ولد عام 1954Ù… بمدينة " السليمانية " ÙÙŠ العراق(1)ØŒ وترعّرع ÙÙŠ Ø£ØØ¶Ø§Ù† Ø£ÙØ³Ø±Ø© كرديّة تنتمي للمذهب Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠØŒ وتدرّج ÙÙŠ الدراسة ØØªÙ‰ ØØµÙ„ على شهادة البكالوريوس ÙÙŠ الإدارة والإقتصاد، ثمّ شغل منصب معاون مدير مديرية Ø§Ù„Ø¥ØØµØ§Ø¡ العامة ÙÙŠ السليمانيّة.
كان تشرّÙÙ‡ باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1997Ù… ÙÙŠ مسقط رأسه، بعد أن اطّلع على كتاب Ù…ÙØ§ØªÙŠØ الجنان للشيخ عباس القمي(2).
ÙÙŠ Ø±ØØ§Ø¨ كتاب Ù…ÙØ§ØªÙŠØ الجنان:
يقول الأخ أكرم: " شاءت الأقدار الإلهية أن ألتقي بأØÙ‘د الإيرانيين،
____________
1- العراق: يقع غرب آسيا، ØªØØ¯Ù‡ تركية وإيران وسورية والكويت والسعودية، يبلغ عدد سكانه ØÙˆØ§Ù„ÙŠ (22) مليون نسمة، يشكل المسلمون الغالبية العظمى منهم ÙØªØªØ¬Ø§ÙˆØ² نسبتهم 95%ØŒ أما الباقي Ùمن المسيØÙŠÙŠÙ† والديانات الأخرى، أمّا الشيعة Ùيشكلون نسبة 65% من السكان والباقي من Ø§Ù„Ø´ÙˆØ§ÙØ¹ والأØÙ†Ø§Ù. 2- Ù…ÙØ§ØªÙŠØ الجنان: كتاب ÙŠØÙˆÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ مجموعة من الأدعية والزيارات والأعمال Ø§Ù„Ù…Ø³ØªØØ¨Ø© الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) .
ÙØ£Ù‡Ø¯Ø§Ù†ÙŠ ÙƒØªØ§Ø¨ (Ù…ÙØ§ØªÙŠØ الجنان)ØŒ وما أن عدت إلى المنزل ØØªÙ‰ Ø¯ÙØ¹Ù†ÙŠ ØØ¨Ù‘ الاستطلاع والرغبة Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© Ù…ØØªÙˆØ§Ù‡ØŒ ÙØªØµÙØØªÙ‡ وطالعت بعض Ùقراته، وإذا بي أجده كتاباً رائعاً Ùيه أدعية نالت إعجابي، بØÙŠØ« أنني Ø£ØØ³Ø³Øª من خلال قراءتها والتمعن ÙÙŠ مضامينها أثر النقاء ÙˆØ§Ù„ØµÙØ§Ø¡ والخشوع ÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŠ.ÙˆÙ„Ø§Ø Ù„Ø¨ØµØ±ÙŠ من خلال قراءتي لتلك الأدعية نوراً منØÙ†ÙŠ Ø§Ù„Ø±Ø¤ÙŠØ© Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶ØØ© لمشاهدة الØÙ‚ائق، لأنّ الأدعية الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) تترجم عمق الصلة بين العبد وربّه وتعبّر عن ØØ§Ù„Ø© Ø§Ù„Ø§ÙØªÙ‚ار المتأصّلة ÙÙŠ ذات الإنسان إلى الله عزّوجلّ، ومثل هذه الأدعية تمثل السبيل لوصول العبد إلى ربّه Ùˆ (الله٠نÙور٠السَّماوات٠وَاْلأَرْضÙ)(1)ØŒ والقرب إليه يعني الخروج من الظلمات إلى النور (يَهْدÙÙŠ الله٠لÙÙ†ÙورÙه٠مَنْ يَشاءÙ)(2)ØŒ وبذلك النور يهتدي Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« إلى الطريق الذي يرتضيه الله عزّ وجلّ، لأنّه يمثل Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ان الذي به يميّز بين الØÙ‚Ù‘ والباطل.
