ولد عام 1964Ù… ÙÙŠ ØµÙØ§Ù‚س بدولة تونس، ترعرع ÙÙŠ أسرة مالكية المذهب، واصل دراسته الأكاديمية ØØªÙ‰ أتم الثانوية ثم دخل الجامعة ÙÙŠ ÙØ±Ø¹ العلوم الطبيعية.
تبلور اهتمام الأخ الأسعد بعد بلوغه سن الرشد ÙÙŠ مجال مطالعة الكتب والمقالات المختصة بالعلوم Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«Ø© والأÙكار المعاصرة المهتمة بشأن Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø§ÙŠØ¯ÙŠÙˆÙ„ÙˆØ¬ÙŠØ© من المنظور الاسلامي، وجعل يتصÙÙ‘Ø Ù…Ø§ ÙŠÙقال ÙÙŠ هذا المجال، وجعل ÙŠØ¨ØØ« ØÙˆÙ„ التاريخ ونواميسه وقوانين ØØ±ÙƒØªÙ‡ ليصل إلى رؤية شمولية ØÙˆÙ„ التاريخ الذي يندمج Ùيه الانسان من جديد ÙÙŠ الكون مع الله وبالله جل جلاله.
Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن الوعي الاسلامي:
ØØ§ÙˆÙ„ الأخ الأسعد أن يصل إلى الوعي الاسلامي الذي يقود الØÙŠØ§Ø© إلى Ø¢ÙØ§Ù‚ مستقبلية Ø±ØØ¨Ø© وأن ÙŠÙØ±Ù‚ÙŠ مستوى Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡ من أجل Ø§Ù„Ø¥ØØ§Ø·Ø© بالنظم الÙكرية والثقاÙية ÙˆØ§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠØ© الشاملة للاسلام، والتي تخلّص الانسان والمجتمع وتبشّر بØÙŠØ§Ø© سعيدة عادلة.
واجتهد الأخ الأسعد ÙÙŠ رØÙ„Ø© Ø¨ØØ«Ù‡ هذه أن يتعرّ٠على الشخصيات Ø§Ù„Ù…ØªØ¨ØØ±Ø© ÙÙŠ هذا المجال، ÙØªØ¹Ø±Ù‘٠خلال Ø¨ØØ«Ù‡ على كتب السيد Ù…ØÙ…د باقر الصدر (قدس سرّه الشريÙ)ØŒ Ùوجد انتاجه يشكل نسيجاً متماسكاً لمدرسة إسلامية متكاملة الأبعاد. ÙØ§Ù†Ø¨Ù‡Ø± بشخصيته وذاب ÙÙŠ عطائه الÙكري.وكانت من جملة المواضيع التي نالت اعجاب الأخ الأسعد من كتب السيد Ù…ØÙ…د باقر الصدر هي مسألة التجديد الكلامي والمضامين والأÙكار الاعتقادية التي خاضها ÙÙŠ ضوء منهجه الجديد.
ومن هذا المنطلق Ø§Ù†ÙØªØ الأخ الأسعد على التراث الشيعي، وبدأ يتعرّ٠بالتدريج على اصول ومبادىء هذا المذهب، والمرتكزات الÙكرية التي يعتمد عليها اتباع هذا المذهب.
Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الامامة:
تعرّ٠الأخ الأسعد خلال مطالعته لكتب السيد Ù…ØÙ…د باقر ومراجعته لباقي الكتب الشيعية على مسألة الإمامة ومكانتها ÙÙŠ الدين، وتبيّن له أن الإمامة كالنبوة ØØ§Ø¬Ø© ØØ¶Ø§Ø±ÙŠØ© متأصلة ÙÙŠ ØØ±ÙƒØ© المجتمع والتاريخ، وأن الإمام كالنبي شهيد ÙˆØ®Ù„ÙŠÙØ© لله ÙÙŠ الأرض من أجل أن يواصل الØÙاظ على الثورة ضد الجاهلية ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù بكل Ù…ØØªÙˆØ§Ù‡ الÙكري ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ ÙˆØ¨ÙƒÙ„ جذوره ومظاهره Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© من استبداد واستغلال، غير أن جزء من دور الرسول يكون قد اكتمل وهو إعطاء الرسالة والتبشير بها والبدء بالثورة الاجتماعية على أساسها، ÙØ§Ù„وصي ليس ØµØ§ØØ¨ رسالة ولا يأتي بدين جديد بل هو المؤتمن على الرسالة والثورة التي جاء بها الرسول.
دارسته لموق٠الرسول ازاء Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© من بعده:
واصل الأخ الأسعد Ø¨ØØ«Ù‡ ØÙˆÙ„ الإمامة، ثم Ø§ØØ¨Ù‘ أن يتعرّ٠على موق٠النبي(صلى الله عليه وآله)من Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©ØŒ ÙØ±Ø£Ù‰ أن الأمر لا يخرج من ثلاثة Ø§ØØªÙ…الات:
Ø§Ù„Ø§ØØªÙ…ال الأول: الطريق السلبي وإهمال أمر Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©ØŒ وهذا لا يمكن قبوله ÙÙŠ ØÙ‚ رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ لأنّه ناشىء من Ø£ØØ¯ أمرين: الأمر الأوّل: أن يعتقد الرسول أنّ ذلك غير مؤثر ÙÙŠ مستقبل الرسالة، الأمر الثاني: نظرته للدعوة نظرة مصلØÙŠØ© ولا يهمه إلاّ أن ÙŠØØ§Ùظ على الرسالة ما دام ØÙŠØ§Ù‹ ولا يعنيه مستقبلها ÙˆØÙ…ايتها من بعده.
Ø§Ù„Ø§ØØªÙ…ال الثاني: الموق٠الإيجابي المتمثل ÙÙŠ نظام الشورى، ولكن الأخ الأسعد خلال استقراء جملة من الشواهد من تاريخ الرعيل الأول ومواقÙÙ‡ لم يجد أن الرسول قد Ø·Ø±Ø Ù‡Ø°Ø§ الأمر أو بيّن له الطريقة الخاصة للاتباع، ولم يجد سوى النصوص Ø§Ù„Ù…ØµØ±Ù‘ØØ© على Ø®Ù„Ø§ÙØ© الإمام علي (عليه السلام) من بعده.
