Ù…ØÙ…د عصمت بكر
القسم: ØÙŠØ§Ø© المستبصرين | 2009/08/17 - 04:38 PM | المشاهدات: 4728
Ù…ØÙ…د عصمت بكر ( مصر Ù€ سني )
المولد والنشأة من مواليد مصر، ترعرع ÙÙŠ أجواء غذته بعقيدة أهل السنة، ÙˆÙØ±Ø¶Øª عليه بعض الأÙكار والرؤى، ولم ØªØ³Ù…Ø Ù„Ù‡ أن يمس تلك العقائد الموروثة، ÙØ³Ø§Ø± ÙˆÙÙ‚ ما تملي عليه الأجواء التي تØÙŠØ·Ù‡. لكنه انطلاقاً من ØØ¨ الاستطلاع توجّه Ù„Ù„Ø¨ØØ« عن أدلّة ما ÙŠØÙ…له من Ø£Ùكار ومعتقدات، ÙˆØ£ØØ¨Ù‘ أن يوÙّر Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ عقيدة يطمئن إليها قلبه ويجد Ùيها زاداً لإيمانه ونوراً لبصيرته. واجه الشيخ Ù…ØÙ…د عصمت ÙÙŠ بداية Ø¨ØØ«Ù‡ عقبة مسألة عدالة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© التي اجمع عليها أهل السنة، ÙÙŠ ØÙŠÙ† أنه وجد من خلال مطالعته لتاريخ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© أنّهم اختلÙوا بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وقد أدّى بهم هذا الاختلا٠إلى الوقوع ÙÙŠ البلاء والويلات بØÙŠØ« تمخّض عنه أن Ø§ØµØ¨ØØª الأمة Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯Ø© ÙØ±Ù‚اً ÙˆØ§ØØ²Ø§Ø¨Ø§Ù‹ØŒ كل ÙØ±Ù‚Ø© ترى أنّ الØÙ‚ معها Ùيما تنتهجه من تصوّرات وأساليب وأن الباطل ÙÙŠ خلا٠ذلك. ÙØ§Ø³ØªØ¯Ø¹Ù‰ هذا الأمر من الشيخ Ù…ØÙ…د عصمت أن يقوم Ø¨Ø¨ØØ« موضوعي يبيّن له الأسباب التي Ø¯ÙØ¹Øª الأمة إلى التمزّق ÙˆØ§Ù„ØªÙ†Ø§ØØ± عقيب رØÙ„Ø© النبي المصطÙÙ‰(صلى الله عليه وآله)ØŒ كما استهد٠الشيخ Ù…ØÙ…د عصمت من Ø¨ØØ«Ù‡ أن يتعرّ٠على Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© الناجية من بين هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚. النتائج التي توصّل إليها خلال Ø§Ù„Ø¨ØØ«:
توصّل الشيخ Ù…ØÙ…د عصمت خلال Ø¨ØØ«Ù‡ إلى نتائج قلبت عنده الموازين التي كان عليها Ùيما سبق ومجمل هذه النتائج هي ما يصÙها بقوله: "إن من المسلم به، أن الأمة الاسلامية انقسمت بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى ÙØ±ÙŠÙ‚ين سياسيين: قال ÙØ±ÙŠÙ‚ بأن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© بعد النبي(صلى الله عليه وآله) هو عليّ بن أبي طالب، وذهب Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ الآخر إلى أنَّ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) هو أبو بكر، وقد جاء اختيارهم له بناءً على أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله) لم ينص على Ø£ØØ¯ من بعده Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©ØŒ وإنما جعل أمر سياسة الناس إلى من يختارونه Ø¨Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù…. ولكن هذا Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ جعل ØÙ‚Ù‘ÙŽ سياسة الناس، ÙÙŠ المهاجرين دون الأنصار، ÙˆÙÙŠ قريش دون سائر المهاجرين من القبائل الأخرى، ولم يجعلوا للموالي Ùيها أي ØÙ‚ØŒ ØØªÙ‰ ØÙ‚ الاختيار.. وعلى كل ØØ§Ù„ Ùقد سبق Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ الثاني إلى الØÙƒÙ…ØŒ واختاروا أبا بكر Ø®Ù„ÙŠÙØ© على الناس. وسكت Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ الأول الذي ذهب إلى إمامة علي بن أبي طالب(عليه السلام)ØŒ اللهم إلاّ ما Ø§ØØªØ¬Ù‘ÙŽ به بعضهم على ØµØØ© ما ذهب إليه، كالإمام علي(عليه السلام) Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ والسيدة ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء(عليها السلام)ØŒ والعباس عمّ الرسول الأعظم، والزبير بن العوام، وسلمان Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ø³ÙŠØŒ وعمار بن ياسر، وأبي ذر Ø§Ù„ØºÙØ§Ø±ÙŠØŒ وغيرهم ممن أظهروا بعض المعارضة Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© أبي بكر، ولكنهم ÙÙŠ النهاية سكتوا ØÙاظاً على بيضة الإسلام، ÙˆÙˆØØ¯Ø© المسلمين. إلاّ أنَّ هذا الخلا٠ظلَّ ÙÙŠ طي الصدور والكتمان، ولربما ظهر ÙÙŠ آنات Ù…ØªÙØ±Ù‚ة، ومناسبات Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©ØŒ ولكنه لم ÙŠØ±ØªÙØ¹ عن مستوى القيل والقال، ØØªÙ‰ الشطر الثاني من Ø®Ù„Ø§ÙØ© عثمان بن Ø¹ÙØ§Ù†. ÙØ¨Ø¹Ø¯ أنْ رأى المسلمون منه ما خال٠به الإسلام، وتØÙŠØ²Ù‡ غير المنص٠إلى بني أمية، رأوا Ø¹Ø²Ù„Ù‡ÙØŒ ولكن زمام المبادرة Ø£Ùلت من أيدي الØÙƒØ§Ù…ØŒ ÙØ§Ù†ØªÙ‡Ù‰ الأمر إلى قتله، واختاروا على أثره مولانا الإمام علياً(عليه السلام). هنا ظهر ما كان مكتوماً، وخرج ما كان ÙÙŠ الصدور، ÙØ£Ø®Ø° الخلا٠السياسي شكلا جديداً لم تعرÙÙ‡ الأمة الإسلامية من قبل، ØÙŠØ« تØÙˆÙ„ من خلا٠ÙÙŠ الآراء، إلى نزاع Ù…Ø³Ù„ØØŒ Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ت Ùيه دماء العديد من المسلمين. ÙØ§Ù„ذين تجنبوا Ø®Ù„Ø§ÙØ© أمير المؤمنين(عليه السلام)ØŒ لم يجدوا أسباباً ÙÙŠ الخروج على إمامته، لأنّهم لا يملكون القدرة على Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø ÙÙŠ عدالته، وقدرته على سياسة الناس، ÙØªØ¹Ù„ّلوا ØÙŠÙ†Ø¦Ø° بالمطالبة Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ù‘ØØ© بدم عثمان بن Ø¹ÙØ§Ù†ØŒ وشهروا سيوÙهم ÙÙŠ وجه Ø®Ù„ÙŠÙØ© المسلمين الإمام علي(عليه السلام). واستمر هذا النزاع Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø Ø¨ÙŠÙ† Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØªÙŠÙ†ØŒ Ø·Ø§Ø¦ÙØ© الإمام علي(عليه السلام) Ø¨ØµÙØªÙ‡ Ø®Ù„ÙŠÙØ© المسلمين، وبين Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© الأخرى، التي لم يكن لها Ø®Ù„ÙŠÙØ©ØŒ ولا راية، وهذه Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© الأموية هي التي مثلت بعد ذلك السلطة Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ة، والتي وردت الروايات بوسمها بالملك العضوض تارة، والظلم أخرى، والبغي ثالثة، وغير ذلك. اجماع الأمة على ÙØ¶Ù„ الإمام علي(عليه السلام):
