غريب الحديث
الحربي ج 1

[ 1 ]
المملكة العربية السعودية جامعة ام القرى مركز البحث العلمي وإحياء التراث الاسلامي كلية الشريعة والدراسات الاسلامية مكة المكرمة من التراث الاسلامي الكتاب الرابع الثلاثون غريب الحديث المجلدة الخامسة للإمام ابي اسحاق ابراهيم بن اسحاق الحربى 198 - 285 ه‍ تحقيق ودراسة الدكتور سليمان بن ابراهيم بن محمد العاير الجزء الاول أصل هذا الكتاب رسالة اعدت لنيل درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها شعبة اللغويات من كلية اللغة العربية (جامعة ام القرى) ونوقشت في يوم الاربعاء 10 / 8 / 1402 ه‍ وحصلت على درجة دكتوراه بتقدير ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة على نفقة الجامعة وتبادلها مع الجامعات. حقوق الطبع محفوظة لمركز البحث العلمي وإحياء التراث الاسلامي الطبعة الاولى 1405 ه‍ = 1985 م دار المدنه للطباعة والنشر والتوزيع جدة - ص. ب: 18485 ت: 6432362 غريب الحديث المجلدة الخامسة للامام أبي اسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي 198 - 285 ه‍.
[ 2 ]
غريب حديث عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بقية الحديث التاسع والثلاثين
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم باب سجر حدثنا حسين بن حريث، حدثنا الفضل بن موسى، عن حسين بن واقد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية: حدثنى أبى في قوله تعالى: (و إذا البحار سجرت) قالت الجن للإنس: نحن نأتيكم بالخبر، فأنطلقوا إلى البحر، فإذا هو نار تأجج. قال إبراهيم: قال المفسرون في قوله تعالى: (سجرت): أوقدت، وقال آخرون: ملئت نارا، وقال آخرون: فاضت، وقال آخرون: يبست. والسجر: إلقاؤك الحطب في التنور. قال الله تعالى: (والبحر المسجور).
[ 4 ]
حدثنا يحيى بن خلف، عن أبي عاصم، عن موسى، عن [ ابن ] أبى نجيح، عن مجاهد: والبحر المسجور: الموقد. حدثنا أحمد بن نيزك، عن الخفاف، عن سعيد، عن قتادة،: المسجور: الممتلئ. حدثنا سلمة عن الفراء: المسجور: المملوء. قال أبو عمرو: المسجور: الملآن، سجر السيل الفرات أو النهر يسجره: إذا ملأه. وهذا ماء سجر: إذا كانت بئرا قد ملأها الماء، وأوردوا ماء سجرا. أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: المسسجور بعضه في بعض من الماء، قال النمر بن تولب: إذا شاء طالع مسجورة ترى حولها النبع والسأسما سقتها رواعد من صيف وإن من خريف فلن يعد ما
[ 5 ]
النبع والسأسم: عيدان يعمل منها القسي. وأنشدني أبو نصر: قال العجاج: كعثقرات الحائر المسجور أخبرني أبو نصر، عن الأصمعى: السجرة: حمرة في العين قليلة كالذر في العين. ويقال لماء المطر قبل أن يصفو: إنه لأسجر، وإن فيه لسجرة، ويقال: شعر منسجر، وهو الطويل المسترسل. قال لبيد: وأسحم كالأساود مسبطرا على المتنين منسجرا جفالا قال أبو عمرو: سجرته: أوجرته، أسجر سجرا، وسجرت الناقة في صوتها، وأرض مسجورة إذا سجرها السيل: أي: ملأها،
[ 6 ]
والمساجرة: المخالمة، أن تحدث المرأة، والسجير: الذي سجره السيل حتى بدت عروقه.
[ 7 ]
باب جرس حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: قالت امرأة من نساء النبي صلى الله عليه: أجد منك ريح مغافير ! قال: لعل نحله جرست العرفط. حدثنا محمد بن صالح، عن محمد بن عمر، عن ابن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد الله، عن ابن كعب بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه أمر قطبة أن يسير الليل ويكمن النهار فأقبل القوم يدبون ويخفون الجرس. حدثنا أبو هشام، حدثنا يحيى بن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد قال: الصلصال: الحصبة الجرسة.
[ 8 ]
حدثنا يوسف بن بهلول، عن أحمد بن الفضل، عن أبي بكر الهذلي، عن عكرمة: قال طلحة لعمر - حين شاوره في عزو نهاوند -: قد حنكت الأمور وجرست الدهور. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة عن [ أبي ] المهلب، عن عمران: كانت ناقة النبي صلى الله عليه العضباء ناقة مجرسة. حدثنا ابن أبي الأسود، حدثنا معاذ، حدثني أبي، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه قال: لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس. قوله: جرست نحله العرفط حدثنا أبو نصر، عن الأصمعي: جرست النحل فهي تجرس جروسا: إذا أكلت الثمر لتعسل، والجوارس: اللواحس من كل شئ، والغنم تجرس البقل إذا لحسته.
[ 9 ]
قال أبو ذؤيب: تظل على الثمراء منها جوارس مراضيع زغب الريش صهب رقابها قوله الثمراء: شجر مثمر. جوارس نحل تأخذ من الشجر. مرضيع معها نحل صغار. قال ساعدة: وكأن ما جرست على أعضادها حين استقل بها الشرائع محلب قوله جرست أخذت. على أعضادها الجبال. حين استقل بها. الشرائع: مذاهبها. محلب أراد حب المحلب، لبياضه. وقوله يخفون الجرس هو الصوت الخفي. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: يقال أجرس الطائر والسبع إجراسا إذا سمعت جرسه
[ 10 ]
وجرسه وهو صوته، وهو صوت أكل النحل الورق. وأجرس الطائر إذا ظهر جرسه أي صوته، وسمعت جرسه وجرسه أي حركته، وأنشدنا: وارتج في أجيادها وأجرسا وقوله جرست الأمور أخبرني أبو نصر عن الأصمعي: جرسته الأمور تجريسا أي أحكمته وحنكته وجربته. وقال غير، عن الأصمعي: الجرس الدهر، والعوض، والمسند والأزلم الجذع، والأزنم الجذع والحقب ثمانون سنة. قوله ناقة مجرسة يقول: مجربة مؤدبة، وأنشدنا: إذ نحن في ضبابة التسكير والعصر قبل هذه العصور مجرسا ت غرة الغرير حدثنا عبيد الله بن عمر وزهير قالا: حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن أبي
[ 11 ]
قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران: ذكر ناقة النبي صلى الله عليه هذه. فقال: كانت ناقة منوقة. وقال عبيد الله بن عمر: كانت ناقة متوقة. وقال إبراهيم قلت له يا أبا سعيد، ما متوقة قال: مثل قولك: فرس تئق. أي جواد. وكان تفسيره أعجب من تصحيفه. قال إبراهيم: وما سمعت ناقة تئق أي جواد، إنما هي المنوقة بالنون. أخبرنا عمرو، عن أبيه، قال السعدي: المنوق من الإبل: الذي قد ريض. وقال أبو الخرقاء: المنوق من الرجال المؤدب. وقال أبو عمرو: يقال نوق بعيرك أي ذلله، والمنوق: المذلل، وأنشدنا: وقفت بها حتى تجلت عمايتي ومل الوقوف العنتريس المنوق
[ 12 ]
وسألت أبا نصر، فقال: المنوقة: التي قد أدبت وعلمت المشي. قوله رفقة فيها جرس هو صوت المحتقن كصوت الجلجل يخرج من جوفه.
[ 13 ]
باب جسر حدثنا عبيد الله، حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن سماك، عن رجل: أن قوما غرقوا بجسر منبج فورث عمر بعضهم من بعض. قال إبراهيم: الجسر والجسر: ما عبر عليه من قنطرة وغيرها. ورجل جسر: جسور على الأمور، وكذلك هو في الإبل، ناقة جسرة، ولا يقال جمل جسر قال: قطعت إذا خب ريعانها بدوسرة جسرة كالفدر وقال الأعشى: وما مزبد من خليج الفرا ت يعلو الإجاح ويعلو الجسورا
[ 14 ]
باب رجس حدثنا ابن صباح، حدثنا سفيان، عن أيوب، عن نافع عن أبن عمر: لا تشربوا الخمر، ولا تبيعوها، فإنها رجس من عمل الشيطان. والرجس: القذر، والرجس: الحرام. وقال أبو زيد: رجست السماء: رعدت. وأنشدنا أبو نصر: وكل رجاس يسوق الرجسا والرواجس: الرواعد، وبعير رجاس. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الغنم الساجسية: هي الخلاسية بين النبطية والعربية. وأنشدني:
[ 15 ]
كأن كبشا ساجسيا أدبسا بين صبيي لحيه مجرفسا
[ 16 ]
الحديث الأربعون باب غم حدثنا مسدد، حدثنا حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه قال: لا تصوموا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له. حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو أسامة، عن هشام: عن فاطمة، عن أسماء: أنهم أفطروا في رمضان في يوم غيم، ثم طلعت الشمس. قلت لهشام: أمروا بالقضاء قال: نعم. حدثنا أحمد ين يونس، حدثنا زائدة، عن عبيد الله، عن نافع: أغمي على عبد الله يوما وليلة فأفاق فلم يقض ما فاته واستقبل. قوله: فإن غم عليكم يقال: هو في غمة من أمره إذا لم يهتد
[ 17 ]
له، قال الله تعالى: (ثم لا يكن أمركم عليكم غمة). وناصية غماء: كثيرة الشعر. والغيم: المزن، والسحاب من أسماء الغيم، الواحدة غمامة والجميع غيم، وغيمت الإناء: غطيته. قال أبو عمرو، عن الأكوعي: الغمامة من السحاب بيضاء مؤزرة بسواد، والغمى: سحاب تراه من بعيد ولم يجلله. وقال: مثل الغمامة المنقصرة أن يكون [ فيها ] سواد إلى نصفها، والغيث أن يكون عرضه بريدا، والبريد، والبريد اثنا عشر ميلا. والغامياء: حجر اليربوع الصغير يخرج منه ثم يغمى عليه بتراب رقيق، فإن رجع فأصابه قد فتح لم يدخله مخافة أن يكون قد دخلتة حية. والغمق: البسر يدفن بعد ما يصفر في التراب حتى ينضج. وقال التميمي: غوامي العينين: ما فوق الجفون الأعلى من اللحم
[ 18 ]
قوله أغمي على عبد الله إذا ظن أنه قد مات 00 ثم رجع. والوغم: الحقد. ويوم غم، وليلة غمة، وأنشدنا أبو نصر: وغمة لو لم تفرج غموا وقال: فلا تنكحي إن فرق الدهر بيننا أغم القفا والوجه ليس بأنزعا قوله والغمغمة: أصوات الثيران عند الذعر، والأبطال عند القتال وأنشد: وظل لثيران الصريم غماغم إذا داعسوها بالنضي المعلب
[ 19 ]
باب غمد حدثنا عقان، حدثنا وهيب، حدثنا موسى بن عقبة: سمعت أبا سلمة، عن عائشة، عن النبي: صلى الله عليه وسلم لن يدخل أحدا عمله الجنة. قالوا: ولا أنت ! قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة قال أبو نصر: يغمد: يلبس. أخبرنا عمرو، عن أبيه: غمد وتغمد، وأنشدنا عمرو: نصبنا رماحا فوقها جد عامر كطل السماء كل أرض تغمدا والغمد: غمد السيف. غمدته وأغمدته. قال أبو عمرو: البئر المندفنة. وغمق النبات يغمق غمقا: إذا وجدت لريحه فسادا من الندى.
[ 20 ]
باب دغم قال أبو زيد: يقال دغمهم الجراد: إذا غشيهم. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: قال: في غنم الدغمة: لون الديزج. شاة دغماء، وتيس أدغم: إذا اسود مقدم الأرنبة.
[ 21 ]
باب دمغ والدمغ: كسر عظم الرأس عن الدماغ، والدمغ: القهر كما يدمغ الحق الباطل. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الدامغة: الحديدة التي فوق الآخرة. ويقال: هي الغاشية.
[ 22 ]
الحديث الحادى والأربعون باب خلق حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، عن ابن دينار، عن ابن عمر قال: أمر رسول الله صلى الله عليه أسامة فطعنوا في إمرته، فقال: قد طعنتم في إمارة أبيه. وإن كان لخليقا للأمارة. حدثنا مسدد، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه: خياركم أحاسنكم أخلاقا. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا ابن جريح، أخبرني عطاء، أخبرني عبد الرحمن بن عاصم: أن فاطمة بنت قيس قالت: يا رسول الله خطبني معاوية، قال: إن معاوية أخلق المال.
[ 23 ]
حدثنا زهير بن حرب حدثنا يزيد، عن أصبغ، حدثنا أبو العلاء، عن أبي أمامة، عن عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: من عمد إلى الثوب الذي أخلق فتصدق به كان في حفظ الله وفي كنف الله، وستره، حيا وميتا حدثنا عقان، حدثنا حماد، عن عطاء الخراساني، عن يحيى بن يعمر عن عمار بن ياسر: قدمت على أهلي فخلقوني بزعفران، فدخلت على النبي فقال: اذهب فاغسله. قوله لخليق للإمارة أي شبيه يشبهها وتشبهه. وما أخلقه: ما أشبهه. قوله أحاسنكم أخلاقا الخلق: الطبيعة. يقال: تخلق بخلق حسن.
[ 24 ]
وقوله: أخلق المال الأخلق: الضعيف المال، والخلاق: النصيب من الحظ الصالح ورجل ليس فيه خلاق: رغبة في الخير. قال الله تعالى: (وما له في الآخرة من خلاق). حدثنا حسين بن عمر، عن أسباط، عن السدى: الخلاق النصيب. أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: من خلاق: من نصيب من خير. قوله الثوب الذى أخلق الخلق: الثوب البالي، خلق خلوقة، وأخلق إخلاقا، والأخلق: الأملس. قال: أخا تنائف أغفى عند ساهمة بأخلق الدف من تصديرها جلب الدف: الذي يلعب [ به ] - بالضم - والدف - مفتوحة الدال. وهضبة خلقاء: ملساء، أنشدنا أبو نصر:
[ 25 ]
في رأس خلقاء من عنقاء مشرفة لا يبتغى دونها سهل ولا جبل قوله فخلقوني الخلوق طيب معروف من الزعفران وغيره يخلق به الرجل. والخلق: الكذب. حثنا أبو موسى، عن عباس، عن سعيد، عن قتادة: (وتخلقون إفكا): تصورون وتكذبون. أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: وتخلقون أي تختلقون وتفترون. حدثنا أبو بكر، عن شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (إلا خلق الأولين). كذبهم. أخبرنا سلمة عن الفراء: خلق الأولين: اختلاقهم وكذبهم، ومن قرأ خلق يقول: أي عادة الأولين.
[ 26 ]
الحديث الثاني والأربعون باب شفق حدثنا أبو بكر، حدثنا وكيع، عن العمري، عن نافع، عن ابن عمر: الشفق: الحمرة. قال إبراهيم: الشفق: الحمرة بعد المغرب. والشفق: الردئ من كل شئ، وأنا مشفق: أي خائف، وأنشدنا أبو نصر: مقتدر الضيعة وهواه الشفق وصف حمارا. قال: مقتدر الضيعة: ليس له ضيعة إلا حفظ أتنه. وهواه: أي يوهوه: يدارك نفسه من الشفقة عليها والغيرة.
[ 27 ]
باب فشق أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي قال: إذا تفرق ما بين قرني الشاة تفرقا قبيحا قيل: عنز فشقاء. وتيس أفشق. وكذلك أخلاف الناقة. وقال غيره: الفشق: أكل في شدة. ويقال: فشق يفشق فشقا إذا انتشر، وأنشدنا: أجوف عن مقعده والمرتفق فبات والنفس من الحرص الفشق وصف صائدا اتخذ ناموسا: موضعا يصيد الوحش منه جعله متجافيا عن مقعده. والمرتفق: المتكأ. فبات ونفسه من الحرص على الصيد قد انتشرت نفسه.
[ 28 ]
باب قشف حدثنا أبو الوليد، وسليمان، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن أبيه: رأيت النبي - وأنا قشف الهيئة. فقال: إذا آتاك الله مالا فلير عليك. قوله وأنا قشف وهو ترك التنظف، ورجل متقشف: لا يتعاهد الغسل.
[ 29 ]
الحديث الثالث والأربعون باب غبن حدثنا أبو بكر، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا ابن إسحاق، حدثنا نافع: أن عبد [ الله ] قال: كان رجل لا يزال يغبن في البيع، فقال النبي صلى الله عليه: إذا بايعت فقل لا خلابة. قال إبراهيم: الغبن في الرأي والبيع أن يخدع فيه فيؤخذ منك أكثر مما أعطيت، قال الله تعالى: (ذلك يوم التغابن). حدننا محمد بن سهل، حدثنا حفص عن الحكم، عن ابن مسعود: يوم التغابن قال: غبن أهل الجنة أهل النار. هو قول مجاهد، ومحمد بن كعب، وقتادة. وقال عطاء الخراساني: غبن الرجل أهله ونفسه وماله، قال أبو ذؤيب:
[ 30 ]
فإن تزعميني كنت أجهل فيكم فإني اشتريت الحلم بعدك بالجهل وقال صحابي: قد غبنت فخلتني غبنت فلا أدري أ شكلهم شكلي يقول: قال صحابي: قد غبنت حين بعت الجهل بالحلم. وأظن أني أنا الغابن فلا أدري هم على رأيي أم لا. حدثنا محمد بن سهل، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، عن عمرو عن عكرمة: من مس مغابنة فليتوضأ، ومغابن الرجل: أرفاغه، والرفغ: باطن الفخذ عند أربيته، وناقة رفغاء: واسعة الرفغ.
[ 31 ]
الحديث الرابع والأربعون باب شج حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا مبارك بن فضالة، عن عبيد الله، عن نافع: (كنت أسمع ابن عمر كثيرا يقول: ليت شعري، من هذا الأشج من ولد عمر الذي في وجهه علامة يملأ الأرض عدلا). قال إبراهيم: الشجاج تسعة في الرأس واثنتان في البدن: فأول شجاج الرأس الجالفة - وهي فيما أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي -: التى تقشر الجلد مع اللحم. قال إبراهيم: ولم أسمع فيها براوية. ولا قود في عمدها. ولكن فيه وفي خطئها حكومة على قدر ما فعل. والثانية: الباضعة - وهي فيما أخبرني عمرو، عن أبيه -: التي تبضع اللحم. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الباضعة: التي تقطع اللحم بعد الجلد.
[ 32 ]
قال إبراهيم: وهذه تسمى الدامية، لأنها شقت الجلد فظهر الدم، وتسمى الدامعة لأنها تدمع بدم قليل. وتكون بازلة لتبزل الدم منها، وتكون الدامية لظهور الدم. وفيها من الرواية: حدثنا داود بن رشيد، حدثنا يحيى بن زكريا، عن محمد بن سالم، عن الشعبي، عن زيد بن ثابت قال: في الباضعة مائتا درهم. حدثنا محمد بن سهل، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا محمد بن راشد، عن مكحول، عن قبيصة بن ذؤيب، عن زيد بن ثابت قال: في الدامية بعير.
[ 33 ]
حدثنا عبيد الله، حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، عن عبد الملك قال: في الدامية بعير. حدثنا شريح بن يونس، حدثنا هشيم، عن حجاج، عن مكحول، عن زيد بن ثابت قال: في الدامعة نصف بعير، وفي البازلة بعير - وهي الدامية - وفي الباضعة بعيران. قال إبراهيم: فدل اختلافهم، إذ لم يقفوا في ديتها على شئ واحد، أن ذلك كان منهم على جهة الحكومة ألزموا الفاعل على قدر ما فعل من عظيم ذلك وصغيره. وكذلك في العمد حكومة - أيضا - إذا لم يمكن أن يفعل بالفاعل مثل ما فعل. ثم الثالثة: الحارصة وهي - فيما أخبرني أبو نصر -، عن الأصمعي: قال: الحارصة: التى أخذت في الجلد قليلا، لأنها تحرص في
[ 34 ]
الجلد يقال: حرص في رأسه. ودق القصار الثوب فانحرص. قال إبراهيم: وفيها من الرواية: حدثنا دواد بن رشيد، حدثنا يحيى بن زكريا، عن أبيه، عن عامر قال: الحرصة بين الجلد والعظم. حدثنا مسدد، حدثنا معاذ، عن عوف قال: شهدت عبد الرحمن بن أذينة يقص لرجل من حرصتين في رأسه. قال إبراهيم: وهذا منكر من فعله، وإنما في عمده وخطئه حكومة. ثم الرابعة: المتلاحمة، وهي - فيما أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي -: التى بينها وبين السمحاق لحمة. قال إبراهيم: وفيها من الرواية: حدثنا محمد بن سهل: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا محمد بن راشد عن مكحول، عن قبيصة بن ذؤيب، عن زيد بن ثابت قال: في المتلاحمة ثلاثة أبعرة. قال إبراهيم: وهذه - أيضا - لا قصاص في عمدها، وفي خطئها حكومة. فإن كان زيد بن ثابت حكم في متلاحمة رآها ثلاثة أبعرة، فجائز
[ 35 ]
ثم الخامسة: السمحاق وهي - فيما أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي -: التي بقيت عليها قشيرة تمنعها أن تكون موضحة وأهل المدينة يسمونها الملطاء. قال إبراهيم: وفيها من الرواية: حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا يزيد، عن سفيان، عن جابر، عن عبد الله بن يحيى، عن علي: في السمحاق أربع من الإبل. حدثنا أبو بكر، حدثنا زيد بحباب، عن سفيان، عن مالك، عن يزيد بن قسيط عن سعيد بن المسيب: أن عمر وعثمان قضيا في الملطاء - وهي السمحاق - نصف دية الموضحة. قال إبراهيم: فكأنهما قالا: بعيرين ونصفا. وقضى على وزيد أربعا من الإبل.
[ 36 ]
قال إبراهيم: فدل اختلافهم في ديتها أن ذلك كان على الحكم منهم، وكذلك في عمدها وخطئها حكومة. ثم السادسة: الموضحة - وهى - فيما أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي - قال: الموضحة التى يبدو منها وضح العظام. أخبرنا عمرو، عن أبيه قال: الموضحة التى تبدو عظامها. قال إبراهيم: وفيها من الرواية: حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي قال: في الموضحة من الإبل خمس من الإبل. قال إبراهيم: وكذا في كتاب النبي لعمرو بن حزم وهو قول علي، وعبد الله، وزيد وشريح، والحسن، وعطاء، والشعبي وإبراهيم. والحكم، وحماد، ومالك، وابن أبي ذئب، وأبي الزناد، وربيعة، وابن هرمز، إلا أن المتفقهة اختلفوا في أسنان الخمس. فكان الحسن يقول: بنت مخاض وابن لبون، وبنت لبون، وحقة وجذعة وهو قول مسروق، وشريح.
[ 37 ]
وقال إبراهيم النخعي: بنت مخاض، وابن مخاض، وابن لبون، وحقة، وجذعة. فأما القصاص في عمدها فلم يختلفوا فيه، لأنه جائز أن يشق اللحم حتى يبدو العظم. ثم السابعة: الهاشمة وهي - فيما اخبرني أبو نصر، عن الأصمعي - قال: التي تهشم العظم، وفيها من الرواية: حدثنا موسى، حدثنا حماد، عن قتادة: أن عبد الملك بن مروان قضى في الهاشمة عشرة أبعرة. وهو قول سفيان وقتادة. وكان معاوية وفضالة يجعلان فيها مائة دينار، ولم يوقت الحسن فيها شيئا. وقال مالك: أمر أي ذنب فيها اجتهاد الإمام. قال إبراهيم: ودل هذا - أيضا - إذ لم يجمعوا على دية أن ذلك كان منهم حكومة على الاجتهاد. ثم الثامنة: المنقلة وهي - فيما أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي -: التي يخرج منها عظام.
[ 38 ]
أخبرنا عمرو عن أبيه: المنقلة التي يخرج منها عظام وأنشدنا: ولا شجيج اصابته منقلة لا عقل فيها ولا المشجوج ممتثل وفيها من الرواية: حدثنا أبو كريب، حدثنا رشيد، عن معاوية وابن لهيعة، عن معاذ بن محمد الأنصاري، عن العباس بن عبد المطلب قال رسول الله: لا قود في المنقلة. وهو قول علي، والشعبي، وابن شيبة، والزهري. وإذا كانت خطأ ففى كتاب النبي لعمرو بن حزم: أن فيها خمس عشرة من الإبل. وهو قول علي، وعبد الله، والحسن، وعطاء، وإبراهيم، وابن أبي مليكة، والحكم، وحماد، ومالك، وابن أبي ذئب، وأبي الزناد، وربيعة، وابن هرمز.
[ 39 ]
ثم التاسعة وهي الآمة وهي - فيما أخبرني أبو نصر عن الأصمعي - قال: الآمة: التى أصابت أم الرأس، وأمه: جلدة الدماغ فيها. والرواية في عمدها: حدثنا أبو كريب، حدثنا رشدين، عن معاوية وابن لهيعة، عن معاذ بن محمد الأنصاري، عن العباس بن عبد المطلب قال رسول الله: لا قود في المأمومة. وهو قول علي، والزبير، ومكحول، وسليمان بن موسى، والشعبي، والزهري، وابن شبرمة، ومالك وابن أبي ذئب، وما أقاد منها إلا ابن الزبير. حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد، حدثنا خالد الحذاء، عن عاصم بن المنذر: رأيت ابن الزبير أقص من آمة. فكان صاحبها إذا سمع الرعد غشى عليه. قال إبراهيم: والعجب كيف أقص من آمة، وهو لا يصل إلى أم الرأس إلا بكسر العظم، وكسر العظم غير جائز، لأنه لا يفعل ما فعل
[ 40 ]
الفاعل مثل فعله، وإنما يجوز القصاص من العظام إذا قطعت من مفصل: لأن فعل الفاعل والمفعول فيه سواء. ومن فعلها خطأ ففي كتاب النبي لعمرو بن حزم فيها ثلث الدية. وهو قول على، وعبد الله، وابراهيم، ومجاهد، والحسن، وشريح، وعطاء، والضحاك، والشعبي، والحكم، وحماد. وأما اللتان في البطن فالجائفة وهي التي وصلت إلى الجوف حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن كلثوم بن زياد، سمعت سليمان بن موسى قال: الجائفة التى وصلت إلى الجوف. قال إبراهيم: وهذه لا قصاص في عمدها، وأما الخطأ ففيها ثلث الدية، كذا في كتاب النبي لعمرو بن حزم. وهو قول على، ومجاهد وإبراهيم، والحكم، وحماد.
[ 41 ]
وقال أبو بكر: فيها مائة. وقال الحسن: فيها ثلث مائة. وقال إبراهيم: ثلاثون دينارا. فهذا يدل على أنهم جعلوا الدية فيها حكما على قدرها في العظم والصغر. ثم النافذة: والتى وصلت إلى الجوف، ونفذت إلى الجانب الآخر. قضى أبو بكر فيها بثلثي الدية. وقال مكحول: ديتان، وقال مجاهد: مثله. أرادوا مثلي دية الجائفة.
[ 42 ]
غريب حديث عبد الله بن عباس عن النبي باب عق حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله عق عن الحسن كبشا، وعن الحسين كبشا. حدثنا عفان والحوضى قالا: حدثنا همام، عن قتادة عن الحسن، عن سمرة، عن النبي قال: كل غلام مرتهن بعقيقته. حدثنا أبو غسان، حدثنا جميع بن عمر، حدثني رجل بمكة، عن أبن ابي هالة، عن الحسين بن على: سالت خالي هند بن أبي هالة عن حلية النبي، فوصفها، فقال: كان رجل الشعرة، إن انفرقت عقيقته فرق وإلا فلا.
[ 43 ]
حدثنا دحيم، حدثنا الوليد بن مسلم: عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس: سمعت عمر يقول: قال رسول الله - وهو بالعقيق -: أتاني الليلة آت، فقال: صل في هذا الوادي المبارك. حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن عبيد الله بن أبى بكر، عن أنس، عن النبي: أكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين. حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه: كنا مع النبي فجاء رجل يقود فرسا عقوقا. حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا يزيد بن عبد ربه، عن محمد بن حرب، عن الزبيدى، عن راشد بن سعد، عن أبي عامر الهوزنى، عن أبي كبشة: سمعت النبي يقول:
[ 44 ]
من أطرق مسلما، فعقت الفرس كان له كأجر سبعين فرسا حمل عليها في سبيل الله. فإن لم يعق كان [ له ] كأجر من حمل عليه. حدثنا يوسف بن بهلول، حدثنا ابن إدريس عن ابن إسحاق: مر أبو سفيان بحمزة فجعل يضرب في شدقه بزج الرمح، ويقول: ذق عقق. حدثنا ابن نمير، حدثنا محبوب، عن بكير بن عامر، عن إبراهيم قال: يقتل المحرم العقعق. حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثنا عبد الرحمن بن عائش: سمعت ابن عباس، وسئل عن الرضعة الواحدة. قال: إذا عقى حرمت عليه وما ولدت:. حدثنا محمد بن عبد الملك، حدثنا أبو صالح، عن ليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عمر بن الخطاب. قال إبراهيم: وحدثني رجل عن سليمان بن داود، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس قال: ذكر عمر رجلا فقال: وعقة.
[ 45 ]
حدثنا عمرو بن مرزوق: أخبرنا عكرمة، حدثنا طيسلة بن علي: كنا عند ابن عمر فقال رجل: من المؤمن قال: الذى إذ إذا حدث صدق، ويأمن من أمسى بعقوته من عارف أو منكر. حدثنا اليمامى، حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب: أخبرني أبو إدريس قال: مثلكم ومثل عائشة مثل العين في الرأس تؤذى صاحبها ولا يستطيع [ أن ] يعقها إلا بالذى هو خير لها. قوله: عق عن الحسن كبشا، أصل العقيقة الشعر الذى يولد مع الصبي أو الوبر الذي يكون على البهيمة حين تولد، فيقال: عق عنه يوم أسبوعه، أي: حلقت عقيقته وذبح عنه. فكان الذبح مع الحلق فنقل من الشعر إلى الذبح فقيل للشاة عقيقة. قال امرؤ القيس: يا هند لا تنكحي بوهة عليه عقيقته أحسبا يصفه بالشح أي لم يحلق عقيقته حتى شاخ، وأحسب: ابيضت جلدته. من ذا قال آخر:
[ 46 ]
تحسرت عقة عنها فأنسلها واجتاب أخرى جديدا بعدما ابتقلا وقال: أطار عقيقه منه نسيل وحملج مر ذي شطن بدوع قوله: عقيقه: وبره الأول ونسيل: وبره الثاني، وحملج: فتل، والمر: الفتل. وذو شطن: حبل. قال عدى بن زيد: صخب التعشير نهاق الضحى ناسل عقته مثل المسد قوله: إن انفرقت عقيقته فرق فكأنه الشعر - وإن لم يكن - ولد معه. ومعناه إذا طال حتى ينفرق هو لكنرته فرقه وإلا تركه على حاله، ولم يفرقه، وقد جعل الوبر عقيقة وإن لم يولد معه. قال: أذلك أم أقب البطن جأب عليه من عقيقته عفاء
[ 47 ]
جأب: حمار غليظ، والعفاء: بقية وبره، والجميع عقق، وأنشدنا أبو نصر: طير عنها النسء حولي العقق فمار عنهن موارات المزق النسء: بدو سمن، وحولي: ما أتى عليه حول وما سقط، والمزق: ما تمزق من الوبر. أخبر [ نا ] أبو نصر عن الأصمعى: العقيقة من الوبر سلسلة تتصدع في السماء كأنها عمود، يقال: إن هذا برق ذو عقيقة، ويقال: انعق البرق وعق، وهو انشقاقه قال عمرو بن كلثوم: بسمر من قنا الخطى لدن وبيض كالعقائق يختلينا وقوله: وهو بالعقيق واد على ميلين من المدينة قبل ذي الحليفة، قال المجنون: وهيهات هيهات العقيق وأهله وهيهات خل بالعقيق تواصله.
[ 48 ]
والعقيقان عقيق تمرة وعقيق البياض في بلاد بنى عامر من ناحية اليمن، وبينهما رمل الدبيل ورمل يبرين، وفيهما قال أبو خراش: دعا قومه لما استحل حرامه ومن دونهم عرض الأعقة والرمل ولو سمعوا منه دعاء يروعهم إذا لأتته الخيل أعينها قبل قال الأخفش: نزل غلام من بنى تميم ثم من بنى حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة في بني جريب من سعد بن هذيل مجاورا فيهم، فغزا معهم، فغدر به جاره واسمه غاسل بن قيمة، فقتله، وأخذ سلاحه فإياه عنى أبو خراش بقوله دعا قومه لما استحل حرامه أي جواره وعهده. ودونه ودون قومه. عرض الأعقة والرمل. ثم قال: ولو سمعوا منه دعاء يروعهم إذا لأتته الخيل أعينها قبل لم يرد أعين الخيل أراد أعين فرسانها فيها كالقبل وهو دون الحول من شدة الغضب.