Ø§Ù„Ø§ØØªÙ…ال الثالث: الايجابية المتمثّلة ÙÙŠ اعداد من يقود الأمة، ويقول الأخ الأسعد: وجدت أن هذا الطريق هو الطريق الوØÙŠØ¯ الذي ينسجم مع طبيعة الأشياء، ويعقل ÙÙŠ ضوء ظرو٠الدعوة والدعاة وسلوك النبي(صلى الله عليه وآله)ØŒ وهو أن يق٠النبي(صلى الله عليه وآله)من مستقبل الدعوة بعد ÙˆÙØ§ØªÙ‡ Ù…ÙˆÙ‚ÙØ§Ù‹ ايجابياً، Ùيختار بأمر الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى شخصاً يعدّه اعداداً رسالياً وقيادياً خاصاً لتمثّل Ùيه المرجعية الÙكرية والزعامة السياسية.
وكانت من جملة الشواهد التاريخية والنصوص المروية عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ والتي Ø¯ÙØ¹Øª الأخ الأسعد للتثبت من ØµØØ© هذا المسلك هي ØØ¯ÙŠØ« "الدار" ÙˆØØ¯ÙŠØ« "الثقلين" Ùˆ"المنزلة" Ùˆ"الغدير" وغيرها.
صعوبة التØÙˆÙ„ الÙكري:
لم يكن من السهل للأخ الأسعد بعد اكتسابه القناعات الجديدة أن ÙŠØªØØ±Ù‘ر من الجانب العاطÙÙŠ الذي كان يشدّه بمعتقداته السابقة، ولكنه وق٠بكل صمود ÙˆØªØØ¯ÙŠ Ø§Ø²Ø§Ø¡ كل التيارات التي ØØ§ÙˆÙ„ت أن تسلب منه القناعات التي توصّل إليها عبر الأدلة والبراهين الساطعة.
واستعان الأخ الأسعد بالله تعالى، ÙØ´Ø¹Ø± بعدها أنه يمتلك القدرة على تخطي ÙƒØ§ÙØ© الØÙˆØ§Ø¬Ø² والعقبات التي ÙˆÙ‚ÙØª بوجهه لتصرÙÙ‡ عن السير باتجاه الØÙ‚يقة.
اعلان الاستبصار:
ورغم الموانع Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© التي واجهها الأخ الأسعد خلال اتخاذه القرار النهائي بشأن الانتماء المذهبي، لكنه واصل سيره Ù†ØÙˆ الØÙ‚ هادىء Ø§Ù„Ù†ÙØ³ØŒ قوي Ø§Ù„ØØ¬Ø©ØŒ ثابت الجنان، واعلن عام 1984Ù… ÙÙŠ تونس اعتناقه لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ ثم Ø³Ø§ÙØ± إلى سوريا وأقام ÙÙŠ دمشق بجوار مرقد العقيلة زينب بنت الإمام علي (عليه السلام) والتØÙ‚ بالØÙˆØ²Ø© العلمية الموجودة هناك من أجل تلقي علوم ومعار٠أهل البيت (عليهم السلام) والالمام بسيرتهم ومنهجهم وتراثهم الذي جاؤوا به ليخرجوهم من الظلمات إلى النور.
Ù…Ø¤Ù„Ù‘ÙØ§ØªÙ‡:
(1) "التجديد الكلامي عند الشهيد الصدر(قدس سره)":
صدر عن مركز Ø§Ù„Ø£Ø¨ØØ§Ø« العقائدية ضمن سلسلة الرØÙ„Ø© إلى الثقلين.
وهو دراسة تØÙ„يلة تستهد٠الكش٠عن أوجه التجديد والإبداع منهجياً ÙˆÙ…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ…ياً ÙÙŠ دراسة اصول الدين عند الشهيد الصدر.
ÙˆÙŠØØªÙˆÙŠ Ù‡Ø°Ø§ الكتاب على ثلاثة ÙØµÙˆÙ„ وخاتمه:Ø§Ù„ÙØµÙ„ الأول: مراØÙ„ علم الكلام.
Ø§Ù„ÙØµÙ„ الثاني: معالم التجديد المنهجي.
Ø§Ù„ÙØµÙ„ الثالث: المضامين الجديدة ÙÙŠ ضوء المنهج الجديد.
الخاتمة: على طريق التجديد الكلامي.
(2) "المنهج الجديد ÙÙŠ تدريس العقائد": مخطوط.
(3) "ÙØµÙˆÙ„ ÙÙŠ Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الانتظار": مخطوط.
وله أيضاً العديد من المقالات ÙÙŠ مجلة Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الاسلامية الصادرة ÙÙŠ دمشق ومجلة المنهاج الصادرة ÙÙŠ بيروت، ومجلة النور الصادرة ÙÙŠ لندن.
ÙˆÙ‚ÙØ© مع كتابه: "التجديد الكلامي عند الشهيد الصدر(قدس سره)"
يقدّم الكاتب لكتابه هذا، Ùيقول:
بدأ التاريخ ÙÙŠ المشرق... وأذن التاريخ بنهايته ÙÙŠ الغرب نهاية تمخضت ÙÙŠ تØÙˆÙ„ات سياسية خطيرة عرÙها المعسكر الاشتراكي... ولا نزال نترقب تمثلاتها ÙÙŠ المعسكر الرأسمالي... بدأ التاريخ ÙÙŠ المشرق بعودة الوعي وعودة الإسلام يقود الØÙŠØ§Ø© إلى Ø¢ÙØ§Ù‚ مستقبلية Ø±ØØ¨Ø©... ويؤسس لنظم Ùكرية وثقاÙية ÙˆØØ¶Ø§Ø±ÙŠØ© شاملة... تخلص الإنسان والمجتمع.. وتبشر بØÙŠØ§Ø© سعيدة عادلة.
