Ù…Ù†ØµÙ Ø§Ù„ØØ§Ù…دي
القسم: ØÙŠØ§Ø© المستبصرين | 2009/08/17 - 05:47 PM | المشاهدات: 3784
Ù…Ù†ØµÙ Ø§Ù„ØØ§Ù…دي ( تونس Ù€ مالكي )
ولد عام 1966Ù… بمدينة " سيدي خلي٠" ÙÙŠ دولة تونس(1)ØŒ من أسرة تعتنق المذهب المالكي، واصل دراسته الأكاديمية ØØªÙ‰ نال شهادة الديبلوم ÙÙŠ الهندسة الميكانيكية، ثم شغل منصب رئيس قسم الدراسات لهذا Ø§Ù„ÙØ±Ø¹. تشرّ٠باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1984Ù… ÙÙŠ مدينة " سيدي بو زيد " التونسية. Ø§Ù„Ø¨ØØ« الجاد والمعمّق:
كان دأب الأخ منص٠التساؤل ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ« والاستÙهام لاسيما ÙÙŠ الأمور العقائدية والÙكرية، ومن هذا Ø£Ù†Ø¯ÙØ¹ Ù„Ù„Ø¨ØØ« الجاد والمعمق ØØªÙ‰ آل به الأمر ÙÙŠ نهاية المطا٠إلى الاستبصار. Ùيقول الأخ منصÙ: " قد لا تØÙ…Ù„ قصة استبصاري شيئاً مثيراً ولا تضم ÙÙŠ طياتها ما ÙŠÙ„ÙØª النظر، ولا سيما أنّها تØÙ…Ù„ أموراً شخصية لا Ø£ØØ¨Ø° الخوض Ùيها، ولكن أكتÙÙŠ بالاشارة إلى Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الÙكرية التي Ø¯ÙØ¹ØªÙ†ÙŠ Ø¥Ù„Ù‰ تغيير ركائزي العقائدية وصياغة مبادئها من جديد ÙˆÙÙ‚ الأسس التي توصلت إليها عبر Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتØÙ‚يق. ____________
1- تونس: أنظر الترجمة رقم (39). كان منشأ هذه Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© هو مجموعة تأملات ونقاط استÙهام Ø·Ø±ØØª Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ لتكون Ø¯Ø§ÙØ¹Ø§Ù‹ Ù†ØÙˆ Ø§Ù„Ø¨ØØ«ØŒ وعندها طوّعت Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„Ø±ØÙ„Ø© استمرت
سنوات، قرأت Ùيها جملة من كتب أبناء العامة المعتبرة عندهم، Ù„Ø£Ø±ÙØ¹ بذلك الاستÙهامات العالقة ÙÙŠ ذهني، ÙØ§ÙƒØªØ´Ùت عبر ذلك الكثير من الØÙ‚ائق التي لم أكن مطلعاً عليها من قبل ". Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© الناجية:
ويقول الأخ منصÙ: " ÙÙŠ الØÙ‚يقة كان لاستقامتي ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ« أثر ÙÙŠ استبصاري، Ùكنت كثير التساؤل ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ³Ø§Ø±ØŒ وكان من جملة التساؤلات التي كان Ø§Ù„Ø¨ØØ« عنها ذا تأثير كبير ÙÙŠ صياغة مرتكزاتي العقائدية الجديدة هو Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« المشهور المروي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ أمته ØªÙØªØ±Ù‚ إلى ثلاث وسبعين ÙØ±Ù‚Ø© كلّهم ÙÙŠ النار إلاّ ÙØ±Ù‚Ø© ÙˆØ§ØØ¯Ø©(1). ومن هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« أنطلقت Ù†ØÙˆ Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتتبع، لعليّ أصل إلى Ù…Ø¹Ø±ÙØ© هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© الناجية، وقد كنت مهتمّاً لإيماني أنّ عدم Ù…Ø¹Ø±ÙØ© هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© يعني الهلاك ÙÙŠ النار، لذلك انطلقت ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ« بعزيمة قويّة وأصرار لكي أصل إلى النتيجة بعون الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى. ____________
1- هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« كثر نقله ÙÙŠ المجاميع Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ÙŠØ©ØŒ وكثر تصØÙŠØÙ‡ Ùيها، بل ادعى غير ÙˆØ§ØØ¯ من الأعلام تواتره وقد أخرج بعبارات Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© كما ÙÙŠ: سنن الترمذي: 4 / 381 (2641) كتاب الايمان، سنن أبي داود: 4 / 202 (4597) كتاب السنة، سنن ابن ماجه: 2 / 932 (3992) كتاب Ø§Ù„ÙØªÙ†ØŒ مسند Ø£ØÙ…د بن ØÙ†Ø¨Ù„: 2 / 332ØŒ 3 / 120ØŒ 145ØŒ مستدرك Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…: 1 / 47 (10)ØŒ الجامع الصغير للسيوطي: 1 / 184 (1223ØŒ 083 1) Ùˆ 1 / 516 (2641)ØŒ مجمع الزوائد للهيثمي: 1 / 189ØŒ وقد ØµØØ هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« الترمذي ÙÙŠ سننه، والبغوي ÙÙŠ Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ø³Ù†Ø©ØŒ والسخاوي ÙÙŠ المقاصد Ø§Ù„ØØ³Ù†Ø©ØŒ والشاطبي ÙÙŠ الاعتصام، وادعى السيوطي تواتره على ما ذكره المناوى ÙÙŠ Ùيض القدير، وكذا الكتاني ÙÙŠ نظم المتناثر. وكان لابد لي من Ù…Ø¹Ø±ÙØ© أسباب وتاريخ ØØ¯ÙˆØ« Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ لأنّها تمثّل لي Ù…Ø¹Ø±ÙØ© جذور Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù التي منها تتبين معالم Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ الضالة بعد Ù…Ø¹Ø±ÙØ© أسباب نشأتها ÙˆØ¯ÙˆØ§ÙØ¹ ظهورها ÙÙŠ Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© الإسلامية ". أثر رزية الخميس ÙÙŠ نشوء Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ الإسلامية:
يتجلى لكل Ù…ØªØµÙØ ÙÙŠ Ø£ØØ¯Ø§Ø« الصدر الأوّل للإسلام أنّ أهم الأسباب ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙˆØ§ÙØ¹ التي كان لها الأثر الكبير ÙÙŠ Ø¥ØØ¯Ø§Ø« Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ ونشوء المذاهب هي رزيّة يوم الخميس، وهي Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© التي وقعت ÙÙŠ أواخر ØÙŠØ§Ø© رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) التي كان لها بالغ الأثر ÙÙŠ نشوء Ø§Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§Ù ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© بين المسلمين. وقد ذكر هذه Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© كل من كتب التاريخ ودون Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« كالبخاري ومسلم وأØÙ…د وغيرهم Ø¨Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« صØÙŠØØ©: ÙØ£Ø®Ø±Ø¬ البخاري عن ابن عباس، قال: " لما اشتدّ بالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وجعه، قال: " ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده "ØŒ قال عمر: إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله ØØ³Ø¨Ù†Ø§. ÙØ§Ø®ØªÙ„Ùوا وكثر اللغظ، قال: " قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع "ØŒ ÙØ®Ø±Ø¬ ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما ØØ§Ù„ بين رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وبين كتابه "(1). وعنه أيضاً بسنده عن سعيد بن جبير، قال: قال ابن عباس: " يوم الخميس، وما يوم الخميس!! اشتد برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وجعه، Ùقال: " ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً " Ù€ ÙØªÙ†Ø§Ø²Ø¹ÙˆØ§ ولا ينبغي عند نبيّ تنازع Ù€ Ùقالوا: ما شأنه؟ أهجر؟ استÙهموه. ÙØ°Ù‡Ø¨ÙˆØ§ يردون عليه، Ùقال: " دعوني، ÙØ§Ù„ذي أنا Ùيه خير مما تدعوني إليه "ØŒ وأوصاهم بثلاث، قال: أخرجوا المشركين من جزيرة ____________ 1- صØÙŠØ البخاري: 1 / 54 (114) كتاب العلم، باب كتابة العلم. العرب، وأجيزوا Ø§Ù„ÙˆÙØ¯ بنØÙˆÙ…ا كنت أجيزهم، وسكت عن الثالثة، أو قال: نسيتها "(1).
