الإمامة بين الإعتقاد والإنتقاد
اختل٠المسلمون ÙÙŠ مسألة من أهم المسائل المتعلقة بالدين، وتنازعوا ÙÙŠ ما بينهم من أجل ÙˆØ¸ÙŠÙØ© من أخطر الوظائ٠المرتبطة بالشريعة والØÙŠØ§Ø©ØŒ ÙØ§Ùترقوا بسببها وانقسموا، واستعصى جمعهم على كلمة ÙˆØ§ØØ¯Ø© Ùيها.
ومن أجل التعري٠بمبدأ الإمامة ÙÙŠ الإسلام الذي Ø±ÙØ¶Ù‡ من Ø±ÙØ¶ØŒ واتخذه المسلمون الشيعة الإمامية الإثني عشرية أصلا رابعا من أصولهم الإعتقادية، كان لا بد من إجراء Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عنها مختصرا،تجنبا لملل القراء لأن الإمامة من Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø§ØØ« الكبرى التي تتطلب الإطالة Ø§Ø³ØªÙŠÙØ§Ø¡ لعناصرها.
تعريÙها: الإمامة من أم يؤم أما بمعنى قصد واتبع، والإمام هو المقصد والمتبع، لكونه Ù…ØØ±Ø²Ø§ لملكة القدوة والأسوة.
والإمامة هي الرئاسة العامة على المسلمين ÙÙŠ دينهم ودنياهم.
الإمامة واجبة عقلا وشرعا.
Ùمن جهة العقل، يكمن وجوبها ÙÙŠ ØØ§Ø¬Ø© الناس إلى من ينظم أمورهم الØÙŠØ§ØªÙŠØ©ØŒ وينتص٠لمظلومهم، ويأوي إليه ضعيÙهم، ويØÙƒÙ… Ùيهم بالعدل والسوية، ويبسط الأمن بينهم.
ومن جهة الشرع، تجب لأن بها تستمر الشريعة ÙÙŠ أدائها، ويكون المتصدي لها ÙÙŠ جميع أعماله القدوة والأسوة لرعيته.
شرائط الإمامة:
بلا شك ÙØ§Ù† للإمامة Ø£ØÙƒØ§Ù…ا يجب أن ØªØªÙˆÙØ± ÙÙŠ المتصدي لها، وإلا ÙØ§Ù†Ù‡ ÙŠØµØ¨Ø ØºØ§ØµØ¨Ø§ ومتعديا، وقد ذكرها الÙقهاء والمتكلمون
أولا:الذكورة Ùلا ØªØµØ Ø¥Ù…Ø§Ù…Ø© المرأة.
ثانيا: طهارة المولد Ùلا ØªØµØ Ø¥Ù…Ø§Ù…Ø© خبيث الولادة.
ثالثا: عدالة الشخص Ùلا ØªØµØ Ø¥Ù…Ø§Ù…Ø© الظالم.أما بالنسبة للإمامة الإلهية، ÙØ¥Ù† عصمة الإمام هي التي تØÙ„ Ù…ØÙ„ عدالة من سيلي أمر الأمة ÙÙŠ عصر الغيبة.
رابعا: العلم Ùلا ØªØµØ Ø¥Ù…Ø§Ù…Ø© قليل العلم أو الجاهل.
إن جسامة وخطورة وأهمية دور القيادة، ÙÙŠ أداء وتواصل واستمرار أي منظومة تشريعية، لمن Ø§Ù„ÙˆØ¶ÙˆØ Ø¨Ù…Ø§ كان، وضرورة وجودها ضمن عناصر ذلك التشريع، ÙˆÙˆØ¶ÙˆØ Ø§Ù„Ø±Ø¤ÙŠØ§ بخصوصها، دليل على تكامل ذلك التشريع، وعلامة على ØµØØªÙ‡ وسلامته وعاÙيته.
والدين الإسلامي ÙÙŠ مسألة الإمامة أو القيادة، غير منÙÙƒ عن الرسالات السابقة، Ùقد ØÙƒÙ…تهم جميعا أسس إلهية، جاءت لتكون قاعدة وركيزة قوية لها.
