مناظرة البهلول مع عمرو بن عطاء ÙÙŠ ÙØ¶Ù„ أهل البيت عليهم السلام
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 03:15 AM | المشاهدات: 3836
مناظرة البهلول مع عمرو بن عطاء ÙÙŠ ÙØ¶Ù„ أهل البيت عليهم السلام ØÙƒÙ‰ ØµØ§ØØ¨ المجالس عن الشيخ الاَجل المتكلم Ù…ØÙ…د بن جرير بن رستم الطبري انّه روى ÙÙŠ كتاب Ø§Ù„Ø§ÙŠØ¶Ø§Ø Ø£Ù† البهلول كان ماراً ÙÙŠ بعض أزقة البصرة ÙØ±Ø£Ù‰ جماعة يسرعون ÙÙŠ المشي أمامه Ùقال لرجل منهم : هؤلاء البهائم الشاردون بلا راع إلى أين يذهبون ØŸ! Ùقال له ذلك الرجل من باب Ø§Ù„Ù…Ø²Ø§Ø : يطلبون الماء والكلأ !! Ùقال له البهلول : كي٠ذلك مع قلة الØÙ…Ù‰ والمنع الشديد ØŒ والله لقد كان العل٠كثيراً رخيصاً ولكنهم Ø£ØØ±Ù‚وه بالنار ØŒ ثم أنشد هذه الاَبيات : بـرئت إلــى الله من ظالم *** لسبط النبــي أبي القاسـم ودنــت إلهي Ø¨ØØ¨ الوصي *** ÙˆØØ¨ النبي أبـي ÙØ§Ø·Ù€Ù€Ù… وذلك ØÙ€Ù€Ù€Ø±Ø² من النائبات *** ومـن كل متهــمغاشـم بهم أرتجـي الÙوز يوم المعاد *** وأنجو غداً من لظى ضارم Ùلما سمعوا كلامه رجعوا إليه ØŒ وقالوا له : إنهم ذاهبون إلى مجلس والي البصرة Ù…ØÙ…د بن سليمان ابن عم الرشيد .
Ùقال : لاَي شيء٠تذهبون إليه ØŸ Ùقالوا : إن عمرو بن عطاء العدوي من أولاد عمر بن الخطاب ØŒ ومن علماء الزمان ØØ¶Ø± مجلسه ØŒ ونريد تØÙ‚يق ØØ§Ù„Ù‡ ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ© مبلغ ÙØ¶Ù„Ù‡ وكماله ØŒ وإن كنت تذهب معنا لتناظره كان ذلك ØØ³Ù†Ø§Ù‹ ! Ùقال لهم بهلول : ويلكم ØŒ مجادلة العاصي توجب زيادة جرأته على العصيان ØŒ ويمكن أن توقع Ø£ØµØØ§Ø¨ البصيرة ÙÙŠ الشبهة ØŒ ولا شكّ ÙÙŠ وجود الله تعالى ØŒ ولا شبهة ÙÙŠ الØÙ‚ ولا التباس ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ كنتم من أهل Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© تقنعون بما أخذتم من أهل Ø§Ù„Ø¹Ø±ÙØ§Ù† . Ùلما يئسوا منه ذهبوا إلى مجلس Ù…ØÙ…د بن سليمان ØŒ ÙˆØÙƒÙˆØ§ له ما جرى لهم مع البهلول ØŒ ÙØ£Ù…ر غلمانه Ø¨Ø¥ØØ¶Ø§Ø±Ù‡ ÙØ£ØØ¶Ø±ÙˆÙ‡ ØŒ Ùلما وصل إلى قرب دار Ù…ØÙ…د بن سليمان ØŒ قام عمرو بن عطاء العدوي واستأذن Ù…ØÙ…د بن سليمان ÙÙŠ مناظرة بهلول؟ ÙØ¥Ø°Ù† له . Ùلما وصل بهلول إلى الدار قال : السلام على من اتبع الهدى وتجنب الضلالة والغوى . Ùقال عمرو بن عطاء : السلام على المسلمين ØŒ إجلس يا بهلول ØŸ Ùقال بهلول : أتأمرني بشيء لا مدخل لك Ùيه ØŒ وتتقدم Ùيه على رجل ÙØ¶Ù„Ù‡ عليك ظاهر ØŒ ومثلك ÙÙŠ هذا الباب مثل رجل Ø·Ùيلي على خوان رجل آخر ويريد أن يمتن على الناس ويعطيهم من هذا الخوان !! ÙØ¨Ù‚ÙŠ عمرو بن عطاء مبهوتاً لا ÙŠØÙŠØ± جواباً !! ÙØÙŠÙ†Ø¦Ø°Ù Ù‚Ø§Ù„ Ù…ØÙ…د بن سليمان لعمرو بن عطاء : كنت تريد أن تناظره ØŒ وهو ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ« الورود جعلك ساكتاً مبهوتاً ! Ùقال بهلول : أيها الاَمير هذا الاَمر ليس صعباً عند الله تعالى ØŒ أما قرأت قوله تعالى : ( ÙØ¨Ù‡ØªÙŽ Ø§Ù„Ø°ÙŠ ÙƒÙØ±ÙŽ ÙˆØ§Ù„Ù„Ù‡Ù Ù„Ø§ يهدي القومَ الظالمين ) (1). ثم قال Ù…ØÙ…د بن سليمان للبهلول : المجلس مجلسي وقد أذنت لك ÙÙŠ الجلوس ! ÙØ¯Ø¹Ø§ له بهلول Ùقال : عمر الله مجلسك ØŒ وأسبغ نعمه عليك ØŒ ÙˆØ£ÙˆØ¶Ø Ø¨Ø±Ù‡Ø§Ù† الØÙ‚ لديك ØŒ وأراك الØÙ‚ ØÙ‚اً ØŒ وأعانك على اتباعه ØŒ وأراك الباطل باطلاً ØŒ وأعانك على اجتنابه . Ùقال عمرو بن عطاء : يا بهلول التزم طريق الØÙ‚ وابتعد عن الهزل ØŒ وتكلم كلاماً ØØ³Ù†Ø§Ù‹ !