الشعور بالاستغناء عن Ø§Ù„Ø¨ØØ«:
كان الهاشمي منذ Ø·Ùولته متعلقاً بالدين والمذهب وكان يرى ÙˆÙÙ‚ ما املته عليه البيئة الاجتماعية أن المذهب المالكي هو Ø£ÙØ¶Ù„ المذاهب
الإسلامية الأربعة، Ùيقول:
"كنت Ø§ÙØ§Ø®Ø± بأن المذهب المالكي هو Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¥Ø³Ù„Ø§Ù… ولبه، وأنه المذهب الوسط بين المذاهب الإسلامية، Ùلا هو يميل إلى المعتزلة المتعقلين أكثر
من اللازم، ولا يقترب من الØÙ†Ø§Ø¨Ù„Ø© المجسمة والخراÙيين والمضØÙƒÙŠÙ†. ÙˆÙÙŠ الØÙ‚يقة ما كنت اعر٠عن المذهب المالكي ولا عن مؤسسة
القليل ولا الكثير!".
Ùلهذا ما كان يشعر الهاشمي Ø¨Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© إلى Ø§Ù„Ø¨ØØ«ØŒ لأنه يرى أنه على الØÙ‚ØŒ Ùكان يقول "ما Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© إلى Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتنقيب؟! أو ليس قد ولدنا
مالكيين وعشنا مالكيين ونموت مالكيين؟!".
بلورة هوايته Ù†ØÙˆ المطالعة:
بقي الهاشمي على هذه Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© ØØªÙ‰ دخل مرØÙ„Ø© التعليم الثانوي. ÙØ§ØªØ¬Ù‡Øª رغبته وانصب شوقه إلى المطالعة التي كان المعلمون يشجعونهم
عليها ÙˆÙŠÙˆÙØ±ÙˆÙ†Ù‡Ø§ لهم مجاناً ÙÙŠ المدرسة.
ويقول الهاشمي: "كان المعلمون يرغبوننا بالمطالعة لتقوية زادنا ÙÙŠ العربية ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ©ØŒ وكان اعطاؤنا القصص يتجاوز المنØÙ‰ الترÙيهي
إلى المنØÙ‰ التعليمي".
ويضيÙ: "مع مرورالزمان بدأت اقرا بشغ٠قصصاً اكبر ØØ¬Ù…اً واعمق مضموناً.
لكن مع دخولي مرØÙ„Ø© المراهقة بدا وضعي الجديد ÙŠÙØ±Ø¶ علىّ الابتعاد عن القصص الملوّنة الجميلة، ØÙŠØ« صارت تمثل لي مرØÙ„Ø© من العمر
بدأت ÙÙŠ Ù…ÙØ§Ø±Ù‚تها. ولم تعد تلكم القصص تروى غليلى اذ أنّها من ناØÙŠØ© كمّها كانت تبدو صغيرة جداً ومن ناØÙŠØ© كيÙها بدأ الجو الدراسي
العام يشعرنا بأننا كبرنا عليها وينبغي الاتجاه إلى تلخيص وتØÙ„يل روايات وآثار معاصرة لأدباء معاصرين".
التوجه إلى مطالعة التاريخ:
يقول الهاشمي: "سرعان ما استعضت عن هذه الروايات بشيء أكثر بريقاً وأكثر امتاعاً، ØÙŠØ« وجدت ÙÙŠ التاريخ ضالتي المشودة التي
تØÙ‚Ù‚ لي ØØ§Ø¬ØªÙŠ Ø¥Ù„Ù‰ التسلية والتØÙ„يق ÙÙŠ ÙØ¶Ø§Ø¡ Ø§Ø±ØØ¨ وأوسع، لكن شغÙÙŠ بالتاريخ ÙØªØ عيني على ØÙ‚يقة عظمى وغير من ØÙŠØ§ØªÙŠ Ø§Ù„Ø´ÙŠØ¡
الكثير".
Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø¬Ø¦Ø© بØÙ‚ائق التاريخ الإسلامي:
Ù„Ø§ØØ¸ الهاشمي ØÙŠÙ† قراءته للتاريخ الإسلامي أن Ùيه تناقضات غريبة وعجيبة من بينها Ø®Ù„Ø§Ù Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© واقتتالهم ÙˆÙ…Ø®Ø§Ù„ÙØ© البعض منهم
للكتاب وللرسول(صلى الله عليه وآله).
Ùيقول: شعرت بتمزق Ù†ÙØ³ÙŠ ÙƒØ¨ÙŠØ± بين ما نشأت عليه من عقائد ومقدسات وبين ما أرى بعيني من ØÙ‚ائق.
وكانت من جملة الØÙ‚ائق التي اصطدم بها الهاشمي، أنه سمع ذات يوم من استاذ مادة التاريخ، ØÙŠÙ†Ù…ا مرّ على معركة صÙين أنه قال مبتسماً:
"ÙØ§Ù‚ØªØ±Ø Ø§Ù„Ø¯Ø§Ù‡ÙŠØ© عمرو بن العاص Ùكرة Ø±ÙØ¹ المصاØÙ ØØªÙ‰ يخدعوا جيش علي وينجوا من الهزيمة المنكرة التي بدأت ØªÙ„ÙˆØ Ù„Ù‡Ù…".
Ùيقول الهاشمي: "صعقنى جداً هذا الكلام، Ùقلت ÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŠ: أعمرو بن العاص ÙŠÙØ¹Ù„ هذا؟!
هذا Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨ÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù„ÙŠÙ„ Ù€ الذي عرÙناه من أقطاب Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© كما قال لنا شيوخنا Ù€ يخدع ويمكر؟!
اذن أين تقوى Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© واخلاصهم الذي ذكره لنا شيوخنا؟!
شعرت ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ بتمزق Ù†ÙØ³ÙŠ Ø´Ø¯ÙŠØ¯ بين Ø«Ù‚Ø§ÙØªÙŠ Ø§Ù„Ø§Ø³Ù„Ø§Ù…ÙŠØ© التي تقدم كل Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙˆØªØ±ÙØ¹Ù‡Ù… إلى صÙو٠الملائكة وبين ØÙ‚ائق التاريخ إن كانت
ØÙ‚ة؟!
رجعت إلى البيت مغموماً وسألت أخي عن المسألة Ùقال لي: إن هذا ليس من شأننا Ùلا تخض Ùيه وهم Ù€ أي Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© Ù€ ادرى بزمانهم
Ùˆ...
لم يقنعني هذا الكلام البارد Ø§Ù„ÙØ§Ø±Øº من كل معنى، وهل يمكن أن يمارس المؤمن العادي الخداع والمكر؟! ÙÙƒÙŠÙ Ø¨Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©ØŸ!"
ÙˆØ¨ØØ« الهاشمي عن هذه المسألة قليلاً، لكنه لم يجد أي ØªÙØ§Ø¹Ù„ ممن ØÙˆÙ„ه، Ùلم يصل إلى الجواب المقنع، Ùيقول: "Ù‚Ùلت عليها ÙÙŠ صدري
والقيت ØØ¨Ù„ها على غاربها ومضيت".
بداية التعر٠على التشيع:
مضت على هذه Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© التي واجهها الهاشمي سنوات، ØØªÙ‰ شاءت الأقدار أن تجمعه مع صديق قديم وزميل دراسة كان قد Ø§ÙØªØ±Ù‚ عنه مدة من
الزمن وإذا به يسمع أنه شيعي!
يقول الهاشمي بعد استغرابه من تشيع زميله: "كنت قاطعاً ببطلان مذهب الشيعة وأنهم متطرÙون ÙÙŠ عقائدهم، وكنت اسمع ما كان ينقله
البعض ØÙˆÙ„ بكاءهم على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وسبهم Ù„Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©ØŒ Ùيزداد عجبي، وكنت أتمنى أن التقي Ø¨ÙˆØ§ØØ¯ منهم لأقنعه أو على الأقل لأعر٠لماذا هم
هكذا".
ومن هنا بدأ الهاشمي يناقش صديقه الشيعي، وخاض معه نقاشات عديدة، ØØªÙ‰ بان له الØÙ‚ØŒ وتعر٠على واقع الأمر، ÙˆØ§ØªØ¶Ø Ù„Ù‡ اØÙ‚ية مذهب
أهل البيت(عليهم السلام).
Ùيقول: "رأيت أن الشيعة مذهب صا٠عقلاني ملىء Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø¬ الدامغة من القرآن الكريم والسنة المØÙ…دية ولا مجال Ù„Ù„Ø®Ø±Ø§ÙØ§Øª ÙˆØ§Ù„ØªØØ±ÙŠÙات
والاكاذيب Ùيه، وهكذا اذ بينما كنت انسب إلى الشيعة كل Ù‚Ø¨ÙŠØØŒ استÙقت على أن مذهبهم ØÙ‚".
كلمة اخيرة لكل انسان ØØ±:
يقول الهاشمي: "أنا من موقعي هذا ادع كل انسان ØØ±Ù‘ أن يطلع على كتب الشيعة وعلى آرائهم من دون واسطة".
ويدعو الهاشمي جميع أبناء العامة إلى Ø§Ù„Ø¨ØØ« ØÙˆÙ„ التشيع، Ùيقول: "جربوا أن تطالعوا عن التشيع والشيعة الاثني عشرية، Ùليس ÙÙŠ ذلك
بأس ولا ضرر ولا ÙØªÙ†Ø© ولا سمّ كما يدعي بعض العلماء Ø§Ù„Ù…ØªØØ¬Ø±ÙŠÙ†ØŒ بل إن Ø£ØØ¯Ù†Ø§ ÙŠÙØ§Ø®Ø± بأنه يقرا
مجموعة آثار Ùيكتور هيجو مثلا أو اطلع على مسرØÙŠØ§Øª شكسبير وتجده جاهلاً بما يقوله اخوانه وبما يعتقدونه جهلاً مطبقا".
Ù…Ø¤Ù„ÙØ§ØªÙ‡:
(1) "Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙÙŠ ØØ¬Ù…هم الØÙ‚يقي":
صدر عام 1420ØŒ عن مركز Ø§Ù„Ø£Ø¨ØØ§Ø« العقائدية، ضمن سلسلة الرØÙ„Ø© إلى الثقلين.
وهو دراسة عقائدية وتاريخية ØªØ±ÙØ¹ الضبابية عن الاعين ÙÙŠ شأن عدالة جميع Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© وقد استند المؤل٠ÙÙŠ هذه الدراسة إلى القرآن واقوال
الرسول(صلى الله عليه وآله)ورأي Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙÙŠ بعضهم البعض رأي التابعين ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©.
