القائمة الرئيسية:
 Ø£Ù‚سام أخبار المستبصرين:
 Ø£Ù‚سام المقالات:
 Ø£Ù‚سام مكتبة الكتب:
 ÙƒØªØ§Ø¨ عشوائي:
 ØµÙˆØ±Ø© عشوائية:
 Ø§Ù„قائمة البريدية:
البريد الإلكتروني:
 Ø§Ù„مقالات
المسارالمقالات » كتابات المستبصرين » لماذا وكيف تحوّل هؤلاء إلى مذهب أهل البيت.. دعوة للتأمل! (1)

لماذا وكيف تحوّل هؤلاء إلى مذهب أهل البيت.. دعوة للتأمل! (1)

القسم: كتابات المستبصرين | 2009/08/26 - 01:11 AM | المشاهدات: 3547

لماذا وكيف تحوّل هؤلاء إلى مذهب أهل البيت.. دعوة للتأمل! (1)

الاستبصار هو الوقوف على حقيقة الشيء والوصول إلى مرحلة اليقين في مسألة كانت معالمها خافية على المرء، وأطلق هذا اللفظ مجازاً على الشخص الذي أبصر على الحقيقة بعد أن كان قلبه يعيش مرحلة التقلب في العقيدة غير ثابت على أمر، فإن استقر على مبدأ أو فكر أوعقيدة ما وجعلها طريقا ومنهاجا يسير عليه فقد أبصر، وصار من المستبصرين.
واختص مصطلح المستبصر تحديدا بالإنسان الذي وصل إلى حقيقة مذهب أهل بيت النبوّة عليهم السلام واتبع مصابيح الهدى وسفن النجاة وتبنى منهجهم في الحياة وعقيدتهم في الدين وطريقهم نحو الفوز بالجنة، واستقروا على سنّة النبي (ص) وسيرة أهل بيته الطاهرين من بعده وثبتوا فيه وأبصروا حقيقة الإسلام الناصعة بعد أن غُيبت عليهم فترة من الزمن.

والمستبصرون أيا كانت دياناتهم أو معتقداتهم فهم قافلة طويلة من طلاب الحق والحقيقة، ساروا في دروب ملؤها الشوك والألم، لم تأخذهم في الله لومة لائم، ولم تستكين أفئدتهم ولا عقولهم لما يسمعون، بل جهدوا في الدين وجاهدوا النفس وتخلوا عن التعصب الحزبي والفئوي والطائفي، ثم ما لبثوا أن اهتدوا إلى النبع الصافي لرسالة خاتم الأنبياء، فكانوا بحق مصداق راكب سفينة النجاة في الحديث النبوي الشريف: مَثلُ أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق. فهم ركبوا سفينة آل محمّد (ص) ونجوا من متاهات الدروب الضالة المضلة، وبذلك عرفوا الحقيقة وقرت أعينهم بإتباعهم لمنهج سلالة محمّد المصطفى خير البريّة، فطوبى للذين عرفوا دينهم بعد تفحص وتحقيق ولم يشاءوا أن يفرطوا بآخرتهم وسيلقون النبي وآله والمؤمنين قريري الأعين حول الحوض إن شاء الله تعالى.

بعد هذا التعريف الموجز للمستبصرين، ارتأينا نشر رحلات المستبصرين الإيمانية على شكل حلقات بغية تسليط الضوء على كوكبة من المحققين المعاصرين من المسلمين وغير المسلمين الذين تحولوا إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام بعد بحث جاد وتحقيق موضوعي وتمحيص متواصل. ومن هؤلاء الأخوة، المفكر والداعية الإسلامي في مصر صالح الورداني.
المولد والنشأة

