ولد عام 1976Ù… بجزيرة الموزمبيق، ونشأ ÙÙŠ بيئة تعتنق المذهب Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠØŒ ÙØ³Ø§Ø± على نهج الآباء منتمياً لهذا المذهب، واصل دراسته إلى ØØ¯Ù‘ الثانوية، ودرس القرآن ÙˆØ§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ±ØŒ ثم بادر بعد ذلك إلى سلك التعليم، ÙØÙ…Ù„ على عاتقه مهمة تدريس Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ ÙÙŠ منطقته.
شاءت الأقدار الإلهية التي رعته بألطاÙها منذ صغره أن ينبثق نور المعرÙÙ‡ ÙÙŠ قلبه لينتمي إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عن بصيرة ÙˆÙهم وإدراك ÙÙŠ " موبوتو " ببلده موزمبيق(1) عام 1994Ù….
زيارة القبور وآثارها التربوية:
تبدأ رØÙ„Ø© الأخ بشير العقائدية من زيارته ÙÙŠ Ø£ØØ¯ الأيام للقبور، ØÙŠØ«
____________
1- موزمبيق: تقع ÙÙŠ جنوب شرق Ø§ÙØ±ÙŠÙ‚ية وتطلّ على المØÙŠØ· الهندي، ÙŠØØ¯Ù‘ها من الغرب مالاوي وزامبيا وزيمبابوي، يبلغ عدد سكانها قرابة (19) مليون نسمة، تتجاوز نسبة المسلمين Ùيها 30%ØŒ أمّا الباقي Ùمن Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙŠØ§Ù†Ø§Øª الأخرى، وأكثر المسلمين من المالكية ÙˆØ§Ù„Ø´ÙˆØ§ÙØ¹ØŒ أمّا الشيعة Ùيشكلون نسبة 10% من المسلمين.
قصدها لما Ùيها من آثار تربوية وأخلاقية تبعث الإنسان إلى تغيير منهجية سلوكه ØÙŠÙ† يرى ضيق وظلمة منزله الأخير الذي سو٠يسكن Ùيه، Ùيرق عندها قلبه ويتذكر الآخرة.
ÙˆÙÙŠ ذلك الموق٠وÙÙŠ مثل تلك الأجواء المليئة بالعبر والموعظة شاءت، العناية الربانية بألطاÙها أن ØªÙØªØ له Ù†Ø§ÙØ°Ø© النور.
Ùيقول الأخ بشير: " عندما كنت ÙÙŠ المقبرة أقبل جمعٌ ÙŠØÙ…لون على أكتاÙهم جنازة، تØÙŠØ·Ù‡Ù… هالة من اللوعة والأسى ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù†ØŒ ØØªÙ‰ جاؤوا بها إلى ØÙيرة قد Ø£ÙØ¹Ø¯Ù‘ت من قبل، ÙÙˆÙ‚ÙØª عند ذلك القبر منكسراً باكياً، ØØªÙ‰ اعترتني ØØ§Ù„Ø© من الكآبة لما شاهدت من منظر إنزال الجنازة ÙÙŠ القبر وتسوية التراب عليها، ÙØ±Ø§Ø¬Ø¹Øª ÙÙŠ تلك Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© Ù†ÙØ³ÙŠ ÙˆÙكرت ÙÙŠ أمري ÙØ´Ø¹Ø±Øª بالندم على كل Ù„ØØ¸Ø© أضعتها Ùيما سبق من عمري، وتسويلي Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ ÙˆØ¹Ø¯Ù… اهتمامي بآخرتي، ÙØ¨ÙƒÙŠØª على Ù†ÙØ³ÙŠ ÙˆØ§Ø³ØªØºÙØ±Øª ربّي من سوء ÙØ¹Ù„ÙŠØŒ وعزمت على Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø£Ù…Ø±ÙŠ وتطهير سريرتي ".
