ولد عام 1958Ù… بمدينة " ذي قار " ÙÙŠ العراق(1)ØŒ من عائلة تعتنق المذهب الØÙ†ÙÙŠ ونشأ ÙÙŠ أوساط هذا المذهب.
تشرّ٠باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1986Ù…ØŒ بعد دراسات Ù…ÙƒØ«ÙØ© ومعمّقة ÙˆÙ…ØØ§ÙˆØ±Ø§Øª عديدة أجراها مع العلماء.
ÙÙŠ Ø±ØØ§Ø¨ مأساة واقعة الطÙÙ‘:
يقول ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© الشيخ الكبيسي: " كنت منذ الصبى أجد قلبي ينبض Ø¨Ù…ØØ¨Ù‘Ø© أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ وكنت أهوى Ø§Ù„ØØ¶ÙˆØ± ÙÙŠ المجالس التي تقام Ø£ØÙŠØ§Ø¡ الذكرى إستشهاد الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ù€ لا سيما التي تقام ÙÙŠ شهر Ù…ØØ±Ù… Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… Ù€ كما كنت أقصد ØØ±Ù…Ù‡ الطاهر ÙÙŠ كربلاء لأداء مراسم الزيارة أيام الأربعين مع مواكب المعزين من الشيعة، مما أدّى إلى تعلقي Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© أهل البيت (عليهم السلام) وقراءة تاريخهم وتتبع سيرتهم Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ©.
وكنت بعد Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙŠ Ù„ÙƒÙ„ إمام من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أق٠منبهراً لعظمتهم
____________
1- العراق: أنظر الترجمة رقم (10). وجلالة قدرهم، ØØªÙ‰ إنّني ولشدّة إعجابي بشخصية الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) صرت أذكره ÙÙŠ الإقامة عند الصلاة، رغم أنني كنت أؤدّي الصلاة وغيرها من Ø§Ù„ÙØ±Ø§Ø¦Ø¶ ÙˆÙÙ‚ المذهب الØÙ†ÙÙŠ!.كنت مسروراً بإلمامي ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØªÙŠ Ø¨Ø£Ù‡Ù„ البيت (عليهم السلام) ØŒ ولكن مصرع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وما جرى عليه من مآسي ÙÙŠ كربلاء أوجد ØØ±Ù‚Ø© ÙÙŠ قلبي، Ùكنت Ø£Ø·ÙØ¦Ù‡Ø§ بدموعي من خلال مشاركتي ÙÙŠ مآتم العزاء التي تقام ØØ²Ù†Ø§Ù‹ عليه، ولم أكن أبالي بالانتقادات التي كان يوجهها لي أبناء Ø·Ø§Ø¦ÙØªÙŠØŒ لأنّني كنت أرى أنّ كل ÙØ±Ø¯ يمتلك المشاعر الإنسانية Ùˆ يتمتع بسلامة الوجدان يتأثر ÙˆÙŠÙ†ÙØ¹Ù„ بارتكاب أي ظلم أو جور بØÙ‚ إنسان عادي، Ùكي٠به إذا سمع بوقوع ظلامة ÙØ§Ø¯ØÙ‡ على قريب له أو عزيز كان يكنّ له Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ù‘Ø© من خلال قرابة أو صداقة أو عقيدة؟!.
وكان ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„Ø¯ÙŠÙ‘ أنّ البكاء لا يناÙÙŠ الصبر، بل هو يمثل ØØ§Ù„Ø© طبيعية Ù„Ù„Ù†ÙØ³ إزاء Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« المؤلمة، وأنّ بكاء الإنسان بسبب المآسي التي تØÙ„ به أو Ø¨Ø£ØØ¯ Ø£ØØ¨Ø§Ø¦Ù‡ أو أعزائه لايتناÙÙ‰ مع Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø© السليمة ".
مشروعية البكاء على الميت:
قد أشاع البعض متوهماً أنّ البكاء على الميت بدعة دخلت ØÙŠØ§Ø© المسلمين Ùيما بعد، ثم عمد إلى زرع الشك ÙÙŠ الأذهان، لكن هذا التوهم ÙŠØ±ØªÙØ¹ بمجرد أن يراجع Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« سيرة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين.
