مبـارك بعداش
القسم: ØÙŠØ§Ø© المستبصرين | 2009/08/17 - 04:11 PM | المشاهدات: 7047
مبـارك بعداش ( تونس ـ مالكي )
ولد الشيخ مبارك بن Ù…ØÙ…ّد بن ØµØ§Ù„Ø Ø¨Ø¹Ø¯Ø§Ø´ عام 1935Ù… ÙÙŠ منطقة " قنا " التابعة لمدينة " قبلّي " ÙÙŠ دولة تونس(1)ØŒ وترعرع ÙÙŠ Ø£ØØ¶Ø§Ù† عائلة ملتزمة ÙˆÙ…ØØ§Ùظة تعتنق المذهب المالكي. تشرّ٠بالانتماء إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ÙÙŠ عقد الثمانينات بعد ØÙˆØ§Ø±Ø§Øª عديدة أجراها مع العلماء والأساتذة، وبعد دراسات معمقة Ø¥Ù†Ø¯ÙØ¹ إليها Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الØÙ‚Ù‘. السيرة Ø§Ù„ØØ³Ù†Ø© وبلورة الÙكر:
يقول الشيخ مبارك بعداش: " كنت أعيش ÙÙŠ أجواء أسرة دينية Ù…ØØ§Ùظة بØÙŠØ« ترك هذا الأمر الأثر البالغ ÙÙŠ توجّهي الديني، ÙˆØ¯ÙØ¹Ù†ÙŠ Ù…Ù†Ø° صغري أن أكون مقيماً للصلاة ومداوماً على صيام شهر رمضان، كما أنّني التØÙ‚ت ÙÙŠ وقت مبكر ____________ 1- تونس: تقع ÙÙŠ شمال Ø§ÙØ±ÙŠÙ‚يا وتطل على Ø§Ù„Ø¨ØØ± المتوسط من الشمال والشرق، يبلغ عدد سكانها قرابة (10) ملايين نسمة، معظمهم يعتنق الدين الإسلامي بإستثناء نسبة 1% من Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙˆØ§Ù„ÙŠÙ‡ÙˆØ¯ØŒ وأغلب المسلمين من أتباع المذهب المالكي، أمّا التشيع ÙØ¬Ø°ÙˆØ±Ù‡ قديمة وقبل الدولة Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…ية، ويتواجد الشيعة ÙÙŠ أكثر مدن هذا البلد. بØÙ„قات دروس القرآن الكريم، وكان لهذا الأمر الدور الكبير ÙÙŠ بلورة Ùكري وسلوكي Ù†ØÙˆ الاتجاه الديني، رغم أنّ الأجواء التي كان يعيشها بلدنا تسير Ù†ØÙˆ Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§ÙØŒ وذلك بسبب الاستعمار Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ Ø§Ù„Ù…Ù‚ÙŠØª الذي سعى لسلخ بلدنا عن هويته العربية والإسلامية، والذي ÙØ´Ù„ ÙÙŠ نهاية المطا٠ونبذ خارج البلاد، لكنة خلّ٠ÙÙŠ Ø³Ø§ØØªÙ†Ø§ الإسلامية رواسب Ùكرية جعلت مجتمعنا يعاني منها بعد ذلك. الانجرا٠مع التيار القومي:
بعد إتمامي للدراسة الإعدادية شجعني والدي على Ø§Ù„Ø§Ù„ØªØØ§Ù‚ بالمعهد الثانوي ÙÙŠ جامع الزيتونة، Ùلبّيت طلبه وقضيت مدّة سبع سنوات ÙÙŠ ذلك المعهد ØØªÙ‰ تخرّجت منه عام 1957Ù… Ø¨ØØµÙŠÙ„Ø© تاريخية ÙˆÙقهية وثقاÙية يعتد بها، وكنت ذلك الØÙŠÙ† ÙÙŠ ريعان شبابي، وتزامنت هذه Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© مع ØØ±ÙƒØ© Ø§Ù„ØªØØ±Ù‘ر العربي والمدّ القومي الذي Ø¥Ø¬ØªØ§Ø Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© ØØªÙ‰ هيمن على عواطÙÙŠ ÙˆØ£ØØ§Ø³ÙŠØ³ÙŠ ÙØ£ØµØ¨ØØª من المتØÙ…سين والمؤيدين له، واستمر هذا Ø§Ù„ØØ§Ù„ إلى أواخر الستينات ØØªÙ‰ إلتقيت بــ "راشد الغنوشي Ø£ØØ¯ Ø§Ù„ØØ±ÙƒÙŠÙŠÙ† الإسلاميين البارزين ÙÙŠ شمال قارة Ø§ÙØ±ÙŠÙ‚يا، إذ كان عائداً لتوه من سوريا وهو ÙŠØÙ…Ù„ معه Ø£Ùكاراً جديدة لاتلتقي مع ما كنت عليه من Ø£Ùكار. الإعجاب Ø¨ØØ±ÙƒØ© الأخوان:
وبØÙƒÙ… رابطة الصداقة التي كانت بيني وبين الغنوشي جلسنا معاً ØØªÙ‰ دار Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« ØÙˆÙ„ ما يخص بلدنا، ÙØªØ¨Ø§ØØ«Ù†Ø§ معاً ØÙˆÙ„ Ø£ÙØ¶Ù„ أسلوب ÙˆØ£ÙØ¶Ù„ خط Ùكري بوسعه أن ينتشل أمّتنا من التدهور الذي تعاني منه، Ùوجدت Ùكره ومنهجه Ø£ÙØ¶Ù„ من الرؤى المادية التي أنا عليها، لأنّه كان يدعو إلى الله تعالى متبنياً Ù„Ù„Ø£Ø·Ø±ÙˆØØ© الإسلامية، ÙÙŠ ØÙŠÙ† كنت أدعو إلى تمجيد شخصيات كانت Ø£Ùكارها Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø© وذو