قال السيد Ø£ØÙ…د الهاشمي المصري ÙÙŠ كتاب جواهر البلاغة ص 36
الباب الأول
ÙÙŠ تقسيم الكلام إلى خبر وإنشاء
«ÙˆÙÙŠ هذا الباب ثلاثة Ù…Ø¨Ø§ØØ«»
Ø§Ù„Ù…Ø¨ØØ« الأول: ÙÙŠ ØÙ‚يقة الخبر
ألخبرÙ: هو ما ÙŠØØªÙ…ل٠الصدق والكذب لذاته.
وإن شئت Ùقل: «Ø§Ù„خبر٠هو ما يتØÙ‚ّق مدلوله٠ÙÙŠ الخارج بدون النطق به» Ù†ØÙˆ: العلم Ù†Ø§ÙØ¹ÙŒØŒ Ùقد أثبتنا ØµÙØ© Ø§Ù„Ù†Ù‘ÙŽÙØ¹ للعلم، وتلك Ø§Ù„ØµÙ‘ÙŽÙØ© ثابتة له (سواء ØªÙ„ÙØ¸Øª بالجملة السابقة أم لم تتلÙّظ) لأن Ù†ÙØ¹ العلم أمرٌ ØØ§ØµÙ„ ÙÙŠ الØÙ‚يقة والواقع، وإنما أنت تØÙƒÙŠ Ù…Ø§ اتَّÙÙ‚ عليه الناس قاطبة، وقضت به الشرائع، وهدت إليه Ø§Ù„Ø¹Ù‚ÙˆÙ„ÙØŒ بدون نظر إلى إثبات جديد.
والمراد: بصدق الخبر Ù…ÙØ·Ø§Ø¨Ù‚ته للواقع ÙˆÙ†ÙØ³ الأمر.
والمراد بكذبه عدم مطابقته له، ÙØ¬Ù…لة: العلم Ù†Ø§ÙØ¹ – إن كانت نسبتÙÙ‡ الكلاميَّة (وهي ثبوت Ø§Ù„Ù†ÙØ¹ المÙهومة من تلك الجملة) مطابقةً للنسبة الخارجيّة – أي مواÙقة لما ÙÙŠ الخارج والواقع «Ùصدقٌ» وإلا «Ùكذب» Ù†ØÙˆ «Ø§Ù„جهل Ù†Ø§ÙØ¹» Ùنسبته الكلامية ليست مطابقة ومواÙقة للنسبة الخارجية.
إلى أن قال ص 47
الباب الثاني
ÙÙŠ ØÙ‚يقة الانشاء وتقسيمه
الإنشاء لغة: الإيجاد، ÙˆØ§ØµØ·Ù„Ø§ØØ§Ù‹: ما لا ÙŠØØªÙ…Ù„ الصدق والكذب لذاته، Ù†ØÙˆ Ø§ØºÙØ± – وارØÙ…ØŒ Ùلا ينسب إلى قائله صدق أو كذب.
وإن شئت Ùقل ÙÙŠ تعري٠الإنشاء «ÙˆÙ‡Ùˆ ما لا ÙŠØØµÙ„ مضمونه ولا يتØÙ‚Ù‚ إلا ØªÙ„ÙØ¸Øª به» ÙØ·Ù„ب Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ ÙÙŠ «Ø§Ùعل» وطلب الك٠ÙÙŠ «Ù„ا ØªÙØ¹Ù„» Ùˆ طلب Ø§Ù„Ù…ØØ¨ÙˆØ¨ ÙÙŠ «Ø§Ù„تمني» وطلب الÙهم ÙÙŠ «Ø§Ù„استÙهام» وطلب الاقبال ÙÙŠ «Ø§Ù„نداء» كل ذلك ما ØØµÙ„ إلا Ø¨Ù†ÙØ³ الصيغ Ø§Ù„Ù…ØªÙ„ÙØ¸ بها.
وينقسم الانشاء إلى نوعين: انشاء طلبي – وانشاء غير طلبي، «Ùالانشاء غير الطلبي» ما لا يستدعي مطلوبا غير ØØ§ØµÙ„ وقت الطلب- ويكون: بصيغ Ø§Ù„Ù…Ø¯ØØŒ والذم، وصيغ العقود، والقسم، Ùˆ التعجب والرجاء، وكذا يكون بربَّ ولعلَّ، وكم الخبرية.
