سعيد زكريا علي
القسم: ØÙŠØ§Ø© المستبصرين | 2009/08/16 - 11:33 PM | المشاهدات: 4470
سعيد زكريا علي ( غانا ـ مالكي )
ولد عام 1969Ù… بمدينة " تامالي " ÙÙŠ غانا(1)ØŒ تلقى الدروس الأكاديمية ØØªÙ‰ نال شهادة البكالوريوس ÙÙŠ اللغة الإنجليزية. أمضى شطراً من ØÙŠØ§ØªÙ‡ متمسكاً بالمذهب المالكي تبعاً لنهج آبائه ومما شاةً مع البيئة التي كانت تØÙŠØ·Ù‡ØŒ وكان مبلّغاً لمذهبه عبر إلقاء Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø¶Ø±Ø§Øª ÙÙŠ المساجد والمراكز الإسلامية العامة. ØªÙØªÙ‘ØØª رؤيته وبصيرته ÙØ§Ø³ØªØ¨ØµØ± واعتنق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1993Ù… بمدينة " جينجا " ÙÙŠ أوغندا، عن طريق Ø§Ù„Ø¨ØØ« والمطالعة والاطلاع على Ø¢ÙØ§Ù‚ Ø±ØØ¨Ø© من العلوم والمعار٠الدينية. Ø§Ù„ØªØØ±Ù‘ر من التعصب والجمود الÙكري:
يقول الأخ سعيد: " كنت كثير Ø§Ù„Ø³ÙØ± ØÙŠØ« Ø³Ø§ÙØ±Øª إلى معظم البلدان ____________ 1- غانا: تقع ÙÙŠ غرب Ø§ÙØ±ÙŠÙ‚يا وتطل على المØÙŠØ· الأطلسي، تØÙŠØ· بها توغو وبوركينا ÙØ§Ø³Ùˆ وساØÙ„ العاج، يبلغ عدد سكانها قرابة (22) مليون نسمة، يشكل المسلمون النسبة الأكبر ÙÙŠ التعداد ØÙŠØ« تبلغ 40%ØŒ والمسيØÙŠØ© 22%ØŒ أمّا الباقي Ùمن الديانات الأخرى، أمّا الشيعة ÙØ¹Ø¯Ø¯Ù‡Ù… يبلغ قرابة المليون شخص. Ø§Ù„Ø§ÙØ±ÙŠÙ‚ية وغيرها من البلدان، ÙØªÙØªÙ‘ØØª رؤيتي خلال هذه Ø§Ù„Ø£Ø³ÙØ§Ø± ÙˆØ£ØµØ¨ØØª لاأذعن بÙكرة أو عقيدة إلاّ بعد الاقتناع بها عبر التتبع ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ«
والاستقصاء ". وبذلك تمكن الأخ سعيد خلال لقاءاته المتعددة Ø¨Ø£ØµØØ§Ø¨ الرؤى والأÙكار Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© أن ينتزع من Ù†ÙØ³Ù‡ ØØ§Ù„Ø© التعصب والتقوقع والجمود الÙكري، ÙØ£ØµØ¨Ø ينظر إلى واقع الأمور Ù…ØªØØ±Ù‘راً من أسر Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… والرؤى التي كانت Ù…ÙØ±ÙˆØ¶Ø© عليه من البيئة. Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن أساس الخلا٠بين السنة والشيعة:
يقول الأخ سعيد: " كانت من جملة لقاءاتي بالشخصيات العلمية التي أجريت معهم ØÙˆØ§Ø±Ø§Øª متعددة ØÙˆÙ„ العقيدة أن التقيت Ø¨Ø£ØØ¯ علماء الشيعة ÙÙŠ دولة "غانا" ÙØ·Ù„بت منه أن يبيّن لي ØÙ‚يقة الاختلا٠القائم بينهم وبين أبناء العامة. ÙØ°ÙƒØ± لي أنّ أساس الاختلا٠يعود إلى Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« التي وقعت ØÙˆÙ„ Ø®Ù„Ø§ÙØ© الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)بعد رØÙ„ته ". موق٠الرسول من مستقبل الØÙƒÙ… الإسلامي:
إنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يدرك Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ ØØ¬Ù… الأخطار التي تهدد مستقبل الإسلام، وعلم أنّ أمته ستختل٠من بعده، وذلك لأنّ Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¨Ù„ÙŠØ© كانت لا تزال مهيمنة على التÙكير الاجتماعي، ÙØ§Ø¬ØªÙ‡Ø¯ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لئلا يترك ذريعة لوقوع الاختلا٠من بعده، ØÙŠØ« اتخذ مواق٠متعدّدة ÙÙŠ هذا المجال ليتم Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© على الناس. وكما هو ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ أهم مسألة لغلق باب الشقاق ÙˆØ§Ù„ØªÙØ±Ù‚Ø© بين أوساط الأمة هو ØªØØ¯ÙŠØ¯ معالم أمر Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© من بعده، ÙÙقد الأمة لإمام ترجع إليه Ù„ØÙ„ ÙˆØØ³Ù… الاختلا٠تكون همل بلا راع، وتنصيب من ليس أهلاً للقيادة يجرّ الأمة إلى السقوط ÙÙŠ مهاوي Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§ÙØŒ وبالتالي تتضعضع كل القيم الإسلامية ÙÙŠ ظل زعامته Ø¨Ø§Ù„Ø§Ù†Ø³ØØ§Ù‚ والزوال. ولهذا لم يق٠النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ازاء هذه المسألة البالغة ÙÙŠ الأهمية موق٠اللامبالاة، بل أولاها اهتماماً بالغاً منذ مراØÙ„ الدعوة الأوّلى كيوم الدار، ÙˆØØªÙ‰ Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø§Øª الأخيرة من عمره، إذ قال: " أئتوني بدواة وكت٠لأكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً "(1). ÙˆØ§Ù„Ù…Ù„ÙØª للنظر هنا أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)قد ذكر عبارة " لن تضلوا " ÙÙŠ مضمون ØØ¯ÙŠØ« الثقلين الذي أمر Ùيه الأمة أن يتمسكوا بالقرآن والعترة!. العهد الإلهي Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©:
إنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قد بيّن ÙÙŠ بدء دعوته أنّ مسألة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© من بعده هي عهد إلهي، ومجالا للرؤى البشرية ÙÙŠ للتدخّل وإبداء الرأي Ùيها، Ùهي مسألة خاضعة للتعبد وإتباع النصّ. ÙØ¹Ù†Ø¯Ù…ا اشترط عليه " Ø¨ÙŠØØ±Ø© بن ÙØ±Ø§Ø³ " Ø£ØØ¯ رجال بني عامر ÙÙŠ بداية الدعوة، بأن يعلن إيمانه وإسلامه مع قبيلته مقابل تعهّد من النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بأن تكون الزعامة ÙÙŠ قبيلته بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ورغم ØØ§Ø¬ØªÙ‡(صلى الله عليه وآله وسلم) الماسة إلى من ينصره ويعينه أنذاك لتثبيت جذور الإسلام لم يستجب لطلبه، وقال له: " الأمر إلى لله يضعه ØÙŠØ« يشاء "(2). ____________
1- أنظر: صØÙŠØ البخاري: 3 / 1111 (2888)ØŒ صØÙŠØ مسلم: 3 / 1259 (1637)ØŒ وقد مرّ سابقاً. 2- أنظر: تاريخ الطبري: 2 / 350ØŒ البداية والنهاية لابن كثير: 3 / 112. ومن هذا وغيره يكتش٠أنّ الإمامة لم تكن إلاّ بإذن من الله ووØÙŠÙ‡ØŒ وهي من الأمور التي لابد للأمة أن تتبع Ùيها النصّ ولا مجال لأمر آخر أن
يكون له دخل ÙÙŠ تقرير مصير الإمامة ÙˆØ§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©. ماجرى بعد ÙˆÙØ§Ø© الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم):