[ 49 ]
وفي قوله: عرض الأعقة حجة لمن حجب بالأخوين الأم عن الثلت إلى السدس لمن قال ذلك غير ابن عباس فإنه لم يحجبها إلا بثلاثة، وأبو خراش ههنا قال: عرض الأعقة، فجمع وإنما هما عقيقان. قوله: وعقوق الوالدين هو قطيعتهما، عق يعق عقا وعقوقا، وهو عاق. قال: إن البنين شرارهم أمثاله من عق والده وبر الأبعدا وقال زهير: فأصبحتما منها على خير موطن بعيدين فيها من عقوق ومأثم أخبرنا عمرو عن أبيه قال: عقيقة الرمل: طريقه منه فإذا جمم النبت فقد عق. وأنشدنا: كعقيلة الأدحى أحصنها من رهمة بعقيقة قفر قوله: يقود فرسا عقوقا. وقوله فعقت الفرس. أخبرني أبو نصر عن أبى عبيدة قال: إذا اندح بطن الفرس بالحمل فهي عقوق وهن عقق وعقائق.
[ 50 ]
أخبرني أبو نصر عن الأصمعى قال: العقق: جمع العقوق وهي الحامل إذا ضخم بطنها، وهى عقوق، ولا يقال: معق، وأنشدنا: وسوس يدعو مخلصا رب الفلق سرا وقد أون تأوين العقق أون: عظمت بطونها من شرب الماء، والعقق: الحامل إذا عظم بطنها، وقال زهير: عزت سمانا فآبت ضمراخدجا من بعدما جدبوها بدنا عققا بدنا: سمانا والجميع عقاق. قال أبوخراش: أبن عقاقا ثم يرمحن ظلمة إباء وفيه صورة وذميل أبن: تبين حملهن فالفحل يريدها وهى ترمح ظلمه إياها، لأنها قد حملت فهي لا تريده. صورة: ميل وذميل: ضرب من السير. حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبى، عن الأعمش، عن عبد الله، عن ابن أبي ليلى عن أبي نعيمان قيل له: هل عندكم في المرأة التى لا تحمل شئ
[ 51 ]
قال: نعم فأتى بها فقال: يا أيتها الرحم العقوق خذ كراعا وفوق، وتمرة من العذوق، اجعله في الرحم العقوق لعلها تعلق أو تفيق، فولدت فأتى نعيمان بغنم وسمن فحمل منه شيئا إلى أبى بكر فأكل منه ثم أتى فأخبر الخبر فقام فاستقاء. قوله: ذق عقق: يريد يا عاق مثل فجر يا فاجر وخبث يا خبيث وغدر يا غادر. وقوله: يقتل المحرم العقعق هو طائر، والقعقع هو طائر. أيضا قوله: وعقى العقى شئ يخرج من الصبى أسود حين يولد، عقى يعقي عقيا، والاسم العقي فالمعنى إذا شرب من لبن المرأة وعقى بعد شربه حرمت. وقوله: إن فلانا وعقة أخبرني أبو نصر عن الأصمعى: رجل وعقة: إذا كان سئ الخلق، وزنخ وشنظير وهو الذى يقع في الأمر بجهل. قال رؤبة: أسبابه بالنجم حين حلقا بعدا من الغدر وإن توعقا
[ 52 ]
توعق: تعسر. مدح مروان بن محمد فقال: هو بعيد من الغدر، ومن تعلق بأسبابه فكأنما تعلق بالنجم. قوله: ويأمن من أمسى بعقوته أخبرني أبو نصر عن الأصمعى، يقال: نزل فلان بعقوته أي قريبا منه. وقال غيره: عقوة الدار: حواليها، وقال الأحمر: اذهب فلا أرينك بعقورتى وعقاتى وسحسحى وسحاتى، وحراتى وحراى وذراي. وزاد أبو زيد: وعذرتي وجنابي وعراى... قوله: ولا تستطيع أن تعقها أصل العق: الشق، والقطع يشبه العق، عق ثوبه: إذا شقه. قال طفيل الغنوى: فحار وعقت مزنه الريح والتقت بأبطح معشاب الخلاء مجزع وصف سحابا فقال: حار: لم يأخد على القصد، وعقت الريح [ مزنه ]: شقته. والتقت الرياح بأبطح: وادى رمل، ومجزع: فيه طرائق نبت. قال أبو نصر: عائقات الدهر: صوارفه. وأنشدنا: وقى صروف الدهر غول الأغوال إن لم تعقه عائقات الآجال قال الأخفش: تعقه العوائق: تحبسه. والتعويق والاعتياق، إذا أردت أمرا فصرفت عنه، رجل عوقة: ذو تعويق، وقال:
[ 53 ]
ألا هل أتى أم الحويرث مرسلي إلى خالد إن لم تعقه العوائق والعيوق: نجم يطلع بحيال الثريا في طرف المجرة الأيمن يطلع قبل الثريا بعشر. قال: يراعى الثريا وعيوقها ونجم الذراعين والمرزما والمرزم: كوكب أحمر أسفل من زحل الجوزاء يدعى مرزم الجوزاء. والعقيان: ذهب ينبت نباتا ليس يستخرج من التراب. قال: كل قوم صيقة من آنك وبنو العباس عقيان الذهب والعقيان والنضير: الذهب. والتبر: الذهب ويكون فضة غير مصوغة. فأما اللجين والوذيلة فالفضة. والعيقة: ساحل البحر وناحيته. والعقيق: خرز أحمر ينظم واحده عقيقة، وانعق الغبار: سطع. ويعوق: اسم صنم، والوعيق: صوت يسمع من فرج الدابة.
[ 54 ]
باب قع حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة، عن أبيه: بعثت قريش خارجة بن كرز يطلع لهم، فرجع حامدا يحسن الثناء فقالوا إنك أعرابي قعقعوا لك السلاح فطار فؤادك. حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا عقيل بن مدرك أن أبا الدرداء قال: شر النساء السلفعة التى لأسنانها قعقعة. حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا على بن الحسن، حدثنا حسين، حدثنا علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عباس: نزل مع آدم - عليه السلام - الميقعة والسندان والكلبتان. حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن عمر، حدثنى أسامة، عن شيخ من بنى سعد:
[ 55 ]
قدمت حليمة على النبي - صلى الله عليه - وقد تزوج خديجة وأعطاها أربعين وبعيرا موقعا للظعينة. حدثنا موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه - قال: ما من صاحب غنم لا يؤدى حقها إلا بطح لها بقاع قرقر تطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها. حدثنا مسدد، حدثنا عبد الواحد، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة: نهى النبي صلى الله عليه أن أقعي إقعاء القرد. حدثنا موسى، حدثنا وهيب، عن ابن طاو س، عن أبيه: أنه رأى ابن عمر وابن عباس يقعيان. حدثنا علي، أخبرنا شعبة، عن يحيى بن حصين: سمعت طارقا قال: كان بين سعد وخالد كلام، فذهب رجل ليقع في خالد، عند سعد. فقال: مه إن ما بيننا لم يبلغ ديننا.
[ 56 ]
حدثنا شجاع، حدثنا هشيم عن حجاج، عن أبى عون، عن شريح: اختصم إليه في رجل وقع على رجل قال: يضمن الأعلى الأسفل. قوله: قعقعوا لك السلاح وقوله تسمع لأسنانها قعقعة. وهى حكاية صوت الترسة والجلود اليابسة. أخبرني أبو نصر عن الأصمعى قال: القعقعة: صوت الرعد وصواعقه، وأنشدنا: يسهد من ليل العشاء سليمها لحلى النساء في يديه قعاقع وصف حية فقال: إذا لسعت رجلا يسهد: يوقظ. سليمها: لسيعها، يجعل في يديه الحلى والخلاخل فيحركه لكى لا ينام فيدب السم فيه. وقال رؤبة: شاحى لحيي قعقعانى الصلق قعقعة المحور خطاف العلق
[ 57 ]
قوله: نزل مع آدم الميقعة، أخبرني أبو نصر عن الأصمعي: الميقعة: المطرقة التى تضرب بها الحديد، والجمع المواقع. ومنه وقعت السهم أقعه وقعا إذا ضربته بالميقعة. قال أبو زيد: وقعت المدية والسيف أقعها وقعا: إذا دققتها بين حجرين حتى ترقها وتسوى فلولا إن كان فيها، وهى مدية موقوعة ووقيع. وأنشدنا أبو نصر: سلاط حداد أرهفتها المواقع وقال طفيل: كأن عراقيب القطا أطر لها حديث نواحيها بوقع وصلب يقول: العقبة التى على فوق السهم شبهها بعراقيب القطا والأطرة: عقبة يحاط بها على الفوق. بوقع: بضرب. الصلب: مسان كبار، ليس هي فراخا.
[ 58 ]
وقال عنترة: وآخر منهم أجررت رمحي وفي البجلى معبلة وقيع قوله: أعطاها بعيرا موقعا أخبرني أبو نصر عن الأصمعى: يقال للبعير إذا كثر به أثر الدبر إنه لموقع الظهر، والمكان الصلب يمسك الماء كالنقرة، وهو وقيعة، ومثله الوقط والوجذ. أخبرني عمرو عن أبيه: الوقيع من الأرض التى تنشف الماء. أرض وقيعة، ومكان وقيع وقال غيره: الجمع وقائع. قال: إذا شاء راعيها استقى من وقيعة كعين الغراب صفوة لم تكدر وقال آخر: إذا ما استبالوا الخيل كان أكفهم وقائع للأبوال والماء أبرد وقوله: بطح لها بقاع قرقر أخبرني أبو نصر عن الأصمعى قاعة الدار وساحة الدار، وباحة الدار وصرحة الدار وقارعة الدار وعذرة: كله واحد، والقاع: الأرض التى طينتها حرة. والجميع: القيعان. وقال الله تعالى -: (كسراب بقيعة) أي بقاع من الأرض.
[ 59 ]
حدثنا عبيد الله بن عمر، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: بقيعة أي بقاع. أخبرنا الأثرم عن ابن عبيدة: القيعة والقاع واحد. أخبرنا سلمة عن الفراء: بقيعة: جماع القاع كما قالوا: جار وجيرة. وأنشدنا أبو نصر: كأن أيديهن بالقاع القرق أيدي عذارى يتعاطين الورق الورق يعنى الدراهم، والورق من الأثاث، والورق ورق الشجر، والبياض، وصف حمرا غدت لترد، فقال: كأن أيديهن فسكن الياء، وكان الحكم أن ينصبها، فيقول كأن أيديهن فاضطر إلى ذلك كما قال: سوى مساحيهن تقطيط الحقق
[ 60 ]
فسكن الياء من ضرورة الشعر. والقاع القرق والقرقر والقرقوس: الأملس الذى لا شئ فيه. قال إبرهيم قال العبسى لا أعرف القرقوس. قوله: نهى عن الإقعاء في حديث أبى هريرة وهو أن يكون في جلوسه كأنه متساند إلى ظهره، والكلب والذئب يقعيان. وهو وضع الألية على الأرض ونصب الساقين ووضع الراحتين على الأرض، وهذا لا رخصة فيه. وأما الإقعاء في حديث ابن عمر وابن عباس بين السجدتين ففيه رخصة أن ينصب قدميه بين السجدتين ويجلس عليهما. والإقعاء في الأنف أن تشرف الأرنبة ثم تقعى نحو القصبة، وسمعت أبا نصر يقول: قاع الفحل وقعا: إذا سفد وأنشدنا: لفحلنا، إن سره التنوخ قاع وإن يترك فشول دوخ
[ 61 ]
يقول: إن تركها الفحل وهي التى أتى لحملها تسعة أشهر فخف لبنها: ارتفع وقل. وشالت الميزان: خفت. وشالت نعامتهم: مضوا. قوله: فوقع في خالد عند سعد. أخبرني أبو نصر عن الأصمعى. يقال: وقع فلان في الناس وقيعة. وفلان وقاع ووقاعة، ووقع فلان بما أكره إذا قال في الناس. وأوقع فلان بفلان ما يسوؤه وفلان ذو وقيعة في الناس يغتابهم. وأوقع به الدهر إيقاعا. وقال أبو زيد: وقعت بالقوم، أقع وقيعة، ووقعة. وأوقعت بهم أوقع إيقاعا. قال: لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة إلى الله منها المشتكى والمعول
[ 62 ]
قال: يخبرك من شهد الوقيعة أننى أغشى الوغى وأعف عند المغنم قوله: رجل وقع على رجل: أخبرني أبو نصر عن الأصمعى يقال: وقع الشئ يقع وقوعا، ومكانه الذى يقع عليه الموقعة. ووقع من يدى، وسقط من يدي، ووقع، بالأرض، ولا يقال: سقطكما قال الراعى: وقع الربيع وقد تقارب خطوه ورأى بعقوته أزل نسولا أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي يقال: وقع يوقع وقعا: إذا اشتكى لحم قدميه من غلظ الأرض. أخبرنا عمرو عن أبيه قال: الوقع: الحفى. قال الأخطل: تنجو نجاء أتان الوحش إذ رتكت ومس أخفافهن النص والوقع أخبرنا عمرو، عن أبيه قال: الوقع: الحفى. ويقال: وقعت الناقة أي حفيت. ووقع الرجل. وأنشدنا:
[ 63 ]
ياليت لي نعلين من جلد الضبع وشركا من استها لا تنقطع قال ابن الأعرابي: الوقع: الحفى. ووقعته الحجارة: إذا نكبته، وأنشد: كل الحذاء يحتذى الحافى الوقع أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي يقال: وقعت عن كذا ومن كذا وقعة ووقوعا ووقعت في العمل وقوعا. وأوقع به الدهر إيقاعا، وكوى فلان فلانا وقاع يا هذا، وهى كية من مقدم الرأس إلى مؤخرة. قال: وكنت إذا منيت بخصم سوء دلفت له فأكويه وقاع أخبرنا عمرو عن أبيه عن الهذلى قال: الوقع: الطخاف من السحاب، وهو الذى يطمع أن يمطر.
[ 64 ]
قال الطائى: الوقيعة تتخد من الخوص والعراجين مثل السلة وقال أبو زيد أعقى إعقاء إذا اشتدت مرارته. قال لا تكن حلوا فتسترط ولا مرا فتعقى. والقعاع ماء مر غليظ. والقعقاع: طريق بين اليمامة والكوفة. قال عمرو بن أحمر: فلما أن بدا القعقاع لجت على شرك تناقله نقالا القعو: الذى تكون فيه البكرة من خشب، وإن كان حديدا فهو خطاف وأنشدنا: مقذوقة بدخيس النحض بازلها له صريف صريف صريف القعو بالمسد قوله: مقذوفة أي: رميت بالنحض، والنحض: اللحم،
[ 65 ]
والدخيس: الكثير، لبازلها صريف: صياح. والقعو: الذى فيه البكرة. والمسد: حبل من ليف المقل. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: اسم ضراب الفحل القعو، قاع يقعو قعوا، وقاع يقوع قوعا وقياعا. وعاسها وقرعها ومخطها مخطا. وزاد غير الأصمعى: تجثمها وتسنمها وتدأمها، وقال الأصمعى: هذا فرس إذا أقبل قلت: أقعى، وإذا ولى قلت: جبا، وإذا استعرضته قلت: استوى.
[ 66 ]
الحديث الثاني باب رم حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، عن حبيب، عن سعيد، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه لبى حتى رمى جمرة العقبة. حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا عكرمة بن عمار، حدثنا عاصم بن شميخ، عن أبي سعيد قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه الخوارج قال: ينظر الرامى في الفوق فتمارى هل رأى شيئا أم لا حدثنا موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن عمير بن سلمة، عن رجل من بهز:
[ 67 ]
أن النبي صلى الله عليه مر بالروحاء، فإذا حمار وحش عقير، فجاء البهزى فقال: رميتي فكلو. حدثنا موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الله عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر قال: الدينار بالدينار: إنى أخاف عليكم الرماء. حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، عن القعقاع عن أبى صالح عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه كان ينهى في الاستنجاء عن الروث والرمة. حدثنا أبو بكر، حدثنا حسين بن على، عن ابن جابر، عن أبى الأشعت، عن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه قال: أكثروا على من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة
[ 68 ]
على. قالوا كيف تعرض عليك وقد أرمت. قال: إن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء. حدثنا مسدد، حدثنا يحيى عن عبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن محيصة أصبح قتيلا على باب خيبر فغدا أخوه على النبي صلى الله عليه فقال: شاهداك على من قتله يدفع إليك برمته. حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا أبو عمران، عن علقمة بن عبد الله، قال النعمان بن المقرن: إنى هاز الراية ثلاث هزات، فأما أول هزة فيقضى الرجل حاجته، وأما الثانية فينظر إلى شسعه ورم من سلاحه.
[ 69 ]
حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا جرير، عن سفيان بن عبد الله، عن زياد بن حدير: حملت أنا ورجل معى على رم من الأكراد أربعمائة فأعطوا بأيديهم. حدثنا داود بن رشيد، حدثنا محمد بن سعد وحدثنا يحيى، حدثنا ابن المبارك عن المسعودي، عن قيس بن مسلم، عن طارق، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه قال: عليكم بألبان البقر فإنها ترتم من كل الشجر. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا محمد بن فضيل، عن الوليد بن جميع، عن أبى الطفيل، عن حذيفة قال: الدجال أهون على من هذه العنز التى ترتم في ناحية المسجد. حدثنا الحوضى، أخبرنا همام، عن قتادة عن زرارة، عن عمر: أن النبي صلى الله عليه صلى الظهر فقال: أيكم قرأ سبح فأرم القوم، قال رجل: أنا. قال: لقد علمت، لقد خالجتنيها.
[ 70 ]
حدثنا إبراهيم بن عبد الله وهارون بن سفيان قالا: حدثنا عبد الله بن عثمان السعدى حدثنى جدى مالك بن حمزة بن أبي أسيد حدثنى أبى عن جدى عن أبى أسيد: أن النبي صلى الله عليه قال للعباس: يا عم لا ترم منزلك واجمع بنيك حتى آتيكم. وبلغني عن الزبيري، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عن النبي صلى الله عليه قال: فيما يوجد في آرام الجاهلية وخربها الخمس. قوله: لبى حتى رمى جمرة العقبة يقال: رمى يرمى، والفاعل الرامى، والمفعول به المرمى. قوله: ينظر الرامى هو الفاعل. ورميتي هي ما رميت. قال:
[ 71 ]
فهو لا تنمى رميته ماله لا عد من نفره وصف صائدا قال: فهو لا تنمى رميته: نمت الرمية: ذهبت بالسهم. لا عد من نفره يدعو عليه بالموت. وقوله: أخاف عليكم الرماء هو الزيادة، والمحدثون يقولون: الرماء: الربا. وقال أبو زيد: أرمى على الخمسين إرماء ووذم توذيما وذرف تذريفا إذا زاد قال: وأسمر خطيا كأن كعوبه نوى القسب قد أرمى ذراعا على العشر قوله: نهى عن الروث والرمة سمعت عمرا عن أبيه قال: الرمة: العظام البالية، والرمة: قطعة حبل والجميع رمم. ومثله: وكيف تعرض عليك وقد أرمت. كذا يقوله
[ 72 ]
المحدثون، ولا أعرف وجهه، والصواب وقد أرممت أو رممت أي صرت رميما كما قال الله تعالى: (من يحيى العظام وهى رميم). نزلت فيما حدثنا شجاع، عن هشيم أخبرنا حصين عن أبى مالك: أن أبى بن خلف جاء بعظم حائل ففته، وقال: أيبعث الله هذا. أخبرنا الأثرم عن أبى عبيدة: الرميم: الرفات وسمعت أبا عدنان يقول: رم فلان: إذا مات فصارت عظامه رمة أي بالية، ويقال للشيخ ما هذا إلا رمة أي قد صار في هذا الحد. وأنشدنا أبو عدنان: إما ترينى اليوم يا أم الحكم تحت الخفاء رمة من الرمم وأنشدنا عمرو: فأديتم أستاه نيب تجمعت على رمة من الرمام تفاديا وأنشدنا ابن عائشة:
[ 73 ]
والنيب إن تعر منى رمة خلقا بعد الممات فإنى كنت أثئير النيب: الإبل، إن تعر منى رمة، خلقا: بالية، والإبل تأكل العظام إذا بليت تملح بها. أثئر: آخذ بثأرى. قوله: يدفع إليك برمته: الرمة: الحبل. دفع الدابة برمته بحبل في عنقه. قوله: ورم من سلاحه الرم: إصلاح ما قد فسد وتفرق. قال: هل حبل خرقاء بعد الوصل مرموم أم هل لها آخر الأيام تكليم قوله: حملت على رم من الأكراد أي جماعة نزول كالحى من الأعراب. قوله: ترتم من كلالشجر، وقوله وعنز ترتم في المسجد أي: تأخذه بمرمتيها وهما شفتاها. ويقال: الشاة ترتم
[ 74 ]
الحشيش بمرمتيها، قوله: فأرم القوم، أي سكتوا على أمر في أنفسهم، وترمرم القوم: أي حركوا أفواههم بالكلام ولما يفعلوا، قال: إذا ترمرم أغضى كل جبار وقال ابن الأعرابي: أرم وأطم وطلسم وبلسم وأخرد إذا سكت. وقال أبو زيد: التزمرم: التحرك والكلام من الجزع عند الشديدة، وترمرم القوم وهو كلامهم وإقبالهم وإدبارهم. قوله: فتمارى هل رأى شيئا هو من الامتراء والمرية، قال الله تعالى: (فلا تكن في مرية من لقائه). حدثنا عبيد الله عن أبي عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد فلا تكن في مرية من لقائه من أن تلقى موسى يعنى لا تكن في شك. وفيه وجه آخر حدثنى عبيد الله بن عمر، عن حسين، عن ابن عيينة، عن عمرو، عن الحسن قال: قد أخبرتك أنه قد كذب وأوذى فلا تك فمرية أي شك أن تلقى مثل مالقى موسى. وقال الله تعالى: (ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون).
[ 75 ]
حدثنا يوسف بن حماد، عن عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة تمترون: تشكون في البعث. ويقال: ما عن ذلك الأمر حم ولا رم، أي ليس يحول دونه غيره. والرم: صلة لحم مثل بسن صلة لحسن. ويقال: جاء بالطم والرم: ما على وجه الأرض من فتات الأشياء. قال ابن الأعرابي: الريم: عجب الذنب، والريم: الفاضل من الأنصباء إذا قسمت الجزور، والريم: العلاوة بين الجوالقين. قوله: لا ترم منزلك الريم: البراح، ما يريم يفعل: [ ما يبرح يفعل ] قال الأعشى: أبانا فلا رمت من عندنا فإنا بخير إذا لم ترم وسمعت أبا نصر يقول: الريم: الفضل، وقال الأصمعى: الريم: الزيادة وأنشد: مجرسات غرة الغرير بالريم والريم على المسجور
[ 76 ]
قوله: فيما يوجد في الآرام هي أعلام كانت تبنيها عاد، الواحد إرم. والرمرام: حشيش الربيع قال الطرماح: هل غير دار بكرت ريحها تستن في حائل رمرامها والآرام: الظباء واحدها رئم وأنشدني أبو نصر: عليهن شعت عامدين لبرهم وهن كآرام الصريم خواضع والرأم: العطف وأنشدنا: كما تدانى الحدأ الأوى روائما لو ير أم الأثفى وقال ابن أحمر: لا رائم فيرد نهمتها ولد ولم يلجج بها نفر
[ 77 ]
يصف الريح يقول: ليس هبوبها أنها ترأم ولدا ولكن كذا خلقتها. كما قال ابن مفرغ: الريح تبكى شجوها والبرق يلمع في الغمامة يقول: كذا. خلقه الريح، ليس أن لها بكاء على ميت. أخبرني أبو نصر عن الأصمعى، إنه ليحرق عليه الأرم يعنى الأضراس أي يصرف من الغضب. قال: يلوك من حرد عليه الأرما وأنشدنا أبو نصر: تقربا والأمر لمايفقم فجعلوا العتاب حرق الأرم وقال الأخفش: يقال: رمى وأرمية وهو سحاب شديد الوقع: وأنشد: هنالك لو دعوت أتاك منهم رجال مثل أرمية الحميم
[ 78 ]
وروى عمر، عن أبيه عن الطائى: الأرم: النخل تطول ولا تحمل. وأرم القوم أرما: إذا هلكوا، وهى سنة أرمة.
[ 79 ]
باب مر حدثنا عبد الله بن صالح، أخبرنا أبو الأحوص، عن سماك، عن مرى بن قطرى، عن عدى بن حاتم. قلت: يا رسول الله أصيد الصيد فلا أجد ما أذبحه به قال: أمر الدم بما شئت. قال إبراهيم: هو خطأ، والمحدثون كلهم يقولون كذا. حدثنا يوسف بن بهلول، حدثنا أبو إدريس، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن أبى سفيان بن حرب أنه قال: لقد أمر [ أمر ] ابن أبي كبشة: أصبحت ملوك بني الأصفر تخافه. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا حماد بن زيد، عن يزيد بن حازم، عن عكرمة: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه. فقال: ما أدرى أمرك هذا يأمر فقال: والله ليأمرن.
[ 80 ]
حدثنا عثمان، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبى وائل، عن عبد الله: كان الحى إذا كثروا في الجاهلية قيل: أمر بنو فلان. حدثنا عثمان، حدثنا أبو أسامة، أخبرني أبو نعامة، عن مسلم بن بديل، عن إياس ابن زهير، عن سويد بن هبيرة، عن النبي صلى الله عليه: خير المال مهرة مأمورة. حدثنا ابن عيسى، عن يونس، عن أبيه، حدثنا هشام، عن أخيه، عن أبيه، عن عائشة قالت: قالت أم زرع: نكحت رجلا سريا فأعطاني من كل رائحة زوجا، وقال: كلى أم زرع، وميري أهلك. حدثنا رجاء بن مرجى، حدثنا عمرو بن الربيع، عن يحيى بن أيوب، عن ابن أبى حسين، عن عدى بن عدى، عن أبيه، عن الغرس بن عميرة، عن النبي صلى الله عليه قال:
[ 81 ]
آمروا النساء في أنفسهن. حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم، عن سعد بن إبراهيم، عن ريحان بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه قال: لا تحل الصدقة، لغنى ولا لذى مرة قوى. حدثنا يحيى، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبى هريرة قال: ما صلى رسول الله صلى الله عليه الضحى إلا مرة. حدثنا اليمامى، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، عن عبد الصمد، عن وهب ابن منبه: خرج قوم ليلة ولد عيسى معهم المر والذهب واللبان فمروا بملك فسألهم عن المر فقالوا: المر يجبر به الجرح والكسر فكذلك هذا النبي عليه السلام يشفى الله به كل سقيم. حدثنا سليمان بن أبى داود الهاشمي، حدثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن نافع:
[ 82 ]
جرحت إبهام ابن عمر فألقمها مرارة، فكان يتوضأ عليها. حدثنا خلاد، حدثنا النضر بن شميل، عن ابن عون، عن الشعبى، أن رجلا ادعى دينا على رجل فأراد بنوه أن يحلفوا على علمهم، فقال، شريح: لتركبن منه مرارة الذقن، لتحلفن ماله شئ. حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد، عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه: ستحرصون على الإمارة، وإنها حسرة وندامة. حدثنا ابن نمير، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن ابن يزيد قال: خرجنا عمارا فلدغ صاحب لنا، فقال ابن مسعود: يرسل بهدى، واجعلوا بينكم وبينه يوم أمار. حدثنا محمد بن الصباح أخبرنا سفيان، عن أبى حازم:
[ 83 ]
سئل سعيد عن بعير نحروه بعود، قال: إن كان مار مورا فكلوه، وإن كان ثرد فلا تأكلوه. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا عمران بن عيينة، عن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نفخ في آدم الروح مار في رأسه فعطس. حدثنا موسى، حدثنا حماد، عن عاصم، عن أبي صالح عن أبى هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه قال: لو أن رجلا ندا الناس إلى عرق أو مرماتين لأجابوه وهم يتخلفون عن هذه الصلاة. حدثنا يوسف بن بهلول، حدثنا أبو إدريس، عن ابن إسحاق عن أصحابه قال المجذر بن ذياد: أنا الذى يقال أصلى من بلى أزللموت كإرزام المري
[ 84 ]
حدثنا عبيد الله، حدثنا حماد، عن أيوب، عن نافع: أن راعية لكعب عرضت لشاة منها فذبحتها بمروة فأمر النبي صلى الله عليه بأكلها. حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمر، حدثنى عمر بن عثمان بن سليمان، عن أبيه عن الشفاء، عن ليلى بنت أبى حثمة قالت: لما خرجنا إلى الحبشة انتهينا إلى الشعيبة فوجدنا سفينة قد جاءت من مور فتكاريناها إلى مور. حدثنا الربيع بن صالح، أخبرنا أبو زيد، حدثنا سليمان التيمى، عن نعيم بن أبى هند، عن ربعى، عن حذيفة: أنه ذكر فتنة تمور كما يمور البحر. حدثنا أبو الوليد، حدثنا أبو عوانة، عن عاصم، عن زر، عن أبى: أن رسول الله صلى الله عليه قال: لقيني جبريل عليه السلام عند أحجار المراء فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف.
[ 85 ]
قوله: أمر الدم بما شئت المحدثون يقولون في امر الدم ضروبا. الصواب منه امر الدم بجزم الميم. وخفض الراء. يقال: مريت الدم: استخرجته، وسيلته، ومريت الضرع إذا مسحته، واستتخرجت لبنه. وقال أبو زيد: ارفق بمرية ناقتك إذا مراها. ومريه إياها أن يمسح بيديه على ضرعها لتدر، والريح تمرى السحاب: تستخرج ماءه، والرجل يمرى الفرس: يحركه برجله ليستخرج ركضه. وقال ساعدة: يمرونهن إذا ما راعهم فزع تحت السنور بالأعقاب والجذم يمرونهن: يحركونهن ليركضن، والسنور: السلاح، والجذم: السياط، وقال زهير: يمرونها ساعة مريا بأسوقهم حتى إذا ما بدا للغارة النعم وقال آخر: تأمل خليلي هل ترى ضوء بارق يمان مرته ريح نجد ففترا مرته الصبا بالغور غور تهامة فلما ونت عنه بشعفين أمطرا
[ 86 ]
يمانية تمرى الرباب كأنه رئال نعام بيضه قد تكسرا قوله: أمر أمر ابن أبى كبشة يريد: كثر: أخبرني أبو نصر عن الأصمعى يقال: أمرته: كثرته، وأمروا فهم يأمرون إذا كثروا، ومثله ما أرى أمرك يأمر، وكذلك أمر الحى إذا كثروا، قال الله تعالى -: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها) فقرأت القراء هذا الحرف على أربعة أوجه: أمرنا وآمرنا يقول: أكثرنا، ويجوز أمرنا من طريق الأمر، وأمرنا جعلناهم أمراء. وأمرنا يجوز من عن طريق الإمارة. وأما قراءة العامة، أمرنا قرأ بها الحسن، ومجاهد، والأعرج، وأيوب، وابن كيير، وطلحة، والأعمش، وعاصم، وحمزة، ونافع وشيبة، وأبو جعفر. وعليها أكثر التفسير: أكثرنا. حدثنا عبد الله بن صالح، أخبرنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن
[ 87 ]
عباس قوله: أمرنا: أكثرنا. وكذا فسره الحسن وأبو العالية وعكرمة، وسعيد بن جبير، والضحاك وقتادة والسدى. وكان مجاهد، وسعيد يفسران هذه القراءة على أمروا بالطاعة فخالفوا إلى المعصية. أخبرني أبو عمر، عن الكسائي: أمرناهم بالطاعة ففسقوا، وتكون على تأويل الأمر. والعرب تقول: آمر علينا رجلا أي اجعله أميرا. أخبرنا سلمة عن الفراء: أمرنا بهمز الألف: أكثرنا. أخبرنا الأثرم عن أبى عبيدة أمرنا: أكثرنا بهمز الألف. القراءة الثانية بتشديد الميم: قرأ بها أبو عثمان وأبو العالية، وأبو رجاء وقتادة وابن أبى إسحاق. حدثنا خلف، عن الخفاف، عن عوف، عن أبى عثمان: أمرنا جعلناهم أمراء. أخبرنا أبو عمر، عن الكسائي: أمرنا: سلطنا.
[ 88 ]
والوجه الثالث آمرنا بمد الألف: قراءة الحسن وقتادة وابن أبى إسحاق. وأخبرنا أبو عمر، عن الكسائي: آمرنا - بالمد - أكثرنا. أخبرنا سلمة عن الفراء: آمرنا بالمد: أكثرنا. أخبرنا الأثرم عن أبى عبيدة مثله، من قولهم: قد أمر بنو فلان: أي كثروا فخرج على تقدير علم فلان ذلك وأعلمته أنا ذلك قال لبيد: إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا يوما يصيروا للقل والنفد آخر: كل بنى أم وإن أمروا يوما يصيرون إلى واحد والواحد الباقي كمن قد مضى ليس بمخلود ولا خالد والوجه الرابع: حدثنا خلف عن الخفاف، عن هارون عن أبي معلى، عن يحيى بن يعمر قرأ: أمرنا - بكسر الميم -. أخبرنا سلمة عن الفراء قال: لا أعرف معناه.
[ 89 ]
قوله مهرة مأمورة أخبرني أبو نصر عن الأصمعى في قوله مهرة مأمورة إنما الأصل مؤمرة لأنك تقول: آمرها الله أي أكثرها، ولكنه قال: مأمورة على لفظ مأبورة. قال الأصمعى: مأمورة مثل مسعود من أسعده الله ولا يقال: سعده، ومأمورة: رمى فيها بالأمر وهو النماء. أخبرنا الأثرم عن أبى عبيدة عن يونس، عن ابى عمرو في قوله مهرة مأمورة. قال: كثيرة الولد. حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا روح بن عبادة: العرب تقول: آمرت الرحم إذا كثر النتاج. أخبرنا عمر، عن أبيه، عن السلمى الأمرة من الإبل الكثيرة الولد. حدثنا عمرو، عن أبيه يقال: في وجه مالك ترى أمرته يعنى النماء والمال.
