صحيح ابن حبان
ابن حبان ج 3

[ 1 ]
صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان
[ 2 ]
جميع الحقوق محفوظة الطبعة الثانية 1414 ه‍ 1993 م طبعة جديدة مزيدة ومنقحة
[ 3 ]
صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان تأليف الامير علاء الدين على بن بلبان الفارسى المجلد الثالث حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الارنؤوط مؤسسة الرسالة
[ 4 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
[ 5 ]
باب قراءة القرآن أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا خلف بن هشام البزار قال حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد الله رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه
[ 6 ]
ذكر البيان بأن قراءة المرء بين القراءتين كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجهر والمخافتة جميعا بها أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أبو يحيى محمد بن
[ 7 ]
عبد الرحيم قال حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر معبد بكر وهو يصلي يخفض صوته ومر بعمر يصلي رافعا صوته قال فلما اجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي تخفض من صوتك قال قد أسمعت من ناجيت قال ومررت بك يا عمر وأنت ترفع صوتك قال يا رسول الله أوقظ الوسنان وأحتسب به قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ارفع من صوتك شيئا وقال صلى الله عليه وسلم لعمر اخفض من صوتك شيئا
[ 8 ]
ذكر البيان بأن قراءة المرء القرآن بينه وبين نفسه تكون أفضل من قراءته بحيث يسمع صوته أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب حدثنا معاوية بن صالح عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة
[ 9 ]
ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بعض أمته أن يقرأ عليه القرآن أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الغفار بن عبد الله الزبيري قال حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي قال قلت أقرأ عليك وإنما أنزل القرآن عليك قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا نظرت إليفإذا عيناه تهراقان
[ 10 ]
ذكر الأمر بأخذ القرآن عن رجلين من المهاجرين ورجلين من الأنصار أخبرنا الحسين بن محمد بن مودود بحران قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن طلحة بن مصرف عن مسروق بن الأجدع قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول لم أزل أحب عبد الله بن
[ 11 ]
مسعود منذ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اقرؤوا القرآن من أربعة عبد الله بن مسعووسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب ذكر الإخبار عما أبيح لهذه الأمة في قراءة القرآن على الأحرف السبع أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس بن مالك عن أبي بكعب قال قرأ رجل آية وقرأتها على غير قراءته فقلت من أقرأك هذه فقال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أقرأتني
[ 12 ]
آية كذا وكذا قال نعم قال الرجل أقرأتني كذا وكذا قال نعم إن جبريل وميكائيل أتياني فجلس جبريل عليه السلام عن يميني وميكائيل عليه السلام عن يساري فقال جبريل يا محمد اقرأ القرآن على حرف فقال ميكائيل استزده فقلت زدني فقال اقرأه على حرفين فقال ميكائيل استزده حتى بلغ سبعة أحرف وقال اقرأه على سبعة أحرف كل شاف كاف
[ 13 ]
ذكر الخبر الدال على أن من قرأ القرآن على حرف من الأحرف السبعة كان مصيبا أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا جعفر بن مهران السباك حدثنا عبد الوارث عن محمد بن جحادة عن الحكم بن عتيبة عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بأضاة بني غفار فقال يا محمد إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك هذا القرآن على حرف واحد فقال صلى الله عليه وسلم أسأل الله معافاته ومغفرته أو معونته ومعافاته سل لهم التخفيف فإنهم لن يطيقوا ذلك فانطلق ثم رجع فقال إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك هذا القرآن على حرفين فقال أسأل الله معافاته ومغفرته أو معونته ومعافاته سل لهم التخفيف فإنهم لن يطيقوا ذلك فانطلق ثم رجع فقال إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك هذا القرآن على ثلاثة أحرف قال أسأل الله معافاته ومغفرته أو معونته ومعافاته سل لهم التخفيف فإنهم لن يطيقوا ذاك قال فانطلق ثم رجع فقال إن الله يأمرك أن تقرأ هذا القرآن على سبعة أحرف فمن قرأ حرفا منها فهو كما قرأ
[ 14 ]
ذكر العلة التي من أجلها سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه معافاته ومغفرته أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن أبي بن كعب قال لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إني بعثت إلى أمة أمية منهم الغلام والجارية والعجوز والشيخ الفاني قال مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف ذكر تفضل الله جل وعلا على صفيه صلى الله عليه وسلم بكل مسألة سأل بها التخفيف عن أمته في قراءة القرآن بدعوة مستجابة أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا محمد بن عبيد
[ 15 ]
حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب قال كنت جالسا في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فلما قضى الصلاة دخلا جميعا على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ثم قرأ الآخر قراءة سوى قراءة صاحبه فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرآ فقرأ فقال أحسنتما أو قال أصبتما قال فلما قال لهما الذي قال كبر علي فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما غشيني ضرب في صدري فكأني أنظر إلى ربي فرقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبي إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف فرددت عليه أن هون على أمتي مرتين فرد علي أن اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتها مسألته يوم القيامة فقلت اللهم اغفر لأمتي ثم أخرت الثانية إلى يوم يرغب إلي فيه
[ 16 ]
الخلق حتى أبرهم أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القارئ أنه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت هشام بن حكيم بن حزام فقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها فكدت أن أعجل عليه ثم أمهلت حتى انصرف ثم لببته بردائه فجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا أنزلت ثم قال
[ 17 ]
لي اقرأ فقرأت فقال هكذا أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحر ف فاقرؤوا ما تيسر منه ذكر الإخبار بأن الله أنزل القرآن على أحرف معلومة أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس عن عبادة بن الصامت قال
[ 18 ]
قال أبي بن كعب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل القرآن على سبعة أحرف ذكر الإخبار عن وصف بعض القصد في الخبر الذي ذكرناه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنزل القرآن على سبعة أحرف حكيما عليما غفورا رحيما قول محمد بن
[ 19 ]
عمرو أدرجه في الخبر والخبر إلى سبعة أحرف فقط ذكر خبر قد شنع به بعض المعطلة على أصحاب الحديث حيث حرموا التوفيق لإدراك معناه خبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت حميدا قال سمعت أنسا قال كان رجل يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وكان قد قرأ البقرة وآل عمران عد فينا ذو شأن وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمل عليه غفورا رحيما فيكتب عفوا غفورا فيقول النبي صلى الله عليه وسلم اكتب ويملي عليه عليما حكيما فيكتب سميعا بصيرا فيقول النبي صلى الله عليه وسلم اكتب أيهما شئت قال فارتد عن الإسلام فلحق بالمشركين فقال أنا أعلمكم بمحمد صلى الله عليه وسلم إن كنت لأكتب ما شئت فمات فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الأرض لن تقبله قال فقال أبو طلحة فأتيت تلك الأرض التي مات فيها وقد علمت
[ 20 ]
أن الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال فوجدته منبوذا فقلت ما شأن هذا فقالوا دفناه فلم تقبل الأرض ذكر الإخبار عن وصف البعض الآخر لقصد النعت في الخبر الذي ذكرناه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو همام قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا حيوة بن شريح عن عقيل بن خالد عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد وعلى حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا
[ 21 ]
آمنا به كل من عند ربنا ذكر البيان بأن لا حرج على المرء أن يقرأ بما شا من الأحرف السبعة أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة قال حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال حدثنا أبي عن الأعمش عن
[ 22 ]
عاصم عن زر عن عبد الله قال سمعت رجلا يقرأ آية أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قرأ فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يناجي عليا فذكرت له ذلك فأقبل علينا علي وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرؤوا كما علمتم ذكر الزجر عن العتب على من قرأ بحرف من الأحرف السبعة أخبرنا محمد بن يعقوب الخطيب بالأهواز قال حدثنا معمر بن سهل قال حدثنا عامر بن مدرك قال حدثنا إسرائيل عن عاصم عن زر عن عبد الله قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن فخرجت إلى المسجد عشية فجلس إلي رهط فقلت لرجل اقرأ علي فإذا هو يقرأ أحرفا لا أقرؤها فقلت من أقرأك فقال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقنا
[ 23 ]
حتى وقفنا على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت اختلفنا في قراءتنا فإذا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تغير ووجد في نفسه حين ذكرت الاختلاف فقال إنما هلك من قبلكم بالاختلاف فأمر عليا فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم فإنما أهلك من قبلكم الاختلاف قال فانطلقنا وكل رجل منا يقرأ حرفا لا يقرأ صاحبه ذكر الإباحة للمرء أن يرجع في قراءته إذا صحت نيته فيه أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا نوح بن حبيب قال حدثنا وكيع قال حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة
[ 24 ]
أنه سمع عبد الله بن المغفل يقول قرأ النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح فرجع في قراءته قال معاوية لولا أني أكره أن يجتمع الناس علي لحكيت قراءته
[ 25 ]
ذكر إباحة تحسين المرء صوته بالقرآن أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك العابد حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن منصور عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال زينوا القرآن بأصواتكم
[ 26 ]
قال أبو حاتم هذه اللفظة من ألفاظ الأضداد يريد بقوله صلى الله عليه وسلم زينوا القرآن بأصواتكم لا زينوا أصواتكم بالقرآن
[ 27 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول صلى الله عليه وسلم قال زينوا القرآن بأصواتكم ذكر إباحة تحزين الصوت بالقرآن إذ الله أذن في ذلك أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج حدثنا حامد بن يحيى البلخي حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن الزهري ثم سمعته عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أذن الله لشئ ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن
[ 29 ]
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم يتغنى بالقرآن يريد يتحزن به وليس هذا من الغنية ولو كان ذلك من الغنية لقال يتغانى به ولم يقل يتغنى به وليس التحزن بالقرآن نقاء الجرم وطيب الصوت وطاعة اللهوات بأنواع النغم بوفاق الوقاع ولكن التحزن بالقرآن هو أن يقارنه شيئان الأسف والتلهف الأسف على ما وقع من التقصير والتلهف على ما يؤمل من التوقير فإذا تألم القلب وتوجع وتحزن الصوت ورجع بدر الجفن
[ 30 ]
بالدموع والقلب باللموع فحينئذ يستلذ المتهجد بالمناجاة ويفر من الخلق إلى وكر الخلوات رجاء غفران السالف من الذنوب والتجاوز عن الجنايات والعيوب فنسأل الله التوفيق له ذكر استماع الله إلى المتحزن بصوته بالقرآن أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة حدثنا محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة حدثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أذن الله لشئ كأذنه للذي يتغنى بالقرآن يجهر به قال أبو حاتم قوله ما أذن الله يريدما استمع الله لشئ كأذنه كاستماعه للذي يتغنى بالقرآن يجهر به يريد يتحزن بالقراءة على حسب ما وصفنا نعته ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا خبري أبي هريرة اللذين ذكرناهما أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف بن عبد الله بن الشخير
[ 31 ]
عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح أن التحزن الذي أذن الله جل وعلا فيه بالقرآن واستمع إليه هو التحزن بالصوت مع بدايته ونهايته لأن بداءته هو العزم الصحيح على الانقلاع عن المزجورات ونهاية وفور التشمير في يجري العبادات فإذا اشتمل التحزن على البداية التي وصفتها والنهاية التي ذكرتها صار المتحزن بالقرآن كأنه قذف بنفسه في مقلاع القربة إلى مولاه ولم يتعلق بشئ دونه ذكر استماع الله إلى من ذكرنا نعته أشد من استماع صاحب القينة إلى قينته أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن ميسرة مولى فضالة بن عبيد عن فضالة بن عبيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته
[ 32 ]
ذكر ما يقرأ به القرآن في هذه الأمة أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبدة بن عبد الرحيم المروزي قال حدثنا المقرئ قال حدثنا حيوة بشريح قال حدثني بشير بن أبي عمرو الخولاني أن الوليد بن قيس التجيبي حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون خلف بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ثم يكون خلف يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم ويقرأ القرآن ثلاثة مؤمن ومنافق وفاجر قال بشير فقلت للوليد ما هؤلاء الثلاثة قال المنافق كافر به والفاجر يتأكل به والمؤمن يؤمن به
[ 33 ]
ذكر الإخبار عن اقتصار المرء على قراءة القرآن كله في كل سبع أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثنا المفضل بن فضالة عن بن جريج عن بن أبي مليكة عن يحيى بن حكيم بن صفوان عن عبد الله بن عمرو قال جمعت القرآن فقرأت به في ليلة فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال اقرأه في كل شهر قال فقلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي فقال اقرأه في كل عشرين قلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي قال اقرأه في عشر فقلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي قال اقرأه في سبع فقلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي فأبى
[ 34 ]
ذكر الأمر لقارئ القرآن أن يختمه في سبع لا فيما هو أقل من هذا العدد أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا يحيى القطا عن بن جريج قال
[ 35 ]
سمعت بن أبي مليكة يحدث عن يحيى بن حكيم بن صفوان عن عبد الله بن عمرو قال حفظت القرآن فقرأت به في ليلة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأه في شهر قال قلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي قال اقرأه في عشر قال قلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي قال اقرأه في سبع قال قلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي قال فأبى ذكر الزجر عن أن يختم القرآن في أقل من ثلاثة أيام إذ استعمال ذلك يكون أقرب إلى التدبر والتفهم أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث
[ 36 ]
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خلف بن هشام البزار قال حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد الله رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه ذكر الأمر للمرء إذا قرأ القرآن أن يريد بقراءته الله والدار الآخرة دون تعجيل النصارى في الدنيا أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث وذكر بن سلم آخر معه عن بكر بن سوادة عن وفاء بن شريح الصدفي عن سهل بن سعد الساعدي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن تينة فقال الحمد للكتاب الله واحد وفيكم الأحمر وفيكم الأسود اقرؤوه قبل أن يقرأه أقوام يقومونه كما يقوم ألسنتهم يتعجل أحدهم أجره ولا وأجزته
[ 37 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه كذا وقع السماع وإنما هو السهم
[ 38 ]
ذكر الزجر عن أن يقول المرء نسيت آية كيت وكيت أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول أحدكم نسيت آية كيت وكيت فإنه ليس هو نسي ولكنه نسي ذكر الأمر باستذكار القرآن والتعاهد عليه حذر نسيانه وتفلته أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا الحسن بن قزعة قال حدثنا محمد بن سواء عن سعيد بن أبي عروبة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استذكروا
[ 39 ]
القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقلها وبئسما لأحدكم أن يقول نسيت آية كيت وكيت ما نسي ولكن نسي
[ 40 ]
قال أبو حاتم لم يسند سعيد عن الأعمش غير هذا
[ 41 ]
ذكر الأمر باستذكار القرآن بالتعاهد على قراءته أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست وعمر بن سعيد وعبد الله بن قحطبة قالوا حدثنا حسن بن قزعة البصري حدثنا محمد بن سواء حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقلها وبئسما لأحدكم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي قال أبو حاتم في هذا الخبر دليل على أن الاستطاعة مع الفعل لا قبله ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم المواظب على قراءة القرآن بصاحب الإبل المعقلة أخبرنا الحسين بن إدريس أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع
[ 42 ]
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما مثل صاحب القرآن كصاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم المواظب على قراءة القرآن والمقصر فيها بالإبل المعقلة أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع
[ 43 ]
عن بن عمر قال قال رسول اللصلى الله عليه وسلم إن مثل صاحب القرآن مثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها عقلها وإن أطلقها ذهبت ذكر البيان بأن آخر منزلة القارئ في الجنة تكون عند آخر آية كان يقرؤها في الدنيا أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص حدثنا عقبة بن مكرم حدثنا بن مهدي عن الثوري عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها
[ 44 ]
ذكر تفضل الله جل وعلا على الماهر بالقرآن بكونه مع السفرة وعلى من يصعب عليه قراءته بتضعيف الأجر له أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه وهو يشتد عليه له أجران
[ 45 ]
ذكر حفوف الملائكة بالقوم الذين يتلون كتاب الله ويتدار سونه فيما بينهم مع البيان بأن الرحمة الزفة في ذلك الوقت أخبرنا محمد بن محمود بن عدي أبو عمرو بنسا قال أخبرنا حميد بن زنجويه قال حدثنا محاضر بن المورع قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جلس قوم في مسجد من مساجد الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه
[ 46 ]
ذكر إثبات نزول السكينة عند قراءة المرء القرآن أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول إن رجلا كان يقرأ سورة الكهف ودابته موثقة فجعلت تنفر ترى مثل الضبابة أو الغمامة قد غشيته فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال اقرأ يا فلان تلك السكينة أنزلت عند القرآن أو للقرآن
[ 47 ]
ذكر مثل المؤمن والفاجر إذا قرأ القرآن أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا همام عن قتادة عن أنس عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها
[ 48 ]
ذكر الإخبار عن وصف المؤمن والفاجر إذا قرأ القرآن أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل المناف أو الفاجر الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق أو الفاجر
[ 49 ]
الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها ذكر البيان بأن القرآن يرتفع به أقوام ويتضع به آخرون على حسب نياتهم في قراءتهم أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني أبو الطفيل عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث تلقى عمر بن الخطاب إلى عسفان وكان نافع عاملا لعمر على مكة فقال عمر من استخلفت على أهل الوادي يعني أهل مكة قال بن أبزى قال ومن بن أبزى قارجل من الموالي قال عمر استخلفت عليهم مولى فقال له إنه قارئ لكتاب الله فقال أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال إن الله ليرفع بهذا القرآن أقواما ويضبه آخرين
[ 50 ]
ذكر ما أمر غير عبد الله بن عمرو بقراءته ابتداء أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع حدثنا بن وهب أخبرني عبد الله بن عياش بن عباس وحدثني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن عياش بن عبا س حدثهم عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقرئني القرآن قال اقرأ ثلاثا من ذوات ألر قال الرجل كبر سني وثقل لساني وغلظ قلبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ ثلاثا من ذوات حم فقال الرجل مثل ذلك ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة فأقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زلزلت الأرض حتى بلغ من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال الرجل والذي بعثك بالحق ما أبالي أن لا أزيد عليها حتى ألقى الله ولكن أخبرني بما علي من العمل أعمل ما أطقت العمل قال الصلوات الخمس وصيام رمضان وحج البيت وأد زكاة مالك ومر بالمعروف وانه عن المنكر
[ 51 ]
ذكر البيان بأن فاتحة الكتاب من أفضل القرآن أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أحمد بن آدم غندر حدثنا علي بن عبد الحميد المعني حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير فنزل فمشى رجل من أصحابه إلى جانبه فالتفت إليه فقال ألا أخبرك بأفضل القرآن قال فتلا عليه الحمد لله رب العالمين
[ 52 ]
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك بأفضل القرآن أراد به بأفضل القرآن لك لا أن بعض القرآن يكون أفضل من بعض لأن كلام الله يستحيل أن يكون فيه تفاوت التفاضل
[ 53 ]
ذكر البيان بأن فاتحة الكتاب مقسومة بين القارئ وبين ربه أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان بعسكر مكرم وعدة قالوا حدثنا أبو بكربن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى ما في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهي السبع المثاني وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما
[ 54 ]
سأل قال أبو حاتم معنى هذه اللفظة ما في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن أن الله لا يعطي لقارئ التوراة والإنجيل من النصارى ما يعطي لقارئ أم القرآن إذ الله بفضله فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم وأعطاها الفضل على قراءة كلام الله أكثر مما أعطى غيرها من الفضل على قراء كلامه وهو فضل منه لهذه الأمة وعدل منه على غيرها ذكر كيفية قسمة فاتحة الكتاب بين العبد وبين ربه أخبرنا الحسين بن مودود أبو عروبة حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي حدثنا أبو المغيرة حدثنا بن ثوبان عن الحسن بن الحر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج فهي خداج غير تمام قال فقال رجل يا أبا هريرة إني أحيانا أكون وراء الإمام قال فغمز ذراعي ثم قال يا فارسي اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تبارك وتعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبادي نصفين فنصفها لعبدي ونصفها لي ولعبدي ما سأل إذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم يقول الله
[ 55 ]
أثنى علي عبدي وإذا قال ملك يوم الدين قال مجدني عبدي وهذه بيني وبين عبدي يقول إياك نعبد وإياك نستعين وما بقي فلعبدي ولعبدي ما سأل اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فهذا لعبدي ولعبدي ما سأل
[ 56 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني ذكر البيان بأن فاتحة الكتاب هي أعظم سورة في القرآن وهي السبع المثاني التي أوتي محمد صلى الله عليه وسلم أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن شعبة قال حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه فقلت يا رسول الله إني كنت أصلي فقال ألم يقل الله استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم ثم قال ألا أعلمك سورة هي أعظم سورة في القرآن فقلت بلى فقال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن الذي أوتيته
[ 57 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم هي أعظم سورة أراد به في الأجر لا أن بعض القرآن أفضل من بعض وأبو سعيد بن المعلى اسمه رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة مات سنة أربع وسبعين ذكر البيان بأن قارئ فاتحة الكتاب وآخر سورة البقرة يعطى ما يسأل في قراءته أخبرنا أبو يعلى حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا معاوية بن هشام عن عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال بينما جبريل جالس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه وقال لقد فتح باب من السماء ما فتح قط فأتاه ملك فقال له أبشر بسورتين أوتيتهما لم يعطهما نبي كان قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ منها حرفا إلا أعطيته
[ 58 ]
ذكر نزول الملائكة عند قراءة سورة البقرة أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أسيد بن حضير أنه قال يا رسول الله بينما أنا أقرأ الليلة سورة البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي فظننت أن فرسي انطلق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ يا أبا عتيك فالتفت فإذا مثل المصباح مدلى بين السماء والأرض ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرأ يا أبا عتيك فقال يا رسول الله فما استطعت أن أمضي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الملائكة نزلت لقراءة سورة البقرة أما إنك لو مضيت لرأيت العجائب
[ 59 ]
ذكر تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم سورة البقرة من القرآن بالسنام من البعير أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا الأزرق بن علي بن جهم حدثنا حسان بن إبراهيم حدثنا خالد بن سعيد المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل شئ سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام
[ 60 ]
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام أراد به مردة الشياطين دون غيرهم ذكر البيان بأن الآيتين من آخر سورة البقرة تكفيان لمن قرأهما أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حامد بن يحيى البلخي حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال لقيت أبا مسعود في الطواف فسألته عنه فحدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه
[ 61 ]
ذكر البيان بأن آخر سورة البقرة إذا قرئ في دار ثلاث ليال أمن أهل الدار دخول الشيطان عليهم أخبرنا عمران بن موسى حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة حدثنا الأشعث بن عبد الرحمن الجرمي عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني
[ 62 ]
عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الآيتان ختم بهما سورة البقرة لا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان ذكر فرار الشيطان من البيت إذا قرئ فيه سورة البقرة أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الصمد حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتخذوا بيوتكم مقابر صلوا فيها فإن الشيطان ليفر من البيت يسمع سورة البقرة تقرأ فيه
[ 63 ]
ذكر الاحتراز من الشياطين نعوذ بالله منهم بقراءة آية الكرسي أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني بن أبي بن كعب أن أباه أخبره أنه كان لهم جرين فيه تمر وكان مما يتعاهده فيجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة كهيئة الغلام المحتلم قال فسلمت فرد السلام فقلت ما أنت جن أم أنس فقال جن فقلت ناولني يدك فإذا يد كلب وشعر كلب فقلت هكذا خلق الجن فقال لقد علمت الجن أنه ما فيهم من هو أشد مني فقلت ما يحملك على ما صنعت قال بلغني أنك رجل تحب الصدقة فأحببت أن أصيب من طعامك قلت فما الذي يحرزنا منكم فقال
[ 64 ]
هذه الآية آية الكرسي قال فتركته وغدا أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق الخبيث
[ 65 ]
قال أبو حاتم اسم بن أبي بن كعب هو الطفيل بن أبي بن كعب ذكر الاعتصام من الدجال نعوذ بالله من شره بقراءة عشر آيات من سورة الكهف أخبرنا أبو صخرة عبد الرحمن بن محمد ببغداد بين السورين حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ عشر
[ 66 ]
آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال ذكر البيان بأن الآي التي يعتصم المرء بقراءتها من الدجال هي آخر سورة الكهف أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عقتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ عشر آيات من آخر الكهف عصم من الدجال
[ 67 ]
ذكر الأمر بالإكثار من قراءة سورة تبارك الذي بيده الملك أخبرنا عبد اللبن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال قلت لأبي أسامة أحدثكم شعبة عقتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إسورة في القرآن ثلاثون آية تستغفر لصاحبها حتى يغفر له تبارك الذي بيده الملك فأقر به أبو أسامة وقال نعم
[ 68 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم تستغفر
[ 69 ]
لصاحبها أراد به ثواب قراءتها فأطلق الاسم على ما تولد منه وهو النصار كما يطلق اسم السورة نفسها عليه وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في خبر أبي أمامة أراد به ثواب القرآن وثواب البقرة وآل عمران إذ العرب تطلق في لغتها اسم ما تولد من الشئ على نفسه كما ذكرناه ذكر استغفار ثواب قراءة تبارك الذي بيده الملك لمن قرأه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة حدثني قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سورة في القرآن ثلاثون آية تستغفر لصاحبها حتى يغفر له تبارك الذي بيده الملك ذكر الأمر بقراءة قل يا أيها الكافرون لمن أراد أن يأخذ مضجعه أخبرنا أبو عروبة بحران قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل الأشجعي عن أبيه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا نبي الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي قال اقرأ قل
