إزالة الرواسب الموروثة:
كانت Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الأستاذ سجاد للتشيع Ù…Ø¹Ø±ÙØ© سطØÙŠØ©ØŒ وتعمقت هذه Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©
____________
1- باكستان: تقع ÙÙŠ وسط آسيا وتطل على المØÙŠØ· الهندي، تØÙŠØ· بها الهند ÙˆØ£ÙØºØ§Ù†Ø³ØªØ§Ù† وايران، يبلغ عدد سكانها أكثر من (156)
مليون نسمة، يشكل المسلمون نسبة 98%ØŒ والباقي من الهندوس ÙˆØ§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ø¨ÙˆØ°ÙŠÙŠÙ†ØŒ أغلب المسلمين من أتباع المذهب الØÙ†ÙÙŠØŒ أمّا الشيعة
Ùيشكلون نسبة الربع تقريباً من السكان.
2- البريلوية: ÙØ±Ù‚Ø© صوÙية معاصرة نشأت ÙÙŠ شبه القارة الهندية الباكستانية ÙˆÙÙŠ مدينة بريلي الهندية بالذات، ومؤسسها Ø£ØÙ…د رضا خان
تلميذ الميرزا قادر بيك، وتصن٠هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© من ØÙŠØ« الأصل ضمن المذهب الØÙ†ÙÙŠ.
على أثر خلا٠نشب بين أبيه الذي اعتنق التشيع وجدّه الذي عارضه بشدة!.
ويروي الأستاذ سجاد ذلك قائلاً: " عندما تشيع والدي كان عمري عشرين عاماً وقد ØØ¯Ø« من جرّاء ذلك خلا٠بينه وبين جدّي، واشتد
بينهما النزاع ØØªÙ‰ هجره جديّ رغم الأساليب ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§ÙˆØ±Ø§Øª الهادئة التي اتبعها أبي معه.
والØÙ‚يقة أنّ جدّي لم يكن بوسعه مجاراة أبي الذي سدّ عليه الطرق بالأدلّة والبراهين النقلية والعقلية، لكن الموروث الÙكري الذي كان ÙŠØÙ…له
جدّي جعله يق٠ذلك الموقÙ!
ولم يكن موقÙÙŠ تجاه أبي لضيق Ø¢ÙØ§Ù‚ رؤيتي آنذاك أقل من موق٠جدّي، Ùقد قاطعت أبي ولجأت إلى بيت جدّي ØØªÙ‰ مضت خمس سنوات، هذا
وكان أبي ÙŠØØ§ÙˆÙ„ اختراق جدار الهجران ØØªÙ‰ تمكّن من إقناعي وإرجاعي والعيش معه.
بعد عودتي ØØ§ÙˆÙ„ت دراسة Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© التي يعيشها أبي، Ùوجدت انتقاله إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لم يكن مجرد ØµØ¯ÙØ© أو نزوة، بل
كان تØÙˆÙ‘له ÙˆÙÙ‚ منهجية مدروسة قائمة على أسس متينة، ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ Ø¨ØØ« طيلة خمسة عشر عاماً بصورة متواصلة ØØªÙ‰ توصّل إلى هذه النتيجة،
ÙØ¥Ø·Ù„ع خلالها على مختل٠الكتب ÙˆØªØØ§ÙˆØ± Ùيها مع العديد من الشخصيات.
وبعد عودة الصلة بيني وبين أبي، دخلت معه مرّة أخرى ÙÙŠ مناظرات عديدة ولكن باسلوب هادىء، Ùكان أبي يوصيني بالرؤية المجردة عن
خلÙيات الأهواء والأغراض ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن الØÙ‚يقة، وعدم التقليد ÙÙŠ مجال أصول الدين، وشجّعني على سلوك النهج الموضوعي ÙÙŠ تبنّي
Ø§Ù„Ù…ÙˆØ§Ù‚ÙØŒ لأنّ المسؤولية كبيرة أمام الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى، ØØªÙ‰ أنّي أتذكّر يوماً أنّه قال لي: Ù†ØÙ† عندما نبادر إلى شراء شئ صغير، ÙØ¥Ù†Ù‘نا
Ù†Ø³ØªÙØ³Ø± عنه بدّقة، Ùما بالنا نتساهل ÙÙŠ أمر عظيم يتØÙƒÙ‘Ù…
بعاقبة أمرنا!.
وكان يؤكد لي بقوله: بنيّ سل عن دينك كي تبرء ذمتك!ØŒ وكان يرشدني لقراءة بعض الكتب ويوصيني بالتمعن والتأمل ÙÙŠ مضامينها، وأن
Ø£Ø³ØªÙØ³Ø± عما كان غامضاً Ùيها.
ÙˆØ¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ أخذت أقرأ ÙˆØ£Ø¨ØØ«ØŒ ØØªÙ‰ اقتنعت ببعض المسائل، وجعلت أناقش ÙÙŠ الأخرى، وأتذكر أنّي ØªÙˆÙ‚ÙØª ÙÙŠ بعض Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ…ØŒ كالعصمة وآية
التطهير وسبب عدم شمولها لنساء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)؟! "
عصمة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) :
إنّ العصمة ÙÙŠ الØÙ‚يقة ضابط يؤدّي إلى ØÙظ شريعة الله تعالى نظرياً، وصيانتها من العبث تطبيقياً، وكما قال الإمام الصادق (عليه السلام)
ÙÙŠ تبيينه لمعنى المعصوم: " هو الممتنع بالله من جميع Ù…ØØ§Ø±Ù… الله، وقال الله تبارك وتعالى: (... وَمَنْ يَعْتَصÙمْ Ø¨ÙØ§Ù„له٠Ùَقَدْ Ù‡ÙØ¯ÙÙŠÙŽ Ø¥Ùلى
ØµÙØ±Ø§Ø· Ù…ÙØ³Ù’تَقÙيم)(1) "(2).
Ùهي ØØ§Ù„Ø© معنوية توجد Ø¨ÙØ¶Ù„ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى، وطالما كانت هذه Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© Ø¨ÙØ¶Ù„Ù‡ ومنّه ولطÙه، Ùلابد من وجود دليل Ù€ يكش٠عن وجودها ÙÙŠ
المعصوم Ù€ من قبله جلّ وعلا، ولذا لاتقبل دعوى العصمة من أي Ø£ØØ¯ كان.
وليست العصمة Ùكرة إبتدعتها الشيعة، وإنّما هي ØÙ‚يقه دلّ عليها Ù€ ÙÙŠ ØÙ‚ العترة الطاهرة Ù€ القرآن الكريم والسنة النبوية Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ©ØŒ Ùهي عقيدة
إسلامية ØµØ±ÙØ©ØŒ مؤكدة ÙÙŠ مصادر التشريع.
ولايمكن تصور Ø®Ù„Ø§ÙØ© الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بدون العصمة، لأنّ Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© دوراً
____________
1- آل عمران: 101.
2- أنظر: معاني الأخبار للصدوق باب معنى العصمة: 132.
أساسياً ÙÙŠ ØÙظ الشريعة من الضياع، Ùلو كان المتكÙÙ„ بهذه المسؤولية لاترعاه الألطا٠الإلهية، ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ Ø³ÙŠÙØ´Ù„ ØØªÙ…اً ÙÙŠ أداء هذه المهمة ولا
يمكنه إيصال الأمانة الإلهية من دون أي نقص للأمة.
ولهذا نجد نصوص كثيرة أثبتت العصمة التامة لمن يقوم مقام النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ويسدّ Ø§Ù„ÙØ±Ø§ØºØ§Øª التي تركها رسول الله(صلى
الله عليه وآله وسلم)ØŒ من قبيل ØªÙØ³ÙŠØ± الكتاب ÙˆØ´Ø±Ø Ù…Ù‚Ø§ØµØ¯Ù‡ØŒ وكش٠أسراره وتبيين Ø£ØÙƒØ§Ù… الموضوعات، وصيانة الدين من Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠÙ.
موق٠أبناء العامة من العصمة:
ذهب بعض كبار أبناء العامة إلى تبني مسألة عصمة أولى الأمر، لكنّهم أنكروا على الشيعة القول بها! ومن هؤلاء:
1 Ù€ Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازي، الذي قال ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡: " إنّ الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم ÙÙŠ هذه الآية، ومن أمر الله بطاعته
على سبيل الجزم والقطع، لابد وأن يكون معصوماً عن الخطأ... ÙØ«Ø¨Øª أنّ الله تعالى أمر بطاعته أولي الأمر على سبيل الجزم، وثبت أنّ
كل من أمر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوماً عن الخطأ، ÙØ«Ø¨Øª قطعاً أنّ أولي الأمر المذكور ÙÙŠ هذه الآية لابد وأن يكون
معصوماً "(1).
ومما يثير الاستغراب أنّ الرازي لم يستثمر أي نتيجة من هذه الØÙ‚يقة، بل أخذ يتأول ويØÙ…ّل الآية خلا٠ما أثبته، بذريعة عجزه عن Ù…Ø¹Ø±ÙØ©
الإمام المعصوم والوصول إليه!.
____________
1- Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الكبير: 10 / 144.
