سليم البشري
القسم: ØÙŠØ§Ø© المستبصرين | 2009/08/16 - 11:41 PM | المشاهدات: 4103
سليم البشري ( مصر ـ مالكي )
ولد عام 1248 هـ المواÙÙ‚ لسنة 1832 Ù… ÙÙŠ Ù…ØÙ„Ø© "بشر" Ø¨Ù…ØØ§Ùظة "البØÙŠØ±Ø©" ÙÙŠ مصر ليكون علماً من أعلام جيلها المستقبل، نشأ
على المذهب المالكي، ثم ترعرع ÙÙŠ مهد العلم، جامعة الأزهر ØØªÙ‰ توصّل إلى مرتبة من العلم والÙقاهة والدراية، إذ تمكن تولية مشيختها مرتين: الأولى عام (1317هـ / 1900 Ù…) إلى سنة (1320هـ / 1904Ù…)ØŒ والمرة الثانية من سنة (1327هـ / 1909) ØØªÙ‰ سنة ÙˆÙØ§ØªÙ‡ عام (1335 هـ / 1916Ù…). تميزت ÙØªØ±Ù‡ توليته لمشيخة الازهر Ø¨Ø§Ù„ØØ²Ù… ÙˆØØ³Ù† الادارة ØÙŠØ« طبق ÙÙŠ عهده نظام Ø§Ù…ØªØØ§Ù† الراغبين ÙÙŠ التدريس بالأزهر... كما أنه رغم تقبله مشيخه الأزهر وتØÙ…له اعباء مسؤوليتها لم يترك مهمة المشيخة من إلقاء الدروس على الطلاب. التقاؤه بالعلامة شر٠الدين:
قام العلامة السيد عبد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† شر٠الدين رØÙ…Ø© الله Ù€ والذي كان من علماء الشيعة الكبار وزعيمهم ÙÙŠ بلاد الشام Ù€ عام 1329هـ بزيارة دولة مصر، اذ كانت هي من أمنياته الكامنة ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ ليق٠على أعلام مصر، Ùكانت من جملة زياراته للعلماء أن التقى عدّة مرات بالشيخ سليم البشري رØÙ…Ø© الله، Ùكان ØØµÙŠÙ„Ø© ذلك مناقشات دارت بينهما ÙÙŠ المسائل الجديرة Ø¨Ø§Ù„Ø¨ØØ« والمذاكرة، كموضوع الإمامة وأهم أسباب الاختلا٠الواقع بين أهل السنة والشيعة. Ùكانت تلك المناقشات سبباً ÙÙŠ اتصال المودة بينهما وسبيلاً إلى Ø§Ù„Ø§ØØªØ±Ø§Ù… المتبادل وباعثاً لاطراد مراسلات خطّية جرت بينهما بعد عودة السيد رØÙ…Ø© الله إلى وطنه عام 1330 هـ. بداية الØÙˆØ§Ø± بينه وبين العلامة شر٠الدين:
عن طريق الرسائل غاص هذان العلمان ÙÙŠ ØÙˆØ§Ø± أخوي وموضوعي، لا نكاد نألÙÙ‡ إلاّ ÙÙŠ منهج الإسلامي، لأنه كان ØÙˆØ§Ø±Ø§Ù‹ علمياً أصيلاً Ù…ØªØµÙØ§Ù‹ بالنزاهة والموضوعية والإخلاص والاجتهاد للوصول إلى الØÙ‚يقة، إذ ØªÙˆÙØ±Øª Ùيه النية Ø§Ù„ØØ³Ù†Ø© والرغبة ÙÙŠ بناء قاعدة متينة من التعاون الصادق والمشترك ÙˆØØµØ± نقاط Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØŒ كما نشاهده ÙÙŠ كتاب (المراجعات) لمؤلÙÙ‡ العلامة السيد عبد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† شر٠الدين، والذي يعكس لنا Ùيه تلك المناظرات ÙˆØ§Ù„Ø£Ø¨ØØ§Ø« التي جرت بينهما والتي استغرقت مائة واثني عشر (112) ØÙ„قة Ù€ كان ذلك ÙÙŠ أوائل القرن الرابع عشر للهجرة Ù€. تألي٠كتاب المراجعات:
بادر السيد شر٠الدين رØÙ…Ù‡ الله بعد ربع قرن Ù€ على ما يقارب Ù€ من ØÙˆØ§Ø± مع الشيخ سليم البشري إلى نشر هذه المناظرات، وكان سبب التأخير ÙÙŠ نشرها عائداً Ù€ كما ذكره العلامة ÙÙŠ مقدمة الكتاب Ù€ للØÙˆØ§Ø¯Ø« والكوارث التي كانت ØØ§Ø¬Ø²Ø§Ù‹ قوياً لنشرها ÙÙŠ تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© ÙƒØ§Ù„ØØ±Ø¨ العالمية الأولى (عام 1332) وعدم تهئية الظرو٠المناسبة، ولكنه نشرها هذه المناظرات بعون الله عام 1355 هـ، وإن سببت الأقدار نهب النسخة الأصلية للمراسلات Ùيما بينهما مع سائر Ù…Ø¤Ù„ÙØ§Øª السيد ÙÙŠ Ø§ØØªÙ„ال Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠÙŠÙ† لبلده ÙˆØ§Ù‚ØªØØ§Ù… داره ÙˆØ¥ØØ±Ø§Ù‚ مكتبته ÙÙŠ ØÙˆØ§Ø¯Ø« عام 1338هـ، لكنه ما إن ÙØ±Ù‘ج الله تعالى عنه استأن٠مضامينها بجميع Ù…Ø¨Ø§ØØ«Ù‡Ø§ التي دارت بينهما Ù€ تغمدّهما الله برØÙ…ته الواسعة Ù€ وهي التي دوّنها بين دÙّتي الكتاب وإن كانت مع زيادات لا تخل بما كان بينهما من Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙƒÙ…ات. Ùنشرت لتكون نوراً ساطعاً ومؤثراً ÙÙŠ القلوب المستعدة للهداية والرشاد ولتقود Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« إلى ØÙŠØ« يجد ضالته ويق٠على بغيته. أثر كتاب المراجعات ÙÙŠ Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© الاسلامية:
قد ذكر الكثير من الذين نوّر الله بصيرتهم ÙØ§Ø¹ØªÙ†Ù‚وا مذهب أهل البيت صلوات الله عليهم عن الأهمية البالغة لهذا الكتاب، اذ اعتبروه من أهم الأسباب ÙÙŠ استبصارهم، وقد بقى هذا الأثر الخالد جهداً مقدّراً وكتاباً مقروءاً وسعياً مشكوراً ØØªÙ‰ طبع عشرات المرات وترجم إلى عدة لغات وأقبلت عليه الجماهير من جميع الجهات. استبصار الشيخ سليم البشري:
يمتلك الشيخ سليم البشري رØÙ…Ù‡ الله Ø±ÙˆØØ§Ù‹ سامية من أجل الوصول إلى الغاية النبيلة، والبعيدة عن الأغراض والهوى والتعصب والعناد، طالباً لدرر الØÙ‚يقة ولؤلؤ الØÙ‚ من Ø¨ØØ± العلم المتموّج، ولهذا يذكر ÙÙŠ رسالته المدونة ÙÙŠ المراجعة الأولى: "... ÙØ¥Ù† تبيّن الØÙ‚ ÙØ¥Ù†Ù‘ الØÙ‚ Ø£ØÙ‚ أن يتبع...". Ùكانت النتيجة بعد الغربلة والتمØÙŠØµ ÙÙŠ الأدلة، والØÙˆØ§Ø± الطويل، اعتراÙÙ‡ بالØÙ‚يقه كما Ù†Ù„Ø§ØØ¸ ذلك ÙÙŠ رسالته الأخيرة الواردة ÙÙŠ المراجعة رقم 111 والتي يذكر Ùيها: "أشهد أنكم ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ±ÙˆØ¹ والأصول على ما كان عليه الأئمة من آل الرسول، وقد Ø£ÙˆØ¶ØØª هذا الأمر، ÙØ¬Ø¹Ù„ته جلّياً، وأظهرت من مكنونه ما كان Ø®Ùياً، ÙØ§Ù„شك Ùيه خبال، والتشكيك تضليل، وقد استشÙÙØªÙ‡ ÙØ±Ø§Ù‚ني إلى الغاية، وتمّخرت ريØÙ‡ الطيبة ÙØ§Ù†Ø¹Ø´Ù†ÙŠ Ù‚Ø¯Ø³ÙŠ مهبها بشذاه الÙÙŠØ§ØØŒ وكنت قبل أن اتصل بسببك على لبس Ùيكم، لما كنت أسمعه من إرجا٠المرجÙين، ÙˆØ¥Ø¬ØØ§Ù المجØÙين، Ùلما تيسّر الله اجتماعنا أويت منك إلى علم الهدى ÙˆÙ…ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯Ø¬Ù‰ ÙˆØ§Ù†ØµØ±ÙØª عنك Ù…ÙÙ„ØØ§Ù‹ Ù…Ù†Ø¬ØØ§ØŒ Ùما أعظم نعمة الله بك عليّ، وما Ø£ØØ³Ù† عائدتك لدى والØÙ…د لله رب العالمين". Ùكانت تلك العاقبة Ø§Ù„ØØ³Ù†Ù‰ التي ÙˆÙقه الله لها، وكانت تمهيداً ليرد إلى ربه Ø¨Ù†ÙØ³ مطمئنة، راضية، مرضية عام 1335 المواÙÙ‚ سنة 1916Ù…. Ù…Ø¤Ù„ÙØ§ØªÙ‡:
كان الشيخ سليم البشري جاداً ÙÙŠ بث المعار٠والعلوم عبر جميع السبل المتاØÙ‡ من قبيل التدريس أو الخطابة أو Ø§Ù„ØªØ£Ù„ÙŠÙØŒ Ùكانت له جملة Ù…Ø¤Ù„ÙØ§Øª معظمها من الØÙˆØ§Ø´ÙŠ ÙˆØ§Ù„ØªÙ‚Ø§Ø±ÙŠØ± على كتب Ø§Ù„Ø³Ù„ÙØŒ منها: ØØ§Ø´ÙŠØ© تØÙØ© الطلاب Ù„Ø´Ø±Ø Ø±Ø³Ø§Ù„Ø© الآداب.
ØØ§Ø´ÙŠØ© على رسالة الشيخ علي ÙÙŠ التوØÙŠØ¯.
Ø´Ø±Ø Ù†Ù‡Ø¬ البردة... ÙÙŠ الأدب.
الأستئناس ÙÙŠ بيان الأعلام وأسماء الأجناس... وهو Ø¨ØØ« ÙÙŠ النØÙˆ عوّل عليه كثيراً ÙÙŠ التدريس بالأزهر.
كتاب المراجعات:
يتضمن هذا الكتاب مائة واثني عشر مراجعة وهي مجموعة المناظرات التي دارت بين السيد عبد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† شر٠الدين والشيخ سليم البشري ØÙˆÙ„ أمهات المسائل العقائدية المختل٠Ùيها بين الشيعة والسنة منها: دواعي عدم أخذ الشيعة بمذاهب الجمهور.
الأدلة التي ØªÙØ±Ø¶ مذهب أهل البيت (عليهم السلام) .
ثبوت Ø§Ù„Ø§ØØªØ¬Ø§Ø¬ بثقات الشيعة ÙÙŠ الصØÙŠØÙŠÙ† وغيرهما.
المناظرة ØÙˆÙ„ دلالة ØØ¯ÙŠØ« الدار، المنزلة، الغدير.
الاستدلال ببعض الآيات القرآنية على ولاية الإمام عليّ (عليه السلام) .
رزية يوم الخميس والوصية لعليّ (عليه السلام) .
موق٠النبي(صلى الله عليه وآله) من مستقبل الأمة بعد ÙˆÙØ§ØªÙ‡.
موق٠الامام علي (عليه السلام) بعد وقوع Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© بيد غيره.