(2) "ØÙˆØ§Ø± مع صديقي الشيعي":
صدر عن مركز Ø§Ù„Ø£Ø¨ØØ§Ø« العقائدية، ضمن سلسلة الرØÙ„Ø© إلى الثقلين.
وهو خلاصة لنقاشات ÙˆØÙˆØ§Ø±Ø§Øª دارت بينه وبين Ø§ØØ¯ اصدقائه الشيعة ÙÙŠ مدينة "قابس" والتي خاض Ùيها مع صديقه ØÙˆÙ„ أهم عقائد الشيعة
الاثنى عشرية، منها: التقية والمتعة والتوسل والامام المهدي وعدالة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©.
ÙˆÙ‚ÙØ© مع كتابه: "Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙÙŠ ØØ¬Ù…هم الØÙ‚يقي"
Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© جيل من الناس عاصر الرسول Ù…ØÙ…د(صلى الله عليه وآله) أيام بعثته ÙØ±Ø£ÙˆÙ‡ وآمنوا به وكان معظمهم من أهل المدينة وأهل مكة
وما ØÙˆÙ„هما من القبائل العربية، وكانوا قبل الرسالة يعبدون الاصنام كبقية أبناء الجاهلية ÙÙŠ مناطق الجزيرة العربية، وبعد أن بعث الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡
وتعالى الرØÙ…Ø© الهداة الرسول Ù…ØÙ…د المصطÙÙ‰(صلى الله عليه وآله) من أبناء إبراهيم(عليه السلام)ØŒ والذي ÙŠØªØØ¯Ø« بلغتهم وينتسب إلى
بني هاشم من قبيلة قريش التي كانت تسكن مكة ÙÙŠ جوار الكعبة بيت الله العتيق الذي بناه إبراهيم وإسماعيل(عليهما السلام)ØŒ شملتهم
الرØÙ…Ø© الالهية ÙØ§Ù‡ØªØ¯ÙˆØ§ بهدى الإسلام الدين الذي ارتضاه الله للناس أجمعين.
ويØÙƒÙŠ ÙˆØ§Ù‚Ø¹ تاريخ المسلمين أنه بعد ÙˆÙØ§Ø© رسول الله(صلى الله عليه وآله) Ø§Ø®ØªÙ„Ù Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© Ùيما بينهم وقامت بينهم Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ وعاد معظمهم
على أدبارهم القهقرى، كما يشهد بذلك ØØ¯ÙŠØ« الØÙˆØ¶(1) الذي تنبأ Ùيه رسول الله(صلى الله عليه وآله) Ø¨Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù معظم Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡.
وآلت أمور المسلمين إلى قيام الدولة الأموية على يد "Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨ÙŠ" معاوية بن أبي سÙيان الذي كان أبوه قائد Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø± Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø±Ø¨ÙŠÙ† للرسول(
صلى الله عليه وآله). وقد عمل معاوية Ù€ بعد أن تسلم مقاليد الامور Ù€ على شراء الضمائر بالأموال ليمØÙˆ عن Ù†ÙØ³Ù‡ عار العداء
للرسول(صلى الله عليه وآله) وآل بيته الأطهار، ÙØ§Ø³ØªØ¬Ø§Ø¨ له ولمن أتى من بعده من الجبابرة بعض Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© والتابعين من عبيد الدنيا
ÙØ§Ø¯Ø®Ù„وا ÙÙŠ الدين ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« ما أرادوا من تشويه ÙˆØªØ²ÙŠÙŠÙ ÙˆØªØØ±ÙŠÙ.
____________
1- صØÙŠØ البخاري: 8 / 151.
وكان من ضمن هذه الأساليب التي اتبعها أشباه العلماء هؤلاء بائتمار من الØÙƒØ§Ù… الظالمين هو القول بعدالة جميع Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ØØªÙ‰ لا ØªÙ†ÙØ¶Ø
مخازي بني أمية، ÙˆØØªÙ‰ تضيع المصادر الØÙ‚يقية للدين وهم آل البيت(عليهم السلام) الذين Ø§ØµØ·ÙØ§Ù‡Ù… الله بعد الرسول(صلى الله عليه
وآله)وجعلهم قادة للمسلمين، وكان نتيجة هذا الظلم ان لا يقبل أغلب المسلمين بقيادة اثنا عشر إماماً معصوماً من آل الرسول يتسلسلون على
مدى الدهر بعد ÙˆÙØ§Ø© الرسول(صلى الله عليه وآله)ØŒ وأخذوا الدين بدلا من ذلك من أكثر من 120 Ø£Ù„Ù ØµØØ§Ø¨ÙŠØ§Ù‹ عاصروا الرسول(صلى الله
عليه وآله) Ùقط ÙˆÙيهم المناÙقون والشكاكون وضعا٠الايمان والأعراب، ÙØ¶Ø§Ø¹Øª عليهم معالم الدين وتسلط عليهم الجبابرة ÙØ¨Ø¦Ø³ للظالمين
بدلا.
Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© وأصول الدين أو أركانه:
"إنّ مسألة Ø§Ù„ØµØØ¨Ø© من المسائل التي أسالت ØØ¨Ø±Ø§Ù‹ كثيراً وصار ØÙˆÙ„ها لغط كثير، ÙØ£Ù‡Ù„ السنّة عموماً يعتبرون Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© جزءاً لا يتجزأ من
إيمان Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ المسلم، وإذا طعن أي ÙØ±Ø¯ بأيّ ÙˆØ§ØØ¯ من Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© Ùقد اقتر٠إثماً عظيماً ووزراً كبيراً.
لكن هذه المسألة Ù€ مسألة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© Ù€ لو يتجّرد Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« المسلم المنص٠للخوض Ùيها ÙØ³ÙŠØ±Ù‰ ويعلم علم اليقين أنّها لَيسَتْ من المعتقدات المهمة
سواء التي اتÙقت عليها طوائ٠المسلمين كالتوØÙŠØ¯ والمعاد والنبوّة، ولا من التي اختÙÙ„ÙÙÙŽ ØÙˆÙ„ها كالعدل والإمامة.
ÙØ£Ø±ÙƒØ§Ù† الإسلام عند أهل السنة خمسة وهي: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأن Ù…ØÙ…ّداً رسول الله، والصلاة والزكاة ÙˆØØ¬ بيت الله Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… لمن
استطاع إليه سبيلاً والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشرّه.
ÙØ£ÙŠÙ† Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© من هذه الأركان الخمسة التي يقوم عليها الإسلام؟!
وأما عند الشيعة ÙØ£Ùصول الدين خمسة وهي: التوØÙŠØ¯ والعدل والنبوّة
والمعاد، والإمامة، وإن كان العدل والإمامة من أركان ÙˆØ£ÙØµÙˆÙ„ المذهب عندهم أي لا ÙŠÙƒÙØ± الإنسان بإنكارها، وكماترى Ùلا أثر Ù„Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙÙŠ هذه
العقيدة ولا وجود لهم.
وأمّا الإيمان، Ùكما اتÙقت عليه كلمة المسلمين وكما ورد ÙÙŠ القرآن (ءَامَنَ الرَّسÙول٠بÙÙ…ÙŽØ¢ Ø£ÙنزÙÙ„ÙŽ Ø¥Ùلَيْه٠مÙÙ† رَّبÙÙ‘Ù‡Ù ÙˆÙŽØ§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùونَ ÙƒÙلٌّ ءَامَنَ Ø¨ÙØ§Ù„لَّه٠وَمَلاَئÙكَتÙÙ‡Ù
ÙˆÙŽÙƒÙØªÙبÙÙ‡Ù ÙˆÙŽØ±ÙØ³ÙÙ„Ùه٠لاَ Ù†ÙÙَرÙّق٠بَيْنَ Ø£ÙŽØÙŽØ¯ Ù…Ùّن Ø±Ù‘ÙØ³ÙÙ„Ùه٠وَقَالÙواْ Ø³ÙŽÙ…ÙØ¹Ù’نَا وَأَطَعْنَا غÙÙْرَانَكَ رَبَّنَا ÙˆÙŽØ¥Ùلَيْكَ الْمَصÙيرÙ)(1).
وانظر إلى قوله تعالى ÙÙŠ سورة النساء ØÙŠØ« يقول: (يَـأَيّÙهَا الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ ءَامÙÙ†Ùواْ Ø¨ÙØ§Ù„لَّه٠وَرَسÙولÙÙ‡Ù ÙˆÙŽØ§Ù„Ù’ÙƒÙØªÙŽÙ€Ø¨Ù الَّذÙÙŠ نَزَّلَ عَلَى رَسÙولÙÙ‡Ù ÙˆÙŽØ§Ù„Ù’ÙƒÙØªÙŽÙ€Ø¨Ù
الَّذÙÙ‰ أَنزَلَ Ù…ÙÙ† قَبْل٠وَمَن يَكْÙÙØ±Ù’ Ø¨ÙØ§Ù„لَّه٠وَمَلاَئÙكَتÙÙ‡Ù ÙˆÙŽÙƒÙØªÙبÙÙ‡Ù ÙˆÙŽØ±ÙØ³ÙÙ„ÙÙ‡Ù ÙˆÙŽØ§Ù„Ù’ÙŠÙŽÙˆÙ’Ù…Ù Ø§Ù„Ø§Ù’ÙŽØ®ÙØ±Ù Ùَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلا بَعÙيداً )(2).
ÙØ£ÙŠÙ† Ù…ØÙ„Ù‘ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙÙŠ هذا الإيمان؟!!
ثم أليس لكلّ نبيّ ØµØØ§Ø¨Ø©ØŸ! ÙØ¥Ø°Ø§ كان الإيمان Ø¨ØµØØ§Ø¨Ø© رسول الله من ضرورات الإسلام أو من أركان الإيمان، Ùلماذا لا يكون الإيمان
Ø¨ØµØØ§Ø¨Ø© Ù†ÙˆØ ÙˆØ¥Ø¨Ø±Ø§Ù‡ÙŠÙ… وموسى وعيسى كذلك؟!
ثم بأيّ دليل من الكتاب والسنّة نجد أن الإيمان بمسألة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© جميعاً واجب علينا كالإيمان بالله ورسوله؟!