ويواصل بشير ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ قائلاً: " وبينما أنا ÙÙŠ تلك Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© إذ طلب Ø£ØØ¯ المراÙقين للجنازة من Ø§Ù„ØØ¶ÙˆØ± مراعاة الهدوء ليشرع بتلقين الميّت، ÙØ§Ù†ØªØ¨Ù‡Øª إليه وبدأت Ø£ÙØµØºÙŠ Ø¥Ù„Ù‰ كلامه بوعي وتدبّر، ÙØ¨Ø¯Ø£ الشخص ينادي الميت باسمه وكأنّه يخاطب ضميري: يا Ùلان بن Ùلان! يرØÙ…Ùƒ الله Ø§ÙØ°ÙƒØ± ما خرجت من الدنيا شهادة أنّ لا إله إلاّ الله، وأنّ Ù…ØÙ…ّد عبده ورسوله، وأنّك رضيت بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمØÙ…ّد نبيّاً، وبالقرآن إماما(1)....
____________
1- الجدير بالذكر أن جميع أبناء العامة Ù€ إلاّ Ø§Ù„Ø´ÙˆØ§ÙØ¹ Ù€ لم يستنّوا بسنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ مسألة تلقين الميت، وقد ذكر الشوكاني ÙÙŠ نيل الأوطار كتاب الجنائز باب الدعاء للميت بعد دÙنه: ما ذكره الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ هذا المجال (4 / 97 Ø 1480)ØŒ وأنظر ÙÙŠ هذا المجال: المعجم الكبير للطبراني: 8 / 298 Ù€ 299 (7979)ØŒ ومجمع الزوائد للهيثمي الجزء الأول والثاني.
وما أن طرق سمعي هذا الكلام، عزمت من ذلك الØÙŠÙ† أن أسلك طريق الجد والاجتهاد، والاهتمام بشؤون ديني، ÙØ´Ø±Ø¹Øª من ذلك اليوم بطلب العلم وتلقي المعار٠الدينية، لأرسّخ بذلك معتقدي الذي منه تنبثق ÙØ¹Ø§Ù„ÙŠ ومنه يتبلور سلوكي، Ùكان خطاب التلقين دائما يرنّ ÙÙŠ أذني، وكنت Ø£ÙØ±Ø¯Ø¯Ù‡ دوماً Ù„Ø£ÙØ°ÙƒÙ‘ر به Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„Ø¦Ù„Ø§ تعود إلى غÙلتها مرّة أخرى.
بداية رØÙ„Ø© Ø§Ù„Ø¨ØØ«:
وبدأت Ø£Ø¨ØØ« عن المسائل الدينية التي جاءت ÙÙŠ التلقين، وهي مسألة التوØÙŠØ¯ والنبوّة والإمامة، وذلك للمأخذ الذي أخذه ذلك الموق٠من Ù†ÙØ³ÙŠØŒ ÙØ´Ø±Ø¹Øª Ø¨Ø§Ù„Ø¨ØØ« والاستقصاء العلمي، وكان لكل مسألة منها ÙˆÙ‚ÙØ© متأنية، ØØªÙ‰ وصلت إلى مسألة القرآن وإتخاذه إماماً Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØŒ ÙØ±Ø§Ø¬Ø¹Øª العديدة من Ø§Ù„ØªÙØ§Ø³ÙŠØ±ØŒ وكانت هذه المرØÙ„Ø© من أصعب المراØÙ„ ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ«ØŒ وذلك لأنّي واجهت Ùيها Ø§Ø³ØªÙØ³Ø§Ø±Ø§Øª وأسئلة كثيرة Ø·ÙØØª ÙÙŠ ذهني، وكان من أهمها مسألة التأويلات ÙˆØ§Ù„ØªÙØ§Ø³ÙŠØ± المتعدّده للآيات.
مسألة تأويل القرآن:
ووجدت معظم Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ تسعى لتطبيق الآيات ÙˆÙÙ‚ آرائها وأÙكارها، وكل منها ÙŠØØ§ÙˆÙ„ إخضاع القرآن لما يتلائم مع متبنياته ومعتقداته الخاصة، كما تسعى لتطبيق الآيات ومقاصد القرآن ÙˆÙقاً لآرائه وميوله.
