ولد ÙÙŠ المملكة الأردنية الهاشمية بالعاصمة عمان، واصل دراسته الأكاديمية ØØªÙ‰ نال شهادة الدكتوراه ÙÙŠ الطب النسائي، لكنه مع ذلك كان يهوى الدراسات الدينية، ÙØ®ØµØµ الكثير من أوقاته لتوسيع Ø¢ÙØ§Ù‚ رؤيته ÙÙŠ المجال الديني، Ùلهذا مزج الطب بالدين والاخلاق، وجمع بين العلم والايمان والأدب، وكانت ثمرة ذلك أنّه اضا٠إلى المكتبة الاسلامية كتاباً Ù†Ùيساً مؤل٠من أربعة أجزاء ØªØØª عنوان "الانسان هذا الكائن العجيب، أطوار خلقه وتصويره ÙÙŠ الطب والقرآن".
وقدّم Ùيه Ø«Ù‚Ø§ÙØ© طبّية ØªØ±ÙØ¹ مستوى ايمان المسلم بدينه، وقد مزج Ùيه المادة العلمية بالÙكرة الدينية وقد ØØ§ÙˆÙ„ كما ذكر الاستاذ عبدالله الغريÙÙŠ ÙÙŠ تقديمه لكتابه هذا أن يتعامل مع الآيات القرآنية مع خلال الرؤية العلمية الناضجة ومن خلال المعايشة الروØÙŠØ© الوجدانية، بØÙŠØ« تلتØÙ… الرؤية العلمية مع المعايشة الروØÙŠØ© الوجدانية، وتتجلى روعة المضمون القرآني بما ÙŠØÙ…Ù„ من دلالات اعجازية ÙÙŠ كل المسارات، وتبنّى هذا الكتاب تنمية وعي الأجيال على أسس قرآنية وركائز ايمانية تساهم ÙÙŠ تجذير الأصالة ÙÙŠ داخل الأمة لمواجهة
Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ§Øª الخطيرة التي ØªØØ§ÙˆÙ„ مسخ الهوية الØÙ‚يقية لاجيالنا ÙˆØªØØ§ÙˆÙ„ أن تملىء المسيرة ضمن المÙهومات الجاهلية Ø§Ù„ÙƒØ§ÙØ±Ø©.
اهتمامه بطلب العلوم الدينية:
لم ÙŠØ³Ù…Ø Ø§Ù„Ø¯ÙƒØªÙˆØ± تاج الدين Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ أن يكون علم الطب ØØ§Ø¬Ø²Ø§Ù‹ له يمنعه عن الاهتمام بطلب العلم الديني ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ« عن Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الصØÙŠØØ© التي ØªÙ…Ù†Ø ØµØ§ØØ¨Ù‡Ø§ رؤية كونية مطابقة للواقع والØÙ‚يقة.
Ùيقول الدكتور تاج الدين ÙÙŠ هذا المجال: "ØØ«Ù‘ت التعاليم الاسلامية ÙÙŠ القرآن ÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ« على طلب العلم ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© بØÙŠØ« عدّت الإنسان الجاهل أعمى وجعلت Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© مقياساً هادياً لتقييم الأشياء وترجيØÙ‡Ø§ØŒ وعدّت النظرة السطØÙŠØ© إلى الأشياء تاÙهة. انظر المنطلق الصØÙŠØ Ù„Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© (ÙˆÙŽ الَّذÙينَ جَـهَدÙواْ ÙÙينَا لَنَهْدÙيَنَّهÙمْ Ø³ÙØ¨Ùلَنَا)(1)ØŒ القرآن ÙŠØØ«Ù‘ على كسب العلم وطلب Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© وإعمال الÙكر ÙÙŠÙ„ÙØª العقول إلى التعمّق وسبر أغوار الكائنات ÙÙŠØ´ØØ° الاذهان ÙˆÙŠØ´Ø±Ø Ø§Ù„ØµØ¯ÙˆØ±".
ويضي٠الدكتور قائلا: "قال الله تعالى: (Ù‚Ùلْ هَلْ يَسْتَوÙÙ‰ الَّذÙينَ يعْلَمÙونَ ÙˆÙŽ الَّذÙينَ لاَ يَعْلَمÙونَ Ø¥Ùنَّمَا يَتَذَكَّر٠أÙوْلÙواْ الاَْلْبَـب٠)(2)ØŒ وقال أيضاً: (ÙŠÙØ¹ÙŽÙ„ÙّمÙÙƒÙم٠اللَّه٠وَاللَّه٠بÙÙƒÙÙ„ÙÙ‘ شَىْء عَلÙيمٌ )(3)ØŒ القرآن الكريم ÙŠÙØ§Ø¶Ù„ بين الذين يعلمون والذين لايعلمون، ثم لا يترك الانسان ÙÙŠ ØÙŠØ±Ø© بل يزوّده بكل أنواع Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©ØŒ ويطلب منه أن يتدبّر ويتأمل، ØØªÙ‰ يستذكر الØÙ‚ والخير، والآيات ÙÙŠ القرآن كثيرة تنبّه الإنسان وتØÙّزه على اليقظة، ÙˆØªØØ°Ù‘ره من الغÙلة، ليتسنى له إدراك الواقع الØÙ‚. ثم يقول:
____________
1- العنكبوت: 69. 2- الزمر: 9.
3- البقرة: 282.
(Ø¥Ùنَّ ÙÙÙ‰ ذَ Ù„ÙÙƒÙŽ لَذÙكْرَى Ù„ÙÙ…ÙŽÙ† كَانَ لَه٠قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ ÙˆÙŽ Ù‡ÙÙˆÙŽ Ø´ÙŽÙ‡Ùيدٌ )(1)ØŒ أولا يمايز بين العالم والجاهل، ثم يضع أمام الإنسان من المعار٠ÙÙŠ سائر المواضيع ØÙˆÙ„ الطبيعة، والانسان، والØÙŠØ§Ø© والسياسة والمجتمع والأØÙƒØ§Ù… والØÙ‚وق والتاريخ والطب وكلّها لتوعية الإنسان ودعوته إلى الاعتبار".
ويؤكد الدكتور ØÙˆÙ„ أهمية طلب العلوم الدينية: "إنّه ما من ØØ±ÙƒØ© إلاّ وأنت Ù…ØØªØ§Ø¬ Ùيها إلى Ù…Ø¹Ø±ÙØ©ØŒ ÙØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© والعلم مقياس قيمة الإنسان، والقرآن الكريم يعمد إلى ايقاظ النÙوس ÙˆØÙ…لها على أن تتدبّر وتتأمل، وهناك آيات كثيرة تÙنبّه الانسان وتنير له الطريق ليتسنى له Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الØÙ‚ والباطل".
طلبه للعقيدة الØÙ‚Ø©:
يقول الدكتور تاج الدين: "لقد بيّن القرآن استلزام Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© للعقيدة، Ùقال: (لَّـكÙن٠الرَّ Ø³ÙØ®Ùونَ ÙÙÙŠ الْعÙلْم٠مÙنْهÙمْ ÙˆÙŽØ§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùونَ ÙŠÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùونَ بÙÙ…ÙŽØ¢ Ø£ÙنزÙÙ„ÙŽ Ø¥Ùلَيْكَ ÙˆÙŽÙ…ÙŽØ¢ Ø£ÙنزÙÙ„ÙŽ Ù…ÙÙ† قَبْلÙÙƒÙŽ وَالْمÙÙ‚ÙيمÙينَ الصَّلَوةَ ÙˆÙŽØ§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’تÙونَ الزَّكَوةَ ÙˆÙŽ Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùونَ Ø¨ÙØ§Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù ÙˆÙŽØ§Ù„Ù’ÙŠÙŽÙˆÙ’Ù…Ù Ø§Ù„Ø§Ù’ÙŽØ®ÙØ±Ù Ø£ÙوْلَئÙÙƒÙŽ Ø³ÙŽÙ†ÙØ¤Ù’تÙيهÙمْ أَجْرًا عَظÙيماً )(2)ØŒ وقال: (ÙˆÙŽ Ù„Ùيَعْلَمَ الَّذÙينَ Ø£ÙوتÙواْ الْعÙلْمَ أَنَّه٠الْØÙŽÙ‚Ù‘Ù Ù…ÙÙ† رَّبÙّكَ ÙÙŽÙŠÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùواْ بÙÙ‡Ù ÙÙŽØªÙØ®Ù’Ø¨ÙØªÙŽ Ù„ÙŽÙ‡Ù Ù‚ÙÙ„ÙوبÙÙ‡Ùمْ ÙˆÙŽ Ø¥Ùنَّ اللَّهَ لَهَاد٠الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ ØµÙØ±ÙŽ Ø· Ù…Ù‘ÙØ³Ù’تَقÙيم )(3)ØŒ وقال: (Ø´ÙŽÙ‡ÙØ¯ÙŽ Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù Ø£ÙŽÙ†Ù‘ÙŽÙ‡Ù Ù„Ø§ÙŽ Ø¥Ùلَـهَ Ø¥Ùلاَّ Ù‡ÙÙˆÙŽ وَالْمَلاَئÙكَة٠وَأÙوْلÙواْ الْعÙلْم٠قَائÙمَاً Ø¨ÙØ§Ù„Ù’Ù‚ÙØ³Ù’ط٠لاَ Ø¥Ùلَـهَ Ø¥Ùلاَّ Ù‡ÙÙˆÙŽ الْعَزÙيز٠الْØÙŽÙƒÙيم٠)(4)ØŒ أجل دعا القرآن إلى طلب Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©ØŒ Ù…Ø¹Ø±ÙØ© Ø§Ù„Ù†ÙØ³ ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ© الكون ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ© الله تعالى ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ© Ø£ØÙˆØ§Ù„ الناس والنواميس التاريخية، واكدّ على Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© الÙكرية ÙÙŠ طلب الصائب من الآراء، قال (ÙَبَشÙّرْ Ø¹ÙØ¨ÙŽØ§Ø¯Ù * الَّذÙينَ ÙŠÙŽØ³Ù’ØªÙŽÙ…ÙØ¹Ùونَ
____________
1- ق: 37. 2- النساء: 162.
3- Ø§Ù„ØØ¬: 54.
4- آل عمران: 18.