[ 90 ]
قوله وميرى أهلك الميرة: جلب الطعام، أخبرني أبو عمر عن الكسائي: الميرة: الاسم والفعل يمير ميرا. أخبرنا الأثرم عن أبى عبيدة: الميرة أن تأتيهم بطعامهم، مار يمير ميرا. أخبرني أبو نصر عن الأصمعى: ماره يميره ميرا إذا أتى بميرة، وما عنده خير ولا مير، وأنشدنا الأثرم: أتى قرية كانت كثيرا طعامها كرفغ التراب كل شئ يميرها أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعى: المئرة: العداوة والجمع مئر. قال: خليطان بينهما مئرة يبيتان في معدن ضيق قوله: آمروا النساء في أنفسهن: أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: وامرته موامرة: شاورته. وآمر فلان فلانا بخير وشر وأمر يأمر أمرا، والأمار: المؤامرة، قال:
[ 91 ]
تركوا الأمر والإمار وساروا كل من بان قصره أن يسيرا قوله ولا لذى مرة قوى. حدثنا أبراهيم بن عرعرة، حدثنا روح، عن عباد بن منصور: سألت الحسن عن ذى مرة قال: ذى قوة. أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعى يقال: إنه لذو مرة أي ذو رأى وإحكام أمر. قال أبو زيد: إن فلانا لذو مرة إذا كان قويا محتالا، والمرة والمنة والأزر: القوة. وأنشدنا عمر لتميم: إن ينقض الدهر من مرة لبلى فالدهر أرود بالأقوام ذو غير قوله ما صلى الضحى إلا مررة أخبرنا أبو نصر عن الأصمعى يقال: فعل ذلك مرة ومرات ومررا ومرارا. قوله خرج معهم المر هو دواء كالصبر والحضض. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعى قال: بقلة يقال لها المرارة، وهذه البقلة من أمرار البقل الواحد مر، والجمع أمرار. ويقال: ما أمر ولا أحلى يريد ما قال حلوة ولا مرة. وقد أمر في فمى الطعام وحلا يحلو.
[ 92 ]
أخبرنا سلمة عن الفراء يقال: كان الشئ حلوا فأمر ولا تقل مر. وقال أبو زيد أمر الطعام ومر قال الطرماح: لئن مر في كرمان ليلى لربما حلا بين تلى بابل فالمضيح قال زهير: وقد كنت من سلمى سنين ثمانيا على صير أمر ما يمر وما يحلو قوله صير أمر منتهاه، ويقال: طرفه، ما يمر: أمر الشئ يمر إمرارا، ومر يمر مرارة، وقال جميل: رعين المرار الجون من كل مذنب دميث جمادى كلها والمحرما قوله: فألقمها مرارة هنة دقيقة مستديرة فيها ماء أخضر هي لكل ذى روح إلا الجمل. قوله لتركبن منه مرارة الذقن: أظنه أراد لتحلفن منه على البت لا على علمكم فتركبوا في ذلك ما يمر في أفواهكم وألسنتكم التى بين أذقانكم.
[ 93 ]
قوله: ستحرصون على الإمارة وصاحب الإمارة أمير، والجمع أمراء. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعى يقال: مالك في الأمرة والإمارة خير. وأمر إذا صار أميرا ويقال: أمر إمارة إذا كان عليهم أميرا، ولك على أمرة مطاعة. أخبرنا عمرو، عن أبيه: أميرك جارك، وأمراؤك جيرانك، وهم الذين يستأمرهم ويستأمرونه. قال: إذا كان هادى الفتى في البلا د صدر القناة أطاع الأميرا وخاف العثار إذا ما مشى وخال السهولة وعثا وعورا أخبرنا سلمة عن الفراء قال: الإمارة: الولاية. قوله: يوم أمار أخبرني أبو نصر عن الأصمعى: الأمار: الوقت والعلامة، وأمر أمارة إذا صير علما. أخبرنا سلمة، عن الفراء يقال: أمارة بينى وبينك كذا مثل علامة. وقال أبو زيد: الأمارة والأمار: الوقت الذى يلقاك فيه صاحبك وأمرة نحو الأرم تجعل في الطريق.
[ 94 ]
أخبرني أبو نصر، عن الأصمعى: الأمرة والأمار: حجارة ينصبها الناس على الطريق المرتفع ليستدل به، الواحد، إرم ويقال: إرمى منسوب. وأنشدنا أبو نصر: وأخذ الموت بجنبى لحيتى وسبلاتى وبجنبي لمتى أصبح قوم يحفر وحفرتي يدعون بإسمى وتناسوا كنيتي بنو بنى وبنات لابنتي فسر ودادوساء شمتى إذ ردها بكيده فارتدت إلى أمار وأمار مدتي كان العجاج قال هذا في مرض كان مرضه. فلما برأ قال هذا. وقوله إذ ردها يعنى الله رد نفسه بكيده. والكيد من الله خلافه من الناس كما المكر منه خلافه من الناس. أخبرنا عمرو، عن أبيه قال: الآرام واحدها أرم يقال: ما بها أرم. وكذا فيما أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعى، يقال: ما بها طوئى أي إنسان.
[ 95 ]
وأنشدنا وبلدة ليس بها طوئى ولاخلا الجن بها إنسى يلقى وبئس الأنس الجنى قوله: إن كان مار مورا أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي مار يمور مورا إذا تردد وقطع في ذهابه ومجيئه. وقوله: ومار الروح في رأسه يقول: تردد وذهب وجاء، كما قال الله تعالى: (يوم تمور السماء مورا). حدثنا يحيى بن إسماعيل، وأبو بكر، عن أبى معاوية، عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد يوم تمور السماء مورا تدور دورا. حدثنا داود بن رشيد عن مروان، عن جويبر، عن الضحاك يوم تمور السماء مورا: هو تحركها. أخبرنا سلمة عن الفراء تمور مورا: تدور بما فيها.
[ 96 ]
أخبرنا الأثرم عن أبى عبيدة يوم تمور السماء: تكفأ. قال الأعشى: كأن مشيتها من بيت جارتها مور السحابة لا ريت ولا عجل قال أبو إسحاق: وقرأنا على أبى نصر مر السحابة. وقوله: لو دعى إلى عرق أو مرماتين كان الخليل يقول: المرماة ما بين ظلفى الشاة. ولا أحسب هذا معنى الحديث. ولكنه كما أخبرني أبو نصر عن الأصمعى قال: المرماة: سهم الهدف ويصدق هذا القو حديث حدثنى به عبيد الله بن عمر، عن معاذ، عن قتادة، عن الحسن، عن أبى رافع، عن أبي هريرة أن نبى الله صلى الله عليه قال: لو أن أحدكم إذا شهد الصلاة معى كان له عظم من شاة سمينة أو سهم لفعل. وقال أبو عمرو: مرماة ومرام وهى الدقاق من السهام المستوية والمشقص النصل الذى له عين يعنى حدا. حدثنا ابن نمير، عن أبيه، ومحمد بن بشر، قالا: حدثنا إسماعيل، عن قيس، قال سعد بن أبى وقاص: لو كان لأحدكم وادى مال، ثم مر على سبعة أسهم صنع لكلقته نفسه ان ينزل فيأخذها.
[ 97 ]
قال أبو إسحاق: وأظن صنع وهما وإنما أراد صيغة. حدثنا على بن مسلم، حدثنا عبد الصمد، حدثنا بكر بن حبيب، قال رجل للحجاج: والله لقد رميت بكذا وكذا سهما صيغة في عدوك. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعى يقال: رماه بأسهم صيغة: مستوية من عمل رجل واحد. وقوله: أرزم للموت كإرزام المرى أخبرني عمرو عن أبيه المرى: الناقة تحلب على غير ولد. قرئ على أبى نصر عن الأصمعى، قال: المرى: التى تحلب على غير ولد فتمرى بالأيدى وتمسح فتدر والمرئ. وأخبرني أبو نصر، عن الأصمعى: مجرى الطعام وهو المسترط والمبتلغ. أخبرني عمرو عن أبيه: المرى مجرى الطعام في الحلق. وأنشدنا:
[ 98 ]
ترد إلى المرى ودأيتيها صباب الماء بالفرث الرجيع وقال أبو زيد: مرى الرجل، وثلاثة أمرية، وهى المرو. قوله: فذبحتها بمروة أخبرني أبو نصر عن الأصمعى: المروة: الحجارة البيض البراقة. وأنشدنا: يدعن ترب الأرض مجنون الصيق والمرو ذو القداح مضبوح الفلق. وصف حمرا وردن ماء، وصف سرعتهن إليه فقال: يدعن تراب الأرض وقد جن مما ارتفع. والصيق: الغبار، ويدعن - أيضا - الحجارة وهى المرو التى تقدح النار مضبوحا مكسورا. قوله: من مور، إلى مور وقوله تمور كمور البحر. المور: الموج مار يمور مورا، وأحسب قوله: فتكاريناها إلى مور موضع سمى بمور الماء فيه. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعى قال: الإمر: ولد الضأن الصغير الرضيع. والأنثى إمرة. والعرب تقول للرجل - إذا قللوا ماله - (ماله) إمرة ولا إمر، والإمر: الضعيف من الرجال. وأنشد:
[ 99 ]
لست بذى ريثة إمر إذا قيد مستكرها أصحبا ويقال تعرف أمرته أي نماءه. أخبرنا عمرو، عن أبيه، عن العقيلى: الإمر والإمرة من السائمة: كلها قال:: إذا طلعت الشعرى سفرا. ولم تر في الأرض مطرا. فلا تغذ فيها إمرة ولا إمرا وأرسل الصفاحات أثرا. يبتغين في الأرض معمرا. قال الطائى: وأرسل العراضات أثرا.
[ 100 ]
أخبرني أبو نصر، عن الأصمعى يقال: إذا طلعت الشعرى سفرا، ولم تر فيها مطرا، فلا تغذون إمرة وإمرا، وأرسل العراضات أثرا، يبغينك معمرا. اخبرني أبو نصر عن الأصمعى يقال: مر يمره مرا سريعا إذا مضى عنك وخلفك، وأمر فلان فلانا إذا عالجه ليصرعه، ومازال يمر منذ اليوم أي يعالجه، وأمر الحبل: فتله، وأنشد: لا يأمنن قوى نقض مرته إنى أرى الدهر ذا نقض وإمرار قال العجاج: أمره يسرا فإن أعيا اليسر والتاث إلا مرة الشزر شزر ذكر العجاج عمر بن معمر حين وجه إلى الأزارقة فقال: إذا وقع في أمر أمره يسرا: فتله على جهة الفتل فإن التاث وأعيا الرأى على جهة اليسر فتله على غير الجهة على الشزر وهى العسراء. والمرة أحد أمزجة الجسد وهى الصفراء والسوداء والبلغم
[ 101 ]
آخرها. وقبلهن من الدم، وسلطان كل واحد منهن سبع عشرة سنة. والمرمر: الرخام قال: أو دمية في مرمر مرفوعة بنيت بآجر يشاد بقرمد وسمعت أبا نصر يقول: امرأة مرمارة أي مترجرحة. والمرمور الذى يترجرح، وأنشدنا: وقد أناغى حرة التحزير مرمارة مثل النقا المرمور أناغى: أكلم امرأة، حرة [ التحرير ]: عتيقة العتق والكرم، النقا: الرمل: المرمور: المترجرج. أخبرنا أبو نصر عن الأصمعى: المور: العجاج، وهو مادق من التراب، وإنها لذات مور وإنها لتثير علينا مورا. والطريق يسمى مورا وأنشدنا: بل بلدة مرهوبة العاثور تنازع الرياح سحج المور
[ 102 ]
العاثور يريد المهالك من بعدها وهولها، مرهوبة: ترهب، تنازع الرياح: تأخذ بعض المور - وهو ما دق من التراب - وتأخذ الرياح بعضا. أخبرني أبو نصر عن الأصمعى: امرأة مرء: إذا استبان حبلها أرأت. وقال غيره: ويقال: لذوات الحافر والسباع قد ألمعت فهى ملمع والملمع: التى أشرق ضرعها للحلب قال: أو ملمع وسقت لأحقب لاحه طرد الفحول وضربها وكدامها أخبرنا سلمة عن الفراء يقول: هذه المرآة مثل المرعاة في الوزن، وثلاث مراء مثل مراع، وهذه امرأة، ولا تقل مرأة - وهو جائز - وهذه المرأة، ولا تقل هذه الأمرأة، وامرأتان، وثلاث نسوة، ولا تقل: ثلاث امرآات، وهما امرأان صالحان، وهم قوم صالحون، ولا تقل: امرؤون صالحون. وهذا امرؤ. ولا تقل: مرء
[ 103 ]
- وهو جائز - فإذا أدخلوا الألف واللام اختاروا هذا المرء الصالح كما قال الله تعالى: (بين المرء وزوجه). أخبرني أبو نصر عن الأصمعى: المروراة الأرض المستوية البعيدة. قال أبو زبيد. من يرى العير لإبن أروى على ظه ر المرورى حداتهن عجال قوله: من يرى العير الإبل، لابن أروى: يريد الولد بن عقبة. وذلك حين أشخص إلى عثمان وادعى عليه أهل الكوفة أنه شرب الخمر فصلى بهم الغداة أربعا. والمريرة: النفس، قالت خنساء: مثل السنان تضئ الليل غرته مر المريرة حر لابن أحرار أخبرنا عمرو، عن أبيه: المرير: تمر وخبز يمرس في الماء. وأنشدنا
[ 104 ]
فلما أبى أن ينزع القود لحمة نزعنا المرير والمديد ليضمرا والأمر: المصارين. قال أبو زيد: المئرة: الدخل والجمع مئر، والدمنة والدمن، يقال: ماءرته مماءرة وشاحنته مشاحنة، وواحنته مواحنة، وقال غيره: أرى صدره يأرى مثل الوغر والكتيفة والضغينة، ومثله حشنة، وحسيكة وسخيمة وشحناء، وقال أبو عمرو: الضمد: الحقد. ويقال: امرأة الرجل وعرسه وزوجه وزوجته وحليلته وحنته وطلته، وجارته، ولعبته، وظعينته، وأم منزله وقرينته، وصاحبته وطروقته، ومزخته، وبيته. قوله عند أحجار المراء حدثنا يعقوب، حدثنا ابن مهدى، حدثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر: سألت مجاهدا عن أحجار المراء قال: قباء. والأمر: الحجارة، قال أبو زبيد: إن كان عثمان أمسى فوقه أمر كراقب العون فوق القنة الموفى
[ 105 ]
حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا جرير وأبو معاوية، عن الأعمش، عن عبد الله ابن سنان، قال ابن مسعود: تان كالمريان الإمساك في الحياة والتبذير عند الموت قال أبو معاوية الصواب تانك المريان وقال جرير في حديثه: تيان كالمريان هذا خطأ، القول قول أبى معاوية. حدثنا ابن نمير، حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن عبد الله بن مسعود تانك المريان الإمساك في الحياة، والتبذير عند الموت. قوله تأن كالمريان يعنى خصلتين مرتين لآتيهما مثل الصغريين والكبريين، والصواب أن يقولا: كالمريين، وقول ابن فضيل تانك المريان أحسن، لأنه جعل الكاف مع تانك ولم يصلها بالمريين، فيحتاج أن يخفضها بها. قال أبو إسحاق: وحرف يزاد في باب رم أخبرني أبو نصر عن الأصمعى يقال: رئمت الناقة ولدها ترأمه رأما إذا أحبته وعطفت.
[ 106 ]
عليه، وأرأمت الجرح إذا داويته حتى يبرأ فيلتئم، وقد رئم الجرح رأما إذا التأم - وأنشدنا: قد علم المختار إذ جد الجبى وبلغ الماء حلاقيم الزبى من الذى غيق تغييق الصبا ورئم الخسف الذى كان أبى
[ 107 ]
الحديث الثالث باب جل حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام، عن قتادة عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه: نهى عن لبن الشاة الجلالة حدثنا ابن نمير، حدثنا عبدة، عن أبى إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عمر: نهى النبي عليه السلام عن لحوم الجلالة:. حدثنا داود بن رشيد، حدثنا شعيب بن إسحاق، عن هشام، عن أبى الزبير، عن مجاهد: أن ابن عمر كره ركوب الجلالة.
[ 108 ]
حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن عبيد بن الحسن: سمعت ابن معقل، عن عبد الرحمن بن بشر، عن ناس من مزينة الطاهرة. أن أبجر، أو ابن أبجر سأل النبي صلى الله عليه قال لم تبق إلا حمرى. قال: أطعم أهلك من سمين مالك. فإنما كرهت لكم جوال القرية. حدثنا أبو بكر، حدثنا يحيى بن واضح، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم ابن عمر، عن سلمى بنت نصر، عن رجل من بنى مرة. قلت: يارسول الله إن جل مالى في الحمر قال: أليس ترعى الفلاة وتأكل الشجر قلت: بلى، قال: فأصب منها. حدثنا خالد بن خداش، حدثنا محمد بن يزيد، عن أبى بلج: رأيت لبى بن لبا سبق فرسا له فجلله بردا عدنيا.
[ 109 ]
حدثنا عفان، حدثنا جرير بن حازم، عن شيخ، حدثنى مولاى قرة بن دعموص: بعث رسول الله صلى الله عليه الضحاك بن سفيان ساعيا، فلما جاء قال: أتيت هلال بن عامر وأخذت جلة أموالهم فقال النبي صلى الله عليه التى تركت أحب إلى من التى أخذت. حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا معاذ عن ابن عون، عن محمد: أنه كره أن يجلى امرأته شيئا ثم [ لا ] يفى به حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا داود العطار، عن ابن خثيم، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه: خير أكحالكم الإثمد يجلو البصر وينبت الشعر. حدثنا دحيم، حدثنا محمد بن يوسف، عن عبد الرحمن بن سليمان، عن محمد ابن صالح، عن ابن المنكدر، عن جابر، عن رسول الله صلى الله عليه:
[ 110 ]
إن من إكرام جلال الله إكرام حامل القرآن حدثنا أبو الوليد، حدثنا زائدة [ عن زياد ] بن علاقة: سمعت المغيرة [ يقول ] قال رسول الله صلى الله عليه. الشمس والقمر آيتان من آيات الله، فإذا انكسف فصلوا وادعوا حتى ينجلى. حدثنا أزهر بن مروان، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا داود بن قيس، عن عبيد الله ابن مقسم، عن جابر قال رسول الله صلى الله عليه هل تزوجت قلت: نعم، امرأة قد تجالت. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن أنس:
[ 111 ]
قال رجل: يارسول الله، سببت امرأة فأزدفتها، فلما جالت الخيل هوت إلى عنقي لتصرعني فقتلتها. حدثنا عفان، حدثنا همام، عن قتادة، عن أبى العلاء، عن مطرف، عن عياض ابن حمار عن النبي صلى الله عليه قال: قال الله تعالى: خلقت عبادي خنفاء فأتتهم الشياطين فاجتالتهم. أخبرني سهل بن تمام، عن عمران القطان، عن قتادة، عن أبى نضرة، عن أبى سعيد قال: المهدى أجلى الجبهة. حدثنا هارون بن سفيان، حدثنا يعقوب بن محمد، حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنى محمد بن موسى عن عمارة بن عامر بن أبى اليسر، عن أبيه، عن أبى اليسر: لقيت العبا س يوم بدر فقال: أصاب القتل محمدا قلت: الله أعز له وأمنع قال: جلل ماعد محمدا.
[ 112 ]
حدثنا عثمان، حدثنا أبو أسامة، عن إسماعيل، عن أبى الضحاك حدثنا أبو جعفر، حدثنا على: اللهم جلل قتلة عثمان خزيا. حدثنا أبو هشام، حدثنا حفص، عن مسعر، عن الوليد بن أبى مالك، عن أبى عبيد الله، عن أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه: يستر المصلى مثل مؤخرة الرحل في مثل جلة الوطش. حدثنا عبيد الله بن عمر، عن بكر بن أبى شيخ، عن سالم، عن أبيه رفعة إلى النبي صلى الله عليه: لا تصحب الملائكة ركبا معهم، الجلجل. حدثنا خالد بن خداش، حدثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب: أن سالما أخبرة أن ابن عمر حدثه أن رسول الله صلى الله عليه قال بينما رجل يجر إزاره خيلاء خسف به الأرض فهو يتجلجل إلى يوم القيامة
[ 113 ]
حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج: قلت لعطاء: الصدقة في الجلجلان قال: نعم. حدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا معن، حدثنا العمرى، عن نافع، عن ابن عمر. كان يدهن عند إحرامه بدهن الجلجلان: حدثنا إبراهيم بن عرعرة، حدثنا بهلول، حدثنا موسى بن عبيدة، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن عائشة قالت: قال سعد بن معاذ لهم يوم قريظة: ما أعلم من جيل كان أخبث منكم وآثم. حدثنا أحمد بن أيوب عن إبراهيم، عن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن أشياخ من قومه: قدم سويد بن الصامت مكة فعرض النبي صلى الله عليه - عليه الإسلام قال: فلعله معي مثل الذى معك. قال: ما معك قال مجلة لقمان.
[ 114 ]
حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمر بن شبيبة، حدثتنا خديجة بنت ربيعة، عن خلدة بنت يزيد بن قنفذ: أنها شكت إلى عائشة جفوفا في عينها، فقالت: أميلى في عينك من كحل الجلاء. حدثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا: حدثنا حماد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه المدينة وهى وبيئة، فكان بلال إذا أخذته الحمى يقول: ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا عمر بن محمد، حدثنا الوليد البجلى، عن عبد بن عمير: قدم الحجاج الكوفة فصعد المنبر قال: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني قوله: نهى عن لبن الشاة الجلالة أخبرني أبو نصر، عن الأصمعى: الجلالة: الإبل التى تأكل العذرة. والبعر يسمى الجلة يقال: جل يجل إذا التقطه.
[ 115 ]
حدثنا عبيد الله، حدثنا يحيى بن سعيد عن جريج، قلت لعطاء: أليس يكرأكل الجلالة لأكل الخرء قال كذاك. قلت كيف بجلالة الغنم قال: كجلالة الإبل. قال أبو إسحاق: وإنما نهى عن ألبانها لأن آكله يجد فيه طعم ما أكلت. وكذلك في لحومها، ونهى عن ركوبها، لأنها تعرق فتوجد رائحته في عرقها، وراكبها لا يخلو أن يصيبه ذلك، أو يجد رائحته فإن تحفظ من ذلك جاز ركوبها ولم يجز شرب ألبانها. ولا أكل لحومها إلا أن يصنع بها ما يزيلها. حدثنا أبو نعيم، عن إسماعيل بن مهاجر: سمعت أبى، عن عبد الله بن باباه، عن عبد الله بن عمرو: أنه أذن فيها إذا علفت اربعين ليلة. حدثنا عبيد الله بن عمر، عن يحى، عن ابن جريج، عن عطاء في جلالة الغنم: إذا علفتها أياما فطاب بطونها فك ولم اسمع فيه بوقت معلوم. وأما جلالة الدجاج فإنه يوجد في لحمه وبيضه رائحة ما رعى فإن حبس عن رعيه طاب ومقدار ذلك فيما حدثنا عبيد الله عن مهدى، عن سفيان، عن عمرو بن ميمون، عن نافع، عن ابن عمر: كان إذا أراد ذبح دجاجة حبسها ثلاثة أيام.
[ 116 ]
قال أبو إسحاق: وما كان من الإبل لا يركب فيصيب راكبة عرقه أو يجد رائحته أو يؤكل فيوجد طعم ذلك فيه أو يشرب لبنه فيوجد طعمه فيه، وإنما ينقل عليه، فقد كان من عمر فيه شبيه بالإذن، فيما حدثنا عبيد الله، عن سفيان، عن عبيد الله بن أبى يزيد عن أبيه أن عمر قدم مكة فأخبر أن لمولى لعمرو إبلا جلالة فأرسل إليه أن تخرج من الحرم. فقال: إنا نحتطب عليها. فقال عمر: لا تحج عليها ولا تعتمر فكأنه رخص في الحمل عليها وكره ركوبها. قوله: كرهت لكم جوال القرية يعنى التى تجول في القرية تذهب وتجئ لأكل العذرة. وقوله: جل مالى في الحمر يقول: أكثره وأعظمه، وأخذت جل ماله أي معظمه، قال الحطيئة: وإن قال مولاهم على جل حادث من الدهر ردوا فضل أحلامكم ردوا
[ 117 ]
قوله: فجلله بردا أي: ألبسه إياه، وجعله جلالة قال أبو زبيد: وأبصرة ركب يروح عشية فقالوا: أبعل مائل الجل أشقر قوله: أخذت جلة أموالهم الجلة: العظام من الإبل وجل كل شئ: عظمه، يقال: ماله دق ولا جل. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعى يقال: جل الرجل يجل إذا ضخم. أخبرنا عمر، عن أبيه، يقال: رأيت أرضا حملت دق المال وجلة يعنى الشاء والإبل. قوله يجلى امرأته أخبرني أبو نصر، عن الأصمعى يقال: جلوت العروس أجلوها جلاء ممدود، وجلاها زوجها وصيفا إذا أعطاها، ويقال: ما جلوتها قال كذا.
[ 118 ]
أخبرنا أبو سلمة، عن الفراء يقال: جلوت العروس جلوة، وجلوت السيف جلاء. قال الأخطل: عذراء لم يجتل الخطاب بهجتها حتى اجتلاها عبادي بدينار وصف خمرا فقال: لم يجتل الخطاب، المشترون. بهجتها: حسنها حتى اشتراها العبادي. وقال: فلما جلاها بالإيام تحيزت ثبات عليها ذلها واكتئابها وصف مشتار عسل جاء إلى كوارة نحل فدخن عليها ليخرج فيأخذ العسل قال: فلما جلاها: أخرجها بإلإيام: الدخان. تحيزت: تفرقت. ثبات: جمع ثبة. وهى قطعة من القوم من قول الله - تعالى - (فانفروا ثبات أو انفروا جميعا). قوله عليها ذلها: ذلت لما أخرجها الدخان واكتأبت: حزنت يعنى النحل قوله: تجلو البصر أخبرني أبو نصر عن الأصمعى يقال: جلوت بصرى بالكحل جلوا، وجلوت السيف جلاء ممدود، ومنه
[ 119 ]
قول النبي: تخرج الدابة معها عصا موسى تجلو بها وجه المؤمن. قال الهذلى: وأكحلك بالصاب أو بالجلا ففقح لذلك أو غمص قوله: فقح: افتح عينك. ويقال: جلى الله الصبح. قال: كالصبح جلاالمجلى فانجلى وقوله: من إكرام جلال الله يقال: جل في عينى صار جليل، وأجللته رأيهم جليلا. وقوله: فصلو حتى تنجلي أخبرني أبو نصر، عن الأصمعى.
[ 120 ]
يقال: انجلى القمر انجلاء. وجلوت عنى همى جلوا إذا أذهبته وأجليت العمامة عن رأسي: رفعتها مع طيها عن جبيني، وانجلى الظلام: انكشف. قال: بأطيب من فيها إذا جئت طارقا ولم يتبين ساطع الافق المجلى وقال آخر: ألا أيها الليل الطويل ألا انجل بصبح وما الإصباح منك بأمثل وقوله: امرأة قد تجالت أي أسنت. أخبرني أبو نصر عن الأصمعى، يقال: مشيخة جلة أي مسان. الواحد جليل، ومنه ناقة قد جلت. أخبرنا عمر عن أبيه الجلة: المسان. وأنشدنا: قد كنت راعى أبكار منعمة فاليوم أصبحت أرعى جلة شرفا قوله: فلما جالت الخيل جالوا في الحرب جولة، وفى الطوفان جولانا، وجولت في الأرض تجويلا.
[ 121 ]
حدثنا أبو ظفر، حدثنا جعفر، عن على بن زيد: أن الحجاج قال لأنس جوال في الفتنة مرة مع ابن الأشعث ومرة مع ابن الزبير. والمجول: درع المرأة الخفيف الذى تجول فيه، قال جوية الهجيمى: وعلى سابغة كأن قتيرها حدق الأساور لونها كالمجول قوله فاجتالتهم إذا ترك قوم القصد أي: جالوا معهم في الضلالة. والوجل: الخوف. وجلت أوجل وجلا وهو يبجل. وهو وجل وأوجل. قال: لعمرك ما أدرى وإنى الأوجل على أينا تعدو المنية أول قوله: أجلى الجبهة أخبرني أبو نصر عن الأصمعى قال: الجلا: إذا خف مابين النزعتين من الشعر، رجل أجلى وامرأة
[ 122 ]
جلواء. وجلى يجلى جلا. وهو الجلح. قال العجاج: وهل يرد ما خلا تخبيرى مع الجلا ولائج القتير وهو الشيب. قوله: جلل ما عدا محمدا أخبرني أبو نصر عن الأصمعى، يقال: ذلك أمر جلل في جنب هذا الأمر أي: صغير يسير. والجلل: العظيم، وأمر جليل أي عظيم. وأخبرت عن أبى عبيدة: الجلل الهين، والجلل العظيم قال أبو عمرو: الجلل: الصغير، والجلل: العظيم، أنكره. وقال الخليل: العظيم، قال: فلئن عفوت أعفون جللا ولئن سطوت لأوهنن عظمي وهذا يرد قول أبى عمرو. وأنشدنا ابن عائشة في جلل: الصغير قال: يقول جزء ولم يقل جللا أني تزوجت ناعما جذلا
[ 123 ]
وقال الأغلب: وكل ما فات سوى جارى جلل وأنشدنا عمر عن أبيه: وما بابن آدم من قوة ترد القضاء ولا من حول وكل بلاء أصاب الفتى إذا النار نحى عنها جلل وأمر جلى أي واضح، واجل لنا هذا الأمر: أوضحه قال زهير: فإن الحق مقطعه ثلات يمين أو نفار أو جلاء وأقام عندنا فلان جلاء يوم، أي بياض يوم، قال: مالى إن أقصيتنى من مقعد ولا بهذا الأمر من تجلد
[ 124 ]
إلا جلاء اليوم أو ضحى الغد قوله: جلل قتلة عثمان خزيا: أي غطهم به وألبسهم إياه كما يتجلل الرجل بالثوب. أخبرني أبو نصر عن الأصمعى يقال: أتانا مطر مجلل: الذى لم يدع شيئا إلا جلل عليه. قوله: جلة السوط يعنى دقته. وقوله رفقة فيها جلجل: كل شئ علق في عنق دابة أو رجل صبى يصوت فهو جلجل. أخبرني أبو نصر قال: يقال: من يعلق الجلجل في عنقه. أي من يقول بالأمر ويتقلده. وأنشدنا: يرعد أن يوعد قلب الأعزل إلا امرأ يعقد خيط الجلجل والجلجلة: تحريك الجلجل. وكذلك صوت الرعد.
[ 125 ]
أخبرنا أبو نصر عن الأصمعى قال: الجلجلة: سحاب كثير الصوت، متواتر، يقال: قد تجلجل، وغيث جلجال، والهزج مثله، وسحاب هزج، وغيت هزج. أخبرنا عمرو عن أبيه يقال: جلجل أي حرك. وقرئ على ابى نصر، عن الأصمعى قال: الجمل المجلجل: الذى ليس به عيب. وقوله: فهو يتجلجل في الأرض هو السوؤخ. أخبرني عمرو عن أبيه يقال: علق الضب جلجلة في جحره وهو اضطرابه. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعى قال: الجلجلة قد تجلجل وهو الذها ب بالشئ والمجرء به. جلجلته الريج: ذهبت به وجاءت وأنشدنا: بساهكات دقق وجلجال قال أبو نخيلة: كيف ترى حجرا أبيح باطله جلجله مهاجر ونائله
[ 126 ]
يعنى رجلين هدماه. وهو حصن من حصون اليمامة، أي أخرباه. قوله: يدهن بدهن الجلجلان وهى الكزبرة. وروى عمرو، عن أبيه قال: إبل مجلجلة أي مجموعة. وأنشد: وأبا كدام بعد أعطينا به مائة مجلجلة مع المأمون قوله: ما أعلم من جيل أخبث منكم قال: الجيل كل صنف من الناس. قوله: معى مجلة لقمان: أخبرني أبو نصر، عن الأصمعى: المجلة: صحيفة يكتب فيها، وقال النابغة: مجلتهم ذات الإله ودينهم قويم فما يرجون غير العواقب ويروى: محلتهم بالحاء يريد بيت المقدس والشام وهى منازل الأنبياء. معنى يرجون: يخافون. أخبرنا عمرو، عن أبيه، عن أبى الخرقاء قال: الجول من الإبل الخيار، وأنشد:
[ 127 ]
لعمرك إنى يوم أعطى وليدة وخمسين جولا باليمين من المهر وقال الطائى: رأيت جول نعام وجول إبل، وجول غنم يعنى قطيعا منه. وقال أبو نصر: آجال: أقاطيع بقر أو ظباء، قال: فوق ديمومة تخيل بالسفر قفار إلا من الآجال ذكر أنه سار في ديمومة تخيل بالسفر: يرونها مرة على حلقة ومرة أخرى من بعدها وهى قفز إلا من الآجال: أقاطيع بقر. وقال ابن الأعرابي: الإجل والصوار والربرب من البقر يعنى الجماعة منه. والأمعور من الظباء، والخيط من النعام، والعانة من الحمر. أخبرنا عمرو، عن أبيه قال: الجول من الإبل ثلاثون وأربعون وأنشدنا:
[ 128 ]
أصبح جيرانك بعد خفض قد قربوا للبين والتمضي جول مخاض كالردى المنقض يهدى السلام بعضهم لبعض وقال أبو زيد: أخذ فلان جوال ماله: نقايته وخياره. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعى، يقال: جلا من بلد إلى بلد جلاء ممدود. وجل يجل جلولا في معنى واحد، إذا خرج من بلد إلى بلد. قال الأصمعى: أجلوا: انكشفوا، وأنشد: كأنما نجومها إذ ولت عفر وثيران الصريم جلت أي ذهبت. أخبرنا سلمة، عن الفراء، يقال: أجليت عن بلاده، وجلاهم الجلاء فأجلوا. والجلاء ممدود مفتوح. أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي يقال: استعمل فلان على الجالية والجالة. وتجلله: خذ جلاله. يعنى الجالة الذين جلوا ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء منه.
