سعيد يعقوب
القسم: ØÙŠØ§Ø© المستبصرين | 2009/08/16 - 11:39 PM | المشاهدات: 4189
سعيد يعقوب ( Ùلسطين Ù€ Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠ )
ولد عام 1947 ÙÙŠ عكا بÙلسطين من أسرة Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø²ÙŠ Ø§Ù„ØªÙŠ هاجر جدّها عام 1899Ù… من Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø²ØŒ وهي أسرة تنسب إلى الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ØŒ ثمّ واصل الدكتور دراسته الأكاديمية ØØªÙ‰ نال شهادة الدكتوراه ÙÙŠ الÙÙ„Ø³ÙØ© من امريكا، كما درس الطبّ أيضاً ØØªÙ‰ Ø§ØµØ¨Ø Ø·Ø¨ÙŠØ¨Ø§Ù‹ متخصصاً بالأمراض العصبية ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ©. وللدكتور سعيد يعقوب نشاطات أخرى منها أنّ له (14) كتاباً مطبوعاً عدا المقالات، كما أنّه عضو ÙÙŠ Ø§ØªØØ§Ø¯ الكتاب العرب وعضو ÙÙŠ جمعية البØÙˆØ« والدراسات وعضو مؤسس ÙÙŠ Ø§ØªØØ§Ø¯ الكتاب والصØÙيين الÙلسطينيين بدمشق. نشأ ÙÙŠ اسرة تعتنق المذهب السني ÙØ¨Ù‚Ù‰ على هذا الانتماء ØØªÙ‰ أخذت الأدلة التي ØØµÙ„ عليها عبر Ø§Ù„Ø¨ØØ« يده عام 1989Ù… ÙØ§Ø¯Ø®Ù„ته ÙÙŠ مذهب التشيع الامامي الاثني عشري. منطلقاته ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ«:
يرى الدكتور سعيد يعقوب أنّ الÙكر ينبغي أن يتمتّع بالØÙŠÙˆÙŠØ©ØŒ ويقصد بذلك أن يكون الجانب الجدلي ÙØ¹Ù‘الا ÙÙŠ بنية المعتقد الاسلامي وأن يكون الÙكر متوثباً لا يركن إلى الجمود. ويرى أيضاً أن من الخطأ أن يكون Ùكر الانسان Ù…ØØ¯Ø¯Ø§Ù‹ بأطر لا يمكن تجاوزها أو الØÙŠØ¯ عنها، لأنّ ذلك يؤدي إلى Ø§Ù‚ÙØ§Ù„ العقل، وهذا ما يمنع المرء من التقدّم العلمي والتقني ÙÙŠ جميع Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ§Øª. ويرى الدكتور سعيد يعقوب أيضاً أن عقل كل انسان ينبغي أن يكون عقل مدقّق ÙØ§ØØµ Ø¨Ø§ØØ« عن Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© سائر إلى تطبيق مناهجه ÙÙŠ كل زمان، وعلى كل أرض. ومن هذا المنطق بدأ الدكتور سعيد يعقوب Ø¨ØØ«Ù‡ ÙÙŠ جميع الأصعدة الدينية وغيرها، وبهذا المنهج سار ÙÙŠ Ø¨ØØ«Ù‡ ØØªÙ‰ بلغ المجال المذهبي Ù„ÙŠØØµÙ„ على العقائد المستندة إلى الأدلة والبراهين، ÙØ¨ØØ« ÙÙŠ بطون الكتب وقارن بين أدلة المذاهب الاسلامية، ÙˆØØ§ÙˆØ± ذوي الخبرة والاختصاص، ولم ÙŠÙØªØ± ÙÙŠ Ø¨ØØ«Ù‡ قط، لأنّه رأى أنّ الخير كل الخير ÙÙŠ استمرار Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø§ØØ«Ø§Øª بين المسلمين، ورأى أنّ الخطأ كل الخطأ ÙÙŠ Ø§Ù‚ÙØ§Ù„ بابها، والجام ØÙˆØ§Ø±Ù‡Ø§ØŒ لأن Ø§Ù„Ø¨ØØ« معين يروى ظمأ المتعطش Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الØÙ‚يقة، وجنّة تور٠بظلالها، وتكثر ثمارها وينبعث Ø§Ù„Ù†ÙØ¹ منها ÙƒØ§Ù„Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ø·ÙŠØ¨Ø© العطرة. نبذة للتقليد الأعمى:
توجه الدكتور سعيد يعقوب إلى Ø§Ù„Ø¨ØØ«ØŒ وهو يعتقد أنّ التقليد الأعمى وتلقي موروث الآباء والأجداد بلا تدقيق ولا تمØÙŠØµ هو من أكبر العوائق التي تقطع طريق Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« وتمنعه من التعرّ٠على الØÙ‚يقة، لأنّ الذين يصنع لهم آباؤهم منهجاً أو قيماً أو انظمة بلغت مراتب اعتقدوا أنّها هي الدين الذي لا ينبغي الØÙŠØ¯ عنه، ÙØ¥Ù† هؤلاء لا يمتلكون القدرة على Ø§Ù„Ø¨ØØ«ØŒ لأن هؤلاء قد تعوّدوا الاقتباس من الغير دون عناء Ø§Ù„ÙØØµ والتدقيق، Ùلهذا تكون قدراتهم خاملة ÙÙŠ مجال Ø§Ù„Ø¨ØØ«. Ùلهذا نبذ الدكتور سعيد يعقوب التقليد الأعمى لموروثاته العقائدية، وتجرّد عن كل Ø¹Ø§Ø·ÙØ© تربطه بالمعتقدات التي شبّ عليها، وتوجه إلى Ø§Ù„Ø¨ØØ« بموضوعية تامة لترشده الأدلة والبراهين إلى الصواب. اهتمامه Ø¨Ù…Ø¨ØØ« الإمامة:
إن Ù…Ø¨ØØ« الإمامة كان من أهم Ø§Ù„Ø£Ø¨ØØ§Ø« التي عنى بها الدكتور سعيد يعقوب، لأنه رأى أنّ الإمامة تشكّل دوراً اساسياً ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© المسلمين، وأن Ø§Ù„Ø¨ØØ« عنها ÙÙŠ الواقع قد شغل Ù…Ø³Ø§ØØ© كبرى ÙÙŠ الÙكر البشري عموماً ومنذ أقدم الأزمنة، وأنّ الامامة ضرورة انسانية Ù†ÙØ³ÙŠØ© وليست ضرورة مذهبية أو دينية مع ما يمثله الدين من ضرورات ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© الناس. ويقول الدكتور سعيد يعقوب ÙÙŠ هذا المجال: إن الجدال ÙÙŠ التراث الاسلامي ØÙˆÙ„ هذا الموضوع قد أخذ Ø¨ÙØ¹Ø¯Ø§Ù‹ متميزاً، بØÙŠØ« نجد من يعتبر Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« ÙÙŠ الامامة من غير Ø§Ù„Ù…Ø³Ù…ÙˆØØ§ØªØŒ وأن اخطر كل الخطر ÙÙŠ الاقتراب منه! انبهاره بشخصية الإمام عليّ (عليه السلام) :
لم يعبأ الدكتور سعيد يعقوب بالأقوال التي لا تستند إلى دليل أو برهان، بل سار ÙÙŠ Ø¨ØØ«Ù‡ ØØªÙ‰ وصل إلى سيرة الإمام علي (عليه السلام) باعتباره المثل الأعلى للإمامة عند ÙƒØ§ÙØ© المسلمين، لما ØÙÙ„ به من قدسية، بØÙŠØ« لو ذكرت كلمة الامام ككلمة Ù…ÙØ±Ø¯Ø© لتبادر إلى الذهن Ùوراً الإمام علي (عليه السلام) ØŒ ولما تمتّع به من ØµÙØ§Øª الانسان الكامل. ولم تمض ÙØªØ±Ø© من دراسة الدكتور لشخصية الإمام علي (عليه السلام) إلاّ وانبهر الدكتور بشخصية هذا الرجل العظيم تبيّن له أن الطريق إلى علي (عليه السلام) هو الطريق إلى الله عزّوجلّ وأن من استرشد الطريق إلى علي (عليه السلام) ودخل مدينة علم رسول الله(صلى الله عليه وآله)من بابها، صار إلى Ùناء الرØÙ…Ø© المØÙ…دية، ØØªÙ‰ يبلغ مرتبة من كش٠عنه Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¨. ØªÙØ§Ø¹Ù„Ù‡ مع مدرسة الامام علي (عليه السلام)
ومن هذا المنطلق ØªÙØ§Ø¹Ù„ الدكتور سعيد يعقوب مع Ùكر مدرسة الامام علي (عليه السلام) واغتر٠من نبعها ØØªÙ‰ وروى بذلك ظمأه وغدى من اتباعه وانصاره ÙˆÙ…ØØ¨ÙŠÙ‡ØŒ لأنه وجد الØÙ‚ عنده وأنه ممن يهدي إلى الØÙ‚ وأنه Ø®Ù„ÙŠÙØ© رسول الله(صلى الله عليه وآله)بالØÙ‚ وهو الذي نصّ عليه رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالامامة من بعده ÙÙŠ العديد من المواقÙ. Ùلم يتريث الدكتور سعيد يعقوب بعدما Ø§Ù†ÙƒØ´ÙØª له الØÙ‚يقة كالشمس ÙÙŠ رابعة النهار، ÙØ§Ø¹ØªÙ†Ù‚ها بكل ØªØ±ØØ§Ø¨ØŒ وترك ما كان عليه Ùيما سبق واعتنق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) . Ù…Ø¤Ù„ÙØ§ØªÙ‡:
(1) "معراج الهداية، دراسة ØÙˆÙ„ الامام علي ومنهج الامامة": مخطوط. صدر عن مركز Ø§Ù„Ø£Ø¨ØØ§Ø« العقائدية، ضمن سلسلة الرØÙ„Ø© إلى الثقلين. يدور Ø§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ هذا الكتاب ØÙˆÙ„ ثلاثة Ù…ØØ§ÙˆØ± رئيسية وهي: المØÙˆØ± الأول: اظهار ماهية الامامة من الناØÙŠØ© Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© والاجتماعية. المØÙˆØ± الثاني: انطباق هذه الماهية ÙÙŠ النتيجة على شخصيات Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø©. المØÙˆØ± الثالث: الكيÙية التي مارسها الامام علي (عليه السلام) ÙÙŠ ارساء دعائم خطاب الاسلام الانساني. (2) "Ø¢ÙØ§Ù‚ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ البشرية". (3) "علم Ø§Ù„Ù†ÙØ³ والطب Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¹Ù†Ø¯ العرب". (4) "السيرة التاريخية Ù„Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© العربية". (5) "جدلية Ø§Ù„Ù†ÙØ³ والشعر عند العرب". (6) "علم Ù†ÙØ³ Ø§Ù„Ø§Ø·ÙØ§Ù„". (7) "دراسة ÙÙŠ آليات التلاؤم Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ". وغيرها. ÙˆÙ‚ÙØ© مع كتابه: "معراج الهداية" وهو دراسة ØÙˆÙ„ الإمام علي (عليه السلام) ومنهج الامامة، يتكلم الكاتب عن مسار Ø§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ كتابه هذا، Ùيقول: وسيكون لنا ÙÙŠ مسيرتنا Ø§Ù„Ø¨ØØ«ÙŠØ© مواطن متعددة نق٠عليها ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ تلو الآخر، وتدور البØÙˆØ« هنا ØÙˆÙ„ ثلاثة Ù…ØØ§ÙˆØ± رئيسية هي: المØÙˆØ± الأول: يدور ØÙˆÙ„ إظهار ماهية الإمامة، ÙÙŠ تناول يعتني بالجانب Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ ÙˆØ§Ù„Ø§Ø¬ØªÙ…Ø§Ø¹ÙŠ من ØÙŠØ§Ø© الإنسان، وهذا الجانب هو الذي قادنا إلى ØªÙØµÙŠÙ„ معنى الإمامة من الناØÙŠØ© اللغوية ومن ناØÙŠØ© الاصطلاØ. ولهذا المØÙˆØ± اتجاه Ù†ØÙˆ Ùهم شامل للإمامة، لا على أنها قيادة سياسية أو زعامة اجتماعية، أو على أنها نهج متقدم ÙÙŠ شؤون الØÙŠØ§Ø©ØŒ وإنما بما هي مصداق للنزوع الإنساني Ù†ØÙˆ الغاية من الوجود، ونØÙˆ الملاذ الذي ÙŠØØªÙ…Ù‰ بكنÙه، ويسعى من أجل بلوغه. المØÙˆØ± الثاني: يدور ØÙˆÙ„ انطباق هذه الماهية ÙÙŠ النتيجة على شخصيات Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø©ØŒ تمارس مع تتابع الأزمنة أدواراً رسالية من جهة، وتمثل مرتكزاً هو من أهم المرتكزات العقائدية لدى البشرية كلها. وهنا سو٠نتوسع ÙÙŠ استعراض النصوص المقدسة التي تؤيد ما نذهب إليه، ونجلو بعد ذلك الصورة التي بلغناها ÙÙŠ Ù…Ø¹Ø±ÙØ© هذا الانطباق. المØÙˆØ± الثالث: ويكون لنا Ùيه Ø³ÙŠØ§ØØ© مع الكيÙية التي مارسها الإمام عليّ (عليه السلام) ÙÙŠ إرساء دعائم خطاب الإسلام الإنساني Ù€ هذا الخطاب الذي باشره النبيّ الكريم Ù…ØÙ…د(صلى الله عليه وآله)ØŒ وكانت البشرية جميعها هي المقصودة من ورائه، وليس Ùقط ÙØ¦Ø© من الناس، ولا أمة من الأمم Ù€. ÙˆÙŠÙØµÙ‘Ù„ الكاتب ما أوجزه هنا بالقول: والØÙ‚Ù‘ أنّ عملنا هنا ينصبّ بالدرجة الأÙولى على Ù…Ùهوم الإمامة، وليس على ÙˆØ¸ÙŠÙØ© الإمام، مع ما سيكون من ÙØ±ÙˆØ¹ ØªØªÙØ±Ø¹ عن هذا الÙهم، لأنّ الانطلاق من المÙهوم إلى المصداق هو الذي يعين على تلمّس Ù…Ø¹Ø±ÙØ© أسباب الاختلا٠الذي نشب بين الآراء التي Ø¨ØØ«Øª موضوع الإمامة ÙÙŠ الإسلام، ونØÙ† نعلم المدى الذي شغله هذا الموضوع من الÙكر الإسلامي، لكن الأمر أوسع من ذلك، Ùهو موضوع ÙÙŠ الواقع يشغل Ù…Ø³Ø§ØØ© كبرى من الÙكر البشري عموماً ومنذ أقدم الأزمنة، بمعنى أنه ليس بدعة خاصة جاء بها الإسلام، لكن ووÙÙ‚ المنهج الذي اتبعناه، تبيّن لنا أنّها ÙÙŠ عمق الØÙ‚يقة البشرية وعمق Ø§Ù„Ù†ÙØ³ الإنسانية، أيّ أنّ الإمام ضرورة إنسانية Ù†ÙØ³ÙŠØ© وليس ضرورة مذهبية أو دينية مع ما يمثله الدين من ضرورات ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© الناس. ولمّا كان الجدال ÙÙŠ التراث الإسلامي ØÙˆÙ„ هذا الموضوع قد أخذ بعداً متميزاً، بØÙŠØ« نجد من يعتبر Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« ÙÙŠ الإمامة من غير Ø§Ù„Ù…Ø³Ù…ÙˆØØ§ØªØŒ وأنّ الخطر كل الخطر ÙÙŠ الاقتراب منه! ونجد أيضاً نقيض هذه الÙكرة لدى Ø£Ø·Ø±Ø§Ù Ø£ÙØ®Ø±Ù‰ØŒ كما نجد من وق٠ÙÙŠ المنطقة الوسطى بين هذين الأمرين، رأينا أنّ المجال يتّسع Ù„ØÙ…Ù„ هذا الأمر Ù…ØÙ…Ù„ Ø§Ù„Ø¨ØØ« الجديد لما Ùيه من خير ÙˆÙØ§Ø¦Ø¯Ø©ØŒ مستعينين Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى العلوم المتبعة ÙÙŠ هذا المجال بعلم Ø§Ù„Ù†ÙØ³ الذي يقدم لنا خدماته ÙÙŠ هذا المجال، والذي هو مجال تخصصي ودراستي أصلا. والجانب الآخر الذي رأينا أنه من الضرورات Ø¨ØØ«Ù‡ أيضاً، هو الجانب التطبيقي لما تصل إليه نظرية الإمامة. ولمّا كان الإمام علي هو المثل الأعلى للإمامة عند ÙƒØ§ÙØ© المسلمين لما ØÙÙ„ به من قدسية، بØÙŠØ« لو ذكرت كلمة الإمام ككلمة Ù…ÙØ±Ø¯Ø© لتبادر إلى الذهن Ùوراً الإمام عليّ، ولما تمتع به من ØµÙØ§Øª الإنسان الكامل، الذي قصدت مجمل الديانات السماوية والÙÙ„Ø³ÙØ§Øª الكبرى سبيل بناء الإنسان بناء يسير به Ù†ØÙˆ أن ÙŠØØ°Ùˆ ØØ°Ùˆ هذا المثال، لذلك Ùقد اخترنا أن Ù†ØªØØ±Ùƒ داخل أجوائه، ونتعر٠على ØÙ‚يقة الهد٠الإلهي من وراء جعله إماماً للناس ÙƒØ§ÙØ©ØŒ وهذا قد لا يتØÙ‚Ù‚ يقيناً بغير ما ينبغي أن يعر٠أولاً عن Ù…Ùهوم الإمامة، ثم بعد ذلك قد ØªÙ†ÙƒØ´Ù Ø§Ù„ØØ¬Ø¨ وتظهر للمهتم الصورة العلوية المباركة. وقد سعينا ÙÙŠ الختام إلى ربط الإمامة تاريخياً بالبعد الإنساني عامّة، إدراكاً منا أنّها لم تنقطع يوماً من الأيام، ولم ØªÙ†ÙØµÙ„ عن مسيرته البشرية، ولم يتأت هذا الإدراك اعتباطاً، بل جاء متواÙقاً مع نتائج علوم جمّة تناولت التاريخ الإنساني، بأبعاده Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠØ© وما Ùيها من إرث يسجل تطلع الإنسان إلى هد٠يسعى من أجل بلوغه، وإلى ملاذ يلجأ إليه، وإلى مثال يتطلع Ù†ØÙˆ كماله، ويعدّه الغاية النهائية Ù„ØÙ‚يقة سعيه. الامامة ماهيتها ومعناها:
يستعرض الكاتب الآراء الموجودة ÙÙŠ هذا المجال ثم ÙŠØ·Ø±Ø ÙˆØ¬Ù‡Ø© نظره مدعماً لها بالنصوص Ùيقول: يجد Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« ÙÙŠ معرض التساؤل عن ماهية الإمامة ÙÙŠ التراث الإسلامي إجابات متعدّدة ومتنوّعة: Ù€ منها من ØÙ…لها على أنّها أمر يختص بالزعامة والقيادة أو الرئاسة. Ù€ ومنها من تناولها على أنها Ùكرة وأدخلها ØÙŠÙ‘ز التصورات التي ØªØ¨ØØ« لها عن تصديق. Ù€ ومنها من سار بها Ù†ØÙˆ التأملات الÙلسÙية التي ØªØØªÙ…Ù„ ÙÙŠ تØÙ‚قها الخطأ مثلما ØªØØªÙ…Ù„ Ø§Ù„ØµØØ©. Ù€ ومنها من رآها شأناً إلهياً مثلما النبوّة، ليس للناس من قرار Ùيه. Ù€ وهناك من نأى بها عن Ùنّ المعقولات وسار بها Ù†ØÙˆ الÙقهيات، يريد بذلك إدخالها منطقة الاستنباط، وإخراجها عن دائرة Ø§Ù„Ø£ÙØµÙˆÙ„ التي ÙŠØ¨ØØ± العقل وراء إدراك كنهها، ÙˆÙŠØ±ØªÙØ¹ بها عن مقام المعاملات، ليصير إلى ÙÙ„Ø³ÙØ© Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©. ÙˆÙŠØªØ¶Ø Ù„ÙŠ أنّ الإمامة Ù…Ùهوم غير جميع ما تقدّم، وعلى هذا المÙهوم تترتب النتائج التي تكون أكثر شمولية، وأشد تعبيراً من المناصب الإدارية، أو السياسية أو العسكرية أو الاجتماعية، لكن لبلوغ هذا المÙهوم ÙŠØØªØ§Ø¬ الراغب لمزيد من العناء، ولا نقصد بالعناء هنا المشقة من أجل الوصول إليه، لأنّ الإمامة والإمام أمر لا ينبغي معه الغموض، مثلما لا يجب أن ينشب ØÙˆÙ„Ù‡ خلا٠من نوع ذاك الذي يقسم الناس إلى ÙØ±Ù‚ ÙˆØ£ØØ²Ø§Ø¨ØŒ إنّما الواجب أو الضروري Ù€ بمعنى Ø§Ù„ØØªÙ…ÙŠ Ù€ أن يكون الإمام هو الجامع والرابط بين الناس، الجاذب لهم والموطد لأواصر التقارب والتلاØÙ… Ùيما بينهم، هذا هو الأمر الطبيعي والسليم، الذي يرسل الله الأنبياء عادة ويزودهم بالأوصياء من أجله. أمّا Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØªÙ‡ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ها تدخل ÙÙŠ باب Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø© التي ÙØ·Ø± الله الناس عليها، الأمر الذي يلزم عنه بالضرورة شعور الإنسان بالضنك وقسوة العيش، لأنّ الإعراض عن Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø© الإلهية والإعراض عن سبيل الله هو الذي يورث المشقّة، وهو الذي يجعل الإنسان يتخبط على غير هدى، وليس المقصود بضنك العيش هنا: Ø§Ù„Ø§ØØªÙŠØ§Ø¬ والÙقر، أو الشعور بالظلم وما شابه ذلك، إنّما المقصود هو اغتراب Ø§Ù„Ù†ÙØ³ وابتعادها عن Ø±Ø§ØØªÙ‡Ø§ وطمأنينتها بالدرجة الأولى! Ùكم من موسر، وكم من جبار، وكم وكم من أولئك الذين يتصور الناس أنهم بلغوا رتبة السعادة ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø© الدنيا، تجدهم ÙÙŠ ØÙ‚يقة أمرهم يعانون من آلام القلق والاضطراب، وعدم الاستقرار والسكينة. لذلك عند إطلاق تسمية (الإمام) على الرجل الذي يتزعّم أو يقود نجدها لا ØªØµÙ„Ø Ù„Ø£Ù† تبلغ Ù…Ùهوماً! بمعنى أن الأمر هنا هو انطباق Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø¹Ù„Ù‰ من يقوم بتنÙيذ أمر ما، وهذا لا يقود Ù†ØÙˆ تجريد الاسم وبلوغه المعنى الذي ÙŠØªÙŠØ Ø§Ù„ØªØ¹Ù…Ù‚ وبلوغ الØÙ‚يقة التي هي شي غير القيام Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ØŒ وسو٠نجد مثالا على هذا ÙÙŠ قول ابن ØØ²Ù… مثلا "إن الأمة واجب عليها الانقياد لإمام عادل يقيم Ùيهم Ø£ØÙƒØ§Ù… الله، ويسوسهم بأØÙƒØ§Ù… الشريعة التي أتى بها رسول الله(صلى الله عليه وآله)"(1). وينبغي علينا أن Ù†ÙØ±Ù‚ تماماً بين القائم بالعمل على أنّ هذا العمل أمر موكل إليه من قبل الناس، لبراعته Ùيه وتمكنه ÙˆÙÙ‚ مؤهلات تملّكها، أو سلطان خوله القيام عليه، وبين الإمام بالمÙهوم العميق الذي أورده الإمام الرضا (عليه السلام) عند وصÙÙ‡ للإمام، Ùهو لا يزجي إليه مهمة تكون ضمن إمكانات العاديين من الناس، وإنْ اشتمل بالعرض عليها، وإنّما هو يتعمق إلى جوهر الإمامة، Ùيقول (عليه السلام) : "الإمام عالمٌ لا يجهل، وراع لا ينكل، معدن القدس والطهارة، والنسك والزهادة، والعلم والعبادة... نامي العلم، كامل الØÙ„Ù…ØŒ مضطلع بالإمامة، عالم بالسياسة، Ù…ÙØ±ÙˆØ¶ الطاعة، قائم بأمر الله عزّ وجلّ، Ù†Ø§ØµØ Ù„Ø¹Ø¨Ø§Ø¯ الله..."(2). بعد النظر إلى وجهة ابن ØØ²Ù…ØŒ التي يمكن أن تعبّر عن معظم من ØªØØ¯Ø« ØÙˆÙ„ الإمامة ووظائÙها من الخارج، والتأمّل ÙÙŠ توصي٠الإمام الرضا (عليه السلام) وما ÙŠØªÙØ±Ù‘ع عنه من Ø¢ÙØ§Ù‚ تقود Ù†ØÙˆ الكش٠عن ØÙ‚يقة الإمامة ومعناها وجوهرها، نجد لزاماً قبل الاستغراق ÙÙŠ متابعة هذين المنØÙŠÙŠÙ† ÙÙŠ التناول، أن ننظر ÙÙŠ الجذر ____________ 1- Ø§Ù„ÙØµÙ„ بين الملل والنØÙ„: 4 / 87. 2- انظر: الكاÙÙŠ للكليني: 1 / 202ØŒ كتاب Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø©. اللغوي لكلمة (إمام)ØŒ الأمر الذي يساعدنا على تخطّي لكثير من صعوبات Ø§Ù„Ø¨ØØ«. الإمام ÙÙŠ اللغة:
جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØØ§Ø: "هو الذي يقتدى به"(1)ØŒ وكما هو ÙˆØ§Ø¶Ø Ù‡Ù†Ø§ Ùهي تÙيد التعميم، ولا تختص Ø¨ØªÙØµÙŠÙ„ يقود إلى معنى دقيق ÙˆØÙ‚يقي، ÙØ§Ù„ذي يقتدى به يمكن أن يكون شخصاً يتمتع Ø¨Ø§Ù„ÙØ·Ù†Ø© والذكاء، ويمكن أن لا يكون كذلك، ويمكن أن يكون آلة، ويمكن أن يكون معلماً من معالم Ø§Ù„Ù…Ù†ÙØ¹Ø©ØŒ بالطبع Ù†ØÙ† نعلم أنّ المقصود هنا إجمالي، لكن ØØ¯ÙŠØ«Ù†Ø§ يجب أن يعط٠على الÙور على رغبتنا ÙÙŠ إظهار المÙهوم، لذا تقتضي الدقة أن ÙŠØØ§Ø· بجميع Ø£Ø·Ø±Ø§Ù Ø§Ù„ØªØ¹Ø±ÙŠÙØŒ ØØªÙ‰ يصار إلى انتزاع المÙهوم الذي ÙŠØªÙŠØ Ø§Ù„ØªØ¹Ù…Ù‚ كما سبق. وجاء ÙÙŠ لسان العرب: "أم القوم وأم بهم: تقدمهم، وهي الإمامة، والإمام: كل من أئتم به"ØŒ ÙˆÙŠÙØµÙ„ ابن منظور هنا Ùيقول: "يكون الإمام رئيساً كقولك إمام المسلمين، ويكون الإمام الطريق Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶ØØŒ ويكون الدليل، ÙˆÙŠÙØ¤ÙÙ…Ù: ÙŠÙقصد"(2). وأورد من Ù…ØÙŠØ· المØÙŠØ· ÙÙŠ إظهار معنى الإمام من الناØÙŠØ© اللغوية قوله: "ÙØ§Ù„إمام هو قيم الأمر، ÙˆØ§Ù„Ù…ØµÙ„Ø Ù„Ù‡"(3). قوة Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø© ÙÙŠ Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الإمام:
يقول الكتاب عنها: "إنّ هذه القوّة الموجودة ÙÙŠ الأعماق والتي يشترك Ùيها Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ هذا الجنس، هي قوة ذات بعد ÙØ·Ø±ÙŠØŒ ولعل هذا البعد هو الذي يعوّÙÙ„ عليه عندما يشتد Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن ____________ 1- Ø§Ù„ØµØØ§Ø للجوهري: 5ØŒ مادة إمام. 2- لسان العرب لابن منظور مادة: أم. 3- Ù…ØÙŠØ· المØÙŠØ·ØŒ بطرس البستاني، دار لبنان، Ø· 1977ØŒ ص161. الهد٠الذي ØªØ¨ØØ« عنه أو تنزع Ù†ØÙˆÙ‡ الميول ÙˆØ§Ù„ØØ§Ø¬Ø§Øª الدÙينة ÙÙŠ أعماق الناس.