ما استدلّوا به ÙÙŠ عدالة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©:
يقول ابن الأثير ÙÙŠ مقدمة كتابه Ø£ÙØ³Ø¯ الغابة ÙÙŠ Ù…Ø¹Ø±ÙØ© Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ما يأتي: "ÙˆØ§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© يشاركون سائر الرواة ÙÙŠ جميع ذلك إلاّ الجرØ
والتعديل، ÙØ¥Ù†Ù‡Ù… كلّهم عدول لا يتطرق Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø Ø¥Ù„ÙŠÙ‡Ù…ØŒ لأنّ الله عزّوجلّ ورسوله زكّياهم وعدّلاهم، وذلك
____________
1- البقرة: 285.
2- النساء: 136.
مشهور لا Ù†ØØªØ§Ø¬ لذكره"(1).
أما ابن ØØ¬Ø± العسقلاني Ùيقول عن عدالة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©: "اتÙÙ‚ أهل السنّة أنّ الجميع عدول، ولم يخال٠ÙÙŠ ذلك إلاّ شذوذ من المبتدعة، وقد
ذكر الخطيب ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙØ§ÙŠØ© ÙØµÙ„اً Ù†Ùيساً ÙÙŠ ذلك Ùقال: عدالة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم، Ùمن
ذلك قوله تعالى: (ÙƒÙنتÙمْ خَيْرَ Ø£Ùمَّة Ø£ÙØ®Ù’Ø±ÙØ¬ÙŽØªÙ’ Ù„ÙلنَّاسÙ)(2). وقوله: (وَكَذَ Ù„ÙÙƒÙŽ جَعَلْنَـكÙمْ Ø£Ùمَّةً وَسَطاً)(3)ØŒ وقوله: (لقَدْ رَضÙÙ‰ÙŽ اللَّهÙ
Ø¹ÙŽÙ†Ù Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ Ø¥ÙØ°Ù’ ÙŠÙØ¨ÙŽØ§ÙŠÙعÙونَكَ تَØÙ’تَ الشَّجَرَة٠ÙَعَلÙÙ…ÙŽ مَا ÙÙÙ‰ Ù‚ÙÙ„ÙوبÙÙ‡Ùمْ Ùَأَنزَلَ السَّكÙينَةَ عَلَيْهÙمْ ÙˆÙŽ أَثَـبَهÙمْ ÙÙŽØªÙ’ØØ§Ù‹ قَرÙيباً)(4)ØŒ وقوله: (ÙˆÙŽ السَّـبÙÙ‚Ùونَ الاَْوَّلÙونَ
Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمÙÙ‡ÙŽÙ€Ø¬ÙØ±Ùينَ وَالاَْنصَار٠وَ الَّذÙينَ اتَّبَعÙوهÙÙ… Ø¨ÙØ¥ÙØÙ’سَـن رَّضÙÙ‰ÙŽ اللَّه٠عَنْهÙمْ ÙˆÙŽ رَضÙواْ عَنْه٠وَ أَعَدَّ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ جَنَّـت تَجْرÙÙ‰ تَØÙ’تَهَا Ø§Ù„Ø§Ù’ÙŽÙ†Ù’Ù‡ÙŽÙ€Ø±Ù Ø®ÙŽÙ€Ù€Ù„ÙØ¯Ùينَ ÙÙيهَآ أَبَداً ذَ Ù„ÙÙƒÙŽ
الْÙَوْز٠الْعَظÙيمÙ)(5)ØŒ وقوله: (يَـأَيّÙهَا النَّبÙىّ٠ØÙŽØ³Ù’بÙÙƒÙŽ اللَّه٠وَمَن٠اتَّبَعَكَ Ù…ÙÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ )(6)ØŒ وقوله: (Ù„ÙلْÙÙقَرَآء٠الْمÙÙ‡ÙŽÙ€Ø¬ÙØ±Ùينَ الَّذÙينَ Ø£ÙØ®Ù’Ø±ÙØ¬Ùواْ
Ù…ÙÙ† دÙيَـرÙÙ‡Ùمْ ÙˆÙŽ أَمْوَ Ù„ÙÙ‡Ùمْ يَبْتَغÙونَ Ùَضْلاً Ù…Ùّنَ اللَّه٠وَ Ø±ÙØ¶Ù’ÙˆÙŽ ناً ÙˆÙŽ ÙŠÙŽÙ†ØµÙØ±Ùونَ اللَّهَ ÙˆÙŽ رَسÙولَه٠أÙوْلَئÙÙƒÙŽ Ù‡Ùم٠الصَّـدÙÙ‚Ùونَ)(7) إلى قوله: (Ø¥Ùنَّكَ رَءÙÙˆÙÙŒ
رَّØÙيمٌ)(8)ØŒ ÙÙŠ آيات كثيرة يطول ذكرها ÙˆØ£ØØ§Ø¯ÙŠØ« شهيرة يكثر تعدادها...ØŒ وجميع ذلك يقتضي القطع بتعديلهم ولا ÙŠØØªØ§Ø¬ Ø£ØØ¯ منهم مع
تعديل الله لهم إلى
____________
1- مقدمة ابن الأثير ÙÙŠ كتابه Ø£ÙØ³Ø¯ الغابة: 1 / 10.
2- آل عمران: 110.
3- البقرة: 143.
4- Ø§Ù„ÙØªØ: 18.
5- التوبة: 100.
6- Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ§Ù„: 64.
7- Ø§Ù„ØØ´Ø±: 8.
8- Ø§Ù„ØØ´Ø±: 10.
تعديل Ø£ØØ¯ من الخلق...ØŒ إلى أن يقول إلى أن روى بسنده إلى أبي زرعة الرازي قال: إذا رأيت الرجل ينتقص Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ من Ø£ØµØØ§Ø¨ رسول
الله ÙØ§Ø¹Ù„Ù… أنه زنديق، وذلك أن الرسول ØÙ‚ والقرآن ØÙ‚ وما جاء به ØÙ‚ØŒ وإنما أدّى إلينا ذلك كلّه Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© وهؤلاء (وهم) يريدون أن
يجرØÙˆØ§ شهودنا Ù„ÙŠÙØ¨Ø·Ù„وا الكتاب والسنّة، ÙˆØ§Ù„Ø¬Ø±Ø Ø¨Ù‡Ù… أولى وهم زنادقة انتهى..."(1).
ÙØ¹Ù„Ù‰ رأي علماء أهل السنّة كل شعب رسول الله الذي آمن به ØµØØ§Ø¨Ø©ØŒ وهم أيضاً عدول كلهم لا يتطرّق الشك إليهم أبداً ØØªÙ‘Ù‰ إلى ÙˆØ§ØØ¯ منهم.
وقالوا: من يطعن ÙÙŠ ØµØØ§Ø¨ÙŠ ÙˆØ§ØØ¯ Ùهو زنديق، وقالوا: إنّ الله طهرهم وزكّاهم جميعاً.
Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙÙŠ القرآن:
يقول تعالى ÙÙŠ سورة Ø§Ù„ÙØªØ (Ù…Ù‘ÙØÙŽÙ…Ù‘ÙŽØ¯ÙŒ رَّسÙول٠اللَّه٠وَ الَّذÙينَ Ù…ÙŽØ¹ÙŽÙ‡Ù Ø£ÙŽØ´ÙØ¯Ù‘َآء٠عَلَى الْكÙÙÙ‘ÙŽØ§Ø±Ù Ø±ÙØÙŽÙ…ÙŽØ¢Ø¡Ù Ø¨ÙŽÙŠÙ’Ù†ÙŽÙ‡Ùمْ تَرَاهÙمْ رÙكَّعاً Ø³ÙØ¬Ù‘َداً يَبْتَغÙونَ Ùَضْلاً Ù…Ùّنَ Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù ÙˆÙŽØ±ÙØ¶Ù’ÙˆÙŽ ناً
سÙيمَاهÙمْ ÙÙÙŠ ÙˆÙØ¬ÙوهÙÙ‡ÙÙ… Ù…Ùّنْ Ø£ÙŽØ«ÙŽØ±Ù Ø§Ù„Ø³Ù‘ÙØ¬Ùود٠ذَ Ù„ÙÙƒÙŽ مَثَلÙÙ‡Ùمْ ÙÙÙ‰ التَّوْرَاة٠وَ مَثَلÙÙ‡Ùمْ ÙÙÙ‰ الاْÙنجÙيل٠كَزَرْع أَخْرَجَ شَطْأه٠Ùَـَازَرَه٠Ùَاسْتَغْلَظَ Ùَاسْتَوَى عَلَى سÙوقÙÙ‡Ù ÙŠÙØ¹Ù’Ø¬ÙØ¨Ù
Ø§Ù„Ø²Ù‘ÙØ±Ù‘َاعَ Ù„ÙيَغÙيظَ بÙÙ‡Ùم٠الْكÙÙَّارَ وَعَدَ اللَّه٠الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ ÙˆÙŽ عَمÙÙ„Ùواْ Ø§Ù„ØµÙ‘ÙŽÙ€Ù€Ù„ÙØÙŽÙ€ØªÙ Ù…ÙنْهÙÙ… مَّغْÙÙØ±ÙŽØ©Ù‹ ÙˆÙŽ أَجْراً عَظÙيمَا )(2).
Ùمن ينظر إلى أول الآية يرى أن الممدوØÙŠÙ† مع رسول الله هم عموم Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©ØŒ لكن انظر إلى قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّه٠الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ وَعَمÙÙ„Ùواْ
Ø§Ù„ØµÙ‘ÙŽÙ€Ù€Ù„ÙØÙŽÙ€ØªÙ Ù…Ù†Ù‡Ù…...).
____________
1- الاصابة ÙÙŠ تمييز Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©: 1 / 6 Ù€ 7.
2- Ø§Ù„ÙØªØ: 29.
Ùلم ÙŠÙŽØ¹ÙØ¯Ù’ الله جميع Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© Ø¨Ø§Ù„Ù…ØºÙØ±Ø© والأجر، بل Ùقط مَنْ آمن وعمل ØµØ§Ù„ØØ§Ù‹ØŒ ولو كان الوعد للجميع لقال: (وعدهم الله...) ÙØªØ£Ù…Ù„.