ويا ترى هل أنّ العجز الذي ذهب إليه الرازي يختص بزمانه، أم كان شاملا ØØªÙ‰ لزمان نزول الآية!!.
وكان ينبغي له أن يتعرّ٠على المعصوم ÙÙŠ زمن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وعصر نزول الآية، وبالتعرّ٠عليه يعر٠معصوم
زمانه والمعصوم الذي يتلوه بعده، إذ ليس من المعقول أن يأمر الوØÙŠ Ø§Ù„Ø¥Ù„Ù‡ÙŠ بطاعة معصوم لاتوجد له مصداقية ÙÙŠ الواقع الخارجي ØÙŠÙ†
النزول، أو بعد ذلك.
كما لا معنى Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازي لـ (أولي الأمر) بأهل الØÙ„Ù‘ والعقد الذين يجوز عليهم الخطأ، لأنّ الخطأ إذا جاز على Ø§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡
سيجوز على المجموع، لأنّ المجموع ليس إلاّ ضم ÙØ±Ø¯ Ù„ÙØ±Ø¯ آخر.
2 Ù€ ابن تيمية، وذلك ÙÙŠ معرض ردّه على الشيعة عندما قالوا كلاماً Ù…ÙØ§Ø¯Ù‡: " إنّ وجود المعصوم لابد منه بعد ÙˆÙØ§Ø© رسول الله(صلى الله
عليه وآله وسلم)ØŒ والدليل هو أنّ الأØÙƒØ§Ù… تتجدد تبعاً للموضوعات، والأØÙˆØ§Ù„ تتغير، وأنّ للقضاء على الاختلا٠ÙÙŠ ØªÙØ§Ø³ÙŠØ± القرآن الكريم
ÙˆÙÙŠ Ùهم Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« وغير ذلك لابد من وجود معصوم ÙÙŠ كل زمان Ù„ØÙ„ الخلا٠والنزاع وتبيين معاني القرآن ÙˆØ´Ø±Ø Ù…Ù‚Ø§ØµØ¯Ù‡ لينوب عن رسول
الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ".
ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨ ابن تيمية بكلام طويل ملخصة: " لا يسلّم أهل السنة أن يكون الإمام ØØ§Ùظاً للشرع بعد إنقطاع الوØÙŠØŒ لأنّ ذلك ØØ§ØµÙ„ للمجموع،
والشرع إذا نقله أهل التواتر كان ذلك خيراً من نقل Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ØŒ ÙØ§Ù„قرّاء معصومون ÙÙŠ ØÙظ القرآن وتبليغه، ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ¯Ø«ÙˆÙ† معصومون ÙÙŠ ØÙظ
Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« وتبليغها، والÙقهاء معصومون ÙÙŠ الكلام والاستدلال "(1).
____________
1- أنظر: منهاج السنّة لابن تيمية: 6 / 407 ـ 461.
ÙØ§Ø¨Ù† تيمية يرى العصمة لجماعة من الأمّة لضمان ØÙظ الشريعة!ØŒ ÙÙŠ ØÙŠÙ† يذهب غيره إلى عصمة جميع الأمّة مستنداً إلى ما قيل أنّه ورد عن
النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): " لاتجتمع أمتي على خطأ ".
وإذا كان الأمر كذلك، Ùلماذا يستكثر ابن تيمية العصمة على عدد معين من الأمّة؟! وهم أربعة عشر خصهم الله تعالى Ø¨ÙØ¶Ù„ دون غيرهم لمّا
علم منهم Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ بعهده.
مناظرة الإمام الرضا (عليه السلام) والمأمون ØÙˆÙ„ العصمة:
روي أنّه: " ØØ¶Ø± الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع ÙÙŠ مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان، Ùقال
المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية: ( Ø«Ùمَّ أَوْرَثْنَا Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØªØ§Ø¨ÙŽ Ø§Ù„Ù‘ÙŽØ°Ùينَ اصْطَÙَيْنا Ù…Ùنْ Ø¹ÙØ¨Ø§Ø¯Ùنا... )(1)ØŸ
Ùقالت العلماء: أراد الله تعالى بذلك الأمة كلّها.
Ùقال المأمون: ما تقول يا أبا Ø§Ù„ØØ³Ù†ØŸ
Ùقال الرضا (عليه السلام) : لا أقول كما قالوا، ولكني أقول: أراد الله عزّوجلّ بذلك العترة الطاهرة.