ويضي٠الشيخ Ù…ØÙ…ّد: "وعلى كل ØØ§Ù„ Ùقد أجمعت الأمة الإسلامية على ÙØ¶Ù„ الإمام علي(عليه السلام)ØŒ وعلو منزلته وعدالته، ÙˆØµØØ© Ø®Ù„Ø§ÙØªÙ‡ØŒ وأنَّ ØÙƒÙˆÙ…ته هي الØÙƒÙˆÙ…Ø© الشرعيّة. واجمعت الأمة كذلك على خطأ معاوية وظلمه، وعدم مشروعية دولته، إلاّ من شذّ ممن لا وجاهة لهم آنذاك، ولا من العلماء الذين يعتدّ بهم ÙÙŠ المجال العلمي والتØÙ‚يقي. ولما استولى الجانب الأموي على السلطة، بعد استشهاد أمير المؤمنين(عليه السلام)ØŒ Ø£ØµØ¨ØØª أموال المسلمين ورقابهم ÙÙŠ أيديهم، وضع٠الجانب العلوي، وصار لا يستطيع أنْ يجهر، أو ÙŠØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ø±Ø£ÙŠÙ‡ ÙÙŠ الأمور السياسية، وأØÙˆØ§Ù„ الساسة. ولما كان ذلك، مالت Ø·Ø§Ø¦ÙØ© من السَّل٠إلى الجانب الأموي، ÙˆØ§Ù†ØØ§Ø²Øª إليه، وتجنبت Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ العلوي الذي لم يملك من الدنيا شيئاً، ساعدهم على ذلك الطبيعة الكائنة ÙÙŠ كل من الØÙ‚ والباطل، كما قال الإمام علي(عليه السلام): "الØÙ‚ ثقيل مرىء، والباطل Ø®Ùي٠وبيء". وبطبيعة Ø§Ù„ØØ§Ù„ØŒ استغلّ هؤلاء Ø§Ù„Ù†ÙØ± مكانتهم الدينية المرموقة بين المجتمع، ÙØ²ÙŠÙ†ÙˆØ§ للناس أعمال الØÙƒØ§Ù…ØŒ وبرّروا قبائØÙ‡Ù…ØŒ وثبطوا الناس عن الثورة عليهم، ÙØØ¯Ù‘Ø«ÙˆØ§ Ø¨Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« عن الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)ØŒ وأدلوا بآرائهم، ÙˆØ£ÙØªÙˆØ§ الناس بلزوم طاعتهم، ÙˆØªØØ±ÙŠÙ… الخروج عليهم. وهذه Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« إما أنْ تكون صØÙŠØØ© عن الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)ØŒ واستعملت ÙÙŠ غير مقامها، ÙˆØ§Ø³ØªÙØ´Ù‡Ø¯ بها ÙÙŠ غير Ù…ØÙ„ها. أو أنْ تكون غير صØÙŠØØ© عنه(صلى الله عليه وآله)ØŒ وكانت وليدة Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø«ØŒ والمتغيرات السياسية ÙÙŠ ذلك الوقت، ويمكن أنْ تكون قد وضعت Ù…Ø¯ØØ§Ù‹ وثناءً للسلطة، أو ذماً وطعناً ÙÙŠ خصومها، ومن جانبهم Ø±ÙØ¹Øª السلطات هذه الروايات، وهؤلاء الرواة، إلى منزلة لا تنالها يد المعارضة، ولا يد النقد، ودأبوا على دعمها وتقويتها عبر التاريخ. ÙØ£ØµØ¨ØØª بعد دعمها من قبل السلطة Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ة، كقميص عثمان، يستغلها السلاطين، ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ بعد الآخر، ÙÙŠ تقوية سلطانه، وإضعا٠معارضيه. وقد ساروا على ذلك زماناً، ØÙŠØ« صارت تلك الروايات، وهؤلاء الرواة، من القوة، ØÙŠØ« Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù…Ù†ÙˆÙ† يتعبدون، ويتقربون بها إلى الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى. وبذلك رتع السلاطين والØÙƒØ§Ù… ÙÙŠ غيّهم، وظلمهم، ونعموا ببطرهم ÙˆÙØ³Ø§Ø¯Ù‡Ù…. آمنين من غضبة العلماء Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø±ØŒ دون أنْ ينغصوا عليهم ترÙهم، ÙØ³Ø¹ÙˆØ§ ÙÙŠ الأرض ÙØ³Ø§Ø¯Ø§Ù‹ØŒ ÙˆØÙ„ّوا عرى الإسلام عروة عروة، ØØªÙ‰ لم يبق منه إلاّ رسمه، إلى أنْ شبّ جيلٌ من الØÙƒØ§Ù…ØŒ قاموا بتسليم بلادهم ورعاياهم إلى أعدائهم، ÙØ¹Ù„وا ذلك وأكثر منه، ÙÙŠ ظلّ ÙˆØÙ…اية تلك الروايات ÙˆØ§Ù„ÙØªØ§ÙˆÙ‰ التي أصدرها بعض Ø§Ù„Ø³Ù„ÙØŒ Ù„ØµØ§Ù„Ø ÙØ±ÙŠÙ‚هم الأموي الذي تØÙŠØ²ÙˆØ§ إليه". اقتطا٠ثمار Ø§Ù„Ø¨ØØ«:
وبهذه الصورة التي توصّل إليها الشيخ Ù…ØÙ…د عبر Ø§Ù„Ø¨ØØ«ØŒ بادر إلى تغيير انتمائه المذهبي وتصØÙŠØ Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ…Ù‡ الخاطئة والعدول عما كان عليه من أمور عقائدية، وتوجه إلى Ø±ØØ§Ø¨ أهل البيت(عليهم السلام) لينهل من معينهم المعار٠العذبة والعلوم النقية التي لم تمسها ايدي Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠÙ والتلاعب. Ù…Ø¤Ù„Ù‘ÙØ§ØªÙ‡:
(1) "عبدالله بن عمر بين السياسة والدين": صدر عن الدار الاسلامية، بيروت سنة 1413هـ Ù€ 1993Ù…. جاء ÙÙŠ مقدمة المؤلÙ: "قصدت من هذا Ø§Ù„Ø¨ØØ« الذي اسميته (السل٠بين السياسة والدين) بيان تميز هؤلاء Ø§Ù„Ù†ÙØ± إلى ÙØ±ÙŠÙ‚ سياسي من Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ السياسية ÙÙŠ ازمانهم، مما أثر ذلك على ÙØªÙˆØ§Ù‡Ù…ØŒ وعلى رواياتهم سواء كانت هذه الروايات مما ÙŠØØªÙ…Ù„ Ùيها الوضع، أم Ù…ØÙ„ الاستشهاد بها، إذا كانت صØÙŠØØ©. وقد كان من ابرز هؤلاء السل٠(عبدالله بن عمر بن الخطاب) ولذلك آثرنا ان نبدأ Ø¨Ø§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ مواقÙÙ‡ السياسية وبعض رواياته ÙˆÙØªØ§ÙˆÙŠÙ‡ØŒ التي تأثرت بهذا Ø§Ù„Ù…ÙˆÙ‚ÙØŒ واثرت Ùيما بعد على اجيال الشباب المسلم". ÙˆÙŠØØªÙˆÙŠ Ù‡Ø°Ø§ الكتاب على عدة مواضيع منها: قعود عبدالله بن عمر عن بيعة الإمام علي(عليه السلام) وأسباب ذلك، بيعة ابن عمر ليزيد بن معاوية، قبول ابن عمر جوائز الأمراء، ÙˆØ¨ØØ« ÙÙŠ بعض رواياته. ÙˆÙ‚ÙØ© مع كتابه "عبدالله بن عمر بين السياسة والدين" عبدالله بن عمر:
يعر٠الكتاب هذه الشخصية ÙˆÙŠÙˆØ¶Ù‘Ø Ø®ØµØ§Ø¦ØµÙ‡Ø§ ودورها السياسي والديني ÙÙŠ صدر الاسلام باهم المظاهر وهو البيعة، Ùيقول: هو عبدالله بن عمر بن الخطاب بن Ù†Ùيل، القرشي، العدوي. أمّه: زينب بنت مظعون الجهمية، Ø£ÙØ®Øª عثمان بن مظعون. وهو أخو ØÙصة بنت عمر، زوج الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله). عاش عبدالله بن عمر، ستاً، أو سبعاً وثمانين سنة، ومات على الأشهر سنة أربع وسبعين (74هـ) من الهجرة النبوية Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ©ØŒ وذلك ÙÙŠ زمن عبدالملك بن مروان. عاش عبدالله بن عمر ÙÙŠ صدر الإسلام، وعاصر Ø£ØØ¯Ø§Ø«Ø§Ù‹ سياسية، واجتماعية، ودينية خطيرة، غيّرت وجه التاريخ، ولا زالت آثار تلك التغيرات تعاني منها الأجيال الإسلامية، جيلا بعد جيل، ØØªÙ‰ يومنا هذا الذي نعيشه. Ùكل الآلام والمصاعب التي تواجه الأمة الإسلامية هي من نتاج تلك التغيرات ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« ÙÙŠ ذلك الزمان الذي عاش Ùيه عبدالله بن عمر، الذي كان له Ùيه مواق٠ظاهرها الØÙŠØ§Ø¯ØŒ وواقعها الإنØÙŠØ§Ø² إلى Ø·Ø§Ø¦ÙØ© دون Ø·Ø§Ø¦ÙØ©ØŒ وإلى ØØ¯Ø« دون ØØ¯Ø«. Ùقد كان له موق٠تجاه بيعة أبي بكر، وعمر، وعثمان، ثم كان له موق٠آخر مغاير، تجاه بيعة الإمام علي(عليه السلام). وكذلك كانت له مواق٠أخرى، يختل٠بعضها عن البعض الآخر، مع ÙˆØØ¯Ø© الموضوع Ùيها. هذه Ø§Ù„Ù…ÙˆØ§Ù‚Ù Ø§Ù„Ù…Ù†ØØ§Ø²Ø©ØŒ كان لها الأثر الكبير ÙÙŠ ÙØªØ§ÙˆØ§Ù‡ ورواياته، خاصة التي كانت تتعلق بالمجال السياسي، هذا الأثر كان بشكل ملØÙˆØ¸ØŒ لا يمكن إنكاره، أو تجاهله، لما كان له من تأثير على مسيرة التاريخ الاسلامي. قعود عبدالله بن عمر عن بيعة الإمام علي(عليه السلام):
من المقطوع به، ومن المسلمات التاريخية، أنَّ عبدالله بن عمر إمتنع عن مبايعة الإمام علي(عليه السلام)ØŒ وتخلّ٠عنها طيلة سنوات ØÙƒÙ… أمير المؤمنين(عليه السلام). الذي امتدّ من السنة الخامسة والثلاثين (35هـ) من الهجرة النبوية Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ©ØŒ إلى السنة الأربعين (40 هـ)ØŒ منها. وهذه Ø·Ø§Ø¦ÙØ© من الروايات الدالة على ذلك: قال المسعودي ÙÙŠ (مروج الذهب): "وقعد عن بيعته(عليه السلام) جماعة عثمانية، لم يروا إلاّ الخروج عن الأمر، منهم سعد بن أبي وقاص، وعبدالله بن عمر، وبايع يزيد بعد ذلك، ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ØŒ لعبد الملك بن مروان، ومنهم قدامة بن مظعون، وأهبان بن صÙÙŠØŒ وعبدالله بن سلام، والمغيرة بن شعبة الثقÙÙŠ. "وممن اعتزل من الأنصار: كعب بن مالك، ÙˆØØ³Ø§Ù† بن ثابت، وكانا شاعرين، وأبو سعيد الخدري، ومØÙ…د بن مسلمة، ØÙ„ي٠بني عبدالأشهل، وزيد بن ثابت، ÙˆØ±Ø§ÙØ¹ بن خديج، ونعمان بن بشير، ÙˆÙØ¶Ø§Ù„Ø© بن عبيد، وكعب بن عجرة، ومسلمة بن خالد" انتهى. وقال ابن عبدالبر ÙÙŠ كتابه المعرو٠بـ (الاستيعاب)ØŒ ÙÙŠ ترجمة عبدالله بن عمر، قال: "وكان رØÙ…Ù‡ الله لورعه، قد أشكلت عليه ØØ±ÙˆØ¨ علي، وقعد عنه" انتهى. بمعنى أنّه أشكلت عليه ØØ±ÙˆØ¨ علي، Ùقعد عن بيعته. وعلى كل ØØ§Ù„ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ تخل٠عبدالله بن عمر، عن بيعة أمير المؤمنين(عليه السلام)ØŒ ممّا لا خلا٠Ùيها، ولا إنكار لها. إعتذار ابن عبدالبر عن ابن عمر:
قال ابن عبدالبر ÙÙŠ (الاستيعاب)ØŒ ÙÙŠ ترجمة عبدالله بن عمر: "وكان رØÙ…Ù‡ الله لورعه، أشكلت عليه ØØ±ÙˆØ¨ علي وقعد عنه"ØŒ الظاهر أنَّ "الواو" ÙÙŠ قوله "وقعد عنه" بمعنى "Ø§Ù„ÙØ§Ø¡" ØÙŠØ« لا معنى Ù„ØÙ…لها على العط٠المجرد المسمَّى عند البيانيين Ù€ أي أهل البلاغة Ù€ بالوصل. ومراده من قوله "قعد عنه": أي قعد عن بيعة الإمام(عليه السلام) لأنّ الضمير ÙÙŠ "عنه" يعود عليه(عليه السلام). ويكون المعنى ØÙŠÙ†Ø¦Ø°: "أشكلت عليه ØØ±ÙˆØ¨ علي، Ùقعد عن بيعته" أي إنَّ سبب قعوده عن البيعة هو استشكاله ØØ±ÙˆØ¨Ù‡(عليه السلام). والواقع إنَّ صدور مثل هذا الإعتذار من ابن عبدالبر ÙÙŠ غاية الغرابة، لأنّ الرجل من العلماء المعتبرين والمعدودين ÙÙŠ Ùنهم. ÙØ³Ø¹Ø© علمه بالÙقه والأصول وخاصة علم Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« والرجال، لا ينكر. ولكن Ø§Ù„Ù…ØØªÙ…Ù„ أنّه كغيره ممن وقعوا ÙÙŠ أسر العصبية، لأنّ ما اعتذر به عن ابن عمر، Ùيه من السذاجة ما لا يقبله صبي دون الØÙ„Ù…ØŒ لأنَّ قعوده عن البيعة كان متقدماً على Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨. Ùكي٠يكون سبب قعوده عن البيعة هو استشكاله ØØ±ÙˆØ¨Ø§Ù‹ لم تقع أصلا، ولم يتخذ ÙÙŠ شأنها قرار ÙÙŠ ذلك الوقت الذي تمت Ùيه البيعة، بل لم يظهر Ø£ØØ¯ عداءه إلى الإمام(عليه السلام) ÙÙŠ ذلك الوقت ولم يشهر Ø£ØØ¯ سيÙÙ‡ ÙÙŠ وجهه. ÙØ£ÙŠ ØµØ¨ÙŠÙ‘ يصدق أنَّ النهار يكون سبباً ÙÙŠ طلوع الشمس؟! ومن المسلم أنَّ البيعة شيء، ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ شيء آخر، Ùيمكن أنْ يبايع ثم إذا Ø£ÙØ´ÙƒÙ„ت عليه ØØ±ÙˆØ¨Ù‡(عليه السلام)ØŒ قعد عن Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ØŒ وذلك لا يناقض بيعته. وهناك كثير ممن بايعوا أمير المؤمنين(عليه السلام)ØŒ ولم ÙŠØØ§Ø±Ø¨ÙˆØ§ معه، وعلى ذلك Ùقد قبل بيعتهم، ولم يردها، وهناك كثير ممن استأذنوا أمير المؤمنين ÙÙŠ القعود عن Ø§Ù„ØØ±Ø¨ØŒ ÙØ£Ø°Ù† لهم، ولم يعنÙهم. ÙØ§Ù„بيعة لا تستلزم المشاركة ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ØŒ وهذه من المسائل التي لا إشكال Ùيها Ùقهياً، باستثناء ما إنْ صدر أمر بمشاركة Ù…ÙØ¹ÙŽÙŠÙ‘Ù† ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ØŒ ÙØ§Ù…تناع المعين عن المشاركة ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ يتناÙÙ‰ مع البيعة، ولكنها لا تعتبر خلعاً لها. ونضي٠إلى هذا أنْ ابن عمر Ù†ÙØ³Ù‡ لم يبرر قعوده بمثل هذا التبرير. ØÙŠØ« لو أشار ابن عمر بمثله، لكانت الطامة أكبر، والمصيبة أعظم، لأنّه استشكل ØØ±ÙˆØ¨ علي(عليه السلام)للناكثين، والقاسطين، والمارقين(1)ØŒ Ùقعد عن بيعته، ولم يستشكل قتل يزيد للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام)ØŒ وأولاد الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)ØŒ وسبي نسائه ÙÙŠ (كربلاء). ولم يستشكل Ø§Ø³ØªØ¨Ø§ØØªÙ‡ لمدينة الرسول(صلى الله عليه وآله) ÙˆÙيها بقية المهاجرين والأنصار، وأبناؤهم، واستØÙŠÙ‰ Ùيها نساءهم، ÙˆØ°Ø¨Ù‘Ø Ø£Ø¨Ù†Ø§Ø¡Ù‡Ù…. ولم يستشكل ØØ±Ù‚Ù‡ للكعبة Ø§Ù„Ù…Ø´Ø±ÙØ©ØŒ وتهديمها بالمنجنيق! Ùكي٠يستشكل ØØ±ÙˆØ¨ علي، ويقعد عنه، ولم يستشكل ÙØ¸Ø§Ø¦Ø¹ØŒ يزيد ويبايعه؟ وأما قوله "كان لورعه...": الØÙ‚ إنَّه ليس من الإنصا٠ÙÙŠ شيء أنْ نسمي القعود عن بيعة الإمام(عليه السلام)ØŒ ____________ 1- إشارة إلى ما ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ يخبر Ùيها بقتال أمير المؤمنين(عليه السلام) للناكثين، والقاسطين، والمارقين، كما روى ØµØ§ØØ¨ (أسد الغابة) بسنده عن أبي سعيد الخدري أنّه قال: "أمرنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين، Ùقلنا: يا رسول الله أمرتنا بقتال هؤلاء Ùمع من. Ùقال: مع علي بن أبي طالب، معه يقتل عمار بن ياسر". وروى بسنده عن مخن٠بن سÙليم قال: "أتينا أبا أيوب الأنصاري، Ùقلنا: قاتلت بسيÙÙƒ المشركين مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ ثم جئت تقاتل المسلمين؟ قال: أمرني رسول الله(صلى الله عليه وآله) بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين". يراجع (أسد الغابة). والتخل٠عنه، ورعاً، خاصة بعد أنْ وردت الروايات المستÙيضة والمشهورة بين المسلمين عن الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) صØÙŠØØ©ØŒ ØµØ±ÙŠØØ©ØŒ بأنَّ الإمام علي(عليه السلام) إمام البررة. وأمير المؤمنين، وإمام المتقين. ÙˆØÙŠØ« أنّنا لسنا ÙÙŠ مقام سردها، إلاّ أنّنا نشير إلى ØØ¯ÙŠØ« ÙˆØ§ØØ¯ منها بقصد الانسجام مع الموضوع، أو التذكر، أو الإشارة إليها، للرجوع إلى مظانها: روى الترمذي عن زيد بن أرقم أنَّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: "إني تارك Ùيكم ما إنْ تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله ØØ¨Ù„ ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن ÙŠÙØªØ±Ù‚ا ØØªÙ‰ يردا عليّ الØÙˆØ¶ØŒ ÙØ§Ù†Ø¸Ø±ÙˆØ§ كي٠تخلÙوني Ùيهما". وروى مثله النسائي عن جابر بن عبدالله، وكذلك أخرجه كل من Ø£ØÙ…د بن ØÙ†Ø¨Ù„ØŒ عن زيد بن ثابت، وكذلك Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… ÙÙŠ (المستدرك)ØŒ وقال: "هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« صØÙŠØ الإسناد، وعلى شرط الشيخين، ولم يخرجاه". والمعلوم من الدين ضرورة أنّ الإمام علي(عليه السلام) من عترة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)وهذا أمر ØµØ±ÙŠØ Ø¨Ø§Ù„ØªÙ…Ø³Ùƒ به، وأقلّ ما يمكن أنْ يتمسك به هو البيعة له(عليه السلام). Ùلا ÙŠØµØ Ø¨ØØ§Ù„ أنْ تكون Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© الرسول(صلى الله عليه وآله) ورعاً، كما قال ابن عبدالبر! بيعة ابن عمر ليزيد بن معاوية
بايع عبدالله بن عمر يزيد بن معاوية، وتمسك ببيعته إيّاه، أيما تمسّك، وعضّ عليها بالنواجذ. ÙˆØØ§Ù„ يزيد بن معاوية لا يخÙÙ‰ على Ø£ØØ¯ من المسلمين، Ùقد تربّع على صدور المسلمين ثلاث سنوات. السنة الأولى منها: قتل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام)ØŒ وأبناءه، وأبناء أخيه Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السلام)ØŒ وأخوانه من الإمام علي(عليه السلام)ØŒ وسبي بنات رسول الله صلّى الله عليهم أجمعين. ÙˆÙÙŠ السنة الثانية: Ø§Ø³ØªØ¨Ø§Ø Ùيها مدينة رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقتل Ùيها من قتل، واستعبد Ùيها Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø±ØŒ وقتل Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ØŒ وبقر بطون Ø§Ù„ØØ¨Ø§Ù„ى، ÙˆÙØ¶Ù‘ÙŽ جيشه بكارات العذارى، ÙÙŠ وقعة (الØÙŽØ±Ù‘ÙŽØ©) الشهيرة. ÙˆÙÙŠ السنة الثالثة: ØØ§Ø±Ø¨ عبدالله بن الزبير ÙÙŠ الكعبة Ø§Ù„Ù…Ø´Ø±ÙØ©ØŒ ÙØ£ØØ±Ù‚ها، وهدمها. قصة البيعة ليزيد:
قال ابن الأثير ÙÙŠ (الكامل)ØŒ ÙÙŠ Ø£ØØ¯Ø§Ø« سنة ست وخمسين، من الجزء الثالث قال: "ÙˆÙÙŠ هذه Ù€ السنة Ù€ بايع الناس يزيد بن معاوية بولاية عهد أبيه، وكان ابتداء ذلك وأوّله من المغيرة بن شعبة. ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ معاوية أراد أنْ يعزله عن (Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©)ØŒ ويستعمل عوضه سعيد بن العاص، ÙØ¨Ù„غه ذلك، Ùقال: الرأي أنْ أشخص إلى معاوية، ÙØ§Ø³ØªØ¹Ùيه، Ùيظهر للناس كراهتي للولاية، ÙØ³Ø§Ø± إلى معاوية، وقال Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØÙŠÙ† وصل إليه: إنْ لم أكسبكم الآن ولاية وأمارة، لا Ø£ÙØ¹Ù„ ذلك أبداً". ومضى ØØªÙ‰ دخل على يزيد Ù€ قبل دخوله على معاوية Ù€ وقال له: إنَّه قد ذهب أعيان Ø£ØµØØ§Ø¨ النبي(صلى الله عليه وآله) وكبراء قريش، وذوو أسنانهم، وإنما بقي أبناؤهم، وأنت من Ø£ÙØ¶Ù„هم، ÙˆØ£ØØ³Ù†Ù‡Ù… رأياً، وأعلمهم، بالسنّة والسياسة، ولا أدري ما يمنع أمير المؤمنين أنْ يعقد لك البيعة! قال Ù€ يزيد Ù€: أوَترى ذلك يتم؟ قال: نعم". "ÙØ¯Ø®Ù„ يزيد على أبيه، وأخبره بما قال المغيرة، ÙØ£ØØ¶Ø±Ù‡ وقال له ما يقول يزيد؟ Ùقال: يا أمير المؤمنين قد رأيت من سÙÙƒ الدماء، والاختلا٠بعد عثمان، ÙˆÙÙŠ يزيد منك Ø®Ù„ÙØŒ ÙØ§Ø¹Ù‚د له، ÙØ¥Ù†Ù’ ØØ¯Ø« بك ØØ§Ø¯Ø« كان ÙƒÙ‡ÙØ§Ù‹ للناس، ÙˆØ®Ù„ÙØ§Ù‹ منك، ولا تكون ÙØªÙ†Ø©! قال: ومن لي بهذا؟". "قال: أكÙيك أهل (Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©)ØŒ ويكÙيك زياد أهل (البصرة)ØŒ وليس بعد هذين المصرين Ø£ØØ¯ يخالÙÙƒ. قال: ÙØ§Ø±Ø¬Ø¹ إلى عملك ÙˆØªØØ¯Ø« مع من تثق إليه ÙÙŠ ذلك، وترى ونرى". "Ùودّعه ورجع إلى Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ Ùقالوا: مه؟ قال لقد وضعت رجل معاوية ÙÙŠ غرز بعيد الغاية على أمة Ù…ØÙ…د، ÙØªÙ‚ت عليهم ÙØªÙ‚اً لا يرتق أبداً". واستطرد ابن الأثير قائلا: "وقيل: أرسل Ù€ المغيرة Ù€ أربعين رجلا، وجعل عليهم ابنه عروة، Ùلما دخلوا على معاوية قاموا خطباء Ùقالوا: إنما أشخصهم إليه النظر لأÙمة Ù…ØÙ…د. وقالوا: يا أمير المؤمنين كبرت سنك، وخÙنا انتشار Ø§Ù„ØØ¨Ù„ØŒ ÙØ§Ù†ØµØ¨ لنا علماً، ÙˆØØ¯Ù‘ÙŽ لنا ØØ¯Ù‘اً ننتهي إليه! Ùقال معاوية: أشيروا عَليَّ. "Ùقالوا: نشير بيزيد ابن أمير المؤمنين. Ùقال: أوَ قد رضيتموه؟ Ùقالوا: نعم. قال: وذلك رأيكم؟ قالوا: نعم ورأي Ù…ÙŽÙ† ورائنا. Ùقال معاوية لعروة سراً عنهم: بكم اشترى أبوك من هؤلاء دينهم؟