الموضوعات
ابن الجوزي ج 1

[ 1 ]
كتاب الموضوعات للعلامة السلفي الامام أبى الفرج عبدالرحمن بن على بن الجوزي القرشى 510 - 597 الجزء الاول ضبط وتقديم وتحقيق عبدالرحمن محمد عثمان
[ 2 ]
الطبعة الاولى حقوق الطبع محفوظة 1386 - 1966
[ 3 ]
تقديم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد... معلوم أن الاسلام عقيدة وعملا قام على دعامتين أساسيتين، هما كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم، والسنة في ذاتها تبيان للكتاب وتطبيق له. وكان الرسول الكريم عليه صلوات الله تعالى بما أوتى من جوامع الكلم وبليغ القول يؤدى عن ربه، تفصيلا لما أجمل من قرآن، أو تصريحا عن أمر ألمح إليه الوحى، أو إجابة عن تساؤل تحيرت فيه أفكار الناس، أو تعبير عن إحساس عميق بحقائق هذه الحياة الدنيا، وما هو كائن بعدها من أحداث.. وكان لتعبيره صلى الله عليه وسلم نمط فريد، جمع بين ملاحة العبارة وتآلف كلماتها، وتجاذب أصواتها، وشمول معناها، وعمقه ودقته.. بحيث تترك من آثارها في نفس السامع، حقائق مستقرة، مريحة. توقظ المشاعر، وتتمزج بالفطرة، وتتغلغل في أعماقها. كان لحديثه صلى الله عليه وسلم نمط فريد، اختص به عليه السلام. جمع بين الايجاز في اللفظ، والوضوح المفعم بالاحساس، والجمال في التعبير، والحلاوة في الايقاع. ولم يكن لاحد من فحول الشعراء، ومصاقع الخطباء، ومشاهير البلغاء، من القدرة، أو الموهبة، ما يعينه على أن ينسج على منواله في أحاديثه عليه الصلاة والسلام وأكثرها على البديهة. فكيف بالذى قاله عليه السلام على الروية. ! وهيهات. للذى تقدم من الشرح يرغم عدم التدوين (1) إبان حياته المباركة - حفظ (1) المقصود بالتدوين ليس مجرد الكتابة، بل التأليف الموب المنظم. (*)
[ 4 ]
الناس كل ما قال. وهذه - فيما نعلم - ظاهرة لم تحدث في تاريخ البشرية، على امتداد أحقابها.. لم يحدث أبدا أن حفظ جيل كامل معاصر لرجل.. كل كلمة نطقت بها شفتاه.. سمعت منه. أو نقلت عنه. ثم كان الحفاظ عليها صنو الحفاظ على الحياة. إيثارا وحبا وتأثرا وحنينا. على أن من حفظ. إنما كان يشبع حاجة النفس العطشى. وينشد راحتها، غير قاصد بما يسمع، أنه يسمع لينقل لغيره أو للاجيال عبر التاريخ. ولا هو عامد إلى ذلك. إنما كان يسمع ليروى غلة صادية، وفطرة مشتاقة. وهو في أعماقه عاجز عن التقليد، عاجز عن الاعراض، حتى لو أراد. فكيف بحاله وهو المقبل المتلهف على الحكمة البالغة. والعبارة الآسرة. والمعنى الجليل. كذلك كان أصحابه عليه السلام. يحفظون عنه فيما يحفظون كلامه العادى. على حين أنه مجرد أداء لمتطلبات حياته المباركة في حله وترحاله، في حربه وسلمه، في مأكله ومشربه، في غضبه ورضاه، في سروره وحزنه. وأفضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه الكريم. راضيا مرضيا. وكلامه محفوظ غير مكتوب. وكأنه عليه السلام أبى أن يترك بعد موته مع كتاب الله كتابا. اللهم إلا شيئا لا يدخل في حكم التدوين. وهو اتجاه صرح به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - أيام خلافته حين اقترح بعضهم كتابة حديثه رسول الله. فأبى ذلك ولم يرتضه. ومضى خير القرون - ولم يدون الحديث ولا وضع فيه كتاب. لكن كانت - خلال ذلك - أطلت الفتن برؤوسها. فطوت في أعاصيرها الهوجاء - حيوات غاليات، قتل عمر الفاروق الملهم، وعثمان الحيى الكريم، وعلى القوى الحكيم. وطلحة الصالح المبشر، والزبير الحوارى الشهيد. وسواهم وسواهم كثير. ثم قتل ممن بعدهم الحسين بن على ومعه أمة من الصالحين. ووراء كل
[ 5 ]
نصراء وأصحاب وشيعة وأحزاب. وعلى امتداد عصر الراشدين. وخاصة على رضى الله عنه. وعلى امتداد حكم الامويين. وخاصة أيام معاوية إلى عبدالملك. وفى مطلع أيام العباسيين وخاصة أيام أبى عبدالله السفاح وأبى مسلم الخراساني. في إبان تلك الايام، طورا طورا. وفى مختلف الانحاء من معمور الارض والبلاد. بلاد المسلمين. على تباين الاجناس، وتفرق الاهواء والقوميات والعصبيات. والسياسة في خدمة المعركة. والاثارة في خدمة السياسة. والهوى مستحكم. والشر مستطار. والفتن يقظى بعد هجوع. والحكم للسيف. والغلب لمن كثر أعوانه.. في هذا المضطرب عبر الايام سعى الخصوم وراء الخصوم، كل يعزز رأيه وحزبه. العرب في الاغلب بالشعر والنثر والمأثور والخطابة. والعجم في الاغلب بالكيد والوقيعة والسعاية والدعاية. وكان من أفعل الكيد، وأخبث الدعاية، أن يصنع حديث على نمط مقارب لآخر صحيح، في لفظه وجرسه، وشكله وسمته. وينسب إلى الرسول الكريم عليه السلام. تمييزا لشخص على آخر، أو إنباء بحادث له دلالة لم يكن وقع آنذاك، ثمت وقع مؤخرا. أو نصرة لرأى أو مذهب اختصم فيه الاخصام، أو إشادة بمنقبة، أو افتعال لمثلبة. وجرى ذلك وشاع في ندرة وقلة أيام عمر وعثمان خاصة من يهود. وفى غلبة وكثرة أيام على ومعاوية - خاصة من فرس. وهاجت حمى وضع الاحاديث ونسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما تلا ذلك من أيام، وجاءت تترى من كل صوب، تزاحم الصحيح لتزيله وتستقر في الاذهان مكانه.
[ 6 ]
ومن ورائها الغرض الخبيث، والكيد للاسلام، وإحلال القثور في مواضع اللباب، والتفاهات في ثوب المهمات، والشرك في مواضع التوحيد، والخرافات والترهات بدلا من الحقائق والبديهيات (1). وتطور (فن وضع الحديث) مع الزمن وتدهور من أغراض الحرب والسياسة تبعا لخور النفوس وانحطاط الاغراض إلى أغراض أخر دون ما تحرج ولا تأثم، حتى تجاوز الوضع حدود الخصومات والخلافات السياسية والمذهبية إلى التكسب به، كاسترضاء الخلفاء والامراء (2) رغبة فيما في أيديهم من المال والضياع، أو طلبا للرياسة والجاه وبعد الصيت، والمباهاة عند العامة. وانحطت الاغراض في الوضع والكذب، على رسول الله، أكثر فأكثر حتى وصلت إلى حد الخبل والبلاهة وما يشبه كلام الصبيان. إلى حد أنه لا يستعظم على كذاب أن يضع حديثا ويقيم له سندا (3) يصل به إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، يمدح به قبيلته أو بلدته أو نوع ثوبه أو طعاما يحبه أو شرابا يسيغه أو فاكهة يؤثرها على غيرها.. إلى ما لا نهاية له من الخلط والتهريج، بالعمد والنية السيئة والقصد في الاغلب، وبالبلاهة والغباء والتعالم في الاقل. وبشئ من الايجاز يمكن تصور الموقف بالنسبة لتناقل الحديث وتفشى الوضع فيه. مع تلخيص الاسباب المباشرة لنجاح الكذابين في وضع ما وضعوه (1) من قبيل ذلك ما نقل عن ابن أبى العوجاء أنه قال حين أخذ لتضرب عنه: لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها وأحلل. (2) روى أن غياث بن إبراهيم دخل على المهدى - وكان يلهو بالرهان على الحمام. فروى له حديث " لاسبق إلا في خف أو حافر أو جناح " فسكافأه بعشرة آلاف درهم. فلما قام غياث ليخرج قال المهدى: أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " جناح " ولكن أراد ليتقرب إلينا. (3) ذكر سفيان الثوري أنه سمع فيما أسند إلى جابر بن عبدالله وحده ثلاثين ألف حديث ما يستحل جابر نفسه أن يذكر شيئا منها. (*)
[ 7 ]
من الاحاديث وإشاعتها بين المسلمين بالصورة الوبائية المعلومة لدى أهل الحديث على النحو التالى: أولا: انحراف المزاج الفكري والعاطفي للشعوب الاعجمية التى دخلت الاسلام في أعقاب الفتوح أو التى عاشت تحت حكمه على دينها، والافراد الذين تظاهروا بالاسلام تقية كبعض اليهود والمجوس. ثانيا: مات الرسول الكريم، وكان عدد من بقى بعد موته من أصحابه الذين رأوه وسمعوا منه زهاء مائة ألف أو يزيدون سمع منهم من التابعين وتابعي التابعين من لا يحصى كثرة. من مختلف الاجناس وفى مختلف البقاع. في غمرة هذه الكثرة، وافتقاد ضابط الصحة للرواية، في الزمان والمكان. غافل الكذابون الناس ووضعوا ما شاءوا. وتعذر، بل استحال حصر ما وضعوه (1). ثالثا: انتهز الكذابون فرصة كثرة ما رواه أمثال أبى هريرة من الاحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم - وهى كثيرة جدا - فوضعوا من الاحاديث المكذوبة شيئا كثيرا نسبوه للنبى عليه الصلاة والسلام زورا عن طريق أبى هريرة، ليتوه كثيرهم المكذوب في كثيره الصحيح، وليشق تمييز صحيحه من سقيمهم. وقد كان. وعاش إلى جوار الوضاعين الشانئين، وضاعون آخرون من طراز مختلف، شأنهم أعجب، وسلو كهم أغرب. وضاعون صالحون غيورون على الاسلام. يضعون الحديث، ويزورون على الرسول ما لم يقل. تقربا لله سبحانه وتزلفا إليه. وما كأنهم أثموا. ولا جاءوا ظلما من القول وزورا. (1) أدرك ابن عباس أوائل ذلك الزمن فقال متحسرا: كنا تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ركب الناس الصعب والذلول تركنا الحديث. (*)
[ 8 ]
فهذا أبو عصمة نوح بن أبى مريم يتعقب سور القرآن واحدة واحدة، فليصق بكل سورة فضيلة، ويرتب لها فائدة، ويضع فيها حديثا ينسبه إلى الرسول زورا بعد أن يصنع له سندا ينتهى في غالب ما وضع إلى ابن عباس، ثم إلى النبي عليه الصلاة والسلام عن طريق عكرمة بن أبى جهل. كما كان أحيانا يرفع إلى أبى بن كعب أو سواه. والعجب منه ومن أمثاله. لا يرى أنه وقع في إثم بما فعل ! اسمع إليه يدفع عن نفسه اللوم حين عوتب فيقول: لما رأيت اشتغال الناس الناس بفقه أبى حنيفة، ومغازى محمد بن إسحاق، وأنهم أعرضوا عن القرآن، وضعت هذه الاحاديث حسبة لله تعالى. كذلك وهب بن منبه. أسلم يعد يهودية، وكان يضع الحديث في فضائل الاعمال. وفعل مثل فعله عبدالملك بن عبد العزيز الذى أسلم بعد نصرانية.. ونشط وضاعون آخرون. يضعون وينسبون ما وضعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم زورا. في فضائل من أحبوا، ومثالب من أبغضوا، ثم زبفوا لها الاسانيد أيضا، كيلا يتطرق إليها الشك، أو ينكشف الزيف. وأسرف في ذلك جماعات، كأمثال النقاش والقطيعي والثعلبي والاهوازى وأبى نعيم والخطيب. وسواهم فيما وضعوا من مناقب وفضائل أبى بكر الصديق وعمر وعثمان ومعاوية رضى الله عنهم. وعلى الضد من هؤلاء قامت جماعات أخر تكيل الكيل كيلين، فوضعت في مناقب على رضى الله عنه من الاحاديث المستغربة ما لا يدخل تحت حصر، من أمثال: أحمد بن نصر الذراع، وحبة بن جوين، وبشر بن إبراهيم، وعباد بن يعقوب، وعبد الله بن داهر. وما كان أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا على في حاجة إلى مديح أو إشادة من أمثال هؤلاء. علم الله.
[ 9 ]
ونشط غير هؤلاء وهؤلاء آخرون من الزنادقة الذين لم يكونوا برئوا بعد من أثر المجوسية والمانوية والزردشية والمزدكية. كان همهم وضع الحديث لبلبلة الافكار وإفساد عقائد المسلمين. لقد أحصى المحدثون لبعض فرق الزنادقة وحدهم زهاء أربعة عشر ألف حديث مكذوب على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. وأفظع من ذلك وأشنع ما صنعه ثلاثة نفر فحسب هم: أحمد بن عبدالله الجويبارى، ومحمد بن عكاشة الكرماني، ومحمد بن تميم الفريابى، الذين وضعوا عشرة آلاف حديث وحدهم ونسبوها زورا إلى النبي الكريم، ليضلوا بها عن سبيل الله. ولم يكن هؤلاء الثلاثة، فرسان حلبة خلت من أقران، بل كان هناك ممن ساواهم، بل بزهم وضاعون آخرون من أمثال: ابن أبى يحيى بالمدينة، والواقدى ببغداد، ومحمد بن سعيد المصلوب بالشام، ومقاتل بن سليمان بخراسان. لم تكن حركة الوضع وضع الاحاديث المكذوبة على الرسول الكريم حركة ارتجالية عفوية في كل الاحيان، إنما تطورت إلى حركة مدروسة هادفة، وخطة شاملة لها خطرها وآثارها. كان من نتائجها المباشرة على العديد من أجيال المسلمين في العديد من أقطارهم، شيوع ما لا يحصى من الآراء الغريبة، والقواعد الفقهية الشاذة، والعقائد الزائفة، والافتراضات النظرية المضحكة التى أيدتها، وتعاملت بها، وروجت لها، فرق وطوائف معينة، لبست مسوح الدروشة والتصوف حينا، والفلسفة حينا، والعباد والزهاد أحيانا. وجافت في غالب أحوالها السلوك السوى والفكر والعقل السليم، فضلا عن مجافاتها الصارخة لكتاب الله سبحانه، وهدى نبيه الكريم عليه والصلاه السلام. إزاء ذلك. وفى بوادر هذا الطوفان وقد أوشك القرن الثاني أن ينتصف
[ 10 ]
