ØÙ‚يقة الإستغاثة:
ØÙ‚يقة الإستغاثة هي Ù†ÙØ³ ØÙ‚يقة التوسل، يقول العلامة السيد Ù…ØØ³Ù† الأمين العاملي قدس سره:
إن الدعاء والإستغاثة بغير الله يكون على وجوه ثلاثة:
الأول: أن يهت٠باسمه مجرداً مثل أن يقول يا Ù…ØÙ…د يا علي يا عبد القادر يا أولياء الله يا أهل البيت ونØÙˆ ذلك.
الثاني: أن يقول يا Ùلان كن Ø´Ùيعي إلى الله ÙÙŠ قضاء ØØ§Ø¬ØªÙŠ Ø£Ùˆ ادع الله أن يقضيها أو ما شابه ذلك.
الثالث: أن يقول اقض ديني أو اش٠مريضي أو انصرني على عدوي وغير ذلك.
وليس ÙÙŠ شيء من هذه الوجوه الثلاثة مانع ولا Ù…ØØ°ÙˆØ±ØŒ ÙØ¶Ù„اً عما يوجب الإشراك والتكÙير، لأن المقصود منها: طلب Ø§Ù„Ø´ÙØ§Ø¹Ø© وسؤال الدعاء، سواء ØµØ±Ø Ø¨Ø°Ù„Ùƒ كما ÙÙŠ الوجه الثاني أو لا كما ÙÙŠ الوجهين الباقيين، للعلم Ø¨ØØ§Ù„ المسلم Ø§Ù„Ù…ÙˆÙ‘ØØ¯ المعتقد إن من عدا الله تعالى لا يملك Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ ولا لغيره Ù†ÙØ¹Ø§Ù‹ ولا ضراً، ÙØ¨Ø³Ø¨Ø¨ ذلك نعلم أنه لم يقصد سوى طلب Ø§Ù„Ø´ÙØ§Ø¹Ø© والدعاء...
إلى أن قال رØÙ…Ù‡ الله: نعم لو قصد ÙÙŠ الوجه الأول والثالث ان المستغاث به هو Ø§Ù„ÙØ§Ø¹Ù„ لذلك اختياراً واستقلالاً بدون واسطته تعالى وإقداره: ÙØ§Ù„مسلمون منه براء، ولكنه لا يوجد بين المسلمين Ø£ØØ¯ يقصد ذلك.
كش٠الارتياب ÙÙŠ اتباع Ù…ØÙ…د بن عبدالوهاب س 233 - 235
وقد Ø³ÙØ¦Ù„ السيد الإمام الخوئي أعلى الله مقامه هذا السؤال:
Ù…ÙÙ† الرسوم ÙÙŠ هذه البلاد ان المؤمنين يستغيثون (بالإمام Ø§Ù„ØØ¬Ø©) عليه السلام بعد كل صلاة، ويقولون: يا ØµØ§ØØ¨ الزمان يا ابن Ø§Ù„ØØ³Ù† العسكري عجل على ظهورك... واستشكل عليهم بعض العلماء بأن هذا يناÙÙŠ عقيدة الشيعة، ÙØ§Ù† الإمام لا يملك أمره، والدعاء لا بد أن يكون من الله، Ùهل يرد هذا الإشكال، ÙˆÙŠØØ±Ù… مثل هذه الإستغاثة أم لا؟
ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨ قدس سره بما يلي: الإشكال المذكور غير وارد، ÙØ¥Ù† الغرض من الجملة المذكورة: الدعاء والالتماس منه عليه السلام بتعجيل ظهوره بطلبه عليه السلام من الله تعالى ذلك كما هو Ø§Ù„ØØ§Ù„ ÙÙŠ سائر الأدعية المشتملة على طلب الØÙˆØ§Ø¦Ø¬ من الأئمة الأطهار، ÙØ¥Ù† معنى ذلك هو جعلهم واسطة عند الله تعالى، وقد ذكر مضمونه ÙÙŠ ذيل دعاء العهد الوارد ÙÙŠ ØµØ¨Ø§Ø Ø£Ø±Ø¨Ø¹ÙŠÙ† يوماً عن الصادق عليه السلام، والله العالم.