انّنا سو٠نثير هنا ÙÙŠ القارئ الكريم رغبة أو شهوة Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ما تؤول إليه ØÙ‚يقته، أياً كان الدين الذي يعتنقه، أو المذهب أو التيار، لأن الواقع الذي تجري وراءه هذه الÙكرة، هو مجال الإنسانية وليس مجالات Ø§Ù„ÙØ¦ÙˆÙŠØ© أو Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙŠØ©. ونØÙ† سو٠نعتمد على هذه القوة ÙÙŠ اشتداد السؤال عن (ما هو الإمام). وبداية نقول أن هذه القوة مزودة بالقدرة على Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© التي تجتاز ظواهر الأشياء ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ§Ø° إلى ماهيتها، Ùيما لو تشكلت غير آبهة بالشوائب، وبمعنى آخر: Ùيما لو أمكن Ø¥Ø²Ø§ØØ© ما يعلق Ùيها من تراكمات تسدل عليها طبقات من Ø§Ù„ØØ¬Ø¨ØŒ يصعب معها ØªØØ¯ÙŠØ¯ الغاية الØÙ‚يقية التي تهÙÙˆ إليها. وهذا البعد ÙÙŠ الجوهر يساوي العقل الذي يصل من خلال الخبرات إلى تلك المقدرة على الØÙƒÙ…ØŒ ÙˆØ§Ù„ÙØµÙ„ بين ما هو Ù†Ø§ÙØ¹ وما هو ضار ÙÙŠ الØÙ‚يقة، ÙØ¨ÙˆØ³Ø¹ العقل ÙˆØØ¯Ù‡ أن يتخطّى ØØ¯ÙˆØ¯ التجربة، ÙÙŠÙ†ÙØ° إلى جواهر الأشياء ويق٠عليها كما هي موجودة ÙÙŠ الØÙ‚يقة بصورة مستقلة عنا، ÙØ¥Ù† مهمة العقل الوصول Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© إلى Ø§Ù„ÙˆØØ¯Ø© المطلقة النهائية(1). لكن أليس العقل هو ميزة الإنسان! أليس جميع الأسوياء يمتلكون هذه القوة! إذن Ùيما Ø§Ù„ØªÙØ§ÙˆØª بين الناس ÙÙŠ بلوغ هذه Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©ØŒ ÙˆÙيما يختل٠الكل، كل من وجهته؟ وإذا كان عند "هيغل" يق٠العقل على Ø§Ù„ÙˆØØ¯Ø© الداخلية العميقة للجوانب المتضادة، ÙˆÙŠØªÙŠØ Ø¨Ø°Ù„Ùƒ إمكانية Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الموضوعات ÙÙŠ عيانيتها وكليتها(2). Ùما هي الموانع من بلوغ Ø§Ù„Ù‡Ø¯ÙØŸ ____________
1- المعجم الÙلسÙÙŠØŒ Ù…. س. ص92. 2- Ù†. Ù…. ص92. لم تØÙ† الإجابة عن هذا السؤال بعد، لكن نود أن نشير إلى أنّ الخطاب الإلهي ÙÙŠ كل الأØÙˆØ§Ù„ØŒ يتّجه Ù†ØÙˆ الجوهر الإنساني السليم، أو الأكثر سلامة، ذاك الذي يعي ويدرك ويمتلك خاصة سبر ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ© أغوار الأشياء، ويمكن أن نجمله هنا Ø¨Ù…ØµØ·Ù„Ø (Ø§Ù„Ù†ÙØ³) الذي يرسل إليها الخطاب القرآني، ومجمل أنواع المخاطبات الإنسانية، أي تلك القوة العاقلة التي تتمتع بالÙهم والÙكر والمشاعر، وهذه القوة لا مجال Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡Ø§ أو التعر٠عليها عبر الأدوات التي تختبر بها القوانين والأنظمة، كالكيمياء والطاقة ÙˆØ§Ù„ØªØ´Ø±ÙŠØ ÙˆÙ…Ø§ إلى ذلك، لا لأنّها ليست ØÙ‚يقة ملموسة، بل على العكس يمكن أن تكون هي الØÙ‚يقة الأشد نصاعة بين جملة أشياء هذا الكون، لقدرتها على التأمل والخلق وترتيب المقدمات التي توصل إلى نتائج، من اللا شي Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹. يقول عالم الأØÙŠØ§Ø¡ "أدلو٠بورتمان": "ما من كمية من Ø§Ù„Ø¨ØØ« على النسق الÙيزيائي أو الكيميائي، يمكنها أن تقدم لنا صورة كاملة للعمليات Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© والروØÙŠØ© والÙكرية"(1). من خلال ما تقدم تبين لنا، أن هذا الجوهر الإنساني لا يخضع ÙÙŠ ØØ±ÙƒØªÙ‡ الÙكرية لأية سلطة، أو لا توجد هنالك من سلطة تمنعه من Ø§Ù„Ø¨ØØ« الدائم، الذي لا ينÙÙƒ Ù…ØØ§ÙˆÙ„اً Ø§Ù„Ø¥ØØ§Ø·Ø© بكل ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ الوجود، عاملاً على إخضاعها لمتطلباته، أو Ø¨Ø§ØØ«Ø§Ù‹ عن ÙÙƒ رموزها. هذا ما يؤكده عمل الإنسان المبكر على إنشاء علائق تقوم ما بينه وبين الموجودات الشاخصة أمامه، بل ØªØØ±Ùƒ أعمق من ذلك وذهب Ù†ØÙˆ الماهيات، يجرد الأشياء من الأطرا٠الزوائد التي تلØÙ‚ بها ليصل إلى اللب، أو ÙŠØ¨ØØ« عن الخالد، ولا يعبأ كثيراً بالآيل إلى الزوال. ____________
1- العلم من منظوره الجديد، روبرت اغروس، جورج ستانسيو، ت: كمال خلاليلي سلسلة عالم Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©ØŒ ع134ØŒ ص42 Ù€ 43. والذي ÙŠØ¯ÙØ¹Ù‡ Ù†ØÙˆ هذا المنهج، هو شغ٠أزلي يسوقه Ù†ØÙˆ Ù…Ø¹Ø±ÙØ© بدايته ونهايته، ÙˆÙŠÙØ¬Ø±ÙŠ Ø£Ø¹Ù…Ø§Ù„Ù‡ على خلق ظرو٠ومناخات تلائم المراØÙ„ التي
يقطعها ما بين هذه البداية التي ÙŠØÙŠØ§Ù‡Ø§ØŒ وتلك النهاية التي ÙŠÙ†ØØµØ± ختام تجربته Ùوق التراب بها، بجميع ما يشوبها من الغموض، وما ينتظره Ùيها من المجهول. وبمناسبة هذا المجهول، ÙØ¥Ù†Ù†Ø§ نعط٠هنا على أن التعلق والØÙ†ÙŠÙ† ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ« عن المجهول بالنسبة للنوع الإنساني، هو أمر له علاقة ذات ØØ¯Ù‘ين: Ø§Ù„ØØ¯Ù‘ الأوّل: هو الذي يخضع للتساؤلات عن المنشأ والولادة والبداية. Ø§Ù„ØØ¯Ù‘ الثاني: هو الذي تجري عليه جميع اختبارات عمره ÙÙŠ طريق بلوغه النهاية التي ØØªÙ…ت عليه، وهو يعرÙها لكنّه يغض عنها الطرÙ. وإن كان الوازع والهات٠الداخلي الذي ÙŠØÙزه على Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© يرتبط بشكل وثيق Ø¨Ø§Ù„ØØ¯Ù‘ الثاني، ØØ¯Ù‘ Ù…Ø¹Ø±ÙØ© مجهول النهاية، لما يتعلق به ÙÙŠ مسيرته الØÙŠØ§ØªÙŠØ© من آمال تجعله لا يرغب بانقضائها، على علمه يقيناً بهذا الانقضاء، ÙˆÙيه كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) موصياً Ø¨Ø±ÙØ¶ هذه الدنيا: "وإن لم ØªØØ¨ÙˆØ§ تركها، والمبلية لأجسامكم، وإن كنتم ØªØØ¨ÙˆÙ† تجديدها، ÙØ¥Ù†Ù‘ما مثلكم ومثلها ÙƒØ³ÙØ± سلكوا سبيلا Ùكأنهم قد قطعوه، وأمّوا عَلَماً Ùكأنهم قد بلغوه، وكم عسى المجري إلى الغاية أن يجري إليها ØØªÙ‰ يبلغها، وما عسى أن يكون بقاء من له يومٌ لا يعدوه، وطالب ØØ«ÙŠØ« ÙŠØØ¯ÙˆÙ‡ ÙÙŠ الدنيا ØØªÙ‰ ÙŠÙØ§Ø±Ù‚ها"(1). نتيجة:
الواقع أنّ ثمة اتصال يربط ما بين هذه الØÙŠØ§Ø© الخارجية، وبين ØÙŠØ§Ø© أخرى ÙŠÙØ³Ø¹Ù‰ لا Ù…ØØ§Ù„Ø© لبلوغها، وهي ØÙŠØ§Ø© أزلية Ù…ØÙƒÙˆÙ… بها الإنسان، ÙˆÙ…ØØªØ§Ø¬ للتعر٠____________ 1- انظر نهج البلاغة: الخطبة 98. عليها واكتشاÙها، لكنّه يثبت دائماً أنه Ø¨Ù…ÙØ±Ø¯Ù‡ لا يتمكن Ù€ مع ما يمتلكه من شعور عميق Ù€ من الوصول إليها، وكذلك ÙŠÙ†Ø¯ÙØ¹ به هذا الشعور Ù†ØÙˆÙ‡Ø§ØŒ
