مناظرة الشيخ المÙيد « ره » مع القاضي أبي بكر بن سيّار
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 02:06 AM | المشاهدات: 3784
مناظرة الشيخ المÙيد « ره » مع القاضي أبي بكر بن سيّار قال السيّد المرتضى Ù€ رضي الله عنه Ù€ ÙÙŠ كتاب Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ : اتّÙÙ‚ للشيخ أبي عبد الله المÙيد Ù€ رØÙ…Ø© الله عليه Ù€ Ø§ØªÙ‘ÙØ§Ù‚ مع القاضي أبي بكر Ø£ØÙ…د بن سيّار ÙÙŠ دار الشري٠أبي عبد الله Ù…ØÙ…د بن Ù…ØÙ…د بن طاهر الموسوي Ù€ رضي الله عنه Ù€ ØŒ وكان Ø¨Ø§Ù„ØØ¶Ø±Ø© جمع كثير يزيد عددهم على مائة إنسان ØŒ ÙˆÙيهم أشرا٠من بني علي وبني العبّاس ومن وجوه الناس والتجّار ØØ¶Ø±ÙˆØ§ ÙÙŠ قضاء ØÙ‚Ù‘ الشري٠ـ رØÙ…Ù‡ الله Ù€ ØŒ ÙØ¬Ø±Ù‰ من جماعة من القوم خوض ÙÙŠ ذكر النصّ على أمير المؤمنين Ù€ عليه السلام Ù€ ØŒ وتكلّم الشيخ أبو عبد الله Ù€ أيّده الله Ù€ ÙÙŠ ذلك بكلام يسير على ما اقتضته Ø§Ù„ØØ§Ù„. Ùقال له القاضي أبو بكر ابن سيّار : خبّرني ما النصّ ÙÙŠ الØÙ‚يقة ØŸ وما معنى هذه Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙØ¸Ø© ØŸ Ùقال الشيخ : أيّده الله Ù€ : النصّ هو الاظهار والابانة ØŒ من ذلك قولهم : Ùلان قد نصّ قلوصه (1) : إذا أبانها بالسير ØŒ وأبرزها من جملة الابل ØŒ ولذلك سميّ Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ø´ العالي « منصّة » لانّ الجالس عليه يبيّن بالظهور من الجماعة ØŒ Ùلمّا أظهره Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ø´ سميّ منصّة على ما ذكرناه ØŒ ومن ذلك أيضا قولهم : قد نصّ Ùلان مذهبه : إذا أظهره وأبانه ØŒ ومنه قول الشاعر :
وجيد كجيد الريم ليس Ø¨ÙØ§ØØ´ (2) *** إذا هي نصّتــه ولا بمعطّــل يريد إذا هي أظهرته ØŒ وقد قيل : نصبته ØŒ والمعنى ÙÙŠ هذا يرجع إلى الاظهار ØŒ ÙØ£Ù…ّا هذه Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙØ¸Ø© ÙØ¥Ù†Ù‘ها قد جعلت مستعملة ÙÙŠ الشريعة على المعنى الّذي قدّمت ØŒ ومتى أردت ØØ¯Ù‘ المعنى منها قلت : ØÙ‚يقة النصّ هو القول المنبئ عن المقول Ùيه على سبيل الاظهار. Ùقال القاضي : ما Ø£ØØ³Ù† ما قلت ! ولقد أصبت Ùيما Ø£ÙˆØ¶ØØª ÙˆÙƒØ´ÙØª ØŒ ÙØ®Ø¨Ù‘رني الان إذا كان النبي Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ قد نصّ على إمامة أمير المؤمنين Ù€ عليه السلام Ù€ Ùقد أظهر ÙØ±Ø¶ طاعته ØŒ وإذا أظهره Ø§Ø³ØªØØ§Ù„ أن يكون مخÙيّا ØŒ Ùما بالنا لا نعلمه إن كان الامر على ماذكرت ÙÙŠ ØØ¯Ù‘ النصّ ÙˆØÙ‚يقته ØŸ Ùقال الشيخ Ù€ أيّده الله Ù€ : أمّا الاظهار من النبي Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ Ùقد وقع ولم يك خاÙيا ÙÙŠ ØØ§Ù„ ظهوره ØŒ وكلّ من ØØ¶Ø±Ù‡ Ùقد علمه ولم يرتب Ùيه ولا اشتبه عليه ØŒ وأمّا سؤالك عن علّة Ùقدك العلم به الان ÙˆÙÙŠ هذا الزمان ÙØ¥Ù† كنت لا تعلمه على ما أخبرت به عن Ù†ÙØ³Ùƒ ÙØ°Ù„Ùƒ لدخول الشبهة عليك ÙÙŠ طريقه