ولد عام 1977Ù… بمنطقة " مانغاش " ÙÙŠ مالاوي(1)ØŒ نشأ ÙÙŠ أسرة مسلمة Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠØ© المذهب، وتلقى دراسته الابتدائية ÙÙŠ مسقط رأسه.
تشرّ٠باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1997Ù… ÙÙŠ عاصمة بلده.
Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن الØÙ‚يقة ÙÙŠ المتاهات:
يقول الأخ إبراهيم: " كنت منذ Ø·Ùولتي Ø¨Ø§ØØ«Ø§Ù‹ عن الØÙ‚ØŒ وكنت اتطلع لاكتشا٠الØÙ‚يقة، Ùكان هذا الأمر قد ÙØªØ أمامي Ø¢ÙØ§Ù‚اً Ø±ØØ¨Ø© ÙÙŠ دنيا النقاش والØÙˆØ§Ø± مع الآخرين، ولم ينغلق ذهني على الأÙكار الجامدة Ø§Ù„Ù…ØØ¯Ù‘دة بعينها، بل كنت أتشوق Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© كل جديد، وألتقط كل ØÙƒÙ…Ø© Ø¸Ø±ÙŠÙØ©.
كان يطرق سمعي ÙÙŠ الأثناء أنّ الØÙ‚Ù‘ مع المسيØÙŠÙŠÙ†ØŒ وأنّ Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ (عليه السلام) هو
____________
1- مالاوي: تقع ÙÙŠ جنوب Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚يا مطلة على بØÙŠØ±Ø© ملاوي، تØÙŠØ·Ù‡Ø§ تنزانيا وزامبيا وموزمبيق، يبلغ عدد سكانها (15) مليون نسمة، يشكل المسلمون نسبة 35% منهم والباقي Ùمن المسيØÙŠÙŠÙ† وباقي الديانات، أمّا الشيعة Ùيقدر عددهم قرابة الخمسة الآ٠من المهاجرين وأهل البلد.
المخلص والمنجي، وأنّه صÙلبَ لينقذ البشرية من الخطايا والأوزار، Ùقررت أن Ø£Ø¨ØØ« ÙÙŠ الديانة المسيØÙŠØ©ØŒ ÙØ°Ù‡Ø¨Øª إلى كنائسهم واستمعت إلى عظات قساوستهم، ودخلت ÙÙŠ مناقشات مستعصية معهم، لكن كانت النتيجة أنّني لم أقتنع بكثير من عقائدهم وخاصة قولهم بأنّ Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù‡Ùˆ الله أو هو ابن الله! ولم يتقبلها عقلي أبداً، ØØªÙ‰ قرّرت الابتعاد عنهم ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ لم أجد بغيتي عندهم ولم أجد لنهجهم العقائدي قابلية لايصالي إلى بارئي.
Ø§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ دائرة الإسلام والتشيع بالخصوص:
بعد هذا المشوار قلت ÙÙŠ سريرة Ù†ÙØ³ÙŠ: لماذا لا أتØÙ‚Ù‚ ÙÙŠ دائرة الإسلام ÙˆØ£Ø¨ØØ« عن ضالتي Ùيه الذي هو ديني؟ ولماذا Ø£Ø¨ØØ« عن الØÙ‚يقة ÙÙŠ متاهات بعيدة، وأنا بعد٠لم أعر٠ØÙ‚يقة ديني وجوهر عقيدتي؟! ÙØ´Ù…رت عن ساعد الجد لدراسة الإسلام، ÙˆØ®Ù„ÙØª ورائي ما ضاع من عمري وأنا مسلم بالاسم Ùقط، تهزني أبسط دعايات المبشرين.
وكانت البداية بأن شرعت بتعلّم اللغة العربية ØØªÙ‰ Ø£ØØ³Ù†Øª قراءة القرآن، هذا الينبوع الصاÙÙŠ الذي لابد لكل مسلم أن يقرأه ويتعلمه ويهتدي بهديه.