وعنه أيضاً عن ابن عباس قال: " لما ØÙØ¶ÙØ±ÙŽ Ø±Ø³ÙˆÙ„ الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙˆÙÙŠ البيت رجال Ùيهم عمر بن الخطاب، قال Ù€ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) Ù€: " هلّم أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده ". Ùقال عمر: إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، ØØ³Ø¨Ù†Ø§ كتاب الله. ÙØ§Ø®ØªÙ„٠أهل البيت ÙØ§Ø®ØªØµÙ…وا، منهم من يقول: قرّبوا يكتب لكم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر. Ùلما أكثروا اللغو والاختلا٠عند النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): قوموا... " Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«(2). وأخرجه البخاري أيضاً ÙÙŠ كتاب الاعتصام(3)ØŒ وكتاب الجزية(4) وكتاب الجهاد(5) Ø¨Ø£Ù„ÙØ§Ø¸ متقاربة. وأخرج مسلم ÙÙŠ الصØÙŠØ عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنّه قال: " يوم الخميس! وما يوم الخميس! ثم جعل تسيل دموعه ØØªÙ‰ رأيت على خدّيه كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " ائتوني بالكت٠والدواة أو Ø§Ù„Ù„ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙˆØ§Ø© أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً ". Ùقالوا: إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يهجر "(6). ____________
1- المصدر Ù†ÙØ³Ù‡: 4 / 1612 (4168) كتاب المغازي باب مرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ÙˆÙˆÙØ§ØªÙ‡. 2- المصدر Ù†ÙØ³Ù‡: 5 / 2146 (5345)ØŒ كتاب الطب، باب قول المريض قوموا عني. 3- المصدر Ù†ÙØ³Ù‡: 6 / 2680 (6932)ØŒ كتاب الاعتصام، باب كراهية الخلاÙ. 4- المصدر Ù†ÙØ³Ù‡: 3 / 1155 (2997)ØŒ كتاب الجزية، باب اخراج اليهود من جزيرة العرب. 5- المصدر Ù†ÙØ³Ù‡: 3 / 1111 (2888)ØŒ كتاب الجهاد، باب هل ÙŠØ³ØªØ´ÙØ¹ إلى أهل الذمة ومعاملتهم. 6- صØÙŠØ مسلم: 3 / 1259 (1637)ØŒ كتاب الوصية، باب ترك الوصية لمن ليس له شي يوصي Ùيه. وأخرجه Ø£ØÙ…د بن ØÙ†Ø¨Ù„ ÙÙŠ المسند ÙÙŠ مواضع متعددة(1). دلالات رزيّة الخميس:
مما ÙŠÙ„Ø§ØØ¸ ÙÙŠ هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« من قوله(صلى الله عليه وآله وسلم) " أئتوني بكتاب " لم يكن الأمر للإرشاد وإنّما هو دال على الوجوب، وذلك: أوّلاً: إنّ قول " لا تضلوا " يشير إلى أنّ الكتاب الذي كان يريد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)كتابته إنّما هو يوجب العصمة من الضلال، وهو أمر يجب Ø§Ù„ØØµÙˆÙ„ عليه امتثالاً لأمر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ولأهمّية مضمونه. ثانياً: إنّ استياء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من ÙØ¹Ù„هم، وأمره لهم بالقيام، مع سعة ذرعه وشدّة تØÙ…له وعظيم خلقه، دليل على أنّهم ارتكبوا أمراً عظيماً ما كان لهم أن يقترÙوه. ثالثاً: إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كان ÙÙŠ ØØ§Ù„Ø© Ø§Ù„Ø§ØØªØ¶Ø§Ø±ØŒ Ùهو مشغول Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ ويصعب عليه كتابة الكتاب، وهذا يوØÙŠ Ø£Ù†Ù‘ المقام لم يكن مقام الأوامر الإرشادية، بل أنّه يستوجب الأوامر الالزامية المهمّة. رابعاً: موق٠ابن عباس وتوصيÙÙ‡ Ù„Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© بالرزية وبكاؤه بعد أنقضاء Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© دليل عن أنّ Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© أمر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كان ÙØ¹Ù„اً Ù…ØØ±Ù‘ماً قد Ùقدت الأمّة خلاله أمراً كان يستهد٠عصمتها من الضلال. ومن هنا ÙØ¥Ù†Ù‘ استصغار البعض Ù„Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø©ØŒ إنّما هو Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© لتبرير موق٠عمر ومعارضته لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)!ØŒ وهذا التبرير لا ÙŠØµÙ„Ø Ø£Ù† يكون قرينة لما يبتغوه، لأنّ عمر كان كثيراً ما يعترض على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ مواق٠كثيرة ومشهورة. ____________
1- مسند Ø£ØÙ…د بن ØÙ†Ø¨Ù„: 1 / 222ØŒ 293ØŒ 324ØŒ 336ØŒ 355. Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ§Øª عمر للسنة:
ذكر البخاري Ùيما أخرجه عن المسور بن مخرمة ومروان ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ« طويل ساق Ùيه خبر ØµÙ„Ø Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¨ÙŠØ©ØŒ قال: " Ùقال عمر بن الخطاب: ÙØ£ØªÙŠØª نبيّ الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ Ùقلت: ألست نبيّ الله ØÙ‚اً؟ قال: بلى، قلت: ألسنا على الØÙ‚Ù‘ وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قلت: Ùلم نعطي الدنية(1) ÙÙŠ ديننا إذاً؟ قال: إنّي رسول الله، ولست أعصيه وهو ناصري، قلت: أو ليس كنت ØªØØ¯Ø«Ù†Ø§ أنّا سنأتي البيت Ùنطو٠به؟ قال: بلى ÙØ£Ø®Ø¨Ø±ØªÙƒ أنّا نأتيه العام؟ قلت: لا، قال: ÙØ¥Ù†Ù‘Ùƒ آتيه ومطوّ٠به، قال: ÙØ£ØªÙŠØª أبا بكر Ùقلت: يا أبا بكر... " Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«(2). ÙˆÙÙŠ رواية أخرى أخرجها البخاري أيضاً " أنه قال: ÙØ±Ø¬Ø¹ متغيظاً Ùلم يصبر ØØªÙ‰ جاء أبا بكر... "(3). ÙˆÙÙŠ رواية مسلم: " ÙØ§Ù†Ø·Ù„Ù‚ عمر Ùلم يصبر متغيظا، ÙØ£ØªÙ‰ أبا بكر... "(4). وهذا الموق٠لعمر دلالة ÙˆØ§Ø¶ØØ© على مجادلته ومناقشته للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)وأنّه رجع متغيظاً من قول الرسول وغير راض بما سمعه منه (صلى الله عليه وآله وسلم). كما لا ÙŠØÙ‚ لعمر الاجتهاد ÙÙŠ أمر قد قضى الله ورسوله Ùيه Ø¨Ø§Ù„ØµÙ„ØØŒ Ùقد قال الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى: (وَما كانَ Ù„ÙÙ…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ† وَلا Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†ÙŽØ© Ø¥ÙØ°Ø§ قَضَى الله٠وَرَسÙولÙه٠أَمْراً أَنْ ÙŠÙŽÙƒÙونَ Ù„ÙŽÙ‡Ùم٠الْخÙيَرَة٠مÙنْ أَمْرÙÙ‡Ùمْ وَمَنْ يَعْص٠اللهَ وَرَسÙولَه٠Ùَقَدْ ضَلَّ ____________ 1- الدنية: أي الخصلة المذمومة. 2- صØÙŠØ البخاري: 2 / 968 (2581)ØŒ كتاب الشروط، باب الشروط ÙÙŠ الجهاد ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ§Ù„ØØ© مع أهل Ø§Ù„ØØ±Ø¨. 3- صØÙŠØ البخاري: 4 / 1832 (4563)ØŒ كتاب ØªÙØ³ÙŠØ± القرآن، ØªÙØ³ÙŠØ± سورة Ø§Ù„ÙØªØ. 4- صØÙŠØ مسلم، كتاب الجهاد والسير: 3 / 1411 (1785)ØŒ وأنظر: مسند Ø£ØÙ…د بن ØÙ†Ø¨Ù„: 3 / 486ØŒ 4 / 330. ضَلالاً Ù…ÙØ¨Ùيناً)(1).