إن الدور الذي قام به الأنبياء والمرسلون، ÙÙŠ تبليغ رسالات ربهم Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى، والذي Ø¥Ù†ØØµØ± ÙÙŠ عنصرين أساسيين هما:
1- التبليغ عنه بما شمل البيان والتعليم، والالتزام بجميع ما تلقاه من ÙˆØÙŠØŒ والأخذ به والعمل بمقتضاه،أولا وقبل أي Ø£ØØ¯ من الناس،لأن إعطاء المثل، يندرج ضمن تكالي٠النبي أو الإمام.
2- التأسيس لنواة مجتمع مثالي، بما يشمل جميع أنشطة ذلك المجتمع، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وما يستلزمه من قيام دولة العدل الإلهي، التي أرادها الباري تعالى.
ومن هنا ØªØªØ¶Ø Ù…Ø¹Ø§Ù„Ù… Ø§Ù„Ø¥ØµØ·ÙØ§Ø¡ الإلهي، ويتجلى المقصد من الصÙوة الطاهرة، قال تعالى:"إن الله اصطÙÙ‰ آدم ÙˆÙ†ÙˆØØ§ وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض."
ÙˆØ§Ù„Ø¥ØµØ·ÙØ§Ø¡ هو إختيار الأمثل ÙˆØ§Ù„Ø£ØµÙ„Ø ÙˆØ§Ù„Ø£ÙˆÙ„Ù‰ØŒ وتيسر ذلك لله تعالى غير خا٠باعتباره الخالق العالم والعار٠والمطلع على سرائر مخلوقاته.قال تعالى:"وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة."
ÙØ§Ù„اختيار هنا خصوصية إلهية ممتنعة عن مخلوقاته، ØØªÙ‰ على أنبياءه ورسله.قال تعالى:" ليس لك من الأمر شيء". ÙØ¥Ø°Ø§ أقصي Ø£ÙØ¶Ù„ مخلوقاته تعالى، من أن يتناول مسألة من مسائل الأمر والنهي دونه، Ùكي٠يستأثر بها من هم خارج دائرة Ø§Ù„Ø¥ØµØ·ÙØ§Ø¡ الإلهي؟
من أمثلة Ø§Ù„Ø¥ØµØ·ÙØ§Ø¡ الإلهي ÙÙŠ القرآن الكريم الآية التي ذكرتها أولا، والتي أشارت إلى نقطة جوهرية خاصة Ø¨Ø§Ù„Ø§ØµØ·ÙØ§Ø¡ØŒ وهي تسلسله واتصاله ببعضه البعض، بلا انقطاع"ذرية بعضها من بعض" وبإعتبار أن الدين الإسلامي جزء من ذلك السياق الإلهي، ÙØ§Ù†Ù‡ معني Ø¨Ø§Ù„Ø¥ØµØ·ÙØ§Ø¡ وغير مستثنى، لأنه كما ذكرت من السنن الإلهية التي لا تتبدل ولا تتغير.
أمثلة على Ø§Ù„Ø¥ØµØ·ÙØ§Ø¡ الإلهي:
قال تعالى:"إن الله Ø§ØµØ·ÙØ§Ù‡ عليكم وزاده بسطة ÙÙŠ العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء."
قال أيضا:"يا مريم إن الله Ø§ØµØ·ÙØ§Ùƒ وطهرك ÙˆØ§ØµØ·ÙØ§Ùƒ على نساء العالمين."
وقال كذلك:"إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا."
ÙˆÙÙŠ الآيات الثلاث المذكورة بيان ÙƒØ§Ù Ù„Ù„Ø¥ØµØ·ÙØ§Ø¡ الإلهي، ÙÙÙŠ الأولى نجد أن الله تعالى قد إصطÙÙ‰ لبني إسرائيل طالوت ملكا(إماما ÙˆØØ§ÙƒÙ…ا وقائدا) واعترضوا على ذلك الاختيار الإلهي، طمعا ÙÙŠ أن يكون لهم نصيب Ùيه.قال تعالى:"أنى يكون له الملك علينا ونØÙ† Ø£ØÙ‚ بالملك منه ولم يؤت سعة من المال." وكان مقياسهم ÙÙŠ الإختيار مادي ØµØ±ÙØŒ لا يرقى إلى جواهر الأشياء ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ© ØÙ‚ائقها.