ØŒ لعدولك عن وجه النظر ÙÙŠ الدليل Ø§Ù„Ù…ÙØ¶ÙŠ Ø¨Ùƒ إلى ØÙ‚يقته ØŒ ولو تأمّلت Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© Ùيه بعين الانصا٠لعلمته ØŒ ولو كنت ØØ§Ø¶Ø±Ø§ ÙÙŠ وقت إظهار النبيّ Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ له لمّا أخللت بعلمه ØŒ ولكنّ العلّة ÙÙŠ ذهابك عن اليقين Ùيه ما وصÙناه. Ùقال : وهل يجوز أن يظهر النبيّ Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ شيئا ÙÙŠ زمانه ÙيخÙÙ‰ عمّن ينشأ بعد ÙˆÙØ§ØªÙ‡ ØØªÙ‘Ù‰ لا يعلمه إلاّ بنظر ثاقب واستدلال عليه ØŸ Ùقال الشيخ Ù€ أيّده الله تعالى Ù€ : نعم يجوز ذلك ØŒ بل لا بدّ منه لمن غاب عن المقام ÙÙŠ علم ما كان منه إلى النظر والاستدلال ØŒ وليس يجوز أن يقع له به علم الاضطرار لانّه من جملة الغائبات ØŒ غير أنّ الاستدلال ÙÙŠ هذا الباب يختل٠ÙÙŠ الغموض والظهور والصعوبة والسهولة على ØØ³Ø¨ الاسباب المعترضات ÙÙŠ طرقه ØŒ وربّما عرى طريق ذلك من سبب Ùيعلم بيسير من الاستدلال على وجه يشبه الاضطرار (3) ØŒ إلاّ أنَّ طريق النصّ ØØµÙ„ Ùيه من الشبهات للاسباب الّتي اعترضته ما يتعذّر معها العلم به إلاّ بعد نظر ثاقب وطول زمان ÙÙŠ الاستدلال (4). Ùقال : ÙØ¥Ø°Ø§ كان الامر على ما ÙˆØµÙØª Ùما أنكرت أن يكون النبي Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ قد نصّ على نبيّ آخر معه ÙÙŠ زمانه ØŒ أو نبيّ يقوم من بعده مقامه ØŒ وأظهر ذلك وشهّره على ØØ¯Ù‘ ما أظهر به إمامة أمير المؤمنين Ù€ عليه السلام Ù€ ÙØ°Ù‡Ø¨ عنّا علم ذلك كما ذهب عنّا علم النصّ وأسبابه ØŸ Ùقال له الشيخ Ù€ أيّده الله Ù€ : أنكرت ذلك من قبل أنّ العلم ØØ§ØµÙ„ لي ولكلّ مقرّ بالشرع ومنكر له بكذب من ادّعى ذلك على رسول الله Ù€ صلّى الله عليه وآله وسلّم Ù€ ØŒ ولو كان ذلك ØÙ‚ّا لما عمّ الجميع على بطلانه وكذب مدّعيه ومضيÙÙ‡ إلى النبيّ Ù€ صلّى الله عليه وآله وسلّم Ù€ (5) ØŒ ولو تعرّى بعض العقلاء من سامعي الاخبار عن علم ذلك Ù„Ø§ØØªØ¬Øª ÙÙŠ Ø¥ÙØ³Ø§Ø¯Ù‡ إلى تكلّ٠دليل غير ما ÙˆØµÙØª ØŒ لكنّ الّذي ذكرت يغنيني عن اعتماد غيره ÙØ¥Ù† كان النصّ على الامامة نظيره Ùيجب أن يعمّ العلم ببطلانه جميع سامعي الاخبار ØØªÙ‘Ù‰ لا يختل٠ÙÙŠ اعتقاد ذلك اثنان ØŒ ÙˆÙÙŠ تنازع الامّة Ùيه واعتقاد جماعة صØÙ‘ته والعلم به ØŒ واعتقاد جماعة بطلانه دليل على ÙØ±Ù‚ ما بينه وبين ما عارضت به. ثمَّ قال له الشيخ Ù€ أدام الله ØØ±Ø§Ø³ØªÙ‡ Ù€ : ألا أنص٠القاضي من Ù†ÙØ³Ù‡ والتزم ما ألزمه خصومه Ùيما شاركهم Ùيه من Ù†ÙÙŠ ما ØªÙØ±Ø¯ÙˆØ§ به ØŸ ÙÙØµÙ‘Ù„ بينه وبين خصومه ÙÙŠ قوله : إنَّ النبيّ Ù€ صلّى الله عليه وآله وسلّم Ù€ قد نصّ على رجم الزاني ÙˆÙØ¹Ù„Ù‡ ØŒ وموضع قطع السارق ÙˆÙØ¹Ù„Ù‡ ØŒ وعلى ØµÙØ© الطهارة والصلاة ÙˆØØ¯ÙˆØ¯ الصوم ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ù‘ والزكاة ÙˆÙØ¹Ù„ ذلك وبيّنه وكرّره وشهره ØŒ ثمّ التنازع موجود ÙÙŠ ذلك ØŒ وإنّما يعلم الØÙ‚Ù‘ Ùيه وما عليه العمل من غيره بضرب من الاستدلال ØŒ بل ÙÙŠ قوله : إنّ انشقاق القمر لرسول الله Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ كان ظاهرا ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ‡ ومشهورا ÙÙŠ عصره وزمانه ØŒ وقد أنكر ذلك جماعة من المعتزلة وغيرهم من أهل الملل ÙˆØ§Ù„Ù…Ù„ØØ¯Ø© ØŒ وزعموا أنّ ذلك من توليد Ø£ØµØØ§Ø¨ السير ومؤلّÙÙŠ المغازي وناقلي الاثار ØŒ وليس يمكننا أن ندَّعي على من خالÙنا Ùيما ذكرنا علم الاضطرار وإنّما نعتمد على غلطهم ÙÙŠ الاستدلال ØŒ Ùما يؤمنه أن يكون النبيّ Ù€ صلّى الله عليه وآله Ù€ قد نصّ على نبيّ من بعده وإن عرى من العلم بذلك على سبيل الاضطرار ØŒ وبم ÙŠØ¯ÙØ¹ أن يكون قد ØØµÙ„ت شبهات ØØ§Ù„ت بينه وبين العلم بذلك كما ØØµÙ„ لخصومه Ùيما عددناه ووصÙناه ØŒ وهذا ما لا ÙØµÙ„ Ùيه. Ùقال له : ليس يشبه النصّ على أمير المؤمنين Ù€ عليه السلام Ù€ جميع ما ذكرت ØŒ لانّ ÙØ±Ø¶ النصّ عندك ÙØ±Ø¶ عامّ ØŒ وما وقع Ùيه الاختلا٠Ùيما قدّمت ÙØ±ÙˆØ¶ خاصّة ØŒ ولو كانت ÙÙŠ العموم كهو لما وقع Ùيها الاختلاÙ. Ùقال الشيخ Ù€ أيّده الله Ù€ : Ùقد انتقض الان جميع ما اعتمدته ØŒ وبان ÙØ³Ø§Ø¯Ù‡ ØŒ ÙˆØ§ØØªØ¬Øª ÙÙŠ الاعتماد إلى غيره ØŒ وذلك أنّك جعلت موجب العلم وسبب Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ الخلا٠ظهور الشيء ÙÙŠ زمان ما واشتهاره بين الملا ØŒ ولم تضمَّ إلى ذلك غيره ولا شرطت Ùيه Ù…ÙˆØµÙˆÙØ§ سواه ØŒ Ùلمّا نقضناه عليك ÙˆÙˆØ¶Ø Ø¹Ù†Ø¯Ùƒ دماره عدلت إلى التعلّق بعموم Ø§Ù„ÙØ±Ø¶ وخصوصه ØŒ ولم يك هذا جاريا Ùيما سل٠، والزيادة ÙÙŠ الاعتلال انقطاع ØŒ والانتقال من اعتماد إلى اعتماد أيضا انقطاع ØŒ على أنّه ما الّذي يؤمنك أن ينصّ على نبيّ ÙŠØÙظ شرعه Ùيكون ÙØ±Ø¶ العمل به خاصّا ÙÙŠ العبادة كما كان Ø§Ù„ÙØ±Ø¶ Ùيما عددناه خاصّا ØŒ Ùهل Ùيها من ÙØµÙ„ يعقل ØŸ Ùلم يأت بشيء تجب ØÙƒØ§ÙŠØªÙ‡ (6). ____________ (1) القلوص من الابل : الطويلة القوائم الشابة منها أو الباقية على السير. (2) الريم : الظبى الخالص البياض. (3) أي على وجه يشبه العلم الضروري والبديهي. (4) وأهم الاسباب شدة Ø¥Ø®ÙØ§Ø¡ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ ومن بيدهم السلطة والقدرة ذلك ØŒ وشدة النكير على من كان يظهره ØŒ وخو٠الناقلين منهم ØŒ ولولا أن قيض الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ رجالاً لم تأخذهم لومة لائم لكان يجب عادة أن لا يكون من ذلك عين ولا أثر ØŒ ويكون ذلك نسيا منسيا ØŒ ويكون الاضطرار بخلاÙÙ‡. (5) ÙˆØ§Ù„ØØ§ØµÙ„ أن العلم ببطلان ذلك ضروري من الامة ØŒ ÙˆØØµÙˆÙ„ العلم الضروري لهم ÙÙŠ ذلك دون مسألة الامامة لعدم الدواعي على Ø§Ù„Ø§Ø®ÙØ§Ø¡ والكتمان Ùيه. (6) Ø¨ØØ§Ø± الانوار ج10 ص408 Ø2 ( مع هوامشها ) ØŒ Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ المختارة ج1 ص1 Ù€ 4.
|