلامية Ø®Ù„Ù‘ÙØª ثروة Ùكرية، وخرّجت عدداً هائلاً من رجال العلم، وأنجبت صÙوة من المÙكرين والÙÙ„Ø§Ø³ÙØ© والعلماء، وقد ØÙˆØª هذه الجامعة الآ٠الطلاب من مختل٠الملل والنØÙ„ والطوائÙ. ÙØ§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© الإسلامية عموماً والتراث العربي خصوصاً مدينان لعميد هذه المدرسة العظيمة الإمام Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد الصادق (عليه السلام) . مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) :
إنّ الإمام الصادق (عليه السلام) رغم الضغوط الشديدة: والظرو٠العسيرة التي كان يعاني منها، قد طبّع مدرسته هذه بطابع الاستقلال وعدم الخضوع للأنظمة Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© آنذاك، ÙØµÙ…دت بثبات ÙÙŠ سبيل تØÙ‚Ù‚ ذلك رغم جور الأمويين وتعس٠العباسيين. وقد عاصر الإمام الصادق (عليه السلام) Ø³Ø§ØØ© سياسية مضطربة ÙˆÙوضوية، وأدرك بثاقب بصيرته أنّ العواقب غير Ù…ØÙ…ودة إن زجّ Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ وبأشياعه ÙÙŠ هذا المعترك، ولذا ركّز نشاطه ÙÙŠ مجال Ø§Ù„Ù†ØµØ ÙˆØ§Ù„Ø¥Ø±Ø´Ø§Ø¯ من أجل توعية المجتمع ÙˆØ±ÙØ¹ مستواه العلمي، كما أنّه ØØ°Ù‘ر بني عمّه من بني Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السلام) من أي ØªØØ±Ù‘Ùƒ Ø§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„ÙŠ غير مدروس، وبيّن لهم المردود السلبي ÙÙŠ ذلك(2). ولقد إتّخذ الإمام (عليه السلام) منهجاً سار Ùيه ليؤدي الرسالة الملقاة على عاتقه، ____________ 1- أنظر: الكاÙÙŠ للكليني: 1 / 475. 2- أنظر: مقاتل الطالبين لأبي Ø§Ù„ÙØ±Ø¬: 172ØŒ تاريخ الطبري: 9 / 233. ÙØ¯Ø¹Ø§ الناس إلى تطبيق مبادئ الإسلام والتØÙ„ÙŠ بقيمه السامية، كما وق٠(عليه السلام) أزاء موجات Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù الÙكري والاجتماعي
والسياسي التي Ø§Ø¬ØªØ§ØØª Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© الإسلاميّة، ÙØ¹Ø§Ù„جها بهدوء وتأنّي بعيداً عن Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„ØŒ Ùكان (عليه السلام) يناظر كاÙّة المذاهب، لا سيّما الزنادقة Ùيكش٠لهم الغطاء عن وجه الØÙ‚يقة، ومن مناظراته ÙÙŠ هذا المجال: ما قد ورد من أنّه سمع أنّ الجعد بن درهم Ù€ الزنّديق Ù€ قد جعل ÙÙŠ قارورة تراباً وماءً ÙØ§Ø³ØªØØ§Ù„ دوداً وهواماً، وادّعى أنه خلق هذه الكائنات، Ùلمّا بلغ ذلك الإمام Ø¬Ø¹ÙØ± الصادق (عليه السلام) ØŒ قال: " ليقل كم هو؟ وكم الذكران والإناث إن كان خلقه؟