غير أن هذا الشعور يتدخل ÙÙŠ ØªØØ¯ÙŠØ¯ مدى ØµÙØ§Ø¦Ù‡ وخلوصه من الشوائب. لكن قد يتمكن Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ من الوصول إلى المواءمة بين ما يتلقاه من العالم الخارجي، وبين ما يتدÙÙ‚ من أعماقه، وهو هنا عند هذه المرØÙ„Ø© من التمكن سو٠يستطيع يقيناً أن يلتقط إشارات دقيقة التأثير، تصل به إلى Ù…Ø¹Ø±ÙØ© مرضية بالمعنى الØÙ‚يقي لوجوده والغاية من هذا الوجود، وبذات المنطقة من Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© هذه سو٠ينجذب باتجاه ملاذه الذي يدرك Ø¨Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø© Ø§Ù„Ù…ØµÙØ§Ø© أنه هو القادر على ØÙ…ايته من أي سقوط، مثلما ÙŠØÙ…يه من مغبة الغÙلة عن هذا الذي بلغه من Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©ØŒ وهذا الانجذاب مسربل بعناية إلهية، وهي ÙÙŠ هذه الهنيهة بالذات معنية بهدايته، وإنما تكون هذه الهداية ÙÙŠ النتيجة هي انكشاÙÙ‡ على إمامه الذي ÙŠØÙ…ÙŠ كليته ÙÙŠ هذه الØÙŠØ§Ø©. هذا ما يمكن أن نسميه الوصول Ø§Ù„ÙØ·Ø±ÙŠ Ø¥Ù„Ù‰ Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الإمام! الطريق إلى الإمام علي (عليه السلام) :
علينا أن لا نستغرب من هذا العنوان، لأنّه وضع بعد ذلك التمهيد الذي اعتمد منهج التØÙ„يل والاستنتاج، من أجل وضع لبنة جديدة ÙÙŠ بنيان Ù…Ùهوم الإمامة عسى ينظر إليها بعين التأنّي، وتؤخذ مع من يتوسع بها إلى ما هو أكثر Ø¥ÙØ§Ø¯Ø© ÙˆÙ†ÙØ¹. نبدأ أولاً بالنظر إلى انطباق Ù…Ùهوم الإمامة الذي أجريناه ÙÙŠ بØÙˆØ«Ù†Ø§ على علي (عليه السلام) ØŒ ويÙيدنا ÙÙŠ هذا المجال أن تقسم هذه البداية إلى عدّة أقسام. القسم الأول: ÙÙŠ تسلم راية الإمامة
ونود أن نذكر بأنّنا وصلنا ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ بين الإمامة وأنواع الزعامة التي تنضوي ØªØØª ظلها، ولا تطاولها Ø¨ØØ§Ù„ØŒ ونرغب أن يستمر القارئ معنا ÙÙŠ التمسك بالطريقة القرآنية التي تجعل من القلب وطناً للتعقّل. لقد Ø³Ù…Ø Ù„Ù†Ø§ Ø§Ù„ØªØØ±Ùƒ ÙÙŠ أرجاء المÙهوم أن نغادر المعنى الظاهري لكي نتعمق ÙÙŠ معر٠الإمام ÙÙŠ عيانيتها، وتراءى لنا أنّ Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ بين النور والظلمة يساوي Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ بين الإبصار والعمى، ÙˆÙ†Ù„Ø§ØØ¸ أوّلا أنّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ÙÙŠ كلماته يتناوب كلمة (ضياء) كلّما ورد ذكر Ù…ØÙ…د(صلى الله عليه وآله) أو ذكر القرآن الكريم، أو ذكر أهل البيت النبوي (عليهم السلام) ØŒ كذلك نرى أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) عندما يشير ÙÙŠ كلامه إلى أهل بيته (عليهم السلام) ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ يصÙهم بأداة النجاة من الغرق، والتي تشبه إلى ØØ¯Ù‘ بعيد Ù…Ùهوم الخلاص من الهلاك، والذي يمكن أن ÙŠØÙ…Ù„ على أن النور هو الخلاص، والظلمة هي الهلاك، Ùكي٠يستدل على هذا النور؟ بالدرجة الأولى ينبغي أن تنقطع نهاية هذا الأمر إلى الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ Ùهو الذي ÙŠØÙŠÙ„Ù‡ إليه، يقول Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: (اللَّه٠وَلÙىّ٠الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ ÙŠÙØ®Ù’Ø±ÙØ¬ÙÙ‡ÙÙ… Ù…Ùّنَ الظّÙـلÙمَـت٠إÙÙ„ÙŽÙ‰ النّÙورÙ)(1)ØŒ لكن هذا الإخراج كما Ù„Ø§ØØ¸Ù†Ø§ مشروط ÙˆÙÙ‚ القانون الإلهي بالإيمان والإيمان، كما بيناه ÙÙŠ Ø¨ØØ« Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø© لا يأتي من غير دين، وإذا كنا قد بلغنا ÙÙŠ متابعتنا لمسيرة Ø§Ù„Ù†ÙØ³ الإنسانية وما تØÙ…له من قابليات، وتبيّن لدينا أنّ الإنسان بطبعه منصّت إلى نداء داخلي يتعلق به من قبيل الاعتقاد، وسقنا على ذلك شواهده العلمية، نصل بعد ذلك إلى ØØªÙ…ية أوردها الإمام علي (عليه السلام) ÙÙŠ كلماته، Ø§Ù„Ù…ÙØªØ§Ø الذي ÙŠÙØªØ Ù‚ÙÙ„ هذا الأمر، وهو كلامه الآتي يقول: "أول الدين Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡ Ù€ أي الله Ù€ "(2). ÙˆØ§Ù„Ù„Ø§ÙØª يقيناً أن هذا القول لا ÙŠÙ†ØØµØ± بالإسلام، وإن كان لا يرى Ùوق أو غير الإسلام ديناً، إنّما هذا ÙŠÙ„ÙØª إلى الأديان كلّها باعتباره ÙŠØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ø§Ù„Ø£ÙˆÙ„ÙŠØ§Øª التي تبنى عليها Ùيما بعد النتائج، وهو يسلسل هذه النتائج معتمداً هذه النقطة الأولية ____________ 1- البقرة: 257. 2- أنظر نهج البلاغة: الخطبة 1. على أنّها Ù…ÙØªØ§Ø البداية (أوّل الدين Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الله)ØŒ والذي يقودنا إلى هذا، هو أن الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ خلق الخلائق وهداها إلى نوره، Ùمنذ البدء ثمّة هذه
الأولية، منذ تكوين الناس وإعمارهم للØÙŠØ§Ø©ØŒ وهو الذي ÙØ·Ø±Øª عليه الإنسانية، وهنا نملك أن نقول: إنّ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© بالضرورة توصل إلى الإيمان. وهذا إيمان الذي تشكّل من جرائها ترتبت عليه درجات الكمال التي يشير إليها (عليه السلام) ÙÙŠ متابعة كلامه، بقوله: "وكمال Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡ التصديق به"ØŒ يقول "الطباطبائي" ÙÙŠ معرض شرØÙ‡ لهذه الجملة: "والتصديق هذا هو الذي يوجب خضوع الإنسان له ÙÙŠ عبوديته، وبهذا التصديق يرسخ الاعتقاد ويثبت، لذلك كان هذا التصديق كمال Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©"(1)ØŒ عند هذا المقام سو٠تنطبق الآية الكريمة على أنّ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ يتولّى إخراج الذين آمنوا من الظلمات إلى النور، ولكن هذا لا يكون قبل الخضوع للعبودية Ø¨ØØ³Ø¨ الطباطبائي. القسم الثاني: الطريق إلى علي القرآن والنبي