[ 70 ]
يا أيها الكافرون ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الفعل أخبرنا الصوفي قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل لك في ربيبة يكفلها ربيب قال ثم جاء فسأله النبي صلى الله عليه وسلم فقال تركتها عند أمها قال فمجئ ما جاء بك قال جئت لتعلمني شيئا أقوله عند منامي قال اقرأ قل يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك
[ 71 ]
ذكر تفضل الله جل وعلا على قارئ سورة الإخلاص بإعطائه أجر قراءة ثلث القرآن أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان العابد أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن رجلا سمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد يرددها فلما مطرف أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فكأن الرجل يتقالها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن
[ 72 ]
ذكر البيان بأن العرب في لغتها تنسب الفعل إلى الفعل نفسه كما تنسبه إلى الفاعل والأمر سواء أخبرنا أبو يعلى حدثنا حوثرة بن أشرس حدثنا مبارك بن فضالة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رجلا قال يا رسول الله إني أحب قل هو الله أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم حبك إياها أدخلك الجنة
[ 73 ]
ذكر إثبات محبة الله لمحبي سورة الإخلاص أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن حدثه عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم قل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال سلوه لأي شئ صنع هذا فسألوه فقال أنا أحب أن أقرأها فقال رسول الله أخبروه أن الله يحبه ذكر البيان بأن حب المرء سورة الإخلاص بالمدوامة على قراءتها يدخله الجنة أخبرنا أبو يعلى حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري
[ 74 ]
حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن ثابت عن أنس أن رجلا كان يلزم قراءة قل هو الله أحد في الصلاة مع كل سورة وهو يؤم بأصحاب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فقال إني أحبها قال حبها أدخلك الجنة ذكر البيان بأن القارئ لا يقرأ شيئا أبلغ له عند الله جل وعلا من قل أعوذ برب الفلق أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران
[ 75 ]
عن عقبة بن عامر قال تبعت النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو راكب فوضعت يدي على يده فقلت يا رسول الله أقرئني من سورة هود ومن سورة يوسف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من قل أعوذ برب الفلق
[ 76 ]
ذكر البيان بأن القارئ لا يقرأ شيئا يشبه قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزار بالبصرة قال حدثنا عمرو بن علي بن بحر حدثنا بدل بن المحبر قال حدثنا شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي قال حدثنا الجريري عن أبي نضرة عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ يا جابر قال قلت ما أقرأ معبد وأمي أنت قال قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فقرأتهما فقال صلى الله عليه وسلم اقرأ بهما ولن تقرأ بمثلهما
[ 77 ]
ذكر الإخبار عما يستحب للمرء قراءة المعوذتين في أسبابه أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر قال قلت لأبي بن كعب إن بن مسعود لا يكتب في مصحفه المعوذتين فقال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل قل أعوذ برب الفلق فقلتها وقال لي قل أعوذ برب الناس فقلتها فنحن نقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 78 ]
ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ القرآن وهو واضع رأسه في حجر امرأته إذا كانت حائضا أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع رأسه في حجر إحدانا فيتلوا القرآن وهي حائض
[ 79 ]
ذكر الإباحة لغير المتطهر أن يقرأ كتاب الله ما لم يكن جنبا أخبرنا أبو قريش محمد بن جمعة الأصم قال حدثنا محمد بن ميمون المكي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن شعبة ومسعر وذكر أبو قريش آخر معهما عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي قال كالنبي صلى الله عليه وسلم لا يحجبه عن قراءة القرآن ما خلا الجنابة
[ 80 ]
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حامد بن يحيى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر وشعبة وذكر بن قتيبة آخر معهما عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يحجبه من قراءة القرآن شئ إلا أن يكون جنبا ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة العلم أنه مضاد لخبر علي بن أبي طالب الذي ذكرناه أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا كريب قال
[ 81 ]
حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن خالد بن سلمة عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على أحيانه ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث أنه مضاد لخبر علي بن أبي طالب الذي ذكرناه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال حدثني أبي عن خالد بن سلمة عن البهي عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على أحيانه
[ 82 ]
قال أبو حاتم قول عائشة يذكر الله على أحيانه أرادت به الذكر الذي هو غير القرآن إذ القرآن يجوز أن يسمى الذي ذكر وقد كان لا يقرؤه وهو جنب وكان يقرؤه في سائر الأحوال ذكر خبر قد يوهم غير طلبة العلم من مظانه أنه مضاد للخبرين الأولين اللذين ذكرناهما أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وخالد بن عمرو بن النضر قالا حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن الحضين بن المنذر عن المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فسلم عليه فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر أو قال على طهارة
[ 83 ]
وكان الحسن به يأخذ قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر أراد به صلى الله عليه وسلم الفضل لأن الذكر على الطهارة أفضل لاأنه كان يكرهه لنفي جوازه
[ 84 ]
باب الأذكار أخبرنا أحمد بن محمد الحيري قال حدثنا عبد الله بن هاشم قال حدثنا يحيى القطان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى قال أخذ القوم في عقبة أو ثنية فكلما علاها رجل قال لا إله إلا الله والله أكبر والنبي صلى الله عليه وسلم على بغله يعرضها في الجبل فقال يا أيها الناس إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ثم قال يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قال بلى يا رسول الله قال لا حول ولا قوة إلا بالله
[ 85 ]
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا لفظة إعلام عن هذا الشئ مرادها الزجر عن رفع الصوت بالدعاء ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس أن ذكر العبد ربه جل وعلا على غير طهارة غير جائزة أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا شعيب بن الليث عن الليث بن سعد عن جعفر
[ 86 ]
بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن عمير مولى بن عباس أنه سمعه يقول أقبلت أنا وعبد الله بن يسار مولى ميمونة حتى دخلنا على أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة فقال أبو الجهيم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر الجمل فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه ويديه ثم رد السلام ذكر العلة التي من أجلها فعل صلى الله عليه وسلم ما وصفناه أخبرنا خالد بن النضر القرشي بالبصرة وابن خزيمة حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن حضين بن المنذر عن مهاجر بن قنفد أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ثم اعتذر فقال إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر أو قال على طهارة
[ 87 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح أن كراهية المصطفى صلى الله عليه وسلم ذكر الله إلا على طهارة كان ذلك لأن الذكر على طهارة أفضل لا أن ذكر المرء ربه على غير الطهار غير جائز لأنه صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على أحيانه ذكر أسامي الله جل وعلا اللاتي يدخل محصيها الجنة أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال حدثنا يوسف بن حماد المعني قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدة من أحصاها دخل الجنة
[ 88 ]
ذكر تفصيل الأسامي التي يدخل الله محصيها الجنة أخبرنا الحسن بن سفيان ومحمد بن الحسن بن قتيبة ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض بدمشق واللفظ للحسن قالوا حدثنا صفوان بن صالح الثقفي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله تسعة
[ 89 ]
وتسعين اسما مائة إلا واحدا إنه وتر يحب الوتر من أحصاها دخل الجنة هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب الواسع الحكيم الودود المجيد المجيب الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن المتعال البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط المانع الغني المغني الجامع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور
[ 91 ]
ذكر البيان بأن ذكر العبد ربه جل وعلا بينه وبين نفسه أفضل من ذكره بحيث يسمع صوته أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا أسامة بن زيد أن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة حدثه أن سعد بن أبي وقاص قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خير الذكر الخفي وخير الرزق أو العيش ما يكفي
[ 92 ]
الشك من بن وهب ذكر الخبر الدال على أن ذكر العبد ربه جل وعلا في نفسه أفضل من ذكره بحيث يسمع الناس أخبرنا محمد بن الحسبن خليل حدثنا أبو كريب حدثنا معاوية بن هشام حدثنا حمزة الزيات عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله يا بن آدم اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي اذكرني في ملأ من الناس أذكرك في ملأ خير منهم
[ 93 ]
ذكر الله جل وعلا في ملكوته من ذكره في نفسه من عباده مع ذكره إياهم في المقربين من ملائكته عند ذكرهم إياه في خلقه أخبرنا عبد الله بن قحطبة بن الاستثناء قال حدثنا محمد بن الصباح قال أخبرنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة
[ 94 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه الله أجل وأعلى من أن ينسب إليه شئ من صفات المخلوق إذ ليس كمثله شئ وهذه ألفاظ خرجت من ألفاظ التعارف على حسب ما يتعارفه الناس مما بينهم ومن ذكر ربه جل وعلا في نفسه بنطق أو عمل يتقرب به إلى ربه ذكره الله في ملكوته بالمغفرة له تفضلا وجودا ومن ذكر ربه في ملأ من عباده ذكره الله في ملائكته المقربين بالمغفرة له وقبول ما أتى عبده من ذكره ومن تقرب إلى الباري جل وعلا بقدر شبر من الطاعات كان وجود الرأفة والرحمة من الرب منه له أقرب بذراع ومن تقرب إلى مولاه جل وعلا بقدر ذراع من الطاعات كانت المغفرة منه له أقرب بباع ومن أتى في أنواع الطاعات بالسرعة كالمشي أتته يجري الوسائل ووجود الرأفة والرحمة والمغفرة بالسرعة كالهرولة والله أعلى وأجل
[ 95 ]
ذكر الإخبار بأن ذكر العبد جل وعلا في نفسه يذكره الله عزوجل به بالمغفرة في ملكوته أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا بشر بن خالد قال حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان قال سمعت ذكوان يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله جل وعلا عبدي عند ظنه بي وأنا معه إذا دعاني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه وأطيب قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله جل وعلا إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي يريد به إن ذكرني في نفسه بالدوام على المعرفة التي وهبتها له وجعلته أهلا لها ذكرته في نفسي يريد به في ملكوتي بقبول تلك المعرفة منه مع غفران ما تقدمه من الذنوب ثم قال وإن ذكرني في ملأ يريد به وإن ذكرني بلسانه يريد به الإقرار الذي هو علامة تلك المعرفة في ملأ من الناس ليعلموا إسلامه ذكرته في ملأ خير منه يريد به ذكرته في ملأ خير منه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في الجنة بما أتى من الإحسان في الدنيا الذي هو الإيمان إلى أن استوجب به التمكن من الجنان ذكر مباهاة الله جل وعلا ملائكته بذاكره إذا قرن مع الذكر التفكر أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا مرحوم بن عبد العزيز قال حدثنا أبو
[ 96 ]
نعامة السعدي عن أبي عثمان النهدي عن أبي سعيد الخدري قال خرج معاوية بن أبي سفيان على حلقة في المسجد فقال ما يجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله قال آلله ما أجلسكم إلا ذلك قالوا والله ما أجلسنا إلا ذلك قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ما يجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن علينا به قال آلله ما أجلسكم ذلك قالوا والله ما أجلسنا إلا ذلك قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكن جبريل أتاني فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة ذكر الاستحباب للمرء دوام ذكر الله جل وعلا في الأوقات والأسباب أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثنا بن وهب قال حدثني معاوية بن صالح أن عمرو بن قيس الكندي حدثه عن عبد الله بن بسر قال جاء أعرابيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم
[ 97 ]
فقال أحدهما يا رسول الله أخبرني بأمر أتشبث به قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ذكر رجاء سرعة المغفرة لذاكر الله إذا تحركت به شفتاه أخبرنا أحمد بن عمير بن جوصا أبو الحسن بدمشق قال حدثنا عيسى بن محمد النحاس قال حدثنا أيوب بن سويد عن الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة بنت الحسحاس قالت سمعت أبا هريرة في بيت أم الدرداء يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تبارك وتعالى أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه
[ 98 ]
ذكر ما يكرم الله جل وعلا بفي القيامة من ذكره في دار الدنيا أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبطاهر قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله جل وعلا سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم فقيل من أهل الكرم يا رسول الله قال أهل مجالس الذكر في المساجد
[ 99 ]
ذكر استحباب الاستهتار للمرء بذكر ربه جل وعلا أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الطاهر قال حدثنا بن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث أن أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون ذكر البيان بأن المداومة للمرء على ذكر الله من أحب الأعمال إلى الله جل وعلا أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام تثبت ببيروت قال حدثنا محمد بن هاشم البعلبكي قال حدثنا الوليد عن بن ثوبان عن أبيه عن تثبت عن جبير بن نفير عن مالك بن ين خامر
[ 100 ]
عن معاذ بن جبل قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله ذكر نفي المرء عن داره المبيت والعشاء للشيطان بذكره ربه عند دخوله وابتدائه أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا عمرو بن علي بن بحر قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير عن جابر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا دخل الرجل
[ 101 ]
بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء ذكر استحسان الإكثار للمرء من التبري من الحول والقوة إلا بالله جل وعلا إذ هو من كنوز الجنة أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان قال حدثنا محمد بن السائب بن بركة عن عمرو بن ميمون الأودي عن أبي ذر قال كنت أمشي خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قلتبلى يا
[ 102 ]
رسول الله فقال لا حول ولا قوة إلا بالله
[ 103 ]
ذكر البيان بأن المرء كلما كثر تبريه من الحول والقوة إلا ببارئه كثر غراسه فالجنان أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا المقرئ قال حدثنا حيوة بن شريح قال أخبرني أبو صخر أن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أخبره عن سالم بن عبد الله بن عمر قال حدثني أبو أيو ب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر على إبراهيم خليل الرحمن فقال إبراهيم لجبريل من معك يا جبريل قال جبريل هذا محمد صلى الله عليه وسلم فقال إبراهيم يا محمد مر أمتك أن يكثروا غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبراهيم وما غراس الجنة قال لا حول ولا قوة إلا بالله
[ 104 ]
ذكر الشئ الذي يهدي القائل به ويكفى ويوقى إذا قاله عند الخروج من منزله أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال حدثنا حجاج عن بن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا خرمن بيته فقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله فيقال له حسبك قد كفيت وهديت ووقيت فيلقى الشيطان شيطانا آخر فيقول له كيف لك برجل قد كفوهدي ووقي
[ 105 ]
ذكر الأمر لمن انتظر النفخ في الصور أن يقول حسبنا الله ونعم الوكيل أخبرنا عبد الله بن البخاري ببغداد قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنعم المنكر الصور قد التقم القرن وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر أن ينفخ قال قلنا يا رسول الله فما نقول يومئذ قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل
[ 106 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه أخبرنا أبو يعلى عن عثمان بن أبى شيبة بإسناد نحوه قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا ذكر الخبر الدال على أن الأشياء النامية التي لا روح فيها تسبح ما دامت رطبة أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن وهب بن أبى كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم قال حدثني زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن أبي هريرة قال كنا نمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررنا على قبرين فقام فقمنا معه فجعل لونه يتغير حتى رعد كم قميصه فقلنا ما لك يا نبي الله قال ما تسمعون ما أسمع قلنا وما ذاك يا نبي الله قال هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذابا وعطاء في ذنب هين قلنا مم ذلك يا نبي الله قال كان أحدهما لا يستنزه من البول وكان الآخر يؤذي الناس بلسانه ويمشي بينهم بالنميمة فدعا بجريدتين من جرائد النخل فجعل في كل قبر واحدة قلنا وهل ينفعه ما ذلك يارسول قال نعم يخفف عنهما ما داما رطبتين
[ 108 ]
ذكر تفضل الله جل وعلا بحط الخطايا وكتبه الحسنات على مسبحه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني قال حدثنا بن نمير قال حدثنا موسى الجهني عن مصعب بن سعد عن أبيه قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيعجز أحدكم أن يكتسب كل يوم ألف حسنة فسأله ناس من جلسائه وكيف يكتسب أحدنا يا رسول الله كل يوم ألف حسنة قال يسبح الله مائة تسبيحة فيكتب الله له ألف حسنة ويحط عنه ألف سيئة
[ 109 ]
ذكر تفضل الله جل وعلا بالأمر بغرس النخيل في الجنان لمن سبحه معظما له به أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا حجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله وبحمده غرست له به نخلة في الجنة ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به حجاج الصواف أخبرنا عبد الله بن محمود السعدي بمرو قال حدثنا محمد بن رافع قال حدثنا المؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله
[ 110 ]
العظيم غرس له شجرة في الجنة ذكر الأمر بالتسبيح عدد خلق الله وزنة عرشه ومداد كلماته أخبرنا أبو يعلى قال حدأبو خيثمة قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الرحمن مولى طلحة قال سمعت كريبا يحدث عن بن عباس عن جويرية بنت الحارث قالت أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أسبح ثم انطلق لحاجته ثم رجع من نصف النها فقال ما زلت قاعدة قالت قلت نعم قال ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهن عدلتهن أولو وزن بهن وزنتهن سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرات سبحان الله رضا نفسه ثلاث مرات سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات
[ 111 ]
ذكر مغفرة الله جل وعلا ما سلف من ذنوب المرء بالتسبيح والتحميد إذا كان ذلك بعدد معلوم أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ذكر التسبيح الذي يكون للمرء أفضل من ذكره ربه صارت مع النهار والنهار مع الليل أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا علي بن
[ 112 ]
عبد الرحمن بن المغيرة قال حدثنا بن أبي مريم قال أخبرنا يحيى بن أيوب قال حدثني بن عجلان عن مصعب بن محمد بن شرحبيل عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يحرك شفتيه فقال ماذا تقول يا أبا أمامة قال أذكر ربي قال ألا أخبرك بأكثر أو أفضل من ذكرك الليل مع النهار والنهار مع الليل ان تقول سبحان الله عدد ما خلق وسبحان الله ملء ما خلق وسبحان الله عدد ما في الأرض والسماء وسبحان الله ملء ما في الأرض والسماء وسبحان الله عدد ما أحصى كتابه وسبحان الله عدد كل شئ وسبحان الله ملء كل شئ وتقول الحمد لله مثل ذلك ذكر التسبيح الذي يحبه الله جل وعلا ويثقل ميزان المرء به في القيامة أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
[ 113 ]
عبد الله بن نمير قال حدثنا بن فضيل قال حدثنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ذكر التسبيح الذي يعطي الله جل وعلا المرء به زنة السماوات ثوابا أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى صلاة الصبح وجويرية جالسة في المسجد فرجع حين تعالى النهار
[ 114 ]
فقال لن تزالي جالسة بعدي قالت نعم قال لقد قلت أربع كلمات لو وزنتبهن لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ومداد كلماته ورضا نفسه وزنة عرشه قال أبو حاتم رضي الله عنه جويرية هي بنت الحارث بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم ذكر استحباب الإكثار للمرء من التسبيح والتحميد والتمجيد والتهليل والتكبير لله جل وعلا رجاء ثقل الميزان به في القيامة أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن
[ 115 ]
إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر وابن جابر قالا حدثنا أبو سلام قال حدثني أبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقيته بكار في مسجدها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بخ بخ وأشار بيده بخمس ما أثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه
[ 116 ]
ذكر البيان بأن قول الإنسان بما وصفنا يكون خيرا له من أن يكون ما طلعت عليه الشمس له أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق والأبعاد بقرية سبنج قال حدثنا أحمد بن سنان قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ذكر البيان بأن هذه الكلمات من أحب الكرم إلى الله جل وعلا أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن عميلة عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله
[ 117 ]
بن إله إلا الله والله أكبر ذكر البيان بأن هذه الكلمات من خير الكلمات لا يضر المرء بأيهن بدا أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس قال حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي يقول أخبرنا أبو حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الكلام أربع لا يضر ك بأيهن بدأت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
[ 118 ]
ذكر الأمر بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير عدد ما خلق الله وما هو خالقه أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها انه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة في يدها نوى أو حصتسبح فقال ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكب مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك
[ 119 ]
ذكر كتبة الله جل وعلا للعبد بكل تسبيحة صدقة وكذلك التكبير والتحميد والتهليل أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال حدثنا مهدي بن ميمون قال حدثنا واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الديلي عن أبي ذر ان ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجر يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال صلى الله عليه وسلم أو ليس قد جعل الله لكم ما تتصدقون به كل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة
[ 120 ]
ذكر البيان بأن ما وصفنا من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير من أفضل الكلام لا حرج على المرء بأيهن بدأ أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن هلال بن يساف عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الكلام أربع لا تبالي بأيهن بدأت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
[ 121 ]
ذكر البيان بأن الكلمات التي ذكرناها مع التبري من الحول والقوة إلا بالله مع الباقيات الصالحات أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استكثروا من الباقيات الصالحات قيل وما هن يا رسول الله قال التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله ذكر الأمر بتقرين التعظيم لله جل وعلا إلى التسبيح إذ هو مما يثقل الميزان في القيامة أخبرنا عزوز بن إسحاق العابد بطرسوس قال حدثنا العباس بن يزيد البحراني قال حدثنا بن فضيل قال أخبرنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة
[ 122 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ذكر استحباب عقد المرء التسبيح والتهليل والتقديس بالأنامل إذ هن مسؤولات ومستنطقات أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن بشر قال سمعت هانئ بن عثمان عن أمه حميضة بن ياسر عن جدتها يسيرة وكانت إحدى المهاجرات قالت قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات ومستنطقات
[ 123 ]
ذكر استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم العمل الذي وصفناه أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا عثام بن علي عن الأعمش عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده ذكر تفضل الله جل وعلا على حامده بإعطائه ملء الميزان ثوابا في القيامة أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن شعيب بن شابور قال حدثني
[ 124 ]
معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام أنه أخبره عن جده أبي سلام عن عبد الرحمن بن غنم أن أبا مالك الأشعري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إسباغ الوضوء شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان والتسبيح والتكبير ملء السماوات والأرض والصلاة نور والزكاة برهان والصدقة ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها
[ 125 ]
ذكر وصف الحمد لله جل وعلا الذي يكتب للحامد ربه به مثله سواء كأنه قد فعله أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا خلف بن خليفة عن حفص بن أخي أنس بن مالك عن أنس بن مالك قال كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلقة إذ جاء رجل فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى القوم فقال السلام عليكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فلما جلس قال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كيف قلت فرد على النبي صلى الله عليه وسلم كما قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن يكتبوها فما دروا كيف يكتبونها فرجعوه إلى ذي العزة جل ذكره فقال اكتبوها كما قال عبدي
[ 126 ]
قال الشيخ معنى قال عبدي في الحقيقة أني قبلته ذكر البيان بأن الحمد لله جل وعلا من أفضل الدعاء والتهليل له من أفضل الذكر أخبرنا محمد بن علي الأنصاري من ولد أنس بن مالك بالبصرة قال حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال حدثنا موسى بن إبراهيم الأنصاري قال سمعت طلحة بن خراش يقول سمعت رسول جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله
[ 127 ]
ذكر الأمر للمرء المسلم أن يحمد الله جل وعلا على ما هداه للإسلام أو قبره أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا الحارث بن سريج النقال قال حدثنا يحيى بن وابنه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مررتم بقبورنا وقبوركم من أهل الجاهلية فأخبروهم أنهم في النار
[ 128 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر المسلم إذا مر بقبر غير المسلم أن يحمد الله جل وعلا على هدايته إياه الإسلام بلفظ الأمر بالإخبار إياه أنه من أهل النار إذ محال أن يخاطب من قد بلي بما لا يقبل عن المخاطب بما يخاطبه ذكر الإخبار عما يجب على المرء من الحمد لله على عصمة إياه عما خرج إليه من حاد عنه أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى كذبني عبدي ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك تكذيبي أن يقول أنى يعيدنا كما بدأنا وأما شتمه إياي أن يقول اتخذ الله ولداوإني الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن له كفوا أحد
[ 129 ]
ذكر وصف التهليل الذي يعطي الله من هلله عشر مرات ثواب عتق رقبة أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير في يوم مائة مرة كانت عدل عشر رقاب كتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكان له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل وأشار أكثر من ذلك
[ 130 ]
ذكر البيان بأن الله تعالى إنما يعطي المهلل له بما وصفنا ثواب رقبة لو أعتقها إذا أضاف الحياة والممات فيه إلى البارئ جل وعلا أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين نافلة الحسن بن عيسى قال حدثنا شيبان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير بن حازم أنه قال سمعت زبيدا الإيامي يحدث عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك لة لة الملك ولة الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير عشر مرات كان كعدل رقبة أو نسمة
[ 131 ]
ذكر الكلمات التي إذا قالها المرء المسلم صدقة ربة جل وعلا عليها أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن أبى بكير قال حدثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن الأغر أبى مسلم عن أبى سعيد الخدري وأبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال العبد لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه قال صدق عبدي لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال لا إله إلا الله وحده صدقه ربه قال صدق عبدي لا إله إلا أنا وحدي وإذا قال لا إله إلا الله لا شريك له صدقة ربه قال صدق عبدي لا إله إلا أنا لا شريك لي وإذا قال لا إله إلا الله له الملك صدقه ربه قال صدق عبدي لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد وإذا قال لا إله إلا الله لا حول ولا قوة إلا بالله صدقه ربه وقال صدق عبدي إله إلا أنا
