مناظرة ابن طاووس مع رجل من الزيدية وآخر من أهل العلم
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 02:54 AM | المشاهدات: 4200
مناظرة ابن طاووس مع رجل من الزيدية وآخر من أهل العلم قال ابن طاووس ÙÙŠ وصاياه لولده : ÙˆØØ¶Ø± عندي Ù€ يا ولدي Ù…ØÙ…د رعاك الله جلّ جلاله بعنايته الالهية Ù€ بعض الزيدية وقد قال : لي إن جماعة من الامامية يريدون مني
الرجوع عن مذهبي بغير ØØ¬Ø© وأريد أن تكش٠لي عن ØÙ‚يقة الامر بما يثبت ÙÙŠ عقلي. قلت له : أول ما أقول أنني علوي ØØ³Ù†ÙŠ ÙˆØØ§Ù„ÙŠ معلوم ولو وجدت طريقا إلى ثبوت عقيدة الزيدية كان ذلك Ù†ÙØ¹Ø§ ورئاسة لي دينية ودنيوية ØŒ وأنا أكش٠لك بوجه لطي٠عن ضع٠مذهبك بعض التكشÙ. هل يقبل عقل٠عاقل ÙØ§Ø¶Ù„ أن سلطان العالمين ÙŠÙ†ÙØ° رسولاً Ø£ÙØ¶Ù„ من الاولين والاخرين إلى الخلائق ÙÙŠ المشارق والمغارب ويصدّقه بالمعجزات القاهرة والايات الباهرة ثم يعكس هذا الاهتمام الهائل والتدبير الكامل ويجعل عيار اعتماد الاسلام والمسلمين على ظن ضعي٠يمكن ظهور ÙØ³Ø§Ø¯Ù‡ وبطلانه للعارÙين. Ùقال : كي٠هذا ØŸ Ùقلت : لانكم إذا بنيتم أمر الامامة أنتم ومن واÙقكم أو واÙقتموه على الاختيار من الامة للامام على ظاهر عدالته وشجاعته وأمانته وسيرته وليس معكم ÙÙŠ الاختيار له إلاّ غلبة الظن الذي يمكن أن يظهر خلاÙÙ‡ لكل من عمل عليه كما جرى للملائكة وهم Ø£ÙØ¶Ù„ اختيارا من بني آدم لما عارضوا الله جل جلاله ÙÙŠ أنه جعل آدم Ø®Ù„ÙŠÙØ© وقالوا : ( أتجعل Ùيها من ÙŠÙØ³Ø¯ Ùيها ويسÙÙƒ الدماء ونØÙ† Ù†Ø³Ø¨Ø Ø¨ØÙ…دك ونقدس لك ) (1) ØŒ Ùلما كش٠لهم ØØ§Ù„ آدم Ù€ عليه السلام Ù€ رجعوا عن اختيارهم لعزل آدم ØŒ وقالوا : ( Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ùƒ لا علم لنا إلاّ ما علمتنا ) (2) ØŒ وكما جرى لادم الاكل من الشجرة ØŒ وكما جرى لموسى ÙÙŠ اختياره سبعين رجلاً من خيار قومه للميقات ØŒ ثم قال عنهم بعد ذلك : ( أتهلكÙنا بما ÙØ¹Ù„ السÙهاء٠منا ) (3) ØŒ ØÙŠØ« قالوا : ( أَرنا الله جهرةً ) (4). وكما جرى ليعقوب Ù€ عليه السلام Ù€ ÙÙŠ اختياره أولاده Ù„ØÙظ ولده يوس٠، وغيره من اختيار الانبياء والاوصياء والاولياء وظهر لهم بعد ذلك الاختيار ضع٠تلك الآراء ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ كان هؤلاء المعصومون قد دخل عليهم ÙÙŠ اختيارهم ما قد شهد به القرآن والاجماع من المسلمين Ùكي٠يكون اختيار غيرهم ممن يعر٠من Ù†ÙØ³Ù‡ أنه ما مارس أبدا Ø®Ù„Ø§ÙØ© ولا أمارة ولا رياسة ØØªÙ‰ يعر٠شروطها ÙˆØªÙØµÙŠÙ„ مباشرتها ÙÙŠØ³ØªØµÙ„Ø Ù„Ù‡Ø§ من يقوم لها وما معه إلا ظن Ø¶Ø¹ÙŠÙ Ø¨ØµÙ„Ø§Ø Ø¸Ø§Ù‡Ø± من يختاره. وهل يقبل