بعد ذلك سمعت بمذهب إسلامي يدعى بالتشيع، ÙØ§Ø³ØªÙسرت عنهم؟ Ùقالوا لي: إنّهم ÙƒÙØ§Ø± ومشركون يعبدون الإمام عليّ (عليه السلام) ØŒ ويعبدون القبور ومن Ùيها!ØŒ وقال لي آخرون: إنّهم Ø¥ØØ¯Ù‰ Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ الإسلامية التي لها تاريخ طويل وماض عريق!
ÙØªØÙŠØ±Øª ÙÙŠ أمرهم ÙˆØ¯ÙØ¹Ù†ÙŠ ØØ¨Ù‘ الاستطلاع لأتعر٠عليهم، Ùواصلت Ø§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ هذا المجال، ÙˆÙ„ÙØª انتباهي بأن رأيت مجموعة كبيرة من الشباب تخشى Ø§Ù„Ø§Ù„ØªØØ§Ù‚ بالمدرسة الشيعية الموجودة ÙÙŠ العاصمة Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ على Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… من
الضلال ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù! وذلك لتأثرهم بالكلام الذي كان يقال عن الشيعة، لكنّني توكلت على الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وعزمت على الجدّ لأكتش٠ØÙ‚يقة الأمر Ø¨Ù†ÙØ³ÙŠ.
وبعد مضي ÙØªØ±Ø© من الدراسة ÙÙŠ المدرسة الشيعية تبيّنت لي الكثير من الأمور التي كانت خاÙية عليّ، وبدا لي الØÙ‚Ù‘ الذي كنت Ø£Ø¨ØØ« عنه، وابتسم لي ثغر الØÙ‚يقة الذي كنت أتله٠للثمه والارتشا٠من رØÙŠÙ‚Ù‡.
ÙØ¹Ø±Ùت أنّ الØÙ‚Ù‘ مع أهل البيت (عليه السلام) ØŒ وأنّ معظم ما كان يقال عن الشيعة لم يكن له ØµØØ© ÙÙŠ الواقع، وأنّ ما يتهمونهم به من اشراك غير الله ÙÙŠ عبادتهم لاواقع له، وإنّا لو نظرنا إليهم بعين الإنصا٠لوجدناهم من أهل التوØÙŠØ¯ الØÙ‚يقي والعبادة الخالصة لوجه الله دون غيره ".
التوØÙŠØ¯ والشرك:
إنّ العبادة لا تكون إلاّ لله ÙˆØØ¯Ù‡ لا شريك له، وهذا الأمر هو من ضروريات الدين والمجمع عليه بين كل المسلمين، Ùمن عبد غير الله Ùهو ÙƒØ§ÙØ± مشرك سواء عبد ØØ¬Ø§Ø±Ø© الأصنام أو عبد ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø£Ù†Ø§Ù…ØŒ والقرآن الكريم ØµØ±ÙŠØ ÙÙŠ ذلك.
