المولد والنشأة
ولد الشيخ Ø£ØÙ…د أمين الأنطاكي وهو Ø£ØÙ…د بن أمين بن Ø£ØÙ…د بن يوس٠بن علي بن قنبر الهزّة ÙÙŠ قرية «Ø¹ÙŠÙ†ØµÙˆ» من ضواØÙŠ Ø£Ù†Ø·Ø§ÙƒÙŠØ©. وقرية «Ø¹ÙŠÙ†ØµÙˆ» تتأل٠من كلمتين عربية وأخرى تركية وتعني عين ØµÙˆÙØ§Ù† (الماء) وهذا الإسم اتخذ لها لغزارة مياهها وخيراتها.
ولد الشيخ سنيا على المذهب Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠ ÙˆÙ‚Ø¯ تلقى أول دروسه على يد والده وكانت ولادته سنة 1893 ميلادي المواÙÙ‚ 1311 هجرية.
ØÙŠØ§ØªÙ‡ العلمية
مثل أخيه الشيخ Ù…ØÙ…د مرعي الأنطاكي - ØµØ§ØØ¨ كتاب لماذا اخترت مذهب الشيعة - نشأ الشيخ Ø£ØÙ…د Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠØ§ وأخذ مبائ العلوم عند أبيه أولا ثم عند Ø£ØØ¯ شيوخ قريتهم ويدعى رجب ØÙŠØ« أخذ عنه مبادئ العلوم كالنØÙˆ والصر٠وغيرها.
بعد ذلك يمم وجهه صوب أنطاكية ØÙŠØ« ØØ¶Ø± عند Ø£ØØ¯ شيوخها المدعو بالشيخ «Ø£ØÙ…د الطويل» وكذلك ØØ¶Ø± هو وأخوه عند الشيخ سعيد العرÙÙŠ.
بعد مضي سنوات ÙÙŠ ØªØØµÙŠÙ„ العلم قرر أن ÙŠØ³Ø§ÙØ± إلى قبلة العلوم، الأزهر الشري٠ليكمل مسيره العلمي الطويل. Ùˆ كان كذلك، ØÙŠØ« شد Ø§Ù„Ø±ØØ§Ù„ إلى أرض الكنانة وانتسب إلى الأزهر الشري٠قبل أن ÙŠØÙ„ أخوه أيضا لتلك الديار.
ØØ¶Ø± الشيخ ÙÙŠ الأزهر عند أساتذة عظام وجهابذة كرام Ùقرأ الصر٠والÙقه والنØÙˆ وأصول الÙقه على «Ù…ØÙ…د أبوطه» والشيخ «Ù…ØÙ…د بخيت» Ù…ÙØªÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙŠØ§Ø± المصرية سابقا وعلى «Ù…ØÙ…د السملوط» Ùˆ على الشيخ ØØ³Ù†ÙŠÙ†.
وكان شيخ الجامع الأزهر تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© الشيخ المرØÙˆÙ… «Ù…ØÙ…د Ø£Ø¨ÙˆØ§Ù„ÙØ¶Ù„». لما ÙØ±Øº الشيخ من ØªØØµÙŠÙ„Ù‡ العلوم بالأزهر قرر العودة إلى بلاده ودياره ليÙيد ما تعلمه بني بلاده وأهله، ÙØ¹Ø§Ø¯ إلى أنطاكية لكن لم يطل المكث Ùيها ØÙŠØ« كانت ØªØ±Ø²Ø ØªØØª الاستعمار Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØºÙŠØ¶.
Ø³ÙØ±Ù‡ إلى Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø²
عزم الشيخ Ø£ØÙ…د الأنطاكي على Ø§Ù„Ø³ÙØ± إلى Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² وكان قد سمع أخبارا أن الشريعة تقام ÙÙŠ تلك البلاد ÙƒØ£ØØ³Ù† ما يكون.
ولشهرة الشيخ وما لقيه درسه من ØªØ±ØØ§Ø¨ ÙÙŠ سوريا تلقى دعوة من عبد العزيز السعودي لتولي منصب قاضي شرعي، لكن ما رآه ÙÙŠ Ø³ÙØ±ØªÙ‡ تلك من ØµÙ„Ø§ÙØ© الوهابيين وتكÙيرهم لبقية المسلمين عموما كان السبب ÙÙŠ Ø¥ØØ¬Ø§Ù…Ù‡ عن قبول ذلك العرض السخي !!
واستقر المقام بالشيخ Ø£ØÙ…د الأنطاكي بØÙ„ب بعد استيلاء أتاتورك الخبيث على لواء الإسكندرون وقد عين ÙØ¹Ù„ا Ù…ÙØªÙŠØ§ ÙÙŠ ØÙ„ب بناء على طلبه وقد توسط له ÙÙŠ هذا الأمر آنذاك الشيخ «Ø³Ø¹ÙŠØ¯ العرÙÙŠ» رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ÙÙŠ وقته.
