مناظرة الشيخ المÙيد مع بعضهم ÙÙŠ الدليل على وجود الإمام المهدي عليه السلام
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 02:19 AM | المشاهدات: 3887
مناظرة الشيخ المÙيد مع بعضهم ÙÙŠ الدليل على وجود الإمام المهدي عليه السلام بسم الله الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ… وصلّى الله على Ù…ØÙ…د وآله وسلّم تسليماً .
سأل سائل الشيخ المÙيد رØÙ…Ù‡ الله Ùقال : ما الدليل على وجود الاÙمام ØµØ§ØØ¨ الغيبة عليه السلام ØŒ Ùقد اختل٠الناس ÙÙŠ وجوده Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØ§Ù‹ ظاهراً ØŸ Ùقال له الشيخ : الدليل على ذلك إنّا وجدنا الشيعة الاÙمامية ÙØ±Ù‚Ø© قد طبقت الاَرض شرقاً وغرباً ØŒ مختلÙÙŠ الآراء والهمم ØŒ متباعدي الديار لا يتعارÙون ØŒ متدينين Ø¨ØªØØ±ÙŠÙ… الكذب ØŒ عالمين بقبØÙ‡ ØŒ ينقلون نقلاً متواتراً عن أئمتهم عليهم السلام عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إنّ الثاني عشر يغيب غيبة يرتاب Ùيها المبطلون(1) ويØÙƒÙˆÙ† أنّ الغيبة تقع على ما هي عليه ØŒ Ùليس تخلوا هذه الاَخبار أن تكون صدقاً أو كذباً ØŒ ÙØ¥Ù† كانت صدقاً Ùقد صØÙ‘ ما نقول ØŒ وإن كانت كذباً Ø§Ø³ØªØØ§Ù„ ذلك ØŒ لاَنّه لو جاز على الاÙمامية وهم على ما هم عليه ØŒ لجاز على سائر المسلمين ÙÙŠ نقلهم معجزات النبي صلى الله عليه وآله مثل ذلك ØŒ ولجاز على سائر الاÙمم ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ù‚ مثله ØŒ ØØªÙ‰ لا يصØÙ‘ خبر ÙÙŠ الدنيا ØŒ وكان ذلك إبطال الشرائع كلها . قال السائل : Ùلعل قوماً تواطئوا ÙÙŠ الاَصل Ùوضعوا هذه الاَخبار ونقلتها الشيعة وتدينت بها ØŒ وهي غير عالمة بالاَصل كي٠كان . قال له الشيخ رضي الله عنه : أوّل ما ÙÙŠ هذا إنّه طعن ÙÙŠ جميع الاَخبار ØŒ لاَنّ قائلاً لو قال للمسلمين ÙÙŠ نقلهم لمعجزات النبي صلى الله عليه وآله : لعلها ÙÙŠ الاَصل موضوعة ØŒ ولعل قوماً تواطئوا عليها Ùنقلها من لا يعلم ØØ§Ù„ها ÙÙŠ الاَصل ØŒ وهذا طريق إلى إبطال الشرائع ØŒ وأيضاً Ùلو كان الاَمر على ما ذكره السائل لظهر وانتشر على ألسن المخالÙين Ù€ مع طلبهم لعيوبهم وطلب الØÙŠÙ„Ø© ÙÙŠ كسر مذاهبهم Ù€ وكان ذلك أظهر وأشهر مما يخÙÙ‰ ØŒ ÙˆÙÙŠ عدم العلم بذلك ما يدل على بطلان هذه المعارضة . قال : ÙØ£Ø±Ù†Ø§ طرق هذه الاَخبار ØŒ وما وجهها ووجه دلالتها ØŸ قال : الاَول ما ÙÙŠ هذا الخبر الذي روته العامّة والخاصة ØŒ وهو خبر كميل ابن زياد قال : دخلت على أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهو ينكث ÙÙŠ الاَرض Ùقلت له : يا مولاي مالك تنكث الاَرض أرغبة Ùيها ØŸ Ùقال : والله ما رغبت Ùيها ساعة قط ØŒ ولكني Ø£Ùكر ÙÙŠ التاسع من ولد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عليه السلام ØŒ هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ØŒ كما ملأت ظلماً وجوراً ØŒ تكون له غيبة يرتاب Ùيها المبطلون ØŒ يا كميل بن زياد ØŒ لا بدّ لله ÙÙŠ أرضه من ØØ¬Ø©ØŒ إما ظاهر مشهور شخصه ØŒ وإما باطن مغمور لكيلا تبطل ØØ¬Ø¬ الله (2) . والخبر طويل وإنما اقتصرنا على موضع الدلالة . وما روى