مناظرة الشيخ الكراجكي مع بعضهم ÙÙŠ القول بأن أمير المؤمنين عليهم السلام اسلم
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 03:17 AM | المشاهدات: 3693
مناظرة الشيخ الكراجكي مع بعضهم ÙÙŠ القول بأن أمير المؤمنين عليهم السلام اسلم اعلموا Ù€ أيدكم الله Ù€ أن المخالÙين لشدة عداوتهم لاَمير المؤمنين ألقوا شبهة موّهوا بها على المستضعÙين، وجعلوا لها طريقاً، يسلكها من يروم Ù†ÙÙŠ Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„ام عن أمير المؤمنين عليه السلام . وذلك أنهم قالوا: إنما ÙŠØµØ Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„ام ممن كان ÙƒØ§ÙØ±Ø§Ù‹ØŒ ÙØ£Ù…ا من لم يك قط ذا ÙƒÙØ± ولا ضلال، Ùلا يجوز أن يقال أنه أسلم، وإذا كان علي بن أبي طالب عليه السلام لم ÙŠÙƒÙØ± قط، Ùلا ÙŠØµØ Ø§Ù„Ù‚ÙˆÙ„ بأنه أسلم . وهذا ملعنة من النصاب لا تخÙÙ‰ على أولي الاَلباب، يتشبثون بها إلى Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø ÙÙŠ أمير المؤمنين عليه السلام ØŒ ÙˆØ§Ù„Ø±Ø§ØØ© من أن يسمعوا القول بأنه أسلم قبل سائر الناس، وقد تعدتهم هذه الشبهة، ÙØµØ§Ø±Øª ÙÙŠ مستضعÙÙŠ الشيعة، ومن لا خبرة له بالنظر والاَدلة، ØØªÙ‰ إني رأيت جماعةً منهم يقولون هذا المقال، ويستعظمون القول بأن أمير المؤمنين عليه السلام أسلم أتم استعظام. وقد نبهتهم على أن هذه الشبهة مدسوسة عليهم، وأن أعداءهم ألقوها بينهم، Ùمنهم من قبل ما أقول، ومنهم من أصر على ما يقول . وقد كنت اجتمعت Ø¨Ø£ØØ¯ الناصرين لهذه الشبهة من الشيعة، Ùقلت له: أتقول إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام مسلم؟ Ùقال: لا يسعني غير ذلك. Ùقلت له: Ø£ÙØªÙ‚ول إنه يكون مسلماً من لم يسلم؟ Ùقال: إن قلت بأنه أسلم، لزمني الاÙقرار بأنه قبل إسلامه لم يكن مسلماً، ولكني أقول: إنه ولد مسلماً مؤمناً. Ùقلت: هذا كقولك إنه ولد ØÙŠØ§Ù‹ قادراً، وهو يؤديك إلى أن الله تعالى خلق Ùيه Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„ام والاÙيمان، كما خلق Ùيه القدرة والØÙŠØ§Ø©ØŒ ويدخل بك ÙÙŠ مذهب أهل الجبر، ويبطل عليك القول Ø¨ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© أمير المؤمنين عليه السلام ÙÙŠ Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„ام، وما يستØÙ‚ عليه من الاَجر . ÙØ§Ø®ØªØ± Ù„Ù†ÙØ³Ùƒ: إما القول بأن إسلامه وإيمانه ÙØ¹Ù„ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ØŒ وأنه ولد مسلماً ومؤمناً، وإن ساقك إلى ما ذكرناه . وإما القول بأن الله تعالى أوجده ØÙŠØ§Ù‹ قادراً ثم آتاه عقلاً، وكلَّÙÙ‡ بعد هذا، ÙØ£Ø·Ø§Ø¹ØŒ ÙˆÙØ¹Ù„ ما أمر به مما يستØÙ‚ جزيل الاَجر على ÙØ¹Ù„ه، ÙØ¥Ø³Ù„امه وإيمانه من Ø£ÙØ¹Ø§Ù„Ù‡ الواقعة Ø¨ØØ³Ø¨ قصده وإيثاره، وإن أدراك ÙÙŠ وجوده قبل ÙØ¹Ù„Ù‡ إلى ما وصÙناه. ÙØÙŽÙŠÙ‘ÙŽØ±Ù‡ هذا الكلام، ولم يجد Ùيه ØÙŠÙ„ةً من جواب. ومما يجب أن يكلم به ÙÙŠ هذه المسألة أهل Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØŒ أن يقال لهم: Ù„ÙÙ…ÙŽ زعمتم أنه لم يسلم إلا من كان ÙƒØ§ÙØ±Ø§Ù‹ØŸ ÙØ¥Ù† قالوا: لاَن من ØµØ Ù…Ù†Ù‡ وقوع Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„ام Ùهو قبله عار٠منه، وإذا عري منه كان على ضده، وضده Ø§Ù„ÙƒÙØ±. قيل لهم: لمَ زعمتم أنه إذا عري منه كان على ضده؟ وما أنكرتم من أن يخلو منهما، Ùلا يكون على Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا؟ ÙØ¥Ù† قالوا: إن ترك الدخول ÙÙŠ Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„ام هو ضده، لاَنه لا ÙŠØµØ Ø§Ø¬ØªÙ…Ø§Ø¹ الترك والدخول، Ùمتى كان تاركاً كان ÙƒØ§ÙØ±Ø§Ù‹ØŒ لاَن معه الضد. قيل لهم: إنما يلزم ما ذكرتم، متى وجدت شريعة Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„ام، ولزم العمل بها، وعلم العبد وجوبها عليه بعد وجودها، ÙØ£Ù…ا إذا لم يكن نزل به الوØÙŠØŒ ولا لزم المكل٠منها أمر ولا نهي، ÙØ¥Ù„زامكم Ø§Ù„ÙƒÙØ± جهل وغي. ÙØ¥Ù† قالوا: قد سمعناكم تقولون: إن الوØÙŠ Ù„Ù…Ø§ نزل على النبي صلى الله عليه وآله بتبليغ Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„ام دعا إليه أمير المؤمنين عليه السلام Ùلم يجبه عند الدعاء، وقال له: أجلني الليلة، وتعدون هذا له ÙØ¶ÙŠÙ„ة، ÙˆÙيه أنه قد ترك الدخول ÙÙŠ Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„ام بعد وجوده. قلنا: هو كذلك، لكنه قبل علمه بوجوبه، وهذه المدة التي سأل Ùيها الاÙنظار هي زمان مهلة النظر، التي أباØÙ‡Ø§ الله تعالى للمستدل، ولو مات قبل اعتقاد الØÙ‚ لم يكن على غلط، وهكذا رأيناكم ØªÙØ³Ø±ÙˆÙ† قول إبراهيم عليه السلام لما ( رَأَى كَوْكَبَاً قَالَ هَذَا رَبّÙÙŠØŒ Ùَلَمّاَ Ø£ÙŽÙÙŽÙ„ÙŽ قَالَ لاَ Ø£ÙØÙØ¨Ù‘٠الآÙÙÙ„Ùينَ ) (1) ØŒ إلى تمام قصته عليه السلام . وقوله: ( Ø¥ÙنّÙÙŠ بَرÙيءٌ مّÙمَا ØªÙØ´Ù’ركÙونَ * إنّÙÙŠ وَجَّهْت٠وَجْهÙÙŠÙŽ Ù„ÙلَّذÙÙŠ Ùَطَرَ السَّمَوَات٠وَالاَرْضَ ØÙŽÙ†ÙÙŠÙَاً وَمَا أنَا Ù…ÙÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ù…ÙØ´Ù’رÙÙƒÙينَ ) (2) ØŒ وتقولون: إن هذا منه كان استدلالاً، وهي ÙÙŠ زمان مهلة النظر التي وقع عقيبها العلم بالØÙ‚ . ÙØ¥Ù† قالوا: Ùما تقولون ÙÙŠ أمير المؤمنين عليه السلام قبل Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„ام ØŸ وهل كان على شيء من الاعتقادات؟ قيل لهم: الذي نقول Ùيه أنه كان ÙÙŠ صغره عاقلاً مميزاً، وكان ÙÙŠ الاعتقاد على مثل ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله قبل Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„ام، من استعماله عقله، ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© بالله تعالى ÙˆØØ¯Ù‡ØŒ وإن ذلك ØØµÙ„ من تنبيه الرسول صلى الله عليه وآله ØŒ ÙˆØªØØ±ÙŠÙƒ خاطره إليه، ÙˆØØµÙ„ للرسول من ألطا٠الله تعالى، التي ØØ±ÙƒØª خواطره