طارق زين العابدين
القسم: ØÙŠØ§Ø© المستبصرين | 2009/08/17 - 03:04 AM | المشاهدات: 4478
طارق زين العابدين ( السودان ـ مالكي )
من مواليد السودان، نشأ ÙÙŠ أسرة تعتنق المذهب السني، كان منذ صغره مهتماً بصياغة Ø£Ùكاره ورؤاه ÙˆÙÙ‚ الأسس والمبادىء السليمة واليقينية، ÙØ¯Ùعه هذا الأمر إلى Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتØÙ‚يق ÙÙŠ المذاهب الإسلامية ØØªÙ‰ Ù„Ø§Ø Ø¨ØµØ±Ù‡ نور معار٠أهل البيت (عليهم السلام) ÙØ§Ø´ØªØ§Ù‚ لنيل المزيد من هذه Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø§Ø±ÙØŒ Ùلم يجد أرضية مناسبة لتلقي هذه العلوم سوى دولة ايران، ÙØ³Ø§Ùر إليها والتØÙ‚ Ùيها بكلية الإلهيات والمعار٠الإسلامية ÙÙŠ مدينة مشهد. ومن هنا تجلّت الØÙ‚ائق التاريخية له، وتوصّل إلى قناعات جديدة ترتبط بالاعتقاد والمصير الأبدي، Ùلهذا لم يجد مجالا للمساومة أو المماطلة، ÙØ§Ø¹ØªÙ†Ù‚ مذهب التشيّع بعد الاعتماد على الأدلة ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø¬ والبراهين المقنعة. Ø¯ÙˆØ§ÙØ¹ توجهه Ù„Ù„Ø¨ØØ«:
أدرك الأخ طارق بعد وصوله إلى مرتبة النضج الÙكري بأنّ الدين الإسلامي هو نظام الØÙŠØ§Ø© الذي به ÙŠØØ¯Ù‘د الإنسان المؤمن المسار الذي ينبغي أن يسير على ضوءه ÙÙŠ هذه الدنيا، Ùلهذا لابد أن يقوم هذا الاعتقاد على أساس يبعث اليقين والطمأنينة، ولا ÙŠØµØ Ø£Ù† تنال المصائر بالظنون والتوهمات، أو تنال بالتقليد الأعمى الذي لا ÙŠØ¹Ø±Ù ØµØ§ØØ¨Ù‡ الدليل ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø© غير ما كان عليه الآباء الأولون، ÙØ¥Ø°Ø§ سئل: لماذا أنت مسلم؟ ÙØ¥Ù†Ù‡ لا يجيب إلاّ بالصمت والØÙŠØ±Ø©ØŒ وإذا قيل له: لماذا أنت شيعي أو سني، لم يجد اجابة مقنعة يقدّمها للسائل. كل ذلك لأنّه لم ÙŠÙكّر ÙÙŠ اعتقاده ومصيره من قبل Ø¨ØØ±ÙŠÙ‘ة، بل قام كما عنده من اعتقاد على التقليد الأبوي والاجتماعي ÙØµØ§Ø± هذا مسلماً شيعياً وصار غيره مسلماً سنّياً. يقول الأخ طارق ÙÙŠ هذا المجال: "لابد من التØÙ‚يق من سلامة العقيدة Ø¨Ø§Ù„ÙØØµ واعادة النظر وتقليب البصر وإعمال الÙكر والتدبّر ÙÙŠ Ø£ØÙˆØ§Ù„ها، لأنّ العقيدة لا تورث ØØªÙ‰ ندعها Ù„Ù„ÙØ·Ø±Ø© ÙˆØØ¯Ù‡Ø§ØŒ والاتّكاء على اعتقاد الاسلا٠والآباء والاجداد ممنوع، وقد قال تعالى: (ÙˆÙŽØ¥ÙØ°ÙŽØ§ Ù‚Ùيلَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ تَعَالَوْاْ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ Ù…ÙŽØ¢ أَنزَلَ اللَّه٠وَإÙÙ„ÙŽÙ‰ الرَّسÙول٠قَالÙواْ ØÙŽØ³Ù’بÙنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْه٠ءَابَآءَنَآ Ø£ÙŽÙˆÙŽ لَوْ كَانَ ءَابَآؤÙÙ‡Ùمْ لاَ يَعْلَمÙونَ شَيْـاً وَلاَ يَهْتَدÙونَ )(1)". ويضي٠الأخ طارق: "إنّ الرسول(صلى الله عليه وآله) قد ØµØ±Ù‘ÙŽØ Ù…ØØ°Ù‘ÙØ±Ø§Ù‹ Ø£Ùمَّته إذ يقول(صلى الله عليه وآله): "Ø§ÙØªØ±Ù‚ت اليهود إلى Ø¥ØØ¯Ù‰ وسبعين ÙØ±Ù‚ة، ÙˆØ§ÙØªØ±Ù‚ت النصارى على اثنتين وسبعين ÙØ±Ù‚ة، ÙˆØªÙØªØ±Ù‚ Ø£Ùمَّتي على ثلاث وسبعين ÙØ±Ù‚Ø©" إذن ÙØ§Ù„اختلا٠الذي وقع بين المسلمين إلى اليوم يؤيّد ما ذهبنا إليه ÙÙŠ وجوب التØÙ‚يق ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ ما بلَغنا من اعتقاد، وإلاّ Ùكي٠نطمئنّ على ØØµÙˆÙ„ السلامة وبلوغ النجاة؟ وكي٠نثبت ذلك ونقيم عليه الدليل ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ù‘ة؟ هذا أمر لا أظنّ٠سيستَهْوÙنه مسلم ارتبط مصيره بيوم Ùيه ØØ³Ø§Ø¨ÙŒ ثمَّ ثواب أو عقاب، ولا أظنّ٠إنساناً صدَّق باليوم الآخر ولا يرجو Ùيه النجاة والسلامة، ÙØ§Ù„تØÙ‚يق ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ« هو السبيل إلى بلوغ هذه الغاية ÙˆØ§Ù„ØØµÙˆÙ„ على النجاة المطلوبة. وما يجدر الإشارة إليه أنَّ الذين ÙŠÙÙØ¬ÙŽØ¹ÙˆÙ† بالمصير السيّء والنهاية المشؤومة ____________ 1- المائدة: 104. ÙÙŠ تلك الØÙŠØ§Ø© Ø§Ù„Ø£ÙØ®Ø±Ù‰ هم الذين سكنت Ù†Ùوسهم للموروث من العقائد; ظنّاً منهم أنَّه الØÙ‚Ù‘ØŒ وتلذّذت Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… بنشوة الغÙلة وهدأة Ø§Ù„Ù†ÙØ³ لها،
ولÙما أصابوه من هذه الØÙŠØ§Ø©. وهؤلاء إمَّا أنّهم قد أطلقوا Ù„Ù„Ù†ÙØ³ زمامها ÙˆØØ¨Ù„ها على غاربها بالتهاون والتساهل ÙÙŠ أمر الدين ونسيان الØÙŠØ§Ø© الآخرة وعدم مراعاة أمرها بتصØÙŠØ اعتقاد أو أداء ØªÙƒÙ„ÙŠÙØŒ أو أنّهم ركنوا إلى الأوهام ÙÙŠ اعتقادهم وغاصوا ÙÙŠ Ø¨ØØ§Ø± التوهّم Ø¨ØØ«Ø§Ù‹ عن اللؤلؤ، دون أن ÙŠØªÙØ·Ù‘نوا إلى أنَّ اعتقاداً كهذا لا وجود له ØØªÙ‘Ù‰ يأتي باللؤلؤ النÙيس، Ùليس الوهم إلاّ عدم Ù…ØØ¶Ù‘ لا يوجد إلاّ ÙÙŠ الخيال. أو أنّ هؤلاء قد استلْقَوا ÙÙŠ Ø£ØØ¶Ø§Ù† الظنّ٠ÙÙŠ أمر العقيدة. وذاقوا بهذا يسيراً من مذاق الØÙ‚يقة بعد اختلاطها بقدر جمّ٠من الباطل، وهم ÙÙŠ غمرة هذا المذاق الØÙ„Ùˆ الذي يتلمّظونه بين كَمّ٠من المرارة ركنوا لمذاق الباطل الذي خلطوه به ظنّاً منهم أنَّ للØÙ‚ّ٠مذاقاً كهذا إذ أنَّهم خلطوا عملا ØµØ§Ù„ØØ§Ù‹ بآخَر سيّئاً (Ø¥ÙÙ† ÙŠÙŽØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹Ùونَ Ø¥Ùلاَّ الظَّنَّ ÙˆÙŽ Ø¥Ùنَّ الظَّنَّ لاَ ÙŠÙØºÙ’Ù†ÙÙ‰ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْØÙŽÙ‚ÙÙ‘ شَيْـاً )(1). والذين يمØÙ‘ÙØµÙˆÙ† اعتقادهم الديني ليبلغ ØØ¯Ù‘ اليقين أو قدراً من اليقين تَضعÙ٠نسبة الشكّ والظنّ Ùيه بصورة تجعل مقدار الشكّ لا يؤدّي وجوده إلى زوال الطمأنينة ÙÙŠ الاعتقاد، Ùهؤلاء أقرب من غيرهم إلى النهج الذي رسمه النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) لكي يسير عليه الناس، بل هؤلاء لا يعجزون عن التماس الأدلّة ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø¬ القويّة على اعتقادهم هذا من ØÙŠØ« مواÙقته لآيات القرآن ÙˆØ£ØØ§Ø¯ÙŠØ« النبيّ(صلى الله عليه وآله)ومسلّمات العقل ÙˆÙØ·Ø±ÙŠÙ‘اته، Ùهم ÙÙŠ ØÙ‚يقة الأمر يأنسون، ÙÙŠ اعتقادهم الممØÙ‘ص هذا، إلى Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± السليم لنقاط الخلا٠بينهم وبين Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ Ø§Ù„Ø£ÙØ®Ø±Ù‰ØŒ ØªÙØ³ÙŠØ±Ø§Ù‹ يخلو من التكلّ٠الذي لا ÙŠÙØ±ØªØ¶Ù‰ أبداً ÙÙŠ مثل هذه Ø§Ù„Ù…ÙˆØ§Ù‚ÙØŒ بل يقÙون ____________ 1- النجم: 28. على اعتاب Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الØÙƒÙŠÙ… لهذه النقاط الخلاÙيّة دون أن تتلجلج النÙوس Ø§Ù„ØØ±Ù‘ÙŽØ© ÙÙŠ قبوله ودون أن يخالÙÙ‡ القرآن أو Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« أو مقتضيات العقل
المتوازنة، Ùهكذا يجب أن يكون الاعتقاد ÙÙŠ المسائل الدينيّة الأصليّة، ولا يتأتى ذلك إلاّ ببذل الهÙÙ…ÙŽÙ… ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتØÙ‚يق والتنائي عن العصبية والجاهليّة والتقليد الأعمى". متطلبات التØÙ‚يق ÙÙŠ أمر العقيدة:
يقول الأخ طارق ØÙˆÙ„ شروط Ø§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ الأمور العقائدية: "إنّ Ù…ÙŽÙ† ØÙŽØ²ÙŽÙ… الأمر على التØÙ‚يق ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ اعتقاده Ùهو لا يستطيع Ø¥ØØ±Ø§Ø² شيء من تØÙ‚يقه إن كان Ù…ÙØ¹Ù…اً بالتعصّب والتقليد اللذين لا ÙŠØªÙŠØØ§Ù† Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© للتØÙ‚يق Ø§Ù„ØØ±Ù‘ÙØŒ Ùلابدَّ له لكي يكون ØØ±Ù‘ Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© والتÙكير أن ÙŠÙØ±Ù‘غ Ù†ÙØ³Ù‡ من كلّ ما يمكن أن يتسبّب ÙÙŠ Ø¥ÙØ³Ø§Ø¯ التØÙ‚يق عليه والØÙŠÙ„ولة بينه وبين ما يصبو إليه من Ø¨ØØ«Ù‡ØŒ وأن يهيّىء Ù†ÙØ³Ù‡ جيّداً لتقبّل الØÙ‚يقة التي يصل إليها، بعد إنجاز التØÙ‚يق والاطمئنان إلى سلامته من ØÙŠØ« المنهج السليم والأدلّة المقنعة بلا شكّ; لأنَّ الخو٠من خوض التØÙ‚يق أو الخو٠من تقبّل النتيجة عدوّ المØÙ‚ّق النزيه، ÙØ§Ù„نتيجة ØªØØªÙ‘Ù… عليه Ø±ØØ§Ø¨Ø© الصدر لتقبّلها باعتبار أنَّها الØÙ‚Ù‘ØŒ بل ØªØØªÙ‘Ù… عليه Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عنها وعرضها على الآخرين. ومن لا يهد٠إلى هذا من تØÙ‚يقه ÙˆØ¨ØØ«Ù‡ ÙØ¹Ù„يه ألاّ يشرع ÙÙŠ شيء من التØÙ‚يق لأنَّه يكون عندئذ مضيعة لوقته، بل يكون عبثاً ولعباً، ولماذا يتØÙ…ّل المشاقّ ويقطع Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© على Ù†ÙØ³Ù‡ ثمَّ لا يقبل نتيجة Ø¨ØØ«Ù‡ وتØÙ‚يقه ولا ÙŠØ¯Ø§ÙØ¹ عنها؟!". الأسباب الموجبة للتØÙ‚يق ÙÙŠ أمر العقيدة:
يقول الأخ طارق ØÙˆÙ„ الأسباب التي Ø¯ÙØ¹ØªÙ‡ Ù„Ù„Ø¨ØØ« والتØÙ‚يق ÙÙŠ أمر العقيدة: "لا شكّ أنَّ ما ندين به من عقائد ÙŠØØªÙˆÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ قدر Ø¬ÙŠÙ‘ÙØ¯ من الØÙ‚يقة، بل بالنظر إلى وجود القرآن بيننا يجعلنا نتسطيع أن نجزم بأنَّ ما بين أيدينا هو كلّ الØÙ‚يقة، ولكنَّ وجود الØÙ‚يقة بيننا شيء والعمل على أساس هذه الØÙ‚يقة شيء آخر; ÙØ§Ù„نبيّ(صلى الله عليه وآله) لم يأمر باتّباع القرآن أو العمل به ÙØØ³Ø¨ بل قَرَن به ما قرن، وهذا المقرون بالقرآن ليس Ùيه ØÙ‚يقة ØªÙ†ÙØµÙ„ عن القرآن وتخالÙه، بل ÙŠÙØ¨ÙŠÙ‘ÙÙ† ما اشتمل عليه القرآن من الØÙ‚Ù‘. إذن ÙØ§Ù„مقرون بالقرآن هذا لا نستطيع أن نق٠من دونه على ما جاء به القرآن من الØÙ‚Ù‘. وهذا هو السبب الذي لا نستطيع معه أن نقطع بأنَّ ما ندين به يشتمل بلا ريب على اليقين دون الظنّ، وكثير من الأسباب أدّت إلى عدم القطع هذا Ùكان Ø¯Ø§ÙØ¹Ø§Ù‹ للتØÙ‚يق ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ«ØŒ ومن هذه الأسباب: أوّلا: Ø§Ù„ÙØªÙ† ÙˆØ§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØ§Øª Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ù‘Ø©