ا قال: بأربعمائة دينار. قال; لقد وجد دينهم عندهم رخيصاً" (انتهى). وذكر المسعودي ÙÙŠ (مروج الذهب، الجزء الثالث)ØŒ ÙÙŠ شأن هذه البيعة قال: "ثم قال رجل من الأزد Ù€ ارتقى منبر معاوية Ù€ ÙØ£Ø´Ø§Ø± إلى معاوية، وقال: أنت أمير المؤمنين، ÙØ¥Ø°Ø§ Ù…ÙØªÙ‘ÙŽ ÙØ£Ù…ير المؤمنين يزيد، Ùمن أبى Ùهذا وأخذ بقائمة سيÙÙ‡ ÙØ³Ù„ّه". "Ùقال معاوية: أقعد ÙØ£Ù†Øª أخطب الناس". هذا نزر يسير ÙÙŠ كيÙية البيعة ليزيد بن معاوية، وقد اكتÙينا بذكره ØÙŠØ« أنّ ما ÙØ¹Ù„Ù‡ معاوية من أجل إتمام هذه البيعة وإمضائها، ليس بالقليل، وليس بالسهل اليسير، ومن أراد الزيادة والوقو٠على هذه الأعمال، Ùليراجع ذلك ÙÙŠ Ù…ØÙ„Ù‡ ØØªÙ‰ يرى الأهوال ÙÙŠ كيÙيّة عقد البيعة، وإتمامها. هكذا انعقدت البيعة ليزيد بن معاوية، وبهذا الشكل Ø§Ù„Ù…Ø±ÙˆÙ‘ÙØ¹ØŒ وبهذه الكيÙية من شراء الضمائر والأديان، تمّت البيعة له، ووضع على صدور المؤمنين. Ùمع ذلك، ومع علم ابن عمر به، Ùقد سارع بالبيعة له من اليوم الأول الذي بلغه Ùيه هلاك معاوية، والبيعة ليزيد، ولم يتهمّل ØØªÙ‰ يرى رأي المسلمين Ùيها، هل سيرضى كلّ٠المسلمين بها Ùيبايعه، أم إنهم لا يرضون بها كلهم، Ùيقعد عنها، كما قعد عن بيعة أمير المؤمنين(عليه السلام). ومن الثوابت التاريخية التي لا مجال للشك Ùيها أنَّ سادات المسلمين، ومن وعى ÙÙŠ الأمة الإسلامية، امتنع عن البيعة ليزيد، ولم يرضوا بها، ومن رضي بها من تلك الأمة، إما Ù„ØØ¨Ù‡ للدنيا، أو إنّه ØÙ…Ù„ عليها قسراً. ÙØ§Ù„إمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) وهو من أعالي سادات المسلمين، Ø±ÙØ¶ تلك البيعة، ونقم عليها، وكذلك أهل بيته، وعبدالله بن عباس، وعبدالله بن الزبير، ومن معه من أهل مكة، وكذلك أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ وأهل البصرة، والعقلاء من المدينة، وخلق كثير مما لا ÙŠØØµÙŠÙ‡Ù… إلاّ الله، Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى. كلّ٠هؤلاء قعدوا عن بيعة يزيد، بل Ø±ÙØ¶ÙˆÙ‡Ø§ أشدّ Ø§Ù„Ø±ÙØ¶ØŒ وأعلنوا Ø±ÙØ¶Ù‡Ù… لها، بكل ØµØ±Ø§ØØ©ØŒ ÙˆØ±ÙØ¹ÙˆØ§ أصواتهم بالتنديد بها، ÙˆØ£Ø³Ù„ØØªÙ‡Ù… Ù„Ù…ØØ§Ø±Ø¨ØªÙ‡Ù…ØŒ ولم يبايعه إلاّ من كان مكرهاً على ذلك، أو مغÙلا لا يستطيع أنْ يميز بين الØÙ‚ والباطل. ولا بين الناقة والجمل! Ùمع ذلك، لم يتمهل ابن عمر ÙÙŠ قبولها، ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عنها، دونما روية منه، قال ابن الأثير ÙÙŠ (الكامل، الجزء الثالث)ØŒ وكذلك الطبري ÙÙŠ ( تاريخه) من الجزء الرابع عن الواقدي، قالا ما Ù…ØØµÙ„Ù‡: "وقيل إنّ ابن عمر كان هو وابن عباس بمكة، ÙØ¹Ø§Ø¯Ø§ إلى المدينة، Ùلقيهما Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ وابن الزبير، ÙØ³Ø£Ù„اهما ما وراؤكما؟ Ùقالا: موت معاوية وبيعة يزيد. Ùقال ابن عمر: لا ØªÙØ±Ù‚ا جماعة المسلمين!" (انتهى). Ùهل يمكن اعتبار القعود عن بيعة يزيد ØªÙØ±ÙŠÙ‚اً لجماعة المسلمين، والقعود عن بيعة الإمام علي(عليه السلام) غير ذلك؟ سؤال نوجهه إلى ابن عمر ÙÙŠ عالم البرزخ، أو نوجهه إلى Ø£ØµØØ§Ø¨ العقول النيّرة ليجيبوا عنه. قبول ابن عمر جوائز الأمراء:
لا شك ÙÙŠ أنَّ ابن عمر كانت له علاقات ØÙ…يمة مع ملوك وأمراء بني أمية، Ùكانوا يرسلون إليه الجوائز، والهدايا، وغيرها من أنواع العطايا، ÙÙŠ مناسبة، ÙˆÙÙŠ غير مناسبة، وخاصة ÙÙŠ المناسبات السياسية الخطيرة، كالتي ذكرناها من قبل. وهو أنّه قبل جائزة معاوية، لما أراد البيعة ليزيد، وأمثال ذلك، وكان عبدالله يقبلها، ولا يرد منها شيئاً، ثم تنقل عنه الأخبار والآثار التي لو Ù†ÙØ¸Ø± إليها بإمعان، وبعين Ø§Ù„Ø¥Ù†ØµØ§ÙØŒ والخلوص من العصبية، لوجدناها تنصب ÙÙŠ قالب ÙˆØ§ØØ¯ØŒ وهو خدمة الجانب السياسي الذي Ø§Ù†ØØ§Ø² إليه، سواء أكان Ù…Ø¯ØØ§Ù‹ ÙˆØ¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عنه، أم ذماً ÙÙŠ خصومهم، والطعن Ùيهم. ومسألة قبول ابن عمر لجوائز الأمراء، بلا تØÙّظ، مسألة لا يجهلها Ø£ØØ¯ Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¶Ø© الروايات والأخبار بمضمونها، نذكر منها: ما رواه ابن سعد ÙÙŠ (الطبقات الكبرى) ÙÙŠ ترجمته: "ØØ¯Ø«Ù†Ø§ ØÙ…ّاد بن سلمة، عن ÙŠØÙŠÙ‰ بن سعيد، عن Ù…ØÙ…د بن مينا: أنَّ عبدالعزيز بن مروان Ù€ ابن الØÙƒÙ… الأموي Ù€ بعث إلى ابن عمر بمال ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØªÙ†Ø© Ùقبلها". وروى ابن سعد بسندآخر، عن Ù†Ø§ÙØ¹ مولى ابن عمر قال: "كان يرسل إلى ابن عمر بالمال Ùيقبله، عن Ù†Ø§ÙØ¹ أيضاً قال: كان المختار Ù€ ابن عبيد الله الثقÙÙŠ Ù€ يبعث بالمال إلى ابن عمر Ùيقبله، ويقول: لا أسأل Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ شيئاً، ولا أرد ما رزقني الله!". وذكرنا قبل ذلك رواية ابن كثير التي ذكر Ùيها "أنّ معاوية بعث إليه بمائة أل٠لمّا أراد أنْ يبايع ليزيد، Ùما ØØ§Ù„ عليه الØÙˆÙ„ØŒ وعنده منها شيء". وكذلك ما رواه ابن الأثير ÙÙŠ الرواية السابقة: "وعزم معاوية على البيعة لإبنه يزيد، ÙØ£Ø±Ø³Ù„ إلى عبدالله بن عمر بمائة أل٠درهم Ùقبلها". ومن ثم Ùلا ريب ÙÙŠ أنه كان يقبل جوائز الأمراء والسلاطين، بلا تØÙّظ ÙÙŠ وقت Ø§Ù„ÙØªÙ† ÙˆØ§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ§Øª السياسية، وهذه المسألة من المسائل المعلومة والمسلّم بها عند Ø£ØµØØ§Ø¨ السير، والتواريخ. والواقع إنَّ قبول علماء الدين الهدايا، والجوائز، من الأمراء المتهمين Ø¨Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ØŒ والمعرو٠عنهم استهتارهم بالقيم الإسلامية، ويكون عرضة للوقوع ÙÙŠ شباك سياستهم الخادعة، Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى Ø§Ù„Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© Ø§Ù„ØµØ±ÙŠØØ© لقوله جلّ شأنه: (ÙˆÙŽ لاَ تَرْكَنÙواْ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الَّذÙينَ ظَـلَمÙواْ ÙَتَمَسَّكÙم٠النَّار٠وَ مَا Ù„ÙŽÙƒÙÙ… Ù…Ùّن دÙون٠اللَّه٠مÙنْ أَوْلÙيَآءَ Ø«Ùمَّ لاَ تÙنصَرÙونَ )(1). روى ØµØ§ØØ¨ (ØªÙØ³ÙŠØ± البرهان)ØŒ ÙˆÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ± هذه الآية Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ©ØŒ عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه قال: "الرجل يأتي السلطان، ÙÙŠØØ¨ بقاءه إلى أنْ يدخل يده ÙÙŠ كيسه، Ùيعطيه". وبلا شك إنَّ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ البشرية تميل إلى من يعطيها، ÙØªÙƒÙˆÙ† المودة والولاء، ÙØ¶Ù„ا عن الركون المنهي عنه الذي هو أقل درجة من درجات الموالاة. وقبول عطايا الولاة الظلمة، اعترا٠وإقرار بولايتهم، وهذا يعني مشاركته ÙÙŠ كل إثم يرتكبونه، ÙˆÙÙŠ كل معصية يأتون بها. ماذا قال ابن عمر Ù†ÙØ³Ù‡:
ÙÙŠ (الطبقات الكبرى) من الجزء الرابع، قال ابن سعد: "أخبرنا Ù…ØÙ…د بن مصعب، ØØ¯Ø«Ù†Ø§ الأوزاعي أنّ ابن عمر قال: لقد بايعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) Ùما نكثت ولا بدلت إلى يومي هذا، ولا بايعت ØµØ§ØØ¨ ÙØªÙ†Ø©ØŒ ولا ____________ 1- هود: 113. أيقظت مؤمناً من مرقده".
هذه الرواية صØÙŠØØ© السند إلى ابن عمر بالاعتبار الخاص. وأقصد بالاعتبار الخاص هنا هو أنّ السند صØÙŠØ Ø¨ØØ³Ø¨ اعتبار أهل Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø ÙˆØ§Ù„ØªØ¹Ø¯ÙŠÙ„ØŒ كالذهبي، ومن نهج نهجه، ولولا هذا لما تناولت هذه الرواية Ø¨Ø§Ù„Ø¨ØØ« والتØÙ„يل لما تنطوي عليه من أمور خطيرة ÙÙŠ الدين، لا أعلم ÙƒÙŠÙ ÙŠØºÙØ±Ù‡Ø§ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى. ذكرنا ÙÙŠ أول Ø§Ù„Ø¨ØØ« أنَّ عبدالله بن عمر مات سنة أربع وسبعين من الهجرة النبوية Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ©ØŒ وذلك ÙÙŠ Ø®Ù„Ø§ÙØ© عبدالملك بن مروان، ÙˆØÙŠÙ†Ø¦Ø° يكون قد عاصر كلاّ من Ø®Ù„Ø§ÙØ© أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، ومعاوية، ويزيد، ومروان بن الØÙƒÙ…ØŒ وعبدالملك بن مروان. وذكرنا أنّه بايع لكل هؤلاء الولاة، ولم يتخل٠عن بيعة Ø£ØØ¯ منهم إلاّ عن بيعة أمير المؤمنين(عليه السلام). Ùقد بايع لأبي بكر، وعمر، وعثمان، ثم قعد عن بيعة علي(عليه السلام)ØŒ ثم بايع لمعاوية، ومن بعده بايع ليزيد بن معاوية، ثم بايع لمروان بن الØÙƒÙ…ØŒ ومن بعده بايع Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ بن يوس٠الثقÙÙŠ الملعون، لعبدالملك بن مروان. وقد جاء ÙÙŠ بعض الروايات أنَّ Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ بن يوس٠الثقÙÙŠØŒ Ø§Ù„Ø³ÙØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØŒ لما أراد أنْ يأخذ البيعة لعبد الملك بعد هزيمة عبدالله بن الزبير، وقتله، وهدّم أجزاءً من الكعبة Ø§Ù„Ù…Ø´Ø±Ù‘ÙØ©ØŒ مدَّ لابن عمر رجله ليأخذ البيعة منه، ÙØ¨Ø§ÙŠØ¹Ù‡ عبدالله بن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الثاني عمر بن الخطاب، على هذا Ø§Ù„ØØ§Ù„ المؤس٠المخزي. على كل ØØ§Ù„ Ùقد بايعه سواء صØÙ‘ت رواية مبايعة Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ له برجله، أم لا. Ùياليت ابن عمر بايع أمير المؤمنين(عليه السلام)ØŒ وقاتل معه، واستشهد ØªØØª رايته Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© الطاهرة، كعمار بن ياسر، وغيره ممن Ø´ÙØ±Ùوا ÙÙŠ دنياهم وأخراهم، ÙˆÙØ§Ø²ÙˆØ§ بسعادة الدارين، لأنَّ من يأبى الذلّ، لا ÙŠÙØ°Ù„ØŒ ومن يرضى بالهوان، يهن، ومن لم يرضى بالØÙ‚ØŒ رضي بالباطل. نعود إلى ما Ù†ØÙ† ÙÙŠ مقام Ø¨ØØ«Ù‡ØŒ Ùنقول: إنَّه لا مناص من ØÙ…Ù„ قوله: "ولا بايعت ØµØ§ØØ¨ ÙØªÙ†Ø©" إلاّ على الإمام علي(عليه السلام) لأنَّه، وكما ذكرنا لم يقعد عن بيعة Ø£ØØ¯ØŒ إلاّ عن بيعته(عليه السلام). وبذلك يكون قد رمى الإمام(عليه السلام) بأنّه ØµØ§ØØ¨ ÙØªÙ†Ø©! وهذا يتعارض كل التعارض والنصوص القطعية القرآنية، والروايات المستÙيضة، عن الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)ØŒ والتي لا يمكن أنْ يساورنا الشك ÙÙŠ أنها قد طرقت مسامعه، Ùلا شك أنّه قرأ قوله تعالى: (Ø¥Ùنَّمَا ÙŠÙØ±Ùيد٠اللَّه٠لÙÙŠÙØ°Ù’Ù‡ÙØ¨ÙŽ Ø¹ÙŽÙ†ÙƒÙم٠الرÙّجْسَ أَهْلَ الْبَيْت٠وَ ÙŠÙØ·ÙŽÙ‡ÙّرَكÙمْ تَطْهÙيرًا)(1). ÙØ£Ù‡Ù„ البيت المعنيون ÙÙŠ الآية الكريمة، قد بيّنهم الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)وعيَّنهم. وهذا البيان هو من خصائصه(صلى الله عليه وآله) كما بيّن ذلك الØÙ‚ØŒ تبارك وتعالى: (ÙˆÙŽ Ù…ÙŽØ¢ أَرْسَلْنَا Ù…ÙÙ† قَبْلÙÙƒÙŽ Ø¥Ùلاَّ Ø±ÙØ¬ÙŽØ§Ù„اً نّÙÙˆØÙÙ‰ Ø¥ÙلَيْهÙمْ ÙَسْـَلÙواْ أَهْلَ الذÙّكْر٠إÙÙ† ÙƒÙنتÙمْ لاَ تَعْلَمÙونَ * Ø¨ÙØ§Ù„ْبَيÙّنَـت٠وَ Ø§Ù„Ø²Ù‘ÙØ¨Ùر٠وَ أَنزَلْنَآ Ø¥Ùلَيْكَ الذÙّكْرَ Ù„ÙØªÙبَيÙّنَ Ù„Ùلنَّاس٠مَا Ù†ÙØ²Ùّلَ Ø¥ÙلَيْهÙمْ ÙˆÙŽ لَعَلَّهÙمْ يَتَÙَكَّرÙونَ )(2). وقال: (ÙˆÙŽ Ù…ÙŽØ¢ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØªÙŽÙ€Ø¨ÙŽ Ø¥Ùلاَّ Ù„ÙØªÙبَيÙّنَ Ù„ÙŽÙ‡Ùم٠الَّذÙÙ‰ اخْتَلَÙÙواْ ÙÙيه٠وَ Ù‡ÙØ¯Ù‹Ù‰ ÙˆÙŽ رَØÙ’مَةً Ù„Ùّقَوْم ÙŠÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùونَ )(3). Ùقد بيّن الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) بØÙƒÙ… وظائÙÙ‡ المكل٠بأدائها، مصاديق أهل البيت(عليهم السلام)ØŒ وبيَّنهم للناس ÙÙŠ أكثر من موضع، ÙˆÙÙŠ أكثر من مناسبة، ÙØ£ØØµØ§Ù‡Ù…ØŒ وعدّهم عدّا، وهم كما جاء ÙÙŠ الروايات Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© هم: رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وعلي، ____________ 1- Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨: 33. 2- النØÙ„: 43 Ù€ 44. 3- النØÙ„: 64. ÙˆÙØ§Ø·Ù…ة، ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù†ØŒ ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ عليهم جميعاً سلام الله، وصلواته، وتØÙ†Ù†Ø§ØªÙ‡ØŒ ورØÙ…اته، وبركاته.