ومن معارضات عمر أيضاً جرأته على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ‡ عندما أراد الصلاة على عبد الله بن أبي رأس المناÙقين ÙØ¬Ø§Ø¡ عمر ÙØ¬Ø°Ø¨Ù‡ من خلÙه، وقال: ألم ينهك الله أن تصلي على المناÙقين! Ùقال: إني خيّرت، ÙØ§Ø®ØªØ±Øª Ùقيل لي: (اسْتَغْÙÙØ±Ù’ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ أَوْ لا تَسْتَغْÙÙØ±Ù’ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ Ø¥Ùنْ تَسْتَغْÙÙØ±Ù’ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ سَبْعÙينَ مَرَّةً Ùَلَنْ يَغْÙÙØ±ÙŽ Ø§Ù„Ù„Ù‡Ù Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ )(2)ØŒ ولو أعلم أني إذا زدت على السبعين ØºÙØ± له لزدت. ثم صلى عليه، ومشى معه، وقام ÙÙŠ قبره، ÙØ¹Ø¬Ø¨ الناس من جرأة عمر على رسول الله(3)!. وبهذا ÙŠØªØ¶Ø Ù„Ù†Ø§ أنّ موق٠عمر ازاء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ رزيّة الخميس لم يكن مما يبعثنا على الاستغراب أو استبعاد ما صدر منه. وهذا الأمر لم يتعلق بشخص عمر ÙˆØØ¯Ù‡ØŒ إذ لو كان كذلك لأسكته رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ بل Ø§Ø³ØªÙØÙ„ الأمر واستشرى ووجد له أنصاراً قد اتÙقت كلمتهم على منع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عن كتابة ذلك الكتاب، وكأنهم نسوا أو تناسوا قول الله تعالى: (يا أَيّÙهَا الَّذÙينَ آمَنÙوا لا تَرْÙَعÙوا أَصْواتَكÙمْ Ùَوْقَ صَوْت٠النَّبÙيّ٠وَلا تَجْهَرÙوا Ù„ÙŽÙ‡Ù Ø¨ÙØ§Ù„ْقَوْل٠كَجَهْر٠بَعْضÙÙƒÙمْ Ù„ÙØ¨ÙŽØ¹Ù’ض أَنْ تَØÙ’بَطَ أَعْمالÙÙƒÙمْ وَأَنْتÙمْ لا ØªÙŽØ´Ù’Ø¹ÙØ±Ùونَ) (4). ____________
1- سورة Ø§Ù„Ø§ØØ²Ø§Ø¨: 36. 2- التوبة: 80. 3- أنظر: Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯: 3 / 107 Ù€ 108ØŒ صØÙŠØ البخاري Ø¨ØØ§Ø´ÙŠØ© السندي: 1 / 163 Ù€ 3 / 137 Ù€ 4 / 25ØŒ صØÙŠØ مسلم: 4 / 2114ØŒ تØÙ‚يق Ù…ØÙ…ّد ÙØ¤Ø§Ø¯ عبد الباقي، تاريخ المدينة المنوّرة لابن شيبة: 3 / 856ØŒ كنز العمال للمتقي الهندي: 2 / 418 Ù€ 419ØŒ أسباب النزول Ù„Ù„ÙˆØ§ØØ¯ÙŠ: ص 141ØŒ مسند الإمام Ø£ØÙ…د 1 / 16ØŒ سنن ابن ماجة للقزويني: 1 / 487 Ù€ 488ØŒ مسند Ø£ØÙ…د بن شعيب النسائي: 4 / 67 Ù€ 68ØŒ ØÙ„ية الأولياء لأبي نعيم: 1 / 43 Ù€ 44ØŒ السنن الكبرى للبيهقي: 3 / 402ØŒ السيرة النبوية لابن هشام: 4 / 197 الرياض النضرة Ù„Ù„Ù…ØØ¨ الطبري: 1 / 294. 4- سورة Ø§Ù„ØØ¬Ø±Ø§Øª: 2. لماذا لم يكتب الرسول الكتاب:
إنّ سبب عدم كتابة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الكتاب، لأنه وجدهم قد طعنوا به وهو لايزال على قيد الØÙŠØ§Ø©ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ كان كذلك Ùكي٠يكون الأمر بعد ÙˆÙØ§ØªÙ‡!. والØÙ‚يقة أنّ الذين منعوا الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) من كتابة ذلك الكتاب لم ÙŠÙØ¹Ù„وا ذلك إلاّ لأنّهم علموا أنّ الرسول يريد أن يؤكد استخلا٠عليّ بن أبي طالب من بعده. ولأنّه سبق لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أن قال: " إنّي مخل٠Ùيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا "ØŒ وقال(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ مرضه: " هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده "ØŒ ÙÙهم Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ÙˆÙ† أنّ الرسول يريد أن يؤكد ماذكره Ùيما سبق وهو التمسك بالكتاب وعترته، وسيد العترة هو عليّ (عليه السلام) ØŒ وأغلبية قريش لا يرضون بعليّ (عليه السلام) ØŒ ÙØªÙ‚دمهم عمر Ù„ÙŠØµØ±Ø Ø¨Ø±ÙØ¶Ù‡ للعترة قائلاً: " ØØ³Ø¨Ù†Ø§ كتاب الله ". أثر رزية الخميس بعد ÙˆÙØ§Ø© الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم):
تعتبر رزية الخميس أوّل بروز Ø±ÙØ¶ Ø®Ù„Ø§ÙØ© عليّ (عليه السلام) ! ØØªÙ‰ ظهر بصورة عملية بعد ÙˆÙØ§Ø© الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) واتÙقت آراء رؤساء القوم على عدم الائتمار بقول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ هذا المجال. ومن هنا بدأت Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© ÙÙŠ أوساط الأمة الإسلامية بدأت واتسعت يوماً بعد يوم ØØªÙ‰ ظهرت البدع نتيجة الأهواء Ù„Ùقدان Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© الرشيدة الموجهة للمسلمين، ØÙŠØ« مهّدت الأرضية لوقوع Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© بيد بني أميّة أئمة الضلال، ووقع Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠÙ ÙÙŠ شريعة سيد المرسلين، ونشأت Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ وابتلت الأمة الإسلامية بأئمة الجور والضلال. وكان سبب وقوع كل هذا الكم الهائل من التشتت والتمزق ÙÙŠ Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© الإسلامية هو عدم تلبية أولئك Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙÙŠ قبول من يعصم الأمة من الوقوع ÙÙŠ الضلال. Ø§Ù„Ø¨ØØ« Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الإمام:
يقول الأخ منصÙ: " وهكذا بدأت تتجلى لي Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø£Ø³Ø¨Ø§Ø¨ نشأة Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ ÙÙŠ الإسلام، كما Ø¹Ø±ÙØª أنّ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© التي أرادها الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لم تكن كما ذهب إليه أبناء العامة، بأنّها مسؤولية إجتماعية ترتبط بØÙظ شؤون النظام، بل هي شكلا من الولاية الإلهية وعهد إلهي كالنبوّة لمن يصطÙيه الله من عباده، مع التأكيد على ÙØ§Ø±Ù‚ هام هو أنّ النبوّة تأسيس للرسالة والإمامة ØØ±Ø§Ø³Ø© لها ". ويضي٠الأخ منصÙ: " خلال مطالعتي Ù„Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« النبوية Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© قرأت قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): " من مات