قامت أول محاولة جدية لتخليص الاحاديث الصحيحة من مئات الالوف المزيفة. تشوفت نفس أبى جعفر المنصور وكان امرءا تواقا إلى العلم، حفيا بالعلماء إلى كتاب ينفض الزيف ويبقى على الصحيح. تخير لهذه المهمة مالك ابن أنس الاصبحي، خيرة أهل الارض في زمانه علما وتقى، وإمام دار الهجرة، وفقيه المسلمين، وصفوة صلحاء أهل اليمن، وبقية ملوك حمير. شمر لها الامام الجليل، وواصل الليل بالنهار. يجمع ويمحص، ويحقق ويدقق. حتى اجتمعت لديه مائة ألف حديث. انتخب منها عشرة آلاف ونبذ التسعين ألفا. حيث وضح لديه زيفها، وقام عنده الدليل على وضعها. ثم لم يزل خلال أربعين سنة دأبا يعرض ما انتخب على الكتاب والسنة، ويقيسها بالآثار والاخبار، حتى رجعت إلى خمسمائة حديث فقط، هي كل ما صح لديه من العشرة الآلاف المنتخبة، بل المائة ألف الاولى. قال الهراس في تعليقه على الاصول: إن موطأه مالك كان اشتمل على تسعة آلاف حديث، ثم لم يزل ينتقى حتى رجع إلى سبعمائة. وقال عتيق بن يعقوب: وضع مالك موطأه على نحو عشرة آلاف حديث، فلم يزل ينظر فيه كل سنة، ويسقط منه، حتى بقى هذا. فهذا الذى صنعه مالك وجمعه خلال قرابة نصف قرن، يعد من خير القرون، بلغ زهاء خمسمائة فحسب، من مائة ألف. ويا لها من نسبة. ومالك بن أنس هو العلم ناهيك به فضل علم. وفضل تقى. وقرب عهد بعصر الرسالة، وزمن الصحابة، وموطن الدين، ومسرح الاسلام كانت هذه المحاولة. أول محاولة ناضجة، مستكملة لعناصر البقاء، لتصنيف الحديث النبوى وجمعه، وتمييز صحيحه من سقيمه. أما محاولات ابن شهاب الزهري على رأس المائة الاولى، ثم ابن الماجشون
[ 11 ]
عبد العزيز بن عبدالله، وسعيد بن أبى عروبة، أو الربيع بن صبيح. فقد كانت مجرد إرهاصات لهذا الحدث الهام الذى يعد بحق نقطة التحول بين عصر الرواية والسماع ومطلع عصر التدوين. فهذا الامام محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي ولاء، جمع ستمائة ألف حديث أثناء اشتغاله بجمع كتابه. صح لديه منها أربعة آلاف حديث يضاف إليها ثلاثة آلاف أخرى مكررة. وجمع الامام مسلم بن الحجاج القشيرى ثلاثمائة ألف حديث أثناء اشتغاله بجمع كتابه. صح لديه منها قرابة السنة آلاف أيضا ومثلها مكررا. وبلغ ما اتفق عليه الشيخان ألفان وثلاثمائة وستة وعشرون حديثا. أما جملة ما جمعه إمام أهل السنة أحمد بن حنبل فبلغ أكثر من جملة ما جمعه الشيخان أثناء حياتهما كلاهما (1). أثبت منها في مسنده ثلاثين ألفا تزيد عشرة آلاف مكررة. وهذا أبو داود الازدي السجستاني يروى عنه محمد بن بكر بن داسة أنه سمعه يقول: كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب يعنى كتاب السنن جمعت فيه أربعة آلاف حديث وثمانمائة، ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، ويكفى الانسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث: أحدها: إنما الاعمال بالنيات.. إلخ. والثانى: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. والثالث: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لاخيه ما يرضى لنفسه. والرابع: الحلال بين والحرام بين وببن ذلك مشتبهات. إلخ. (1) فقل أكثر المشتغلين بهذا الفن أن ما جمعه الامام أحمد بلغ ألف ألف حديث. (*)
[ 12 ]
ولو ذهبنا نستقصي الصحيح إلى الموضوع لهالتا الامر، فهذا هو الامام مالك يثبت في موطإه ما يبلغ قرابة النصف في المائة من جملة ما جمعه. وعند البخاري لا تكاد تبلغ نسبة ما أثبته في كتابه من الصحيح إلى جملة ما جمعه، ولم يصح لديه فلم يثبته واحدا في المائة. فكيف بالكثيرين سواهما ممن جمع وصنف.. مع قرب الامام مالك زمانا ومكانا لمهبط الوحى، ودقة الامامين البخاري ومسلم وصدق تحريهما للحق والصواب. إزاء هذا الطوفان من الاحاديث الموضوعة، هبت كتائب الحق من أهل الحديث ونقاده، تتحرى حال الرواة من نقلة الحديث، فتعدل وتجرح، وتوثق وتضعف، وتسلط الضوء على الاسانيد، فتكشف من شأن رجال السند ما كان خافيا، وتسبر من غوره ما كان مستورا. حتى لم تعد هناك صفة لراو إلا عرفت، ولا خبيئة فيه إلا كشفت، ولا نادرة عنه إلا رويت، ولا حادثة إلا دونت. ما تعلق من ذلك بمذهبه وآرائه، وما مس عقائده درجات حفظه، وأقرانه وشيوخه. كذلك ما اعتوره في مختلف أطوار حياته ومراحل عمره وشيخوخته من اجتماع الذاكرة أو الخلط والوهم. ومن الامانة في النقل أو التديس، حتى يخلص من كل ذلك إما إلى الاحتجاج به، أو إلى تركه. بعد تفنيد حاله من رقة دينه أو تقواه وخشيته. وعلى عاتق هؤلاء عبر المائة الثانية وبعض الثالثة، وضعت المسئولية كاملة، فحملوا ما حملوا من هذه الامانة، ولم يهنوا، ولم يضعفوا، وتجردوا للذود عن الصحيح من حديث النبي الكريم وتمييزة من السقيم المصنوع. وكان منهم قلة من الفقهاء، وكثرة من المحدثين، منهم سوى من ذكرنا: الشافعي والليث بن سعد والشعبى والزهرى والاوزاعي وعمر بن عبد العزيز. ومن أهل العلم بالحديث وعلله ونقد رجاله: ابن عدى، وأبو حاتم ابن
[ 13 ]
حبان، والسفيانان الثوري وابن عيينة، والحمادان ابن سلمة وابن زيد، وأبو زرعة، وعبد الرزاق وابن أبى شيبة ومسدد وهناد، والفضل بن دكين، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن سعيد القطان، وأبو عاصم النبيل وابن المبارك وأيوب السختيانى، وشعبة بن الحجاج والدارمى، والامامان الجليلان يحيى بن معين، وعلى بن المدينى. وسواهم كثير من أولى الفضل والسابقة في كشف مستور الوضاعين، غيرة لله ولنبيه ودينه. وكان منهم الحفاظ الذين كانوا أعجوبة الدهر وفخر الزمان. ومنهم من غاص في العلل علل الحديث ومستور أحوال الرجال، ولم يكن منهم إلا ذو فطنة وذكاء ومعرفة وإصابة وأمانة، ومنهم من برع في الفقه، وأوتى الحكمة، ومنهم من امتحن فثبت للمحنة، حسبة لله وإيثارا لما عنده.. كنتيجة مباشرة لهذه النهضة وضعت للاحاديث والاسانيد قواعد وأسس وموازين، وأصبح لكل سند بمجموع رجاله درجة من الصحة أو قابلية للطعن والتجريح، وأصبح الشخص الواحد في رجال السند، يضعفه أو يقويه، ويخل به أو يقيمه. وطبق ذلك على أسانيد المكثرين والمقلين من الرواية، من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى عاشر طبقة وما جاوزها. فمثلا أصح ما أسند لدى نقاد الحديث وأهل الجرح والتعديل إلى أبى بكر الصديق رضى الله عنه لغاية أوائل المائة الثانية ما جاء من الاحاديث عن طريق إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم عن أبى بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأصح ما أسند إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه من أحاديث، ما كانت عن طريق الزهري عن سالم بن عبدالله عن أبيه عن جده عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[ 14 ]
وأصح ما أسند إلى عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها من أحاديث، ما كان من طريق عبدالله بن عمر عن القاسم بن محمد عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأصح ما أسند إلى أبى هريرة رضى الله عنه من أحاديث، ما كان جاء من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. من أمثال ما وضعوه في مناقب على رضى الله عن من الاحاديث المكذوبة، التى هي في مرتبة، دون مراتب الغلو والاطراء الشركى، التى غلوا بها فيه رضى الله عنه، قول بعضهم: * عن أبى ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أسرى بى مررت على ملك جالس على سرير من نور، وإحدى رجليه في المشرق، والاخرى في المغرب، وبين يديه لوح ينظر فيه، والدنيا كلها بين عينيه، والخلق بين ركبتيه، ويده تبلغ المشرق والمغرب، فقلت: يا جبريل من هذا ؟ قال: هذا عزرئيل تقدم فسلم عليه، فتقدمت وسلمت عليه، فقال: وعليك السلام يا أحمد، ما فعل ابن عمك على ؟ فقلت: وهل تعرف ابن عمى على ؟ فقال: وكيف لا أعرفه وقد وكلنى الله بقبض أرواح الخلائق ما خلا روحك وروح ابن عمك على بن أبى طالب، فإن الله يتوفا كما بمشيئته. خرجه الملاء في سيرته. * عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كنت أنا وعلى نورا بين يدى الله قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جز أين، جزء أنا وجزء على. روى في المناقب. * وخرج الملاء أيضا في سيرته عن أبى الحمراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليلة أسرى بى إلى السماء نظرت إلى ساق العرش الايمن فرأيت كتابا فهمته، محمد رسول الله أيدته بعلى ونصرته به.
