مناظرة الشيخ المÙيد مع الورثاني ÙÙŠ مسألة شورى النبي صلى الله عليه وآله Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 02:22 AM | المشاهدات: 3878
مناظرة الشيخ المÙيد مع الورثاني ÙÙŠ مسألة شورى النبي صلى الله عليه وآله Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ومن كلام الشيخ Ù€ أدام الله عزّه Ù€ أيضاً ÙÙŠ دار الشري٠أبي عبدالله Ù…ØÙ…د بن Ù…ØÙ…د بن طاهر رØÙ…Ù‡ الله ØŒ ÙˆØØ¶Ø± رجل من المتÙقهة يعرÙ
بالورثاني وهو من Ùهمائهم ØŒ Ùقال له الورثاني : أليس من مذهبك أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان معصوماً من الخطأ ØŒ مبرأ من الزلل، مأموناً عليه من السهو والغلط ØŒ كاملاً Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ غنياً عن رعيته. Ùقال له الشيخ Ù€ أيده الله Ù€ : بلى كذلك كان صلى الله عليه وآله . قال له : Ùما تصنع ÙÙŠ قول الله جلّ جلاله : ( ÙˆÙŽØ´ÙŽØ§ÙˆÙØ±Ù’Ù‡ÙÙ… ÙÙŠ الاَمرÙÙَإذا عَزَمتَ Ùَتَوكّل عَلى الله٠)(1) أليس قد أمره الله بالاستعانة بهم ÙÙŠ الرأي وأÙقره إليهم، Ùكي٠يصØÙ‘ لك ما ادّعيت مع ظاهر القرآن وما ÙØ¹Ù„ النبي صلى الله عليه وآله . Ùقال له الشيخ Ù€ أدام الله عزّه Ù€ : إن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يشاور Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ Ù„Ùقر منه إلى آرائهم ÙˆÙ„ØØ§Ø¬Ø©Ù دعته إلى مشورتهم من ØÙŠØ« ظننت وتوهّمت ØŒ بل لاَمر آخر أنا أذكره لك بعد الاÙÙŠØ¶Ø§Ø Ø¹Ù…Ù‘Ø§ أخبرتك به، وذلك أنّا قد علمنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان معصوماً من الكبائر والصغائر وإن Ø®Ø§Ù„ÙØª أنت ÙÙŠ عصمته من الصغائر، وكان أكمل الخلق Ø¨Ø§ØªÙ‘ÙØ§Ù‚ أهل الملّة ÙˆØ£ØØ³Ù†Ù‡Ù… رأياً ÙˆØ£ÙˆÙØ±Ù‡Ù… عقلاً وأكملهم تدبيراً، وكانت المواد بينه وبين الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ متّصلة والملائكة تتواتر عليه بالتوÙيق من الله عزّ وجلّ ØŒ والتهذيب والاÙنباء له عن Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„ØØŒ وإذا كان بهذه Ø§Ù„ØµÙØ§Øª لم ÙŠØµØ Ø£Ù† يدعو داع إلى اقتباس الرأي من رعيته ØŒ لاَنّه ليس Ø£ØØ¯ منهم إلا وهو دونه ÙÙŠ سائر ما عددناه ØŒ وإنّما يستشير الØÙƒÙŠÙ… غيره على طريق Ø§Ù„Ø§ÙØ³ØªÙادة ÙˆØ§Ù„Ø§ÙØ³ØªØ¹Ø§Ù†Ø© برأيه إذا تيقن أنّه Ø£ØØ³Ù† رأياً منه وأجود تدبيراً وأكمل عقلاً أو ظن ذلك، ÙØ£Ù…ّا إذا Ø£ØØ§Ø· علماً بأنّه دونه Ùيما وصÙناه لم يكن Ù„Ù„Ø§ÙØ³ØªØ¹Ø§Ù†Ø© ÙÙŠ تدبيره برأيه معنى ØŒ لاَن الكامل لا ÙŠÙØªÙ‚ر إلى الناقص Ùيما ÙŠØØªØ§Ø¬ Ùيه إلى الكمال، كما لا ÙŠÙØªÙ‚ر العالم إلى الجاهل Ùيما ÙŠØØªØ§Ø¬ Ùيه إلى العلم ØŒ والآية بينة يدل متضمنها على ذلك ØŒ ألا ترى إلى قوله تعالى : ( ÙˆÙŽØ´ÙŽØ§ÙˆÙØ±Ù’Ù‡ÙÙ… ÙÙŠ الاَمرÙÙَإذا عَزَمتَ Ùَتَوكّل عَلى الله٠)(2)ÙØ¹Ù„Ù‚ وقوع Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ بعزمه دون رأيهم ومشورتهم، ولو كان إنّما أمره بمشورتهم Ù„Ù„Ø§ÙØ³ØªÙ‚ÙØ§Ø¡ برأيهم لقال له : ÙØ¥Ø°Ø§ شاروا عليك ÙØ§Ø¹Ù…Ù„ ØŒ وإذا اجتمع رأيهم على شيء ÙØ£Ù…ضه، Ùكان تعلق ÙØ¹Ù„Ù‡ بالمشورة دون العزم الذي يختص به ØŒ Ùلما جاء الذكر بما تلوناه سقط ما توهمته، ÙØ£Ù…ّا وجه دعائهم إلى المشورة عليه صلى الله عليه وآله ÙØ¥Ù† الله أمره أن يتألÙهم بمشورتهم ØŒ ويعلمهم بما يصنعونه عند عزماتهم ØŒ ليتأدّبوا بآداب الله عزّ وجلّ، ÙØ§Ø³ØªØ´Ø§Ø±Ù‡Ù… لذلك لا Ù„Ù„ØØ§Ø¬Ø© إلى آرائهم ØŒ على أن ها هنا وجهاً آخر بيّناً وهو : إن الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أعلمه أن ÙÙŠ Ø£Ùمّته من يبتغي له الغوائل ويتربص به الدوائر، ÙˆÙŠÙØ³Ø±Ù‘٠خلاÙÙ‡ ويبطن مقته ويسعى ÙÙŠ هدم أمره ويناقضه ÙÙŠ دينه ØŒ ولم يعرÙÙ‡ بأعيانهم ولا دلَّه عليهم بأسمائهم ØŒ Ùقال عزّ اسمه : ( ÙˆÙŽÙ…ÙÙ† أهل٠المَدينة٠مَرَدÙوا على النّÙÙØ§Ù‚ لا تَعلَمÙÙ‡ÙÙ… Ù†ØÙ† نَعلَمÙÙ‡ÙÙ… Ø³ÙŽÙ†ÙØ¹ÙŽØ°Ù‘ÙØ¨Ù‡Ù… مَرَّتين ثمَّ ÙŠÙØ±Ø¯Ù‘Ùونَ إلى عَذَاب٠عظيم٠)(3) وقال جلّ اسمه : ( وإذا مَا Ø£ÙنزÙلَتْ سÙورةٌ نَظَرَ بعضهم إلى بعض٠هَل يَراكم Ù…ÙÙ† Ø£ØØ¯Ù ثمَّ انصرÙوا صَرَÙÙŽ الله قلوبَهÙÙ… Ø¨ÙØ£Ù†Ù‘َهم قومٌ لا ÙŠÙŽÙÙ‚ÙŽÙ‡Ùونَ )(4)وقال تبارك اسمه : ( ÙŠÙŽØÙ„ÙÙÙونَ Ù„ÙŽÙƒÙÙ… Ù„ÙØªÙŽØ±Ù’ضوا عنهم Ùَإنْ تَرضوا عنهم ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ اللهَ لا يرضى عن القوم Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ùقين )(5)وقال : ( ÙˆÙŽÙŠÙŽØÙ„ÙÙونَ بالله٠إنَّهم لمنكم وَمَا هم منكم وَلكنَّهم قومٌ ÙŠÙŽÙØ±Ù‚Ùون )(6)وقال عزّ من قائل : ( وإذا رَأيتَهم ØªÙØ¹Ø¬Ø¨Ùƒ أجسَامهÙÙ… وَإن يَقولÙوا تَسمع Ù„ÙقولÙهم كَأَنَّهم Ø®ÙØ´Ùبٌ Ù…ÙØ³ÙŽÙ†Ù‘َدةٌ ÙŠÙŽØØ³ÙŽØ¨ÙˆÙ†ÙŽ ÙƒÙلَّ ØµÙŠØØ©Ù عليهم Ù‡Ùم٠العَدوّ٠ÙÙŽØ§ØØ°Ø±Ù‡Ù… قَاتَلَهم الله٠أنّى ÙŠÙØ¤Ùَكونَ ) (7)وقال جلّ جلاله : ( وإذا قَاموا إلى الصلاة قامÙوا ÙƒÙØ³Ø§Ù„Ù‰ ÙŠÙØ±Ø¢Ø¤ÙÙ† الناسَ وَلا يَذكرون اللهَ إلاَّ قَليلاً )(8)وقال تعالى : ( وَلا يَأتونَ الصلاةَ إلاَّ ÙˆÙŽÙ‡ÙÙ… ÙƒÙØ³Ø§Ù„Ù‰ وَلا ÙŠÙÙ†ÙÙقونَ إلاَّ وهم كارÙÙ‡Ùون )(9)ثمَّ قال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ بعد أن أنبأه عنهم ÙÙŠ الجملة : ( ÙˆÙŽÙ„ÙŽÙˆ نَشاء٠لاَرَيناكَهÙÙ… ÙÙŽÙ„ÙŽØ¹Ø±ÙØªÙŽÙ‡Ù… Ø¨ÙØ³ÙيماهÙÙ… ولتعرÙÙَنَّهم ÙÙŠ Ù„ØÙ†Ù القول )(10)ÙØ¯Ù„Ù‘ÙŽÙ‡ عليهم بمقالهم وجعل الطريق إلى Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡Ù… ما يظهر من Ù†ÙØ§Ù‚هم ÙÙŠ Ù„ØÙ† قولهم . ثمّ أمره بمشورتهم ليصل بما يظهر منهم إلى علم باطنهم، ÙØ¥Ù† Ø§Ù„Ù†Ø§ØµØ ØªØ¨Ø¯Ùˆ Ù†ØµÙŠØØªÙ‡ ÙÙŠ مشورته، والغاش المناÙÙ‚ يظهر ذلك ÙÙŠ مقاله، ÙØ§Ø³ØªØ´Ø§Ø±Ù‡Ù… صلى الله عليه وآله لذلك، ولاَنّ الله جلّ جلاله جعل مشورتهم الطريق