مناظرة الشيخ المÙيد مع بعض Ùقهاء العامّة ÙÙŠ ØÙƒÙ… الاجتهاد والتصويب
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 02:29 AM | المشاهدات: 3704
مناظرة الشيخ المÙيد مع بعض Ùقهاء العامّة ÙÙŠ ØÙƒÙ… الاجتهاد والتصويب قال الشيخ الكراجكي Ù€ عليه الرØÙ…Ø© Ù€ ÙÙŠ كتابه كنز الÙوائد : جرى لشيخنا المÙيد أبي عبدالله Ù…ØÙ…د بن Ù…ØÙ…د بن النعمان Ù€ رضوان الله
عليه Ù€ مع بعض خصومه ÙÙŠ قولهم : « إن كل مجتهد مصيب » . قال شيخنا المÙيد (رضي الله عنه) : كنت أقبلت ÙÙŠ مجلس على جماعة من متÙقهة العامة ØŒ Ùقلت لهم : إن أصلكم الذي تعتمدون عليه ÙÙŠ تسويغ الاختلا٠، ÙŠØØ¸Ø± عليكم المناظرة ØŒ ويمنعكم من Ø§Ù„ÙØØµ ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¨Ø§ØØ«Ø© ØŒ واجتماعكم على المناظرة يناقض Ø§ÙØµÙˆÙ„كم ÙÙŠ الاجتهاد ØŒ وتسويغ الاختلا٠. ÙØ¥Ù…ا أن تكونوا مع ØÙƒÙ… أصولكم ØŒ Ùيجب أن ØªØ±ÙØ¹ÙˆØ§ النظر Ùيما بينكم ØŒ وتلزموا الصمت . وإما أن تختاروا المناظرة ØŒ وتؤثروها على المتاركة ØŒ Ùيجب أن تهجروا القول بالاجتهاد ØŒ وتتركوا مذاهبكم ÙÙŠ الرأي ØŒ وجواز الاختلا٠، ولا بد من ذلك ما Ø£Ù†ØµÙØªÙ… ÙˆØ¹Ø±ÙØªÙ… طريق الاستدلال . Ùقال Ø£ØØ¯ القوم : Ù„ÙÙ…ÙŽ زعمت أن الاَمر كما ÙˆØµÙØª ØŒ ومن أين وجب ذلك ØŸ قال شيخنا رØÙ…Ù‡ الله : Ùقلت له : عليَّ البيان عن ذلك ØŒ والبرهان عليه ØØªÙ‰ لا (ÙŠØØªØ¬) على Ø£ØØ¯Ù من العقلاء ØŒ أليس من قولكم أن الله تعالى سوّغ خلقه(1) الاختلا٠ÙÙŠ الاَØÙƒØ§Ù… للتوسعة عليهم ØŒ ÙˆØ¯ÙØ¹ Ø§Ù„ØØ±Ø¬ عنهم رØÙ…ةً منه لهم ØŒ ورÙقاً بهم ØŒ وأنه لو ألزمهم Ø§Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ ÙÙŠ الاَØÙƒØ§Ù… ØŒ ÙˆØØ¸Ø± عليهم الاختلا٠لكان مضيقاً عليهم ØŒ (معنتاً) لهم ØŒ والله يتعالى عن ذلك ØŒ ØØªÙ‰ (أكّدتم) هذا المقال بما رويتموه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : « اختلا٠اÙمتي رØÙ…Ø© »(2) ØŒ ÙˆØÙ…لتم معنى هذا الكلام منه على ÙˆÙØ§Ù‚ ما ذهبتم إليه ÙÙŠ تسويغ الاختلاÙ. قال : بلى ØŒ Ùما الذي يلزمنا على هذا المقال ØŸ قال شيخنا رØÙ…Ù‡ الله : قلت له : ÙØ®Ø¨Ø±Ù†ÙŠ Ø§Ù„Ø¢Ù† عن موضع المناظرة ØŒ أليس إنما هو التماس المواÙقة ØŒ ودعاء الخصم Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø© Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶ØØ© إلى الانتقال إلى موضع Ø§Ù„ØØ¬Ø© ØŒ وتتغير له عن الاÙقامة على ضد ما دلّ عليه البرهان ØŸ قال : لا ØŒ ليس هذا موضوع المناظرة ØŒ وإنما موضوعها لاÙقامة Ø§Ù„ØØ¬Ø© ÙˆØ§Ù„Ø§ÙØ¨Ø§Ù†Ø© عن Ø±Ø¬ØØ§Ù† المقالة Ùقط. قال الشيخ : Ùقلت له : وما الغرض ÙÙŠ إقامة Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© والبرهان على Ø§Ù„Ø±Ø¬ØØ§Ù† ØŒ وما الذي يجرانه إلى ذلك ØŒ والمعنى الملتمس به ØŒ أهو تبعيد الخصم من موضع Ø§Ù„Ø±Ø¬ØØ§Ù† والتنÙير له عن المقالة Ø¨Ø¥ÙŠØ¶Ø§Ø ØØ¬Ø¬Ù‡Ø§ ØŒ أم الدعوة إليها بذلك ØŒ واللط٠ÙÙŠ الاجتذاب إليها به ؟؟ ÙØ¥Ù† قلت : إن الغرض Ù„Ù„Ù…ØØªØ¬ التبعيد عن قوله Ø¨Ø¥ÙŠØ¶Ø§Ø Ø§Ù„ØØ¬Ø© عليه ØŒ والتنÙير عنه بإقامة الدلالة على صوابه ØŸ قلت : قولاً يرغب عنه كل عاقل ØŒ ولا ÙŠØØªØ§Ø¬ معه Ù„ØªÙ‡Ø§ÙØªÙ‡ إلى كسره. وإن قلت : إن Ø§Ù„Ù…ÙˆØ¶Ø Ø¹Ù† مذهبه بالبرهان داع٠إليه بذلك ØŒ والدال عليه Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø¬ البينات يجتذب بها إلى اعتقاده Ø¶ÙØ±Ø¨ بهذا القول Ù€ وهو الØÙ‚Ù‘ الذي لا شبهة Ùيه Ù€ إلى ما أردناه ØŒ من أن موضوع المناظرة إنما هو للمواÙقة ÙˆØ±ÙØ¹ الاختلا٠والمنازعة . وإذا كان ذلك كذلك ØŒ Ùلو ØØµÙ„ الغرض ÙÙŠ المناظرة وما أجرى بها عليه Ù„Ø§Ø±ØªÙØ¹Øª الرØÙ…Ø© ØŒ وسقطت التوسعة ØŒ وعدم الرÙÙ‚ من الله تعالى بعباده ØŒ ووجب ÙÙŠ(3) ØµÙØ© العنت والتضييق ØŒ وذلك ضلال من قائله ØŒ Ùلا بد على أصلكم ÙÙŠ الاختلا٠من ØªØØ±ÙŠÙ… النظر والØÙجاج ØŒ وإلاّ Ùمتى صØÙ‘ ذلك ØŒ وكان أولى من تركه Ùقد بطل قولكم ÙÙŠ الاجتهاد ØŒ وهذا ما لا شبهة Ùيه على عاقل. ÙØ§Ø¹ØªØ±Ø¶ رجل آخر ÙÙŠ ناØÙŠØ© المجلس Ùقال : ليس الغرض ÙÙŠ المناظرة الدعوة إلى Ø§Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ ØŒ وإنما الغرض Ùيها إقامة الغرض من الاجتهاد . Ùقال له الشيخ رØÙ…Ù‡ الله : هذا الكلام كلام ØµØ§ØØ¨Ùƒ بعينه ÙÙŠ معناه ØŒ وأنتما جميعاً ØØ§Ø¦Ø¯Ø§Ù† عن التØÙ‚يق والصواب ØŒ وذلك أنه لا بد ÙÙŠ ÙØ±Ø¶ الاجتهاد من غرض ØŒ ولا بد Ù„ÙØ¹Ù„ النظر من معقول . ÙØ¥Ù† كان الغرض ÙÙŠ أداء Ø§Ù„ÙØ±Ø¶ بالاجتهاد ØŒ البيان عن موضع Ø§Ù„Ø±Ø¬ØØ§Ù† ØŒ Ùهو الدعاء ÙÙŠ المعقول إلى Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ù‚ والاَيناس Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø© إلى