إن Ø§Ù„ÙØªÙ† ÙˆØ§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØ§Øª التي Ø¹ØµÙØª بالمجتمعات ÙˆØ§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ المسلمين، منذ نعومة Ø£Ø¸Ø§ÙØ± الإسلام. وقد بدأت هذه Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØ§Øª والنبيّÙ(صلى الله عليه وآله) لمّا يرتØÙ„ من بين الناس آنذاك، Ùلقد اختلÙوا ÙÙŠ أهمّ مسألة ترتبط بمصير المسلمين وهم جلوس ÙÙŠ ØØ¶ÙˆØ± نبيّهم(صلى الله عليه وآله)ØŒ وهو الاختلا٠الذي Ø¹ÙØ±ÙÙ Ùيما بعد بـ "رزية يوم الخميس". ولا تخلو من ØÙƒØ§ÙŠØªÙ‡ كتب السّÙير ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ«. ولا شكّ أنَّ هذا الاختلا٠قد ألقى بظلاله على زماننا، ÙˆØ£ÙØÙŠØ·Øª الØÙ‚يقة على أثره بقدر من الإبهام أدّى إلى صعوبة التعرّ٠عليها بعينها، ولا سيّما بعد Ø§ÙØªØ±Ø§Ø¶ عدالة ÙƒØ§ÙØ© Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© الذين كانوا أوّل من أختل٠ÙÙŠ Ø£Ùمور الدين، Ùقد أسدلت هذه العدالة الشاملة ستاراً معتماً على كثير من الأÙمور، ومنعت التطرّق إلى Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتØÙ‚يق Ùيما وقع بين Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© من اختلا٠بهد٠إدراك الØÙ‚يقة، ÙØªÙ‡ÙŠÙ‘ب الناس السؤال عمّا ØÙŽØ¯ÙŽØ« Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الØÙ‚Ù‘ من الباطل. وبسبب هذه العدالة استوى عند المسلمين ÙÙŠ هذا العصر الخطأ والصواب! لأنَّ المتخالÙين من Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© كلّهم مأجورون ÙˆÙ…ÙØ«Ø§Ø¨ÙˆÙ†! ÙØ§Ù†ØªØ´Ø± الإسلام على هذا، يدين الناس بأÙمور كثيرة مختل٠عليها Ùيه. ثانياً: تعدّد Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ الإسلاميّة
ذلك أنّ Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØ§Ù‹ كهذا ØÙŽØ¯ÙŽØ« بين الرعيل الأوّل Ù€ ولا سيّما بعد الركون إلى عدالتهم كاÙّة Ù€ قد أدّى إلى بروز ÙØ±Ù‚ لا ØªØØµÙ‰ ولا تعدّ ÙÙŠ المجتمع الإسلاميّ. والعجيب أنَّ أعضاء هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ Ù€ وهم لا يجوّزون Ø¨ØØ« الخلا٠بين Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© Ù€ تراهم ÙŠØ¨ØØ«ÙˆÙ† ØÙˆÙ„ ما ØØ¯Ø« بينهم Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… من Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØŒ وقد غÙلوا عن أنَّ اختلاÙهم هذا كثير منه معلول Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØ§Øª الأÙولى; ÙØ¥Ø«Ø¨Ø§Øª الØÙ‚Ù‘ Ù„ÙØ±Ù‚Ø© وسلبه عن ÙØ±Ù‚Ø© Ø£ÙØ®Ø±Ù‰ØŒ هو ÙÙŠ الواقع نسبة ذلك الØÙ‚Ù‘ إلى رأي من آراء بعض Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙÙŠ المسألة المختل٠Ùيها، وسلبه عن Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© Ø§Ù„Ø£ÙØ®Ø±Ù‰ هو سلب هذا الØÙ‚Ù‘ عن البعض الآخر منهم ÙÙŠ Ù†ÙØ³ مسألة Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØŒ وقد طعنوا بذلك ÙÙŠ عدالة كاÙّة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© من مكان بعيد. ثالثاً: بعد Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ÙØ© الزمنيّة بين زماننا وزمان النبيّ(صلى الله عليه وآله)
وهذا من الأسباب القويّة التي تؤدّي بلا شكّ إلى بعث غريزة التØÙ‚يق ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ Ø£Ùمور الدين، لأنَّ ما صدر من النبيّ(صلى الله عليه وآله) لابدَّ له أن يطوي كلّ تلك Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ÙØ© متنقّلا بين أنواع Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ البشر والمجموعات Ø§Ù„Ù…ØªØ®Ø§Ù„ÙØ© التي لا تعتمد إلاّ ما واÙÙ‚ الرأي منها ولا ØªØØªÙظ إلاّ بما تراه صواباً. وهي ÙÙŠ ØªØØ¯ÙŠØ¯Ù‡Ø§ الصواب من الخطأ تتنازعها Ø£Ùمور وتتناوشها أشياء; ÙØ§Ù„نسيان والخطأ والهوى والتقليد والعصبيّة والقبليّة والØÙ‚د... كلّ ذلك سيضع آثاره على ما رÙوي عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) من كلام، وجب علينا التعبّد به ونØÙ† ÙÙŠ هذا العصر البعيد عن زمن الرسالة. ÙØ§Ù„ذين ينقّون ما يمرّ عبرهم من أقوال ÙˆØ£ÙØ¹Ø§Ù„ صدرت عن النبيّ(صلى الله عليه وآله).. على أيّ معيار يعتمدون ÙÙŠ هذه التنقية؟ ومَن ÙŠØ¬Ø±Ù‘Ø ØºÙŠØ±Ù‡ ويتّهمه بالنسيان وكثرة الخطأ يجرّØÙ‡ بأÙمور هو Ù†ÙØ³Ù‡ عرضة لها وإن كان ثقة عادلا، هذا ÙØ¶Ù„ا عن الذين شمّروا عن سواعدهم لوضع ما لم يكن عن النبيّ(صلى الله عليه وآله)صدوره ونسبتÙÙ‡ إليه بعد ذلك، وهم أكثر وأشدّ نشاطاً ÙˆÙØ¹Ø§Ù„يّة. وعملهم أسهل وأهون من عمل الإصلاØ. رابعاً: ØØµØ§Ø± أهل البيت وتكميم Ø£Ùواههم
لقد كان Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الأوّل وكذلك Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الثاني يرجعان ÙÙŠ كثير من الأÙمور إلى أهل البيت; ÙØ£Ø¨Ùˆ ØÙص كان Ù…ÙØ²Ø¹Ù‡ ÙÙŠ Ø£Ùمور الدين الإمام عليّ (عليه السلام) ØŒ ولهذا صدر منه مراراً قوله: "لولا عليّ لهلك عمر"ØŒ وقوله: "اللّهم أعوذ بك من معضلة ليس لها أبو Ø§Ù„ØØ³Ù†"ØŒ وهكذا كان دأبهما. وأعلميّة أهل البيت Ù€ وعلى رأسهم الإمام عليّ (عليه السلام) Ù€ من الØÙ‚ائق التي لا مراء Ùيها ولا جدال، وقد اعتر٠بذلك أبو بكر ÙˆØ®Ù„ÙŠÙØªÙ‡ أبو ØÙص. واستمرَّ Ø§Ù„ØØ§Ù„ إلى زمان عثمان ØÙŠØ« استولى بنو Ø£Ùميَّة على مقاليد الأÙمور ÙÙŠ الدولة الإسلاميَّة، وتصرَّÙوا ÙÙŠ كلّ٠شيء ØØªÙ‘Ù‰ هيمنوا على السلطة تماماً، ÙØªØºÙŠÙ‘َر Ø§Ù„ØØ§Ù„ ÙˆØÙˆØ±Ø¨ أهل البيت، ÙˆØÙˆØµØ±Øª أقوالهم، وسÙلب ØÙ‚ّهم ÙÙŠ المرجعيّة الدينيّة ÙØ¶Ù„ا عن Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©. واستمرَّ Ø§Ù„ØØ§Ù„ هكذا إلى آخر يوم ÙÙŠ الدولة العبّاسيّة، Ùنشأ الناس على ترك أهل البيت. ثمَّ إنَّ Ø§Ù„ØØµØ§Ø± ÙÙŠ دولة بني Ø£ÙÙ…ÙŠÙ‘ÙØ© لم يق٠على إبعاد أهل البيت النبويّ عن المرجعيّة ÙØØ³Ø¨ØŒ بل تعدّى إلى إبرازهم بنØÙˆ يؤدّي إلى Ù†Ùور الناس منهم، ولهذا الغرض استنّوا سبَّ الإمام عليّ (عليه السلام) أكثر من خمسين عاماً. ÙˆØ¶ÙØ±Ùبَ Ø§Ù„ØØµØ§Ø± على من يرجع إليهم ÙÙŠ Ø£Ùمور دينه، ÙˆÙ‚ÙØªÙ„ من لم يطلق لسانه Ùيهم بالسباب والشتم، وهÙÙŠÙ‘ÙØ¦Øª Ø§Ù„ÙØ±Øµ لمن يسبّهم ويجاÙيهم. وأمر معاوية الناس ÙÙŠ بقاع الدولة بإبراز Ù…ØØ§Ø³Ù† غيرهم ÙÙŠ مقابل ما أبرزه النبيّ(صلى الله عليه وآله) من Ù…ØØ§Ø³Ù† لهم، ثمَّ Ù‚ÙØªÙ‘لوا بعد ذلك شرّ تقتيل، Ùليس منهم إلاّ مسموم أو مقتول. كتب معاوية نسخة ÙˆØ§ØØ¯Ø© إلى عمّاله بعد عام الجماعة أن برئت الذمّة ممّن روى شيئاً من ÙØ¶Ù„ أبي تراب وأهل بيته! Ùقامت الخطباء ÙÙŠ كلّ كورة وعلى كلّ منبر يلعنون عليّاً ويبرؤون منه ويقعون Ùيه ÙˆÙÙŠ أهل بيته. وكان أشدّ الناس بلاء ØÙŠÙ†Ø¦Ø° أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ لكثرة من بها من شيعة عليّ (عليه السلام) (1). والسؤال الذي ÙŠÙØ·Ø±ÙŽØ ببراءة: لماذا ØØ§Ø±Ø¨ الأمويّون طيلة ØÙƒÙ…هم هذا علماءَ أهل البيت؟ ولأيّ٠شيء قتلوهم؟ ولماذا نسج على منوالهم العبّاسيّون؟ وقد يجيب Ø£ØØ¯ بأنَّهم Ù†Ø§ÙØ³ÙˆÙ‡Ù… ÙÙŠ الØÙƒÙ… والسلطة.. ولكن، هل كان أهل البيت يعارضون ØÙƒÙ… الأمويّين لو كان قائماً على ما جاء به الوØÙŠ ÙˆÙ‚Ø¶Ù‰ به النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŸ! وهل كان من الوØÙŠ Ø³Ø¨Ù‘ الإمام عليّ أو قتل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بالصورة Ø§Ù„ÙˆØØ´ÙŠÙ‘Ø© التي عرÙها التاريخ؟! أو كان من الوØÙŠ Ø¥Ø·Ø¹Ø§Ù…Ù‡Ù… السمّ Ø§Ù„Ø²Ø¹Ø§ÙØŸ! وهل كان أبناء الرسول ÙŠØØ¨Ù‘ون السلطة من أجل السلطة والØÙƒÙ…ØŸ وماذا تضرّر العبّاسيّون من عترة النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØØªÙ‘Ù‰ انتهجوا معهم ما انتهجه الأمويّون؟! إنّ أهل البيت بعد الضربات الأمويَّة لم تبقَ لهم تلك الخطورة السياسية التي تعتمد على قوّة الجيش والسلاØ; Ùقد Ø§Ù†ÙØ¶Ù‘ الناس من ØÙˆÙ„هم إمَّا Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ من القتل والسبي، وإمَّا انجذاباً Ù†ØÙˆ Ø§Ù„Ø£ØµÙØ± والأبيض من أموال السلطة. وصار أهل البيت ØªØØª المراقبة الأمويَّة ÙÙŠ منازلهم وبين أهليهم، أو ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø¨Ø³ ÙˆÙÙŠ سجون الØÙƒÙˆÙ…Ø© العبّاسيّة، وهذا يكÙÙŠ الØÙƒÙ‘ام لتوطيد ØÙƒÙ…هم. إذن.. لماذا القتل؟! وهل كان لأهل البيت كخطر الجيوش ÙˆØ§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ù„Ø§ يزول إلاّ بقتلهم؟! وما ذاك الخطر؟! وهل كان السبيل إلى Ø§Ù„ØµÙ„Ø ÙˆØ§Ù„ØªÙˆØ§ÙÙ‚ معهم قد أغلق تماماً؟! لقد كانت المسألة بين الØÙƒÙ‘ام من الأمويّين والعبّاسيّين، وبين أهل البيت مسألة الدين والشرع، ÙØ§Ù„ØÙƒÙ‘ام ÙÙŠ نظر أهل البيت قد خالÙوا الشرع والنهج ____________ 1- Ø´Ø±Ø Ù†Ù‡Ø¬ البلاغة لابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯: 11 / 44ØŒ الباب 23. المØÙ…َّديّ، وأهل البيت ÙÙŠ نظر الØÙƒÙ‘ام خطر دينيّ أساسيّ لا ÙŠØØªØ§Ø¬ إلى جيش وسلاØ. وهذا الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يصوّر ØÙ‚يقة النزاع بين الØÙƒÙ‘ام وأهل البيت، يقول الطبريّ: "وقام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ كربلاء مخاطباً Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ØŒ ÙØÙ…Ø¯ الله وأثنى عليه، ثمَّ قال: أيّها الناس، إنَّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: من رأى سلطاناً جائراً مستØÙ„اّ Ù„ÙØÙØ±ÙŽÙ… الله، ناكثاً لعهد الله، Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ§Ù‹ لسنّة رسول الله، يعمل ÙÙŠ عباد الله بالإثم والعدوان Ùلم يغيّر عليه Ø¨ÙØ¹Ù„ ولا قول، كان ØÙ‚ّاً على الله أن ÙŠÙØ¯Ø®Ù„Ù‡ Ù…ÙØ¯Ø®Ù„Ù‡. ألاَ وإنَّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرØÙ…ن، وأظهروا Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ØŒ وعطّلوا Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ØŒ واستأثروا بالÙيء، وأØÙ„ّوا ØØ±Ø§Ù… الله ÙˆØØ±Ù‘موا ØÙ„اله، وأنا Ø£ØÙ‚Ù‘ من غيري"(1). ÙØ¥Ø°Ø§ كان النبيّ(صلى الله عليه وآله) قد ربّى أبناء الناس على الدين خير تربية، أتراه تاركاً أبناءه على غير تربية الدين؟! لا، بل لهم الأولويَّة ÙÙŠ التربية والنشأة على الوØÙŠØŒ وإلاّ ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ يكون كالآمر بالبرّ٠والناسي Ù„Ù†ÙØ³Ù‡. ولمّا كان هد٠أهل البيت إقامة الدين وإجراء الشرع الذي تربّوا عليه وهم أولى بذلك، كان الØÙƒÙ‘ام ÙÙŠ زمانهم يهدÙون إلى السلطة ÙØØ³Ø¨ØŒ لأنَّ الذي لا يهد٠إلى شيء إلاّ أن يرى الدين قائماً، لا يضيره شيء إن قام الدين بغيره من الناس على الوجه المطلوب. وهكذا ØÙˆØµØ± أهل بيت النبوّة من كلّ صوب، ومÙنعوا من الكلام ÙÙŠ أيّ أمر ÙÙŠ مجال الدين سياسيّاً وعباديّاً. ÙØ¥Ù† كان هذا ØØ§Ù„ أهل البيت ÙÙ…ÙŽÙ† Ù…ÙÙ† أتباعهم تكون له جرأة الكلام والتÙوّه بما يرضي العترة النبويّة؟! Ùلو استهان أمر أهل البيت عند الØÙƒÙ‘ام Ùلاَمر٠أتباعهم أشدّ هواناً. ومع ذلك ظهر على Ø³Ø·Ø Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© الدينية علماء صار ØÙ‚Ù‘ الÙÙØªÙŠØ§ لهم، وارتضاهم الØÙƒÙ‘ام، وقصدوا إلى ÙØ±Ø¶ ما Ø£ÙØªÙˆØ§ به على ____________ 1- تاريخ الطبري: 4 / 304ØŒ ØÙˆØ§Ø¯Ø« سنة Ø¥ØØ¯Ù‰ وستّين. الناس ونشره بينهم، Ùقرّبوهم إليهم وأجزلوا لهم العطاء. Ùلو كان ما Ø£ÙØªÙ‰ به هؤلاء يرضي سريرة أهل البيت (عليهم السلام) ويواÙÙ‚ ما هو عليه من أمر، Ùلماذا لم يترك الØÙƒÙ‘ام أهل البيت لأن ÙŠÙØªÙˆØ§ أو يقولوا بهذا ما دام لا يضيرهم منه شيء؟! أم أنَّ هؤلاء كانوا أعلم من أهل البيت بأÙمور الدين والوØÙŠØŸ! ولكنَّ أهل البيت لم يكونوا ليقبلوا بالصمت أمام الظلم وجور الØÙƒÙ‘ام، كما سمعت من كلام الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام) . وأمَّا من Ù‚ÙØ±Ù‘ÙØ¨ من العلماء ÙˆØ§Ø±ØªÙØ¶ÙŠ Ù…Ù† قبل الØÙƒÙ‘ام Ùلم يكونوا يَرَون ما كان يراه الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل البيت كاÙّة، ولذا Ø£ÙØªÙ‰ هؤلاء العلماء بما زعموا أنَّه من رسول الله(صلى الله عليه وآله): "من خرج عن الطاعة ÙˆÙØ§Ø±Ù‚ الجماعة مات ميتة جاهليّة"! وبعد هذا Ùكي٠لا يقبل الØÙƒÙ‘ام هذه Ø§Ù„ÙØªØ§ÙˆÙ‰ ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ø§ من العلماء؟! وكي٠بعد هذا يسمع لأهل البيت ÙØªÙˆÙ‰ ÙÙŠ الدين؟! ولهذا Ø£ÙØ¨Ø¹Ø¯ أهل البيت، ÙˆÙ‚ÙØ±Ù‘ÙØ¨ من خالÙهم من العلماء والناس. واستمرَّ Ø§Ù„ØØ§Ù„ هكذا وطارت ÙØªÙˆØ§Ù‡Ù… كلّ مطير وانتشرت ÙÙŠ البلاد وسار الناس على مذاهبهم، ولم ÙŠÙ„ØªÙØª Ø£ØØ¯ إلى بيت النبوّة ومهبط الوØÙŠØŒ ÙØ£Ø®Ø° الناس الدين عن غيرهم. وها Ù†ØÙ† نرى الخلا٠بين أتباع المذهب Ø§Ù„Ø¬Ø¹ÙØ±ÙŠ Ù…Ù† شيعة أهل البيت وبين المذاهب السّÙنيّة. Ø£Ùلا يدعو هذا إلى Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتØÙ‚يق؟!". ومن منطلق Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتØÙ‚يق وجد الأخ طارق Ù†ÙØ³Ù‡ أمام ØÙ‚ائق لا سبيل لانكارها ÙØ§Ø¹Ù„Ù† ولاءه لآل Ù…ØÙ…د والقول بامامتهم ÙˆØ§Ù„Ø§Ù„ØªØØ§Ù‚ بسÙينتهم مطمئن البال، مستقر Ø§Ù„Ù†ÙØ³ØŒ Ù…Ø±ØªØ§Ø Ø§Ù„Ø¶Ù…ÙŠØ±ØŒ لأنّه شعر بعدها أنّه يمتلك عقيدة راسخة وناتجة عن Ùهم ÙˆØ¨ØØ« ودراية. موقÙÙ‡ ممن خاصمه بعد الاستبصار:
تعرّض الأخ طارق بعد اعلانه الولاء لأهل البيت لجملة من المضايقات من قبل البعض ممن ØÙˆÙ„ه، لكنه لم يعبأ بها ابداً، بل كان يتعجب من اولئك الذين عارضوه وخاصموه بشدّة، Ùيقول ÙÙŠ هذا المجال: "إن الذي ليس له الشجاعة لتقبّل الØÙ‚ائق والأدلة المقنعة، ولا يتذوقها إلاّ مرّه، لا يجوز له أن يضايق Ù…ÙŽÙ† رضي بالØÙ‚ وقبل الدليل وتذوّق Ùيه الطلاوة والØÙ„اوة. غير أنني لم أغلق الباب أمام من يرى خلا٠ما رأيت، ويملك من الأدلة ما لم أملك، على أنّه سيظلّ الباب Ù…ÙØªÙˆØØ§Ù‹ له، ما دام ينتهج ÙÙŠ ØÙˆØ§Ø±Ù‡ قوله تعالى: (ادْع٠إÙÙ„ÙŽÙ‰ سَبÙيل٠رَبÙّكَ Ø¨ÙØ§Ù„Ù’ØÙÙƒÙ’Ù…ÙŽØ©Ù ÙˆÙŽØ§Ù„Ù’Ù…ÙŽÙˆÙ’Ø¹ÙØ¸ÙŽØ©Ù الْØÙŽØ³ÙŽÙ†ÙŽØ©Ù ÙˆÙŽ جَـدÙلْهÙÙ… Ø¨ÙØ§Ù„َّتÙÙ‰ Ù‡ÙÙ‰ÙŽ Ø£ÙŽØÙ’سَنÙ)(1) وإلاّ ÙØ§Ù„باب موصَد". Ù…Ø¤Ù„Ù‘ÙØ§ØªÙ‡:
(1) "دعوة إلى سبيل المؤمنين": صدر سنة 1418هـ Ù€ 1998Ù… عن مؤسسة الطبع التابعة للآستانة الرضوية المقدسة. جاء ÙÙŠ تعري٠الكتاب على غلاÙÙ‡ الأخير: "لغة الØÙˆØ§Ø± الهادىء مظهر ØØ¶Ø§Ø±ÙŠ Ù…ØªÙ‚Ø¯Ù‘Ù…... ومزيّة بينة من مزايا هذا الكتاب; إذ مزج Ùيه مؤلÙÙ‡ بين عمق الÙكرة ووضوØÙ‡Ø§ وبين Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆØ±Ø© الودودة التي تستهد٠التعري٠والتبصير من خلال المنطق المرضي والبرهان...". إن هذا الكتاب خطوة عسى أن تكون ÙØ§Ø¹Ù„Ù‡ ÙÙŠ ترصيص كيان الأمة الإسلامية من خلال الكلمة المضئية، للوصول إلى المعنى الاعتقادي والتاريخي المشترك الذي يق٠على أرضيته مسلمو العالم. يتأل٠الكتاب من تمهيد وخمسة ÙØµÙˆÙ„ وهي: التمهيد: التØÙ‚يق ÙÙŠ أمر العقيدة. ____________
1- النØÙ„: 125. Ø§Ù„ÙØµÙ„ الأول: عدالة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©. Ø§Ù„ÙØµÙ„ الثاني: ØØ¯ÙŠØ« الاقتداء بأبي بكر وعمر. Ø§Ù„ÙØµÙ„ الثالث: Ø®Ù„Ø§ÙØ© أبي بكر الصديق. Ø§Ù„ÙØµÙ„ الرابع: أولو الأمر هم أهل البيت. Ø§Ù„ÙØµÙ„ الخامس: Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© بعد النبي علي(عليهما السلام). ÙˆÙ‚ÙØ© مع كتابه: "دعوة إلى سبيل المؤمنين" يدعو الكاتب ÙÙŠ كتابه هذا المسلمين إلى Ø§Ù„ØªÙˆØØ¯ على هدى الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله)وعدم الانشقاق عنه وسلوك سبيل عترته وأهل بيته (عليهم السلام) المؤمنين ØÙ‚اً بهدى ابيهم الذي لا ينطق عن الهوى، وهم أوائل السائرين على الصراط المستقيم الذين Ø§ØµØ·ÙØ§Ù‡Ù… الله واختارهم أئمة للناس. ويتناول ÙÙŠ كتابه مسألة اختلا٠المسلمين ÙÙŠ ولي الأمر بعد الرسول(صلى الله عليه وآله)ØŒ ÙÙŠØ¨ØØ« مقدمة ÙÙŠ عدالة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© واختلاÙهم، ثم يتناول Ø®Ù„Ø§ÙØ© Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØªÙŠÙ† الأول والثاني ÙÙŠØ¨ØØ« Ùيها نصوصاً وتاريخاً Ùيرد ما استدلوا به عليها من اجماع مزعوم وشورى غاب عنها المشيرون، ÙˆØªØ±Ø´ÙŠØ Ø£Ø¨ÙŠ بكر للصلاة من قبل ابنته عائشة قرب ÙˆÙØ§Ø© النبي(صلى الله عليه وآله). ثم يواصل Ø¨ØØ«Ù‡ مستدلا بالآيات القرآنية ÙˆØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡Ø§ من قبل كبار أئمة Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ±ØŒ وكذلك Ø¨Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« النبوية Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© التي اتÙÙ‚ عليها المسلمون Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ولي الأمر الذي تجب طاعته على المسلمين Ùيجد ان النصوص Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© قرآناً ÙˆØØ¯ÙŠØ«Ø§Ù‹ قد ÙˆØ¶ØØª ولي الأمر بما لا يقبل اللبس والابهام وهم أهل البيت (عليهم السلام) الذين لم يتلبسوا بظلم أبداً، والذين لا يقاس بهم Ø£ØØ¯ كما ÙˆØ¶ØØª النصوص المراد بأهل البيت وان ØØ§ÙˆÙ„ البعض التشويش على ذلك عناداً وضلالا. ثم استعرض النصوص التي تدل ان Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الذي عيّنه الرسول(صلى الله عليه وآله) هو الإمام علي (عليه السلام) الذي اختاره الله ولياً لكل مؤمن والذي اعتر٠له بذلك من اغتصب ØÙ‚Ù‡ ÙÙŠ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ÙÙŠ بعض Ùلتات السنتهم. ونØÙ† هنا Ù†ÙˆØ¶Ø Ù€ باختصار Ù€ Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ù…Ù† الÙكرة الاساسية للكتاب. أهمية Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ولي الأمر الواجب الطاعة:
ÙŠÙˆØ¶Ù‘Ø Ø§Ù„ÙƒØ§ØªØ¨ ذلك بالقول: إنَّ من المسائل التي ØªÙØ±Ø¶ علينا التØÙ‚يق ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ« ØÙˆÙ„ها باعتبارها من أهم مسائل الدين، هي Ù…Ø¹Ø±ÙØ© وليّ الأمر. الاعتقاد السائد بين كاÙّة المسلمين أنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) هو خاتم الأنبياء والرسل، أي هو نبيّ لا نبيّ من بعده، وأيّ اعتقاد بخلا٠ذلك يستوجب Ø§Ù„ÙƒÙØ± بلا شكّ. ÙˆÙØ±Ø¶ عدم خاتميّة الرسالة ÙŠÙØ±Ø¶ نبيّاً آخر يأتي بعد Ù…ØÙ…َّد(صلى الله عليه وآله) لهداية الناس بعد انقضاء ÙØªØ±Ø© الإسلام، ولمّا لم يكن كذلك.. ÙÙÙ‡ÙÙ…ÙŽ الإسلام على ضوء ختم الرسالة بأنَّه دين كلّ زمان ومكان، وهذا منطق بلا شكّ يتّÙÙ‚ وختم الرسالة، وعلى هذا تصاÙÙ‚ وتوØÙ‘د اعتقاد المسلمين باعتباره أمراً قرآنياً مسلَّماً (مَّا كَانَ Ù…ÙØÙŽÙ…Ù‘ÙŽØ¯ÙŒ أَبَآ Ø£ÙŽØÙŽØ¯ Ù…Ùّن رÙّجَالÙÙƒÙمْ ÙˆÙŽ لَـكÙÙ† رَّسÙولَ اللَّه٠وَ خَاتَمَ النَّبÙÙŠÙّينَ ÙˆÙŽ كَانَ اللَّه٠بÙÙƒÙÙ„ÙÙ‘ شَىْء عَلÙيماً)(1)ØŒ وعلى هذا ÙØ¥Ù†Ù‘َنا نستخلص من هذا الاعتقاد المسائل التالية: 1 Ù€ ليس هناك نبيّ يأتي بعد Ù…ØÙ…َّد(صلى الله عليه وآله)ØŒ Ùهو خاتم وآخر الأنبياء والرسل. 2 Ù€ إنَّ الإسلام خاتم الأديان، وهو قد جاء إذاً Ù„ÙƒØ§ÙØ© الناس إلى يوم القيامة. 3 Ù€ ولكي ÙŠÙÙŠ الإسلام بهذه العموميّة لكلّ البشر، ÙˆØØªÙ‘Ù‰ ÙŠÙÙŠ بمتطلّبات عموم الناس على اختلاÙهم وتنوّعهم زماناً ومكاناً، لابدَّ أن يكون على درجة من القوّة والكمال ØØªÙ‘Ù‰ ينهض بالناس دينيّاً واجتماعيّاً وسياسيّاً وخلقيّاً واقتصاديّاً، ولهذا يقول تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْت٠لَكÙمْ دÙينَكÙمْ وَأَتْمَمْت٠عَلَيْكÙمْ Ù†ÙØ¹Ù’مَتÙÙ‰ وَرَضÙيت٠لَكÙÙ…Ù Ø§Ù„Ø§Ù’ÙØ³Ù’لَـمَ دÙيناً)(2) والله لا يرضى بما هو ناقص غير مكتمل، كما هو واضØ. ____________
1- Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨: 40. 2- المائدة: 3. بكلّ٠هذه الخصائص لابدَّ لهذا الدين أن يشقّ طريقه Ù†ØÙˆ المجتمعات، ماضيها ÙˆØØ§Ø¶Ø±Ù‡Ø§ والناشئة مستقبلا، لإرشاد الناس إلى سبيل المؤمنين،
وإبطال كلّ Ùكر واعتقاد يباعد بينهم وهذه السبيل. Ùهذه مهمّة لا تنجز Ù…Ù†ØØµØ±Ø© ÙÙŠ عصر ÙˆØ§ØØ¯ØŒ بل تقتضي Ø§Ù„ØØ¶ÙˆØ± الدائم ÙÙŠ كلّ عصر، Ùكما كان النبيّ(صلى الله عليه وآله) هو المتصدّي لهذه المهمّة يكون وليّ الأمر من بعده هو المتكÙّل بذلك، وهكذا Ø£Ùولو الأمر إلى آخرهم. وأهميّة وليّ الأمر ØªÙ†ØØµØ± ÙÙŠ Ø£Ùمور: أوّلا: Ùهو من ناØÙŠØ© أنَّه رئيس وقائد ومدير لشؤون الدولة الإسلامية، Ùله الأهميّة السياسية بكلّ جوانبها. ثانياً: ومن ناØÙŠØ© أنَّه المرجع الدينيّ للمسلمين ÙÙŠ نواØÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙˆÙ„Ø© الإسلامية كاÙّة، Ùله الأهميّة الدينيّة التي لا ØªÙ†ÙØµÙ„ عن ØÙŠØ§Ø© الناس. ثالثاً: ومن ناØÙŠØ© أنَّه واجب الطاعة Ùهو يمثّل مسألة من أهمّ مسائل Ø£ÙØµÙˆÙ„ الدين، إذ أنَّ طاعته أمر إلهيّ تعبّديّ لابدَّ من أدائه، وذلك لقوله تعالى: (Ø£ÙŽØ·ÙيعÙواْ اللَّهَ ÙˆÙŽØ£ÙŽØ·ÙيعÙواْ الرَّسÙولَ ÙˆÙŽØ£ÙوْلÙÙ‰ الاَْمْر٠مÙنكÙمْ)(1)ØŒ Ùهذا أمر مطلق قطعيّ، وواجب يلزم أداؤه لوليّ الأمر. إذاً، ÙØ§Ù„أمر الصادر من الله تعالى بإطاعة Ø£Ùولي الأمر ÙŠØØªÙ‘Ù… علينا التعرّ٠على وليّ الأمر هذا، لأداء واجب الطاعة له، تنÙيذاً لأمر الله تعالى. والطاعة هذه تكون لوليّ الأمر ÙÙŠ كلّ ما يقول ويأمر به وينهى عنه، ÙÙ…Ø®Ø§Ù„ÙØªÙ‡ ÙÙŠ شيء بعد تعيينه معصيةٌ ØµØ±ÙŠØØ©ØŒ ÙˆÙ…Ø®Ø§Ù„ÙØªÙ‡ ÙÙŠ أمر بسبب الجهل به ليس Ùيه عذر، لأنَّ ØªØµØ±ÙŠØ Ø§Ù„Ù‚Ø±Ø¢Ù† بالأمر بطاعته هو إشارة إلى وجوده وتعيينه، وإلاّ يكون ØªÙƒÙ„ÙŠÙØ§Ù‹ Ùوق الطاقة. ____________
1- النساء: 59. Ùمن هو وليّ الأمر من بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŸ
الاستخلا٠واجب على النبيّ(صلى الله عليه وآله):
إنَّ ما يجعل العقل أسيرة الØÙŠØ±Ø© والدهشة ما يذكره كثير من علماء المسلمين من عدم تعيين النبيّ(صلى الله عليه وآله) Ø®Ù„ÙŠÙØ© له من بعده، وإماماً يتولّى Ø£Ùمور المسلمين ÙÙŠ غيابه. ÙˆÙÙŠ الواقع إنَّ هذا الكلام لا ÙŠÙنتظر من Ø£Ùولئك الذين ÙˆÙØµÙÙوا بالعلم ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©. وأنا أجزم بأنَّ الذين يردّدون هذا الكلام لم يكلّÙÙوا Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… ولو قليلا من Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتØÙ‚يق ØÙˆÙ„ مسألة تنصيب الإمام وتعيينه من جانب النبيّ(صلى الله عليه وآله); إذ أنَّهم ركنوا إلى تقليد Ù…ÙŽÙ† سبقهم من العلماء، وتعوّدوا على اجترار ما قالوا ÙÙŠ هذا الأمر، دون أن ÙŠÙØ·Ù†ÙˆØ§ إلى أنَّ القول بهذا Ùيه اتّهام شديد للنبيّ(صلى الله عليه وآله) بتركه الواجب وعدم تبليغ أمر الله بتعيين وليّ الأمر من بعده! ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽÙ‡ أمرٌ Ù€ تالله يبعث إلى الدهشة والذهول العقليّ Ù€ إذ كي٠يصر٠النبيّÙ(صلى الله عليه وآله)النظر عن تعيين Ø®Ù„ÙŠÙØªÙ‡ من بعده، وكي٠هان عليه هذا الأمر، ولقد ثبت أنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØÙŠÙ†Ù…ا Ù†ÙØ¹Ùيت إليه Ù†ÙØ³Ù‡ Ø·ÙÙ‚ يورد الوصيّة للمسلمين تلو الوصيّة ÙÙŠ Ø£Ùمور شتّى، Ù…ÙØ¸Ù‡Ø±Ø§Ù‹ اهتماماً عظيماً بأمر الدين، ÙˆÙ…ÙØ¨Ø¯ÙŠØ§Ù‹ قلقاً بليغاً Ø¨ØØ§Ù„ المسلمين بعد ÙˆÙØ§ØªÙ‡ØŸ! لقد ØØ°Ù‘ر النبيّ(صلى الله عليه وآله) المسلمين من Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§Ù ÙˆØ§Ù„ÙØªÙ†ØŒ ووعظهم غداة ومساءً وهجيراً.. كلَّ ذلك لكي يبيّÙÙ† لهم طريق النجاة والسلامة إذا ما أقبلت Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØ§Øª ÙˆØ§Ù„ÙØªÙ† كقطع الليل.. Ùهل كان النبيّ(صلى الله عليه وآله) لا يرى لوليّ الأمر من بعده أثراً ÙÙŠ نجاة الناس من هذه Ø§Ù„ÙØªÙ† ولمّ الشمل إذا ما ØÙ„ّت بدارهم Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØ§ØªØŸ! أم كان إدراكه(صلى الله عليه وآله) قد قصر Ù€ ÙˆØØ§Ø´Ø§Ù‡ Ù€ عن إدراك هذا الأمر، ÙØ£Ø¯Ø±ÙƒÙ‡ أبو بكر ÙˆÙهمه عمر ومعاوية؟! ÙˆÙØ·Ù† إليه بنو Ø£Ùميّة وبنو العبّاس؟! وهل الأمر الذي صدر به الوØÙŠ Ù…ÙˆØ¬Ø¨Ø§Ù‹ طاعة Ø£Ùولي الأمر لم يكن النبيّ(صلى الله عليه وآله) يرى أنَّه يوجب عليه تنصيب Ø®Ù„ÙŠÙØ© ووليّاً لأمر الناس؟! أم كان يرى أنَّ الله يكلّ٠الناس Ùوق طاقتهم، Ùيوقعهم بعد نبيّهم ÙÙŠ الاختلا٠والتنازع ÙˆØ§Ù„ÙØªÙ†ØŸ! لقد ثبت، بما لا يدع مجالا للريب، أنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) ما كان يخرج من المدينة لغزوة إلاّ ويعيّÙÙ† عليها شخصاً Ø®Ù„ÙŠÙØ© له ريثما يعود.. Ùهل كان يرى أهميّة الوالي على المسلمين ÙÙŠ غيابه القصير ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ‡ØŒ ولم يكن يرى له أهميّة ÙÙŠ غيابه الطويل بعد ÙˆÙØ§ØªÙ‡ØŸ!! Ùما هذا القول؟! وأيّ عقل سليم ÙŠØÙƒÙ… بذلك؟! وأيّ ØÙƒÙ…Ø© يمكن لمسها Ùيه؟! وأيّ Ù…ØµÙ„ØØ© تعود للمسلمين من ÙØ¹Ù„ كهذا؟! وهل له نتيجة غير الخلا٠والنزاع والخصام، كما ØØ¯Ø« ÙÙŠ Ø³Ù‚ÙŠÙØ© بني ساعدة... ÙØ§Ø¶Ø·Ø±Ù‘ ذلك العلماءَ Ù„Ù„Ø²Ø¬Ù‘Ù Ø¨Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… ÙÙŠ تبرير لا ÙŠÙØ³Ù…Ù† ولا يغني من جوع؟! عدالة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© واختلاÙهم:
يتابع الكاتب كلامه ويقول: إنَّ عدالة كلّ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© بقضّهم وقضيضهم لا تصØÙ‘; Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù البعض عن سواء السبيل، وارتكاب بعضهم ما ØØ±Ù‘Ù… الله تعالى، ولهذا لا يمكن أن يوصي النبيّ(صلى الله عليه وآله)باتّباع أيّ٠كان من Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© للنجاة والسلامة من Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§Ù ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù; ذلك لأنَّ أمراً كهذا ينسب إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) Ù€ بل إلى الوØÙŠ Ù€ Ùيه تجويز لارتكاب الأخطاء ÙˆÙØªØ الطريق إلى النزاع والاختلاÙ. إنَّ Ø§Ø®ØªÙ„Ø§Ù Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© Ùيما بينهم أمر معلوم، وقتل بعضهم بعضاً مسألة تعجّ بها ØµÙØØ§Øª التاريخ، ÙˆØ§Ù†ØØ±Ø§Ù الكثير منهم عن الØÙ‚Ù‘ تثبته كتب السير والأخبار(1). ثمَّ إنَّنا علمنا أنَّه كان ÙÙŠ زمان النبيّ(صلى الله عليه وآله) بعض المناÙقين، عÙÙ„Ùمت Ø£ØÙˆØ§Ù„هم ____________ 1- Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø§ØµØ¯ Ù„Ù„ØªÙØªØ§Ø²Ø§Ù†ÙŠ: 5 / 302. وخصالهم ÙˆÙˆØ¶Ø Ù†ÙØ§Ù‚هم للمسلمين، ولكن كان هناك أيضاً مناÙقون لم ÙŠÙØ¹Ù„Ù… عنهم شيء ولم ÙŠÙØ¹Ø±Ù Ù†ÙØ§Ù‚هم، ولم تنكش٠أØÙˆØ§Ù„هم وقد أخبر الله