[ 129 ]
أخبرنا أبو نصر عن الأصمعى، يقال: جلا يجلى تجلية، وهو الطائر إذا نظر. قال: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني يعنى المعروف المكشوف ويقال: بل اسم أبيه جلا الليثى. أخبرنا عمرو، عن أبيه: أجلت الشئ: جنيته وهو يأجل أي يجنى. قال أطيط: وهم تعنانى وأنت أجلته فعنى الندامى والغريرية الصهبا أخبرني أبو نصر، عن الأصمعى يقال: فعلت ذلك لجللك وجلالك، أي لعظمتك في صدري، والجلى: الأمر العظيم، قال: حتى أردت بى الجلى فأدركني ما يدرك الناس من خوف ابن مروان أخبرنا سلمة، عن الفراء، يقال: أجلوا عن قتيل: انكشفوا عنه. وقال الكسائي: السماء جلواء أي: مصحية. أخبرنا عمرو، عن أبيه: جل بيت فلان أي حيث ضرب وبنى، والفسطاط مثله قال:
[ 130 ]
وأبقين جلا من مغانى رسومها وأبقين تحسب الناظر المتعرف أخبرني أبو نصر عن الأصمعى: الجال: عرض الجبل والبئر والقبر وقال بعضهم الجول. قال: حدرناه بالأثواب في قعر هوة [ شديد ] على ما ضم في اللحد جولها. يعنى بجولها القبر. وقال أبو زيد: جال الركية: جولها، وأجوال. قال أبو عبيدة: الخيأل: الضبع. وأنشد: وجاءت جيأل وأبو بنيها أحم المأقيين، له خماع يعنى بخماع: أعرج. وقاما ينئيان الترب عنى وما أنا - ويب غيرك - والسباع
[ 131 ]
باب لج حدثنا مسدد، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة: أن سفينة حدث عن ام سلمة: أنه كان عامة وصية رسول الله صلى الله عليه: الصلاة وما ملكت أيمانكم حتى جعل يلجلجها وما يفيض بها لسانه. حدثنا عمرو بن مرزوق، حدثنا شعبة، عن سعيد بن إبراهيم، عن أبيه، بلغ عليا: أن طلحة يقول: بايعث واللج على قفاى حدثنا محمد بن عبد الملك، حدثنا أبو اليمان، عن شعيب، عن الزهري، حدثنى عمرو بن شعيب ان عبد الله بن عمرو قال: جلس رهط قريبا من باب حجرة النبي صلى الله عليه فتجادلوا ولج بهم المراء. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا يحيى بن بريدة، عن أبيه، عن أبى بردة، عن أبى موسى قال:
[ 132 ]
لما قدموا من الحبشة فكانوا في لجة البحر سمعوا صوتا فذكر من عطش نفسة ماء. حدثنا هارون بن معروف، حدثنا وهب، أخبرني حيوة، سمع يزيد بن خمير، عن عقبة بن مسلم، عن شيخ: سمعنا كعبا يقول: من دخل في ديوان المسلمين ثم تلجأ منهم فقد خرج من قبة الإسلام. حدثنا أحمد بن حجاج، حدثنا ابن المبارك، أخبرنا معمر، عن إسحاق بن راشد، عن عمرو بن وابصة، عن أبيه قال: إنى لبالكوفة في دارى إذ سمعت على باب دارى سلام عليكم ألج فقلت: وعليك السلام فلج. فدخل ابن مسعود. حدثنا يحيى بن معين، حدثنا يحيى بن صالح، حدثنى معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبى كثير، عن عكرمة، عن أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه:
[ 133 ]
من استلجج في أهله بيمين فهو أعظم إنما ليس تغنى الكفارة. حدثنا محمد بن سهل، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام، سمعت أبا هريرة يقول: قال أبو القاسم - صلى الله عليه - إذا استلجج أحدكم باليمين في أهله فإنه آثم له عند الله من الكفارة التى أمره بها. أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعى: اللجلاج الذى يردد الكلمة فلا يخرجها من ثقل لسانه. قال: فلم تلفنى فها ولم تلف حجتى ملجلجة ابغى لها من يقيمها
[ 134 ]
وقال آخر: يلجلج مضغة فيها أنيض أصلت فهى تحت الكشح داء قوله: واللج على قفاي هو اسم من أسماء السيف، يسمى المخذم، والعاصب، والمصمم، والمنصل، والهذام: القاطع، والمهو: الرقيق والمخضل: القطاع، والمطبق: الذى يصيب المفاصل. قوله: ولج بهم المراء لج يلج لجاجا، وهو التمادي. قال الشماخ: ألا لا تذكره على النأي إنه متى ما تذكره على النأي يلجج قوله: فكانوا في لجة البحر لجته: حيث لا يرى طرفاه قال الله - تعالى (في بحر لجى).
[ 135 ]
أخبرنا الأثرم، عن أبى عبيدة بحر لجى مضاف إلى اللجة وهى معظم البحر. أخبرنا سلمة، عن الفراء بحر لجى ولجى. بكسر اللام وضمها. وأنشدنا أبو نصر: ومخدر الأبصار أخدرى لج كأن ثنية مثنى وصف الليل، فقال مخدر أراد ليلا مظلما، أخدرى: من الخدر، يقال: عقاب خدارية أي: سوداء. ولج يعني الليل كأنه لجة من ظلمته قد ثنى: صاله طريقتان. قوله: من تلجأ منهم يقول صار إلى غيرهم، لجأ فلان إلى فلان لجأ وملجأ. قوله: أ ألج والولوج: الدخول، ولج يلج. أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعى الولجة: موضع من الرمل يضيق ثم ينفتح.
[ 136 ]
أخبرنا عمرو، عن أبيه: الوالجة: الدبيلة، يقال: هو مولوج، قال الأحمر بن شجاع: كأن هادية مما تفتجه إذا تكلم في الإدلاج مولوج قال أبو زيد ألج القوم إلجاجا إذا ارتفعت أصواتهم، والاسهم اللجة، وسمعت أبا نصر قال: اللجة: اختلاط الصوت. وأنشدنا: تدافع الشيب ولم تقتل في لجة أمسك فلانا عن فل تدافع الشيب ولم تقتل وصف إبلا عطاشا وردت حوضا، يشبه إزدحامها على الماء بتدافع شيوخ وهم الشيب ولم تقتل من القتال. والأصل تقتتل يقول: ولم يبلغوا القتال إنما كان تدافع. يقول: فهده الإبل استقلت بشرب الماء من عطشها، فسمعت أصوات هذه الإبل كأصوات شيوخ تقول: أمسك فلانا عن فل، وجعلهم شيوخا لأن الشباب فيهم تسرع. واللجة: اختلاط الصوت.
[ 137 ]
وقال أبو زيد: أهل الحجاز يقولون: لا توجل، وتميم، وقيس لا تيجل إذا لم يستيقنوا الخبر، قال الله: (إنا منكم وجلون). أخبرنا الأثرم عن أبى عبيدة وجلون حائفون (قالوا لا توجل). ويقال: لا تيجل ولا تاجل بغيره مز. ولا تأجل بهمز يجتلبون فيها الهمزة. وكذلك ماكان من جنس وجل يوجل ووحل يوحل، ووسخ يوسخ. أخبرنا أبو عمر عن الكستائى وجلون ولو قال: واجلون على وجه الفعل كان صوابا. وقوله: إذا استلجج أحدكم من اللجاج وهو تكرير اليمين وتوكيدها والإقامة عليها كما قال حجية بن مضرب: لججنا ولجت هذه في التجنب بشد اللثام دوننا والتنقب
[ 138 ]
فقد لججنا في هواك لججا وأنشد ابن الأعرابي لرجل من طيئ: قالت بعيش أخى ونعمة والدى لأنبهن الحى إن لم تخرج فخرجت خيفة قولها فتبسمت فعلمت أن يمينها لم تلجج فلثمت فاها قابضا بقرونها شرب الحمى ببرد ماء الحشرج يقول: فإذا كانت يمينه على لجاج وتأكيد وغير استثناء فعليه إثم عظيم. وليس تغنى الكفارة عنه من الإثم الذى أصابه. وإنما الكفارة على الذى على غير تأكيد ولا لجاج، ويندم قيفعل ويكفر. وكذلك حديث معمر هي آثم له عند الله من الكفارة التى أمره بها. ألا ترى قوله: فعلمت أن يمينها لم تلجج يقول: لم تخرج على تأكيد وعقد ولجاج، وإنما حلفت على جهة اللغو والمزح. أخبرني أبو نصرعن الأصمعى قال: اللجوج: الريح تكون في كل زمان. وأكثر ما تكون إذا ولى القيظ، والريح اللجوج: الدائمة الهبوب. والريح الجيلان التى تجيل الحصى وتديره. وقال.
[ 139 ]
وما العفو إلا لامرئ ذى حفيظة متى تعف عن ذنب امرئ السوء يلجج وقال الفراء: وقعوا في ايتلاج أي اختلاط. قال أبو زيد: ارتثأ عليهم أمرهم أي اختلط وقال الأصمعى: ارتجن أمرهم. ويقال: غيق في رأية إذا اختلط وذهب في أمره. وروى عمرو، عن ابيه قال: المستجال: الذاهب العقل. قال أمية ابن عائذ الهذلى: فصاح بتعشيره وانتحى جوائلها أو هو كالمستجال وصف حمار معه أتن فصاح بتعشيره: ردده عشرا وكذا يفعل كثيرا.
[ 140 ]
قال: لعمري [ لئن ] عشرت من خيفة الردى نهيق الحمار إننى لجزوع وانتحى: اعتمد، جوائلها: ما جال منها فلم يعلق فهو كالمستجال من الهياج والغيرة كالذاهب العقل
[ 141 ]
الحديث الرابع باب شعر حدثنا على، أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أبى حسان، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشعر هدية. حدثنا مسدد، حدثنا حماد، عن محمد، عن أم عطية: أن رسول الله صلى الله عليه حين غسلن ابنته ألقى إليهن حقوة فقال: أشعرنها [ إياه ]. حدثنا موسى ومحمد بن عبد الله الخزاعى قالا: حدثنا حماد، عن أبى إسحاق، عن حصين بن عبد الرحمن بن ثابت، عن عباد بن بشر أن رسول الله صلى الله عليه قال: يا معشر الأنصار أنتم الشعار. والناس الدثار. حدثنا محمد بن الصباح أخبرنا الوليد، عن الأوزاعي، عن مكحول:
[ 142 ]
اختصم في قتيل أشعره أحدهم وأجاز عليه الآخر أن سلبة لمن أشعره. حدثنا يوسف بن بهلول، حدثنا ابن إدريس، عن ابن إسحاق: قتل عاصم بن ثابت مسافعا وأخاه كليهما يشعره سهمه فيأتى أمه حتى يضع رأسه في حجرها. حدثنا تميم بن المنتصر، حدثنا إسحاق بن يوسف، عن شريك، عن ليث، عن المنهال، عن سويد الرؤاسى: أتيت عمر فدخل عليه رجل أشعر أحمر عليه ظهران فإذا هو أبو ذر. حدثنا سليمان بن داود، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري عن أبى بكر بن عبد الرحمن، عن مروان، عن عبد الله بن الأسود، عن ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه: إن من الشعر حكما.
[ 143 ]
حدثنا عفان، حدثنا شعبة، عن أبى إسحاق، عن البراء: رأيت النبي صلى الله عليه يضرب شعره شحمة أذنيه. حدثنا هدبة، حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس، عن مالك بن صعصعة: أن نبى الله صلى الله عليه حدثهم عن ليلة أسرى به، قال: أتانى آت فشق من هذه إلى هذا، فقلت للجارود ما يعنى قال: من ثغرة نحره إلى شعرته. حدثنا أبو بكر، حدثنا على بن مسهر، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان ابن سعد، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي صلى الله عليه: شعار المؤمنين على الصراط اللهم سلم سلم. حدثنا عبيد الله، حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا سلمة بن علقمة، عن محمد أن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه يكره الصلاة في شعرنا.
[ 144 ]
حدثنا أبو بكر، حدثنا وكيع، عن موسى بن عبيد، عن محمد بن كعب قال رسول الله صلى الله عليه. ليت شعرى، ما فعل أبواي فنزلت (ولا تسأل عن أصحاب الجحيم). حدثنا يوسف بن بهلول، حدثنا ابن إدريس، عن ابن إسحاق: أن أبى بن خلف أدرك النبي صلى الله عليه يوم أحد، فقال: لا نجوت إن نجوت فأخذ النبي الحربة فانتفض بها انتفاضة تطايرنا عنه تطاير الشعراء عن ظهر البعير إذا انتفض. حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن عبد الله بن صفوان، عن يزيد بن شيبان: أتانا ابن مربع ونحن وقوف خلف الموقف فقال: إنى رسول رسول الله صلى الله عليه إليكم، يقول: كونوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث إبراهيم. حدثنا عقبة، حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، أخبرني عطاء:
[ 145 ]
عن أم سلمة أنها جعلت شعائر ذهب في رقبتها فدخل النبي صلى الله عليه فأعرض. عنها قوله: أشعر هدية أخبرنا الأثرم عن أبى عبيدة: يشعرها بجديدة: يطعنها في سنامها من جانبها الأيمن حتى يخرج الدم. شعائر الهدى: واحدها شعيرة ما أشعر لموقف أو منحر أو مشعر أي أعلم. أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي قال: الإشعار أن تطعن البدنة حتى يسيل دمها، وأشعرة سنانا أي ألزقه، والإشعار: إلزاقك الشئ بالشئ. قال: نقتلهم جيلا فجيلا تراهم شعائر قربان بهم يتقرب قوله: أشعرنها إياه: أي أجعلنه شعار يلى جلده أي نشفنها به.
[ 146 ]
قوله: أنتم الشعار: الشعار الثوب يلزقه الرجل بجلده، يقول: أنتم في القرب منى بمنزلة الشعار من الرجل. والناس دثار والدثار ما لبسه فوق الشعار أي فانتم أقرب منهم. قوله: في قتيل اشعره وقوله يشعر كل واحد سهما أي يخالط به قلبه، يقال: أشعر فلان قلبى هما اي ألبسه، جعله شعار القلب. قوله: فدخل رجل أشعر يقول: كثير شعر الجسد. قال أبو زيد: شعر الجنين تشعيرا وهو مشعر إذا نبت شعره في بطن أمه لنصف الحمل، وأشعر الخف إشعارا وهو مشعر. قوله: من الشعر حكمة الشعر: القريض لأن الشاعر يفطن لما لا يفطن له غيره. شعرت: فطنت، أشعر شعرا. وشعر شاعر أي مشعور به. فجاز ان يقال: شاعر كقولك طريق سالك أي مسلوك. وقال أبو زيد: شعر الرجل يشعر شعرا، وهو شاعر. وقال الخليل: جمع شعر أشعار. ويجوز شعور كما قال الكميت: يزين شعوري ما قلت فيك إذا زان شعر المقص النسب
[ 147 ]
قوله: يضرب شعره شحمة أذنيه يقال: رجل شعرانى: طويل شعر الرأس. وأشعر: كثير شعر الجسد. والشعر ما ليس بصوف ولا وبر قال الله تعالى: (وجعل لكم من جلود الأنعام - يعنى الإبل والبقر والغنم - بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها) يقول أصواف الضأن واوبار الإبل وأشعار المعز، والجمع شعور وأشعار. وأنشدنا أبو نصر: ألم تروا إذ حلقوا الأشعارا. وقال رسول الله صلى الله عليه: إذا أشعر الجنين أي نبت شعره. حدثنى محمد بن عبد الملك، حدثنا الحميدى، عن سفيان، عن أبان بن تغلب: قال: إنما هو إذا شعر بغير ألف. قوله: فشق من ثغرة، نحره إلى شعرته: وهو منبت الشعر من عانته.
[ 148 ]
أخبرنا أبو نصر عن الأصمعى قال: الأشعران ما يلي الشفرين من الشعر، والأشعر ما حول الحافر من الشعر، وقال أبو عمرو: الأشاعر: أطراف حياء الناقة - كأنه أطر الأصابع قال: عجوز همة لا خير فيها مخرمة الأشاعر بالمداري قوله شعار المؤمنين على الصراط يعنى قولهم الذى هو علامة بينهم يعرف أن قائله مؤمن، ومثله: إن بيتوكم فإن شعاركم حم لا ينصرون. هذه علامة بين اهل السفر إذا نادوا بها اجتمعوا فنزلوا أو رحلوا، وجعل النبي عليه السلام شعار المهاجرين يا بنى عبد الرحمن، وشعار الخزرج يا بنى عبد الله، وشعار الأوس يا بني عبيد الله:.
[ 149 ]
وكان للنبى صلى الله عليه شعار في بعض مغازيه يا منصور أمت، وفى يوم آخر: ياكل خير، وكان شعاره يوم احد يا اصحاب سورة البقرة وحم لا ينصرون. وأمت أمت. وكان شعار ابى بكر وخالد بن الوليد أمت امت. وشعار مصعب والمهلب حم لا ينصرون. قال الطرماح إذا دعا بشعار الأزد نفرهم كما ينفر صوت الذئب بالنقد النقد: الغنم فأقحم الباء في النقد كما قال - تعالى - تنبت بالدهن: يريد تنبت الدهن يعنى الزيت. قوله: لا يصلى في شعرنا هو ما استشعرناه من الثياب. وذلك أن المراة ربما أصاب ثوبها من دم الحيض فيعقله. قوله: ليت شعرى ما فعل أبواي: يقول: ليت علمي. وما يشعرك: ما يدريك.
[ 150 ]
قال أبو زيد: شعرت به أشعر شعورا. وقال بعضهم: شعرا ولم يعرفوا شعرة. قوله: تطاير الشعراء: ذباب الكلب أزرق، والشعراء: ذباب الدواب، قال تذب ضيفا من الشعراء منزله منها لبان وأقراب زهاليل قوله: كونوا على مشاعركم مشاعر الحج: علاماته، الواحد: مشعر، موضع المنسك. قوله: شعائر ذهب أظنه ضربا من الحلى. وسمعت ابن الأعرابي يقول: الشعار من الشجر: ما التف، جبل أشعر، ورملة شعراء، وقال غيره: الشعارير: صغار القثاء، الواحدة شعرورة وأظنها كلمة مولدة، والمعروف من كلامهم لصغار القثاء
[ 151 ]
الجراء، والشعراء: الخوخ، الواحد والجميع سواء، والشعير، حب يؤكل، والشعيرة نصل السكين، والشعرى: كوكب يتلو الجوزاء وهى الشعرى العبور، وبحيالها الشعرى الغميصاء. قال أبو إسحاق: الغميصاء لا تقطع السماء، والعبور تقطع السماء.
[ 152 ]
باب عشر حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا هشيم، أخبرنا يونس، عن سعيد، عن ابن عباس، قال: توفى النبي وأنا ابن عشر سنين. حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا وهيب، عن أيوب، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن ابن عباس: قدم النبي صلى الله عليه المدينة فوجدهم يصومون يوما، فقال: ماهذا قالوا: يوم نجى الله موسى وغرق فرعون. قال: أنا أولى بموسى فصامه. حدثنا أبو بكر، حدثنا حفص بن غيات، عن الأعمش، عن أبى الضحى، عن مسروق، عن عبد الله قال: لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا رجل. حدثنا أبو الوليد، حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن عثمان ابن أبى العاص
[ 153 ]
أن النبي صلى الله عليه قال لوفد ثقيف: لا تحشروا ولا تعشروا. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا أبو أحمد، عن إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن رجل، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد: سمعت النبي صلى الله عليه يقول: يا معشر العرب آحمدوا الله إذ رفع عنكم العشور. حدثنا مسدد، حدثنا أبو الأحوص، عن حرب بن عبيد الله، عن جده أبي أمه، عن ابيه عن النبي صلى الله عليه: ليس على المسلمين عشور إنما العشور على اليهود والنصارى. حدثنا زهير بن حرب، حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي
[ 154 ]
حبيب، عن عبد الرحمن بن حسان، عن مخيس بن ظبيان، عن مالك بن عتاهية: سمعت النبي صلى الله عليه يقول: إن لقيتم عاشرا فاقتلوه. حدثنا مسدد، حدثنا عبد العزيز العمى، عن منصور، عن ذر، عن وائل بن مهانة عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه قال للنساء: تصدقن فإنكن أكثر أهل النار: لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير. حدثنا يوسف بن بهلول، حدثنا ابن إدريس، عن ابن إسحاق، حدثنى عبد الله بن سهل، عن جابر إن مرحبا بارزه محمد بن مسلمة فدخلت بينهما شجرة من شجر العشر فطفق كل واحد يلوذ بها من صاحبه. حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا يونس بن بكير، عن هشام، عن أبيه عن عائشة قالت:
[ 155 ]
كانت المدينة وبيئة وكانوا يقولون: إذا قدم الرجل أرضا وبيئة وضع يده خلف أذنه ونهق مثل الحمار [ عشر ] لم يصبه وبؤها. قوله: وأنا ابن عشر سنين العشر عدد يذكر مؤنثه ويؤنث مذكره. تقول: عشر نسوة وعشرة رجال. فإذا زدت على العشر شيئا ذكرت المذكر وأنثت المؤنث. فقلت: أحد عشر رجلا وإحدى عشرة امرأة، وكذلك ما زاد. قوله: فوجدهم يصومون يوما وهو اليوم العاشر من المحرم ذهب قوم إلى أنه التاسع، وذلك أن العرب تنقص واحدا من العدد فيقولون: وردت الأبل عشرا إذا وردت يوم التاسع، ووردت تسعا إذا وردت يوم الثامن، وفلان يحم ربعا إذا حم يوم الثالث.
[ 156 ]
قوله: ما عاشرة منا أحد: يقول لو أدرك أسناننا: لو كان في السن مثلنا ما بلغ أحد منا عشره في العلم. قوله: لا تحشروا ولا تعشروا يقال: لا تساقون إلى موضع تؤخد زكواتكم [ فيه ] ولكن تؤخذ في دياركم. ولا تعشروا: يؤخد منكم العشر لأن ملوك العجم والعرب في الجاهلية يأخذون العشر من أموال الناس فرفع الله ذلك عنهم، وهو قوله احمدوا الله إذ رفع عنكم العشور يعنى ما كانت الملوك تأخذ منهم. وقال ليس على المسلمين عشور. وفرض الله على لسان نبيه صلى الله عليه الزكاة ربع العشر، وأبطل العاشر عن المسلمين، وجعله على أهل الذمة، وسماه عشرا لأن العشر يأخذه وهو نصف العشر. كذا حدثنا الحوضى، عن جرير بن حازم، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك: أمرنى عمر أن آخذ من المسلمين من كل أربعين درهما، ومن أهل الذمة من كل عشرين درهما، ومن أهل الحرب من كل عشرة درهما. وقوله إن لقيتم عاشرا فاقتلوه يقول: إن وجدتم أحدا يعشر على ما كانت ملوك الجاهلية تفعل مقيما على دينه فاقتلوه لكفره. وإن
[ 157 ]
كان قد أسلم، فأخذ العشر مستحلا لذلك وتاركا لربع العشر الذى فرضه الله فاقتلوه لتركه فرض الله ومن أخذ ربع العشر الذى فرضه الله وأمر به رسوله صلى الله عليه فحسن جميل. قد فعل ذلك الصحابة والتابعون على ما أمر الله به. فعشر أنس بن مالك وزياد حدير لعمر بن الخطاب بأمره، وعشر مسروق وعبد الله بن مغفل وحميد بن عبد الرحمن وأنس بن سيرن، وإبراهيم والشعبى وأبو المليح. وقال أبو زيد: عشرت المال أعشره عشرا وعشورا، وخمسته أخمسه خمسا: أخذت عشره وخمسه، والعشر والعشير هما عاشر العدد، والعشير الخليط ولا يقال خليط إلا في شركة مال أو تجارة، والعشير: الصديق والزوج وابن العم وجمعها العشراء.
[ 158 ]
قوله: ويكفرن العشير الزوج عشير المرأة لمعاشرة بعضهم بعضا، وعاشرت فلانا معاشرة جميلة، وعشيرك الذى أمرك وأمره واحد. قال زهير: لعمرك والخطوب مغيرات وفى طول المعاشرة التقالى وقال آخر: رأته على يأس وقد شاب رأسها وحين تصدى للهوان عشيرها وصف عجوزا ولدت بعد ما أيست، وتصدى: تعرض للهوان، عشيرها: زوجها حين أبطأت بولادها. قوله: فدخلت بينهما شجرة من العشر أخبرني أبو نصر عن الأصمعى: العشر: شجر، الواحدة عشرة وثمره الخزفع والخرفع جلده. فإذا انشقت ظهر منها مثل القطن يشبه لغام البعير به، قال تميم بن مقبل: يضحى على خطمها من فرطها زبد كأن بالرأس منها خرفعا ندفا
[ 159 ]
وصف ناقة فقال: يضحى على خطمها من فرطها: من نشاطها، زبد، يريد اللغام كأن ذلك اللغام على رأسها خرفع، وخرفع - يقال جميعا - يريد القطن، والخرفع ما يكون في جراء العشر، وهو حراق الأعراب. وقال العامري: العشر ينبت بنجد، وله لبن غليظ وهو مختص ولا تأكله الدواب. وفيه حراق مثل القطن يقتدح منه. قال ذو الرمة: كأن رجليه مسما كان عشر صقبان لم يتقرف عنهما النجب وصف ظليما فقال: كأن رجليه مسماكان: عودان من عشر، صقبان: طويلان، والنجب: لحاء العشر فلون رجليه يشبه لون العشر وقشره عليه، فلو ذهب قشره لم يشبه به. قوله: نهق مثل الحمار عشر المعشر: الحمار الشديد النهيق والمتتابع لأنه لا يكف حتى يبلغ نهقات قال:
[ 160 ]
لعمري لئن عشرت من خيفة الردى نهيق الحمار إننى لجزوع وفرى على أبى نصر، عن الأصمعى قال: العشراء التى قد أقربت، سميت عشراء لتمام عشرة أشهر، عشراء وعشراوات قال الله - تعالى -: (وإذا العشار عطلت). حدثنا عبيد الله بن عمر، عن ابى عاصم، عن عيسى عن ابن ابى نجيح، عن مجاهد قال: عشار الإبل. أخبرنا سلمة عن الفراء قال: العشار لقح الإبل وقال الفرزدق: كم خالة لك يا جرير وعمة فدعاء قد حلبت على عشارى وقال أبو نصر: برمة أعشار وقدح أعشار: إذا كانت قطعا ولم اسمع للأعشار بواحد. وقلب أعشار ومعشر أي مكسر. وأنشد: وما ذرفت عيناك إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلب مقتل
[ 161 ]
قوله: وما ذرفت عيناك: يقول: ما بكيت إلا لتجرحي قلبا معشرا أي مكسرا. ويقال لجفن السيف إذا كان منكسرا أعشار. وأنشد: وقد يقطع السيف اليماني جفنه شباريق أعشار عثمن على كسر حدثنا عمر، عن أبيه: أعشار الإناء: قطعه، وأنشدنا: وشك نحور السابقين كلاهما كما شك أعشار الإناء المشاعب. وقال أبو عمرو: قدر أعشار: متكسرة وقدر وئئة: واسعة، وقدر جامعة وجماع: عظيمة. وقال الأموي: قدر زوزية: التى تضم الجزور. وقال غيره: الصيدان: قدور الحجارة، والصاد: قدور الصفر، والصيداء: حجر أبيض، يعمل منه البرام.
[ 162 ]
وقال الكسائي: أكبر القدور الجماع ثم المئكلة والمسخنة التى كأنها تور. وقال أبو عمرو: الشكيم: عرى القدر. والسخام: سواد القدر. وقال غيره: المذنب والمقدح: المغرفة والقدح: الغرف.
[ 163 ]
باب شرع حدثنا أبو موسى، حدثنا أبو موسى، حدثنا أبو عبيدة، حدثنا عوف، عن ميمون، عن زيد بن أرقم: كان لنفر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه أبواب شارعة إلى المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه: سدوا هذه الأبواب إلا باب على. حدثنا عاصم بن على، حدثنا مهدى بن ميمون، عن واصل، عن لقيط، عن أبي بردة عن أبى موسى: خرجنا غازين فبينا نسير في البحر والريح لنا طيبة، والشراع مرفوع إذ سمعت مناديا يقول: أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه: من عطش نفسه في يوم حار كان حقا على الله أن يرويه حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، عن حميد الأعرج، عن محمد بن إبراهيم، عن جابر بن عبد الله:
[ 164 ]
أن رجلا أعطى أمه حديقة حياتها فماتت فقال إخوته: نحن شرع سواء، فقال النبي صلى الله عليه: هي ميراث. حدثنا يوسف بن بهلول: حدثنا ابن إدريس، حدثنا ابن إسحاق، عن داود بن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس: كان أهل ايلة إذا كان يوم السبت شرعت لهم الحيتان حتى ينظروا إليها. حدثنا أبو الربيع، حدثنا يعقوب القمى، عن جعفر، عن سعيد: لقى النبي صلى الله عليه العدو فأخرج المسلمون رجلا وأشرعوا فيه الأسنة، فقال: ارفعوا عنى سلاحكم وأسمعوني كلام الله. حدثنا محمد بن بكار، حدثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب: ما خالف نبى نبيا في سنة ولا قبلة إلا أن نبى الله صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا، ثم صرف، ثم قرأ (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا.
[ 165 ]
حدثنا نصر بن على، حدثنا أبى، حدثنا جرير سمعت سعد بن مرثد، عن ابن حوشب، عن كريب بن أبرهة، عن أبى ريحانة قال رجل: إنى أحب الجمال حتى في شرع نعلي فقال النبي صلى الله عليه: ليس ذاك بالكبر، إن الله جميل يحب الجمال. حدثنا خلاد بن أسلم، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا ابن عون، عن ابن سيرين: قال على: أهوان السقى التشريع. قوله: كان لنفر أبواب شارعة: أخبرني أبو نصر عن الاصمعي، يقال: أشرعت بابا إلى الطريق فأنا أشرعه إشراعا. قوله: والشراع مرفوع: أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي قال: الشراع: شراع السفينة، الجميع شرع. وشراع البعير: عنقه، شبهه بالشراع، وأنشدنا:
[ 166 ]
كأن أهدام النسيل المنسل على يديها والشراع الأطول قوله: أهدام النسيل أخلاق النسيل وهو ما سقط ونسل من الوبر فهو على يديها وعلى الشراع يعنى عنقها، شبهه بالشراع لطوله. قوله: نحن شرع سواء أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعى يقال: نحن فيه شرع سواء يريد ليس بعضنا بأفضل من بعض. ويقال: شرعك ذا أي: حسبك. وزد أبو زيد: شرع واحد، وبأج واحد. قوله: شرعت لهم الحيتان، وحيتان شرع: رافعة رؤوسها، وقيل: خافضة لتشرب. وقال أبو نصر: شرع في النهر، أخبرني أبو نصر عن الأصمعى: الشرائع: المواضع التى تورد، الواحدة شريعة، وكذلك المشربة. قال ذو الرمة: وفى الشرائع من جلان مقتنص رث الثياب خفى الشخص منزرب
[ 167 ]
وصف حمرا وردت شريعة ماء وعلى الشريعة صائد من جلان: حى من عنز، رث الثياب، خلق، خفى الشخص: قد أخفى شخصه، منزرب: متخف في قترته. وروى أبو نصر وبالشمائل من جلان مقتنص، لأن الصائد يرمى من الجانب الأيسر من الحمار لأنه ناحية القلب. قوله: أشرعوا فيه الأسنة حدثنا أبو بكر عن الأصمعى: أشرعت الرمح قبله. وقال غيره: أشرعنا الرماح إشراعا فهى مشرعة، وشرعت فهى شوارع، وشرعناها فهى مشروعة، قال الشاعر: أفاخوا من رماح الخط لما رأونا قد شرعناها نهالا أفاخوا يعنى من نحوك، وقال آخر: وقد خيرونا بين ثنتين منهما صدور القناقد أشرعت والسلاسل قوله: شرع لكم من الدين أخبرني أبو نصر، عن الأصمعى يقال: قد شرعت لكم شريعة في الدين فاتبعوها.
