خليل إبراهيم هاشـم
القسم: ØÙŠØ§Ø© المستبصرين | 2009/08/16 - 04:32 PM | المشاهدات: 3633
خليل إبراهيم هاشـم ( لبنان Ù€ Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠ )
ولد ببلدة " شبعا " عام 1966Ù… ÙÙŠ لبنان(1). تشرّ٠باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1989Ù… ÙÙŠ بلاده. التخبط ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øº الديني:
يقول الأخ خليل: " كان والدي عاملا ÙÙŠ Ø£ØÙ‘د المعامل غير ملّماً بالأمور الدينيّة، إلى ØØ¯Ù‘ كنّا ÙÙŠ Ø§Ù„Ø£ÙØ³Ø±Ø© Ù€ وأنا ÙˆØ§ØØ¯ منهم Ù€ لا نعر٠سوى أنّنا من أبناء العامة، وكان والدي ÙŠØØ¯Ù‘ثنا عمّا يدور ÙÙŠ Ù…ØÙ„ عمله من نقاشات ØÙˆÙ„ الأمور الدينيّة بين العمّال Ù€ الذين كانوا من مذاهب Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© Ù€ وكان أبي كثيراً ما ÙŠÙ‚Ø¯Ø Ø¨Ø§Ù„Ø´ÙŠØ¹Ø© ØØªÙ‰ أرتسمت ÙÙŠ ذهني صورة مشوهة عنهم. وكان أبي ÙŠØÙّزني على مجادلة زملائي الشيعة ÙÙŠ الدراسة ØÙˆÙ„ مذهبهم، وكنت Ù€ ÙÙŠ أكثر الأØÙŠØ§Ù† Ù€ لقلّة باعي ÙÙŠ العلم أق٠متØÙŠÙ‘راً أمام الÙكر الشيعي ____________ 1- لبنان: تقع على الساØÙ„ الشرقي Ù„Ù„Ø¨ØØ± المتوسط، تØÙŠØ· بها سوريا ÙˆÙلسطين، يبلغ عدد سكانها ØÙˆØ§Ù„ÙŠ (5) ملايين نسمة، يشكل المسلمون نسبة 63% منهم، والباقي من المسيØÙŠÙŠÙ† والديانات الأخرى، أمّا الشيعة ÙÙŠ لبنان Ùيشكلون نسبة 35%. الذي يطرØÙ‡ زملائي، ولا أجد سبيلاً سوى الابتعاد عنهم ØÙاظاً على معتقداتي الموروثة، وكنت أنتقد الطلاّب من أبناء العامة الذين يختلطون
معهم، وكنت أقول لهم: إنّ أهلنا يقولون: إنّ الشيعة خوارج ويجب الابتعاد عنهم!. الانبهار بشجاعة الإمام عليّ (عليه السلام) :
ذات يوم ØØ¯Ù‘ثنا مدرّس التربية الدينيّة عن معركة الخندق وما وقع Ùيها من نصر للمسلمين نتيجة شجاعة الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ØŒ وتطرّق الأستاذ ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ إلى الطريقة النبيلة التي تصرّ٠بها الإمام (عليه السلام) مع عدوّه المشرك عمرو بن عبد ود العامري، وترÙّعه عن سلب درعه Ù€ على خلا٠العادة الجارية آنذاك Ù€ ÙØªØ£Ø«Ù‘رت كثيراً بشخصية الإمام عليّ (عليه السلام) ØŒ ومن ذلك الØÙŠÙ† وقع ØØ¨Ù‘Ù‡ ÙÙŠ قلبي. عند رجوعي إلى البيت ØØ¯Ø«Øª أهلي عن تلك المعركة ÙˆÙØ§Ø±Ø³Ù‡Ø§ المغوار، وسألتهم عن دور Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الثلاثة ÙÙŠ تلك المعركة؟ ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨ÙˆÙ†ÙŠ: بأنّهم كانوا من خواص Ø£ØµØØ§Ø¨ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)!ØŒ Ùلم تقنعني إجابتهم، وبقيت Ø£Ùكّر بعظمة شخصيّة الإمام عليّ (عليه السلام) ØŒ ولم أعط أهميّة لمثل أولئك Ø§Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨. Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن الØÙ‚يقة:
بعد مضي ÙØªØ±Ø© انتقلت من مدرستي إلى مدرسة الغدير الرسميّة، ÙˆØªØ¹Ø±Ù‘ÙØª Ùيها على عدد من الزملاء Ù€ الذين كانت لهم اتجاهات Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© Ù€ ÙØ§ØµØ·Ø¯Ù…ت لمواجهتي كثرة Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØ§Øª العقائدية بين الطلبة، واعترتني أزمة Ù†ÙØ³ÙŠÙ‘Ø© نتيجة التزلزل الÙكري الذي لاقيته جراء Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« مع هذا وذلك. Ùقرّرت أن أصبّ اهتمامي للوصول إلى الØÙ‚Ù‘ عبر دراسة مبرمجة واستقصاء شامل، ÙØ§Ø¨ØªØ¹Ø¯Øª عن درس التربية الدينيّة ليكون Ø¨ØØ«ÙŠ Ù…ÙˆØ¶ÙˆØ¹ÙŠÙ‘Ø§Ù‹ أصل به إلى النتائج من دون التأثر بجهة معينة، ولكن بعد Ø¥Ù„ØØ§Ø أصدقائي ØØ¶Ø±Øª الدرس، Ùلمست منه Ùوائد عديدة أكبرها Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙŠ Ù„Ø£ØµÙˆÙ„ الدين، إلاّ أنّي لم أصل إلى درجة الاعتقاد التام بها، ومن هذه Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© المجملة ازدادت
Ø§Ø³ØªÙØ³Ø§Ø±Ø§ØªÙŠ ÙÙŠ هذا المجال، وانطلقت Ù†ØÙˆ Ø§Ù„Ø¨ØØ« وطلب Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© وبدأت Ø£ØªØØ±Ù‘ر من تعصّبي الأعمى. ÙˆÙÙŠ Ø£ØØ¯ الأيام ذهبت مع Ø£ØÙ‘د أصدقائي إلى Ø£ØÙ‘د مشايخ أبناء العامة علّه٠يجيب عن بعض الأسئلة العالقة ÙÙŠ ذهني، ÙØ³Ø£Ù„ته عن أدلّة Ø®Ù„Ø§ÙØ© أبي بكر؟ Ùقال: إنّ أبا بكر كان أقرب الناس إلى الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) عند ÙˆÙØ§ØªÙ‡. Ùقلت: إنّ الشيعة يقولون: إنّ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) للإمام عليّ (عليه السلام) ØŒ ويستدلون بقول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الغدير: " من كنت مولاه Ùهذا عليّ مولاه "ØŒ Ùهل هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« ÙÙŠ كتبنا؟ ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù†ÙŠ Ø§Ù„Ø´ÙŠØ® بنبرة ØØ§Ø¯Ù‘Ø©: نعم موجود، Ùماذا تقصد من هذه الإثارة؟ قلت: أريد Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ØØ¯ÙŠØ« " من كنت مولاه " هل أنّه ورد بØÙ‚Ù‘ الإمام عليّ (عليه السلام) أم لا؟ وإن كان وارداً Ùما هي دلالته؟ Ùقال: نعم ورد بØÙ‚Ù‘ الإمام عليّ، ومعناه أنّ من ÙŠØØ¨Ù‘ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)عليه أن ÙŠØØ¨Ù‘ الإمام عليّ، ثم قال: وأنصØÙƒ أن تبتعد عن هؤلاء الشيعة!. وكان بودّي أن أسأله عن سبب ذلك، لكنّه لم ÙŠÙØ³Ø لي المجال لمواصلة الØÙˆØ§Ø±ØŒ Ùقرّرت بعدها أن ألتجيء Ø¨Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¥Ù„Ù‰ مطالعة الكتب Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© لأق٠على نقاط الخلا٠بين Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ين، ولأعر٠المناقب المذكورة لأبي بكر التي جعلته مستØÙ‚اً Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ لأني طالما كنت أسمع من أبناء العامة أنّهم يمجّدون بأبي بكر، ÙˆÙŠÙØªØ®Ø±ÙˆÙ† Ø¨ØµØØ¨ØªÙ‡ للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ÙÙŠ الغار ". أبو بكر وآية الغار:
ØØ§ÙˆÙ„ أهل السنّة أن ينتزعوا ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ عديدة لأبي بكر من آية الغار بشتى الطرق، ØØªÙ‰ وصل بهم الأمر أن نسبوا له السكينة دون رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)!(1).
