مناظرة الشيخ المÙيد مع بعضهم ÙÙŠ علة استتار الإمام الهدي عليه السلام
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 02:18 AM | المشاهدات: 3782
مناظرة الشيخ المÙيد مع بعضهم ÙÙŠ علة استتار الإمام الهدي عليه السلام قال الشري٠المرتضى عليه الرØÙ…Ø© : سئل الشيخ Ù€ أيده الله Ù€ Ùقيل له : أليس رسول الله صلى الله عليه وآله قد ظهر قبل استتاره ودعا
إلى Ù†ÙØ³Ù‡ قبل هجرته ØŒ وكانت ولادته Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© ونسبه مشهوراً وداره معلومة، هذا مع الخبر عنه ÙÙŠ الكتب الاÙولى والبشارة به ÙÙŠ صØÙ إبراهيم وموسى عليه السلام وإدراك قريش وأهل الكتاب علاماته ومشاهداتهم لدلائل نبوته وأعلام عواقبه، Ùكي٠لم يخ٠مع ذلك على Ù†ÙØ³Ù‡ ولا أمر الله أباه بستر ولادته ØŒ ÙˆÙØ±Ø¶ عليه Ø¥Ø®ÙØ§Ø¡ أمره كما زعمتم أنّه ÙØ±Ø¶ ذلك على أبي الاÙمام لما كان المنتظر عندكم من بين الاَئمة والمشار إليه بالقيام بالسي٠دون آبائه، ÙØ£ÙˆØ¬Ø¨ ذلك على ما ادّعيتموه واعتللتم به ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ بين آبائه وبينه ÙÙŠ الظهور على خبره وكتم ولادته والستر عن الاَنام شخصه، وهل قولكم ÙÙŠ الغيبة مع ما وصÙناه من ØØ§Ù„ النبي صلى الله عليه وآله إلاّ ÙØ§Ø³Ø¯ متناقض ØŸ جواب : Ù€ يقال إنّ Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© لا تكون من جهة القياس ØŒ ولا تعر٠أيضاً بالتوهّم ØŒ ولا يتوصل إليها بالنظائر والاَمثال ØŒ وإنّما تعلم من جهة علاّم الغيوب المطّلع على الضمائر العالم بالعواقب الذي لا تخÙÙ‰ عليه السرائر، Ùليس ننكر أن يكون الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ قد علم من ØØ§Ù„ رسول الله صلى الله عليه وآله ØŒ مع جميع ما Ø´Ø±ØØªÙ… أنّه لا يقدم عليه Ø£ØØ¯ ولا يؤثر ذلك منه ØŒ إمّا لخو٠من الاÙقدام على ذلك ØŒ أو لشك Ùيما قد سمعوه من وصÙÙ‡ ØŒ أو لشبهة عرضت لهم ÙÙŠ الرأي Ùيه، ÙØªØ¯Ø¨ÙŠØ± الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ له ÙÙŠ الظهور على خلا٠تدبير الاÙمام المنتظر Ù„Ø§Ø®ØªÙ„Ø§Ù Ø§Ù„ØØ§Ù„ين. ويدل على ما بيناه ÙˆÙŠÙˆØ¶Ø Ø¹Ù…Ø§ ذكرناه أنّه لم يتعرض Ø£ØØ¯ من عبدة الاَوثان ØŒ ولا أهل الكتاب ولا Ø£ØØ¯ من ملوك العرب ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ø³ مع ما قد اتّصل بهم من البشارة بالنبي صلى الله عليه وآله Ù„Ø§ÙŽØØ¯ من آباء الرسول صلى الله عليه وآله Ø¨Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø§Ùة، ولا لاستبراء ÙˆØ§ØØ¯Ø© من Ø£Ùمهاته Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الØÙ…Ù„ به ØŒ ولا