ÙØ§Ù„مسلم يقرأ كل يوم ÙÙŠ صلاته عشر مرات: (Ø¥Ùيّاكَ Ù†ÙŽØ¹Ù’Ø¨ÙØ¯Ù ÙˆÙŽØ¥Ùيّاكَ نَسْتَعÙينÙ)(1)ØŒ ويقرأ ÙÙŠ سورة التوبة: (وَما Ø£ÙÙ…ÙØ±Ùوا Ø¥Ùلاّ Ù„ÙÙŠÙŽØ¹Ù’Ø¨ÙØ¯Ùوا Ø¥Ùلهاً واØÙداً لا Ø¥Ùلهَ Ø¥Ùلاّ Ù‡ÙÙˆÙŽ Ø³ÙØ¨Ù’ØØ§Ù†ÙŽÙ‡Ù عَمّا ÙŠÙØ´Ù’رÙÙƒÙونَ)(2)ØŒ ويقرأ ÙÙŠ سورة يوسÙ: ( Ø¥Ùن٠الْØÙكْم٠إÙلاّ Ù„Ùلّه٠أَمَرَ أَلاّ ØªÙŽØ¹Ù’Ø¨ÙØ¯Ùوا Ø¥Ùلاّ Ø¥ÙيّاهÙ)(3)ØŒ ويقرأ ÙÙŠ سورة الزمر: (وَالَّذÙينَ اتَّخَذÙوا Ù…Ùنْ دÙونÙه٠أَوْلÙياءَ ما Ù†ÙŽØ¹Ù’Ø¨ÙØ¯ÙÙ‡Ùمْ Ø¥Ùلاّ Ù„ÙÙŠÙÙ‚ÙŽØ±Ù‘ÙØ¨Ùونا Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الله٠زÙلْÙÙ‰ Ø¥Ùنَّ اللهَ ÙŠÙŽØÙ’ÙƒÙم٠بَيْنَهÙمْ ÙÙÙŠ ما Ù‡Ùمْ ÙÙيه٠يَخْتَلÙÙÙونَ Ø¥Ùنَّ اللهَ لا يَهْدÙÙŠ مَنْ Ù‡ÙÙˆÙŽ ÙƒØ§Ø°ÙØ¨ÙŒ
____________
1- Ø§Ù„ÙØ§ØªØØ©: 5. 2- التوبة: 31.
3- يوسÙ: 40.
ÙƒÙŽÙّارٌ)(1)ØŒ ويقرأ Ùيها أيضاً: (Ù‚Ùل٠اللهَ Ø£ÙŽØ¹Ù’Ø¨ÙØ¯Ù Ù…ÙØ®Ù’Ù„ÙØµØ§Ù‹ لَه٠دÙينÙÙŠ )(2)ØŒ إلى غير ذلك من الآيات الكريمة.
معنى العبادة:
لقد عرّ٠أهل اللغة العبادة بتعاري٠متقاربة، Ùقد قال ابن منظور ÙÙŠ لسان العرب: " أصل العبودية: الخضوع والتذلل "(3).
وقال الراغب ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ø¯Ø§Øª: " العبودية إظهار التذلل، والعبادة أبلغ منها ; لأنّها غاية التذلل، ولا يستØÙ‚ إلاّ من له غاية Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ø§Ù„ وهو الله تعالى، ولهذا قال: (وَقَضى رَبّÙÙƒÙŽ أَلاّ ØªÙŽØ¹Ù’Ø¨ÙØ¯Ùوا Ø¥Ùلاّ Ø¥ÙيّاهÙ)(4)"(5).
وقال الÙيروز آبادي ÙÙŠ القاموس المØÙŠØ·: " العبادة: الطاعة "(6).
وتعري٠العبادة بالطاعة والخضوع، أو غاية الخضوع والتذلّل هو تعري٠بالمعنى الأعم ; لأنّ Ø§ØØªØ±Ø§Ù… الولد لوالده وطاعته له ÙˆØ§ØØªØ±Ø§Ù… التلميذ لأستاذه وخضوعه أمامه، بل تذلّل الجندي أمام قائده كل ذلك لا يعد عبادة مطلقاً مهما بولغ ÙÙŠ الخضوع والتذلّل، Ùلو قبّل الولد أقدام والديه Ùلا يدعي Ø£ØØ¯ أنّ عمله هذا عبادة منه لوالديه، بل على العكس نجد القرآن يقول: (وَاخْÙÙØ¶Ù’ Ù„ÙŽÙ‡Ùما جَناØÙŽ Ø§Ù„Ø°Ù‘Ùلّ٠مÙÙ†ÙŽ الرَّØÙ’Ù…ÙŽØ©Ù)(7).
____________
1- الزمر: 3. 2- الزمر: 14.
3- لسان العرب لابن منظور: 3 / 271.
4- الإسراء: 23.
5- Ù…ÙØ±Ø¯Ø§Øª غريب القرآن، باب العين: 319.