والذي يجعل أمر الهداة منقطعاً إلى الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ØŒ Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى ما أوردناه جميعاً، هو بالمقام الأول ما ØØ¯Ù‘Ø« به رسول الله وأمر به، والذي لا تنبغي المواربة Ùيه أو Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙƒÙ…ة، هو أن كلامه صÙÙˆ التنزيل، أي أن كل تقرير أو أمر أمر النبي(صلى الله عليه وآله)الناس أن يأخذوه عنه هو ÙØ±Ø¶ مثلما باقي العبادات، وعلّة هذا قول الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: (ÙˆÙŽ Ù…ÙŽØ¢ ءَاتَاكÙم٠الرَّسÙول٠ÙÙŽØ®ÙØ°Ùوه٠وَ مَا نَهَاكÙمْ عَنْه٠ÙَانتَهÙواْ)(2)ØŒ Ùلا جدال ÙÙŠ أنّ مصدر أوامر وتعليمات الرسول(صلى الله عليه وآله) هي من عند الله، والقرآن الكريم مليء بتوكيد ____________ 1- علي والÙÙ„Ø³ÙØ© الإلهية: 44. 2- Ø§Ù„ØØ´Ø±: 7. هذا ولا ØØ§Ø¬Ø© بنا لأن نسرد الكلمات الإلهية التي ØªØ±ÙØ¹ شأن رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وتجعل من كلماته ÙˆØÙŠØ§Ù‹ يوØÙ‰ØŒ ØØªÙ‰ Ù†ØØªØ§Ø¬ إلى
تثبيت أن كلامه هو Ù…ØØ¶ نور، وأن Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØªÙ‡ هي ليست Ùقط معصية، وإنما إبطال للأعمال أيضاً إن كان هذا المخال٠ينظر إلى Ù†ÙØ³Ù‡ على أنه ممن يتقربون إلى الله بعمل أو عبادة، وعلة هذا قول الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ (Ø£ÙŽØ·ÙيعÙواْ اللَّهَ ÙˆÙŽ Ø£ÙŽØ·ÙيعÙواْ الرَّسÙولَ ÙˆÙŽ لاَ ØªÙØ¨Ù’Ø·ÙـلÙواْ أَعْمَــلَكÙمْ )(1). ÙÙŠ الربط الناجز بين طاعة الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ØŒ وبين طاعة رسوله عليه وعلى آله أطيب الصلوات، يمكن للمتأمل أن يلتقي مع عليّ ابتداءً قبل أن ينطلق إلى Ø§Ù„ØªÙØµÙŠÙ„ات، وعند هذا الالتقاء سو٠يجري النظر إلى متابعة Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© إليه، بعد أن يغادر النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله)إلى دار مقرّه، ÙˆÙيه (عليه السلام) سو٠يعر٠متابعة طريق الله ممّا وراءه، أولئك الهداة الذين سو٠يجسّدون نور الله من بعد Ù…ØÙ…د(صلى الله عليه وآله) وعليّ (عليه السلام) ØŒ لأنّ الطريق إلى الله بعد ذلك سو٠لن تكون ÙÙŠ مأمن بالنسبة للسالك عندما يولي وجهه قبلة سواها، أي سوى التي قال رسول الله Ùيها أنّها سÙينة النجاة من ركبها نجى ومن تركها غرق(2). وقد ÙØ±ØºÙ†Ø§ من أن النور والظلمة هما عنوانا البصيرة والعماء، ووقÙنا على أن الإنسان غير الداخل ÙÙŠ نور الله مارق عن راية ØÙ‚ه، وأن لهذه الراية ØÙ…لة، وأنّ هؤلاء الØÙ…لة هم Ø£ÙØ±Ø¹ شجرة النبوة، ÙˆÙ…ØµØ§Ø¨ÙŠØ Ù‡Ø°Ø§ النور، أئمة الناس وملاذهم ومنجاهم من أي سوء، وإذا بÙنيت مقاييس دخول الجنة وقبول الطاعة عند الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ على طاعته وطاعة رسوله، ÙØ¥Ù† كل Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© إيلاج ÙÙŠ الظلمة، Ù…ÙØ§Ø¯ قوله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: (ÙˆÙŽ Ù…ÙŽÙ† يَعْص٠اللَّهَ ÙˆÙŽ رَسÙولَهÙÙˆ Ùَقَدْ ضَلَّ ضَلَـلاً Ù…Ù‘ÙØ¨Ùيناً )(3). ____________
1- Ù…ØÙ…د: 33. 2- أنظر مستدرك Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…: 3 / 361 (4778)ØŒ المعجم الأوسط للطبراني: 4 / 10 (5536)ØŒ وغيرها. 3- Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨: 36. ÙØ¥Ø°Ø§ لجأنا إلى أوامر الله ÙÙŠ طاعة نبيه الهادي الأعظم للبشرية جمعاء، ثم نظرنا إلى وصايا رسول الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ ÙÙŠ أئمة الهدى من ورائه،
نكون قد وضعنا نصب أعيننا هنا السؤال التالي: ما معنى (ÙˆÙŽ Ù…ÙŽØ¢ ءَاتَـاكÙم٠الرَّسÙولÙ)(1)ØŸ وقبل الإجابة نقول: إنّ شرط الطاعة العمل، أي لا يكÙÙŠ أن يقر المرء بقلبه بأنه مواÙÙ‚ لما يقوله هاديه، نبيّه وإمامه، وإنّما ينبغي تأدية العمل بهذه Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©ØŒ ÙØ§Ù„علم بالشيء بغير القيام به، يبقى ÙÙŠ ØÙŠØ² القصور ولا يكون له مجال تصديق ما لم يبادر إلى العمل به. وعدم طاعة الله ورسوله نتيجتها Ø¨ØØ³Ø¨ القوانين القرآنية، هي ما ÙŠÙ†ØØµØ± ÙÙŠ كلامه عزّ وجلّ ÙÙŠ هذه الآية: (ÙˆÙŽ Ù…ÙŽÙ† يَعْص٠اللَّهَ ÙˆÙŽ رَسÙولَهÙÙˆ Ùَقَدْ ضَلَّ ضَلَـلاً Ù…Ù‘ÙØ¨Ùيناً)(2)ØŒ يوازيها القبول والطاعة والعمل Ø¨ØØ³Ø¨ هذا القانون القرآني إثر قوله جلّ جلاله: (ÙˆÙŽ Ù…ÙŽÙ† ÙŠÙØ·Ùع٠اللَّهَ ÙˆÙŽ رَسÙولَهÙÙˆ Ùَقَدْ Ùَازَ Ùَوْزًا عَظÙيماً )(3). ÙØ§Ù„له Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ الذي اختار أنبياءه ورسله، اختار أئمة الناس إليه معهم ÙˆÙÙŠ آثارهم، وكل٠كل نبيّ ورسول أبلغ عن رسالته أنه يشير إلى الذين يمثلون امتداد هذه الرسالة، وليس من سبيل إلى ذلك بغير تولية Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ هذا الأمر. ÙØ§Ù„معرو٠أن الناس تصارع على الÙوز بالذي تراه يقدم لها Ø§Ù„Ù†ÙØ¹ الآني والمستقبلي ويرغبون بالمناصب والشهرة، وقد زينت الدنيا لهم ببهارجها ÙˆÙ…ÙØ§ØªÙ†Ù‡Ø§ وقد عسر على الإنسان الانصياع للسوي، ما لم يقم عليه Ø§Ù„ØØ¬Ø© التي تجعله يصدع لهذا الانصياع. ولا نقصد بالانصياع هنا، هو التسليم دونما رغبة أو إرادة، لكن المعرو٠أن شؤون العقائد، هي شؤون ÙÙŠ غاية التعقيد، وإن استبدال عقيدة بغيرها بالنسبة لبني البشر Ù€ خاصة Ùيما يميل باتجاه الدين Ù€ مسألة ÙŠØ³ÙØ من أجلها المزيد من الدماء قبل أن ____________ 1- Ø§Ù„ØØ´Ø±: 7. 2- Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨: 36. 3- Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨: 71. تنتصب على أقدامها، لذلك كان الله اللطي٠بعباده Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ØŒ قد ترك الناس على ÙØ·Ø±Ø© تسوقهم إلى الهداية، رغم صراعهم الذي لا يهدأ معها،