كما وجدت أنّ هذه الأدعية ØªØØªÙˆÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ ثروة كبيرة من Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø§Ø±Ù ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… المرتبطة بالشؤون Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙŠØ© والاجتماعية، Ùهي مدرسة تربوية وتثقيÙية ØªÙ…Ù†Ø Ø§Ù„Ù‚Ø§Ø±Ø¦ رؤية واسعة Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ وإدراك الØÙ‚يقة التي من أجلها خلق ومن أجلها ÙŠØÙŠØ§ ومن أجلها يعيش ".
ويضي٠الأخ أكرم: " كان بودي أن أجد مثل هذه الأدعية والأعمال Ø§Ù„Ù…Ø³ØªØØ¨Ø© ÙÙŠ كتبنا أبناء العامة، ولكنني لم أجد مثلها من ØÙŠØ« القوّة والتأثير.
ÙØ£Ø¯Ø±ÙƒØª أنّ كلام أهل البيت (عليهم السلام) نور وأمرهم رشد، لأنّه ينطلق بتسديد إلهي وعناية ربانية من Ù†Ùوس أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيراً ".
____________
1- سورة النور: 35. 2- النور: 35.
ويسترسل الأخ أكرم ÙÙŠ كلامه عن قصة استبصاره: " بعد تعرّÙÙŠ على هذا الكنز كنت دوماً التجىء إليه ÙÙŠ الأزمات والمشاكل التي تعتريني، Ùكان هذا الكتاب بمثابة الدواء لتسكين آلامي والتئام جراØÙŠ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠÙ‘ة، التي كنت Ø£ÙØ¹Ø§Ù†ÙŠ Ù…Ù†Ù‡Ø§ نتيجة Ø§ÙØªÙ‚ادي للركائز الروØÙŠÙ‘Ø© التي يمكنني أن أعتمد عليها ÙÙŠ مواجهة الصعاب التي تعترض مسيرتي ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø©.ÙØ£ØµØ¨Ø دأبي هو قرائة تلك الأدعية والقيام بتلك الأعمال Ø§Ù„Ù…Ø³ØªØØ¨Ø©ØŒ وكنت أتأمل ÙÙŠ مضامينها، وأغوص ÙÙŠ بلاغتها ÙˆÙÙŠ معانيها، وأشÙÙŠ بها غليلي وعطشي الكامن ÙÙŠ أعماق Ù†ÙØ³ÙŠ.
وقد يكون الإنسان غاÙلا عن Ù…Ø¹Ø±ÙØ© Ù†ÙØ³Ù‡ ÙˆÙØ§Ù‚داً للبصيرة، ولكن Ø¨ÙØ¶Ù„ ما يعثر عليه من الأدعية والزيارات يجد السبيل للعودة إلى الذات والإتصال بالله، وصياغة Ø£Ùكاره من جديد على أساس تقوى الله ورضوانه، Ùيخاطب ربّه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى: " إلهي البستني الخطايا ثوب مذلّتي، وجلّلني التباعد منك لباس مسكنتي، وأمات قلبي عظيم جنايتي، ÙØ£ØÙŠÙ‡ بتوبة منك يا أملي... "(1).
Ùكنت أخلو كثيراً مع Ù†ÙØ³ÙŠ ÙˆØ£Ø°Ø±Ù Ø§Ù„Ø¯Ù…ÙˆØ¹ على ØØ§Ù„ÙŠ باكياً ومناجياً ربي: " إلهي أعنّي بالبكاء على Ù†ÙØ³ÙŠØŒ Ùقد Ø£Ùنيت بالتسوي٠والآمال عمري، وقد نزلت منزلة الآيسين من ØÙŠØ§ØªÙŠ "(2).
" ومالي لا أبكي، ولا أدري إلى ما يكون مصيري، وأرى Ù†ÙØ³ÙŠ ØªØ®Ø§Ø¯Ø¹Ù†ÙŠØŒ وأيامي تخاتلني "(3).
____________
1- Ù…ÙØ§ØªÙŠØ الجنان: مناجات التائبين. 2- Ù…ÙØ§ØªÙŠØ الجنان: دعاء أبي ØÙ…زة الثمالي.
3- Ù…ÙØ§ØªÙŠØ الجنان: دعاء أبي ØÙ…زة الثمالي.