[ 132 ]
ولا حول ولا قوة إلا بي ذكر ما يجب على المرء من الإحراز بذكر الله جل وعلا في أسبابه دون الاتكال على قضاء الله فيها أخبرنا بن الجنيد ببست قال حدثنا قتيبة قال حدثنا أبو ضمرة عن أبي مودود عن محمد بن كعب عن أبان بن عثمان عن عثمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يصبح بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلا ث مرات لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي وإن قالها حين يمسي لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح
[ 133 ]
ذكر استحباب الذكر لله جل وعلا في الأحوال حذر أن يكون المواضع عليه ترة في القيامة أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا صفوان بن صالح قال حدثنا الوليد بن مسلم عن بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه إلا كان عليهم ترة وما مشى أحد مشى لم يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة وما أوى أحد إلى فراشه ولم يذكر الله فيه إلا عليه ترة
[ 135 ]
ذكر تمثيل المصطفى الموضع الذ يذكر الله جل وعلا فيه والموضع الذي لا يذكر الله فيه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيمثل الحي والميت
[ 136 ]
ذكر حفوف الملائكة بالقوم يجتمعون على ذكر الله مع نزول السكينة عليهم أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خلف بن هشام البزار قال حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن الأغر قال شهد على أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ما جلس قوم يذكرون الله
[ 137 ]
إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده ذكر إثبات مغفرة الله جل وعلا للقوم الذين يذكرون الله مع سؤالهم إياه الجنة وتعوذهم به من النار نعوذ بالله منها أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال حدثنا محمد بن عبد ربه قال حدثنا الفضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ملائكة فضلا عن كتاب الناس يمشون في الطرق
[ 138 ]
يلتمسون الذكر فإذا رأوا أقواما يذكرون الله تبارك وتعالى تنادوا هلموا إلى حاجاتكم فيحفون بأجنحتهم إلى السماء فيسألهم ربهم جل وعلا وهو أعلم بهم فيقول عبادي ما يقولون فيقولون يا رب يسبحونك ويحمدونك فيقول لو رأوني فيقولون لا فيقول كيف لو رأوني فيقولون لو رأوك لكانوا أشد تسبيحا وتمجيدا وتكبيرا وتحميدا فيقول ماذا يسألون فيقولون يسألونك يا رب الجنة فيقول لهم هل رأوها فيقولون لا فيقول كيف لو رأوها فيقولون لو قد رأوها كانوا أشد طلبا وأشد حرصا فيقول فمم يتعوذون فيقولون يتعوذون بك من النار فيقول فهل رأوها فيقولون لا فيقول كيف لو رأوها فيقولون لو قد رأوها كانوا أشد تعوذا فيقول فإني أشهدكم أني قد غفرت لهم
[ 139 ]
ذكر البيان بأن من جالس الذاكرين الله يسعده الله بمجالسته إياهم أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لله لائكة فضلا عن كتاب الناس يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم فيحفون بهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم فيقول ما يقول عبادي فيقولون يكبرونك ويمجدونك ويسبحونك ويحمدونك فيقول هل رأوني فيقولون لا فيقول فكيف لو رأوني فيقولون لو رأوك لكانوا لك أشد عبادة وأكثر تسبيحا وتحميدا وتمجيدا فيقول وما يسألوني قال فيقولون يسألونك الجنة فيقول فهل رأوها فيقولون يسألونك الجنة فيقول فهل رأوها فيقولون لا والله يا رب فيقول فكيف لو رأوها فيقولون لو رأوها كانوا عليها أشد حرصا وأشد طلبا وأعظم فيها رغبة فيقول ومم يتعوذون فيقولون من النار فيقول وهل رأوها فيقولون لا والله يا رب فيقول فكيف لو روها فيقولون لو رأوها لكانوا منها أشد فرارا وأشد هربا وأشد خوفا فيقول الله لملائكته أشهدكم أني قد غفرت لهم قال فقال ملك من الملائكة إن
[ 140 ]
فيهم فلانا ليس منهم إنما جاء لحاجة قال فهم الجلساء لا يشقي جليسهم ذكر سباق الذاكرين الله كثيرا والذاكرات في القيامة أهل الطاعات إلى الجنة أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون سبق المفردون قالوا يا رسول الله ما المفردون قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات
[ 141 ]
ذكر مغفرة الله جل وعلا ما قدم من ذنوب العبد بقوله سبحان الله وبحمده بعدد معلوم عند الصباح والمساء أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح سبحان الله وبحمده مائة مرة وإذا أمسى مائة مرغفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر
[ 142 ]
ذكر الشئ الذي إذا قاله الإنسان حين يصبح لم يواف في القيامة أحد بمثل ما وافى أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن سهيل عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة وإذا أمسى كذلك لم يواف أحد من الخلائق بمثل ما وافى ذكر الشئ الذي إذا قاله المرء عند الصباح كان مؤديا لشكر ذلك اليوم أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثنا بن وهب عن سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن وهو ربيعة الرأي عن عبد الله بن عنبسة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال
[ 143 ]
حين يصبح اللهم ما مطرف بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر ذلك اليوم
[ 144 ]
ذكر الشئ الذي يحترز المرء به من فاجئه البلاء حتى يمسي إذا قال ذلك عند الصباح وحتى يصبح إذا قال ذلك عند المساء أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا الحسين بن عيسى يعني البسطامي قال حدثنا أنس بن عياض عن أبي مودود عن محمد بن كعب القرظي عن أبان بن عثمان عن عثمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح ثلاث مرات بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي ومن قالها حين يمسي لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح وقد كان أصابه الفالج فقيل له أين ما كنت تحدثنا به قال إن الله حين أراد بي ما أراد أنسانيها ذكر إيجاب الجنة لمن قال رضيت بالله ربا وقرنه برضاه بالإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا عبد الرحمن بن شريح قال حدثني أبو هانئ التجيبي عن أبي علي الهمداني أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 8
[ 145 ]
من قال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وجبت له الجنة
[ 146 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو هانئ اسمه حميد بن هانئ من أهل مصر وأب علي الهمداني اسمه عمرو بن مالك الجنبي من ثقات أهل فلسطين ذكر الشئ الذي إذا قاله المرء عند الكرب يرتجى له زوالها عنه أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند حدثنا عتاب بن حرب أبو بشر قال حدثنا أبو عامر الخزاز عن بن أبي مليكة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع أهل بيته فقال إذا أصاب أحدكم غم أو كرب فليقل الله الله ربي لا أشرك به شيئا
[ 147 ]
اسم أبي عامر الخزاز صالح بن رستم روي له أربعون حديثا من ثقات أهل البصرة ذكر الأمر بالتهليل والتسبيح لله جل وعلا مع التحميد لمن أصابته شدة أو كرب أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط قال حدثنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن بن عجلان عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن شداد عن عبد الله بن جعفر عن علي بن أبي طالب أنه قال لقنني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات وأمرني إن أصابني كرب أو شدة أقولهن لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحانه وتبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين
[ 148 ]
باب الأدعية أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بخبر غريب قال حدثنا قطن بن نسير الصيرفي قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل أحدكم حاجته كلها حتى سنعله إذا انقطع
[ 149 ]
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا الأسود بن شيبان عن أبي نوفل بن أبي عقرب عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الجوامع من الدعاء قال أبو حاتم أبو نوفل اسمه معاوية بن مسلم بن أبي عقرب من أهل البصرة ذكر ما يجب أن يكون قصد المرء في جوامع دعائه وبيان أحواله له أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
[ 150 ]
محمد بن عمرو زنيج حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ما تقول في الصلاة فقال أتشهد ثم أقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أنا والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال صلى الله عليه وسلم حولها ندندن ذكر الأمر للمرء أن يسأل ربه جل وعلا جوامع الخير ويتعوذ به من جوامع الشر أخبرنا أبو خليفة ما لا أحصي من مرة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا بن سلمة عن الجريري عن أم كلثوم بنت أبي بكر عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها أن تقول اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم
[ 151 ]
وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم اللهم إني أسألك من الخير ما سألك عبدك ونبيك وأعوذ بك من الشر ما عاذ به عبدك ونبيك وأسألك ك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا ذكر البيان بأن دعاء المرء لله جل وعلا من أكرم الأشياء عليه أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا عمرو بن الاستثناء قال حدثنا عمران القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن أخي الحسن
[ 152 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس شئ أكرم على الله من الدعاء ذكر رجاء النجاة من الآفات لمن دام على الدعاء في أوقاته أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن علي بن زهير الجرجاني قال حدثنا أبي قال حدثنا هوذة بن حليفة قال حدثنا عمر بن محمد هو بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن ثابت
[ 153 ]
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعجزوا في الدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من المواظبة على الدعاء والبر أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن عيسى عن عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا بالدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر
[ 154 ]
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر لم يرد به عمومه وذاك أن الذنب لا يحرم الرزق الذي رزق العبد بل يكدر عليه صفاءه إذا فكر في تعقيب الحالة فيه ودوام المرء على الدعاء يطيب له ورود القضاء فكأنه رده لقلة حسه بألمه والبر يطيب العيش حتى كأنه يزاد في عمره بطيب عيشه وقلة تعذر ذلك في الأحوال ذكر البيان بأن المرء إذا دعا الله جل وعلا بنية صحيحة وعمل مخلص قد يستجاب له دعاؤه وإن كان الشئ المسؤول معجزة أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ملك فيمن
[ 155 ]
كان قبلكم له ساحر فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر عروبة له غلاما يعلمه فكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه وأعجبه فكان إذا أتى الساحر ضربه وإذا رجع من عند الساحر قعد إلى الراهب وسمع كلامه فإذا أتى أهله ضربوه فشكا ذلك إلى الراهب فقال له إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي وإذا خشيت وأهلك فقل حبسني الساحر فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال اليوم أعلم الراهب أفضل أم الساحر فأخذ حجرا ثم قال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس فرماها فقتلها ومضى الناس فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب أي بني أنت اليوم أفضل مني وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا أخذت علي فكان الغلام يبرئ الأكمة والأبرص ويداوي سائر الأدواء فسمع جليس للملك كان قد عمي فأتى الغلام بهدايا كثيرة فقاما ها هنا لك أجمع إن أنت شفيتني قال إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله فإن آمنت
[ 156 ]
بالله دعوت الله فشفاك فآمن بالله فشفاه الله فأتى الملك يمشي يجلس إليه كما كان يجلس فقال الملك فلان من رد عليك بصرك قال ربي قال ولك رب غيري قال ربي وربك واحد فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فجئ بالغلام فقال له الملك أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمة والأبرص وتفعل قال إني لاأشفي أحدا إنما يشفي الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الرهب فجئ بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشق به حتوقع شقاه ثم جئ بجليس الملك فقيل ارجع عن دينك فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه ثم جئ بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلنفر من أصحابه فقال اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك قال كفانيهم الله فدفعه إلى قوم من أصحابه فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقور فوسطوا به
[ 157 ]
البحر فلجوا به فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فذهبوا به فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك قال كفانيهم الله فقال للملك وإنكلست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به قال وما هو قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتك ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل بسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني فجمع الناس في صعيد واحثم صلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد قوسه ثم قال بسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في موضع السهم فمات فقال الناس آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام ثلاثا فأتي الملك فقيل له أرأيت ماكنت تحذر قد والله نزل بك حذرك قد آمن الناس فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم النيران وقال من لم يرجع عن دينه فأحموه ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن أنكر فيها فقال لها الغلام يا أمه اصبري فإنك على الحق
[ 158 ]
ذكر البيان بأن دعوة المظلوم تستجاب له لا محالة وإن أتى عليها البرهة من الدهر أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال حدثنا فرج بن رواحة المنبجي قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا سعد الطائي قال حدثنا أبو المدلة أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماوات ويقول وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين
[ 159 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو المدلة اسمه عبيد الله مديني ثقة
[ 160 ]
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال أخبرنا بن وهب عن معروف بن سويد قال سمعت علي بن رباح يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا دعوة المظلوم قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم اتقوا دعوة المظلوم أمر باتقاء دعوة المظلوم مراده الزجر عما تولد ذلك الدعاء منه وهو الظلم فزجر عن الشئ بالأمر بمجانبة ما تولد منه ذكر الإخبار عما يستحب للمرء عند إرادة الدعاء رفع اليدين أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خليفة بن خياط العصفري قال حدثنا بن أبي عدي قال حدثنا جعفر بن ميمون عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا
[ 161 ]
ذكر الإباحة للمرء أن يرفع يديه عند الدعاء لله جل وعلا أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة حدثنا سهل بن صالح الأنطاكي قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن ثابت عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه
[ 162 ]
ذكر البيان بأن رفع اليدين في الدعاء يجب أن لا يجاوز بهما رأسه أخبرنا أحمد بن علبن المثنى قال حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حيوة وعمر بمالك عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عمير مولى أبي اللحم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أحجار الزيت قريبا من الزوراء يدعو رافعا كفيه قبل وجهه لا يجاوز بهما رأسه
[ 163 ]
ذكر البيان بأن باطن الكفين يجب أن يكو للداعي قبل وجهه إذا دعا أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا حيوة عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عمير مولى أبي اللحم أنرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسقي عند أحجار الزيت قريبا من الزوراء قائما يدعو يستسقي رافعا كفيه لا يجاوز بهما رأسه مقبلا بباطن كفه إلى وجهه ذكر استجابة الدعاء للرافع يديه إلى بارئه جل وعلا أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهيربتستر قال حدثنا جميل بن الحسن العتكي قال حدثنا محمد بن الزبرقان قال حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله جل وعلا يستحيي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردهما خائبتين
[ 164 ]
ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يستجيب دعاء من رفع إليه يديه إذا لم يدع بمعصية أو يستعجل الإجابة فيترك الدعاء أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل يا رسول الله كيف يستعجل قال يقول قد دعوت فلم يستجب لي فينحسر عند ذلك فيترك الدعاء ذكر وصف الإشارة للمرء بإصبعه عند أرادته الدعاء لله جل وعلا أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي
[ 165 ]
شيبة قال حدثنا بن إدريس عن حصين بن عبد الرحمن عن عمارة بن رويبة أنه رأى بشر بن مروان رافعا يديه على المنبر فقال قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيد كذا وأشار بأصبعه للسبحة ذكر البيان بأن المرء إذا أراد الإشارة في الدعاء يجب أن يشير بالسبابة اليمنى بعد أن يحنيها قليلا أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن عبد الرحمن بن معاوية عن بن أبي ذباب عن سهل بن سعد قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهرا يديه يدعوا على منبر ولا غيره ولكن رأيته يقول هكذا
[ 166 ]
وقال أبو سعيد بأصبعه السبابة من يده اليمنى يقوسها ذكر الزجر عن الإشارة في الدعاء بالأصبعين أخبرنا أحمد بن الحسن بن الجبار الصوفي قال حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال حدثنا حفص بن الصالح عن هشام عن بن سيرين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يدعو بأصبعيه جميعا فنهاه وقال بإحداهما باليمنى
[ 167 ]
قال أبو حاتم أضمر فيه أن الإشارة بالأصبعين ليكون إلى الإثنين والقوم عهدهم كان قريبا بعبادة الأصنام والإشراك بالله فمن أجلهما أمر بالإشارة بأصبع واحد ذكر الأمر بالاستخارة إذا أراد المرء أمرا قبل الدخول عليه أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك عن محمد بن عمرو بن عطاء عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أراد أحدكم أمرا فليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كان كذا وكذا للأمر الذي يريد خيرا لي في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي وأعني عليه وإن كان كذا وكذا للأمر الذي يريد شرا لي في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري فاصرفه عني ثم اقدر لي الخير أينما كان لا حول ولا فوة إلا بالله
[ 168 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال حدثنا حمزة بن طلبة قال حدثنا بن أبي فديك قال حدثنا أبو المفضل بن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أحدكم أمرا فليقل اللهم إني استخيرك إني استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كان كذا وكذا خيرا لي في ديني وخيرا لي في معيشتي وخيرا لي في عاقبة أمري فاقدر لي وبارك لي فيه وإن كان غير ذلك خيرا لي فاقدر لي الخير حيث ما كان ورضني بقدرك قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو المفضل اسمه شبل بن
[ 169 ]
العلاء بن عبد الرحمن مستقيم الأمر في الحديث ذكر البيان بأن الأمر بدعاء الاستخارة لمن أراد أمرا إنما أمر بذلك بعد ركوع ركعتين غير الفريضة أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال قال حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر يسميه بعينه خيرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فقدره لي ويسره لي وبارك فيه وإن كان شرا لي في ديني ومعادي ومعاشي وعاقبة أمري
[ 170 ]
فاصرفه عني واصرفني عنه وقدر لي الخير حيث كان ورضني به
[ 171 ]
ذكر ما يقول المرء إذا رأى الهلال أول ما يراه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن يحيى المروزي قال حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي قال حدثنا عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب عن أبيه وعن عمه عن بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما نحب وترضى ربنا وربك الله
[ 172 ]
ذكر استحباب الإكثار في السؤال ربه جل وعلا في دعائه وترك الاقتصار على القليل منه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سأل أحدكم فليكثر فإنه يسأل ربه ذكر البيان بأن دعاء المرء ربه في الأحوال من العبادة التي يتقرب بها إلى الله جل وعلا أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن منصور عن ذر عن يسيع الحضرمي عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة ثم قرأ هذه الآية ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين
[ 173 ]
ذكر الشئ الذي إذا دعا المرء به ربه جل وعلا أجابه أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى القطان عن مالك بن مغول قال حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول اللهم إني أسألك بأني أشهدك أنك لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب
[ 174 ]
ذكر البيان بأن دعاء المرء بما وصفنا إنما هو دعاؤه باسم الله الأعظم لا يخيب من سأل ربه به أخبرنا أبو العباس أحمد بن عيسى بن السكين البلدي بواسط قال حدثنا أبو الحسين أحمد بن سليمان بن أبي شيبة الرهاوي قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا مالك بن مغول قال حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه انه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا رجل يصلي يدعو يقول اللهم إني أسألك بأني أشهدك أنك لاإله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئبه أعطى وإذا دعي به أجاب وإذا رجل يقرأ في جانب المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أعطي مزمارا من مزامير آل داود وهو عبد الله بن قيس قال فقلت له يا رسول الله أخبره فقال أخبره فأخبرت أبا موسى فقال لن تزال لي صديقا قال زيد بن الحباب فحدثت به زهير بن معاوية فقال
[ 175 ]
سمعت أبا إسحاق السبيعي يحدث بهذا الحديث عن مالك بن مغول ذكر اسم الله العظيم الذي إذا سأل المرء ربه أعطاه ما سأل أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا خلف بن خليفة قال حدثنا حفص بن أخي أنس بن مالك عن أنس بن مالك قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع سجد وتشهد دعا فقال في دعائه اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض يا ذاالجلال والإكرام يا حي يا قيام اللهم إني أسألك فقال النبي
[ 176 ]
صلى الله عليه وسلم أتدرون بما دعا قالوا الله ورسوله أعلم فقال والذي نفسي بيده لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى قال أبو حاتم رضي الله عنه حفص هذا هو حفص بن عبد الله بن أبي طلحة أخو إسحاق بن أخي أنس لأمه
[ 177 ]
ذكر استحباب تفويض المرء للأمور كلها إلى بارئه مع سؤاله إياه الدق والجل من أسبابه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا قطن بن نسير قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بخبر غريب قال حدثنا قطن بن نسير الصيرفي قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني خالي مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة فإنه لا يتعاظم على الله شئ
[ 178 ]
ذكر الخبر الدال على أن دعاء المرء بأوثق عمله قد يرجى له إجابة ذلك الدعاء أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عاصم حدثني بن جريج أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خرج ثلاثة يتماشون فأصابهم مطر فدخلوا كهف جبل فانحط عليهم حجر فسد عليهم الطريق فقالوا ادعوا الله بأوثق أعمالكم فقال واحد منهم اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان شيخان كبيران وأني رحت يوما فحلبت لهما فأتيتهما وهما نائمان فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أسقي ولدي وصبيتي عند رجلي يتضاغون فقمت قائما حتى انفجر الصبح فسقيتهما اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا وأرنا السماء قال فانفرج فرجة فرأوا السماء
[ 179 ]
وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كانت لي بنت عم وكنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء وأني سألتها نفسها فقالت لا حتى تأتيني بمئة دينار فسعيت فيها حتى جمعتها فأتيتها فلما قعدت بين رجلها قالت يا عبد الله اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فتركتها اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا وأرنا السماء قال فزالت قطعة من الحجر ورأوا السماء وقال الآخر اللهم إني استعملت أجيرا بفرق من الأرز فلما كان الليل أعطيته فلم يأخذ أجره وتسخطه فأخذت الفرق فزرعته حتى صار من ذلك بقرا وغنما فأتاني بعد ذلك قال يا عبد الله اتق الله ولا تظلمني أجري فقلت خذ هذه البقر وراعيها فقال اتق الله ولا تهزأ بي قلت ما أهزأ بك فهو لك ولو شئت لم أعطه إلا الفرق اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنافزال الحجر وخرجوا
[ 180 ]
ذكر سؤال العبد ربه أن لا يضله بعد إذ من عليه بالإسلام له والتوكل عليه أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن إشكاب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي عن الحسين يعني المعلم عن بن بريدة حدثني يحيى بن يعمر
[ 181 ]
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت أعوذ بك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون ذكر الأمر بما يجب على المرء من الدعاء قبل هداية الله إياه للإسلام وبعده أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك العابد قال حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور عن ربعي عن عمران بن حصين قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا محمد عبد المطلب خير لقومه منك كايطعمهم الكبد والسنام وأنت تنحرهم فقال له ما شاء الله فلما أراد أن ينصرف قاما أقول قال قل اللهم قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري فانطلق الرجل ولم يكن أسلم وقال يا رسول الله إني أتيتك فقلت علمني فقلت اللهم
[ 182 ]
قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري فما أقول الآن حين أسلمت قال قل اللهم قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما عمدت وما جهلت ذكر ما يستحب للمرء سؤال الرب جل وعلا الزيادة له في الهدى والتقوى أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء اللهم
[ 183 ]
إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا الهداية لأرشد أموره أخبرنا أبو خليف قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي العلاء عن عثمان بن أبي العاص وامرأة من قريش أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اغفر لي ذنبي وخطاياي وعمدي وقال الآخر إني سمعته يقول اللهم إني أستهديك لأرشد أموري وأعوذ بك من شر نفسي
[ 184 ]
ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا صرف قلبه إلى طاعته أخبرنا الحسن بن سفيان قال أخبرنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله عن حيوة بن شريح قال حدثني أبو هانئ الخولاني أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قلوب بن آدم ملقى بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اصرف قلوبنا إلى طاعتك
[ 185 ]
ذكر البيان بأن صلاة الداعي ربه على صفته صلى الله عليه وسلم في دعائه تكون له صدقة عند عدم القدرة عليها أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا حدثه أن أبا الهيثم حدثه عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيما رجل مسلم لم يكن عنده صدقة فليقل في دعائه اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وصل على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات فإنها زكاة وقال لا يشبع المؤمن خيرا حتى يكون منتهاه الجنة ذكر حط الخطايا عن المصلي على المصطفى صلى الله عليه وسلم بها أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا محمد بن بشر العبدي عن يونس بن أبي إسحاق عن
[ 186 ]
بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال قارسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه وسلم عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ذكر كتبة الله جل وعلا الحسنات لمن صلى على صفيه محمد صلى الله عليه وسلم مرة واحدة أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن اسحاق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
[ 187 ]
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى علي مرة واحدة كتب له بها عشر حسنات ذكر تفضل الله جل وعلا على المصلي على صفيه صلى الله عليه وسلم مرة واحدة بمغفرته عشر مرار أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا موسى بن إسماعيل عن إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى علي واحدة صلى الله عليه وسلم عشرا
[ 188 ]
ذكر رجاء دخول الجنان المصلي على المصطفى صلى الله عليه وسلم عند ذكره مع خوف دخول النيران عند إغضائه عنه كلما ذكره أخبرنا أبو يعلى قال أخبرنا أبو معمر قال حدثنا حفص بن الصالح عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال آمين آمين آمين قيل يا رسول الله إنك حين صعدت المنبر قلت آمين آمين آمين قال إجبريل أتاني فقال من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين
[ 189 ]
ذكر خبر ثان يصرح بمعنى مذكرناه أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع قال أخبرنا بشر بن المفضل قال حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ورغم أنف رجل أدرك أبويه عند الكبر فلم يدخلاه الجنة ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ذكر نفي البخل عن المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب بسنج قال حدثنا أحمد بن سنان القطان قال حدثنا أبو عامر العقدي قال حدثنا سليمان بن بلال عن عمار بن غزية عن عبد الله بن علي بن حسين
[ 190 ]