لقد ساهم ÙÙŠ صنع هذه Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© التاريخية العظيمة من ÙØ¬Ø± هذه الأمة رجالات كثر.. يشمخ على رأس قائمتهم... (Ù…ØÙ…د باقر الصدر(قدس سره)) الذي استشهد ليمْنَØÙŽ ÙƒÙŠØ§Ù† الأمة الإسلامية Ù†ÙØØ© من روØÙ‡ الطاهرة.. Ùيشارك إلى جانب آخرين ÙÙŠ بعث الØÙŠØ§Ø© ÙÙŠ هذا الكيان.
لقد مثل باقر الصدر نموذجاً متميزاً من منظري Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© وعلماً بارزاً ÙÙŠ سماء نهضتها الÙكرية وانبعاثها Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠ.
وبعد عقدين من رØÙŠÙ„Ù‡ لا يزال انتاج باقر الصدر يشكل نسيجاً متماسكاً لمدرسة إسلامية متكاملة الابعاد.. وبالرغم من التطورات الثقاÙية والÙكرية التي عرÙها العالم منذ استشهاده إلاّ أن مشروعه الÙكري لا يزال يمثل من عناصر القوة والجدية ما يبقيه ØØ§Ø¬Ø© مستمرة إلى قراءة جديدة...
ثم ÙŠØªØØ¯Ù‘Ø« عن الجانب الÙكري والكلامي بالخصوص عند الشهيد
الصدر(قدس سره)ØŒ Ùيقول:يمتاز بأنه أسس لنقلات منهجية خطيرة خاصة على مستوى نظرية Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©ØŒ ØÙŠØ« أنّه بنى Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ نظرية خاصة ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© (المذهب الذاتي) طبقها على العديد من المسائل ÙÙŠ علم الكلام ÙÙŠ بØÙˆØ«Ù‡ Ø§Ù„Ù…ØªÙØ±Ù‚Ø© وهي ميزة ÙŠÙØªÙ‚دها غيره من المجددين.
إن باقر الصدر رغم عدم امتلاكه أثراً متكاملا لتجديد المنهج الكلامي وطرق مسائله ÙˆÙÙ‚ منظوره الجديد لكن ما تركه من نتاج عقائدي متناثر ÙÙŠ Ù…Ø¤Ù„ÙØ§ØªÙ‡ Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© ÙˆÙ…ØØ§Ø¶Ø±Ø§ØªÙ‡ العديدة يشكل أرضية صلبة لنقد المنهج القديم، وصياغة النهج الجديد، وقراءة لأصول الدين من وجهة نظر مبتكرة Ø¨Ù„ØØ§Ø¸ Ø«Ù‚Ø§ÙØ© العصر ÙˆØØ§Ø¬Ø§ØªÙ‡ وأسئلته ÙˆØ§Ø³ØªÙØ³Ø§Ø±Ø§ØªÙ‡.
لقد تØÙˆÙ„ت Ù„ÙˆØØ© أصول الدين ÙÙŠ منهج الصدر إلى نظريات متكاملة ÙÙŠ الثورة، والتغيير الاجتماعي والقيادة ÙˆØ§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© والØÙŠØ§Ø©..
ÙˆÙÙŠ هذا السياق ÙˆÙÙŠ مجال Ø§Ù„Ø¨ØØ« العقائدي يتجلى إبداع (Ù…ØÙ…د باقر الصدر) ÙÙŠ القدرة على الانتقال بعلم الكلام نقلات منهجية كبرى من شأنها أن تسهم ÙÙŠ أرساء أسس جديدة لعلم عقائدي جديد.
وباستقراء الانتاج الكلام والعقائدي للسيد Ù…ØÙ…د باقر الصدر المبثوث هنا وهناك ÙÙŠ أكثر كتبه يمكن أن نستكشÙ: خمس نقلات منهجية أساسية:
أولا: من المنطق الأرسطي إلى المذهب الذاتي ثانياً: من الاتجاه التجزيئي إلى المنهج الترابطي الموضوعي ثالثاً: من النزعة الثبوتية إلى المنهج التكاملي رابعاً: من عقيدة Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ إلى عقيدة المجتمع خامساً: من المذهبية الجدلية إلى الإنسانية اليقينية.
ونق٠هنا بعض الشيء عند النقلة المنهجية الأولى.من منطق أرسطو إلى المذهب الذاتي:
يقول الكاتب ÙÙŠ هذا المجال:
ÙÙŠ كتاب ÙÙ„Ø³ÙØªÙ†Ø§ تبنّى باقر الصدر النظرية الأرسطية ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ØÙŠØ« سلّم بالبديهيات الست، وضرورة مبدأ العلية، ومسألة: بداهة الواقع الخارجي، لكنه لم يكن ليق٠ÙÙŠ ØØ¯ÙˆØ¯ منطق أرسطو الذي ØÙƒÙ… إلى ØØ¯ ما تراثنا الÙكري وخاصة الكلامي الذي تأثر Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø§ØØ« المنطقية والÙلسÙية إثر ترجمة التراث اليوناني. واتخذ طابعاً جدلياً وتطر٠أØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ كثيرة ÙÙŠ ملاØÙ‚Ø© إشكالات الÙÙ„Ø³ÙØ© والمنطق الارسطي ØØªÙ‰ سقط ÙÙŠ التجريد المطلق، ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ« عن شبهات Ø§ÙØªØ±Ø§Ø¶ÙŠØ© أكثر منها واقعية لا ثمرة عملية من ورائها.
"لكن باقر الصدر لم يستسلم للهيبة التاريخية للمنطق الأرسطي رغم كل التعديلات التي أدخلها عليه المÙكرون الإسلاميون، وقطع مع هذا التراث الطويل Ø¨Ø£Ø·Ø±ÙˆØØªÙ‡ المتميزة: الأسس المنطقية للاستقراء، والذي قال عنها باقر الصدر Ù†ÙØ³Ù‡.. أنها استطاعت أن تملأ ÙØ±Ø§ØºØ§Ù‹ كبيراً ÙÙŠ نظرية Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© البشرية لم يستطع الÙكر الÙلسÙÙŠ أن يملأه خلال الÙÙŠ سنة"(1).