المقال. وإن كان الغرض Ùيه التعمية والاÙلغاز ÙØ°Ù„Ùƒ Ù…ØØ§Ù„ ØŒ لوجود المناظر مجتهداً ÙÙŠ البيان Ø§Ù„ØªØØ³ÙŠÙ† لمقاله Ø¨Ø§Ù„ØªØ±Ø¬ÙŠØ Ù„Ù‡ على قول خصمه ÙÙŠ الصواب . وإن كان معقول ÙØ¹Ù„ النظر ومÙهوم غرض ØµØ§ØØ¨Ù‡ ØŒ الذب عن Ù†ØÙ„ته والتنÙير عن خلاÙها ØŒ ÙˆØ§Ù„ØªØØ³ÙŠÙ† لها ØŒ ÙˆØ§Ù„ØªÙ‚Ø¨ÙŠØ Ù„Ø¶Ø¯Ù‡Ø§ ØŒ ÙˆØ§Ù„ØªØ±Ø¬ÙŠØ Ù„Ù‡Ø§ على غيرها ØŒ وكنا نعلم ضرورة أن ÙØ§Ø¹Ù„ ذلك لا ÙŠÙØ¹Ù„Ù‡ للتبعيد من قوله ØŒ وإنما ÙŠÙØ¹Ù„Ù‡ للتقريب منه والدعاء إليه ØŒ Ùقد ثبت بما قلناه. ولو كان الدال على قوله Ø§Ù„Ù…ÙˆØ¶Ø Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø¬ عن صوابه ØŒ المجتهد ÙÙŠ ØªØØ³ÙŠÙ†Ù‡ وتشييده ØŒ غير قاصد٠بذلك إلى الدعاء إليه ØŒ ولا مزيد Ù„Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ عليه ØŒ لكان Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø¨Ø Ù„Ù„Ù…Ø°Ù‡Ø¨ الكاش٠عن عواره Ø§Ù„Ù…ÙˆØ¶Ø Ø¹Ù† ضعÙÙ‡ ووهنه داعياً بذلك إلى اعتقاده ØŒ ومرغباً به إلى المصير إليه . ولو كان ذلك كذلك لكان إلزام الشيء Ù…Ø¯ØØ§Ù‹ له ØŒ ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¯Ø Ù„Ù‡ ذماً له ØŒ والترغيب ÙÙŠ الشيء ترهيباً عنه ØŒ والترهيب عن الشيء ترغيباً Ùيه ØŒ والاَمر به نهياً عنه ØŒ والنهي عنه أمراً به ØŒ ÙˆØ§Ù„ØªØØ°ÙŠØ± منه إيناساً به ØŒ وهذا ما لا يذهب إليه سليم. ÙØ¨Ø·Ù„ ذلك ما توهموه ØŒ ÙˆÙˆØ¶Ø Ù…Ø§ ذكرناه ÙÙŠ تناقض Ù†ØÙ„تهم على ما بيناه ØŒ والله نسأل التوÙيق . قال شيخنا رØÙ…Ù‡ الله : ثم عدلت إلى ØµØ§ØØ¨ المجلس Ùقلت له : لو سلم هؤلاء من المناقضة التي ذكرناها Ù€ ولن يسلموا أبداً من الله Ù€ لما سلموا من الخلا٠على الله Ùيما أمر به ØŒ والرد للنص ÙÙŠ كتابه ØŒ والخروج عن Ù…Ùهوم Ø£ØÙƒØ§Ù…Ù‡ بما ذهبوا إليه من ØØ³Ù† الاختلا٠وجوازه ÙÙŠ الاَØÙƒØ§Ù… ØŒ قال : الله عزّ وجلّ : ( وَلا تَكونوا كَالَّذينَ تَÙَرَّÙوا وَاختَلÙوا Ù…ÙÙ† بَعد٠مَا جاءَهم٠البيّنات٠وَأÙولئÙÙƒÙŽ Ù„ÙŽÙ‡Ùم٠عَذاب٠عَظÙÙ…Ù )(4). Ùنهى الله تعالى نهياً عاماً ظاهراً ØŒ ÙˆØØ°Ù‘ر منه وزجر عنه ØŒ وتوعد على ÙØ¹Ù„Ù‡ بالعقاب ØŒ وهذا مناÙ٠لجواز الاختلا٠، وقال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ : ( وَاعتَصÙÙ…Ùوا Ø¨ÙØÙŽØ¨Ù„Ù Ø§Ù„Ù„Ù‡Ù Ø¬ÙŽÙ…ÙŠØ¹Ø§Ù‹ وَلا