[ 15 ]
* وعن ابن عباس قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فإذا طائر في فيه لوزة خضراء، فألقاها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فقبلها ثم كسرها فإذا في جوفها دودة خضراء مكتوب فيها بالاصفر: لا إله إلا الله محمد رسول الله نصرته بعلى. خرجه أبو الخير القزويني الحاكمى. * عن الحسن بن على قال: كان رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجر على وهو يوصى إليه، فلما سرى عنه قال: يا على صليت العصر ؟ قال: لا. قال: اللهم إنك تعلم أن كان في حاجتك وحاجة نبيك. فرد عليه الشمس فردها عليه، وغابت الشمس. خرجه الدولابى. * وقد خرج الحاكمى عن أسماء بنت عميس مثله ولفظه قالت: كان رأس النبي صلى الله عليه وسلم في حجر على، فكره أن يتحرك حتى غابت الشمس، فلم يصل العصر، ففزع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له على أنه لم يصل العصر، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عزوجل أن يرد الشمس عليه، فأقبلت الشمس لها خوار حتى ارتفعت قدر ما كانت في وقت العصر فصلى ثم رجعت. * وخرج أيضا عنها أن على بن أبى طالب دفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أوصى الله إليه أن يجلله بثوب فلم يزل كذلك إلى أن أدبرت الشمس يقول: غابت أو كادت تغيب، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم سرى عنه، فقال: أصليت يا على ؟ قال: لا. قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم رد الشمس على على. فرجعت الشمس حتى بلغت نصف المسجد. * وعن أنس رضى الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ قال صلى الله عليه وسلم لعلى: هذا جبريل يخبرني أن الله عزوجل زوجك فاطمة، وأشهد على تزويجها أربعين ألف ملك وأوحى إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر والياقوت، فنثرت عليهم الدر والياقوت، فابتدرت إليه
[ 16 ]
الحور العين يلتقطن من أطباق الدر والياقوت فهم يتهادونه بينهم إلى يوم القيامة. أخرجه الملاء في سيرته. * عن مخدوج بن زيد الذهلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلى: أما علمت يا على أنه أول من يدعى به يوم القيامة بى فأقوم عن يمين العرش في ظله فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بالنبيين بعضهم على إثر بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش ويكسون حللا خضراء من حلل الجنة ألا وإنى أخبرك يا على أن أمتى أول الامم يحاسبون يوم القيامة، ثم أبشر، أول من يدعى بك لقرابتك مني فيدفع إليك لوائى وهو لواء الحمد تسير به بين السماطين، آدم وجميع خلق الله تعالى يستظلون بظل لوائى يوم القيامة وطوله مسيرة ألف سنة، سنانه ياقوتة حمراء، قبضته فضة بيضاء، زجه درة خضراء، له ثلاث ذوائب من نور ذؤابة في المشرق وذؤابة في المغرب، والثالثة في وسط الدنيا، مكتوب عليه ثلاثة، أسطر: الاول بسم الله الرحمن الرحيم. الثاني الحمد لله رب العالمين. الثالث لا إله الله محمد رسول الله، طول كل سطر ألف سنة وعرضه مسيره ألف سنة. فتسير باللواء، والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف بينى وبين إبراهيم في ظل العرش، ثم تكسى حلة من الجنة، ثم ينادى المنادى من تحت العرش: نعم الاب أبوك إبراهيم ونعم الاخ أخوك على. أبشر يا على. إنك تكسى إذا كسيت وتدعى إذا دعيت، وتحيى إذا حييت. أخرجه أحمد في المناقب. وفى رواية أخرجها الملاء في سيرته قيل: يا رسول الله وكيف يستطيع على أن يحمل لواء الحمد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكيف لا يستطيع ذلك وقد أعطى خصالا شتى صبرا كصبري، وحسنا كحسن يوسف، وقوة كقوة جبريل ؟. وعن جابر بن سمرة أنهم قالوا: يا رسول الله من يحمل رايتك يوم القيامة ؟ قال: من عسى أن يحملها يوم القيامة إلا من كان يحملها في الدنيا ؟ على بن أبى طالب. أخرجه نظام الملك في أماليه. وأخرج المخلص الذهبي عن أبى سعيد أن النبي صلى الله عليه
[ 17 ]
وسلم كسانفرا من أصحابه، ولم يكس عليا، فكأنه رأى في وجه على، فقال: يا على ما ترضى أنك تكسى إذا كسيت وتعطى إذا أعطيت ؟. * عن أبى الحمراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى يحيى بن زكريا في زهده، وإلى موسى بن عمران في بطشه، فلينظر إلى على بن أبى طالب. أخرجه القزويني الحاكمى. وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أراد أن ينظر إلى إبراهيم في حلمه، وإلى نوح في حكمه، وإلى يوسف في جماله، فلينظر إلى على بن أبى طالب. أخرجه الملاء في سيرته. * * * لئن كنا أسهبنا بعض الشئ في إيراد نمط من مزاج الوضاعين وإسرافهم المقبوح في الاطراء والمديح، فإننا لم نعرج على ما وضعوه من أحاديث هي الشرك الصراح، والكفر البواح، والفتنة العمياء، بتأليه أمير المؤمنين على رضى الله عنه وأرضاه. فيما أوردنا عينة مما رموا به إلى إشرك على رضى الله عنه في النبوة فحسب، بحيث لا يقل نصيبه منها عن الشطر كاملا. بل لقد وشت بهم شياطينهم فوضعوا أحاديث جعلوا لعلى رضى الله عنه فيها الشطر الافضل. والنبى تابع له. وحاشاه قالوا: عن البراء، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على منى بمنزلة رأسي من جسدي. خرجه الملاء. فماذا أبقوا للنبى صلى الله عليه وسلم من الفضل مع على رضى الله عنه ؟ لقد جعلوا النظر إلى وجه على عبادة. قالوا: عن عائشة رضى الله عنها قالت: رأيت أبا بكر يكثر النظر إلى وجه على، فقلت: يا أبت تكثر النظر إلى وجه على، فقال: يا بنية سمعت رسول الله (2 - الموضوعات 1)
[ 18 ]
صلى الله عليه وسلم يقول: النظر إلى وجه على عبادة. أخرجه ابن السمان في الموافقة. وأخرج مثله الخجندى أيضا من طريق أخرى مطولا عن أنس. وأخرج ابن أبى الفرات مثله أيضا مطولا عن جابر. وأخرج أبو الخير الحاكمى مثله عن ابن لعلى. والملاحظ كثيرا أنهم يضعون ما وضعوا وينسبون أكثره إلى عائشة وأبى بكر رضى الله عنهما، أو أسماء بنت عميس، وكانت تحت أبى بكر رضى الله عنهما. يعنون بزعمهم - وكذبوا - أن الفضل ما شهدت به الاعداء. ثم قعدت القواعد في مسائل النقد وعلل الحديث، والجرح والتعديل، والتوثيق والتضعيف، وتقييم أحوال الرواة في الاسانيد، ضبطا وعدالة، واتصالا وانقطاعا، وقبولا أو ردا. حتى انكشف الصبح لذى عينين، وتميز صحيح الحديث من سقيمه، وأصيله من منحوله، بفضل الله سبحانه الذى آلى على نفسه حفظ دينه، ثم بفضل همة المخلصين من علماء الامة وصلحاء البرية. إذ تصدى فريق من حفاظهم للتأليف والابانة عن " الثقات " من الرواة، واقتصر المؤلفون في كتبهم على العدول من أهل الثقة والامانة والتثبت والحفظ والاتقان. ومن متقدمي هذا الفريق: الامام أبو حاتم بن حبان البستى. وأبو الحسن أحمد بن عبدالله العجلى. والخليل بن شاهين. وسواهم. وتصدى فريق ثان للتأليف والابانة عن " الضعفاء " من الرواة، تحذيرا للامة منهم، وتنبيها للباحثين من التعويل على نقلهم، واقتصر المؤلفون في كتبهم على ذكر أسماء وأحوال المجروحين من أهل الغفلة والوهم والكذب ووضع الاحاديث زورا على رسول الله عليه الصلاة والسلام.
[ 19 ]
ومن هذا الفريق الائمة الحفاظ من أمثال: البخاري والنسائي وابن عمرو العقيلى والدارقطني وأبو عبد الله الضبى والذهبي في المتأخرين في كتابه " ميزان الاعتدال " الذى عقب عليه الحافظ ابن حجر بكتابه " لسان الميزان " و " تهذيب التهذيب ". وتصدى فريق ثالث لوضع المعاجم في رواة الحديث عامة، الثقات منهم والضعفاء. فأبان الواحد منهم عن منزلة كل، وتتبع حال أفراد السند، طبقا لقواعد أحكمها أهل الدراية في أنفسهم. حتى وضحت مراتب الرواة في العدالة بعد تتبع القرائن وتقصى الاخبار. ووضحت أحوال الكذابين والوضاعين. ومن هذا الفريق الائمة الحفاظ من أمثال: الشيخ محب الدين بن النجار البغدادي، والمزى الذى هذب كتابه " الكمال في معرفة الرجال "، والذهبي الذى جاء في المتأخرين فاختصر تهذيب المزى، وكذلك فعل ابن أبى المجد الحنبلى، وابن الملقن الذى ألف عليه " إكمال التهذيب "، والحافظ ابن حجر الذى اختصره في " مختصر تهذيب الكمال ". وفى المتقدمين من علماء هذا الفن وأئمته كثرة لا يتسع المقام بنالذكرهم جميعهم في هذه العجالة، ولا إلى الاشارة إلى مؤلفاتهم. ومن المتأخرين أهل الفضل والعلم والدراية كثيرون. لنا إليهم رجعة إن شاء الله بعد حين. بعد كل تلك المراحل الطويلة، من كفاح العلماء في سبيل كشف الاكاذيب، وفضح وسائل الوضاعين، وتسليط الضوء على ما وضعوا. كان لابد من الوصول إلى نتائج محددة تماما، تتوج كل هذه الجهود وتحقق جدواها وتحدد غايتها. كانت ثمرة هذه الجهود كلها أن تحدد بالفعل كافة الاحاديث الموضوعة مقرونة بدليل الوضع شاهدا عليها وقرينة الكذب صارخة بها. حتى لا يكون لمعتقد فيها حجة بعد بيان، ولا عذر قبل إنسان. وكان قطافها على يد فريق رابع أمين، ناقد بصير، تابع نتائج البحث في
[ 20 ]
الاسانيد ونقد الرجال عبر السنين، وبنى عليها الحكم لا بالنسبة للسند، فقد كفاه كل فريق من الثلاثة مؤنتها ولكن بالنسبة للمتن في هذه المرة، إذ هو بيت القصيد، وغاية المقصود، الذى بقبوله صحيحا والعمل به تتم الفائدة وتنزل البركة ويتحقق الخير. وبقبوله مكذوبا والعمل به. يجنى الخسار ويحل البوار. تجرد لهذه المهمة أئمة أفذاد كبار، واصلوا الليل بالنهار، فجمعوا الكثير مما لا يقع تحت حصر، وفندوا علة كل حديث منها ثبت عندهم وضعه فرووه بسنده، وأبانوا عن عواره وزيف نسبته إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وهذه خصوصية أخرى. لم تحدث في دين من أديان السابقين. لم يحدث أن تجردت طائفة من علماء أمة، تعقبت على امتداد العصور وصايا نبى من أنبيائها، تنفض عنها الزيف، وتنفى عنها الخبث. وتكشف انتحال المبطلين، وتزوير المزورين. بل لم يحدث أن هبت طائفة من علماء أمة تنفض التحريف والتبديل عن كتابها السماوي. بصورة أو بأخرى، مثلما حدث في أمتنا من هبوب علماء الاسلام في حماص وغضب وغيرة، إزاء أحاديث غير سماوية نسبت باطلا للرسول عليه السلام، وهى خصوصية أخرى لخير أمة أخرجت للناس. ولئن كان في الكثير من بلاد المسلمين بعض خرافة.. وبعض انحراف وصنمية. فلعمري. ليس يرجع السبب إلى تقصير من علماء الامة، عبر العصور وحاشاهم. بل إلى قصور في مدارك العوام والمتعالمين. وانصراف عن اللباب إلى القشور، وحفول بالمظاهر دون الحقائق. والله المستعان. من هذا الفريق الرابع الامام الشوكاني رحمه الله في كتابه " الفوائد المجموعة للاحاديث الموضوعة "، والجوزجاني، والقزويني، في كتبهم " الموضوعات " والربيع في " تمييز الطيب من الخبيث "، وزين العابدين العراقى في كتابه " المغنى من حمل الاسفار " في تخريج الاحياء.