لكن الآية ÙÙŠ قوله تعالى: (Ø¥Ùلاّ ØªÙŽÙ†Ù’ØµÙØ±Ùوه٠Ùَقَدْ Ù†ÙŽØµÙŽØ±ÙŽÙ‡Ù Ø§Ù„Ù„Ù‡Ù Ø¥ÙØ°Ù’ أَخْرَجَه٠الَّذÙينَ ÙƒÙŽÙَرÙوا ثانÙÙŠÙŽ Ø§Ø«Ù’Ù†ÙŽÙŠÙ’Ù†Ù Ø¥ÙØ°Ù’ Ù‡Ùما ÙÙÙŠ Ø§Ù„Ù’ØºØ§Ø±Ù Ø¥ÙØ°Ù’ ÙŠÙŽÙ‚ÙÙˆÙ„Ù Ù„ÙØµØ§ØÙبÙه٠لا تَØÙ’زَنْ Ø¥Ùنَّ اللهَ مَعَنا Ùَأَنْزَلَ الله٠سَكÙÙŠÙ†ÙŽØªÙŽÙ‡Ù Ø¹ÙŽÙ„ÙŽÙŠÙ’Ù‡Ù ÙˆÙŽØ£ÙŽÙŠÙ‘ÙŽØ¯ÙŽÙ‡Ù Ø¨ÙØ¬ÙÙ†Ùود لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ ÙƒÙŽÙ„Ùمَةَ الَّذÙينَ ÙƒÙŽÙَرÙوا السّÙÙْلى ÙˆÙŽÙƒÙŽÙ„Ùمَة٠الله٠هÙÙŠÙŽ الْعÙلْيا وَالله٠عَزÙيزٌ ØÙŽÙƒÙيمٌ)(2)ØŒ ÙØ§Ù‚دة لأيّ منقبة Ù€ لا من قريب ولا من بعيد Ù€ لأبي بكر، والمتأمّل ÙÙŠ سياق هذه الآية ودلالتها يدرك: أوّلاً: إنّ ما ادعاه أبناء العامة من Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ لأبي بكر ÙÙŠ قوله تعالى: (ثانÙÙŠÙŽ اثْنَيْنÙ) مجرّد تمØÙ‘Ù„ لا أكثر، لأنّ الآية تخبر عن العدد ليس إلاّ!. Ùمن المعلوم أنّ اجتماع مؤمن ÙˆÙƒØ§ÙØ± ÙÙŠ أيّ مكان، هو اجتماع اثنين ليس إلاَّ، وقد جرت العادة ÙÙŠ آيات كثيرة من القرآن الكريم ذكر العدد، كما ÙÙŠ قوله تعالى: (سَيَقÙولÙونَ ثَلاثَةٌ Ø±Ø§Ø¨ÙØ¹ÙÙ‡Ùمْ كَلْبÙÙ‡Ùمْ ÙˆÙŽÙŠÙŽÙ‚ÙولÙونَ خَمْسَةٌ Ø³Ø§Ø¯ÙØ³ÙÙ‡Ùمْ كَلْبÙÙ‡Ùمْ رَجْماً Ø¨ÙØ§Ù„ْغَيْب٠وَيَقÙولÙونَ سَبْعَةٌ وَثامÙÙ†ÙÙ‡Ùمْ كَلْبÙÙ‡Ùمْ...)(3)ØŒ ÙØ£ÙŠÙ‘ ميزة لرابعية الكلب أو سادسيّته أو ثامنيّته؟!. ثانياً: أمّا قوله تعالى: (Ø¥ÙØ°Ù’ Ù‡Ùما ÙÙÙŠ الْغارÙ)ØŒ Ùقد يجتمع ÙÙŠ المكان Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø ÙˆØ§Ù„Ø·Ø§Ù„ØØŒ والإنس والجنّ!. Ùمسجد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي هو أشر٠من الغار قد جمع المؤمنين والمناÙقين، وسÙينة Ù†ÙˆØ (عليه السلام) قد جمعت الإنسان والØÙŠÙˆØ§Ù†ØŒ ÙØ§Ù„استدلال على أنّ أبا بكر كان ثاني النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ الغار، ثمّ الاستنتاج بأنّه الثاني له (صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ المنزلة Ù€ كما ذهب ____________ 1- أنظر: Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الكبير Ù„Ù„ÙØ®Ø± الرازي: 6 / 49 Ù€ 54. 2- التوبة: 40. 3- الكهÙ: 22. إلى ذلك Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازي(1) Ù€ دعوى بلا دليل، إذ لا استلزام بينهما، لا سيما أنّ الآية لم تتطرق إلى مسألة المنزلة والرتبة!.