وهكذا وجدت معظم Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ تجرّ الآيات إلى مبتغياتها، ثم تجتهد لتØÙŠÙƒ بعدها المبرّرات وتصوغ Ø§Ù„ØØ¬Ø¬ لإثبات ما ذهبت إليه، من ذلك تجلّى لي أنّ القرآن ØÙ…ال لوجوه ومعاني متعدّدة، ولايسعه أن يكون Ù„ÙˆØØ¯Ù‡ إماماً يصون الأÙمة من Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù ÙˆØ§Ù„ØªÙØ±Ù‘Ù‚ والضياع، بل لابدّ له من مبيّن ÙˆÙ…ÙØ³Ù‘ر الكثير من آياته، ÙˆÙŠØØªØ§Ø¬ إلى من ÙŠÙˆØ¶Ù‘Ø Ù…Ø¹Ø§Ù†ÙŠÙ‡ ومقاصده ".
ÙÙŠ الØÙ‚يقة أنّ مسألة Ùهم القرآن ÙˆØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡ وتأويله، قضية أساسية يتوق٠عليها سلامة الÙكر الإسلامي ÙˆØµØØ© العقيدة، وذلك لأنّ أي Ø¥Ù†ØØ±Ø§Ù أو قصور أو تقصير ÙÙŠ Ùهم القرآن وإكتشا٠الØÙ‚ائق التشريعية والعقائدية المختزنة Ùيه وإستنباط Ø£ØÙƒØ§Ù…Ù‡ ÙˆÙ…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ…ه، يؤدي إلى Ø§Ù„Ø¥Ù†ØØ±Ø§Ù ÙˆØ§Ù„ØªÙØ±Ù‘Ù‚ وضياع الأصالة والنقاء الإسلامي.
مهمّة تأويل القرآن بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم):
إنّ ØªÙØ³ÙŠØ± القرآن وتأويله هي من المسائل التي كان الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)يقوم بها ÙÙŠ زمانه، لأنّه لم يكن مجرد تال للقرآن، بل كان يبيّن للناس ما Ø£Ùنزل إليهم كما قال تعالى: (وَأَنْزَلْنا Ø¥Ùلَيْكَ الذّÙكْرَ Ù„ÙØªÙبَيّÙÙ†ÙŽ Ù„Ùلنّاس٠ما Ù†ÙØ²Ù‘ÙÙ„ÙŽ Ø¥ÙلَيْهÙمْ وَلَعَلَّهÙمْ يَتَÙَكَّرÙونَ)(1)ØŒ وكان (صلى الله عليه وآله وسلم)يدرك كنه أهمية هذه المسالة ومدى ضرورتها للمجتمع من بعده، كان ÙŠØØ±Øµ على أن لا يترك Ø£Ùمته من دون قاعدة ترتكز عليها.
ولذا نجده(صلى الله عليه وآله وسلم)قد أكدّ ÙÙŠ مواق٠عديدة على مسألة التمسّك بالعترة وملازمتها للقرآن، كما قال(صلى الله عليه وآله وسلم)ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ« الثقلين: " تركت Ùيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن ÙŠÙØªØ±Ù‚ا ØØªÙ‰
____________
1- النØÙ„: 44.
يردا علىَّ الØÙˆØ¶ØŒ ÙØ§Ù†Ø¸Ø±ÙˆØ§ كي٠تخلÙوني Ùيهما "(1)ØŒ Ùقرن (صلى الله عليه وآله وسلم) العترة بالقرآن وجعل التمسك بهما عصمة من الضلال، ومعنى ذلك أنّ التمسك بالقرآن دون العترة لايعصم من الضلال، بل يؤدي إلى الوقوع ÙÙŠ Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§Ù ÙˆØ§Ù„ØªÙØ±Ù‘Ù‚ ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù.
وهذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« مشهور وصØÙŠØ وثابت قد بلغ ØØ¯Ù‘ التواتر، وأخرجه Ø§Ù„Ù…ØØ¯Ø«ÙˆÙ† من Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ين الشيعة والسنّة، ورواه أبناء العامة ÙÙŠ ØµØØ§ØÙ‡Ù… ومسانيدهم عن ما يزيد من ثلاثين ØµØØ§Ø¨ÙŠØ§Ù‹(2).