إلى Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„ام والاعتبار، ولم يكن منهما من سجد لوثن، ولا دان بشرع متقدم . ÙØ£Ù…ا الاَمور الشرعية Ùلم تكن ØØ§ØµÙ„ةً لهما، Ùلما Ø¨ÙØ¹Ø« رسول الله صلى الله عليه وآله لزم أمير المؤمنين عليه السلام الاÙقرار به، والتصديق له، وأخذ الشرع منه. وإنما قال له: أجلني الليلة ليعتبر Ùيقع له العلم واليقين مع اعتقاد التصديق لرسول رب العالمين، Ùلما ثبت له ذلك أقَرَّ بالشهادتين، مجدداً للاÙقرار بالله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ØŒ وشاهداً ببعثة رسول الله صلى الله عليه وآله . ÙØ¥Ù† قالوا: ÙØ£Ù†ØªÙ… إذاً تقولون إن رسول الله صلى الله عليه وآله أسلم؟ وهذا أعظم من الاَÙولى. قيل لهم: إن العظيم ÙÙŠ العقول هو الانصرا٠من هذا القول، ÙØ¥Ù† لم تÙهموا Ùيه ØØ¬Ø© العقل Ùما تصنعون ÙÙŠ دليل السمع، وقد قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله: ( Ù‚Ùلْ Ø¥ÙنّÙÙŠ Ø£ÙÙ…ÙØ±Ù’ت٠أَنْ Ø£ÙŽÙƒÙونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ، وَلاَ تَكÙونَنَّ Ù…ÙÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ù…ÙØ´Ù’رÙÙƒÙينَ ) (3) وقوله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡: ( Ù‚Ùلْ Ø¥Ùنَّ Ù‡ÙØ¯ÙŽÙ‰ الله Ù‡ÙÙˆÙŽ Ø§Ù„Ù‡ÙØ¯ÙŽÙ‰ وأÙÙ…ÙØ±Ù’نَا Ù„ÙÙ†ÙØ³Ù’لمَ Ù„ÙØ±ÙŽØ¨Ù‘٠العَالَمÙينَ ) (4) ØŒ وقوله: ( ÙÙŽØ¥Ùنْ ØÙŽØ¢Ø¬Ù‘Ùوكَ ÙÙŽÙ‚Ùلْ أَسْلَمْت٠وَجْهيَ لله٠وَمَن٠اتَّبَعَني، ÙˆÙŽÙ‚ÙÙ„ لّلَّذÙينَ أوتÙوا الكتَابَ وَالاَمّÙييّÙÙ†ÙŽ أأسلَمتم ÙØ¥Ù†Ù’ أَسلموا Ùقد اهتدوا وَإن تَوَلَّوا ÙØ¥Ù†Ù‘َما عَليكَ البلاغ٠والله٠بصيرٌ بالعباد٠) (5) . ونظير ذلك كثير ÙÙŠ القرآن، ÙÙƒÙŠÙ ÙŠØµØ Ù‡Ø°Ø§ Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„ام من الرسول ولم يكن قط ÙƒØ§ÙØ±Ø§Ù‹ØŒ وهل بعد هذا البيان شك يعترض عاقلاً ؟؟ ثم يقال لهم: إذا كان لا يسلم إلاّ من كان ÙƒØ§ÙØ±Ø§Ù‹ØŒ Ùما تقولون ÙÙŠ إسلام إبراهيم الخليل عليه السلام ولم يكن قط ÙƒØ§ÙØ±Ø§Ù‹ØŒ ولا عبد وثناً، ØÙŠÙ† ( قالَ له٠رَبّÙÙ‡ أَسلÙÙ… قال Ø£Ø³Ù„Ù…ØªÙ Ù„ÙØ±Ø¨Ù‘٠العالمينَ * ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بَنيَّ إنَّ اللهَ اصطÙÙ‰ لكÙم٠الدّÙين Ùَلا تَموتÙنَّ إلاّ وأنتم Ù…ÙØ³Ù„مون ) (6) . Ùقد تبين لكم Ù€ أيها الاَخوة ثبتكم الله على الاÙيمان Ù€ ما تضمنه هذا Ø§Ù„ÙØµÙ„ من البيان عن ØµØØ© إسلام أمير المؤمنين عليه السلام . وأنا أتكلم بعد هذا على الذين قالوا إنه عليه السلام قد أسلم، ولكن لم يكن السابق الاَول ØŒ وزعمهم أن المتقدم على جميع الناس أبو بكر (7) . ____________ (1) سورة الاَنعام: الآية 76 . (2) سورة الاَنعام: الآية 78 Ùˆ 79 . (3) سورة الاَنعام: الآية 14 . (4) سورة الاَنعام: الآية 71 . (5) سورة آل عمران: الآية 20 . (6) سورة البقرة : الآية 131 Ùˆ 132 . (7) كنز الÙوائد للكراجكي: ج1 ص 257 Ù€ 261 .
|