6- القاموس المØÙŠØ·: 311.
7- الإسراء: 24.
ومن الأدلّة Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶ØØ© على أنّ الخضوع المطلق لا يعد عبادة، هو أمر الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ للملائكة بالسجود لآدم، وقد قال تعالى: (ÙˆÙŽØ¥ÙØ°Ù’ Ù‚Ùلْنا Ù„ÙلْمَلائÙÙƒÙŽØ©Ù Ø§Ø³Ù’Ø¬ÙØ¯Ùوا لآدَمَ)(1) ÙØ³Ø¬Ø¯ÙˆØ§ لآدم ولم يكن سجودهم عبادة، لأنّ الله قد نهى جميع الأنبياء من آدم (عليه السلام) إلى الخاتم(صلى الله عليه وآله وسلم)عن الشرك، Ùقال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: (وَلَقَدْ بَعَثْنا ÙÙÙŠ ÙƒÙلّ٠أÙمَّة رَسÙولاً Ø£ÙŽÙ†Ù Ø§Ø¹Ù’Ø¨ÙØ¯Ùوا اللهَ ÙˆÙŽØ§Ø¬Ù’ØªÙŽÙ†ÙØ¨Ùوا الطّاغÙوتَ)(2)ØŒ وقال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: (وَما أَرْسَلْنا Ù…Ùنْ قَبْلÙÙƒÙŽ Ù…Ùنْ رَسÙول Ø¥Ùلاّ Ù†ÙÙˆØÙÙŠ Ø¥Ùلَيْه٠أَنَّه٠لا Ø¥Ùلهَ Ø¥Ùلاّ أَنَا ÙÙŽØ§Ø¹Ù’Ø¨ÙØ¯ÙونÙ)(3)ØŒ إذن لابد أن يكون للعبادة مقوّم آخر غير موجود ÙÙŠ مثل سجود الملائكة لآدم، أو سجود يعقوب وولده ليوس٠كما ÙÙŠ قوله تعالى: (وَرَÙَعَ أَبَوَيْه٠عَلَى الْعَرْش٠وَخَرّÙوا Ù„ÙŽÙ‡Ù Ø³ÙØ¬Ù‘َداً وَقالَ يا أَبَت٠هذا تَأْوÙÙŠÙ„Ù Ø±ÙØ¡Ù’يايَ Ù…Ùنْ قَبْل٠قَدْ جَعَلَها رَبّÙÙŠ ØÙŽÙ‚ًّا)(4).
وكذا أمره Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى للمسلمين بالطوا٠بالبيت الذي بÙني من الطين ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø©ØŒ Ùقال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: (وَلْيَطَّوَّÙÙوا Ø¨ÙØ§Ù„ْبَيْت٠الْعَتÙيقÙ)(5)ØŒ والسعي بين Ø§Ù„ØµÙØ§ والمروة، بقوله: (Ø¥Ùنَّ Ø§Ù„ØµÙ‘ÙŽÙØ§ وَالْمَرْوَةَ Ù…Ùنْ Ø´ÙŽØ¹Ø§Ø¦ÙØ±Ù الله٠Ùَمَنْ ØÙŽØ¬Ù‘ÙŽ الْبَيْتَ أَو٠اعْتَمَرَ Ùَلا جÙناØÙŽ Ø¹ÙŽÙ„ÙŽÙŠÙ’Ù‡Ù Ø£ÙŽÙ†Ù’ يَطَّوَّÙÙŽ بÙÙ‡Ùما)(6)ØŒ Ùهل الطوا٠ØÙˆÙ„ الطين ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© والسعي بين الجبال عبادة لها؟!.