ÙˆÙÙŠ الآية الثانية اصطÙÙ‰ مريم بنت عمران عليها السلام، ÙˆÙÙŠ الثالثة اصطÙÙ‰ أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم،وكل٠الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ببيان من هم صÙوته ÙÙŠ أمته.
ولم يغادر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الدنيا، إلا وقد استوÙÙ‰ جهده ÙÙŠ بيان ذلك، Ùلم يقع اللبس ÙÙŠ Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الصÙوة الطاهرة إلا لمن أراد Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ أن يلتبس عليه الأمر، ولا يمكننا أن نمر دون أن نضرب مثالين من الروايات الكثيرة، التي جاءت Ù…ØªØ¶Ø§ÙØ±Ø©ØŒ ÙÙŠ ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ù…Ù† هم أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
المثال الأول: عن عائشة قالت:خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم غداة وعليه مرط مرØÙ„ من شعر Ø§Ø³ÙˆØ¯ØŒÙØ¬Ø§Ø¡ Ø§Ù„ØØ³Ù† بن علي ÙØ£Ø¯Ø®Ù„ه، ثم جاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ¯Ø®Ù„ معه، ثم جاءت ÙØ§Ø·Ù…Ø© ÙØ£Ø¯Ø®Ù„ها،ثم جاء علي ÙØ£Ø¯Ø®Ù„Ù‡ ثم قال:إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. مسلم كتاب ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© Ø4450
ورواية عائشة، عضدتها ÙÙŠ ØªØØ¯ÙŠØ¯ من هم أهل البيت عليهم السلام، رواية أم سلمة، اللتين جاءتا ÙÙŠ Ù†ÙØ³ الوقت، راويتين لمقصد الوØÙŠ Ø¨Ù…Ù† هم أهل البيت عليهم السلام، وشاهدتين على أن عائشة وأم سلمة غير معنيتين Ø¨Ø§Ù„Ø¥ØµØ·ÙØ§Ø¡ الإلهي، خارجتين من شمول المعنى لهما، وإن جاءت الآية ضمن سياق آيات خاصة بهما، ÙˆÙˆØØ¯Ø© السياق هنا غير متØÙ‚قة بوجود أداة ØØµØ±(إنما)ØŒ وتغير الخطاب من التأنيث إلى التذكير، من شأنه أن يلغي ÙˆØØ¯Ø© السياق، ولنا أن نضرب مثلا من القرآن على ØµØØ© دعوانا، قال تعالى:"يوس٠أعرض عن هذا ÙˆØ§Ø³ØªØºÙØ±ÙŠ Ù„Ø°Ù†Ø¨Ùƒ إنك كنت من الخاطئين."
ÙÙÙŠ الآية خطابين مزدوجين، ÙˆØ§ØØ¯ للنبي يوس٠عليه السلام، والثاني لزوجة العزيز، ÙØ¨Ø·Ù„ت هنا ÙˆØØ¯Ø© السياق ØØªÙ‰ ÙÙŠ Ù†ÙØ³ الآية.
المثال الثاني: عن أبي الØÙ…راء وابن عباس باختلا٠يسير:لما نزل قوله تعالى:"وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها."شهدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسعة أشهر، يأتي بيت علي ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© عليهما السلام،Ùيطرق الباب ويقول:الصلاة أهل البيت،إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.