صالح الورداني هو الكاتب المصري، والحركي الإسلامي الشهير والذي قضى شطرا كبيرا من عمره متجولا بين الاتجاهات الإسلامية المختلفة التي تنامت في مصر والعالم العربي منذ أواخر الستينات.
ولد صالح الورداني سنيا على المذهب الشافعي. وبدافع الغيرة على الإسلام والشوق الكبير لأن يراه حاكما فعليا في الدول الإسلامية، انخرط في تيارات إسلامية مختلفة، يقول في مقدمة كتابه، (الخدعة، رحلتي من السنة إلى الشيعة) :
(( كان البحث عن حقيقة الإسلام وسط ركام من الأقوال والفتاوى والأحاديث وأحداث التاريخ أمرا شاقا وعسيرا. فمنذ أن توفي الرسول صلى الله عليه وآله وحتى اليوم علقت بالإسلام الكثير والكثير من الشوائب التي غطت على معالمه وموهت على حقيقته وقضت على ملامحه حتى أنه تحول إلى إسلام آخر غير ذاك الإسلام الذي ورثه الرسول للأمة. وبدأ وكأن الأمر يحتاج إلى رسول جديد لبعث الإسلام مرة أخرى.
هذا ما توصلت إليه من خلال بحثي وقراءاتي وتجاربي الطويلة في دائرة الواقع الإسلامي بمصر والتي استمرت أكثر من عشرين عاما. إن ما عايشته وواجهته من قبل التيارات الإسلامية في مصر كان الدافع الأول والأساس الذي أدى بي للغوص من التراث الإسلامي المصدر الأساس لهذه التيارات كمحاولة للوصول إلى الخلل الذي أوجد التناحر والتكاثر بين هذه التيارات. لم أجد هذا الخلل من الحاضر بل وجدته من الماضي.

وأعترف أن البحث عن هذا الخلل يتطلب شرطا أساسيا لم يكن متوافرا من بداية ألا وهو التجرد من قدسية الأشخاص أي وجود الشخصية الفكرية المستقلة المتحررة من عبادة الرجال. فقد كنت أغوص في التراث وأنا أحمل بين جنبي رهبة وقدسية لرموز السلف بداية من الصحابة ونهاية بالفقهاء.
لكنني عندما تحررت من وهم القداسة بفضل الله وعونه - وجدت الطريق مفتوحا أمامي للوصول إلى حقيقة الإسلام. واكتشفت أن هذا الدين قد تحققت فيه سنة الأولين التي تمتثل في طغيان الرجال على النصوص من بعد الرسول بحيث تصح الأمة تتلقى دينها من الرجال لا من النصوص التي ورثها الرسول مما يؤدي في النهاية إلى ضياع حقيقة الإسلام كما ضاعت من قبل حقيقة دين موسى وعيسى (عليهما السلام)، على يد أحبار ورهبان بني إسرائيل الذين قال الله تعالى فيهم: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله).
عندما بدأت أتتبع النصوص وأحداث التاريخ بمعزل عن الرجال. أو بمعنى أدق عندما وضعت النصوص فوق الرجال عرفت الحق. لقد طبقت القاعدة التي ذكرها الشاطبي في كتابه الاعتصام عن الحق والرجال. هل يعرف الرجال بالحق. أم يعرف الحق بالرجال؟.
وإن كان الفقهاء قد أجمعوا أن الرجال يعرفون بالحق إلا أن هذه القاعدة في الحقيقة لا وجود لا من واقعهم وتراثهم. فهم قد رفعوها شعارا لهم في الظاهر وفي الحقيقة طبقوا عكسها ولقد كان أمر التفريق بين النص والرجال ومحاولة فهم النص بمعزل عنهم هو الذي أوصلني لحقيقة الإسلام. وما كان لي أن أصل لهذه الحقيقة لو التزمت باعتماد أقوالهم وتفسيراتهم للنصوص. هذه الأقوال والتفسيرات التي تفوح منها رائحة السياسة في الغالب لقد اكتشفت الحقيقة وخرجت من دائرة الوهم إلى دائرة الحقيقة عندما تتبعت مسيرة الإسلام من بعد الرسول صلى الله عليه وآله وأعدت قراءته من جديد.
واستراحت نفسي من بعد سنوات طويلة من التيه والحيرة عندما وقع بصري على الطرف المغيب من تأريخ الإسلام وواقع المسلمين واستقرت قدماي على الطريق. وتبددت الغشاوة فور أن سطع أمامي نور آل البيت وظهرت لي معالم الصراط المستقيم وتيقنت أنني على طريق الإسلام الصحيح. وما خططته من هذا الكتاب ليس سيرة ذاتية أو تجارب شخصية بقدر ما هو عرض لواقع وتفنيد لحجج وكشف لحقائق غائبة عن المسلمين.
كل مسرح فكري يستمد أضواءه وقبساته من العقيدة، لأنها القاعدة التي يبتني عليها الفكر، وبناء بلا قاعدة رصينة لا ريب صائر إلى زوال.. والثقافات المنتشرة على ربوع المعمورة مهما تعددت مناحيها وتشعبت اتجاهاتها فإنها لا بد وأن تعود لجذورها العقدية.. فتتضاءل لتنحصر في كلياتها وأصولها.. والصراع عقدي بين الثقافات قبل أن يكون فكريا وثقافيا..
أننا حينما نرى استبسالا من بعض المجاميع لتكوين العلاقة الودية بين الحاكم والمحكوم وتأييدها باسم الانفتاح والعقلنة وإشاعة الإيجابية في دائرة الوسط الحركي والجماهيري وإلى ما هنا لك من المصطلحات والمسميات ففي الواقع أن هذه العناوين ترجع إلى فكرة محورية وهي الحاكمية.. وكذلك حينما نشاهد هجوما مستميتا على الحاكم لأنه مستبد وأن العقل لا يؤيد علاقة كهذه فإن فكرة الحاكمية عند أمثال هؤلاء مرفوضة.. فالصراع محوري وعميق..

