بداية التعر٠على التشيع:
يقول الأخ شكيم: " لم يكن لي أي إلمام أو Ù…Ø¹Ø±ÙØ© بمذهب التشيّع! ÙˆÙÙŠ يوم من الأيام دار ØØ¯ÙŠØ« بيني وبين Ø£ØØ¯ أصدقائي Ù€ الذي Ø¹Ø±ÙØª
بعد ذلك أنّه من أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) Ù€ ØÙˆÙ„ وضع المسلمين وانتماءاتهم لشتى Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ ÙˆØ§Ù„Ø·ÙˆØ§Ø¦ÙØŒ واختلاÙهم ÙÙŠ الأØÙƒØ§Ù…
الشرعية والأمور العقائدية Ù€ لاسيما Ø§Ù„ÙØ±Ø¹ÙŠØ© Ù€ ثم استعرضنا بعض معتقدات كل Ø·Ø§Ø¦ÙØ©ØŒ ØØªÙ‰ طرق سمعي اسم الشيعة، وبدأ صديقي ÙŠØØ¯Ø«Ù†ÙŠ Ø¹Ù†
أسس هذا المذهب وبداية نشوئه والمراØÙ„ التي مرّ بها منذ
____________
1- الجزائر: تقع ÙÙŠ شمال Ø§ÙØ±ÙŠÙ‚يا، تطلّ على Ø§Ù„Ø¨ØØ± المتوسّط، تØÙŠØ· بها المغرب وليبيا ومورتانيا ومالي والنيجر وتونس، يبلغ عدد
سكانها (34) مليون نسمة، يشكل المسلمون نسبة 99% منهم وأغلبيتهم من المالكية، أمّا الشيعة Ùلهم تواجد جيد ÙÙŠ هذا البلد.
البداية، ÙØ°ÙƒØ± ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ جملة من القضايا التاريخية التي تعرّض Ùيها أهل البيت (عليهم السلام) لجور من تولى شؤون Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© الإسلامية،
وكيÙية تنØÙŠØª هؤلاء الØÙƒÙ‘ام لأهل البيت (عليهم السلام) عن مقامهم الطبيعي الذي أراده الله تعالى لهم، ثم ذكر لي معتقدات هذه Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ©
وأØÙƒØ§Ù…ها العبادية، والتراث الÙكري الضخم الذي كتبه علماء الشيعة ÙÙŠ الÙقه ÙˆØ§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± والتاريخ ÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ« والÙÙ„Ø³ÙØ© والأدب وغير ذلك.
ÙØ£Ø¯Ù‡Ø´Ù†ÙŠ ØØ¯ÙŠØ«Ù‡! ÙØ·Ù„بت منه المزيد وجعلت أقارن بين ما عند الشيعة وما عندنا أبناء العامة.
بدعة صلاة التراويØ:
واستمر Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« Ùيما بيننا ØØªÙ‰ ذكر صديقي أمراً Ù„ÙØª انتباهي بشدّة، وذلك ØÙŠÙ†Ù…ا قال: إنّ بعض الطقوس التي يمارسها أبناء العامة ما أنزل
الله بها من سلطان، وأنّ مصدر تشريعها Ù…ØØ¶ رغبة شخصية لا أكثر، كصلاة Ø§Ù„ØªØ±Ø§ÙˆÙŠØ Ø§Ù„ØªÙŠ يقيمونها ÙÙŠ شهر رمضان، Ùهي بدعة ليست من
الدين ÙÙŠ شيء، إذ لم ينزل بها قرآن ولم يقمها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ولم يصلها أبو بكر طيلة Ø®Ù„Ø§ÙØªÙ‡ØŒ ولا عمر ÙÙŠ أوّل
Ø®Ù„Ø§ÙØªÙ‡ØŒ بل سنّها بعد ذلك Ø¨ÙØªØ±Ø© بلا دليل ولا مجوز شرعي من الكتاب أو السنة! ".