أبعاد ضيقة، ÙØ¯Ø¹Ø§Ù†ÙŠ Ø§Ù„Ø£Ø³ØªØ§Ø° راشد للانضمام إلى ØØ±ÙƒØ© أخوان المسلمين، Ùقبلت ذلك ÙˆØ£ØµØ¨ØØª Ø£ØØ¯ أعضائها الناشطين والمتميزين، وكنت أتصوّر أنّ الدين كله متمثل بهذا التنظيم، وأنّ Ø£Ùكار " ØØ³Ù† البنا " Ùˆ " السيد قطب " Ùˆ " الشيخ المودودي " ÙØ±ÙŠØ¯Ù‡ ÙÙŠ ذاتها، ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·Ø±ÙˆØØ© التي ليس لها مثيل ÙÙŠ Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© الإسلامية المعاصرة!. ولكنني بعد ÙØªØ±Ø© اطلعت على نقاط ضع٠كثيرة ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© كانت Ù…ØÙزة لابتعادي عنها، ØÙŠØ« وجدتها ØØ±ÙƒØ© مهتمة بالبعد الثقاÙÙŠ أكثر من أهتمامها بالبعد الروØÙŠ Ù„Ù„Ø´Ø±ÙŠØ¹Ø© الإسلامية، ومما زاد بعدي عنها طريقة تعامل قيادتها معنا، Ùهم يسكنون خارج تونس ومع ذلك كانوا يعممون Ø£Ùكارهم التي لا تنسجم مع الأجواء التي كنا نعيشها ولايسمØÙˆÙ† لنا بنقدها!. التوجّه Ù†ØÙˆ التصوّÙ:
ÙˆØ¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ بدأت Ø£Ù†Ø³ØØ¨ من ØØ±ÙƒØ© الأخوان بشكل تدريجي غير Ù…Ù„ÙØª للنظر، وكنت خلال هذه Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© Ø£Ø¨ØØ« عمّا يشبع روØÙŠ ÙˆÙŠØ±ÙˆÙŠ ظمأي ويوقظ ÙØ·Ø±ØªÙŠ ÙˆÙŠØ¬Ø¹Ù„ وجداني ممتلىء بشهود الله تعالى، ÙØµÙ…مت أن أتوجه إلى التصو٠لأسد هذا Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øº الروØÙŠ Ø§Ù„Ø°ÙŠ كنت Ø£ÙØ¹Ø§Ù†ÙŠ Ù…Ù†Ù‡ØŒ ÙØ³Ø§Ùرت إلى مدينة " توزر " وإلتقيت بــ "الشيخ إسماعيل الهادÙÙŠ" زعيم الجماعة المدنية، ÙØ¬Ù„سنا معاً ÙˆØªØØ§ÙˆØ±Ù†Ø§ ØÙˆÙ„ بعض المسائل الدينيّة، وتلقيت من أتباعه منهجهم الديني، ولكن بعد عودتي إلى مدينة " Ù‚ÙØµØ© " التي كنت مقيماً Ùيها، تأملت ÙÙŠ التصوّ٠Ùوجدته عبارة عن عمل دائري يدور على Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ ويعود من ØÙŠØ« يبدأ! ÙØ®Ø§Ø¨ أملي Ùيه. الاطّلاع على ØÙ‚ائق تاريخية: بعد ذلك صاد٠أن إلتقيت Ø¨Ø£ØØ¯ الشباب المؤمنين، ÙØ¯Ø§Ø± ØØ¯ÙŠØ« بيّننا ØÙˆÙ„ الوضعية الاجتماعية Ù„ØØ±ÙƒØ© أخوان المسلمين؟ Ùقلت له: لا علم لي بهم منذ ÙØªØ±Ø©. ثم سألني عن وضعي Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØŸ Ùقلت له: إنّني لا أشعر Ø¨Ø§Ø±ØªÙŠØ§Ø ÙˆØ£Ù†Ø§ ضجر من Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© التي نعيشها. Ùقال لي: هناك جماعة تسمى جماعة أهل البيت، Ùلماذا لا تذهب إليهم وتتعر٠عليهم لعلك تجد بغيتك عندهم. ÙØªØ£Ù…لت ÙÙŠ كلامه! وقلت ÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŠ: إنّ أهل البيت (عليهم السلام) يمثلون Ùكرة تاريخية تراثية، برزت ÙÙŠ العصر الإسلامي الأوّل ولم يكتب لها البقاء، وإنّ الإمام عليّ ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهم السلام) هم كباقة زهور Ùوق منضدة الإسلام، ولم أتصور أنّ لهم إمتداداً ØÙŠÙ‘اً إلى يومنا هذا!ØŒ ولكن لا بأس أن أتعر٠عليهم بصورة مباشرة لأرى ماهم عليه. ÙˆØ¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ أخذني ذلك الشاب إلى Ø£ØØ¯ أصدقائه ÙØ¯Ø¹Ø§Ù†Ø§ إلى تناول طعام العشاء ÙÙŠ منزله، واتصل هاتÙياً بعدد من أصدقائه Ù„ÙŠØØ¶Ø±ÙˆØ§ المأدبة على شرÙÙŠØŒ Ùلبيت الدعوة. بعد تناول وجبة العشاء جلسنا معاً نتجاذب Ø£Ø·Ø±Ø§Ù Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒ ÙØ³Ø£Ù„ني Ø£ØØ¯Ù‡Ù… عن اختصاصي ÙÙŠ مجال العلوم الإسلامية؟ Ùقلت له: أنّا ملم بالسيرة، وقد بذلت جهدي لإتقانها ودراستها بصورة معمّقة. Ùقال لي: بودّي أن أسألك عن ثلاثة أسئلة ØÙˆÙ„ السيرة؟ قلت له: إسأل. Ùقال لي: أين ترك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أبنته ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء(عليها السلام) ØÙŠÙ†Ù…ا هاجر إلى المدينة؟ Ùكرت ÙÙŠ الإجابة، Ùلم أجد جواباً لسؤاله!ØŒ وراجعت ذاكرتي Ùلم أجد ÙÙŠ الكتب التي قد قرأتها أي خبر ÙÙŠ هذا المجال، Ùكل ما ذكر ÙÙŠ هذا المقطع التاريخي يرتبط بعائشة وأسماء إبنتي أبي بكر. Ùقال لي: إن تريد الواقع، إنّ عدم ذكر هذا الأمر هو دليل على بتره، ÙØ¥Ù†Ù‘ مدوّني التاريخ والسيرة ديدنهم عدم تسليط الأضواء على الأمور المرتبطة بعترة الرسول (عليهم السلام) ØŒ لكونهم تبعاً للØÙƒÙ‘ام الذين ØØ§ÙˆÙ„وا Ø¥Ø®ÙØ§Ø¡ ما ÙŠÙ…Ù†Ø Ø£Ù‡Ù„ البيت (عليهم السلام) ÙØ¶Ù„اً أو منقبة!. Ùلم أجد جواباً أستند إليه لردّ مدّعاه، وقلت: هذا الموضوع غير مهم جداً، هات سؤالك الآخر؟ Ùقال لي: هل تعلم كي٠خرج الإمام عليّ (عليه السلام) من مكة بعد أن أدى أمانات وودائع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŸ وهل تعلم مع من هاجر؟ وكي٠دخل المدينة المنورة؟ راجعت مرّة أخرى ذاكرتى Ùلم أجد Ùيها ما ÙŠØØ¶Ø± ببالي من كتب السيرة والتاريخ ما ذكر ÙÙŠ هذا المجال، ÙØ¥Ù†Ù‘ الأضواء كلّها كانت مركزة على غيره من النساء والصبيان والعبيد، ولم يذكر التاريخ الذي طالعته شيئاً يرتبط بالإمام عليّ (عليه السلام) ÙÙŠ هذا الخصوص بشكل لائق، سوى ما ورد أنّه أدّى الودائع وخرج بعد ثلاثة أو أربعة أيام، وأمّا كيÙية خروجه ومن خرج معه وما جرى عليه Ùلم أجد له ØªÙØµÙŠÙ„ا يذكر! وكاد رأسي يتصدّع، لأنّه السؤال الثاني الذي لم أجب عليه. ÙØ°ÙƒØ± ذلك الشخص مرّة أخرى مسألة وجود البتر ÙÙŠ تدوين السيرة!. Ùقلت له: إنّ هذا الأمر ÙŠØØªØ§Ø¬ إلى تتبع ودراسة، وقد يكون كما تقول، ÙØ¥Ù†Ù‘ني Ø³ÙˆÙ Ø£Ø¨ØØ« عن ذلك ÙÙŠ ما بعد، ولكن هات سؤالك الثالث؟ Ùقال: سؤالي الثالث يرتبط أيضاً بهذا المجال، ويؤكّد ما ذكرته إليك بأنّ معظم مدوّني السيرة لم يكتبوا السيرة بصورة كاملة، بل دوّنوا منها ما كان يتلائم مع أهوائهم ومأربهم، وسؤالي هو: هل تعلم سبب بقاء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ " قبا " وهي على مشار٠المدينة، ÙÙŠ ØÙŠÙ† كان المسلمون من الأنصار والمهاجرين يخرجون كلّ يوم Ù€ رغم ØØ±Ø§Ø±Ø© الجوّ Ù€ ينتظرون مجيء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ Ùهل تعلم أي داع دعى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لذلك؟ هنا أيضا وجدّت كتب التاريخ والسيرة لم تشر إلى هذا الأمر، Ùقلت له: لا يوجد على ما ÙÙŠ بالي ذكراً ÙÙŠ الكتب التي قرأتها ÙÙŠ هذا الخصوص!. Ùقال لي: هل تعر٠سبب ذلك؟ ÙØØ±Øª بالجواب، وأسقط ما ÙÙŠ يدي، ÙˆØ£ØµØ¨ØØª رجلاي لاتØÙ…لاني!. وهنا أشار إليّ بالبتر من جديد. ÙØ¹Ø±Ùت أنّ معلوماتي ملÙقة وناقصة، ÙØ¬Ù„ست أمام هذا الشاب كالتلميذ لأصغي إلى كلامه، Ùكانت إجاباته قوّية مؤيدة بالمصادر التاريخية Ù„Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ين، ÙØ¹Ø¬Ø¨Øª من التزيي٠الذي طال هذا الموضوع! كما طال غيره أيضاً ÙƒØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ« ÙˆØ§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± والÙقه Ùˆ... ". ÙˆØÙŠØ« أنّ هجرة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كانت تمثلّ Ù…Ù†Ø¹Ø·ÙØ§Ù‹ مصيرياً ÙÙŠ مسيرة الإسلام، ØØ§ÙˆÙ„ت الأقلام أن تسلّط عليها الأضواء بشكل Ù…ÙƒØ«Ù‘ÙØŒ ÙØ£Ø´Ø§Ø±ÙˆØ§ ÙÙŠ تبيينها إلى من يهيء الراØÙ„Ø© للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ وعلى من ÙŠØÙ…Ù„ له الطعام، والمرأة التي يمر عليها ÙÙŠ طريقه، والذي يقصّ أثره ويتبعه لينال الجائزة Ùˆ...