والادعاء بمثل هذه Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© لأبي بكر مجرّد إيهام للعوام، وتØÙ…يل لقول الله تعالى بما لا صلة له ÙÙŠ المقام. ثالثاً: أمّا تشبثهم بقوله تعالى: (Ù„ÙØµØ§ØÙبÙÙ‡Ù)ØŒ Ùهو لا يدلّ على ما ذهبوا إليه من أنّه ØµØ§ØØ¨ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم). لأنّ Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© بمعناها اللغوي قد تكون بين المؤمن ÙˆØ§Ù„ÙƒØ§ÙØ±ØŒ كما ÙÙŠ قوله تعالى: (قالَ لَه٠صاØÙبÙÙ‡Ù ÙˆÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ ÙŠÙØØ§ÙˆÙØ±Ùه٠أَ ÙƒÙŽÙَرْتَ Ø¨ÙØ§Ù„َّذÙÙŠ خَلَقَكَ Ù…Ùنْ ØªÙØ±Ø§Ø¨ Ø«Ùمَّ Ù…Ùنْ Ù†ÙØ·Ù’ÙÙŽØ© Ø«Ùمَّ سَوّاكَ رَجÙلاً)(2)ØŒ وقد تكون بين الإنسان والØÙŠÙˆØ§Ù†ØŒ كقوله تعالى: (ÙÙŽØ§ØµÙ’Ø¨ÙØ±Ù’ Ù„ÙØÙكْم٠رَبّÙÙƒÙŽ وَلا تَكÙنْ كَصاØÙب٠الْØÙÙˆØªÙ Ø¥ÙØ°Ù’ نادى ÙˆÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ مَكْظÙومٌ)(3)ØŒ Ùهي لا توجب ÙØ¶Ù„ا ولا منقبة للمنعوت بها. رابعاً: وأمّا قوله تعالى ØÙƒØ§ÙŠØ© عن نبيّه(صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تَØÙ’زَنْ Ø¥Ùنَّ اللهَ مَعَنا)ØŒ Ùلايستلزم منقبة لأبي بكر كما توهّم البعض، بل ربّما تكون منقصة!. لأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)نهى أبا بكر عن Ø§Ù„ØØ²Ù† ÙÙŠ الغار، ÙˆØØ²Ù†Ù‡ لا يخلو من Ø§ØØ¯Ù‰ ØØ§Ù„تين: أمّا أن يكون على النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙˆØ®ÙˆÙØ§Ù‹ عليه، وهذا عين طاعة الله، ÙØ§Ù„نبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)لا ينهى عن طاعة ربّه، بل يدعو إلى التقرّب إليه من خلال ذلك. وأمّا أن يكون ØØ²Ù† أبي بكر على Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ وخوÙÙ‡ من المشركين لتورطه ÙÙŠ ____________ 1- أنظر: Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الكبير Ù„Ù„ÙØ®Ø± الرازي: 6 / 50. 2- الكهÙ: 37. 3- القلم: 48. التواجد مع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ الغار، وهو الواقع، ولهذا نهاه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عن Ø§Ù„ØØ²Ù†.