Ùقال المأمون: وكي٠عني العترة من دون الأمة؟
Ùقال له الرضا (عليه السلام) : انّه لو أراد الأمّة لكانت أجمعها ÙÙŠ الجنّة، لقول الله تعالى: (... ÙÙŽÙ…ÙنْهÙمْ ظالÙÙ…ÙŒ Ù„ÙÙ†ÙŽÙْسÙÙ‡Ù ÙˆÙŽÙ…ÙنْهÙمْ
Ù…ÙÙ‚Ù’ØªÙŽØµÙØ¯ÙŒ ÙˆÙŽÙ…ÙنْهÙمْ سابÙÙ‚ÙŒ Ø¨ÙØ§Ù„Ù’Ø®ÙŽÙŠÙ’Ø±Ø§ØªÙ Ø¨ÙØ¥Ùذْن٠الله٠ذلÙÙƒÙŽ Ù‡ÙÙˆÙŽ الْÙَضْل٠الْكَبÙيرÙ)(2)ØŒ ثم جمعهم كلّهم ÙÙŠ الجنّة، Ùقال عزّوجلّ: (جَنّات٠عَدْن
____________
1- ÙØ§Ø·Ø±: 32.
2- ÙØ§Ø·Ø±: 32.
يَدْخÙÙ„Ùونَها ÙŠÙØÙŽÙ„Ù‘ÙŽÙˆÙ’Ù†ÙŽ ÙÙيها Ù…Ùنْ Ø£ÙŽØ³Ø§ÙˆÙØ±ÙŽ Ù…Ùنْ ذَهَب...)(1)ØŒ ÙØµØ§Ø±Øª الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم.
Ùقال المأمون: من العترة الطاهرة؟
Ùقال الرضا (عليه السلام) : الذين وصÙهم الله تعالى ÙÙŠ كتابه Ùقال عزّوجلّ: (Ø¥Ùنَّما ÙŠÙØ±Ùيد٠الله٠لÙÙŠÙØ°Ù’Ù‡ÙØ¨ÙŽ Ø¹ÙŽÙ†Ù’ÙƒÙÙ…Ù Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ¬Ù’سَ أَهْلَ الْبَيْتÙ
ÙˆÙŽÙŠÙØ·ÙŽÙ‡Ù‘ÙØ±ÙŽÙƒÙمْ تَطْهÙيراً)(2)ØŒ وهم الذين قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " إني مخلّ٠Ùيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل
بيتي، ألا وإنّهما لن ÙŠÙØªØ±Ù‚ا ØØªÙ‰ يردا عليّ الØÙˆØ¶ØŒ ÙØ§Ù†Ø¸Ø±ÙˆØ§ كي٠تخلÙوني Ùيهما، أيّها الناس: لا تعلموهم ÙØ¥Ù†Ù‘هم أعلم منكم "(3).
عصمة الإمام ولزوم الاعتقاد بها:
قد أجمع الشيعة على اعتبار العصمة ÙÙŠ الإمام، وأكّدوا على تØÙ‚ّق هذا الشرط الأساسي ÙÙŠ صلاØÙŠØ© من ÙŠØØ±Ø² منصب Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© الØÙ‚يقية
للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، لنصوص دلّت على هذا الأمر وأشارت إلى أنّه تعالى عصم هؤلاء، من أجل أن يكونوا مؤهلين لتولي هذا
المقام الخطير ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù‘اس للغاية.
والØÙ‚يقة أنّ مسألة العصمة ضرورة عقلية لاسبيل لإنكارها، لاسيما إذا كنّا Ù†Ø·Ù…Ø Ù„Ø§Ø±ØªÙ‚Ø§Ø¡ الأمّة إلى أعلى المستويات، وأنّها من ميزات العقيدة
الشيعية التي هي العقيدة الإسلامية الأصيلة المنسجمة مع Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø©.
وإن دلت هذه العقيدة على شئ ÙØ¥Ù†Ù‘ما تدلّ على نضج Ùكر هذه Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ©
____________
1- ÙØ§Ø·Ø±: 33.
2- Ø§Ù„Ø§ØØ²Ø§Ø¨: 33.
3- أنظر: عيون أخبار الرضا (عليه السلام) للصدوق: 1 / 207 Ù€ 208ØŒ تØÙ العقول Ù„Ù„ØØ±Ù‘اني: 312 Ù€ 113.
لاستيعاب هذه الØÙ‚يقة الإسلامية، لأن الإسلام نظر لأهمّية الإمامة Ùلم يجعلها ÙÙŠ إنسان لا يليق بها، بل جعلها للمعصوم، ÙØ¥Ù†Ù‘ عدم عصمة الإمام
يؤدّي إلى ابتلاء الرسالة بعدة ابتلاءات، منها عدم Ùهم الناس للرسالة بصورة صØÙŠØØ© وبالتالي الوقوع ÙÙŠ التأويلات الخاطئة.