ويقول تعالى ÙÙŠ Ù†ÙØ³ هذه السورة: (Ø¥Ùنَّ الَّذÙينَ ÙŠÙØ¨ÙŽØ§ÙŠÙعÙونَكَ Ø¥Ùنَّمَا ÙŠÙØ¨ÙŽØ§ÙŠÙعÙونَ اللَّهَ يَد٠اللَّه٠Ùَوْقَ أَيْدÙيهÙمْ ÙÙŽÙ…ÙŽÙ† نَّكَثَ ÙÙŽØ¥Ùنَّمَا ÙŠÙŽÙ†ÙƒÙØ«Ù عَلَى Ù†ÙŽÙْسÙÙ‡Ù ÙˆÙŽ مَنْ أَوْÙÙŽÙ‰ بÙمَا
عَـهَدَ عَلَيْه٠اللَّهَ ÙÙŽØ³ÙŽÙŠÙØ¤Ù’تÙيه٠أَجْراً عَظÙيماً )(1).
وأنت ترى ÙÙŠ هذه الآية أنّ الله تعالى ÙŠØØ°Ù‘ر الناكثين بأنهم إنّما ينكثون على Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… وليسوا بضارّي الله تعالى شيئاً.
ولدى قراءة سورة Ø§Ù„ØØ¬Ø±Ø§Øª تصاد٠هذه الآية: (Ø¥Ùنَّ الَّذÙينَ ÙŠÙنَادÙونَكَ Ù…ÙÙ† وَرَآء٠الْØÙØ¬ÙØ±ÙŽ ØªÙ Ø£ÙŽÙƒÙ’Ø«ÙŽØ±ÙÙ‡Ùمْ لاَ يَعْقÙÙ„Ùونَ * ÙˆÙŽ لَوْ أَنَّهÙمْ صَبَرÙواْ ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰
ØªÙŽØ®Ù’Ø±ÙØ¬ÙŽ Ø¥ÙلَيْهÙمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهÙمْ ÙˆÙŽ الله٠غَÙÙورٌ رَّØÙيمٌ)(2).
ÙØ§Ù†Ø¸Ø± لوص٠الله تعالى هذه Ø§Ù„ÙØ¦Ø© من المسلمين ØÙŠØ« وصÙهم بأبشع وص٠وهو أنهم لا يعقلون، وقد وصÙهم الله ÙÙŠ صدر السورة بأنهم
ÙŠØ±ÙØ¹ÙˆÙ† أصواتهم Ùوق صوت النبي مع أنهم مؤمنين به(صلى الله عليه وآله).
ويقول ÙÙŠ سورة Ø§Ù„ØØ¬Ø±Ø§Øª ايضاً: (يَـأَيّÙهَا الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ Ø¥ÙÙ† جَآءَكÙمْ ÙَاسÙق٠بÙنَبَإ ÙَتَبَيَّنÙواْ Ø£ÙŽÙ† ØªÙØµÙيبÙواْ قَوْمَا Ø¨ÙØ¬ÙŽÙ‡ÙŽÙ€Ù€Ù„ÙŽØ© ÙÙŽØªÙØµÙ’Ø¨ÙØÙواْ عَلَى مَا ÙَعَلْتÙمْ نَـدÙÙ…Ùينَ
)(3).
ومن المعلوم والمشهور أن هذه الآية نزلت ÙÙŠ الوليد بن عقبة، وهو أخو عثمان بن Ø¹ÙØ§Ù† لأمه، عندما بعثه إلى بني المصطلق ÙØ±Ø¬Ø¹ وكذب
على النبي(صلى الله عليه وآله)(4)ØŒ ÙØ§Ù„له يص٠الوليد Ø¨Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚ØŒ وأئمة السنّة يقولون إنّه عدل؟!
____________
1- Ø§Ù„ÙØªØ: 10.
2- Ø§Ù„ØØ¬Ø±Ø§Øª: 4 Ù€ 5.
3- الججرات: 6.
4- أنظر ØªÙØ³ÙŠØ± Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازي (Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الكبير) ÙÙŠ سورة Ø§Ù„ØØ¬Ø±Ø§Øª: 6ØŒ ØªÙØ³ÙŠØ± الطبري: 26 / 78ØŒ ØªÙØ³ÙŠØ± الدرّ المنثور:
7 / 555.
ويقول تعالى ÙÙŠ سورة التوبة: (لَقَدْ نَصَرَكÙم٠اللَّه٠ÙÙÙ‰ مَوَاطÙÙ†ÙŽ ÙƒÙŽØ«Ùيرَة وَيَوْمَ ØÙنَيْن Ø¥ÙØ°Ù’ أَعْجَبَتْكÙمْ كَثْرَتÙÙƒÙمْ Ùَلَمْ ØªÙØºÙ’ن٠عَنكÙمْ شَيْـاً وَضَاقَتْ عَلَيْكÙÙ…Ù
الأَْرْض٠بÙمَا رَØÙبَتْ Ø«Ùمَّ وَلَّيْتÙÙ… Ù…Ù‘ÙØ¯Ù’Ø¨ÙØ±Ùينَ )(1).
ÙÙŠ هذه الآية يذكر الله ويشنّع على المسلمين ÙØ±Ø§Ø±Ù‡Ù… يوم ØÙ†ÙŠÙ† ØÙŠØ« تركوا النبي مع ثلة قليلة عدد أصابع اليد ÙˆÙØ±Ù‘وا، وقد اغترَّ المسلمون ÙÙŠ
ØÙ†ÙŠÙ† بكثرتهم ØØªÙ‰ قال أبوبكر: "لن Ù†ÙØºÙ„َب اليوم من قلّة"(2).
وقال الله أيضاً مخاطباً Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©: (يَـأَيّÙهَا الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ مَا Ù„ÙŽÙƒÙمْ Ø¥ÙØ°ÙŽØ§ Ù‚Ùيلَ Ù„ÙŽÙƒÙم٠انÙÙØ±Ùواْ ÙÙÙ‰ سَبÙيل٠اللَّه٠اثَّاقَلْتÙمْ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الأَْرْض٠أَرَضÙيتÙÙ… Ø¨ÙØ§Ù„Ù’ØÙŽÙŠÙŽÙˆØ©Ù الدّÙنْيَا Ù…ÙÙ†ÙŽ
Ø§Ù„Ø£ÙŽÙ’Ø®ÙØ±ÙŽØ©Ù Ùَمَا مَتَـع٠الْØÙŽÙŠÙŽÙˆØ©Ù الدّÙنْيَا ÙÙÙ‰ Ø§Ù„Ø£ÙŽÙ’Ø®ÙØ±ÙŽØ©Ù Ø¥Ùلاَّ Ù‚ÙŽÙ„Ùيلٌ * Ø¥Ùلاَّ تَنÙÙØ±Ùواْ ÙŠÙØ¹ÙŽØ°ÙّبْكÙمْ عَذَاباً Ø£ÙŽÙ„Ùيماً وَيَسْتَبْدÙلْ قَوْماً غَيْرَكÙمْ وَلاَ ØªÙŽØ¶ÙØ±Ù‘Ùوه٠شَيْـاً وَاللَّه٠عَلَى ÙƒÙÙ„ÙÙ‘ شَىْء
قَدÙيرٌ)(3).
ÙØ§Ù„له هنا يقرّع Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© بسبب تثاقلهم عن الغزو وكما لا يخÙÙ‰ ÙØ¥Ù† الله تعالى توعّد Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙÙŠ هذه الآية بالعذاب الأليم وباستبدالهم بقوم
آخرين Ù€ Ø§Ù„ÙØ±Ø³ على رأي Ù€ إذا لم ÙŠÙ†ÙØ±ÙˆØ§ ÙÙŠ سبيله، ÙØ£ÙŠÙ† Ù…Ø¯Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ Ù„Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© هنا؟!
ويقول الله تعالى ÙÙŠ سورة Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨: (Ø¥Ùنَّ الَّذÙينَ ÙŠÙØ¤Ù’ذÙونَ اللَّهَ ÙˆÙŽ رَسÙولَه٠لَعَنَهÙم٠اللَّه٠ÙÙÙŠ الدّÙنْيَا ÙˆÙŽ Ø§Ù„Ø§Ù’ÙŽØ®ÙØ±ÙŽØ©Ù ÙˆÙŽ أَعَدَّ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ عَذَاباً مّÙÙ‡Ùيناً)(4).
إنّ الله لا يتأذّى ولكن أذى الله من أذى من أذى الرسول، وعليه Ùكلّ من آذى الرسول(صلى الله عليه وآله) ØµØØ§Ø¨ÙŠÙ‘اً أو غيره Ùقد آذى الله،
وهذا نظير قوله تعالى: (من ÙŠÙØ·ÙعÙ
____________
1- التوبة: 25.
2- أنظر ØªÙØ³ÙŠØ± Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازي (Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الكبير) ÙÙŠ سورة التوبة: 25.
3- التوبة: 38 Ù€ 39ØŒ يقول Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازي ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ± سورة التوبة: وهذا يدل أن كل المؤمنين كانوا متثاقلين ÙÙŠ ذلك Ø§Ù„ØªÙƒÙ„ÙŠÙØŒ وذلك
التثاقل معصية. ويقول الرازي بعد ذلك، إنّ خطاب الكل وارادة البعض مجاز مشهور ÙÙŠ القرآن.
4- Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨: 57.
الرَّسÙولَ Ùَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ÙˆÙŽÙ…ÙŽÙ† تَوَلَّى ÙÙŽÙ…ÙŽØ¢ أَرْسَلْنَـكَ عَلَيْهÙمْ ØÙŽÙÙيظاً)(1)ØŒ وما أكثر من آذى الرسول من Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙˆØ§Ù„ØµØØ§Ø¨ÙŠÙ‘ات، ومن أراد اليقين
ÙÙ„ÙŠØ¨ØØ« ÙØ³ÙŠØ±Ù‰ عجباً.
ويقول الله تعالى ÙÙŠ سورة آل عمران: (ÙˆÙŽØ¥ÙØ°Ù’ غَدَوْتَ Ù…Ùنْ أَهْلÙÙƒÙŽ ØªÙØ¨ÙŽÙˆÙÙ‘Ø¦Ù Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ Ù…ÙŽÙ‚ÙŽÙ€Ø¹ÙØ¯ÙŽ Ù„ÙÙ„Ù’Ù‚ÙØªÙŽØ§Ù„٠وَاللَّه٠سَمÙيعٌ عَلÙيمٌ * Ø¥ÙØ°Ù’ هَمَّت طَّـائÙÙَتَان٠مÙنكÙمْ Ø£ÙŽÙ†
تَÙْشَلاَ وَاللَّه٠وَلÙيّÙÙ‡Ùمَا وَعَلَى اللَّه٠ÙÙŽÙ„Ù’ÙŠÙŽØªÙŽÙˆÙŽÙƒÙ‘ÙŽÙ„Ù Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùونَ)(2).