خامساً: أمّا تشبّث أبناء العامة بقوله تعالى ( مَعَنَا )Ùكالتعلّق بخيط العنكبوت!. لأنّ المعيّة كما تكون للتسكين والتبشير وقد تكون Ù„Ù„ØªØØ°ÙŠØ± ÙˆØ§Ù„ØªØ®ÙˆÙŠÙØŒ كقوله تعالى: (يا بÙنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكÙنْ مَعَ الْكاÙÙØ±Ùينَ)(1)ØŒ وقد يكون المراد من (مَعَنا) أنّه تعالى عالم Ø¨ØØ§Ù„نا، كقوله تعالى: ( مَا ÙŠÙŽÙƒÙون٠مÙنْ نَجْوى ثَلاثَة Ø¥Ùلاّ Ù‡ÙÙˆÙŽ Ø±Ø§Ø¨ÙØ¹ÙÙ‡Ùمْ وَلا خَمْسَة Ø¥Ùلاّ Ù‡ÙÙˆÙŽ Ø³Ø§Ø¯ÙØ³ÙÙ‡Ùمْ وَلا أَدْنى Ù…Ùنْ ذلÙÙƒÙŽ وَلا أَكْثَرَ Ø¥Ùلاّ Ù‡ÙÙˆÙŽ مَعَهÙمْ أَيْنَ ما كانÙوا )(2). ÙØ¥Ø°Ø§ Ø§ØØªÙ…لت Ù„ÙØ¸Ø© ( مَعَنَا ) كلّ هذه المعاني، ÙØ£ÙŠÙ‘ ÙØ¶Ù„ يبقى لأبي بكر ÙÙŠ ذلك؟!. سادساً: إنّ قسماً من أئمّة Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± من العامّة جعلوا السكينة ÙÙŠ قوله: (Ùَأَنْزَلَ الله٠سَكÙينَتَهÙ) نازلة على أبي بكر، وذلك لأنّ الضمير يعود إلى أقرب المذكورات وهو أبو بكر(3). لكن المتأمّل لسياق الآية يجد أنّ الضمائر التي ÙÙŠ صدر الآية والتي ÙÙŠ وسطها وكذا التي ÙÙŠ آخرها كلّها تعود إلى الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ÙØ§Ù„كلام ÙÙŠ الآية مسوق لبيان نصرة الله تعالى لنبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ØÙŠØ« لم يكن معه Ø£ØÙ‘د يتمكّن من نصرته، ÙØ£Ù†Ø²Ù„ الله على نبيّه السكينة وعزّزه بجنود غير مرئيّة. كما أنّ قوله تعالى: (وَجَعَلَ ÙƒÙŽÙ„Ùمَةَ الَّذÙينَ ÙƒÙŽÙَرÙوا السّÙÙْلى ÙˆÙŽÙƒÙŽÙ„Ùمَة٠الله٠هÙÙŠÙŽ ____________ 1- هود: 42. 2- المجادلة: 7. 3- أنظر: Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الكبير Ù„Ù„ÙØ®Ø± الرازي: 6 / 52. الْعÙلْيا )(1) بيان لما سبق، ولا يصØÙ‘ Ø§Ù„ØªÙØ±ÙŠÙ‚ بين البيان والمبيّن.
ودعوى من قال: أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يزل على سكينة من ربّه، وإنزال السكينة هنا مختصّ Ø¨ØµØ§ØØ¨Ù‡ مردوده، لأنّ أصل الاستدلال غير صØÙŠØØŒ ÙØ§Ù„نبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) تتجدّد له هذه السكينة، بدليل نزولها عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) مرّة أخرى يوم ØÙ†ÙŠÙ†ØŒ كما قال تعالى: (Ø«Ùمَّ أَنْزَلَ الله٠سَكÙينَتَه٠عَلى رَسÙولÙه٠وَعَلَى Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ)(2)ØŒ ومثلها قوله تعالى ÙÙŠ سورة Ø§Ù„ÙØªØ: ( Ø¥ÙØ°Ù’ جَعَلَ الَّذÙينَ ÙƒÙŽÙَرÙوا ÙÙÙŠ Ù‚ÙÙ„ÙوبÙÙ‡Ùم٠الْØÙŽÙ…Ùيَّةَ ØÙŽÙ…Ùيَّةَ الْجاهÙÙ„Ùيَّة٠Ùَأَنْزَلَ الله٠سَكÙينَتَه٠عَلى رَسÙولÙه٠وَعَلَى Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ)(3). كما أنّ السكينة لو كانت مختصّة بأبي بكر، ÙØ¥Ù†Ù‘ هذا يعني أنّه هو المؤيّد بجنود الله غير المرئيّة، لأنّهما ÙÙŠ سياق ÙˆØ§ØØ¯! والنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أكرم على الله من أيّ مخلوق، Ùلا ÙŠØÙˆØ¬Ù‡ إلى نصر Ø£ØÙ‘د، Ùهو تعالى ناصره ومؤيّده، وقد بيّن Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ صور هذا النصر بنزول السكينة، والتأييد