وقد أثبتت الروايات أنّ الإمام يولد معصوماً، وأنّ الله تعالى لعلمه بهذا المولود الذي Ø§ØµØ·ÙØ§Ù‡ من قبل يصونه ويطهّره منذ ولادته، لأنّ الناس Ù€
ولاسيما الخصوم منهم Ù€ لايمكن أن ينسوا الأمور السلبية لداعية قد قضى شطراً من ØÙŠØ§ØªÙ‡ ÙÙŠ Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù.
الأدلّة القرآنية للعصمة:
إنّ من جملة الآيات القرآنية الكريمة الدالة على عصمة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأهل بيته الميامين (عليهم السلام) ØŒ ونÙÙŠ
السهو والشك والخطأ عنهم بشكل عام ومطلق، هي:
1 Ù€ قوله تعالى: (Ø¥Ùنْ ÙƒÙنْتÙمْ ØªÙØÙØ¨Ù‘Ùونَ اللهَ ÙÙŽØ§ØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹ÙونÙÙŠ ÙŠÙØÙ’Ø¨ÙØ¨Ù’ÙƒÙم٠اللهÙ)(1).
وهي دالّة على وجوب متابعة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ Ø£ÙØ¹Ø§Ù„Ù‡ وأقواله، Ùلو جاز عليه الخطأ والنسيان، لوجبت متابعته Ùيه، وهو
باطل، لأنّ معنى جواز سهو النبيّ أو Ø®Ø·Ø£Ù‡ÙØŒ هو أنّه تعالى قد أمر الناس بارتكاب الخطأ Ø§Ù„Ù…ØØªÙ…Ù„ صدوره من النبيّ، ÙˆØØ§Ø´Ø§ لله عزّوجلّ بأن
يأمر بمتابعة الخطأ.
2 Ù€ قوله تعالى: (لَقَدْ كانَ Ù„ÙŽÙƒÙمْ ÙÙÙŠ رَسÙÙˆÙ„Ù Ø§Ù„Ù„Ù‡Ù Ø£ÙØ³Ù’وَةٌ ØÙŽØ³ÙŽÙ†ÙŽØ©ÙŒ Ù„Ùمَنْ كانَ يَرْجÙوا اللهَ وَالْيَوْمَ Ø§Ù„Ø§Ù’Ø®ÙØ±ÙŽ ÙˆÙŽØ°ÙŽÙƒÙŽØ±ÙŽ اللهَ ÙƒÙŽØ«Ùيراً)(2).
وقد استدل بعض العلماء بهذه الآية على وجوب الاقتداء بالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) على
____________
1- آل عمران: 31.
2- Ø§Ù„Ø§ØØ²Ø§Ø¨: 21.
الإطلاق، Ùيكون ÙØ¹Ù„Ù‡ ØØ¬Ù‘Ø© على الجواز، وتركه ØØ¬Ù‘Ø© على Ù†ÙÙŠ الوجوب.
3 Ù€ قوله تعالى: (وَما يَنْطÙق٠عَن٠الْهَوى * Ø¥Ùنْ Ù‡ÙÙˆÙŽ Ø¥Ùلاّ ÙˆÙŽØÙ’ÙŠÙŒ ÙŠÙÙˆØÙ‰)(1).
ÙˆÙÙŠ هذه الآية إشارة ØµØ±ÙŠØØ© ودلالة تامّة على أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ينطق عن الوØÙŠ Ø§Ù„Ø¥Ù„Ù‡ÙŠØŒ ولزوم ذلك Ø§Ø³ØªØØ§Ù„Ø© الخطأ
عليه مطلقاً، وبالتالي وجوب إتباعه والأخذ عنه ÙÙŠ الأقوال ÙˆØ§Ù„Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ØŒ وعلى هذا يكون أمر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)بوجوب إتباع
أهل البيت (عليهم السلام) والتمسّك بهم دليلاً على عصمتهم.
4 Ù€ قوله تعالى: (وَما آتاكÙم٠الرَّسÙول٠ÙÙŽØ®ÙØ°Ùوه٠وَما نَهاكÙمْ عَنْه٠ÙَانْتَهÙوا)(2).
وهي دالّة على وجوب التسليم والانقياد لأقواله ÙˆØ£ÙØ¹Ø§Ù„Ù‡ (صلى الله عليه وآله وسلم) على وجه العموم والإطلاق، Ùلو جاز السهو عليه
(صلى الله عليه وآله وسلم) Ù„Ø§ØØªÙ…Ù„ ذلك ÙÙŠ جميع Ø£ÙØ¹Ø§Ù„Ù‡ وأقواله، وبالتالي تسقط ØØ¬Ù‘ية أقواله ÙˆØ£ÙØ¹Ø§Ù„ه، وهذا الأمر مردودٌ من خلال هذه
الآية.