أض٠إلى ذلك أنّ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أمر باتخاذ مقام إبراهيم مصلى، Ùقال: (ÙˆÙŽØ§ØªÙ‘ÙŽØ®ÙØ°Ùوا Ù…Ùنْ Ù…ÙŽÙ‚Ø§Ù…Ù Ø¥ÙØ¨Ù’راهÙيمَ Ù…ÙØµÙŽÙ„ًّى)(7)ØŒ ولا شك أنّ الصلاة إنّما تكون لله، لكنّ
____________
1- البقرة: 34. 2- النØÙ„: 36.
3- الأنبياء: 25.
4- يوسÙ: 100.
5- Ø§Ù„ØØ¬: 29.
6- البقرة: 158.
7- البقرة: 125.
إقامتها ÙÙŠ مقام إبراهيم Ù€ الذي يرى Ùيه آثار قدميه Ù€ هو تكريم لأبي الأنبياء وليس عبادة للمقام.
ومن مجموع ما تقدم يتبيّن أنّ ليس كلّ تكريم وخضوع ÙˆØ§ØØªØ±Ø§Ù… هو عبادة، وإلاّ للزم أن نعتبر جميع البشر بما Ùيهم الأنبياء (سلام الله عليهم) مشركين لأنّهم كانوا ÙŠØØªØ±Ù…ون من يجب Ø§ØØªØ±Ø§Ù…Ù‡!.
تعري٠العبادة:
قد ذكرت عدّة ØªØ¹Ø±ÙŠÙØ§Øª للعبادة، ويمكن القول بأنّ Ø£ÙØ¶Ù„ هذه التعاري٠وأجمعها هو التعري٠الآتي: " هي الخضوع عن اعتقاد بالوهية المعبود وربوبيته واستقلاله ÙÙŠ ÙØ¹Ù„Ù‡ "(1).
ÙˆÙŠØ³ØªÙØ§Ø¯ من هذا التعري٠أنّ للعبادة عنصران مقومان:
1 Ù€ خضوع Ù„ÙØ¸ÙŠ Ø£Ùˆ عملي.
2 Ù€ عقيدة خاصة ØªØ¯ÙØ¹ إلى الخضوع.
ÙØ§Ù„خضوع Ø§Ù„Ù„ÙØ¸ÙŠ ÙŠÙƒÙˆÙ† بالكلام الدال على التذلل للمعبود، والخضوع العملي يكون بعمل خارجي كالركوع والسجود مما يدل على ذلته وخضوعه لمعبوده، أمّا العقيدة Ùهي عبارة عن اعتقاد بالوهية المخضوع له واعتقاد بربوبيته واعتقاد باستقلاله ÙÙŠ ÙØ¹Ù„Ù‡.
الاعتقاد بالإلوهية:
إنّ الاعتقاد بالالوهية لا يكون إلاّ لله، ÙØ¥Ø°Ø§ كان لغيره يكون شرك، ÙˆÙŠØªØ¶Ø Ù‡Ø°Ø§ الكلام عندما نعر٠أنّ Ø§Ù„Ù…ÙˆØØ¯ÙŠÙ† والوثنيين جميعاً يعتقدون بالوهية
____________
1- أنظر: Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… القرآن للعلامة Ø¬Ø¹ÙØ± Ø³Ø¨ØØ§Ù†ÙŠ: 1 / 404.
معبوداتهم سواء كان إلهاً صادقاً أم كاذباً، كبيراً أم صغيراً، وهذا المعنى هو المقوّم لصدق العبادة، ÙˆØÙŠØ« أنّ العبادة لا يستØÙ‚ها إلاّ من كان إلهاً، نرى القرآن يؤكد بأنّه لا إله إلاّ الله ØØªÙ‰ تتخصص العبادة به Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ دون غيره، Ùيقول جلّ وعلا: ( الَّذÙينَ يَجعَلونَ مَعَ الله٠إلَهاً آخَرَ ÙَسَوْÙÙŽ يَعْلمÙونَ )(1)ØŒ ويقول تعالى: (وَالَّذÙينَ لاَ يَدْعÙونَ مَعَ الله٠إÙلَـهاً آخَرَ )(2)ØŒ ويقول تعالى: (وَاتَّخذÙوا Ù…ÙÙ† دÙون٠الله٠ءَالÙهَةً لّÙيَكوÙÙ†Ùواْ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ Ø¹ÙØ²Ù‘اً )(3)ØŒ ويقول تعالى: ( أئÙنّكÙÙ… لَتَشْهَدÙونَ أنَّ مَعَ الله٠ءالÙهةً Ø£ÙØ®Ù’رَى )(4)ØŒ إذن ÙØºÙŠØ± الله لا يستØÙ‚ العبادة لأنّها من شؤون الإلوهية ومن خصائصه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ لا غير.