ØªÙŽÙØ±Ù‘َقوا )(5) Ùنهى عن Ø§Ù„ØªÙØ±Ù‘Ù‚ ØŒ وأمر Ø§Ù„ÙƒØ§ÙØ© بالاجتماع ØŒ وهذا يبطل قول مسوغ الاختلا٠، وقال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ : ( وَلا يَزالوÙÙ†ÙŽ Ù…ÙØ®ØªÙ„Ùينَ ØŒ إلاَّ Ù…ÙŽÙ† رَØÙÙ…ÙŽ رَبّÙÙƒÙŽ )(6) ØŒ ÙØ§Ø³ØªØ«Ù†Ù‰ المرØÙˆÙ…ين من المختلÙين ØŒ ودلّ على أن المختلÙين قد خرجوا بالاختلا٠عن الرØÙ…Ø© ØŒ لاختصاص من خرج عن ØµÙØªÙ‡Ù… بالرØÙ…Ø© ØŒ ولولا ذلك لما كان لاستثناء المرØÙˆÙ…ين من المختلÙين معنى يعقل ØŒ وهذا بيّن لمن تأمّله. قال : ØµØ§ØØ¨ المجلس : أرى هذا الكلام كلّه يتوجه على من قال : إن كل مجتهد٠مصيب ØŒ Ùما تقول Ùيمن قال : إن الØÙ‚ ÙÙŠ ÙˆØ§ØØ¯ ولم يسوغ الاختلا٠؟ قال الشيخ رØÙ…Ù‡ الله : Ùقلت له : القائل بأن الØÙ‚ ÙÙŠ ÙˆØ§ØØ¯ ØŒ وإن كان مصيباً Ùيما قال على هذا المعنى خاصة ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‡ يلزمه المناقضة بقوله : إن المخطىء للØÙ‚ّ٠معÙÙˆ عنه غير مؤاخذ بخطئه Ùيه ØŒ واعتماده ÙÙŠ ذلك على أنه لو أوخذ به للØÙ‚Ù‡ العنت والتضييق ØŒ Ùقد صار بهذا القول إلى معنى قول الاَوّلين Ùيما عليهم من المناقضة ØŒ ولزمهم من أجله ترك Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø§ØØ«Ø© والمكالمة ØŒ وإن كان القائلون بإصابة المجتهدين الØÙ‚Ø© ØŒ يزيدون عليه ÙÙŠ المناقضة ÙˆØªÙ‡Ø§ÙØª المقالة ØŒ بقول Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ لخصمه قد أخطأت الØÙƒÙ… ØŒ مع شهادته له بصوابه Ùيما ÙØ¹Ù„Ù‡ مما به أخطأ الØÙƒÙ… عنده ØŒ Ùهو شاهد بصوابه وخطئه ÙÙŠ Ø§Ù„Ø§ÙØµØ§Ø¨Ø© ØŒ معتر٠له ومقر بأنه مصيب ÙÙŠ خلاÙÙ‡ ØŒ مأجور على مباينته ØŒ وهذه مقالة تدعو إلى ترك اعتقادها Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ ØŒ وتكش٠عن Ù‚Ø¨Ø Ø¨Ø§Ø·Ù†Ù‡Ø§ بظاهرها ØŒ وبالله التوÙيق . ذكروا أن هذا الكلام جرى ÙÙŠ مجلس الشيخ أبي Ø§Ù„ÙØªØ عبيدالله بن ÙØ§Ø±Ø³ قبل أن يتولى الوزارة(7). ____________ (1) الظاهر : سوغ لخلقه ØŒ والله العالم . (2) كنز العمّال : ج10 ص 136 Ø28686 ØŒ تذكرة الموضوعات : ص 90 ØŒ Ø¥ØªØØ§Ù السادة المتقين : ج1 ص 204 Ùˆ 205. (3) الظاهر : Ùيه . (4) سورة آل عمران : الآية 105 . (5) سورة آل عمران : الآية 103 . (6) سورة هود : الآية 118 Ùˆ 119 . (7) كنز الÙوائد للكراجكي : ج2 ص 210 Ù€ 214 .
|