ويقول Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازي ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡: "أنها نزلت ÙÙŠ ØÙŠÙ‘ين من الأنصار همّا بترك القتال ÙÙŠ Ø£ÙØØ¯ والعودة إلى المدينة Ø£ÙØ³ÙˆØ© براس Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ عبد
الله بن Ø£ÙØ¨ÙŠ Ø¨Ù† أبي سلول"(3).
ويقول تعالى ÙÙŠ سورة آل عمران ØÙˆÙ„ معركة Ø£ÙØØ¯: (وَلَقَدْ صَدَقَكÙÙ…Ù Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù ÙˆÙŽØ¹Ù’Ø¯ÙŽÙ‡Ù Ø¥ÙØ°Ù’ تَØÙسّÙونَهÙÙ… Ø¨ÙØ¥ÙذْنÙÙ‡Ù ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰ Ø¥ÙØ°ÙŽØ§ ÙÙŽØ´ÙلْتÙمْ وَتَنَـزَعْتÙمْ ÙÙÙ‰ الاَْمْرÙ
وَعَصَيْتÙÙ… Ù…Ùّن بَعْد٠مَآ أَرَاكÙÙ… مَّا ØªÙØÙØ¨Ù‘Ùونَ Ù…ÙنكÙÙ… مَّن ÙŠÙØ±Ùيد٠الدّÙنْيَا ÙˆÙŽÙ…ÙنكÙÙ… مَّن ÙŠÙØ±ÙÙŠØ¯Ù Ø§Ù„Ø§Ù’ÙŽØ®ÙØ±ÙŽØ©ÙŽ...)(4).
ويقول كذلك: (Ø¥ÙØ°Ù’ ØªÙØµÙ’Ø¹ÙØ¯Ùونَ وَلاَ تَلْوÙونَ عَلَى Ø£ÙŽØÙŽØ¯ وَالرَّسÙول٠يَدْعÙوكÙمْ ÙÙÙ‰ Ø£ÙØ®Ù’رَاكÙمْ ÙَأَثَـبَكÙمْ غَمَّام Ø¨ÙØºÙŽÙ…Ù‘ Ù„Ùّكَيْلاَ تَØÙ’زَنÙواْ عَلَى مَا ÙَاتَكÙمْ وَلاَ Ù…ÙŽØ¢ أَصَـبَكÙمْ
وَاللَّه٠خَبÙير٠بÙمَا تَعْمَلÙونَ)(5).
ويقول أيضاً: (Ø¥Ùنَّ الَّذÙينَ تَوَلَّوْاْ Ù…ÙنكÙمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَان٠إÙنَّمَا اسْتَزَلَّهÙÙ…Ù Ø§Ù„Ø´Ù‘ÙŽÙŠÙ’Ø·ÙŽÙ€Ù†Ù Ø¨ÙØ¨ÙŽØ¹Ù’ض٠مَا كَسَبÙواْ وَلَقَدْ عَÙَا اللَّه٠عَنْهÙمْ Ø¥Ùنَّ اللَّهَ غَÙÙورٌ ØÙŽÙ„Ùيمٌ)
(6).
____________
1- النساء: 80.
2- آل عمران: 121 ـ 122.
3- Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الكبير Ù„Ù„ÙØ®Ø± الرازي Ù€ ØªÙØ³ÙŠØ± سورة آل عمران: 121 Ù€ 122ØŒ ØªÙØ³ÙŠØ± الطبري: 4 / 48ØŒ الدرّ المنثور: 2 /
305.
4- آل عمران: 152.
5- آل عمران: 153.
6- آل عمران: 155.
مرØÙ‰ لهؤلاء Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© الذين ÙŠÙØ±Ù‘ون من Ø³Ø§ØØ© المعركة ويتركون الرسول خلÙهم والرسول يناديهم ÙÙŠ ذلك الموق٠الشديد.
وقد ذكر Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازي ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡: "أنّ عمر بن الخطاب كان من المنهزمين، إلاّ أنّه لم يكن ÙÙŠ أوائل المنهزمين!! ومن الذين ÙØ±Ù‘وا
يوم Ø£ÙØØ¯ عثمان بن Ø¹ÙØ§Ù† ورجلين من الأنصار يقال لهما سعد وعقبة، وانهزموا ØØªÙ‘Ù‰ بلغوا موضعاً بعيداً ثم رجعوا بعد ثلاثة أيام Ùقال لهم
النبي(صلى الله عليه وآله): لقد ذهبتم بها عريضة"(1).
ثم لنأت إلى سورة الجمعة ولنقرأ هذه الآية: (ÙˆÙŽ Ø¥ÙØ°ÙŽØ§ رَأَوْاْ ØªÙØ¬ÙŽÙ€Ø±ÙŽØ©Ù‹ أَوْ لَهْواً انÙَضّÙواْ Ø¥Ùلَيْهَا ÙˆÙŽ تَرَكÙوكَ قَآئÙماً Ù‚Ùلْ مَا عÙندَ اللَّه٠خَيْرٌ Ù…Ùّنَ اللَّهْو٠وَ Ù…ÙÙ†ÙŽ
التÙّجَـرَة٠وَ اللَّه٠خَيْر٠الرَّ زÙÙ‚Ùينَ )(2).
وقد نزلت هذه الآية ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© الذين كانوا يصلون الجمعة مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ ØØªÙ‘Ù‰ إذا دخل دØÙŠØ© الكلبي Ù€ وكان مشركاً
Ù€ المدينة بتجارة من الشام ÙØªØ±Ùƒ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© المسجد وخرجوا إليه ولم يبق معه(صلى الله عليه وآله) إلاّ اثنا عشر رجلا على رواية، ØØªÙ‘Ù‰
قال النبي(صلى الله عليه وآله) Ùيهم: "لو اتّبع آخرهم أوّلهم لا لتهب الوادي عليهم ناراً"(3).
ويقول الله تعالى ÙÙŠ سورة Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ§Ù„: (مَا كَانَ Ù„ÙنَبÙىّ Ø£ÙŽÙ† ÙŠÙŽÙƒÙونَ لَه٠أَسْرَى ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰ ÙŠÙØ«Ù’Ø®ÙÙ†ÙŽ ÙÙÙ‰ Ø§Ù„Ø£ÙŽÙ’Ø±Ù’Ø¶Ù ØªÙØ±ÙيدÙونَ عَرَضَ الدّÙنْيَا ÙˆÙŽØ§Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù ÙŠÙØ±ÙÙŠØ¯Ù Ø§Ù„Ø§Ù’ÙŽØ®ÙØ±ÙŽØ©ÙŽ ÙˆÙŽØ§Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù
عَزÙيزٌ ØÙŽÙƒÙيمٌ * لَّوْلاَ ÙƒÙØªÙŽÙ€Ø¨ÙŒ Ù…Ùّنَ اللَّه٠سَبَقَ لَمَسَّكÙمْ ÙÙيمَآ أَخَذْتÙمْ عَذَابٌ عَظÙيمٌ)(4).
____________
1- ØªÙØ³ÙŠØ± Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازي ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ± الآية 155 من سورة آل عمران، ØªÙØ³ÙŠØ± الطبري: 4 / 96ØŒ ØªÙØ³ÙŠØ± الدرّ المنثور: 2 / 355
Ù€ 356.
2- الجمعة: 11.
3- انظر ØªÙØ³ÙŠØ± Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازي سورة الجمعة، ØªÙØ³ÙŠØ± الدر المنثور: 8 / 165ØŒ ØªÙØ³ÙŠØ± الطبري: 28 / 67 Ù€ 68.
4- Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ§Ù„: 67 Ù€ 68.
ÙÙŠ هذه الآيات خطاب شديد Ù„Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© الذين ØØ§Ø±Ø¨ÙˆØ§ ÙÙŠ بدر لأنهم أخذوا أسرى، وليس هذا من شأن الرسول(صلى الله عليه وآله) كما ليس
من شأن الأنبياء السابقين، لكن الله Ø³Ù…Ø Ù„Ù‡Ù… بعد ذلك بأخذ Ø§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ØŒ والعجيب أنّ كثيراً من Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù‘رين أدخلوا الرسول(صلى الله عليه وآله)
ÙÙŠ هذا التهديد مع أنّ ظاهر الآية ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ مخاطبة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©ØŒ ثم أنّ رسول الله ما كان ليقوم Ø¨ÙØ¹Ù„ أو قول دون إذن الله Ùلماذا يدخل ÙÙŠ دائرة
التهديد؟! نعم هذا ما ÙØ¹Ù„ته أيدي بني Ø£Ùمية Ø§Ù„ØØ§Ù‚دة على النبي(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته Ùينطبق عليهم قول الله تعالى: (ÙŠÙØÙŽØ±ÙÙ‘ÙÙونَ
الْكَلÙÙ…ÙŽ Ù…ÙÙ† Ø¨ÙŽØ¹Ù’Ø¯Ù Ù…ÙŽÙˆÙŽØ§Ø¶ÙØ¹ÙÙ‡Ù)(1).
وتقرأ ÙÙŠ سورة الأنعام هذه الآية: (وَمَنْ أَظْـلَم٠مÙمَّن٠اÙْتَرَى عَلَى Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù ÙƒÙŽØ°ÙØ¨Ø§Ù‹ أَوْ قَالَ Ø£ÙÙˆØÙÙ‰ÙŽ Ø¥Ùلَىَّ وَلَمْ ÙŠÙÙˆØÙŽ Ø¥Ùلَيْه٠شَىْءٌ ÙˆÙŽÙ…ÙŽÙ† قَالَ سَأÙنزÙÙ„Ù Ù…ÙØ«Ù’Ù„ÙŽ Ù…ÙŽØ¢
أَنزَلَ اللَّهÙ...)(2).
ÙˆÙÙŠ قول نزلت هذه الآية ÙÙŠ عبد الله بن سعد بن أبي Ø³Ø±Ø Ø£Ø®Ùˆ عثمان بن Ø¹ÙØ§Ù† والذى أهدر النبي(صلى الله عليه وآله) دمه لأنّه قال إنني
أستطيع أن أقول مثل ما أنزل الله، والعجيب أنّ هذا الأÙّاك الأثيم ÙŠØµØ¨Ø ÙÙŠ زمن عثمان Ø£ØØ¯ وزراء الدولة وقادة الجيش؟!