تعالى نبيَّه الكريم بذلك ÙÙŠ قوله تعالى: (ÙˆÙŽ Ù…Ùمَّنْ ØÙŽÙˆÙ’Ù„ÙŽÙƒÙÙ… Ù…Ùّـنَ الاَْعْرَاب٠مÙÙ†ÙŽÙ€ÙÙÙ‚Ùونَ ÙˆÙŽÙ…Ùنْ أَهْل٠الْمَدÙينَة٠مَرَدÙواْ عَلَى النÙÙ‘Ùَاق٠لاَ تَعْلَمÙÙ‡Ùمْ Ù†ÙŽØÙ’ن٠نَعْلَمÙÙ‡Ùمْ Ø³ÙŽÙ†ÙØ¹ÙŽØ°ÙّبÙÙ‡ÙÙ… مَّرَّتَيْن٠ثÙمَّ ÙŠÙØ±ÙŽØ¯Ù‘Ùونَ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ عَذَاب عَظÙيم)(1). ويمكنك أن تتصوّر خطورة الموق٠الذي سيؤول إليه مصير الإسلام وهو بلا راع، عرضة لهؤلاء المناÙقين المتمرّسين Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ØŒ المبتعدين عن الأنظار والأÙكار. إذا كان المناÙÙ‚ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙ Ù†ÙØ§Ù‚Ù‡ أخطر على المسلمين من Ø§Ù„ÙƒØ§ÙØ± Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙ ÙƒÙØ±Ù‡ØŒ ÙØ³ÙŠÙƒÙˆÙ† Ø£Ùولئك المناÙقون الذين لم يكن المسلمون يعرÙون عنهم شيئاً أخطر من Ø£Ùولئك الذين Ø¹ÙØ±Ùوا; وذلك لجهل المسلمين بهم، لشدّة Ø®ÙØ§Ø¦Ù‡Ù… إذ تمرّسوا Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ ومردوا عليه وأتقنوه. وعلى هذا الأساس لا يستطيع Ø£ØØ¯ أن ÙŠØ¬Ø±Ù‘ÙØ¯Ù‡Ù… عن Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© للنبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŒ بل كي٠يجرَّدهم عنها وهو لا يعرÙهم؟! بل Ø³ÙŠÙØ«Ù†ÙŠ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡Ù… وسيصÙهم بالإخلاص والتوقى بلا ريب، بØÙƒÙ… ما يبدونه من مظهر دينيّ يضمن لهم مقاماً بين Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© العدول، وبالتالي سيهبهم بكلّ Ø§Ø±ØªÙŠØ§Ø ØµÙØ© العدالة والوثاقة!! Ùكي٠نسدّ Ù…Ù†Ø§ÙØ° الخطر والضلال الصادر من هؤلاء المناÙقين ÙÙŠ الباطن، المؤمنين العدول ÙÙŠ الظاهر؟ ولهذا كلّه Ùمن Ø§Ù„Ù…ØØ§Ù„ الممتنع أن يأمر النبيّ(صلى الله عليه وآله)باتّباع كلّ من هبَّ ودبَّ ممّن كانت له ØµØØ¨Ø© معه من الناس ÙÙŠ زمانه، وهو يعلم أنَّ من بينهم وممّن ØÙˆÙ„هم مناÙقين مستورين مَرَدوا على Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ وصÙÙ‚Ùلوا Ùيه. إذاً، ÙØ§Ù„قول بعدالة كاÙّة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© خطأ ÙØ§ØØ´ØŒ والأمر باتّباع كاÙّتهم دون ____________ 1- التوبة: 101. تمييز لهم عن طريق الوØÙŠ Ø£Ù…Ø± ينطوي على خطر بليغ يهدّد الإسلام من أساسه، Ùلا يأمر به النبيّ(صلى الله عليه وآله) Ø¨ØØ§Ù„ من
الأØÙˆØ§Ù„. ولهذا تسقط كلّ Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« التي تجعل من اتّباع كاÙّة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© وسيلة للنجاة من Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØ§Øª والابتداع ÙˆØ§Ù„Ø¥ØØ¯Ø§Ø« ÙÙŠ دين الله، كما وضØ. عود على بدء، وبعض النتائج الخطيرة للقول بعدم الاستخلاÙ:
وبعد ذلك كلّه.. Ùكي٠لم يعيّÙÙ† النبيّ(صلى الله عليه وآله) Ø®Ù„ÙŠÙØ© من بعده ويترك الناس يتناوشهم المناÙقون Ù…ÙŽÙ† ظَهَر منهم ومَن بَطَن، ويترصّدوهم اليهود والنصارى Ø§Ù„ØØ§Ù‚د منهم على الإسلام الكامن له؟!! وكي٠يسهل على العقل الساذج القبول بأنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) مات بين السَّØÙ’ر والنَّØÙ’ر ولم يوص٠بشيء؟! وكي٠تسكن النÙوس إلى القول بأنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) لم ÙŠØ³ØªØ®Ù„Ù Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ من بعده، وذهب لا يلوي من ØØ§Ù„ المسلمين ÙÙŠ غيابه على شيء؟!!! إنّ هذا كلام لا ÙŠÙÙ„ØªÙØª إليه; إذ أنَّه تهمة لنبيّ الإسلام(صلى الله عليه وآله). اتّهموه بأنَّه ترك Ø£Ùمَّته بلا راع عرضة للاختلا٠والنزاع والاقتتال، وهذا Ùيه اتّهام له(صلى الله عليه وآله) بترك الواجب! اتّهموه بها، وهو(صلى الله عليه وآله) الرØÙŠÙ… بأمّته، الرؤو٠بالمؤمنين، الذي يأسى لهم ÙˆÙŠØØ±Øµ على Ù‡ÙØ¯Ø§Ù‡Ù…ØŒ كما قال عنه ربّه تبارك وتعالى: ( لَقَدْ جَآءَكÙمْ رَسÙولٌ Ù…Ùّنْ Ø£ÙŽÙ†ÙÙØ³ÙÙƒÙمْ عَزÙيزٌ عَلَيْه٠مَا Ø¹ÙŽÙ†ÙØªÙ‘Ùمْ ØÙŽØ±Ùيصٌ عَلَيْكÙÙ… Ø¨ÙØ§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ رَءÙÙˆÙÙŒ رَّØÙيمٌ )(1). كلّ ذلك كان منهم ÙÙŠ غÙلة تصØÙŠØ ما نتج من ØÙˆØ§Ø¯Ø« Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ©ØŒ Ùقالوا: لم يوص النبيّ(صلى الله عليه وآله) بشيء، ومن هنا لا يكون عيب ÙÙŠ أن يتولَّى Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© أيٌّ كان من الناس، ØØªÙ‘Ù‰ لو كان ÙØ§Ø³Ù‚اً أو خارجاً عن طاعة الله تعالى. ____________
1- التوبة: 128. يقول Ø§Ù„ØªÙØªØ§Ø²Ø§Ù†ÙŠ: "ولا ينعزل الإمام Ø¨Ø§Ù„ÙØ³Ù‚ØŒ أو بالخروج عن طاعة الله تعالى"!(1) ويقول الباقلاّنيّ: "لا ينخلع الإمام Ø¨ÙØ³Ùقه،
وظلمه بغصب الأموال وضرب الأبشار، وتناول النÙوس Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘مة، وتضييع الØÙ‚وق، وتعطيل Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ØŒ ولا يجب الخروج عليه!(2) ثمّ ذكر: "بل يجب وعظÙÙ‡ وتخويÙه، وترك طاعته ÙÙŠ شيء ممّا يدعو إليه من معاصي الله". وهذا إضراب عجيب من الباقلاني، Ùلو كان الخروج على الإمام Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚ غير جائز، Ùكي٠جاز ترك طاعته ÙÙŠ بعض المعاصي؟! وهل وجوده على كرسيّ الØÙƒÙ… Ù€ ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù„Ø© هذه Ù€ لا ÙŠÙØ¹Ø¯Ù‘ معصية ÙÙŠ ذاته؟ ولماذا بعض المعاصي؟! وكي٠جاز تخويÙه؟ وكي٠يكون تخويÙه؟ أوَليس تخويÙÙ‡ هذا خروجاً عليه؟!! ولو كان ÙÙŠ استطاعة الناس تخويÙÙ‡ وترك أوامره ÙÙŠ بعض الأØÙˆØ§Ù„ بهذه السهولة ÙÙŽÙ„ÙÙ…ÙŽ لا يعزلونه; أمراً بالمعرو٠ونهياً عن المنكر، وهو ÙØ§Ø³Ù‚ØŸ! ما هذه إلاّ Ø®Ø·Ø±ÙØ© سببها تجويز إمامة Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚. وللسياسة ÙÙŠ ذلك الوقت دور كبير ÙÙŠ ظهور هذه Ø§Ù„ÙØªØ§ÙˆÙ‰ وانتشار تلك العقيدة: عقيدة إمامة Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚! لقد ذكرنا أنَّ القول بأنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) لم ÙŠØ³ØªØ®Ù„Ù Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ على المسلمين من بعده قول ÙŠØÙ…Ù„ أخطر الاتّهامات للنبيّ(صلى الله عليه وآله); ذلك لأنَّ أمر الله تعالى بطاعة Ø£Ùولي الأمر على سبيل من الجزم والقطع، كما هو ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ قوله تعالى (ÙˆÙŽØ£ÙŽØ·ÙيعÙواْ الرَّسÙولَ ÙˆÙŽØ£ÙوْلÙÙ‰ الاَْمْر٠مÙنكÙمْ)(3).. ÙŠÙˆØ¶Ù‘Ø Ø£Ù†Ù‘ÙŽ Ø£Ùولي الأمر طاعتهم واجبة كطاعة النبيّ(صلى الله عليه وآله). ووجوب طاعة Ø£Ùولي الأمر توجب على النبيّ(صلى الله عليه وآله)تعيينه، ÙØ§Ù„قول بأنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) لم ____________ 1- Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ø¹Ù‚Ø§Ø¦Ø¯ النسÙيّة: 185 Ù€ 186. 2- التمهيد للقاضي الباقلاّنيّ: 181. 3- النساء: 59. يستخل٠اتهام له(صلى الله عليه وآله) بترك الواجب.
إنَّ العقل ÙŠØÙƒÙ… بأنَّ الأمر بطاعة Ø£Ùولي الأمر وإيجاب طاعتهم إنّما هو على قرار طاعة النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŒ ممّا يستوجب تعيينهم من Ù‚ÙØ¨Ù„ الله تعالى بوساطة نبيّÙÙ‡ الكريم، ولا يجوز ترك تعيينهم للناس; لأنَّ ذلك ليس ÙÙŠ مقدورهم، ÙÙ…Ø¹Ø±ÙØ© الناس لأÙولي الأمر Ù€ بدون أن يعرّÙهم الوØÙŠ Ù„Ù‡Ù… Ù€ ÙŠÙØ±Ø¶ أنَّ الناس قادرون على Ù…Ø¹Ø±ÙØ© من تجب طاعته من البشر، ÙÙŠ ØÙŠÙ† أنَّ الناس ليسوا قادرين على ذلك. ولو كان الناس ÙÙŠ استطاعتهم Ù…Ø¹Ø±ÙØ© من وجبت طاعته من البشر Ù€ نبيّاً كان أم غيره Ù€ لما Ø§ØØªØ§Ø¬ النبيّ(صلى الله عليه وآله) إلى إبداء المعجزة ØØªÙ‘Ù‰ ÙŠÙØ¹Ø¬Ùزَ الناس بأمره ويصدّÙقوه Ùيطيعوه. ÙØ§Ù„نبيّ(صلى الله عليه وآله) واجب الطاعة، ولكن اتّهمه الناس بالكذب ÙˆØ§Ù„Ø³ØØ± والجنون ولم يصدّÙقوه، إذاً ÙØ§Ù„ناس لا يقدرون على Ù…Ø¹Ø±ÙØ© Ø£Ùولي الأمر، ولو ØªÙØ±Ùƒ لهم تعيين Ø£Ùولي الأمر ÙØ³ØªÙ†ØªØ¬ Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø³Ø¯ التالية: إمَّا أن يولّي Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³Ù Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚ØŒ والله لم يأمر بطاعته، بل إنّه لا ÙŠØØ¨ Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚ين. وإمَّا أن يشتدّ الخلا٠عند اختيار وليّ الأمر، وتقع Ø§Ù„ÙØªÙ† من الناس; لعصبيّاتهم وقبليّاتهم وغيرها من ØµÙØ§Øª ØØ¨Ù‘ الذات. والاختلا٠ممنوع، والنزاع يجب إرجاعه إلى الكتاب والسنّة Ù„ÙØ¶Ù‘Ù‡. وأيضاً إنَّ هذا الواجب إن كان الناس مسؤولين عنه Ùيستلزم التكلي٠بما لا يطاق; لأنَّهم لا يعرÙون Ø£Ùولي الأمر. وإن لم يكونوا مسؤولين عنه Ùيستلزم العبث ÙÙŠ Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ الله Ù€ تنزّه الله عن ذلك Ù€ ØÙŠØ« أمَرَ أمْرَ وجوب (كوجوب طاعة الله وطاعة الرسول)ØŒ ومع ذلك لا ÙŠÙØ³Ø£Ù„ عنه هل Ø£Ùنجز هذا الأمر الواجب أم لا؟ ولهذا Ùلمّا كان عجز الناس عن Ù…Ø¹Ø±ÙØ© وتعيين Ø£Ùولي الأمر يؤدّي إلى تولية Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚ أو وقوع Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§Ù ÙˆØ§Ù„ØªÙ†Ø§ØØ± ØÙˆÙ„ تعيين وليّ الأمر، أو يكون التكلي٠بما لا يطاق، أو ينسب العبث إلى الله تعالى ÙÙŠ ÙØ¹Ù„Ù‡.. Ø§ØªÙ‘Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ÙŽ تعيين Ø£Ùولي الأمر لم يتركه الله لاختيار الناس، بل إنّه Ù…ÙØ³Ù’نَد إليه تعالى. Ù…ÙŽÙ† هم Ø£Ùولو الأمر وماذا يجب لهم:
يقول الله تعالى: (يَـأَيّÙهَا الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ Ø£ÙŽØ·ÙيعÙواْ اللَّهَ ÙˆÙŽØ£ÙŽØ·ÙيعÙواْ الرَّسÙولَ ÙˆÙŽØ£ÙوْلÙÙ‰ الاَْمْر٠مÙنكÙمْ ÙÙŽØ¥ÙÙ† تَنَـزَعْتÙمْ ÙÙÙ‰ شَىْء ÙÙŽØ±ÙØ¯Ù‘Ùوه٠إÙÙ„ÙŽÙ‰ اللَّه٠وَالرَّسÙولÙ) (1). إنَّك ØªÙ„ØØ¸ ÙÙŠ هذه الآية أنَّه أمر Ùيها بأمر ÙˆØ§ØØ¯ إطاعة ثلاثة: الله تعالى ورسوله وأÙولي الأمر، بوساطة ÙØ¹Ù„ الأمر: (أطيعوا)ØŒ وذلك ÙÙŠ قوله تعالى: (Ø£ÙŽØ·ÙيعÙواْ اللَّهَ ÙˆÙŽØ£ÙŽØ·ÙيعÙواْ الرَّسÙولَ ÙˆÙŽØ£ÙوْلÙÙ‰ الاَْمْر٠مÙنكÙمْ)ØŒ Ùماذا يمكن أن Ù†Ùهم من ذلك؟ وماذا أراد الله تعالى بإشراك النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأÙولي الأمر ÙÙŠ أمر ÙˆØ§ØØ¯ بطاعتهما؟ على أنَّ Ø§Ù„ØØ§Ù„ لا يختل٠لو ÙÙØµÙ„ الأمر ولم ÙŠÙØ¬Ù…ع ÙÙŠ ÙØ¹Ù„ ÙˆØ§ØØ¯. إنَّ إصدار الأمر بطاعة الرسول(صلى الله عليه وآله) وأÙولي الأمر بهذه الصورة المشتركة ÙÙŠ أمر ÙˆØ§ØØ¯ يؤكّد لنا التساوي بين طاعة الرسول وطاعة Ø£Ùولي الأمر. Ùلمّا كانت طاعة الرسول(صلى الله عليه وآله) واجبة قطعاً ÙØ·Ø§Ø¹Ø© Ø£Ùولي الأمر واجبة قطعاً أيضاً. والعموم والإطلاق Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ الأمر بالطاعة لا ÙŠØ³Ù…Ø Ø¨Ø§Ø³ØªØ«Ù†Ø§Ø¡ طاعة Ø£Ùولي الأمر ÙˆÙØµÙ„ها عن طاعة الرسول(صلى الله عليه وآله) بأيّ ØØ§Ù„ من الأØÙˆØ§Ù„ØŒ أو بأيّ شرط من الشروط.. إذاً، طاعة Ø£Ùولي الأمر هي من الواجبات ÙÙŠ الدين على المؤمنين. ثمَّ إنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) معصوم بلا شكّ، ولو على قول من ينسب إليه العصمة ÙÙŠ تبليغ الوØÙŠØŒ Ùهو معصوم إذاً. وهنا نسأل: ما هي الØÙƒÙ…Ø© ÙÙŠ أن يكون النبيّ(صلى الله عليه وآله)معصوماً؟ ____________
1- النساء: 59. إنَّ الله تعالى لم يَدَعْ لنبيّ من الأنبياء مسؤوليّة التشريع ولم يسند إليهم تأسيس الأØÙƒØ§Ù… والشرع، ÙØ§Ù„له تعالى هو الذي يعلم ما ÙŠÙ†ÙØ¹ الناس وما
يصلØÙ‡Ù…ØŒ ولهذا Ùهو الذي له أن يقوم بهذا الأمر الذي لا يقدر عليه غيره، وما على الرسول إلاّ بلاغه بلاغاً لا يخالجه الإبهام. والله تعالى بإسناد الأمر إلى ذاته العليّة يريد أن ÙŠÙŽØ¨Ù„ÙØº تشريعÙÙ‡ الناس دون أيّ تغيير أو نقص، سواء كان عمداً أو سهواً، ولكنَّ الرسول بشر، والبشريّة مجمع الأخطاء والنسيان، Ùما هو العمل إذا ما Ø£Ùنزل عليه أمر الله ليبلّغه كما Ø£Ùنزل عليه دون تغيير يؤدّي إلى التغيير ÙÙŠ طريقة ÙˆØ£ÙØ³Ù„وب التبليغ، ÙØ¶Ù„ا عن أن يؤدّي إلى تغيير الهد٠والغاية؟ ولهذا عصم الله الأنبياء عن الخطأ عمداً أو سهواً، ØØªÙ‘Ù‰ لا ÙŠÙŽØÙ’Ø¯ÙØ« ذلك التغيير تبعاً للخطأ. وعلى هذا Ùكلّ ما يصدر عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) هو الوØÙŠ Ø¨Ø¹ÙŠÙ†Ù‡ØŒ من ØÙŠØ« Ø§Ù„Ù„ÙØ¸ والمعنى تارة، ومن ØÙŠØ« المعنى Ùقط تارة Ø£ÙØ®Ø±Ù‰. ولهذا ÙØ§Ù„نبيّ(صلى الله عليه وآله)(ÙˆÙŽ مَا يَنطÙق٠عَن٠الْهَوَى * Ø¥Ùنْ Ù‡ÙÙˆÙŽ Ø¥Ùلاَّ ÙˆÙŽØÙ’Ù‰ÙŒ ÙŠÙÙˆØÙŽÙ‰)(1). ÙØ¥Ø°Ø§ ثبت ذلك ÙØ§Ù„نبيّ(صلى الله عليه وآله) لابدّ أن يدركه الموت يوماً، وسيأخذ بزمام الأمر من بعده Ø£Ùولو الأمر الذين وجبت طاعتهم على الناس مثله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وإن كان الوØÙŠ Ù„Ø§ يتنزّل عليهم لاكتمال نزوله. إنّ العمل بهذا الوØÙŠ Ù€ طبقاً لعمل النبيّ(صلى الله عليه وآله) به Ù€ لم ÙŠÙ†ØªÙ‡ÙØŒ بل هو باق ما بقيّ الزمان والمكان. ونØÙ† نعلم أنَّ ØÙظ كلام كما قيل دون تغيير هو أسهل بكثير من العمل به وتطبيقه على Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„ÙˆØ§Ù‚Ø¹ الملموس، ØÙŠØ« المشاكل والمعضلات ÙˆØ§Ù„Ù…Ù†Ø¹Ø·ÙØ§Øª Ø§Ù„ØØ±Ùجة. إذاً، كي٠يتسنّى لأÙولي الأمر القيام بهذه المهمّة الأصعب بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله) دون ____________ 1- النجم: 3 Ù€ 4. التعرّض للخطأ، إن لم تكن لهم تلك العصمة التي كان يتمتّع بها النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŸ وكي٠يصل ما أراده الله إلى الناس عبر Ø£Ùولي
الأمر دون خطأ وهم بشر؟ ونØÙ† أوضØÙ†Ø§ أنَّ العصمة تØÙظ الوØÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø§Ø²Ù„ على النبيّ(صلى الله عليه وآله) دون أن ÙŠÙ†ØØ±Ù عمداً أو سهواً، Ù„ÙØ¸Ø§Ù‹ أو عملا، والله لا ÙŠØ³Ù…Ø Ø¨Ø´ÙŠØ¡ من ذلك Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù. ÙØ¥Ù† لم يكن أولو الأمر على عصمة النبيّ(صلى الله عليه وآله) وقع ما لم ÙŠØ³Ù…Ø Ø¨Ù‡ الله تعالى، وما لم ÙŠÙØ±Ùده ÙÙŠ تبليغ الوØÙŠ. إذاً، وجبت عصمة Ø£Ùولي الأمر كما وجبت عصمة الرسول(صلى الله عليه وآله). على أنَّ وجوب الطاعة بالجزم والقطع إشارة إلى العصمة; ÙØ§Ù„عصمة أساس وجوب الطاعة، وبسبب هذه العصمة لا يختل٠خطاب الله تعالى للناس Ù€ إذا Ù‚ÙØ¯Ù‘ÙØ± أن يخاطبهم مباشرة بتكاليÙÙ‡ وأوامره Ù€ عن مخاطبته إيّاهم عبر النبيّ(صلى الله عليه وآله) به. والسّرّ٠ÙÙŠ ذلك هو وصول خطاب الله ذاته إلى الناس بسبب العصمة التي للنبيّ(صلى الله عليه وآله).. وهذا يعني Ù€ من ثَمَّ Ù€ أنَّّ Ùقدانها ÙÙŠ Ø£Ùولي الأمر يؤدّي إلى التغيير بلا ريب، وهو ما لا يريده الله تعالى. نظر Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازي:
ينقل الكاتب نظر Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازي ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡ ويناقشه Ùيقول: يقول Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازيّ(1): "إنَّ الله تعالى أمر بطاعة Ø£Ùولي الأمر على سبيل الجزم ÙÙŠ هذه الآية. ومن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم والقطع لابدَّ أن يكون معصوماً عن الخطأ; إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر الله بمتابعته، Ùيكون ذلك أمراً Ø¨ÙØ¹Ù„ ذلك الخطأ، والخطأ لكونه خطأ منهيّ عنه، Ùهذا ÙŠÙØ¶ÙŠ Ø¥Ù„Ù‰ اجتماع الأمر والنهي ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ بالاعتبار Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ØŒ ____________ 1- ØªÙØ³ÙŠØ± الإمام الرازي: 10 / 144. وإنَّه Ù…ØØ§Ù„.
ÙØ«Ø¨Øª أنَّ الله تعالى أمر بطاعة Ø£Ùولي الأمر على سبيل الجزم، وثبت أنَّ كلّ Ù…ÙŽÙ† أمر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوماً. ÙØ«Ø¨Øª قطعاً أنَّ Ø£Ùولي الأمر المذكورين ÙÙŠ الآية لابدَّ أن يكونوا معصومين". ثمَّ يدل٠الرازيّ إلى ØªØØ¯ÙŠØ¯ وتعري٠أÙولي الأمر المعصومين هؤلاء، ØØ³Ø¨Ù…ا يرى ويظنّ، Ùيقول: "ثمَّ نقول: ذلك المعصوم إمَّا مجموع الأÙمَّة، أو بعض الأÙمَّة; لأنَّا بيَّنا أنَّ الله تعالى أوجب طاعة Ø£Ùولي الأمر ÙÙŠ هذه الآية قطعاً. وإيجاب طاعتهم قطعاً مشروط بكوننا عارÙين بهم، قادرين على الوصول إليهم، ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© منهم. وإنَّنا نعلم بالضرورة أنَّنا ÙÙŠ زماننا هذا عاجزون عن Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الإمام المعصوم...". ولقد ذهب الرازي إلى أنَّ Ø£Ùولي الأمر هم بعض الأÙمَّة، يتمثّلون ÙÙŠ أهل الØÙ„Ù‘ والعقد. وبسبب Ø¨ÙØ¹Ø¯ إجماعهم عن الخطأ Ù€ على ما روي عن النبيّ(صلى الله عليه وآله): "لا تجتمع أمَّتي على الخطأ" Ù€ تتØÙ‚ّق بذلك العصمة المطلوبة ÙÙŠ Ø£Ùولي الأمر. قوله: إنَّ مجموع الأÙمَّة ليس هم Ø£Ùولي الأمر ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„Ø§ ÙŠØØªØ§Ø¬ إلى إثبات. وأمَّا كون Ø£Ùولي الأمر هم بعض الأÙمَّة ÙØ£Ù…ر نتّÙÙ‚ Ùيه مع Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازيّ، غير أنَّ قوله: إنَّ هذا البعض من الأÙمَّة Ù€ أي Ø£Ùولي الأمر Ù€ هم أهل الØÙ„Ù‘ والعقد قول تكتنÙÙ‡ إشكالات عدّة، تجعل قبوله أمراً مستØÙŠÙ„ا. ÙØ£ÙˆÙ‘لها: إمكانيّة وقوع الإجماع ليست متØÙ‚ّقة. ثانيها: Ù…ÙŽÙ† يعرّÙهم للأÙمَّة باعتبارهم أهل الØÙ„Ù‘ والعقد؟! ثالثها: أين Ù†ØªØØµÙ‘Ù„ على عصمتهم؟! هل ÙÙŠ Ø§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ منهم أو ÙÙŠ هيأتهم الاجتماعيّة؟! إنَّ إمكانيّة تØÙ‚ّق وقوع الإجماع من المستØÙŠÙ„ات ÙÙŠ هذه الأÙمَّة، لا سيّما ÙÙŠ اختيار القادة والرؤساء، ودونك الواقع ÙŠØµØ±Ù‘Ø Ù…Ø¤ÙƒÙ‘Ø¯Ø§Ù‹ ما نقول. نعم، من Ø§Ù„Ù…ØØ§Ù„ أن تجتمع الأÙمَّة على الخطأ بأسرها، لكن من Ø§Ù„Ù…ØØ§Ù„ أن يتØÙ‚ّق إجماع الأÙمَّة بأسرها، ÙˆÙØ±Ù‚ شاسع بين Ø§Ù„ØØ§Ù„تين; Ùلو دعا بعض الأÙمَّة إلى الØÙ‚Ù‘ Ùلابدَّ أن يوجد من يخالÙهم من الناس لأيّ سبب من الأسباب التي لا ØØµØ± لها; ÙØ§Ù„قوميّة، والعصبيّة، والنعرات القبليّة، واختلا٠الإدراك ووجهات النظر، والعناد، واللجاج... كلّها Ù…Ù†ÙØ±Ø¯Ø© أو مجتمعة تجعل من وقوع الإجماع أمراً لا ÙŠÙØ±Ø¬Ù‰ تØÙ‚ّقه بين الناس. وإنَّ مسألة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© لهي من المسائل التي كان للأÙمَّة أن تجتمع عليها، لو كان للإجماع إمكانيّة الوقوع، مع قلّة المجتمعين ÙÙŠ Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ©ØŒ وما كان لهم من Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© التي تجعلهم ÙÙŠ مصاÙÙ‘ أهل الØÙ„Ù‘ والعقد ÙÙŠ زمانهم. وعلى رغم ذلك Ùقد نشب Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§Ù ÙˆØ§Ø³ØªØØ§Ù„ الإجماع، وسÙلّت Ø§Ù„Ø³ÙŠÙˆÙØŒ ÙˆØ£ÙØ®Ùذ البعض بالقوّة، ÙˆØ£ÙØºØ±ÙŠ Ø¢Ø®Ø±ÙˆÙ† بالمال.. Ùكي٠للرازيّ أن ÙŠØÙ„Ù… بإجماع Ø§Ø³ØªØØ§Ù„ أن يقع بين ØµØØ§Ø¨Ø© النبيّ(صلى الله عليه وآله) وهم الجيل الأوّل الذي عاصر النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŒ ليقع بين الناس ÙÙŠ عصره أو ما تلاه من عصور، أو ÙÙŠ هذا العصر الذي ازداد Ùيه تشعّب العقائد وتشتّت الأÙكار؟!! على أنَّ الانقسام المشاهَد ÙÙŠ كلّ ÙØ±Ù‚Ø© من Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ الإسلاميّة هو ØªØµØ±ÙŠØ Ø¨Ø§Ø³ØªØØ§Ù„Ø© تØÙ‚ّق الإجماع. ولا أرى إمكانيّة وقوع الإجماع بين أهل السنّة Ùيما بينهم، ولا بين الشيعة Ø¨Ø§Ù†ÙØ±Ø§Ø¯Ù‡Ù…ØŒ ÙØ¶Ù„ا أن يقع الإجماع بينهما مجتمعين. ÙØ§Ø¬ØªÙ…اع الأÙمَّة بأسرها على الخطأ غير ممكن، ولكن لا يمكن أيضاً اجتماعها على الØÙ‚Ù‘ بأسرها. إنَّ واقعة صÙÙّين كانت بين Ø£Ùمَّة المسلمين، وقد كان الØÙ‚Ù‘ عند Ø£ØØ¯ الطرÙين بلا شكّ، ولكن لم يجتمع المسلمون عليه كما لم يجتمعوا على ما يقابله من الباطل; Ùنشبت بينهم Ø§Ù„ØØ±Ø¨ØŒ وقتل بعضهم بعضاً.. Ùلماذا يتكلّم Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازيّ بكلام يبعد عن الواقع ويعطي مصداقاً لآية قرآنيّة ليس له وجود؟! ثمّ كي٠يتمّ التعرّ٠على أنَّ أهل الØÙ„Ù‘ والعقد هم هؤلاء؟! ÙØ§Ù„إشكال الذي أشكل به Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازي Ù€ وهو إشكاله بصعوبة التعرّ٠على الأئمَّة المعصومين، ÙˆØ§Ø³ØªØØ§Ù„Ø© الوصول إليهم Ù€ هو إشكال يرد عليه، إذ كي٠يتمّ التعرّ٠على أهل الØÙ„Ù‘ والعقد والوصول إليهم؟! ومن الذي يقدّمهم إلى الأÙمَّة بهذه Ø§Ù„ØµÙØ©ØŸ! ونØÙ† ليس لدينا ÙÙŠ مجال التعيين إلاّ الإجماع أو الانتخاب ÙˆØ§Ù„ØªØ±Ø´ÙŠØ Ø£Ùˆ النصّ. ÙØ£Ù…َّا القول بضرورة الإجماع عليهم ÙÙ†ØÙ† به Ù…ØØªØ§Ø¬ÙˆÙ† إذاً إلى إجماعَيْن: إجماع من الأÙمَّة يعرّÙنا بأهل الØÙ„Ù‘ والعقد، وإجماع آخر يعرّÙنا بصواب ما ÙŠÙØµØ¯Ø±Ù‡ أهل الØÙ„Ù‘ والعقد من Ø£ØÙƒØ§Ù… وأوامر ونواه، بØÙŠØ« تلتزم الأمّة بما يصدر عنهم. وبهذا تتضاع٠المشكلة; لأنَّ العبور من الإجماع الأوّل إلى الإجماع الثاني Ù…ØØ§Ù„; لعدم إمكانيّة وقوع الإجماع الأوّل. ÙØ§Ù„جهد الذي قام به Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازيّ لإبعاد Ù†ÙØ³Ù‡ عن الاعترا٠بالأئمَّة المعصومين على قول الشيعة Ù€ لا سيّما بعد الاعترا٠الموÙّق منه بعصمة Ø£Ùولي الأمر Ù€ Ùهو جهد مقدّر ومشكور علميّاً، لكنَّه ناقص ولا ÙŠØÙ„Ù‘ المشكلة; Ùقد كان عليه أن يبيّÙÙ† لنا معيار وملاك الاتّصا٠بأهليّة الØÙ„Ù‘ والعقد، وكيÙيّة تعري٠الأÙمَّة بهم، وعلى رغم أنَّ ذلك تترتّب عليه مشكلاته، غير أنَّه ÙŠØªÙŠØ ÙØ±ØµØ© أطول لمن أراد Ø§Ù„Ø³ÙØ³Ø·Ø©. Ø£Ùولو الأمر هم أهل البيت (عليهم السلام) :
يقول الكاتب هنا على ذلك بالقول: إنَّ أولويّة أهل بيت النبيّ(صلى الله عليه وآله) ÙÙŠ تولّي Ø£Ùمور المسلمين، ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†ÙØ±Ø§Ø¯ بلقب "Ø£Ùولي الأمر" بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله) دون غيرهم من الناس.. لهي أولويّة تأخذ شكلها الطبيعيّ من عبارات الوØÙŠ Ø¨Ø´Ù‚Ù‘ÙŽÙŠÙ‡; ÙØ§Ù„نبيّ(صلى الله عليه وآله) لم يكن يرى Ù…ÙŽÙ† هو أولى منهم بهذا المقام، بل لم يكن يراه لغيرهم أبداً، إذ أنَّنا نلمس ذلك ÙÙŠ المقام الذي ØÙظه النبيّ الكريم لهم. وليس ذلك من ØÙŠØ« Ø§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ø³ الأبويّ الخاضع لقوانين Ø§Ù„Ù†ÙØ³ البشريّة، وإنَّما هو أمر تلقّاه النبيّ(صلى الله عليه وآله) متنزّلا من مقامات الوØÙŠ Ø§Ù„Ø¥Ù„Ù‡ÙŠÙ‘ØŒ Ù…ÙˆØ¶Ù‘ØØ§Ù‹ السّÙنْخÙيّة والشَّبَه الذاتيّ بين أهل البيت النبويّ وبين Ù…ØÙ…َّد(صلى الله عليه وآله) ذلك لأنّ الأبوّة مهبط لوØÙŠ Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© التي كثيراً ما تتخطّى الØÙ‚Ù‘ وتنطق عن الهوى ولهذا Ùمقام أهل البيت لما كان مرتكزاً على الأمر القرآني بوجوب طاعتهم من ØÙŠØ« إنهم أولو الأمر،ترى الشقّ القرآني يمثل اساساً منيعاً لمقام العترة، ÙˆØÙŠÙ†Ù…اترى وص٠السÙنّة لعترة النبيّ عليه وعليهم الصلاة والسلام بأنهم الهداة الذين لا يضل من تمسّك بهم تعلم طبيعة هذا المقام الصادرة من جانب الوØÙŠ Ø§Ù„Ø¥Ù„Ù‡ÙŠÙ‘ وعندئذ نعلم السنخية بين العترة ومØÙ…ّد النبيّ(صلى الله عليه وآله). وبيان هذا المقام ليس له مسير غير قنوات الوØÙŠ Ø§Ù„Ø°ÙŠ ينتظّم كلّ Ù†ÙØ³ النبيّ(صلى الله عليه وآله)وكلّ ØÙŠØ§ØªÙ‡ Ø¨ØØ±ÙƒØ§ØªÙ‡Ø§ وسكناتها، ولهذا كان الاستØÙ‚اق للخلق العظيم الذي يبرّىء النبيَّ عليه وآله الصلاة والسلام من نزعات الأبوة البشريّة ÙÙŠ بيان مقام العترة. وعلى هذا الأساس Ùهو مقام لهم من صميم أنوار النبوّة، بل مقام من مقاماتها، صاغه الوØÙŠ ÙÙŠ عبارات لا تخÙÙ‰ على من له Ù…ÙØ³ÙƒØ© من الإدراك وقدر من ملكة التدبّر. آية المودة:
(Ù‚ÙÙ„ لاَّ أَسْـَلÙÙƒÙمْ عَلَيْه٠أَجْرًا Ø¥Ùلاَّ الْمَوَدَّةَ ÙÙÙ‰ Ø§Ù„Ù’Ù‚ÙØ±Ù’بَى)(1)ØŒ ÙØ§Ù„أجر لابدَّ أن يكون على قدر نوع العمل، ولذا Ùمودّة أهل البيت لابدَّ أن تساوق من ØÙŠØ« القدر ما جاء به النبيّ الأكرم من نعمة الإسلام والرØÙ…Ø© التي ما Ø£ÙØ±Ø³Ù„ إلاّ بها. ولو كان ____________ 1- الشورى: 23. هناك أجر يضاهي ذلك غير مودّة أهل البيت يمكن أن ÙŠÙƒØ§ÙØ£ به النبيّ(صلى الله عليه وآله) لكان هو الأجر.. وهذا أمر لو تدبّرنا عظيم.
إنَّ هذا الأجر أدناه تسليم زمام الأمر ÙÙŠ قيادة المسلمين وإدارة شؤونهم بعد النبيّ الأكرم لأهل بيته الذين ساوت مودّتهم Ù€ من ØÙŠØ« إنَّها الأجر Ù€ نعمةَ الدين الإسلاميّ من ØÙŠØ« إنَّه مأجور عليه بهذه المودة. وهذا التساوي يبيّÙÙ† السّÙنخية والشَّبَه القويّ بين النبيّ(صلى الله عليه وآله) وهذا الدين الذي هو خلق النبيّ المعصوم وطريقة ØÙŠØ§ØªÙ‡(صلى الله عليه وآله) من ناØÙŠØ©... والشَّبَه القويّ بين العترة الطاهرة والنبيّ(صلى الله عليه وآله) من ناØÙŠØ© Ø£ÙØ®Ø±Ù‰. ووجه الشبه بين العترة والنبيّ الأكرم هو تلك المودّة، من ØÙŠØ« إنَّها واجبة ÙÙŠ ØÙ‚Ù‘ العترة، ومن ØÙŠØ« إنَّها الأجر الذي استØÙ‚ّه النبيّ(صلى الله عليه وآله) مقابل ما جاء به للناس من هداية ورØÙ…Ø©.. Ùمودّة العترة كأجر ترضي النبيّ(صلى الله عليه وآله) بلا ريب، Ùهي ÙÙŠ ØÙ‚يقة الأمر مودّة للنبيّ Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ ÙØªØ¯Ø¨Ù‘ر. ولكن، هل تصØÙ‘ هذه المودّة مع Ø§Ù„Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© للنبيّ ÙÙŠ نهجه؟ وهل يمكن تصورّها مع مشاقّة النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŸ! أبداً. Ùلا يستطيع Ø£ØØ¯ ادّعاء مودّة النبيّ(صلى الله عليه وآله) وهو مخال٠له. Ùهذه المودّة لا تستقيم إلاّ باتّباع النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŒ ولمّا كانت مودّة النبيّ(صلى الله عليه وآله) هي ÙÙŠ عترته.. Ùما هو أنسب Ø£ÙØ³Ù„وب للمودّة يمكن أن ÙŠÙØÙØ¸ به النبيّ(صلى الله عليه وآله) ÙÙŠ عترته؟! أليس هو الاتّباع للعترة والاقتداء بهم؟ أجل، إنّ مودّة النبي(صلى الله عليه وآله) ÙÙŠ أهل بيته (عليهم السلام) لا تعني إلاّ اتّباع النبيّ الكريم باتّباع أهل البيت من عترته، لأنَّ هذا هو الذي يرضي النبيّ(صلى الله عليه وآله) ÙˆÙŠÙØ³Ø±Ù‘Ù‡ لا غير. ولو كان ودّهم يعني Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ù‘Ø© دون الاتّباع Ùهذا لا يختصّ بأهل بيت النبيّ ÙˆØØ¯Ù‡Ù…ØŒ وإنَّما هو أمر مطلوب بين عامّة المؤمنين الذين هم ÙÙŠ توادّهم وتراØÙ…هم كالجسد Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯.. إذاً، Ùلا يختصّ أهل البيت بذلك، ولكن Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى هذا المعنى الشامل لكلّ المؤمنين يتوÙّر معنى آخر يتميّز به ودّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) عمّا سواه من ودّ بين المسلمين، وهو الاقتداء والاتّباع بلا ريب، كما كان ØØ¨Ù‘ الله هو اتّباع النبيّ(صلى الله عليه وآله); إذ ليس Ù„ØØ¨Ù‘ الله معنى إذا Ù‚ÙØ±ÙÙ† Ø¨Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© النبيّ(صلى الله عليه وآله) (Ù‚ÙÙ„ Ø¥ÙÙ† ÙƒÙنتÙمْ ØªÙØÙØ¨Ù‘Ùونَ اللَّهَ ÙÙŽØ§ØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹ÙونÙÙ‰ ÙŠÙØÙ’Ø¨ÙØ¨Ù’ÙƒÙم٠اللَّه٠وَيَغْÙÙØ±Ù’ Ù„ÙŽÙƒÙمْ ذÙÙ†ÙوبَكÙمْ)(1).. ÙØØ¨Ù‘ الله يستلزم اتّباع النبيّ(صلى الله عليه وآله)الذي هو سبب ØØ¨Ù‘ الله للتابعين، وهو رØÙ…ته. إنَّ الهد٠الأساسيّ والدائم للقرآن هو تهيئة وسائل وسبل الهداية والنجاة للناس بØÙƒÙ… أنَّه رØÙ…Ø© جاءت للناس عبر النبيّ(صلى الله عليه وآله) الذي ما Ø£ÙØ±Ø³Ù„ إلاّ رØÙ…Ø© بهذا القرآن. ولا يمكن أن ÙŠØØ¯Ù‘د الله الأجر للناس مقابل هذا الدين وتلك الرØÙ…ة، ويكون هذا الأجر متضمّناً للشقاء! Ùهذا الأجر الذي هو مودّة العترة Ø£ØØ¯ قنوات هذه الرØÙ…Ø© الإلهيّة. كما لا يمكن أن تتØÙ‚ّق هذه الرØÙ…Ø© مع Ø§Ù„Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ©.. إذاً، لكي تنتقل الرØÙ…Ø© أيضاً عبر هذا الأجر Ù€ أي مودّة أهل بيت النبيّ(صلى الله عليه وآله) Ù€ لابدَّ أن تعني تلك المودة الاتّباع والاقتداء. وبهذا يتØÙ‚ّق الهد٠الأساسيّ للدين، وهو هداية الناس وإرشادهم لما هو خير لهم وأبقى; لأنَّ Ø§Ù„Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© عمداً أو تساهلا تبعد المخال٠عن قنوات الرØÙ…Ø© تلك. ولهذا، لا يستقيم ودّهم ÙˆØØ¨Ù‘هم مع Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØªÙ‡Ù… ÙÙŠ أمر أو نهج; لأنَّ ÙÙŠ هذا إيذاءهم وإيلامهم بلا شكّ. ولا يلتئم ودادهم ووداد من صَدَر منه إيذاؤهم وإيلامهم ووداد من كانت منه شكواهم. ولهذا كانت مودّة أهل البيت أعظم أجر يتلقّاه النبيّ(صلى الله عليه وآله) من Ø£Ùمَّته.. لماذا؟ لأنَّ النبيّ الأكرم Ù€ الذي هو عزيز عليه ما Ø¹ÙŽÙ†ÙØªÙŽ Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù…Ù†ÙˆÙ†ØŒ ØØ±ÙŠØµ عليهم ____________ 1- آل عمران: 31. ÙÙŠ هدايتهم، رؤو٠بالمؤمنين رØÙŠÙ… Ù€ لا يسرّه شيء مثل أن يرى Ø£Ùمَّته ÙÙŠ نجاة وسلامة ÙÙŠ أمن من عذاب يوم عظيم. ولذا كان اتّباع الناس