ليس كتاب الأسس المنطقية للاستقراء، كما قد يوØÙŠ Ø¹Ù†ÙˆØ§Ù†Ù‡ دراسة لمشكلة الاستقراء ÙØØ³Ø¨ØŒ ÙˆØÙ„ لقضية التعميم الاستقرائي، وانما هو Ø£Ø·Ø±ÙˆØØ© لنظرية معرÙية جديدة أسماها باقر الصدر: المذهب الذاتي ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©: إنه مذهب ثالث مقابل المذهب التجريبي والمذهب العقلي.
____________
1- Ù…ØÙ…ود الهاشمي، بØÙˆØ« ÙÙŠ علم الأصول، المجمع العلمي للشهيد الصدر، مج4ØŒ ص140. مقارنة بين المذهب الذاتي والمذهب العقلي:
Ø³Ù†ØØ±Ù‘ر هذه المقارنة ÙÙŠ النقاط التالية:
أولا: ØªØØ¯ÙŠØ¯ مصدر Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©: ÙØ§Ù„مذهب الذاتي يتÙÙ‚ مع المذهب العقلي ØÙˆÙ„ وجود قضايا وإدراكات قبلية التي تمثّل أساساً يقوم عليه البناء الÙوقي Ù„Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©.
ثانياً: يختل٠مع المذهب العقلي ÙÙŠ الأساس المنطقي للتعميم الاستقرائي، ÙØ§Ù„مذهب العقلي يستند ÙÙŠ هذا التعميم إلى مبادىء ثلاثة: مبدأ السببية ومبدأ عدم تكرر Ø§Ù„ØµØ¯ÙØ© باستمرار، ومبدأ: ان Ø§Ù„ØØ§Ù„ات المتشابهة من الطبيعة تؤدي إلى نتائج متماثلة، ويعتقد هؤلاء أن هذا المبدأ مستقل عن التجربة، ومستقبل برهانيا عن مبدأ السببية، ومن نقطة الخلا٠هذه ØÙˆÙ„ رجوع الاستقراء إلى القياس ØØ³Ø¨ المنطق العقلي ينطلق باقر الصدر ليشيد نظريتة ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©.
ثالثاً: إن المذهب العقلي يؤمن اساساً بالتوالد الموضوعي ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©ØŒ والقياس هو العمدة ÙÙŠ الاستدلال، ÙˆØØªÙ‰ الاستقراء يرجع ÙÙŠ الأخير إلى قياس صغراه الملازمة بين ظاهرتين كما تعكسها Ù…Ù„Ø§ØØ¸Ø§ØªÙ†Ø§ØŒ وكبراه ان Ø§Ù„ØµØ¯ÙØ© لا تتكرر باستمرار.
والتلازم الموضوعي يعني أنه اعتماداً على التلازم بين قضية ÙˆØ£ÙØ®Ø±Ù‰ØŒ أو بين قضية ومجموعة قضايا أخرى يمكن أن ØªØØµÙ„ Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ†Ø§ بتلك القضية من Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ†Ø§ بالقضية أو القضايا التي تستلزمها. مثال ذلك من قولنا: (سقراط انسان) Ùˆ(كل إنسان ÙØ§Ù†) نستنج ان (سقراط ÙØ§Ù†)ØŒ Ùهذا توالد موضوعي لأنه ناشىء عن التلازم بين الجانب الموضوعي للمقدمات والجانب الموضوعي للنتيجة. (ÙØ§Ù„توالد الموضوعي هو الأساس ÙÙŠ كل استنتاج يقوم على القياس الأرسطي، لأن النتيجة دائماً ملازمة للمقدمات على أساس التوالد الموضوعي والتلازم بين القضايا
المستدل بعضها على البعض الآخر بصورة قياسية(1).أما التوالد الذاتي الذي يعتقد المذهب الذاتي أنها الطريقة التي ØªØØµÙ„ بها أكثر معارÙنا Ùهي تؤمن بأنه يمكن أن تنشأ Ù…Ø¹Ø±ÙØ© جديدة انطلاقاً من التلازم بين الجانبين الذاتيين للمقدمات والنتائج دون تلازم ÙÙŠ الجانبين الموضوعيين والمقصود من الجانب الذاتي الادراك. ÙÙŠ ØÙŠÙ† ان المنطق الأرسطي يعتبر أن هذا التلازم الذاتي دون تلازم ÙÙŠ الجانب الموضوعي غير كا٠للانتقال إلى النتيجة وهكذا ØØ§ÙˆÙ„ المنطق الارسطي أن ÙŠÙØ³Ù‘ر كل معارÙنا بأنها إمّا أن تكون أولية أو أنها مستنتجة على أساس التوالد الموضوعي. أما المذهب الذاتي Ùيؤمن: بوجود معار٠أولية تمثل الجزء العقلي القبلي من Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© (مبدأ عدم التناقض)ØŒ وأن هناك معار٠ثانوية مستنتجة على طريقة التوالد الموضوعي (مثال ذلك نظريات الهندسة الاقليدية والمستنتجة من بديهيات تلك الهندسة)ØŒ وهناك معار٠ثانوية مستنتجة من معارÙنا السابقة بطريقة التوالد الذاتي (التعميمات الاستقرائية) وهي تهم أكثر معارÙنا.