، وليأمر الذي يسعى إلى هذا أن يرجع إلى غيره Ù€ قال ابن ØØ¬Ø± Ù€: ÙØ¨Ù„غه ذلك ÙØ±Ø¬Ø¹ "(1). كما أنّه (عليه السلام) لمّا رآى Ø§Ù†ØØ·Ø§Ø· الوضع الاجتماعي ÙˆØ§Ù†ØØ¯Ø§Ø±Ù‡ ÙÙŠ الهاوية وظهور إمارات الانهيار Ùيه، بذل قصارى جهده لتوعية الناس Ùكان يدعوا المجتمع إلى التØÙ„ّي بالقيم الرÙيعة، ليصونهم من الضلال ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù. ومن مواقÙÙ‡ ÙÙŠ هذا المجال إيضاً، ما رواه سعيد بن بيان Ù€ سابق Ø§Ù„ØØ§Ø¬ Ù€: " مرّ بنا Ø§Ù„Ù…ÙØ¶Ù„ بن عمر، وأنا وختن لي نتشاجر ÙÙŠ ميراث، Ùوق٠علينا ساعة، ثم قال لنا: تعالوا إلى المنزل، ÙØ£ØªÙŠÙ†Ø§Ù‡ØŒ ÙØ£ØµÙ„Ø Ø¨ÙŠÙ†Ù†Ø§ بإربعمائة درهم، ÙØ¯Ùعها إلينا من عنده، ØØªÙ‰ إذا إستوثق كل ÙˆØ§ØØ¯ منّا من ØµØ§ØØ¨Ù‡ØŒ قال: أمّا أنّها ليست من مالي، ولكن أبو عبدالله الصادق أمرني إذا تنازعاً رجلان من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù†Ø§ ÙÙŠ شئ أن Ø£ØµÙ„Ø Ø¨ÙŠÙ†Ù‡Ù…Ø§ ÙˆØ£ÙØªØ¯ÙŠÙ‡Ù…ا من ماله، Ùهذا مال أبي عبدالله "(2). ____________
1- أنظر: لسان الميزان لابن ØØ¬Ø± العسقلاني: 2 / 105. 2- أنظر: الكاÙÙŠ للكليني: 2 / 209. مواق٠الإمام الصادق (عليه السلام) ازاء ØÙƒÙ‘ام الجور:
كانت مواق٠الإمام الصادق (عليه السلام) بخصوص الوضع السياسي الذي ÙØ±Ø¶Ù‡ ولاة الجور كلّها تشير إلى عدم مشروعيّتهم، إذ لم يعر٠عنه أبداً أيّ دعم أو تقرّب منه للØÙƒØ§Ù… الظلمة وأعوانهم، ÙØ£Ø¹Ø·Ù‰ بذلك نهجاً مشرقاً لتسير عليه الأجيال. ÙÙÙŠ Ø§ØØ¯Ù‰ المرات أجاب (عليه السلام) المنصور الدوانيقي بشكل قاطع وبأسلوب Ù…ÙØÙ…! عندما سأله المنصور Ù€ وكان الذباب ÙŠØªØ·Ø§ÙŠØ Ø¹Ù„Ù‰ وجهه وقد ضجر منه Ù€ بقوله: " يا أبا عبدالله لم خلق الله الذباب؟ Ùقال الصادق (عليه السلام) : ليذل به الجبابرة "(1). وكتب إليه المنصور مرّة: " لم لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس؟ ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡ الصادق (عليه السلام) : ليس لنا ما نخاÙÙƒ من أجله، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، ولا أنت ÙÙŠ نعمة Ùنهنّيك، ولا نراها نقمة Ùنعزيك بها، Ùما نصنع عندك؟! Ùكتب إليه المنصور: ØªØµØØ¨Ù†Ø§ لتنصØÙ†Ø§ØŒ ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡ (عليه السلام) : من أراد الدنيا لا ينصØÙƒØŒ ومن أراد الآخرة لا ÙŠØµØØ¨Ùƒ "(2). ÙØ§Ù„إمام الصادق (عليه السلام) لم يتزلّ٠يوماً للسلاطين ولم يهادنهم رغم قسوتهم وشدّة وطئتهم، ولذلك قوبل الإمام (عليه السلام) بالهجمات Ø§Ù„Ø¹Ù†ÙŠÙØ© والØÙ…لات الظالمة، وأضطهد أتباعه، ÙˆØ£ØµØ¨ØØª شيعته عرضة للخطر، ÙØ¹Ø§Ù†ÙˆØ§ من بطش الجبابرة والظلمة ما لا ÙŠØÙŠØ· به البيان. ____________
