الموفق الخوارزمي - المناقب - رقم الصفحة : ( 6 )

- وكان القوم يحلمون بهذه الرؤية الشيطانية ØŒ ويتربصون به ريب المنون لا يشكون في أن دعوته ستموت بموته لأنه في منظرهم ملك في صورة نبي ØŒ وسلطته سلطة في صورة دعوة إلهية فلئن مات أو قتل إنقطع إثره وخمد ذكره ØŒ كما هو المشهود من حال الملوك والجبابرة مهما تعالى أمرهم ØŒ وبلغوا ØŒ عن التكبر والتجبر وركوب رقاب الناس ØŒ مبلغاً عظيماً كان الخصم يحلم بهذه الأمنية الشيطانية حتى جاء أمين الوحى  فأدهشهم وطارت عقولهم فأمر النبي بتنصيب علي (ع) لمقام الولاية الإلهية ØŒ وإستخلافه في أمر المسلمين بعده فحاطبه بقوله : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ØŒ فقام النبي (ص) في محتشد عظيم من الناس التف حوله وجوه المهاجرين والأنصار وأخذ بيد علي (ع) ورفعها وقال : الست أولى بكم من أنفسكم ØŒ قالوا : اللهم بلى فقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ØŒ اللهم وال من والاه ØŒ وعاد من عاداه ØŒ وأنصر من نصره ØŒ وأخذل من خذله ØŒ فصار عمل النبي (ص) وقيامه بواجبه في تنصيب علي (ع) مقام القيادة بعد وفاته ØŒ سبباًً ليأس المشركين قاطبة فأذعنوا أن النبي نور لا يطفأ ØŒ وسراج لا يخبو وأن كتابه فرقان لا يخمد برهانه ØŒ وتبيان لا تهدم أركانه ØŒ وعز لا تهزم أنصاره ØŒ وحق لا تخذل أعوانه ØŒ وقد نزل أمين الوحي يبشر النبي الأكرم ØŒ عن قنوط المشركين ويأسهم ØŒ إذ قال : سبحانه : اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون * اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناًً.

152 - وأخبرني : سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي - فيما كتب الي : من همدان - أخبرنا : أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابه ، أخبرنا : الشريف أبو طالب المفضل بن الجعفري بإصبهان ، أخبرني : الحافظ أبوبكر إبن مردويه إجازة ، حدثني : جدي ، حدثني : عبد الله بن إسحاق البغوي ، حدثني : الحسن بن عليل العنزي ، حدثنا : محمد بن عبد الرحمن الذراع ، حدثنا : قيس بن حفص ، حدثني : علي بن الحسن ، أبو الحسن العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبى سعيد الخدري : أن النبي (ص) يوم دعا الناس إلى غدير خم ، أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم وذلك يوم الخميس ، ثم دعا الناس إلى علي فأخذ بضبعه فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطه ، ثم لم يتفرقا حتى نزلت : اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناًً فقال رسول الله (ص) : الله أكبر على إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضى الرب برسالاتي ، والولاية لعلي ، ثم قال : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأنصر من نصره ، وأخذل من خذله ....