إلا أنّ العديد من آياته عزّ وجلّ تشير إلى أنّ الرسل والدعاة المجتبين لهم ÙˆØ¸ÙŠÙØ© التذكير والتبشير وإنذار الناس بعدهم، أي بعد أن يستيقظ Ùيهم Ù…Ù„Ù…Ø Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØ¬Ø§Ø¨Ø© للنداء الداخلي Ø§Ù„ÙØ·Ø±ÙŠ Ø§Ù„Ø°ÙŠ يكش٠لهم ØØ¬Ø¨ الظلمات، ويريهم مثالهم ورجاءهم، لا ينبغي لهم أن يغÙلوا بعد ذلك عنه، Ùهم إن غÙلوا بعد ذلك، ÙØ§Ù„وعيد والإنذار موجود Ø¨ÙˆÙØ±Ø© ÙÙŠ القرآن الكريم. وعن التذكير الذي تلهج به آيات الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ØŒ يطيب لنا ذكر Ù†ÙØØ© هنا، تكون ÙÙŠ مقام Ø§Ù„Ø§Ø¹ØªØ±Ø§Ù Ø¨ÙØ¶Ù„Ù‡ Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ على الأمم، وبالشكر له لما ØªÙØ¶Ù„ بإرسال رØÙ…ته التي وسعت كل شي ببعث Ù…ØÙ…د(صلى الله عليه وآله): (ÙˆÙŽ Ù…ÙŽØ¢ أَرْسَلْنَـكَ Ø¥Ùلاَّ رَØÙ’مَةً Ù„ÙّلْعَــلَمÙينَ )(1). القسم الثالث: الطريق إلى علي بعلي
ÙÙŠ القسمين الذين Ø£Ùنجزا Ø¨ØØ«Ù†Ø§ عن Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡ (عليه السلام) من خلال الاستنتاج والاستدلال، ومن خلال كلام الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وكلام رسوله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وصلنا إلى أنّ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ قد أجرى ÙÙŠ الناس سنته، وليس Ù„Ø£ØØ¯ أن ينازع الله سنته، وقضاء رسوله قضاءهما، Ùما لمؤمن أو مؤمنة أن يختار. وبذلك تبيّن لنا أن الرعاية الإلهية قد ØÙت أمّة Ù…ØÙ…د(صلى الله عليه وآله) بإعلان إمامة عليّ (عليه السلام) ÙÙŠ الناس، استمرار لهدى الله وإبقاء لنوره، وأن من عمل على Ø¥Ø·ÙØ§Ø¡ هذا النور خبا وذهب ÙÙŠ مترديات الظلمة، ومن Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ صدره لهداه، أخذ بناصية ____________ 1- الأنبياء: 107. ÙØ¤Ø¯Ø§Ù‡ØŒ وساقه من ØÙŠØ« يستقر الإيمان ÙÙŠ قلبه، ويرد على ØØ¨ÙŠØ¨Ù‡ المصطÙÙ‰ يوم لا ÙŠÙ†ÙØ¹ مال ولا بنون وقلبه مشتعل رغبة ÙˆØØ¨Ù‘اً وأمان، Ùهو على
ØÙˆØ¶ المختار، يسقى مياه أهل الجنة، ويتراقص ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ النور Ùيجلب الخير لها، Ùقد Ø§Ù†ÙƒØ´ÙØª أساريره عن هدي Ù…ØÙ…د باعتناق الإسلام، وذاب قلبه ولعاً بالله ورسوله(صلى الله عليه وآله)ØŒ ÙØ¢Ø«Ø± ولاية عليّ على خلائق الله ÙÙŠ الأرض، Ùكانت Ø±Ø§ØØ© عليّ (عليه السلام) ÙÙŠ ذاك المقام هي التي ØªÙØµÙ„ ما بينه وبين نار جهنم التي أعدّها الله للظالمي Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù…. ونØÙ† هنا سو٠نقصد الطريق Ù†ØÙˆÙ‡ (عليه السلام) ØŒ من خلال كلماته التي أرسلها منذ ذاك العهد ÙÙŠ الناس، وما تزال تسري ÙÙŠ دياجي الظلمات تكشÙها، وتضي جنبات الكون، لكن الذي لم يمكنه الله بعد من إدراكها لم ينل ØØ¸Ù‡ من العيش معه بعد، ونسأله جلّ جلاله، أن يقضي لجيمع أمّة Ù…ØÙ…د(صلى الله عليه وآله) وللبشرية أن ØªÙ†ÙØªØ عيونها على هديه، وتستلهم خلاصها منه، ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "لا ÙŠÙØ¯Ø®Ù„ها ÙÙŠ باطل، ولا ÙŠÙØ®Ø±Ø¬Ù‡Ø§ من ØÙ‚"ØŒ بل أنّه ÙØ§ØªØ Ø¢ÙØ§Ù‚ Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ³ على كوامنها، ÙˆØ±Ø§ÙØ¹ نور الله Ùوق كلّ ظلمة بمنّ منه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ØŒ لا بسواه. والذي يدعو إلى التأني والتأمل ÙÙŠ استعراض كلامه، ليس البلاغة التي يتمتع بها كما يتصور البعض، Ùما كان ليدركه النقص (عليه السلام) ØŒ ÙˆØØªÙ‰ ÙŠØ¨ØØ« عن الكمال، ÙØ§Ù„بلاغة ليست ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© أو Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى إمامته، بل إنها من مقتضياتها، بذلك Ù†ØÙ† وإن راعنا جمال أسلوبه، وأخذ بلباب Ø£ÙØ¦Ø¯ØªÙ†Ø§ ØØ³Ù† تناوله Ù„Ù„Ù…ÙØ±Ø¯Ø§ØªØŒ لكن هذه ليس بذاته الهد٠من الاستدلال عليه بكلماته، وإنّما الهد٠Ùوق ذلك، إنه استلهام نوره من أجل Ø¥Ø²Ø§ØØ© ظلمات عَلَتْ Ø§Ù„Ø£ÙØ¦Ø¯Ø©ØŒ وكذلك استدراك طريق تراكمت Ùوقه غبار Ø§Ù„ØªØ²ÙŠÙŠÙ ÙˆØ§Ù„ØªØØ±ÙŠØ¶ØŒ وانتضاء ØÙ‚ يشعل مصباØÙ‡ Ø¥Ù„ØªÙØ§ØªÙ‡. بهذا Ù†ØÙ† نق٠قليلاً مع ما يذكره عن أهل البيت الذين يدور معهم ÙÙŠ Ùلك Ù…ØÙ…د(صلى الله عليه وآله)وينسج معهم على منواله، Ùيأخذ منهم ويعطيهم، ويتبادل معهم سرائر الكون، ويكش٠للناس خبايا مستقرهم ومستودعهم، وطرائق عيشهم وسعادة أوقاتهم، مثلما يزجرهم ويردعهم عندما ينظر Ùيراهم على غير الجادة، لعمري ÙƒØ¯ÙØ¹ الوالد ولده على اتيان ØÙŠØ§Ø¶ اللذة غير Ø§Ù„Ù†Ø§ÙØ¹Ø©ØŒ وعدله إلى طرقات الÙوز والخلود. كي٠ينظر علي (عليه السلام) إلى Ù†ÙØ³Ù‡:
ونبدأ القسم الأوّل بالكيÙية الذي ينظر Ùيها عليّ (عليه السلام) إلى Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ وكي٠ينقل لنا وسائل التعر٠عليه، والتماس هداه. وسنلج ÙÙŠ كلماته التي ØÙ…لتها إلينا Ø§Ù„Ø£Ø³ÙØ§Ø± عبر التاريخ، ومنها Ø³ÙˆÙ Ù†Ù„ØØ¸ مشهد الØÙ‚ ونعاينه، ونطرق باب النور، ÙÙŠÙ†ÙØ±Ø¬ ما بين قلوبنا وبينه ما يجعلنا تطمئن بذكر الله، وتخشع رغبة ÙÙŠ ØÙ†ÙˆÙ‡. ننظر هنا إلى كلماته يخاطب Ùيها الناس، وهو قائم مقام رسول الله(صلى الله عليه وآله)يعلمهم ويعظهم ويميل إليهم بارتياد ثوب النجاة من Ø§Ù„ÙØªÙ†ØŒ ولا يترك Ù…Ø·Ø±ØØ§Ù‹ إلاّ وشغله Ø¨Ø¥Ù„ÙØ§ØªÙ‡Ù… إلى نور الله يقول: "والله ما أسمعكم الرسول شيئاً إلاّ وها أنا ذا اليوم مسمعكموه... ولا شقت لهم الأبصار، ولا جعلت لهم Ø§Ù„Ø£ÙØ¦Ø¯Ø© ÙÙŠ ذلك الأوان، وقد أعطيتم مثلها ÙÙŠ هذا الزمان"(1). لن ÙŠØØªØ§Ø¬ المتأمل ÙÙŠ هذه الكلمات إلى مزيد تدبّر، كي تنكش٠عليه ØÙ‚يقة ما يؤديه ÙØ¹Ù„يّ الذي ما أقسم بالله إلاّ صادقاً، يقول للناس: إنّ Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ÙØ© التي ØªÙØµÙ„كم عن آبائكم الذين كانوا عندما بعث الله نبيّه(صلى الله عليه وآله) يغرقون ÙÙŠ متاهات الضلال، ليست Ø¨Ù…Ø³Ø§ÙØ© بعيدة، "ما أنتم اليوم من يوم كنتم ÙÙŠ أصلابهم ببعيد"(2)ØŒ وأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)قام Ùيهم، ÙØ£Ø²Ø§Ø عنهم ظلمة الضلال، وأضاء قلوبهم بنور ربّه ____________ 1- نهج البلاغة: خطبة 88. 2- المصدر Ù†ÙØ³Ù‡. وكلماته، وإنني الآن أقوم Ùيكم ذات المقام، وأودي رسالته، اسمعكم ما أسمع النبيّ آباءكم، وأكش٠عن بصائركم.
