مناظرة الكراجكي مع رجل من العامة
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 03:19 AM | المشاهدات: 3661
مناظرة الكراجكي مع رجل من العامة قال الشيخ الكراجكي (1) Ù€ اعلى الله مقامه Ù€ : سألني رجل من أهل الخلا٠Ùقال : إنا نراكم معشر الشيعة تكثرون القول بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب Ù€ عليه السلام Ù€ Ø£ÙØ¶Ù„ من أبي بكر وعمر وعثمان ØŒ وتناظرون على ذلك ØŒ وترددون هذا الكلام ØŒ وإطلاق هذا Ø§Ù„Ù„ÙØ¸ منكم يضاد مذهبكم ØŒ ويناقض معتقدكم ØŒ ولستم تعلمون أن Ø§Ù„ØªÙØ¶ÙŠÙ„ بين الشيئين لا يكون إلا وقد شمل Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ لهما ØŒ ثم زاد ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا على ØµØ§ØØ¨Ù‡ ØŒ وأن ذلك لا يجوز مع تعرّي Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا من خلال Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ على كل ØØ§Ù„ ØŒ Ù„ÙÙ…ÙŽ جهلتم ذلك من معنى الكلام ØŸ ÙØ¥Ù† زعمتم أن لابي بكر وعمر وعثمان قسطا من Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ يشملهم به ØŒ ÙŠØµØ Ø¨Ù‡ القول أن أمير المؤمنين Ù€ عليه السلام Ù€ Ø£ÙØ¶Ù„هم ØŒ تركتم مذهبكم ÙˆØ®Ø§Ù„ÙØªÙ… سلÙكم ØŒ وإن مضيتم على أصلكم ونÙيتم عنهم جميع خلال Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ على ما عهد من قولكم لم ÙŠØµØ Ø§Ù„Ù‚ÙˆÙ„ بأن أمير المؤمنين Ù€ عليه السلام Ù€ Ø£ÙØ¶Ù„ منهم. Ùقلت له : ليس ÙÙŠ إطلاق أن القول بأن أمير المؤمنين Ù€ عليه السلام Ù€ Ø£ÙØ¶Ù„ من أبي بكر وعمر وعثمان ما يوجب على قائله ماذكرتم Ùيالسؤال. والشيعة أعر٠من خصومهم بمواقع Ø§Ù„Ø§Ù„ÙØ§Ø¸ ومعاني الكلام ØŒ وذلك : أن Ø§Ù„ØªÙØ¶ÙŠÙ„ ØŒ وإن كان كما ÙˆØµÙØª يكون بين الشيئين إذا اشتركا ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ وزاد Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا على الاخر Ùيه ØŒ Ùقد ÙŠØµØ Ø£ÙŠØ¶Ø§ Ùيهما إذا اختص Ø¨Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا ØŒ وعرى الاخر منه ØŒ ويكون معنى قول القائل : هذا Ø£ÙØ¶Ù„ من هذا ØŒ أنه Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„ دونه ØŒ وأن الاخر لا ÙØ¶Ù„ له ØŒ وليس ÙÙŠ هذا خروج عن لسان العرب ØŒ ولا Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© لكلامها ØŒ وكتاب الله تعالى يشهد به ØŒ وأن أشعار المتقدمين يتضمنه ØŒ قال الله جلّ اسمه : ( Ø£ØµØØ§Ø¨ الجنة يومئذ٠خيرٌ مستقرا ÙˆØ£ØØ³Ù†Ù مقيلاً ) (2). يعني أنهم خير من Ø£ØµØØ§Ø¨ النار ØŒ وقد علم أن Ø£ØµØØ§Ø¨ النار Ø£ØµØØ§Ø¨ شر ØŒ ولا خير Ùيهم. ووص٠النار ÙÙŠ آية أخرى Ùقال : ( بل كـذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا ØŒ إذا رأتهم من كان بعيد سمعوا لها تغيظا وزÙيرا ) إلى قوله ( وادعوا ثبورا ) (3) ثم قال : ( قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون ØŒ كانت لهم جزأً ومصيرا ) (4). ÙØ°ÙƒØ± Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أن الجنة وما أعد Ùيها خير من النار ØŒ ونØÙ† نعلم أنه لا خير ÙÙŠ النار. وقال تعالى ÙÙŠ Ø¢ÙŠØ©Ù Ø£ÙØ®Ø±Ù‰ : ( قل Ø£ÙØ£Ù†Ø¨Ø¦ÙƒÙ… بشر٠من ذلكم النار وعدها الله الذين ÙƒÙØ±ÙˆØ§ ØŒ وبئس المصير ) (5). وقال : ( وهـو أهـون عليه ) (6). والمعنى ÙÙŠ ذلك هين ØŒ لان شيئا لا يكون أهون على الله من شيء ØŒ Ùكذلك قولنا : هذا Ø£ÙØ¶Ù„ ØŒ يكون المراد به هذا Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„. وليس بعد إيراد هذه الايات لبسٌ ÙÙŠ السؤال يعترض العاقل ØŒ وقد قال ØØ³Ø§Ù† بن ثابت ÙÙŠ رجل هجا سيدنا رسول الله Ù€ صلّى الله عليه وآله وسلّم Ù€ من المشركين : هجوتَ Ù…ØÙ…دا برا تقيـا *** وعند الله ÙÙŠ ذاك الجزاء أتهجوه ولست له بكÙـؤ *** ÙØ´Ø±ÙƒÙ…ا لخيركما ÙØ¯Ø§Ø¡ (7) وقد علمنا أنه لا شر ÙÙŠ النبي Ù€ صلّى الله عليه وآله وسلّم Ù€ ØŒ ولا خير Ùيمن هجاه. وقال غيره من الجاهلية : خالي بنو أنَس٠وخال سراتهم *** أوس ØŒ ÙØ£ÙŠÙ‡Ù…ا أدق وألأم يريد ÙØ£ÙŠÙ‡Ù…ا الدقيق واللئيم ØŒ وليس المعنى Ùيه أن الدقة واللؤم قد اشتملا عليهما ثم زاد Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا على ØµØ§ØØ¨Ù‡ Ùيهما. وعلى هذا المعنى ÙØ³Ø±Ù‘ÙŽ عثمان بن الجني (8) قول المتنبي : أعق خليليه الصÙيين لائمه. وأنهما لم يشتركا ÙÙŠ العقوق ثم زاد Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا على الاخر ØµØ§ØØ¨Ù‡ Ùيه ØŒ مع كونهما خليلين صÙيين ØŒ وإنمـا المـراد إن الذي يستØÙŠÙ„ منهما عن Ø§Ù„ØµÙØ§ ØŒ Ùيصير عاقّا لائمه. والشواهد ÙÙŠ ذلك كثيرة ØŒ ÙˆÙيما أوردته منها ÙƒÙØ§ÙŠØ© ÙÙŠ إبطال ما ألزمت ØŒ ودلالة على أن الشيعة ÙÙŠ قولها إن أمير المؤمنين Ù€ عليه السلام Ù€ Ø£ÙØ¶Ù„ من أبي بكر وعمر وعثمان ØŒ لم تناقض لها مذهبا ØŒ ولا Ø®Ø§Ù„ÙØª معتقدا ØŒ وإن المراد بذلك أنه Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„ دونهم ØŒ والمختص بهذا الوص٠عنهم ØŒ ÙØªØ£Ù…Ù„ ذلك تجده صØÙŠØØ§ ØŒ والØÙ…د لله. على أن من الشيعة من امتنع من إطلاق هذا المقال عند تØÙ‚يق الكلام ØŒ ويقول ÙÙŠ الجملة : إنه Ù€ عليه السلام Ù€ بعد رسول الله Ù€ صلّى الله عليه وآله وسلّم Ù€ Ø£ÙØ¶Ù„ الناس ØŒ ÙØ³Ø¤Ø§Ù„Ùƒ ساقط عنه ØŒ إذ كان لا ÙŠÙ„ÙØ¸ بما ذكرته إلاّ على المجاز. Ùلما سمع السائل الجواب اعتر٠بأنه الصواب ØŒ ولم يزد ØØ±Ùا ÙÙŠ هذا الباب ØŒ والØÙ…د لله على خيرته من خلقه سيدنا Ù…ØÙ…د رسوله وآله الطيبين الطاهرين وسلامه وبركاته (9). ____________ (1) هو : أبو Ø§Ù„ÙØªØ Ù…ØÙ…د بن علي بن عثمان المعرو٠بالكراجكي ØŒ من أجلاّء علماء ÙˆÙقهاء ورؤساء الشيعة ÙÙŠ ØÙ„ب ØŒ له عدة كتب منها عدة المصير ÙÙŠ صØÙŠØ الغدير ØŒ التلقين لاولاد المؤمنين ØŒ ردع Ø§Ù„ØØ§ØµÙ„ وتنبيه الغاÙÙ„ ØŒ نهج البيان ÙÙŠ مناسك النسوان ØŒ روضة العابدين ØŒ كنز الÙوائد ØŒ وغيرها ØŒ وكان جوّالاً بين دمشق وبغداد ÙˆØÙ„ب وطبرية وصيدا وصور وطرابلس ØŒ ومن شيوخه : الشيخ المÙيد والشري٠المرتضى وغيرهم من أجلة العلماء ØŒ ومن تلاميذه : المÙيد النيسابوري ØŒ وعبد العزيز الطرابلسي وغيرهما. والكراجكي من أئمة عصره ÙÙŠ الÙقه والكلام والÙÙ„Ø³ÙØ© والطب والÙلك والرياضيات وغيرها من العلوم ØŒ قال عنه العماد الØÙ†Ø¨Ù„ÙŠ : كان Ù†ØÙˆÙŠØ§Ù‹ لغوياً ØŒ منجماً طبيباً متكلماً متقناً ØŒ من كبار Ø£ØµØØ§Ø¨ الشري٠المرتضى ØŒ وتوÙÙŠ ÙÙŠ ØÙˆØ§Ø¯Ø« سنة 499 هـ. راجع ترجمته ÙÙŠ : شذرات الذهب ج3 ص283 ÙÙŠ ØÙˆØ§Ø¯Ø« سنة 499 هـ ØŒ سير أعلام النبلاء ج18 ص121 ØŒ لسان الميزان ج5 ص300 ØŒ مرآة الجنان ج3 ص69 Ù€ 70. (2) سورة Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ان : الاية 24. (3) سورة Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ان : الاية 11 Ù€ 14. (4) سورة Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ان : الاية 15. (5) سورة Ø§Ù„ØØ¬ : الاية 72. (6) سورة الروم : الاية 27. (7) ديوان ØØ³Ø§Ù† بن ثابت ص9 ØŒ من قصيدة ÙŠÙ…Ø¯Ø Ùيها النبي Ù€ صلّى الله عليه وآله وسلّم Ù€ قبل ÙØªØ مكة ويهجو أبا سÙيان. (8) أبو Ø§Ù„ÙØªØ عثمان بن جني ولد ونشأ ÙÙŠ الموصل وسكن وتوÙÙŠ ببغداد عام ( 392 هـ ) ØŒ من أكابر علماء النØÙˆ والصر٠والادب وهو من أساتذة الشريÙين الرضي والمرتضى ØŒ وله Ù…Ø¤Ù„ÙØ§Øª عديدة ومنها Ø´Ø±Ø Ø¯ÙŠÙˆØ§Ù† المتنبي. (9) كنز الÙوائد للكراجكي ج2 ص57.
|