وهذا بيان لا يمكن أن يستتبعه شك أو ريب، ÙÙŠ المقصد من العترة الطاهرة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ÙØ§Ù„بيان هنا استمر تسعة أشهر (9 x 30x 5 = 1350 )ØŒ وبالتالي يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بين لأمته، أن أهل بيته الطاهرين عليهم السلام هم علي ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© وأبناءهما عليهم الصلاة والسلام، Ø£Ù„ÙØ§ وثلاث مائة وخمسين مرة، على امتداد تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© الزمنية، بما من شأنه أن يزيل كل شبهة ÙˆÙŠØ±ÙØ¹ كل التباس، ومع ذلك وقع الالتباس، والذي كان القصد منه خبيث وشيطاني، غايته صر٠المسلمين عن قدواتهم وقاداتهم بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
دون أن أنسى مثالا عمليا آخر أظهره النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين، عندما عزم على مباهلة ÙˆÙØ¯ نصارى نجران، نزل جبرائيل بقوله تعالى:"Ùقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم ÙˆØ£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ ÙˆØ£Ù†ÙØ³ÙƒÙ… ثم نبتهل Ùنجعل لعنة الله على الكاذبين."
Ùلم يخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم معه لتلك المهمة العظيمة غير Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (أبناءنا) ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø©(نساءنا) وعلي (Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§) تطبيقا لأمر الله تعالى ÙÙŠ إظهار صÙوته.
والإمامة الإلهية أتت ضمن Ø§Ù„Ø¥ØµØ·ÙØ§Ø¡ الإلهي، الذي أراده الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى، ليكون Ù„Ø·ÙØ§ من ألطاÙÙ‡ الهامة، ÙˆØØ¬Ø© من ØØ¬Ø¬Ù‡ البالغة.
ولقد أولى الإسلام - كما Ø£ÙØ±Ø¯Øª الرسالات السابقة - للإمامة أهميتها التي تستØÙ‚ØŒ لما ÙÙŠ خلو أي زمان منها - ØØªÙ‰ لو كان بمقدار يسير - من خطر ÙØ§Ø¯Ø قد يسقط كل انجاز ØÙ‚قته النبوة، ولزوم التعيين Ùيها أكيد ÙÙŠ البدء، وأوكد ÙÙŠ الختام.
وقد ضرب لنا الله تعالى ÙÙŠ كتابه أروع الأمثلة، لمن ألقى السمع وهو شهيد، ÙÙÙŠ قصة موسى عليه السلام، عندما استخل٠أخاه هارون عليه السلام على بني إسرائيل:"إذ قال موسى لأخيه هارون اخلÙني ÙÙŠ قومي ÙˆØ£ØµÙ„Ø ÙˆÙ„Ø§ تتبع سبيل Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ø¯ÙŠÙ†."
إيمانا من الوØÙŠ Ø¨Ø£Ù† ترك أي أمة بلا Ø§Ø³ØªØ®Ù„Ø§ÙØŒ ÙÙŠ غياب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إهمال خارج عن ناموس الØÙƒÙ…Ø© الإلهية، ومع ذلك ÙØ¥Ù† إمتثال الأمم للاختيارات الإلهية، لم يكن متØÙ‚قا ÙÙŠ أغلبها، Ùقد Ø§Ù†ØØ±Ù بنو إسرائيل عن المسار الذي ØØ¯Ø¯Ù‡ لهم موسى عليه السلام، ÙØ§ØªØ®Ø°ÙˆØ§ السامري وعجله، بدلا من التزامهم بتعيين هارون عليه السلام، واستخلاÙÙ‡ عليهم. قال تعالى:"ÙØ±Ø¬Ø¹ موسى إلى قومه غضبان Ø£Ø³ÙØ§ قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا ØØ³Ù†Ø§ Ø£ÙØ·Ø§Ù„ عليكم العهد أم أردتم أن ÙŠØÙ„ عليكم غضب من ربكم ÙØ£Ø®Ù„ÙØªÙ… موعدي."
مع أن هارون عليه السلام لم يكن مقصرا ÙÙŠ أداء مهمته.
الإمامة ÙÙŠ القرآن
من مصاديق الآيات الدالة على الاختيار الإلهي بخصوص الإمامة، قوله تعالى Ùيما تعلق بإبراهيم عليه السلام:"إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين".