1- أنظر: نور الأبصار للشبلنجي: 226، تهذيب الكمال للمزّي: 5 / 93، سير أعلام النبلاء للذهبي: 6 / 264. 2- أنظر: كش٠الغمة للأربلي: 2 / 359، عن تذكرة ابن خلدون. الإمام الصادق (عليه السلام) وعهد العبّاسيين:
بعد أنّ قَوَت أركان الدولة العباسية، رأى الØÙƒÙ‘ام العباسيين أنّ المجتمع الإسلامي متعطش للعلم، ÙØØ§ÙˆÙ„ÙˆØ§ أن يتدّخلوا ÙÙŠ هذا المجال ليهيمنوا على العلماء وليمسكوا زمامهم بأيديهم، ÙØ£Ù…عنوا النظر ÙÙŠ المذاهب المنتشرة ليختاروا منها ما يتلائم مع أغراضهم ومصالØÙ‡Ù…ØŒ وليجبروا الناس بعوامل الترغيب والترهيب على التمسك بها، ويبعدوهم عن ÙƒØ§ÙØ© المذاهب التي لاتنسجم مع أغراضهم وأطماعهم. Ùقرّرت السلطة Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© سدّ أبواب الاجتهاد Ù„ØªØØ¬Ø± Ø£Ùكار الناس ÙˆÙ„ØªØ¬ØØ¯ التشريع الإسلامي من خلال ØØµØ±Ù‡Ù… المذاهب ÙÙŠ عدد معيّن. الوصول إلى شاطىء النجاة:
يقول الأخ عبدالله موكر: " لقد Ø£ÙƒØªØ´ÙØª الكثير من الØÙ‚ائق عبر التتبع والاستقصاء والقراءة الموضوعية Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« التاريخ، وكلّما خضت ÙÙŠ أمثال هذه Ø§Ù„Ø£Ø¨ØØ§Ø« تجلّت لي الأمور بوضوØ. ومن هنا نشأت ÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¨Ø°Ø±Ø© Ù…ØØ¨Ù‘Ø© الإمام الصادق (عليه السلام) ومذهبه، ولكن لم تكن صورة هذا المذهب متكاملة ÙÙŠ ذهني، ولم يسعني المجال للتعمق نتيجة ÙƒØ«Ø§ÙØ© الدروس الأكاديمية وقرب Ø§Ù„Ø§Ù…ØªØØ§Ù† الدراسي ÙÙŠ تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø©. وكان الخو٠من مجئ سؤال ØÙˆÙ„ التشيع ÙÙŠ Ø¥Ù…ØªØØ§Ù† مادّة التربية الإسلامية Ø¯ÙØ¹Ù†ÙŠ Ù„Ù„Ù…Ø·Ø§Ù„Ø¹Ø© Ø§Ù„Ù…ÙƒØ«ÙØ© عن هذا المذهب، وبذلك أكتملت صورة مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ÙÙŠ ذهني، ووجدت Ù†ÙØ³ÙŠ Ø£Ù…Ø§Ù… ØÙ‚ائق لم أجد Ø¨ÙØ¯Ø§Ù‹ من الخضوع أمامها والانتماء إليها، وكان ذلك سبباً ÙÙŠ استبصاري واعتناقي لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) . وكانت الكتب التي أمتلكها خير معين وخير زاد Ù„ØØ±ÙƒØªÙŠ ÙÙŠ مسيرة الدعوة، Ùكنت أضيء بها الدرب لمن ØÙˆÙ„ÙŠ وأبيّن لهم الØÙ‚ائق لعلهم يسيرون بإتجاه السبل الموصلة إلى الهداية والÙلاØ. وتمكنت Ù€ بØÙˆÙ„ الله Ù€ أن آخذ بيد الكثير وأخرجهم من الغÙلة إلى الوعي واليقظة والاستبصار".
|