الْقَوْلَ ÙÙŽÙŠÙŽØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹Ùونَ Ø£ÙŽØÙ’سَنَه٠أÙوْلَئÙÙƒÙŽ الَّذÙينَ هَدَاهÙم٠اللَّه٠وَ Ø£ÙوْلَئÙÙƒÙŽ Ù‡Ùمْ Ø£ÙوْلÙواْ الاَْلْبَـب٠)(1)ØŒ وقال: (لاَ Ø¥Ùكْرَاهَ ÙÙÙŠ الدÙّين٠قَد تَّبَيَّنَ Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ´Ù’د٠مÙÙ†ÙŽ الْغَىÙÙ‘)(2)".
ومن هذا المنطلق توجه الدكتور تاج الدين إلى Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن المذهب الاسلامي الصØÙŠØ الذي يوصله إلى الØÙ‚ØŒ ÙÙƒÙ„Ù‘Ù Ù†ÙØ³Ù‡ التنقيب ÙÙŠ هذا المجال، بغض النظر عما ÙŠÙØ¹ØªÙ‚د به ابواه الذين كانا ينتميان إلى المذهب السني وبغض النظر عن المعتقدات التي تلقاها من المجتمع الذي عاش ÙÙŠ كنÙÙ‡.
تغييره للانتماء المذهبي:
اخلص الدكتور الجاعوني ÙÙŠ Ø¨ØØ«Ù‡ عن الØÙ‚يقة، ÙˆØØ§ÙˆÙ„ أن ÙŠØªØØ±Ù‘ر من كل Ùكرة سابقة قبل الشروع Ø¨Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتقصّي، واجتهد ليستخلص بعون الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ صورة ÙˆØ§Ø¶ØØ© تورده مورد الصدق، Ùكانت النتيجة أنّه وجد أهل البيت (عليهم السلام) هم صÙوة الله تعالى ÙÙŠ خلقه، وهم سÙÙ† نجاة الأمة وأمانها من الاختلا٠ÙÙŠ الدين واعلام هدايتها وثقل رسول الله(صلى الله عليه وآله) وبقيته ÙÙŠ أمته ولولا هم لضاع الØÙ‚ وذهب النور، Ùلهذا ÙØªØ الدكتور تاج الدين عقله وقلبه ليتلقى العلم من هؤلاء.
ثم ادرك الدكتور بأنّ أيقن الطرق إلى الصواب هو ما بينه أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ وأنّ سبيلهم ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„Ø§ يلجه شك أو شبهة وأنّ مذهبهم يؤدي إلى Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الØÙ‚ØŒ وأنّهم أغنوا الأمة الاسلامية عن اتباع المسالك الضالة التي ابتدعها من ليس له أهل.
ومن هذا المنطق تØÙˆÙ‘Ù„ الدكتور تاج الدين من مذهبه السابق واعتنق من أعماق وجوده مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ ثم ØØ§ÙˆÙ„ أن يوطّن Ù†ÙØ³Ù‡ للدعوة إلى سبيل
____________
1- الزمر: 17 ـ 18. 2- البقرة: 256.
الØÙ‚ وأن ينبّه Ù…ÙŽÙ† ØÙˆÙ„Ù‡ إلى الØÙ‚ائق التي ØØ§ÙˆÙ„ البعض كتمانها ÙˆØ§Ø®ÙØ§Ø¡Ù‡Ø§ ÙˆÙقاً لما أملت عليهم مصالØÙ‡Ù… الذاتية.
وقد ÙˆÙÙÙ‚ الدكتور ÙÙŠ ضوء استطاعته أن يتلقّى على عاتقه هذه المهمة الصعبة، وكانت من جملة الأمور التي قام بها هي نشر جملة من المقالات ÙÙŠ بعض الصØÙ المعتر٠بها من قبيل صØÙŠÙØ© الدستور، ÙˆØØ§ÙˆÙ„ الدكتور من خلال هذه المقالات أن يعرّ٠الناس بمكانة ائمة أهل البيت (عليهم السلام) ومقامهم ومنزلتهم التي رسمها رسول الله(صلى الله عليه وآله)لهم من بعده.
Ù…Ø¤Ù„ÙØ§ØªÙ‡:
(1) "الانسان هذا الكائن العجيب، أطوار خلقه وتصويره ÙÙŠ الطب والقرآن":
صدر عام 1413هـ Ù€ 1993Ù… عن دار عمار، الاردن ÙÙŠ أربعة أجزاء.
ذكر المؤل٠ÙÙŠ المقدمة: "إن ما اقدمه هو لقطات علمية أو قل مشاهد قرآنية، ØÙ‚ائق طبية Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© للكثيرين ليست هي بالاسرار ولا بالألغاز، وإنما هي آيات أو قل معجزات يجب التوق٠عندها ودراستها واستيعابها.. هذا العمل المتواضع يسلّط الأضواء Ùقط على بعض الآيات Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© التي تعالج خلق الانسان.. من أجل بعث وعي قرآني".
ويتطرّق المؤل٠ÙÙŠ الأجزاء الأربعة من هذا الكتاب إلى اطوار خلقة الانسان وكل أطوار ØÙŠØ§ØªÙ‡ منذ أن يكون نطÙÙ‡ ÙÙŠ الرØÙ… إلى أن يخرج انساناً ÙˆÙÙŠ كل مراØÙ„ ØÙŠØ§ØªÙ‡ØŒ ويقدم المؤل٠خلال Ø§Ø¨ØØ§Ø«Ù‡ Ø§Ù„Ù†ØµØ§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø·Ø¨ÙŠØ© التي تتجسد Ùيها عناصر الوقاية من كثير الامراض ÙˆØÙ…اية Ø§Ù„Ø§Ø·ÙØ§Ù„ والنساء والرجال من كثير من عوامل الاعاقة ÙˆØÙ…اية الانسان من المزالق المرضية.
ÙˆÙ‚ÙØ© مع كتابه: "الانسان هذا الكائن العجيب"
ÙŠÙˆØ¶Ù‘Ø Ø§Ù„ÙƒØ§ØªØ¨ Ùكرة الكتاب وما يريد أن يقول Ùيه، Ùيقول:
قال الله تعالى: (Ø³ÙŽÙ†ÙØ±ÙيهÙمْ ءَايَـتÙنَا ÙÙÙ‰ الاَْÙَاق٠وَ ÙÙÙ‰ Ø£ÙŽÙ†ÙÙØ³ÙÙ‡Ùمْ ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰ يَتَبَيَّنَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ أَنَّه٠الْØÙŽÙ‚ّ٠أَوَ لَمْ يَكْÙÙ Ø¨ÙØ±ÙŽØ¨Ùّكَ أَنَّه٠عَلَى ÙƒÙÙ„ÙÙ‘ شَىْء Ø´ÙŽÙ‡Ùيدٌ )(1) صدق الله العلي العظيم وقال:(وَيَتَÙَكَّرÙونَ ÙÙÙ‰ خَلْق٠السَّمَـوَ ت٠وَالاَْرْضÙ)(2) وقال أيضاً: (ÙˆÙŽ سَخَّرَ Ù„ÙŽÙƒÙÙ… مَّا ÙÙÙ‰ السَّمَـوَ ت٠وَ مَا ÙÙÙ‰ الاَْرْض٠جَمÙيعاً Ù…Ùّنْه٠إÙنَّ ÙÙÙ‰ ذَ Ù„ÙÙƒÙŽ لاََيَـت Ù„Ùّقَوْم يَتَÙَكَّرÙونَ)(3) وقال: (ÙÙŽØ§Ù‚Ù’ØµÙØµÙ الْقَصَصَ لَعَلَّهÙمْ يَتَÙَكَّرÙونَ )(4)... ØØ«Ù‘ الإنسان المؤمن الواعي على التÙكير. وقال تعالى ÙŠØØ°Ù‘ر من الجهل والجهالة: (وَلاَ تَكÙونÙواْ كَالَّذÙينَ قَالÙواْ Ø³ÙŽÙ…ÙØ¹Ù’نَا ÙˆÙŽÙ‡Ùمْ لاَ يَسْمَعÙونَ )(5).. وقال: (Ø¥Ùنَّ شَرَّ الدَّوَآبÙÙ‘ عÙندَ اللَّه٠الصّÙمّ٠الْبÙكْم٠الَّذÙينَ لاَ يَعْقÙÙ„Ùونَ )(6) وقال: (ÙˆÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ النَّاس٠مَن ÙŠÙØ¬ÙŽÙ€Ø¯ÙÙ„Ù ÙÙÙ‰ Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù Ø¨ÙØºÙŽÙŠÙ’ر٠عÙلْم ÙˆÙŽ ÙŠÙŽØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹Ù ÙƒÙلَّ شَيْطَـن مَّرÙيد )(7). وقال ÙŠØ³ØªØØ«Ù‘ الناس على اتّباع Ø§Ù„Ù†Ø§ÙØ¹ من البصائر والعلوم (الَّذÙينَ ÙŠÙŽØ³Ù’ØªÙŽÙ…ÙØ¹Ùونَ الْقَوْلَ ÙÙŽÙŠÙŽØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹Ùونَ Ø£ÙŽØÙ’سَنَهÙ)(8)... وقال أيضاً: (Ø£ÙŽÙˆÙŽ Ù…ÙŽÙ† كَانَ مَيْتاً ÙÙŽØ£ÙŽØÙ’يَيْنَـه٠وَجَعَلْنَا Ù„ÙŽÙ‡Ù Ù†Ùوراً يَمْشÙÙ‰ بÙÙ‡Ù ÙÙÙŠ النَّاس٠كَمَن مَّثَلÙÙ‡Ù ÙÙÙ‰
____________
1- ÙØµÙ„ت: 53. 2- آل عمران: 191.
3- الجاثية: 13.
4- الأعراÙ: 176.
5- Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ§Ù„: 21.
6- Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ§Ù„: 22.
7- Ø§Ù„ØØ¬: 3.
8- الزمر: 18.