[ 21 ]
كذلك منهم: العلامه محمد طاهر بن الفتنى في كتابه " تذكرة الموضوعات " والعلامة شمس الدين السخاوى في كتابه " المقاصد الحسنة " والحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر بن القيسرانى في كتابه " تذكرة في الاحاديث الموضوعة ". ومنهم: الامام أبو الفرج عبدالرحمن بن على بن محمد الجوزى القرشى في كتابه " الموضوعات " الذى هو بين أيدينا الآن. ابن الجوزى. ولد الامام الجليل أبو الفرج عبدالرحمن بن على الجوزى القرشى عام 510 وتوفى عام 597، وكان رحمه الله أعجوبة دهره وحجة زمانه علما وورعا وتقى، وكان عديم النظير حفظا وجلالة: وكان أكثر أهل عصره تصنيفا. يؤدى ما يريد بالعبارة الرائعة، والكلمة الرشيقة، وأحيانا بالشعر الرقيق، وكانت له مجالس للوعظ الذى كان غلب عليه تؤثر وتروى، وكان أقرب فنونه قرابة إلى نفسه، وأحبها إليه يتوسل بها عند ربه للمثوبة وادخار الاجر، وفيها أجوبة بارعة محيرة تدل على ذكاء نادر. من أحسن ما روى عنه أنه وقع نزاع بين أهل السنة والشيعة ببغداد في المفاضلة بين أبى بكر وعلى رضى الله عنهما ورضى المتنازعون بما يجيب به أبو الفرج فأقاموا شخصا سأله عن ذلك، وهو في مجلس الوعظ على كرسيه. فقال: أفضلهما من كانت ابنته تحته. ونزل في الحال حتى لا يراجع في ذلك. فقال أهل السنة: هو أبو بكر لان ابنته عائشة تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقالت الشيعة: هو على بن أبى طالب لان فاطمة بنت رسول الله عليه وسلم تحته. وليس بعد هذا الجواب غاية، في التلطف وحضور البديهة ورقة الخلوص
[ 22 ]
من الحرج، ولو عمد إليه امرؤ بعد الروية والفكر الطويل، وإمعان النظر لما حصل مثله. أما صفاء نفسه ونقاء قلبه ونيته وسلاسة فطرته. فاسمع إليه يقول لابنه من رسالة طويلة (1) له يستأنف وعظه ونصحه: " وإياك أن تتشاغل بالتعبد من غير علم فإن خلقا كثيرا من المتزهدين والمتصوفة ضلوا طريق الهدى إذ عملوا بغير علم. واستر نفسك بثوبين جميلين لا يشهر انك بين أهل الدنيا برفعتهما، ولا بين المتزهدين بضعتهما. وحاسب نفسك عند كل نظرة وكلمة وخطرة، فإنك مسئول عن ذلك. وعلى قدر انتفاعك بالعلم ينتفع السامعون، ومتى لم يعمل الواعظ بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل الماء عن الحجر. فلا تعظن إلا بينة، ولا تمشين إلا بنية، ولا تأكلن لقمة إلا بنية، ومع مطالعة أخلاق السلف تنكشف لك الامور.. ثم يقول: وعليك بكتاب (منهاج المريدين)، فإنه يعلمك السلوك فاجعله جليسك ومعلمك، وتلمح كتاب (صيد الخاطر) فإنك تقع مواقعات تصلح لك أمر دينك ودنياك، وتحفظ كتاب (جنة النظر) فإنه يكفى في تلقيح فهمك للفقه. ومتى تشاغلت بكتاب (الحدائق) أطلعك على جمهور الحديث، وإذا التفت إلى كتاب (الكشف) أبان لك مستور ما في الصحيحين من الحديث، ولا تتشاغلن بكتب التفاسير التى صنفتها الاعاجم، وما ترك (المغنى) و (زاد المسير) لك حاجة في شئ من التفسير. وأما ما جمعته لك من كتاب الوعظ، فلا حاجة لك بعدها إلى زيادة أصلا. ". (1) نقلا عن مقدمة كتاب " صيد الخاطر " تحقيق العلامة. الموفق بالله الشيخ محمد الغزالي (*)
[ 23 ]
وفيها يقول بعد مطلعها: وقد علمت يا بنى أنى قد صنفت مائة كتاب. فمنها التفسير الكبير في 20 مجلدا، والتاريخ 20 مجلدا، وتهذيب المسند 20 مجلدا، وباقى الكتب بين كبار وصغار.. يكون خمس مجلدات، ومحلدين وثلاثة وأربعة، وأقل وأكثر. كفيتك بهذه التصانيف عن استعارة الكتب وجمع الهم في التأليف، فعليك بالحفظ، وإنما الحفظ رأس المال، والتصرف ربح، وأصدق في الحالين في الالتجاء إلى الحق سبحانه، فراع حدوده. إلخ. وقد صنف رحمه الله كتاب " الموضوعات " فأفاد به وأطاب وأوفى. وإنه إن كان عاب عليه بعض أهل الحديث كابن الصلاح تساهله في وصم بعض الاحاديث بالوضع، على حين أنها ليست إلا ضعيفة، فإن لابي الفرج رأى في ذلك معتبر، ودليل حاضر في وصمها بالوضع، ومبررات تقتضي صحة الاعتقاد بصواب رأيه. برغم ذلك فإن كتاب " الموضوعات " يعد المرجع الاوفى في جملة مراجع الاحاديث الموضوعة. لذلك أثار الكتاب دويا كبيرا وجدلا كثيرا خلال مئات السنين التى تلت عصر تأليفه. من ذلك أن الحافظ جلال الدين السيوطي عقب عليه بكتاب أسماه " النكت البديعات في الرد على الموضوعات ". ثم لخصه هو نفسه في كتاب آخر سماه " اللآلئ المصنوعة في الاخبار الموضوعة " أضاف إليه بعض زيادات. وعلى الكتاب الاخير عقب الامام أبو الحسن على بن محمد بن عراق بكتاب " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الاخبار الشنيعة الموضوعة ".