Ùقد ورد أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وآله (عليهم السلام) ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ والتابعين بكوا Ù„Ùقدهم الأعزّة ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ¨Ù‘ة، والمصائب ØÙ„ّت بهم أو بغيرهم من المقرّبين!.
ÙˆÙÙŠ الØÙ‚يقة أنّ الذين قالوا Ø¨ØØ±Ù…Ø© البكاء وجعلها ذريعة للتوهين والطعن، غÙلوا أو تغاÙلوا عن Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø© التي أودعها الله ÙÙŠ الإنسان، ÙØ§Ù„إنسان إن تØÙ‚قت
آماله شعر Ø¨Ø§Ù„ÙØ±Ø والسرور، وإن أخÙÙ‚ ÙÙŠ ذلك أو أصيب بنائبه ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ ÙŠØØ²Ù† ويغتم وقد ينهار أمام ذلك، ولهذا نجد أنّ سيد الكائنات نبيّنا Ù…ØÙ…ّد(صلى الله عليه وآله وسلم)بكى على إبنه إبراهيم، وعلى خديجة، وعلى عمه أبي طالب، وعلى Ø£Ùمّه آمنة بنت وهب، وعلى عمه ØÙ…زة بن عبد المطلب، وعلى Ø¬Ø¹ÙØ± الطيار وعلى الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهم السلام) ØŒ وغيرهم.Ùقد ورد عن أنس أنّه قال: " دخلنا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)... وإبراهيم يجود Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ ÙØ¬Ø¹Ù„ت عينا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ØªØ°Ø±ÙØ§Ù†ØŒ Ùقال له عبد الرØÙ…Ù† بن عوÙ(رضي الله عنه): وأنت يا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŸ! Ùقال: "يابن Ø¹ÙˆÙØŒ إنّها رØÙ…Ø© " ثم أتبعها بأخرى، Ùقال(صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّ العين تدمع والقلب ÙŠØØ²Ù† ولانقول إلاّ ما يرضي ربّنا، وإنّا Ø¨ÙØ±Ø§Ù‚Ùƒ يا إبراهيم Ù„Ù…ØØ²ÙˆÙ†ÙˆÙ† " "(1).
وورد عن أبي هريرة أنّه قال: " زار النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قبر أمّه ÙØ¨ÙƒÙ‰ وأبكى من ØÙˆÙ„Ù‡ "(2).
وورد أيضاً: " أنّه لما سمع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) Ù€ بعد غزوة Ø£ØØ¯ Ù€ البكاء من دور الأنصار على قتلاهم، Ø°Ø±ÙØª عينا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وبكى، وقال: " لكن ØÙ…زة لابواكي له!" ÙØ³Ù…ع ذلك سعد بن معاذ، ÙØ±Ø¬Ø¹ إلى نساء بني عبد الأشهل ÙØ³Ø§Ù‚هن إلى باب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙØ¨ÙƒÙŠÙ† على ØÙ…زة، ÙØ³Ù…ع ذلك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙØ¯Ø¹Ø§ لهنّ
____________
1- أنظر: صØÙŠØ البخاري: 1 / 439 (1241)ØŒ صØÙŠØ مسلم: 4 / 1807 (2315)ØŒ سنن أبي داود: 3 / 136 (3126)ØŒ كتاب الجنائز، باب البكاء على الميت، سنن ابن ماجة: 1 / 497 (1589)ØŒ كتاب الجنائز. 2- أنظر: صØÙŠØ مسلم: 2 / 671 (976)ØŒ كتاب الجنائز، مسند Ø£ØÙ…د: 2 / 441 (9686)ØŒ سنن أبي داود: 3 / 171 (3234)ØŒ كتاب الجنائز، سنن النسائي: 4 / 90 كتاب الجنائز، سنن ابن ماجة: 1 / 492 (1572)ØŒ كتاب الجنائز، المصن٠لابن أبي شيبة: 3 / 29 (11807)ØŒ مستدرك Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…: 1 / 531 (.139).
وردّهن، Ùلم تبك امرأة من الأنصار بعد ذلك إلى اليوم على ميت إلاّ بدأت بالبكاء على ØÙ…زة، ثم بكت على ميتها "(1).