[ 168 ]
أخبرنا أبو عمر عن الكسائي: شرع لكم شريعة وشرعا، وهو يشرع ويشرع. وقال: شريعة حق نير لم يردها إلى غير دين الله دين مذبذب قوله: في شرع نعلي: يعنى شراكه لأنها ممددة على النعل، أخبرني أبو نصر عن الأصمعى: الشرع الأوتار. يقال: شرعة وشرع وشرع بجزم الراء. قال الأعشى: [ ف‍ ] كذبوها بما قالت فصبحم آل حسان يزجى الموت والشرعا يزجى: يسوق، والشراع: أوتار القسى. وقال آخر: وبكر كلما مست أصاتت ترنم نغم ذى الشرع العتيق
[ 169 ]
وقال: ألابات من حولي نياما ورقد وعاودني ديني الذى يتعدد وعاودني دينى فبت كأننى خلال ضلوع الزور شرع ممدد قال إبراهيم: هذا ساعدة بن جؤية مرض فقال: هذا. قوله: يتعدد يأتيني عداده في كل وقت مثل قول النبي صلى الله عليه لأخت بشر بن البراء: مازالت الأكلة التى أكلتها مع أخيك بخيبر من الشاة المسمومة تعادنى حتى كان هذا أوان قطعت أبهرى يقول يصينى ألمها في كل سنة في ذلك الوقت. قوله: وعاودني دينى قال: إذا كنت كلفا بالشئ فهو دينك ودينك. فبت كأنما خلال: بين ضلوعي. شرع: وتر يضرب به لا يدعني انام.
[ 170 ]
قوله: أهون (السقي) التشريع. قال أبو عمرو: أن تشرعها على مشرعة ولا يسقى لها بسناوة. وقال الشماخ: يسد به نوائب تعتريه من الأيام كالنهل الشروع وقال أبو عمرو: شرعك اي: كفاك، إذا نهاه. وقال الحارثى: الشرع: الذى يحرث به. والشرع: الشرك. الواحدة: شرعة وشركة، والشريع من الليف خياره، والشريع من العقب خياره، وهو [ عصب ] المتنين.
[ 171 ]
باب عرش حدثنا هوذة، حدثنا عوف، عن أبى نضرة، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه: اهتز العرش لموت سعد بن معاذ. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا يزيد بن زريع، عن التيمي، عن غنيم: سألت سعدا عن المتعة قال: فعلناها وهذا كافر بالعرش. حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد: اعتكف رسول الله صلى الله عليه العشر الأواخر، وهاجت علينا السماء. وكان سقف المسجد عريشا من جريد، فوكف،
[ 172 ]
فرأيته يصلى بنا صبيحة إحدى وعشرين، وإن جبينه وأرنبة أنفه في الطين. قوله: أهتز العرش، رواه أبو سعيد وجابر، وأسيد وأسماء بنت يزيد وحذيفة عن أبي سعيد، وابن عمر اهتز العرش وزاد أنس، ورميته عرش الرحمن. وذهب ابن عمر إلى وجه آخر: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا جرير، عن عطاء، عن مجاهد، عن ابن
[ 173 ]
عمر: إن العرش ليس يهتز لموت أحد ولكن سريره الذى حمل عليه. والله أعلم. وللقول الأول وجه ان العرب إذا عظمت الشئ نسبته إلى أكبر الأشياء عندها. يقولون: قامت لموت فلان القيامة، وأظلمت الأرض والشمس. كما قال جرير في عمر بن عبد العزيز: تنعى النعاة أمير المؤمنين لنا يا خير من حج بيت الله واعتمرا حملت أمرا عظيما فاصطبرت له وقمت فيه بحق الله يا عمر ا فالشمس طالعة ليست بكاسفة تبكى عليك نجوم الليل والقمرا
[ 174 ]
قوله: يا عمرا أراد يا عمراه. فأسقط هاء الندبة. وقال أبو نصر: يقول: طلعت الشمس حزينة مظلمة لموتك فلم تكسف النجوم ولا القمر لظلمتها. قال ابن الأعرابي في قوله: نجوم الليل والقمرا يقول: تبكى عليك ما دامت نجوم الليل والقمر كما يقو: تبكى عليك أيام الدنيا. قوله: كافر بالعرش هي بيوت مكة. أخبرني أبو نصر عن الأصمعى العرش: موضع محجمة الأخدع وهما عرشان وهما ما وارى العلباوين. قال: وعبد يغوث يحجل الطير حوله وقد حز عرشيه الحسام المذكر قوله: كان سقف المسجد عريشا، العريش ما يستظل به، وعرشت الكرم تعريشا، والجميع عروش وعرش. والعريش: شبه الهودج، وعرش البئر.
[ 175 ]
أخبرني أبو نصر عن الأصمعى: عرشت البئر تعرش عرشا. وهى معروشة إذا طو بالخشب وعرش الرجل: قوام أمره. قال زهير: تداركتما الأحلاف قد ثل عرشها وذبيان إذ زلت بأقدامها النعل قالت خنساء: كان أبو غسان عرشا خوى مما بناه الدهر دان ظليل أخبرني عمرو، عن أبيه قال: العرش ما يجعل على فم البئر حتى يضيقوه، وأنشدنا: قلبا متلية جوائز عرشها تنفى الدلى بآجن متمذر وكذلك كروت البئر أكروها كروا، ونهزتها. وجمل معروش الزور إذا كلان ممتلئا وعرش القدم ظهرها.
[ 176 ]
باب رعش حدثنا على بن مسلم، حدثنا سياد، حدثنا جعفر، حدثنا عبد الصمد، عن وهب قال: بكى داود حتى رعش وحتى جرت الدموع في وجهه. قال أبو إسحاق: الرعش: الرعدة، رعش وارتعش: أخذته الرعشة عند الحرب جبنا قال: وليس برعشيش تطيش سهامه ولا طائش رعش السنان ولا اليد وارتعش رأس الشيخ إذا رجف. أنشدنا أبو نصر: لما رأني أرعشت أطرافي وقد مشيت مشية الدلاف وقالت عاتكة: يا عمرو لو نبهته لوجدته لا طائشا رعش السنان ولا اليد والشرعبى: الطويل، الحسن الجسم والخلق.
[ 177 ]
الحديث الخامس باب فرع حدثنا عفان، حدثنا شعبة قال: الحكم: أخبرني عن يحيى بن الجزار، عن صهيب، عن ابن عباس: جاءت جاريتان فأخذتا بركبتي رسول الله صلى الله عليه ففرع أو فرق بينهما ولم ينصرف. حدثنا مسدد، حدثنا بشر بن مفضل، حدثنا خالد، عن أبى قلابة، عن أبي المليح، عن نبيشة: نادى رجل رسول الله صلى الله عليه بمنى: إنا كنا نفرع فرعا في الجاهلية. فما تأمرنا قال في كل سائمة فرع تغذوه ماشيتك حتى إذا استحمل ذبحته فتصدقت بلحمه. حدثنا موسى، حدثنا حماد، أخبرنا ابن خثيم، عن يوسف بن ماهك، عن حفصة بنت عبد الرحمن: أن عائشة قالت:
[ 178 ]
أمرنا رسول الله صلى الله عليه بالفرع في كل خمسين شاة شاة. حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن ابن جريج، حدثنى إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه إذ دفع الراعى إلى المراح وعلى يده سخلة قال: أولدت قال: نعم. قال: ماذا قال بهمة. قال: أذبح مكانها شاة. ثم قال: لا تحسبن أنما ذبحناها من أجلك. لنا غنم مائة لانحب ان تزيد واحدة فإذا ولد الراعى بهمة أمرناه فذبح مكانها شاة. حدثنا بشر بن بنت أزهر، حدثنا عيسى بن واقد، حدثنا عمران، عن قتادة، عن أنس: أن النبي عليه السلام قال: أي الشجرة أبعد من الخارف قالوا: فرعها. قال: فكذاك الصف الأول.
[ 179 ]
قلت لعطاء من أين أرمى الجمرتين قال: تفرعهما. حدثنا على، أخبرنا شعبة، عن منصور، عن الحسن: في العبد يفترع عذرة الجارية قال: عليه العقر. قوله: ففرع بينهما أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعى يقال: أفرغ بينهما اي أحجز. وقوله: في نتاج ينتجونه من مواشيهم يذبحونه لآلهتهم. أخبرنا أبو نصر عن الأصمعي قال: الفرع: ذبح في الجاهلية. وهو أول النتاج إذا نتجت الناقة في أول نتاجها يذبحونه: يتبركون به. قال النضر بن شميل: سئل رؤبة عن الفرعة فقال: إذا بلغت الإبل عدا معلوما ذبحوا واحدا من صغارها. والصغير من الإبل يذبح ولا ينحر، فرعوا تفريعا في الأرض خاصة.
[ 180 ]
قال عمرو بن قميئة: على أن دينى قد يوافق دينهم إذا نسكوا أفراعها وذبيحها ويقال في الأمثال أول الصيد فرع:. ويصطاد أي يذبح أوله كما يذبح أول النتاج. ونصطاد نحن لأنفسنا. قال أبو إسحاق: وهو في الغنم أن يبلغ عددا فإذا جاوزته ذبح مكان ما زاد شاة. وذلك أني رأيت في حديث نبيشة: في كل سائمة يعنى إبلا راعية فرع. وتغذوه ماشيتك بلبنها حتى إذا استحمل ذبحته. والاستحمال في الإبل دون الغنم. حدثنا أبو بكر، حدثنا ابن نمير، عن داود بن قيس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: سئل النبي صلى الله عليه عن الفرع، فقال: الفرع حق، ولأن تتركه حتى يكون ابن لبون: شغزبا خير من أن تذبحه فيتلصق
[ 181 ]
لحمه بوبره. وتكفأ إناءك. وتوله ناقتك. أو تحمل عليه في سبيل الله، أو تعطيه أرملة. وفى هذا الحديث جعله في الإبل خاصة لقوله ولان تتركه حتى يكون ابن لبون وابن اللبون إنما يكون في الإبل. شغزبا: أي ممتلئا لحما خير من أن تذبحه ساعة يولد فيتلصق لحمه بوبره فلا ينتفع به من تصدقت به عليه. وتكفأ إناءك إذا لم تتركه حتى يرضع أمه فيدر لبنها عليه، ويكثر. فإذا لم يتحلب اللبن براضعه خف فيبقى إنآؤك مكفأ إذ لم يكن في ناقتك لبن تحلبه فيه. وتوله ناقتك إن ذبحته ساعة تضعه تركت ناقتك والها كالمرأة الواله إذا فقدت ولدها. في مثل هذ المعنى حدثنا دحيم، حدثنا يحيى بن حسان، عن سليمان بن موسى، عن جعفر بن سعد بن سمرة، عن خبيب بن سليمان بن سمرة، عن أبيه، عن جده: أنه كتب إلى بنيه أن النبي صلى الله عليه قال:
[ 182 ]
[ إن ] في نباتك من أبلك فرعا، وفي نباتك من غنمك فرعا تغذوه ماشيتك حتى يستغنى لسانه ثم إن شئت أطعمه أهلك وإن شئت تصدقت به. قال أبو إسحاق: يقول فيما نبت من إبلك، ونتجت، وفى غنمك مثل ذلك إلا أنك تغذوه بلبن ماشيتك حتى يستغني لسانه عن اللبن ويجتزئ بالمرعى، بلغ ابن لبون أو لم يبلغ، ثم إن شئت أطعمته أهلك فكان بمنزلة الأضحية، وإن تصدقت بلحمه كان بمنزلة القربة. وحديث لقيط يوافق قول من قال: أن تبلغ الغنم عددا يسمونه، فما جاز ذلك العدد ذبح لقوله: ماذا ولدت قال: بهمة. قال: اذبح مكانها شاة بدلا من البهمة لأنها أكثر لحما وأنفع لمن أعطيه، ثم قال: لنا غنم مائة، لانحب أن تزيد واحدة. وقال: وشبه الهيدب العبام من ال‍... أقوام سقبا ملبسا فرعا
[ 183 ]
وقال عمرو بن قميئة: على أن ديني قد يوافق دينهم إذا نسكوا أفراعها وذبيحها قوله: أي الشجرة أبعد من الخارف قالوا: فرعها: الفرع أعلى كل شئ. أخبرني أبو نصر عن الأصمعي: يقال ائت فرعة من فراع الجبل فانزلها. وهى أماكن مرتفعة، وحبل فارع، ونقا فارع إذا كان أطول ما يليه، وفرع قومه: إذا علاهم بشرف أو بجمال، وانزل بفارعة الوادي وأصابته دبرة على فروع كتفيه، يريد أعاليهما، وتلاع فوارع أي مشرفات المسايل، ولقيه ففرع رأسه بالعصا أي علاه. وقال الخليل: فرع: صعد، وأفرع وفرع: انحدر قال: فإن كرهت هجائي فاجتنب سخطى لا يدركنك إفراعي وتصعيدى وقال آخر: فساروا فأما جل حيني ففزعوا جميعا وأما حي دعد فصعدا
[ 184 ]
وقال ابن الأعرابي: الفريعة: القملة، والفرعة العظيمة، يقال: تفرعت الشئ وأفرعته: علوته. قوله: في العبد يفترع الجارية: أخبرني أبو نصر عن الأصمعي يقال: افترع فلان فلانة إذا افتضها وبئس ما أفرعت به أي بئس ما ابتدأت به، وأفرع فرسك: اقدعه والفرع: القوس يعمل من طرف القضيب. فإن أخذت من الأصل فشقت فهى شريج. قال أبو زيد: تفرع فلان القوم تفرعا إذا ركبهم، وشتمهم، قال لبيد: لم أبت إلا عليه أو على مرقب يفرع أطراف الجبل والفرع: الشعر الكثير. قال الأصمعى: رجل أفرع تام الشعر لم
[ 185 ]
يذهب منه شئ. قال المرار: جعدة فرعاء في جمجمة ضخمة يفرق عنها كالضفر
[ 186 ]
باب عرف حدثنا أحمد بن حجاج، حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن همام، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه: مامن مجروح إلا يجئ يوم القيامة اللون لون دم والعرف ريح مسك. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا أبو غسان، عن إسحاق بن الفضل الهاشمي، عن مغيرة بن عطية، عن أبى الزبير، عن جابر قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه يمر في طريق فيمر فيه أحد إلا علم انه قد مر من طيب عرفه. حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حوشب بن عقيل، عن مهدى الهجري، حدثنا عكرمة، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه نهى عن صوم عرفة بعرفة.
[ 187 ]
حدثنا ابن الصباح حدثنا هشيم، أخبرنا يونس، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة قال جرير: رأيت النبي صلى الله عليه يفتل عرف فرس، ويقول: الخيل معقود بنواصيها الخير. حدثنا محمد بن أبي سمينة، حدثنا - محمد بن يزيد، عن أصبغ، عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد: ما أكلت لحما اطيب من معرفة برذون. حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا عكرمة بن عمار، حدثنا طيسلة بن على: كنت عند ابن عمر فقال رجل من المؤمن قال الذى يأمن من امسى بعقوته من عارف أو منكر. حدثنا موسى، حدثنا حماد، عن خالد، عن أبي العلاء، عن مطرف عن عياض أبن حمار: سئل النبي صلى الله عليه عن اللقطة، قال: تعرف ولا تكتم.
[ 188 ]
حدثنا مسدد، حدثنا بشر بن مفضل، حدثنا غالب القطان، عن رجل، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه: العرافة حق ولابد للناس من عرفاء ولكن العرفاء في النار. حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة، عن أبي مالك، عن ربعى، عن حذيفة قال قال نبيكم صلى الله عليه: كل معروف صدقة. حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائى، حدثنا عطاء بن جبلة، عن الأعمش، عن خيثمة: قال عدى ين حاتم [ لعمر ]: لعمرك ما تعرفني. قال: بلى، الله يعرفك، اسلمت إذ كفروا ووفيت إذ غدروا.
[ 189 ]
قوله: العرف عرف مسك، حدثنى محمد بن مقاتل، حدثنا ابن المبارك قال: العرف: الريح الطيب يجدها الإنسان. وقال الخليل: قوله: عرفها لهم طيبها لهم، وأنشد: ألا رب يوم قد لهوت وليلة بواضحة الخدين طيبة العرف وفيه وجه آخر، حدثنا به أبو نعيم، عن موسى بن قيس، عن سلمة بن كهيل: عرفها لهم: يعرفون طرقها. حدثنا إبراهيم بن عرعرة، عن أبي عاصم، عن عيسى، عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد: عرفها لهم يهتدى أهلها [ إلى ] بيوتهم لا يخطئون. أخبرنا سلمة عن الفراء: عرفها لهم: يعرفون منازلهم إذا دخلوا. أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: عرفها لهم: بينها وعرفهم منازلهم. وقال أبو زيد: لا يعجز مسك السوء عن عرف السوء يقول يجد منه ريحا خبيثة، مثل اللئيم الذى يبوح بلؤمه، والعرف نبات.
[ 190 ]
وقوله: نهى عن صوم عرفة بعرفة يوم موقف الناس بعرفة. حدثنا شريح، حدثنا هشيم، عن عبد الله، عن عطاء إنما سميت عرفات لأن جبريل عليه السلام أرى إبراهيم عليه السلام المناسك فجعل يقول: عرفت عرفت. قوله: يفتل عرف فرس أخبرني أبو نصر عن الأصمعي: عرف الفرس ما نبت من الشعر بين منسجه وقذاله. وقال أبو زيد: عرف الدابة، وهى الأعراف من الناصية إلى المنسج، ومعرفة البرذون أصل عرفه. أخبرني أبو نصر عن الأصمعي، الأعرف: الجبل يحدودب، وسيل أعرف إذا كان له عرف. قوله: يأمن من أمسى بعقوته من عارف العارف: المسلم الذى عرف الإيمان. وأقر به، والمنكر: الكافر الذى أنكر الإيمان وأباه. قوله: تعرف، ولا تكتم التعريف: أن تصيب شيئا، فتنادى: من يتعرف هذا.
[ 191 ]
قوله: لابد من عرفاء: الواحد عريف وسمى عريفا لأنه عرف بذلك. وقال أبو زيد: عرف على قومه يعرف عرافة إذا كان عريفا عليهم. ونقب قومه ينقب نقابة إذا كان نقيبا. ونكب عليهم ينكب نكابة في المنكب وهو دون النقيب. قوله: كل معروف صدقة المعروف والعرف واحد. قال: أبى الله إلا عدله وقضاءه فلا النكر معروف ولا العرف ضائع قوله: أعرفك بأحسن المعرفة، قال أبو زيد: عرفتي به قديمة ومعرفتي وعرفان وأنا به عريف وعارف. ويقال: أصابته مصيبة، فوجد عروفا أي صبورا قال: على عارفات للطعان عوابس بهن كلوم بين دام وجالب معنى الجالب: الجلدة التى تكون على الجرح إذا أراد أن يبرأ.
[ 192 ]
وقال أبو ذؤيب في عريف بمعنى عارف: فراغ وزودوه ذات فرغ لها نفذ كما قد النصيف وغار في رئيس القوم أخرى مشلشلة كما نفذ الخصيف فلما خر عند الحوض طافوا به وأبانه منهم عريف فقال: أما خشيت وللمنايا مصارع ان تخرقك السيوف
[ 193 ]
باب عفر حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن شعبة، عن أبى التياح، عن مطرف، عن ابن مغفل، عن النبي صلى الله عليه: إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبعا، وعفروه الثمنة بالتراب. حدثنا قتيبة، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن أبي ثفال، عن رباح، عن أبي هريرة: دم عفراء أحب إلى الله من دم سوداوين. حدثنا أبو بكر، حدثنا وكيع، عن داود بن قيس، عن ابن أقرم، عن أبيه: صلى النبي صلى الله عليه فرأيت عفرتى إبطيه حين سجد.
[ 194 ]
حدثنا القاسم بن عيسى، حدثنا رحمة، حدثنا مجالد، عن الشعبى، عن هوذة قال: غشينا على يوم بدر في أوائل القوم ليثا عفريا يفرى الفريا. قوله: وعفروه الثامنة: قال: عفرته أعفره في التراب عفرا وهو متعفر الوجه في التراب، واسم التراب العفر. أنشدنا أبو نصر: عن ذي حيازيم زبطر لو هصر صعب الفيول ألجم الفيل العفر قوله: دم عفراء يقول: البيضاء التى تشبه لون التراب. قال أبو زيد: ظبي أعفر في ظباء عفر، يسكن القفاف وصلابة الأرض والرئم في الجميع آرام تسكن الرمل والسهل، وظبى آدم - في ظباء - أدم تسكن الجبال، وهى أعظمها ثم الرئم، ثم العفر.
[ 195 ]
وقوله: عفرتي إبطيه يقول: بياض إبطيه الذى هو خلاف لون جسده لأن مغابن الرجل وما لا يظهر للهواء منه أشد بياضا. ومنه يحشر الناس على أرض عفراء أي بيضاء - كقرصة النقى يعنى الحوارى. قوله: ليثا عفريا العفرى: الخبيث، أسد عفر. قال أبو زيد: لقيته عن عفر اي بعد شهر، وعن هجر: سنة فما عداها، ولقيته صكة عمى، وهو أشد الهاجرة، ولقيته ببلدة إصمت، وهى القفز، والعفرية: الناصية
[ 196 ]
قال جندل: بينا الفتى يخبط في غيساته إذ صعدا لدهر إلى عفراته فاجتالها بشفرتي مبراته وقال الاصمعي: العفرية النفرية: الخبيث المنكر، وقال الأحمر: التعفير أن ترضع ولدها ثم تدعه ثم ترضعه ثم تدعه، وذلك إذا أرادت تفطمه.
[ 197 ]
قال لبيد: لمعفر قهد تنازع شلوه غبس كواسب لايمن طعامها قرئ على أبي نصر، عن الأصمعى قال: إذا أراد ان يفطم الفصيل عفره وذلك أن يقطع عنه رضاع أمه يوما ثم بعد يومين، ثم بعد خمسة حتى يتعود. قال: عفر على فصيلك الرضاع في كل يوم سقية الإرضاع
[ 198 ]
باب رعف حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حمد بن سلمة، عن حجاج، عن خالد بن سلمة ومحمد بن الحارث: أن عمر صلى فرعف فأخذ بيدى رجل فقدمه. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا حميد بن الاسود، عن أسامة بن زيد، حدثنى رجل من بنى سلمة: رأيت أبا قتادة يقول لجارية تضرب بالدف: أرعفي. قوله: أن عمر رعف قال الأصمعى: رعف يرعف ويرعف رعافا، قال: تضمخن بالجادى حتى كأنما ال‍ * أنوف إذا استعرضنهن رواعف
[ 199 ]
قوله: أرعفى بالدف: حدثنا عبيد الله بن عمر، قال حميد بن الأسود: الإرعاف أن تضرب بالدف الأرض. قال الأصمعى: رعف الفرس الخيل: تقدمها. ورعف الدم مأخوذ من ذا، لأنه يسبق فيجرى. قال: به ترعف الخيل إذ أرسلت غداة الرهان إذا النقع ثارا والراعف: أنف الجبل.
[ 200 ]
باب رفع حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم: أن عمر طلق جميلة فجاءت أمها فذهبت بابنه عاصم، فجاء عمر، فأخبر، فرفع فرسه فلحقها فضمته بين فخذيها. قوله: فرفع فرسه زاد في عدوه وأسرع. أنشدنا أبو نصر: حتى إذا الليل التمام نصفا ولم يخف من الصباح ازفا رفع من إزاره ما أغدفا قوله: أزفا: يريد اقترابا. ورفع: شمر. ما أغدف: ما أرسل.
[ 201 ]
الحديث السادس باب تعر حدثنا اليمامي، حدثنا يعقوب، عن أبيه عن ابن إسحاق، عن سلمة بن كهيل ومحمد بن الوليد، عن كريب، عن ابن عباس: بت عند النبي صلى الله عليه فكان إذا ذهب فتعار تلا إن في السموات والأرض. حدثنا دحيم، حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن عمير بن هانئ، عن جنادة، عن عبادة بن الصامت قال رسول الله صلى الله عليه: من تعار من الليل فقال حين يستيقظ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شئ قدير، ثم دعا استجيب له.
[ 202 ]
قوله: تعار يتعار تعارا، وهو السهر والتقلب مع الكلام كأنه من عرار الظليم. قال: يدعو العرار به الزمار كما اشتكى ألم تجاوبه النساء العود
[ 203 ]
باب ترع حدثنا سعدويه، حدثنا هشيم، عن على بن زيد، عن ابن المنكدر، عن جابر، قال رسول الله صلى الله عليه: منبرى على ترعة من ترع الحوض. حدثنا عفان، حدثنا همام، عن محمد بن جحادة، عن المغيرة، عن عبد الله، عن أبيه، عن ابن المنتفق: طلبت النبي صلى الله عليه بعرفات فأتيته فأخذت بخطام راحلته، فما ترعنى رسول الله صلى الله عليه. حدثنا محمد بن منهال، حدثنا يزيد بن زريع، عن أبى رجاء، عن الحسن كأسا دهاقا قال: مترعة.
[ 204 ]
قوله: منبرى على ترعة. حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائى، عن ابن ابى حازم، عن أبيه / عن سهل بن سعد قال: الترعة: الباب. حدثنى هارون بن عمر الدمشقي، حدثنا محمد بن شعيب، حدثنى عبد العزيز بن على بن هبار القرشى بمثل قوله: ما بين منبرى إلى مصلاى ترعة فسألته عن الترعة، فقال: كوة. وقال الخليل: الترعة: الروضة على المكان المرتفع، وهى في السهل روضة. وهذا قول أبى عبيدة. وقال: أبو عمرو: الترعة الدرجة. وقال أبو عمرو المتترع: الشرير وقال الكسائي: هو ترع عتل. وقد ترع ترعا. وعتل عتلا إذا اسرع إلى الشئ. قال الأموي: رجل خنذيان: كيير الشر. والعتريف: الخبيث الفاجر، وجمعه عتاريف. قوله: فما ترعني يقول: ما أسرع إلى، وإنه لمتترع. قال: الباغى الحرب يسعى نحوها ترعا حتى إذا ذاق منها جاحما بردا
[ 205 ]
قوله: مترعة. ترع الشئ يترع ترعا إذا امتلأ. أخبرنا عمرو، عن أبيه قال: الترع مملوء. وأنشدنا: هاجوا الرحيل وقالوا إن مشربكم ماء الزنابير من ماوية الترع
[ 206 ]
باب عتر حدثنا على، أخبرنا محمد بن يزيد، عن زياد الجصاص، عن الحسن، عن قيس ابن عاصم، عن النبي صلى الله عليه: نعم المال الأربعون ويل لأصحاب المئين إلا من نحر سمينها وأطعم القانع والمعتز. حدثنا مسدد، حدثنا بشر بن مفضل، عن خالد، عن أبى قلابة، عن ابى المليح، عن نبيشة: نادى رسول الله صلي اللة عليه رجل بمنى: إنا كنا نعتر عتيرة في الجاهلية في رجب، قال: اذبحوا لله في أي شهر ماكان. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان حدثنى عمران بن ظبيان، عن حكيم بن سعد قال: قالوا لعلى: لو وجدنا قاتلك أبرنا عترته. قال به به، ذاك الظلم، النفس النفس. حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن جريج، عن أبيه:
[ 207 ]
لا بأس أن يتداوى المحرم بالعتر. أخبرني محمد بن صالح، عن محمد بن عمر، عن أبى جعفر، عن أسيد بن أبى أسيد قال: أهدى لرسول الله صلى الله عليه عتر وضغابيس، فجعل يأكل من العتر، وأعجبه. وقوله: والمعتز. حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا هشيم، أخبرنا يونس، ومنصور، عن الحسن المعتر: الذى يتعرض ولا يسأل. أخبرنا أبو عمر، عن الكسائي: المعتر: الذى يعتريك. أخبرنا سلمة، عن الفراء: المعتر يتعرض للعطية ولا يسأل. أخبرنا الأثرم، عن أبى عبيدة: المعتر الذى يعتريك يأتيك لتعطيه.
[ 208 ]
أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: عره يعره عرا إذا أتاه وأطاف به. ومثله اعتراه وعراه يعروه. واعترضاه يعتريه وذلك إذا أتاه وأنشدنا: ترعى القطاة الخمس قفورها ثم تعر الماء فيمن تعر. وصف مفازة فقال: ترعى القطاة قفورها: نبت. ثم تعر: تأتى الماء، يقال: اعتريت فلانا واعترؤته وعروته وعررته. قال أبو إسحاق: وسمعت في المعتز بوجة آخر. حدثنا عبيد الله ابن عمر عن أبى معشر البراء، عن يوسف بن مهاجر: سالت القاسم بن أبى برة: ما المعتر قال: الذى يأتيك يسألك:. قال أبو دؤاد: في شباب يحبهم من عراهم يدفعون المكروه بالحسنات قوله: نعتر عتيرة: حدثنا أبو بكر، حدثنا ابن نمير، حدثنا داود بن قيس، عن عمرو بن شعيب: العتيرة كنا نسميها الرجبية. يذبح أهل البيت الشاة في رجب فيأكلونها ويطعمون.
[ 209 ]
حدثنا أبو بكر، حدثنا أسامة، عن ابن عون: سألت الشعبى عن العتيرة، قال في عشر يبقين من رجب. رأيت في كتاب محمد بن عمر عن مالك، وابن ابى ذئب، والورى: العتيرة في رجب كانوا يمسحون اصنامهم / من دمائها يطلبون ثراء أموالهم يعنى كثرة اموالهم. قال. فزل عنها ووافى رأس مرقبة كمنصب العتر دمى رأسه النسك هذا كأنه جعل العتر الصنم الذى ذبحت له العتيرة. قال الحارث ابن حلزة: عننا باطلا وظلما كما يع.. تر عن حجرة الربيض الظباء كان أحدثهم ينذر غنما فيضن بها فيذبح مكانها ظبيا فكأن الظباء مظلومة. وقال آخر: كلون الغرى الفرد أجسد رأسه عتائر مظلوم الهدى المذبح
[ 210 ]
وصف ذئبا فقال: لونه كلون الغرى: صنم أجسد رأسه: يبس الدم على رأسه من كثرة ما يلطخ به. ومظلوم الهدى: ما يهدى للصنم، وعشائر جمع عتيرة. وقال: مظلوم لانها تذبح لغير علة، والقول الأول في مظلوم الهدى أحسن. قوله: أبدنا عترته ولده، وولد ولده وبنى عمه دنيا. قوله: يتداوى بالعتر: وأهدى للنبى صلى الله عليه عتر. بقلة تقطع فيخرج من القطع لبن، أبو نصر عن الأصمعي: العترة من الأحرار يعنى البقل، وقال غيره: شجرة غبيراء فطيحاء الورق كالدراهم مستديرة تنبت فيها جراء يأكله الناس، غضة، تنبت في الربيع يبنجد وفي السهل والجبل. فإذا
[ 211 ]
يبس صار في جوفه شئ كالقطن لا ينفع أحدا ولا يرعى يابسه. أخبرني أبو نصر عن الأصمعي: يقال: عتر يعتر ويعتر عترانا إذا اهتز، وعتر الذكر يعتر ويعتر عتورا وعترانا إذا اهتز، والعسل مثله، وأنشدنا: تغاوى العقبان يمزقن الجزر في سلب الغاب إذا هزعتر جعل ما يصيد العقبان جزرا لها، والجزرة: الشاة المذبوحة، وسلب الغاب: رماح، والغاب: الأجمة.
[ 212 ]
باب رتع حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن إسحاق بن أبى طلحة، عن أبى صالح، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه: يقول الله لابن آدم يوم القيامة: ألم أحملك على الإبل وأجعلك ترأس وترتع. أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: ترتع: ننعم، وفى المثل: القيد والرتعة. وقال الخليل: الرتع: الأكل والشرب في الخصب، رتعت الإبل إذا أكلت ما شاءت، ولا يكون الرتع إلا في الخصب، وقال الله - تعالى - (أرسله معنا غدا نرتع ونلعب).
[ 213 ]
وجاء التفسير بشئ آخر، قال بعضهم: نتلهى وقال بعض: نسعى وننشط. وقال الشاعر: ارعى فزارة لا هناك المرتع
[ 214 ]
الحديث السابع باب كفت حدثنا مسدد، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن طارق، عن ابن عباس: أمر النبي صلى الله عليه أن نصلى على سبع ولا نكفت شعرا ولا ثوبا. حدثنا مسدد، حدثنا حماد بن زيد، عن كثير، عن عطاء، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه: اكفتوا صبيانكم عند المساء حدثنا أبو بكر، حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن فراس، عن عطية، عن أبى سعيد، عن النبي صلى الله عليه: المجاهد مضمون إما أن يكفته وإما أن يستشهد. حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا أبى، عن أسامة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء ابن يسار، عن أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه:
[ 215 ]
أتانى جبريل عليه السلام بقدر يقال له الكفيت، فأكلت منها أكلة فأعطيت قوة أربعين في الجماع. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا معاذ، حدثنى أبى، عن قتادة، عن الحسن، عن حطان: أعطى نبى الله صلى الله عليه الكفيت. قلت للحسن: ما الكفيت قال البضاع. قوله: ولا يكفت شعرا ولا ثوبا هو صرفك الشئ عن وجهه أن تجمع ثوبك إليك وترفع شعرك، ولا تدعهما يسقطان عن سبيلهما، وتشاغل بذلك عن صلاتك. أخبرنا عمرو، عن أبيه، يقال: اكفت ثوبك إليك أي اجمعه، وتكفت مئزر الرجل: ارتفع، وقال الأكوعي: كفت متاعه إذا ضمه في خرجه يكفت كفتا.