ومن Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ الإسلام قد شدّد ÙÙŠ أمر البدعة، واعتبرها ضلالة مؤدية إلى النار، لأنّ المبتدع غير قانع بما شرّع الله، Ùهو بمنزلة المستدرك
على ربّه Ù€ كما أنّه عندما يعطى Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ ØÙ‚ التشريع يكون بمثابة من نزل Ù†ÙØ³Ù‡ بمنزلة الند لله جلّوعلا Ù€ ÙÙŠ ØÙŠÙ† أنّ الله تعالى ØØ³Ù… أمر الرسالة
بقوله الكريم: ( اَلْيَوْمَ أَكْمَلْت٠لَكÙمْ دÙيْنَكْم وَأَتْمَمْت٠عَلَيْكÙمْ Ù†ÙØ¹Ù’مَتÙÙŠ وَرَضÙيت٠لَكÙÙ…Ù Ø§Ù„Ø¥ÙØ³Ù’لاَمَ دÙينَاً )(1).
____________
1- المائدة: 3.
ÙˆØªØ¶Ø§ÙØ±Øª الروايات Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© بهذا الخصوص:
Ùورد عن جابر أنّه قال: " خطبنا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙØÙ…Ø¯ الله وأثنى عليه بما هو أهل له، ثم قال: أما بعد، ÙØ¥Ù†Ù‘
أصدق Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« كتاب الله، وأنّ Ø£ÙØ¶Ù„ الهدي هدي Ù…ØÙ…ّد، وشر الأمور Ù…ØØ¯Ø«Ø§ØªÙ‡Ø§ وكل بدعة ضلالة... "(1).
وعن ØØ°ÙŠÙØ© أنّه قال: " يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر؟ قال: نعم... قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي...
"(2).
وعن أبي هريرة قال: " إنّ رسول الله خرج إلى المقبرة Ùقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين... وأنا ÙØ±Ø·Ù‡Ù… على الØÙˆØ¶ ألا
ليذادنّ رجال عن ØÙˆØ¶ÙŠ ÙƒÙ…Ø§ ÙŠÙØ°Ø§Ø¯ البعير الضال، أناديهم ألا هلم! Ùيقال: إنّهم قد بدّلوا بعدك، ÙØ£Ù‚ول سØÙ‚اً سØÙ‚اً "(3).
أمّا كلمات الأعلام بهذا الخصوص Ùكثيرة، نقتصر على قول لإمام المالكية ذكره الشاطبي: " من إبتدع ÙÙŠ الإسلام بدعة يراها ØØ³Ù†Ø©ØŒ Ùقد
زعم أنّ Ù…ØÙ…داً(صلى الله عليه وآله وسلم) خان الرسالة، لأنّ الله تعالى يقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْت٠لَكÙمْ دÙينَكÙمْ)ØŒ Ùما لم يكن يومئذ ديناً، Ùلا
يكون اليوم ديناً "(4).
ويقول الدكتور يوس٠القرضاوي: "... الابتداع ÙÙŠ الدين إتّهام للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)بالخيانة وعدم تبليغ الرسالة
بكمالها "(5).
____________
1- أنظر: مسند Ø£ØÙ…د: 3 / 310 (14373)ØŒ سنن ابن ماجة: 1 / 30 (45)ØŒ سنن النسائي: 3 / 188 كتاب
خطبة العيدين، صØÙŠØ البخاري: 6 / 5655 (6849)ØŒ صØÙŠØ مسلم: 2 / 592 (867).
2- أنظر: صØÙŠØ مسلم: 3 / 1475 (1847)ØŒ السنن الكبرى للبيهقي: 8 / 329 (16790).
3- أنظر: صØÙŠØ مسلم: 1 / 218 (248)ØŒ صØÙŠØ ابن ØØ¨Ø§Ù†: 3 / 321 (1046).
4- أنظر: الاعتصام للشاطبي: 1 / 33.
5- أنظر: السنة والبدعة للقرضاوي: 28.
ÙØ§Ù„مبتدعون يجعلون الدين ببدعهم عسيراً ويخرجونه عن ØØ¯Ù‘ Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§ØØ©ØŒ لأنّهم يضيÙون تكالي٠ما أنّزل الله بها من سلطان على كاهل العباد.
كما أنّ البدعة Ù€ وإن منØÙ‡Ø§ البعض عنوان Ø§Ù„ØØ³Ù†Ø©! Ù€ ØªÙØªØ الباب على مصراعيه أمام الدجّالين والمتاجرين بالدين، ليبتدعوا أموراً تأتي على
دعائم الدين وتمØÙˆ معالمه الØÙ‚ة، وقد قال الإمام عليّ (عليه السلام) : " ما Ø£ØØ¯Ø«Øª بدعة إلاّ ترك بها سنة، ÙØ§ØªÙ‚وا البدع وألزموا
المهيع، إنّ عوازم الأمور Ø£ÙØ¶Ù„ها، وإنّ Ù…ØØ¯Ø«Ø§ØªÙ‡Ø§ شرارها "(1).