ÙØ§Ù„نبي إبراهيم عليه السلام بعد أن Ø§ØµØ·ÙØ§Ù‡ الله تعالى نبيا، اختاره خليلا ثم جعله للناس إماما، ÙÙØ±Ø بها إبراهيم عليه السلام، وطلبها لذريته، ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡ الله تعالى إلى ذلك، لكنه خص منهم صÙوته، واستثنى منهم كل ظالم، ومن بين أنواع الظلم، الشرك بالله تعالى:"إن الشرك لظلم عظيم."
ÙØ§Ù„إمامة إذا غير جائزة لمن أشرك ÙØªØ±Ø© من ØÙŠØ§ØªÙ‡ من منظور الوØÙŠ.
قال تعالى:"وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ." والهداية هنا أساس الإمامة الإلهية"إنما أنت منذر ولكل قوم هاد." وقد سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن معنى الآية Ùقال:أنا المنذر وعلي الهادي، وبك يا علي يهتدي المهتدون.
والإمامة لا تتهيأ إلا لمن Ø§ØµØ·ÙØ§Ù‡ الله وطهره لأدائها والقيام بها، وتعهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام، منذ نعومة Ø£Ø¸Ø§ÙØ±Ù‡ØŒ وما أولاه له من الاهتمام والعناية والرعاية، وكان مأمورا ÙÙŠ كل ذلك، ما دل على أنه يهيئه لدور عظيم، لا يستطيع أداءه على وجهه غيره.
تغذى علي عليه السلام من معار٠التوØÙŠØ¯ الخالص، ونهل من العلوم الإلهية الصاÙية، وشرب من آداب العصمة، وترعرع على سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومشى على نمط ØÙŠØ§ØªÙ‡ØŒ وبقية الناس ÙÙŠ تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© بين عاك٠على وثن، وشارب خمر ÙˆÙ…Ù‚ØªØ±Ù Ù„Ù„Ù…ØØ±Ù…ات.
ولما كبر واشتد عوده، لم يكن لينازعه Ø£ØØ¯ ÙÙŠ العلم والÙقه، ومن أجل تÙوقه لقبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بباب مدينة علمه، وزاده تزكية بأن بوأه مكانة مرموقة ÙÙŠ القضاء Ùقال: "أقضاكم علي."(أخرجه البخاري) وقد أرسله أكثر من مرة Ù„Ù„ÙØµÙ„ بين المتنازعين، من بينها Ø³ÙØ±ØªÙ‡ الثانية إلى اليمن ÙÙŠ الغرض ذاته.
ولا يمكن ØªØØµÙŠÙ„ درجة القضاء، إلا باستيعاب الأØÙƒØ§Ù… الإلهية كلها، استيعابا يؤهله Ùهم تطبيقها، ÙˆÙÙ‚ الأطر المخصصة لها، والقدرة على Ø§Ù„Ø¥ØØ§Ø·Ø© بظرو٠الواقعة، ÙˆØ¯ÙˆØ§ÙØ¹ ÙØ§Ø¹Ù„ها، وقد ملك علي عليه السلام ذلك كله، ÙÙØµÙ„ ÙÙŠ أعقد القضايا التي استعصت على غيره، Ùلم يجد بدا من اللجوء إليه، ÙˆØ§Ù„Ø§Ø¹ØªØ±Ø§Ù Ø¨ÙØ¶Ù„Ù‡ مثلما ÙØ¹Ù„ عمر ÙÙŠ عدة قضايا Ø±ÙØ¹Øª إليه، وكان علي عليه السلام ØÙ„الها، وكاش٠استعصائها، ÙÙÙŠ كل مرة كان يردد:" لولا علي لهلك عمر" "لا أبقاني اله لمعضلة ليس لها أبو Ø§Ù„ØØ³Ù†"
ØªØØ¯Ø« القرآن عن الإمامة، ÙØ§ØµØ·Ù„Ø Ø¹Ù„ÙŠÙ‡Ø§ ب(بالملك وولاية الأمر وبالذين آمنوا)قال تعالى:"وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخو٠أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم."