[ 216 ]
قوله: اكفتوا صبيانكم عند المساء وسمعت أبا نصر أظنه عن الأصمعى: رجل منكفت في حاجته إذا كان ناجيا، وأصل الكفت القبض، يقال: اللهم اكفته إليك: اقبضه. وقال: فاستدبروهم يكفتون عروجهم مر الجهام إذا زفته الأزيب وصف قوما انهزموا في حرب فأتبعهم في أدبارهم، يكفتون عروجهم: يجمعونهأ، والعرج من الإبل مابين مائة إلى أربعمائة، فانطلقوا بها كمرالجهام: السحاب الذى هراق ماءه، وزفته: استحثته، الأزيب: ريح الجنوب وأنشدنا أبو نصر: مافى انطلاق ركبه من أمت إلا بتقحيم النجاء الكفت قوله: أمت: العرج، والكفت: السريع، وقال أبو ذؤيب:
[ 217 ]
فطاف بها أبناه آل معتب وعز عليهم بيعها واغتصابها أتوها بربح حاولته فأصبحت تكفت قد حلت فطاب شرابها وصف خمرا قد جاء بها أبناء آل معتب، قوم من ثقيف يبيعونها، وعز عليهم بيعها، فقال: أتوها بربح جعل الإتيان للخمر وإنما ذلك لأصحابها، وحاولته: طلبته، وإنما حاول الربح وطلبه اصحابها. تكفت: ترفع وتقبض. وقال الله - تعالى - (ألم نجعل الأرض كفاتا). حدثنا شريح، حدثنا عبد الله بن رجاء، عن عثمان، عن مجاهد: كفتت أذاهم أحياء وتكفتهم أمواتا). أخبرنا سلمة، عن الفراء: تكفتهم أحياء في دورهم، وتكفتهم إذا ماوا في بطنها: تحفظهم وتحرزهم. أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: أي واعية، يقال هذا النحى كفت:
[ 218 ]
وهذا كفيت وقال مؤرج: ما أكفت به معيشتي. وقال مؤرج: وسمعت ابا فراس يقول: كفته الله يكفته كفتا إذا ضمه إليه. ويقال: المر الكفيت: السريع، والابتراك: السرعة، وقال / أبو عبيدة: الربد: السريع، والإرخاء: شدة العدو.
[ 219 ]
باب كتف حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن هشام، عن الزهري، عن على بن عبد الله، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه: أكل كتفا ثم صلى ولم يتوضأ. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا ابن مهدى، عن زهير بن محمد، عن زيد بن أسلم عن أبان بن عثمان: الذى يصلى وقد عقص شعره كالذى يصلى وهو مكتوف. قوله: أكل كتفا: وهو عظم عريض خلف المنكب أي اكل ما عليه من اللحم. قوله: مكتوف هو شد اليدين من خلف، والكتاف: الحبل، وقال الأخفش: المكتوف: المشدود، والكاتف الذى يمشى في احد شقيه من الجراح، وأنشد لساعدة بن جؤية:
[ 220 ]
به القوم مسلوب تليل وآئب شماتا ومكتوف أوانا وكاتف أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الكتف كتف الفرس يكتف كتفا وهو ان ترتفع كتفا الفرس في المشى وهو يستحب. وقال الأموي: كتفت اللحم: قطعته صغارا تكتيفا. وقال أبو عمرو: إن في صدري عليه لكتيفة أي موجدة. وقال الفراء: الكاتف: البطئ المشى، والكتفان من الدبا الذى استبان حجم أجنحته ولم تخرج. وإناء مكتوف أي مضبب. والكتيفة: الضبة ومشت المرأة فتكتفت أي قاربت الخطو وتبخترت.
[ 221 ]
باب فتك حدثنا الحوضى، حدثنا يزيد بن إبراهيم، حدثنا الحسن، قال رجل للزبير ألا أقتل عليا قال: كيف قال أفتك به. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: الإيمان قيد الفتك. والفتك أن تهم بيوء فتفعله مجاهرة. أخبرنا سلمة، عن الفراء يقال: فتك به فتكا وفتكا وهو الفتك - مكسورة -.
[ 222 ]
الحديث الثامن باب غيابة حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه: صوموا لرؤيته فإن حال دونة غياية فأكملوا العدة. حدثنا دحيم، حدثنا محمد بن شعيب، عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد، عن جده، عن ابي امامة قال رسول الله صلى الله عليه: اقرأوا البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان كأنهما غيايتان. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا هشيم، أخبرنا يعلى بن عطاء، عن محمد بن أبي محمد، عن عوف بن مالك، قال رسول الله صلى الله عليه: تكون هدنة بينكم وبين بنى الأصفر، فيغدرون ويسيرون إليكم في ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا.
[ 223 ]
حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه سبق بين الخيل فجعل غاية المضمرة من الحفياء إلى مسجد بنى زريق. حدثنا شجاع، حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن الحسن، حدثنى وثاب، وحدثنا عثمان، حدثنا وكيع، عن أبي بشير الحلبي، عن الحسن قال عمر: إن قريشا تريد ان تكون مغويات لمال الله، أماوأنا حى فلا. حدثنا على بن مسلم، حدثنا أبو داود، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم: سمعت عبيد الله، عن ابن عباس: أن عمر اراد أن يخطب فقال عبد الرحمن إنما يحضرك ههنا غوغاء الناس.
[ 224 ]
حدثنا أحمد بن جميل، حدثنا ابن المبارك، أخبرنا يونس، عن الزهري، عن سعيد، عن ابى هريرة: أتى النبي صلى الله عليه ليلة أسرى به بقدحين من خمر ولبن، فأخذ اللبن فقال جبريل عليه السلام: لو أخذت الخمر لغوت أمتك. قوله: فإن حال دونه غياية وقوله غيايتان أخبرنا عمرو، عن أبيه، الغياية: الطلمة. وقال غيره: ظل يغشى شعاع الشمس بالغداة والعشي كالسحابة والغبرة، يقول: فإن ستر ذلك الهلال فأكملوا العدة. وقوله: كأنهما غيايتان يظلان من كان يقرؤهما نسب الفعل إليهما. وإنما المعنى لثواب يفعله الله بمن يقرأ بهما لقوله ظل المؤمن صدقته يقول: ثواب صدقته. قال / فتدليت عليهم داخلا وعلى الأرض غيايات الطفل
[ 225 ]
وأنشدنا أبو نصر وإن هبطا سهلا أثارا غياية وإن هبطا حزنا تقضت جنادله قوله: في ثمانين غاية يعنى راية. قوله: فجعل غاية المضمرة الغاية مدى كل شئ. والطير تغايا على الماء وتسوم إذا كانت تحوم. وقال الأصمعى: الاختيات: انقضاض العقاب. قال: فبينا يمشيان جرت عقاب فويق الأرض خاتية دفوف قوله: تغاووا عليه أخبرنا سلمة، عن الفراء: غوى الرجل يغوى غيا وغواية، وغوى الجدى يغوى غوى إذا أسى غذاءه. وقرى على أبو نصر، عن الأصمعي: غوى الفصيل يغوى غوى وهو الذى لا يذوق من اللبن شيئا وربما مات من الغوى. قال الفراء.
[ 226 ]
أنشدني أبو ثروان معطفه الأثناء ليس فصيلها برازئها درا ولاميت غوى قوله: مغويات المغواة: حفرة، والجميع مغويات كأنه قال: مفسدات لمال الله، وقال أبو زيد: نزل القوم في غياية: إذا نزلوا في هبطه قال الفراء: الزبية والبؤرة والمغواة. قوله: غوغاء الناس أصل الغوغاء الجراد حين يخف للطيران ثم جعل الأخفاء المتسرعون من الناس غوغاء قوله: لغوت أمتك قال الأ صمعى: غوى يغوى غيا وهو غاو إذا كان من أهل الغى، ويقال من أهل الغواية، وأنشد: فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره ومن يغولا يعدم على الغي لائما
[ 227 ]
وأنشدنا ابن عائشة: وما انا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزيه أرشد
[ 228 ]
الحديث التاسع باب حجر حدثنا أبو موسى، حدثنا عباد بن العوام، حدثنا ابن إسحاق، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمه، عن ابن عباس: جاءت أم الفضل با بنتها فوضعتها في حجر رسول الله صلى الله عليه. فبالت. فقال: أعطيني قدحا من ماء فصبه عليه حدثنا عبيد الله، حدثنا يحيى بن سعيد، عن الربيع بن مسلم، حدثنا يوسف ابن سعد قال ابن الزبير: سمعت عائشة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: لولا أن الناس حديث عهد بكفر لرددت البيت إلى أساسه وتركت منه بابا في الحجر حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا زيد بن حباب، حدثنى العلاء بن جرير، حدثنى رجل من أهل الطائف، عن الحكم بن عمير: قال رسول الله صلى الله عليه: كيف بك يا عمر إذا وليت حجرا قال: لقد لقيت إذا شحا.
[ 229 ]
حدثنا موسى، حدثنا حماد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: أن سعد بن معاد رمى في أكحله فلما تحجر كلمه للبرء انفجر. حدثنا خالد بن خداش، حدثنا ابن وهيب، عن يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه: الولد للفراش، وللعاهر الحجر. حدثنا ابن نمير، عن ابن فضيل، عن الشيباني، عن الشعبى، عن فاطمة عن النبي صلى الله عليه في حديث الجساسة قال: تابعة أهل الحجر والمدر. حدثنا صالح الترمذي، حدثنا صفوان بن عيسى، حدثنا عبد الأعلى بن عبد الله: كنت بالبقيع وعمر فجاء المطلب بن حنطب فذهبت أوسع له فجلس حجرة.
[ 230 ]
حدثنا أبو بكر، حدثنا حفص، عن حجاج، عن عبد الملك بن مغيرة، عن ابن عباس في الكبير: إذا أنكر عقله حجر عليه. حدثنا الحسين بن عبد العزيز، حدثنا الحارث: بلغني أن الليث بن سعد قال للعلاء ابن كثير. لو اتخذت حجرا يفتح لك، قال: فكيف بمؤونتها قال: أنا أكفيك. قال: يا ليث لقد قلبتك ظهرا لبطن فوجدتك بنى دنيا. قوله: فوضعتها في حجر النبي عليه السلام: هو معروف. ما فضل من قميص الجالس، والحجر: الملك. قال الله - تعالى - (وربائبكم اللاتى في حجوركم). أخبرنا الأثرم، عن أبى عبيدة: في حجوركم: في بيوتكم. حدثنا هارون بن معروف، حدثنا بشر بن السرى، حدثنا حبيب، عن عمرو:
[ 231 ]
سئل جابر بن زيد، عن ربيبة الرجل بنت امرأته التى ليست في حجره، هل تحل لزوجها الذى دخل قال: لا: أينما كانت فهى على من تزوج أمها ودخل بها حرام. ويقال: حجر وحجر قال: أنا ابن رياح قدنى من اديمه ولم أحتمل في ججر سوداء ضمعج قوله: لتركت منه بابا في الحجر ما كان خارجا من الكعبة محاطا عليه فهو الحجر. اخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: الحجر: الحطيم. وقول عمر حجرا: يقول: منعنى الله من ذلك، قال
[ 232 ]
الله - تعالى - (وحرت حجر) أي حرام ممنوع. هذا مجمع على تفسيره أنه حرام، وكسر قوم الحاء، فقرأ حجر، ورفع آخرون فقالوا حجر وقرأ قوم حرج فالذين كسروا: مجاهد والأعرج والأعمش وعاصم وحمزة ونافع وشيبة، وأبو جعفر وعيسى بن عمر، والأشهب العقيلى. والذين رفعوا: أبان بن عثمان وأبو رجاء والحسن وقتادة. وقرأ ابن عباس وابن الزبير: حرج. أخبرنا أبو عمر عن الكسائي: حجر وحجر بكسر الحاء ورفعها، وحرج وحجر سواء. أخبرنا الأثرم، عن أبى عبيدة: حجر: حرم. حدثنا أبو موسى، عن عباس: سألت أبا عمرو عن حجر قال: ممنوع، وسألته عن حجر فقال: أعوذ بالله. حدثنا أبو موسى عن عباس: سألت عيسى بن عمر، فقال: حجرلغة أهل الحجاز وحجر لغة سفلى مضر. وقال الله (يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين. ويقولون: حجرأ محجورا). كان الرجل يلقى
[ 233 ]
الرجل يخافه في الاشهر الحرم. فيقول: حجرا محجورا أي حراما محرما عليك حرمتي فلا يناله بشر. فإذا كان يوم القيامة ورأى المشركون الملائكة فقالوا لهم ذلك وظنوا أنه ينفعهم ومعنى حجر: حرام. اجمعوا على تفسيره واختلفوا في قراءته. حدثنا أبو نعيم، عن موسى بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد: حجرا محجورا حراما محرما ان نبشركم بما نبشر به / المتقين. وكذا قال مجاهد، والحسن، وعكرمة، والضحاك، وقتادة. أخبرنا سلمة، عن الفراء: حجرا محجورا: حراما محرما ان يكون لهم البشرى. والحجر: الحرام كما يقال: حجر التاجر على غلامه، والرجل على أهله، أنشدني بعضهم: فهممت أن ألقى إليها محجرا ولمثلها يلقى إليه المحجر أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: حجرا محجورا حراما محرما. قال:
[ 234 ]
حنت إلى النخلة القصوى فقلت لها حجرا حراما ألا ثم الدهاريس وقال آخر: حتى دعونا بأرحام لهم سلفت وقال قائلهم إنى بحاجور قوله: إن سعد بن معاذ تحجر جرحه تقول: تحجر الجرح للبرء: اجتمع وقرب بعضه من بعض. وقوله في حديث الجساسة: أطاعة أهل الحجر يريد أهل البوادى الذين يسكنون مواضع الحجارة. وأهل المدر:: أهل الامصار الذين يبنون بالمدر. وقوله: وللعاهر الحجر أي مالا ينفعه. وقال في حديث آخر: الأثلب. حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه قال: للعاهر الأثلب والأثلب: التراب، ويقال الحجارة. والكثكث: دقاق التراب.
[ 235 ]
وقوله: فجلس حجرة: ناحية، يقال: الحمل يأكل خضرة، ويربض حجرة، وقال الحارث بن حلزة: عننا باطلا وطلما كما يع تر عن حجرة الربيض الظباء وقال النابغة: يسائل عن سعدى وقد مر بعدنا على حجرات الدار سبع كوامل وقوله في الكبير: يحجر عليه أي يمنع من ماله. يقال حجرت عليه وحجزت، وحظرت وحظلت. وقال الله - تعالى -: (هل في ذلك قسم لذى حجر). حدثنا شريح، حدثنا جرير، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس: لذى حجر قال النهى والعقل. وهو قول مجاهد والحسن وعكرمة ومحمد بن كعب والضحاك وقتادة. وقال الحسن: الحجر: الحلم وقال أبو مالك: البينة. أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: لذى حجر: عقل وحجى.
[ 236 ]
أخبرنا أبو عمر، عن الكسائي: لذى حجر: لذى عقل. وما أشبهه أن يكون ذا ستر من نفسه وعقله. أخبرنا سلمة، عن الفراء لذى حجر: لذى حجى وعقل وستر، كله يرجع إلى أمر واحد، العرب تقول: إنه لذو حجر إذا كان قاهرا لنفسه ضابطا لها من قوله: حجرت على الرجل سمعت أبا نصر يقول: الحجر: الحرمة والحق، وأنشدنا: وجارة البيت لها حجري ومحرمات هتكها بجرى بجرى: يعنى عظيما. قال الخليل: يقال: الحجر: القرابة. وأنشد: يريدون ان يقصوه عنى وإنه لذو نسب د ان إلى وذو حجر أخبرنا الأثرم، عن ابى عبيدة: الحجر: الأنثى من الخيل. وسمعت أبا نصر: يقال: الحجر: موضع، وأنشدنا:
[ 237 ]
حتى احتداه سنن الدبور والظل في حجر من الحجور حجر بحير أو أخى بحير وصف ثورا فقال: احتداه: ساقه، سنن الدبور: قصده وتتابعه، وبحير: رجل كان يتعاهد ذلك الموضع فنسبه إليه. أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: الحاجر مكان يرتفع حواليه ويستنقع فيه الماء. قال أبو عمرو: المحاجر: الحدائق: واحدها محجر. أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي المحجر: فجوة العين وما بدا من النقاب. وقال ابن الأعرابي: المحجر: ما دار بالعين من اسفلها من العظم. وروى عمرو، عن أبيه قال: الحاجر: المتخلف، قال فضالة بن هند: يا ويح أم نمير بعد سيدها إذا الفوارس تحمى حاجز الظغن الظغن: النساء
[ 238 ]
قال أبو زيد: الحنجدور: الحلقوم: وأنشدنا أبو نصر: حابى الحيود فارض الحنجور حابى يقول: مشرف. والحيود: كل عضلة شاخصة / عن الجلد، وفارض: ضخم، والحنجور: الحنجرة.
[ 239 ]
باب حرج حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن ابن عجلان، حدثنى سعيد، عن أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه: اللهم إنى أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة. حدث محمد بن سهم، حدثنا ابن مبارك، عن أبي بكر الهذلى، عن عكرمة، عن شيبة بن عثمان قال النبي صلى الله عليه: يا معشر الأنصار قالوا: لبيك وتأشبوا حوله حتى تركوه كأنه في حرجة سلم. قوله: أحرج حق الضعيفين يقول: أضيقه على من ظلمهما، والحرج: الحرام. أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي يقال: حرج على ظلمك يريد حرم على. ومنه أحرجها بتطليقة يريد: حرمها، وأكسعها بالمحرجات يريد: بثلاث تطليقات.
[ 240 ]
وأنشدنا: ولم تحرج كره من تحرجا ولبست للشر جلا أخرجا ذكر الفتن يقول: المتحرج كره الحرب ولم تحرج هي فركبته، وجلا أخرجا فيه بياض وسواد. يقول: هذه الحرب جاءت شنعاء. قوله: حتى تركوه كأنه في حرجة أخبرنا عمرو، عن ابيه قال الحرجة يقال: لكل الشجر. أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي قال: الحرج: الشجر الملتف الواحدة حرجة. وأنشدنا: حتى إذ الليل تجلت ظلمه عاين حيا كالحراج نعمه يكون اقصى شله محرنجمه وصف جيشا جاءوا قوما ليلا يغزونهم. فلما تجلت الظلمة عاينوا حيا كالحراج كالشجر في الكثرة. واقصى شل هذا الجيش يعنى طرده وفراره ان يحرنجم: يقيم من عزه ولا يبرح. وقال الله - تعالى - (يجعل صدره ضيقا حرجا).
[ 241 ]
فكان مجاهد يفسر حرجا: شاكا، وقال الضحاك: هو الذى لا يهتدى للإسلام. وقال قتاده: ملتبسا، وكل معناه قريب. أخبرني أبو عمر عن الكسائي: حرجا وحرجا كله من الضيق كما يقال: إنه لوحد فرد، ووحد فرد، اخبرنا سلمة، عن الفراء: الحرج مثل الوحد والحرج مثل الوحد ومثله الفرد والفرد، والدنف والدنف وقال: تزداد للعين إبهاجا إذا سفرت وتحرج العين فيها حين تنتقب يقول تحرج أي تحار وتضيق عن ان تنظر إليها. وقال النبي صلى الله عليه حدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج يقول: لا إثم عليكم إن لم تفعلوا. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الحرج: التحرج في الورع، والحرج: سرير الميت. والحرج: أن ينظر الرجل فلا يستطيع أن
[ 242 ]
يتحرك من مكانه من غيظ أو فرق. والحرجوج: الريح الطويلة التى لاتكاد تنقطع قال: أنقاء سارية حلت عزاليها من آخر الليل ريح غير حرجوج وقال أبو عمرو: الحرج: مركب النساء دون الهودج ورجل متحرج كاف عن الإثم: قال النابغة: فبت كأننى حرج لعين نعاه الناس أو دنف طعين. والحرجوج: الناقة الوقادة القلب. قال الأعشى. فذر ذا ولكن رب أرض متيهة قطعت بحرجوج إذا الليل أظلما أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الحرج: الودع. والحرج: ما جعل للكلب مما يصيد. والحرج: خيال ينصب. والحرجف: الريح الباردة الشديدة الهبوب.
[ 243 ]
باب جرح حدثنا مسدد، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه: العجماء جرحها جبار. قوله: العجماء جرحها جبار: يقول: ما جرحته بيدها ورجلها إذا أفلتت من مربطها، وما اصابته برجلها وراكبها عليها أو قائد يقودها إذا كانت تساق ضمن السائق ما أصابت بيد أو رجل. يقال: جرح جرحا، والجرح: الاسم، والجراحة، يقول: فذلك من البهيمة إذا كانت هذه حالها جبار. والجبار: كل جرح لا عقل له، ولا قود. قال أتاها أنه سنة قحيط واصبح أهله حربي جبارا قال الله تعالى: والجروح قصاص.
[ 244 ]
والاجتراح: الاكتساب. حدثنا أبو بكر، عن شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: جرحتم: كسبتم. أخبرني الأثرم، عن ابى عبيدة: جرحتم: كسبتم واجترحوا السيئات ومن يجترح: يكتسب، وامرأة أرملة: لا جارح لها لا كاسب. وفلان جارحة أهله أي كاسبهم. قال: وكل فتى بما عملت يداه وما اجترحت عوامله رهين والاستجراح: النقصان. استجرحت الأحاديث: قل صحيحها.
[ 245 ]
باب رجح حدثنا عفان، وأبو الوليد، قالا: حدثنا شعبة، أخبرني سماك: سمعت أبا صفوان: بعت النبي صلى الله عليه رجل سراويل فوزن لى وأرجح. حدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا أبو داود، حدثنا زياد أبو عمر، حدثنا صالح أبو الخليل: رأى النبي صلى الله عليه عائشة على مرجوحة فأمر بقطع المراجيح. قوله: أرجح لى، أثقل الميزان حتى مال، ورجح الشئ.
[ 246 ]
يرجح رجحانا ورجوحا. وأارجح: أعطى راجحا، والحلم الراجح الذى يرزن بصاحبه. وقال: من شباب تراهم غير ميل وكهولا مراجحا أحلاما قوله: على مرجوحة: يعنى أرجوحة، فأمر بقطع المراجيح يريد الأراجيح، والترجح: التذبذب بين شيئين. والارتجاح: اهتزاز الإبل إذا مشت.
[ 247 ]
باب جحر الحجرة: السنة الشديدة. قال زهير: إذا السنة الحمراء بالناس أجحفت ونال كرام المال في الجحرة الهزل وقال الأفوه: يقون في الجحرة جيرانهم بالمال والأنفس من كل بوس وأخبرنا عمرو، عن ابيه: الجحرة: السنة ليس فيها مطر. يقال: أجحروا وأجدبوا، والجحر: كل ثقب في الأرض، والجميع الجحرة. والجواحر: المتخلفة. قال امرؤ القيس: فألحقه بالهاديات ودونه جواحرها في صرى لم تزيل وصف غلاما حملوه على فرس يطلب صيدا، فألحق الفرس الغلام بالهاديات السوابق من الوحش، والجواحر: اللاتي قد تخلفن،
[ 248 ]
وهو من المجحر، والمجحر: المدرك، والجاحر: الذى تأخر حتى أدرك. وفى صرة: في اجتماع. يقول: لحقت الأوائل الأواخر. وقال أبو عبيدة: جحر وأجحار وجحرة، وعريسة الأسد، وخيسة الاسد، وخدره وزابوقة النمر، ومكا الضب، ووجار الثعلب، ونافقاء اليربوع، وهرت القنفذ، وحجر الذئب، وبهو الثور، ومكنس الظبي، ومكا البقر، وتناويط الطير، ووكن الطير، والجميع وكنات، ووكر العقاب، وأفحوص القطاة، وأدحى النعام، وقرية النمل، ومدهن القبر، وعيدال الحية، وأول جحر اليربوع: الراهطاء، ثم الداماء، ثم النافقاء، أخذ من النفاق.
[ 249 ]
الحديث العاشر باب ذر حدثنا أبو بكر، حدثنا ابن فضيل، عن يزيد بن مقسم، عن ابن عباس: كلوا من جوانب القصعة وذوروا ذروتها. فإن في ذروتها البركة. حدثنا عفان، حدثنا همام، عن سعيد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه: رفعه بمثل معناه. حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثنى محمد بن إبراهيم، عن عمر بن الحكم، عن ابن لاس الخزاعى قال رسول الله صلى الله عليه: ما من بعير إلا وفي ذروته شيطان فاركبوها، واذكروا اسم الله.
[ 250 ]
حدثنا محمد بن الصباح، أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب: أن رسول الله: صلى الله عليه / نهى عن ضرب النساء. فأتاه عمر فقال: إن النساء قد ذئرن على أزواجهن. حدثنا خلاد بن أسلم، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا شعبة، عن قيس بن مسلم: سمعت ابن أبي ليلى، قال عمر لرجل كان مع ابى عبيد فأهزم: هل لك في الشام، فإن المسلمين قد رقوا بها، وإن العدو قد ذئروا بهم. قال: لا، الأرض التى فررت منها. حدثنا بندار، حدثنا العلاء بن الفضل، حدثنى عبيد الله بن عكراش، عن ابيه عكراش: انطلقت مع النبي صلى الله عليه إلى بيت أم سلمة، فأتينا بجفنة كثيرة الثريد والوذر. حدثنا موسى، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا يونس، عن حميد بن هلال:
[ 251 ]
أن رجلا شاتم رجلا فقال: يا ابن شامة الوذر، فرفع إلى عمر فدرأ عنه الحد. حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا منصور بن ابى الأسود، عن عطاء بن السائب، عن محارب، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: لما قدم جعفر من الحبشة قال رسول الله صلى الله عليه: أخبرني بأعجب شئ رأيته. قال: رأيت أمرأة على رأسها مكتل طعام فمر بها فارس يركض، فأذراه، فقالت: ويل لك يوم يضع الملك كرسيه، فيأخذ المظلوم من الظالم. حدثنا على بن مسلم، وابن أبى الربيع قالا: حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي: سمعت ابن أبى يعقوب يحدث عن عمه ضبثم عن سليمان بن صرد بلغني عن أمير المؤمنين على ذرو من قول يتشذر لي به من شتم وإبعاد.
[ 252 ]
أخبرني ابن أخى الأصمعى، حدثنا عمى، حدثنا عيسى بن عمر قال: قال الحسن: ما تشاء أن تلقى أحدهم ابيض ينفض مذرويه. هذا أنا فاعرفوني. حدثنا أبو الخطاب، حدثنا الهيثم بن رافع، حدثنا سماك بن عطية، عن أيوب، عن أبى قلابة، عن أنس: بينما أبو بكر يأكل طعاما مع رسول الله صلى الله عليه إذ نزلت (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) فرفع أبو بكر يده وقال: إنى لراء ما عملت من مثقال ذرة من شر. قال: ما ترى في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذر الشر في الدنيا، ويدخرلك مثقيل ذر الخير حتى يوفيكه يوم القيامة. حدثنا على، أخبرنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم يكتحل المحرم بالذرور الأحمر. حدثنا موسى، حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن أبي معشر، عن إبراهيم قال:
[ 253 ]
ينثر على قميصه الذريرة وعلى ردائه، يعنى الميت. حدثنا قتيبة، حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن، عن ابى الزناد، عن المرقع، عن جده رباح بن الربيع أن النبي صلى الله عليه قال لخالد: لا تقتلن ذرية ولا عسيفا. حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج قلت لعطاء: الصدقة في الذرة قال: نعم. حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا يحيى بن يزيد، عن أبيه، عن يزيد بن خصيفة، عن أبيه، عن السائب بن يزيد: أن رسول الله صلى الله عليه لما هلك ابنه طاهر ذرفت عينه. حدثنا عفان، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس: رأيت إبراهيم يكيد بنفسه بين يدى رسول الله صلى الله عليه، فدمعت عينا رسول الله.
[ 254 ]
حدثنا موسى، حدثنا حماد بن سلمة، وحدثنا مسدد، حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم، حدثنا أبو، عثمان، عن أسامة: أن ابنة لبنت رسول الله وضعت في حجره وهو يموت ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه. قوله: ذروا ذروتها: أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: الذروة: أعلى كل شئ. أخبرنا عمرو عن أبيه: الذرى: الأسنمة. وأنشدنا: كأن ذراها من دجوج قعائد نفى الشرق عنها المغضنات السواريا أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي، يقال: إنه لمن ذروتهم أي: أعلاهم ومن محتدهم أي: أصلهم ومن سرهم اي: خيارهم، وإنه لصريح فيهم إذا كان محضا خالصا. وثاقب النسب: ظاهر، وإنه لفى سنخ صدق، وقنس صدق، وإرث صدق.
[ 255 ]
قوله: إن النساء قد ذئرن وقوله إن العدو قد ذئروا قال الأصمعى: قد نفرن واجترأن. قال عبيد: ولقد أتانى عن تميم أنهم ذئروا لقتلى عامر وتغضبوا قوله كثير الوذر: هي القطعة [ من ] اللحم لا عظم فيها. أخبرنا عمرو عن ابيه: الوذر: الحم. وقال أزيد: وذرت الوذرة أذرها وذرا، وننحضتها أنحضها نحضا. وبضعتها أبضعها بضعا: إذا قطعتها عن العظم فإذا بقى على العظم لحم رقيق قلت: لحمت ما على العظم. أخبرنا عمرو عن أبيه: التوذير: أن يشرط الجرح، والناقة يوذر حياؤها. وقوله: يا ابن شامة الوذر هذا كان عندهم شتما كأن قائله يعرض بأنها تفعل ذلك بذكور الرجال. قوله: فأذراه أي فرقه وأطاره.
[ 256 ]
أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي يقال: ذرت الريح التراب فهى تذروه ذروا، إذا أطارته. وريح ذارية. ومنه ذرى الناس الحنطة. وطعنه فأذراه إذا رمى به. وقلعه من السرج وأذرت الريح فهى تذرى إذراء مثل ذرته تذروه وأذرته الريح: قلعته من اصله زذروته: طيرته. قال الله - تعالى -: (فأصبح هشيما تذروه الرياح). اخبرنا أبو عمر عن الكسائي: تذروه الريح وتذريه: لغتان. أخبرنا سلمة، عن الفراء: تذروه مذروت وذريت لغة. ولو قرأ قارئ تذريه من أذريت اي: تلقيه كان وجها. أخبرنا الأثرم، عن أبى عبيدة، تذروه: تطيره، وتفرقه. وذرته الريح تذريه، وأذرته تذره. وأنشدنا سلمى، عن الفراء، عن المفضل: فقلت له صوب ولا تجهدنه فيذرك من أخرى القطاة فتزلق
[ 257 ]
أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: المذرى: الذى يحمل به الطعام ليذرى، وأنشدنا: لها منخل تذرى إذا عصفت به أهابي سفساف من الترب توأم أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: ذرى يذرى ذروا إذا مر مرا سريعا وأنشدنا: إذا تلقته العقاقيل طفا ذار وإن لاقى العزاز أحصفا وصف ثورا فر من الكلاب. والعقاقيل: ما تعقد من الرمل. وطفا: ارتفع. وذار خفيف. والعزاز: ما صلب من الأرض، وأحصف: اشتد عدوه. وأنشدنا عمر، عن ابيه. قال النظار: فمر لا ذارى يذرو ذروه من راكض ليس له جناحان
[ 258 ]
وقال أبو الغمر: وذر البقل ووصل وظفر تظفيرا اول ما يخرج كأنه أظفار الطير مادام على ورقتين فإذا زاد قيل: تشعب ورقة. وعرف اي ثقل هو. وقال أبو صاعد: بذرت الأرض. وفرخت. ويقال: هل رأيت من النشر شيئا وهو العشب. قوله: بلغني ذرو قول. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي. يقال: بلغني عن فلان ذرو من خبر إذا بلغك طرف منه، قال: أتانى عن مغيرة ذرو قول وعن عيسى فقلت له كذاكا قوله: ينفض مذرويه أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي يقال: جاء فلان ينفض مذرويه إذا جاء باغيا يتهدد. وقال أبو عمرو والخليل: المذروان: فرعا الأليتين. وأنشدنا: أحولى تنفض استك مذرويها لتقتلني فها أنا ذا عمارا أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: مذائر التى ترأم بأنفها ولا تدر على ولدها.
[ 259 ]
قوله: فمن يعمل مثقال ذرة حدثنا شجاع، حدثنا ابن فضيل، عن ليث، أبي فزارة عن يزيد بن الأم، عن ابن عباس: أنه أدخل يده في التراب ثرفعها ثم قال: كل واحد مثقال ذرة. حدثنا موسى، حدثنا أبو هلال، عن معاوية بن فزارة: أن رجلا جعل في كفه ميزان خمسا وعشرين ذرة فما مال الميزان. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا المزلق: رأيت الحسن يفت الخبز للذر والذر صغار النمل، والذى أكبر منه فازر والذى أكبر منه عقيفان. قال: سلط الذر فازر وعقيفا ن فأجلاهم لدار شطون قوله: يكتحل بالذرور معروف. وذروت عين فلان إذا أخذت ذرورا، بأطراف أصابعك تذره. وقوله ينثر على قميصه الذريرة: فتات قصب كالنشاب.
[ 260 ]
وقوله: لا تقتلن ذرية: هم صغار الخلق. وهم الباقي من الخلق. قال الله تعالى: ذرية من حملنا مع نوح. أخبرنا الأثرم، عن أبى عبيدة: ذرأ بمنزلة برأ، ومعناه خلق أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي، يقال: ذرأ رأس فلان فهو يذرأ ذرأ وقد علته ذرأة اي بياض. قال الأشهب: ألا يالقوم للشباب الذى مضى وسلوة عيش قد تولى عريضها وللرأس أمسى قد تبدل ذرأة تلوح على أعلى المسايح بيضها وقال أبو نخيلة: وقد علتنى ذرأة بدى ورثية تنهض في تشددى
[ 261 ]
ويقال: جدى أذرأ وعناق ذرآء، وذلك إذا كان في رأسه ورأسها بياض وملح ذرآنى إذا كان شديد البياض. أخبرنا سلمة، عن الفراء. يقال: ملح ذرآنى وذرآنى. أخبرني أبو نصر، عن أبى زيد قال: في الغنم الذرآء وهى الرقشاء الأذنين. وسائرها أسود. وقال أبو زيد: علته ذرأة قد ذرأ يذرأ ذرأ إذا شمط. أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي يقال: ذريت الشاة تذرية وهو ان تجز صوفها. وتدع فوق ظهرها شيئا يعرف به، وذلك في الضأن خاصة والإبل. ويقال: فلان يذرى فلانا. وهو ان يرفع من أمره ويمدحه. وأنشدنا: عمدا أذرى حسبى أن يشتما بهدر هدار يمج البلغما أخبرنا عمرو، عن أبيه، يقال: ذريته أي: مدحته، قال المرار.