ÙØ§Ù„بدعة ÙØ±Ù‚Ø© للأمّة وتمزيق لصÙÙˆÙها، لأنّ المؤمنين ÙŠØ±ÙØ¶ÙˆÙ†Ù‡Ø§ والمبطلين يتبعونها، وهكذا يبدأ الشرخ ÙÙŠ جسد الأÙمّة Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯Ø© Ùيتضعضع كيانها،
وقد قال الله تعالى ÙÙŠ كتابه الكريم: (وَأَنَّ هذا ØµÙØ±Ø§Ø·ÙÙŠ Ù…ÙØ³Ù’تَقÙيماً ÙÙŽØ§ØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹Ùوه٠وَ لا ØªÙŽØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹Ùوا Ø§Ù„Ø³Ù‘ÙØ¨ÙÙ„ÙŽ ÙَتَÙَرَّقَ بÙÙƒÙمْ )(2)ØŒ ويقول Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أيضاً:
(وَما آتاكÙم٠الرَّسÙول٠ÙÙŽØ®ÙØ°Ùوه٠وَما نَهاكÙمْ عَنْه٠ÙَانْتَهÙوا)(3)ØŒ Ùلماذا يأخذ بعض المسلمين بما لم يأت به رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)
Ù€ كصلاة Ø§Ù„ØªØ±Ø§ÙˆÙŠØ Ù€ ويتّبعون السبل ويشذون عن صراط الله تعالى؟!.
وخلاصة القول: إنّ تشريع الله شامل وكامل ومستوعب لكل أمور الدين والدنيا، وبنصّ كتاب الله عزّوجلّ: (ما Ùَرَّطْنا ÙÙÙŠ Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØªØ§Ø¨Ù Ù…Ùنْ
شَيْء)(4)، لأنّ الإسلام خاتم لجميع الشرائع السماوية.
يقول الأخ شكيم: " جعلتني هذه الØÙ‚ائق ÙÙŠ ØÙŠØ±Ø© من أمري، ووجدت العقل ينبذ تشريع الإنسان الذي لايملك التخويل الرباني! مع
روايات عديدة
____________
1- أنظر: نهج البلاغة: خطبة 145ØŒ Ø¨ØØ§Ø± الانوار للمجلسي: 2 / 264 / 15.
2- الانعام: 153.
3- Ø§Ù„ØØ´Ø±: 7.
4- الانعام: 38.
ØªØØ« على الصلاة ÙÙŠ الشهر المبارك بصورة غير جماعية Ù€ إلاّ الصلاة Ø§Ù„Ù…ÙØ±ÙˆØ¶Ø©Ù€ Ùقرّرت ترك صلاة Ø§Ù„ØªØ±Ø§ÙˆÙŠØ Ø§Ù„ØªÙŠ كنت أؤديها جماعة، لما
Ø¹Ø±ÙØª من خلال Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« مع صديقي أنّ التنÙÙ„ ÙÙŠ شهر رمضان قد Ø´ÙØ±Ù‘ع بشكل ÙØ±Ø§Ø¯ÙŠ Ù„Ø§ جماعةً!.
Ùلم أجد سبيلاً غير إتباع الشرع لأنني قرّرت من بدء Ø§Ù„Ø¨ØØ« الانسياق وراء الأدلّة والبراهين، وترك التمسك بالموروث الذي لا أعر٠له دليل
أو مستند ".
مسألة زيارة القبور:
ويقول الأخ شكيم: " وتطرّقنا ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« لمسألة زيارة القبور، وكان قد طرق سمعي من قبل أنّ هناك ÙØ±Ù‚Ø© ØªØØ³Ø¨ Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ على الإسلام
ولكنّها تكÙّر أهل القبلة لزيارتهم قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وقبور الأولياء والصالØÙŠÙ†ØŒ ÙØªØ£Ù…لت ÙÙŠ الأمر ÙØªØ¨ÙŠÙ‘Ù† لي أنّ هذه
الرؤية جامدة ÙˆÙ…ØØ¯ÙˆØ¯Ø©ØŒ لا يقول بها Ø£ØØ¯ يعر٠معنى التذكرة والاعتبار ".