وبلا شك، ÙØ¥Ù† الآية تخص أولياء أمر، لهم علم بكل ما يتعلق بالأمن والخوÙ(السلم ÙˆØ§Ù„ØØ±Ø¨ ونØÙˆÙ‡) يعني كل ما يتعلق بأمور الدنيا، بلا ØªÙØ±ÙŠØ· ÙÙŠ شيء، Ùيكون الله تعالى قد Ø£ØØ§Ù„نا ÙÙŠ صورة Ùقد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إلى ØÙظة علومه من صÙوته، الذين يمتلكون الØÙ„ول لمشكلات الناس Ø§Ù„Ù…Ø³ØªØØ¯Ø«Ø©ØŒ وهذه الإمكانية غير Ù…ØªÙˆÙØ±Ø© إلا ÙÙŠ الصÙوة الطاهرة.
إن وجوب الإمامة الإلهية، ووجوب التعيين Ùيها من الله تعالى، أمر يستلزمه التشريع الكامل، وقد ØØµÙ„ ذلك ÙÙŠ ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª النبي صلى الله عليه وآله وسلم المبينة لمقام علي عليه السلام ودوره الذي هيأه له، من ذلك قوله له:"أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي."ومنزلة هارون من موسى ÙÙŠ كتاب الله(الوزارة / الأخوة/ الشريك/ المؤازر/ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ©) قال تعالى:"واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به ازري وأشركه ÙÙŠ أمري." أما آية استخلا٠موسى لأخيه هارون Ùقد تقدمت ÙÙŠ هذا Ø§Ù„Ø¨ØØ« المختصر.
وتتابعت بياناته ÙÙŠ خصوص علي عليه السلام إلى اختتام مرØÙ„Ø© النبوة، عندما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم Ù…Ù†ØµØ±ÙØ§ من ØØ¬ØªÙ‡ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© Ø¨ØØ¬Ø© الوداع،نزل عليه جبريل بقوله:"يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم ØªÙØ¹Ù„ Ùما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس."
وأمره بأن ينصب عليا إماما وعلما وهاديا للناس من Ø¨Ø¹Ø¯Ù‡ØŒÙØ£ÙˆÙ‚٠القاÙلة، وخطب ÙÙŠ جموع Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ خطبة بليغة، أعلمهم Ùيها بقرب رØÙŠÙ„ه، وأنه أولى بهم من Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù…ØŒ وقال:"من كنت مولاه Ùهذا علي مولاه" واختتم مقاله بالدعاء لمن سمع مقالته ووعاها، وعلى من أنكرها وردها، ولعلي عليه السلام بالموÙقية ÙÙŠ مهمته"اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الØÙ‚ معه ØÙŠØ« دار." ولم ÙŠÙ†ÙØ¶ الجمع إلا بعد أن أمر الناس بمبايعة علي عليه السلام، ÙÙØ¹Ù„وا وبقيت كلمات عمر بن الخطاب شاهدة، يتناقلها الØÙاظ جيلا بعد جيل:" بخ بخ لك يا ابن أبي طالب Ø£ØµØ¨ØØª وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
إن دور الإمامة أساسي ÙÙŠ ØÙظ الشريعة والدين، قال تعالى:"إنا Ù†ØÙ† نزلنا الذكر وإنا له Ù„ØØ§Ùظون"
والمعلوم أن تنزيل الذكر كان عن الله تعالى بواسطة جبرائيل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم،والØÙظ يكون من الله تعالى بواسطة الإمام عليه السلام"وكل شيء Ø£ØØµÙŠÙ†Ø§Ù‡ ÙÙŠ إمام مبين"
ويأتي ØØ¯ÙŠØ« الثقلين الذي أخرجه عدد كبير من الØÙاظ، والذي قال Ùيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إني تارك Ùيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي. (مسلم/ كتاب ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©/ باب ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ الإمام علي عليه السلام.)