وبالتالي أدّت هذه المناظرات بين هذين العَلمين إلى استبصار الشيخ سليم البشري واذعانه بأØÙ‚ية مذهب أهل البيت (عليهم السلام) . ÙˆÙ‚ÙØ© مع كتاب: "المراجعات" تعري٠الكتاب وأهمية الØÙˆØ§Ø±:
ورد ÙÙŠ مقدمة الكتاب التي كتبها الاستاذ المصري الدكتور ØØ§Ù…د ØÙني داود وهو يعر٠به: "وبعد Ùهذا Ø³ÙØ± عظيم كتبه علمان من أعلام الاسلام ÙÙŠ صورة ØÙˆØ§Ø± علمي أصيل اتص٠بالنزاهة والموضوعية والبعد عن Ø³ÙØ§Ø³Ù القول وهجره، واتص٠بالاخلاص الجم من الوصول إلى الØÙ‚يقة مبرأة من كل غرض سواها، والØÙ‚يقة هي الØÙƒÙ…Ø© الخالدة والØÙƒÙ…Ø© والعلم قرنان يطلبهما المؤمن أنى وجدهما. كان هذا الØÙˆØ§Ø± يجري بين عالمين جليلين يمثلان شطري أمة Ù…ØÙ…د(صلى الله عليه وآله)السنة والشيعة. وكان لكل منهما خطره ومكانته ÙÙŠ مذهبه علماً وخلقاً وأدباً وبكل ما تتضمنه هذه الكلمات من معنى. الأول منهما العالم الجليل الشيخ سليم البشري شيخ الاسلام وعمدة Ø§Ù„Ù…ØØ¯Ø«ÙŠÙ† ÙÙŠ مصر. والثاني: السيد Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙ ØµØ§ØØ¨ Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§ØØ© العلامة الكبير السيد عبد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† شر٠الدين شيخ علماء الشيعة وإمام الØÙاظ ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ¯Ø«ÙŠÙ† ÙÙŠ لبنان. الأمر الذي جعل لهذا الØÙˆØ§Ø± خطره واثره ÙÙŠ هذا العصر الذي جرى Ùيه ÙˆÙÙŠ عصرنا الذي نعيشه ÙˆÙÙŠ الأجيال التي بعد ذلك". قبول الشيخ سليم البشري للØÙ‚:
كان الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر ÙÙŠ مصر، وهو بذلك كان قائداً للمذهب، ورئيساً Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© كبيرة من المسلمين إلاّ ان ذلك لم يمنعه عن قبول الØÙ‚ وتصريØÙ‡ Ø¨Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© وإيواءه إلى علم هدى ÙˆÙ…ØµØ¨Ø§Ø Ø¯Ø¬Ù‰. وقد تجلى ذلك منه عدة مرات ÙÙŠ هذا الكتاب: قال على سبيل المثال ÙÙŠ المراجعة رقم (5): "أخذت كتابك الكريم مبسوط العبارة، مشبع Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ØŒ مقبول الاطناب، ØØ³Ù† Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠØ±ØŒ شديد المراء قوي اللداد، ولم يدخر وسعاً ÙÙŠ بيان عدم وجوب اتباع شيء من مذاهب الجمهور ÙÙŠ الاصول ÙˆØ§Ù„ÙØ±ÙˆØ¹". وقال ÙÙŠ المراجعة رقم (11): "ÙˆØÙŠÙ† أغرقت ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن ØØ¬ØªÙƒØŒ وأمعنت ÙÙŠ التنقيب عن أدلتك رأيتني ÙÙŠ أمر مريج، أنظر ÙÙŠ ØØ¬Ø¬Ùƒ ÙØ£Ø±Ø§Ù‡Ø§ ملزمة، ÙˆÙÙŠ بيناتك ÙØ£Ø¬Ø¯Ù‡Ø§ مسلمة، وانظر ÙÙŠ ائمة العترة الطاهرة ÙØ§Ø°Ø§ هي بمكانة من الله ورسوله". وهو هنا يعتر٠بالزام الأدلة التي تثبت ØÙ‚ية مذهب أهل البيت (عليهم السلام) . وأخيراً شهد بجلاء ليس Ùيه لبس Ø¨ØµØØ© المذهب الشيعي ÙÙŠ الاصول ÙˆØ§Ù„ÙØ±ÙˆØ¹ واستناده إلى أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ وعدّ الشيخ سليم ذلك من أسباب ÙلاØÙ‡ ومن اعظم النعم عليه كما ورد ÙÙŠ المراجعة (111) التي تقدم نصها Ø¢Ù†ÙØ§Ù‹ ÙÙŠ ترجمة ØÙŠØ§ØªÙ‡. أهمية كتاب المراجعات:
كان لكتاب (المراجعات) الدور الكبير ÙÙŠ التألي٠بين الأمة والأثر المØÙ…ود ÙÙŠ التقريب بين المذاهب، ويشهد بذلك الدكتور ØØ§Ù…د ØÙني داود ØÙŠØ« يقول ÙÙŠ المقدمة: "وليس أدلّ على أثر هذا الكتاب ÙÙŠ جيلنا السال٠وجيلنا المعاصر، من ظهور جماعة من قادة الÙكر ÙÙŠ مصر والعراق وايران وغيرها من البلاد الاسلامية دعوا إلى التقريب بين المذاهب". وأصدر شيخ الأزهر Ù€ Ùيما بعد Ù€ الاستاذ شلتوت ÙØªÙˆÙ‰ جواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية، ويعد هذا Ø§Ø¹ØªØ±Ø§ÙØ§Ù‹ رسمياً Ø¨ØµØØ© المذهب الإمامي من الأزهر وأهل السنة عموماً، وبذلك زالت أسباب خلا٠كثيرة بين الجانبين وكانت الشرارة الأولى لهذه الÙكرة قد برقت ÙÙŠ هذا الكتاب من خلال مناظراته التي طلبت الØÙ‚ لتتبعه. وقد ورد Ø§Ù„ØªØµØ±ÙŠØ Ø¨Ø°Ù„Ùƒ ÙÙŠ المراجعة الرابعة: "نعم يلم الشعث وينتظم عقد الاجتماع Ø¨ØªØØ±ÙŠØ±ÙƒÙ… مذهب أهل البيت واعتباركم إياه ÙƒØ£ØØ¯ مذاهبكم، ØØªÙ‰ يكون نظر كل من Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠØ© والØÙ†Ùية والمالكية والØÙ†Ø¨Ù„ية إلى شيعة آل Ù…ØÙ…د(صلى الله عليه وآله)كنظر بعضهم إلى بعض، وبهذا ينتظم عقد اجتماعهم". كما ÙØªØ هذا الكتاب باسلوبه الرائع ومضامينه العميقة الباب لاستبصار الكثير من علماء أهل السنة ومثقÙيهم ÙØ¶Ù„اً عن عوامهم ÙÙŠ عصرنا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒ Ùكان Ù†Ø§ÙØ¹Ø§Ù‹ جداً ÙÙŠ ØØ±ÙƒØ© الاستبصار الواسعة التي شهدها هذا العصر، Ùقلّ أن تجد مستبصراً لم يطلع على كتاب (المراجعات) ولم ÙŠØ³ØªÙØ¯ منه ÙÙŠ ØØ±ÙƒØªÙ‡ Ù†ØÙˆ معار٠أهل البيت Ù€ التي هي معار٠الإسلام الØÙ‚ Ù€ ومن ثم الاهتداء بنور ولائهم وأخذ الدين عنهم والتمسك بهم كما أمر الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله). ومن هنا ØÙ‚Ù‘ لهذا أن الكتاب أن ينتشر انتشاراً واسعاً وأن يطبع أكثر من عشرين طبعة وأن يترجم إلى عدة لغات. وقد تلقاه المسلمون من جميع مذاهبهم بالقبول Ø§Ù„ØØ³Ù† ما عدا قلة قليلة، ومع ذلك قد Ø§Ø¹ØªØ±Ù Ø£ØØ¯ هذه القلة أنّ الكتاب: "يسعى جاداً للدخول إلى كل بيت"(1). ____________
1- عقيدة الامامة عند الشيعة الامامية: 170، للدكتور السالوس. إمامة المذهب:
المرØÙ„Ø© الأولى: قبول الشيخ سليم بعدم وجوب اتباع مذاهب الجمهور: طالب الشيخ سليم أن تتبع الشيعة مذاهب الجمهور وتأخذ بها ØÙاظاً على Ø§Ù„ÙˆØØ¯Ø© الاسلامية، لكنه لم يغلق باب Ø§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ هذه القضية وسأل Ù€ بأدب جم Ù€ من مناظره أن يدلي برأيه Ùيها. Ùكان جواب مناظره انه لا دليل على الأخذ بمذاهب الجمهور، اذ لا Ù…Ø±Ø¬Ø Ù„Ù‡Ø§ ÙØ¶Ù„اً عن وجوبها ÙØºØ§ÙŠØ© ما يورد من أدلة على ذلك اجتهاد أربابها وامانتهم وعدالتهم وجلالتهم لكن هذه الامور غير Ù…ØØµÙˆØ±Ø© بهم Ùلا ÙŠØµØ ØªØ¹ÙŠÙ† هذه المذاهب، وأئمة هذه المذاهب ليسوا Ø£ÙØ¶Ù„ من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) اذ لا يجرؤ Ø£ØØ¯ على القول بذلك وهم أئمة العترة الطاهرة وسÙÙ† نجاة الأمة. وقد يضا٠إلى أدلة الأخذ بمذاهب الجمهور أنّ Ø§Ù„Ø³Ù„Ù Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø¯Ø§Ù†ÙˆØ§ بتلك المذاهب ورأوها أعدل المذاهب ÙˆØ£ÙØ¶Ù„ها. والجواب: إنّ الشيعة Ù€ وهم نص٠المسلمين ÙÙŠ المعنى Ù€ إنما دانوا بمذهب الأئمة من ثقل رسول الله(صلى الله عليه وآله) Ùلم يجدوا عنه ØÙˆÙ„اً، وأنّهم على ذلك من عهد عليّ ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© إلى الآن ØÙŠØ« لم يكن الأشعري ولا ÙˆØ§ØØ¯ من أئمة المذاهب الأربعة ولا آباؤهم، كما لا يخÙÙ‰. وعندما سمع الشيخ سليم بذلك قبل بقوة Ø§Ù„ØØ¬Ø© لدى مناظره ÙÙŠ المسألة ÙˆØµØØ© الاستدلال منه ولم يستقص Ø§Ù„Ø¨ØØ« أكثر من ذلك قبولاً منه بالØÙ‚ عندما يبين وخضوعه له. المرØÙ„Ø© الثانية: قبوله Ø¨ÙØªØ باب الاجتهاد:
بعد سقوط أدلة وجوب اتباع مذاهب الجمهور Ø§ØªØ¶ØØª أهمية الاجتهاد وعدم الجمود على أدلة Ø§Ù„Ø³Ù„ÙØŒ إذ أن الاجتهاد ممكن وليس بمستØÙŠÙ„ Ùما الذي أزلج بابه بعد ان كان ÙÙŠ القرون الثلاثة Ù…ÙØªÙˆØØ§Ù‹ على مصراعيه، وهل يعقل أن الله أرسل الأنبياء وأنزل الكتب لينتهي الأمر إلى أئمة هذه المذاهب، ÙÙŠØØªÙƒØ±ÙˆÙ† الدين Ù„Ø§Ù†ÙØ³Ù‡Ù… من غير دليل، Ùهل كانوا ورثة الأنبياء أم ختم الله بهم الأوصياء والأئمة وعلمهم علم ما كان وعلم ما بقي واتاهم ما لم يؤت Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ من العالمين؟ كلا بل كانوا كغيرهم من أعلام العلم ورعاته وسدنته ودعاته، ÙˆØØ§Ø´Ø§ دعاة العلم أن يوصدوا بابه. أو يصدوا عن سبيله، Ùقبل ذلك الشيخ سليم ولم ينكره خضوعاً للØÙ‚ وان كان العمل ÙÙŠ مذهبه على خلا٠ذلك. المرØÙ„Ø© الثالثة: قبوله أن الأدلة ØªÙØ±Ø¶ مذهب أئمة أهل البيت ÙˆØµØØ© التعبد به:
أخذ الشيعة دينهم عن الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) ولم يأخذوا من غيرهم للأدلة الشرعية التي ساقتهم إلى ذلك وهي كثيرة جداً تأخذ على المؤمن وجهته إلى أهل البيت (عليهم السلام) دون غيرهم من هم ادنى منهم بل لا يمكن أن يقاس بآل Ù…ØÙ…د Ø£ØØ¯. Ùمن القرآن نذكر على سبيل المثال آية التطهير(1)ØŒ وآية المودة ÙÙŠ القربى(2)ØŒ وآية المباهلة(3)ØŒ وسورة الدهر، أمّا Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© Ùنذكر ØØ¯ÙŠØ« الثقلين(4) الذي نقله أكثر من عشرين ØµØØ§Ø¨ÙŠ ØÙŠØ« ذكره الرسول ÙÙŠ أكثر من موق٠كيوم الغدير ويوم Ø¹Ø±ÙØ© من ØØ¬Ø© الوداع، وعند انصراÙÙ‡ عن Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØŒ وعلى ____________ 1- Ø§Ù„Ø§ØØ²Ø§Ø¨: 33. 2- الشورى: 23. 3- آل عمران: 61. 4- مصادره كثيرة لا تكاد ØªØØµÙ‰ØŒ ونذكر هنا على سبيل الاختصار بعض ما ورد ÙÙŠ هامش الكتاب كنز العمال: 1 / 44ØŒ باب الاعتصام بالكتاب والسنة، Ø 873ØŒ Ø 874ØŒ Ø 945ØŒ مسند Ø£ØÙ…د: 5 / 182 Ùˆ 189ØŒ ينابيع المودة: 33 Ùˆ 45 Ùˆ445 Ø· الØÙŠØ¯Ø±ÙŠØ©. منبره ÙÙŠ المدينة ÙˆÙÙŠ ØØ¬Ø±ØªÙ‡ المباركة ÙÙŠ مرضه، ÙˆØØ¯ÙŠØ« السÙينة(1)ØŒ ÙˆØØ¯ÙŠØ« باب ØØ·Ø©(2)ØŒ وهي آيات Ù…ÙØ³Ø±Ø© ÙÙŠ أهل البيت ÙˆØ£ØØ§Ø¯ÙŠØ« منقولة Ùيهم عند أهل السنة ÙØ¶Ù„ا عن الشيعة التي ØµØØª عندهم من طرقهم. وقد قبل الشيخ سليم ذلك كله وآمن به، ÙˆØµØ Ø¹Ù†Ø¯Ù‡ التعبد بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) واندهش لعدول أكثر الناس عنهم، ثم علم أنّ ذلك نتيجة عدول ساسة الأمة وولاة أمورها عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ÙØ§Ù†ØªÙ‚Ù„ عنده النقاش والتÙكير ÙÙŠ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© العامه وإمامة المسلمين بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله). أدلة Ø®Ù„Ø§ÙØ© الامام علي (عليه السلام) بعد ÙˆÙØ§Ø© الرسول(صلى الله عليه وآله):
الأدلة هنا أيضاً كثيرة والاستدلال بها ÙˆØ§Ø¶ØØŒ قد اعتر٠به كثير من علماء أهل السنة ÙØ¶Ù„ا عن الشيعة Ùمن ØØ¯ÙŠØ« الدار يوم الانذار(3)ØŒ إلى ØØ¯ÙŠØ« ابن عباس ÙÙŠ خصائص عليّ (عليه السلام) ÙˆÙØ¶Ø§Ø¦Ù„Ù‡(4)ØŒ ÙˆØØ¯ÙŠØ« المنزلة(5)ØŒ ÙˆØØ¯ÙŠØ« الغدير(6)وغيرها كثير بالعشرات(7). ____________
1- الصواعق Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‚Ø© لابن ØØ¬Ø±: 184ØŒ 234 Ø· المØÙ…دية وص111 Ùˆ140 Ø· الميمنية بمصر، ينابيع المودة للقندوزي الØÙ†ÙÙŠ: 30 Ùˆ 370 Ø· الØÙŠØ¯Ø±ÙŠØ© Ùˆ27 Ùˆ38 Ø· اسطنبول، ÙØ±Ø§Ø¦Ø¯ السمطين: 2 / 246 Ø 519. 2- الصواعق Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‚Ø© لابن ØØ¬Ø±: 151 Ø· المØÙ…دية وص 91 Ø· الميمنية بمصر. 3- تاريخ الطبري: 2 / 319 Ù€ 321ØŒ كنز العمال: 15 / 115 Ø 334 Ø· 2 ØÙŠØ¯Ø± آباد، Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± المنير لمعالم التنزيل Ù„Ù„ØØ§ÙˆÙŠ: 2 / 118 Ø· 3 مصطÙÙ‰ الØÙ„بي. 4- مسند Ø£ØÙ…د: 1 / 330ØŒ الخصائص العلوية للنسائي: 6ØŒ المستدرك Ù„Ù„ØØ§ÙƒÙ…: 3 / 123. 5- الصواعق Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‚Ø©: 12ØŒ المستدرك Ù„Ù„ØØ§ÙƒÙ…: 3 / 109ØŒ صØÙŠØ مسلم Ùƒ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ ب من ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ علي بن أبي طالب: 2 / 360. 6- راجع كتاب الغدير للعلامة الاميني: 1 / 26 Ù€ 27ØŒ عبقات الانوار ج1 مجلد12 ص 312 Ø· اصÙهان Ø§Ø¹Ø±Ù ØµØ§ØØ¨ الصواعق Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‚Ù‡: ص25ØŒ Ø· الميمنية بمصر، الباب الاول، Ø§Ù„ÙØµÙ„ الخامس Ø¨ØµØØªÙ‡ØŒ مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 164. 7- وردت ÙÙŠ الكتاب Ø§ØØ§Ø¯ÙŠØ« اخرى كثيرة مع ذكر المصادر ÙØ±Ø§Ø¬Ø¹. وقد قبلها الشيخ سليم بعد مناقشات دلالية وسندية، وأذعن Ø¨ØµØØªÙ‡Ù…ا ودلالتهما على Ø®Ù„Ø§ÙØ© الإمام عليّ (عليه السلام) بعد الرسول(صلى الله عليه وآله) مباشرة وبلا ÙØµÙ„. هل يمكن الجمع بين ثبوت النص ÙˆØÙ…Ù„ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© على Ø§Ù„ØµØØ©:
كان العائق الرئيسي لدى الشيخ سليم عن قبول Ù…ÙØ§Ø¯ هذه الأدلة Ù€ ولا زال عند معظم أهل السنة Ù€ هو كيÙية ØªÙØ³ÙŠØ± ØªØµØ±ÙØ§Øª Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© واستيلاءهم على Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© بعد ÙˆÙØ§Ø© رسول الله(صلى الله عليه وآله) ÙˆØ¯ÙØ¹Ù‡Ù… الإمام عليّ (عليه السلام) عن ØÙ‚ه، وقد ØØ§Ø± كذلك ÙÙŠ عدم مطالبة الإمام عليّ (عليه السلام) بØÙ‚Ù‡ Ù€ على ما كان يرى Ù€ وبيعته Ù„Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الثلاثة. وكان الشيخ سليم يرى أن الأدلة ملزمة ÙÙŠ قرارة Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ Ùهو لم يكن من المعاندين لكن جمعها مع ما وقع ÙÙŠ الخارج من تاريخ المسلمين بعد ÙˆÙØ§Ø© الرسول(صلى الله عليه وآله) صعب عليه، يقول ÙÙŠ المراجعة 83: "أنّ أولي البصائر Ø§Ù„Ù†Ø§ÙØ°Ø©ØŒ والرؤية الثاقبة، ينزهون Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© عن مخالÙÙ‡ النبيّ(صلى الله عليه وآله) ÙÙŠ شيء من ظاهر أوامره ونواهيه، ولا يجوزون عليهم غير التعبد بذلك، Ùلا يمكن أن يسمعوا النص على الإمام ثم يعدلوا عنه أولاً وثانياً وثالثاً، وكي٠يمكن ØÙ…لهم على Ø§Ù„ØµØØ© ÙÙŠ عدولهم عنه مع سماعهم النص عليه؟". وقد أجاب هذا الكتاب: إنّ هذا ممكن Ùلننظر ما ورد Ùيه: كي٠تعبد Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© بالنصوص ولماذا قدموا المصالØ:
Ø£ÙØ§Ø¯ØªÙ†Ø§ سيرة كثير من Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© أنهم إنما يتعبدون بالنصوص إذا كانت Ù…ØªÙ…ØØ¶Ø© للدين، مختصة بالشؤون الأخروية، كنصه(صلى الله عليه وآله)ØŒ على صوم شهر رمضان دون غيره، واستقبال القبلة ÙÙŠ الصلاة دون غيرها، ونصه على عدد Ø§Ù„ÙØ±Ø§Ø¦Ø¶ ÙÙŠ اليوم والليلة، وعدد ركعات كل منها وكيÙياتها، ونصه على أن الطوا٠ØÙˆÙ„ البيت أسبوع، ونØÙˆ ذلك من النصوص Ø§Ù„Ù…ØªÙ…ØØ¶Ø© Ù„Ù„Ù†ÙØ¹ الأخروي. أما ما كان منها متعلقاً بالسياسة كالولايات والامارات، وتدبير قواعد الدولة، وتقرير شؤون المملكة، وتسريب الجيش، ÙØ¥Ù†Ù‡Ù… لم يكونوا يرون التعبد به والالتزام ÙÙŠ جميع الأØÙˆØ§Ù„ بالعمل على مقتضاه، بل جعلوا لأÙكارهم Ù…Ø³Ø±ØØ§Ù‹ Ù„Ù„Ø¨ØØ«ØŒ ومجالاً للنظر والاجتهاد، Ùكانوا إذا رأوا ÙÙŠ خلاÙه، Ø±ÙØ¹Ø§Ù‹ لكيانهم، أو Ù†ÙØ¹Ø§Ù‹ ÙÙŠ سلطانهم، ولعلهم كانوا ÙŠØØ±Ø²ÙˆÙ† رضا النبي بذلك، وكان قد غلب على ظنهم أن العرب لا تخضع لعلي ولا تتعبد بالنص عليه، إذ وترها ÙÙŠ سبيل الله، وسÙÙƒ دماءها بسيÙÙ‡ ÙÙŠ إعلاء كلمة الله، وكش٠القناع منابذاً لها ÙÙŠ نصرة الØÙ‚ØŒ ØØªÙ‰ ظهر أمر الله على رغم كل عات ÙƒÙور Ùهم لا يطيعونه إلا عنوة، ولا يخضعون للنص عليه إلا بالقوة، وقد عصبوا به كل دم أراقه الاسلام أيام النبي(صلى الله عليه وآله)ØŒ جرياً على عادتهم ÙÙŠ أمثال ذلك، اذا لم يكن بعد النبي ÙÙŠ عشيرته(صلى الله عليه وآله)ØŒ Ø£ØØ¯ يستØÙ‚ أن تعصب به تلك الدماء عند العرب غيره، لأنهم إنما كانوا يصبونها ÙÙŠ أمثل العشيرة، ÙˆØ£ÙØ¶Ù„ القبيلة، وقد كان هو أمثل الهاشميين; ÙˆØ£ÙØ¶Ù„هم بعد رسول الله، لا ÙŠØ¯Ø§ÙØ¹ ولا ينازع ÙÙŠ ذلك، ولذا تربص العرب به الدوائر، وقلبوا له الأمور، وأضمروا له ولذريته كل ØØ³ÙŠÙƒØ©ØŒ ووثبوا عليهم كل وثبة، وكان ما كان مما طار ÙÙŠ الأجواء، وطبق رزؤه الأرض والسماء. وكذلك ÙØ¥Ù† قريشاً خاصة والعرب عامة، كانت تنقم من علي شدة وطأته على أعداء الله، ونكال وقعته Ùيمن يتعدى ØØ¯ÙˆØ¯ الله، أو يهتك ØØ±Ù…اته عزوجل، وكانت ترهب من أمره بالمعرو٠ونهيه عن المنكر، وتخشى عدله ÙÙŠ الرعية، ومساواته بين الناس ÙÙŠ كل قضية، ولم يكن Ù„Ø£ØØ¯ Ùيه مطمع، ولا عنده Ù„Ø£ØØ¯ هوادة، ÙØ§Ù„قوي العزيز عنده ضعي٠ذليل ØØªÙ‰ يأخذ منه الØÙ‚ØŒ والضعي٠الذليل عنده قوي عزيز ØØªÙ‰ يأخذ له بØÙ‚ه، Ùمتى تخضع الأعراب طوعاً لمثله وهم (أَشَدّ٠كÙÙْراً ÙˆÙŽ Ù†ÙÙَاقاً ÙˆÙŽ أَجْدَر٠أَلاَّ يَعْلَمÙواْ ØÙدÙودَ Ù…ÙŽØ¢ أَنزَلَ اللَّه٠عَلَى رَسÙولÙÙ‡Ù Ù‰ ÙˆÙŽ اللَّه٠عَلÙيمٌ ØÙŽÙƒÙيمٌ)(1) (ÙˆÙŽÙ…Ùنْ أَهْل٠الْمَدÙينَة٠مَرَدÙواْ عَلَى النÙÙ‘Ùَاق٠لاَ تَعْلَمÙÙ‡Ùمْ Ù†ÙŽØÙ’ن٠نَعْلَمÙÙ‡Ùمْ)(2)ÙˆÙيها بطانة لا يألونهم خبالا. وأيضاً ÙØ¥Ù† قريشاً وسائر العرب، كانوا ÙŠØØ³Ø¯ÙˆÙ†Ù‡ على ما آتاه الله من ÙØ¶Ù„ه، ØÙŠØ« بلغ ÙÙŠ علمه وعمله رتبة Ù€ عند الله ورسله وأولي الألباب Ù€ تقاصر عنها الأقران، وتراجع عنها Ø§Ù„Ø£ÙƒÙØ§Ø¡ØŒ ونال من الله ورسوله بسوابقه وخصائصه، منزلة، تشرئب إليها أعناق الأماني، وشأواً تنقطع دونه هوادي المطامع، وبذلك دبت عقارب Ø§Ù„ØØ³Ø¯ له ÙÙŠ قلوب المناÙقين، واجتمعت على نقض عهده كلمة Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚ين والناكثين والقاسطين والمارقين، ÙØ§ØªØ®Ø°ÙˆØ§ النص ظهرياً، وكان لديهم نسياً منسياً. Ùكان ما كان مما لست أذكره ÙØ¸Ù† خيراً ولا تسئل عن الخبر