Ùقد ذكر القرآن الكريم جملة من الآيات الدالّة على جواز القيام على القبور واتخاذ المساجد ØÙˆÙ„ مقامات وقبور الأنبياء والصالØÙŠÙ†ØŒ Ùقال
تعالى: (ÙˆÙŽØ§ØªÙ‘ÙŽØ®ÙØ°Ùوا Ù…Ùنْ Ù…ÙŽÙ‚Ø§Ù…Ù Ø¥ÙØ¨Ù’راهÙيمَ Ù…ÙØµÙŽÙ„ًّى)(1)ØŒ وقال تعالى بخصوص Ø£ØµØØ§Ø¨ الكهÙ: (قالَ الَّذÙينَ غَلَبÙوا عَلى أَمْرÙÙ‡Ùمْ Ù„ÙŽÙ†ÙŽØªÙ‘ÙŽØ®ÙØ°ÙŽÙ†Ù‘ÙŽ عَلَيْهÙمْ
Ù…ÙŽØ³Ù’Ø¬ÙØ¯Ø§Ù‹)(2).
كما ذكرت كتب Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« والسيرة ÙˆØ§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± روايات عديدة تجوّز هذا الأمر:
Ùقد جاء ÙÙŠ صØÙŠØ مسلم والنسائي وابن ماجة والترمذي، عن بريدة عن أبيه قال: " قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) نهيتكم
عن زيارة القبور ÙØ²ÙˆØ±ÙˆÙ‡Ø§ "ØŒ
____________
1- البقرة: 125.
2- الكهÙ: 21.
ÙˆÙÙŠ آخر Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« على ما ÙÙŠ سنن أبي داود: " ÙØ¥Ù†Ù‘ زيارتها تذكرة "ØŒ ÙˆÙÙŠ سنن ابن ماجة عن ابن مسعود: "... ÙØ¥Ù†Ù‘ها تزهّد ÙÙŠ
الدنيا وتذكّر ÙÙŠ الآخرة "(1).
وجاء ÙÙŠ صØÙŠØ البخاري(2) ما ملخصه: " إنّ إسماعيل وإبراهيم(عليهما السلام)لمّا كانا يبنيان البيت، جعل إسماعيل يأتي
Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© وإبراهيم يبني، ØØªÙ‰ إذا Ø§Ø±ØªÙØ¹ البناء جاء إسماعيل بهذا Ø§Ù„ØØ¬Ø± له Ùقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø©"ØŒ وذلك هو مقام
إبراهيم (عليه السلام) الذي أمرنا الله أن نتخذه مصلى ومØÙ„ا للعبادة.
وقد نصّت التواريخ والسير على أن ØØ¬Ø± إسماعيل (عليه السلام) الذي ÙŠØªÙ…Ø³Ù‘Ø Ø¨Ù‡ Ø§Ù„ØØ¬ÙŠØ¬ ويقيمون Ùيه الصلاة يضم قبر إسماعيل وأمّه
هاجر(عليهما السلام)(3)ØŒ وكما هو ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ الصلاة ÙÙŠ هذا المكان من الأمور Ø§Ù„Ù…Ø³ØªØØ¨Ø©ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ كان الأمر كذلك Ùكي٠يجتمع هذا
Ø§Ù„Ù…Ø³ØªØØ¨ مع الشرك كما يزعم منتØÙ„وا الإسلام؟!
ولو راجعنا التاريخ الإسلامي لوجدنا أنّ الوقو٠على القبور وزيارتها، إنّما هو عين التأسي والاقتداء برسول الله(صلى الله عليه وآله
وسلم)ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡(صلى الله عليه وآله وسلم) وق٠على قبر Ø£Ùمّه السيدة آمنة بنت وهب (رضي الله عنها) وبكى(4).
____________
1- صØÙŠØ مسلم: 2 / 672 (975)ØŒ سنن النسائي: 3 / 69 (4518)ØŒ سنن ابن ماجة: 1 / 492
(1571)، سنن الترمذي: 2 / 357 (1054)، سنن أبي داود: 3 / 172 (3235)، وأنظر: موطأ مالك (عن أبي
سعيد الخدري): 2 / 33.