ولا يخÙÙ‰ لمتدبر Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒ ما ÙŠØÙˆÙŠÙ‡ من دلالة على منزلة أهل البيت عليهم السلام، Ùقد جعلهم ثقلا مع كتاب الله،وقرنهم به، وجعل التمسك بهما عصمة من الضلال، وأشار إلى عدم Ø§ÙØªØ±Ø§Ù‚هم عنه، وهذه دلالة أخرى على عصمة الأئمة الأطهار عليهم السلام.
ذلك مقام الإمامة، وتلك منزلة أئمة أهل البيت عليهم السلام، ولا يعني سوء Ùهم الناس للمقام وأهله أنه Ù…Ùقود ÙÙŠ الإسلام، بل ÙÙŠ هذا دليل على المظلمة التي تعرض لها مقام الإمامة، ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ø§ الشرعيين.
أما من ØÙŠØ« إدراج الإمامة ضمن العقيدة، Ùيأتي بناء على ارتباطها بسلسلة الولاية الواجب طاعتها على الخلق، قال تعالى:" إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا.." (المائدة)
وباعتبارها قيمومة على الدنيا والدين، ØØ§ÙƒÙ…ية ÙÙŠ الدنيا،قال تعالى:"ÙØ£ØÙƒÙ… بينهم بما أراك الله" وقال أيضا:"لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط"(Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯)،وشهادة ÙÙŠ الآخرة،قال تعالى:"لتكونوا شهداء على الناس"ØŒ وهم ØªØØ¯ÙŠØ¯Ø§ رجال Ø§Ù„Ø£Ø¹Ø±Ø§ÙØŒÙ‚ال تعالى:" وعلى الأعرا٠رجال يعرÙون كلا بسيماهم"(الأعراÙ) ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡Ù… بأØÙˆØ§Ù„ أجيالهم من المسلمات، وبهم يتميز المؤمن من غيره، ومجال التصر٠عندهم ÙÙŠ الآخرة مما أتاØÙ‡ الله تعالى لهم، قال تعالى:"ونادى Ø£ØµØØ§Ø¨ الأعرا٠رجالا يعرÙونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون*أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برØÙ…Ø© أدخلوا الجنة لا خو٠عليكم ولا أنتم ØªØØ²Ù†ÙˆÙ†." الأعرا٠48/49
وعلى الذين استكثروا على علي عليه السلام أن يكون قسيم الجنة والنار، أن ÙŠÙ„ØªÙØªÙˆØ§ إلى أنه هو أول الأوصياء الإثني عشر، ومقدم رجال Ø§Ù„Ø£Ø¹Ø±Ø§ÙØŒ ÙˆØµØ§ØØ¨ لواء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ÙÙŠ الدنيا والآخرة، ومن ميز به الوØÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù…Ù† من المناÙÙ‚ Ø¨ØØ¨Ù‡ أو ببغضه" يا علي لا ÙŠØØ¨Ùƒ إلا مؤمن ولا يبغضك إلا مناÙÙ‚"(رواه مسلم/كتاب الايمان) وهو الذائد عن ØÙˆØ¶ النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وبعد هذه الأدلة المتناهية ÙÙŠ Ø§Ù„ÙˆØ¶ÙˆØØŒ هل بقي للمعاندين شيء يلوذون بسرابه الواهم Ø¯ÙØ¹Ø§ للØÙ‚ الذي أناخ Ø¨Ø³Ø§ØØ© علي عليه السلام Ùلم يغادرها ÙÙŠ أعين المبصرين إلى غيره؟
إن منتهى مقال القائلين بخلا٠الإمامة الإلهية مسألتان لا ثالث لهن:
الأولى: استدلالهم على Ø£ÙØ¶Ù„ية ØµØ§ØØ¨Ù‡Ù… بآية الغار،قال تعالى:" ثاني اثنين إذ هما ÙÙŠ الغار إذ يقول Ù„ØµØ§ØØ¨Ù‡ لا ØªØØ²Ù† إن الله معنا ÙØ£Ù†Ø²Ù„ الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها..."(التوبة)
الثانية: ادعاءهم صلاته بالناس ÙÙŠ مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد تبين بطلانهما معا،ÙÙÙŠ الغار كان الرجل خارجا مستثنى من السكينة التي نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بسبب عدم Ø§ØªØØ§Ø¯ نيته ومقصده مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بينما نزلت السكينة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى المؤمنين ÙÙŠ ØÙ†ÙŠÙ† بسبب Ø§ØªØØ§Ø¯ النية والمقصد.