الظّÙـلÙمَـتÙ)(1) هكذا ØØ«Ù‘ت التعاليم الإسلامية ÙÙŠ القرآن ÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ« على طلب العلم ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© بØÙŠØ« عدّت الإنسان الجاهل أعمى وجعلت Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© مقياساً هادياً لتقييم الأشياء وترجيØÙ‡Ø§ØŒ وعدّت النظرة السطØÙŠÙ‘Ø© إلى الأشياء تاÙهة. انظر المنطلق الصØÙŠØ Ù„Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© (ÙˆÙŽ الَّذÙينَ جَـهَدÙواْ ÙÙينَا لَنَهْدÙيَنَّهÙمْ Ø³ÙØ¨Ùلَنَا ÙˆÙŽ Ø¥Ùنَّ اللَّهَ لَمَعَ Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØÙ’Ø³ÙÙ†Ùينَ)(2).. القرآن ÙŠØØ«Ù‘ على كسب العلم وطلب Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© وإعمال الÙكر ÙÙŠÙ„ÙØª العقول إلى التعمّق وسبر أغوار الكائنات ÙÙŠØ´ØØ° الأذهان ÙˆÙŠØ´Ø±Ø Ø§Ù„ØµØ¯ÙˆØ±...
(ÙÙŽÙ„Ù’ÙŠÙŽÙ†Ø¸ÙØ±Ù الاْÙنسَـن٠مÙمَّ Ø®ÙÙ„ÙÙ‚ÙŽ * Ø®ÙÙ„ÙÙ‚ÙŽ Ù…ÙÙ† مَّآء دَاÙÙÙ‚ * ÙŠÙŽØ®Ù’Ø±ÙØ¬Ù Ù…Ùنم بَيْن٠الصّÙلْب٠وَالتَّرَآئب٠* Ø¥ÙنَّهÙÙˆ عَلَى رَجْعÙÙ‡Ù Ù‰ Ù„ÙŽÙ‚ÙŽØ§Ø¯ÙØ±ÙŒ * يَوْمَ ØªÙØ¨Ù’Ù„ÙŽÙ‰ Ø§Ù„Ø³Ù‘ÙŽØ±ÙŽØ¢Ø¦ÙØ±Ù )(3).
الماء الداÙÙ‚:
يبدأ الكاتب ÙÙŠ ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ø¨Ø¹Ø¶ Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„ØØ§Øª القرآنية لادوار الجنين على أساس ما يقوله الطب Ùيقول:
الماء الداÙÙ‚ ما هو؟ قال أكثر Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ø±ÙŠÙ† هو السائل المنوي ÙÙŠ الرجل... ولكن ماذا يقول الطب ÙÙŠ المرأة؟... المعرو٠أنَّ للمرأة نوعين من الماء أولهما ماء لزج يسيل ولا يتدÙّق وهو ماء المهبل، ويساعد Ùقط على ترطيب المهبل وتنظيÙÙ‡ من الجراثيم. أمّا الثاني Ùهو ماء متدÙّق أجل ماء متدÙّق يخرج من ØÙˆÙŠØµÙ„Ø© المبيض مرّة كل شهر ÙˆÙيه البويضة التي يلتقطها النÙير (قناة ÙØ§Ù„وب) بوساطة أهداب ناعمة ملساء ÙˆÙŠØ¯ÙØ¹Ù‡Ø§ ØØªÙ‘Ù‰ تلتقي بالØÙŠÙˆØ§Ù† المنوي ÙÙŠ دهليز البوق... المهم أنّ كليهما يتدÙقان... ماء الرجل وماء المرأة... وكلاهما يخرج من
____________
1- الأنعام: 122. 2- العنكبوت: 69.
3- الطارق: 5 ـ 9.
بين الصلب والترائب، أي من الخصية والمبيض... وكلاهما يتكوّنان بين العمود الÙقري والأضلاع ÙÙŠ الجنين وصدق الله العظيم الذي قال: (ÙÙŽÙ„Ù’ÙŠÙŽÙ†Ø¸ÙØ±Ù الاْÙنسَـن٠مÙمَّ Ø®ÙÙ„ÙÙ‚ÙŽ * Ø®ÙÙ„ÙÙ‚ÙŽ Ù…ÙÙ† مَّآء دَاÙÙÙ‚ * ÙŠÙŽØ®Ù’Ø±ÙØ¬Ù Ù…Ùنم بَيْن٠الصّÙلْب٠وَالتَّرَآئبÙ)(1).
(Ø«Ùمَّ Ø¬ÙŽØ¹ÙŽÙ„Ù’Ù†ÙŽÙ€Ù‡Ù Ù†ÙØ·Ù’Ùَةً)(2):
(Ø£ÙŽÙˆÙŽ لَمْ يَرَ الاْÙنسَـن٠أَنَّا خَلَقْنَـه٠مÙÙ† Ù†Ù‘ÙØ·Ù’ÙÙŽØ© ÙÙŽØ¥ÙØ°ÙŽØ§ Ù‡ÙÙˆÙŽ خَصÙيمٌ Ù…Ù‘ÙØ¨Ùينٌ )(3) القرآن ÙŠØªØØ¯Ù‘ÙŽØ« عن Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© قبل 14 قرناً... تارةً ليذكّر الإنسان بأصله (هَلْ أَتَى عَلَى الاْÙنسَـن٠ØÙينٌ Ù…Ùّنَ الدَّهْر٠لَمْ ÙŠÙŽÙƒÙÙ† شَيْـاً مَّذْكÙورًا * Ø¥Ùنَّا خَلَقْنَا الاْÙنسَـنَ Ù…ÙÙ† Ù†Ù‘ÙØ·Ù’ÙÙŽØ© أَمْشَاج نَّبْتَلÙيه٠Ùَجَعَلْنَـه٠سَمÙيعَام بَصÙيرًا )(4) وطوراً ليذكّره بيوم Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø¨. تارة ليØÙ…له على Ø§Ù„Ø¨ØØ« والاستقصاء أو التأمّل والتÙكّر والاعتبار وطوراً ليØÙزه على الإيمان Ø¨Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ Ø§Ù„Ø£ØØ¯.. Ùيقول: (Ù‚Ùلْ سÙيرÙواْ ÙÙÙ‰ الاَْرْض٠ÙÙŽØ§Ù†Ø¸ÙØ±Ùواْ كَيْÙÙŽ بَدَأَ الْخَلْقَ)(5) ويقول ÙÙŠ سورة القيامة: (Ø£ÙŽÙŠÙŽØÙ’سَب٠الاْÙنسَـن٠أَن ÙŠÙØªÙ’رَكَ Ø³ÙØ¯Ù‹Ù‰ * أَلَمْ ÙŠÙŽÙƒÙ Ù†ÙØ·Ù’Ùَةً Ù…Ùّن مَّنÙىّ ÙŠÙمْنَى * Ø«Ùمَّ كَانَ عَلَقَةً Ùَخَلَقَ Ùَسَوَّى * Ùَجَعَلَ Ù…Ùنْه٠الزَّوْجَيْن٠الذَّكَرَ ÙˆÙŽ الاْÙنثَى * أَلَيْسَ ذَ Ù„ÙÙƒÙŽ بÙÙ‚ÙŽÙ€Ø¯ÙØ± عَلَى Ø£ÙŽÙ† ÙŠÙØÙ’ÙŠÙÙ‰ÙŽ الْمَوْتَى)(6).
Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© أو الØÙŠÙˆØ§Ù† المنوي ØªÙØ±Ø²Ù‡ الخصية بأعداد ÙˆÙيرة تصل إلى أكثر من 350 مليون Ù†Ø·ÙØ© عند بعض الرجال وإلى Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯Ø© أو Ø§Ù„ØµÙØ± عند بعضهم الآخر (طبعاً ÙÙŠ الأØÙˆØ§Ù„ غير الطبيعيّة). وإذا دقّقنا النظر ÙÙŠ كل ØÙŠÙˆØ§Ù† منوي
____________
1- الطارق: 5 ـ 7. 2- المؤمنون: 13.
3- يس: 77.
4- الإنسان: 1 ـ 2.
5- العنكبوت: 20.
6- القيامة: 36 ـ 40.
وجدناه "كالطوربيد" له رأس مصÙÙ‘Ø Ù…Ø¯Ø¨Ù‘Ø¨ وله عنق صغير وله ذيل. ورأسه مثلّث الشكل يشبه رأس صاروخ أو Ù‚Ø°ÙŠÙØ© طوله 5 ميكرون (الميكرون 1000/1 من الملّميتر). ØªØªØØ±Ù‘Ùƒ "Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ©" بواسطة الذيل من المهبل إلى عنق الرØÙ… ثمَّ إلى الرØÙ… ومنها إلى النÙير، لتلتقي بالبويضة (Ù†Ø·ÙØ© المرأة) ÙÙŠ Ø£ØØ¯ النÙيرين مكوّنة Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© الأمشاج. العلم ÙˆÙ‚Ù ØØ§Ø¦Ø±Ø§Ù‹ سنيناً طويلة لا يعر٠كي٠يتكوّن الجنين والقرآن ÙŠØªØØ¯Ù‘Ø« عن مراØÙ„ تخليق وتصوير الجنين خطوة خطوة قبل أربعة عشر قرناً وصدق الله العظيم ÙÙŠ قوله تعالى: (ولتعلمنَّ نبأَه٠بعد ØÙŠÙ†)(1).
ومØÙ…ّد رسول الله(صلى الله عليه وآله) لم ØªØ®Ù„Ù Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ«Ù‡ من ذكر "Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ©" قال لليهودي الذي بعثته قريش ليسأله ممَّ ÙŠÙØ®Ù„ÙŽÙ‚ الإنسان: "يا يهوديّ... Ù…ÙÙ† ÙƒÙ„Ù‘Ù ÙŠÙØ®Ù„Ù‚... من Ù†Ø·ÙØ© الرجل ومن Ù†Ø·ÙØ© المرأة"(2).
البويضة (Ù†Ø·ÙØ© المرأة):
إنّ عملية تكوّن البويضات تبدأ بهجرة الخلايا الجرثومية البيضيّة الأوليّة من أماكن أخرى من جسم الجنين إلى منطقة الغدة التناسليّة. وأول ما يتمايز من هذه الخلايا الجرثومية الأولية هو الخلية البيضيّة البدائية (أم البيض) ثم الخلية البيضية الأولية، ثم أم سل٠البويضة ثم سل٠البويضة.
يتضاع٠أولا DNA (ØØ§Ù…ض ديزوكسي نيوكلييك) الصبغي (الكروموزومي) ÙÙŠ الخلايا البيضيّة الأولية. ومن بعد تمر هذه الخلايا كمثيلاتها من الخلايا المنويّة الأوليّة ÙÙŠ مرØÙ„تين انقساميّتين Ù…ÙÙ†ÙŽØµÙ‘ÙØªÙŠÙ†ØŒ وتنتهي بتكوّن بويضات ØªØØªÙˆÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ نص٠عدد الصبغيات الموجودة ÙÙŠ خلايا الجسم العادية. وهذه البويضات الناضجة ÙØ§Ù„Ù†Ø·ÙØ© أصغر ØØ¬Ù…اً من البويضة.