قصدوا Ø§Ù„Ø§ÙØ¶Ø±Ø§Ø± به ÙÙŠ ØØ§Ù„ الولادة ولا طول زمانه إلى أن صدع بالرسالة . ولا خلا٠أنّ الملوك من ولد العبّاس لم يزالوا على Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø§ÙØ© لآباء الاÙمام وخاصة ما جرى من أبي Ø¬Ø¹ÙØ± المنصور مع الصادق عليه السلام ØŒ وما صنعه هارون بأبي Ø§Ù„ØØ³Ù† موسى بن Ø¬Ø¹ÙØ± الكاظم عليه السلام ØØªÙ‰ هلك ÙÙŠ ØØ¨Ø³Ù‡ ببغداد، وما قصد المتوكّل بأبي Ø§Ù„ØØ³Ù† العسكري عليه السلام جد الاÙمام ØØªÙ‰ أشخصه من Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² ÙØØ¨Ø³Ù‡ عنده بسر من رأى ØŒ وكذلك جرى أمر أبي Ù…ØÙ…د Ø§Ù„ØØ³Ù† عليه السلام بعد أبيه إلى أن قبضه الله تعالى . ثم كان من أمر المعتمد بعد ÙˆÙØ§Ø© أبي Ù…ØÙ…د عليه السلام ما لم يخ٠على Ø£ØØ¯ من ØØ¨Ø³Ù‡ لجواريه والمسائلة عن ØØ§Ù„هنّ ÙÙŠ الØÙ…Ù„ØŒ واستبراء أمرهنّ عندما اتÙقت كلمة الاÙمامية على أنّ القائم هو ابن Ø§Ù„ØØ³Ù† عليه السلام ÙØ¸Ù†Ù‘ المعتمد أنّه ÙŠØ¸ÙØ± به Ùيقتله ويزيل طمعهم ÙÙŠ ذلك ØŒ Ùلم يتمكن من مراده وبقي بعض جواري أبي Ù…ØÙ…د عليه السلام ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¨Ø³ أشهراً كثيرة، ÙØ¯Ù„Ù‘ بذلك على Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ بين ØØ§Ù„ النبي صلى الله عليه وآله ÙÙŠ مولده وبين الاÙمام عليه السلام على ما قدمناه بما ذكرناه وشرØÙ†Ø§Ù‡ . وشيء آخر وهو أنّ الخو٠قد كان مأموناً على رسول الله صلى الله عليه وآله من بني هاشم وبني عبد المطلب وجميع أهل بيته وأقاربه، لاَنّ الشر٠المتوقع له بالنبوّة كان شرÙهم والمنزلة التي ØªØØµÙ„ له بذلك Ùهي تختص بهم، وعلمهم بهذه Ø§Ù„ØØ§Ù„ يبعثهم على صيانته ÙˆØÙظه وكلائته ليبلغ الرتبة التي يرجونها له Ùينالون بها أعلى المنازل ويملكون بها جميع العالم . وأمّا البعداء منهم ÙÙŠ النسب Ùيعجزون عن إيقاع الضرر به لموضع أهل بيته ومنعهم منه وعلمهم Ø¨ØØ§Ù„هم وأنّهم أمنع العرب جانباً وأشدهم بأساً وأعزهم عشيرة، Ùيصدهم ذلك عن التعرض له ويمنع من خطوره ببالهم، وهذا ÙØµÙ„ بين ØØ§Ù„ النبي صلى الله عليه وآله Ùيما يوجب ظهوره مع انتشار ذكره والبشارة به، وبين الاÙمام Ùيما يجوز استتاره وكتم أمر ولادته، وهذا بيّن لمن تدبره. وشيءٌ آخر وهو أنّ ملوك العجم ÙÙŠ زمان مولد النبي صلى الله عليه وآله لم يكونوا يكرهون مجيء نبي يدعو إلى شرع مستأن٠، ولا يخاÙون بمجيئه على Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… ولا على ملكهم ØŒ لاَنّهم كانوا ينوون الاÙيمان به والاتباع له، وقد كانت اليهود ØªØ³ØªÙØªØ به على العرب وترجو ظهوره كما قال الله عزّ وجلّ : ( Ùلمّا