رابعاً: إن المذهب الذاتي لا يشترط أن تكون Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الأولية يقينية: Ùهو ÙŠÙØ±Ø¬Ø¹ بداية Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© إلى قسمين: Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا: Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© التي ØªÙØ±Ø¶Ù‡Ø§ بديهيات نظرية Ø§Ù„Ø§ØØªÙ…ال. والآخر: Ù†ÙØ³ الخبرة Ø§Ù„ØØ³ÙŠØ© بالموضوعات، ÙÙ†ØÙ† ØÙŠÙ† نشاهد Ø³ØØ§Ø¨Ø§Ù‹ ÙÙŠ السماء تعتبر مشاهدتنا خبرة ØØ³ÙŠÙ‘Ø© ÙˆØ§Ù„Ø³ØØ§Ø¨ ÙÙŠ السماء هو موضوع هذه٠المشاهدة، ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØªÙ†Ø§ بالمشاهدة Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ابتدائية أولية وليست مستدلة، وأما Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ†Ø§ بوجود Ø³ØØ§Ø¨ ÙÙŠ السماء Ùهي Ù…Ø¹Ø±ÙØ© مستدلة بطريقة استقرائية، ومع
____________
1- Ù…ØÙ…د باقر الصدر، الأسس المنطقية للاستقراء، دار التعار٠للمطبوعات، لبنان، 1981ØŒ ص135. تمسك المذهب الذاتي بوجود بداية Ù„Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ØØªÙ‰ لا يلزم التراجع إلى ما لا نهاية، لا يقر بأن تكون هذه البدايات ضرورية ويتصور المذهب الذاتي Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الأولية Ø§ØØªÙ…الية ÙÙŠ مجالين: المجال الأول: مجال الخبرة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ‘Ø© والثاني مجال القضايا العقلية الأولية التي يكون ثبوت المØÙ…ول Ùيها للموضوع ثبوتاً مباشراً دون ØØ¯Ù‘ أوسط. هذه القضايا التي لا يمكن اثباتها باستنباط عقلي قد تكون متقدمة بدرجة عالية من التصور، وكذلك بدرجات أقل (وما دامت بعض المعار٠الأوليّة بالامكان أن ØªØØµÙ„ بقيم Ø§ØØªÙ…الية ÙÙŠ البداية Ùمن الممكن تنمية هذه القيم Ø§Ù„Ø§ØØªÙ…الية ÙˆÙقاً لنظرية Ø§Ù„Ø§ØØªÙ…ال، Ùكلما وجدت Ø§ØØªÙ…الات تتضمن تلك Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الأولية Ø§Ù„Ù…ØØªÙ…لة ازدادت قيمتها Ø§Ù„Ø§ØØªÙ…الية(1).ومن المهم ونØÙ† Ù†ØªØØ¯Ø« عن نظرية المذهب الذاتي كنقلة منهجية ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø¨ØØ« الكلامي أن نلخص طريقة التوالد الذاتي Ù„Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©.
ذكرنا سابقاً أن المذهب الذاتي يرى أن أكثر معارÙنا تتوالد بطريقة ذاتية لا موضوعية، وهذا التوالد يمر بمرØÙ„تين مرØÙ„Ø© موضوعية ومرØÙ„Ø© ذاتية: (إن كل Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ثانوية ÙŠØØµÙ„ عليها العقل على أساس التوالد الذاتي تمر بمرØÙ„تين إذ تبدأ أولا مرØÙ„Ø© التوالد الموضوعي، ÙˆÙÙŠ هذه المرØÙ„Ø© تبدأ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© Ø§ØØªÙ…الية وينمو Ø§Ù„Ø§ØØªÙ…ال باستمرار، ويسير نمو Ø§Ù„Ø§ØØªÙ…ال ÙÙŠ هذه المرØÙ„Ø© بطريقة التوالد الموضوعي ØØªÙ‰ ØªØØ¸Ù‰ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© بدرجة كبيرة جداً من Ø§Ù„Ø§ØØªÙ…ال غير ان طريقة التوالد الموضوعي تعجز عن تصعيد Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© إلى درجة اليقين، ÙˆØÙŠÙ†Ø¦Ø° تبدأ مرØÙ„Ø© التوالد الذاتي لكي تنجز ذلك ÙˆØªØ±ØªÙØ¹ Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© إلى مستوى اليقين)(2).
____________
1- م. ن، ص504. 2- م. ن، ص141.
مضامين جديدة ÙÙŠ ضوء المنهج الجديد:
يبين الكاتب ذلك بالقول:
مع تØÙ‚Ù‚ النقلات المنهجية الهامة كان لابد لعلم الكلام أن يتجدد لا ÙÙŠ آليات Ø§Ù„Ø¨ØØ« Ùقط وانما ÙÙŠ المضامين ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ…ØŒ ØØªÙ‰ انه يمكن القول أن (العقيدة) Ø§Ø¶ØØª ÙÙŠ تعريÙها كنظرية للانسان والØÙŠØ§Ø© والثورة أقرب ما تكون من قاعدة للنهضة والتقدم والتغيير.
ولكن كي٠يمكن أن ندرس المضامين الجدية ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… الناتجة عن المنهج المبتكر؟ خاصة وأن العقيدة ÙÙŠ ضوء هذا المنظور الجديد تتقاطع مع الرؤية الكونية ÙˆÙÙ„Ø³ÙØ© الدين ÙˆÙÙ„Ø³ÙØ© التاريخ والنظام الاجتماعي.
إن دراسة هذه المضامين خارج الاطار الكلاسيكي (التقسيم الخماسي) يجعلنا نواجه صعوبات ما.. أدناها انه لن ØªØªØ¶Ø Ø§Ù„Ø¹Ù„Ø§Ù‚Ø§Øª بين المطالب العقائدية والمجالات الأخرى.
خاصة ÙÙŠ ظل العقليّة القديمة التي تشكلت عبر قرون عديدة ورؤيتها المسبقة لأصول الدين ÙÙŠ تعيناتها الثابتة، ÙÙŠ ØÙŠÙ† أن المشروع الÙكري العام لباقر الصدر يستند إلى ØÙ„قات متلاØÙ…Ø© ومتراصة ØªØØªÙ„ Ùيها العقيدة (الرؤية الكونية) إلى جانب نظرية Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الأسس الجذرية للبناء الÙكري العام ÙÙŠ شتى ميادين الØÙŠØ§Ø© (اجتماع، سياسة، اقتصاد... الخ).
لأجل ذلك ØØ§Ùظنا على الاطار القديم للتصني٠المعرو٠ÙÙŠ أصول الدين (Ø§Ù„Ù„ÙˆØØ© الخماسية) وهذا سيساعد على تلمس معالم التجديد العميق الذي Ø£ØØ¯Ø«Ù‡ باقر الصدر ÙÙŠ مستوى Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… والمضامين، والتي لا تقل أهمية التجديد ÙÙŠ مجالها عن التجديد من المناهج والآليات. لأن السيد باقر الصدر يولي دائماً Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… أهمية خاصة.. ويعتبرها قاعدة السلوك والخط الذي يختاره ويشقه
الانسان ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø©.وسو٠نق٠مع بعض ما أورده ÙÙŠ الأصل الأول.