وأيضاً، ÙØ¥Ù† قريشاً وسائر العرب، كانوا قد تشوقوا الى تداول Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ÙÙŠ قبائلهم، وأشرئبت إلى ذلك أطماعهم، ÙØ£Ù…ضوا نياتهم على نكث العهد، ووجهوا عزائمهم إلى نقض العقد، ÙØªØµØ§Ùقوا على تناسي النص، وتبايعوا على أن لا يذكر بالمرة، وأجمعوا على ØµØ±Ù Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© من أول أيامها عن وليها المنصوص عليه من نبيها، ÙØ¬Ø¹Ù„وها بالانتخاب والاختيار، ليكون لكل ØÙŠ Ù…Ù† Ø£ØÙŠØ§Ø¦Ù‡Ù… أمل ÙÙŠ الوصول إليها ولو بعد ØÙŠÙ†ØŒ ولو تعبدوا بالنص، Ùقدموا علياً بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ لما خرجت Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© من عترته الطاهرة، ØÙŠØ« قرنها يوم الغدير وغيره بمØÙƒÙ… الكتاب، وجعلها قدوة لأولي الألباب، إلى يوم Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø¨ØŒ وما كانت العرب لتصبر على ØØµØ± Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ÙÙŠ بيت مخصوص، ولا سيما بعد أن Ø·Ù…ØØª إليها الأبصار من جميع قبائلها، ÙˆØØ§Ù…ت عليها النÙوس من كل Ø£ØÙŠØ§Ø¦Ù‡Ø§. لقد هزلت ØØªÙ‰ بدا من هزا لها كلاها ÙˆØØªÙ‰ استامها كل Ù…Ùلس
____________
1- التوبة: 97. 2- التوبة: 101. وأيضاً، ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ من ألم بتاريخ قريش والعرب ÙÙŠ صدر الاسلام، يعلم أنهم لم يخضعوا للنبوة الهاشمية، إلا بعد أن تهشموا، ولم يبق Ùيهم من قوة،
Ùكي٠يرضون باجتماع النبوة ÙˆØ§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ÙÙŠ بني هاشم، وقد قال عمر بن الخطاب لابن عباس ÙÙŠ كلام دار بينهما: "إن قريشاً كرهت أن تجتمع Ùيكم النبوة ÙˆØ§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©ØŒ ÙØªØ¬ØÙون على الناس(1)". ماذا ÙØ¹Ù„ الامام عليّ (عليه السلام) والس٠الصالØ:
Ø§Ù„Ø³Ù„Ù Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ù„Ù… يتسن له أن يقهرهم [قريش والعرب] يومئذ على التعبد بالنص ÙØ±Ù‚اً من انقلابهم إذا قاومهم، وخشية من سوء عواقب الاختلا٠ÙÙŠ تلك Ø§Ù„ØØ§Ù„ØŒ وقد ظهر Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ بموت رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وقويت بÙقده شوكة المناÙقين، وعتت Ù†Ùوس Ø§Ù„ÙƒØ§ÙØ±ÙŠÙ†ØŒ وتضعضعت أركان الدين، وانخلعت قلوب المسلمين، وأصبØÙˆØ§ بعده كالغنم المطيرة، ÙÙŠ الليلة الشاتية، بين ذئاب عادية، ووØÙˆØ´ ضارية، وارتدت طوائ٠من العرب، وهمت بالردة أخرى، ÙØ£Ø´ÙÙ‚ علي ÙÙŠ تلك الظرو٠أن يظهر إرادة القيام بأمر الناس Ù…Ø®Ø§ÙØ© البائقة، ÙˆÙØ³Ø§Ø¯ العاجلة، والقلوب على ما وصÙنا، والمناÙقون على ما ذكرنا، يعضون عليهم الأنامل من الغيظ، وأهل الردة على ما بينا، والأمم Ø§Ù„ÙƒØ§ÙØ±Ø© على ما قدمنا، والأنصار قد خالÙوا المهاجرين، ÙˆØ§Ù†ØØ§Ø²ÙˆØ§ عنهم يقولون: منا أمير ومنكم أمير(2). ____________
1- راجع: Ø´Ø±Ø Ù†Ù‡Ø¬ البلاغة لابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯: 3 / 107 Ø· 1 بمصر Ùˆ: 12 / 52 Ø· مصر بتØÙ‚يق Ù…ØÙ…د أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ Ùˆ: 3 / 876 Ø· مكتبة الØÙŠØ§Ø© Ùˆ: 3 / 141 Ø· دار الÙكر، الكامل لابن الأثير 3 Ø· دار صادر، تاريخ الطبري: 4 / 223 Ø· دار المعار٠بمصر Ùˆ: 2 / 289 Ø· آخر، عبد الله ابن سبأ للعسكري: 1 / 114. 2- راجع تاريخ الطبري: 4 / 218 Ùˆ 219 Ùˆ 220 Ø· دار المعار٠بمصر، Ø´Ø±Ø Ù†Ù‡Ø¬ البلاغة لابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯: 6 / 6 Ùˆ 9 Ø·. مصر بتØÙ‚يق Ù…ØÙ…د أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„: 2 / 4 Ø· 1 بمصر، تاريخ اليعقوبي: 2 / 102. ÙØ¯Ø¹Ø§Ù‡ النظر للدين الى الك٠عن طلب Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©ØŒ والتجاÙÙŠ عن الأمور، علماً منه أن طلبها ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù„ هذه، يستوجب الخطر بالأمة، والتغرير ÙÙŠ