5 Ù€ قوله تعالى: (Ø¥Ùنَّما ÙŠÙØ±Ùيد٠الله٠لÙÙŠÙØ°Ù’Ù‡ÙØ¨ÙŽ Ø¹ÙŽÙ†Ù’ÙƒÙÙ…Ù Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ¬Ù’سَ أَهْلَ Ø§Ù„Ù’Ø¨ÙŽÙŠÙ’ØªÙ ÙˆÙŽÙŠÙØ·ÙŽÙ‡Ù‘ÙØ±ÙŽÙƒÙمْ تَطْهÙيراً)(3).
إنّ دلالة هذه الآية، وموق٠النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من الذين أنزلت Ùيهم، تبيّن بشكل ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¹ØµÙ…Ø© العترة الطاهرة (عليهم
السلام) .
Ùقد ورد أنّ المراد من أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ هم: رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)
ØŒ وسيدة النساء ÙØ§Ø·Ù…Ø© (عليها السلام)ØŒ وسيدا شباب أهل الجنّة Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليهما السلام)ØŒ والأئمة المنصوص عليهم صلوات الله
عليهم أجمعين.
ووردت من Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ين روايات صØÙŠØØ© عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ØªØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ø°ÙƒØ± أسماء
____________
1- النجم: 3.
2- Ø§Ù„ØØ´Ø±: 7.
3- Ø§Ù„Ø§ØØ²Ø§Ø¨: 33.
أهل البيت (عليهم السلام) (1)ØŒ كما جاء ÙÙŠ الصØÙŠØÙŠÙ† عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): " أنّ الأئمة إثنا عشر كلهم من
قريش "(2).
ولو يمعن Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« النظر ÙÙŠ Ù…ÙØ±Ø¯Ø§Øª هذه الآية المباركة، يجد أنّ ما ذهبنا إليه هو الصØÙŠØ ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡Ø§:
ÙÙ€ (Ø¥Ùنَّمَا) تÙيد Ø§Ù„ØØµØ± والتوكيد ; Ùˆ (Ù„ÙÙŠÙØ°Ù’Ù‡ÙØ¨ÙŽ Ø¹ÙŽÙ†Ù’ÙƒÙÙ…Ù Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ¬Ù’سَ) Ùيها اشارة إلى إذهاب القذر المعنوي بكل أشكاله، وتنزيههم عن
النقائص، وكل ما هو منÙّر ; وأمّا (أَهْلَ الْبَيْتÙ) Ùهم Ø£ØµØØ§Ø¨ الكساء: رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وعليّ ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø©
ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهم السلام) ; وأمّا (ÙˆÙŽÙŠÙØ·ÙŽÙ‡Ù‘ÙØ±ÙŽÙƒÙمْ تَطْهÙيراً) ÙØ§Ù„طهارة: هي النزاهة ÙˆØ§Ù„Ù†Ø¸Ø§ÙØ©ØŒ وقد جاءت هنا تأكيداً لمعنى إذهاب
الرجس عنهم (عليهم السلام) ØŒ والطهارة هنا استعارة بدل العصمة، كما كان Ù„ÙØ¸ الرجس بدل الذنوب.
والمتتبع للسنة المطهرة Ù€ ÙÙŠ آثار Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ين Ù€ يجد أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يدع مجالا لأي قائل يتقوّل ÙÙŠ هذه الآية Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ©ØŒ
انطلاقاً من مسؤوليته العظمى ÙÙŠ بيان ما كان غامضاً على Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© من القرآن الكريم، ÙØ¨ÙŠÙ‘Ù† النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من هم أهل
البيت (عليهم السلام) .
Ùهم الذين بيّنهم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ« الكساء المشهور عند Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ين(3)
____________
1- أنظر: ينابيع المودة للقندوزي: 3 / 281ØŒ ÙØ±Ø§Ø¦Ø¯ السمطين للجويني: 2 / 132 (432)ØŒ غاية المرام Ù„Ù„Ø¨ØØ±Ø§Ù†ÙŠ: 3
/ 193.
2- أنظر: صØÙŠØ البخاري، باب الاستخلاÙ: 6 / 2640 (6796)ØŒ صØÙŠØ مسلم: 3 / 1452 (1821).
3- أنظر مسند Ø£ØÙ…د: 4 / 107ØŒ صØÙŠØ مسلم: 4 / 1883 (2424)ØŒ مجمع الزوائد للهيثمي: 7 / 91 مستدرك
Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…: 2 / 451 (3558)ØŒ Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ المهمة لابن الصبّاغ: 23ØŒ الصواعق Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‚Ø© لابن ØØ¬Ø±: 2 / 421 Ù€ 428ØŒ
ØªÙØ³ÙŠØ± القرآن العظيم لابن كثير: 1 / 379ØŒ الدر المنثور للسيوطي: 5 / 198 Ù€ 199ØŒ السنن الكبرى للبيهقي: 2 / 212
(2858).