[ 262 ]
تذكرتهم والمرء ذاكر قومه فمثن عليهم أو مذر فزائد أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: كان في ذرى فلان: في دفئه وظله، ويقال: استذر بهذه الشجرة أي كن في دفئها وظلها ودفؤها يسمى الذرا مقصور، وأنشدنا عمرو لتميم: لديه لأنضاء الخصاص موارد بأذرائها يأوى الضريك المعصب يعنى لديه: لدى عثمان بن عقان. لأنضاء: الواحد نضو والخصاص: الفقر. موارد: يردون عليه، بأذرائها ما استترت به. يأوى الضريك: الفقير، والمعصب: الذى يشد بطنه من الجوع. ويقال: ذرا ناب الجمل يذرى ذروا. إذا انكسر. وقال أوس: وإن مقرم منا ذرا حد نابه تخمط فينا ناب آخر مقرم قوله: في الذرة صدقة الذرة: حب يؤكل، واحده وجمعه ذرة. ويقال: ذر قرن الشمس. والذرور: أول طلوعها. وسمعت ابا نصر يقول: الذرور: طلوع الشمس، وأنشدنا: فحط في علقى وفى مكور بين توارى الشمس والذرور
[ 263 ]
وعلقى: نبت، ومكور: نبت، يصف ثورا، وقال آخر: حتى إذا ذر قرن الشمس صبحه غضف كوالح في أعناقها الحلق وقرئ على أبي نصر، عن الأصمعي قال: إذا أرادوا أن يمنعوا الفصيل من الرضاع خلوه: أدخلوا في أنفه من داخل خلالا محدد الرأس باسفله حجنة، فإن لم يصنعوا ذلك صروا أمهاتها، فتوا بعرا على كل خلف. فيذئروه بذلك الذئار. والذئار: البعر. فإن لم يجدوا بعرا جعلوه وبرا ثم جعلوا فوقه التوادى، فصروا كل خلفين بتودية - والتودية عود عشر - ثم شدوه بخيط. فاسم ذلك الخيط الصرار. فإن جعلت فوق الذئار صوفة فهى جلبة. قال: لا يهب الطيب ولا يستوهبه إلا ذئارا بيديه جلبة فإن جعلت مكان / الذئار جلدة أو خرقة ثم صررتها، فذلك الترفيل، فإن صررت جميع أخلافها فقد أكمشت إكماشا فإن صررت ثلاثة فقد ثلثت، وإن صررت خلفين فقد أشطرت وشطرت.
[ 264 ]
باب رذ حدثنا اليمامى، حدثنا النضر بن محمد، عن عكرمة بن عمار، عن إياس ابن سلمة، عن أبيه قال: لحقت الذين أغاروا على سر المدينة، فأخذت فرسين أرذوهما. حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا محمد بن عمر، حدثنا يحيى بن النعمان، عن أبيه، عن شيوخ من غفار قالوا: ما أصاب اصحاب محمد صلى الله عليه يوم بدر إلا زذاذ لبد لهم الأرض. قوله: أرذوهما الرذى والرذية: المهزول لا يستطيع براحا رذى يرذى رذاوة. والجميع رذاة. وأرذيته أنا. وقال أبو عمرو.
[ 265 ]
الرذية: المهزولة التى تركت في الطريق وهى الرذايا. قال: من الكاتمات الربو وهى حميدة رذايا العجاوى والفوارس تمصع وقال أبو نصر: الرذايا: ما قام فلم ينبعث وأنشدنا: سمام تبارى الطير خوصا عيونها لهن رذايا بالطريق ودائع قوله: ما اصاب أصحاب النبي إلا رذاذ أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الرذاذ أصغر ما يكون من المطر قطرا، أرض مرذ عليها، وقد ارذت. وقال: بلدة تمطر الغبار على النا س كما تمطر السماء الرذاذ
[ 266 ]
الحديث الحادي عشر باب عذر حدثنا عبيد بن عمر، حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن حسان، عن زيد بن الحوارى، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه: إن الرجل ليفضي في الغداة الواحدة إلى مائة عذراء. حدثنا مسدد، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عبيد الله، عن أم قيس، قالت: دخلت على رسول الله صلى الله عليه بابن لي قد أعلقت عليه من العذرة فقال: علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العود يسعط به من العذرة، ويلد به من ذات الجنب. حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا عيسى بن يونس، عن خارجة، عن شيخ، عن ابن مسعود، ان النبي صلى الله عليه قال: الوليمة في الإعذار حق. حدثنا ابن أخى الأصمعى، حدثنا عمى، حدثنا إسحاق بن يحيى، عن موسى ابن طلحة:
[ 267 ]
قلت لسعد: أسنانكم معشر المهاجرين. قال: كنا من إعذار عام واحد. يعنى ختنا في سنة واحدة يعنى العشرة. حدثنا أبو بكر، حدثنا عبدة، عن الإفريقى، عن سعد بن مسعود، قال رسول الله صلى الله عليه: الفقر أزين للمؤمن من عذار حسن على خد فرس). حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن رجل، عن النبي صلى الله عليه: لن يهلكوا - يعنى الناس - حتى يعذروا من أنفسهم. حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا عمر بن علي، عن معن بن محمد، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه قال: قد أعذر الله إلى العبد، أخر أجله حتى يبلغ ستين أو سبعين.
[ 268 ]
حدثنا الحسن بن علي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن يحيى بن سعيد بن العاص: أن النبي صلى الله عليه استعذر أبا بكر من عائشة، فرفع أبو بكر، فلطم في صدرها، فوجد من ذلك النبي، وقال: ما أنا بمستعذر منها بعد، فعليك هذه. حدثنا أبو الربيع، حدثنا حماد بن زيد، عن عبد الله بن مختار، عن محمد بن زياد، عن زبيد بن الصلت: تعذر العيش علينا بالمدينة، فلقيني عمر فقال: أين تريد قلت: الشام. قال: لم تعرض هؤلاء الفتية لطواعين الشام ! حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا حميد بن الأسود، عن أسامة بن زيد، عن نافع، عن أبن عمر: أنه كره السلت الذى يجعل بالعذرة
[ 269 ]
قوله: ليفضى في الغذاة إلى مائة عذراء هي التى لم يمسها رجل. حدثنا أبو نصر، عن الأصمعي: يقال للرجل إذا افتض الجارية هو أبو عذرها. قوله: قد أعلقت عليه من العذرة سمعت مصعب بن عبد الله يقول: العذرة: قرحة تخرج في الخرم الذي بين آخر الأنف وأصل اللهاة يصيب الصبيان عند طلوع العذرة. فتعمد المرأة إلى خرقة فتفتلها فتلا شديدا، وتدخلها في أنفه فتطعن ذلك الموضع فينفجر منه دم أسود، وربما أقرح الطعن ذلك الموضع، وذلك الطعن هو الدغر، والدغر: أن يدفع يده في الطعام، وكان علي لا يقطع في الدغرة وكانوا بعد أن يفعلوا بالصبي ذلك يعلقون عليه علاقا، فلما رأي النبي صلى الله عليه ذلك العلاق على ابن أم قيس علم أنه قد دغر فكره العلاق أيضا، لأنه لا معنى له، ولا يغنى عن المعذور شيئا، وأمرها أن تسعطه بماء العود الهندي، وهو القسط في أنفه، لأنه يصل إلى العذرة، فيقبضها، لأنه يفعل ذلك ويلد به من ذات الجنب وهي الدبيلة. واللدود: السعوط في أحد شقى الفم، والوجور في وسط الفم.
[ 270 ]
أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: العذرة: وجع في الحلق. وقال أبو إسحاق: قوله: يصيب الصبيان عند طلوع العذرة، وهي خمس كواكب على إثر الشعرى العبور، والشعرى الشامية، وهي متفرقة تسمى العذارى، وهي بحذاء الزبرة، وهي تطلع في الحر. والعذرة: الخصلة من الشعر، ومن عرف الفرس. قوله: الوليمة في الإعذار. حدثنا الحكم بن موسى، عن عيسى بن يونس: الإعذار: الختان: أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الإعذار: الختان، أعذرت الغلام إعذارا وغلام معذر، وأعذر الغلام، ويقال للجارية: أعذرت وخفضت، والختانة معذرة، وكنا في إعذار بنى فلان، وهو الطعام عند الختان. وأنشدنا: فأخذن أبكارا وهن بآمة أعجلنهن مظنة الإعذار قوله بآمة يعنى العيب. وقال آخر: كل الطعام تشتهى ربيعة الخرس والإعذار والنقيعة ومن ذلك كنا إعذار عام واحد: أي ختنا في عام.
[ 271 ]
وقال أبو زيد: أعذرت وعذرت الغلام والجارية، وأنشد: تلوية الخاتن زب المعذر وقال: غمز ابن مرة يا فرزدق كينها غمز الطبيب نغانغ المعذور قوله: من العذار على خد الفرس أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: المعذر: العذار من الفرس. وعذر دابته، وهو معذر إذا شد عليه العذار. والعذرة: ما تحت ذفرييه بشبر أو نحو ذلك قالت خنساء: فراح يبارى أعوجيا مصدرا طويل عذار الخد جؤجؤه رحب وفلان منقطع العذار إذا لم تتصل لحيته من عارضيه. والغذران: العارضان، يقال للرجل إذا خف ذلك منه: إنه لخفيف العذارين. قوله: حتى يعذروا من أنفسهم: يقول: تكثر ذنوبهم، فيعذروا من أهلكهم بالعقوبة. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: أعذر الرجل: إذا جاء بعذر، وعذيرك من فلان يعذر منه.
[ 272 ]
قوله: لقد أعذر الله إلى عبد أخر أجله: وقول صفية: فما زال النبي صلى الله عليه يعتذر إلى. وأخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: العذر والمعذرة، والعذري والعذرة، مالك عذر ولا عذرى ولا معذرة. وقال أبو زيد: سمعت التميميين والطائيين يقولون: تعذرت إلى الرجل تعذرا في معنى اعتذرت. أخبرني عمرو، عن أبيه، يقال: تعذر أي: اعتذر، وأنشدنا: وإني لأستحيي وفي الحق مستحى إذا جاء باغي العرف أن أتعذرا وعذرت من نفسي، ولا يقال: أعذرت. وأنشد: فإن تك حرب ابني نزار تواضعت فقد عذرتنا في كلاب وفي كعب قوله: تعذر علينا العيش يقال: تعذر على هذا الأمر إذا لم يستقم لك. وقال امرؤ القيس: ويوما على ظهر الكثيب تعذرت على وآلت حلفة لم تحلل الكثيب: رمل مجتمع، وتعذرت: تشدت. وتعذرت الحوائج عند فلان: تعسرت. وآلت حلفة لم تحلل: لم تستثن.
[ 273 ]
أنشدني أبو نصر: ها إن ذا عذرة إن لا تكن نفعت فإن صاحبها قد تاه في البلد وعذر تعذيرا إذا لم يبالغ، وهو يريك أنه يبالغ. قال الله تعالى - (وجاء المعذرون من الأعراب) يعنى المعتذرون، فأدغم التاء عند الذال، وهم الذين لهم عذر، والمعذر على جهة المفعل هو الذي يعتذر بغير عذر. كذا أخبرني أبو عمر، عن الكسائي. وأخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: المعذرون أي من يعذر وليس بجاد. يظهر غير ما في نفسه. وأكثر القراء على التشديد. وقرأ ابن عباس: المعذرون مخففة، والمعنى فيما أخبرنا سلمة، عن الفراء: الذي قد بلغ جهده أقصى العذر. وقال الخليل: المعذرون: الذين لهم عذر، والمعذرون: لا عذر لهم، يتكلفون عذرا. أخبرنا سلمة، عن الفراء: المعتذر يكون محقا له عذر، ويكون
[ 274 ]
لا عذر له - كما قال الله - (يعتذرون إليكم) ثم قال قل لا تعتذروا أي لا عذر لكم. قال الشاعر: فقوما فقولا بالذي قد علمتما ولا تخمشا وجها ولا تحلقا الشعر إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر يقول: قد أعذر، والعذر جميع عذرة وعذرى ومعذرة. ومن الأمثال أبي الحقين العذرة هذا رجل ضاف (قوما) فاعتذروا إليه (و) هو يرى أو طاب اللبن يعنى حقنوا اللبن في الأوطاب. وقال: عذير الحى من عدوا ن كانوا حية الأرض وقال أبو زيد: العذرة: فناء الدار، يقال: لا تطورن بعذرتي
[ 275 ]
والجميع العذرات. ومثله عقوتي وجنابي، وناحيتي، وسميت العذرة، لأنها كانت تلقى بالأفنية. قوله: السلت الذي يجعل بعذرة الناس هو ما أثفله الإنسان، يقال: أعذر الرجل إذا بدا ذاك منه. سمعت أبا نصر يقول: العذير: الحال، وأنشدنا: جاري لا تستنكرى عذيري سعيي وإشفاقي على بعيري
[ 276 ]
باب ذرع حدثنا مسدد، حدثنا عبد الوارث، حدثنا أبو التياح، عن صخر بن بدر، عن سبيع بن خالد: قلت لصاحبي: انطلق إلى هؤلاء فنسمع حديثهم ثم نتفرغ لسوقنا، فكأنه ضاق به ذرعا. حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن المثنى بن سعيد، حدثنا قتادة، عن بشير بن كعب، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه قال: إذا اختلفتم في الطريق فدعوا سبع أذرع. حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا عيسى بن يونس، عن هشام عن محمد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه: من ذرعه القئ فلا يقض.
[ 277 ]
قوله: فضاق به ذرعا أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: ضقت به ذرعا المعنى ضاق ذرعي به، وذرعه: قدرة الذي يبلغ. قال ومصعدهم كي يقطعوا بطن ممعج فضاق بهم ذرعا جرار، وعاقل قوله: سبع أذرع أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الذراع والساعد شئ واحد. وثلاث أذرع وقال الخليل: الذراع من طرف المرفق إلى طرف الأصبع الوسطى. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي، يقال: زق ذارع إذا كان طويلا قال: والشاربين إذا الذوارع أغليت صفق الفضال بطارف وتلاد وقال آخر: فلما ذرعنا الأرض تسعين غلوة تمطرت الدهناء بالصلتان
[ 278 ]
وامرأة ذراع: سريعة اليدين بالمغزل، ونخلة ذرع الرجل، يريد مثل الرجل في الطول والتذريع: فضل حبل القيد في الذراع، يقال: ذرع له إذا قيد في ذراعه، وأبطرت ناقتك ذرعها: إذا حملت عليها / أكثر مما عندها. والذرع: ولد البقرة، والمذرعة: البقرة. أخبرنا عمر، عن أبيه قال الذرع: ولد البقرة، قال الأعشى: كأنها بعد ما أفضى النجاء بها بالشيطين مهاة تبتغى ذرعا أنشدنا عمرو: محطوطة الكشح جالت تبتغى ذرعا لم تدر بعد غداة الأمس ما فعلا قوله: كأنها يعنى بقرته. شبهها ببقرة وحشية بعدما أفضى النجاء بها: مضى كأنها مهاة يعنى بقرة تطلب ولدها والشيطين: موضع. ورجل مذرع: أمه أشرف من أبيه.
[ 279 ]
أخبرنا عمرو، عن أبيه: المذرعة: جلدة الوظيف أسفل من الركبة. أخبرنا عمرو، عن أبيه، عن أبي خليفة: مذرعة الغدير: ما استدق منه وثور مذرع في أكارعه لمع سود قال ذو الرمة: بها كل خوار إلى كل صعلة ضهول ورفض المذرعات القراهب قوله: من ذرعه القئ أي أفرط عليه. وقال أبو زيد: أذرع فلان في الكلام إذراعا، وهو مذرع إذا أكثر وأفرط، وموت ذريع: فاش لا يتدافن أهله. قرئ على أبى نصر، عن الأصمعي قال في البعير: الذراع، وهو بين الوظيف والعضد، والوظيف هو عظم الساق، وفيه الرصغ، وهو
[ 280 ]
بين الفرسين والوظيف في كل رصغ سلاميان، وهي أم القردان وهي بين كل سلاميين من الأرصاغ من مقدمها ومؤخرها، وهي المطمئنة من وراء الفرسن. والعجاية: العصبة المستبطنة الوظيف. وفيها القينان في الذراع، وهما حرفا رأس الوظيف حيث انفرق عند الرصغ في موضع القيد، وفي الفرسن: البخص وهو لحمها من باطن، وفيها المنسم وهو ظفر البعير. وفيها الأظل، وهو ما كان تحت المنسم، وفيها الخف وهو ما أصاب الأرض من الجلد إذا مشى / والشوى وهو الأكارع، والواحدة شواة، والأكارع هي الأوظفة. والوظيف في اليد ما بين الركبة إلى الرصغ، وفي الرجل ما بين العرقوب إلى الرصغ. وذراع العامل: صدر القناة، والذراع منزل من منازل القمر، وهو أول الأسد، وهما كوكبان ضخمان بين الهنعة والبثرة، يطلع في سبع من تموز، ويسقط في ست من كانون الآخر، والذريعة جمل يختل به الصيد، يسيب مع الوحش، فتأنس به، ثم يمشى رجل إلى جنبه فيرمي الصيد.
[ 281 ]
باب ذعر حدثنا عثمان وإسحاق، قالا: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن حذيفة قال لي رسول الله صلى الله عليه: قم يا حذيفة ليلة الأحزاب، فائت القوم ولا تذعرهم. والذعر: الفزع، ذعر ذعرة، قال عمرو بن أحمر في وفد عاد حين خرجوا إلى مكة يستسقون لهم. فأقاموا عند معاوية بن بكر يسقيهم الخمر، وتغنيهم الجرادتان جاريتاه، فقال: وجرادتان تغنيانهم وعليهما المرجان والشذر وبعيرهم ساج بجرته لم يؤذه غرث ولا ذعر قوله: ساج: ساكن من قوله - تعالى -: (والليل إذا سجى) بجرته، وهو يجتر، أي هو في خصب لم يؤذه غرث. يقول: جوع ولم يذعر.
[ 282 ]
الحديث الثاني عشر باب حشر هذا خماسي حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثنى مغيرة بن النعمان، عن سعيد، عن ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه: يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة. حدثنا القاسم بن أبي شيبة، حدثنا ابن نمير، عن حجاج، عن ابن أبي ملكية، عن أسماء بنت أبي بكر، عن النبي صلى الله عليه: عذبت امرأة في هرة، ربطتها ولم تدعها تأكل من حشرات الأرض. حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا غالب بن حجرة، حدثنا ملقام بن التلب، عن أبيه:
[ 283 ]
صحبت النبي صلى الله عليه فلم أسمع لحشرة الأرض تحريما قوله: يحشر الناس الحشر: جمع الناس للقيامة، والمحشر: المجتمع، وحشرتهم السنة جمعتهم، وساقتهم إلى الخصب. قوله: تأكل من حشرات الأرض الواحدة حشرة، وهو قوله: لم أسمع لحشرة الأرض تحريما وهو صغار دواب الأرض، مثل اليربوع والضب ونحوه. وأنشدنا سلمة: أيا أم عمرو من يكن عقر داره جواء عدى يأكل الحشرات وتسود من لفح السموم جبينه ويعر وإن كانوا ذوي بكرات أخبرنا عمرو، عن أبيه: الحشرات هوام الأرض.
[ 284 ]
أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: أذن حشر لطيفة دقيقة. أخبرنا عمرو، عن أبيه الأذن المحددة، قال: لها أذن حشر وذفرى أسيلة وخذ كمرآة الغريبة أسجح أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: السكين: التى يقذ بها الريش، يقال لها محشرة، وحربة حشر أي دقيقة. وقال الأحمر: الحشور: العظيم البطن. وقال أبو عمرو: الحشور: العظيم الجنب، وامرأة حشورة وحوشبة.
[ 285 ]
باب حرش حدثنا عفان، حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن زيد بن وهب، عن ثابت ابن وديعة: أتى النبي صلى الله عليه رجل بضبين، قد احترشهما، فقال أمة مسخت. حدثنا واصل بن عبد الأعلى، حدثنا ابن فضيل، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: أن الله لعن من يحرش بين البهائم. قوله: احترشها: الحرش أن تهيج الضبمن جحره، فإذا خرج فقرب منك هدمت عليه بقية الجحر. حدثنا عمرو عن أبيه: الحراش: الأسود السالخ، وإنما سمى
[ 286 ]
الحراش، لأنه يحرش الضباب، وقد أحرش الضب، وهو أن يدنو ويضرب بذنبه / يفح. وكان الضب، إذا ولد يحذر ولده الإنسان، ويقول: احذر الحرش فبينا هو وابنه في تلعة إذ وجد الإنسان أثر الضب في التلعة، فأخذ مرداة. فعلق التلعة رديا. فقال: يا أبه، الحرش هذا ! قال: يا بنى هذا أجل من الحرش فأذهبها مثلا. المرداة يعنى الحجر. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الحرشاء: خردل البر، والحرش: الأثر وجماعه حراش. قوله: نهى عن التحريش بين البهائم أن يغرى بهيمة ببهيمة، أو إنسانا بإنسان والحريش: دابة لها مخالب كمخالب الأسد.
[ 287 ]
باب شحر [ الشحر ] هو ساحل اليمن بينها وبين عمان. قال ذو الرمة: حراجيح مما ذمرت في نتاجها بناحية الشحر الغرير وشدقم
[ 288 ]
باب رشح حدثنا عفان، حدثنا صخر بن جوبرية، عن نافع، عن ابن عمر، قال رسول الله صلى الله عليه: يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه. حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا إبراهيم بن المنذر، عن عمر بن ابي بكر، عن أبي الزناد: كان الوليد رشح ابنه عبدالعزير لولاية العهد، فكان يلقى الناس بالبشر، فأحبو ولايته. قوله: في رشحه الرشح: العرق، لأنه يرشح من البدن. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعى: إذا مشى ولد الناقة، وقوى قيل: رشح وهو راشح، وأمه المرشحة، والمرشحة - بالتشديد - قال:
[ 289 ]
به استودعت أولادها خذل المها مطافيلها والمشدنات المراشح قوله: يرشح للخلافة يؤمل الترشيح أن ترشح ولدها بلبن قليل، قال: فإني قد أتاني ما فعلتم وما رشحتهم من شعر بدر أخبرنا عمرو، عن أبيه: يقال: ظبى راشح حين يمشى، وأنشدنا: وأسحم ميال على جيد ظبية دعاه طلى أحوى برمان راشح. طلا يعنى ولدها، وراشح: حين يمشى.
[ 290 ]
باب شرح حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهري، عن عبيد بن السباق، أخبرني زيد بن ثابت: لم يزل أبو بكر يراجعني في جمع القرآن حتى شرح الله صدري بما شرح به صدر أبي بكر. قوله: شرح الله صدري: أي وسعه فرأيت ما رأى وشرح الله صدره للخير. حدثنا أبو بكر، حدثنا شريك، عن ابن شبرمة، عن الحسن: (ألم نشرح لك صدرك) قال: بلى، فملئ حكما وعلما. الشريح: قطع اللحم المشرح، والشرح: البيان
[ 291 ]
الحديث الثالث عشر باب حنف حدثنا ابن نمير، حدثنا يزيد بن هارون، عن ابن إسحاق، عن داود بن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس: سئل رسول الله صلى الله عليه أي الأديان أحب إلى الله قال: الحنيفية: السمحة. حدثنا مسدد، حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، عن النبي صلى الله عليه: أدرك النبي رجلا يجر إزاره، فقال: ارفع إزارك، فقال: إنى أحنف، فقال: ارفع فكل خلق الله حسن. قوله: الحنيفية السمحة يقال هي شريعة إبراهيم عليه السلام، ويقال: الحنيف: المسلم والجمع الحنفاء، لأنه تحنف عن الأديان، ومال إلى الحق، قال الله - تعالى - (إنى وجهت وجهى
[ 292 ]
للذى فطر السموات والأرض حنيفا) وقال: (واجتنبوا قول الزور، حنفاء لله) حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا الفضل بن موسى، عن سلمة بن سابور، عن عطية، عن ابن عباس: حنفاء لله: يعنى حجاجا. حدثنا أبو نعيم، حدثنا مورق التميمي، سمعت الضحاك: حنفاء قال الحج. حدثنا نصر بن على، حدثنا أبي، عن القاسم بن الفضل، عن كثير بن زياد، عن الحسن: الحنيفية حج البيت. حدثنا عبد الله بن صالح، أخبرنا فضيل، عن عطية قلت: الحنيف قال: الحاج. حدثنا عبيد الله، حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن السدى: قال: حجاج.
[ 293 ]
حدثنا يحيى، حدثنا شريك، سمعت السدى قال: ما كان في القرآن من حنفاء قال: مسلمين، وما كان من حنيفا مسلما، قال: حجاج /. حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله حنفاء متبعين. قوله: إنى أحنف أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الحنف: إقبال القدم بأصابعها على الأخرى هذه على هذه، وهذه على هذه، وسمى الأحنف بن قيس، لحنف كان برجليه، وهو الذى اتخذ السيوف الحنيفية. حدثنا عمرو، عن أبيه قال: أحنف يقول: في قدمه حنف. وأنشدنا: محب لصغراها بصير بنسلها حفوظ لأخراها أحيذف أحنف وقال أبو إسحاق: يعنى الراعى.
[ 294 ]
باب نفح حدثنا عفان، حدثنا وهيب، عن ابن عون، عن محمد: كانوا لا يغرمون من النفح. حدثنا خلف بن هشام، حدثنا أبو عوانة، عن أبي جمرة، سمعت ابن عباس: سئل عن الجبن فقيل: يصنعون فيه الإنفحة، فقال: أن كنت في شك، فاذكر اسم الله، وكل. حدثنا عبيدالله، ومحمد بن صباح، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: سئل ابن عباس فقيل: يصنعون فيه أنافح الميتة. قال لا تأكلوه إذا. قوله من النفحة هو أن ترمى الدابة بطرف حافرها، ونفح الطيب ينفح نفحا ونفوحا، وأنشدنا عمرو لتميم بن أبى:
[ 295 ]
ترعى جنابا طيبا ثم تنتحى لأعيط من أقرابه المسك ينفح أعيط: رمل طويل. وأقرابه: جوانبه. أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: النفوح التى إذا مشت خرج لبنها من خلفها. قوله: يصنع فيه الأنفحة هو لبأ يرضعه الجدى، فيذبح قبل أن ينهضم في كرشه. أخبرنا عمرو، عن أبيه، عن الجعفري، قال منفحة، وقال أبو زياد إنفحة. أخبرنا عمرو، عن أبيه: النفيح: الغريب الذى يجئ من بلد إلى بلد، نفح ينفح. والنفيحة: القوس وهي شطيبة من النبع.
[ 296 ]
باب نحف يقال: رجل نحيف، نحف نحافة، وهي القضافة، وقلة اللحم، قال: ترى الرجل النحيف فتزدريه وفي أثوابه رجل مزير
[ 297 ]
باب حفن حدثنا اليمامي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريح، أخبرني محمد بن الحارث، عن أبي سلمة بن سفيان. أن امرأة جاءت إلى عمر، فقالت لحقني رجل، فحفن لي حفنة من تمر، ثم أصابني، فقال عمر: مهر. قوله: حفن لي حفنة الحفنة ملء راحتيك، وتضم أصابعك، والحفان فراخ النعام. وقال أبو زيد: احتفنت الرجل: قلعته من الأرض. وقال الأصمعي: صلمعته: قلعته، وصلمع رأسه، وجلمحة وزلقه، كله حلقه.
[ 298 ]
الحديث الرابع عشر باب إصبع حدثنا إبراهيم بن دينار، حدثنا علي بن الحسن، عن أبي حمزة، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه: الأصابع سواء. حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة، عن الأسود بن قيس، عن جندب: دميت إصبع النبي صلى الله عليه فقال: هل أنت إلا إصبع دميت. حدثنا قتيبة، حدثنا ليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه: أنه كان إذا توضأ أدخل إصبعيه في سماخيه.
[ 299 ]
أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الأصابع: الواحدة إصبع لليد سمعت قطربا، يقال: إصبع وأصبع وأصبع. قال أبو إسحاق: وقد ذكر من اسم الإصبع أكثر من هذا. أخبرنا سلمة، عن الفراء هي الإصبع. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الإصبع، الأثر الحسن من الرجل على عمل عمله، فأحسن العمل. أو معروف، يقال: ما أحسن إصبع فلان على فلان وقال أبو عمرو: إنه لحسن الإصبع في المال إذا كان حسن القيام عليه، وإنه لذو إصبع في المال. وأنشدنا: أغر كلون البدر في كل منصب من الناس نعمى يحتديها وإصبع وقال أبو زيد: لفلان على إصبع حسنة، ويد حسنة، وقال أبو نصر: والراعي يوصف بالرفق بالإبل وقلة العنف بها قال /: ضعيف العصا بادى العروق ترى له عليها إذا ما أجدب الناس إصبعا
[ 300 ]
وقال طفيل: كميت كركن الباب أحيا بناته مقاليتها واستحملتهن إصبع المعنى فيها يقول: هو فحل مبارك، إذا نتجت منه المقلات وهي التى لا يعيش لها ولد، عاش ولدها من هذا الفحل، لأنه مبارك كما قال ذو الرمة: سبحلا أباشرخين أحيا بناته مقاليتها فهي اللباب الحبائس قوله: هل أنت إلا إصبع دميت هي مكسورة الألف ومنصوبة الباء، والإصبع مؤنثة.
[ 301 ]
باب عصب: حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الله بن عكيم: قرئ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه: لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب. حدثنا داود بن رشيد، حدثنا الوليد بن مسلم، عن صدقة بن يزيد، حدثتني بنت واثلة: أنها سمعت أباها قال: قلت يا رسول الله، الرجل يحب قومه، أعصبي هو قال: لا. قلت: فمن العصبي. قال الذي يعين قومه على الظلم. حدثنا هارون بن معروف، حدثنا بشر بن السرى، عن أبى هلال، عن ابن بريدة: قطع مصعب في عصيب حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا يحيى، عن ثور، عن راشد بن سعد، عن ثوبان: رخص النبي صلى الله عليه أن يمسحوا على العصائب والتساخين.
[ 302 ]
حدثنا أبو السائب، حدثنا وكيع، عن أبي الأشهب، عن الحسن، عن أبي موسى: بينا رسول الله صلى الله عليه في مسير إذ رفع صوته: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم) فلما سمع المسلمون صوت نبيهم اعصوصبوا. حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن إبراهيم قضى رسول الله صلى الله عليه بالدية للمرأة، والعقل على العصبة. حدثنا موسى وأبو ظفر، قالا: حدثنا جرير بن حازم / سمعت محمدا قال: أراد عمر أن ينهى عن عصب اليمن. قال: نبئت أنه يصنع بالبول. ثم قال: قد نهينا عن التعمق. قوله: بإهاب ولا عصب هو كالعقب يلائم بين المفاصل وقوله: أعصبي هو الرجل يغضب لعصبته، ويحامي عنهم.
[ 303 ]
وقوله: قطع في عصيب هو ما جمع من معى الشاة وشد. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: العصب، إذا شددت خصيتي الكبش حتى تسقط من غير أن تنزعها. يقال: عصبته أعصبه عصبا وهو معصوب. وقال الله - تعالى - (هذا يوم عصيب). أخبرني أبو عمر، عن الكسائي: هذا يوم عصيب شديد. وقد عصب عصابة. أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة، يوم عصيب أي شديد، يعصب الناس بالشر، وقال: وكنت لزاز خصمك لم أعرد وقد سلكوك في يوم عصيب وقال آخر: وإنك لا ترض بكر بن وائل يكن لك يوم بالعراق عصيب وقال آخر: يوم عصيب يعصب الأبطالا عصب القوى السلم الطوالا السلم: يعني الشجر.
[ 304 ]
قوله: يمسح على العصائب الواحدة عصابة وهو ما عصبت به رأسك من عمامة أو خرقة وإن عصبت غير الرأس قلت: عصاب بغير هاء. قوله: اعصوصبوا صاروا عصابة، وذلك إذا جدوا في السير، واجتمعوا قال: تواصوا به فاعصوصبوا لقتاله فأجشمهم أمرا من الأمر أوعرا قوله: أراد أن ينهى عن عصب اليمن برود يعصب غزلها، ويصبغ ثم ينسج، يقال: برد عصب، وبرود عصب، لا يجمع أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: العصب أن يخثر الريق فييبس على الأسنان. قال: يعصب فاه الريق أي عصب قوله: والعقل على العصبة عصبة الرجل من لم يفرض له سهم. وقال الله - تعالى - (ونحن عصبة) كانوا عشرة و (ما أن مفاتحه لتنوء بالعصبة).