إلى أن قال:
وأنواع الإنشاء غير الطلبي كثيرة ولكنها ليست من Ù…Ø¨Ø§ØØ« علم المعاني ولذا نقتصر Ùيه على ما ذكرناه ولانطيل Ø§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ هذا القسم الذي أكثره ÙÙŠ الأصل أخبار نقلت إلى معنى الإنشاء.
وإÙنما المبØÙˆØ« عنه ÙÙŠ علم المعاني هو (الإنشاء الطلبي) لما يمتاز به من لطائ٠بلاغية.
«Ùالإنشاء الطلبي» هو الذي يسيدعى مطلوباً غير ØØ§ØµÙ„Ù ÙÙŠ اعتقاد المتكلم وقت الطلب، وأنواعه خمسة، الأمر، والنهي، والاستÙهام، والتمني، والنداء.
ÙˆÙÙŠ هذا الباب خمسة Ù…Ø¨Ø§ØØ«:
Ø§Ù„Ù…Ø¨ØØ« الأول
ÙÙŠ الأمر
ألأمر: هو طلب ØØµÙˆÙ„ Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ من المخاطب: على وجه الاستعلاء وله أربع صيغ:
(1) ÙØ¹Ù„ الأمر – كقوله تعالى «ÙŠØ§ ÙŠØÙŠÙ‰ خذ الكتاب بقوة».
(2) والمضارع المجزوم بلام الأمر – كقوله تعالى «Ù„ينÙÙ‚ ذو سعة من سعته».
(3) واسم ÙØ¹Ù„ الأمر – Ù†ØÙˆ «Ø¹Ù„يكم Ø£Ù†ÙØ³ÙƒÙ… لا يضركم من ضل إذا اهتديتم».
(4) والمصدر النائب على ÙØ¹Ù„ الأمر – Ù†ØÙˆ سعياً ÙÙŠ سبيل الخير وقد تخرج صيغ الأمر عن معناه الأصلي وهو (الإيجاب والالزام) الى معان أخرى: ØªØ³ØªÙØ§Ø¯ من سياق الكلام، وقرائن الاØÙˆØ§Ù„.
(1) كالدعاء ÙÙŠ قوله تعالى «Ø±Ø¨ أوزعني أن اشكر نعمتك».
(2) والالتماس كقولك لمن يساويك – أعطني القلم أيها الأخ.
(3) والارشاد – كقوله تعالى «Ø¥Ø°Ø§ تداينتم بدين٠إلى أجل٠مسمى ÙØ§ÙƒØªØ¨ÙˆÙ‡ØŒ وليكتب بينكم كاتبٌ بالعدل».
(4) والتهديد – كقوله تعالى «Ø§Ø¹Ù…لوا ما شئتم، إنه بما تعملون بصير»
(5) والتعجيز – كقوله تعالى «Ùأتوا بسورة من مثله»
(6) ÙˆØ§Ù„Ø¥Ø¨Ø§ØØ© – كقوله تعالى «ÙˆÙƒÙ„وا واشربوا ØØªÙ‰ يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من Ø§Ù„ÙØ¬Ø±»
ونØÙˆ: اجلس كما تشاء
(7) والتسوية – Ù†ØÙˆ قوله تعالى «ÙˆØ¥ØµØ¨Ø±ÙˆØ§ أو لا تصبروا»
(8) والاكرام – كقوله تعالى «Ø§Ø¯Ø®Ù„وها بسلام٠آمنين»
(9) والامتنان – Ù†ØÙˆ قوله تعالى «Ùكلوا مما رزقكم الله»
(10) والإهانة – كقوله تعالى «ÙƒÙˆÙ†ÙˆØ§ ØØ¬Ø§Ø±Ø©Ù أو ØØ¯ÙŠØ¯Ø§Ù‹»
(11) والدوام – كقوله تعالى «Ø¥Ù‡Ø¯Ù†Ø§ الصراط المستقيم»
(12) والتمني – كقول امرىء القيس
ألاَ أيها الليل الطويل ألا انجلي * * * Ø¨ØµØ¨Ø ÙˆÙ…Ø§ Ø§Ù„Ø§ØµØ¨Ø§Ø Ù…Ù†Ùƒ بأمثل
(13) والاعتبار – كقوله تعالى «Ø£Ù†Ø¸Ø±ÙˆØ§ إلى ثمره إذا أثمر»
(14) والأذن – كقولك: لمن طرق الباب «Ø§Ø¯Ø®Ù„»
(15) والتكوين – كقوله تعالى «ÙƒÙ† Ùيكون»
(16) والتخيير – Ù†ØÙˆ: تزوج هنداً أو أختها
(17) والتأديب – Ù†ØÙˆ: كل مما يليك
(18) والتعجب – كقوله تعالى «Ø£Ù†Ø¸Ø± كي٠ضربوا لك الأمثال».