وورد أنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) قال ÙÙŠ ØÙ‚ Ø¬Ø¹ÙØ± (عليه السلام) : "على مثل Ø¬Ø¹ÙØ± Ùلتبك البواكي "(2).
وورد عن عائشة: " أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) دخل على عثمان بن مظعون Ù€ وهو ميّت Ù€ Ùكش٠عن وجهه، ثم أكب عليه Ùقبّله وبكى، ØØªÙ‰ رأيت الدموع تسيل على وجنتيه "(3).
وورد أيضاً أنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) بكى على غيره من Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©(4).
ÙˆÙÙŠ الØÙ‚يقة أنّ شبهة ØØ±Ù…Ø© البكاء على الميت قد نشأت ممّا ورد عن عمر وإبنه عبد الله!
Ùقد ورد صØÙŠØ ÙÙŠ مسلم عن عبد الله: " أنّ ØÙصة بكت على عمر، Ùقال: مهلا يا بنية! ألم تعلمي أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إنّ الميت يعذب ببكاء أهله عليه "(5).
وعن عمر، عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " الميت يعذّب ÙÙŠ قبره بما Ù†ÙŠØ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ "(6).
والجدير بالذكر أنّ عائشة استدركت على عمر وإبنه لمّا بلغها من مقالتهما،
____________
1- أنظر: الطبقات لابن سعد: 3/7ØŒ المغازي للواقدي: 1/315 Ù€ 317ØŒ مسند Ø£ØÙ…د: 2 / 40 (4984)ØŒ تاريخ الطبري: 2 / 532ØŒ الإستيعاب لابن عبد البر: 1 / 374ØŒ وغيرها. 2- أنظر: انساب الأشرا٠للبلاذري: 43ØŒ الاستيعاب لابن عبد البر: 1 / 243ØŒ الطبقات لابن سعد: 8 / 220ØŒ المصن٠لعبد الرزاق: 3 / 361 (6695).
3- أنظر: سنن البيهقي: 3 / 570 (6712).
4- أنظر: مستدرك Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…: 1 / 514 (1334)ØŒ تذكرة الخواص لابن الجوزي: 172 عن ابن سعد، المعجم الكبير للطبراني: 3 / 142 (2932)ØŒ صØÙŠØ مسلم: 2 / 636 (924).
5- صØÙŠØ مسلم: 2 / 369 كتاب الجنائز، باب الميت يعذب ببكاء أهل، وأنظر سنن النسائى: 4 / 16 كتاب الجنائز، سنن الترمذي: 2 / 315 (1002).
6- صØÙŠØ مسلم: 2 / 927 (927) كتاب الجنائز، وأنظر سنن ابن ماجة: 1 / 498 (1595).
Ùقالت: " إنّكم ØªØØ¯Ø«ÙˆÙ†ÙŠ Ø¹Ù† غير كاذبين ولامكذبين، ولكن السمع يخطيء "(1)ØŒ وعن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: " ذكر عند عائشة قول ابن عمر: الميت يعذّب ببكاء أهله عليه، Ùقالت: رØÙ… الله أبا عبد الرØÙ…ن، سمع شيئاً Ùلم ÙŠØÙظه، إنّما مرّت على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) جنازة يهودي وهم يبكون عليه، Ùقال: أنتم تبكون وأنّه ليعذّب "(2).
وقد قال النووي ÙÙŠ Ø´Ø±Ø ØµØÙŠØ مسلم عن روايات النهي عن البكاء المروية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " وهذه الروايات من رواية عمر بن الخطاب وإبنه عبدالله. وأنكرت عائشة، ونسبتها إلى النسيان والاشتباه عليهما، وأنكرت أن يكون النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قال ذلك! "(3).
كما أثبت ÙÙŠ سيرة الرسول أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بكى ÙÙŠ بعض Ø§Ù„ØØ§Ù„ات على من رآه Ù…Ø´Ø±ÙØ§Ù‹ على الموت، وعلى من أستشهد، وعلى قبر الميت، بل أنّه بكى على ماسو٠يجري من مصائب على الأØÙŠØ§Ø¡!.