[ 305 ]
حدثنا شجاع، حدثنا هشيم، أخبرنا ابن أبي خالد، عن أبى صالح العصبة أربعون. حدثنا محمد بن على، عن أبى معاذ، عن عبيد، عن الضحاك العصبة أربعون. حدثنا محمد بن سهل، حدثنا حفص بن عمر، عن الحكم عن عكرمة، العصبة أربعون. قال بعضهم: سبعون. حدثنا أبو بكر، عن شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، العصبة: ما بين عشرة إلى خسمة عشر. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: المعصب: الذى يشد بطنه من الجوع، وأنشدنا عمرو: لديه لأنضاء الخصاص موارد بأذرائها يأوى الضريك المعصب هذا تميم بن مقبل رثى عثمان بن عفان فقال: لديه: يقول: عنده، لأنضاء جمع نضو، موراد أي يردون عليه، بأذرائها: ما استترت به، والضريك: الفقير ذو الفاقه والمسكنة فيما أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي.
[ 306 ]
باب صعب حدثنا يوسف بن بهلول، حدثنا ابن إدريس، عن ابن إسحاق، عن رجال من بنى مخزوم: أن ابا جهل قال لابن مسعود: لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعي الضأن. قوله صعبا يقال: أمر صعب: شديد، ودابة صعبة، وصعاب، وعقبة صعبة. والبعصوصة: دويبة صغيرة يشبه الصغير بها والبصع: الخرق الضيق.
[ 307 ]
الحديث الخامس عشر باب شنق حدثنا مسدد، حدثنا أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن سلمة بن كهيل، عن أبي رشدين، عن ابن عباس: بت عند خالتي فرأيت النبي صلى الله عليه [ قام ]، فقضى حاجته ثم أتى القربة فحل شناقها، فتوضأ. حدثنا عمر بن محمد بن الحسن، حدثنا أبى، عن ذؤاد بن علبة، عن إسماعيل ابن أمية، عن أبي غطفان، عن ابن عباس: لما دفع النبي صلى الله عليه شنق ناقته حتى أن فأس رأسها ليمس واسطة الرحل حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، عن داود. سألت عامرا عن الأشناق. قال: ليس فيها شئ.
[ 308 ]
قوله فحل شناقها سمعت أبا نصر يقول: الشنق رفعك رأس السقاء إلى أصل شجرة لئلا يسيل. وكل مشدود مرفوع مشنق والوتر: شناق القوس لأنه مشدود في رأسها، وأنشدنا: شوى لها كبداء تنزو في الشنق نبعية ساورها بين النيق وصف صائدا، سوى لها: هيأ لها: لنبله، كبداء، عن قوس عظيمة إذا شنقت بالوتر: شدت، نبعية: هذه القوس من نبع، ساورها: ارتفع، فأخذها من النيق يعنى الجبل. قوله: شنق ناقته: يقول: مدها بزمامها حتى لا تسرع السير. قال أبو عمرو: شنقها الزمام يشنقها شنقا أي أمالها، وفرس شناق: طويل، قال: يممته بأسيل الخد منتصب خاظى البضيع كمثل الجذع مشنوق قوله: ليس في الشنق شئ الجمع أسناق، وهو ما بين الفريضتين في الإبل، وهي في البقر الأوقاص. والشناق في الديات: ما كان دون دية تامة، فإذا ساق دية وبعض أخرى فهو شنق. قال:
[ 309 ]
قرم تعلق أشناق الديات به إذا المئون أمرت فوقه حملا أخبرنا عمرو، عن أبيه: الشنق: ما دون الفريضة، والشنق في خمس من الإبل شاة فهو شنق إلى خمس وعشرين فما فوق، فهو فريضة. والأوقاص: ما دون الفريضة، واحدة وقص. والشنق: المشتاق. قال: يا من لقلب شنق مشتاق
[ 310 ]
باب نشق حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه قال: بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما. حدثنا ابن نمير، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: للشيطان قارورة فيها نفوخ، فإذا قاموا إلى الصلاة أنشقهموها. والإستنشاق: إدخال الماء في الأنف. والاستنثار: إخراجه بالنفس. وقال أبو عمرو: الاستنشاق والنشق. وقال أبو زيد: نشقت من الرجل ريحا طيبة. فأنا أنشق نشقا.
[ 311 ]
ونشئت منها أنشأ نشأ إذا شممت، وأنشدنا أبو نصر: كأنه مستنشق من الشرق حرا من الخردل مكروه النشق وصف حمارا إذا شم أبوال أتنه رفع رأسه كأنه شرق استنشق دواء، والنشق الاستنشاق، وقال المتلمس: ولو أن محموما بخيبر مدنفا تنشق رياها لأقلع صالبة
[ 312 ]
باب نقش حدثنا مسدد، حدثنا حماد، عن أيوب، عن ابن أبى مليكة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه: من نوقش الحساب عذب. حدثنا عمرو، بن مرزوق، أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه: تعس عبد الدينار والدراهم والخميصة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش. قوله: من نوقش الحساب المناقشة أن لا تدع من الحساب شيئا كأنه يستخرج ما غمض منه بالمنقاش.
[ 313 ]
وقال: أن تناقش يكن نقاشك يار ب عذابا لاطوق لي بالعذاب قوله: وإذا شيك أصابته شوكة فلا انتقش دعاء عليه أن لا يقدر على نزع شوكته بالمنقاش. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: لطمه لطم المنتقش يقول: ضرب البعير بيده إذ دخلت فيها شوكة، إذا ضرب البسر بشوكة، فأرطب، فذلك المنقوش، والعمل: النقش. أخبرنا عمرو، عن أبيه، عن الطائي: يقال بها نقش من مطر قليل وشجة منقوشة التى تنقش منها العظام: تخرج /.
[ 314 ]
باب شقن أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي، يقال: قليل شقن وشقن وهو النز، ويقال: قد شقنت عطيته ووتحت: إذا قلت.
[ 315 ]
الحديث السادس عشر باب لم حدثنا عثمان، حدثنا جرير، عن منصور، عن المنهال، عن سعيد، عن ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه يعوذ حسنا وحسينا أعيذكما بكلمات الله التامة من كل عين لامة. حدثنا ابن نمير، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن المنهال، عن ابن يعلى بن مرة، عن أبيه: خرجت مع النبي صلى الله عليه في سفر، فأتته امرأة بصبى به لمم، فقال: أخرج عدو الله، أنا رسول الله. حدثنا الجراح بن مخلد، حدثنا أبو عاصم، عن زكريا بن إسحاق، عن عمرو ابن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: اللمم: الرجل يصيب الفاحشة ثم يتوب.
[ 316 ]
قال رسول الله صلى الله عليه: أن تغفر اللهم [ ف‍ ] اغفر جما وأي عبد لك لا ألما حدثنا شريح، حدثنا مروان بن معاوية، عن ابن أبحر، عن إياد بن لقيط، عن إبى رمثة: انطلق بي أبي إلى النبي صلى الله عليه، فإذا رجل له لمة بها ودع. حدثنا عاصم بن علي، حدثنا قيس بن الربيع، عن ابن أبي ليلى، عن داود بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس قال: سمعت النبي صلى الله عليه يقول: اللهم إني أسألك رحمة تلم بها شعثى. حدثنا هارون بن معروف، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن أبي حزرة، عن عبادة بن الوليد، عن جابر:
[ 317 ]
سرينا مع النبي صلى الله عليه في سفر، فدعا بشجرتين فلما كانتا بالمنصف لأم بينهما حدثنا خلاد بن أسلم، حدثنا مروان بن معاوية، عن ربيعة بن عتبة، عن المنهال، عن زر: مسح علي بن أبي طالب رأسه حتى ألم أن يقطر، وقال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه يتوضأ. حدثنا مسدد، حدثنا حماد، عن عمرو، عن طاوس، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وقت لأهل اليمن يلملم. حدثنا سعدوية، حدثنا هشيم، عن حميد، عن أنس: تزوج النبي صلى الله عليه فأولم وليمة ليس فيها خبز ولا لحم. حدثنا هارون بن عبد الملك، حدثنا عبد الصمد، حدثنا عمران القطان: سمعت الحسن، حدثنا جندب:
[ 318 ]
أن رجلا أصابته جراحة، فألمت به جراحته فطعن لبته. فذكر النبي صلى الله عليه. فذكر عن ربه قال: سبقني بنفسه، حرمت عليه الجنة. حدثنا موسى، حدثنا عبد الواحد، عن عمرو بن ميمون: قال عمر بن عبد العزيز: التلوم قبل الغشيان حدثنا مسدد، حدثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: ما تركت استلام الحجر مذ رأيت رسول الله صلى الله عليه يستلمه. حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن عمر، عن عمر بن عثمان وموسى بن محمد قالا: قالت بنو مخزوم يوم بدر: أبو الحكم لا يخلص إليه، وأجمعوا أن يلبسوا لأمته رجلا منهم، فألبسوها عبد الله بن المنذر بن أبى رفاعة، فصمد له على فقتله.
[ 319 ]
حدثنا إبراهيم بن يسار، عن سفيان، عن وائل، عن أبيه، عن الزهري، عن سعد، وعلقمة، وعبيد الله، وعروة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه قال: إن كنت ألممت بذنب استغفري وتوبى، فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار قوله: من كل عين لامة تصيب إلانسان: تلم به. وقوله: به لمم أي مس الجن. أخبرنا الأثرم، عن أبى عبيدة: اللمم: المس من الجن. وهو ما ألم به، وهو الاول والزؤد، هذا كله. مثل الجنون وأصل الزؤد الفرع، قال أبو كبير الهذلى: ولقد سريت على الظلام بمغشم جلد من الفتيان غير مثقل ممن حملن به وهن عواقد حبك الثياب فشب غير مهبل حملت به ليلة مزؤودة هربا وعقد نطاقها لم يحلل
[ 320 ]
قوله: سريت سرت ليلا. على الظلام: في الظلام، بمغشم: رجل مغشم: ظلوم ممن حملت به أمه. وإزارها مشدود لم تحله أي لم تمكن من نفسها كانت فزعة فهو أشد لولدها إذا كانت هذه حالها، فشب غير مهبل: مثقل باللحم وحملت في خوف وهى مشمرة هاربه وهى مزؤودة فزعة، وعقد إزارها لم تحله. قال أبو إسحاق: وقال لى بعضهم في قوله غير مبهل أي مدعو على أمه بالهبل وهو الثكل كما قال القطامى: والناس من يلق خيرا قائلون له ما يشتهى ولأم المخطئ الهبل قوله: أن تلم بالذنب من الكبائر التى فرض الله فيها الحد المرة الواحدة، ثم لا تعود، وهذا قوله أبى هريرة وأبى صالح، والحسن، ومجاهد، وعكرمة، والسدى. وفيه وجه آخر هو من الذنوب التى لاحد فيها، وهذا قول عبد الله بن عمرو، وابن الزبير، والشعبى، والضحاك، وطاوس، ونافع بن جبير. أخبرنا الأثرم، عن أبى عبيدة: الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم وليس اللمم من الكبائر ولا الفواحش. وقد يستثنى
[ 321 ]
الشئ من الشئ وليس منه على ضمير قد كف عنه، قال الشاعر: وبلد ليس به انيس الا اليعافير والا العيس واليعافير: الظباء، والعيس: البقر. قوله: لمة اخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: اللمة أكثر من الوفرة وأنشدنا: زعمت غنية ان اكثر لمتى شيب وهان بذاك ما لم تزدد وقال آخر: فإن تعهديني ولى لمة فإن الحوادث أودى بها قوله: تلم بها شعبى أي تجمع بها ما تفرق منى. ومنه (أكلا لما) أي يجمع ما يأكل. حدثنا يحيى بن خلف، عن أبى عاصم، عن عيسى، عن أبى نجيح، عن مجاهد: أكلا لما قال: السف.
[ 322 ]
حدثنا محمد بن علي، عن أبى معاذ، عن عبيد، عن الضحاك أكلا لما شديدا. أخبرني الأثرم، عن أبى عبيدة: لممته: أتيت على أخره. سمعت ابن الأعرابي يقول: لممت الطعام: جمعت بعضه إلى بعض، فأكلته. وقال ابن الاعرابي: دعانا فلان فجاء بطعام، فما كان إلا اللمم فالمضغ، فالاستراط. أخبرنا سلمة، عن الفراء: قد لممت شعثة ألمه لما: أصلحته. حدثنا عبيدالله بن عمر، عن عبد الوارث، عن ابن أبى نجيح، عن على بن عبد الله، عن ابن عباس: كره للمحرم النظر في المرآة مخافة أن يرى شعثا فيلمه. سمعت أبا نصر يقول: هامة ملمومة: مجتمعة. وألم: جمع ما تشعب من الشى. وأنشدنا: قبضاء لم تفطح ولم تكتل ملمومة لما كظهر الجنبل
[ 323 ]
قبضاء: مجتمعة، لم تفطح: تعرض. ولم تكتل: فتصغر، ملمومة: مجتمعة كظهر الجنبل: العس. يصف رأس جمل: وأنشدنا - أيضا -. ولست بمستبق أخا لا تلمه على شعث أي الرجال المهذب وقال امرؤ القيس: وإن أدبرت قلت أثفية ململمة ليس فيها أثر وصف فرسا، فقال: كأنها أثفية: صخرة، ململمة من استدارتها. وقوله: لأم بينهما أي جمع، وإذا اتفق الشيئان فقد التأما، ولأمت الجرح بالدواء. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي قال: اللؤام أن يراش السهم بريش يلتقى بطن كل قذة مع ظهر الأخرى. أنشدنا يوسف ببهلول، عن بن إدريس، عن ابن إسحاق. قال سيف بن ذى يزن: يظن الناس بالملكين أنهما قد التأما
[ 324 ]
ومن يسمع يلأمهما فإن الخطب قد فقما قوله: يلملم ميقات أهل اليمن يحرمون منه. قوله: ألم أن يفطر يقول: قرب أن يفطر. قوله: فأولهم قال أبو زيد: الوليمة الطعام عند العرس. والإعذار عند الختان، والوكيرة عند بناء الدار، والخرس عند النفاس، والنقيعة / عند القدوم، والمأدبة: الطعام يتبرع به، والسلفة واللهنة: الطعام يتعلل به قبل الغداء وزاد الأموي: واللهجة، وقال الشماخ. وإني من القوم الذين علمتم إذا أولموا لم يولموا بالأنافح وقال آخر: كل الطعام تشتهى ربيعة الخرس والإعذار والنقيعة
[ 325 ]
قوله: فألبسوا لأمته ابن أبى رفاعة أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: اللأمة: الدرع، يقال للرجل إذا لبس سلاحه: قد استلأم قال امرؤ القيس: إذا ركبوا الخيل واستلأموا تحرقت الأرض واليوم قر يقول: تحرقت الأرض بشدتهم وجماعتهم، وما عليهم من السلاح، وأنشد الأصمعى وأبو عمرو: واليوم صر وقال ابن الأعرابي واليوم قر فقيل له: إن الذين قالوا صر أرادوا إتباع الكسر الكسر، لأن أول القصيدة مكسورة. قال: لا وأبيك ابنة العامري لا يدعى القوم أنى أفر قال ابن الأعرابيش، ويحك فكيف تصنع بقوله: وقد رابنى قولها ياهنا ة ويحك ألحقت شرا بشر فكان يقدر أن يكسر شرا كما كسر صرا. ومما يقوى قول ابن الأعرابي أن في هذه القصيدة ش (صرا) في موضع آخر. قال: لها غذر كقرون النساء ركبن في يوم ريح وصر وهذا عيب أن تعاد القافية مرتين في قصيدة واحدة إلا أن بعضهم كان يرخص فيه إذا تباعد ما بينهما خمسة عشر بيتا.
[ 326 ]
وبعد: فإن أبا نصر زعم عن الأصمعى قال: أنشدني أبو عمرو بن العلاء هذه القصيدة لرجل من النمر بن قاسط. يقال له: ربيعة بن جشم، فإن كان كما قال أبو عمرو، فيجوز على مثلة أن يكسر وينصب. وقال أبو عمرو الشيباني: ما يشك / أحد أنها لامرئ القيس إلا أنها يخلط فيها أبيات للنمري. قوله: التلوم قبل الغشيان يقول: التثبت والنظر. وقوله: فألمت به جرحته الألم: الوجع، وعذاب أليم: موجع. والمعنى ألم بجراحته لأن الألم ينال المجروح لا الجراحة. قوله: إن كنت ألممت بذنب أخبرنا سلمة، عن الفراء يقال: ألممت به: إذا أتيته وتعاهدته. واستلم الحجر إذا وافقه واتصل به. وزعم محمد بن كناسة قال: التقى الكميت ونصيب في حمام بالكوفة. فقال له: الكميت أنت النصيب. قال: نعم. قال: أنت الذي يقول.
[ 327 ]
بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب. قال: نعم. قال أنشدنيها. قال: ما أرويها. فإن كنت ترويها فأنشدنيها. فأنشده الكميت: بزنيب ألمم قبل أن يرحل الركب وقل: إن تملينا فما ملك القلب خليلي من كعب ألما هديتما بزينب لاتعدمكما أبدا كعب قال: فجعل نصيب يبكى. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي قال: اللمى: سمرة في الشفة تضرب إلى السواد، شفة لمياء وشجرة لمياء الظل أي: سوداء الظل. لمياء في شفتيها حوة لعس وفي اللثاث وفي أنيابها شنب قوله: حوة شبه اللمى، واللعس مثله، والشنب: برد وعذوبة، وقال أبو عمرو: ألمى على الشئ إذا ذهب به، واللمة جماعة الرجال والنساء، يقال: تزوج فلان لمته أي مثله، وقال: وقد أراني والأيفاع لي لمة في مرتع اللهو لم يكرب إلى الطول وقال ابن أحمر: ولقد يحل بها ويسكنها حى حلال لملم عكر
[ 328 ]
قوله حى حلال يقال: جماعات، الواحدة حلة، ولملم: مجتمع، وعكر: كثير. واللملمة: إدارة الحجر، ويقال: تلمأت الأرض إذا كانت ذات حفر ثم استوت. قال: وللأرض كم من صالح قد تلمأت عليه فوارته بلماعة قفر اللماعة: أرض خالية تلمع بالسراب.
[ 329 ]
باب مل حدثنا سلم بن قادم، حدثنا أبو عامر، عن زهير بن محمد، عن العلاء، عن أبيه، عن أبى هريرة: أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة، أصلهم ويقطعون، وأحسن إليهم ويسئون. وأحلم ويجهلون. قال: لئن كان كما تقول لكأنما تسفهم المل. ولا يزال معك من الله ظهير. حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا هشيم، أخبرنا يونس، حدثنا الحسن، عن أبى برزة: كنا نسمع في الجاهلية: من أكل الخبز سمن، فكنا نقاتل ناسا من المشركين، فأجهضناهم عن خبز ملة، فأقبلنا عليها، فجعلنا تأكل منها، فلما شبعنا جعل أحدنا ينظر إلى عطفه هل سمن !.
[ 330 ]
حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن ابن جريج، حدثنى يوسف بن ماهك، سمع ابن أبى عمار قال: أقبلت مع كعب ومعاذ محرمين، فمر بكعب رجل من جراء فأخذ جرادتين فملهما. حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا ضمام، عن موسى بن وردان، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه قال: لا تزال المليلة والصداع بالعبد حتى يدعه. وما عليه من خطيئة. حدثنا الحوضى، حدثنا همام، عن قتادة، عن أبى الصديق، عن ابن عمر. قال رسول الله صلى الله عليه: إذا وضعتم موتاكم في قبورهم فقولوا: باسم الله وعلى ملة رسول الله. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا يريد بن زريع، حدثنا سعيد، قال: وحدث قتادة، عن خلاس:
[ 331 ]
أن أمة أتت طيئا، فأخبرتهم أنها حرة، فتزوجت رجلا، فولدت، فرفع إلى عثمان فجعل في ولدها الملة. حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا أبو أسامة، عن على بن حنظلة، عن أبيه: أن عبد الله بن جعفر أحمى مسمارا ليفقأ به عين ابن ملجم. فقال / إنك لتكحل عمك بملمول مض. حدثنا مسدد، حدثنا بشر بن مفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن سهل بن سعد، عن مروان أن زيد بن ثابت أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه أمل عليه: لا يستوى القاعدون من المؤمنين. حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمر، عن عبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبى عون: كان الطفيل رجلا شريفا شاعرا، كثير الضيافة ميلا.
[ 332 ]
حدثنا ابن عائشة، حدثنا حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر، عن عمرة، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه: إن الله لا يمل حتى تملوا. حدثنا داود بن مهران، حدثنا الخفاف، عن عوف، عن ابن سيرين، قال علي: والله ما قتلت عثمان ولا مالأت. حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا أبو أسامة، عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة ابن عبد الرحمن، وبحر بن عبد الرحمن: أن عمر حين طعن قال للقوم: كان هذا عن ملأ منكمء. حدثنا عفان، حدثنا عبد الوارث، عن التياج، عن أنس قال: كأنى أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه على راحلته وملأ بنى
[ 333 ]
النجار حوله حتى ألقى بفناء أبى أيوب. حدثنا عفان وأبو الوليد قالا: حدثنا شعبة، أخبرني أبو الحسن سمعت ابن ابى أوفى قال: كان رسول الله صلى الله عليه إذا رفع رأسه من الركوع قال: ربنا لك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ما شئتض من شى بعد:. حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا يحيى بن حمزة، عن ابن جابر، حدثنى سليم ابن عامر، حدثنى المقداد: سمعت النبي صلى الله عليه يقول: تدنو الشمس يوم القيامة من الناس حتى تكون مقدار ميل ويكون الناس على قدر أعمالهم في العرق. حدثنا عثمان، حدثنا جرير، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبى عبد الرحمن:
[ 334 ]
خرج على - وهو يتقلقل - فقال: والصبح إذا تنفس. نعم ساعة الوتر هذه، وأحسبه أراد يتململ _. قال إبراهيم: وسمعت في مقتل أبى عبيد بن مسعود الثقفى إنه حمل يوم الجسر على الفرس فكشفهم حتى تركوا الفيل، فضرب ململة الفيل وتوطأ، وضرب أبو محجن عرقوبه، وأحاطت الخيل بأبى عبيد فقتل. حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثنى أبى، عن أبى يعلى، عن الربيع ابن خيثم، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه: أنه خط خطأ مربعا، وخط وسطه خطا وخطوطا إلى جنب الخط الذى وسط الخط المربع، وخط خطا خارجا من الخط. فقال: أتدرون ما هذا هذا الإنسان الخط الأوسط، وهذه الخطوط إلى جنبه الأعراض تنهشه من كل مكان إن أخطأ هذا أصابه هذا. والخط المربع الأجل. والخط الخارج الأمل.
[ 335 ]
حدثنا ابن نمير، حدثنا أبو معاوية، عن بريد، عن أبى بردة، عن أبى موسى قال رسول الله صلى الله عليه: إن الله يملى للظالم فإذا أخذه لم يفتله. ثم قرأ: وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة حدثنا حسين بن الأسود، حدثنا إسحاق بن سليمان، حدثنا أبو سنان، عن عمرو، بن مرة: أن رجلا دخل على أبى ذر، فقرب إليه طعاما فيه قلة، فميل فيه لقلته، فقال أبو ذر: إنما أخاف كثرته. ولم أخف قلته. حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن على بن زيد: دخلت على الحسن وعلى وجهه ملاءة سابرية. حدثنا محمد بن صالح، عن محمد بن عمر، عن معمر وأسامة، عن عائشة قالت: أصبح النبي صلى الله عليه بملل، ثم راح وتعشى بشرف السيالة، وصلى المغرب والعشاء، وصلى الصبح / بعرق الظبية دون الروحاء في مسجد عن يسار الطريق.
[ 336 ]
حدثنا أبو الوليد، حدثنا شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن أبى ليلى الكندى، عن سويد بن غفلة: أتى مصدق النبي فأتاه رجل بناقة عظيمة ململمة فأبى أن يأخذها. قوله: كأنما تسفهم المل يجعل المل سفوفا الهم. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي قال: الملة: الرماد الحار، يقال: خبز ملة، والخبز يسمى المليل. يقال: مل خبزته يملها ملا. أخبرنا سلمة، عن الفراء: مللت الشئ في النار أمله. وأطعمنا خبزة مليلا. ولا تقل: ملة. والملة: الرماد: قال إبراهيم: هذا مما نقل اسمه إذ كثر في كلامهم. فقالوا: أكلنا ملة، وهو تراب أوقدت عليه نارا، والمليل: ما طرح في النار. قوله: فملهما أي شواهما بالملة وهو الرماد الحار. قوله: لا تزال المليلة أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي، يقال: به مليلة يعنى حراقا يجدها. وقال غير الأصمعي: الملة ثقل في الرأس، كالزكمة: والملة كظة.
[ 337 ]
وقوله: رأيت على الحسن ملاءة والملاءة: ربطة والجمع ملاء، قال زهير: فذروة فالجناب كأن خنس الن‍ - عاج الطاويات بها ملاء فذروة والجناب: موضعان وخنس النعاج: بقر قصيرات الأنف. والطاويات: المضمرة، شبههن بالملاء لبياضها. قوله: وعلى ملة رسول الله أي على دين رسول الله صلى الله عليه كما قال: بل ملة إبراهيم حنيفا أي الطريق الذى أوضحه. طريق مليل سلك حتى صار معلما. وقوله: جعل عثمان في ولدها الملة: وهو أن يفتكهم أبوهم من موالى أمهم. فكان عمر وأبو ميسر، وسعيد، والحسن يقولون: يعطى مكان كل رأس، رأسا. وقال عثمان: يعطى مكان كل رأس رأسين وقلل الشعبى وإبراهيم، ومكحول، وابن شبرمة، ومالك: يعطى قيمتهم ما بلغت وقال ابن أبي ذئب: يفتكهم بست فرائض. وقال أبو الزناد يفتك الجارية بغرة والغلام بغرتين. والمالي واحدتهما مئلاة. وهي خرقة تشير بها النائحة. قوله: بملمول مض هو الميل الذي يكتحل به.
[ 338 ]
قوله: أمل عليه لا يستوى القاعدون. أخبرنا سلمة، عن الفراء يقال: أمللت الكتاب وأمليت لغتان. وقال الأصمعى: أمللت الكتاب فأنا أمليه. وأنا ممل والكتاب ممل. ويقال: أمليت الكتاب فأنا أمليه. وأنا ممل، والكتاب مملى، قال الله - تعالى -: فهى تملى عليه بكرة وأصيلا. قوله: وكان ميلا أي ذا مال. وقال الأصمعي: مال الرجل يمال مالا إذا كثر ماله وملت: كثير مالك، ورجل ميل، وامرأة ميلة، والقياس رجل مائل ومائلة، أو مالئ ومالئة. قوله: لا يمل حتى تملوا. أخبرنا سلمة، عن الفراء يقال: مللت أمل ضجرت. وقال أبو زيد: مل يمل ملالة وأمللته إملالا فكأن المعنى لا يمل من ثواب أعمالكم حتى تملوا من العمل. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: أمل فلان على فلان إذا شق عليه. قوله: ما قتلت عثمان ولا مالأت عليه أي عاونت. مالأت فلانا على كذا. قال:
[ 339 ]
فنادوا يالبهثة قد أتيتم فقلنا أحسنى ملأ جهينا قوله: عن ملأ كان هذا عن تشاور من جماعتنا. الملأ للجماعة. ومثله [ وملأ ] بنى النجار حوله قال: وقال لها الأملاء من كل معشر وخير أقاويل الرجال شديدها قوله: ملء السماء من الامتلاء، ملأته فامتلأ وهو ملان. أخبرنا سلمة، عن الفراء يقا: قميصي ملان مدادا، وجبتي ملأى، وأعطنيى ملء القدح سمنا. قال: بهجمة تملأ عين الحاسد أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي، يقال: الماء ملء هذا، والملء: المصدر وملأته ملأ. قال: وسقاء يوكى على تأق الملء بسير ومستقى أشوال
[ 340 ]
وهو ما سال من عرض الجبل. قوله: فتكون على قدر ميل فإن كان الميل يكتحل به فطوله ما تعرف، وإن كان ميل الأرض فهو ثلث الفرسخ. قال أبو نصر: الميل: القطعة من الأرض وهي المسافة مابين العلمين، قال: رب خرق من دونها يخرس السفر وميل يفضى إلى أميال خرق: أرض واسعة. يخرس السفر: لا ينطقون من هولها. قوله يتململ اخبرني أبو نصر، عن الأصمعي فلان يتململ على فراشه من حرقة أو وجع. وقوله: ململة الفيل يريد خرطومه لكثرة تحريكه له وتململه، ووعير ملامل أي سريع. وسمعت ابن الأعرابي يقول: جاءني الأمر. وما مألت مأله، ولا ربأت ربأه، ولا شأنت شأنه، ولا نبلت نبله ولا هؤت هوأه، ولاسؤت سوأه: إذا أتاك. ولم تطلبه ولم ترجه. قال أبو زيد: الأميل: الذى لا سيف معه، والأجم: لا رمح معه، والأكشف: الذى لا ترس معه. والأعزل: لا سلاح معه.
[ 341 ]
وسمعت ابن الأعرابي يقول: الأميل الذي لا يثبت في سرجه، وهو القلع. والأكشف: الجبان الذي ينكشف عن القوم فيمضى. قوله: الخط الخارج الأمل اخبرني أبو نصر، عن الأصمعي، يقال: أملى عليه الزمن: طال عليه قال الله - تعالى - وأملى لهم إن كيدي متين، يقول، أخروا في الأمن والسعة. وقوله: يملى للظالم أملى له: طول له ومد له، والملاوة: الدهر عشت ملاوة من الدهر، أنشدنا أبو نصر: ملاوة ملئتها كأنى ضارب صنجى نشوة مغنى شربا ببيسان من الأردن بين خوابى قرقف وذن وقال آخر فتلك خطوب قد تملت شبابنا قديما فتبلينا لمنون وما تبلى أخبرنا عمرو، عن أبيه: الملوان: الليل والنهار، الواحد ملا. وأنشدنا: ألا ياديار الحي بالسبعان أمل عليها بالبلى الملوان نهار وليل دائب ملواهما على كل حال الدهر يختلفان
[ 342 ]
أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي، يقال: مل ثوبه يمله ملا وهى الخياطة الأولى قبل الكف، وقال غيره: مر الفرس يمتل امتلالا إذا مر مرا سريعا. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الأمل الواحد أميل وهو جبل عرضه ميل أو نحو ذلك. أخبرنا عمرو، عن أبيه، عن الأسدى: الأميل: أطول ما يكون من الرمل في السماء، عريض وإذا كان رقيقا فهو حبل. وقال أبو نصر: الأميل: رمل ذو عرف، وأنشدنا: فانصاع مذعورا وما تصدفا كالبرق يجتاز أميلا أعرفا وصف ثورا انصاع: انساق فمضى على وجهه، وما تصدف يقول: عدل كالبرق: يشبهه في خفته، ويجتاز: يجوز، والأميل: رمل ذوع عرف. أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي، يقال: في أرضه، [ الشجر ] الملم كذا وكذا، إذا قاربت أن تحمل، وإذا قارب الغلام الاحتلام قيل: قد ألم.
[ 343 ]
قوله: فميل فيه لقلته يقول: ميز بين الأكل والترك. أنشدنا أبو نصر: لما أراد توبة الترحم ميل بين الناس أيا يعتمى يعتمى يعنى يقصد قصده أخبرنا عمرو، عن أبيه قال: الملا: الصحراء وأنشدنا: فهل يبلغني أرض دهماء حرة وكل نغوص بالملا زفيان أي خفته في سيره. وملل: اسم موضع في طريق مكة، من المدينة على سبعة عشر ميلا، ثم السيالة. قال: على ملل يا لهف نفسي على ملل والتأمل: التثبت في النظر. قال:
[ 344 ]
تأمل خليلي هل ترى من ظعائن تحملن بالعلياء من فوق جرثم أخبرنا عمرو، عن أبيه المؤالى: الذى قد أغلى حتى صار خاثرا. قال اللعين: سمعمعة كأن لمعصمها وضاحى جلدها ربا مؤالا المئل: الذي يقع في الناس، وإنك لمئل أي كثير الكلام والأل: الطرد. يعتمى يعنى يقصد قصده أخبرنا عمرو، عن أبيه قال: الملا: الصحراء وأنشدنا: فهل يبلغني أرض دهماء حرة وكل نغوص بالملا زفيان أي خفته في سيره. وملل: اسم موضع في طريق مكة، من المدينة على سبعة عشر ميلا، ثم السيالة. قال: على ملل يا لهف نفسي على ملل والتأمل: التثبت في النظر. قال:
[ 344 ]
تأمل خليلي هل ترى من ظعائن تحملن بالعلياء من فوق جرثم أخبرنا عمرو، عن أبيه المؤالى: الذى قد أغلى حتى صار خاثرا. قال اللعين: سمعمعة كأن لمعصمها وضاحى جلدها ربا مؤالا المئل: الذي يقع في الناس، وإنك لمئل أي كثير الكلام والأل: الطرد. أخبرنا عمرو، عن أبيه، عن أي مطرف قال: الملوال: الوجهة ويقال: لؤم يلؤم لؤما وملأ ما، وإذا سب قيل: يالؤمان ويا ملئم، والملئم: الذى يلد اللئام. قوله: بناقة ململمة) أي مجتمعة من قولهم: كتيبة ململمة. انتهى الجزء الاول من (غريب الحديث) لابي اسحاق ابراهيم الحربى ويتلوه الجزء الثاني واوله: (الحديث السابع عشر - باب فرق).