عن علي بن حسين عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا أشبه شئ روي عن الحسين بن علي وكان الحسين رضوان الله عليه حيث قبض النبي صلى الله عليه وسلم بن سبع سنين إلا شهرا وذلك أنه ولد لليال خلون من شعبان سنة أربع وابن ست سنين وأشهر إذا كانت لغته العربية يحفظ الشئ بعد الشئ ذكر البيان بأن صلاة من صلى على المصطفى صلى الله عليه وسلم من أمته تعرض عليه في قبره أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أبو كريب
[ 191 ]
قال حدثنا حسين بن علي قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي قالوا وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت فقال إن الله جل وعلا حرم على الأرض أن تأكل أجسامنا
[ 192 ]
ذكر البيان بأن أقرب الناس في القيامة يكون من النبي صلى الله عليه وسلم من كان أكثر صلاة عليه في الدنيا أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي قال حدثنا عبد الله بن جلس قال حدثني عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة
[ 193 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر دليل على أن أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في القيامة يكون أصحاب الحديث إذ ليس من هذه الأمة قوم أكثر صلاة عليه صلى الله عليه وسلم منهم ذكر الأخبار المفسرة لقوله جل وعلا يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قال لي كعب بن عجرة ألا أهدي لك هدية خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله قد عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
[ 195 ]
ذكر كتبة الله جل وعلا الحسنات لمن صلى على صفيه صلى الله عليه وسلم مرة واحدة أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن إسحاق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى علي مرة واحدة كتب الله له بها عشر حسنات ذكر البيان بأن سلام المسلم على المصطفى صلى الله عليه وسلم يبلغ إياه ذلك في قبره أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام
[ 196 ]
ذكر تفضل الله جل وعلا على المسلم على رسوله صلى الله عليه وسلم مرة واحد بأمنه من النار عشر مرات نعوذ بالله منها أخبرنا أبو الطيب محمد بن علي الصيرفي غلام طالوت بن عباد بالبصرة قال حدثنا عمر بن موسى الحادي قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن سليمان مولى الحسن بن علي عن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسرور فقال إن الملك جاءني فقال يا محمد إن الله يقوأما ترضى ان لا يصلي عليك عبد من عبادي صلاة إلا صليت عليه بها عشرا ولا يسلم عليك تسليمة إلا سلمت عليه بها عشرا قلت بلى أي رب
[ 197 ]
ذكر الإباحة للمرء أن يصلي على أخيه المسلم ضد قول من كره ذلك إلا على الأنبياء L فقط أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وكيع قال حدثنا سفيان عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر قال اتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادته امرأتي فقالت يا رسول الله صل علي وعلى زوجي فقال صلى الله عليك وعلى زوجك ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان الصلاة لا تجوز على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم وآله أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بندار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت بن أبي أوفى يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تصدق إليه أهل بيت بصدقة صلى عليهم قال فتصدق أبي إليه بصدقة فقال اللهم صل على آل أبي أوفى
[ 198 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم انه لا يجوز لأحد أن يدعو لأحد بلفظ الصلاة إلا لآل المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال حدثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر بن عبد الله ان امرأة قالت يا رسول الله صل علي وعلى زوجي فقال صلى الله عليه وسلم صلى الله عليك وعلى زوجك ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من الدعاء والاستغفار في ثلث الليل الآخر أخبرنا القطان بالرقة قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبد الحميد بن أبي العشرين عن الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال
[ 199 ]
حدثني أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله جل وعلا إلى سما الدنيا فيقول من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يدعوني أستجيب له من ذا الذي يسترزقني أرزقه من ذا الذي يستغفرني اغفر له حتى ينفجر الصبح ذكر البيان بأن رجاء المرء استحبابه الدعاء في الوقت الذي ذكرناه إنما هو في كل ليلة من سنته أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمبج قال حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن أبي عبد الله الأغر وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا
[ 200 ]
جل وعلا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ميسألني فأعطيه من يستغفرني أغفر له قال أبو حاتم رضي الله عنه صفات الله جل وعلالا تكيف ولا تقاس إلى صفات المخلوقين فكما أن الله جل وعلا متكلم من غير آلة بأسنان ولهوات ولسان وشفة كالمخلوقين جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه ولم يجز
[ 201 ]
أن يقاس كلامه إلى كلامنا لأن كلام المخلوقين لا يوجد إلا بآلات والله جل وعلايتكلم كما شاء بلا آله كذلك ينزل بلا آلة ولا تحرك ولا انتقال من مكان إلى مكان وكذلك السمع والبصر فكما لم يجز أن يقال الله يبصر كبصرنا بالأشفار والحدق والبياض بل يبصر كيف يشاء بلا آلة ويسمع من غير أذنين وسماخين والتواء وغضاريف فيها بل يسمع كيف يشاء بلا آلة وكذلك ينزل كيف يشاء بلا آلة من غير أن يقاس نزوله إلى نزول المخلوقين كما يكيف نزولهم جل ربنا وتقدس من أن تشبه صفاته بشئ من صفات المخلوقين ذكر خبر واحد أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه يضاد الخبرين الأولين اللذين ذكرناهما أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن منصور عن أبي إسحاق عن الأغر
[ 202 ]
عن أبي سعيد وعن أبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول جل وعلا هل من مستغفر هل من تائب هل من سائل هل من داع حتى ينفجر الصبح قال أبو حاتم رضي الله عنه في خبر مالك عن الزهري الذي ذكرناه أن الله ينزل حتى يبقى ثلث الليل الآخر وفي خبر أبي إسحاق عن الأغر أنه ينزل حتى يذهب ثلث الليل الأول ويحتمل أن يكون نزوله في بعض الليالي حتى يبقى ثلث الليل الآخر وفي بعضها حتى يذهب ثلث الليل الأول حتى لا يكون بين الخبرين تهاتر ولا تضاد ذكر الأشياء الثلاثة التي إذا دعا المرء ربه بها أعطي إحداهن حدثنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال حدثنا زهير بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت اتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله يأمرك ان تدعو بهؤلاء الكلمات فإني المشئمة إحداهن
[ 203 ]
قال اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك أو صبرا على بليتك أو خروجا من الدنيا إلى رحمتك ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا استغفر الله جل وعلا استغفر ثلاثا أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن مهدي قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن بن مسعود قال كان رسو الله صلى الله عليه وسلم يعجبه ان يدعو ثلاثا ويستغفر ثلاثا
[ 204 ]
ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور باستغفار المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يكن لعد لم يكن يزيد عليه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هريم بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يقول حدثنا قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأتوب في اليوم سبعين مرة ذكر البيان بأن هذا العدد الذي ذكرناه لم يكن بعدد لم يزده عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
[ 205 ]
ذكر البيان بأن هذا العدد الذي ذكرناه لم يكن المصطفى صلى الله عليه وسلم يقتصر عليه حتى لا يزيد عليه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن أبي المغيرة عن حذيفة قال كنت رجلا ذرب اللسان على أهلي فقلت يا رسول الله إني خشيت أن يدخلني لساني النار فقال صلى الله عليه وسلم فأين أنت عن الاستغفار إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة
[ 206 ]
قال أبو إسحاق فذكرته لأبي بردة فقال وأتوب ذكر وصف الاستغفار الذي كان يستغفر صلى الله عليه وسلم بالعدد الذي ذكرناه أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال حدثنا بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان عن محمد بن سوقة عن نافع عن بن عمر قال ربما أعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة رب اغفر لي وتب علي إنك أنت
[ 207 ]
التواب الرحيم ذكر إباحة الاقتصار على دون ما وصفنا من الاستغفار أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن خالد بن عبد الله بن الحسين عن أبي هريرة قال ما رأيت أحدا أكثر أن يقول استغفر
[ 208 ]
الله وأتوب إليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو حاتم رضي الله عنه كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يستغفر ربه جل وعلا في الأحوال على حسب موصفناه وقد ورجاله الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولاستغفاره صلى الله عليه وسلم معنيان أحدهما أن الله جل وعلا بعثه معلما لخلقه قولا وفعلا فكان يعلم أمته الاستغفار والدوام عليه لما علم من مقارفتها المآثم في الأحايين باستعمال الاستغفار والمعنى الثاني أنه صلى الله عليه وسلم كان يستغفر لنفسه عن تقصير الطاعات لا الذنوب لأن الله جل وعلا عصمه من بين خلقه واستجاب له دعاءه على شيطانه حتى أسلم وذاك أن من خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى بطاعة لله عزوجل داوم عليها ولم يقطعها فربما شغل بطاعة عن طاعة حتى فاتته إحداهما كما شغل صلى الله عليه وسلم عن الركعتين اللتين بعد الظهر بوفد تميم حيث كان يقسم فيهم ويحملهم حتى فاتته الركعتان اللتان بعد الظهر فصلاهما بعد العصر ثم دوام عليهما في ذلك الوقت فيما بعد فكان استغفاره صلى الله عليه وسلم لتقصير طاعة أن أخرها عن وقتها من النوافل لاشتغاله بمثلها من الطاعات التي كان في ذلك الوقت أولى من تلك التي كان يواظب عليها لا أنه صلى الله عليه وسلم كان يستغفر من ذنوب يرتكبها
[ 209 ]
ذكر الأمر بالاستغفار لله جل وعلا للمرء عما ارتكبه من الحوبات أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد عن شعبة عن عمرو بن مرة أخبرني قال سمعت أبا بردة يقول سمعت رجلا من جهينة يقال له الأغر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث بن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فإني أتوب إليه كل يوم مائة مرة قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم توبوا إلى ربكم يريد به استغفروا ربكم وكذلك قوله فإني أتوب إليه كل يوم مائة مرة وكان استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقصيره في الطاعات التي وظفها على نفسه لأنه صلى الله عليه وسلم كان من أخلاقه إذا
[ 210 ]
عمل خيرا أن يثبته فيدوم عليه فربما اشتغل في بعض الأوقات عن ذلك الخير الذي كان يواظب عليه بخير آخر مثل اشتغاله بوفد بني تميم والقسمة فيهم عن الركعتين اللتين كان يصليهما بعد الظهر فلما صلى العصر أعادهما فكان استغفاره صلى الله عليه وسلم للتقصير في خير اشتغل عنه بخير ثان على حسب ما وصفنا ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تعقيب الاستغفار كل عثرة وإن كان المرء مشمرا في يجري الطاعات أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بمصر قال حدثنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة فإن هو نزع واستغفر وتاب صقلتفإن عاد زيد فيها فإن عاد زيد فيها حتى تعلو فيه فهو الران الذي ذكر الله كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون
[ 211 ]
ذكر لفظ لم يعرف معناه جماعة لم يحكموا صناعة العلم أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت قال حدثنا أبو بردة عن الأغر المزني وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله كل يوم مائة مرة قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم إنه لغان على قلبي يريد به يرد عليه الكرب من ضيق الصدر مما كان يتفكر فيه صلى الله عليه وسلم بأمر اشتغاله كان بطاعة أو اهتمامه بما لم يعلم من الأحكام قبل نزولها كأنه كان يعد صلى الله عليه وسلم عدم علمه بمكة بما في سورة البقرة من الأحكام قبل إنزال الله إياها بالمدينة ذنبا فكان ايسره على قلبه لذلك حتى كان يستغفر الله كل يوم مئة مرة لا أنه كان ايسره على قلبه من ذنب يذنبه كأمته صلى الله عليه وسلم
[ 212 ]
ذكر سيد الاستغفار الذي يستغفر المرء ربه لما قارف من المأثم أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا حسين بن ذكوان عن عبد الله بن بريدة عن بشير بن كعب عن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي وأنا عبدك لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنوبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
[ 213 ]
ذكر سيد الاستغفار الذي يدخل قائله به الجنة إذا كان على يقين منه أخبرنا أحمد بن محمد الحيري أبو عمرو قال حدثنا عبد الله بن هاشم قال حدثنا يحيى القطان عن حسين المعلم قال حدثني عبد الله بن بريدة عن بشير بن كعب عن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار ان يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بالنعمة وأبوء لك بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فإن قالها بعدما يصبح موقنا بها ثم مات كان من أهل
[ 214 ]
الجنة وإن قالها بعد ما يمسي موقنا بها كان من أهل الجنة قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر عبد الله بن بريدة عن أبيه وسمعه من بشير بن كعب عن شداد بن أوس فالطريقان جميعا محفوظان ذكر الأمر للمرء أن يسأل حفظ الله جل وعلا إياه بالإسلام في أحواله أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بخبر غريب قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني العلاء بن رؤبة التميمي هو الحمصي عن هاشم بن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب أصابته مصيبة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا ذلك إليه وسأله أن يأمر له بوسق من تمر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئت أمرت لك بوسق من تمر وإن شئت علمتك كلمات هي خير لك قال علمنيهن ومر لي بوسق فإني ذو حاجة إليه فقال قل اللهم احفظني بالإسلام قاعدا واحفظني بالإسلام قائما واحفظني بالإسلام
[ 215 ]
راقدا ولا تطع في عدو حاسدا وأعوذ بك من شر ما أنت أخذ بناصيته وأسألك من الخير الذي هو بيدك كله قال أبو حاتم رضي الله عنتوفي عمر بن الحطاب وهاشم بن عبد الله بن الزبير بن تسع سنين ذكر الأمر باكتناز سؤال المرء ربه جل وعلا الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد عند اكتناز الناس الدنانير والدراهم أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا ولم يشرب الماء في الدنيا ثمان عشرة سنة ويتخذ كل ليلة حسوا فيحسوه قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا سويد بن عبد العزيز قال حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم قال
[ 216 ]
خرجت مع شداد بن أوسفنزلنا مرج الصفر فقال ائتوني بالسفرة نبعث بها فكان القوم يحفظونها منه فقال يا بني أخي لا تحفظوها عني ولكن احفظوا مني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اكتنز الناس الدنانير والدراهم فاكتنزوا هؤلاء الكلمات اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب
[ 217 ]
ذكر الأمر بمسألة العبد ربه جل وعلا الحسنة في الدنيا والآخرة في دعائه أخبرنا محمد بن يزيد الزرقي بطرسوس قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا حميد عن ثابت عن أنس قال عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قد صار مثل الفرخ فقال ما كنت تدعو بشئ أو تسأل قال كنت أقول اللهم ما كنت معاقبني به الآخرة فعجله في الدنيا فقال سبحان الله لاتستطيعه أو لا تطيقه قل اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار قال أبو حاتم ما سمع حميد عن أنس إلا ثمانية عشر
[ 218 ]
حديثا والأخر سمعها من ثابت عن أنس ذكر ما يستحب للمرء سؤال الباري جل وعلا الحسنه له في داريه أخبرنا أبو عروبة بحران قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن ثابت عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار قال شعبة فذكرته لقتادة فقال كان أنس يدعو به ذكر البيان بأن الدعاء الذي وصفناه كان من أكثر ما يدعو به صلى الله عليه وسلم في أحواله أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي
[ 219 ]
قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت انهم قالوا لأنس بن مالك ادع الله لنا فقال اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار قالوا زدنا فأعادها قالوا زدنا فأعادها فقالوا زدنا فقال ما تريدون سألت لكم خير الدنيا والآخرة قال أنس وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يدعو بها اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن شعبة لم يسمع من إسماعيل بن علية إلا خبر التزعفر أخبرنا بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز بالبصرة قال حدثنا عبد الله بن أبي يعقوب الكرماني قال حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا شعبة عن إسماعيل بن عليه عن عبد العزيز بن صهيب قال قلت لأنس بن مالك أخبرني عن دعاء كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار فلقيت إسماعيل فسألته فقال أكثر
[ 220 ]
دعوة يدعو بها ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ذكر ما يستحب للمرء أن يزيد في الدعاء الذي وصفناه الإقرار بالربوبية لله جل وعلا أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن عبد العزيز بن صهيب قال سأل قتادة أنسا أي دعوة أكثر ما يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم قال أكثر دعوة يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
[ 221 ]
ذكر الخبر الدال على أن المرء مكروه له أن يدعو بضد ما وصفنا من الدعاء أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا حميد عن ثابت عن أنس قال عاد النبي صلى الله عليه وسلم رجلا قد جهد حتى صار مثل الفرخ فقال صلى الله عليه وسلم هل كنت دعوت الله بشئ قال نعم كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا فقال صلى الله عليه وسلم لا تستطيعه أو لا تطيقه فهلا قلت اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار قال فدعا الله فشفاه ذكر ما يجب على المرء من سؤال الباري تعالى الثبات والاستقامة على ما يقربه إليه بفضل الله علينا بذلك أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة قال حدثنا العباس بن الوليد القرشي قال وهيب بن خالد قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله قل
[ 222 ]
لي قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك قال قل آمنت بالله ثم استقم ذكر الإخبار عما يجب على المرء من التملق إلى الباري في ثبات قلبه له على ما يحب من طاعته أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو ثور قال حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال حدثنا عبد الله بن المبارك قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن بسر بن عبيد الله قال سمعت أبا إدريس الخولاني أنه سمع النواس بن سمعان يقول سمعت رسول الله
[ 223 ]
صلى الله عليه وسلم يقول ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن إشاء أقامه وإن شاء أزاغه قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك قال والميزان بيد الرحمن يرفع قوما ويخفض آخرين إلى يوم القيامة
[ 224 ]
ذكر الخبر الدال على ان هذه الألفاظ من هذا النوع أطلقت بألفاظ التمثيل والتشبيه على حسب ما يتعارفه الناس فيما بينهم دون الحكم على ظواهرها أخبرنا محمد بن عمر بن محمد بن يوسف بنسا قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله جل وعلا للعبد يوم القيامة يا بن آدم مرضت فلم تعدني فيقول يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين فيقول أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أعلمت أنك لو عدته لوجدتني ويقول يا بن آدم استسقيتك فلم تسقني فيقول يا ربكيف أسقيك وأنت رب العالمين فيقول أما علمت أن عبدي فلانا استسقاك فلم تسقب أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمني فيقول يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين فيقول ألم تعلم أن عبدي فلانا استطعمك ك فلم تطعمه أما لو أنك أطعمته لوجدت ذلك عندي
[ 225 ]
ذكر الأمر بسؤال العبد ربه جل وعلا الهداية والعافية والولاية فيمن رزق إياها أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة قال سمعت بريد بن أبي مريم يحدث عن أبي الحوراء السعدي قال قلت للحسن بن علي ما تذكر مرسول الله صلى الله عليه وسلم قال أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة فجعلتها في في فانتزعها بلعابها فطرحها في التمر وكان يعلمنا هذا الدعاء اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضي عليك إنه لا يذل من واليت قال شعبة وأظنه قال تباركت وتعاليت
[ 226 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو الحوراء ربيعة بن شيبان السعدي وأبو الجوزاء اسمه أوس بن عبد الله وهما جميعا تابعيان بصريان ذكر الأمر بسؤال العبد ربه جل وعلا المغفرة والرحمة والهداية والرزق أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني قال حدثنا بن نمير ويعلى بن عبيد قالا حدثنا موسى الجهني عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني كلاما أقوله قال قل لا إله إلا الله
[ 227 ]
وحده لا شريك له الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم العزيز الحكيم قاهؤلاء لربي فما لي قال قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني قال أبو حاتم رضي الله عنه كل ما في هذه الأخبار اللهم اهدني اللهم إني أسألك الهدى وما يشبهها من الألفاظ إنما أريد بها الثبات على الهدى والزيادة فيه إذ محال أن يؤمن المؤمن بسؤال الزيادة وقد هداه الله قبل ذلك ذكر ما يستحب للمرء سؤال الرب جل وعلا المعونة والنصر والهداية أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال بخبرنا سفيان عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن طليق بن قيس الحنفي عن بن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول رب حنث ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا
[ 228 ]
تمكر علي واهدني ويسر الهدي لي وانصرني على من بغى علي رب اجعلني لك شاكرا لك ذاكرا لك أواها لك مطواعا لك مخبتا أواها منيبا رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي وسدد لساني واسلل سخيمة قلبي
[ 229 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر لم يسمعه عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال حدثنا أبي قال حدثني سفيان قال حدثني عمرو بن مرة قال حدثني عبد الله بن الحارث المعلم قال حدثني طليق بن قيس الحنفي عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول اللهم حنث ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر لي الهدى وانصرني على من بغى علي اللهم اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك مطواعا إليك مخبتا لك أوها منيبا رب اقبل توبتي واغسل حوبتي وثبت حجتي وسدد لساني واسلل سخيمة قلبي قال أبو حاتم محمد بن يحيى بن سعيد أبو صالح ما حدثنا عنه أبو يعلى إلا هذا الحديث ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا العافية في أموره كلها سمعت عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس يقول سمعت هشام بن عمار يقول سمعت محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس يقول سمعت أبي يقول
[ 230 ]
سمعت بسر بن أرطاة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أحسن عافيتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وأخبرناه الصوفي قال حدثنا الهيثم بن خارجة قال حدثنا محمد بن أيوب بن ميسرة بسناده وقال عاقبتنا بالقاف ذكر الأمر بسؤال الله جل وعلا العافية إذ هي خير ما يعطى المرء بعد التوحيد أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حيوة بن شريح قال سمعت عبد الملك بن الحارث السهمي
[ 231 ]
عن أبي هريرة قال سمعت أبا بكر رضوان الله عليه على هذا المنبر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اليوم عام أول يقول استعبر أبو بكر رضوان الله عليه فبكى ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لن تؤتوا شيئا بعد كلمة الإخلاص مثل العافية فسلوا الله العافية ذكر الأمر بتقرين العفو إلى العافية عند سؤاله الله جل وعلا لمن سألها أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا موسى بن
[ 232 ]
إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا أبو جهضم موسى بن سالم عن عبد الله بن عباس أنه قال يا رسول الله ما أسأل الله قال سل الله العفو والعافية ثم قال ما أسأل الله قال سل الله العفو والعافية ذكر الأمر بسؤال العبد ربه جل وعلا اليقين بعد المعافاة أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن سليم بن عامر الكلاعي عن أوسطبن عامر الأسماء
[ 233 ]
قال قدمت المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت أبا بكر يخطب الناس وقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول فخنقته العبرة ثلاث مرات ثم قال يا أيها الناس سلوا الله المعافاة فإنه لم يعط أحد مثل اليقين بعد المعافاة ولا أشد من الريبة بعد الكفر وعليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور وهما في النار أراد به مرتكبهما لا نفسهما
[ 234 ]
ذكر الإخبار عما يستعمله أخبرنا السختياني حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب حدثنا بن ثوبان قال أخبرني عمير بن هانئ قال سمعت جنادة بن أبي أمية يقول سمعت عبادة بن الصامت يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل رقاه وهو يوعك فقال بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من كل حاسد إذا حسد ومن كل عين وسم والله يشفيك ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا التفضل عليه بمغفرة يجري ذنوبه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
[ 235 ]
عبد الله بن نمير قال حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئوعمدي وكل ذلك عندي
[ 236 ]
ذكر ما أبيح للمرء أن يسأالله ربه جل وعلا المغفرة لذنوبه بلفظ التمثيل أخبرنا عبد الله بن محمود السعدي قال حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال حدثنا إبراهيم بن يزيد قال حدثنا رقبة بن مصقلة عن مجزأة بن زاهر الأسلمي عن بن أبي أوفى قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم طهرني من الذنوب بالثلج والبرد والماء اللهم طهرني من الذنوب كما يطهر الثوب من الدنس ذكر ما يستحب للمرء أن يقدم قبل هذا لدعاء التحميد لله جل وعلا أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن مجزأة بن زاهر عن بن أبي أوفى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شئ بعد اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم طهرني من ذنوبي كما يطهر الثوب الأبيض من الدنس
[ 237 ]
ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الرب جل وعلا المغفرة لذنوبه وإن كان في يسير استقصاء أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن بن أبي موسى الأشعري
[ 238 ]
عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وجدي وهزلي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت إنك أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شئ قدير ذكر الأمر بسؤال الله جل وعلا الفردوس الأعلى في دعائه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم حارثة إنها لجنان وإحارثة في الفردوس الأعلى فإذا
[ 239 ]
سألتم الله فسلوه الفردوس ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا تحسين خلقه كما تفضل عليه بحسن صورته أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا بن فضيل قال حدثنا عاصم عن عوسجة بن الرماح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم حسنت خلقي فحسن خلقي \
[ 240 ]
ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا المجانبة عن الأخلاق المنكرة والأهواء الردية أخبرنا علي بن الحسن بن سليمان بالفسطاط قال حدثنا محمد بن علي بن محرز حدثنا أبو أسامة عن مسعر بن كدام عن زياد بن علاقة عن عمه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأهواء والأسواء والأدواء
[ 241 ]
ذكر ما يستحب للمرء سؤال ربه جل وعلا العفو والعافية عند الصباح أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا فياض بن زهير قال حدثنا وكيع عن عبادة بن مسلم ها عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم قال سمعت عبد الله بن عمر يقول لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي
[ 242 ]
قال وكيع يعني الخسف ذكر ما يقول المرء عند الصباح والمساء أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن عاصم الثقفي قال سمعت أبا هريرة يقول قال أبو بكر يارسول الله أخبرني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت قال قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شئ ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه
[ 243 ]
قال النبي صلى الله عليه وسلم قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك ذكر ما يستحب للعبد عند الصباح ان يسأل ربه جل وعلا خير ذلك اليوم أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا أبو الشعثاء قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا مطرف أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله أسألك من
[ 244 ]
خير هذا اليوم ومن خير ما فيه وخير ما بعده وأعوذ بك من الكسل والهرم وسوء العمر وفتنة الدجال وعذاب القبر وإذا أمسى قال مثل ذلك قال الحسن بن عبيد الله وحدثني زبيد عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول فيه لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ذكر ما يدعو المرء به ربه جل وعلا إذا مطرف أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا أبو نصر التمار قال حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا مطرف
[ 245 ]
اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به حماد بن سلمة أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا وهيب قال حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا مطرف اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير
[ 246 ]
ذكر الأمر بسؤال ربه جل وعلا قضاء دينه وغناه من الفقر أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال لها قولي اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شئ أنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ منزل التوراة والإنجيل والفرقان فالق الحب والنوى أعوذ بك من شر كل شئ أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شئ وأنت الآخر فليس بعدك شئ اقض عنا الدين واغننا من الفقر
[ 247 ]
ذكر السبب الذي من أجله أنزل الله جل وعلا فما استكانوا لربهم وما يتضرعون أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال حدثنا علي بن الحسين بن حكى قال حدثني أبي قال حدثني يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس قال جاء أبو سفيان بن حرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أنشدك الله والرحم فقد أكلنا العلهز يعني الوبر والدم فأنزل الله ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون
[ 248 ]
ذكر ما يدعو المرء عند الشدائد والضر إذا نزل به أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب أنه سمع أنس بن مالك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يتمنين أحدكم الموت لضنزل به فإن كان لا بد فاعلا فليقل أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي
[ 250 ]
ذكر خبر ثان يصرح بمعنى ما ذكرناه أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتمنين أحدكم الموت من ضر نزل به ولكن ليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرالي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ذكر وصف دعوات المكروب أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا زيد بن أخزم حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا عبد الجليل بن عطية عن جعفر بن ميمون حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دعوات المكروب اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت
[ 251 ]
ذكر الخصال التي يرتجي للمرء باستعمالها زوال الكرب في الدنيا عنه أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا عمرو بن الاستثناء قال حدثنا عمران القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهلهم فأصابتهم السماء فلجؤوا إلى جبل فوقعت عليهم صخرة فقال بعضه لبعض عفا الأثر ووقع الحجر ولا يعلم مكانكم إلا الله ادعوا الله بأوثق أعمالكم فقال أحدهم اللهم إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني فطلبتها فأبت علي فجعلت لها جعلا فلما قربت نفسها تركتها فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الجبل فقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان وكنت أحلب لهما في إنائهما فإذا أتيتها وهما نائمان قمت قائما حتى يستيقظا فإذا استيقظا شربا فإن كنت تعلم أني
[ 252 ]
فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر فقال الثالث اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يوما فعمل لي نصف النهار فأعطيته أجره فاستخبر ولم يأخذه فوفرتها عليه حتى صار من كل المال ثم جاء يطلب أجره فقلت خذ هذا كله ولو شئت لم أعطه إلا أجره فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا قال فزال الحجر وخرجوا يتماشون قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله فوفرتها عليه بمعنى قوله فوفرتها له والعرب في لغتها توقع عليه بمعنى له وسعيد بن أبي الحسن سمع أبا هريرة بالمدينة لأنه بها نشأ والحسن لم يسمع منه لخروجه عنها في يفاعته
[ 253 ]
ذكر الأمر لمن أصابه حزن أن يسأل الله ذهابه عنه وإبداله إياه فرحا أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا فضيل بن الاستثناء قال حدثنا أبو سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أأنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن
[ 254 ]
ذكر ما يجب على المرء الدعاء على أعدائه بما فيه ترك حظ نفسه أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن بن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمو
[ 255 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه يعني هذا الدعاء أنه قال يوم أحد لما شج وجهه قال اللهم اغفر لقومي ذنبهم بي من الشج لوجهي لا أنه دعاء للكفار بالمغفرة ولو دعا لهم بالمغفرة لأسلموا في ذلك الوقت لا محالة ذكر ما يستحب للمرء سؤال الباري جل وعلا تسهيل الأمور عليه إذا صناعيا أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل قال حدثنا سهل بن حماد قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن سهلا إذا شئت
[ 256 ]
ذكر الزجر عن استعجال المرء إجابة دعائه إذا دعا أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن أبي عبيد مولى بن أزهر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول قدعوت فلم يستجب لي
[ 257 ]
ذكر البيان بأن استجابة دعاء الداعي ما لم يعجل إنما يكون ذلك إذا دعا بما لله فيه طاعة أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثنا بن وهب قال حدثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل يرسول الله ما الاستعجال قال يقول يا رب قد دعوت وقد دعوت فما أراك تستجيب لي فيدع الدعاء ذكر الزجر عن أن يقول المرء في دعائه رب اغفر لي إن شئت أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا بن مهدي عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت فإنه لا مستكره له ولكن
[ 258 ]
ليعزم المسألة ذكر الزجر عن إكثار المرء السجع في الدعاء دون الشئ اليسير منه أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي هند عن عامر الشعبي عن بن أبي السائب قاص المدينة قال
[ 259 ]
قالت عائشة قص في الجمعة مرة فإن أبيت فمرتين فإن أبيت فثلاث ولا الفينك تأتي القوم وهم في حديثهم فتقطعه عليهم ولكن إن استمعوا حديث فحدثهم واجتنب السجع في الدعاء فإني عهدت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يكرهون ذلك ذكر ما يستجيب للمرء الدعاء لأعداء الله بالهداية إلى الإسلام أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن معمر قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال جاء الطفيل بن عمرو الدوسي إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن دوسا قد عصت وأبت
[ 260 ]
فادع الله عليهم فقال صلى الله عليه وسلم اللهم أهد دوسا وأئت بهم ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به أبو الزنا عن الأعرج أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا بن عون عن مسلم بن بذيل عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر دوسا فقال إنهم فذكر رجالهم ونساءهم فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه فقال الرجل إنا لله وإنا إليه راجعون هلكت دوس ورب الكعبة فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم اهد دوسا
[ 261 ]
ذكر ما يستحب للمرء أن يترك الاستغفار لقرابته المشركين أصلا أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا أحمد بن عيسى المصري قال حدثنا بن وهب قال حدثنا بن جريج عن أيوب بن هانئ عن مسروق بن الأجدع عن بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فخرجنا معه حتى انتهينا إلى المقابر فأمرنا فجلسنا ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فجلس إليه فناجاه طويلا ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم باكيا فبكينا لبكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل علينا فتلقاه عمر رضوان الله عليه وقال ما الذي أبكاك يا رسول الله فقد أبكيتنا وأفزعتنا فأخذ بيد عمر ثم أقبل علينا فقال أفزعكم بكائي قلنا نعم فقال إن القبر الذي رأيتموني أناجي قبر آمنة بنت وهب وإني سألت ربي الاستغفار لها فلم يأذن لي فنزل علي ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين فأخذني ما يأخذ الولد للوالد من الرقة فذلك الذي أبكاني ألا وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وترغب في الآخرة
[ 262 ]
ذكر ما يجب على المرء من الاقتصار على حمد الله جل وعلا بما من عليه من الهداية وترك التكلف في سؤال تلك الحالة لمن خذل وحرم التوفيق والرشاد أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه قال لما حضر أبا طالب الوفاة جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عم قل لا إله إلا الله أشهد لك بها عند الله قال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب قال فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعبد له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله ما كان للنبي
[ 263 ]
والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وأنزلت في أبي طالب إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ذكر الشئ الذي إذا قاله المرء عند الوطأ لم يضر الشيطان ولده أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا همام قال حدثنا منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أما إن أحدكم لو أنه إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا
[ 264 ]
الشيطان وجنب الشيطان ما رزقنا ثم رزقا ولدا لم يضره الشيطان ذكر ما يستحب للمرء إذا زار قوما أن يدعو للمزور عند انصرافه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا وكيع عن سفيان عن الأسود بن قيس عن نبيح عن جابر قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستعينه في دين كان على أبى فقال آتيكم فقلت للمرأة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا فإياك أن تكلميه أو تؤذيه قال فأتى صلى الله عليه وسلم فذبحت له داجنا كان لنا قال يا جابر كأنك علمت حبنا اللحم فلما
[ 265 ]
خرج قالت له المرأة يا رسول الله صل علي وعلى وزوجي قال ففعل فقال لها ألم أقل لك فقالت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل بيتي ويخرج ولا يصلي علينا ذكر الزجر عن أن يدعو المرلنفسه ويعقب دعاؤه بسؤال الله منع ذلك غيره أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني أبو بكر قال حدثنا علي بن خشرم قال أخبرنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال دخل أعرابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وهو جالس فقال اللهم اغفر لي ولمحمد ولا تغفر لأحد معنا قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لقد احتظرت واسعا ثولى الغلام حتى إذا كان في ناحية المسجد فحج ليبول فقال الغلام بعد أن فقه في الإسلام فقام إلي رسول الله فلم يؤنبني ولم يسبني وقال إنما بني هذا المسجد لذكر الله والصلاة وإنه لا يبال فيه ثم دعا بسجل من ماء فأفرغه عليه
[ 266 ]
ذكر الزجر عن أن يدعو المرء لنفسه بالخبر وحده دون أن يقرن به غيره أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو أن رجلا قال اللهم اغفر لي ولمحمد وحدنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حجبتها عن ناس كثير
[ 267 ]
ذكر الزجر عن سؤال العبد ربه ألا يرحم معه غيره أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن أبي سلمة أن أبا هريرة قال قام النبي صلى الله عليه وسلم الولاء وقمنا معه فقال أعرابي في الصلاة اللهم ارحمني وارحم محمدا ولا ترحم معنا أحدا فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي لقد تحجرت واسعا يريد رحمه الله ذكر الخبر الدال على ان المرء إذا أراد أن يدعو لأخيه المسلم يجب أن يبدأ بنفسه ثم به أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا غسان بن عمر بن عبيد الله العدني حدثنا حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن أبي بن كعب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحدا
[ 268 ]
من الأنبياء بدأ بنفسه وإنه قال ذات يوم رحمه الله علينا وعلى موسى لو صبر مع صاحبه لرأى العجب الأعاجيب ولكنه قال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني ذكر استحباب كثرة دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب رجاء الإجابة لهما به أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم بالبصرة قال حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي قال حدثنا بن فضيل قال حدثنا أبي عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل ولك بمثل
[ 269 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه كل ما يجئ في الروايات فهو كريز إلا هذا فإنه كريز وأم الدرداء اسمها هجيمة بنت حيي الأوصابية وأبو الدرداء عويمر بن عامر ذكر إباحة داع المرء لأخيه بكثرة المال والولد أخبرنا أبو حاتم أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال حدثنا
[ 270 ]
حميد الطويل عن أنس بن مالك قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سليم فأتته بتمر وسمن فقال أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فإني صائم فصلى صلاة غير مكتوبة وصلينا معه فدعا لأم سليم وأهل بيتها فقالت أم سليم يا رسول الله إن لي خويصة قال ما هي يا أم سليم قالت خادمك أنس فدعا لي بخير الدنيا والآخرة وقال اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له قال فإني من أكثر الناس ولدا قال وأخبرني ابنتي أمينة أنها دفنت من صلبي إلى مقدم الحجاج البصرة بضعا وعشرين ومئة
[ 271 ]
ذكر ما يدعو المرء به عند وجود الجدب بالمسلمين أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا طاهر بن خالد بن نزار الأيلي حدثنا أبي حدثنا القاسم بن مبرور عن يونس بن يزيد الأيلي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحط المطر فأمر بالمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه قالت عائشة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إنكم شكوتم جدب جنانكم واحتباس المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا أنت تفعل ما تريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين ثم رفع يديه صلى الله عليه وسلم حتى رأينا
[ 272 ]
بياض إبطيه ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين فأنشأ الله سحابا فرعدت وأبرقت وأمطرت بإذن الله فلم يلبث في مسجده حتى سألت السيول فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم لثق الثياب على الناس ضحك حتى بدت نواجذه وقال أشهد أن الله على كل شئ قدير وأني عبد الله ورسوله ذكر ما يدعو به المرء عند اشتداد الأمطار وكثرة دوامها بالناس أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال أخبرنا محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر قال سمعت أنس بن مالك يقول دخل رجل المسجد يوم الجمعة من باب كأن رجاءه المنبر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فاستقبله قائما فقال يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت
[ 273 ]
السبل فادع الله ليغيثنا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده يقول اللهم اسقنا اللهم اسقنا قال أنس والله ما نرى في السماء سحابة ولا قزعة بيننا وبين سلع من بيت ولا دار فطلعت من ورائه سحابة مثل ترس فلما توسطت السماء انتشر ت ثم أمطرت فوالله ما رأينا الشمس ستا ثم دخل رجل من الباب يوم الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فاستقبله قائما ثم قال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يكفها عنا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يقول اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب والأودية ومنابت الشجر قال فأقلعت وخرج صلى الله عليه وسلم يمشي في الشمس فسألت أنسا أهو الرجل الأول قال لا أدري
[ 274 ]
ذكر ما يقول المرء إذا تفضل الله جل وعلا على الناس بالمطر ورآه أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي قال حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن الزهر عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر قال اللهم صيبا هنيا
[ 275 ]
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم هنيا أراد به نافعا أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا محمد بن خنيس الغزي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن المقدام بن شريح عن أبيه
[ 276 ]
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الغيث قال اللهم صيبا أسيبا نافعا ذكر الإخبار عما يجب على المسلمين من سؤالهم ربهم أن يبارك لهم في ريعهم دون اتكالهم منه على الأمطار أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست السنة
[ 277 ]
بأن لا تمطروا ولكن السنة أن تمطروا وأن تمطروا ولا تنبت الأرض شيئا ذكر الأمر للمسلم أن يسأل الله ربه جل وعلا التآلف بين المسلمين وإصلاح ذات بينهم أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف بخبر غريب قال حدثنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم قال حدثنا عمي يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا شريك عن جامع بن شداد عن أبي وائل عن عبد الله قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا المنكدر في الصلاة كما يعلمنا السورة من القرآن ويعلمنا ما لم يكن يعلمنا كما يعلمنا المنكدر اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور وجنبنا الفواحش ما ظهر وما بطن اللهم احفظنا في اسماعنا وأبصارنا وأزواجنا واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك قابلين بها
[ 278 ]
فأتممها علينا ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن المرء إذا كان في حالة ليس له سؤال الرب جل وعلا الحلول من تلك الحالة لن هذا كلام محال أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للشيطان لمة وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليحمد الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان ثم قرأ الشيطان يعدكم الفقر الآية البقرة أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن عاصم بن كليب
[ 279 ]
عن أبي بردة قال سمعت عليا رضوان الله عليه يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أسألك الهدى والسداد واذكر بالهدى هدايتك الطريق واذكر بالتسديد تسديد السهم ونهاني نبي الله صلى الله عليه وسلم عن القسي والميثرة وعن الخاتم في السبابة والوسطى
[ 280 ]
باب الاستعاذة ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الأشياء الأربع التي يستحق الاستعاذة منها بالله جل وعلا أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزبير عن طاوس عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا
[ 281 ]
الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وأعوذ بك من شر المسيح الدجال ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الفتن ما ظهر منها وما بطن أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال بينما نحن في حائط لبني ماتت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلة فحادت به بغلته
[ 282 ]
فإذا في الحائط أقبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعرف هؤلاء الأقبر فقال رجل أنا يا رسول الله قال ما هم قال ماتوا في الشرك قال لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر الذي أسمع منه إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ثم أقبل علينا بوجهه فقال تعوذوا بالله من عذاب النار وعذاب القبر وتعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن تعوذوا بالله من فتنة الدجال ذكر ما يستحب للمرء أن يستعيذ بالله جل وعلا من عذاب القبر يتعوذ منه سمعت الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة يقول سمعت إسحاق بن موسى الأنصاري يقول سمعت أنس بن عياض يقول سمعت موسى بن عقبة يقول سمعت أم خالدبنت خالد بن سعيد بن العاص تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من عذاب القبر ولم أسمع أحدا
[ 283 ]
يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرها ذكر الخصال التي يستحب للمرء في التعوذ أن يقرنها إلى ما ذكرنا قبل أخبرنا الحسين بن أبي معشر أبو عروبة بحران قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن مجاهد أبي الحجاج عن أبي هريرة قال ما صلى نبي الله صلى الله عليه وسلم أربعا أو اثنتين إلا سمعته يدعو اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار ومن عذاب القبر ومن فتنة الصدر وسوء المحيا والممات
[ 284 ]
ذكر الأمر بالاستعاذة بالله من الفقر الذي يطغى والذل الذي يفسد الدين أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني جعفر بن عياض قال حدثني أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعوذوا بالله من الفقر والذلة وأن تظلم أو تظلم ذكر المرء بالاستعاذة بالله جل وعلا من الجبن والبخل أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا عبيدة بن حميد عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا هؤلاء الكلمات كما تعلم الكتابة اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ
[ 285 ]
بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الشيطان عند نهيق الحمير أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي العابد بالبصرة قال حدثنا نصر بن علي بن نصر قال حدثنا المقرئ قال
[ 286 ]
حدثنا سعيد بن أبي أيوب عن جعفر بن ربيعة قال حدثني عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سمعتم أصوات الديكة فإنها رأتملكا فاسألوا الله وارغبوا إليه وإذا سمعتم نهاق الحمير فإنها رأت شيطانا فاستعيذوا بالله من شر ما رأت ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من شر الرياح إذا هبت أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي قال حدثنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه
[ 287 ]
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى في السماء غبارا أو ريحا تعوذ بالله من شره فإذا أمطرت قال اللهم صيبا نافعا ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الرياح إذا هبت أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة قال حدثنا موسى بن مروان قال حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن الزهري عن ثابت الزرقي قال سمعت أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فلا تسبوها وسلوا الله خيرها واستعيذوا من شرها
[ 288 ]
ذكر ما يقول المرء عند اشتداد الرياح إذا هبت أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن قال حدثني يزيد بن أبي عبيد قال سمعت سلمة بن الأكوع يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال كان إذا اشتدت الريح يقول اللهم لقحا لا عقيما
[ 289 ]
ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من الكسل في الطاعات والهرم القاطع عنها أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا سليمان التيمي عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والهرم والبخل والجبن وعذاب القبر وشر المسيح الدجال
[ 290 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد الطويل عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والعجز والبخل وفتنة المسيح وعذاب القبر ذكر وصف الهرم الذي يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا منه أخبرنا أبو عروبة بحران قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد
[ 291 ]
عن أبيه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو بهؤلاء الكلمات أعوذ بالله أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بالله من البخل والجبن وأعوذ بالله من فتنة الصدر وبغي الرجال ذكر ما يعوذ المرء به ولده وولد ولده عند شئ يخاف عليهم منه أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ حسنا وحسينا أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ثم يقول صلى الله عليه وسلم كان إبراهيم صلوات الله عليه يعوذ به ابنيه إسماعيل وإسحاق ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان
[ 292 ]
بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ حسنا وحسينا أعيذكما بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة وكان يقول صلى الله عليه وسلم كان أبوكما يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق
[ 293 ]
ذكر الاستحباب للمرء أن يسأل سؤال ربه دخول الجنة وتعوذه به من النار في أيامه ولياليه أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سأل رجل مسلم الجنة ثلاث مرات إلا قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ولا استجار مسلم من النار ثلاث مرات إلا قالت النار اللهم أجره ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من الصلاة التي لا تنفع ومن النفس التي لا تشبع أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال حدثنا هريم بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يقول حدثنا أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اللهم
[ 294 ]
إني أعوذ بك من نفس لا تشبع وأعوذ بك من صلاة لا تنفع وأعوذ بك من دعاء لا يسمع وأعوذ بك من قلب لا يخشع ذكر ما يتعوذ المرء به من سوء القضاء وشماتة الأعداء أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا داود بن عمرو الضبي وأبو خيثمة قالا حدثنا سفيان قال حدثني سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء
[ 295 ]
ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من حدوث العاهات به أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسيئ الأسقام
[ 296 ]
ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من شر حياته ومماته أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا محمد بن زياد عن أبي هريرة وعن عطاء بن أبي ميمونة عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليوسلم أنه كان يتعوذ من شر المحيا والممات وعذاب القبر وشر فتنة المسيح الدجال
[ 297 ]
ذكر البيان بأن من شر المحيا الذي يجب على المرء التعوذ منه الفتنة وكذلك الممات أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار ومن شر فتنة المحيا والممات ذكر التعوذ الذي يعاذ الإنسان منه من نهش الهوام أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بيحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن يزيد بن أبي حبيب والحارث بن يعقوب حدثاه عن يعقوب بن عبد الله بن
[ 298 ]
الأشج عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة فقال أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك ذكر الشئ الذي يحترز المرء لقوله عند المساء من لسع الحيات أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رجلا من أسلم قال ما نمت هذه الليلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أي شئ قال لدغتني عقرب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنك لو قلتحين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك إن شاء الله
[ 299 ]
ذكر البيان بأن المرء إنما يحترز بقوله ما قلنا من لسع الحيات عند المساء إذا قال ذلك ثلاث مرات لا مرة واحدة أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين قال حدثنا شيبان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير بن حازم قال حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يمسي أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات لم تضره حية إلى الصباح قال وكان إذا لدغ إنسان
[ 300 ]
من أهله قال اما قال الكلمات ذكر ما يستحب للمرء ان يتعوذ بالله جل وعلا من النفاق في دينه والرياء في طاعته أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر قال حدثنا أحمد بن منصور قال حدثنا عبد الصمد بن النعمان قال حدثنا شيبان عن قتادة عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو يقول اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والهرم والقسوة والغفلة والذلة والمسكنة وأعوذ بك من الفقر والكفر والشرك والنفاق والسمعة والرياء وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والبرص والجذام وسئ الأسقام ذكر ما يستحب للمرء التعوذ بالله جل وعلا من فساد الدين والدنيا عليه بسوء عمره أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان
[ 301 ]
بن أبي شيبة قال حدثنا شبابة قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال حججت مع عمر بن الخطاب رضوان الله عليه حجتين إحداهما التي أصيب فيها وسمعته يقول بجمع ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من خمس اللهم إني أعوذ بك من البخل والجبن وأعوذ بك من سؤ العمر وأعوذ بك من فتنة الصدر وأعوذ بك من عذاب القبر ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من الدين الذي لا وفاء له عنده أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
[ 302 ]
عبد الله بن يزيد قال حدثنا حيوة قال حدثني سالم بن غيلان أنه سمع دراجا أبا السمح أنه سمع أبا الهيثم أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أعوذ بالله من الكفر والدين فقال رجل يا رسول الله يعدل الدين بالكفر قال نعم ذكر البيان بأن الشئ قد يشتبه بالشئ إذا أشبهه في بعض الأحوال وإن كان مباينا له في الحقيقة أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح قال حدثنا بن وهب أخبرني سالم بن غيلان التجيبي عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر فقال رجل يا رسول الله ويعتدلان قال صلى الله عليه وسلم نعم
[ 303 ]
ذكر الخبر الدال على صحة متأولنا الدين الذي ذكرناه أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني قال حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح قال حدثنا بن وهب قال حدثني حيي بن عبد الله عن الحبلى عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو اللهم اغفر لنا ذنوبنا وظلمنا وهزلنا وجدنا وعمدنا وكل ذلك عندنا اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العباد وشماتة العداء ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من الفقر عنه إلى العباد أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن عثمان الشحام عن مسلم بن أبي بكرة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر
[ 304 ]
ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من الجوع والخيانة أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عبد الله بن إدريس عن بن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة قال كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيج وأعو بك من الخيانة فإنها بئست البطانة