عقل Ø¹Ø§Ù‚Ù„Ù ÙˆÙØ¶Ù„ ÙØ§Ø¶Ù„ أن قوما ما يعرÙون مباشرة ولا Ù…ÙƒØ§Ø´ÙØ© ØªÙØµÙŠÙ„ ما ÙŠØØªØ§Ø¬ إليه من يختارونه Ùيكون اختيارهم لامر لا يعرÙونه ØØ¬Ø© على من ØØ¶Ø± وعلى من لم ÙŠØØ¶Ø± ØŒ أما هذا من الغلط المستنكر ØŸ ومن أين للذين يختارون إمامهم Ù…Ø¹Ø±ÙØ© بتدبير الجيوش والعساكر وتدبير البلاد وعمارة الارضين ÙˆØ§Ù„Ø§ØµÙ„Ø§Ø Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§Ù Ø¥Ø±Ø§Ø¯Ø§Øª العالمين ØØªÙ‰ يختاروا ÙˆØ§ØØ¯Ø§ يقوم بما يجهلونه ØŒ إنا لله وإنا إليه راجعون ممن قلدهم ÙÙŠ ذلك أو يقلدونه. ومما يقال لهم : إن هؤلاء الذين يختارون الامام للمسلمين Ù…ÙŽÙ† الذي يختارهم لهم لتعيين الامام ومن أي المذاهب يكونون ÙØ¥Ù† مذاهب الذين يذهبون إلى اختيار الامام Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© ØŒ وكم يكون مقدار ما بلغوا إليه من العلوم ØØªÙ‰ يختاروا عندها الامام وكم يكون عددهم وهل يكونون من بلد ÙˆØ§ØØ¯ أو من بلاد Ù…ØªÙØ±Ù‚Ø© ØŒ وهل ÙŠØØªØ§Ø¬ÙˆÙ† قبل اختيارهم للامام أن ÙŠØ³Ø§ÙØ±ÙˆØ§ إلى البلاد يستعلمون من Ùيها ممن ÙŠØµÙ„Ø Ù„Ù„Ø§Ù…Ø§Ù…Ø© أو لا ÙŠØµÙ„Ø Ø£Ùˆ هل ÙŠØØªØ§Ø¬ÙˆÙ† أن يراسلوا من بعد عنهم من البلاد ويعرÙونهم أنهم يريدون اختيار الامام للمسلمين ÙØ¥Ù† كان ÙÙŠ بلد غير بلدهم من ÙŠØµÙ„Ø Ø£Ùˆ ÙŠØ±Ø¬Ø Ù…Ù…Ù† هو ÙÙŠ بلادهم يعرÙونهم أم يختارون من غير كش٠لما ÙÙŠ البلاد ومن غير مراسلة لعلماء بلاد الاسلام ÙØ¥Ù† كان سؤال من هذه السؤالات يتعذر قيام Ø§Ù„ØØ¬Ø© على ØµØØªÙ‡ وعلى لزومه لله جل جلاله ولزومه لرسوله Ù€ صلّى الله عليه وآله وسلّم Ù€ ولزومه لمن لا يكون مختارا لمن يختارونه من علماء الاسلام Ø£Ùلا ترى تعذّر ما ادّعوه من اختيار الامام ØŸ! ولقد سمع مني بعض هذا الكلام شخص من أهل العلم من علم الكلام. Ùقال : إن الناس ما زالوا يعملون ÙÙŠ مصالØÙ‡Ù… على الظنون. Ùقلت له : هب أنهم يعملون ÙÙŠ مصالØÙ‡Ù… ÙÙŠ Ù†Ùوسهم بظنونهم Ùكي٠تجاوزوا ذلك إلى التØÙƒÙ… على تدبير الله جل جلاله ÙÙŠ عباده وبلاده والاقدام بظنونهم Ø§Ù„Ø¶Ø¹ÙŠÙØ© على هدم الاهتمام بثبوت أقدام النبوة Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© ونقل تدبيرها عن اليقين الشري٠إلى الظن الضعي٠ومن جعل لهم ولاية على كل من ÙÙŠ الدنيا والدين وما ØØ¶Ø±ÙˆØ§ معهم ÙÙŠ اختيار الامام ولا شاركوهم ولا أذنوا لهم من سائر بلاد الاسلام ومن وليهم عليَّ وأنا غاÙÙ„ بعيد عنهم ØØªÙ‰ يختاروا لي بظنهم الضعي٠إماما ما وكلتهم Ùيه ولا أرضى أبدا بالاختيار منهم Ùهل هذا إلا ظلم هائل وجور شامل من غير رضى من يدعي وكالته ونيابة ما استنابه Ùيها من غير رضى