مناظرة الشيخ المÙيد مع أبي بكر بن صراما
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 02:09 AM | المشاهدات: 4394
مناظرة الشيخ المÙيد مع أبي بكر بن صراما ØØ¶Ø± الشيخ المÙيد مجلس أبي منصور بن المرزبان وكان Ø¨Ø§Ù„ØØ¶Ø±Ø© جماعة من متكلّمي المعتزلة ØŒ ÙØ¬Ø±Ù‰ كلام وخوض ÙÙŠ شجاعة الامام Ù€ عليه السلام. Ùقال أبو بكر بن صراما : عندي أنّ أبا بكر الصدّيق كان من شجعان العرب ومتقدّميهم ÙÙŠ الشجاعة ! Ùقال الشيخ Ù€ أدام الله عزّه Ù€ : من أين ØØµÙ„ ذلك عندك ØŸ وبأي وجه Ø¹Ø±ÙØªÙ‡ ØŸ Ùقال : الدليل على ذلك أنّه رأى قتال أهل الردّة ÙˆØØ¯Ù‡ ÙÙŠ Ù†ÙØ± معه ØŒ وخالÙÙ‡ على رأيه ÙÙŠ ذلك جمهور Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© وتقاعدوا عن نصرته. Ùقال : أما والله لو منعوني عقالاً لقاتلتهم ØŒ ولم ÙŠØ³ØªÙˆØØ´ من اعتزال القوم له ØŒ ولا ضعّ٠ذلك Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ ولا منعه من التصميم على ØØ±Ø¨Ù‡Ù… ØŒ Ùلولا أنّه كان من الشجاعة على ØØ¯Ù‘ يقصر الشجعان عنه لما أظهر هذا القول عند خذلان القوم له ! Ùقال الشيخ Ù€ أدام الله عزّه Ù€ : ما أنكرت على من قال لك : إنّك لم تلجأ إلى معتمد عليه ÙÙŠ هذا الباب ØŒ وذلك أنّ الشجاعة لا ØªØ¹Ø±Ù Ø¨Ø§Ù„ØØ³Ù‘ Ù„ØµØ§ØØ¨Ù‡Ø§ Ùقط ولا بادّعائها ØŒ وإنّما هي شيء ÙÙŠ الطبع يمدّه الاكتساب ØŒ والطريق إليها Ø£ØØ¯ الامرين : إمّا الخبر عنها من جهة علاّم الغيوب المطّلع على الضمائر جلّت عظمته ØŒ Ùيعلم خلقه ØØ§Ù„ الشجاع وإن لم يبد٠منه ÙØ¹Ù„ يستدل به عليها. والوجه الاخر : أن يظهر منه Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ يعلم بها ØØ§Ù„Ù‡ كمبارزة الاقران ØŒ ومقاومة الشجعان ØŒ ومنازلة الابطال ØŒ والصبر عند اللّقاء ØŒ وترك Ø§Ù„ÙØ±Ø§Ø± عند تØÙ‚ّق القتال ØŒ ولا يعلم ذلك أيضا بأوّل وهلة (1) ØŒ ولا Ø¨ÙˆØ§ØØ¯Ø© من Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ ØØªÙ‘Ù‰ يتكرّر ذلك على ØØ¯Ù‘ يتميّز به ØµØ§ØØ¨Ù‡ ممن ØØµÙ„ له ذلك Ø§ØªÙ‘ÙØ§Ù‚ا ØŒ أو على سبيل الهوج (2) والجهل بالتدبير ØŒ وإذا كان الخبر عن الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ بشجاعة أبي بكر معدوما وكان هذا Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ الدالّ على الشجاعة غير موجود للرجل Ùكي٠يجوز لعاقل أن يدّعي له الشجاعة بقول قاله ليس من دلالتها ÙÙŠ شيء عند Ø£ØØ¯ من أهل النظر ÙˆØ§Ù„ØªØØµÙŠÙ„ ØŸ لاسيّما ودلائل جبنه وهلعه (3) وخوÙÙ‡ وضعÙÙ‡ أظهر من أن ÙŠØØªØ§Ø¬ Ùيها إلى التأمّل ØŒ وذلك أنّه لم يبارز قطّ قرنا (4) ولا قاوم بطلاً ولا سÙÙƒ بيده دما ØŒ وقد شهد مع رسول الله Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ مشاهده ØŒ Ùكان لكلّ Ø£ØØ¯ من Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© أثر ÙÙŠ الجهاد