[ 24 ]
وقد اشتمل كتاب " الموضوعات " على أبواب أربعة أساسية، عداما تضمنه من شرح مختلف القضايا الهامة، والايماءات الذكية المتعلقة بفنون الحديث. وفيما يلى مشتملات الابواب المذكورة: الاول: في ذم الكذب والكذابين. الثاني: في حديث " من كذب على.. إلخ ". الثالث: في الوصية بالعناية بانتقاد الرجال. الرابع: فيما اشتمل عليه كتاب " الموضوعات " من الاحاديث الموضوعة. وهذا الباب يحتوى على نحو خمسين كتابا، مرتبة على نسق ترتيب كتب الفقه. وهو من الكتب الهامة في مجموعة مؤلفات الامام أبى الفرج، كما يعد من أهم المراجع الاسلامية التى تنشر للمرة الاولى في تاريخ المكتبة العربية الاسلامية. شأنه في ذلك شأن أكثر كتب هذا الامام الجليل التى لم تر النور بعد وما أكثرها والتى لم يعرف الناس عنها سوى الاقل منها، والقليل من أسمائها. ويجهلون أكثرها. أما مؤلفاته رحمه الله فنزيد عن 100 كتاب منها: التفسير الكبير 20 مجلدا المنتظم في تاريخ الامم 20 مجلدا تهذيب السنن 20 مجلدا تلقيح فهوم الآثار (على المعارف لابن قتيبة) الوفا في فضائل المصطفى عجائب البدائع الذهب المسبوك في سير الملوك مختصر المنتظم في التاريخ
[ 25 ]
فنون الافنان في عجائب علوم القرآن لقط المنافع في الطب وفراسة العرب المغنى في الفقه زاد المسير صولة العقل على الهوى أخبار أهل الرسوخ في الناسخ والمنسوخ المدهش في التاريخ وغرائب الاخبار شذور العقود في تاريخ العهود روح الارواح المقيم والمقعد صيد الخاطر الاذكياء وأخبارهم المختار من أخبار المختار مثير عزم الساكن إلى أشرف الاماكن فضائل القدس تبصرة الاخبار تقويم اللسان مناقب عمر بن الخطاب مناقب عمر بن عبد العزيز مناقب أحمد بن حنبل جامع المسانيد والالقاب نتيجة الاحياء (مختصر الاحياء)
[ 26 ]
التحقيق في أحاديث الخلاف الحدائق شرح مشكل الصحيحين دفع شبهة التشبيه والرد على المجسمة تلبيس إبليس الحمقى والمغفلين منهاج المريدين جنة النظر الكشف وسوى ذلك كثير. رحم الله الامام الجليل وآجزل له المثوبة والاجر، وأسبغ عليه فواضل بره ورحمته، بما جاهد في سبيل ربه الكريم، وما لقى وعانى من مشقات.. وجزى الله الاخ الكريم، الناشر الهمام، الشيخ محمد بن عبد المحسن. خير الجزاء بما بذل وأنفق في التنقيب عن نفائس كتب السلف وكنوز المخطوطات، إعلاء لكلمة الله، وإظهار للدين الصحيح. وصلى الله على رسوله الكريم وعلى آله وأصحابه أجمعين. والحمد لله رب العالمين. غرة رمضان 1386 نوفمبر 1966 عبدالرحمن محمد عثمان
[ 27 ]
الموضوعات يجرى نشر هذه الطبعة وهى الاولى نقلا عن النسخة الخطية الوحيدة بالجمهورية، المحفوظة بالمكتبة الازهريه. بعد تصويرها بقسم التصوير بدار الكتب المصرية. كذلك بعد تحقيق غامض ألفاظها وعباراتها، واستقراء سقط النساخ. فالخطأ والغامض من الكلمات والعبارات، بالاصل المخطوط، وضعناه بين شرطتين ووضعنا صوابه بعده بين أفواس معقوفة. أما السقط فقد استدركناه استقراءا من مظانه في مراجعه المختلفة، ووضعناه أيضا بين أقواس معقوفة، دون الشرطتين بداهة وذلك تلافيا لكثرة التعليقات والافتراضات في الهوامش ما أمكن. حتى تتم الفائدة ويتضح المعنى في ذهن القارئ حال القراءة. وقد جرينا على هذه الطريقة لمزاياها اعتبارا من الملزمة الرابعة. أما ما اهتدينا إليه من صواب. فالله وفق إليه، وتفضل به، وأثاب عليه إن شاء الله. وأما ما كان من خطإ فمن أنفسنا. والعذر فيه أنا من بنى آدم. المحقق
[ 29 ]
بسم الله الرحمن الرحيم أنبأنا الشيخ الامام العالم الحافظ جمال الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن على بن محمد الجوزى القرشى فيما كتب إلى من بغداد سنة خمس وتسعين وخمس مائة أنه قال: الحمد لله على التعليم حمدا يوجب المزيد من التقويم، والصلاة الكاملة والتسليم على محمد النبي الكريم، المبعوث بالهدى إلى الصراط القويم، المقدم على الخليل وعلى الكليم (عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم ظهور الهول العظيم: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) أيقظنا الله وإياكم قبل ذلك الحين، لاخذ العدة، وثبت أقدامنا إذا زعزعت الاقدام الشدة، ورزقنا قولا وفعلا قبل انقضاء المدة، وختم صحائفنا بالعفو قبل جفوف قلم الاجل وانتهاء المدة، وبيض وجوهنا بالصدق يوم نرى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة. أما بعد: فإن بعض طلاب الحديث ألح على أن أجمع له الاحاديث الموضوعة وأعرفه من أي طريق تعلم أنها موضوعة، فرأيت أن إسعاف الطالب للعلم بمطلوبه يتعين خصوصا عند قلة الطلاب، لا سيما لعلم النقل فإنه قد أعرض عنه بالكلية حتى أن جماعة من الفقهاء يبنون على العلوم الموضوعة. وكثيرا من القصاص يريدون الموضوعات، وخلقا من الزهاد يتعبدون بها. وها أنا أقدم قبل الشروع في المطلوب فصولا تكون لذلك أصولا والله الموفق. فصل إعلم زاد الله إرشادك وتولى إسعادك أن الله عزوجل شرف هذه الامة وفضلها على غيرها من الامم، فقال عزوجل: [ كنتم خير أمة أخرجت للناس ] وأنبأنا
[ 30 ]
أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني، قال. أنبأنا أبو على الحسن بن على بن المذهب، قال: أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنى أبى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر عن همام بن منبه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم " قال أحمد: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبدالله قال: " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في قبة نحوا من أربعين، فقال: أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟ قلنا: نعم، قال: أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟ قلنا: نعم، قال: فو الذى نفسي بيده إنى لارجو أن تكونوا نصف أهل الجنة " هذان حديثان متفق على صحتهما. أنبأنا ابن الحصين، قال: أنبأنا ابن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبدالله بن أحمد، قال: حدثنى أبى، قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " ألا إنكم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله تعالى ". فصل ولتكريم هذه الامة أسباب هيأها الله عزوجل لها وأكرمها بها، منها وفور العقل وقوة الفهم وجودة الذهن، وبهذه الاشياء تعرف وجود الصانع، ويظهر دليل التوحيد ونفى المثل والشبه، وبذلك ينال العلم ويخلص العمل. ولما عدمت هذه الاصول عند عامة بنى إسرائيل قالوا: (اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) ولقوة أذهان أمتنا قدرت على حفظ القرآن، وقد كان من قبلهم يقرأ كتابه من الصحف. وبقوة الفهم تلمحوا العواقب فصبروا على الجهاد وذلوا النفوس، وقد عرضت لمن قبلنا غزاة فقالوا: (اذهب أنت وربك فقاتلا) وفضائل أمتنا،
[ 31 ]
وما ميزت به كثير إلا أن من أعجب ذلك حفظ الله عزوجل لكتابنا عن تبديل قال الله عزوجل: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فما يمكن تبديل كلمة منه وقد بدلت الكتب قبله. ومن ذلك أن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم مأثورة بنقلها خلف عن سلف، ولم يكن هذا لاحد من الامة (1) قبلها، ولما لم يمكن أحد أن يدخل في القرآن شيئا ليس منه أخذ أقوام يزيدون في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وينقصون ويبدلون ويضعون عليه ما لم يقل، فأنشأ الله عزوجل علماء يذبون عن النقل، ويوضحون الصحيح ويفضحون القبيح، وما يخلى الله عزوجل منهم عصرا من العصور، غير أن هذا النسل قد قل في هذا الزمان فصار أعز من عنقاء مغرب. أنبأنا عبدالملك بن أبى القاسم الكروخى قال: أنبأنا عبدالله بن محمد الانصاري قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم التميمي قال أنبأنا لاحق بن الحسين قال حدثنا محمد بن محمد بن حفص القزاز قال: حدثنا عبدالملك بن عبد ربه الطائى قال حدثنا سعيد بن سماك بن حرب عن أبيه عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين ". فصل وقد كان قدماء العلماء يعرفون صحيح المنقول من سقيمه، ومعلوله من سليمه، ثم يستخرجون حكمه ويستنبطون علمه، ثم طالت طريق البحث من بعدهم فقلدوهم فيما نقلوا، وأخذوا عنهم ما هذبوا، فكان الامر متحاملا إلى أن آلت الحال إلى خلف لا يفرقون بين صحيح وسقيم، ولا يعرفون نسرا من ظليم، ولا (1) هكذا بالاصل ولعلها مصحفة من كلمة الامم وهى أقرب للسياق. (*)