بكاء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) على سبطه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) :
أكّد Ø£ØµØØ§Ø¨ السنن وأرباب السير ÙÙŠ كتبهم أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بكى عدّة مرّات على سبطه ÙˆØ±ÙŠØØ§Ù†ØªÙ‡ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) : كالطبراني، والهيثمي والخوارزمي، وأØÙ…د، والنيسابوري، وأبي نعيم، ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ¨ الطبري، وابن عساكر، وابن ØØ¬Ø±ØŒ وعبد الرزاق، وأبي يعلى، وابن كثير، وابن الصباغ المالكي، والمتقي
____________
1- أنظر: صØÙŠØ مسلم: 2 / 641 (929) كتاب الجنائز، صØÙŠØ البخاري: 1 / 432 (1226) كتاب الجنائز، سنن النسائى: 4 / 19 كتاب الجنائز. 2- أنظر: صØÙŠØ مسلم: 2 / 642 (930) كتاب الجنائز، صØÙŠØ الترمذي: 2 / 317 (1004) كتاب الجنائز، موطأ مالك: 1 / 153ØŒ كتاب الجنائز.
3- Ø´Ø±Ø ØµØÙŠØ مسلم للنووي: 6 / 468 (2140)ØŒ كتاب الجنائز.
الهندي، والقندوزي الØÙ†ÙÙŠ وآخرين، ÙˆØØ« على البكاء عليه، وكي٠لا! وقد ØØ«Ù‘ Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ على البكاء Ù„Ø¬Ø¹ÙØ± الطيار.
Ùقد روى الطبراني بسنده عن عروة عن عائشة، قالت: " دخل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ (عليه السلام) على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يوØÙ‰ إليه، Ùنزا على رسول الله وهو منكب، ولعب على ظهره، Ùقال جبرئيل لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): Ø£ØªØØ¨Ù‘Ù‡ يا Ù…ØÙ…ّد؟ قال: " يا جبرئيل ومالي لا Ø£ØØ¨Ù‘ إبني؟! " قال: ÙØ¥Ù†Ù‘ أمتك ستقتله من بعدك! Ùمد جبرئيل (عليه السلام) يده ÙØ£ØªØ§Ù‡ بتربة بيضاء، Ùقال: ÙÙŠ هذه الأرض يقتل إبنك هذا يا Ù…ØÙ…ّد واسمها الطÙÙ‘.
Ùلمّا ذهب جبرئيل (عليه السلام) من عند رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)والتربة ÙÙŠ يده يبكي... "(1).
وروى أيضاً بسنده عن أم سلمة(رضي الله عنه) أنّها قالت: " كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)جالساً ذات يوم ÙÙŠ بيتي، Ùقال: " لايدخل عليَّ Ø£ØØ¯ "ØŒ ÙØ§Ù†ØªØ¸Ø±Øª ÙØ¯Ø®Ù„ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ ÙØ³Ù…عت نشيج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يبكي، ÙØ§Ø·Ù„عت ÙØ¥Ø°Ø§ ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ ØØ¬Ø±Ù‡ والنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙŠÙ…Ø³Ø Ø¬Ø¨ÙŠÙ†Ù‡ وهو يبكي، Ùقلت: والله ما علمت ØÙŠÙ† دخل، Ùقال: " إنّ جبرئيل (عليه السلام) كان معنا ÙÙŠ البيت Ùقال: ØªØØ¨Ù‡ØŸ قلت: أمّا من الدنيا Ùنعم، قال: إنّ أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء "... "(2).
وروى Ø§Ù„Ù…ØØ¨ الطبري بسنده عن أسماء بنت عميس أنّها قالت: " عقّ رسول الله عن Ø§Ù„ØØ³Ù† يوم سابعه بكبشين أملØÙŠÙ†... Ùلمّا كان بعد ØÙˆÙ„ ولد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ¬Ø§Ø¡ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙØ¹Ù„ مثل الأوّل، قالت: وجعله ÙÙŠ ØØ¬Ø±Ù‡ ÙØ¨ÙƒÙ‰(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ
____________
1- المعجم الكبير للطبراني: 3 / 107 (2814)ØŒ وأنظر: مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 187ØŒ مقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† للخوارزمي: 1 / 233ØŒ الصواعق Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‚Ø© لابن ØØ¬Ø±: 2 / 567ØŒ وغيرها. 2- المعجم الكبير للطبراني: 3 / 108 (2819)ØŒ وأنظر: مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 189.