قد جرت الأمور بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على غير ما يرام، ÙØ´Ù‡Ø¯Øª Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© الإسلامية صراعاً Ø¹Ù†ÙŠÙØ§Ù‹ ØÙˆÙ„ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©ØŒ بØÙŠØ« Ø§ØØªØ¯ الخلا٠بين الأنصار والمهاجرين ÙÙŠ Ø³Ù‚ÙŠÙØ© بني ساعدة، ØØªÙ‰ كاد أن ينتهي الأمر إلى Ùوضى نتيجة الأطماع ÙÙŠ هذا الأمر!. وكان كلٌّ يجرّ النار إلى قرصه، ÙØ§ØØªØ¬ المهاجرون بقول رسول(صلى الله عليه وآله وسلم): "الأئمة من قريش " ÙØªØºÙ„بوا بذلك على الأنصار، ØØªÙ‰ قال الإمام عليّ(صلى الله عليه وآله وسلم)عندما بلغه هذا Ø§Ù„Ø§ØØªØ¬Ø§Ø¬ Ùيما بعد: " Ø§ØØªØ¬ÙˆØ§ بالشجرة وأضاعوا الثمرة "(1). وأصدق ما قيل عن ØØ§Ù„ المسلمين آن ذاك، هو وص٠الزهراء(عليها السلام) بنت النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ÙÙŠ الخطبة التي ألقتها أمام المهاجرين والأنصار ÙÙŠ المسجد النبوي بعد ÙˆÙØ§Ø© أبيها، ØÙŠØ« قالت: " Ùلمّا اختار الله لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصÙيائه ظهر Ùيكم ØØ³ÙƒØ© Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚... وأطلع الشيطان رأسه من مغرزة Ù‡Ø§ØªÙØ§Ù‹ بكم، ÙØ£Ù„ÙØ§ÙƒÙ… لدعوته مستجيبين... ثم استنهضكم Ùوجدكم Ø®ÙØ§Ùا... هذا والعهد قريب، والكلم رØÙŠØ¨ØŒ ÙˆØ§Ù„Ø¬Ø±Ø Ù„Ù…Ø§ يندمل، والرسول لما يقبر، ابتداراً زعمتم Ø®ÙˆÙ Ø§Ù„ÙØªÙ†Ø© (أَلا ÙÙÙŠ الْÙÙØªÙ’نَة٠سَقَطÙوا ÙˆÙŽØ¥Ùنَّ جَهَنَّمَ Ù„ÙŽÙ…ÙØÙيطَةٌ Ø¨ÙØ§Ù„ْكاÙÙØ±Ùينَ)(2) "(3). ____________
1- أنظر: نهج البلاغة: خطبة 66ØŒ الإمامة والسياسة لابن قتيبة: 33. 2- التوبة: 49. 3- أنظر: Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯: 16 / 21ØŒ الطرائ٠لابن طاووس: 1 / 379 (378)ØŒ بلاغات النساء لابن طيÙور: 13. وقالت(عليها السلام) أيضاً ÙÙŠ خطابها لنساء المهاجرين مخاطبة رجالهن: " ويØÙ‡Ù… أين Ø²ØØ²ØÙˆÙ‡Ø§ عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوّة
والدلالة، ومهبط Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø£Ù…ÙŠÙ† والطيبين بأمور الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين. وما الذي نقموا من أبي Ø§Ù„ØØ³Ù†! نقموا والله منه نكير سيÙه، وقلة مبالاته Ù„ØØªÙه، وشدّة وطأته، ونكال وقعته، وتنمّره ذات الله. وقالت: واطمئنوا Ù„Ù„ÙØªÙ†Ù‡ جأشاً، وأبشروا بسي٠صارم، وسطوة معتد غاشم، وهرج شامل، واستبداد من الظالمين "(1). السير التاريخي Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©:
ÙÙŠ خضم النزاع على السلطة والØÙƒÙ… بعد ÙˆÙØ§Ø© الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ تمت البيعة لأبي بكر، وهي بيعة يصÙها عمر قائلاً: " لا يغترّن امرءٌ أن يقول أنّما كانت بيعة أبو بكر Ùلته وتمت، ألاّ إنّها كانت كذلك ولكن وقى الله شرها، Ùمن بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين Ùلا يبايع هو ولاالذي بايعه تغرةً أن يقتلا "(2). وعندما دنت المنية من عمر سنّ Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ مبدأ الشورى الذي لم يكن عقيدة ومبدأ لعمر، بل كان سبيلا انتهجه ØÙŠÙ†Ù…ا لم يجد من يعهد إليه!. ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ مع ذكره لمبدأ الشورى Ø£ØµØ¨Ø ÙŠØ¨ØØ« عن رجل يرتضيه Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© Ùيعهد إليه بعيداً عن الشورى!ØŒ ØÙŠØ« قال: " لو كان أبو عبيده ØÙŠÙ‘اً Ù„Ø§Ø³ØªØ®Ù„ÙØªÙ‡ "(3)ØŒ ____________ 1- أنظر: Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯: 16 / 233ØŒ دلائل الإمامة للطبري: 125 (37)ØŒ Ø§Ù„Ø¥ØØªØ¬Ø§Ø¬: 1 / 286 (50)ØŒ بلاغات النساء لابن طيÙور: 20. 2- أنظر: صØÙŠØ البخاري Ù€ كتاب Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ Ù€ باب رجم Ø§Ù„ØØ¨Ù„Ù‰ من الزنا: 6 / 2505ØŒ مسند Ø£ØÙ…د: 1 / 56 (391)ØŒ تاريخ الطبري: 3 / 205. 3- أنظر: الكامل ÙÙŠ التاريخ لابن الأثير: 3 / 65ØŒ تاريخ الطبري: 4 / 227. وقال: "لو كان سالم مولى أبي ØØ°ÙŠÙØ© ØÙŠÙ‘اً Ù„Ø§Ø³ØªØ®Ù„ÙØªÙ‡ "(1)ØŒ وقال ÙÙŠ معاذ بن جبل مثل ذلك(2)ØŒ وقال أيضاً: " لو كان سالم ØÙŠÙ‘اً
ما جعلتها شورى "(3). وهكذا سار أمر Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ÙÙŠ الواقع بشكل متذبذب وغامض، ولم يكن Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© بين أوساط الناس بعد اعراضهم عن النصّ الإلهي نظرية منسجمة ومتماسكة ليستندوا إليها، Ùكانت Ø®Ù„Ø§ÙØ© أبي بكر " Ùلتة "ØŒ وكانت Ø®Ù„Ø§ÙØ© عمر بتعيين وتنصيب من أبي بكر، وكان انتخاب عثمان عبر الطريقة التي ابتدعها عمر، وأمّا أمير المؤمنين ÙØªÙˆÙ„Ù‰ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© بعد إصرار المجتمع عليه، وبعد أن انهالوا وألØÙˆØ§ عليه ليتولى زمام الأمور، ثم من بعده وبعد أيام قلائل من Ø®Ù„Ø§ÙØ© الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السلام) تØÙˆÙ„ت Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© إلى ملكية تلاعبت بها أيدي بني أميّة، ثم تلقاها بنو العباس وعبثوا Ùيها كيÙما يشاؤون. وانتهى الأمر بعد إبعاد الأمة للذين Ø§ØµØ·ÙØ§Ù‡Ù… الله Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى استئصال الصالØÙŠÙ† وقتل ذرية النبيّ( صلى الله عليه وآله وسلم)ÙˆØÙƒÙ… الأشرار والطغاة، ولم يكن ذلك إلاّ لأنّ الأمة رأت قيام السلطة على أساس الاختيار البشري، ÙˆØØ§Ù„ت دون استمرار القيادة الربانية والتنصيب الإلهي ÙÙŠ الØÙƒÙ…. التنظير لمسألة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©:
بادر أبناء العامة بتنظير مسألة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© والإمامة ÙˆØªØØ¯ÙŠØ¯ أمرها، ÙØµØ§ØºÙˆØ§ مبدأ لها عن طريق متابعة الأمر الذي وقع، والسعي لتبريره ÙˆØ§Ø¶ÙØ§Ø¡ الشرعية عليه، ÙØ¬Ø¹Ù„وا ما ØØ¯Ø« وماجرى ÙÙŠ أمر Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© مصدراً رئيسياً ÙÙŠ ____________ 1- أنظر: الكامل ÙÙŠ التاريخ لابن الأثير: 3 / 65ØŒ تاريخ الطبري: 4 / 227ØŒ سير أعلام النبلاء للذهبي: 1 / 123. 2- أنظر: صÙوة الصÙوة لأبي Ø§Ù„ÙØ±Ø¬: 1 / 494ØŒ الطبقات لابن سعد: 3 / 443. 3- أنظر: أسد الغابة لابن الأثير: 2 / 246ØŒ البداية والنهاية لابن كثير: 6 / 240. وص٠النظام السياسي.