[ 32 ]
يأخذون الشئ من معدنه، فالفقيه منهم يقلل التعليق في خبر حدثنا خبر خبره، والمتعبد ينصب لاجل حديث لا يدرى من سطره، والقاص يروى للعوام الاحاديث المنكرة ويذكر لهم ما لو شم ربح العلم ما ذكره، فيخرج العوام من عنده يتدارسون الباطل فإذا أنكر عليهم عالم قالوا. قد سمعنا هذا بأخبرنا وحدثنا فكم قد أفسد القصاص من الخلق بالاحاديث الموضوعة، كم لون قد أصفر بالجوع وكم هائم على وجهه بالسياحة، وكم مانع لنفسه ما قد أبيح، وكم تارك رواية العلم زعما منه مخالفة النفس في هواها في ذلك، وكم موتم أولاده بالتزهد وهو حى، وكم معرض عن زوجته لا يوفيها حقها فهى لا أيم ولا ذات بعل. فصل واعلم وفقك الله أن الاحاديث على ستة أقسام، القسم الاول ما اتفق على صحته وكان أبو عبد الله البخاري أول من (1) الصحاح، ثم تبعه مسلم، وكان مرادهما الحديث الذى يرويه الصحابي المشهور بالرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك الصحابي راويان ثقتان عنه لذلك الحديث، ثم يرويه عنه التابعي المشهور بالرواية عن الصحابة، وله راويان ثقتان عنه، ثم يرويه عنه من أتباع التابعين الحافظ المتقن المشهور وله رواة ثقاة، ثم يكون شيخ البخاري حافظا متقنا فهذه الدرجة العليا. وقد كان مسلم بن الحجاج أراد أن يخرج الصحيح على ثلاثة أقسام في الرواة، فلما فرغ من القسم الاول توفى. قال الحاكم رحمه الله: وقد تركا أحاديث جيدة الطريق لنوع احتياط نظرا فيه، منها أحاديث رواها الثقاة إلى الصحابي غير أن هذا الصحابي لم يكن له غير راو واحد مثل حديث مرداس الاسلمي والمستورد وذكين لما لم يكن لهم راو غير قيس بن أبى حازم، وكذلك حديث (1) هنا بياض في الاصل ولعل موضعها كلمة خرج بالتشديد. (*)
[ 33 ]
عروة بن ضرس فإنه لا راوي له إلا الشعبى، فلم يخرجا ذلك، وكذلك حديث عمير بن قتادة الكتبى (1) لما لم يكن له راو غير ابنه عمير لم يخرجا حديثه، وكذلك حديث ابن أبى ليلى الانصاري لما لم يكن له راو غير ابنه عبدالرحمن، وكذلك حديث قيس بن أبى غرزة لما لم يكن له غير أبى وائل شقيق بن سلمة، وحديث أسامة بن شريك وقطبة بن مالك لما لم يكن لهما راو غير زياد بن علاقة، قال: وكذلك تركا أحاديث عن التابعين إذ لم يكن لاحدهم راو غير عمرو بن دينار، وكذلك عمرو بن أبان بن عثمان ومحمد بن عروة بن الزبير وسنان بن أبى سنان ليس لهم راو غير الزهري، وكذلك يوسف بن مسعود الزرقى وعبد الله بن أنيس الانصاري وعبد الرحمن بن المغيرة تفرد بالرواية عنهم يحيى بن سعيد الانصاري، فلم يخرجا عنهم، وكذلك فعلا في أحاديث غرائب يرويها الثقاة العدول لما انفرد بها واحد من الثقاة تركاها مثل حديث العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يجئ رمضان " وقد خرج مسلم كثيرا من حديث العلاء في الصحيح وترك هذا وأشباهه مما انفرد به العلاء عن أبيه. وقد ترك أحاديث جماعة عن آبائهم عن أجدادهم لكون ذلك لم يتواتر إلا من حديثهم كحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وبهز بن حكيم عن أبيه عن جده. وإياس بن معاوية بن قرة عن أبيه عن جده وأجدادهم من الصحابة. وقد يروى الحديث ثقة فيسنده، ثم يرويه جماعة فلا يرفعونه فيتركان إخراجه. قال المصنف: واعلم أن الذى ذكره الحاكم من اشتراط عدلين عن عدلين ليس بصحيح فإنهما ما اشترطا هذا، وإنما ظنه الحاكم وقدره في نفسه وظنه غلط، وإنما قد يتفق مثل هذا، وقوله تركا رواية من ليس له غير راو واحد غلط أيضا "، (1) هكذا هي بالاصل ولعلها مصحفة من كلمة الليثى. (3 الموضوعات 1) (*)
[ 34 ]
فإن البخاري ومسلما قد أخرجا حديث المسيب بن حزن في وفاة أبى طالب ولم يرو عن المسيب غير ابنه سعيد. وأخرج البخاري حديث قيس بن أبى حازم عن مرداس الاسلمي: " يذهب الصالحون أولا أولا "، وليس لمرداس راو غير قيس وأخرج حديث الحسن البصري عن عمرو بن تغلب: " إنى لاعطى الرجل والذى أدع أحب إلى " ولم يروه عن عمرو غير الحسن في أشياء كثيرة عند البخاري. وأخرج مسلم حديث الاغر المزني " إنه ليغان على قلبى " ولم يرو عنه غير أبى بردة وأخرج حديث أبى رفاعة العدوى، ولم يرو عنه غير عبدالله بن الصامت، وأخرج حديث ربيعة بن كعب الاسلمي، ولم يرو عنه غير أبى سلمة بن عبدالرحمن فقد كان الحاكم مجزفا في قوله، وإنما اشترط البخاري ومسلم الثقة والاشتهار وقد تركا أشياء كثيرة تركها قريب وأشياء لاوجه لتركها، فمما ترك البخاري الرواية عن حماد بن سلمة مع علمه بثقته لانه قيل له إنه كان له ربيب يدخل في حديثه ما ليس منه، وترك الرواية عن سهل بن أبى صالح لانه قد تكلم في سماعه من أبيه وقيل صحيفه، واعتمد عليه مسلم لما وجده تارة يحدث عن أخيه عن أبيه وتارة عن عبدالله بن دينار مرة عن الاعمش عن أبيه فلو كان سماعه صحيفه كان يروى الكل عن أبيه، ومن الاشياء التى لاوجه لتركها أن يرفع الحديث ثقة فيقفه آخر فترك هذا لاوجه له، لان الرفع زيادة والزيادة من الثقة مقبولة إلا أن يفقه الاكثرون ويرفعه واحد فالظاهر غلطه، وإن كان من الجائز أن يكون قد حفظ دونهم، وأما ترك حديث ثقة لكونه لم يرو عنه غير واحد فقبيح لانه إذا صح النقل وجب أن يخرج. وأما حديث عمرو بن شعيب فإن شعيبا هو ابن محمد بن عبدالله بن عمرو بن العاص فإذا قال: عن أبيه عن جده فإن أراد بجده محمدا فليس بصحابى، وإن أراد بجده عبدالله فقد لقيه شعيب وسمع منه، وإذا لم يقل عن جده عبدالله احتمل، فهذا عذر لمن ترك إخراج هذا، فهذا الكلام مشعب من ذكر كما اتفق البخاري ومسلم على إخراجه وهو القسم الاول وهو الغاية.
[ 35 ]
القسم الثاني: ما انفرد به البخاري أو مسلم فهذا محكوم له بالصحة عند جمهور أهل النقل. القسم الثالث: ما صح سنده على رأى أحد الشيخين فيلحق بما أخرجاه إذا لم يعرف له علة مانعة، وهذا يعز وجوده ويقل، وقد صنف أبو عبد الله الحاكم كتابا كبيرا سماه المستدرك على الشيخين ولو نوقش فيه بان غلطه. القسم الرابع: ما فيه ضعف قريب محتمل وهذا هو الحسن ويصلح البناء عليه والعمل به، وقد كان أحمد بن حنبل يقدم الحديث الضعيف على القياس. القسم الخامس: الشديد الضعف الكثير التزلزل، فهذا تتفاوت مراتبه عند العلماء فبعضهم يدنيه من الحسان ويزعم أنه ليس بقوى التزلزل، وبعضهم يرى شدة تزلزله فيلحقه بالموضوعات. والقسم السادس: الموضوعات المقطوع بأنها محال وكذب، فتارة تكون موضوعة في نفسها وتارة توضع على الرسول صلى الله عليه وسلم وهى كلام غيره. فصل وأما الاقسام الاربعة الاول فالقلب عندها ساكن، وأما القاسم الخامس: فقد جمعت لكم جمهوره في كتابي المسمى " بالعلل المتناهية في الاحاديث الواهية " وقد جردت لك في ذلك الكتاب " الموضوعات " إلا أنى لما رأيتها كثيرة ورأيت أقواما قد وضعوا نسخا وجعلوا الحديث الواحد أوراقا كثيرة تركت ذكر ما لا يخفى أنه موضوع، وربما كتبت بعض الحديث المطول ورفضت بعضه لتطويله وركاكة ألفاظه شحا على الزمان أن يذهب فيما ليس فيه كبير فائدة. فصل واعلم أن الرواة الذين وقع في حديثهم الموضوع والكذب والمقلوب انقسموا خمسة أقسام:
[ 36 ]