صراط النجاة ج 2 ص 455 س 1426
إذاً Ùيتبين من هذين النصين، أن معنى الإستغاثة: أن تطلب من النبي صلى الله عليه وآله أن يدعو لك الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى أن يقضي ØÙˆØ§Ø¦Ø¬ÙƒØŒ أو ÙŠØ³ØªØºÙØ± لك، كما أمرنا الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى بذلك:
{وَمَا أَرْسَلْنَا Ù…ÙÙ† رَّسÙول٠إÙلاَّ Ù„ÙÙŠÙØ·ÙŽØ§Ø¹ÙŽ Ø¨ÙØ¥Ùذْن٠اللّه٠وَلَوْ أَنَّهÙمْ Ø¥ÙØ° ظَّلَمÙواْ Ø£ÙŽÙ†ÙÙØ³ÙŽÙ‡Ùمْ جَآؤÙوكَ ÙَاسْتَغْÙَرÙواْ اللّهَ وَاسْتَغْÙَرَ Ù„ÙŽÙ‡Ùم٠الرَّسÙول٠لَوَجَدÙواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّØÙيمًا} (64) سورة النساء
ولا ÙØ±Ù‚ بين ØÙŠØ§Ø© النبي ÙˆÙˆÙØ§ØªÙ‡ صلى الله عليه وآله، لأن Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø© لا تعني العدم، وقد قال ابن كثير:
وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغ ÙÙŠ كتابه الشامل الØÙƒØ§ÙŠØ© المشهورة عن العتبي قال: كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ÙØ¬Ø§Ø¡ أعرابي Ùقال: السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول: {وَلَوْ أَنَّهÙمْ Ø¥ÙØ° ظَّلَمÙواْ Ø£ÙŽÙ†ÙÙØ³ÙŽÙ‡Ùمْ جَآؤÙوكَ ÙَاسْتَغْÙَرÙواْ اللّهَ وَاسْتَغْÙَرَ Ù„ÙŽÙ‡Ùم٠الرَّسÙول٠لَوَجَدÙواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّØÙيمًا} وقد جئتك Ù…Ø³ØªØºÙØ±Ø§Ù‹ لذنبي Ù…Ø³ØªØ´ÙØ¹Ø§Ù‹ بك إلى ربي ثم أنشأ يقول:
يا خير من دÙنت بالقاع أعظمه * ÙØ·Ø§Ø¨ من طيبهن القاع والاكم
Ù†ÙØ³ÙŠ Ø§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ لقبر أنت ساكنه * Ùيه Ø§Ù„Ø¹ÙØ§Ù ÙˆÙيه الجود والكرم
ثم انصر٠الأعرابي ÙØºÙ„بتني عيني ÙØ±Ø£ÙŠØª النبي صلى الله عليه وآله وسلم ÙÙŠ النوم Ùقال: يا عتبي إلØÙ‚ الأعرابي ÙØ¨Ø´Ø±Ù‡ أن الله قد ØºÙØ± له.
ØªÙØ³ÙŠØ± ابن كثير ج 1 ص 532
وذكر هذه الØÙƒØ§ÙŠØ© النووي ÙÙŠ المجموع ج 8 ص 274 وابن قدامة ÙÙŠ المغني ج 3 ص 588
وروى الكليني بإسناده عن الإمام الصادق عليه السلام من ØØ¯ÙŠØ« ÙÙŠ كيÙية الزيارة إلى أن قال:
اللهم إنك قلت: {وَلَوْ أَنَّهÙمْ Ø¥ÙØ° ظَّلَمÙواْ Ø£ÙŽÙ†ÙÙØ³ÙŽÙ‡Ùمْ جَآؤÙوكَ ÙَاسْتَغْÙَرÙواْ اللّهَ وَاسْتَغْÙَرَ Ù„ÙŽÙ‡Ùم٠الرَّسÙول٠لَوَجَدÙواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّØÙيمًا} وإنى أتيت نبيك Ù…Ø³ØªØºÙØ±Ø§Ù‹ تائباً من ذنوبي وإني أتوجه بك إلى الله ربي وربك Ù„ÙŠØºÙØ± لي ذنوبي. وإن كانت لك ØØ§Ø¬Ø© ÙØ§Ø¬Ø¹Ù„ قبر النبي (صلى الله عليه وآله) خل٠كتÙيك واستقبل القبلة ÙˆØ§Ø±ÙØ¹ يديك واسأل ØØ§Ø¬ØªÙƒ ÙØ¥Ù†Ù‡Ø§ Ø£ØØ±Ù‰ أن تقضى إن شاء الله.