ØŒ ÙÙŠ ØÙŠÙ† نرى أنّهم لم يذكروا ما يعتدّ به ØÙˆÙ„ وصيّه الإمام عليّ (عليه السلام) ØŒ الذي هو منه بمنزلة Ø§Ù„Ù†ÙØ³(1)ØŒ والمؤدي عنه أماناته، ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ø¯ÙŠ Ù„Ù‡ Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡!. ومهما يكن من أمر ÙØ¥Ù†Ù‘ الØÙ‚ائق أكبر من أن ØªØØ¬Ø¨ØŒ خصوصاً وقد أنّزل الله تعالى ÙÙŠ كتابه ما يؤكدها، كقوله تعالى: (ÙˆÙŽÙ…ÙÙ†ÙŽ النّاس٠مَنْ يَشْرÙÙŠ Ù†ÙŽÙÙ’Ø³ÙŽÙ‡Ù Ø§Ø¨Ù’ØªÙØºØ§Ø¡ÙŽ Ù…ÙŽØ±Ù’Ø¶Ø§ØªÙ Ø§Ù„Ù„Ù‡Ù ÙˆÙŽØ§Ù„Ù„Ù‡Ù Ø±ÙŽØ¤ÙÙÙŒ Ø¨ÙØ§Ù„Ù’Ø¹ÙØ¨Ø§Ø¯Ù)(2)ØŒ إشارة إلى الإمام عليّ (عليه السلام) ليلة مبيته ÙÙŠ ÙØ±Ø§Ø´ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ØØªÙ‰ أنّ الله تعالى باهى به ملائكة السماء! ØÙŠØ« ورد أنّه تعالى أوØÙ‰ إلى جبرائيل وميكائيل: " إنّي آخيت بينكما، وجعلت عمر Ø£ØØ¯ÙƒÙ…ا أطول من الآخر، ÙØ£ÙŠÙƒÙ…ا يؤثر ØµØ§ØØ¨Ù‡ بالØÙŠØ§Ø©ØŸ ÙØ§Ø®ØªØ§Ø± كلاهما الØÙŠØ§Ø©ØŒ ÙØ£ÙˆØÙ‰ الله إليهما: ألا كنتما مثل عليّ بن أبي طالب، آخيت بينه وبين Ù…ØÙ…ّد(صلى الله عليه وآله وسلم)ÙØ¨Ø§Øª على ÙØ±Ø§Ø´Ù‡ ÙŠÙØ¯ÙŠÙ‡ Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ ويؤثره بالØÙŠØ§Ø©ØŸ! إهبطا إلى الأرض ÙØ§ØÙظاه من عدوه، Ùنزلا، Ùكان جبرئيل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبرئيل ينادي: بخّ بخّ! من مثلك يا بن أبي طالب، يباهي الله عزّوجلّ به الملائكة. وأنزل الله عزّوجلّ على رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم)وهو متوجّه إلى المدينة ÙÙŠ شأن عليّ (عليه السلام) : (ÙˆÙŽÙ…ÙÙ†ÙŽ النّاس٠مَنْ يَشْرÙÙŠ Ù†ÙŽÙْسَهÙ...) "(3). ____________
1- أشارة إلى قول رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن عليهم رجلا ÙƒÙ†ÙØ³ÙŠ.... ثم ضرب بيده على كت٠عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) " رواه الهيثمي ÙÙŠ مجمع الزوائد: 7 / 110ØŒ والزمخشري ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ± Ø§Ù„ÙƒØ´Ø§ÙØŒ ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ± قوله تعالى (إذا جاءكم ÙØ§Ø³Ù‚ بنبأ) من سورة Ø§Ù„ØØ¬Ø±Ø§ØªØŒ والطبري ÙÙŠ الرياض النضرة: 2 / 103 (1309)ØŒ والنسائي ÙÙŠ السنن: / 127 (8457)ØŒ وابن ØÙ†Ø¨Ù„ ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„: 2 / 571 (966). 2- البقرة: 207. 3- أنظر: أسد الغابة لابن الأثير: 4 / 25ØŒ تاريخ اليعقوبي: 2 / 39ØŒ شواهد التنزيل Ù„Ù„ØØ³ÙƒØ§Ù†ÙŠ: 1 / 96 (133)ØŒ Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الكبير للرازي: 2 / 350ØŒ وقد ذكر السيد Ø¬Ø¹ÙØ± مرتضى العاملى ÙÙŠ الصØÙŠØ من سيرة النبيّ الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم): 4 / 33 Ù€ 35 جملة من المصادر التي تروي ذلك ÙØ±Ø§Ø¬Ø¹. هجرة الإمام عليّ (عليه السلام) إلى المدينة:
تبدأ خطوات هجرة الإمام عليّ بن أبي طالب(صلى الله عليه وآله وسلم) بعد مبيته ÙÙŠ ÙØ±Ø§Ø´ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بخروجه من مكّة جهاراً Ù…ØªØØ¯Ù‘ياً لكبرياء قريش ومرغماً لأنوÙها، ليوصل ودائع النبوّة Ù€ ضعينة الÙواطم Ù€ إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بسلام. والعجيب! ماروى بعض العامة عن الإمام عليّ (عليه السلام) ØŒ أنّه قال: " ما علمت Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ هاجر إلاّ مختÙياً، إلاّ عمر بن الخطّاب! ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ لمّا همّ بالهجرة تقلّد سيÙÙ‡ وتنكب بقوسه وانتضى بيديه أسهماً، واختصر ÙÙŠ عنزته، ومضى قبل الكعبة والملأ من قريش بÙنائها، ÙØ·Ø§Ù بالبيت سبعاً متمكّناً، ثم أتى المقام ÙØµÙ„Ù‰ متمكّناً، ثم وق٠على الØÙ„Ù‚ ÙˆØ§ØØ¯Ø© ÙˆØ§ØØ¯Ø©ØŒ Ùقال لهم: شاهت الوجوه، لايرغم الله إلاّ هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمّه أو يؤتم ولده أو يرمّل زوجته، Ùليلقني وراء هذا الوادي Ù€ وقال Ù€: Ùما تبعه Ø£ØØ¯ "(1). Ùمدونوا التاريخ رغم أنّهم قصّروا ÙÙŠ ØÙ‚Ù‘ الإمام عليّ (عليه السلام) ØŒ نجدهم ÙÙŠ قبال ذلك قد عظّموا بعض الرجال ونسبوا إليهم مواق٠بطولية لا ØÙ‚يقة لها ÙÙŠ أرض الواقع كما ÙÙŠ هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«. شخصيّة عمر بن الخطّاب الØÙ‚يقية:
إنّ المتتبّع للتاريخ الإسلامي يكتش٠أنّ عمر لم يسلم إلاّ قبل الهجرة بقليل، Ø®Ø§Ø¦ÙØ§Ù‹ مختبئاً ÙÙŠ داره، ØØªÙ‰ جاءه العاص بن وائل السهمي ÙˆØªØØ¯Ø« معه وسأله عن ØØ§Ù„ه، Ùقال عمر: زعم قومك أنّهم سيقتلونني إن أسلمت، Ùقال العاص: ____________
1- أنظر: تاريخ ابن عساكر: 44 / 51ØŒ السيرة الØÙ„بية للØÙ„بي: 2 / 184ØŒ وأشار إلى ذلك الشبلنجي ÙÙŠ نور الأبصار: 91ØŒ ØÙŠØ§Ø© Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© للكاندهلوي: 2 / 65. لاسبيل إليك!(1).
ÙØ¨Ø§Ù„له عليك! إنّ من يختبىء ÙÙŠ دراه ويخشى الناس، ويستجير Ø¨Ø§Ù„ÙƒØ§ÙØ±ÙŠÙ† Ù„ØÙ…ايته، هل يقال عنه: أنّه أعزّ الإسلام عند إسلامه، أو أنّه خرج Ù…ØªØØ¯Ù‘ياً قريشاً ÙÙŠ هجرته؟!. وإن صØÙ‘ ما قيل عنه بخروجه الشجاع، ÙØ£ÙŠÙ† تلك البطولة ØÙŠÙ†Ù…ا أرسله النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مشركي مكّة ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¨ÙŠØ© ليؤدّي عنه رسالته؟! Ùقد ورد أنّه قال: "إنّي أخا٠قريشاً على Ù†ÙØ³ÙŠØŒ وليس بمكة من عدي Ø£ØØ¯ يمنعني " وأشار على النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بإرسال عثمان لهم!(2). ومن الأمور التي تكش٠عن مدى شجاعة عمر وثباته، مارواه الزمخشري: " من أنّ أنس بن مدركة كان قد أغار على Ø³Ø±Ø Ù‚Ø±ÙŠØ´ ÙÙŠ الجاهلية، ÙØ°Ù‡Ø¨ به، Ùقال له عمر ÙÙŠ Ø®Ù„Ø§ÙØªÙ‡: لقد اتّبعناك تلك الليلة، Ùلو أدركناك؟ Ùقال: لو أدركتني لم تكن للناس Ø®Ù„ÙŠÙØ© "(3)!ØŒ وهي كناية Ø¸Ø±ÙŠÙØ© عن Ø§Ù„ÙØªÙƒ به وقتذاك. ومن مواقÙÙ‡ أيضاً، إنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا استشار Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØÙˆÙ„ ØØ±Ø¨ بدر، قال عمر لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّها قريش وخيلاؤها، ما آمنت منذ ÙƒÙØ±ØªØŒ وما ذلّت منذ عزّت... "(4)ØŒ ÙØ£Ø¹Ø±Ø¶ عنه النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كما أعرض عن أبي بكر الذي كان له ____________ 1- أنظر: صØÙŠØ البخاري: 3 / 1403 (3651)ØŒ تاريخ الإسلام للذهبي: 2 / 104ØŒ السيرة الØÙ„بية للØÙ„بي: 1 / 332. 2- أنظر: مسند Ø£ØÙ…د: 4 / 324ØŒ تاريخ ابن عساكر: 39 / 78ØŒ البداية والنهاية لابن كثير: 4 / 129ØŒ تاريخ الطبري: 2 / 631. 3- أنظر: ربيع الأبرار: 1 / 707. 4- أنظر: المغازي للواقدي: 1 / 48ØŒ السيرة الØÙ„بية للØÙ„بي: 2 / 386ØŒ الدر المنثور للسيوطي: 3 / 166. رأي مماثل لرأي ØµØ§ØØ¨Ù‡(1).