ومن ذلك الØÙŠÙ† بدأت أتدرّج ÙÙŠ صياغة معارÙÙŠ ÙØ¹Ø±Ùت الله بالله: " إلهي بك Ø¹Ø±ÙØªÙƒØŒ وأنت دللتني عليك، ودعوتني إليك، ولولا أنت لم أدر ما أنت "(1)ØŒ ثمّ إلتجأت بعدها إلى الله: " اللهم عرّÙني Ù†ÙØ³ÙƒØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘Ùƒ إن لم تعرّÙني Ù†ÙØ³Ùƒ لم أعر٠رسولك، اللهم عرÙني رسولك ÙØ¥Ù†Ù‘Ùƒ إن لم تعرّÙني رسولك لم Ø£Ø¹Ø±Ù ØØ¬ØªÙƒØŒ اللهم عرÙني ØØ¬ØªÙƒ ÙØ¥Ù†Ù‘Ùƒ إن لم تعرÙني ØØ¬ØªÙƒ ضللت عن ديني "(2).وطالعت دعاء الندبة من ذلك الكتاب، ÙØªØ¬Ù„ّت لي ØÙ‚ائق كثيرة ÙˆØ¹Ø±ÙØª من خلاله ضرورة وجود الأئمة ÙÙŠ المجتمع، وأنّهم السبيل إلى الله والمسلك إلى رضوانه وأنّهم هداة الأÙمة، وأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان منذراً ولكلّ قوم هاد ".
ÙÙŠ Ø±ØØ§Ø¨ دعاء الندبة:
الجدير ذكره أنّ هذا الدعاء ÙŠÙ„ÙØª الانتباه إلى ØÙ‚ائق تاريخيّة قد يكن البعض غاÙلا عنها أو غير مطّلع عليها، وذلك من خلال بعض النصوص الواردة Ùيه، التي تبيّن ما ØÙ„Ù‘ بعترة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من مظالم بعد ÙˆÙØ§Ø© الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ومالاقوا من اضطهاد ومعاناة.
وكذلك يبيّن هذا الدعاء أنّ الأرض لا تخلو من العترة الهادية، وأنّ ÙÙŠ كلّ زمان يوجد من أهل بيت الرسول (عليهم السلام) من يمثّل السبب المتصل بين الأرض والسماء.
ÙˆÙÙŠ الØÙ‚يقة أنّ دعاء الندبة دعاء يندب به المؤمنون إمام زمانهم، ويعبّرون عبر ذلك عن مشاعرهم نتيجة Ø§ÙØªÙ‚ادهم لإمامهم المنتظر، Ùهم يستخدمون هذا الدعاء كأداة ووسيلة لإدانة الظلم والظالمين، ÙØ¥Ù†Ù‘ هذا الدعاء ينشىء Ù…ØÙز ÙÙŠ
____________
1- Ù…ÙØ§ØªÙŠØ الجنان: مقطع من دعاء أبي ØÙ…زة الثمالي. 2- Ù…ÙØ§ØªÙŠØ الجنان: دعاء Ù„ØµØ§ØØ¨ الأمر، أنظر: الكاÙÙŠ للكليني: 1 / 337.
Ù†ÙØ³ الإنسان لئلا تعتريه الغÙلة عن بعض الØÙ‚ائق، وليبقى دوماً على أهبة الاستعداد ÙÙŠ انتظار إمام زمانه، وإعداد Ù†ÙØ³Ù‡ والمجتمع للقيام بالمسؤوليات الكبيرة، التي سو٠تلقى على عاتقه وعاتقهم عند ظهوره (عج)ØŒ وهذا ما يتطلّب منه أن يصوغ شخصيته ÙˆÙÙ‚ ما ترتضيه الشريعة، Ùيزكّي Ù†ÙØ³Ù‡ أوّلا، ويسعى Ù„Ø±ÙØ¹ المستوى الديني ÙÙŠ المجتمع ثانياً، ليمهّد الأرضيّة لظهور ØµØ§ØØ¨ الأمر صلوات الله وسلامه عليه.