إن الثقافة ليس بمقدورها أن تنهض لتشكيل جماعات دينية متماسكة وفعالة لولا اللبنات العقدية، الثقافة تظل عاجزة عن اغتيال أنور السادات لعدم تمكنها من صنع رجل كخالد الإسلامبولي، نعم العقيدة وفتوى ابن تيمية هي التي دفعتة لإطلاق النار.. الثقافة تولد مثقفين ليس أكثر بينما تصهر العقائد البشر وتجعلهم رهن الانقياد ولو أدى ذلك للموت.. فخالد ليس رجلا حركيا أملت عليه ثقافته أن يغتال خصمه بل العقيدة دفعته وثقافته للمواجهة..
وبلد كمصر تتجاذب فيه الصراعات، وتمتد على مساحته الحركات الدينية لتنبثق إشعاعاتها لكثير من الدول العربية والإسلامية يجدر بنا أن ننطلق - لنفهم الحقيقة - من الظاهر إلى الجوهر، من الثقافة إلى العقيدة، ستتألف لدينا قهرا علاقة جدلية بين الحاضر والماضي، نرحل للماضي ونسبر أغواره لنصل إلى العقيدة التي تضخ أفكارها بأشكال وتصاوير ثقافية ثم نرتد للحاضر لفهم أعمق للظواهر المتألقة في سماء الفكر..

إننا اعتدنا في البحوث العقائدية أن نبدأ مع بدء الزمن، زمن الرسالة ثم خلافة الخلفاء فالدولة الأموية فالعباسية لكن المذاق هذه المرة جديد، سننطلق من النتائج إلى الأسباب، من الحاضر إلى الماضي، سيكون البحث تطبيقا وملموسا... وحينما تتأصل الأفكار وتعود للبناتها الأولى يتحقق الغرض المطلوب إذ سنخرج بين زمنية هذه الأفكار إلى أبدية العقائد.. وبتعبير أوضح إننا ههنا لا نناقش ثقافات فإنها مرنة فلربما يتنازل الخصم عن بعض ثقافته لكن يبقى على موقفه، لا يتبدل الموقف حتى يتغير الاتجاه، والاتجاه رهن العقيدة فهي تحدد الموقف، ونحن نناقشها فهي العمود الفقري للتوجهات الزمنية العقيدة تجاري الزمن طالما كان هذا الأخير موجودا بخلاف الثقافة التي قد تتغير مع مرور الأجيال. وبذلك فإن النقاش العقدي مصيري يكون رؤية الإنسان الفلسفية للحياة الدنيوية والأخروية ويحدد على ضوئه نمط العلاقة بينه وربه ورسوله وأئمته والمهم كي يخرج المرء بنتيجة أن يكون صادقا مع نفسه لأن أي مؤثر خارجي أو داخلي سيقلب المعادلة رأسا على عقب..