وأمّا ÙÙŠ يوم Ø£ØØ¯ ما كان من عمر إلاّ الانهزام! ÙÙØ±Ù‘ مع كبار Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© من Ø³Ø§ØØ© Ø§Ù„ØØ±Ø¨ØŒ مخلÙين رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙˆØÙŠØ¯Ø§Ù‹ لايذب عنه إلاّ أخاه ووصيه الإمام عليّ (عليه السلام) ÙˆÙ†ÙØ± ممن جاء بعد ذلك، وقد غمزه النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¨ÙŠØ© Ùقال له: " أنسيتم يوم Ø£ØØ¯! إذ تصعدون ولاتلوون على Ø£ØØ¯ØŒ وأنا أدعوكم ÙÙŠ أخراكم "(2). ولو ثبتت شجاعة عمر ÙÙŠ الميادين Ù€ على اختلاÙها Ù€ لما كان يقرّ على Ù†ÙØ³Ù‡ Ø¨Ø§Ù„ÙØ±Ø§Ø± قائلاً: " لمّا كان يوم Ø£ØØ¯ هزمنا، ÙÙØ±Ø±Øª ØØªÙ‰ صعدت الجبل، Ùلقد رأيتني أنزو كأنني أروى "(3)!. وكذا عندما جاءته امرأة مسلمة ومعها بنت لعمر Ù€ أيام Ø®Ù„Ø§ÙØªÙ‡ Ù€ تطلبان برداً من أبراد كانت بين يديه، ÙØ£Ø¹Ø·Ù‰ المرأة وردّ إبنته، Ùقيل له ÙÙŠ ذلك؟ Ùقال: " إنّ أبا هذه ثبت يوم Ø£ØØ¯ØŒ وأبا هذه ÙØ±Ù‘ يوم Ø£ØØ¯ ولم يثبت "(4)!. وقد سجل هروبه هذا جمع من أعلام العامة Ù€ على اختلا٠مشاربهم Ù€ ÙƒØ§Ù„Ø¬Ø§ØØ¸(5)ØŒ والسيوطي(6)ØŒ والشوكاني(7)ØŒ ÙØ¶Ù„ا عن الذين ذكروا من ثبت عند النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يوردوا اسم عمر. ____________
1- أنظر: صØÙŠØ مسلم، باب غزوة بدر: 3 / 1403 (1779)ØŒ مسند Ø£ØÙ…د: 3 / 219 (13320). 2- أنظر: المغازي للواقدي: 2 / 609ØŒ Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯: 15 / 24. 3- أنظر: الدر المنثور للسيوطي: 2 / 88ØŒ كنز العمال: 2 / 376 (4291)ØŒ Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯: 15 / 22ØŒ وقد ذكره Ø¨Ù„ÙØ¸ آخر. 4- أنظر: Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯: 15 / 22. 5- أنظر: رسائل Ø§Ù„Ø¬Ø§ØØ¸: 1 / 246 (العثمانية 46). 6- أنظر: الدر المنثور للسيوطي: 2 / 80. 7- أنظر: ÙØªØ القدير للشوكاني: 1 / 388. Ùهذه المواق٠تبين شخصية عمر Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ ÙˆØ¥Ù† ØØ§ÙˆÙ„ البعض أن يبرروا ذلك، ÙƒØ§Ù„ÙØ®Ø± الرازي الذي قال ØÙˆÙ„ المنهزمين يوم Ø£ÙØØ¯: " ومن
المنهزمين عمر، إلاّ أنّه لم يكن ÙÙŠ أوائل المنهزمين ولم يبعد، بل ثبت على الجبل إلى أن صعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)! "(1). والجدير بالذكر أنّ الذي ينظر ÙÙŠ التاريخ لايجد أنّ عمر أصيب Ø¨Ø¬Ø±ØØŒ أو أنّه Ø¬Ø±Ø Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ØŒ بل الجميع يقرّ بعدم امتلاكه المواق٠البطولية ÙÙŠ Ø³Ø§ØØ© Ø§Ù„ØØ±Ø¨ØŒ وكل ما ÙÙŠ الأمر أنّه ÙØ±Ù‘ ÙÙŠ Ø£ÙØØ¯ وخيبر ÙˆØÙ†ÙŠÙ†ØŒ ولم يسجل له ÙÙŠ ØØ±ÙˆØ¨ وغزوات رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) موق٠يعتد به!. وعلى العموم لم تكن مواق٠الرجل مشجعة ØØªÙ‰ يعقل ØªØØ¯Ù‘يه لقريش ØÙŠÙ† خروجه من مكة إلى المدينة، وواقع الأمر أنّ هذا Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠ ÙƒØ§Ù† من Ù‚ÙØ¨Ù„ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) (2)ØŒ الذي شهدت له العرب بذلك قبل وبعد استضاءتها بنور الإسلام. ÙØ³Ø£Ù„ بدراً واسأل Ø£ÙØØ¯Ø§Ù‹ وسل Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ وسل خيبر
لكن أعداء الإمام عليّ (عليه السلام) لم يتØÙ…لوا أن يروا مناقبه تزدهر ÙÙŠ سماء المجد، Ùنسبوها إلى غيره!. علّة تأخّر دخول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) للمدينة:
إنّ سبب بقاء الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ " قبا " قد بيّنه(صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي بكر ØÙŠÙ†Ù…ا وجده يصر على الدخول ÙÙŠ المدينة، بقوله: " ما أنا بداخلها ØØªÙ‰ يقدم ابن أمّي وأخي، وإبنتي "(3)!. ____________