Ùكانت Ø£Ø·Ø±ÙˆØØªÙ‡Ù… استلهاماً لما ØØ¯Ø« ÙÙŠ صدر الإسلام والطرق التي ØØ³Ù…ت أمر Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©ØŒ ولم يجد أبناء العامة أمراً جامعاً لها سوى الذهاب إلى نظرية الشورى، ولكن Ø®ÙÙ‰ عليهم أنّ نسبة الشورى Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© الذين تولوا الأمر بعد الرسول ليس إلاّ مكابرة، كما أنّ هذا المبدأ Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ لا يسعه أن يقدّم للأمة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© التي يمكن الإعتماد عليها والوثوق بها. سلبية الشورى ÙÙŠ الØÙƒÙ…:
إنّ الطبيعة الغالبة على الناس Ø§Ù†Ø¯ÙØ§Ø¹Ù‡Ù… وراء Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ÙØ¹ العاجلة واللذات Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±Ø©ØŒ وقد أشار الباري ÙÙŠ Ù…ØÙƒÙ… كتابه إلى هذه الØÙ‚يقة بآيات عديدة، كقوله تعالى: (وَما أَكْثَر٠النّاس٠وَلَوْ ØÙŽØ±ÙŽØµÙ’تَ بÙÙ…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ)(1)ØŒ وقوله تعالى: (ÙˆÙŽØ¥Ùنْ ØªÙØ·Ùعْ أَكْثَرَ مَنْ ÙÙÙŠ Ø§Ù’Ù„Ø£ÙŽØ±Ù’Ø¶Ù ÙŠÙØ¶ÙلّÙوكَ عَنْ سَبÙيل٠اللهÙ)(2)ØŒ وقوله تعالى: (تÙلْكَ Ø§Ù„Ù’Ù‚ÙØ±Ù‰ Ù†ÙŽÙ‚ÙØµÙ‘٠عَلَيْكَ Ù…Ùنْ أَنْبائÙها وَلَقَدْ جاءَتْهÙمْ Ø±ÙØ³ÙÙ„ÙÙ‡Ùمْ Ø¨ÙØ§Ù„ْبَيّÙنات٠Ùَما كانÙوا Ù„ÙÙŠÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùوا بÙما كَذَّبÙوا Ù…Ùنْ قَبْل٠كَذلÙÙƒÙŽ يَطْبَع٠الله٠عَلى Ù‚ÙÙ„Ùوب٠الْكاÙÙØ±Ùينَ * وَما وَجَدْنا لاÙَكْثَرÙÙ‡Ùمْ Ù…Ùنْ عَهْد ÙˆÙŽØ¥Ùنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهÙمْ Ù„ÙŽÙØ§Ø³ÙÙ‚Ùينَ)(3)ØŒ وقوله تعالى: (وَلَو٠اتَّبَعَ الْØÙŽÙ‚ّ٠أَهْواءَهÙمْ Ù„ÙŽÙَسَدَت٠السَّماوات٠وَاْلأَرْض٠وَمَنْ ÙÙيهÙنَّ)(4)ØŒ وقوله تعالى: (Ù‚Ùلْ لا Ø£ÙŽØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹Ù أَهْواءَكÙمْ قَدْ Ø¶ÙŽÙ„ÙŽÙ„Ù’ØªÙ Ø¥ÙØ°Ø§Ù‹ وَما أَنَا Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمÙهْتَدÙينَ)(5)ØŒ وقوله تعالى: (زÙيّÙÙ†ÙŽ Ù„Ùلنّاس٠ØÙبّ٠الشَّهَواتÙ)(6)ØŒ وقوله ____________ 1- يوسÙ: 103. 2- الانعام: 116. 3- الاعراÙ: 101 Ù€ 102. 4- المؤمنين: 71. 5- الانعام: 56. 6- آل عمران: 14. تعالى: (Ø£ÙŽ رَأَيْتَ مَن٠اتَّخَذَ Ø¥Ùلهَه٠هَواه٠أَ Ùَأَنْتَ تَكÙون٠عَلَيْه٠وَكÙيلاً * أَمْ تَØÙ’سَب٠أَنَّ أَكْثَرَهÙمْ يَسْمَعÙونَ أَوْ يَعْقÙÙ„Ùونَ)(1).