ولم يعر٠إمام زمانه مات ميتة جاهلية "ØŒ ÙØ¯Ùعني ذلك Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© إمام زماني، ÙØ·Ø§Ù„عت جملة من كتب Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ين ØØªÙ‰ تجلّت لي ØÙ‚يقة وجود الإمام المهدي (عليه السلام) Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØØŒ وكنت أنذاك ÙÙŠ المرØÙ„Ø© الأولى ÙÙŠ معهد الهندسة الميكانيكيّة. وبمرور الزمان اكتملت صورة مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ÙÙŠ ذهني، ÙØ¹Ø±Ùت أنّ الإمام الذي جعله الله بلطÙÙ‡ ØØ¬Ù‘Ø© على العباد، كما Ø¹Ø±ÙØª أنّ السبب الذي ØØ¬Ø¨Ù†Ø§ عن رؤيته والاتصال به هو الظرو٠المتردية Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© على المجتمع، وأنّه تعالى قد تمت ØØ¬Ù‘ته على العباد، وأنّه عزّوجلّ ØØ°Ù‘ر الناس من الوقوع ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØªÙ† التي تمنع وصول ألطاÙÙ‡ تعالى إلى العباد، وذلك بقوله تعالى: (وَاتَّقÙوا ÙÙØªÙ’نَةً لا ØªÙØµÙيبَنَّ الَّذÙينَ ظَلَمÙوا Ù…ÙنْكÙمْ خَاصَّةً)(1). اجتياز بعض العقبات المانعة من الاستبصار:
يقول الأخ منصÙ: " إنّ من أهم الأسباب الموجبة للاهتداء ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ© الØÙ‚Ù‘ التقوى، وذلك لقوله تعالى: (Ø¥Ùنْ تَتَّقÙوا اللهَ يَجْعَلْ Ù„ÙŽÙƒÙمْ ÙÙØ±Ù’قاناً)(2)ØŒ ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ù‚ان هو النور الذي يقذÙÙ‡ الله ÙÙŠ قلب الأتقياء Ùيتمكنوا به أن يميّزوا بين الØÙ‚Ù‘ والباطل، وبه يكش٠الله Ø§Ù„ØØ¬Ø¨ عن ÙØ·Ø±ØªÙ‡Ù… لتميل قلوبهم ÙˆØªÙ†Ø¯ÙØ¹ إلى الØÙ‚Ù‘. والعامل الوØÙŠØ¯ الذي ÙŠØ¯ÙØ¹ الإنسان Ù„Ù„Ø¨ØØ« عن الØÙ‚يقة بإخلاص ومن دون نيل أغراض أخرى الشعور Ø¨Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© إلى الهداية، وهو شعور ينطلق من Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø© السليمة ومن Ø§Ù„Ù†ÙØ³ التي هذبها ØµØ§ØØ¨Ù‡Ø§ لتكون مستعدة لتلقي الØÙ‚ائق. ولهذا بذلت غاية جهدي لأعيش ØØ§Ù„Ø© الاتصال الدائم بالله، وأظن أن هذا الرصيد المعنوي هو الذي مكنني للاهتداء والاستبصار، والذي جعلني متمكناً من التغلب على جميع الموانع التي اعترتني ÙÙŠ هذا الطريق ". ÙˆØÙŠØ« كان الأخ منص٠مجيداً للغة الإنجليزية ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ© Ø£ØªØ§Ø Ù„Ù‡ ذلك أن يوسع دائرة عمله التوجيهي ÙÙŠ التبليغ والØÙˆØ§Ø± مع الجاليات Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©ØŒ وهذا الأمر Ø¯ÙØ¹Ù‡ لمواصلة تتبعه ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتوسع ÙÙŠ معار٠أهل البيت (عليهم السلام) ومنØÙ‡ الرؤية الشمولية التي تمكّن بها من مواصلة طريق السمو والكمال ÙÙŠ عبودية الله تعالى. ____________
1- Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ§Ù„: 25. 2- Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ§Ù„: 29.
|