انتقاله إلى المذهب الشيعي الإثني عشري
أسباب ذلك التØÙˆÙ„:
إن الانتقال من دين إلى دين أو من مذهب إلى مذهب ÙŠØØªØ§Ø¬ إلى الموازنة بين Ø£ØØ¯ الطرÙين، Ùمتى ØµØØª أدلة دين أو مذهب بأدلة عقلية ونقلية وجب الإنتقال لأن Ø§Ù„ØØ¬Ø© قد تمت على ذلك Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ«. وهذا بالضبط ما ØØµÙ„ مع شيخنا ØÙŠØ« اكتش٠أن الØÙ‚ مع الشيعة بأدلة متÙÙ‚ عليها من الطرÙين - سنة وشيعة - هذا رغم ما كانت ترمى به الشيعة من أراجي٠وأكاذيب ما لها من أساس غير التعصب الأعمى واتباع الآباء والأجداد.
وكان من أسباب ØÙŠØ±Ø© وشك الشيخ الأولى ØÙˆÙ„ مذهب Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠØ© والمذاهب السنية وغيرها هو ما كان شجر بين تلكم المذاهب من Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØ§Øª وتناقضات صارخة تنÙÙŠ ØÙ‚يقة كونها متصلة ÙØ¹Ù„ا بالمعين الإسلامي الصاÙÙŠ يقول الشيخ Ù†ÙØ³Ù‡ عن ذلك ÙÙŠ كتابه «ÙÙŠ طريقي إلى التشيع» ما يلي:
«Ø±Ø£ÙŠÙ†Ø§ مذهب Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠ Ù…Ø«Ù„Ø§ يجوز Ù†ÙƒØ§Ø Ø§Ù„Ø¨Ù†Øª من الزنا لأبيها ودليله أن ماء الزنا غير Ù…ØØªØ±Ù… ÙØªÙƒÙˆÙ† البنت غير منسوبة لأبيها Ùيجوز له أن يعقد عليها Ùˆ يتزوجها وأبو ØÙ†ÙŠÙØ© ÙŠØØ±Ù‘مه» (ÙÙŠ طريقي إلى التشيع ص16).
سبب أخر مكّن للشيخ الأنطاكي أن يتØÙˆÙ„ إلى المذهب الشيعي وهو ØØµÙˆÙ„Ù‡ على نسخة من كتاب «Ø§Ù„مراجعات» للعلامة عبد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† شر٠الدين العاملي، يقول هو عن ذلك:
«ÙˆØ£Ø®Ø°Øª Ø£ØªØµÙØ ØµÙØØ§ØªÙ‡ معجبا به وأكبرته ÙˆÙˆÙ‚ÙØª Ø£Ùكر بهذا الكتاب وماÙيه من الØÙƒÙ…يات ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§ÙƒÙ…ات بين السيد عبد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† شر٠الدين قدس سره وبين الشيخ سليم البشري وكان الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر آنذاك ØÙŠÙ† تأليÙÙ‡ يسأل السيد عن كل مسألة وهو يجيبه...»
هذا رغم أن الشيخ عندما أعطي له الكتاب كان قد Ø±ÙØ¶Ù‡ Ø±ÙØ¶Ø§ مطلقا لما كان يسمعه من ضلال الشيعة كما كان يعتقد. يقول هو عن ذلك:
«Ùعثر شقيقي الشيخ مرعي عليه وقال: خذ هذا الكتاب واقرأه وتعجب ÙˆÙكر Ùيه. Ùقلت له: من أي ÙØ±Ù‚Ø© هو ØŸ قال من المذهب Ø§Ù„Ø¬Ø¹ÙØ±ÙŠ Ùقلت له: إليك عني أبعده ÙØ¥Ù†Ù‡ ليس لي به ØØ§Ø¬Ø©ØŒ ÙØ¥Ù†ÙŠ Ø£ÙƒØ±Ù‡ الشيعة وما هم عليه لأني أعرÙهم. Ùقال: اقرأه ولا تعمل به وماذا يضرك أن قرأته ØŸ وكان سابقا قد جرى Ø¨ØØ« بيني وبينهم ÙÙŠ قرية «Ø§Ù„Ùوعة» وهي الواقعة ÙÙŠ نواØÙŠ Ø¨Ù„Ø¯ «Ø¥Ø¯Ù„ب» (عن كتابه ص17).