والمعتر٠به عند المخال٠والمؤالÙ.
والجدير بالذكر أنّ رواة ØØ¯ÙŠØ« الكساء من Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© هم أكثر من خمسين ØµØØ§Ø¨ÙŠØ§Ù‹ØŒ ومن التابعين أضعا٠هذا العدد، كما أنّ من رواته إثنتين من
نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، أم سلمة وعائشة.
وقد ذكر الطبري أربعة عشر طريقاً له ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡ (جامع البيان)ØŒ كلّها تؤكّد نزول الآية ÙÙŠ هؤلاء الخمسة (عليهم السلام) .
ÙØ±ÙˆÙ‰ بسنده عن (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه كان يمرّ ببيت ÙØ§Ø·Ù…Ø© ستة أشهر كلّما خرج للصلاة، Ùيقول: " الصلاة أهل البيت (
Ø¥Ùنَّما ÙŠÙØ±Ùيد٠الله٠لÙÙŠÙØ°Ù’Ù‡ÙØ¨ÙŽ Ø¹ÙŽÙ†Ù’ÙƒÙÙ…Ù Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ¬Ù’سَ أَهْلَ Ø§Ù„Ù’Ø¨ÙŽÙŠÙ’ØªÙ ÙˆÙŽÙŠÙØ·ÙŽÙ‡Ù‘ÙØ±ÙŽÙƒÙمْ تَطْهÙيراً) "(1).
وزاد ابن كثير على طرق الطبري Ù€ بعد نقل عشرة منها ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡ Ù€ تسعة طرق كلّها تؤكد ذلك(2).
Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« الدالّة على العصمة:
أمّا النصوص النبوية الدالة على عصمة أهل البيت (عليهم السلام) Ùكثيرة، أشهرها ØØ¯ÙŠØ« الثقلين، ÙˆØØ¯ÙŠØ« السÙينة، ÙˆØØ¯ÙŠØ« الأمان.
ÙØØ¯ÙŠØ« الثقلين Ù€ على سبيل المثال Ù€ متسالم على ØµØØªÙ‡ عند المسلمين، ØØªÙ‰ Ø¹ÙØ¯Ù‘ من Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« المتواترة المنقولة ÙÙŠ كتب التاريخ ÙˆØ§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ±
ÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ«.
Ùقول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّي تارك Ùيكم الثقلين، Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي، ÙØ§Ù†Ø¸Ø±ÙˆØ§ كيÙ
تخلÙوني Ùيهما، ÙØ¥Ù†Ù‘هما لن ÙŠÙØªØ±Ù‚ا ØØªÙ‰ يردا على الØÙˆØ¶ " علت شهرته Ø§Ù„Ø¢ÙØ§Ù‚.
____________
1- أنظر: ØªÙØ³ÙŠØ± الطبري: 22 / 6.
2- أنظر: ØªÙØ³ÙŠØ± القرآن العظيم لابن كثير: 3 / 487 وما بعدها.
ويقول ابن ØØ¬Ø± الهيتمي ÙÙŠ خصوص العلّة التي من أجلها سمّى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)القرآن والعترة بالثقلين: " لأنّ
الثقل كل Ù†Ùيس خطير مصون، وهذان كذلك، إذ كل منهما معدن للعلوم اللّدنّية والأسرار والØÙƒÙ… العلّية، والأØÙƒØ§Ù… الشرعية، ولذا ØØ« (صلى
الله عليه وآله وسلم) على الاقتداء والتمسك بهم، والتعلم منهم، وقال: "الØÙ…د لله الذي جعل Ùينا الØÙƒÙ…Ø© أهل البيت "ØŒ وقيل: سمّيا
ثقلين لثقل وجوب رعاية ØÙ‚وقهما "(1).
وقال الزمخشري: " Ù†ÙÙŠ الضلال عن التمسك بهما، دلالة على أنّهما على الØÙ‚Ù‘ دائماً، وإلاّ لما Ù†ÙÙÙŠ: ÙØ¥Ù†Ù‘ (لن) تÙيد تأبيد النÙÙŠ كما
هو ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„Ù…Ù† تتبّع استعمالات هذه الكلمة ÙÙŠ كلام العرب، وكما ØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ù‡ أهل الخبرة والتتبع منهم"(2).