____________
1- ص: 88. 2- عن الإمام Ø£ØÙ…د ÙÙŠ مسنده.
ÙˆÙ†Ø·ÙØ© الرجل Ùيها ذيل والبويضة كرويّة بلا ذيل!
Ù†Ø·ÙØ© الرجل ØªØªØØ±Ù‘Ùƒ بديناميكيّة ذاتيّة أمّا البويضة ÙØªØÙ…Ù„ بأهداب النÙير إلى داخله والنط٠توجد بالملايين بعد سن البلوغ أمّا البويضات ÙØ¨Ø§Ù„Ø¢Ù Ùقط.
Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© قويّة الشكيمة "بطّوطيّة" (بعيدة Ø§Ù„Ø³ÙØ±) أمّا البويضة Ùهي وديعة تمشي على استØÙŠØ§Ø¡ إلى قدر Ù…ØØªÙˆÙ… ÙØ¥Ù…ّا أن تصاد٠"ÙØ§Ø±Ø³ الأØÙ„ام" ÙÙŠ دهليز البوق، ÙØªØ¹ØªÙ†Ù‚Ù‡ مكونّة Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© الأمشاج، وإمّا أن تشاء الظرو٠أنْ لا يكون Ø£ØØ¯ ÙÙŠ الانتظار، ÙØªÙ†ÙƒÙ…Ø´ ثمَّ تذوب ثمَّ تخرج مع دم الطمث.
البويضة كالأميرة تلبس التاج المشعَ.
Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© (الØÙŠÙˆØ§Ù† المنوي) كالطوربيد يلبس قلنسوة Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø±Ø¨ على رأسه المدبّب وله عنق وذيل... ولا يهمّه سوى تنÙيذ المهمّة التي Ø£Ùنيطت به Ùهو دائم Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ©ØŒ جسور لا يبالي بالمخاطر، دؤوب، ÙŠØ¨ØØ« دون كَلل وملل ÙˆØ¨Ù„Ù‡ÙØ© المشتاق عن أميرة ذات تاج مشع، داخل دهليز Ù…ÙˆØØ´ØŒ وعر المسلك قاتم السواد مظلم الأركان، كثير التلاÙÙŠÙØŒ ممتلىء بالتعاريج، وليس الذكر كالأنثى.
ولد أو بنت؟
قال الله تعالى: (Ø£ÙŽÙŠÙŽØÙ’سَب٠الاْÙنسَـن٠أَن ÙŠÙØªÙ’رَكَ Ø³ÙØ¯Ù‹Ù‰ * أَلَمْ ÙŠÙŽÙƒÙ Ù†ÙØ·Ù’Ùَةً Ù…Ùّن مَّنÙىّ ÙŠÙمْنَى * Ø«Ùمَّ كَانَ عَلَقَةً Ùَخَلَقَ Ùَسَوَّى * Ùَجَعَلَ Ù…Ùنْه٠(أي ماء الرجل، المني) الزَّوْجَيْن٠الذَّكَرَ ÙˆÙŽ الاْÙنثَى)(1).
ØÙ‚يقة علميّة يصدرها القرآن قبل أربعة عشر قرناً... يريد الله ليبيّن لكم ويهديكم وهي أنَّ ØªØØ¯ÙŠØ¯ الجنس يعود للنط٠عند الذكر. القرآن يمسّكنا بطر٠الخيط، ÙˆÙŠØØ«Ù‘نا ÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡ على Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن الطر٠الآخر. ÙØ§Ù„له Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى لا يريدنا أن نكون كسالى وخاملين، قال: (ÙˆÙŽ الَّذÙينَ جَـهَدÙواْ ÙÙينَا لَنَهْدÙيَنَّهÙمْ
____________
1- القيامة: 36 ـ 39.
Ø³ÙØ¨Ùلَنَا ÙˆÙŽ Ø¥Ùنَّ اللَّهَ لَمَعَ Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØÙ’Ø³ÙÙ†Ùينَ )(1).
وقال: (Ù‚Ùلْ سÙيرÙواْ ÙÙÙ‰ الاَْرْض٠ÙÙŽØ§Ù†Ø¸ÙØ±Ùواْ كَيْÙÙŽ بَدَأَ الْخَلْقَ)(2).. هنالك ØØ« ÙˆØ§Ø³ØªÙ†ÙØ§Ø± على Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتنقيب، والتÙكّر والتعقّل ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ© Ø§Ù„Ù†ÙØ³ والكون قال: (Ø³ÙŽÙ†ÙØ±ÙيهÙمْ ءَايَـتÙنَا ÙÙÙ‰ الاَْÙَاق٠وَ ÙÙÙ‰ Ø£ÙŽÙ†ÙÙØ³ÙÙ‡Ùمْ ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰ يَتَبَيَّنَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ أَنَّه٠الْØÙŽÙ‚Ù‘Ù)(3).
وقال جلّ وعلا Ù„Ø§ÙØªØ§Ù‹ النظر ومذكّراً: (وَاللَّه٠أَخْرَجَكÙÙ… Ù…Ùّنم Ø¨ÙØ·Ùون٠أÙمَّهَـتÙÙƒÙمْ لاَ تَعْلَمÙونَ شَيْـاً وَجَعَلَ Ù„ÙŽÙƒÙم٠السَّمْعَ ÙˆÙŽ الاَْبْصَـرَ ÙˆÙŽ الاَْÙÙ’Ù€ÙØ¯ÙŽØ©ÙŽ Ù„ÙŽØ¹ÙŽÙ„Ù‘ÙŽÙƒÙمْ ØªÙŽØ´Ù’ÙƒÙØ±Ùونَ )(4).
ويعلّمكم الله والله بكل شيء عليم...
يقول: (وَلَيْسَ الذَّكَر٠كَالاْÙنثَى)(5)... Ù†Ø·ÙØ© الرجل Ùيها خصائص التذكير والتأنيث Ùيها نوعان من الكروموزوم (الصبغيّات) الجنسي بينما Ù†Ø·ÙØ© المرأة نوع ÙˆØ§ØØ¯ من الكروموزوم الجنسي وهو الكروموزوم الأنثوي...
وأخيراً، بعد أربعة عشر قرناً يتوصّل العالم إلى Ù…Ø¹Ø±ÙØ© Ø§Ù„ÙØ±ÙˆÙ‚ بين Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© "الØÙŠÙˆØ§Ù† المنوي" والبويضة "Ù†Ø·ÙØ© المرأة" Ùقد Ø§ØªÙ‘Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ÙŽ نواة البويضة الأنثويّة أو أيّة خلية أخرى لدى الأÙنثى تØÙ…Ù„ أجساماً جنسيّة من نوع (XX) (س س) وإن Ù†Ø·ÙØ© الرجل ØªØØªÙˆÙŠ Ø£Ø¬Ø³Ø§Ù…Ø§Ù‹ جنسيّة من نوع (XY) س ص ÙØ¥Ø°Ø§ انقسمت Ø£ØµØ¨ØØª النط٠الجديدة إمّا (Y) ص أو (X) س أي ذكريّة (Y) ص وأنثوية (X) س. والØÙŠÙˆØ§Ù† المنوي الذي ÙŠØÙ…Ù„ إشارة (Y) (ص) يختل٠عن الØÙŠÙˆØ§Ù† المنوي الذي ÙŠØÙ…Ù„ إشارة (X) (س).. وليس الذكر كالأنثى وهنالك اختلا٠بينهما ليس ÙÙŠ الشكل والمنظر ÙØØ³Ø¨ بل ÙÙŠ خصائص ومميزات متعدّدة ÙØ¥Ø°Ø§ ما Ù„Ù‚Ù‘ÙŽØØªÙ’ Ù†Ø·ÙØ©
____________
1- العنكبوت: 69. 2- العنكبوت: 20.
3- ÙØµÙ‘لت: 53.
4- النØÙ„: 78.
5- آل عمران: 36.
ذكريّة (Y) ص بويضة (X) س كان الناتج إنساناً ذكراً Ùيه جسميات (X) س Ùˆ(X) س. وهكذاترى أنَّ البويضة تعطي دائماً شارة الأنوثة، أمّا Ù†Ø·ÙØ© الرجل Ùهي التي بأمكانها ØªØØ¯ÙŠØ¯ أذكر أم أنثى Ù„Ø§ØØªÙˆØ§Ø¦Ù‡Ø§ على خصائص الذكورة والأنوثة وصدق الله تعالى: (وَلَيْسَ الذَّكَر٠كَالاْÙنثَى)(1) Ùلا يلومنّ Ø£ØØ¯ زوجته إذا هي أنجبت له إناثاً دون الذكور.
تكوّن Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© الأمشاج:
قال الله تعالى: (ÙˆÙŽ Ù‚Ùل٠الْØÙŽÙ…ْد٠لÙÙ„Ù‘ÙŽÙ‡Ù Ø³ÙŽÙŠÙØ±ÙيكÙمْ ءَايَـتÙÙ‡Ù Ù‰ ÙَتَعْرÙÙÙونَهَا ÙˆÙŽ مَا رَبّÙÙƒÙŽ Ø¨ÙØºÙŽÙ€ÙÙÙ„ عَمَّا تَعْمَلÙونَ )(2).
وقال أيضاً: (ÙˆÙŽ خَلَقَ ÙƒÙلَّ شَىْء ÙَقَدَّرَهÙÙˆ تَقْدÙيرًا )(3).