من يدعي نيابته ØŸ! ثم قلت لهم : أنتم ما كنتم تتÙكرون ÙØ³Ø§Ø¯Ù‡ ÙÙŠ أول مرة لما أظهر العدل واجتمعتم عليه Ùلما تمكن منكم قتلكم وأخذ أموالكم وقد رأيتم ورأينا وسمعتم وسمعنا من اختيار الملوك ÙˆØ§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ والاطلاع على الغلط ÙÙŠ الاختيار لهم وقتلهم وعزلهم ÙˆÙØ³Ø§Ø¯ تلك الآراء. وقلت لهم : أنتم تعلمون أنه يمكن أن يكون عند وقت اختياركم Ù„ÙˆØ§ØØ¯ من ولد ÙØ§Ø·Ù…Ø© Ù€ عليها السلام Ù€ غير معصوم ولا منصوص عليه أن يكون ÙÙŠ ذلك البلد وغيره من هو مثله أو Ø£Ø±Ø¬Ø Ù…Ù†Ù‡ ولا تعرÙونه Ùكي٠تبايعون رجلاً وتقتلون Ø£Ù†ÙØ³ÙƒÙ… بين يديه ولعل غيره Ø£Ø±Ø¬Ø Ù…Ù†Ù‡ وأقوم بما تريدون. وقلت له : أنتم يا بني Ø§Ù„ØØ³Ù† لعل ما منعكم من القول بإمامة أئمة بني Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† إلا أنكم ولد الامام الاكبر ولعلكم أبيتم أن تكونوا تبعا لولد الامام الاصغر وما أراكم خلصتم من هذا العار لانكم قلدتم زيدا وهو ØØ³Ù†ÙŠ Ùنسبتم مذهبكم إليه ÙˆÙÙŠ بني Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ù€ عليهما السلام Ù€ من هو Ø£ÙØ¶Ù„ منه ØŒ قبله كان عبدالله بن Ø§Ù„ØØ³Ù† وولداه والباقر والصادق Ù€ عليهما السلام Ù€ ما يقصرون عنه ØŒ ثم إنكم ما وجدتم له Ùقها أو مذهبا يقوم بالشريعة ÙØªÙ…َّمتم مذهبكم بمذهب أبي ØÙ†ÙŠÙØ© وأبو ØÙ†ÙŠÙØ© من العوام والغلمان لجدّكم ولكم ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ رضيتم إماما زيديا وهو ØØ³Ù†ÙŠ Ù…Ø±Ù‚Ø¹ مذهبه بمذهب أبي ØÙ†ÙŠÙØ© ÙØ£Ù†Ø§ أدلكم على الباقر والصادق وغيرهما Ù€ عليهم السلام Ù€ من بني Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ù€ عليه السلام Ù€ من غير مرقعين وعلومهم كاÙية ÙÙŠ أمور الدنيا والدين. ثم قلت له : الناس يعرÙون أنا كنا معشر بني هاشم رؤساء ÙÙŠ الجاهلية والاسلام وما كنا أبدا تبعا ولا أذنابا للعوام ØŒ Ùلما Ø¨ÙØ¹Ø« Ù…ØÙ…د Ù€ صلّى الله عليه وآله وسلّم Ù€ وشرÙنا بنبوته وشريعته نصير تبعا لغلمانه وللعوام من أمته وتعجز عناية الله جل جلاله به أن يكون لنا رئيسٌ منا أي مصيبة ØÙ…لتكم على ذلك ÙˆÙينا من لا ÙŠØØ³Ù† أبو ØÙ†ÙŠÙØ© يجلس بين يديه ÙˆÙŠØØªØ§Ø¬ أبو ØÙ†ÙŠÙØ© وغيره من العلماء أن يقرؤا عليه ÙØ¹Ø±Ù الزيدي الØÙ‚ ورجع عن مذهبه ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ù„ ØŒ وقد اختصرت ÙÙŠ المقال (5). ____________ (1) سورة البقرة : الاية 30. (2) سورة البقرة : الاية 32. (3) سورة الاعرا٠: الاية 150. (4) سورة النساء : الاية 153. (5) ÙƒØ´Ù Ø§Ù„Ù…ØØ¬Ø© لابن طاووس : ص82 Ù€ 86.
|