والذي يجرؤ على قول كهذا، لا يكن أن يكون مدّعياً، وهو على رأس أمم من ØµØØ§Ø¨Ø© نبيّ الله(صلى الله عليه وآله)! كذلك لا يكون المدّعي أن ÙŠÙ†ÙØ±Ø¯ بإتيان الناس مذكّراً ما كان عليه آباؤهم من جاهلية، ÙˆÙ…Ù†ÙØ±Ø§Ù‹ إلى الله ورسوله بمثل ما نقرأ عن عليّ. لكن الإمام هنا، يؤكّد الإشارة إلى أنّه ØØ§Ù…Ù„ راية الØÙ‚ØŒ التي تتوارثها الأنبياء والرسل وعند غيابهم تكون ÙÙŠ يد الأئمة الهداة، وعليّ (عليه السلام) يعر٠دائماً بأنّ آل Ù…ØÙ…د ÙÙŠ زمن الإسلام هم ØÙ…لة هذه الراية، يقول: "لا يقاس بآل Ù…ØÙ…د (عليهم السلام) من هذه الأمة Ø£ØØ¯ØŒ ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً، هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم ÙŠÙيء الغالي، وبهم يلØÙ‚ التالي، ولهم خصائص ØÙ‚ الولاية، ÙˆÙيهم الوصية والوراثة"(1). دعونا ننظر هنا ÙÙŠ الكيÙية التي يعرّ٠Ùيها عليّ (عليه السلام) بآل Ù…ØÙ…د، وبالطبع هو قطبهم، إنه يشير إلى إمامتهم للناس، ليس ØªÙ„Ù…ÙŠØØ§Ù‹ØŒ بل مثلما قال Ùيهم رسول الله ØªØµØ±ÙŠØØ§Ù‹ "لا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه"ØŒ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ ÙŠØªÙØ¶Ù‘Ù„ على الناس بأنه أنعم عليهم بمØÙ…د(صلى الله عليه وآله)ØŒ ويجري ÙØ¶Ù„Ù‡ ÙÙŠ آل رسول الله، أن الذي ÙŠØªØØ¯Ù‘Ø« هو الإمام ÙƒØ§Ø´ÙØ§Ù‹ عن القلوب أغطيتها، يرسل كلامه ÙÙŠ الناس، منذ ØªØØ¯Ø« إلى يوم يبعثون وقد ØÙظ الله كلامه هنا للناس، على الرغم من أنّ الأزمنة تدور على الدول، ولما لم تكن للإمام دولة، بل كانت Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‡Ø¯Ø§ÙŠØ©ØŒ Ùقد Ø§Ù†Ø²Ø§ØØª الدول وبقي نور الله يسري ÙÙŠ Ùلوات الأزمنة. وهنا مكمن Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ØŒ بين الإمامة وأصنا٠الزعامات التي ØªØØ¯Ù‘ثت عنها ÙÙŠ أماكن Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© ÙÙŠ Ø£Ù†ØØ§Ø¡ هذا الكتاب. ____________
1- المصدر Ù†ÙØ³Ù‡: خطبة 2. والذي يجاهر بإمامته للناس ÙˆÙÙ‚ هذا المÙهوم، ليس Ø£ØØ¯ غير Ù…ØÙ…ول عليه تخليصهم من ÙØªÙ† الدنيا، بل على كاهله ØÙ…Ù„ هذا، لأنّه هو المعبّر
عياناً عن ØÙ‚يقته. ÙÙÙŠ سياق تناوله Ù„Ù„ØªØ¹Ø±ÙŠÙ Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ ونعتقد هنا أنه لا يقول هذا إمام جاهل به، إنما ÙŠØªØØ¯Ù‘Ø« لما كان Ù„Ù„ØØ¯ÙŠØ« موجب، وهذا الموجب هو لكل من يأتي من بعد هؤلاء القوم الذين لا يجهلونه، إنما تقودهم عنه أمور الدنيا التي تØÙˆÙ„ بين المرء وربّه. Ùلا يظن Ø£ØØ¯ أن عليّ (عليه السلام) ÙŠØªØØ¯Ù‘Ø« ÙÙŠ تينك الأزمنة، كي تق٠الناس على ما هو، وإنّما ÙŠØªØØ¯Ù‘Ø« كي تسير ÙÙŠ الناس ØÙ‚يقته، التي يريد أهل الضلال Ø§Ø·ÙØ§Ø¡ نور الله بأÙواههم، إذ عملوا على Ø§Ø®ÙØ§Ø¦Ù‡Ø§ØŒ لكن الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ يأبى إلاّ أن يتم نوره، Ùينطق أثر ذلك (عليه السلام) ØŒ Ø¯Ø§ÙØ¹Ø§Ù‹ الشبهات مقيماً للØÙ‚ØŒ يقول: "ÙØ§Ø³Ø£Ù„وني قبل أن تÙقدوني، Ùوالذي Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¨ÙŠØ¯Ù‡ لا تسألوني عن شيء Ùيما بينكم وبين الساعة، ولا عن ÙØ¦Ø© تهدي مائة وتضل مائة إلاّ أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها، ومناخ ركابها، ÙˆÙ…ØØ· Ø±ØØ§Ù„ها، ومن يقتل من أهلها قتلا، ومن يموت منهم موتاً، ولو قد Ùقدتموني ونزلت بكم كرائه الأÙمور، ÙˆØÙˆØ§Ø²Ø¨ الخطوب"(1). إن الذي يدعو الإنسان إلى التÙكّر ÙÙŠ كلام الإمام، ليس Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن Ø£ØÙ‚يته Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© مثلما يظن، أو عند انزاله الزعيم ÙÙŠ الناس، لكن الأمر Ù…Ø®ØªÙ„ÙØŒ ÙØ§Ù„ذي أنجزه Ù…ØÙ…د(صلى الله عليه وآله) من تركيز وترسيخ لمجمل رسالات الله، واجتماع الأديان كلها دائرة الدين الإسلامي، وإقامة البيّنة التي ختم الله Ùيها جميع الأديان، لهي التي ØªÙ„ÙØª نظر الإنسان إلى الذي ÙŠØ¨ÙˆØ Ø¨Ù‡ عليّ (عليه السلام) . ____________
1- المصدر Ù†ÙØ³Ù‡: خطبة 92. Ùهو العار٠بكل شيء "علمني رسول الله أل٠باب من العلم، ÙŠÙØªØ لي من كل باب أل٠باب"(1) وهو الذي Ø¹Ø±Ù Ø®ÙØ§ÙŠØ§ الكرامات التي استودعها الله أهلها، Ùهو من رسول الله "كالصّنو من الصّنو، والذراع من العضد"(2). الطريق إلى عليّ (عليه السلام) الطريق إلى الله عزّوجلّ:
إذا كان Ùناء عليّ (عليه السلام) Ø¨ØØ¨Ù‘ Ù…ØÙ…د(صلى الله عليه وآله) بلغ منه كل هذا المبلغ، ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠØ°Ø±Ù Ù†ÙØ³Ù‡ على صغيراً ÙˆÙŠØØ§Ù…ÙŠ عنه ÙŠØ§ÙØ¹Ø§Ù‹ØŒ ويقاسمه شؤون الدين، ويذب عن ØÙŠØ§Ø¶Ù‡ ÙÙŠ كل قائمة وقاعدة، ÙˆÙŠØ³ÙˆØ ÙÙŠ كل مصر لنصرته، Ùكي٠بربّ Ù…ØÙ…د(صلى الله عليه وآله) وربّ جميع الوجود. من استرشد الطريق إلى عليّ (عليه السلام) ØŒ ودخل مدينة علم رسول الله(صلى الله عليه وآله) من بابها، صار إلى Ùناء الرØÙ…Ø© المØÙ…دية، ØØªÙ‰ بلغ مرتبة من كش٠عنه Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¨ØŒ لكن هذا لا يكون إلاّ ببصيرة راضها ØØ¨Ù‘ الله. ربما كانت هذه الكلمات هنا أقرب إلى التذلل منها إلى Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¨ØØ«ØŒ ولو أن Ø§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ مقدس هو ÙÙŠ هذا المقام، لا يجد له مناصاً من بلوغ عتبة التواضع التي هي Ø´Ø±ÙØ© كسب Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©. كتب على مرّ التاريخ المئات من العلماء والÙÙ„Ø§Ø³ÙØ© ØÙˆÙ„ بداية الوجود وأصله، وذهبت الأمم ÙÙŠ هذا مذاهب شتى، منها من قارب الØÙ‚يقة، ومنها من زاغ بصره، ومنها من وق٠ÙÙŠ المنطقة الوسطى. وثمة من لم يرّ مبرراً Ù„Ù„ØªØØ±Ùƒ Ù†ØÙˆ أشياء لا تدرك، لكن العمق Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ Ø§Ù„Ø¥Ù†Ø³Ø§Ù†ÙŠ هو ÙÙŠ ØªØ¹Ø±ÙŠÙØ§Øª الكتاب هنا يساوي "Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø©"ØŒ ÙØ§Ù„ÙØ·Ø±Ø© التي ÙŠØªØØ±Ùƒ Ùيها شعور Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن القوة التي تدير شؤون الØÙŠØ§Ø©ØŒ ما زالت مستمرة Ø¨Ø§Ù„Ø¯ÙØ¹ الذي هو ____________ 1- أنظر دلائل الإمامة لابن جرير الطبري: 235ØŒ Ø§Ù„Ø¨ØØ§Ø± للمجلسي: 30 / 672. 2- نهج البلاغة: كتاب 45. من خاصيات Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ©ØŒ Ùهي ليست ساكنة ÙÙŠ طبيعتها، ولم تستكن إلى اليوم.
ÙˆÙÙŠ تناول هذه الظاهرة، يمكننا النظر إلى مجمل ما قاله الإمام عليّ (عليه السلام) ÙÙŠ نهج البلاغة وسواه من الكتب التي نقلت ارشاداته للناس، والتي تدخل ÙÙŠ معظم نواØÙŠÙ‡Ø§ ÙÙŠ عوالم ÙÙ„Ø³ÙØ© Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©ØŒ Ùيضع على الأساس Ù„Ù„Ø¨ØØ« ضمن منطقة القدرة البشرية، ÙˆÙŠØØ²Ù… ØÙ‚ائب الذين يتناولون أو ÙŠØØ§ÙˆÙ„ون تناول ذات الله بالدرس والتأمل، ويشرع لهم طريق Ø§Ù„Ø§Ø±ØªØØ§Ù„. وهذه المدرسة بالذات هي مدرسة رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وقد شقّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بامداده الناس بمثل هذه المعار٠الطريق الذي رسمت Ùيما بعده المدارس الكلامية مناهجها، وإن لم تكن ÙÙŠ المجمل قد بلغت رغبته ÙÙŠ تناقل العلم بين الناس، لكنها أثرت ÙÙŠ تراث الإنسانية مخزوناً عظيماً من الكتب والبØÙˆØ« العقائدية والÙلسÙية. وقد يعلم من Ø§Ù†ÙƒØ´ÙØª له ØÙ‚يقة إمامه أنّه قال: "لا يزيدني كثرة الناس ØÙˆÙ„ÙŠ عزّة، ولا ØªÙØ±Ù‘قهم عني ÙˆØØ´Ø©"(1)ØŒ Ùهو البالغ مبلغ اليقين من ربه، والسلامة من أداء أمانته، ويذهب مطمئناً إلى باريه. ونختم هذا بوصيته (عليه السلام) التي منها: "واعلم Ù€ يا بني Ù€ أنك إنما خلقت للآخرة لا للدنيا، وللÙناء لا للبقاء، وللموت لا للØÙŠØ§Ø©ØŒ وأنّك ÙÙŠ منزل Ù‚Ùلعة، ودار بلغة، وطريق إلى الآخرة... وإياك أن تغتر بماترى من أخلاد أهل الدنيا إليها، وتكالبهم عليها، Ùقد نبأك الله عنها... ÙØ¥Ù†Ù‘ما أهلها كلاب عاوية، وسباع ضارية، يهرّ بعضها بعضاً، يأكل عزيزها ذليلها... سلكت بهم الدنيا طريق العمى، وأخذت بأبصارهم عن منار الهدى"(2). ____________
1- نهج البلاغة: كتاب 36. 2- نهج البلاغة: كتاب 31.
|