ولذا نرى خضوع Ø§Ù„Ù…ØØ¨ Ù„Ù…ØØ¨ÙˆØ¨Ù‡ لا يعد خضوعاً عن عبادة، لأنّه لم يصدر عن الاعتقاد بالإلوهية.
معنى الإله ÙÙŠ القرآن:
إنّ الآيات الدالة على ÙˆØØ¯Ø© الإله ØµØ±ÙŠØØ© ÙÙŠ أنّ المراد من الإله، هو الخالق المتصر٠المدبر الذي بيده أزمّة أمور الكون، كما ÙÙŠ قوله تعالى: (مَا اتَّخَذَ الله٠مÙÙ† وَلَد وَمَا كَانَ مَعَه٠مÙنْ إلَـه Ø¥ÙØ°Ø§Ù‹ لَّذَهَبَ ÙƒÙلّ٠إلَه بÙمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعضÙÙ‡ÙÙ… عَلَى بَعْض )(5)ØŒ وقوله تعالى: ( Ù„ÙŽÙˆ كَانَ ÙÙيهÙمَا ءالÙهَةٌ Ø¥Ùلاَّ الله٠لَÙَسَدَتَا )(6)ØŒ وقوله تعالى: (Ù‚ÙÙ„ لَّوْ كَانَ مَعه٠ءالÙهَةٌ كَمَا ÙŠÙŽÙ‚ÙولÙونَ Ø¥ÙØ°Ø§Ù‹ لابتَغَوْاْ Ø¥Ùلى ذÙÙŠ الْعَرش٠سَبÙيلا )(7).
____________
1- Ø§Ù„ØØ¬Ø±: 96. 2- Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ان: 68.
3- مريم: 81.
4- الانعام: 19.
5- المؤمنون: 91.
6- الأنبياء: 22.
7- الإسراء: 42.
الاعتقاد بالربوبية:
الربوبية Ù€ من الرب Ù€ وهي Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„ØªØ¯Ø¨ÙŠØ± والتربية، والله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ ربّ العالمين ( رَبÙÙ‘ Ø§Ù„Ø³Ù‘ÙŽÙ…ÙŽÙˆØ§ØªÙ ÙˆÙŽØ§Ù„Ø£ÙŽØ±ÙØ¶ )(1)ØŒ والعبادة من شؤون الله ÙˆØØ¯Ù‡ دون غيره لأنّه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ ØØµØ± الربوبية به دون غيره ( إنَّ اللهَ رَبÙÙŠ وَرَبّÙÙƒÙمْ ÙÙŽØ§Ø¹Ù’Ø¨ÙØ¯Ùوه٠هَذَا ØµÙØ±ÙŽØ§Ø·ÙŒ Ù…Ù‘ÙØ³Ù’تَقÙيمٌ )(2)ØŒ Ùˆ(Ø¥Ùنَّ هَذÙه٠أÙمَّتÙÙƒÙمْ Ø£Ùمَّةً وَاØÙدَةً وَأَنَاْ رَبّÙÙƒÙمْ ÙÙŽØ§Ø¹Ù’Ø¨ÙØ¯Ùون٠)(3)ØŒ وقول Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ (عليه السلام) ÙÙŠ قوله تعالى: ( ÙŠØ¨ÙŽÙ†ÙŠÙ Ø¥ÙØ³Ø±ÙŽØ§Ø¦ÙŠÙ„ÙŽ Ø§Ø¹Ù’Ø¨ÙØ¯Ùواْ اللهَ رَبّي٠وَرَبَّكÙمْ)(4)ØŒ وعليه ÙØ§Ù„ربّ هو من بيده مصير الخاضعين له وشؤونهم الدنيوية والأخروية من وجود ÙˆØÙŠØ§Ø© وآجل وعاجل، والخضوع المقرون بهذا الاعتقاد يضÙÙŠ عليه عنوان العبادة.