قلت: ÙØ¯Ø§Ùƒ أبي وأمي ممّ بكاؤك؟! Ùقال: " إبني هذا يا أسماء، إنّه تقتله Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الباغية من أمتي، لا أنالهم الله Ø´ÙØ§Ø¹ØªÙŠ "... "(1).
وإنّ ما جرى على الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) من ÙØ¬Ø§Ø¦Ø¹ ومآسي يوم عاشوراء لم يبك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) Ùقط، بل أبكى الملائكة والجن والجماد! وآل الأمر إلى بكاء أعدائه عليه (عليه السلام) !
Ùقد ورد عن ابن عباس: " رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) Ùيما يرى النائم بنص٠النهار، أغبر أشعث وبيده قارورة Ùيها دم! Ùقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا؟! قال: " هذا دم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ØŒ لم أزل منذ اليوم التقطه "ØŒ ÙØ£ØØµÙŠ Ø°Ù„Ùƒ اليوم، Ùوجدوه قتل يومئذ "(2).
وقال ابن سيرين: " لم تبك السماء على Ø£ØØ¯ بعد ÙŠØÙŠÙ‰ بن زكريا، إلاّ على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ "(3).
وقال Ø®Ù„ÙŠÙØ©: " لمّا قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أسودّت السماء، وظهرت الكواكب نهاراً، ØØªÙ‰ رأيت الجوزاء عند العصر، وسقط التراب الأØÙ…ر "(4).
وقال معمر: " أوّل ما عر٠الزهري أنّه تكلّم ÙÙŠ مجلس الوليد بن عبد الملك Ùقال الوليد: أيّكم يعلم ما ÙØ¹Ù„ت Ø£ØØ¬Ø§Ø± بيت المقدس يوم قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ؟ Ùقال الزهري: بلغني أنّه لم يقلب ØØ¬Ø± إلاّ وجد ØªØØªÙ‡ دم عبيط "(5).
____________
1- ذخائر العقبى للطبري: 119ØŒ وأنظر: ينابيع المودة للقندوزي: 2 / 200ØŒ مسند زيد بن علي: 468ØŒ Ø§Ù„Ø¨ØØ§Ø± للمجلسي: 43 / 239. 2- أنظر: تاريخ ابن عساكر: 14 / 237.
3- المصدر Ù†ÙØ³Ù‡: 14 / 225.
4- المصدر Ù†ÙØ³Ù‡: 14 / 226.
5- المصدر Ù†ÙØ³Ù‡: 14 / 229.
وقالت أم سلمة: " سمعت الجنّ ØªÙ†ÙˆØ Ø¹Ù„Ù‰ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يوم قتل، وهن يقلن:
أيها القاتلون ظلماً ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‹ | أبشروا بالعذاب والتنكيل |
كل أهل السماء يدعو عليكم | من نبيّ ومرسل وقتيل |
قد Ù„ÙØ¹Ù†ØªÙ… على لسان ابن داود | وموسى ÙˆØµØ§ØØ¨ الإنجيل "(1) |
أمّا بكاء أعدائه عليه، Ùقد ورد أنّه عندما دنا عمر بن سعد من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ قالت له زينب العقيلة(عليها السلام): " يا عمر أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر؟ ÙØ¨ÙƒÙ‰ وصر٠وجهه عنها! "(2).
وذكر الذهبي أيضاً بكاء أعداء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) عليه، Ùقال: "... أخذ رجل ØÙلىّ ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ وبكى، Ùقالت: لم تبكي؟! Ùقال: أأسلب بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ولا أبكي؟ قالت: ÙØ¯Ø¹Ù‡ØŒ قال: أخا٠أن يأخذه غيري! "(3).
Ùيا ترى إذا كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يبكي ويسمع نشيجه Ù€ وهو ØµØ§ØØ¨ الشريعة Ù€ Ùلماذا لا نقتدي به ونتأسى Ø¨ÙØ¹Ù„Ù‡ Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØŸ!.