Ø§Ù„ØØ³Ø±Ø© والندامة:
إنَّ الله، Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى، هو الØÙ‚ØŒ والله هو خالق كل الموجودات، ÙØ§Ù„موجودات وجدت بالØÙ‚ØŒ ومن الØÙ‚ØŒ وبقاؤها بÙيوضات الØÙ‚ØŒ تبارك وتعالى. ولما خلق الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى عباده، ما أراد منهم سوى عبادة الØÙ‚ (ÙˆÙŽ مَا خَلَقْت٠الْجÙنَّ ÙˆÙŽ الاْÙنسَ Ø¥Ùلاَّ Ù„ÙÙŠÙŽØ¹Ù’Ø¨ÙØ¯ÙونÙ)(1) ومن أعالي ما يتعبد به لله، وذروة سنام دينه، تبارك وتعالى، هو التقرب إليه بمقارعة أعداء الØÙ‚ØŒ ومقارعة أهل الضلال ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ØŒ الذين لا همّ لهم سوى ملذاتهم الذاتية، وشهواتهم الشخصية، وترÙهم المضيع Ù„ØÙ‚وق غيرهم، سواء أكان هؤلاء من عوام الناس، أم من ØÙƒØ§Ù…هم، ووجهائهم. ولكن الخطر يزداد على البشرية والأديان، إذا كان أعداء الØÙ‚ هم الØÙƒØ§Ù… والولاة، ÙØ¥Ù†Ù‘هم ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© يكون عملهم مضاداً لعمل الأنبياء، ÙØ§Ù„أنبياء والرسل، صلوات الله عليهم أجمعين، عملهم هو سياقة الناس إلى الرØÙ…ن، تباركت أسماؤه، أما ØÙƒØ§Ù… الجور، وولاة Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ØŒ ÙØ¹Ù…لهم سياقة الناس إلى الشيطان لعنه الله، ولعن Ù…ÙŽÙ† تابعه! ولكي يسير العالم ÙˆÙÙ‚ ما أراده الله، قضى ألاّ تقرّ عينه على كظة ظالم، وألاّ تهدأ Ø£Ù†ÙØ³ وتطمئن ÙÙŠ جوار الطغاة الأشرار، ولذلك قال الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام): "إنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة، والØÙŠØ§Ø© مع الظالمين إلاّ برما". ÙØ§Ù„مؤمن الذي يعر٠الله، ويعر٠ØÙ‚ه، يعر٠جيداً أولياء الله، Ùيواليهم، ____________ 1- الذاريات: 56. ويعر٠أعدائه Ùيعاديهم.
ÙØ³Ø¹Ø§Ø¯Ø© الدنيا والآخرة لا تكون إلاّ مع أهل الØÙ‚ØŒ ولا تكون إلاّ ÙÙŠ مقارعة الطغاة، وأعداء الله. ÙØ§Ù„ØÙŠØ§Ø© لا تكون ØÙŠØ§Ø© إلاّ إذا عاش الإنسان Ùيها كريماً ØØ±Ø§Ù‹ØŒ ولا يكون الإنسان كريماً ØØ±Ø§Ù‹ إلاّ إذا كان مع أهل الØÙ‚ØŒ ÙÙŠ مواجهة أهل الباطل، قال تعالى: (يَـأَيّÙهَا الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ اسْتَجÙيبÙواْ Ù„Ùلَّه٠وَلÙلرَّسÙÙˆÙ„Ù Ø¥ÙØ°ÙŽØ§ دَعَاكÙمْ Ù„Ùمَا ÙŠÙØÙ’ÙŠÙيكÙمْ وَاعْلَمÙواْ أَنَّ اللَّهَ ÙŠÙŽØÙول٠بَيْنَ الْمَرْء٠وَقَلْبÙÙ‡Ù Ù‰ وَأَنَّهÙÙˆ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙŠÙ’Ù‡Ù ØªÙØÙ’Ø´ÙŽØ±Ùونَ )(1). Ùما يدعو إليه الرسول هو الØÙŠØ§Ø©; الØÙŠØ§Ø© Ø§Ù„ØØ±Ø©ØŒ الØÙŠØ§Ø© الكريمة، Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„ة، لأنّ ما يدعو إليه الرسول، هو الØÙ‚ØŒ والØÙ‚ هو شر٠الدنيا والآخرة، وعزّهما، ولا عزيز إلاّ من اعتزّ بالله، واعتصم بأوليائه الذين جعلهم وجوهاً للØÙ‚ المتمثل ÙÙŠ البشر Ùقال(صلى الله عليه وآله): "الØÙ‚ مع علي، وعلي مع الØÙ‚"ØŒ والمعنى أنّ الØÙ‚ لا ينÙÙƒ عن علي، وعلي لا ينÙÙƒ عن الØÙ‚" Ùمن كان مع الØÙ‚ كان مع علي، ومن كان مع علي كان مع الØÙ‚. وقال(صلى الله عليه وآله): "يا علي من ÙØ§Ø±Ù‚ني Ùقد ÙØ§Ø±Ù‚ الله، ومن ÙØ§Ø±Ù‚Ùƒ يا علي Ùقد ÙØ§Ø±Ù‚ني"ØŒ وقال: "القرآن مع علي، وعلي مع القرآن". ÙØ¹Ù„ÙŠ(عليه السلام) كان بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وجهاً من وجوه الØÙ‚ØŒ ومثلا له، لأنّه كان قرآناً بشرياً، كما قال الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله): "القرآن مع علي، وعلي مع القرآن". ÙØ£Ø¨Ùˆ ذر(رضي الله عنه) مثلا، كان من Ø£ØµØØ§Ø¨ أمير المؤمنين(عليه السلام) والموالين له، عاش كريماً، ØØ±Ø§Ù‹ØŒ Ø´Ø±ÙŠÙØ§Ù‹ØŒ ومات كريماً، ØØ±Ø§Ù‹ØŒ Ø´Ø±ÙŠÙØ§Ù‹ØŒ لأنّه تشر٠بالانتساب إلى الØÙ‚ØŒ وكذلك عمار بن ياسر(رضي الله عنه) استظل بظل راية الإمام(عليه السلام)ØŒ وكان من الموالين له، ولذلك عاش مجاهداً أبياً، ومات مجاهداً أبياً. ____________
1- Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ§Ù„: 24. ÙØ£ØµØØ§Ø¨ الإمام(عليه السلام) لما والوا الØÙ‚ØŒ ÙˆØ±ÙØ¶ÙˆØ§ الظلم بكل أبعاده، وأشكاله، عاشوا Ø´Ø±ÙØ§Ø¡ØŒ وماتوا Ø´Ø±ÙØ§Ø¡ØŒ ÙˆÙØ§Ø²ÙˆØ§ بسعادة