أمّا الاعتقاد باستقلال المخضوع له ÙÙŠ ÙØ¹Ù„ه، Ùيعني كونه قائماً Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ Ù„Ø§ÙŠÙØªÙ‚ر ولا ÙŠØØªØ§Ø¬ إلى غيره، ومن هذا المنطلق إذا خضع الإنسان لموجود وهو لا يرى الاستقلالية ÙÙŠ وجوده ÙˆÙØ¹Ù„ه، Ùلا يكون خضوعه عبادة لذلك الموجود، ÙØ§Ù„عبادة هي الخضوع أمام موجود مع الاعتقاد بأنّه مستقل ÙÙŠ ذاته.
Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ بين التكريم والعبودية:
يستنتج مما تقدم: إنّ الشعائر والطقوس التي يقوم بها شيعة أهل البيت (عليهم السلام) ومعظم المسلمين من تعظيم قبور الأئمة والأولياء ÙˆØ§Ù„ØµÙ„ØØ§Ø¡ ليست عبادة لغير الله، وإنّما هي من مصاديق التكريم ÙˆØ§Ù„Ø§ØØªØ±Ø§Ù…ØŒ لأنّها لم تنطلق من اعتقادهم بالوهية عباد الله الصالØÙŠÙ† ولا ربوبيتهم على Ù†ØÙˆ الاستقلال، بل تنطلق عن الاعتقاد
____________
1- Ø§Ù„ØµØ§ÙØ§Øª: 5. 2- آل عمران: 51.
3- الأنبياء: 92.
4- المائدة: 72.
بكونهم عباد مكرّمون يجب Ø§ØØªØ±Ø§Ù…هم.
ÙØ§Ù„تبرك وتقبيل Ø§Ù„Ø£Ø¶Ø±ØØ© وأبواب المشاهد التي تضم أجساد الأنبياء والأولياء لا يعد عبادة Ù„ØµØ§ØØ¨ القبر والمشهد Ù„Ùقدان مقومها، وإنّ إقامة الصلاة ÙÙŠ مشاهد الأولياء تبركاً بالأرض التي تضمنت جسد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)أو الإمام (عليه السلام) ØŒ ÙÙŠ الØÙ‚يقة هو كالتبرك بالصلاة عند مقام إبراهيم اتباعاً لقوله تعالى: (ÙˆÙŽØ§ØªÙ‘ÙŽØ®ÙØ°Ùوا Ù…Ùنْ Ù…ÙŽÙ‚Ø§Ù…Ù Ø¥ÙØ¨Ù’راهÙيمَ Ù…ÙØµÙŽÙ„ًّى)(1).
وكذا التوسل والاستغاثة ÙˆØ§Ù„ØªØ´ÙØ¹ بالأولياء لا يعد عبادة، لعدم الاعتقاد بالوهيتهم وربوبيتهم، بل يعدّ من التوسل بالأسباب، لأنّ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ جرت ØÙƒÙ…ته أن يقضي ØÙˆØ§Ø¦Ø¬ عباده ببركتهم ÙˆØ´ÙØ§Ø¹ØªÙ‡Ù…ØŒ وذلك لأنّهم مقربون لديه مكرمون عنده، قد أذن الله لهم Ø¨Ø§Ù„Ø´ÙØ§Ø¹Ø© بإذنه، Ùقال تعالى: (مَنْ ذَا الَّذÙÙŠ يَشْÙَع٠عÙنْدَه٠إÙلاّ Ø¨ÙØ¥ÙذْنÙÙ‡Ù)(2).