الكاÙÙŠ ج 4 ص 551
ÙˆÙÙŠ المقابل، ذم القرآن الكريم المناÙقين الذين كبرت عليهم Ù†Ùوسهم أن يأتوا لرسول الله صلى الله عليه وآله Ù„ÙŠØ³ØªØºÙØ± لهم: {ÙˆÙŽØ¥ÙØ°ÙŽØ§ Ù‚Ùيلَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْÙÙØ±Ù’ Ù„ÙŽÙƒÙمْ رَسÙول٠اللَّه٠لَوَّوْا Ø±ÙØ¤ÙوسَهÙمْ وَرَأَيْتَهÙمْ ÙŠÙŽØµÙØ¯Ù‘Ùونَ ÙˆÙŽÙ‡ÙÙ… Ù…Ù‘ÙØ³Ù’ØªÙŽÙƒÙ’Ø¨ÙØ±Ùونَ} (5) سورة المناÙقون
يقول الطبري: يقول تعالى ذكره: وإذا قيل لهؤلاء المناÙقين: {تَعَالَوْا يَسْتَغْÙÙØ±Ù’ Ù„ÙŽÙƒÙمْ رَسÙول٠اللَّه٠لَوَّوْا Ø±ÙØ¤ÙوسَهÙمْ} يقول: ØØ±ÙƒÙˆÙ‡Ø§ وهزوها، استهزاءً برسول الله (ص) ÙˆØ¨Ø§Ø³ØªØºÙØ§Ø±Ù‡.
جامع البيان ج 28 ص 138
ثم روى بإسناده عن مجاهد قال: عبدالله بن أبي، قيل له: تعال Ù„ÙŠØ³ØªØºÙØ± لك رسول الله (ص) Ùلوى رأسه وقال: ماذا قلت؟.
وبإسناده عن قتادة قال: قال له قومه: لو أتيت النبي (ص) ÙØ§Ø³ØªØºÙر لك.
ÙØ¬Ø¹Ù„ يلوي رأسه، Ùنزلت Ùيه وإذا قيل لهم تعالوا ÙŠØ³ØªØºÙØ± لكم رسول الله.
جامع البيان ج 28 ص 140
وبعد ÙØ¥Ù† رسول الله صلى الله عليه وآله معنيٌ بهموم المؤمنين الدنيوية والأخروية كما أخبرنا المولى عز وجل: {لَقَدْ جَاءكÙمْ رَسÙولٌ مّÙنْ Ø£ÙŽÙ†ÙÙØ³ÙÙƒÙمْ عَزÙيزٌ عَلَيْه٠مَا Ø¹ÙŽÙ†ÙØªÙ‘Ùمْ ØÙŽØ±Ùيصٌ عَلَيْكÙÙ… Ø¨ÙØ§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ رَؤÙÙˆÙÙŒ رَّØÙيمٌ} (128) سورة التوبة
بل هو رØÙ…Ø© للعالمين كما قال أرØÙ… الراØÙ…ين: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ Ø¥Ùلَّا رَØÙ’مَةً لّÙلْعَالَمÙينَ} (107) سورة الأنبياء
اللهم صل٠على Ù…ØÙ…د٠وآل Ù…ØÙ…د
ÙˆÙ„Ù„ØØ¯ÙŠØ« بقية تأتي إن شاء الله تعالى...
......................