[ 305 ]
ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من أن يظلم أحدا أو يظلمه أحد أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الفقر والفاقة وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم ذكر ما يستحب للمرء التعوذ بالله جل وعلا من المناقشة على جناياته في العقبي والوقوع في أمثالها في الدنيا أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن فروة بن نوفل الأشجعي قال سألت أم المؤمنين عائشة عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو قالت كان يقول اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن
[ 306 ]
شر ما لم أعمل ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر ما وصله إلا منصور بن المعتمر أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد العلي قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن حصين عن هلال بن يساف عن فروة بن نوفل الأشجعي قال سألت عائشة قلت حدثيني بشئ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به قالت كان يقول صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل
[ 307 ]
ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من سوء الجوار في العقبي به يتعوذ منه أخبرنا أحمد بن حمدان بن موسى التستري بعبادان قال حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادي يتحول
[ 308 ]
ذكسؤال النار ربها أن يجير من استجار به من النار أخبرنا بن الجنيد إملاء ببست قاحدثنا قتيبة حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النار ذكر الشئ الذي إذا قاله الإنسان دخل الجنة بقوله ذلك ليلا كان أو نهارا أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا
[ 309 ]
علي بن خشرم قال أخبرنا عيسى عن الوليد بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث أن الدعاء يدفع القضاء السابق أخبرنا عمربن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
[ 310 ]
بشار قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رجلا لدغ فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما إنك لو كنت قلت حين أمسيت أعوذ بكلما ت الله التامات من شر ما خلق ما ضرك قال فكان أبو هريرة إذا لدغ إنسان منا أمره أن يقولها قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم ما ضرك أراد به أنك لو قلت ما قلنا لم يضرك ألم اللدغ لا أن الكلام الذي قال يدفع قضاء الله عليه
[ 311 ]
كتاب الطهارة ذكر إثبات الإيمان للمحافظ على الوضوء أخبرنا أبو يعلى حدثنا سريج بن يونس وأبو خيثمة حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا بن ثوبان حدثني حسان بن عطية أن أبا كبشة السلولي حدثه أنه سمع ثوبان يقول قال رسوالله صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحاف على الوضوء إلا مؤمن
[ 312 ]
قال أبو حاتم هذه اللفظة مما ذكرنا في كتبنا أن العرب تطلق الاسم بالكلية على جزء من أجزاء شئ يطلق اسم ذلك الشئ على جزء من أجزائه فقوله صلى الله عليه وسلم لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن أطلق اسم الإيمان على المحافظ على الوضوء والوضوء من أجزاء الإيمان كذلك اسم الإيمان على المفرد العمل به لأنه جزء من أجزاء الإيمان على حسب ما ذكرناه وخبر سالم بن أبي الجعد عن ثوبان خبر منقطع فلذلك تنكبناه
[ 313 ]
باب فضل الوضوء ذكر حط الخطايا ورفع الدرجات بإسباغ الوضوء على المكاره أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة حدثنا القعنبي عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط
[ 314 ]
فذلكم الرباط قال أبو حاتم معناه الرباط من الذنوب لأن الوضوء يكفر الذنوب ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا هوبر بن معاذ الكلبي حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويكفر به الذنوب قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكروهات وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلك الرباط
[ 315 ]
ذكر حط الخطايا بالوضوء وخروج المتوضئ نقيا من ذنوبه بعد فراغه من وضوئه أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء ومع آخر قطر الماء أو نحو هذا فإذا غسل يديه خرجت من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب ذكر مغفرة الله جل وعلا ما بين الصلاتين للمتوضئ بوضوئه وصلاته أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصار أخبرنا أحمد بن أبي
[ 316 ]
بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن حمران بن بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن حمران أن عثمان بن عفان جلس على المقاعد فجاءه المؤذن فآذنه بصلاة العصر فدعا بماء فتوضأ ثم قال لأحدثنكم حديثا لولا آية في كتاب الله لما حدثتكموه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ممن امرئ يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي الصلاة إلا ورجاله له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصليها
[ 317 ]
قال مالك أراه يريد هذه الآية أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ذكر البيان بأن الله ح جل وعلا إنما يغفر ذنوب المتوضئ بعد فراغه منه إذا توضأ كما أمر وصلى كما أمر أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن سفيان بن عبد الرحمن عن عاصم بن سفيان الثقفي أنهم غزوا غزوة السلاسل ففاتهم العدو فرابطوا ثم رجعوا إلى معاوية وعنده أبو أيوب وعقبة بن عامر فقال عاصم يا أبا أيوب فاتنا العدو العام وقد أخبرنا أنه من صلى في المساجد الأربعة ورجاله له ذنبه قال يا بن أخي
[ 318 ]
أدلك على ما هو أيسر من ذلك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ كما أموصلى كما أمر ورجاله له ما تقدم من ذنبه أكذلك يا عقبة قال نعم قال أبو حاتم المساجد الأربعة مسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد الأقصى ومسجد قباء وغزاة السلاسل كانت في أيام معاوية وغزاة السلاسل كانت في أيام النبي صلى الله عليه وسلم ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم ورجاله له ما تقدم من ذنبه أراد به من الصلاة إلى الصلاة أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن جامع بن شداد أنه
[ 319 ]
سمع حمران بن أبان يحدث أبا بردة عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أتم الوضوء كما امره الله جل وعلا فالصلوات الخمس كفارة لما بينهن ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يغفر ذنوب المتوضئ التي ذكرناها إكان مجتنبا للكبائر دون من لم يجتنبها أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص حدثني أبي عن أبيه قال كنت مع عثمان بن عفان فدعا بطهور فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرئ مسلم تحضره الصلاة المكتوبة فيحسن وضوءها وركوعها وخشوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يأت كبيرة وذلك الدهر كله
[ 320 ]
ذكر البيان بأن حليلة أهل الجنة تبلغهم مبلغ وضوئهم في دار الدنيا نسأل الله الوصول إلى ذلك أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبد الغفار بن عبد الله الزبيري حدثنا علي بن مسهر عن سعد بن طارق عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تبلغ حلية أهل الجنة مبلغ الوضوء
[ 321 ]
ذكر البيان بأن أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم تعرف في القيامة بالتحجيل بوضوئهم كان في الدنيا أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا القعنبي عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المقبرة فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أني قد رأيت إخواننا قالوا يا رسول الله ألسنا إخوانك قال بل أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد وأنا فرطكم على الحوض قالوايا رسول الله كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك فقال أرأيت لو كانت لرجل خيل غير محجلة في خيل دهم بهم ألا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول الله قال فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض فليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم ألا هلم فيقال إنهم قد بدلوا بعدك فأقول فسحقا فسحقا فسحقا
[ 322 ]
قال أبو حاتم الاستثناء يستحيل في الشئ الماضي وإنما يجوز الاستثناء في المستقبل من الأشياء وحال الإنسان في الاستثناء على ضربين إذا استثنى في إيمانه فضرب منه يطلق مباح له ذلك وضرب آخر إذا استثنى فيه الإنسان كفر وأما الضرب الذي لا يجوز ذلك فهو أن يقال للرجل أنت مؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار والبعث والميزان وما يشبه هذه الحالة فالواجب عليه أن يقول أنا مؤمن بالله حقا ومؤمن بهذه الأشياء حقا فمتى ما استثنى في هذا كفر والضرب الثاني إذا سئل الرجل إنك من المؤمنين الذي يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم فيها خاشعون وعن اللغو معرضون فيقول أرجو أكون منهم إن شاء الله أو يقال له أنت من أهل الجنة فيستثنى أن يكون منهم والفائدة في الخبر حيث قال صلى الله عليه وسلم وإنا إن شاء الله بكم
[ 323 ]
لاحقون أنه صلى الله عليه وسلم دخل بقيع الغرقد في ناس من أصحابه فيهم مؤمنون ومنافقون فقال إنا إن شاء اللبكم لاحقون واستثنى المنافقين أنهم إن شاء الله يسلمون فيلحقون بكم على أن اللغه تسوغ إباحة الاستثناء في الشئ المستقبل وإن لم يشك في كونه لقوله عزوجل لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ذكر وصف هذه الأمة في القيامة بآثار وضوئهم كان في الدنيا أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا كامل بن طلحة حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن بن مسعود أنهم قالوا يا رسول الله كيف تعرف من لم تر من أمتك قال غر محجلون بلق من آثار الطهور
[ 324 ]
ذكر البيان بأن التحجيل بالوضوء في القيامة إنما هو لهذه الأمة فقط وإن كانت الأمم قبلها تتوضأ لصلاتها أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قارسول الله صلى الله عليه وسلم تردون غرا محجلين من الوضوء سيما أمتي ليس لأحد غيرها ذكر البيان بأن التحجيل يكون للمتوضئ في القيامة مبلغ وضوئه في الدنيا أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن نعيم بن عبد الله
[ 325 ]
أنه رأى أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أمتي يوم القيامة غر محجلون من أثر الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ذكر إيجاب دخول الجنة لمن شهد لله بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة بعد فراغه من وضوئه أخبرنا بن قتيبة بعسقلان حدثنا حرملة بن يحيى
[ 326 ]
حدثنا بن وهب سمعت معاوية بن صالح يحدث عن أبي عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خدام أنفسنا نتناوب الرعية رعية إبلنا فكنت على رعية الإبل فرحتها بعشي فأدركت رسول الله صلى الله ذعليه وسلم يخطب الناس فسمعته يقول ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم فيركع ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه فقد أوجب قال فقلت ما أجود هذه فقال رجل الذي قبلها أجود فنظرت فإذا هو عمر بن الخطاب قلت ما هو يا أبا حفص قال إنقال آنفا قبل أن تجئ ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقول حين يفرغ من وضوئه أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن عبده ورسوله إلا فتحت أبواب الجنة الثمانية له يدخل من أيها شاء
[ 328 ]
قال معاوية بن صالح وحدثنيه ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس عن عقبة بن عامر قال أبو حاتم أبو عثمان هذا يشبه أن يكون حريز بن عثمان الرحبي وإنما اعتمادنا على هذا الإسناد الأخير لن حريز بن عثمان ليس بشئ في الحديث ذكر استغفار الملك للبائت متطهرا عند استيقاظه أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا حدثنا أبو عاصم أحمد بن جواس الحنفي حدثنا بن المبارك عن الحسن بن ذكوان عن سليمان الأحول عن عطاء عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بات طاهرا بات في شعاره ملك فلم يستيقظ إلا قال الملك
[ 329 ]
اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهرا ذكر البيان بأن الشيطان قد يعقد على مواضع الوضوء من المسلم عقدا كعقده على قافية رأسه عند النوم أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا عشانة حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يقول لا أقول اليوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ بيتا من جهنم
[ 330 ]
وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول رجل من أمتي يقوم من الليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليكم عقد فإذا وضأ يديه انحلت عقدة فإذا وضأ وجهه انحلت عقدة وإذا مسح رأسه انحلت عقدة وإذا وضأرجليه انحلت عقدة فيقول الله جل وعلا للذي وراء الحجاب أنظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه ليسألني ما سألني عبدي هذا فهو له ما سألني عبدي هذا فهو له
[ 331 ]
باب فرض الوضوء ذكر الأمر بإسباغ الوضوء لمن أراد أداء فرضه أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا أبي عن سفيان عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال صفقتان في صفقة ربا وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسباغ الوضوء
[ 332 ]
ذكر الأمر بتخليل الأصابع للمتوضئ مع القصد في إسباغ الوضوء أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن كثير عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال كنت وافد بني المنتفق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نصادفه في منزله وصادفنا عائشة فأمرت لنا بخزيرة فصنعت وأتتنا بقناع والقناع الطبق فيه التمر فأكلنا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل
[ 333 ]
أصبتم شيئا أو آمر لكم بشئ قلنا نعم يا رسول الله فبينما نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذ رفع الراعي غنمه إلى المراح ومعه سخلة تيعر فقال صلى الله عليه وسلم ما ولدت قال بهمة قال اذبح مكانها شاة ثم أقبل علي فقال لا تحسبن ولم يقل لا تحسبن أنا من أجلك ذبحناها إن لنا غنما مائة لا تزيد فما ولدت بهمة ذبحنا مكانها شاة قال قلت يا رسول الله إن لي امرأة في لسانها شئ قال فطلقها إذا قال قلت يا رسول الله إن لي منها ولدا غنم صحبة قال وتنتظم فإن يك فيها خير فستقبل ولا تضرب ظعينتك ضربك أمتك قال قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال أسبغ الوضوء وخلل بين أصابعك وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما
[ 335 ]
ذكر العلة التي من أجلها أمر بإسباغ الوضوء أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمروقال رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة حتى إذا كنا ببعض الطريق تعجل قوم عند العصر فتوضؤوا وهم عجال قال فانتهينا إليهم وأعقابهم تلوح لم يمسها الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء
[ 337 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الفرض على المتوضئ في وضوئه المسح على الرجلين دون الغسل أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا زائدة بن قدامة عن خالد بن علقمة عن عبد خير قال صلى علي بن أبي طالب رضوان الله عليه الفجر ثم دخل الرحبة فدخلنا معه فدعا بوضوء فأتاه الغلام بإناء فيه ماء وطست فأخذ الإناء بيمينه فأفرغ على يساره فغسلها ثلاث مرات غسل كفيه قبل أن يدخلهما الإناء ثم أدخل يده اليمنى في الإناء فغرف منه ماء فملأ فاه فمضمض واستنشق ثلاثا ثم أدخل يده في الإناء فغسل وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا ثم مسح رأسه بيديه جميعا مقدمه ومؤخره ثم أدخل اليمنى فأفرغ على قدمه اليمنى فغسلها ثم أدخل يده في الإناء ثم أخرجها فغسل الأخرى ثم قال من أحب أن ينظر إلى وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا وضوءه
[ 339 ]
ذكر العلة التي من أجلها كان يمسح علي بن أبي طالب رضوان الله عليه رجليه في وضوئه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن منصور عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال صليت مع علي بن أبي طالب رضوان الله عليه الظهر ثم انطلق إلى مجلس له كان يجلسه في الرحبة فقعد وقعدنا حوله حتى حضرت العصر فأتي بإناء فيه ماء فأخذ منه كفا
[ 340 ]
فتمضمض واستنشق ومسح وجهه وذراعيه ومسح برأسه ومسح رجليه ثم قام فشرب فضل إنائه ثم قال إني حدثت أن رجالا يكرهون أن يشرب أحدهم وهو قائم وإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كمفعلت وهذا وضوء من لم يحدث ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الكعب هو العظم الناتئ على ظاهر القدم دون العظمين الناتئين على جانبهما أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب أن عطاء بن يزيد المؤذن أخبره أن حمران مولى عثمان أخبره أن عثمان بن عفان رضوان الله عليه دعا بوضوء فتوضأ
[ 341 ]
وغسل كفه ثلاث مرات ثم مضمض واستنشق ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك ثم مسح برأسه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم غسل رجله اليسرى مثل ذلك ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه ورجاله الله له ما تقدم من ذنبه ذكر الزجر عن ترك تعاهد المرء عراقيبه وبطون قدميه في الوضوء أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا سفيان عن بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد
[ 342 ]
عن أبي سلمة قال توضأ عبد الرحمن عند عائشة فقالت يا عبد الرحمن أسبغ الوضوء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويل للعراقيب من النار
[ 343 ]
باب سنن الوضوء ذكر وصف إدخال المتوضئ يده في وضوئه عند ابتداء الوضوء أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال حدثنا أبي قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال أخبرني عطاء بن يزيد عن حمران بن أبان مولى عثمان
[ 344 ]
أنه رأى عثمان دعا بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات ثم أدخل يمينه في الوضوء فتمضمض واستنشق واستنثر وغسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاث مرات ثم مسح برأسه ثم غسل كل رجل من رجليه ثلاث مرات ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ نحو وضوئي هذا ثم قال من توضأ مثوضوئي هذا ثم قام فصلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه ورجاله له ما تقدم من ذنبه ذكر الزجر عن إدخال المرء يده في الإناء في ابتداء الوضوء قبل غسلهما ثلاثا إذا كان مستيقظا من نومه أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا بن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي مريم قال سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها
[ 345 ]
ثلاث مرات فإن أحدكم لا يدري أين كانت تطوف يده ذكر الأمر بغسل اليدين للمستيقظ ثلاثا قبل إدخالهما الإنا أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمسن يده في إنائه حتى يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده
[ 346 ]
ذكر الأمر بغسل اليدين للمستيقظ من نومه قبل ابتداء الوضوء أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا القعنبي عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه قبل أن يدخلهما في وضوئه فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ذكر العدد الذي يغسل المستيقظ من نومه يديه به أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا حبان بن
[ 347 ]
موسى أخبرنا عبد الله عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ أحدكم من منامه فيغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات ذكر الخبر الدال على أن هذا الأمر أمر مخافة النجاسة إذا أصابت يد المرء عند طوفانها من بدن أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب حدثنا محمد بن الوليد البسري حدثنا غندر عن شعبة عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده منه ذكر الأمر بالمواظبة على السواك إذ استعماله من الفطرة أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
[ 348 ]
عمران بن ميسرة الآدمي قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال أخبرنا شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثرت عليكم في السواك ذكر إثبات رضا الله عزوجل للمتسوك أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا روح بن عبد المؤمن المقرئ حدثنا يزيد بن زريع عن عبد الرحمن بن أبي عتيق سمعت أبي سمعت عائشة تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال السواك مطهرة للفم مرضاة للرب
[ 350 ]
قال أبو حاتم أبو عتيق هذا اسمه محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكربن أبي قحافة له من النبي صلى الله عليه وسلم رؤية وهؤلاء أربعة في نسق واحد لهكلهم رؤية من النبي صلى الله عليه وسلم أبو قحافة وابنه أبو بكر الصديق وابنه عبد الرحمن وابنه أبو عتيق وليس هذا لأحد في هذه الأمة غيرهم ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر أمته بالمواظبة على السواك أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة
[ 352 ]
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم عند كل صلاة أراد به عند كل صلاة يتوضأ لها أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا يعقوب بن حميد حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن بن عجلان عن المقبري عن أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم مع الوضوء بالسواك عند كل صلاة ذكر العلة التي من اجلها أراد صلى الله عليه وسلم أن يأمر أمته بهذا الأمر أخبرنا بن زهير بتستر حدثنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير حدثنا حجاج بن منهال حدثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن المقبري عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم
[ 353 ]
بالسواك فإنه مطهرة للفم مرضاة للرب عزوجل ذكر الإباحة للإمام أن يستاك بحضرة رعيته إذا لم يكن يحتشمهم فيه أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد الهمداني قالا حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا قرة بن خالد قال حدثني حميد بن هلال قال حدثني أبو بردة عن أبي موسى قال أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من الأشعريين أحدهما عن يميني والأخر عن يساري ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك فكلاهما سألا العمل قلت والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما وما شعرت أنهما يطلبان العمل فكأني انظر إلى سواكه تحت شفته قلصت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لا أو لن نستعين على عملنا من أراده لكن اذهب أنت فبعثه على اليمن ثم أردفه معاذ بن جبل
[ 354 ]
ذكر استنان المصطفى صلى الله عليه وسلم عند قيامه لمناجاة حبيبه جل وعلا أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وكيع قال حدثنا سفيان عن منصور وحصين عن أبي وائل عن حذيفة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك
[ 355 ]
ذكر وصف استنان المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا عمر بن محمد الهمداني ومحمد بن إسحاق قالا حدثنا أحمد بن عبدة الضبي قال حدثنا حماد بن زيد عن غيلان بن جرير عن أبي بردة عن أبي موسى قال دخلت على رسو الله صلى الله عليه وسلم وهو يستن وطرف السواك على لسانه وهو يقول عأعأ
[ 356 ]
ذكر ما يستحب للمرء أن يستعمل الاستنان عند دخوله بيته أخبرنا حاجب بن أركين بدمشق حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا بن مهدي عن سفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته يبدأ بالسواك
[ 357 ]
ذكر ما يستحب للمرء إذا تعار من الليل أن يبدأ بالسواك أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن منصور وحصين عن أبي وائل عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يشوص فاه ذكر إباحة جمع المرء بين المضمضة والاستنشاق في وضوئه أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة وجمع بين المضمضة والاستنشاق
[ 358 ]
ذكر وصف المضمضة والاستنشاق للمتوضئ في وضوئه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا العباس بن الوليد قال حدثنا وهيب بن خالد عن عمرو بن يحيى عن أبيه قال شهدت عمرو بن أبي حسن سأل عبد الله بن زيد عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بتور من ماء فأكفأ على يده فغسل يده ثلاث مرات ثم أدخل يده في الإناء فتمضمض واستنشق ثلاث مرات من ثلاث حفنات ثم أدخل يده في الإناء فغسل وجهه ثلاث مرات ثم أدخل يده في الإناء فغسل ذراعيه مرتين إلى المرفقين ثم أدخل يده في الإناء فمسح برأسه فأقبل وأدبر ثم أدخل يده في الإناء فغسل
[ 359 ]
رجليه إلى الكعبين
[ 360 ]
ذكر إباحة المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة للمتوضئ أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي قال حدثنا بن إدريس عن بن عجلان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بن عباس قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فغرف غرفة فمضمض واستنشق ثم غرف غرفة فغسل وجهه ثم غرف غرفة فغسل يده اليمنى ثم غرف غرفة فغسل يده اليسرى ثم غرف غرفة فمسح برأسه وباطن أذنيه وظاهرهما وأدخل أصبعيه في أذنيه ثم غرف غرفة فغسل رجله اليمنى ثم غرف غرفة فغسل رجله اليسرى ذكر وصف الاستنشاق للمتوضئ إذا أراد الوضوء أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا زائدة بن قدامة قال حدثنا خالد بن علقمة الهمداني
[ 361 ]
قال حدثنا عبد خير قال دخل علي رضوان الله عليه الرحبة بعدما صلى الفجر فجلس في الرحبة ثم قال لغلام ائتني بطهور فأتاه الغلام بإناء فيه ماء وطست قال عبد خير ونحن جلوس ننظر إليه قال فأخذ بيده اليمنى الإناء فأفرغ على يده اليسرى ثم غسل كفيه ثم أخذ بيده اليمنى الإناء فأفرغ على يده اليسرى كل ذلك لا يدخل يده في الإناء حتى غسلهما ثلاث مرات ثم أدخل يده اليمنى قال فتمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى فعل هذا ثلاث مرات ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى ثلاث مرات إلى المرفق ثم غسل يده اليسرى إلى المرفق ثلاث مرات ثم أدخل يده اليمنى في الإناء حتى غمرها ثم رفعها بما حملت من ماء ثم مسحها بيده اليسرى ثم مسح رأسه بيديه كلتيهما مرة واحدة ثم صب بيده اليمنى ثلاث مرات على قدمه اليمنى ثم غسلها بيده اليسرى ثم صب بيده اليمنى على قدمه اليسرى ثلاث مرات ثم غسلها بيده اليسرى ثم أدخل يده في الإناء فغرف بكفه فشرب منه ثم قال هذا طهور نبي الله صلى الله عليه وسلم فمن أحب أن ينظر إلى طهور نبي الله صلى الله عليه وسلم فهذا طهوره
[ 362 ]
ذكر استحباب صك الوجه بالماء للمتوضئ عند إرادته غسل وجهه أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا بن علية قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثنا محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عبيد الله الخولاني عن بن عباس قال دخل علي بيتي وقد بال فدعا بوضوء فجئناه بقعب يأخذ المد حتى وضع بين يديه فقال ألا أتوضأ لك وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت فداك أبي وأمي قال فغسل يديه ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم أخذ بيمينه الماء فصك به وجهه حتى فرغ من وضوئه ذكر الاستحباب للمتوضئ تخليل لحيته في وضوئه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي
[ 363 ]
شيبة قال حدثنا بن نمير قال حدثنا إسرائيل عن عامر بن شقيق عن أبي وائل قال رأيت عثمان رضوان الله عليه توضأ فخلل لحيته ثلاثا وقال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله ذكر استحباب دلك الذراعين للمتوضئ في وضوئه أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال
[ 364 ]
حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا شعبة قال أخبرني حبيب بن زيد عن عباد بن تميم عن عمه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ فجعل يدلك ذراعيه ذكر البيان بأن دلك الذراعين الذي وصفناه في الوضوء إنما يجب ذلك إذا كان الماء الذي يتوضأ به يسيرا أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا بن أبي زائدة عن شعبة عن حبيب بن زيد عن عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بثلثي الفساد ماء فتوضأ فجعل يدلك ذراعيه
[ 365 ]
ذكر وصف مسح الرأس إذا أراد المرء الوضوء أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن عمرو بن يحيى عن أبيه أنه قال لعبد الله بن زيد وهو جد عمرو بن يحيى هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ قال عبد الله بن زيد نعم فدعا بوضوء فأفرغ على يده اليمنى ثلاثا ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين ثم مسح برأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه ثم
[ 366 ]
ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ثم غسل رجليه وقال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ذكر الاستحباب أيكون مسح الرأس للمتوضئ بماء جديد غير فضل يده أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب عن عمرو بن الحارث عن حبان بن واسع أن أباه حدثه انه سمع عبد الله بن زيد بن عاصم المازني يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فتمضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ويده اليمنى ثلاثا والأخرى مثلها ومسح برأسه بماء غير فضل يده
[ 367 ]
وغسل رجليه حتى أنقاهما ذكر استحباب مسح المتوضئ ظاهر أذنيه في وضوئه بالإبهامين وباطنهما بالسبابتين أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا بن إدريس عن بن عجلان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فغرف غرفة فغسل وجهه ثم غرف غرفة فغسل يده اليمنى ثم غرف غرفة فغسل يده اليسرى ثم غرف غرفة فمسح برأسه وأذنيه داخلهما بالسبابتين وخالف بإبهاميه إلظاهر أذنيه فمسح ظاهرهما وباطنهما ثم غرف غرفة فغسل رجله اليمنى ثم غرف غرفة فغسل رجله اليسرى
[ 368 ]
ذكر الأمر بتخليل الأصابع في الوضوء أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن كثير عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما ذكر العلة التي من أجلها أمر بالتخليل بين الأصابع أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بندار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن محمد بن زياد قال كان أبو هريرة يأتي على الناس وهم يتوضؤون عند المطهرة فيقول لهم أسبغوا الوضوء بارك الله فيكم فإني سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول ويل للأعقاب من النار