إن التوجهات السياسية التي كان لها تأثيرها العميق في تمويه الحقائق وتبرير الوقائع وتغطيه وبعض الأحداث لتسخير التاريخ لصالحها - كما يوضح الكتاب - هي ذاتها موجدة في هذا العصر فلكي نصل لا بد أن نتحرر منها ومن جميع المؤثرات الخارجية.. كذلك النفس المؤثر الداخلي الأكبر نحذرها كيلا تحول بيننا والحقيقة التائهة في أروقة الزمن البائس.. وقد أكد القرآن الكريم على ذلك في قوله: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم).
الأوراق الصفراء والأقلام المأجورة لا تحتاج لمزيد تأمل وكثير تدقيق من أجل اكتشافها، وأن نظرة صادقة كفيلة لتقصي جميع أو أغلب الحقائق المزيفة أو المغطاة بين أسطر الكتب التاريخية..
وأخيرا وليس بآخر إن مثل هذه الكتب العقائدية لا تعني سوى تأكيد أواصر المحبة وتهيئة الطرق المعبدة للوصول لنتائج يبحث عنها كل المخلصين من أبناء أمتنا الإسلامية.. أننا في سجالاتنا العقائدية نتوخى الأمة الواحدة التي تقف على ركائز عقدية واضحة المعالم ليس عليها ضباب أو غيوم وهذه هي الوحدة التي نرومها.. وحدة حقيقية قائمة على أسس متينة وواضحة.))

أول الطريق:
إن الحالة المزرية التي كانت عليها التيارات الإسلامية الحركية في مصر، وما كانت عليه من تشتت وتفرق وتعصب ضد بعضها البعض دفع الورداني لأن يتساءل حول جدوى أصالة هذه الحركات جميعا والتي كانت كما يقول تشبه حركة الخوارج من حيث بساطة المضمون وخواء الظاهر، مع فهمها القشري للإسلام كمنظومة متكاملة للحياة. يقول هو عن ذلك:
(( أكثر من خمسة عشر عاما قضيتها في دائرة الحركة الإسلامية في مصر بداية من فترة السبعينات ونهاية بفترة الثمانينات. ومن خلال هذه الفترة عايشت ظهور تيارات ونهاية تيارات. ونمو ظواهر ووقوع أحداث وبروز شخصيات واختفاء أخرى.
ولقد عايشت ذلك كله دون أن تحتويني فكرة أو تيار من التيارات السائدة في الوسط الإسلامي آنذاك لأنني كنت أحمل من رصيد الفكر والتجربة ما يؤهلني لأكون مستقلا عنها.
وكانت هناك محاولات كثيرة لاستقطابي من قبل تيار الإخوان وتيار التكفير وتيار الجهاد. إلا أنني كنت أفضل التعاون مع التيارات الإسلامية من الخارج على الرغم من كون هذا الأمر لم يكن يريح هذه التيارات. من هنا فقد حصرت تعاوني في حدود تيار الأخوان وتيار الجهاد فقط أما بقية التيارات الأخرى فقد كانت ترفض مبدأ التعاون.
وبالإضافة إلى معايشتي هذه التيارات. عايشت أيضا الأطروحة التي تتبناها والتي يتعبد بها الجميع. تلك الأطروحة التي كانت تعتمد على فقه الماضي ولا تعطي للحاضر أهميته المطلوبة.
ولم أكن مستريحا لممارسات هذه التيارات ومواقفها وتصوراتها. كما لم أكن مستريحا لأطروحة الماضي التي تتبناها وتقيم على أساسها تصوراتها ومناهجها.. وكنت دائم النقد لها. ومثل هذا الموقف كان يشكل استفزازا كبيرا لهذه التيارات وقد أدى في النهاية إلى عزلي ومقاطعتي وصدور أحكام بالزندقة والزيغ والضلال علي.
صدر هذا الحكم وأنا لا أزال في دائرة الخط السني. وكان صدوره قد فرض علي عدة تساؤلات:
هل مثل هذا الحكم هو وليد التعصب؟.
وهل هو قائم على حجج شرعية؟.
وهل موقفي من أطروحتهم يعد خروجا على الإسلام؟.
ومنذ ذلك الحين بدأت رحلة الشك التي قادتني في النهاية نحو خط آل البيت (عليه السلام).

يُتبـــع

المصادر:
ـ كتاب (الخدعة، رحلتي من السنة إلى الشيعة) للمفكر الإسلامي صالح الورداني
ـ صفحة (عقائد) الالكترونية
ـ مقالات


 Ø¹Ø±Ø¶ التعليقات
لا توجد تعليقات!
 Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© تعليق
الإسم: *
البلد:
البريد الإلكتروني:
التعليق: *
التحقق اليدوي: *