هذا غيض من Ùيض، ولو لا أنّ المجال لا يتّسع لأكثر من هذا لأتينا على كلّ الآيات النازلة ÙÙŠ شأن Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© والتي كانت ØªÙØ¶Ø بعضاً منهم أو
تÙقرّع البعض الآخر او تهدّدهم وتتوعّدهم.
وهكذا ترى أنّ القرآن يضع Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙÙŠ Ù…ØÙ„ّهم الطبيعي.
والعجب أنّ علماء أهل السنة كما أشرنا إلى ذلك سابقاً يزعمون أنّ الله والقرآن عدّلا Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© جميعاً، وعليه إنّ أيّ Ù‚Ø¯Ø ÙÙŠ أيّ ÙˆØ§ØØ¯ منهم هو
خروج
____________
1- المائدة: 41.
2- الأنعام: 93. انظر ØªÙØ³ÙŠØ± Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازي ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡ للسورة: 13 / 93ØŒ ØªÙØ³ÙŠØ± الطبري: 181ØŒ ØªÙØ³ÙŠØ± الدر المنثور:
3 / 317.
عن الإسلام وزندقة، Ùها هو القرآن يكذّب آراءهم النابعة من الهوى ويقول غير ما قالوا، ولا كلام بعد كلام الله، وإن كره الكارهون.
ثمّ دعنا من Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ولنأت إلى أشر٠ولد آدم ÙˆØ£ÙØ¶Ù„ رسل الله ورأس Ø£Ùولي العزم(عليهم السلام) ØÙŠØ« إنّه(صلى الله عليه وآله) لم
يكتسب تلك المنزلة العظيمة بالأماني بل بأعماله، وها هو القرآن يشير إلى هذه الØÙ‚يقة قائلا: (ÙˆÙŽ لَقَدْ Ø£ÙÙˆØÙÙ‰ÙŽ Ø¥Ùلَيْكَ ÙˆÙŽ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الَّذÙينَ Ù…ÙÙ† قَبْلÙÙƒÙŽ لَـئÙنْ
أَشْرَكْتَ Ù„ÙŽÙŠÙŽØÙ’بَطَنَّ عَمَلÙÙƒÙŽ ÙˆÙŽ لَتَكÙونَنَّ Ù…ÙÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ù’Ø®ÙŽÙ€Ø³ÙØ±Ùينَ )(1).
ÙˆØØ§Ø´Ø§ رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن يشرك، لكن هذا هو مقياس الله، لا مجاملة ولا Ù…ØØ§Ø¨Ø§Ø© مع أيّ Ø£ØØ¯ ÙÙŠ Ø£ØÙƒØ§Ù…Ù‡ وشرائعه.
ثم أنظر إلى قوله تعالى ÙÙŠ سورة Ø§Ù„ØØ§Ù‚Ø©: (ÙˆÙŽ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الاَْقَاوÙيل٠* لاََخَذْنَا Ù…ÙÙ†Ù’Ù‡Ù Ø¨ÙØ§Ù„ْيَمÙين٠* Ø«Ùمَّ لَقَطَعْنَا Ù…Ùنْه٠الْوَتÙينَ)(2).
Ùليس معنى كون الرسول(صلى الله عليه وآله) نبيّاً ÙŠØØ¬Ø²Ù‡ عن العقاب إذا خرج عن ØØ¯ÙˆØ¯ الله، Ùما بالك بعد هذا Ø¨Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©ØŸ!
إنّ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© هم أوّل المكلّÙين ÙÙŠ الإسلام وأوّل المسؤولين.
Ùهم إذن ØªØØª الشرع وليسوا Ùوقه، وليس عندهم جواز عبور إلى الجنّة، هيهات ليس الأمر بالأماني.
إنّ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙÙŠ موضع خطير ØÙŠØ« أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله) كان بين أظهرهم ولا ØØ¬Ù‘Ø© لمن تعدّى ØØ¯ÙˆØ¯ الله منهم غداً يوم القيامة،
Ùقد شاهدوا نور النبوّة وآيات الله نزلت بينهم وقد تمت عليهم Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© والويل لمن لم ÙŠÙنجÙÙ‡ كلّ ذلك.
ØµØØ§Ø¨Ø© ÙˆØµØØ§Ø¨ÙŠØ§Øª ØªØØª المجهر:
خالد بن الوليد: نتناول ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ من كبار Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©ØŒ وخالد بن الوليد بن
____________
1- الزمر: 65.
2- Ø§Ù„ØØ§Ù‚Ø©: 44 Ù€ 46.
المغيرة، لنرى ما ÙØ¹Ù„Ù‡ خالد وهل كان ÙØ¹Ù„Ù‡ مطابقاً للقرآن والسنّة أم...ØŸ!
يقول ابن الأثير ÙÙŠ كتابه Ø£ÙØ³Ø¯ الغابة ÙÙŠ تمييز Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙÙŠ ترجمة مالك بن نويرة المقتول المزنّي بزوجته ÙÙŠ Ù†ÙØ³ اللّيلة ما يلي: "...
إلاّ أنّه لم تظهر عليه ردة (يقصد مالك بن نويرة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨ÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù„ÙŠÙ„) وأقام Ø¨Ø§Ù„Ø¨Ø·Ø§ØØŒ Ùلمّا ÙØ±Øº خالد من بني أسد ÙˆØºØ·ÙØ§Ù† سار إلى مالك وقدم
Ø§Ù„Ø¨Ø·Ø§ØØŒ Ùلم يجد به Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ØŒ كان مالك قد ÙØ±Ù‘قهم ونهاهم عن الإجتماع (لو كان مالك مرتداً ÙØ¹Ù„اً لأعدّ العدّة لقتال خالد) Ùلمّا قدم خالد البطاØ
بثّ سراياه، ÙØ£Ùتي بمالك بن نويرة ÙˆÙ†ÙØ± من قومه. ÙØ§Ø®ØªÙ„ÙØª السرية Ùيهم، وكان Ùيهم أبو قتادة، وكان Ùيمن شهد أنهم أذّنوا وأقاموا وصلّوا،
ÙØØ¨Ø³Ù‡Ù… ÙÙŠ ليلة باردة وأمر خالد Ùنادى: Ø£Ø¯ÙØ¦ÙˆØ§ أسراكم Ù€ وهي ÙÙŠ لغة كنانة القتل Ù€ Ùقتلوهم (انظر إلى دهاء خالد ومكره) ÙØ³Ù…ع خالد
الواعية ÙØ®Ø±Ø¬ وقد Ù‚ÙØªÙ„وا، ÙØªØ²ÙˆÙ‘ج خالد امرأته، Ùقال عمر لأبي بكر: سي٠خالد Ùيه رهق وأكثر عليه، Ùقال أبو بكر: تأوّل ÙØ£Ø®Ø·Ø£ ولا
أشيم Ø³ÙŠÙØ§Ù‹ سلّه الله على المشركين، وودّى مالكاً، وقَدÙÙ… خالد على أبي بكر Ùقال له عمر: يا عدوّ الله قتلت أمرأً مسلماً ثم نزوت على أمرأته،
لأرجمنّك...".
إلى أن يقول: "Ùهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة ويدلّ على أنّه لم يرتد، وقد ذكروا ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© أبعد من هذا، ÙØªØ±ÙƒÙ‡Ù… هذا
عجب، وقد اختل٠ÙÙŠ ردّته، وعمر يقول لخالد: قتلت امرأً مسلماً، وأبو قتادة يشهد أنهم أذنوا وصلّوا، وأبوبكر يردّ السبي ويعطي دية مالك
من بيت المال، Ùهذا جميعه يدلّ على أنّه (مالك) مسلم"(1) انتهى كلام ابن الأثير.
إنّ لنا أن Ù†ØÙ„ّل هذه Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© بكلّ موضوعية وبعيداً عن أي تØÙŠÙ‘ز Ùنقول:
____________
1- اسد الغاية: 5 / 52 Ù€ 53 ÙÙŠ ترجمة مالك بن نويرة.
أولاً: إنّ مالك بن نويرة رجل مسلم بشهادة عمر وأبو قتادة ولم يرتدّ.
ثانياً: إنّ خالد بن الوليد أراد قتله لكي ÙŠØ¸ÙØ± بزوجته وكانت من أجمل نساء العرب، ولهذا قال مالك قبل قتله هذه التي قتلتني ولهذا استعمل
خالد كلمة Ø§Ø¯ÙØ¦ÙˆØ§ أسراكم وكان يقصد قتلهم بالتأكيد وليس Ø§Ø¯ÙØ§Ø¡Ù‡Ù… من البرد.
ثالثاً: وهذا أعجب لماذا لم ÙŠÙقم أبوبكر Ø§Ù„ØØ¯Ù‘ على خالد لقتل مسلم وللزنى بزوجته لأنّه تزوّجها بدون عدّة بل ÙÙŠ Ù†ÙØ³ تلك الليلة.
رابعاً: كان عمر غاضباً جدّاً من خالد وقال له ما قد مرّ، ومن هنا Ù†Ùهم لماذا عزل عمر خالداً عندما صار Ø®Ù„ÙŠÙØ© وعيّن مكانه أبا عبيدة على
جيوش المسلمين، ثم ما معنى قول أبي بكر: تأوّل خالد ÙØ£Ø®Ø·Ø£ØŸ! وهل ÙÙŠ ØØ¯ÙˆØ¯ الله Ù…Ø²Ø§Ø ÙˆØ®Ø·Ø§ وصواب؟!
وليت الأمر وق٠بخالد عند هذا Ø§Ù„ØØ¯Ù‘ØŒ لكنّه كما كان Ø³ÙŠÙØ§Ù‹ مسلولاً Ù€ بالباطل Ù€ على المسلمين ÙÙŠ Ø£ÙØØ¯ وغيرها، ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ أوغل ÙÙŠ دماء المسلمين بعد
إسلامه، Ùهو ÙØ¹Ù„اً Ø³ÙŠÙØŒ لكنّه سي٠مسلّط على المسلمين والمؤمنين، ولتزداد يقيناً أنّ السياسة هي التي أسمت خالداً هذا بسي٠الله المسلول،
تعال إلى هذه Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø©:
"لمّا ÙØªØ رسول الله(صلى الله عليه وآله) مكّة بعثه إلى بني جذيمة من بني عامر بن لؤي Ùقتل منهم من لم يجز له قتله Ùقال النبي(صلى
الله عليه وآله): اللّهم إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد ÙØ£Ø±Ø³Ù„ مالاً مع علي بن أبي طالب(رضي الله عنه) Ùودّى القتلى وأعطاهم ثمن ما
أخذ منهم، ØØªÙ‘Ù‰ ثمن ميلغة الكلب..."(1).