التوØÙŠØ¯:
أدرك القدماء أهمية التوØÙŠØ¯ ومØÙˆØ±ÙŠØªÙ‡ لكل الأصول الاخرى ÙØ³Ù…ّوه: أصل الأصول. واطلق على العقائد اسم (علم التوØÙŠØ¯)ØŒ لأن الأصول الاخرى Ù…ØªÙˆÙ‚ÙØ© عليه. وعرّ٠بعضهم علم الكلام بأنّه العلم الذي ÙŠØ¨ØØ« عن ذات الله ÙˆØµÙØ§ØªÙ‡ ÙˆØ£ÙØ¹Ø§Ù„Ù‡. ويندرج ØªØØª Ø£ÙØ¹Ø§Ù„Ù‡: النبوة والامامة والمعاد، لانها تمثل تجليات Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ الإلهي ÙÙŠ الكون والØÙŠØ§Ø© وما بعد الØÙŠØ§Ø©.
يلتقي باقر الصدر مع رؤية القدماء ØÙˆÙ„ مركزية التوØÙŠØ¯ØŒ ÙˆÙŠÙØ¬Ø± ÙÙŠ كتاباته Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… عديدة وتصورات مستجدة تواكب المعركة التي يعيشها الإسلام ÙÙŠ عصره Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ ÙˆÙ„ØØ¸ØªÙ‡ التاريخية.
ويختار القضية التالية كعنوان للتجديد ÙÙŠ مستوى هذا الأصل:
التوØÙŠØ¯ والمثل الأعلى المطلق:
نظرة جديدة تلك التي يطرØÙ‡Ø§ باقر الصدر عبر Ù…Ùهوم (المثل الأعلى المطلق)ØŒ ÙØ§Ù„مجتمع ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ø¯ سواء بسواء يتشخص سيرهما، ومعالم هذا السير من خلال اختيار المثل الأعلى (ÙØ¨Ù‚در ما يكون المثل للجماعة البشرية ØµØ§Ù„ØØ§Ù‹ وعالياً وممتداً تكون الغايات ØµØ§Ù„ØØ© وممتدة، وبقدر ما يكون هذا المثل الأعلى Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø§Ù‹ أو Ù…Ù†Ø®ÙØ¶Ø§Ù‹ تكون الغايات المنبثقة عنه Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø© ÙˆÙ…Ù†Ø®ÙØ¶Ø© أيضاً)(1). ÙØ§Ù„مثل الأعلى هو Ù…ØÙˆØ± أي ØØ±ÙƒØ© تاريخية لأنه ÙŠØØ¯Ø¯ غاياتها وأهداÙها، وبدورها هذه الأهدا٠هي التي ترسم ØØ¯ÙˆØ¯ الانشطة ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙƒØ§Øª ضمن
____________
1- Ù…ØÙ…د باقر الصدر، المدرسة القرآنية، Ù…. س، ص145. مسار ذلك المثل الأعلى.لقد صن٠المثل العليا إلى ثلاثة أقسام:
Ù€ القسم الأول: المثل الأعلى المنتزع من الواقع المعيش بكل ما ÙŠØÙˆÙŠÙ‡ من ظرو٠وملابسات.
Ù€ القسم الثاني: المثل الأعلى Ø§Ù„Ù…ØØ¯ÙˆØ¯ هذا النوع ليس تعبيراً تكرارياً عن الواقع كما هو القسم الأول بل هو تطلع للمستقبل، لكنه منتزع عن جزء من هذا الطريق المستقبلي الطويل.
Ù€ القسم الثالث: المثل الأعلى المطلق: الذي تؤمن به عقيدة التوØÙŠØ¯ وهو الله جل جلاله.
النوع الأول يمثل Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© لتجميد الواقع، ويكون المستقبل تكراراً للواقع Ùˆ(هذا النوع من الآلهة يعتمد على تجميد الواقع، وتØÙˆÙŠÙ„ ظروÙÙ‡ النسبية إلى مطلقة لكي لا تستطيع الجماعة البشرية أن تتجاوز الواقع، وأن ØªØ±ØªÙØ¹ Ø¨Ø·Ù…ÙˆØØ§ØªÙ‡Ø§ عن هذا الواقع)(1).
إن تبني هذا النوع من المثل العليا يرجع إلى Ø£ØØ¯ سببين:
أولا: سبب Ù†ÙØ³ÙŠ: وهي ØØ§Ù„Ø© الخمول ÙˆØ§Ù„Ø§Ù„ÙØ© التي تجعل المجتمع يعيش ØØ§Ù„Ø© ضياع Ùينغلق على آلهة ينتزعها من واقعه ÙŠØÙˆÙ‘لها إلى ØÙ‚يقة مطلقة، وقد عبّر القرآن الكريم عن ظاهرة تقديس الواقع الموروث وتØÙˆÙŠÙ„ رموزه النسبية إلى ØÙ‚ائق مطلقة ÙÙŠ آيات عديدة(2).
(قَالÙواْ بَلْ Ù†ÙŽØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹Ù Ù…ÙŽØ¢ أَلْÙَيْنَا عَلَيْه٠ءَابَآءَنَآ Ø£ÙŽÙˆÙŽ لَوْ كَانَ ءَابَآؤÙÙ‡Ùمْ لاَ يَعْقÙÙ„Ùونَ
____________
1- م. ن، ص149. 2- من نماذج هذه الآيات: (المائدة 104)، (يوس٠78)، (ابراهيم 10)، (الزخر٠22)، (هود 62)..).