سبب آخر كان له أثر كبير ÙÙŠ انتقال الشيخ Ø£ØÙ…د إلى مذهب الشيعة وهو اطلاعه على كتاب «Ø£Ø¨ÙˆÙ‡Ø±ÙŠØ±Ø©» للعلامة السيد عبد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† شر٠الدين العاملي ØÙŠØ« اكتش٠أن رواية الإسلام العظيم لا يعدو أن يكون Ù…Ø®Ø±ÙØ§ أو مهرجا لكثرة ماجاء عنه من Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« أولا ÙˆÙ„Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© تلك Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« للعقل والقرآن والسنة مثل أن موسى عليه السلام لطم وجه ملك الموت ÙÙقأ عينه ومثل أن موسى كان يجري عريانا بين بني إسرائيل ومثل أن الله خلق آدم على صورته ØŸ! وغير ذلك كثير، والكتاب كتاب موضوعي قيم يعطيك كي٠أن أباهريرة الذي ØµØØ¨ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث سنين أو أقل، كان أكثر Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© رواية، بل نسبة ما رواه Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الأربعة إلى ما رواه أبوهريرة هي أقل من 27% من ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ !!!
* وجود أدلة قوية جدا لا مهرب منها وهي معتر٠بها عند Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ين - سنة وشيعة - توجب على أي Ø¨Ø§ØØ« منص٠أن يسرع بالسير Ù†ØÙˆ أهل البيت وهديهم عليهم السلام. من تلك الأدلة الكثيرة تأثر الشيخ Ø¨ØØ¯ÙŠØ« السÙينة الذي يقول Ùيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «Ù…ثل أهل بيتي Ùيكم كمثل سÙينة Ù†ÙˆØØŒ من ركبها نجى، ومن تخل٠عنها غرق وهوى» (انظر مستدرك Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ØŒ ج2ØŒ ص342 Ùˆ ابن ØØ¬Ø± ÙÙŠ صواعقه ص153).
وكذلك ØØ¯ÙŠØ« الثقلين ØÙŠØ« يقول صلى الله عليه وآله وسلم «Ø¥Ù†ÙŠ ØªØ§Ø±Ùƒ Ùيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، ألا لن ÙŠÙØªØ±Ù‚ا ØØªÙ‰ يردا علي الØÙˆØ¶ØŒ ÙØ§Ù†Ø¸Ø±ÙˆØ§ كي٠تخلÙوني Ùيها» (انظر مثلا: صØÙŠØ مسلم ج2ØŒ ص238 Ùˆ Ø£ØÙ…د بن ØÙ†Ø¨Ù„ ÙÙŠ مسنده ج3ØŒ ص17 Ùˆ صØÙŠØ الترمذي ج2ØŒ ص308).
وشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل بيته وهم كما ورد ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØØ§Ø علي ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ثم بعد ذلك تسعة أئمة من ولد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ بسÙينة Ù†ÙˆØ Ù„Ø£Ù† النجاة Ù…Ù†ØØµØ±Ø© Ùيهم Ùقط كما Ø§Ù†ØØµØ±Øª النجاة Ù„Ù†ÙˆØ ÙˆÙ…Ù† آمن معه بالسÙينة ولم ÙŠÙ†ÙØ¹ جبل ولا ربوة.
وقرن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أهل بيته بالقرآن يدل دلالة لا لبس Ùيها على أنهم أدرى الناس بالقرآن وبأنهم عليهم السلام مطهرون معصومون تماما كالقرآن وإلا Ù„ÙØ³Ø¯ التشبيه وكان لغوا.
ولمزيد الإطلاع نرشد إلى كتاب المراجعات لعبد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† شر٠الدين Ùقد أتى على أغلب وأهم مصادر أهل السنة لإثبات Ø£ÙØ¶Ù„ية Ùˆ Ø£ØÙ‚ية أهل البيت عليهم السلام.
هذه بعض من الأسباب التي أجلت الضباب عن عيني الشيخ Ø£ØÙ…د الأنطاكي وجعلته يتØÙˆÙ„ إلى المذهب الشيعي.
هذه نبذة قصيرة عن هذا العالم Ø§Ù„Ù…Ù†ØµÙ Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙŠØ¯ المتبع للØÙ‚ ØÙŠØ« كان. هذا وللشيخ Ø£ØÙ…د أمين الأنطاكي كتاب قيم شيق يستعرض Ùيه قصة تØÙˆÙ„Ù‡ كاملة مع ذكر الأدلة على ذلك واسم كتابه كما أشرنا هو «ÙÙŠ طريقي إلى التشيع». كما أن لأخيه المرØÙˆÙ… Ù…ØÙ…د مرعي الأنطاكي كتابا قيما بعنوان «Ù„ماذا اخترت مذهب الشيعة؟!» وهما جديران بالمطالعة.