ومسألة تلازم القرآن مع العترة من المسائل التي ØØ§ÙˆÙ„ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)أن ÙŠØØ§Ùظ عليها صيانة للشريعة الإسلامية من الإختلا٠والتمزّق، ولكن المنهجية التي إتخذها الØÙƒØ§Ù… الذين استولوا على زمام الØÙƒÙ… من Ø±ÙØ¹ شعار " ØØ³Ø¨Ù†Ø§ كتاب الله "(3) وعزل العترة عن مواقعهم التي عيّنها الله لهم، جعلت المجتمع عرضة Ù„Ù„Ø¥Ø®ØªÙ„Ø§ÙØ§ØªØŒ تتلاعب به أمواج Ø§Ù„ÙØªÙ† والضلالة، نتيجة ترك السÙينة المنجية التي عينها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " ألا إنّ مَثل أهل بيتي Ùيكم مثل سÙينة Ù†ÙˆØ Ù…Ù† قومه، من ركبها نجا ومن تخلّ٠عنها غرق "(4).
____________
1- أنظر: مسند Ø£ØÙ…د: 3 / 17 (11147)ØŒ سنن الترمذي: 6 / 125 (3788)ØŒ مشكاة Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ø¨ÙŠØ Ù„Ù„ØªØ¨Ø±ÙŠØ²ÙŠ: 3 / 371 (6153)ØŒ وقد مرّ سابقاً. 2- للمزيد من Ø§Ù„Ø§ØØ§Ø·Ø© ÙÙŠ هذا Ø§Ù„Ø¨ØØ« راجع: كتاب " مع الصادقين " للدكتور Ù…ØÙ…ّد التيجاني السماوي ص 115ØŒ وهو من الكتب التي تأثر بها الأخ بشير ÙÙŠ اعتناقه لمذهب أهل البيت عليهم السلام.
3- هذه المقولة أوّل من طرØÙ‡Ø§ هو عمر بن الخطاب ÙÙŠ مرض ÙˆÙØ§Ø© الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)ØÙŠÙ†Ù…ا طلب ممن ÙÙŠ ØØ¬Ø±ØªÙ‡ أن يأتوا له بكت٠ودواة ليكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً، ÙØ±Ø¯ عليه عمر قائلاً: ØØ³Ø¨Ù†Ø§ كتاب الله.
4- أنظر: المستدرك Ù„Ù„ØØ§ÙƒÙ…: 3 / 163 (4720)ØŒ ÙØ±Ø§Ø¦Ø¯ السمطين: 2 / 246 (519)ØŒ ينابيع المودّة للقندوزي: 1 / 94ØŒ أمالي الطوسي: 60 (88)ØŒ 733 (1532)ØŒ كمال الدين: 239 (59)ØŒ Ø§Ù„Ø¥ØØªØ¬Ø§Ø¬ للطبرسي: 1 / 361ØŒ كتاب سليم بن قيس: 2 / 937ØŒ المناقب لابن المغازلي: 132 Ù€ 134ØŒ ØÙ„ية الأولياء لأبي نعيم: 4 / 306ØŒ المعجم الأوسط للطبراني: 4 / 153 (5536).
الطريق الصØÙŠØ لسدّ باب الاختلاÙ:
إذا كان لابد للمسلمين أن ÙŠØªØØ±Ù‘زوا من الضلال، كان عليهم أنّ يتمسكوا بأهل البيت (عليهم السلام) والقرآن معاً، ÙØ¥Ù†Ù‘ الأمة الإسلامية لايمكنها البلوغ إلى العزّ والسؤدد والوصول إلى المنازل الرÙيعة التي توخاها الإسلام إلاّ بالتمسك بكلا الثقلين.
ومن هنا كان أهل البيت (عليهم السلام) ÙŠØØ§ÙˆÙ„ون دوماً إتمام Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© على الناس بتذكيرهم بهذا الأمر، ومثال ذلك كلام الإمام الصادق (عليه السلام) ÙÙŠ المناظرة التي جرت عنده بين هشام بن الØÙƒÙ… والرجل الشامي، ØÙŠØ« سأل هشام الرجل الشامي قائلاً:
" أخبرني يا هذا! أربّك أنظر لخلقه، أم خلقه أنظر Ù„Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù…ØŸ
Ùقال الشامي: بل ربّي أنظر لخلقه.