البويضة، قلّما تعيش أكثر من 36 ساعة بعد خروجها من المبيض، ÙˆÙ†Ø·ÙØ© الرجل ØªØØªØ§Ø¬ 7 Ù€ 30 ساعة للوصول إلى البويضة لتلقيØÙ‡Ø§... عمليّة ØØ³Ø§Ø¨ÙŠÙ‘Ø© تبدو بالنسبة لنا وكأنها مدروسة بدقّة، ولكنّها أي عمليّة ØªØØ¯ÙŠØ¯ المكان والزمان المناسبين لالتقاء Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© بالبويضة (وهو الجزء Ø§Ù„ÙˆØØ´ÙŠ Ù…Ù† قناة الرØÙ…) بالنسبة لله تعالى هي كما يقول جل وعلا (Ø¥Ùنَّمَآ أَمْرÙÙ‡ÙÙˆ Ø¥ÙØ°ÙŽØ¢ أَرَادَ شَيْـاً Ø£ÙŽÙ† ÙŠÙŽÙ‚Ùولَ Ù„ÙŽÙ‡ÙÙˆ ÙƒÙÙ† ÙÙŽÙŠÙŽÙƒÙونÙ)(4)(ÙÙŽØ³ÙØ¨Ù’ØÙŽÙ€Ù†ÙŽ Ø§Ù„Ù‘ÙŽØ°ÙÙ‰ بÙيَدÙÙ‡Ù Ù‰ Ù…ÙŽÙ„ÙŽÙƒÙوت٠كÙÙ„ÙÙ‘ شَىْء ÙˆÙŽ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙŠÙ’Ù‡Ù ØªÙØ±Ù’جَعÙونَ )(5)"ÙØ§Ø¹Ù„ لا بمعنى Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ§Øª (Ø«Ùمَّ Ø¬ÙŽØ¹ÙŽÙ„Ù’Ù†ÙŽÙ€Ù‡Ù Ù†ÙØ·Ù’Ùَةً ÙÙÙ‰ قَرَار مَّكÙين )(6).
جاء ذكر "القرار المكين" أيضاً ÙÙŠ سورة المرسلات قال تعالى: (أَلَمْ
____________
1- آل عمران: 36. 2- النمل: 93.
3- Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ان: 2.
4- يس: 82.
5- يس: 83.
6- المؤمنون: 13.
نَخْلÙقكّÙÙ… Ù…Ùّن مَّآء مَّهÙين * Ùَجَعَلْنَـه٠ÙÙÙ‰ قَرَار مَّكÙين * Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ قَدَر مَّعْلÙوم * Ùَقَدَرْنَا ÙÙŽÙ†ÙØ¹Ù’Ù…ÙŽ Ø§Ù„Ù’Ù‚ÙŽÙ€Ø¯ÙØ±Ùونَ )(1).
قال Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ø±ÙˆÙ† "الماء المهين" الØÙ‚ير، قليل الغناء. والمراد به Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ©ØŒ والمراد "بالقرار المكين" الرØÙ…ØŒ والقدر المعلوم مدّة الØÙ…Ù„ØŒ والقرار مصدر Ø£ÙØ±ÙŠØ¯ به المقرّ مبالغة، والمراد به الرØÙ… التي تستقر Ùيها Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ©ØŒ والمكين المتمكّن، لتمكّنها ÙÙŠ ØÙظ Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© من الضياع ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ØŒ ولكون Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© مستقرّةٌ متمكنة Ùيها... والمعنى ثمَّ جعلنا الإنسان Ù†Ø·ÙØ© ÙÙŠ مستقر متمكّن هي الرØÙ…ØŒ كما خلقناه أوّلا من سلالة من طين أي بدّلنا طريق خلقه من هذا إلى ذاك.
وقد اختل٠العط٠من "ÙØ§Ø¡" إلى "ثمَّ" لأنَّ ما Ø¹ÙØ·ÙÙÙŽ بـ "Ø«Ùمَّ" له بينونة كاملة مع ما Ø¹ÙØ·ÙÙÙŽ عليه، وما لم يكن Ùيه بينونة Ø¹ÙØ·ÙÙÙŽ "Ø¨Ø§Ù„ÙØ§Ø¡"ØŒ كقوله (Ùَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ Ù…ÙØ¶Ù’غَةً Ùَخَلَقْنَا Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¶Ù’غَةَ Ø¹ÙØ¸ÙŽÙ€Ù…اً Ùَكَسَوْنَا Ø§Ù„Ù’Ø¹ÙØ¸ÙŽÙ€Ù…ÙŽ Ù„ÙŽØÙ’ماً Ø«Ùمَّ أَنشَأْنَـه٠خَلْقاً ءَاخَرَ Ùَتَبَارَكَ اللَّه٠أَØÙ’سَن٠الْخَــلÙÙ‚Ùينَ)(2).
هنالك إذن انتقال من مرØÙ„Ø© إلى أخرى... من مرØÙ„Ø© الطين (ÙˆÙŽ لَقَدْ خَلَقْنَا الاْÙنسَـنَ Ù…ÙÙ† سÙلَــلَة Ù…Ùّن Ø·Ùين )(3) إلى مرØÙ„Ø© Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© ÙÙŠ القرار المكين (Ø«Ùمَّ Ø¬ÙŽØ¹ÙŽÙ„Ù’Ù†ÙŽÙ€Ù‡Ù Ù†ÙØ·Ù’Ùَةً ÙÙÙ‰ قَرَار مَّكÙين)(4) والمقصود طور Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© الأمشاج لقوله تعالى: (Ø¥Ùنَّا خَلَقْنَا الاْÙنسَـنَ Ù…ÙÙ† Ù†Ù‘ÙØ·Ù’ÙÙŽØ© أَمْشَاج نَّبْتَلÙيهÙ)(5) وذلك ØÙŠÙ† تلتØÙ… Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© (الØÙŠÙˆØ§Ù† المنوي) مع Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© (البويضة).
لنق٠قليلا عند كلمة "مكين". القرار المكين هو المتمكن الذي تنمو Ùيه
____________
1- المرسلات: 20 ـ 23. 2- المؤمنون: 14.
3- المؤمنون: 12.
4- المؤمنون: 13.
5- الإنسان: 2.
Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© الأمشاج، ØØªÙ‰ تصير ØÙ…يلا(1)ØŒ ثم جنيناً، ثمَّ تخرج Ø·Ùلا، كامل الخÙلقة سويَّ التكوين. هذا "القرار" عجيب لو أمعنّا النظر ÙÙŠ شكله وتكوينه وقدراته. ما أعظم هذه الكلمة "مكين"ØŒ Ùقد جمعت كل المعاني المطلوبة لوص٠الرØÙ…. لم يقل سميك ولم يقل ØØµÙŠÙ† ولم يقل متين Ùهو كل ذلك وأكثر... هو قرار مكين. ÙØ§Ù„رØÙ… مؤمَّنة بعظام الØÙˆØ¶ التي تØÙ…يها، ومميّزه بكثرة الأعضاء والأنسجة المسخّرة لخدمتها، ÙˆØÙظها، ورعايتها، كالغدد، والأعصاب، والدم. وهي مشدودة بأربطة رØÙ…يّة، وهي مضغوطة، Ùلا تتمدّد طبيعيّاً إلاّ بعد الØÙ…Ù„ØŒ وهي Ù…ÙØ±ÙˆØ´Ø© ÙÙŠ الداخل بغطاء (طبقة) ملساء ناعمة رقية Ù„Ø§ØØªØ¶Ø§Ù† البويضة Ø§Ù„Ù…Ù„Ù‚Ù‘ÙŽØØ©. وهي ممسَّكة Ø¨ØØ¨Ø§Ù„ وأوتاد وأنسجة ومعلّقة كالجسر... إنّها ÙØ¹Ù„ا Ù…ÙŽØÙ’ضَن ØØ±ÙŠØ² ÙƒØ§Ù„ØØµÙ† المنيع... إنّها قرار مكين..
والرØÙ… تقع ÙÙŠ الØÙˆØ¶ الØÙ‚يقي لهيكل المرأة الذي ÙŠØÙ…يها... والرØÙ… تستطيع أن تتمدّد ÙˆØªØªØØ±Ù‘Ùƒ وتنمو ØØªÙ‰ أنَّ ØØ¬Ù…ها يتضاع٠أكثر من 2000 مرّة ÙÙŠ نهاية الØÙ…Ù„. والرØÙ… مع ذلك تبقى ÙÙŠ مكانها لأنها مشدودة ومربوطة ومعلَّقة بأوتاد تØÙ…يها، وتØÙظها، كجسر معلّق، تشدّها تارة، وترخيها أخرى Ø¨ØØ³Ø¨ ظروÙها...
والرØÙ… تقع ÙÙŠ Ù…ØÙˆØ± معيّن يلائم تقاسيم الØÙˆØ¶ والبطن ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ø§Øº الذي تملأه ÙÙŠ الØÙ…Ù„ØŒ ÙˆÙÙŠ غير الØÙ…Ù„.
والرØÙ… ممسّكة بأغشية تشدّها إلى الØÙˆØ¶ Ùهي أي الرØÙ… يجب أن تتمكّن يوماً ما من ØÙ…Ù„ جنين قد يصل وزنه إلى 4 أو 5 كيلوغرامات. أو إلى ØÙ…Ù„ عدد من الأجنّة ÙŠÙوق هذا الوزن!
والرØÙ… (القرار المكين) Ù…ØØ¬ÙˆØ¨Ø© بالمهبل وبعضلات العجان من أسÙÙ„ØŒ
____________
1- ØÙ…يلا: Ù„ÙØ¸ يطلق على الجنين الذي لم يبلغ الثلاثة أشهر.
ÙˆÙ…ØØ±ÙˆØ³Ø© بعضلات البطن من أمام ومربوطة بنسيج متين من خلايا خاصّة تمسكها بالمثانة وبالمستقيم من الخل٠للمساندة.
والرØÙ… متّصلة بالعنق، والعنق متّصل بالمهبل. وهذا يساعد على ثبات الرØÙ… ÙÙŠ مكانها كالجسر المعلّق. والرØÙ… مطعَّمة ومقوّاة بعضلات ذي ثلاث طبقات لولا انقباضها الشديد بعد الولادة لاستمرَّ النزي٠إلى ما لا نهاية.
والرØÙ… تَعود إلى ØØ¬Ù…ها الأصلي بعد الولادة بمساعدة هرمونات نخاميّة (ØªÙØ±Ø²Ù‡Ø§ الغدّة النخاميّة). والرØÙ… مهيّأة للاستجابة لهرمونات كالأستروجين والبروجستيرون، ÙØ§Ù„أول ÙŠØØ±Ù‘Ùƒ الرØÙ… طرباً ÙÙŠ المرØÙ„Ø© الأولى من الدورة الشهريّة ÙØªÙŽÙ‡ØªØ²Ù‘ØŒ ÙˆØªÙŽÙ†ÙØªØØŒ وتتقلّص، وتتلوّى، طالبةً Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ©ØŒ وبعد Ø§Ù„ØªÙ„Ù‚ÙŠØ ØªØªÙ‡ÙŠÙ‘Ø£ لتأثيرات الهرمون الثاني، أعني البروجستيرون، الذي يجعلها رزينة هادئة ساكنة، لأنَّ ÙÙŠ طيّاتها Ù†Ø·ÙØ© (Ù…Ù„Ù‚Ù‘ÙŽØØ©) أمشاج تَودّ أن ØªØØ§Ùظ عليها! وصدق الله العظيم ÙÙŠ قوله تعالى: (ÙˆÙŽ ÙÙÙ‰ الاَْرْض٠ءَايَـتٌ Ù„ÙّلْمÙوقÙÙ†Ùينَ * ÙˆÙŽ ÙÙÙ‰ Ø£ÙŽÙ†ÙÙØ³ÙÙƒÙمْ)(1). والقرار المكين آية من آيات الله... يجب التوقّ٠عندها وتأمّلها ودراستها.