2- صØÙŠØ البخاري: كتاب الأنبياء: 3 / 1229 (3184).
3- أنظر: سيرة ابن هشام: 1 / 6، تاريخ الطبري: 1 / 314، البداية والنهاية لابن كثير: 1 / 153، الطبقات لابن
سعد: 1 / 44، وغيرها.
4- أنظر: الطبقات لابن سعد: 1 / 94، سنن النسائي: 1 / 654 (2116)، سنن أبي داود: 3 / 171
(3234)، سنن ابن ماجة: 1 / 492 (1572)، وغيرها.
وورد أنّه قال ÙÙŠ ذلك الموقÙ: "... استأذنته ÙÙŠ أن أزور قبرها، ÙØ£Ø°Ù† لي، ÙØ²ÙˆØ±ÙˆØ§ القبور ÙØ¥Ù†Ù‘ها تذكّر الموت "(1)ØŒ بل أكثر من
ذلك Ùقد ØØ«Ù‘(صلى الله عليه وآله وسلم)على زيارة قبره Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØŒ ØÙŠØ« قال: " من زار قبري وجبت له Ø´ÙØ§Ø¹ØªÙŠ "ØŒ وقال(صلى الله
عليه وآله وسلم)أيضاً: " من ØØ¬ ÙØ²Ø§Ø± قبري بعد ÙˆÙØ§ØªÙŠØŒ كان كمن زارني ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙŠ "(2)ØŒ وهنالك روايات كثيرة وردت عنه(صلى
الله عليه وآله وسلم) Ø¨Ø£Ù„ÙØ§Ø¸ متعددة بهذا الخصوص.
وأخرج مسلم ÙÙŠ صØÙŠØÙ‡ عن عائشة، أنّها قالت: " قال(صلى الله عليه وآله وسلم): " أتاني جبريل Ùقال: إنّ ربك يأمرك أن
تأتي أهل البقيع ÙØªØ³ØªØºÙر لهم "ØŒ قالت: قلت: كي٠أقول لهم يا رسول الله؟ قال: " قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين
والمسلمين ويرØÙ… الله المستقدمين منّا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاØÙ‚ون " "(3).
وقد عملت بهذه السنة بضعة المصطÙÙ‰ وسيدة النساء ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء(عليها السلام)ØŒ ØÙŠØ« أخرج البيهقي ÙÙŠ سننه، ÙˆØ§Ù„ØØ§ÙƒÙ… ÙÙŠ مستدركه:
أنّها كانت تزور قبر عمّها ØÙ…زة(رضي الله عنه) كل جمعة ÙØªØµÙ„ÙŠ وتبكي عنده(4).
وقال Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… أنّ هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« رواته عن آخرهم ثقات، ثم قال: " وقد استقصيت ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن زيارة القبور ØªØØ±Ù‘ياً للمشاركة ÙÙŠ الترغيب،
وليعلم الشØÙŠØ بذنبه أنّها مسنونة، وصلى الله على Ù…ØÙ…ّد وآله أجمعين ".
____________
1- أنظر: صØÙŠØ مسلم: 2 / 671 (976) (باب استئذان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ربه ÙÙŠ زيارة قبر Ø£Ùمه).
2- أنظر: سنن الدار قطني: 2 / 378 (194)، شعب الإيمان للبيهقي: 3 / 490 (4159)، المعجم الكبير
للطبراني: 12 / 406 (13497)ØŒ سنن البيهقي: 5 / 403 (10274)ØŒ ومن أراد المزيد Ùلينظر كتاب الغدير للأميني:
5 / 143 Ù€ 152ØŒ وقد ذكر مصادر هذه Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« من أهل العامة.
3- صØÙŠØ مسلم: 2 / 370 (974) باب الجنائز.
4- السنن الكبرى للبيهقي: 4 / 131ØŒ المستدرك Ù„Ù„ØØ§ÙƒÙ…: 1 / 1 / 533 (1396).
وذكر ابن Ø§Ù„ØØ§Ø¬ العبدري المالكي(1): أنّ البخاري روى عن أنس: أنّ عمر ابن الخطاب كان إذا Ù‚ØØ·ÙˆØ§ استسقى بالعباس، Ùقال: "
اللهم كنا نتوسل إليك بنبيك(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙØªØ³Ù‚ينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبيك ÙØ§Ø³Ù‚نا، Ùيسقون ".