ØŸ Ùقال بهلول : ويلك ! هل يوجد كلام Ø£ØØ³Ù† من هذا الكلام الاÙلهي ØŸ وهل يوجد كلام جدي غيره ØŸ ÙØ£Ù†Øª تكلم كلاماً تقياً ØŒ ولا تشر إلى عيوب الناس قبل أن تنظر ÙÙŠ عيب Ù†ÙØ³Ùƒ ! Ùقال عمرو بن عطاء : أنت ترى Ù†ÙØ³Ùƒ من مشهوري زمانك ØŒ وتدعي الاطلاع على المعار٠، ÙØ£Ø±ÙŠØ¯ إما أن تسألني أو أسألك ØŸ Ùقال بهلول : لا Ø£ØØ¨ أن أكون سائلاً ولا مسؤلاً !! Ùقال العدوي : لماذا ØŸ قال : لاَني إذا سألتك عن شيء لا تعلمه ØŸ لا تقدر أن تجيبني عنه ØŒ وإذا سألتني تسألني بطريق أهل التعنت والعناد ØŸ Ùيختلط الØÙ‚ بالباطل ØŒ والذين هم كذلك نهى الله تعالى عن مجالستهم بقوله تعالى : ( وإذا رأيتَ الَّذينَ ÙŠÙŽØ®Ùوضونَ ÙÙŠ آياتÙنا ÙØ£Ø¹Ø±Ùض عنهÙÙ… ØØªÙ‰ يخÙوضÙوا ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ«Ù غَيره٠وإÙما ÙŠÙنسينَّكَ الشيطان٠Ùلا ØªÙ‚Ø¹ÙØ¯ بعدَ الذكرى مع القوم٠الظالمين ) (2). Ùقال العدوي : إن كنت من أهل الاÙيمان ØŒ Ùقل لي ما هو الاÙيمان ØŸ Ùقال بهلول : قال مولاي Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د الصادق عليه السلام : الاÙيمان عقد بالقلب ØŒ وقول باللسان ØŒ وعمل Ø§Ù„Ø¬ÙˆØ§Ø±Ø ÙˆØ§Ù„Ø§ÙŽØ±ÙƒØ§Ù† . (3) Ùقال العدوي : تقول ان إمامك الصادق ! Ùيظهر من هذا انه ÙÙŠ زمانه لم يكن صادق غيره ØŸ Ùقال بهلول : هو كذلك (4) ØŒ ومع ذلك Ùهذا يجري عليك ÙØ¥Ù† سÙميَّ أبا بكر الصديق ØŒ Ùهل ÙÙŠ زمانه لم يكن صديق غيره ØŸ! Ùقال العدوي : بلى ØŒ لم يكن غيره ØŸ Ùقال بهلول : كلامك هذا ردٌ على الكتاب والسنة ØŒ أما الكتاب : Ùلأن الله تعالى جعل من آمن بالله ورسوله صدّÙيقاً ØŒ Ùقال : ( والذين آمنوا بالله ورسÙله أولئك Ù‡Ùم٠الصديقÙون ) (5) ØŒ وأما السنة Ùلأن الرسول صلى الله عليه وآله قال لبعض Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ : إذا ÙØ¹Ù„ت الخير كنتَ صدّÙيقاً (6) . Ùقال العدوي : إن أبا بكر سمي صدّÙيقاً لاَنه أول رجل صَدق الرسول صلى الله عليه واله . Ùقال بهلول : مع أن الاَولوية ممنوعة ØŒ تخصيصه بذلك خطأ ÙÙŠ اللغة ØŒ ورداً على الآية المذكورة ØŸ! ÙØªØ±Ùƒ العدوي هذه الجهة وجعل ينتقل معه من غصن إلى غصن إلى أن قال لبهلول : من إمامك ØŸ قال : إمامي من أوجب الرسول صلى الله عليه وآله له على الخلق الولاء ØŒ وتكاملت Ùيه الخيرات ØŒ وتنزّه عن الاَخلاق الدنيات ØŒ ذلك إمامي وإمام البريات. Ùقال له العدوي : ويلك إذاً لا ترى أن إمامك هارون الرشيد ØŸ Ùقال البهلول : أنت لاَي شيء٠ترى أن أمير المؤمنين خال من هذه Ø§Ù„ØµÙØ§Øª ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ù…د ØŒ والله إني لا أظن إلا أنك عدو لاَمير المؤمنين ØŒ مخال٠له ÙÙŠ الباطن وتظهر الاعتقاد Ø¨Ø®Ù„Ø§ÙØªÙ‡ ØŒ وأقسم بالله لو بلغه هذا الخبر لاَدبك تأديباً بليغاً. ÙØ¶ØÙƒ عند ذلك Ù…ØÙ…د بن سليمان ! وقال لعمرو بن عطاء : والله لقد ضيعك بهلول ØŒ وجعلك لا شيءَ ØŒ وأوقعك ÙÙŠ الورطة التي أردت أن توقعه Ùيها ØŒ وما Ø£ØØ³Ù† بالاÙنسان أن يبتعد عما لا ÙŠØØ³Ù†Ù‡ ØŒ وما Ø£Ù‚Ø¨Ø Ø¨Ù‡ أن يدخل ÙÙŠ شيء٠يعلم أنه ليس من أهله ØŒ ثمّ أمر بعض غلمانه ÙØ£Ø®Ø° بيد عمرو بن عطاء وأخرجه من المجلس ! وقال لبهلول : ما Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ إلا Ùيك ØŒ وما العقل إلا عندك ØŒ والمجنون من سماك مجنوناً ØŒ يا بهلول ØŒ أخبرني : أيهما Ø£ÙØ¶Ù„ علي بن أبي طالب عليه السلام أو أبو بكر؟ Ùقال بهلول : Ø£ØµÙ„Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ الاَمير : إن علياً من النبي صلى الله عليه وآله كالصنو من الصنو، والعضد من الذراع ØŒ وأبو بكر ليس منه ØŒ ولا يوازيه ÙÙŠ ÙØ¶Ù„Ù‡ إلا مثله ØŒ ولكل ÙØ§Ø¶Ù„ ÙØ¶Ù„Ù‡ ! ثم قال Ù…ØÙ…د بن سليمان لبهلول : أخبرني أولاد علي Ø£ØÙ‚ Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© أو أولاد العباس ØŸ ÙØ±Ø£Ù‰ بهلول أن المقام ØØ±Ø¬ ! ÙØ³ÙƒØª Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ من Ù…ØÙ…د ! Ùقال له Ù…ØÙ…د : لم لا تتكلم ØŸ Ùقال بهلول : أين للمجانين قوة تمييز وتØÙ‚يق هذه الاَمور (7) ØŸ! ____________ (1) سورة البقرة : الآية 258 . (2) سورة الاَنعام : الآية 68 . (3) راجع Ø¨ØØ§Ø± الاَنوار : ج 69 ص 65 Ø 13 وص 69 Ø 24 Ùˆ25 وج 77 ص 162 Ø1. (4) Ùقد جاء ÙÙŠ سبب تسمية الاÙمام الصادق عليه السلام بالصادق : عن أبي خالد الكابلي عن الاÙمام علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عليهما السلام ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ« له ...إلى أن قال عليه السلام : ومن بعد Ù…ØÙ…د ابنه Ø¬Ø¹ÙØ± واسمه عند أهل السماء الصادق ØŒ Ùقلت له : يا سيدي كي٠صار اسمه الصادق وكلهم صادقون ØŸ قال: ØØ¯Ø«Ù†ÙŠ Ø£Ø¨ÙŠ عن ابيه عليهما السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إذا ولد ابني Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د بن علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي بن أبي طالب ÙØ³Ù…وه الصادق ÙØ¥Ù† الخامس الذي من ولده الذي اسمه Ø¬Ø¹ÙØ± يدعي الاÙمامة اجتراءً على الله وكذباً عليه وهو عند الله Ø¬Ø¹ÙØ± الكذاب Ø§Ù„Ù…ÙØªØ±ÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ الله الخ ØŒ (راجع: Ø¨ØØ§Ø± الاَنوار : ج 36 ص 386 Ø 1 ØŒ علل الشرائع : ج 1 ص 234 ب 169) . (5) سورة Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ : الآية 19 . (6) روي عن الاÙمام الباقر عليه السلام عن الاÙمام علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عليهما السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : مايزال العبد يصدق ØØªÙ‰ يكتبه الله صديقاً ØŒ وما يزال العبد يكذب ØØªÙ‰ يكتبه الله كذاباً. (راجع: Ø¨ØØ§Ø± الاَنوار : ج 72 ص 235 Ø 2) . (7) أعيان الشيعة للاَمين : ج 3 ص 618 Ù€ 619 .
|