الدارين. وأما من تخلّ٠عن بيعته(عليه السلام)ØŒ ورضي ببيعة معاوية ويزيد، وقعدوا عن مقارعة الظالمين ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ³Ø¯ÙŠÙ†ØŒ سلطهم الله عليهم، ÙØ£Ø³Ø§Ø¤ÙˆØ§ إليهم. ÙØ§Ù„ظالم لا يعر٠إلاّ Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ Ùكل من يقربهم الظالم إليه ليس ØØ¨Ø§Ù‹ أو ولاء لهم، ولكن تقريبه لهم لما يمكن أنْ يستÙيده منهم، وبعد أن ÙŠØ³ØªÙ†ÙØ° طاقاتهم وقدراتهم، يتخلى عنهم، وينقلب عليهم، وأكبر مثال لذلك هو عبدالله بن عمر، ÙØ¨Ø¹Ø¯ أنْ نصر بني أمية، وعاش Ù…Ø¯Ø§ÙØ¹Ø§Ù‹ عن دولتهم، وقعد عن بيعة أمير المؤمنين(عليه السلام) ولم ÙŠØØ§Ø±Ø¨ معهم Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الباغية، ØØµØ¯ نتاج عمله، وأبدى الندامة ÙˆØ§Ù„ØØ³Ø±Ø©ØŒ لأنه لم يقاتل مع أمير المؤمنين(عليه السلام) Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الباغية، وذلك لمَّا رأى منهم الصدود والهجران، والكلمات القاسية التي كان لا يتصوَّر أنْ ÙŠÙØ®Ø§Ø·Ø¨ بها، وتعدى استهانة الأمويين به إلى أنْ قتلوه كما ذكرت الروايات. قال ابن الأثير ÙÙŠ (الكامل) ÙÙŠ Ø£ØØ¯Ø§Ø« سنة (ثلاث وسبعين) قال: "ÙˆÙÙŠ هذه السنة مات عبدالله بن عمر بمكة، ودÙÙ† بـ (ذي طوى)ØŒ وقيل بـ (ÙØ®)ØŒ وكان سبب موته أنّ Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ أمر بعض Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ بضرب ظهر قدمه Ø¨Ø²Ø¬Ù‘Ù Ø±Ù…Ø Ù…Ø³Ù…ÙˆÙ…ØŒ Ùمات منها. وعاده Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ ÙÙŠ مرضه Ùقال: من ÙØ¹Ù„ بك هذا؟ قال: أنت لإنّك أمرت بØÙ…Ù„ Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙÙŠ بلد لا ÙŠØÙ„ ØÙ…له Ùيه" (انتهى). Ùهذه نتيجة ØØªÙ…ية لعبدالله بن عمر، لأنّه كان Ø£ØØ¯ المثبتين لدعائم الØÙƒÙ… الأموي، وعندما لم يجدوا منه Ù…Ù†ÙØ¹Ø© مرجوة، قتلوه بهذه الطريقة المؤلمة. Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى ذلك إنّه كان يرى الكعبة Ø§Ù„Ù…Ø´Ø±ÙØ©ØŒ التي هي شر٠المسلمين وقبلتهم، ØªØØ±Ù‚ وترجم بالمنجنيق من قبل Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ بن يوس٠الثقÙÙŠØŒ ولا يستطيع أنْ ÙŠØØªØ¬ØŒ ولو بكلمة ÙˆØ§ØØ¯Ø©! إنَّ هذه النهاية Ø§Ù„Ù…Ø¤Ø³ÙØ© والمؤلمة، ما كان ينبغي أنْ تليق بعبدالله بن عمر كما لا تليق بأي مسلم آخر، ولذلك كان يكثر من Ø§Ù„ØªØ£Ø³ÙØŒ وإبداء Ø§Ù„ØØ³Ø±Ø© والندامة، على أنّه لم ÙŠÙ‚Ù Ù…ÙˆÙ‚ÙØ§Ù‹ شجاعاً، تجاه Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الباغية، الظالمة، التي أذاقت المسلمين ويلات ظلمهم ÙˆÙØ³Ø§Ø¯Ù‡Ù…. وقد روى Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… عن الزهري، عن ØÙ…زة بن عبدالله بن عمر، أنّه بينما هو جالس مع أبيه، إذ جاءه رجل من أهل العراق، Ùقال: "يا أبا عبدالرØÙ…Ù† إنّي والله لقد ØØ±ØµØª أنْ أتمسّك بسمتك، وأقتدي بك ÙÙŠ أمر ÙÙØ±Ù‚Ø© الناس، وأعتزل الشر ما استطعت، وإنّي أقرأ آية من كتاب الله Ù…ØÙƒÙ…ة، قد أخذت قلبي، ÙØ£Ø®Ø¨Ø±Ù†ÙŠ Ø¹Ù†Ù‡Ø§ قول الله عزوجل: (ÙˆÙŽ Ø¥ÙÙ† طَـائÙÙَتَان٠مÙÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ اقْتَتَلÙواْ ÙÙŽØ£ÙŽØµÙ’Ù„ÙØÙواْ بَيْنَهÙمَا ÙÙŽØ¥ÙÙ† بَغَتْ Ø¥ÙØÙ’Ø¯ÙŽØ§Ù‡Ùمَا عَلَى Ø§Ù„Ø§Ù’ÙØ®Ù’رَى ÙَقَـتÙÙ„Ùواْ الَّتÙÙ‰ تَبْغÙÙ‰ ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰ تَÙÙىءَ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ أَمْر٠اللَّهÙ..)(1)ØŒ أخبرني عن هذه الآية، Ùقال عبدالله بن عمر: مالك ويلك! إنصر٠عني، ÙØ§Ù†Ø·Ù„Ù‚ ØØªÙ‰ توارى عنّا سواده. وأقبل علينا عبدالله بن عمر Ùقال: ما وجدت ÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŠ Ù…Ù† شيء، ما وجدت ÙÙŠ أمر هذه الآية إنّي لم أقاتل Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الباغية كما أمرني الله عزوجل". وروى ابن عبدالبر ÙÙŠ (الاستيعاب) بسنده عن ابن عمر أنّه قال: "ما آسي على شيء إلاّ أنني لم أقاتل مع علي Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الباغية". وذكر ÙÙŠ رواية أخرى: "أنْ لا أكون قاتلت Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الباغية، على صوم الهواجر". هكذا كان الاغتيال هو نهاية عبدالله بن عمر على أيدي من ثبّت دعائم ØÙƒÙ…هم، وناضل وناصب العداء لأهل المدينة، من أجل دولتهم، ومن ثم ÙŠØªØ¶Ø Ø¨ØµÙˆØ±Ø© جلية أنّ لواء الغدر الذي ينصب يوم القيامة، لا ينصب إلاّ لمن خلع، أو قعد عن بيعة أهل الØÙ‚ØŒ ØÙŠØ« لو كان هذا اللواء ينصب لمن خلع يزيد، أو من هم على ____________ 1- Ø§Ù„ØØ¬Ø±Ø§Øª: 9. شاكلته، ولذلك تأس٠عبدالله بن عمر وأظهر Ø§Ù„ØØ³Ø±Ø© والندامة، على عدم Ù…ØØ§Ø±Ø¨ØªÙ‡ أهل البغي.
وعلى كل ØØ§Ù„ إنْ كانت ØØ³Ø±ØªÙ‡ وندامته بعنوان التوبة أمر بينه وبين الله، Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى، إن شاء عاقب، أو شاء عÙى، Ùهذه المسألة لا تخصنا ØÙŠØ« أنَّ الذي يخصنا هو أنّ عبدالله بن عمر لا ØªØµØ Ù…ØªØ§Ø¨Ø¹ØªÙ‡ ÙÙŠ رواياته، ÙˆÙØªØ§ÙˆÙŠÙ‡ØŒ أو أعماله التي لها تعلق بالسياسة، وأمور الناس.
|