هذا Ø¨Ø§Ù„Ø§Ø¶Ø§ÙØ© إلى ÙˆÙ‚ÙˆÙ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© والتابعين وزوجات النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) على القبور
وزيارتها.
قول الأعلام ÙÙŠ زيارة القبور:
قد Ø£ÙØªÙ‰ الكثير من علماء المذاهب الأربعة بجواز زيارة قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ÙˆØ§Ø³ØªØØ¨Ø§Ø¨Ù‡ØŒ ومنهم:
1 Ù€ أبو عبد الله الجرجاني Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠØŒ Ùقد ذكر بعد جملة من تعظيمه للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): " ÙØ£Ù…ّا اليوم Ùمن تعظيمه زيارته
"(2).
2 Ù€ أبو Ø§Ù„ØØ³Ù† الماوردي، ØÙŠØ« قال: " ÙØ¥Ø°Ø§ عاد Ù€ ولي Ø§Ù„ØØ§Ø¬ Ù€ سار بهم على طريق المدينة لزيارة قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله
وسلم) ليجمع لهم بين ØØ¬ بيت الله عزّوجلّ وزيارة قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ رعايةً Ù„ØØ±Ù…ته وقياماً بØÙ‚وق طاعته، ولئنّ
لم يكن ذلك من ÙØ±ÙˆØ¶ Ø§Ù„ØØ¬ Ùهو من ندب الشرع Ø§Ù„Ù…Ø³ØªØØ¨Ø© وعادات Ø§Ù„ØØ¬ÙŠØ¬ Ø§Ù„Ù…Ø³ØªØØ³Ù†Ø©"(3).
3 Ù€ القاضي عياض المالكي، إذ قال: " وزيارة قبره(صلى الله عليه وآله وسلم) سنة مجمع عليها ÙˆÙØ¶ÙŠÙ„Ø© مرغّب Ùيها "(4).
____________
1- المدخل لابن Ø§Ù„ØØ§Ø¬ العبدري: 1 / 255.
2- أنظر: المنهاج ÙÙŠ شعب الايمان: 2 / 130.
3- أنظر: الأØÙƒØ§Ù… السلطانية للماوردي: 2 / 109.
4- أنظر: Ø§Ù„Ø´ÙØ§ بتعري٠ØÙ‚وق المصطÙÙ‰ للقاضي عيّاض: 2 / 83.
4 Ù€ أبو Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ بن الجوزي، قال: " أمّا زيارة قبره عليه الصلاة والسلام ÙØ£ØØ¶Ø± قلبك لتعظيمه ولهيبته، ÙˆØ£ØØ¶Ø± عظيم رتبته ÙÙŠ قلبك،
وأعلم أنّه عالم Ø¨ØØ¶ÙˆØ±Ùƒ وتسليمك "(1).
5 Ù€ ابن هبيرة ÙÙŠ كتاب (Ø§ØªÙØ§Ù‚ الأئمّة): " اتÙÙ‚ مالك ÙˆØ§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠ ÙˆØ£Ø¨Ùˆ ØÙ†ÙŠÙØ© وأØÙ…د بن ØÙ†Ø¨Ù„ على أنّ زيارة النبيّ(صلى الله عليه وآله
وسلم) Ù…Ø³ØªØØ¨Ø© "(2).
6 Ù€ أبو زكريّا ÙŠØÙŠÙ‰ بن شر٠النووي، قال ÙÙŠ زيارة قبره(صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّها من أعظم القربات، ÙˆØ£ÙØ¶Ù„ المساعي
والطلبات، وإذا إنتهى إلى قبره وق٠قبالة وجهه ويتشÙّع به إلى ربّه... "(3).
هذا ÙØ¶Ù„ا عن كلمات العشرات منهم(4).
كما ذكر عدد منهم Ø§Ø³ØªØØ¨Ø§Ø¨ زيارة البقيع:
Ùقال الغزالي: " ÙŠØ³ØªØØ¨ أن يخرج كل يوم إلى البقيع "(5)ØŒ وكذا قال النووي ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ø®ÙˆØ±ÙŠØŒ وزاد الأخير: "... يأتي المشاهد
والمزارات Ùيزور العباس ومعه Ø§Ù„ØØ³Ù† بن عليّ، وزين العابدين، وابنه Ù…ØÙ…ّد الباقر، وابنه Ø¬Ø¹ÙØ± الصادق، ويزور أميرالمؤمنين سيدنا عثمان
وقبر إبراهيم ابن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ وجماعة من أزواج (صلى الله عليه وآله وسلم) وعمته صÙية وكثيراً من Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©
والتابعين... ".