وإذا كان البكاء مصØÙˆØ¨Ø§Ù‹ بصوت عال Ù…ØØ±Ù‘Ù…ØŒ Ùلماذا Ø¥Ù†ØªØØ¨ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)على عمه ØÙ…زة ØØªÙ‰ بلغ به بكائه ØØ¯ الشهيق(4)ØŸ!.
أض٠إلى كل ذلك ماورد من أنّ المسلمين ضجوا بالبكاء كضجيج Ø§Ù„ØØ¬ÙŠØ¬ على Ùقد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ وأنّ أجواء المدينة ارتجت من Ø§Ù„ØµÙŠØ§Ø Ø¹Ù„Ù‰ الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† المجتبى (عليه السلام) يوم ÙˆÙØ§ØªÙ‡(5).
____________
1- المصدر Ù†ÙØ³Ù‡: 14 / 240. 2- أنظر: البداية والنهاية لابن كثير: 8 / 131.
3- سير أعلام النبلاء للذهبي: 3 / 303.
4- أنظر: المعجم الكبير للطبراني: 3 / 142 (2932)، ذخائر العقبى للطبري: 180.
5- أنظر: تاريخ ابن عساكر: 13 / 291.
وذكر أنّ عائشة بكت على أبيها بعد رØÙŠÙ„Ù‡ ÙˆÙ†Ø§ØØª عليه(1).
ÙˆØ§Ù„ØØ§ØµÙ„ أنّ البكاء ÙˆØ§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© إذا لم يكونا مشملين على ما لا يرضي الله تعالى Ùلا إشكال ÙÙŠ جوازهما.
ÙÙ„Ø³ÙØ© البكاء على الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وأهل بيته:
إنّ البكاء على مصيبة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وأهل بيته ليس أمراً يتلبس به، بل هو أمر يعيشه كل موال للعترة ÙÙŠ أعماق قلبه وأعماق كيانه، كما أنّ البكاء عليه هو مواصلة لخط رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ومنهجه إزاء أهل بيته (عليهم السلام) ØŒ وقد قال تعالى: (لَقَدْ كانَ Ù„ÙŽÙƒÙمْ ÙÙÙŠ رَسÙÙˆÙ„Ù Ø§Ù„Ù„Ù‡Ù Ø£ÙØ³Ù’وَةٌ ØÙŽØ³ÙŽÙ†ÙŽØ©ÙŒ)(2).
كما أنّه يمثل المودّة لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وإستجابة لقول الباري: (Ù‚Ùلْ لا أَسْئَلÙÙƒÙمْ عَلَيْه٠أَجْراً Ø¥Ùلاَّ الْمَوَدَّةَ ÙÙÙŠ Ø§Ù„Ù’Ù‚ÙØ±Ù’بى)(3).
منطلق الاستبصار:
يقول ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© الشيخ الكبيسي: " أدركت أنّ ÙØ§Ø¬Ø¹Ø© Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) لها Ø¨ÙØ¹Ø¯ مأساوي لايصمد أمامه أيّ إنسان سليم الوجدان Ù…Ø±Ù‡Ù Ø§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ø³ØŒ ولذلك ØªÙØ§Ø¹Ù„ت بكامل كياني مع Ø£ØØ¯Ø§Ø« كربلاء، وإندمجت بها قلباً وعقلا.
ولقد شدني الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ù†ØÙˆ مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وأدركت أنّه ØµØ§ØØ¨ الØÙ‚Ù‘ØŒ وأنّ بكاء الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) عليه هو اعلان عن سلب الشرعية عمن ناوءه وقاتله، ØÙŠØ« اعتبره رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) سنخاً له ØÙŠÙ†Ù…ا قال: " ØØ³ÙŠÙ† مني وأنا
____________
1- أنظر: تاريخ الطبري: 3 / 423ØŒ الطبقات لابن سعد: 3 / 196. 2- Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨: 21.
3- الشورى: 23.
من ØØ³ÙŠÙ† ".
Ùمن هنا تبيّنت لي الأهدا٠التي جاهد من أجلها الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ ÙØªØ£Ø«Ø±Øª بنهضته وأعلنت استبصاري عام 1986Ù…".