1- أنظر: Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الكبير: 9 / 51. 2- أنظر: Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ المهّمة لابن الصبّاغ: 52. 3- أنظر: Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ المهمة لابن الصباغ المالكي: 52ØŒ السيرة النبويّة لابن هشام: 2 / 138ØŒ أمالي الشيخ الطوسي: 469 (1031)ØŒ اعلام الورى للطبرسي: 1 / 153ØŒ Ø¨ØØ§Ø± الأنوار للمجلسي: 19 / 106 Ùˆ116ØŒ الروضة ÙÙŠ الكاÙÙŠ للكليني: 8 / 340 (536). ÙØ§Ù„إمام عليّ (عليه السلام) هاجر بمسمع ومرأى من قريش، وكان الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قد ترك الزهراء(عليها
السلام) عند ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت أسد أم عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ØŒ Ùلمّا هاجر الإمام عليّ أخذ الÙواطم معه تنÙيذاً لوصية الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ والÙواطم هنّ: أمّه ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت أسد (رضي الله عنها)ØŒ وإبنة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء(عليها السلام)ØŒ ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت ØÙ…زة بن عبد المطلب، ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت الزبير Ù€ على ما روي Ù€ وتبعهم أيمن ابن أم أيمن وأبو واقد ÙØ¬Ø¹Ù„ يسوق بالرواØÙ„ ÙØ£Ø¹Ù†Ù بهم، ÙØ£Ù…ره أمير المؤمنين (عليه السلام) بالرÙÙ‚ØŒ ÙØ§Ø¹ØªØ°Ø± بخوÙÙ‡ من الطلب، وقد أدركه الطلب قرب " ضجنان "ØŒ Ùكانوا سبعة ÙØ±Ø³Ø§Ù† وثامنهم Ø¬Ù†Ø§Ø Ù…ÙˆÙ„Ù‰ Ø§Ù„ØØ§Ø±Ø« بن أميّة، ÙØ£Ù‚بل عليهم الإمام عليّ(صلى الله عليه وآله وسلم)منتضياً سيÙه، ÙØ·Ù„بوا منه الرجوع، Ùقال: ÙØ¥Ù† لم Ø£ÙØ¹Ù„ØŸ قالوا: لترجعن راغماً أو لنرجعن بأكثرك شعراً، وأهون بك من هالك. ولما دنوا من الرواØÙ„ ليثيروها ØØ§Ù„ (عليه السلام) بينهم وبينها، ÙØ£Ù‡ÙˆÙ‰ Ø¬Ù†Ø§Ø Ø¨Ø³ÙŠÙÙ‡ عليه، ÙØ±Ø§Øº الإمام عليّ (عليه السلام) عن ضربته وضربه على عاتقه، Ùمضت الضربة ØØªÙ‰ كادت تمس كاثبة ÙØ±Ø³Ù‡! وشدّ على الباقين وهو يرتجز ويقول: خلّوا سبيل الجاهد المجاهد آليت لا أعبد غير Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯
ÙØªÙرقوا عنه، وقالوا: أغن عنا Ù†ÙØ³Ùƒ يابن أبي طالب!ØŒ Ùقال (عليه السلام) : ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ منطلق إلى ابن عمي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بيثرب، Ùمن سره أن Ø£ÙØ±ÙŠ Ù„ØÙ…Ù‡ وأريق دمه، Ùليتبعني، أو Ùليدن مني... ثم توجه بمن معه صوب النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ØØªÙ‰ وصل إلى " قبا "ØŒ ولمّا بلغه(صلى الله عليه وآله وسلم)وصول أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أدعوا لي عليّاً، قيل: يا رسول الله لايقدر أن يمشي! ÙØ£ØªØ§Ù‡(صلى الله عليه وآله وسلم) Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ Ùلمّا رآه اعتنقه وبكى عليه رØÙ…Ø© لما بقدميه من الورم، وكانتا تقطران دماً، وقال(صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ (عليه السلام) : يا عليّ، أنت أوّل هذه الأمة إيماناً بالله ورسوله، وأوّلهم
هجرة إلى الله ورسوله، وآخرهم عهداً برسوله، Ù„Ø§ÙŠØØ¨Ù‘Ùƒ Ù€ والذي Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¨ÙŠØ¯Ù‡ Ù€ إلاّ مؤمن قد إمتØÙ† قلبه للإيمان، ولايبغضك إلاّ مناÙÙ‚ أو ÙƒØ§ÙØ±(1). الانتماء لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) :