[ 369 ]
ذكر الزجر عن ابتداء المرء في وضوئه بفيه قبل غسل اليدين أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه أن أبا جبير الكندي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء وقال يا أبا جبير فبدأ بفيه فقال له
[ 370 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبدأ بفيك فإن الكافر يبدأ بفيه ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فغسل يديه حتى أنقاهما ثم تمضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثا ثم غسل يده اليسرى إلى المرفق ثلاثا ثم مسح برأسه وغسل رجليه ذكر الأمر بالتيامن في الوضوء واللباس اقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم فيه أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأسماء حدثنا زهير بن معاوية حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبستم وإذا توضأتم فابدؤوا بميامنكم
[ 371 ]
ذكر ما للمرء أن يستعمل في أسبابه كلها أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد قالا حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة حدثنا الأشعث بن سليم قال سمعت أبي يحدث عن مسروق عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن ما استطاع في طهوره وتنعله وترجله قال شعبة ثم سمعت الأشعث بواسط يقويحب التيامن
[ 372 ]
وذكر شأنه كله ثم قال شهدته بكار يقول يحب التيامن ما استطاع ذكر استحباب الوضوء ثلاثا ثلاثا أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان أخبرنا عبد الله أخبرنا الأوزاعي أخبرنا المطلب بن حنطب أن عبد الله بن عمر كان يتوضأ ثلاثا ثلاثا يسند ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم
[ 373 ]
ذكر إباحة غسل المتوضئ بعض أعضائه شفعا وبعضها وترا في وضوئه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا صالح بن مالك الخوارزمي قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا في البيت فدعا بوضوء فأتيناه بتور من صفر فيه ماء فتوضأ وغسل وجهه ثلاثا وغسل يديه مرتين ومسح رأسه فأقبل بيديه وأدبر وغسل رجليه 1 ذكر الإباحة للمرء أن يقتصر من عدد الوضوء على مرتين مرتين أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا أبو الحسن قال حدثنا إبراهيم بن يعقوب قال حدثنا زيد بن الحباب عن بن ثوبان قال حدثني عبد الله بن الفضل عن الأعرج
[ 374 ]
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرتين مرتين ذكر الإباحة للمرء أن يقتصر في الوضوء على مرة مرة إذا أسبغ أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى القطان عن سفيان قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بن عباس قال أنا أعلمكم بوضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ مرة مرة
[ 375 ]
باب نواقض الوضوء أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله عن محمد بن إسحاق قال حدثني صدقة بن يسار عن عقيل بن جابر عن جابر بن عبد الله قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع فأصاب رجل من المسلمين امرأة رجل من المشركين فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا أتى زوجها وكان غائبا فلما أخبر حلف لا ينتهي حتى يهريق في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم دما فخرج يتبع أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فقال من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار قالا
[ 376 ]
نحن يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم فكونا بفم الشعب قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه نزلوا إلى شعب من الوادي فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب قال الأنصاري للمهاجري أي الليل أحب إليك أن أكفيك أوله أآخره قال اكفني أوله قال فاضطجع المهاجري فنام وقام الأنصاري يصلي وأتى زوج المرأة فلما رأى شخص الرجل عرف أنه ربيئة القوم فرماه بسهم فوضعه فيه فنزعه فوضعه وثبت قائما يصلي ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه فنزعه وثبت قائما يصلي ثم عاد له الثالثة فوضعه فيه فنزعه فوضعه ثم ركع فسجد ثم أهب صاحبه وقال أجلس فقد أتيت فوثب فلما رآهما الرجل عرف أنه قد نذر به هرب فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء قال سبحان الله أفلا أهببتني أول ما رماك قال كنت في سورة أقرأها فلم أحب أن أقطعها حتى أنفذها فلما تابع علي الرمي ركعت فأذنتك وايم الله لولا أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لقطع نفسي قبل ان أقطعها أو أنفذها
[ 377 ]
ذكر الخبر الدال على أن القئ ينقض الطهارة سواء كان ملء الفم أو لم يكن أخبرنا محمد بن إسحاق بن حزيمة قال حدثنا أبو موسى قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال سمعت أبي قال حدثنا حسين المعلم قال حدثنا يحيى بن أبي كثير أن بن عمرو الأوزاعي حدثه أن يعيش بن الوليد حدثه أن معدان بن طلحة حدثه أن أبا الدرداء حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر فلقيت ثوبان في مسجد دمشق فذكرت له ذلك فقال صدق أنا صببت له وضوءا
[ 379 ]
ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن النوم لا يوجب الوضوء على النائم في بعض الأحوال أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا بن جريج قال قلت لعطاء أي حين أحب إليك أن أصلي للعتمة إما إماما وأما خلوا فقال سمعت بن عباس يقول اعتم رسول الله صلى الله عليوسلم بالعتمة حتى رقد الناس واستيقظوا ورقدوا واستيقظوا فقال عمر رضي الله عنه الصلاة الصلاة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إليه الآن تقطر رأسه ماء واضعا يديه على رأسه فقال لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوا هكذا
[ 380 ]
ذكر الخبر الدال على أن هذا الخبر كان في أول الإسلام أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا بن جريج أخبرني نافع حدثنا بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم شغل ذات ليلة عن صلاة العتمة حتى رقدنا في المسجد ثم استيقظنا ثم رقدنا ثم استيقظنا ثم خرج فقال صلى الله عليه وسلم ليس ينتظر أحد من أهل الأرض الصلاة غيركم
[ 381 ]
ذكر الخبر الدال على أن الرقاد الذي هو النعاس لا يوجب على من وجد فيه وضوءا وأن النوم الذي هو زوال العقل بوجب على من وجد فيه وضوءا أخبرنا أبو يعلى حدثنا هارون بن معروف حدثنا سفيان عن عاصم عن زر قال أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال لي ما حاجتك قلت له ابتغاء العلم قال فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يطلب قلت حك في نفسي المسح على الخفين بعد الغائط والبول وكنت امرأ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأتيتك أسألك هل سمعت منه في ذلك شيئا قال نعم كان يأمرنا إذا كنا في سفر أو مسافرين أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام
[ 382 ]
ولياليهن إلا من جنابة لكن من غائط وبول ونوم
[ 383 ]
قال أبو حاتم الرقاد له بداية ونهاية فبدايته النعاس الذي هو أوائل النوم وصفته أن المرء إذا كلم فيه يسمع وإن حالا علم إلا أنه يتمايل تمايلا ونهايته زوال العقل وصفته أن المرء إذا حالا في تلك الحالة لم يعلم وإن تكلم لم يفهم فالنعاس لا يوجب الوضوء على أحد قليله وكثيره على أي حالة كان الناعس والنوم يوجب الوضوء على من وجد على أي حالة كان النائم على أن اسم النوم قد يقع على النعاس والنعاس على النوم ومعناهما مختلفان والله عزوجل فرق بينهما بقوله لا تأخذه سنة ولا نوم ولما قرن صلى الله عليه وسلم في خبر صفوان بين النوم والغائط والبول في إيجاب الوضوء منها ولم يكن بين البول والغائط فرقان وكان كل واحد منهما قليل أحدهما أو كثيره أوجب عليه الطهارة سواء كان البائل قائما أو قاعدا أو راكعا أو ساجد كان كانت كل من نام بزوال العقل وجب عليه الوضوء سواء اختلفت أحواله أو اتفقت لأن العلة فيه زوال العقل لا تغير الأحوال عليه كما أن العلة في الغائط والبول وجودهما لا تغير أحوال البائل والمتغوط فيه ذكر الأمر بالوضوء من المذي وضوء الصلاة أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن سليمان بن يسار
[ 384 ]
عن المقداد بن الأسود أن علي بن أبي طالب أمره أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل إذا دنا من أهله ماذا عليه فإن عندي ابنته وأنا أستحيي أن أسأله قال المقداد فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إذا وجد ذلك فلينضح فرجه وليتوضأ وضوءه الولاء قال أبو حاتم مات المقداد بن الأسود بالجرف سنة ثلاث وثلاثين ومات سليمان بن يسار أربع وتسعين وقد سمع سليمان بن يسار المقداد وهو بن دون عشر سنين
[ 385 ]
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فلينضح فرجه أراد به فليغسل ذكره أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا زائدة بن قدامة حدثني الركين بن الربيع ها عن حصين بن قبيصة عن علي بن أبي طالب قال كنت رجلا مذاء فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك وإذا رأيت الماء فاغتسل
[ 386 ]
قال أبو حاتم يشبه أن يكون علي بن أبي طالب أمر المقداد أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الحكم فسأله وأخبره ثم أخبر المقداد عليا بذلك ثم سأل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم عما أخبره به المقداد حتى يكونا سؤالين في موضعين مختلفين والدليل على انهما كانا في موضعين أن عند سؤال علي النبي صلى الله عليه وسلم أمره بالاغتسال عند المني وليس هذا في خبر المقداد يدلك هذا على أنهما غير متضادين
[ 387 ]
ذكر الخبر الدال على أن غسل الذكر للذي لا يجزئ به صلاته دون الوضوء وأن الوضوء يجزئ عن نضح الثوب له أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا محمد بن إسحاق حدثني سعيد بن عبيد بن السباق عن أبيه
[ 388 ]
عن سهل بن حنيف قال كنت ألقمن المذي شدة فكنت أكثر الاغتسال منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال إنما يجزئك منه الوضوء فقلت فكيف بما يصيب ثوبي منه قال يكفيك أتأخذ كفا من ماء فتنضح بها من ثوبك حيث ترى أنه أصابه ذكر إيجاب الوضوء على الممذي والاغتسال على الممني أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب قال كنت رجلا مذاء فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا رأيت الماء فاغسل ذكرك وتوضأ وإذا رأيت المني فاغتسل
[ 389 ]
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد لخبر أبي عبد الرحمن السلمي الذي ذكرنا أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن بن أبي نجيح عن عطاء عن إياس بن خليفة عن رافع بن خديج أن عليا أمر عمارا أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذي فقال يغسل مذاكيره ويتوضأ ذكر خبر ثالث يوهم من لم يطلب العلم من مظانه أنه مضاد للخبرين اللذين تقدم ذكرنا لهما أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن سليمان بن يسار عن المقداد بن الأسود أن علي بن أبي طالب أمره أن يسأل
[ 390 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل إذا دنا من أهله فخرج منه المذي ماذا عليه فإن عندي ابنته وأنا أستحيي أن أسأله قال المقداد فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال إذا وجد أحدكم ذلك فلينضح فرجه وليتوضأ وضوءه الولاء قال أبو حاتم رحمه الله قد يتوهم بعض المستمعين لهذه الأخبار ممن لم يطلب العلم من مظانه ولا دار في الحقيقة على أطرافه أن بينها تضادا أو تهاترا لأن في خبر أبي عبد الرحمن السلمي سألت النبي صلى الله عليه وسلم وفي خبر إياس بن خليفة أنه أمر عمارا أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم وفي خبر سليمان بن يسار أنه أمر المقداد أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بينها تهاتر لأنه يحتمل أن يكون علي بن أبي طالب أمر عمارا أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسأله ثم أم المقداد ان يسأله فسأله ثم سأل بنفسه رسول الله صلى الله عليه وسلم والدليل على صحة ما ذكرت أن متن كل خبر يخالف متن الخبر الآخر لأن في خبر أبي عبد الرحمن كنت رجلا مذاء فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا رأيت الماء فاغتسل وفي خبر إياس بن خليفة أنه أمر عمارا أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يغسل مذاكيره ويتوضأ وليس فيه ذكر المني الذي في خبر أبي عبد الرحمن وخبر المقداد بن الأسود سؤال مستأنف فيسأل أنه ليس بالسؤالين الأولين اللذين
[ 391 ]
ذكرناهما لأن فخبر المقداد أن علي بن أبي طالب امره أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل إذا دنا من أهله فخرج منه المذي ماذا عليه فإن عندي ابنته فذلك ما وصفنا على أن هذه أسئلة متباينة في مواضع مختلفة لعلل موجودة من غير أن يكون بينها تضاد أو تهاتر ذكر إيجاب الوضوء من المذي والاغتسال من المني أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا عبيدة بن حميد الحذاء قال حدثنا الركين بن الربيع بن عميلة عن حصين بن قبيصة عن علي بن أبي طالب قال كنت رجلا مذاء فجعلت أغتسل في الشتاء حتى تشقق ظهري فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم أو ذكر له فقال لا تفعل إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك وتوضأ وضوءك الولاء وإذا نضحت الماء فاغتسل
[ 392 ]
ذكر خبر فيه كالدليل على أن الوضوء لا يجب من لمس المرء ذوات المحارم أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أنها أخبرته وثلاثمائة كانت تغتسل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإناء الواحد
[ 393 ]
ذكر الخبر الدال على أن الملامسة من ذوات المحارم لا توجب الوضوء أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب ابنته فكان إذا قام حملها وإذا سجد وضعها
[ 394 ]
ذكر الخبر الدال على نفي إيجاب الوضوء من الملامسة إذا كانت من ذوات المحارم أخبرنا الفضل قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث بن سعد عن سعيد بن أبي المقبري عن عمرو بن سليم الزرقي أنه سمع أبا قتادة يقول بينما نحن على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل أمامه بنت أبي العاص بن الربيع وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي صبية فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي على عاتقه يضعها إذا ركع ويعيدها على عاتقه إذا قام حتى قضى صلاته يفعل ذلك بها واستوثقت
[ 395 ]
ذكر خبر فيه كالدليل على أن الملامسة للرجل من امرأته لا يوجب الوضوء عليها أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الطاهر قال حدثنا بن وهب قال حدثني أفلح بن حميد الأنصاري أنه سمع القاسم بن محمد يقول سمعت عائشة تقول إن كنت لأغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد تختلف أيدينا فيه وتلتقي أضافه
[ 396 ]
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن أبي بكربن محمد بن عمرو بن حزم أنه سمع عروة بن الزبير يقول دخلت على مروان بن الحكم فذكرنا ما يكون منه الوضوء فقال مروان أخبرتني بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ
[ 397 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه عائذ بالله أن نحتج بخبر رواه مروان بن الحكم وذووه في شئ من كتبنا لأنا نستحل الاحتجاج بغير الصحيح من سائر الأخبار وإن وافق ذلك مذهبنا ولا نعتمد من المذاهب إلا على المنتزع من الآثار وإن خالف ذلك قول أئمتنا وأما خبر بسرة الذي ذكرناه فإن عروة بن الزبير سمعه من مروان بن الحكم عن بسرة فلم يقنعهم ذلك حتى بعث مروان شرطيا له إلى بسرة فسألها ثم آتاهم فأخبرهم بمثل ما قالت بسرة فسمعه عروة ثانيا عن الشرطي عن بسرة ثم لم يقنعه ذلك ختى ذهب إلى بسرة فسمع منها فالخبر عن عروة عن بسرة متصل ليس بمنقطع وصار مروان والشرطي كأنهما عاريتان يسقطان من الإسناد وانتهائها ذكر الخبر الدال على أن عروة سمع هذا الخبر من بسرة نفسها أخبرنا أحمد بن خالد بن عبد الملك بن عبيد الله بن مسرح الحراني أبو بدر بسر غامرطا من ديار مضر قال حدثنا أبي قال حدثنا
[ 398 ]
شعيب بن إسحاق قال حدثني هشام بن عروة عن أبيه أن مروان بن الحكم حدثه عن بسرة بنت صفوان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ قال فأنكر ذلك عروة فسأل بسرة فصدقته بقربانها ذكر خبر ثان يصرح بأن عروة بن الزبير سمع هذا الخبر من بسرة كما ذكرناه قبل أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن رافع قال حدثنا بن أبي فديك قال أخبرني ربيعة بن عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن مروان عن بسرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مس فرجه فليتوضأ
[ 399 ]
قال عروة فسألت بسرة فصدقته أعدتك ذكر الخبر الدال على أن الأمر بالوضوء من مس الفرج إنما هو الوضوء الذي لا تجوز الصلاة إلا به أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا علي بن المبارك عن هشام بن عروة عن أبيه عن بسرة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مس فرجه فليعد الوضوء قال أبو حاتم لو كان المراد منه غسل اليدين كما قال بعض الناس لما قال صلى الله عليه وسلم فليعد الوضوء إذ الإعادة لا تكون إلا للوضوء الذي هو الولاء لصيانته
[ 400 ]
ذكر خبر ثان يصرح بأن الوضوء من مس الفرج إنما هو وضوء الصلاة وإن كانت العرب تسمي غسل اليدين وضوءا أخبرنا أبو نعيم عبد الرحمن بن قريش قال حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ قال حدثنا عبد الله بن الوليد العدني عن سفيان قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن مروان عن بسرة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مس ذكره فليتوضأ وضوءه الولاء كآجال ذكر البيان بأن حكم الرجال والنساء فيما ذكرنا سواء أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن ذكوان الدمشقي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا عبد الرحمن بن نمر اليحصبي عن الزهري عن عروة عن بسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مس أحدكم فرجه فليتوضأ والمرأة مثل ذلك بأهلته
[ 401 ]
ذكر البيان بأن الأخبار التي ذكرناها مجملة بأن الوضوء إنما يجب من مس الذكر إذا كان لك بالإفضاء دون سائر المس أو كان بينهما حائل أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان المعدل بالفسطاط وعمران بن فضالة الشعيري بالموصل قالا حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني قال حدثنا أصبغ بن الفرج قال حدثنا عبد الرحمن بن القاسم عن يزيد بن عبد الملك ونافع بن أبي نعيم القارئ عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسوالله صلى الله عليه وسلم إذا أفضي أحدكم بيده إلى فرجه وليس بينهما ستر ولا حجاب فليتوضأ
[ 402 ]
قال أبو خاتم رضي الله عنه احتجاجنا في هذا الخبر بنافع بن أبي نعيم دون يزيد بن عبد الملك النوفلي لأن يزيد بن عبد الملك تبرأنا من عهدته في كتاب الضعفاء فتخريجه ذكر خبر أوهم عالما من الناس أنه مضاد لخبر بسرة أو معارض له أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا نصر بن علي بن نصر قال أخبرنا ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه قال خرجنا وفدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فقال يا نبي الله ما تقول في مس الرجل ذكره بعدما يتوضأ فقال هل هو إلا مضغة أو بضعة منه منشئة
[ 403 ]
ذكر البيان بأن حكم المتعمد والناسي في هذا سواء أخبرنا بن قتيبة بعسقلان حدثنا بن أبي السري أخبرنا ملازم بن عمرو قال حدثني عبد الله بن بدر قال حدثني قيس بن طلق قال حدثني أبي قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه أعرابي فقال يا رسوالله إن أحدنا يكون في الصلاة فيحتك فيصيب يده ذكره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل هو إلا بضعة منك أو مضغة منك والرفاء
[ 404 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا ما رواه ثقة عن قيس بن طلق خلا ملازم بن عمرو أخبرنا محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري بمكة حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء حدثنا حسين بن الوليد عن عكرمة بن عمار عن قيس بن طلق عن أبيه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يمس ذكره وهو في الصلاة قال لا بأس به إنه لبعض جسدك وللمطلقة ذكر الوقت الذي وفد طلق بن علي على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثنا جدي عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه قال بنيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد المدينة فكان يقول قدموا اليمامي من الطين فإنه من أحسنكم له مسا
[ 405 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه خبر طلق بن علي الذي ذكرناه خبر منسوخ لأن طلق بن علي كان قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم أول سنة من سني الهجرة حيث كان المسلمون يبنون مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وقد روى أبو هريرة إيجاب الوضوء من مس الذكر على حسب ما ذكرناه قبل وأبو هريرة أسلم سنة سبع من الهجرة فدل ذلك على أن خبر أبي هريرة كان بعد خبر طلق بن علي بسبسنين للتحري ذكر الخبر المصرح برجوع طلق بن علي إلى بلده بعد قدمته تلك أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثنا عبد الله بن بدر الحنفي عن قيس بن طلق عن أبيه قال خرجنا ستة وفدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة من بني حنيفة ورجل من بني ضبيعة بن ربيعة حتى قدمنا على نبي الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه وصلينا معه وأخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا واستوهبناه من فضل طهوره فدعا بماء فتوضأ منه
[ 406 ]
وتمضمض وصب لنا في إداوة ثم قا اذهبوا بهذا الماء فإذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم ثم انضحوا مكانها من هذا الماء واتخذوا مكانها مسجدا فقلنا يا رسول الله البلد بعيد والماء ينشف قال فأمدوه من الماء فإنه لا يزيده إلا طيبا فخرجنا فتشاححنا على حمل الإداوة أينا يحملها فجعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم نوبا لكل رجل منا يوما وليلة فخرجنابها حتى قدمنا بلدنا فعملنا الذي أمرنا وراهب ذلك القوم رجل من طئ فنادينا بالصلاة فقال الراهب دعوة حق ثم هرب فلم ير بعد قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح أن طلق بن علي رجع إلى بلده بعد القدمة التي ذكرنا وقتها ثلا يعلم له رجوع إلى المدينة بعد ذلك فمن ادعى رجوعه بعد ذلك فعليه أن يأتي بسنة مصرحة ولا سبيل له إلى ذلك لدافع ذكر الأمر بالوضوء من أكل لحم الجزور ضد قول من نفى عنه ذلك أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا بشر بن معاذ العقدي قال حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن جعفر بن أبي ثور
[ 407 ]
عن جابر بن سمرة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله أنتوضأ من لحوم الغنم قال إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ قال أنتوضأ من لحو الإبل قال نعم قال أصلي في مبارك الإبل قال لا المتشاغل أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أشعث بن أبي الشعثاء عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتوضأ من لحوم الإبل ولا نتوضأ من لحوم الغنم أفارقها
[ 408 ]
ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة الحديث ان هذا الخبر معلول أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا شعبة عن سماك قال سمعت أبا ثور بن عكرمة بن جابر بن سمرة عن جابر بن سمرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الصلاة في مبات الغنم فرخص فيها وسئل عن الصلاة في مبات الإبل فنهى عنها وسئل عن الوضوء من لحوم الغنم فقال إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو ثور بن عكرمة بن جابر بن سمرة اسمه جعفر وكنية أبيه أبو ثور فجعفر بن أبي ثور هو أبو ثور بن عكرمة بن جابر بن سمرة روى عنه عثمان بن
[ 409 ]
عبد الله بن موهب وأشعث بن أبي الشعثاء وسماك بن حرب فمن لم يحكم صناعة الحديث توهم أنهما رجلان مجهولان فتفهموا رحمكم الله كيلا تغالطوا فيه ملاعن ذكر الخبر المصرح بإيجاب الوضوء من أكل لحوم الجزور أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أشعث بن أبي الشعثاء عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتوضأ من لحوم الإبل ولا نتوضأ من لحوم الغنم وأن نصلي في مرابض الغنم ولا نصلي في أعطان الإبل يفلحوا
[ 410 ]
ذكر الخبر الدال على الأمر بالوضوء من أكل لحوم الإبل إنما هو الوضوء المفروض الولاء دون غسل اليدين أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا الثوري عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن عبد الرحمن بن أبليلى عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أنصلي في أعطان الإبل قال لا قيل انصلي في مرابض الغنم قال نعم قيل أنتوضأ من لحوم الإبل قال نعم قيل أنتوضأ من لحوم الغنم قال لا قال أبو حاتم رضي الله عنه في سؤال السائل عن الوضوء
[ 411 ]
من لحوم الإبل وعن الصلاة في أعطانها وتفريق النبي صلى الله عليه وسلم بين الجوابين أرى البيان أنه أراد الوضوء المفروض لولاء دون غسل اليدين ولو كان ذلك غسل اليدين من الغمر لاستوى فيه لحوم الإبل والغنم جميعا وقد كان ترك الوضوء مما مسته النار وبقي المسلمون عليه مدة ثم نسخ ذلك وبقي لحوم الإبل مستثنى من جملة ما أبيح بعد الخطر الذي تقدم ذكرنا له ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم ان الوضوء من لحوم الإبل إذا أكلت غير واجب أخبرنا محمد بن أحمد بن نضر الخلقاني بمرو قال حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا أبي قال حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قدر فانتشل منها عظما فأكله ثم صلى ولم يتوضأ
[ 413 ]
قال أبو حاتم قول بن عباس فآكله أراد به اللحم الذي على العظم لا العظم نفسه والمصتين ذكر خبر يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الوضوء من أكل لحوم الجزور غير واجب أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج قال حدثني محمد بن المنكدر سمع جابر بن عبد الله يقول قرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم خبز ولحم فأكله ودعا بوضوء ثم صلى الظهر ثم دعا بفضل طعامه فأكل ثم صلى العصر ولم يتوضأ ثم دخلت مع أبي بكر فقال هل من شئ فلم يجدوا فقال أين شاتكم الوالد فأمرني بها فاعتقلتها فحلبت لثم صنع لنا طعاما فأكلنا ثم صلى قبل أن يتوضأ ثم دخلت مع عمر فوضعت جفنة فيها خبز ولحم فأكلنا ثم صلينا قبل أن نتوضأ
[ 414 ]
قال وحدثنا معمر عن بن المنكدر عن جابر مثله اللبنين ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الوضوء من أكل لحوم الإبل غير واجب أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا إسماعيل بن عليه عن أيوب عن وهب بن جلس عن محمد بن عمرو بن عطاء عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل من كتف أو قال تعرق من ضلع ثم صلى ولم يتوضأ
[ 415 ]
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه ناسخ للأمر الذي ذكرناه أو مضاد له أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال حدثنا عبد الله عن معمر قال حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من لحم ومعه أبو بكر وعمر ثم قاموا إلى الصف ولم يتوضؤوا قال جابر ثم شهدت أبا بكر أكل طعاما ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ ثم شهدت عمر أكل من جفنة ثم قام فصلى ولم يتوضأ ذكر خبر أوهم عالما من الناس انه ناسخ للأمر بالوضوء من لحوم الإبل أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال حدثنا أبو بشر بكر بن خلف قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا هشام بن
[ 416 ]
عروة عن وهب بن جلس عن محمد بن عمرو بن عطاء عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتفا فصلى ولم يتوضأ لأخذتها ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه ناسح لأمره صلى الله عليه وسلم بالوضوء من لحوم الإبل أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا موسى بن سهل الرملي قال حدثنا علي بن عياش قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال كان آخر الأمرين من
[ 417 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا خبر مختصر من حديث طويل اختصره شعيب بن ابي حمزة متوهما لنسخ إيجاب الوضوء مما مست النار مطلقا وإنما هو نسخ لإيجا ب الوضوء مما مست النار خلا لحم الجزور فقط
[ 418 ]
ذكر الخبر المقتضي للفظة المختصرة التي ذكرناها أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة المديني قال حدثني محمد بن المنكدر عن جابر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل طعاما مما مست النار ثم صلى قبل أن يتوضأ ثم رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أكل طعاما مما مسته النار ثم صلى قبل أن يتوضأ ثم رأيت بعد أبي بكر عمر أكل طعاما مما مسته النار ثم صلى قبل أن يتوضأ ة أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله عن معمر قال حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من لحم ومعه أبو بكر وعمر رضوان الله عليهما ثم قاموا إلى العصر ولم يتوضؤوا قال جابر ثم شهدت أبا بكر أكل طعاما ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ ثم شهدت عمر أكل من جفنة ثم قام فصلى ولم يتوضأ فأفضلهم ذكر البيان بأن هذا الطعام الذي لم يتوضأ صلى الله عليه وسلم من أكله كان لحم شاة لا لحم إبل أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا
[ 419 ]
الحسن بن قزعة قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي قال حدثنا أيوب عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال دعت امرأة من الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم على شاة فأكل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فحضرت الصلاة فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عاد إلى بقيتها فأكلوا فحضرت العصر فلم يتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيدك ذكر البيان بأن أكل المصطفى صلى الله عليه وسلم ما وصفناه كان ذلك من لحم شاة لا من لحم جزور أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال حدثني محمد بن المنكدر عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى امرأة من الأنصار قال فبسطت له عند ظل صور ورشت بالماء حوله وذبحتشاة فأكل وأكلنا معه ثم قال تحت الصور فلما استيقظ توضأ ثم صلى الظهر فقالت المرأة يا رسول الله فضلت عندنا فضلة من طعام فهل لك فيها قال نعم فأكل وأكلنا معه ثم
[ 420 ]