مع زيارة الجامعة:
أمّا زيارة الجامعة الواردة عن الإمام الهادي (عليه السلام) المذكورة ÙÙŠ هذا الكتاب، Ùلها دوراً كبيراً ÙÙŠ ابراز جلالة شأن أهل البيت (عليهم السلام) والتعري٠بمكانتهم، إذ بها يتعرّ٠المؤمن على أنّهم: موضع الرسالة، ومختل٠الملائكة، ومهبط الوØÙŠØŒ ومعدن الرØÙ…ة، وخزّان العلم، الذين Ø§ØµØ·ÙØ§Ù‡Ù… الله بعلمه، وارتضاهم لغيبه، واختارهم لسره، واجتباهم بقدرته، وخصّهم ببرهانه، وأيّدهم بروØÙ‡ØŒ ورضيهم Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ ÙÙŠ أرضه، ÙˆØØ¬Ø¬Ø§Ù‹ على بريته، وأنصاراً لدينه، ومستودعاً Ù„ØÙƒÙ…ته، وتراجمة لوØÙŠÙ‡ØŒÙˆØ£Ø¹Ù„اماً لعباده، ومناراً ÙÙŠ بلاده،وأدلاء على صراطه بعد أن أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
وهم الذين ينبغي أن يتضرّع العبد بهم إلى الله ليدخله ÙÙŠ جملة العارÙين لهم ولØÙ‚ّهم، إذ هم السبيل والذريعة إليه، والوسيلة إلى رضوانه، وبهم يعر٠المؤمن ما ارتضاه الله لعباده.
ÙØ¹Ù† طريق أهل البيت (عليهم السلام) تتجلى للمؤمن ØÙ‚ائق الأمور، ÙˆÙŠØ±ØªÙØ¹ الإنسان عبر تلك المعار٠إلى المستويات السامية ØØªÙ‰ تتلقى القلوب النورَ والهداية وتتصل ببارئها، ثمّ ØªØªÙØ§Ø¹Ù„ مع هذا النور وتلين له، ثمّ تذوب ÙÙŠ مضامين هذه
الأدعية ÙØªÙ‚تبس من معارÙها ÙˆÙ…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ…ها ما ينعكس ÙÙŠ ØØ±ÙƒØ© الإنسان وسلوكه ومنطقه ومواقÙÙ‡ ÙˆØ¯ÙˆØ§ÙØ¹Ù‡ØŒ وعند ذلك ÙŠØªØØ±Ù‘Ùƒ بنور الله وهداه.
الاستجابة لنداء Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø©:
ويستطرد الأخ أكرم قائلا: " وبعد تعرّÙÙŠ على جملة من المعار٠الدينيّة عبر أدعية هذا الكتاب، ازداد Ø§Ù†Ø¯ÙØ§Ø¹ÙŠ ÙˆØ´ÙˆÙ‚ÙŠ Ù†ØÙˆ Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن التشيع، ÙØ§Ù†Ø·Ù„قت Ù„Ù„Ø§Ø³ØªÙØ³Ø§Ø± ممّن ÙŠØÙŠØ·Ù†ÙŠ ØÙˆÙ„ هذا المذهب، ولكنني لم أصل إلى أي نتيجة لقلّة إلمام ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ© من ÙŠØÙŠØ·Ù†ÙŠ Ø¨Ø§Ù„ØªØ´ÙŠØ¹.
ØØªÙ‰ ØªÙˆÙ‘ÙØ±Øª لي الأرضيّة ÙÙŠ يوم من الأيام، إذ Ø³Ø§ÙØ±Øª إلى مدينة " بغداد " لزيارة Ø£ØØ¯ أقاربي، ÙØ§Ù„تقيت هناك ÙÙŠ Ø£ØØ¯ المساجد الشيعية بعالم شيعي، Ùكان لذلك اللقاء المختصر أثراً بالغاً ÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŠØŒ ومن ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ بدأت تتبلور ÙÙŠ ذهني صورة التشيع بصورة كاملة.
كما ØªØ¹Ø±Ù‘ÙØª بعد ذلك على بعض الشيعة، وخضت معهم نقاشات عديدة، ÙˆÙ…Ø³ØªÙØ³Ø±Ø§Ù‹ منهم عن بعض الأمور التي كانت مبهمة بالنسبة لي، وطالعت بعض الكتب الشيعية ككتاب (المراجعات) للسيّد شر٠الدين العاملي، وكتاب (ثمّ اهتديت) للتيجاني السماوي ÙØªØ£Ø«Ø±Øª بها، لكنني مع ذلك كنت أعيش صراعاً Ù†ÙØ³ÙŠØ§Ù‹ مدمراً، Ùكنت أدعو الله أن يهديني إلى سواء السبيل، واستجاب الله دعائي ÙØ§Ø³ØªØ¨ØµØ±Øª عام 1997Ù… على يد Ø£ØØ¯ الأخوة الشيعة، ÙØ¨Ø¯Ø£Øª أتلقّى على يده ÙØ±ÙˆØ¹ الدين النقية التي وردت عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) ".