إلاّ له ØŒ ÙˆÙØ±Ù‘ ÙÙŠ يوم Ø£ØØ¯ ØŒ وانهزم ÙÙŠ يوم خيبر ØŒ وولّى الدبر يوم التقى الجمعان ØŒ وأسلم رسول الله Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ ÙÙŠ هذه المواطن مع ما كتب الله عزّ وجلّ عليه من الجهاد ! Ùكي٠تجتمع دلائل الجبن ودلائل الشجاعة لرجل ÙˆØ§ØØ¯ ÙÙŠ وقت ÙˆØ§ØØ¯ لو لا أنّ العصبيّة تميل بالعبد إلى الهوى ØŸ وقال رجل من طيّاب الشيعة كان ØØ§Ø¶Ø±Ø§ : Ø¹Ø§ÙØ§Ùƒ الله أيّ دليل هذا ØŸ وكي٠يعتمد عليه وأنت تعلم أنّ الانسان قد يغضب Ùيقول : لو سامني السلطان هذا الامر ما قبلته ØŒ وإنّ عندنا لشيخا ضعي٠الجسم ØŒ ظاهر الجبن ØŒ يصلّي بنا ÙÙŠ مسجدنا Ùما ÙŠØØ¯Ø« أمر يضجره وينكره إلاّ قال : والله لاصبرنّ على هذا أو لاجاهدنّ Ùيه ولو اجتمعت Ùيه ربيعة ومضر !. Ùقال : ليس الدليل على الشجاعة ما ذكرت دون غيره ØŒ والّذي اعتمدنا عليه يدلّ كما يدلّ Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ والخبر ØŒ ووجه الدلالة Ùيه أنّ أبا بكر Ø¨Ø§ØªÙ‘ÙØ§Ù‚ لم يكن مؤو٠العقل ØŒ ولا غبيّا ناقصا ØŒ بل كان بالاجماع من العقلاء ØŒ وكان Ø¨Ø§Ù„Ø§ØªÙ‘ÙØ§Ù‚ جيّد الاراء ØŒ Ùلولا أنّه كان واثقا من Ù†ÙØ³Ù‡ عالما بصبره وشجاعته لما قال هذا القول Ø¨ØØ¶Ø±Ø© المهاجرين والانصار وهو لا يأمن أن يقيم القوم على خلاÙÙ‡ Ùيخذلونه ØŒ ويتأخّرون عنه ويعجز هو لجبنه أن لو كان الامر على ما ادّعيتموه عليه Ùيظهر منه الخل٠ÙÙŠ قوله ØŒ وليس يقع هذا من عاقل ØÙƒÙŠÙ… ØŒ Ùلمّا ثبتت ØÙƒÙ…Ø© أبي بكر دلّ مقاله الّذي ØÙƒÙŠÙ†Ø§Ù‡ على شجاعته كما وصÙناه. Ùقال الشيخ Ù€ أدام الله عزّه Ù€ : ليس تسليمنا لعقل أبي بكر وجودة رأيه تسليما لما ادّعيت من شجاعته بما رويت عنه من القول ØŒ ولا يوجب ذلك ÙÙŠ عر٠ولا عقل ولا سنّة ولا كتاب ØŒ وذلك أنّه وإن كان ما ذكرت من الØÙƒÙ…Ø© Ùليس يمنع أن يأتي بهذا القول من جبنه وخوÙÙ‡ وهلعه ليشجّع Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŒ ÙˆÙŠØØ¶Ù‘ (5) المتأخّرين عنه على نصرته ØŒ ÙˆÙŠØØ«Ù‘هم على جهاد عدوّه ØŒ ويقوي عزمهم ÙÙŠ معونته ØŒ ويصرÙهم عن رأيهم ÙÙŠ خذلانه ØŒ وهكذا تصنع الØÙƒÙ…اء ÙÙŠ تدبيراتهم ØŒ Ùيظهرون من الصبر ما ليس عندهم ØŒ ومن الشجاعة ما ليس ÙÙŠ طبائعهم ØØªÙ‘Ù‰ يمتØÙ†ÙˆØ§ الامر وينظروا عواقبه ØŒ ÙØ¥Ù† استجاب المتأخّرون عنهم ونصرهم الخاذلون لهم وكلوا Ø§Ù„ØØ±Ø¨ إليهم وعقلوا Ø§Ù„ÙƒÙ„ÙØ© بهم ØŒ وإن أقاموا على الخذلان واتّÙقوا على ترك النصرة لهم والعدول عن معونتهم أظهروا من الرأي خلا٠ما سل٠، وقالوا : قد كانت Ø§Ù„ØØ§Ù„ موجبة للقتال ØŒ وكان عزمنا على ذلك تامّا Ùلمّا رأينا أشياعنا وعامّة أتباعنا يكرهون ذلك أوجبت الضرورة Ø¥Ø¹ÙØ§Ø¡Ù‡Ù… ممّا يكرهون ØŒ والتدبير لهم بما يؤثرون ØŒ وهذا أمر قد جرت به عادة الرؤساء ÙÙŠ كلّ زمان ØŒ ولم يك تنقّلهم من رأي إلى رأي مسقطا لاقدارهم عند الانام