الخبر: هو ما ÙŠØØªÙ…ل٠الصدق والكذب لذاته.
والإنشاء: ما لا ÙŠØØªÙ…Ù„ الصدق والكذب لذاته، Ù†ØÙˆ Ø§ØºÙØ± – وارØÙ…ØŒ Ùلا ينسب إلى قائله صدق أو كذب.
هكذا عرÙهما السيد الهاشمي وغيره من البلاغيين والمنطقيين، ومن هذا Ù†Ø¹Ø±Ù Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø£Ù† الجملة Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© (اللهم وال من والاه وعاد من عاده) هي جملة إنشائية، لأنها دعاء، وليست إخبارا !
وهذا من الأمور Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶ØØ© جدا لكل Ø£ØØ¯ .
ولكن ابن تيمية له رأي آخر، ÙØ¥Ù†Ù‡ يقول:
وأما قوله: " {من كنت مولاه ÙØ¹Ù„ÙŠ مولاه اللهم وال من والاه} . . . إلخ " Ùهذا ليس ÙÙŠ شيء من الأمهات؛ إلا ÙÙŠ الترمذي وليس Ùيه إلا: " {من كنت مولاه ÙØ¹Ù„ÙŠ مولاه} وأما الزيادة Ùليست ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«. وسئل عنها الإمام Ø£ØÙ…د Ùقال: زيادة كوÙية ولا ريب أنها كذب لوجوه:
Ø£ØØ¯Ù‡Ø§: أن الØÙ‚ لا يدور مع معين إلا النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لو كان كذلك لوجب اتباعه ÙÙŠ كل ما قال ومعلوم أن عليا ينازعه Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© وأتباعه ÙÙŠ مسائل وجد Ùيها النص يواÙÙ‚ من نازعه: كالمتوÙÙ‰ عنها زوجها وهي ØØ§Ù…Ù„.
وقوله: " {اللهم انصر من نصره} . . إلخ" خلا٠الواقع؛ قاتل معه أقوام يوم "صÙين" Ùما انتصروا وأقوام لم يقاتلوا Ùما خذلوا: "كسعد" الذي ÙØªØ العراق لم يقاتل معه وكذلك Ø£ØµØØ§Ø¨ معاوية وبني أمية الذين قاتلوه ÙØªØÙˆØ§ كثيرا من بلاد Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø± ونصرهم الله.
وكذلك قوله: " {اللهم وال من والاه وعاد من عاداه} مخال٠لأصل الإسلام؛ ÙØ¥Ù† القرآن قد بين أن المؤمنين إخوة مع قتالهم وبغي بعضهم على بعض.
وقوله: " {من كنت مولاه ÙØ¹Ù„ÙŠ مولاه} Ùمن أهل Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« من طعن Ùيه كالبخاري وغيره؛ ومنهم من ØØ³Ù†Ù‡ ÙØ¥Ù† كان قاله Ùلم يرد به ولاية مختصا بها؛ بل ولاية مشتركة وهي ولاية الإيمان التي للمؤمنين والموالاة ضد المعاداة ولا ريب أنه يجب موالاة المؤمنين على سواهم ÙÙيه رد على النواصب.
مجموع ÙØªØ§ÙˆÙ‰ ابن تيمية
والرد على ابن تيمية يسير جدا، وهو أن يقال: أن هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« النبوي هو إنشاء (دعاء) وليس إخبارا، والإنشاء لا يوص٠بأنه صادق أو كاذب.