يقول الشيخ مبارك بعداش: " لقد أذهلتني هذه الØÙ‚ائق، وجعلتني أتساءل ÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŠ: لماذا هذا التعتيم على دور الإمام عليّ (عليه السلام) ØŸ! ولماذا هذا Ø§Ù„Ø¥Ø®ÙØ§Ø¡ لذكر ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء(عليها السلام)ØŸ! ثم لماذا هذه التغطية على مكانة الإمام (عليه السلام) عند النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŸ!. ÙˆØØ³Ø¨ Ù€ جميع مطالعاتي Ù€ لم أرى من ذكر أنّ الإمام عليّ (عليه السلام) دخل مع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة ÙØ§Ù„جميع يذكرون أبا بكر Ùقط، كما طرأ ÙÙŠ ذهني سؤال آخر: وهو أنّ وصول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة المنورة إذا كان ÙÙŠ شهر ربيع الأوّل، Ùلماذا نعتبر العام الهجري من أوّل شهر Ù…ØØ±Ù‘م؟!. وهكذا Ø¥Ù†Ù‚Ø¯ØØª ÙÙŠ ذهني أسئلة كثيرة لم أجد لها ÙÙŠ كتبنا Ù€ أبناء العامة Ù€ ولاعند علمائنا جواباً، ÙØ¨Ù‚يت ØØ§Ø¦Ø±Ø§Ù‹ Ø£Ø¨ØØ« عن مخرج لها، وأدركت أن لامخرج من هذه الدوامة إلاّ Ø¨Ø§Ù„Ø¨ØØ« والمطالعة والاستقصاء، ÙØ´Ù…رت عن سواعد الجدّ وخضت ÙÙŠ عباب القراءة لأصل إلى الØÙ‚يقة ". ÙˆØ¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ بادر الشيخ مبارك إلى هذا الأمر، وقد تنبّه صديقه راشد الغنوشي إلى تØÙˆÙ„Ù‡ التدريجي، Ùلمّا سمع بأنّه إنتمى إلى التشيع أسرع إلى زيارته. Ùيقول الشيخ مبارك بعداش: " جاء راشد الغنوشي إلى منزلنا بعد أن ____________ 1- أنظر: الامالي للطوسي: 471 (1031) Ø¨ØØ§Ø± الأنوار للمجلسي: 19 / 64 Ù€ 67ØŒ ØªÙØ³ÙŠØ± البرهان Ù„Ù„Ø¨ØØ±Ø§Ù†ÙŠ: 1 / 332ØŒ المناقب لابن شهراشوب: 1 / 183 Ùˆ 184ØŒ أمتاع الاسماع للمقريزي: 1 / 48. تشيّعت Ùلم يجدني، وبØÙƒÙ… الصداقة القوية التي بيني وبينه، دعاه من ÙÙŠ الدار للدخول إلى المكتبة والانتظار ريثما أعود، ÙØ¯Ø®Ù„ هو ÙˆØ£ØØ¯
أصدقاءنا إلى المكتبة، وأخذا يتأملان ÙÙŠ الكتب ÙˆÙŠØ¨ØØ«Ø§Ù† لعلهما يجدان عندي كتباً شيعية، Ùلم يجدا شيئاً من هذا القبيل، ثم سألا زوجتي! هل ØØ¯Ù‘ثك الشيخ عن معتقد جديد؟. Ùقالت لهما: لم أسمع منه شيئاً بخصوص ذلك، إلاّ أنّه كان ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© الأخيرة كثير المطالعة والتتبع. وبعودتي إلى المنزل إلتقيت بهما، Ùقال لي راشد: هنئنا! هل تشيعت؟ Ùقلت له: إنني أسالك عن ثلاثة أمور ÙØ¥Ù† أجبتني عنها تخليت عن التشيع. Ùقال: لاأريد أسئلتك لأنّنا لانستطيع أن نجاري الشيعة ÙÙŠ النقاش والØÙˆØ§Ø±ØŒ Ùهم ØØ²Ø¨ قد شيدوا معتقدهم وأØÙƒÙ…وا بناءه منذ زمن قديم، ولهم تاريخ ØØ§ÙÙ„ من أيام الإمام عليّ (عليه السلام) !. ÙØ§Ø³ØªØºØ±Ø¨Øª من جوابه! وكان اعتراÙÙ‡ هذا Ù…ØÙّزاً لتمسكي بالتشيع، وذلك لأنّني كنت أظن أنّ الشيعة أضع٠منّا، وإذا برائد ØØ±ÙƒØ© الأخوان ÙÙŠ تونس يقرّ بضع٠العامة Ù€ قديماً ÙˆØØ¯ÙŠØ«Ø§Ù‹ Ù€ أمام الإمامية، Ùوجدت من غير اللائق لأيّ عاقل أن ÙŠØªØ³Ù„Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¹ØµØ§ ويترك السيÙ!. ومن ذلك الØÙŠÙ† منّ الله تبارك وتعالى علىّ بالاهتداء إلى مذهب العترة (عليهم السلام) ØŒ ÙØªØ´Ø±Ùت باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ÙÙŠ عقد الثمانينات ÙÙŠ بلادي تونس، بعد عناء وجهد مكث٠بذلته ÙÙŠ المطالعة ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ« ". ويضي٠الشيخ مبارك قائلا: " أنا اليوم بØÙ…د الله تعالى أعمل قدر وسعي مع إخواني المؤمنين على نشر مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ وقد ÙˆÙقنا الله تعالى إلى ØØ¯Ù‘ ما ÙÙŠ جذب الكثير إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) من خلال التوعية والتبليغ".
|