إلى Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡Ù… ØŒ ألا ترى أنّهم لما أشاروا ببدر عليه صلى الله عليه وآله ÙÙŠ الاَسرى ÙØµØ¯Ø±Øª مشورتهم عن نيات مشوبة ÙÙŠ Ù†ØµÙŠØØªÙ‡ Ùكش٠الله تعالى ذلك له وذمهم عليه وأبان عن إدغالهم Ùيه، Ùقال جلّ وتعالى: ( مَا كانَ لنبيّ٠أن يكونَ لَه٠أسرَى ØØªÙ‰ ÙŠÙØ«Ø®ÙÙ†ÙŽ ÙÙŠ الاَرض ØªÙØ±ÙŠØ¯ÙˆÙ†ÙŽ Ø¹ÙŽØ±Ø¶ÙŽ الدّÙنيا ÙˆØ§Ù„Ù„Ù‡Ù ÙŠÙØ±ÙŠØ¯Ù الآخرةَ والله٠عزيزٌ ØÙŽÙƒÙŠÙ…ÙŒ ØŒ لولا ÙƒÙØªØ§Ø¨ÙŒ من الله٠سَبَقَ لَمَسَّكم Ùيما أَخَذتÙÙ… عَذابٌ عظيمٌ )(11)Ùوجه التوبيخ إليهم والتعني٠على رأيهم وأبان لرسوله صلى الله عليه وآله عن ØØ§Ù„هم ØŒ Ùيعلم أن المشورة لهم لم تكن للÙقر إلى آرائهم وإنّما كانت لما ذكرناه. Ùقال شيخ من القوم يعر٠بالجراØÙŠ ÙˆÙƒØ§Ù† ØØ§Ø¶Ø±Ø§Ù‹ : يا Ø³Ø¨ØØ§Ù† الله ! أترى أن أبا بكر وعمر كانا من أهل Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ ØŸ كلا ما نظن أنك أيدك الله تطلق هذا ØŒ وما رأينا أن النبي صلى الله عليه وآله استشار ببدر غيرهما، ÙØ¥Ù† كانا هما من المناÙقين Ùهذا ما لا نصبر عليه ولا نقوى على استماعه ØŒ وإن لم يكونا من جملة أهل Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ ÙØ§Ø¹ØªÙ…د على الوجه الاَوّل، وهو أن النبي صلى الله عليه وآله أراد أن يتألّÙهم بالمشورة ويعلمهم كي٠يصنعون ÙÙŠ Ø£Ùمورهم . Ùقال له الشيخ Ù€ أدام الله عزّه Ù€ : ليس هذا من Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ أيها الشيخ ÙÙŠ شيء وإنّما هو استكبار واستعظام معدول به عن Ø§Ù„ØØ¬Ø© والبرهان ØŒ ولم نذكر إنساناً بعينه وإنما أتينا بمجمل من القول ÙÙØµÙ„Ù‡ الشيخ وكان غنياً عن ØªÙØµÙŠÙ„Ù‡ . ÙØµØ§Ø الورثاني وأعلى صوته Ø¨Ø§Ù„ØµÙŠØ§Ø ÙŠÙ‚ÙˆÙ„ : Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© أجلّ قدراً من أن يكونوا من أهل Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ وسيما الصديق ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ø±ÙˆÙ‚ØŒ وأخذ ÙÙŠ كلام Ù†ØÙˆ هذا من كلام السوقة والعامّة وأهل الشغب ÙˆØ§Ù„ÙØªÙ†. Ùقال الشيخ Ù€ أدام الله عزّه Ù€ : دع عنك الضجيج وتخلص مما أوردته عليه من البرهان ÙˆØ§ØØªÙ„ Ù„Ù†ÙØ³Ùƒ وللقوم Ùقد بان الØÙ‚Ù‘ وزهق الباطل بأهون سعي والØÙ…دلله(12). ____________ (1) سورة آل عمران : الآية 159 . (2) سورة آل عمران : الآية 159 . (3) سورة التوبة : الآية 101 . (4) سورة التوبة: الآية 127 . (5) سورة التوبة : الآية 96 . (6) سورة التوبة : الآية 56 . (7) سورة المناÙقون : الآية 4 . (8) سورة النساء : الآية 142 . (9) سورة التوبة : الآية 54 . (10) سورة Ù…ØÙ…د : الآية 30 . (11) سورة Ø§Ù„Ø§ÙŽÙ†ÙØ§Ù„: الآية 67 Ù€ 68 . (12) Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ المختارة: ج1 ص11 Ù€ 14ØŒ Ø¨ØØ§Ø± الاَنوار للمجلسي: ج10 ص414 Ù€ 417 Ø6.
|