العلقة، (Ø«Ùمَّ خَلَقْنَا Ø§Ù„Ù†Ù‘ÙØ·Ù’Ùَةَ عَلَقَةً)(2):
تتعلّق البويضة Ø§Ù„Ù…Ù„Ù‚Ù‘ÙŽØØ© بادىء ذي بدء عن طريق استطالات زغابيّة آكلة كأشباه الجذور، وهي عبارة عن أهداب.. خمائل تربط بين العلقة وأتربة جدار بيت الرØÙ…... بØÙŠØ±Ø§Øª دمويّة وغدد... التي منها تتغذّى وتتنÙّس. ثمّ بعد ÙØªØ±Ø© يتكوّن الغشاء المشيمي الذي من بعضه تتكوّن المشيمة Ùيما بعد، وبخملاته تتعلّق العلقة بالرØÙ… ÙÙŠ الأسبوع الثاني. ثمّ يتكوّن المعلاق (رباط، ساق موصل) ØÙˆØ§Ù„ÙŠ اليوم الرابع عشر، وهو الذي يربط الØÙ…يل بالغشاء المشيمي. وهذا المعلاق يتطوّر
____________
1- الذاريات: 20 ـ 21. 2- المؤمنون: 14.
إلى Ø§Ù„ØØ¨Ù„ السرّي الذي يوصل الجنين بالمشيمة، ويØÙˆÙŠ Ø£ÙˆØ¹ÙŠØ© دمويّة تنقل الغذاء والأكسجين إلى الجنين وتخلّصه من Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ات بتمريرها إلى المشيمة.
تنتهي مرØÙ„Ø© "العلقة" مجهرياً ÙÙŠ نهاية الأسبوع الثالث من التقاء البويضة Ø¨Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ©... وذلك بابتداء تكوّن الكتل البدينيّة(1) (قطاعات الÙقرات الأولية Ù€ أصل العظام والعضل) ونظام الدورة الدمويّة.
(Ùَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ Ù…ÙØ¶Ù’غَةً)(2):
المضغة هي المرØÙ„Ø© التالية لمرØÙ„Ø© العلقة، وتبدأ ÙÙŠ اليوم الثالث والعشرين تقريباً بعد Ø§Ù„ØªÙ„Ù‚ÙŠØ (الأسبوع الرابع) أو اليوم الأربعين تقريباً بعد آخر "ØÙŠØ¶Ø©". تتشكّل أوّلا كتل بدينيّة. وهذه الكتل التي تظهر تدريجيّاً ÙÙŠ أوقات Ù…ØªÙØ§ÙˆØªØ© تصل ÙÙŠ النهاية من 42 إلى 45 كتلة على كل جانب من Ù…ÙØÙˆØ± الجنين من أعلى إلى أسÙÙ„. وهي التي تتكوّن منها Ùقرات العمود الÙقري...
المضغة: ÙÙŠ هذه المرØÙ„Ø© لا يزيد ØØ¬Ù…ها بما ÙŠØÙŠØ· بها من دم وأغشية مشيميّة عن "كرة الطاولة" أو "بيضة الØÙ…ام" Ùهي إذن كقطعة Ù„ØÙ… بقدر ما يمضغ!
Ù„Ù†ØªØØ¯Ù‘Ø« الآن عن ÙØªØ±Ø© تعر٠ÙÙŠ علم الأجنّة ÙˆØ§Ù„ØªØ´Ø±ÙŠØ Ø¨ÙØªØ±Ø© "الØÙ…يل" وهي التي أشار إليها القرآن الكريم "بالمضغة"... هذه Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© هي بالذات ÙØªØ±Ø© تخلّق وتمايز، وأعني أنَّ الطبقات الثلاث التي يتكوّن منها الØÙ…يل تبدأ بتخليق أنسجة وأعضاء معيّنة. وبانتهاء هذه Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© التي تمتد ØØ³Ø¨ علم الأجنّة إلى نهاية الشهر الثاني(3) يكون الØÙ…يل قد تكوّنت لديه أعضاء الأجهزة الرئيسيّة. والجدير بالذكر أنّه بسبب ذلك يتغيّر شكل الØÙ…يل إلى درجة كبيرة إذ ÙŠØµØ¨Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ù…ÙƒØ§Ù† الآن
____________
1- بدينات٠أوّلية (سل٠الغضروÙ) هي أصول الÙقرات، واللØÙ…. 2- المؤمنون: 14.
3- من عمر الجنين الرØÙ…ÙŠ.
تمييز Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„Ø±Ø¦ÙŠØ³ÙŠÙ‘Ø© للشكل الخارجي لجنين بشري.
(ÙˆÙŽØ§Ù†Ø¸ÙØ±Ù’ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ Ø§Ù„Ù’Ø¹ÙØ¸ÙŽØ§Ù…٠كَيْÙÙŽ Ù†ÙÙ†Ø´ÙØ²Ùهَا)(1):
1 Ù€ العمود الÙقاري:
وهو من معطيات الطبقة المخلَّقة الوسطى للمضغة. Ùمع بداية الأسبوع الرابع أي ØÙˆØ§Ù„ÙŠ الأربعين يوماً بعد آخر "ØÙŠØ¶Ø©" تبدأ خلايا طلائية متميّزة والمكوّنة للجدار الأمامي والجانبي للكتل الهيكليّة باتخاذ أشكال جديدة لها، متنوعة Ø«Ùمَّ تهاجر باتجاه Ø§Ù„ØØ¨Ù„ الظهري. وهذه الخلايا التي تعر٠بأجمعها بالخلايا الهيكليّة الأوليّة تكوّن أنسجة رخويّة، مخلخلة، تعر٠بالأنسجة الضامّة. تØÙŠØ· هذه الأنسجة Ø¨Ø§Ù„ØØ¨Ù„ الشوكي ÙˆØ§Ù„ØØ¨Ù„ الظهري لتكوّن العمود الÙقاري... بعد ظهور مراكز التمعظم Ùيها مع بداية الأسبوع التاسع من عمر الجنين الرØÙ…ÙŠ.
(Ø«Ùمَّ نَكْسÙوهَا Ù„ÙŽØÙ’ماً)(2):
2 ـ العضل والجلد:
أمّا الجدار الخلÙÙŠ المتبقّي للكتلة الهيكليّة، والذي يعر٠الآن بالكتلة العضليّة، Ùيكوّن طبقة جديدة من الخلايا، تمتاز بوجود أنوية Ø´Ø§ØØ¨Ø©. وهذه الخلايا بالذات تكسو العظام التي نشأت من ØÙˆÙ„ها، باللØÙ… (العضل). وبعد تكوّن العضل من خلايا هذه الكتل المتميّزة، تنتشر هذه المجموعات من الخلايا العضليّة ØªØØª الطبقة الخارجيّة (أكتودرم) بعد أن تÙقد خاصّيتها الضامّة، لتكوّن طبقة الجلد والأنسجة ØªØØª الجلديّة.
____________
1- البقرة: 259ØŒ لا يبدأ العظم بالتخلق إلاّ بعد ظهور مراكز التمعظم ÙÙŠ النسيج المضغي ابتداء من الأسبوع التاسع لنمو الجنين (باستثناء عظم الترقوة). 2- البقرة: 259.
وهكذا ÙØ¥Ù†Ù‘ كل كتلة هيكليّة تكوّن أوّلا Ø§Ù„Ù…ØØªÙˆÙ‰ الغشائي ÙØ§Ù„غضروÙÙŠØŒ ÙØ§Ù„عظمي للÙقرة المتخلّقة عنها; ثمَّ تقوم بإكسائها تدريجياً باللØÙ… (العضل والعصب والجلد)... ولا تظن أنَّ كلَّ هذا يتم ÙÙŠ أسبوع أو أسبوعين، بل يمتد من الأسبوع الرابع ØØªÙ‰ ما بعد ظهور مراكز التمعظم ÙÙŠ أجسام الكتل الغضروÙيّة ÙÙŠ بداية الأسبوع التاسع.
والمهم أنَّ الترتيب الزمني لتخلّق هذه الأنسجة ÙÙŠ علم الأجنّة يتبع الترتيب الزمني الذي تنبأ به القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرناً. ÙØ³Ø¨ØØ§Ù† الله الذي وعّى الإنسان وبصّره بأعاجيب خلقه Ùقال تعالى: (يَـأَيّÙهَا النَّاس٠إÙÙ† ÙƒÙنتÙمْ ÙÙÙ‰ رَيْب Ù…Ùّنَ الْبَعْث٠ÙÙŽØ¥Ùنَّا خَلَقْنَـكÙÙ… Ù…Ùّن ØªÙØ±ÙŽØ§Ø¨ Ø«Ùمَّ Ù…ÙÙ† Ù†Ù‘ÙØ·Ù’ÙÙŽØ© Ø«Ùمَّ Ù…Ùنْ عَلَقَة Ø«Ùمَّ Ù…ÙÙ† Ù…Ù‘ÙØ¶Ù’غَة Ù…Ù‘ÙØ®ÙŽÙ„Ù‘ÙŽÙ‚ÙŽØ© ÙˆÙŽ ØºÙŽÙŠÙ’Ø±Ù Ù…ÙØ®ÙŽÙ„Ù‘ÙŽÙ‚ÙŽØ© Ù„ÙÙ‘Ù†ÙØ¨ÙŽÙŠÙّنَ Ù„ÙŽÙƒÙمْ)(1)... وقال تعالى: (Ùَخَلَقْنَا Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¶Ù’غَةَ Ø¹ÙØ¸ÙŽÙ€Ù…اً Ùَكَسَوْنَا Ø§Ù„Ù’Ø¹ÙØ¸ÙŽÙ€Ù…ÙŽ Ù„ÙŽØÙ’ماً Ø«Ùمَّ أَنشَأْنَـه٠خَلْقاً ءَاخَرَ Ùَتَبَارَكَ اللَّه٠أَØÙ’سَن٠الْخَــلÙÙ‚Ùينَ )(2).