قال: ÙÙØ¹Ù„ بنظره لهم ÙÙŠ دينهم ماذا؟
قال: كلّÙهم وأقام لهم ØØ¬Ù‘Ø© ودليلاً على ما كلّÙهم به، ÙˆØ£Ø²Ø§Ø ÙÙŠ ذلك عللهم.
Ùقال له هشام: Ùما هذا الدليل الذي نصبه لهم؟
قال الشامي: هو رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
قال هشام: ÙØ¨Ø¹Ø¯ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من؟
قال: الكتاب والسنة.
Ùقال هشام: Ùهل Ù†ÙØ¹Ù†Ø§ اليوم الكتاب والسنة Ùيما إختلÙنا Ùيه، ØØªÙ‰ Ø±ÙØ¹ عنا Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØŒ ومكّننا من Ø§Ù„Ø¥ØªÙØ§Ù‚ØŸ
Ùقال الشامي: نعم.
قال هشام: Ùلم اختلÙنا Ù†ØÙ† وأنت، جئتنا من الشام تخالÙنا، وتزعم أنّ الرأي طريق الدين، وأنت مقرّ بأنَّ الرأي لا يجمع على القول Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ المختلÙين؟
ÙØ³ÙƒØª الشامي كالمÙكّر.
Ùقال أبو عبد الله (عليه السلام) : مالك لا تتكلّم؟
قال: إن قلت: إنّا ما إختلÙنا كابرت، وإن قلت: إنّ الكتاب والسنة ÙŠØ±ÙØ¹Ø§Ù† عنا الاختلا٠أبطلت، لأنهمها ÙŠØØªÙ…لان الوجوه، ولكن لي عليه مثل ذلك.
Ùقال له أبو عبد الله (عليه السلام) : سله تجده مليّاً!
Ùقال الشامي لهشام: من أنظر الخلق، ربّهم أم Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù…ØŸ
Ùقال: بل ربّهم أنظر لهم.
Ùقال الشامي: Ùهل أقام لهم من يجمع كلمتهم ÙˆÙŠØ±ÙØ¹ اختلاÙهم ويبيّن لهم ØÙ‚ّهم من باطلهم؟
Ùقال هشام: نعم.
قال الشامي: من هو؟
قال هشام: أمّا ÙÙŠ ابتداء الشريعة ÙØ±Ø³ÙˆÙ„ الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ وأمّا بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله)ÙØ¹ØªØ±ØªÙ‡.
قال الشامي: من هو عترة النبيّ القائم مقامه ÙÙŠ ØØ¬ØªÙ‡ØŸ
قال هشام: ÙÙŠ وقتنا هذا أم قبله؟
قال الشامي: بل ÙÙŠ وقتنا هذا.
قال هشام: هذا الجالس Ù€ يعني أبا عبد الله (عليه السلام) Ù€ الذي تشدّ إليه Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØØ§Ù„ØŒ ويخبرنا بأخبار السماء، وراثة عن أبيه عن جدّه.
قال الشامي: وكي٠لي بعلم ذلك؟
Ùقال هشام: سله عمّا بدا لك.
قال الشامي: قطعت عذري، ÙØ¹Ù„ىَّ السؤال.
Ùقال أبو عبد الله (عليه السلام) : أنا أكÙيك المسألة يا شامي، أخبرك عن مسيرك ÙˆØ³ÙØ±ÙƒØŒ خرجت يوم كذا، وكان الطريق كذا، ومررت على كذا، ومرّ بك كذا، ÙØ£Ù‚بل الشامي كلّما وص٠له شيئاً من أمره يقول: صدقت والله.
ثم قال الشامي: أسلمت لله السّاعة!
Ùقال له أبو عبد الله (عليه السلام) : بل آمنت بالله الساعة، إنَّ الإسلام قبل الإيمان عليه يتوارثون ويتناكØÙˆÙ†ØŒ والإيمان عليه يثابون.
قال الشامي: صدقت، ÙØ£Ù†Ø§ الساعة أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ Ù…ØÙ…ّد رسول الله، وأنّك وصيّ الأنبياء "(1).
من هذا يتجلّي لنا أنّ التمسك بالعترة هو الØÙ„Ù‘ الوØÙŠØ¯ لسدّ أبواب Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØŒ ومنه الاختلا٠ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ± القرآن Ùˆ تأويله.