بالجنود الخÙيّة. ÙØ§Ù„آية ÙÙŠ هذا الموضع تبيّن أنّ المخصوص بولاية الله عزّوجلّ هو النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) لا Ø£ØÙ‘د سواه، ولو كان مشمولا بهذه العناية لشملته السكينة كما شملت غيره مع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كما ذكرنا، وما ذكر من Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ بخصوص أبي بكر لا يعدّو كونه إدعاءٌ لا أكثر. تسمية أبي بكر بالصدّيق:
يضي٠الأخ خليل: " كنت أتساءل لماذا سÙمي أبو بكر صدّيقاً، Ùهل كان ____________ 1- التوبه: 40. 2- التوبة: 26. 3- Ø§Ù„ÙØªØ: 26. ذلك لتصديقه بالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ أو كان ذلك لقبٌ له؟، وهل ناداه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يوماً ما بهذا
اللقب؟ ". ÙˆØ§Ù„Ø¨Ø§ØØ« إذا أمعن النظر ÙÙŠ التراث الإسلامي يجد أنّ السياسة لعبت دوراً هاماً ÙÙŠ تزيي٠الكثير من الØÙ‚ائق، ÙØ¨Ùعل هيمنتها على وضع الأمّة تمكّنت أن تنÙّذ مخطّطاتها على المسلمين، ÙÙ…Ù†ØØª بعض الشخصيات ألقاباً ما كانوا لها أهلا، وكلّ ذلك ØØ±Ø¨Ø§Ù‹ منهم لآل البيت (عليهم السلام) لا سيّما لأمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) . Ùلقّب الصدّيق وكذا Ø§Ù„ÙØ§Ø±ÙˆÙ‚ هما من مختصّات الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ØŒ ØÙŠØ« وردت روايات عديدة تؤكّد ذلك، منها: عن الإمام عليّ (عليه السلام) ØŒ أنّه قال: " أنا عبد الله، وأخو رسول الله، وأنا الصدّيق الأكبر، لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب Ù…ÙØªØ±ÙŠ... "(1). وعنه أيضاً: " أنا الصدّيق الأكبر، ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ø±ÙˆÙ‚ الأوّل، أسلمت قبل إسلام أبي بكر... "(2). وعن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ قال: " الصدّيقون ثلاثة، ØØ¨ÙŠØ¨ النجّار وهو مؤمن آل ياسين، ÙˆØØ²Ù‚يل وهو مؤمن آل ÙØ±Ø¹ÙˆÙ†ØŒ وعليّ بن أبي طالب وهو Ø£ÙØ¶Ù„هم "(3). وعن أبي ذر وسلمان(رضي الله عنه)ØŒ إنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ بيد عليّ (عليه السلام) ØŒ Ùقال: " إنّ هذا أوّل من آمن بي، وهذا أوّل من ÙŠØµØ§ÙØÙ†ÙŠ يوم القيامة، وهذا الصدّيق الأكبر، ____________ 1- أنظر: المستدرك Ù„Ù„ØØ§ÙƒÙ…: 3 / 120 (4584)ØŒ ÙØ±Ø§Ø¦Ø¯ السمطين للجويني: 1 / 248 (192)ØŒ البداية والنهاية لابن كثير: 3 / 25ØŒ سنن ابن ماجة: 1 / 55ØŒ ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© لابن ØÙ†Ù‘بل: 2 / 586 (993)ØŒ الرياض النضرة للطبري: 2 / 96 (1275). 2- أنظر: المعار٠لابن قتيبة: 167ØŒ الرياض النضرة للطبري: 2 / 95 (1262)ØŒ ذخائر العقبى للطبري: 85. 3- أنظر: ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© لابن ØÙ†Ù‘بل: 2 / 627 (1072)ØŒ الصواعق Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‚Ø© لابن ØØ¬Ø±: 2 / 364ØŒ Ùيض القدير للمنّاوي: 4 / 238ØŒ تاريخ ابن عساكر: 42 / 43. وهذا ÙØ§Ø±ÙˆÙ‚ هذه الأمّة ÙŠÙØ±Ù‘Ù‚ بين الØÙ‚Ù‘ والباطل... "(1).