هامش:
(1) يشهد بهذا ما ذكره القاضي عياض ÙÙŠ كتاب Ø§Ù„Ø´ÙØ§ بتعري٠ØÙ‚وق المصطÙÙ‰ ج 2 ص 40 قال:
ÙØµÙ„ÙŒ: واعلم أن ØØ±Ù…Ø© النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته وتوقيره وتعظيمه لازم كما كان ØØ§Ù„ ØÙŠØ§ØªÙ‡ØŒ وذلك عند ذكره صلى الله عليه وسلم وذكر ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ وسنته وسماع اسمه وسيرته ومعاملة آله وعترته وتعظيم أهل بيته ÙˆØµØØ§Ø¨ØªÙ‡ØŒ قال أبو إبراهيم التجيبى: واجب على كل مؤمن متى ذكره أو ذكر عنده أن يخضع ويخشع ويتوقر ويسكن من ØØ±ÙƒØªÙ‡ ويأخذ ÙÙŠ هيبته وإجلاله بما كان يأخذ به Ù†ÙØ³Ù‡ لو كان بين يديه ويتأدب بما أدبنا الله به، قال القاضى أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„: وهذه كانت سيرة سلÙنا Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø ÙˆØ£Ø¦Ù…ØªÙ†Ø§ الماضين رضي الله عنهم، ØØ¯Ø«Ù†Ø§ القاضى أبو عبدالله Ù…ØÙ…د بن عبدالرØÙ…Ù† الأشعري وأبو القاسم Ø£ØÙ…د بن بقى Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… وغير ÙˆØ§ØØ¯ Ùيما أجازونيه قالوا: أخبرنا أبو العباس Ø£ØÙ…د بن عمر بن دلهاث قال: ØØ¯Ø«Ù†Ø§ أبو Ø§Ù„ØØ³Ù† على بن Ùهر، ØØ¯Ø«Ù†Ø§ أبو بكر Ù…ØÙ…د بن Ø£ØÙ…د بن Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ØŒ ØØ¯Ø«Ù†Ø§ أبو Ø§Ù„ØØ³Ù† عبدالله بن المنتاب، ØØ¯Ø«Ù†Ø§ يعقوب بن Ø¥Ø³ØØ§Ù‚ بن أبي إسرائيل، ØØ¯Ø«Ù†Ø§ ابن ØÙ…يد قال: ناظر أبو Ø¬Ø¹ÙØ± أمير المؤمنين مالكاً ÙÙŠ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم Ùقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا ØªØ±ÙØ¹ صوتك ÙÙŠ هذا المسجد ÙØ¥Ù† الله تعالى أدّب قوما Ùقال: {لَا تَرْÙَعÙوا أَصْوَاتَكÙمْ Ùَوْقَ صَوْت٠النَّبÙيّÙ} الآية، ÙˆÙ…Ø¯Ø Ù‚ÙˆÙ…Ø§Ù‹ Ùقال: {Ø¥Ùنَّ الَّذÙينَ ÙŠÙŽØºÙØ¶Ù‘Ùونَ أَصْوَاتَهÙمْ عÙندَ رَسÙول٠اللَّهÙ} الآية، وذم قوماً Ùقال {Ø¥Ùنَّ الَّذÙينَ ÙŠÙنَادÙونَكَ} الآية، وإن ØØ±Ù…ته ميتاً ÙƒØØ±Ù…ته ØÙŠØ§Ù‹ ÙØ§Ø³ØªÙƒØ§Ù† لها أبو Ø¬Ø¹ÙØ± وقال: يا أبا عبدالله أستقبل القبلة وأدعو؟ أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
Ùقال: ولÙÙ…ÙŽ تصر٠وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عيه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة؟ بل استقبله ÙˆØ§Ø³ØªØ´ÙØ¹ به ÙÙŠØ´ÙØ¹Ù‡ الله قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهÙمْ Ø¥ÙØ° ظَّلَمÙواْ Ø£ÙŽÙ†ÙÙØ³ÙŽÙ‡Ùمْ} الآية.
انتهى
وقد وص٠الذهبي، القاضي عياض: بـ (الإمام، العلامة، Ø§Ù„ØØ§Ùظ Ø§Ù„Ø£ÙˆØØ¯ØŒ شيخ الإسلام) سير أعلام النبلاء ج 20 ص 212