لأهل بيته ÙÙŠ دينهم أجراً يتØÙ‚ّق به رضاه وسروره لما سيجده الناس من نجاة وسلامة. آية الانذار ÙˆØØ¯ÙŠØ« الدار:
النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الكرام هم ØÙ…لة هذا الدين، وهم العارÙون به، ÙˆØ§Ù„Ø±Ø§ÙØ¹ÙˆÙ† عنه ضلالات المضلّÙين وأخطاء الجاهلين، وأØÙ‚اد Ø§Ù„ØØ§Ù‚دين، ÙˆÙ†ÙØ§Ù‚ المناÙقين. وليس هذا مختصّاً بزمان دون زمان، أو مكان دون مكان، وإنَّما هذه مهمّة ومسؤوليّة كانت على عاتقهم منذ أن أنزل الله تعالى قوله (ÙˆÙŽ Ø£ÙŽÙ†Ø°ÙØ±Ù’ عَشÙيرَتَكَ الاَْقْرَبÙينَ )(1) ÙØ£Ø±Ø§Ø¯ الله بذلك إعدادهم لتلك المسؤولية التي Ø§Ù†ØØµØ± القيام بها Ùيهم; استمراراً لمنهاج النبيّ(صلى الله عليه وآله). ثمَّ إنَّ هذه المسؤوليّة نالها أهل البيت ÙÙŠ مقابل الالتزام الذي تأسّس يوم عَرَض النبيّ(صلى الله عليه وآله) هذا الدينَ على عشيرته الأقربين، طالباً منهم العون والمؤازرة ÙÙŠ مسؤوليّة القيام بتبليغه، على أن تكون لمن يلتزم المؤازرةَ والمناصرة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©Ù والولاية على الناس من بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله). ÙØ§Ù„تزم الإمام عليّ (عليه السلام) بذلك مؤسّساً بالتزامه هذا مسؤوليّة عترة النبيّ الكريم الذين نشأوا وتربّوا عليها Ø£ØØ³Ù† تربيّة ÙˆØ£ÙØ¶Ù„ تنشئة ÙÙŠ كن٠النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŒ ÙŠÙŽØ±Ù’ÙØ¹ إليهم كلّ يوم عÙلْماً; إعداداً لهم واختصاصاً بهذا المقام، باعتباره ثواباً وأجراً لما التزم به عليّ (عليه السلام) ØŒ مؤسّساً بذلك المقامَ والمسؤوليّة الطبيعيّة لذرّيّته من أبناء الرسول(صلى الله عليه وآله). قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعد أن جمع إليه أربعين Ù†ÙØ±Ø§Ù‹ من قريش من بني عبدالمطّلب: ".. يا بني عبدالمطلب، إنّي والله٠ما أعلم٠شابّاً ÙÙŠ العرب جاء قومه Ø¨Ø£ÙØ¶Ù„ ممّا جئتكم به، جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، ____________ 1- الشعراء: 214. ÙØ£ÙŠÙ‘Ùكم ÙŠÙØ¤Ø§Ø²Ø±Ù†ÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ أمري هذا، على أن يكون أخي ووصيّي ÙˆØ®Ù„ÙŠÙØªÙŠ Ù…Ù† بعدي؟
Ùقام عليّ (عليه السلام) ØŒ Ùقال: "أنا يا نبيّ الله، أكون وزيرك عليه. ÙØ£Ø®Ø° رسول الله برقَبته; وقال: إنَّ هذا أخي ووصيّي، ÙˆØ®Ù„ÙŠÙØªÙŠ Ùيكم، ÙØ§Ø³Ù…عوا له وأطيعوا.."(1). إذاً، Ùهذه الأولويّة ÙÙŠ تولّي أمر المسلمين بعد النبيّ الأكرم أمر ثابت للعترة، ولا يجوز Ù„Ø£ØØ¯ أن ÙŠÙ†Ø§ÙØ³Ù‡Ù… Ùيه وينازعهم. والقبول بهذا الالتزام لنيل هذا المقام هو إشارة ÙˆØ§Ø¶ØØ© إلى الإيمان والتصديق بنبوّة Ù…ØÙ…ّد(صلى الله عليه وآله).. Ùنالت ذلك العترة٠بالإيمان المبكّر الذي شعَّ ÙÙŠ قلب Ø³ÙŠÙ‘ÙØ¯Ù‡Ø§ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. وهكذا ظلَّ الأمر Ùيهم إيماناً خالصاً لم تخالطه شوائب Ø§Ù„Ø´Ù‘ÙØ±Ùƒ أو نزعات الشكّ التي أصابت البعض قبل إسلامهم وبعده. آية المباهلة:
ثمَّ إنَّه لما ØØ§Ù†Øª Ù„ØØ¸Ø© من Ù„ØØ¸Ø§Øª Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن هذا الدين أمام Ø§ÙØªØ±Ø§Ø¡Ø§Øª نصارى نجران، لم ÙŠØ³ØªÙ†ÙØ± الله تعالى لهذه المهمّة العظيمة غير النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأكارم. Ùهؤلاء نصارى نجران ÙŠÙØØ§Ø¬Ù‘Ùون النبيّ الكريم من بعدما جاءه من العلم ÙÙŠ أمر عيسى (عليه السلام) ØŒ Ùيأمره الله تعالى بمباهلتهم، ولكن بعد أن يدعو أهل بيته إذ أنَّهم شركاء ÙÙŠ الأمر، Ùقال له تعالى: (Ùَمَنْ ØÙŽØ¢Ø¬Ù‘ÙŽÙƒÙŽ ÙÙيه٠مÙنم بَعْد٠مَا جَآءَكَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْعÙلْم٠ÙÙŽÙ‚Ùلْ تَعَالَوْاْ نَدْع٠أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكÙمْ ÙˆÙŽÙ†ÙØ³ÙŽØ¢Ø¡ÙŽÙ†ÙŽØ§ ÙˆÙŽÙ†ÙØ³ÙŽØ¢Ø¡ÙŽÙƒÙمْ ÙˆÙŽØ£ÙŽÙ†ÙÙØ³ÙŽÙ†ÙŽØ§ ÙˆÙŽØ£ÙŽÙ†ÙÙØ³ÙŽÙƒÙمْ Ø«Ùمَّ نَبْتَهÙلْ Ùَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّه٠عَلَى Ø§Ù„Ù’ÙƒÙŽÙ€Ø°ÙØ¨Ùينَ )(2). ____________
1- تاريخ الطبري: 2 / 217ØŒ الكامل ÙÙŠ التاريخ: 2 / 22ØŒ السيرة الØÙ„بيّة: 1 / 381. 2- آل عمران: 61. إنَّ هذا Ø§Ù„Ø£ÙØ³Ù„وب ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن الدين والذبّ عنه ليس ÙÙŠ مقدور أيّ ÙØ±Ø¯ من الناس; ذلك لأنَّه ليس Ùيه Ø³Ù„Ø§Ø Ø³ÙˆÙ‰ Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¥ÙŠÙ…Ø§Ù† واليقين
الصادق بما نزل به الوØÙŠØŒ بل ليس إيماناً مسبوقاً بالشرك أن يمكن أن يخالجه شكّ Ù…ÙÙ† بعد. وإنَّ Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن هذا الدين بالسي٠هو Ø¯ÙØ§Ø¹ لا شكّ Ùيه، ولكن قد يكون Ø§Ù„Ù…Ø¯Ø§ÙØ¹ لا يملك إلاّ سيÙÙ‡ وشجاعته ÙˆØÙ…يّته، أو قد لا يملك إلاّ الرغبة ÙÙŠ الغنائم ومكتسبات Ø§Ù„ØØ±Ø¨.. أمَّا الوقو٠أمام النصارى، ودعوتهم إلى التوجّه إلى الله تعالى بالمباهلة Ù€ Ù„ØªØØ¯ÙŠØ¯ الكاذب من الصادق ÙÙŠ أمر الدين Ù€ Ùهو أمر يستوجب يقيناً بهذا الدين وربّه، لا يشوبه شيء. ولمّا كان الله تعالى لا يمكن أن يختار لهذا الأمر شخصاً شابَ إيمانَه شكٌّ وريب أو نقص وضعÙ.. كان إيمان العترة ÙÙŠ أوج كماله وتمامه، ÙØ§Ù†ØªØ¯Ø¨Ù‡Ù… الله تعالى للذبّ٠عن الدين بهذا Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¥ÙŠÙ…Ø§Ù†ÙŠÙ‘ التصديقيّ. ÙØ¯Ø¹Ø§ Ø§Ù„ØØ³Ù†ÙŽ ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ لقوله "أبناءنا"ØŒ ودعا ÙØ§Ø·Ù…Ø© لقوله "نساءنا"ØŒ ودعا عليّاً وجاء Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ لقوله "Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§"ØŒ إذ قصد من قوله "Ø£Ù†ÙØ³ÙŽÙ†Ø§" Ù…ØÙ…َّداً وعلياً ÙÙŠ آن ÙˆØ§ØØ¯ØŒ وهو ÙŠÙˆØ¶Ù‘Ø Ø£Ù†Ù‘ÙŽÙ‡Ù…Ø§ من Ù†ÙØ³ ÙˆØ§ØØ¯Ø©. وبهذا ÙŠØ¤ÙƒÙ‘ÙØ¯ الوØÙŠ ØªÙ‚Ø¯Ù‘Ù… أهل البيت ÙÙŠ القيام بمسؤوليّة هذا الدين. ولازم ذلك عدم أهليّة غيرهم لهذه المسؤوليّة ÙÙŠ هذا المقام المتقدّم بالذات، أي مقام Ø£Ùولي الأمر. ÙØ§Ù„عامل ÙÙŠ السÙينة ليست له مهمّة الربّان Ùيها، وليس هو أهل لقيادتها. وإن ØÙŽØ°ÙŽÙ‚ ÙÙŠ ÙˆØ¸ÙŠÙØªÙ‡. وإنَّما هو أهلٌ لما هو Ùيه من ÙˆØ¸ÙŠÙØ© ومسؤوليّة ØªÙØ¯Ø§Ø± من مقام الربّانيّة. ØØ¯ÙŠØ« الثقلين:
ونسبة لهذه الأولويّة ÙÙŠ مقام القدوة والاقتداء، ÙÙŠ جميع مناØÙŠ Ø§Ù„ØÙŠØ§Ø© بلا استثناء، قال النبيّ(صلى الله عليه وآله) Ù…ØØ°Ù‘ÙØ±Ø§Ù‹: "إنّÙÙŠ تارك Ùيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّÙوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، Ùلا تَقَدَّموهم ÙØªÙ‡Ù„كوا، ولا تقصروا عنهم ÙØªÙ‡Ù„كوا، ولا تعلّموهم ÙØ¥Ù†Ù‘َهم أعلم منكم". ويقول ابن ØØ¬Ø±: "ÙˆÙÙŠ قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): Ùلا تقدموهما ÙØªÙ‡Ù„كوا، ولا تقصّروا عنهما ÙØªÙ‡Ù„كوا، ولا تعلّموهم ÙØ¥Ù†Ù‘َهم أعلم منكم.. دليل على أنَّ من تأهّل منهم للمراتب العليّة والوظائ٠الدينيّة كان مقدّماً على غيره". على أنَّ قوله(صلى الله عليه وآله): "ولا تعلّموهم ÙØ¥Ù†Ù‘َهم أعلم منكم" إشارة إلى أعلميّتهم الأزليّة، وبالتالي تقدّمهم الأزليّ على غيرهم.. Ùلا ÙŠÙنتظَر أن يتØÙ‚ّق لهم هذا التقدّم لاØÙ‚اً ثمَّ به يتقدّمون على غيرهم Ùيما بعد. وبعد هذا كلّه.. كي٠يمكن أن يتقدّم أبو بكر وعمر على باب مدينة علم الرسول(صلى الله عليه وآله)ØŸ! أو كي٠يتأتّى لمعاوية أن ÙŠÙوق الإمامَ Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السلام) ÙÙŠ علمه؟! أو يبذّ ابنÙÙ‡ يزيد السكّير الإمامَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) علماً ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ©ØŸ! Ùكي٠تقدّم هؤلاء على العلماء من عترة النبيّ Ø³ÙŠÙ‘ÙØ¯ الأنبياء، والنبيّ٠يناديهم ÙÙŠ Ø£ÙØ®Ø±Ø§Ù‡Ù…: "واجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العين من الرأس، ولا يهتدي الرأس إلاّ بالعينين"ØŸ! Ùواعجبي من القوم! ÙØ¨Ø¹Ø¯ هذا كلّه تقدّموهم وجعلوهم ÙÙŠ سوقة الرعيّة، لا يؤتمّ بهم ÙÙŠ دين، ولا ÙŠÙقتدى بهم ÙÙŠ عبادة!! وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون. إنَّ أهل البيت هم Ø£Ùولو الأمر بلا مراء ولا جدال. إنَّه أمر ØÙƒÙ… به النقل والعقل، ويØÙƒÙ… به العقل لو ÙÙقد النقل. ولكن لو ØªÙØ±Ùƒ النقل ÙˆÙÙقد العقل ØÙŽÙƒÙ… لغيرهم الجهل.. وعندها لات ساعة مندم! وهكذا يكون الكاتب قد ÙˆÙÙ‚ ÙÙŠ عرض دعوته إلى المؤمنين باستدلال متين واسلوب قوي لا يترك للمراء مجالا، ÙˆÙ„Ù„ÙØ±Ø§Ø± من الØÙ‚ ÙØ±ØµØ©.
|