وهناك مصادر كثيرة تثبت أنّ هذا اللقب هو لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (2)ØŒ كما ذكر العلاّمة الأميني ÙÙŠ ( موسوعة الغدير)ØŒ ÙˆÙنّد الروايات الموضوعة التي ذكرت هذا اللقب لأبي بكر. كما أنكر ذلك أيضاً كبار النقّاد والØÙّاظ من أبناء العامة ووصÙوا هذه المرويات بالوضع والكذب، كالذهبي، والخطيب، وابن ØØ¨Ø§Ù†ØŒ والسيوطي، والÙيروز آبادي، والعجلوني، وغيرهم(3). ولم يثبت بدليل معتبر أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) نادى يوماً ما أبا بكر بلقب الصدّيق!. وأخيراً تجلّت الØÙ‚يقة:
يقول الأخ خليل: " وقد ثبت عندي أنّ أبا بكر كان ضعي٠الإيمان بنبوّة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ØÙŠÙ†Ù…ا خا٠على Ù†ÙØ³Ù‡ ÙÙŠ الغار، Ùكي٠يسمّى صديّقاً!. ومضيت ÙÙŠ مطالعة الكتب وأمعنت النظر ÙÙŠ مضامينها، ØØªÙ‰ زالت غمائم الØÙŠØ±Ø© عن بصيرتي، ÙˆØ¹Ø±ÙØª واقع بعض المسائل المختل٠عليها بين Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ين، كما وجدت ÙÙŠ كتب أبناء العامة ما يؤيّد قول الشيعة. وكان كتاب المرØÙˆÙ… الشيخ Ù…ØÙ…ّد مرعي الأنطاكي (لماذا اخترت مذهب ____________ 1- أنظر: مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 102ØŒ تاريخ ابن عساكر: 42 / 41ØŒ كنز العمّال: 11 / 161 (32990) عن البيهقي وابن عدي عن ØØ°ÙŠÙة، وعن أبي ذر وسلمان، ذخائر العقبى للطبري: 56. 2- أنظر: شواهد التنزيل Ù„Ù„ØØ³ÙƒØ§Ù†ÙŠ: 1 / 153 (206 Ù€ 209)ØŒ 2 / 120 (810 Ù€ 815)ØŒ تاريخ ابن عساكر: 42 / 40 Ù€ 44ØŒ مناقب عليّ بن أبى طالب لابن المغازلي: 269 (317)ØŒ ÙƒÙØ§ÙŠØ© الطالب للكنجي: 233ØŒ الدرّ المنثور للسيوطي: 5 / 328ØŒ وغيرها من المصادر. 3- أنظر: الغدير للعلامة الأميني الجزء السابع. أهل البيت (عليهم السلام) )(1) خير معين لي ÙÙŠ هذه المرØÙ„ة، لما Ùيه من بØÙˆØ« دقيقة وعلميّة، وممّا زادني إنجذاباً Ù†ØÙˆ الإمام عليّ
(عليه السلام) إقرار أبناء العامة بعدد من الآيات النازلة ÙÙŠ ØÙ‚ّه، إذ لم يكن لغيره Ùيها نصيب، ÙØ£Ø¯Ø±ÙƒØª أنّه الأØÙ‚Ù‘ Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© من غيره، وواصلت Ø§Ù„Ø¨ØØ« ØØªÙ‰ استضاء قلبي بنور الهداية، ÙØ§Ø³ØªØ¨ØµØ±Øª ÙˆØªØ´Ø±Ù‘ÙØª باعتناق المذهب الإمامي الإثنا عشري عام 1989Ù…. ومن ذلك الØÙŠÙ† أبلغت دوائر النÙوس ÙÙŠ الدولة كي يسجلوا على هويتي (شيعي) بدل (سني) لأكون Ù…ÙØªØ®Ø±Ø§Ù‹ بعدها بانتمائي إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ". ____________
1- ولد ÙÙŠ Ø¥ØØ¯Ù‰ قرى سورية عام 1314هـ على المذهب Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠ ÙˆÙƒØ§Ù† من العلماء المبرّزين الذين تخرّجوا من الأزهر، وتشيّع بعد ذلك وألّ٠كتابه الشهير (لماذا اخترت مذهب الشيعة).
|