شَيْـاً ÙˆÙŽ لاَ يَهْتَدÙونَ)(1).السبب الثاني: اجتماعي ويتمثّل ÙÙŠ التسلط Ø§Ù„ÙØ±Ø¹ÙˆÙ†ÙŠ: ÙØ§Ù„ÙØ±Ø§Ø¹Ù†Ø© يرون ÙÙŠ التوØÙŠØ¯ تجاوزاً للواقع الذي يسيطرون عليه، وبالتالي خطراً يهدد سلطانهم ويزلزل كيانهم، Ùيكون من Ù…ØµÙ„ØØªÙ‡Ù… أن يغمضوا عيون الناس عن أي Ø£ÙÙ‚ وراء الواقع.. ولن ÙŠØØµÙ„ ذلك إلاّ بتØÙˆÙŠÙ„ هذا الواقع إلى مطلق إلى مثل أعلى لا يمكن تجاوزه.. ÙÙØ±Ø¹ÙˆÙ† ÙŠØØ§ÙˆÙ„ دائماً أن يعبىء الجماهير ويؤطرها ÙÙŠ ظل وجوده ورؤيته هو (قَالَ ÙÙØ±Ù’عَوْن٠مَآ Ø£ÙØ±ÙيكÙمْ Ø¥Ùلاَّ Ù…ÙŽØ¢ أَرَى ÙˆÙŽ Ù…ÙŽØ¢ أَهْدÙيكÙمْ Ø¥Ùلاَّ سَبÙيلَ الرَّشَادÙ)(2)ØŒ (ÙˆÙŽ قَالَ ÙÙØ±Ù’عَوْن٠يَـأَيّÙهَا الْمَلاَ٠مَا عَلÙمْت٠لَكÙÙ… Ù…Ùّنْ Ø¥Ùلَـه غَيْرÙÙŠ)(3).. إنه خط الطاغوت ÙÙŠ التاريخ الذي يسعى لتجميد ØØ±ÙƒØ© المجتمع البشري، وتØÙˆÙŠÙ„ الواقع إلى مطلق، وسجن الجماعة البشرية ÙÙŠ ضيق الماضي ÙˆØÙدÙود٠رموزه.. هكذا تتØÙˆÙ„ معركة التوØÙŠØ¯ ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ± إلى معركة بين قوى التقدم وقوى التآمر والجمود، وتكون (Ø§Ù„ÙØ±Ø¹ÙˆÙ†ÙŠØ©) بكل مظاهرها الاقتصادية والاجتماعية والسياسة.. المؤسسة ÙˆØªØØ±Ø±Ù‡Ø§ الرسالي.. إن مصير الأمم التي تخضع لهذه المثل العليا Ø§Ù„Ù…Ù†Ø®ÙØ¶Ø© إنها تتØÙˆÙ„ إلى ما أسماه(قدس سره).. (Ø´Ø¨Ø Ø£Ù…Ø©) تعيش Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© والتمزق، لأنه بغياب عقيدة التوØÙŠØ¯.. ينتÙÙŠ الإطار الذي ÙŠÙˆØØ¯ صÙو٠الأمة، Ùˆ(يبقى كل إنسان مشدود إلى ØØ§Ø¬Ø§ØªÙ‡ Ø§Ù„Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø© إلى مصالØÙ‡ الشخصية إلى تÙكيره ÙÙŠ أموره الخاصة، ÙƒÙŠÙ ÙŠØµØ¨ØØŸ كي٠يمسي؟ كي٠يأكل؟ كي٠يشرب؟ ÙƒÙŠÙ ÙŠÙˆÙØ± Ø§Ù„Ø±Ø§ØØ© والاستقرار لأولاده ولعائلته أي Ø±Ø§ØØ©ØŸ أي استقرار؟ Ø§Ù„Ø±Ø§ØØ© بالمعنى الرخيص Ù„Ù„Ø±Ø§ØØ© والاستقرار بالمعنى الرخيص من الاستقرار.. يبقى كل انسان سجين
____________
1- البقرة: 170. 2- ØºØ§ÙØ±: 29.
3- القصص: 38.
ØØ§Ø¬Ø§ØªÙ‡ الخاصة سجين رغباته الخاصة..)(1)ØŒ ÙˆÙŠØØ¯Ø¯ باقر الصدر هذه الأمة النهائي Ø¨Ø£ØØ¯ الإجراءات الثلاثة التالية:الاجراء الأول: ان تتداعى الأمة لغزو عسكري من الخارج، لأن الأمة Ø£ÙØ±ØºØª من Ù…ØØªÙˆØ§Ù‡Ø§ وصار كل ÙØ±Ø¯ ÙŠÙكّر ÙÙŠ ذاته.
الاجراء الثاني: الذوبان والانصهار ÙÙŠ مثال أعلى أجنبي مستورد.
الاجراء الثالث: أن ينشأ ÙÙŠ اعماق هذه الأمة بذور إعادة المثل الأعلى من جديد بمستوى العصر الذي تعيشه تلك الأمة.
أما النوع الثاني (المثل الأعلى Ø§Ù„Ù…ØØ¯ÙˆØ¯) Ùقد نجد لتبني المجتمعات ÙˆØ§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ لهذا النوع عذراً، لأنّهم لا يستطيعون أن يستوعبوا المطلق بØÙƒÙ… Ù…ØØ¯ÙˆØ¯ÙŠØ© الأذهان، ويكمن الخطر هنا أيضاً ÙÙŠ أن يضÙÙŠ على هذا المستقبل القريب الاطلاق من جميع الجهات، لا شك أن هذا النوع يعطي للجميع طاقة Ù†ØÙˆ المستقبل ÙˆØ¯ÙØ¹Ø§Ù‹ØŒ ولكن ÙÙŠ ØØ¯ÙˆØ¯ Ø¢ÙØ§Ù‚ هذا المثل الأعلى، لأنه سرعان ما يبلغ مداه الاقصى ÙيتØÙˆÙ„ إذا لم نتجاوزه إلى عائق يعطل المسيرة ويشدها إلى عهود تكرارية.