وعلى هذا نقول: لو ØØ¯Ø« أن ضللنا باتباعهما، ولو بمصداق ÙˆØ§ØØ¯ لما كان كلامه (صلى الله عليه وآله وسلم) صØÙŠØØ§Ù‹ وصادقاً، لإطلاق
الكلام وهو ÙÙŠ مقام الهداية والبيان.
كما أنّ المÙهوم من قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): " ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي "ØŒ أنّ الضلال يصدق على من
لم يتمسك بهما معاً، Ùلابد لكل مكلّ٠من الاقتداء بهما، لأنّهما عروة ÙˆØ§ØØ¯Ø© لايمكن التÙكيك بين ØÙ„قاتها المتماسكة، خصوصاً وأنّ أهل البيت
(عليهم السلام) هم اللسان الناطق والترجمان الØÙ‚يقي لكتاب الله، ومن غير الممكن Ùهم الكتاب بما Ùيه من المØÙƒÙ… والمتشابه والناسخ
والمنسوخ إلاّ عن طريقهم (عليهم السلام) .
وهم أناس لا يمسّهم الباطل ككتاب الله الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلÙÙ‡ المعصوم بإجماع المسلمين، وهم عدل الكتاب لهم
ماللكتاب من
____________
1- أنظر: الصواعق Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‚Ø©: 2 / 442.
2- أنظر: الأنموذج للزمخشري.
ØµÙØ§Øª ومزايا وأبرزها العصمة، ولهذا كانوا مع القرآن والقرآن معهم، ولذلك كانت Ø§Ù„Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© غير متØÙ‚قة منهم ÙÙŠ جميع أدوار ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… أبداً، لا
عمداً ولا سهواً.
المرØÙ„Ø© العصيبة Ù„ØªØØ¯ÙŠØ¯ المصير:
يقول الأستاذ سجّاد: " بعد اطلاعي وإلمامي بهذه الأدلة، وبعد أنّ تجلّت لي ØÙ‚يقة الأمر، لم أجد مايعيقني عن إعلان استبصاري سوى
الصراع Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ Ø§Ù„Ø°ÙŠÙ† كان يراودني ÙˆÙŠØ¯ÙØ¹Ù†ÙŠ Ø¹Ù† الخضوع للØÙ‚ائق العقائدية التي تجلّت لي بوضوØ.
Ùواجهت مشقة كبيرة ÙÙŠ ترك معتقداتي السابقة التي كنت مغرّراً بها طيلة ÙØªØ±Ø© ØÙŠØ§ØªÙŠØŒ واستمرت هذه Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© خمسة أشهر، واصلت Ùيها Ø§Ù„Ø¨ØØ«
والمطالعة علّني أجد ما أتشبّث به للتخلص من هذه الأزمة Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© التي سلبت مني الاستقرار، Ùلم أجد سوى أدلّة جديدة Ø£Ø¶Ø§ÙØª إلى ما توصّلت
إليه قوّة ومتانة!.
وبعد انهيار مرتكزاتي العقائدية السابقة توجّهت إلى الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى Ù„ÙŠÙØªØ لي أبواب الهداية ويرشدني لما Ùيه ØµÙ„Ø§Ø Ø£Ù…Ø±ÙŠØŒ ÙˆÙØ¹Ù„اً ÙÙŠ يوم
من الأيّام ØÙŠØ« كنت متوجهاً إلى ربّي لأشكو إليه ماألمّ Ø¨ØØ§Ù„ÙŠØŒ إذ دمعت عيناي وأصابتني قشعريرة هزّت كياني من الأعماق، Ùهيمنت عليَّ
Ù†ÙØØ§Øª قدسيّة Ù…Ù†ØØªÙ†ÙŠ Ø§Ù„Ù‚ÙˆÙ‘Ø© والعزيمة والرؤيا Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶ØØ© Ù„ØªØØ¯ÙŠØ¯ المصير، ÙØ§Ø®ØªØ±Øª طريق الØÙ‚Ù‘ØŒ وطوّعت Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„ÙƒÙ„ ما أواجه ÙÙŠ هذا السبيل من
تعيير أو استهزاء أو Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø©ØŒ ÙØ¹Ù†Ø¯Ù‡Ø§ شعرت باستقرار واطمئنان Ù†ÙØ³ÙŠ Ø£ØØ³Ø³Øª به ÙÙŠ أعماقي، وأدركت أنني أمتلك الأسس والركائز المتينة
التي أتمكّن بها من الØÙاظ على ثبات كياني إزاء التيارات الÙكرية المعاكسة ".
ومن ذلك الموق٠ركب الأستاذ سجاد سÙينة النجاة المتمثلة بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) وأعلن استبصاره عام 1985Ù… ÙÙŠ بلده
باكستان.