انظر إلى خالد بن الوليد يبعثه الرسول بكلّ سلم وسلام Ùيقتل من شاء ويدع من شاء، انظر إلى دعاء النبي(صلى الله عليه وآله) وهو يبرأ
من ÙØ¹Ù„ خالد بن الوليد.
____________
1- أسد الغابة ترجمة خالد بن الوليد، وكذلك أنظر Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« ÙÙŠ مسند Ø£ØÙ…د: 2 / 151.
ثم يأتي من يقول إنّ خالداً سي٠الله المسلول، نعم هو سي٠مسلول، لكن ليس من أسيا٠الله تعالى.
ولو شئنا Ø§Ù„ØªÙØµÙŠÙ„ ÙÙŠ ÙØ¹Ù„ خالد ÙˆÙØ¹Ø§Ù„Ù‡ ÙÙŠ الإسلام لما صدّق الإنسان ما يرى من هول وعظم ما أتاه خالد، لكن للاختصار نكتÙÙŠ بهذا
المقدار.
المغيرة بن شعبة:
هو ØµØØ§Ø¨ÙŠØŒ وهو Ø£ØØ¯ Ø§Ù„Ù†ÙØ²Ù‘اق Ø§Ù„ÙØ³Ù‘اق الذين ÙØªÙ‚وا ÙÙŠ الإسلام ÙØªÙ‚اً لا يجبر إلى يوم القيامة.
ورد ÙÙŠ ترجمته ÙÙŠ كتاب أسد الغابة ما يلي: "دهاة العرب أربعة: معاوية ابن أبي سÙيان، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة،
وزياد...".
"... وولاّه عمر بن الخطاب البصرة ولم يزل عليها، ØØªÙ‘Ù‰ Ø´Ùهد عليه بالزنا، ÙØ¹Ø²Ù„ه، ثم ولاّه Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ Ùلم يزل عليها ØØªÙ‘Ù‰ Ù‚ÙØªÙ„ عمر، ÙØ£Ù‚ره
عثمان عليها...".
"... وهو أوّل من وضع ديوان البصرة وأوّل من رشى (أعطى رشوة) ÙÙŠ الإسلام أعطى "ÙŠØ±ÙØ£" ØØ§Ø¬Ø¨ عمر شيئاً ØØªÙ‘Ù‰ أدخله
إلى دار عمر..."(1).
إنّ السكوت عن التعليق هنا أبلغ من التعليق، لكن نقول: العجب من عمر إذ بعد أن عزله عن البصرة بسبب زناه يعيده والياً على Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©
وخيار Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© Ø£ØÙŠØ§Ø¡ يرزقون كعلي بن أبي طالب الذي كان جليس بيته وكأبي ذرّ والمقداد وخزيمة وغيرهم...ØŸ!
ØÙصة بنت عمر بن الخطّاب:
زوجة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ولكن هذه المكانة التي تتمنّاها كلّ أنثى لم تمنع ØÙصة من ارتكاب الأهوال ÙˆÙ…Ø®Ø§Ù„ÙØ© الله تعالى
ورسوله، ولا عجب ÙØÙØµØ© أنزل الله Ùيها
____________
1- أسد الغابة 5: 248 ترجمة المغيرة بن شعبة.
ÙˆÙÙŠ عائشة سورة كاملة Ù€ وهي سورة Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠÙ… Ù€ Ùيها من التهديد والوعيد من الله بالطلاق والإبدال بزوجات خير منهما وبعذاب النار ما لا
يخÙÙ‰ على أيّ شخص ÙŠÙهم لغة العرب، وقد تقدّمت ÙÙŠ باب "Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙÙŠ القرآن" هذه السورة.
وقد ورد ÙÙŠ ترجمة ØÙصة من كتاب أسد الغابة ما يلي:
"... وتزوّجها بعد عائشة، وطلّقها تطليقة ÙˆØ§ØØ¯Ø© ثمّ ارتجعها، أمره جبريل بذلك وقال: إنّها صوّامة قوّامة، وإنّها زوجتك ÙÙŠ
الجنّة..."(1).
وأورد كذلك: "طلّق رسول الله(صلى الله عليه وآله) ØÙصة تطليقة، ÙØ¨Ù„غ ذلك عمر، ÙØØ«Ø§ التراب على رأسه وقال: ما يعبأ الله بعمر
وابنته بعدها، Ùنزل جبريل(عليه السلام) وقال: إنّ الله يأمرك أن تراجع ØÙصة بنت عمر، رØÙ…Ø© لعمر"(2).
وكماترى ÙØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ«Ø§Ù† Ù…ÙØ®ØªÙ„ÙØ§Ù†ØŒ ولذلك لا يعتّد بهما، لكن نقول: لو كانت ØÙصة صوّامة قوّامة Ùلماذا طلّقها رسول الله(صلى الله عليه
وآله)ØŸ! هل كان رسول الله يريد من النساء أكثر من ذلك وهو الذي يوصينا بذات الدين؟! ثمّ أليس الطلاق أبغض الØÙ„ال عند الله
تعالى؟! Ùما بال الرسول يطلق دونما سبب؟! وإذا كان هناك سبب Ùلماذا لا يذكره لنا Ø£ØµØØ§Ø¨ السير والتواريخ؟!
أمّا كون ØÙصة زوجة الرسول ÙÙŠ الجنّة Ùهو أعجب من الأوّل، Ùمع وجود سورة Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠÙ… الّتي ØªÙØªÙ„Ù‰ إلى يوم القيامة ÙØ¥Ù†Ù‘ا نشكّ ÙÙŠ ذلك.
وعلى Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« الثاني Ùيكون سبب إرجاع الرسول(صلى الله عليه وآله) Ù„ØÙصة ليس منزلتها عند الرسول، بل لمنزلة عمر كما يزعم
الراوي.
ÙˆØÙصة هذه ممّن آذت رسول الله(صلى الله عليه وآله) وكذبت عليه ÙÙŠ قصّة المغاÙير
____________
1- أسد الغابة: 7 / 66 ترجمة ØÙصة بنت عمر.
2- المصدر السابق.
(الثوم) المشهورة والتي يرويها Ø§Ù„ØµÙ‘ØØ§ØØŒ كما آذت ÙˆØØ³Ø¯Øª زوجات رسول الله الأخر كصÙيّة بنت ØÙŠ Ø§Ù„ÙŠÙ‡ÙˆØ¯ÙŠ التي تزوّجها الرسول بعد
خيبر بعد أن أعتقها من الأسر، ÙˆÙÙŠ ترجمة هذه المرأة Ø§Ù„ØµØ§Ù„ØØ© من كتاب أسد الغابة تقرأ على لسانها: "... دخل عليَّ رسول
الله(صلى الله عليه وآله) وقد بلغني عن ØÙصة وعائشة كلام، ÙØ°ÙƒØ±ØªÙ ذلك لرسول الله(صلى الله عليه وآله)Ùقال: ألا قلتÙ: وكيÙ
تكونان خيرا منّي وزوجي Ù…ØÙ…ّد وأبي هارون وعمّي موسى؟!..."(1).
وبهذا الكلام من رسول الله(صلى الله عليه وآله) على لسان صÙيّة تعلم كذب Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« المرويّ ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØØ§Ø والمسانيد ØÙˆÙ„ ÙØ¶Ù„ عائشة
ØÙŠØ« Ùيه: "ÙˆÙØ¶Ù„ عائشة على النساء ÙƒÙØ¶Ù„ الثريد على باقي الطّعام؟!"(2).
ÙˆØØ³Ø¨Ù†Ø§ قول الله ÙÙŠ سورة Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠÙ… ØÙŠØ« هدّد عائشة ÙˆØÙصة بالطلاق وبأن يبدلهّن الرسول(صلى الله عليه وآله) بزوجات Ø£ÙØ¶Ù„ منهنّ ÙÙŠ
ØµÙØ§Øª عديدة ذكرتها السورة، Ùلو كانت عائشة Ø£ÙØ¶Ù„ نساء العالمين ÙØ¶Ù„اً عن زوجات الرسول Ùكي٠يهدّدها الله تعالى بنساء Ø£ÙØ¶Ù„ منها ÙÙŠ
كلّ شيء؟!
ولكي تتيقّن أنّ ØÙصة وعائشة هما المقصودتان من تهديد الله تعالى ÙÙŠ سورة Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠÙ… أقرأ هذا الخبر:
"عن ابن عباس قال: أردت أن أسأل عمر Ùما رأيت٠موضعاً، Ùمكثت سنتين، Ùلمّا كنّا بمر الظهران وذهب ليقضي ØØ§Ø¬ØªÙ‡ ÙØ¬Ø§Ø¡ وقد قضى
ØØ§Ø¬ØªÙ‡ ÙØ°Ù‡Ø¨ØªÙ أصبّ عليه من الماء، قلت: يا أمير المؤمنين من المرأتان اللّتان تظاهرتا على رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŸ! قال:
عائشة ÙˆØÙصة"(3).
____________
1- أسد الغابة: 7 / 170 ترجمة صÙية بنت ØÙŠ Ø¨Ù† أخطب.
2- مسند Ø£ØÙ…د: 3 / 264 Ùˆ: 6 / 159.
3- مسند Ø£ØÙ…د بن ØÙ†Ø¨Ù„: 1 / 48.
هند بنت عتبة:
هي زوجة ØØ±Ø¨Ø© Ø§Ù„ÙƒÙØ± ورئيس Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ أبي سÙيان، وكانت قد أستسلمت لجيش رسول الله كما ÙØ¹Ù„ بقية الطلقاء. وهي التي لاكت كبد ØÙ…زة
سيّد الشهداء يوم Ø£ÙØØ¯ بعد أن أمرت ÙˆØØ´ÙŠÙ‘ا بأن يطعنه من Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØŒ وإذا كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعد ذلك Ù€ بعد Ø§Ù„ÙØªØ Ù€ كلّما
رأى ÙˆØØ´ÙŠÙ‘اً يقول له: "غيّب وجهك عنّي" Ùكي٠به(صلى الله عليه وآله)عندما كان يرى من لاكت كبد عمّه ومثّلث بجسده؟!