بهذه الموازنة بين هذه الأنواع Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© للمثل العليا يبرز الصدر الأهمية Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠØ© لعقيدة التوØÙŠØ¯ØŒ وللمثل الأعلى المطلق الذي يجعل من الله غاية للمسيرة (يَـأَيّÙهَا الاْÙنسَـن٠إÙنَّكَ ÙƒÙŽØ§Ø¯ÙØÙŒ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ رَبÙّكَ ÙƒÙŽØ¯Ù’ØØ§Ù‹ ÙÙŽÙ…ÙلَـقÙيه٠)(2) بكل ما يعنيه ذلك من تألق المسيرة وديمومتها وتكاملها Ø§Ù„Ù„Ø§Ù…ØØ¯ÙˆØ¯.
إن عقيدة التوØÙŠØ¯ تصنع التواÙÙ‚ بين الوعي البشري والواقع الكوني الذي
____________
1- م. ن، ص161. 2- الانشقاق: 6.
ÙŠÙØ±Ø¶ هذا المثل الأعلى ØÙ‚يقة قائمة ثابتة.. ولذلك عبرت الآية عن Ø§Ù„ÙƒØ¯Ø Ø¨ØµÙŠØºØ© خبرية لا بصيغة إنشائية. ÙØ§Ù„بشرية ØªÙƒØ¯Ø Ù†ØÙˆ الله شاءت أم أبت ØØªÙ‰ الذين يتمردون على الله هم يسيرون Ù†ØÙˆ الله ولكن من ØÙŠØ« لا يشعرون.. لأن كونه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ مثلا أعلى ØÙ‚يقة كونية على الانسان أن يعيها ويرتبط بها.. (ÙˆÙŽ الَّذÙينَ ÙƒÙŽÙَرÙواْ أَعْمَــلÙÙ‡Ùمْ كَسَرَاب بÙÙ‚Ùيعَة ÙŠÙŽØÙ’سَبÙه٠الظَّمْـَان٠مَآءً ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰ Ø¥ÙØ°ÙŽØ§ جَآءَه٠لَمْ ÙŠÙŽØ¬ÙØ¯Ù’ه٠شَيْـاً ÙˆÙŽ وَجَدَ اللَّهَ عÙندَه٠ÙÙŽÙˆÙŽÙَّاه٠ØÙسَابَه٠وَ اللَّه٠سَرÙيع٠الْØÙسَاب٠)(1).وعقيدة التوØÙŠØ¯ عندما ØªÙˆØØ¯ بين الوعي والواقع وبين الاعتقاد والØÙ‚يقة.. ÙŠØØ¯Ø« تغيراً كمياً وكيÙياً على مسيرة الإنسان، ÙØ§Ù„مثل الأعلى المطلق ÙŠØÙز الانسان والمجتمع Ù†ØÙˆ التقدم ويضÙÙŠ على المسيرة Ø§Ù†Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ وتجدداً لا ينضب، ÙØ¹Ù„Ù‰ المستوى الكمي ÙŠÙØªØ Ø¢ÙØ§Ù‚اً لا نهاية لها، لأنه كلما قطعت المسيرة شوطاً Ù†ØÙˆ الله Ø§Ù†ÙØªØØª أمامها أشواطاً جديدة.. وتسقط ØÙŠÙ†Ø¦Ø° وتتهاوى كل الاشكال من الالوهيات Ø§Ù„Ù…Ø²ÙŠÙØ© على هذا الطريق الزاØÙ Ù†ØÙˆ المطلق (من هنا كان دين التوØÙŠØ¯ صراعاً مستمراً مع كل اشكال الآلهة، والمثل Ø§Ù„Ù…Ù†Ø®ÙØ¶Ø© والتكرارية التي ØØ§ÙˆÙ„ت أن ØªØØ¯Ø¯ من كمية Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© من أن توصل Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© إلى نقطة ثم تقول ق٠أيها الإنسان)(2).
(أما التغير الكيÙÙŠ تتجلى ÙÙŠ ØÙ„ الجدل الداخلي للإنسان بإعطاء الشعور الداخلي بالمسؤولية الموضوعية، لأن الانسان من خلال إيمانه بهذا المثل الأعلى ووعيه على طريقه Ø¨ØØ¯ÙˆØ¯Ù‡ الكونية الواقعية من هذا الوعي ينشأ بصورة موضوعية شعور معمق لديه بالمسؤولية تجاه هذا المثل الأعلى لأول مرة ÙÙŠ تاريخ المثل
____________
1- النور: 39. 2- م. ن، ص185.
البشرية التي ØØ±ÙƒØª البشر على مر التاريخ)(1).وسبب ذلك أن المثل الأعلى المطلق ØÙ‚يقة وواقع عيني Ù…Ù†ÙØµÙ„ عن الإنسان، وبذلك يتÙÙ‚ الشرط المنطقي للمسؤولية وجود جهة عليا يؤمن هذا الإنسان بأنه مسؤول أمامها.
على طريق التجديد الكلامي:
إن Ø£Ø·Ø±ÙˆØØ© الصدر الكلامية لا تزال تختزن داخلها مشاريع عدة تستوجب جهوداً كبيرة Ù„ØªÙØ¬ÙŠØ±Ù‡Ø§ØŒ والرقي Ø¨Ø§Ù„Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø¹Ù‚Ø§Ø¦Ø¯ÙŠ إلى مستويات أعلى قادرة على مقارعة كل التيارات Ø§Ù„Ù…Ø³ØªØØ¯Ø«Ø©ØŒ ÙˆØ§Ù‚ØªØØ§Ù… كل Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ§Øª الÙكرية ÙˆØ§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¡Ø§Øª الثقاÙية ÙˆØªØØ¯ÙŠ ÙƒÙ„ المشاريع المضادة..
نعم انه من الطبيعي أن المجددين الكبار يرØÙ„ون قبل أن يتموا مشاريعهم الكبرى، لأن مشاريعهم الÙكرية ÙˆØ§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠØ© هي دوماً أكبر من أعمارهم ÙˆØªØØªØ§Ø¬ إلى أجيال عديدة تستوÙÙŠ اغراضها على أيديهم..ØŒ ولكن مع ذلك.. لابد من توجه صادق وقوي Ù†ØÙˆ هذه المهمة ØØªÙ‰ Ù†ØÙ‚Ù‚ بعد سنين نتائج مثمرة على هذا الطريق.
____________
1- م. ن. ص185.