وبعد ÙØ¥Ù†Ù†Ø§ لا نسلم بأن Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« مخال٠للواقع بسبب كسب معركة أو خسران أخرى، إن هذا لمن قصر النظر! Ùقد قال تعالى: {Ø¥Ùنَّا Ù„ÙŽÙ†ÙŽÙ†ØµÙØ±Ù Ø±ÙØ³Ùلَنَا وَالَّذÙينَ آمَنÙوا ÙÙÙŠ الْØÙŽÙŠÙŽØ§Ø©Ù الدّÙنْيَا وَيَوْمَ ÙŠÙŽÙ‚Ùوم٠الْأَشْهَادÙ} (51) سورة ØºØ§ÙØ±ØŒ وقال عز اسمه ÙÙŠ آية أخرى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا Ù…Ùوسَى Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØªÙŽØ§Ø¨ÙŽ ÙˆÙŽÙ‚ÙŽÙَّيْنَا Ù…ÙÙ† بَعْدÙÙ‡Ù Ø¨ÙØ§Ù„Ø±Ù‘ÙØ³Ùل٠وَآتَيْنَا عÙيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيّÙÙ†ÙŽØ§ØªÙ ÙˆÙŽØ£ÙŽÙŠÙ‘ÙŽØ¯Ù’Ù†ÙŽØ§Ù‡Ù Ø¨ÙØ±ÙÙˆØÙ Ø§Ù„Ù’Ù‚ÙØ¯Ùس٠أَÙÙŽÙƒÙلَّمَا جَاءكÙمْ رَسÙولٌ بÙمَا لاَ تَهْوَى Ø£ÙŽÙ†ÙÙØ³ÙÙƒÙم٠اسْتَكْبَرْتÙمْ ÙÙŽÙَرÙيقاً كَذَّبْتÙمْ ÙˆÙŽÙَرÙيقاً تَقْتÙÙ„Ùونَ} (87) سورة البقرة
وللعلم ÙØ¥Ù† هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« الذي كذبه ابن تيمية هو ØØ¯ÙŠØ« ثابت وصØÙŠØ وقد رد الألباني على ابن تيمية بسبب تكذيبه لهذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒ قال الألباني: إذا Ø¹Ø±ÙØªÙŽ Ù‡Ø°Ø§ØŒ Ùقد كان Ø§Ù„Ø¯Ø§ÙØ¹ Ù„ØªØØ±ÙŠØ± الكلام على Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒ وبيان ØµØØªÙ‡ أنني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية، قد ضعّ٠الشطر الأول من Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒ وأما الشطر الآخر، ÙØ²Ø¹Ù… أنه كذب!!! (هامش: انظر "مجموع Ø§Ù„ÙØªØ§ÙˆÙ‰" 4/417–418) ! وهذا من مبالغاته الناتجة ÙÙŠ تقديري من تسرعه ÙÙŠ ØªØ¶Ø¹ÙŠÙ Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« قبل أن يجمع طرقها ويدقق النظر Ùيها، والله المستعان.
سلسلة Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« الصØÙŠØØ© الجزء 4 Ø§Ù„ØµÙØØ© 343 Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« 1750
Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§ØØ¸ أن الألباني استخدم كلمة (مبالغة) عندما وص٠أسلوب ابن تيمية ÙÙŠ رده على العلامة الØÙ„ÙŠ قدس سره، وقد استخدمها قبله ابن ØØ¬Ø± عندما وص٠رد ابن تيمة ايضاً قال ابن ØØ¬Ø±:
طالعت الرد المذكور Ùوجدته كما قال السبكى ÙÙŠ Ø§Ù„Ø§Ø³ÙŠØªÙØ§Ø¡ØŒ لكن وجدته كثير Ø§Ù„ØªØØ§Ù…Ù„ إلى الغاية ÙÙŠ رد Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« التى يوردها ابن المطهر وإن كان معظم ذلك من الموضوعات والواهيات، لكنه رد ÙÙŠ رده كثيراً من Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« الجياد التى لم ÙŠØ³ØªØØ¶Ø± ØØ§Ù„Ø© التصني٠مظانها، لأنه كان لاتساعه ÙÙŠ الØÙظ يتكل على ما ÙÙŠ صدره، والإنسان عامد للنيسان، وكم من مبالغة لتوهين كلام Ø§Ù„Ø±Ø§ÙØ¶ÙŠ Ø£Ø¯ØªÙ‡ Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ إلى تنقيص علي رضي الله عنه!
لسان الميزان ج 6 ص 319
Ùهاتان شهادتان ÙˆØ§ØØ¯Ø© من ابن ØØ¬Ø± والأخرى من الألباني على أن ابن تيمية بالغ (أي تجاوز Ø§Ù„ØØ¯ كما Ù†Ùهم) ÙÙŠ الرد على العلامة الØÙ„ÙŠ رØÙ…Ù‡ الله، والذي Ø¯ÙØ¹Ù‡ إلى ذلك: النصب والعياذ بالله.