الدين، ÙØ§Ø®ØªØ§Ø± الك٠إيثاراً للاسلام، وتقديماً Ù„Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù…ØŒ ÙˆØªÙØ¶ÙŠÙ„اً للآجلة على العاجلة. غير أنه قعد ÙÙŠ بيته Ù€ ولم يبايع ØØªÙ‰ أخرجوه كرهاً(1) Ø§ØØªÙاظاً بØÙ‚ه، ÙˆØ§ØØªØ¬Ø§Ø¬Ø§Ù‹ على من عدل عنه، ولو أسرع الى البيعة ما تمت له ØØ¬Ø© ولا سطع له برهان، لكنه جمع Ùيما ÙØ¹Ù„ بين ØÙظ الدين، ÙˆØ§Ù„Ø£ØØªÙاظ بØÙ‚Ù‡ من إمرة المؤمنين، ÙØ¯Ù„ هذا على اصالة رأيه، ورجاجة ØÙ„مه، وسعة صدره، وإيثاره Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© العامة، ومتى سخت Ù†ÙØ³ امرىء عن هذا الخطب الجليل، والأمر الجزيل، ينزل من الله تعالى بغاية منازل الدين وإنما كانت غايته مما ÙØ¹Ù„ Ø£Ø±Ø¨Ø Ø§Ù„ØØ§Ù„ين له، وأعود المقصودين عليه، بالقرب من الله عزوجل. أما Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الثلاثة وأولياؤهم، Ùقد تأولوا النص عليه Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© للأسباب التي قدمناها، ولا عجب منهم ÙÙŠ ذلك بعد الذي نبهنا إليه من تأولهم واجتهادهم ÙÙŠ كل ما كان من نصوصه(صلى الله عليه وآله)ØŒ متعلقاً بالسياسات والتأميرات وتدبير قواعد الدولة، وتقرير شؤون المملكة، ولعلهم لم يعتبروها كأمور دينية، Ùهان عليهم Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØªÙ‡ Ùيها، ÙˆØÙŠÙ† تم لهم الأمر، اخذوا Ø¨Ø§Ù„ØØ²Ù… ÙÙŠ تناسي تلك النصوص وأعلنوا الشدة على من يذكرها أو يشير اليها، ولما توÙقوا ÙÙŠ ØÙظ النظام، ونشر دين الإسلام، ÙˆÙØªØ الممالك، والاستيلاء على الثروة والقوة، ولم يتدنسوا بشهوة، علا أمرهم، وعظم قدرهم، ÙˆØØ³Ù†Øª بهم الظنون، ÙˆØ§ØØ¨ØªÙ‡Ù… القلوب، ونسج الناس ÙÙŠ تناسي النص على منوالهم، وجاء بعدهم بنو أمية ولا هم لهم إلا Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Ø£Ù‡Ù„ البيت واستئصال Ø´Ø£ÙØªÙ‡Ù…ØŒ ومع ذلك كله، Ùقد وصل إلينا من النصوص Ø§Ù„ØµØ±ÙŠØØ©ØŒ ÙÙŠ السنن ____________ 1- إخراج الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام) كرهاً لأجل البيعة. راجع: العقد Ø§Ù„ÙØ±ÙŠØ¯: 4 / 335 Ø· لجنة التألي٠والنشر بمصر: 2 / 285 Ø· آخر Ø´Ø±Ø Ù†Ù‡Ø¬ البلاغة لابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯: 3 / 415 Ø£ÙØ³Øª بيروت. الصØÙŠØØ©ØŒ ما Ùيه Ø§Ù„ÙƒÙØ§ÙŠØ©ØŒ والØÙ…د لله.
الاهتداء بأهل البيت (عليهم السلام) :
قبل الشيخ سليم هذا الجمع ورآه معجزاً ÙÙŠ تقريب ما كان يستبعده كما ذكر ذلك ÙÙŠ المراجعة (85). ثم أنه ØµØ±Ø ÙÙŠ المراجعة (111) Ù€ على ما تقدم Ù€ بأن الشيعة ÙÙŠ الأصول ÙˆØ§Ù„ÙØ±ÙˆØ¹ على ما كان عليه الأئمة من آل الرسول، وانّه انصر٠عن مناظره Ù…ÙÙ„ØØ§Ù‹ Ù…Ù†Ø¬ØØ§Ù‹ يعظم نعمة الله عليه ويØÙ…د الله رب العالمين. ÙØ±ØÙ… الله الشيخ سليم الذي وصÙÙ‡ مناظره ÙÙŠ المراجعة (112): "أشهد أنك مطلع لهذا الأمر ومقرن له، ØØ³Ø±Øª له عن ساق وانصلت Ùيه أمضى من الشهاب، أغرقت ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ« عنه، واستقصيت ÙÙŠ التØÙ‚يق والتدقيق، تنظر ÙÙŠ أعطاÙÙ‡ وأثنائه، ومطاويه وأØÙ†Ø§Ø¦Ù‡ØŒ تقلبه منقباً عنه ظهراً لبطن، تتعر٠دخيلته، وتطلب كنهه ÙˆØÙ‚يقته، لا ØªØ³ØªÙØ²Ùƒ العواط٠القومية، ولا تستخÙÙƒ الأغراض الشخصية، Ùلا تصدع ØµÙØ§Øª ØÙ„مك، ولا تستثار قطاة رأيك، مغرقاً ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ« بØÙ„Ù… اثبت من رضوي، وصدر أوسع من الدنيا، ممعناً ÙÙŠ التØÙ‚يق لا تأخذك ÙÙŠ ذاك آصرة ØØªÙ‰ Ø¨Ø±Ø Ø§Ù„Ø®ÙØ§Ø¡ØŒ ÙˆØµØ±Ø Ø§Ù„ØÙ‚ عن Ù…ØØ¶Ù‡ØŒ وبان Ø§Ù„ØµØ¨Ø Ù„Ø°ÙŠ عينين، والØÙ…د لله على هدايته لدينه، والتوÙيق لما دعا اليه من سبيله(صلى الله عليه وآله)".
|