لكن القوم جعلوها مؤمنة مسلمة، بل ØØ³Ù† إسلامها، بل لها ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ ومناقب ÙŠÙØµØ±Ù عليها Ø§Ù„ØØ¨Ø± والكتابة.
والكيّس يدرك أنّ ما ورد Ùيها ÙˆÙÙŠ زوجها أبي سÙيان ÙˆÙÙŠ معاوية أبنهما من Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ لا تعدو أن تكون Ø²Ø®Ø±ÙØ§Ù‹ من القول وكذباً، وذلك أنّ
معاوية أبنهما لمّا ملك رقاب المسلمين طمس تلك المثالب وأظهر لهم مناقب لم يقلها الرسول ولم يسمع بها Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©.
وهل تريدون من معاوية (أمير المؤمنين) أن يترك أهله ÙˆÙ†ÙØ³Ù‡ Ù„Ù„ÙØ¶ÙŠØØ©ØŸ! وهل تريدون منه وهو يصعد منبر رسول الله أن ينبزه
Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ومن يأتي من بعدهم؟! هيهات.
وأقرأ معي هذه المنقبة المزعومة:
"لمّا كان يوم Ø§Ù„ÙØªØ أسلمت هند بنت عتبة ونساء معها وأتين رسول الله وهو Ø¨Ø§Ù„Ø£Ø¨Ø·Ø ÙØ¨Ø§ÙŠØ¹Ù†Ù‡ØŒ ÙØªÙƒÙ„ّمت هند Ùقالت: يا رسول الله الØÙ…د لله
الذي أظهر الدين الذي اختاره Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ Ù„ØªÙ†ÙØ¹Ù†ÙŠ Ø±ÙŽØÙÙ…ÙƒÙØŒ يا Ù…ØÙ…د (لم يتعوّد لسانها على مخاطبته بالرسول) إنّي أمرأة مؤمنة بالله مصدّقة
برسوله، ثم ÙƒØ´ÙØª عن نقابها وقالت: أنا هند بنت عتبة، Ùقال رسول الله: Ù…Ø±ØØ¨Ø§ بك، Ùقالت: والله ما كان على الأرض أهل خباء Ø£ØØ¨Ù‘
إليّ من أن يذلّوا من خبائك، ولقد Ø£ØµØ¨ØØª وما على ظهر الأرض أهل
خباء Ø£ØØ¨Ù‘ إليّ من أن يعزّوا من خبائك..."(1).
Ø³Ø¨ØØ§Ù† مغيّر الأØÙˆØ§Ù„ØŒ ولكن لتتيقّن من كذب هذه Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© الواهية أقرا Ø§Ù„ØµÙØØ© التالية من Ù†ÙØ³ هذا الكتاب (طبقات ابن سعد) لترى كيÙ
أنّ هذه المرأة التي صار رسول الله Ø£ØØ¨Ù‘ الناس إليها وأعزّهم لديها تسيء الأدب معه:
"عن الشعبي يذكر: أنّ النساء جئن يبايعن Ùقال النبي(صلى الله عليه وآله): تبايعن على أن لا تشركن بالله شيئا، Ùقالت هند: إنّا
لقائلوها (تقصد كلمة الشهادة)ØŒ قال: Ùلا تسرقن، Ùقالت هند: كنت أصيب من مال أبي سÙيان قال أبو سÙيان: Ùما أصبت من مالي Ùهو
ØÙ„ال لك، قال: ولا تزنين، Ùقالت هند: وهل تزني Ø§Ù„ØØ±Ù‘ة؟ قال: ولا تقتلن أولادكّن، قالت هند: أنتَ قتلتَهم"(2).
تقصد هند بقولها: أنتَ قتلتهم، هلاك أبنها Ùيمن هلك يوم بدر كابيها وعمّها وأخيها.
نعم هذه ØÙ‚يقة هند، خسّة ونذالة وأØÙ‚اد جاهلية رغم عÙÙˆ ÙˆØ³Ù…Ø§ØØ© رسول الله(صلى الله عليه وآله) معهم يوم Ø§Ù„ÙØªØØŒ ولو كان مكانه(صلى
الله عليه وآله) أيّ قائد دنيوي آخر Ù„Ø°Ø¨Ø Ø±Ø¤ÙˆØ³ رجالهم وبقربطون Ø£Ø·ÙØ§Ù„هم ولسبي نساءهم جواريا، Ùهم الطلقاء لا ÙØ¶Ù„ لهم ولا ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© ولا
هجرة ولا منقبة ولا غزوة ولا... بل ولا كلمة طيّبة. ÙˆØ³ÙŠÙØ¶ØÙ‡Ù… الله يوم القيامة بما كان يكذبون ÙÙŠ إسلامهم، وهم أبطنوا Ø§Ù„ÙƒÙØ±.
هذه هي هند وأمثال هند، هذه التي ÙŠØµØ¨Ø Ø£Ø¨Ù†Ù‡Ø§ معاوية Ø§Ù„Ø£ÙØ¹Ù‰ Ø®Ù„ÙŠÙØ© للمسلمين (وكÙÙ‰ بها مصيبة) بلا سابقة ولا جهاد، وهي جّدة يزيد
الخمور الذي أرتضع من أسلاÙÙ‡ الØÙ‚د على الرسول Ùقتل ذرّية رسول الله ÙÙŠ كربلاء وهجم على مدينة الرسول(صلى الله عليه وآله)(3)
لأنّها موطىء الأنصار الذين ساعدوا رسول الله بأموالهم
____________
1- طبقات ابن سعد: 8 / 236 ترجمة هند بنت عتبة.
2- طبقات ابن سعد: 8 / 237.
3- مع أنّه (صلى الله عليه وآله) يقول ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ« له: "من أبغض الأنصار أبغضه الله" مسند Ø£ØÙ…د: 2 / 501 Ù€ 527ØŒ
ويقول: "من أخا٠أهل المدينة أخاÙÙ‡ الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" مسند Ø£ØÙ…د: 4 / 55.
وأسياÙهم، Ùكانوا بنظر يزيد شركاء للنبي ÙÙŠ قتل أجداده ببدر.
وإنّي أقولها ØµØ±ÙŠØØ©: إنّ من يقرأ تاريخ هؤلاء الخبثاء ويطّلع على ÙØ¹Ø§Ù„هم قبل إسلامهم وبعد استسلامهم ثمّ يعتقد Ø¨ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© بل ويعتقد بأنّهم
أسلموا، اقول: هكذا شخص بليد الذهن عديم Ø§Ù„ÙØ·Ù†Ø©.
الشيعة ÙˆØ§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©:
إنّ الشيعة لا يسبّون كما قال أعداؤهم، لكن الشيعة أخذت طريقاً وسطاً وعقلانيّاً ينطبق مع الكتاب والسنّة، Ùلم يقولوا بعصمتهم جميعاً كأهل
السنّة، وكي٠يقولون ذلك ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© من زنى ومن شرب الخمر ومن قتل Ø§Ù„Ù†ÙØ³ ومن ØØ§Ø±Ø¨ سنّة الرسول ومن أشعل Ø§Ù„ÙØªÙ†ØŸ!
ثم إنّ الرسول(صلى الله عليه وآله) Ù†ÙØ³Ù‡ كان يقيم Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ ÙƒØØ¯Ù‘ السرقة والزنا وشرب الخمر، ÙØ¹Ù„Ù‰ من كان يقيم تلك Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ØŸ! أليس
على Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ المسلمين، وإلاّ ÙØ§Ù„ÙƒØ§ÙØ± بعيد عن المجتمع المدني بطبيعة Ø§Ù„ØØ§Ù„.
ولو نظرت إلى كتب الشيعة لرأيتها مليئة Ø¨Ù…Ø¯Ø Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© الذين لم يغيّروا ولم يتغيروا بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وتجد هذا كذلك
ÙÙŠ دعاء أئمة أهل البيت كالصØÙŠÙØ© السجادية للإمام علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليهما السلام).
Ùهذه الضوضاء التي ÙŠÙØ«ÙŠØ±Ù‡Ø§ بعض الغوغاء على الشيعة ليست بأكثر من زوبعة ÙÙŠ Ùنجان، وهكذا كلّ عقائد الشيعة ÙÙŠ الواقع كلّها متطابقة مع
العقل والنقل، لكن الأعراب أبوا إلاّ التهريج وجعلوا أصابعهم ÙÙŠ آذانهم.
وكما Ø¹Ø±ÙØª ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ تسقط بعد هذا عدّة Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« مكذوبة، ÙƒØØ¯ÙŠØ« "Ø£ØµØØ§Ø¨ÙŠ ÙƒØ§Ù„Ù†Ø¬ÙˆÙ… بأيّهم اقتديتم اهتديتم" ÙØ§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© اختلÙوا وتنازعوا ÙˆØ£ÙØªÙ‰
بعضهم خلاÙ
الآخر، ÙØ¨Ø£ÙŠÙ‘ ÙˆØ§ØØ¯ أم بأي ÙØ±ÙŠÙ‚ نقتدي؟!
نعم لقد أوصانا رسول الله(صلى الله عليه وآله) الذي لا ينطق عن الهوى بأن نتّبع أهل بيته(عليهم السلام)Ùقال(صلى الله عليه وآله):
"تركت Ùيكم الثقلين، ما إن تمسّكتم بهما، لن تضلّوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن ÙŠÙØªØ±Ù‚ا ØØªÙ‘Ù‰ يردا عليّ الØÙˆØ¶ØŒ ÙØ§Ù†Ø¸Ø±ÙˆØ§ كيÙ
تخلÙوني Ùيهما"(1)ØŒ وهكذا ØØ¯Ù‘د لنا لمن نرجع بعده(صلى الله عليه وآله)ØŒ والرسول(صلى الله عليه وآله) ما كان ليخÙÙ‰ عليه ما
سيقع ÙÙŠ أمته من Ø§Ù„ÙØªÙ† خاصة ما Ø³ÙŠØØ¯Ø« بين Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ØŒ ولهذا كان من غير المعقول أن يوصي رسول الله والله من وراءه بجميع Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©ØŒ
Ùهذا بمثابة اجتماع النقيضين كما يقال.
____________
1- مسند Ø£ØÙ…د: 3 / 17ØŒ مستدرك Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…: 3 / 148 وورد ÙÙŠ مسلم Ø¨Ø£Ù„ÙØ§Ø¸ أخرى، أنظر مسلم، كتاب Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„: ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„
علي بن أبي طالب.