درء شبهة الشرك بالعبادة:
من هنا يتبين أنّ تشبيه القائمين بهذه الأعمال من المسلمين بالوثنيين تشبيه ÙÙŠ غير Ù…ØÙ„ه، وقياس مع Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ù‚ØŒ لأنّ الوثنيين كانوا يعبدون الأصنام على أنّها أرباب مستقلة لها التصر٠ÙÙŠ الكون، Ùهي التي تمطر الناس إذا استغاثوا بها ÙˆØªØ¯ÙØ¹ البلايا عنهم إذا دعوها واستنجدوا بها، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: (Ù…Ùنْ دÙونÙÙ‡Ù) ÙÙŠ قوله تعالى: (وَالَّذÙينَ اتَّخَذÙوا Ù…Ùنْ دÙونÙه٠أَوْلÙياءَ ما Ù†ÙŽØ¹Ù’Ø¨ÙØ¯ÙÙ‡Ùمْ Ø¥Ùلاّ Ù„ÙÙŠÙÙ‚ÙŽØ±Ù‘ÙØ¨Ùونا Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ اللهÙ
____________
1- البقرة: 125. 2- البقرة: 255.
زÙلْÙÙ‰...)(1).
Ùكان اعتقادهم أنّ هؤلاء الأرباب يقربونهم إلى الله، وهو الإلـه الكبير عندهم الذي خلق الكون وأوجده ثم Ùوض أمر التدبير Ùيه إلى هذه الأرباب المزعومة، وأين هذا مما ÙŠÙØ¹Ù„Ù‡ المسلمون من عبادة الله ÙˆØØ¯Ù‡ لا شريك له عند مقامات الأولياء ÙˆØ£Ø¶Ø±ØØªÙ‡Ù…!.
والقياس الصØÙŠØ والتشبيه الوجيه، هو أن يقاس زائري Ø§Ù„Ø£Ø¶Ø±ØØ© والطائÙين ØÙˆÙ„ها بالطائÙين ØÙˆÙ„ الكعبة والبيت Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… والساعين بين Ø§Ù„ØµÙØ§ والمروة، ÙØ§Ù„طائ٠ØÙˆÙ„ البيت العتيق والساعي بين Ø§Ù„ØµÙØ§ والمروة لم يعبد Ø§Ù„Ø£ØØ¬Ø§Ø± وإنّما عبد الجبّار الذي اصطÙÙ‰ هذه الأماكن ودعا إلى عبادته Ùيها، وهكذا ØØ§Ù„ زائر قبر الولي وإن Ø§ÙØªØ±Ù‰ من Ø§ÙØªØ±Ù‰ بتشبيه عبّاد الرØÙ…Ù† بعبّاد الأوثان.
الاهتداء بنور معار٠أهل البيت (عليهم السلام) :
يقول الأخ إبراهيم: " بمرور الأيام إزدادت بصيرتي وارتقى مستواي المعرÙÙŠ بعلوم ومعار٠أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ Ùلهذا قرّرت بعد إكمال دراستي الأكادميّة ÙÙŠ عاصمة بلدي أن أنتقل إلى Ø¥ØØ¯Ù‰ الØÙˆØ²Ø§Øª العلمية الشيعيّة، لأرتش٠من علوم آل Ù…ØÙ…ّد(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ÙØ§Ø³ØªØ·Ø¹Øª بعد ذلك Ù€ بØÙ…د الله Ù€ أن أشيّد خزين معرÙÙŠ واسع ÙÙŠ قلبي من علوم أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ وقد أعانني هذا الرصيد العلمي كثيراً لأعبر أشواط الØÙŠØ§Ø©ØŒ متخطياً كل الصعاب بعزم راسخ وإرادة لا تلين ".
____________
1- الزمر: 3.