عن الباقر عليه السلام : إن الشيعة قالت له يوماً : أنت ØµØ§ØØ¨Ù†Ø§ الذي يقوم Ø¨Ø§Ù„Ø³ÙŠÙØŸ قال : لست Ø¨ØµØ§ØØ¨ÙƒÙ… ØŒ انظروا من Ø®Ùيت ولادته Ùيقول قوم : ولد ØŒ ويقول قوم : ما ولد ØŒ Ùهو ØµØ§ØØ¨ÙƒÙ…(3). وما روي عن الصادق عليه السلام إنه قال : كي٠بكم إذا Ø§Ù„ØªÙØªÙ… يميناً Ùلم تروا Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ ØŒ ÙˆØ§Ù„ØªÙØªÙ… شمالاً Ùلم تروا Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ ØŒ واستولت أقوام بني عبد المطلب ØŒ ورجع عن هذا الاَمر كثير ممّن يعتقده ØŒ يمسي Ø£ØØ¯ÙƒÙ… مؤمناً ÙˆÙŠØµØ¨Ø ÙƒØ§ÙØ±Ø§Ù‹ ØŒ ÙØ§Ù„له الله ÙÙŠ أديانكم هناك ÙØ§Ù†ØªØ¸Ø±ÙˆØ§ Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ . وما روي عن موسى بن Ø¬Ø¹ÙØ± عليهما السلام ØŒ إنه قال : أذا توالت ثلاثة أسماء Ù…ØÙ…د وعلي ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù† ÙØ§Ù„رابع هو القائم صلوات الله عليه وعليهم(4). ولو ذهبنا إلى ما روي ÙÙŠ هذا المعنى لطال به Ø§Ù„Ø´Ø±Ø ØŒ وهذا السيد ابن Ù…ØÙ…د الØÙ…يري يقول ÙÙŠ قصيدة له قبل الغيبة بخمسين ومائة سنة : وكذا روينا عن وصي Ù…ØÙ…د ***وما كان Ùيما قالـه بالمتكذب بأن ولـيالاَمر ÙŠÙÙقد لا ÙŠÙØ±Ù‰***ستيراً ÙƒÙØ¹Ù„ Ø§Ù„Ø®Ø§Ø¦ÙØ§Ù„مترقـب Ùيقسم أمـوال الÙقيـد كأنما***تغيبه ØªØØª الصÙÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ù†ØµÙ€Ø¨ Ùيمكث ØÙŠÙ†Ø§Ù‹ ثمّ ينبــعنبعة***كنبعة درى من الاَرض يوهب له غيبة لا بد من أن يغيبها***ÙØµÙ„ّى عليه الله من متغيّب(5) ÙØ§Ù†Ø¸Ø±ÙˆØ§ رØÙ…كم الله قول السيد هذا القول وهو (الغَيبة) كي٠وقع له أن يقوله لولا أن سمعه من أئمته ØŒ وأئمته سمعوه من النبي صلى الله عليه وآله ØŒ وإلاّ Ùهل يجوز لقائل أن يقول قولاً Ùيقع كما قال ما يخرم منه ØØ±Ù ØŸ ! عصمنا الله وإياكم من الهوى ØŒ وبه نستعين ØŒ وعليه نتوكّل(6). قال السائل : Ùقد كان يجب أن ينقل هذه الاَخبار مع الشيعة غيرهم . Ùقال له : هذا غير لازم ولا واجب ØŒ ولو وجب وجب أن لا يصØÙ‘ خبر لا ينقله المؤال٠والمخال٠وبطلت الاَخبار كلها . Ùقال السائل : ÙØ¥Ø°Ø§ كان الاÙمام عليه السلام غائباً طول هذه المدة لا ÙŠÙÙ†ØªÙØ¹ به ØŒ Ùما Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ بين جوده وعدمه(7). قال له : إن الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ إذا نصب دليلاً ÙˆØØ¬Ø© على سائر خلقه ÙØ£Ø®Ø§ÙÙ‡ الظالمون كانت Ø§Ù„ØØ¬Ø© على من أخاÙÙ‡ لا على الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ ØŒ ولو أعدمه الله كانت Ø§Ù„ØØ¬Ø© على الله لا على الظالمين ØŒ وهذا Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ بين جوده وعدمه . قال السائل : ألا Ø±ÙØ¹Ù‡ الله إلى السماء ÙØ¥Ø°Ø§ آن قيامه أنزله ØŸ Ùقال له : ليس هو ØØ¬Ø© على أهل السماء ØŒ إنّما هو ØØ¬Ø© على أهل الاَرض، ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø© لا تكون إلا بين Ø§Ù„Ù…ØØ¬ÙˆØ¬ÙŠÙ† به ØŒ وأيضاً Ùقد كان هذا لا يمتنع ÙÙŠ العقل لولا الاَخبار الواردة أن الاَرض لا تخلو من ØØ¬Ø© ØŒ Ùلهذا لم يجز