ولو أخذ علماء الأمة الإسلامية بمنهج أهل البيت (عليهم السلام) ÙÙŠ Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ±ØŒ والتزموا بالأسس والقواعد والضوابط التي جاء بها أهل البيت (عليهم السلام) ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ± كتاب الله عزّوجلّ، لقدروا أن يؤدّوا Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± بدقة وسلامة ولأغنوا بذلك دنيا الإنسانية بالمعاني والأÙكار والأØÙƒØ§Ù…ØŒ ولم يقعوا ÙÙŠ الضياع والتخرّص والقول بالرأي والخضوع لهوى Ø§Ù„Ù†ÙØ³.
ØØ¬Ù‘ية ظواهر القرآن:
لايخÙÙ‰ أنّ ØªÙØ³ÙŠØ± الكتاب العزيز ÙˆØ´Ø±Ø Ù…Ù‚Ø§ØµØ¯Ù‡ وأهداÙه، وكش٠رموزه
____________
1- أنظر: Ø§Ù„Ø¥ØØªØ¬Ø§Ø¬ للطبرسي: 2 / 279 Ù€ 282.
وأسراره، لايعني عدم ØØ¬Ù‘ية ظواهر القرآن للناس، لأنّ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى لم ÙŠØªÙØ±Ø¯ ÙÙŠ Ø¥Ùهام مقاصده بطريقة خاصة، ولم ينتهج ÙÙŠ بيانه اسلوباً غريباً عن الأذهان، وإنّما كلّم الناس بما يألÙون من أساليب التÙهيم والكلام، وإنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) جاء بالقرآن لقومه ليÙهموا معانيه وليدبروا آياته.
وقد ذم الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ من يعطّل تÙكيره ومن لا يتدبّر القرآن، بقوله تعالى: (Ø£ÙŽÙَلا يَتَدَبَّرÙونَ Ø§Ù„Ù’Ù‚ÙØ±Ù’آنَ أَمْ عَلى Ù‚ÙÙ„Ùوب Ø£ÙŽÙ‚Ù’ÙØ§Ù„Ùها)(1)ØŒ وقال تعالى: (هذا بَيانٌ Ù„ÙÙ„Ù†Ù‘Ø§Ø³Ù ÙˆÙŽÙ‡ÙØ¯Ù‰Ù‹ ÙˆÙŽÙ…ÙŽÙˆÙ’Ø¹ÙØ¸ÙŽØ©ÙŒ Ù„ÙÙ„Ù’Ù…ÙØªÙ‘ÙŽÙ‚Ùينَ)(2)ØŒ وقال تعالى: (ÙÙŽØ¥Ùنَّما يَسَّرْناه٠بÙÙ„ÙØ³Ø§Ù†ÙÙƒÙŽ لَعَلَّهÙمْ يَتَذَكَّرÙونَ)(3)ØŒ وإلى غير ذلك من الآيات الدالة على وجوب العمل بما ÙÙŠ القرآن ولزوم الأخذ بما ÙŠÙهم من ظواهره.
والمهم ÙÙŠ هذه المسألة هو Ù…Ø¹Ø±ÙØ© المØÙƒÙ… والمتشابه، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، والناسخ والمنسوخ، وقد خصّ الله عزّوجلّ Ø§Ù„Ø¥ØØ§Ø·Ø© بها ØØ¬Ø¬Ù‡ ÙˆØ³ÙØ±Ø§Ø¦Ù‡ ÙÙŠ الأرض، وهم عترة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الذين Ø§ØµØ·ÙØ§Ù‡Ù… تعالى ليكونوا ورثة الكتاب ÙˆØÙ…لة علم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ وعناهم بقوله: (Ù‡ÙÙˆÙŽ الَّذÙÙŠ أَنْزَلَ عَلَيْكَ Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØªØ§Ø¨ÙŽ Ù…Ùنْه٠آياتٌ Ù…ÙØÙ’ÙƒÙŽÙ…Ø§ØªÙŒ Ù‡Ùنَّ Ø£ÙÙ…Ù‘Ù Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØªØ§Ø¨Ù ÙˆÙŽØ£ÙØ®ÙŽØ±Ù Ù…ÙØªÙŽØ´Ø§Ø¨Ùهاتٌ Ùَأَمَّا الَّذÙينَ ÙÙÙŠ Ù‚ÙÙ„ÙوبÙÙ‡Ùمْ زَيْغٌ ÙÙŽÙŠÙŽØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹Ùونَ ما تَشابَهَ Ù…ÙÙ†Ù’Ù‡Ù Ø§Ø¨Ù’ØªÙØºØ§Ø¡ÙŽ Ø§Ù„Ù’ÙÙØªÙ’Ù†ÙŽØ©Ù ÙˆÙŽØ§Ø¨Ù’ØªÙØºØ§Ø¡ÙŽ ØªÙŽØ£Ù’ÙˆÙيلÙه٠وَما يَعْلَم٠تَأْوÙيلَه٠إÙلاَّ Ø§Ù„Ù„Ù‡Ù ÙˆÙŽØ§Ù„Ø±Ù‘Ø§Ø³ÙØ®Ùونَ ÙÙÙŠ الْعÙلْمÙ)(4).