ØŒ Ùلا ينكر أن يكون أبو بكر إنّما أظهر التصميم على Ø§Ù„ØØ±Ø¨ Ù„ØØ«Ù‘ القوم على مواÙقته ÙÙŠ ذلك ØŒ ولم يبد لهم جزعه لئلاّ يزيد ذلك ÙÙŠ ÙØ´Ù„هم ØŒ ويقوّي به رأيهم ØŒ واعتمد على أنّهم إن صاروا إلى أمره ونجع هذا التدبير ÙÙŠ تمام غرضه Ùقد بلغ المراد ØŒ وإن لم ينجع ذلك عدل عن الرأي الاوّل ! كما وصÙناه من ØØ§Ù„ الرؤساء ÙÙŠ تدبيراتهم ØŒ على أنّ أبا بكر لم يقسم بالله تعالى ÙÙŠ قتال أهل الردّة Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ وإنّما أقسم بأنصاره الّذين اتّبعوه على رأيه ØŒ وليس ÙÙŠ يمينه بالله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ Ù„ÙŠÙ†ÙØ°Ù†Ù‘ خالدا ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ليصلوا Ø¨Ø§Ù„ØØ±Ø¨ دليل على شجاعته ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡. وشيء آخر : وهو أنّ أبا بكر قال هذا القول عند غضبه لمباينة القوم له ØŒ ولا خلا٠بين ذوي العقول أنّ الغضبان يعتريه عند غضبه من هيجان الطباع ما ÙŠÙØ³Ø¯ عليه رأيه ØØªÙ‘Ù‰ يقدم من القول على مالا ÙŠÙÙŠ به عند سكون Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ ويعمل من الاعمال ما يندم عليه عند زوال الغضب عنه ØŒ ولا يكون وقوع ذلك منه دليلاً على ÙØ³Ø§Ø¯ عقله ØŒ ووجوب إخراجه عن جملة أهل التدبير ØŒ وقد ØµØ±Ø Ø¨Ø°Ù„Ùƒ الرجل ÙÙŠ خطبته المشهورة عنه الّتي لا يختل٠اثنان Ùيها ØŒ ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ خاصّة يصولون بها ØŒ ويجعلونها من Ù…ÙØ§Ø®Ø±Ù‡ ØŒ ØÙŠØ« يقول : إنّ رسول الله Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ خرج من الدنيا وليس Ø£ØØ¯ يطالبه بضربة سوط Ùما Ùوقها وكان Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ معصوما من الخطأ ØŒ يأتيه الملائكة بالوØÙŠ ØŒ Ùلا تكلÙوني ما كنتم تكلّÙونه ÙØ¥Ù†Ù‘ لي شيطانا يعتريني عند غضبي ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ رأيتموني مغضبا ÙØ§Ø¬ØªÙ†Ø¨ÙˆÙ†ÙŠ ØŒ لا Ø£Ùوثر ÙÙŠ أشعاركم وأبشاركم (6) Ùقد أعذر هذا الرجل إلى القوم Ùيما يأتيه عند غضبه من قول ÙˆÙØ¹Ù„ ØŒ ودلّهم على Ø§Ù„ØØ§Ù„ Ùيه ØŒ Ùلذلك أمن من نكير المهاجرين والانصار عليه مقاله عند غضبه مع Ø¥ØØ§Ø·Ø© العلم منهم بما Ù„ØÙ‚Ù‡ ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ù„ من خلا٠المخالÙين عليه ØØªÙ‘Ù‰ بعثه على ذلك المقال ØŒ Ùلم يأت بشيء (7). ____________ (1) يقال : لقيته أول وهلة او واهلة أى أول شيء. (2) الهوج Ù…ØØ±ÙƒØ© : الطيش والتسرع. (3) الهلع : الجبن عند اللقاء. (4) القرن بالكسر : نظيرك ÙÙŠ الشجاعة أو العلم. (5) ØØ¶Ù‡ على الامر : ØÙ…له عليه وأغراه به. (6) تقدمت تخريجاته. (7) Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ المختارة ج1 ص85 Ù€ 89 ØŒ Ø§Ù„Ø¨ØØ§Ø± ج10 ص436 Ø13.
|