3 Ù€ Ø§Ù„Ø£Ø·Ø±Ø§Ù ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ§ØµÙ„:
يتغيّر شكل الØÙ…يل الخارجي كثيراً خلال الشهر الثاني بسبب ØØ¬Ù… الرأس وتكوّن الأطرا٠والوجه والأذن والأن٠والعينين. ومع بداية الأسبوع الخامس يظهر نتوآن ذراعين وساقين (براعم) على شكل مجادي٠أوّلا، ثمّ ØªØªØ³Ø·Ù‘Ø Ù‡Ø°Ù‡ الامتدادات الغضروÙيّة مكوّنة الذراعين والساقين. وبعد ذلك تظهر براعم ÙÙŠ أماكن أخرى كالرسغ والكوع والرقبة مكوّنة الكعبرة والزند والعضد ÙÙŠ الطر٠العلوي وعظمة Ø§Ù„ÙØ®Ø° وقصبة الساق والشظيّة ÙÙŠ الطر٠السÙلي. أما سلاميات أصابع اليد والقدم ÙØªØ¸Ù‡Ø± على شكل امتدادات مستطيلة أوّلا ثمَّ تتدوّر تدريجيّاً. ÙˆÙÙŠ الأسبوع السابع تبدأ خلايا من الطبقة الوسطى المخلَّقة
____________
1- Ø§Ù„ØØ¬: 5. 2- المؤمنون: 14.
للمضغة ÙÙŠ التمايز تدريجياً لتكوين عضلات الأطرا٠Ùيما بعد، أي بعد ظهور مراكز التمعظم Ùيها وصدق الله العظيم ÙÙŠ قوله تعالى: (Ùَخَلَقْنَا Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¶Ù’غَةَ Ø¹ÙØ¸ÙŽÙ€Ù…اً Ùَكَسَوْنَا Ø§Ù„Ù’Ø¹ÙØ¸ÙŽÙ€Ù…ÙŽ Ù„ÙŽØÙ’ماً)(1) ÙÙŠ نظام زمني دقيق كش٠عنه القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرناً.
تبدأ الأجهزة ÙÙŠ استكمال بنائها الأساسي خلال الشهر الثالث، مثل الكبد، والقلب والسمع، والبصر، والدماغ... وكذلك تشرع أعضاء الجنين التناسليّة ÙÙŠ التمايز، ÙˆÙŠØµØ¨Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ù…ÙƒØ§Ù† Ø§Ù„ØªÙØ±ÙŠÙ‚ بين الذكر والأنثى. كما ÙŠÙÙ„Ø§ØØ¸ للطÙÙ„ ØØ±ÙƒØ§Øª إراديّة. وقد Ø§Ø³Ù’ØªÙØ¯ÙÙ„ من ذلك على "Ù†ÙØ® Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ùيه" لقوله تعالى: (Ø«Ùمَّ سَوَّاه٠وَ Ù†ÙŽÙَخَ ÙÙيه٠مÙÙ† رّÙÙˆØÙÙ‡Ù Ù‰)(2) وقد تصوّر وجهه واتّخذ الشكل الإنساني المميّز.
الأسبوع التاسع ØØªÙ‰ الولادة (المرØÙ„Ø© الجنينيّة) (FOETAL PERIOD):
هذه المرØÙ„Ø© مرØÙ„Ø© نمو وتطور... وتبدأ من الأسبوع التاسع وتنتهي بالولادة. تمتاز هذه المرØÙ„Ø© بسرعة نمو الجنين، وكذلك نضوج الأجهزة والأعضاء التي تتكوّن منها Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى تØÙˆÙ‘Ù„ المضغة تدريجيّاً إلى عظم ÙÙ„ØÙ… (عضل وعصب الخ) (Ùَخَلَقْنَا Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¶Ù’غَةَ Ø¹ÙØ¸ÙŽÙ€Ù…اً Ùَكَسَوْنَا Ø§Ù„Ù’Ø¹ÙØ¸ÙŽÙ€Ù…ÙŽ Ù„ÙŽØÙ’ماً)(3) وذلك بعد ظهور مراكز التمعظم ÙÙŠ مختل٠أجزاء الهيكل العظمي. يزداد طول الجنين خلال الشهور الثالث والرابع والخامس من الØÙ…Ù„ بمعدل سنتمتر ÙˆØ§ØØ¯ تقريباً كل أسبوع; على ØÙŠÙ† يزيد وزن الجنين بشكل ملØÙˆØ¸ خلال الشهرين الأخيرين من الØÙ…Ù„ (الثامن والتاسع).
____________
1- المؤمنون: 14. 2- السجدة: 9.
3- المؤمنون: 14.
Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø¨ÙŠÙ† الطب والقرآن:
(ÙˆÙŽ يَسْـَلÙونَكَ عَن٠الرّÙÙˆØÙ Ù‚Ùل٠الرّÙÙˆØÙ Ù…Ùنْ أَمْر٠رَبÙّى ÙˆÙŽ Ù…ÙŽØ¢ Ø£ÙوتÙيتÙÙ… Ù…Ùّنَ الْعÙلْم٠إÙلاَّ Ù‚ÙŽÙ„Ùيلاً )(1).
اتÙÙ‚ العلماء على أنَّ الإسقاط ØØ±Ø§Ù… أو مكروه، ولم يتÙقوا على مسألة وقت دخول Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆØªØ£ÙˆÙŠÙ„ ØØ¯ÙŠØ« الرسول الأكرم المروي عنه. عن عبدالله بن مسعود(رضي الله عنه): "إنَّ Ø£ØØ¯ÙƒÙ… يجمع خلقه ÙÙŠ بطن Ø£Ùمة أربعين يوماً، ثم يكون ÙÙŠ ذلك علقة، مثل ذلك، ثم يكون مضغة ÙÙŠ ذلك مثل ذلك. ثم يرسل إليه الملك ÙÙŠÙ†ÙØ® Ùيه Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆÙŠØ¤Ù…Ø± بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله، وشقي أم سعيد"(2).
هنالك اختلا٠عند العلماء ØÙˆÙ„ ما إذا كانت Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ØªÙنْÙÙŽØ® بعد الأربعين الأولى وأنَّ مراØÙ„ Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© والعلقة والمضغة كلها تقع ÙÙŠ الأربعين، أم أنَّ مرØÙ„Ø© كل ÙˆØ§ØØ¯Ø© منها تستغرق أربعين يوماً أو ليلة. إنَّ علم الأجنَّة يظهر أنَّ Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© الأمشاج قد مرّت بمرØÙ„Ø© العلقة ÙØ§Ù„مضغة ثم Ø£ØµØ¨ØØª على هيئة إنسان مصغر له رأس ÙˆØ£ÙØ°Ù†Ø§Ù† وعينان ويدان ورجلان وأعصاب وعضل وقلب ينبض. وأنَّه ÙÙŠ خلال
____________
1- الإسراء: 85. 2- قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "إنَّ خلق Ø£ØØ¯ÙƒÙ… يجمع ÙÙŠ بطن Ø£Ùمة أربعين يوماً وأربعين ليلة ثم يكون علقة مثله ثم يبعث إليه الملك، Ùيؤذن بأربع كلمات Ùيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد، ثم ÙŠÙ†ÙØ® Ùيه الروØ". أخرجه الشيخان. Ù„Ø§ØØ¸ لم تذكر Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© ولا المضغة. ÙˆÙÙŠ صØÙŠØ مسلم أيضاً: "أنَّ Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© تقع ÙÙŠ الرØÙ… أربعين ليلة ثم يتسور عليها الملك Ùيقول يا رب ذكر أم Ø£Ùنثى". ÙˆÙÙŠ مسند الإمام Ø£ØÙ…د: "إذا استقرت Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© ÙÙŠ الرØÙ… أربعين يوماً أو أربعين ليلة بعث إليها ملك Ùيقول يا رب شقي أم سعيد، ÙÙŠÙØ¹Ù„Ù…". وعن ØØ°ÙŠÙØ© بن أسيد: "إذا مرَّ Ø¨Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© ثنتان وأربعون ليلة بعث الله ملكاً ÙØµÙˆØ±Ù‡Ø§ وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولØÙ…ها". رواه مسلم، ÙˆÙÙŠ رواية Ø£ÙØ®Ø±Ù‰ عن الرسول الأكرم ذكرها مسلم ÙÙŠ صØÙŠØÙ‡: "إنَّ Ø§Ù„Ù†Ø·ÙØ© تقع ÙÙŠ الرØÙ… أربعين ليلة ثم يتسور عليها الملك الذي يخلقها" إلى آخر Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«.
الأسبوع التاسع أو العاشر من عمره الØÙ‚يقي (الرØÙ…ÙŠ) (Ø§Ù„ØØ§Ø¯ÙŠ Ø¹Ø´Ø± أو الثاني عشر بعد آخر ØÙŠØ¶Ø©)ØŒ قد تصدر عنه ØØ±ÙƒØ§Øª إرادية بسيطة. Ùكون الملَكَ ÙŠÙ†ÙØ® Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø¨Ø¹Ø¯ الأربعين الأولى، أقرب إلى الواقع، إذ لا يمكن أن يصدر عن الجنين ØØ±ÙƒØ§Øª إرادية، دون جهاز عصبي يتأثر بالبيئة. Ùكونه Ø£ØµØ¨Ø ÙˆÙØÙ’Ø¯ÙŽØ© شبه مستقلة، يستجيب Ù„ØÙˆØ§Ùز خارجيّة، وكونÙÙ‡ شكلا Ø£ØµØ¨Ø ÙƒØ§Ù„Ø¥Ù†Ø³Ø§Ù† كامل الأعضاء، ولو بصورة مصغرة، يشجع الأخذ بالتأويل الذي يجعل Ù†ÙØ® Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø¨Ø¹Ø¯ الأربعين الأولى لا الثالثة من عمره الØÙ‚يقي (الرØÙ…ÙŠ)ØŒ والله أعلم.