ÙØ§Ù„مشكلة ÙÙŠ الأمر هي مسألة المتشابة، التي يتخذها الذين ÙÙŠ قلوبهم مرض ÙØ±ØµØ© لابتغاء Ø§Ù„ÙØªÙ†Ø© وابتغاء تأويله، ØÙŠØ« يقول الإمام الصادق (عليه السلام) ÙÙŠ هذا
____________
1- Ù…ØÙ…ّد: 24. 2- آل عمران: 138.
3- الدخان: 58.
4- آل عمران: 7.
المجال: " إنّما هلك الناس ÙÙŠ المتشابه، لأنّهم لم يقÙوا على معناه ولم يعرÙوا ØÙ‚يقته، Ùوضعوا له تأويلاً من عند Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… بآرائهم واستغنوا بذلك عن مسألة الأوصياء "(1).
Ø§Ù„ØªØØ±Ù‘ر من الانقياد الأعمى:
يقول الأخ بشير سليم بعد خوضه هذه Ø§Ù„Ø£Ø¨ØØ§Ø«: " إنّ هذه المسألة ÙˆÙّرت لي بداية إنطلاقة ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ« الذي منه غيّرت مسير إتجاهي العقائدي، ولذلك Ø³Ø§ÙØ±Øª إلى العاصمة " موبوتو "ØŒ ودخلت مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) لأتعّر٠بصورة كاملة على مذهب الإمامية، ÙØªØªÙ„مذت على يد Ø£ØØ¯ المبلغين العراقيين المقيمين ÙÙŠ " موزمبيق " لأجل التبليغ، وبعد مضي سنة ÙˆØ§ØØ¯Ø© من Ø§Ù„Ø¨ØØ« ÙˆØ§Ù„ØªØØ±Ù‘ÙŠ والتتبع تبلورت صورة الÙكر الشيعي ÙÙŠ ذهني، بشكل نشأت منها القناعة ÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„Ø¯Ù‚ØªÙ‡Ø§ ووضوØÙ‡Ø§ وصدقها، ولم تمض مدّة ØØªÙ‰ وجدت قلبي ينبض Ø¨Ù…ØØ¨Ù‘Ø© أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ ووجدت لساني يلهج بذكرهم ÙˆÙØ¶Ø§Ø¦Ù„هم ".
ويضي٠الأخ بشير: " بدأت ØÙŠØ§ØªÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ø¯ÙŠØ¯Ø© بعد ذلك برؤية ومنهجية سلوكية Ø£ÙØ®Ø±Ù‰ تلقيتها من أهل بيت رسول الله (عليهم السلام) ØŒ الذين هم خزنة علم الله، وتراجمة ÙˆØÙŠÙ‡ØŒ ÙˆØØ¬Ø¬Ù‡ على أرضه.
وهكذا اجتزت عقبات هذه الرØÙ„Ø© الشاقة بعون الله، لأصل ÙÙŠ نهاية المطا٠إلى العقيدة الراسخة التي لم أرثها من الآباء ".
____________
1- أنظر: وسائل الشيعة Ù„Ù„ØØ± العاملي: 27 / 201 باب 13 (33593).