بل أكثر من هذا ÙØ¥Ù†Ù‘ المعاصرين من علماء العامة يرون أنّ زيارة القبور مندوبة للاتعاظ وتذكرة بالآخرة...ØŒ وينبغي للزائر الاشتغال
بالدعاء والتضرّع
____________
1- أنظر: Ø¯ÙØ¹ شبه من شبّه وتمرّد Ù„Ù„ØØµÙ†ÙŠ: 81.
2- أنظر: المدخل لابن Ø§Ù„ØØ§Ø¬ العبدري: 1 / 256.
3- أنظر: Ø¯ÙØ¹ شبه من شبّه وتمرّد Ù„Ù„ØØµÙ†ÙŠ: 75.
4- أنظر: الغدير للأميني: 5 / 165 ـ 187.
5- اØÙŠØ§Ø¡ علوم الدين: 1 / 387.
والاعتبار بالموتى وقراءة القرآن للميت، ولا ÙØ±Ù‚ ÙÙŠ الزيارة بين كون المقابر قريبة أو بعيدة، بل يندب Ø§Ù„Ø³ÙØ± لزيارة الموتى خصوصاً مقابر
الصالØÙŠÙ†ØŒ أمّا زيارة قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) Ùهي من أعظم القرب.
ومن هذا كله يتبيّن أنّ زيارة القبور ليست بدعة Ù€ كما ينعق البعض Ù€ بل سنة عمل بها Ø§Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨ والتابعين والمسلمين قاطبةً.
الوصول إلى جادّة الأمان:
يقول الأخ شكيم Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙŠ: " وجدت أنّ كلمات الأعلام وأهل الاختصاص تجوّز زيارة القبور Ù€ مع التزام الزائر بالأمور الشرعية التي
ترضي الله تعالى ÙˆØªÙ†ÙØ¹ الميت Ù€ وقد لمست خلال زيارتي لقبر السيدة زينب إبنة الإمام أمير المؤمنين(عليهما السلام)ÙÙŠ سوريا، الجوّ
المعنوي Ø§Ù„Ù…ÙØ¹Ù… Ø¨Ø§Ù„Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠÙ‘ة، ÙÙˆÙ‚ÙØª أمام ذلك المشهد مستلهماً منه العطاءات التربوية التي Ù…Ù†ØØªÙ†ÙŠ Ø§Ù„Ù†ÙØØ§Øª الإيمانية، وغرست ÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŠ Ø§Ù„ÙƒØ«ÙŠØ±
من الوعي ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ المشهد نقلني إلى عالم ملؤوه الإيمان والورع والتقوى، ÙØ£Ø«Ø§Ø± ÙØ·Ø±ØªÙŠ ÙˆØ£Ø²Ø§Ù„ عن بصيرتي Ø§Ù„ØØ¬Ø¨ التي كانت تمنعني
من رؤية الØÙ‚Ù‘.
ÙØ£Ø«Ù‘ر ذلك المشهد ÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŠ Ø£Ø«Ø±Ø§Ù‹ كبيراً، بØÙŠØ« Ø¯ÙØ¹Ù†ÙŠ Ù„Ù„Ø¨ØØ« والمطالعة ØÙˆÙ„ مكانة ومنزلة أهل البيت (عليهم السلام) عند الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡
وتعالى، ØØªÙ‰ Ø¹Ø±ÙØª بعد ذلك مكانتهم، ÙˆØ¹Ø±ÙØª أنّهم عدل الكتاب، وسÙينة Ù†ÙˆØØŒ ونجوم الهداية، Ùقلت: لا Ø£ØÙŠØ¯ عنهم ولا أختار إلاّ طريقتهم،
إذ لا يسع المؤمن الاعتصام من الضلال إلاّ بالتمسّك بهم والانضواء ØªØØª لوائهم، ÙØ§Ø¹ØªÙ†Ù‚ت مذهبهم عام 2001Ù… ".