المشكلة الأساسية أنّنا لا نعر٠ما هي Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆÙ…Ø§ دمنا لا نقدر على ØªØØ¯ÙŠØ¯ كنهها، أو هويتها، وماهيتها، تظل مشكلة ضبط وقت دخولها الØÙ‚يقي ÙÙŠ جسم الإنسان بارزة للعيان، وصدق ربنا العظيم ÙÙŠ قوله تعالى: (ÙˆÙŽ Ù…ÙŽØ¢ Ø£ÙوتÙيتÙÙ… Ù…Ùّنَ الْعÙلْم٠إÙلاَّ Ù‚ÙŽÙ„Ùيلا)(1). ولو أنَّ ربنا أخبرنا ما Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ù„Ù‡Ø§Ù† الأمر. ولكن هذا لا يمنع من التÙكير بالواقع، ØØªÙ‰ لا نظل نقتل Ø£Ø·ÙØ§Ù„نا لأتÙÙ‡ الأسباب، Ø¨ØØ¬Ø© أنَّ Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ù„Ù… تÙنْÙÙŽØ® Ùيهم بعد، ذلك أنَّ بعض الأطباء والعلماء راØÙˆØ§ يصدرون Ø§Ù„ÙØªØ§ÙˆÙŠ Ø¨Ø£Ù†Ù‘ÙŽ القيام بإجهاض قبل Ù†ÙØ® Ø§Ù„Ø±ÙˆØ (وعندهم أنَّ Ù†ÙØ® Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø¨Ø¹Ø¯ الأربعين الثالثة) أمر جائز لا تَشَدّدَ Ùيه، بينما القيام به (أي الإجهاض) بعد Ù†ÙØ® Ø§Ù„Ø±ÙˆØ (أي بعد الأربعين الثالثة)ØŒ Ùهو Ù…ØØ±Ù‘ÙŽÙ… إلاّ إذا اقتضت ضرورة طبية.
ØÙ‚وق الطÙÙ„ أو الجنين:
ضَمÙÙ†ÙŽ الإسلام ØÙ‚وق الطÙÙ„ قبل تكوينه، وبعد تكوينه، ÙÙŠ أثناء، وقبل، وبعد الولادة. ووضع ÙÙŠ ذلك قوانين وتشريعات كقوانين الأØÙˆØ§Ù„ الشخصيّة وقوانين الوصيّة والميراث والولاية على Ø§Ù„Ù†ÙØ³ØŒ والمال، ÙˆØ§Ù„ØØ¶Ø§Ù†Ø©ØŒ والنسب،
____________
1- الإسراء: 85.
والطلاق، ÙˆØÙ‚وق الأولاد الخ.
أما ما يهمنا ÙÙŠ هذا Ø§Ù„Ø¨ØØ« الموجز Ùهو ØÙ‚وق الجنين. قال الله تعالى: (ÙˆÙŽ لاَ تَقْتÙÙ„Ùواْ أَوْلَـدَكÙمْ خَشْيَةَ Ø¥Ùمْلَـق نَّØÙ’ن٠نَرْزÙÙ‚ÙÙ‡Ùمْ ÙˆÙŽ Ø¥ÙيَّاكÙمْ Ø¥Ùنَّ قَتْلَهÙمْ كَانَ Ø®ÙØ·Ù’ـاً كَبÙيرًا )(1).
ØØ±Ù‘Ù… الإسلام قتل الطÙÙ„ خشية الÙقر قال الله تعالى: (ÙˆÙŽ Ø¥ÙØ°ÙŽØ§ الْمَوْءÙودَة٠سÙـئÙلَتْ * Ø¨ÙØ£ÙŽÙ‰ÙÙ‘ ذَنب Ù‚ÙØªÙلَتْ )(2). لأنَّ بعض قبائل العرب كانت تئد بناتها Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ من العار أو Ø§Ù„ÙØ§Ù‚Ø© أو السبي. وقد وص٠القرآن الكريم الأب الجاهل الذي ÙŠÙØ¨Ø´Ù‘َر بميلاد ابنة ÙˆØµÙØ§Ù‹ دقيقاً Ùقال: (ÙˆÙŽØ¥ÙØ°ÙŽØ§ Ø¨ÙØ´Ùّرَ Ø£ÙŽØÙŽØ¯ÙÙ‡ÙÙ… Ø¨ÙØ§Ù„اْÙنثَى ظَـلَّ وَجْهÙÙ‡ÙÙˆ Ù…ÙØ³Ù’وَدًّا ÙˆÙŽ Ù‡ÙÙˆÙŽ كَظÙيمٌ * يَتَوَ رَى Ù…ÙÙ†ÙŽ الْقَوْم٠مÙÙ† سÙوء٠مَا Ø¨ÙØ´Ùّرَ بÙÙ‡Ù Ù‰ Ø£ÙŽÙŠÙمْسÙÙƒÙÙ‡ÙÙˆ عَلَى Ù‡Ùون أَمْ ÙŠÙŽØ¯ÙØ³Ù‘ÙÙ‡ÙÙˆ ÙÙÙ‰ Ø§Ù„ØªÙ‘ÙØ±ÙŽØ§Ø¨Ù أَلاَ سَآءَ مَا ÙŠÙŽØÙ’ÙƒÙÙ…Ùونَ )(3).
أما عادة وأد البنات (بمعنى دسّهÙنَّ ÙÙŠ التراب) Ùقد انقرضت... ولكنْ مع ذلك ÙØ§Ù„وأد للآن ما زال للأس٠يÙمَارسَ ÙÙŠ بعض البيوتات بشكل أو بآخر. ÙØ§Ù„زوج الذي يعتدي على زوجته بالضرب Ø§Ù„Ù…ÙØ¨Ø±ØØŒ أو ÙŠÙØ¶Ø§Ø±Ù‘ها بالطلاق، الذي لا يصل ÙÙŠ العدد إلى ØØ¯ (ثم يراجعها) أو ÙŠØÙ„٠عليها ØºÙØ¨Ù†Ø§Ù‹ بالإيلاء أو يجاÙيها بالظهار، أو بأي شكل من الأشكال، من غير وازع من ضمير... هذا الزوج إنّما يمارس عملية وأد عصرية.
نعم، والزوج الذي يعتدي على زوجته دون ØÙ‚ كذلك يئد "البنات"ØŒ لأنَّه يقتل Ùيها Ø§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ø³ بالكرامة ÙˆØ§ØØªØ±Ø§Ù… الذات، ÙˆØ§Ù„ØØ¨ والØÙ†Ø§Ù† والاستقامة ÙˆØ§Ù„Ø·Ù…ÙˆØØ§Øª الخلاَّقة. والزوج الذي ÙŠÙØØ¯Ù‘Ø¯ النسل Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ من أَنْ تلد زوجته بنتاً أخرى، كذلك يئد البنات، ويقتل الأولاد، إذا كانت ظروÙÙ‡ المالية والاجتماعية ØØ³Ù†Ø©. والزوج الذي
____________
1- الإسراء: 31. 2- التكوير: 9.
3- النØÙ„: 58 Ù€ 59.
يسوق زوجته لتجهض Ø·Ùلها عند الطبيب أو ÙÙŠ أيّ٠مكان آخر دون سبب شرعي إنَّما يئد أو يقتل البنات والأولاد. ومنهم Ù…ÙŽÙ† ÙŠØ¯ÙØ¹ الثمن غالياً ÙÙŠÙقد زوجته أيضاً.
ÙˆÙÙŠ القرآن الكريم إشارة ÙˆØªØØ°ÙŠØ± للنساء اللائي ÙŠÙÙكّرن ÙÙŠ قتل أولادهن، قال الله تبارك وتعالى: (يَـأَيّÙهَا النَّبÙÙ‰Ù‘Ù Ø¥ÙØ°ÙŽØ§ جَآءَكَ Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†ÙŽÙ€ØªÙ ÙŠÙØ¨ÙŽØ§ÙŠÙعْنَكَ عَلَى Ø£ÙŽÙ† لاَّ ÙŠÙØ´Ù’رÙكْنَ Ø¨ÙØ§Ù„لَّه٠شَيْـاً ÙˆÙŽ لاَ يَسْرÙقْنَ ÙˆÙŽ لاَ يَزْنÙينَ ÙˆÙŽ لاَ يَقْتÙلْنَ أَوْلَـدَهÙنَّ ÙˆÙŽ لاَ يَأْتÙينَ Ø¨ÙØ¨Ùهْتَـن ÙŠÙŽÙْتَرÙينَهÙÙˆ بَيْنَ أَيْدÙيهÙنَّ ÙˆÙŽ أَرْجÙÙ„ÙÙ‡Ùنَّ وَلاَ يَعْصÙينَكَ ÙÙÙ‰ مَعْرÙÙˆÙ ÙÙŽØ¨ÙŽØ§ÙŠÙØ¹Ù’Ù‡Ùنَّ ÙˆÙŽ اسْتَغْÙÙØ±Ù’ Ù„ÙŽÙ‡Ùنَّ اللَّهَ Ø¥Ùنَّ اللَّهَ غَÙÙورٌ رَّØÙيمٌ )(1).
وبهذا يكون الكاتب قد جمع ما بين ما ورد ÙÙŠ القرآن الكريم من اشارات كثيرة ÙÙŠ عظمة الخلق وبين ما يقوله الطب Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« ÙÙŠ ذلك، وقدم مزيجاً مباركاً ÙŠÙˆØ¶Ø Ø¹Ø¸Ù…Ø© القرآن، ويدلل على انه الكتاب الإلهي الخالد الذي Ùيه تبيان كل شيء، ÙØ¨Ø¹Ø¯ أربعة عشر قرناً لازال يقدم للعلماء ما يبهر عقولهم، وصدق الله العلي العظيم ØÙŠØ« يقول: (وَلَوْ كَانَ Ù…Ùنْ عÙند٠غَيْر٠اللَّه٠لَوَجَدÙواْ ÙÙيه٠اخْتÙÙ„ÙŽÙ€ÙØ§Ù‹ ÙƒÙŽØ«Ùيرًا )(2).
____________
1- الممتØÙ†Ø©: 12. 2- النساء: 82.
ÙˆÙØ§ØªÙ‡:
توÙÙŠ الدكتور تاج الدين Ù…ØÙ…ود الجاعوني بتاريخ 28 ØµÙØ± عام 1427 هـ. Ù‚. وذلك ÙÙŠ بلدة (الرابية) من توابع العاصمة الأردنية (عمّان)ØŒ ودÙÙ† جثمانه الطاهر ÙÙŠ هذه البلدة.