وعلى هذا ÙØ¥Ù„قاء مهمة اختيار الإمام على المجتمع سو٠يؤدّي الى مواجة ذوي النÙوذ الاجتماعي، ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨ الأموال الذين تصطدم مصالØÙ‡Ù… مع Ø®Ù„Ø§ÙØ© Ø§Ù„Ø£ØµÙ„ØØŒ وبالتالي سو٠يعاني المجتمع كثيراً من الأذى والعناء والتضØÙŠØ© بالنÙوس والأموال إذا أراد اختيار من يراه ØµØ§Ù„ØØ§Ù‹ لتولي أمورهم، ÙÙŠ ØÙŠÙ† أنّ الواقع Ø§Ù„Ù…ØØ³ÙˆØ³ ÙÙŠ الأغلبية الساØÙ‚Ø© من المجتمعات البشرية على مدى التاريخ أثبت أنّ المجتمع ÙØ´Ù„ ÙÙŠ هذه المهمة، ولابد من تدخّل اليد الإلهية Ù„ØªØØ¯ÙŠØ¯ مصيره وتعيين من يتولى شؤونة. ولذا كان النهج الرباني ÙÙŠ جميع العصور هو إرسال الرسل للمجتمع، وأمرهم باتباعهم وطاعتهم واتخاذهم أولياء ÙˆØ®Ù„ÙØ§Ø¡ ÙÙŠ الأرض، كما قال تعالى ÙÙŠ هذا الصدد بعد ذكره عدد كبير من الأنبياء: (Ø£ÙولئÙÙƒÙŽ الَّذÙينَ آتَيْناهÙÙ…Ù Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØªØ§Ø¨ÙŽ ÙˆÙŽØ§Ù„Ù’ØÙكْمَ ÙˆÙŽØ§Ù„Ù†Ù‘ÙØ¨Ùوَّةَ)(2). والجدير بالذكر أنّ أمر Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© لو كان من شؤون الناس لكان على الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)أن يكل ذلك ÙÙŠ زمانه إلى اختيار الناس، ويكتÙÙŠ بتشريع الشروط ÙˆØ§Ù„Ù…ÙˆØ§ØµÙØ§Øª العامة للقائد الذي ينبغي أن يختاره الناس، ثم ÙŠØ±Ø´Ø Ù†ÙØ³Ù‡ ÙƒØ£ØØ¯ الناخبين ويكل الأمر إلى اختيار الناس، أو على الأقل ÙŠØØ¯Ø¯ معالم كيÙية الانتخاب والاطار الشرعي والضوابط Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© من بعده، ولكن الرسول لم ÙŠÙØ¹Ù„ ____________ 1- Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ان: 43 Ù€ 44. 2- الانعام: 89. ذلك بل تصدى للØÙƒÙ… بأمر من الله عزّوجلّ ÙØ¹ÙŠÙ‘Ù† ÙÙŠ مواق٠عديدة ومشاهد كثيرة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) Ø®Ù„ÙŠÙØ©
من بعده. أهمية الإمامة:
إنّ الإمامة Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠØ¹Ø© الإسلامية والقلب النابض لها، ومن دونها يكون الدين جثة هامدة لا ØÙŠØ§Ø© Ùيه ولا رمق، ومن دونها يبقى الناس بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)همل بلا راع ÙŠÙقدون المØÙˆØ± الذي يلتجئون إليه عند ØØ¯ÙˆØ« الاختلاÙ. ÙØ§Ù„إمام هو Ø§Ù„ØØ¨Ù„ الذي يعتصم به الناس لئلا ÙŠØªÙØ±Ù‚وا، وهو المسدد لمسار البشرية التكاملي الذي تعتوره العقبات والأخطار، Ùيكون الإمام هو الميزان الذي ترجع إليه لتصØÙŠØ مسارها. ÙØ§Ù„إمام مَعلَم ÙÙŠ مسار الإنسانية Ù†ØÙˆ الكمال، وهو الدليل والمرشد وصمام الأمان الذي يعصم الأمة من Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØŒ وهو الذي يصون الدين والشريعة من Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§ÙØŒ وإنّ الأئمة يصطÙيهم الله عزّوجلّ لهذه الأمة بعد نبيّه كما اصطÙÙ‰ آل إبراهيم(1). Ùهم أئمة ÙÙŠ جميع الأØÙˆØ§Ù„ سواء الت٠الناس ØÙˆÙ„هم ومهدوا لهم المنزلة التي اختارها الله لهم ليبسطوا العدالة على وجه الأرض، أو أعرضوا عنهم ونبذوهم وراء ظهورهم، لأن رأي الناس وما يذهبون إليه لا يغيّر من الواقع شيئاً، وأنّ الباري قد هدى الإنسان النجدين ÙØ¥Ù…ّا شاكراً وإمّا ÙƒÙورا (مَنْ ÙƒÙŽÙَرَ Ùَعَلَيْه٠كÙÙْرÙه٠وَمَنْ عَمÙÙ„ÙŽ ØµØ§Ù„ÙØØ§Ù‹ ÙَلأَنْÙÙØ³ÙÙ‡Ùمْ يَمْهَدÙونَ)(2)ØŒ كما لم يضر الله اجتماع الناس ÙÙŠ الغابر على تكذيب أنبيائه وقتلهم وإقصائهم لأنّ ( مَنْ ÙƒÙŽÙَرَ ÙÙŽØ¥Ùنَّ اللهَ غَنÙيٌّ ____________ 1- اشارة إلى قوله تعالى ÙÙŠ سورة آل عمران: 33. 2- الروم: 44. عَن٠الْعالَمÙينَ)(1).
الإهتداء بهدي الأئمة:
يقول الأخ سعيد زكريا: " أرشدني الأستاذ بعدما بيّن لي الكثير من الØÙ‚ائق إلى مصادر Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« التي نصّ Ùيها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على Ø®Ù„Ø§ÙØ© أمير المؤمنين (عليه السلام) وأهل بيته (عليهم السلام) من بعده لأراجعها Ø¨Ù†ÙØ³ÙŠØŒ ÙØ±Ø§Ø¬Ø¹ØªÙ‡Ø§ وايقنت بأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يهمل مسار الإسلام من بعده، بل كان مهتماً بأمر الإمامة، ÙˆØ¹Ø±ÙØª أنّ اهتمام الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)بهذا الأمر من بعده لم يكن اعتباطياً، بل كان لأهمية الإمامة وعظمة مقامها. ولهذا قرّرت Ø§Ù„Ø§Ù„ØªØØ§Ù‚ بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ÙØ§Ø¹ØªÙ†Ù‚ت هذا المذهب عام 1993Ù… بمدينة " جينجا " ÙÙŠ أوغندا. ____________
1- آل عمران: 97.
|