كونه ÙÙŠ السماء وأوجبنا كونه ÙÙŠ الاَرض وبالله التوÙيق . Ùقام إنسان من المعتزلة وقال للشيخ المÙيد : كي٠يجوز ذلك منك وأنت نظار منهم قائل بالعدل والتوØÙŠØ¯ ØŒ وقائل بأØÙƒØ§Ù… العقول ØŒ تعتقد إمامة رجل ما ØµØØª ولادته دون إمامته ØŒ ولا وجوده دون عدمه ØŒ وقد تطاولت السنون ØØªÙ‰ أن المعتقد منكم يقول إن له عند ولد خمساً وأربعين ومائة سنة(8)ØŒ Ùهل يجوز هذا ÙÙŠ عقل أو سمع ØŸ قال له الشيخ : قد قلت ÙØ§Ùهم ØŒ اعلم : إن الدلالة عندنا قامت على أن الاَرض لا تخلو من ØØ¬Ø©.(9) قال السائل : مسلّم لك ذلك ثمّ آيش ØŸ قال له الشيخ : ثمّ إن Ø§Ù„ØØ¬Ø© على ØµÙØ§Øª ØŒ ومن لا يكون عليها لم تكن Ùيه . قال له السائل : هذا عندي ØŒ ولم أر ÙÙŠ ولد العباس ØŒ ولا ÙÙŠ ولد عليّ ØŒ ولا ÙÙŠ قريش قاطبة من هو بتلك Ø§Ù„ØµÙØ§Øª ØŒ ÙØ¹Ù„مت بدليل العقل أن Ø§Ù„ØØ¬Ø© غيرهم ØŒ ولو غاب أل٠سنة ØŒ وهذا كلام جيد ÙÙŠ معناه إذا تÙكرت Ùيه ØŒ لاَنّه إذا قامت الدلالة بإن الاَرض لا تخلو من ØØ¬Ø© ØŒ وإن Ø§Ù„ØØ¬Ø© لا يكون إلاّ معصوماً من الخطأ والزلل، لا يجوز عليه ما يجوز على الاÙمّة ØŒ وكانت المنازعة Ùيه لا ÙÙŠ الغيبة ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ سلّم ذلك كانت Ø§Ù„ØØ¬Ø© لازمة ÙÙŠ الغيبة(10). ____________ (1) راجع : اصول الكاÙÙŠ : ج 1 ص 338 Ø 7 ØŒ كمال الدين وتمام النعمة للصدوق : ج 1 ص288 Ø 1 وص 302 Ø9وص 303 Ø 14 Ù€ 16 ØŒ عيون أخبار الرضا للصدوق : ج 2 ص 69 Ø 36 ØŒ Ø¨ØØ§Ø± الاَنوار : ج 51 ص 146 Ø 14 وص 160 Ø 6 (بما مضمون الخبر). (2) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق : ج 1 ص 289 Ø 1 ØŒ الاَصول من الكاÙÙŠ : ج 1 ص 338 Ø7 (ب ÙÙŠ الغيبة) ØŒ كتاب الغيبة للطوسي : ص 104 Ùˆ 204 ØŒ ÙˆÙÙŠ الاَخيرين : عن الاَصبغ بن نباتة بدلاً من كميل بن زياد . (3) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق : ج 1 ص 325 Ø 2 ØŒ كتاب الغيبة للنعماني : ص 179 Ø126 ( ÙˆÙيهما عن أبي عبد الله عليه السلام ) . (4) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق : ج 1 ص 334 Ø 3 . (5) راجع : الغدير للاَميني : ج 2 ص 246 Ù€ 247 ØŒ ديوان السيد الØÙ…يري لشاكر هادي: ص116 Ù€ 117 رقم القصيدة : 20 . (6) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق : ج 1 ص 34 Ù€ 35 ØŒ الغدير للاَميني : ج 2 ص 246 Ù€ 247 . (7) روي عن الاَعمش عن الصادق عليه السلام قال : لم تخلو الاَرض منذ خلق الله آدم من ØØ¬Ø© لله Ùيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من ØØ¬Ø© لله Ùيها ولو لم يعبد الله ØŒ قال سليمان : Ùقلت للصادق عليه السلام : ÙÙƒÙŠÙ ÙŠÙ†ØªÙØ¹ الناس Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø© الغائب المستور؟ قال : كما ÙŠÙ†ØªÙØ¹ÙˆÙ† بالشمس إذا سترها Ø§Ù„Ø³ØØ§Ø¨ . (Ø¨ØØ§Ø± الاَنوار : ج 52 ص 92 Ø 6 وراجع: Ø 7 Ùˆ 8) . (8) الذى يبدو أن هذه المناظرة وقعت ÙÙŠ سنة 400 هـ . (9) راجع : Ø¨ØØ§Ø± الاَنوار : ج 23 ص 37 Ø 65 ÙˆØ 67 . (10) Ù…ØµÙ†ÙØ§Øª الشيخ المÙيد عليه الرØÙ…Ø© المجلد السابع (ص 11 Ù€ 16) (الرسالة الثانية).
|