صلى قبل ان يتوضأ يضافون ذكر البيان بأن اللحم الذي أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتوضأ منه كان لحم شاة لا لحم إبل أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بشر بن معاذ العقدي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال دعتنا امرأة من الأنصار وذبحت شاة وصنعت طعاما ورشت لنا صورا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطهور فتوضأ ثم صلى ثم أتينا بفضول الطعام فأكله وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتوضأ ودخلنا على أبي بكر فدعا بطعام فلم يجده فقال أين شاتكم التي ولدت قالت هي ذه فدعا بها فحلبها بيده ثم صنعوا لبأ فأكل فصلى ولم يتوضأ وتعشيت مع عمر فأتي بقصعتين فوضعت واحدة بين يديه والأخرى بين يدي القوم فصلى ولم يتوضأ
[ 421 ]
قال أبو حاتم الصور مجتمع النخل لوقتين ذكر البيان بأن الكتف الذي لم يتوضأ صلى الله عليه وسلم من أكله كان ذلك كتف شاة لا كتف إبا أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو مروان العثماني قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن موسى بن عقبة عن محمد بن عمرو بن عطاء عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ ذكر خبر ثان يصرح بأن الكتف الذي أكله المصطفى صلى الله عليه وسلم ولم يتوضأ منه كان ذلك كتف شاة لا كتف إبل أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بن شهاب عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة
[ 422 ]
فيأكل منها فدعي إلى الصلاة فقام فطرح السكين فصلى ولم يتوضأ قال بن شهاب وحدثني علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فشاعت ذكر خبر ثالث يصرح بأن الكتف الذي أكله صلى الله عليه وسلم فصلى من غير إحداث وضوء كان ذلك كتف شاة لا كتف إبل أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو مروان العثماني قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
[ 423 ]
عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاثم قام إلى الصلاة فصلى ولم يتوضأ ولم يتمضمض وهبهما ذكر البيان بأالكتف الذي أكله المصطفى صلى الله عليه وسلم ولم يتوضأ منه إنما كان ذلك كتف شاة لا كتف إبل أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ ذكر البيان بأن الكتف الذي لم يتوضأ صلى الله عليه وسلم من أكله كان ذلك كتف شاة لا كتف إبل أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
[ 424 ]
بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ ذكر البيان بأن الأكل الذي وصفناه من المصطفى صلى الله عليه وسلم اللحم الذي لم يتوضأ منه كان ذلك لحم شاة لا لحم إبل أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا شيبان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير بن حازم قال سمعت محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى امرأة من الأنصار فبسطت له عند صور ورشت حوله وذبحت شاة فصنعت له طعاما فأكل صلى الله عليه وسلم وأكلنا معه ثم توضأ لصلاة الظهر فصلى فقالت المرأة يا رسول الله قد فضلت عندنا من صباحهم فضلة فهل لك في العشاء قال نعم فأكل وأكلنا ثم صلى العصر ولم يتوضأ استسعاها ذكر الأمر بالشئ الذي نسخه فعله الذي ذكرناه قبل أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا بن علية عن معمر عن الزهري عن عمر بن
[ 425 ]
عبد العزيز عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ أن أبا هريرة أكل أثوار أقط فتوضأ ثم قال أتدرون توضأت إني أكلت أثوار أقط سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول توضأ مما مست النار وكان عمر بن عبد العزيز يتوضأ من السكر فظهوره
[ 426 ]
ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بالوضوء من أكل ما مسته النار أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس وعمرو بن الحارث عن بن شهاب أن عمر بن عبد العزيز حدثه أن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ حدثه أنه وجد أبا هريرة على ظهر المسجد يتوضأ فسأله قال أبو هريرة إنما أتوضأ من أثوار أقط أكلتها إن النبي صلى الله عليه وسلم قال توضأ مما مسته النار قال أبو حاتم رضي الله عنه هكذا أخبرنا بن قتيبة وقال عبد الله بن إبراهيم بن قارظ وإنما هو إبراهيم بن عبد الله بن قارظ ومكاسبه ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم توضأ مما مسته النار أراد به ما أنضجته النار أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبيد الله
[ 427 ]
بن معاذ قال حدثنا أبي عن شعبة عن أبي بكر بن حفص عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال توضأ مما مست النار ذكر الإباحة للمرء ترك الوضوء مما مست النار من لحو الغنم أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن شرحبيل بن سعد الأنصاري عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أهديت لرسول اللصلى الله عليه وسلم شاة فشوي له بطنها فاكل منها ثم قام يصلي ولم يتوضأ
[ 428 ]
ذكر الإباحة للمرء ترك الوضوء مما مسته النار من لحوم الغنم أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست ومحمد بن الحسن الخليل بنسا قالا حدثنا بن عمار قال حدثنا حاتم بن إسماعيل قال حدثنا موسى بن عقبة عن صالح بن جلس عن الفضل بن عمرو بن أمية الضمري عن عمرو بن أمية أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتز من عرق يأكل فأتى المؤذن بالصلاة فألقى العرق والسكين من يده ولم يتوضأ قال إسحاق عن الفضل بن عمرو بن أمية عن أبيه ولم يذكر الضمري وقال يحتز من عرق فأتاه يأمر بالصلاة وقال من يده وصلى ولم يتوضأ ذكر البيان بأن ترك الوضوء من أكل كتف الشاة كان بعد الأمر بالوضوء مما مست النار أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أحمد بن عبدة الضبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
[ 429 ]
عن أبي هريرة أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم توضأ من ثورأقط ثم رآه أكل كتف شاة فصلى ولم يتوضأ لنفاذه ذكر إباحة ترك الوضوء مما مسته النار من الأسوقة حدثنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال حدثنا أحمد بن عبدة الضبي قال حدثنا حماد بن يزيد عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سويد بن النعمان قال اقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا على روحه من خيبر دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام فلم يوجد إلا سويق قال فأكلناه ثم دعا بماء فمضمض رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى ولم يتوضأ
[ 430 ]
ذكر الإباحة للمرء إذا أكل لحما مسته النار ان يصلي من غير أن يمس ماء بيده ولا فمه أخبرنا أحمد بن خالد بن عبد الملك أبو بدر بحران قال حدثنا أبي قال حدثنا شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن وهب بن جلس عن محمد بن عمرو بن عطاء عن بن عباس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل عرقا
[ 431 ]
من شاة ثم صلى ولم يتمضمض ولم يمس ماء مرضيه ذكر البيان بأن الأمر بالوضوء مما مست النار منسوخ خلا لحم الإبل وحدها أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا بشر بن معاذ العقدي قال حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله أنتوضأ من لحوم الغنم قال إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ قال أتوضأ من لحوم الإبل قال نعم توضأ من لحوم الإبل قال أصلي في مرابض الغنم قال نعم قال أصلي في مبارك الإبل قال لا ذكر الخبر الدال على أن الوضوء لا يجب من أكل ما مسته النار خلا لحم الجزور للأمر الذي وصفناه قبل أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار أن سويد بن النعمان أخبره انه خرج مع رسول الله
[ 432 ]
صلى الله عليه وسلم عام خيبر حتى إذا كنا بالصهباء وهي من أدنى خيبر نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى العصر ثم دعا بالأزواد فلم يؤت إلا بالسويق فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فثري فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلنا معه ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا ولم يتوضأ ذكر الخبر الدال على أن الأمر بالوضوء من لحوم الإبل هو المستثنى مما أبيح من ترك الوضوء مما مست النار أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا بشر بن معاذ العقدي قال حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنتوضأ من لحوم الغنم قال إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ قال أتوضأ من لحوم الإبل قال نعم توضأ من لحوم الإبل قال أصلي في مرابض
[ 433 ]
الغنم قال نعم قال أصلي في مبارك الإبل قال لا ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بندار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا زائدة وإسرائيل عن أشعث بن أبي الشعثاء عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوضوء من لحوم الغنم فقال توضأ إن شئت وسئل عن الصلاة في مرابض الغنم فقال صل إن شئت وسئل عن الوضوء من لحوم الإبل فقال توضأ وسئل عن الصلاة في مبات الإبل فقال لا تصل ذكر إباحة ترك الوضوء من شرب الألبان كلها أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثني عمرو بن الحارث عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب لبنا ثم دعا بإناء فمضمض وقال إن له دسما
[ 434 ]
ذكر البيان بأن شرب اللبن لا يوجب على شاربه وضوءا أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري عن عبيد الله عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فدعا بماء فتمضمض وقال إن له دسما ذكر الخبر الدال على إباحة ترك الوضوء من أكل الفواكه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا سعيد بن حفص خال النفيلي قال حدثنا موسى بن أعين عن عمرو بن الحارث عن أبي الزبير عن جابر أنهم كانوا يأكلون تمرا على ترس فمر بنا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا سلم فتقدم فأكل معنا من التمر ولم يمس ماء
[ 435 ]
ذكر الأمر بالوضوء من حمل الميت أخبرنا الحسن بن سفيان وأبو يعلى قالا حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من غسل ميتا
[ 436 ]
فليغتسل ومن حمله فليتوضأ
[ 437 ]
قال أبو حاتم أضمر في هذا الخبر إذا لم يكن بينهما حائل والدليل على أنه الوضوء الذي لا تجوز الصلاة إلا به دون غسل اليدين تقرينه صلى الله عليه وسلم الوضوء بالاغتسال في شيئين متجانسين ذكر إباحة اقتصار المرء على مسح اليد بشئ معه من الغمر دون غسل اليدين منه عند القيام إلى الصلاة أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا خلف بن هشام البزار قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن بن عباس قال أكل النبي صلى الله عليه وسلم كتفاثم مسح يده بمسح كان تحته ثم قام فصلى
[ 438 ]
ذكر البيان بأن مسح المرء اللحم النئ لا يوجب عليه وضوءا أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف قال حدثنا عمرو بن عثمان قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا هلال بن ميمون قال حدثنا عطاء بن يزيد المؤذن عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بغلام يسلخ شاة فقال له تنح حتى أريك فإني لا أراك تحسن تسلخ قال فأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده بين الجلد واللحم فدحس بها حتى توارت إلى الإبط ثم قال صلى الله عليه وسلم هكذا يا غلام فاسلخ ثم انطلق فصلى ولم يتوضأ ولم يمس ماء
[ 439 ]
باب الغسل ذكر البيان بأن الغسل يجب من الإنزال وإن لم يكن التقاء الختانين موجودا أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبدة بن سليمان عن سعيد عن قتادة عن أنس أن أم سليم سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل قال إذا أنزلت المرأة فلتغتسل
[ 440 ]
ذكر البيان بأن قول أم سليم المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل أرادت به الاحتلام أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة قالت جاءت أم سليم امرأة أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق هل على المرأة غسل إذا هي احتلمت قال نعم إذا رأت الماء
[ 441 ]
ذكر إيجاب الاغتسال على المحتلم من النساء أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير عن زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن أم سليم الأنصارية وهي أم أنس بن مالك قالت يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق هل على المرأة من غسل إذا رأت الماء في النوم ما يرى الرجل أتغتسل أم لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم تغتسل فقالت زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأقبلت عليها فقلت أف لك وهل ترى ذلك المرأة قالت فأقبل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال
[ 442 ]
تربت يمينك فمن أين يكون الشبه ذكر البيان بأن الاغتسال إنما يجب على المحتلمة عند الإنزال دون الاحتلام الذي لا يوجد معه البلل أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة أنها قالت
[ 443 ]
جاءت أم سليم امرأة أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت قال نعم إذا رأت الماء ذكر الخبر الدال على إسقاط الاغتسال عن المحتلم الذي لا يجد بللا أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن بن شهاب حدثه أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال الماء من الماء
[ 444 ]
ذكر البيان بأن الفرض في أول الإسلام كان عند الإكسال غسل ما مس المرأة منه ثم الوضوء الولاء دون الاغتسال أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة قال أخبرني أبي قال حدثني أبو أيوب قال حدثني أبي بن كعب قال قلت يا رسول الله الرجل يأتي المرأة فلا ينزل قال يغسل ما مس المرأة منه ويتوضأ ويصلي
[ 445 ]
ذكر ما كان على من أكسل في أول الإسلام سوى الاغتسال من الجنابة أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال حدثنا محمد بن عبد ربه قال حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي أيوب الأنصاري عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت أرأيت أحدنا إذا جامع المرأة فأكسل ولم يمفقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليغسل ذكره وأنثييه وليتوضأ ثم ليصل تجاوره أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمح ة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن الحكم بن عتيبة عن أبي صالح قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوما حتى مر بدار رجل من الأنصار فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين فلان فدعاه فخرج الرجل مستعجلا يقطر رأسه ماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم
[ 446 ]
لعلنا أعجلناك عن حاجتك فقال الرجل أجل والله يا رسول الله لقد أعجلت فقال النبصلى الله عليه وسلم إذا عجل أحدكم أو اقحط فلا غسل عليه إنما عليه أن يتوضأ بالعاقدين أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثني أبي قال حدثنا حسين المعلم قال حدثني يحيى بن أبي كثير أن أبا سلمة حدثه أن عطاء بن يسار حدثه أن زيد بن خالد الجهني حدثه أنه سأل عثمان بن عفان عن الرجل يجامع فلا ينزل فقال ليس عليه غسل ثم قال عثمان سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فسألت بعد ذلك علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وأبي بن كعب فقالوا مثل ذلك
[ 447 ]
قال أبو سلمة وحدثني عروة بن الزبير أنه سأل أبا أيوب فقال مثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم والقنافذ ذكر البيان بأن هذا الخبر يعني خبر عثمان منسوخ بعد أن كان مباحا أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب قال إنما كان الماء من الماء رخصة في أول الإسلام ثم نهي عنها
[ 449 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه روى هذا الخبر معمر عن الزهري من حديث غندر فقال أخبرني سهل بن سعد ورواه عمرو بن الحارث عن الزهري قال حدثني من أرضى عن سهل بن سعد ويشبه أن يكون الزهري سمع الخبر من سهل بن سعد كما قاله غندر وسمعه عبعض من يرضاه عنه فرواه مرة عن سهل بن سعد وأخرى عن الذي رضيه عنه وقد تتبعت طرق هذا الخبر على أن أجد أحدا رواه عن سهل بن سعد فلم أجد أحدا إلا أبا حازويشبه أن يكون الرجل الذي قال الزهري حدثني من أرضى عن سهل بن سعد هو أبو حازم رواه عنه ذكر إيجاب الاغتسال على من فعل الفعل الذي ذكرنا وإن لم ينزل أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال وأخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة ومطر عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قعد
[ 450 ]
بين شعبها الأربع ثم جهد فعليه الغسل
[ 451 ]
ذكر استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم الفعل الذي أباح تركه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمود بن خالد قال حدثنا عبد الله بن كثير القارئ الدمشقي عن الأوزاعي قال حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها سئلت عن الرجل بجامع فلا ينزل الماء قالت فعلت ذلك انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا منه جميعا
[ 452 ]
ذكر البيان بأن الغسل يجب على المجامع عند التقاء الختانين وإن لم يكن الإنزال موجودا أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل فعلت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا
[ 453 ]
ذكر إيجاب الغسل عند التقاء الختانين وإن لم يكن الإنزال موجودا أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن عبد العزيز بن النعمان عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل ذكر إيجاب الاغتسال من الإكسا أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن قتادة ومطر عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل وفي حديث مطروإن لم ينزل ذكر البيان بأن ترك الاغتسال من الإكسال كان ذلك في أول الإسلام ثم أمر بالاغتسال منه بعد أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن مهران
[ 454 ]
الجمال قال حدثنا مبشر بن إسماعيل عن محمد بن مطرف أبي غسان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال حدثني أبي أن الفتيا التي كانوا يفتون أن الماء من الماء كان رخصة رخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول الزمان أو بدء الإسلام ثم أمر بالاغتسال بعد قال أبو حاتم يشبه أن يكون أبي بن كعب أدى نسخ هذا الفعل على ما أخبر سهل بن سعد عنه ثم نسيه وأفتى بالفعل الأول الذي هو منسوخ على ما أخبر عنه زيد بن خالد الجهني ذكر الوقت الذي نسخ فيه هذا الفعل أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان قال حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة قال حدثنا أبو حمزة قال حدثنا الحسين بن عمران عن الزهري قال
[ 455 ]
سألت عروة عن الذي يجامع ولا ينزل قال على الناس أن يأخذوا بالآخر والآخر من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثتني عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك ولا يغتسل وذلك قبل فتح مكة ثم اغتسل بعد ذلك وأمر الناس بالغسل قال أبو حاتم رضي الله عنه الحسين هذا هو الحسين بن عثمان بن بشر بن المحتفز من أهل البصرة سكن مرو ثقة من الثقات
[ 456 ]
ذكر إيجاب الاغتسال من الجماع وإن لم يكن ثم إمناء أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمود بن خالد قال حدثنا عبد الله بن كثير عن الأوزاعي قال حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها سئلت عن الرجل يجامع فلا ينزل قالت فعلت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا منه جميعا بالثنايا ذكر الخبر المصرح بإيجاب الاغتسال عند التقاء الختانين وإن لم يكن ثم إمناء أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا إسماعيل بن مسعود الجحدري قال حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا هشام قال حدثنا قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهد فقد وجب الغسل ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد قال حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا هشام بن حسان عن حميد بن هلال عن أبي بردة عن أبي موسى
[ 457 ]
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل ترفيه ذكر خبر ثالث يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا المفضل بن محمد الجندي بمكة قال حدثنا
[ 458 ]
علي بن زياد اللحجي قال حدثنا أبو قرة عن سفيان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل لإهانته ذكر فعل النبي صلى الله عليه وسلم نفس ما وصفنا أخبرنا القطان بالرقة حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها سئلت عن الرجل يجامع أهله فلا ينزل
[ 459 ]
الماء قال فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا منه جميعا ذكر إيجاب الاغتسال من الجماع وإن لم يكن ثم إمناء أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمود بن خالد قال حدثنا عبد الله بن كثير عن الأوزاعي قال حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها سئلت عن الرجل يجامع فلا ينزل الماء قالت فعلت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا منه جميعا ذكر ما يستحب للمرء إذا أراد الاغتسال وهو في فضاء أن يأمر من يستر عليه بثوب حتى لا يراه ناظر أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب قال حدثني عبيد الله بن عبد اللبن الحارث بن نوفل أن أباه قال سألت وحرصت على أن أجد أحدا من الناس يخبرني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبح سبحة الضحى فلم أجد أحدا يخبرني عن ذلك غير أم هانئ أبي طالب أخبرتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بعدما ارتفع النهار يوم الفتح فأمر بثوب
[ 460 ]
يستر عليه فاغتسل ثم قام فركع ثماني ركعات لا أدري أقيامه فيها أطول أم ركوعه أم سجوده كل ذلك منه متقاربة قالت فلم أره يسبحها قبل ولا بعد ذكر البيان بأن المغتسل جائز أن يستره عند اغتساله امرأة يكون لها محرم أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله أن أبا مرة مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخبره أنه سمع أم هانئ بنت أبي طالب تقول ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره بثوب قالت فسلمت فقا من هذه قلت أم هانئ بنت أبي طالب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مرحبا يا أم
[ 461 ]
هانئ فلما فرغ من غسله قام فصلى ثمان ركعات ملتحفا في ثوب واحد ثم انصر ففقلت له يا رسول الله زعم بن أمي علي بن أبي طالب رضوان الله عليه أنه قرجلا أجرته فلان بن هبيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ وذلك ضحى
[ 462 ]
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحفي صناعة العلم أنه مضاد لخبر أبي مرة الذي ذكرناه أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن بن طاوس عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أم هانئ قالت نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة قأتيته فجاءه أبو ذر بجفنة فيها ماء قالت إني لأرى فيها أثر العجين قالت فستره أبو ذر فاغتسل ثم ستر النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر فاغتسل ثم صلى النبي صلى الله عليه وسلم ثمان ركعات وذلك في الضحى
[ 463 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه يشبه أن يكون المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث اغتسل يوم الفتح سترته فاطمة ابنته وأبو ذر جميعا بثوب فأدى أبو مرة مولى أم هانئ الخبر بذكر فاطمة وحدها وأدى المطلب بن حنطب الخبر بذكر أبي ذر وحده حتى لا يكون بين الخبرين تضاد ولا تهاتر لأن الاغتسال منه صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم كان مرة واحدة فلما أراد أبو ذر أن يغتسل ستره النبي صلى الله عليه وسلم دون فاطمة ذكر الاستحباب للمغتسل من الجنابة أن يكون غسل فرجه بشماله دون اليمين منه أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا علي بن حجر السعدي قال حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن بن عباس قال حدثتني خالتي ميمونة قالت أدنيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسلمن الجنابة قالت فغسل كفيه مرتين أو ثلاثا ثم أدخل كفه اليمنى في الإناء فأفرغ بها على فرجه فغسله بشماله ثم ضرب بشماله الأرض فدلكها دلكا وعطاء ثم توضأ وضوءه الولاء ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفيه ثم
[ 464 ]
تنحى غير مقامه ذلك فغسل رجليه ثم أتيته بالمنديل فرده
[ 465 ]
ذكر وصف الاغتسال من الجناية للجنب إذا أراده أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عمر بن عبيد الطنافسي عن عطاء بن السائب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال وصفت عائشة غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجنابة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغسل يديه ثلاثا ثم يفيض بيده اليمنى على اليسرى في فيغسل فرجه وما أصابه ثم يمضمض ويستنشق ثلاثا ويغسل وجهويديه ثلاثا ثلاثا ثم يفيض على رأسه ثلاثا ثم يصب عليه الماء
[ 466 ]
ذكر البيان بأن المرأة وزوجها إذا أراد الاغتسال من الجنابة يجب أن تبدأ المرأة فتفرغ على يديه ثم يغتسلان معا أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا عمران بن موسى القزاز قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن يزيد الرشك عن معاذة العدوية قالت سألت عائشة أتغتسل المرأة مع زوجها من الجنابة من الإناء الواحد جميعا قالت نعم الماء طهور لا يجنب ولقد كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الإناء الواحد أبدأه فأفرغ على يده من قبل أن يغمسهما في الماء
[ 467 ]
ذكر الإباحة للجنب أن يغتسل مع امرأته من الإناء الواحد أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد من الجنابة نشرع فيه جميعا كالها ذكر الإباحعه للمرء أن يغتسل مع امرأته من إناء واحد أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد نغترف منه جميعا
[ 468 ]
ذكر إباحة اغتسال الجنبين معا من إناء واحد وإن كان الماء قليلا أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو كامل الجحدري قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا عاصم الأحول عن معاذة العدوية قالت عائشة كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نغتسل من إناء واحد يبتدر فيقول أبقي لي أبقي لي فيعدون ذكر استحباب تخليل الجنب أصول شعره عند اغتساله من الجنابة أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن
[ 469 ]
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ثم توضأ كما يتوضأ الولاء ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره ثم يصب على رأسه ثلاث غرفات بيده ثم يفيض الماء على سائر جسده ذكر وصف الغرفات الثلاث التي وصفناه للمغتسل من جنابته أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزار بالبصرة قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا حنظلة بن أبي
[ 470 ]
سفيان قال سمعت القاسم بن محمد قال سمعت عائشة تقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل في حلاب مثل هذه وأشار أبو عاصم بكفيه يصب على شق الأيمن ثم يأخذ بكفيه فيصب على سائر جسده بسلعتك ذكر الإباحة للمرأة إذا كانت جنبا ترك حلها يفسرونه رأسها عند اغتسالها من الجنابة أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن عيينة عن أيوب بن موسى عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عبد الله بن رافع
[ 471 ]
عن أم سلمة أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم إني امرأة أشد ضفر رأسي أفأحله لغسل الجنابة فقال صلى الله عليه وسلم إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات من ماء ثم تفيضي عليك الماء فإذا أنت قد طهرت
[ 472 ]
ذكر الاستحباب للمرأة الحائض استعمال السدر في اغتسالها وتعقيب الفرصة بعده أخبرنا بن خزيمة حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثني منصور بن صفية عن أمه عن عائشة ان امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن غسل الحيض فأمرها أن تغتسل بماء وسدر وتأخذ فرصة فتوضأ بها وتطهر بها قالت كيف أتطهر بها قال تطهري بها قالت كيف أتطهر بها فاستتر النبي صلى الله عليه وسلم بيده وقال
[ 473 ]
سبحان الله اطهري بها قالت عائشة فاجتذبت المرأة وقلت تتبعين بها أثر الدم
[ 474 ]
ذكر البيان بأن المرأة الحائض إنما أمرت بتعقيب الغسل بالفرصة الممسكة دون غيرها أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا منصور بن عبد الرحمن خبرتني أمي أنها سمعت عائشة تقول إن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحيض كيف تغتسل منه قال تأخذي فرصة ممسكة فتتوضئين بها قالت كيف أتوضأ بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضئين بها قالت كيف أتوضأ بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضئين بها قالت عائشة فعرفت الذي يريد فجبذتها إلى فعلمتها
[ 475 ]
باب قدر ماء الغسل ذكر ما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يغتسل منه إذا كان جنبا أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي عن مالك عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من إناء وهو الفرق من الجنابة
[ 476 ]
ذكر قدر الماء الذي كان المصطفى صلى الله عليه وسلم عائشة يغتسلان منه أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن عراك بن مالك أن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر كانت تحت المنذر بن الزبير وأن عائشة أخبرتها أنها كانت تغتسل هي ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد يسع ثلاثة أمداد أو قريبا من ذلك ذكر البيان بأن القدر الذي وصفناه للاغتسال من الجنابة ليس ذكر البيان بأن القدر الذي وصفناه للاغتسال من الجنابة ليس بقدر لا يجوز تعديه فيما هو أول أو أكثر منه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال أخبرنا أبو خيثمة قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن عبد الله بن عبد الله بن جبر بن عتيك قال سمعت أنسا يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بمكوك
[ 477 ]
ويغتسل بخمس مكاكي قال أبو خيثمة المكوك المد وببدل ذكر الخبر الدال على أن هذا القدر من الماء للاغتسال ليس بقدر لا يجوز تعديه أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بندار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا شعبة عن عبد الله بن عبد الله بن جبر بن عتيك قال سمعت أنس بن مالك يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بمكوك ويغتسل بخمس مكاكي بعونه تعالى وتوفيقه تم طبع الجزء الثالث من الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان ويليه الجزء الرابع وأوله باب أحكام الجنب