جآءهم ما عرÙوا ÙƒÙØ±ÙˆØ§ به )(1) وإنّما ØØµÙ„ للقوم الخلا٠عليه ÙˆØ§Ù„Ø§ÙØ¨Ø§Ø¡ له بنية تجددت لهم عند مبعثه . ولم يجر أمر الاÙمام المنتظر عليه السلام هذا المجرى بل المعلوم من ØØ§Ù„ جميع ملوك زمان مولده ومولد آبائه، خلا٠ذلك من اعتقادهم Ùيمن ظهر منهم يدعو إلى إمامة Ù†ÙØ³Ù‡ أو يدعو إليه داع سÙÙƒ دمه واستئصال أهله وعشيرته ØŒ وهذا أيضاً ÙØ±Ù‚ بين الاَمرين . وشيء آخر وهو أن رسول الله صلى الله عليه وآله مكث ثلاث عشرة سنة يدعو بمكّة إلى دينه ÙˆØ§Ù„Ø§Ø¹ØªØ±Ø§Ù Ø¨Ø§Ù„ÙˆØØ¯Ø§Ù†ÙŠØ© وبنبوته ØŒ ويسÙّه من خالÙÙ‡ ويضلّلهم ويسب آلهتهم، Ùلم يقدم Ø£ØØ¯ منهم على قتله ولا رام ذلك ولا استقام لهم Ù†Ùيه عن بلادهم ولا ØØ¨Ø³Ù‡ ولا منعه من دعوته، ونØÙ† نعلم علماً يقيناً لا يتخالجنا Ùيه الشك بأنّه لو ظن Ø£ØØ¯ من ملوك هذه الاَزمان ببعض آل أبي طالب أنّه ÙŠØØ¯Ø« Ù†ÙØ³Ù‡ بادّعاء الاÙمامة بعد مدة طويلة، لسÙÙƒ دمه دون أن يعلم ذلك ويتØÙ‚قه ÙØ¶Ù„اً عن أن يراه ويجده. وقد علم أهل العلم ÙƒØ§ÙØ© أنّ أكثر من ØØ¨Ø³ ÙÙŠ السجون من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وقتل بالغيلة إنّما ÙØ¹Ù„ به ذلك على الظنة والتهمة دون اليقين والØÙ‚يقة، ولو لم يكن Ø£ØØ¯ منهم ØÙ„Ù‘ÙŽ به ذلك إلاّ موسى بن Ø¬Ø¹ÙØ± عليهما السلام لكان كاÙياً ØŒ ومن تأمّل هذه الاَÙمور وعرÙها ÙˆÙكر Ùيما ذكرناه وتبيّنه انكش٠له Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ بين النبي وبين الاÙمام Ùيما سأل عنه هؤلاء القوم ولم يتخالجه Ùيه ارتياب والله الموÙÙ‚ للصواب . وبهذا النØÙˆ يجب أن يجاب من سأل Ùقال : أليس الرسول صلى الله عليه وآله قد ظهر ÙÙŠ أوّل أمره ÙˆØ¹Ø±ÙØª العامة والخاصة وجوده ثم استتر بعد ذلك عند الخو٠على Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ Ùقد كان يجب أن يكون تدبير الاÙمام ÙÙŠ ظهوره واستتاره كذلك، مع أنّ Ø§Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ات ليس عليها قياس ØŒ ÙˆØ§Ù„Ø§ÙŽÙ„Ø·Ø§Ù ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø ØªØ®ØªÙ„Ù ÙÙŠ Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ ولا ØªÙØ¯Ø±Ùƒ ØÙ‚ائقها إلاّ بسمع يرد عن عالم الخÙيات ØŒ جلّت عظمته Ùلا يجب أن نسلك ÙÙŠ Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡Ø§ طريق الاعتبار . وليس يستتر هذا الباب إلاّ على من قلّ علمه بالنظر ÙˆØ¨ÙŽØ¹ÙØ¯ عنه الصواب والله نستهدي إلى سبيل الرشاد(2). ____________ (1) سورة البقرة : الآية 89 . (2) Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ المختارة للمÙيد : ص 266 Ù€ 269 .
|