أما ÙÙŠ ما تعلق بصلاته بالناس Ùمردودة من جهة تعيينه شخصيا ÙÙŠ جيش أسامة Ù„Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© الروم من جهة ،ولم يرد خبر عن استثنائه منه للصلاة بالناس من جهة ثانية، بل ورد ما ÙŠÙيد تقيده بالأمر وخروجه إلى خارج المدينة ØÙŠØ« يعسكر الجيش من جهة ثالثة، واضطراب واختلا٠الروايات ÙÙŠ شان تلك الصلاة المزعومة من جهة رابعة،دل على انها Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© لإبراز ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© لغاصب السلطة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، تغطي خلل تسلمها بتلك الطريقة الانقلابية.
إن الذين ذهبوا ÙÙŠ مسألة Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ية الإسلامية، إلى Ù†ÙÙŠ الإمامة الإلهية، وكذبوا وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم Ùيها، قد استندوا ÙÙŠ بنائهم المخال٠للنص، على نظرية الشورى ÙÙŠ تعيين من سيلي الأمر بعد مرØÙ„Ø© النبوة، لكن نظريتهم تلك لم يكن لها أساس صØÙŠØ ÙÙŠ الشورى Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ØŒÙ„أن صÙقة السلطة قد أبرمت ÙÙŠ غير مكانها المؤهل لذلك، ÙØ¬Ø±Øª Ùلتة كما عبر عنها Ø£ØØ¯ صناعها، وكانت Ø³Ù‚ÙŠÙØ© بني ساعدة Ù…ØÙ„ تأسيسها، عوضا عن المسجد الذي أسس على التقوى، ثم انتقضوا الشورى بتعيين الأول للثاني، وتعيين الثاني للثالث عبر صهره، إسداء ليد قدمها لهما بنو أمية.
خال٠المنكرون للنص على الامام شروط الامامة، وتعسÙوا عليها ØØªÙ‰ تلقÙها Ø§Ù„ÙØ³Ù‚Ø© ÙˆØ§Ù„ÙØ¬Ø§Ø±ØŒ ولووا عنق الشورى وكبتوا Ø£Ù†ÙØ§Ø³Ù‡Ø§ØŒ ØØªÙ‰ تØÙˆÙ„ت الى دكتاتورية وملك وولاية عهد، وركنوا النصوص النبوية على خلÙية أنها ليست قطعية الدلالة" كما قال ØµØ§ØØ¨Ù‡Ù… الاول ان النبي ليهجر ÙˆØØ³Ø¨Ù†Ø§ كتاب الله." ÙØ´ÙˆØ´ÙˆØ§ أمر الامامة على الامة.
ظلم الصÙوة الطاهرة عليهم السلام ذهب بالإمامة عنهم بعيدا عنهم، Ùقد أسس عدد من Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© أساس ذلك، ÙØ£Ù‚صوهم عن مقامهم ÙÙŠ الأمة، وبهتوا منزلتهم، إلى درجة لعنهم وسبهم،واستمر الأمر على ذلك طيلة 82 سنة، ومقدمة لتشريدهم وقتلهم، واستمر ذلك قرونا عديدة، ولا أدل على الØÙŠÙ الذي Ù„ØÙ‚ بهم، من Ø¬ØØ¯Ù‡Ù… ØÙ‚هم ÙÙŠ الصلاة عليهم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، Ùنرى أن مخالÙيهم يتعمدون ØØ°Ùهم من الصلاة، Ùيقتصرون عند ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالقول(صلى الله عليه وسلم) رغم النهي النبوي عن هذه الصلاة البتراء.
Ù…ØÙ…د الرصاÙÙŠ المقداد