القسم الاول: قوم غلب عليهم الزهد والتقشف فتغفلوا عن الحفظ والتمييز ومنهم من ضاعت كتبه أو احترقت أو دفنها ثم حدث من حفظه فغلط، فهؤلاء تارة يرفعون المرسل وتارة يسندون الموقوف، وتارة يقلبون الاسناد وتارة يدخلون حديثا في حديث. والقسم الثاني: قوم لم يعانوا على النقل فكثر خطأهم وفحش على نحو ما جرى للقسم الاول. والقسم الثالث: قوم ثقاة لكنهم اختلطت عقولهم في آخر أعمارهم فخلطوا في الرواية. والقسم الرابع: قوم غلب عليهم السلامة والغفلة، ثم انقسم هؤلاء فمنهم من كان يلقن فيتلقن، ويقال له: قل فيقول. وقد كان بعض أولاد هؤلاء أو.. (1) يضع له الحديث فيدون ولا يعلم، ومنهم من كان يروى الاحاديث، وإن لم تكن سماعا له ظنا منه أن ذلك جائز. وقد قيل لبعض متغفليهم: هذه الصحيفة سماعك ؟ فقال: لا ولكن مات الذى رواها فرويتها مكانه. والقسم الخامس: قوم تعمدوا الكذب، ثم انقسم هؤلاء ثلاثة أقسام: القسم الاول: قوم رووا الخطأ من غير أن يعلموا أنه خطأ، فلما عرفوا وجه الصواب وأتقنوا به أصروا على الخطأ أنفة من أن ينسبوا إلى غلط. والقسم الثاني: قوم رووا عن كذابين وضعفاؤهم يعلمون ودلسوا أسماءهم فالكذب من أولئك المجروحين والخطأ القبيح من هؤلاء المدلسين وهم في مرتبة الكذابين لما قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من روى عنى حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين " ومن هذا القسم قوم رووا عن أقوام (1) هنا بياض في الاصل لعل مكانه روانه. (*)
[ 37 ]
ما رأوهم مثل إبراهيم بن هدبة عن أنس، وكان بواسط شيخ يحدث عن أنس ويحدث عن شريك، فقيل له حين حدث عن أنس لعلك سمعته من شريك ؟ فقال لهم: أقول لكم الصدق سمعت هذا من أنس عن شريك. وقد حدث عبدالله بن إسحاق الكرماني عن محمد بن أبى يعقوب، فقيل له: مات محمد قبل أن تولد بتسع سنين. وحدث محمد بن حاتم الكتبى عن عبد بن حميد، فقال أبو عبدالله الحاكم: هذا الشيخ سمع من عبد بن حميد بعد موته بثلاث عشرة سنة. القسم الثلاث: قوم تعمدوا الكذب الصريح لا لانهم أخطأوا ولا لانهم رووا عن كذاب فهؤلاء تارة يكذبون في الاسانيد فيروون عمن لم بسمعوا منه وتارة يسرقون الاحاديث التى يرويها غيرهم، وتارة يضعون أحاديث وهؤلاء الوضاعون انقسموا سبعة أقسام: القسم الاول: الزنادقة الذين قصدوا إفساد الشريعة وإيقاع الشك فيها في قلوب العوام والتلاعب بالدين، كعبد الكريم بن أبى العرجاء، وكان خال معن ابن زائدة وربيب حماد بن سلمة، وكان يدس الاحاديث في كتب حماد كذلك قال أبو أحمد ابن عدى الحافظ، فلما أخذ بن أبى العرجاء أتى به محمد بن سليمان ابن على فأمر بضرب عنقه، فلما أيقن بالقتل، قال: والله لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال وأحل فيها الحرام، ولقد فطرتكم في يوم صومكم وصومتكم في يوم فطركم. أنبأنا يحيى بن على قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت، قال: أنبأنا أبو سعيد أحمد بن المالينى، قال: أنبأنا عبدالله بن عدى الحافظ، قال: حدثنا أحمد بن على المدينى قال: حدثنا أبو أمية قال: حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد ابن زيد. أو قال: حدثنى صاحب لى عن حماد بن زيد عن جعفر بن سليمان
[ 38 ]
قال: سمعت المهدى يقول: أقر عندي رجل من الزنادقة أنه وضع أربع مائة حديث فهى تحول في أيدى الناس. قال المصنف: وكان ممن يضع الحديث مغيرة بن سعيد وبيان. قال ابن نمير: كان مغيرة ساحرا، وكان بيان زنديقا فقتلهما خالد بن عبدالله القسرى وأحرقهما بالنار. وقد كان في هؤلاء الزنادقة من مغفل فيدس في كتابه ما ليس من حديثه فيرويه ذلك الشيخ ظنا منه أن ذلك من حديثه. أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الحافظ قال أنبأنا قاضى القضاة أبو بكر الشامي قال: أنبأنا أبو الحسن العسقى قال حدثنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا أبو جعفر العقيل قال حدثنا أحمد بن على الابار قال حدثنا عبدالرحيم بن حازم البلخى قال حدثنا الحكم ابن المبارك قال: سمعت حماد بن زيد يقول: وضعت الزنادقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة عشر ألف حديث. القسم الثاني: قوم كانوا يقصدون وضع الحديث نصرة لمذهبهم، وسول لهم الشيطان أن ذلك جائز وهذا مذكور عن قوم من المسالمية. أنبأنا أبو منصور بن جبرون عن أبى محمد الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان الحافظ قال: سمعت عبدالله بن على يقول: سمعت محمد بن أحمد بن الجنيد يقول: سمعت عبدالله بن يزيد المعرى يقول عن رجل من أهل البدع رجع عن بدعته فجعل يقول: انظروا هذا الحديث ممن تأخذونه فإنا كنا إذا رأينا رأيا جعلنا له حديثا. أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزار قال: أنبأنا أبو محمد الجوهرى قال: أنبأنا إبراهيم بن أحمد الحرفى قال: حدثنا جعفر بن محمد الفيريابى قال حدثنى يوسف بن الفرج أبو نعيم الحلبي وإسحاق بن البهلول الانباري قال حدثنا عبدالله ابن يزيد المقرى قال حدثنا ابن لهيعة قال سمعت شيخا ممن الخوارج تاب ورجع
[ 39 ]
وهو يقول: إن هذه الاحاديث دين فانظروا عمن تأخذون دينكم فإنا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا. أنبأنا أبو المعمر الانصاري قال أنبأنا أبو محمد السمرقندى قال أنبأنا أبو بكر ابن ثابت الخطيب قال أنبأنا أبو الحسن على بن أحمد بن إبراهيم البزاز قال حدثنا يزيد بن إسماعيل الخلال قال حدثنا أبو عوف البزورى قال حدثنا عبدالله ابن أبى أمية قال حدثنى حماد بن سلمة قال حدثنى شيخ لهم يعنى الرافضة قال: كنا إذا اجتمعنا استحسنا شيئا جعلناه حديثا. أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ عن أبى بكر بن خلف الشيرازي قال سمعت الحاكم أبا عبدالله النيسابوري يقول: محمد بن القاسم الطالكانى وكان من رؤساء المرجئة ممن يضع الحديث على مذهبهم أنبأنا أبو المعمر قال أنا عبدالله بن أحمد السمرقندى قال أنا أبو بكر بن على بن ثابت قال: أنبأنا القاضى أبو الحسن على ابن محمد بن حبيب قال حدثنا محمد بن المعلى الازدي قال أنبأنا محمد بن حمدان قال حدثنا أبو العيناء عن أبى أنس الحرانى قال: قال المختار لرجل من أصحاب الحديث ضع لى حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم إنى كائن بعده خليفة وطالب له بترة ولده وهذه عشرة آلاف درهم وخلعة ومركوب وخادم، فقال الرجل: أما عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا، ولكن اختر من شئت من الصحابة وأحطك من الثمن ما شئت قال عنى النبي صلى الله عليه وسلم أوكد، قال والعذات أشد. والقسم الثالث: قوم وضعوا الاحاديث في الترغيب والترهيب ليحئوا الناس بزعمهم على الخير ويزجروهم عن الشرو هذا تعاط (1) على الشريعة ومضمون فعلهم أن الشريعة ناقصة تحتاج إلى تتمة فقد أتممناها. (1) هي كذلك بالاصل ولعلها مصحفة من كلمة افتئات. (*)
[ 40 ]
أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل الاسماعيلي قال أنبأنا حمزة بن يوسف السهمى قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال سمعت أبا عبدالله النهاوندي قال: قلت لغلام خليل هذه الاحاديث التى تحدث بها من الرقائق، فقال: وضعناها لنرقق بها قلوب العامة. أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على ابن ثابت قال: حدثنى الحسن بن على التميمي قال: قرأت على أبى بكر محمد بن الحسن المقرى قال: قالى أبو جعفر بن الشعيرى لما حدث غلام خليل عن بكر ابن عيسى عن أبى عوان قلت له: يا أبا عبدالله إن هذا الرجل قديم الوفاة، ولم تلحقة أنت ولا من في سنك ففكر في هذا ثم خفته (1) فقلت له أحسبك سمعت من رجل يقال له بكر بن عيسى حدثك عن بكر بن عيسى هذا فسكت وافترقنا فلما كان من الغد قال: يا أبا جعفر علمت أنى نظرت البارحة فيمن سمعت منه بالبصرة يقال له بكر بن عيسى فوجدتهم ستين رجلا. قال المصنف: كان غلام خليل يتزهد ويهجن شهوات الدنيا وبتقوت الباقلا تصوفا، وغلقت أسواق بغداد يوم موته فحسن له السلطان هذا الفعل نسأل الله السلامة. أنبأنا أبو منصور بن خيرون عن أبى محمد الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان الحافظ قال سمعت عبدالله بن جابر يقول: سمعت جعفر بن محمد الا دين يقول: سمعت محمد بن عيسى الطباع، يقول: سمعت بن مهدى يقول لميسرة بن عبد ربه من أين جئت بهذه الاحاديث: من قرأ كذا فله كذا قال وضعتها أرغب الناس فيها. قال ابن حبان وحدثنا مكحول قال حدثنا أبو الحسين الرهاوى قال سألت عبد الجبار بن محمد بن أبى داود النخعي، فقال: كان أطول (1) هي كذلك بالاصل ولعلها مصحفة من خنقه أي البكاء. (*)
[ 41 ]
الناس قياما بليل وأكثرهم صياما بنهار وكان يضع الحديث وضعا. قال ابن حبان: وكان أبو بشر أحمد بن محمد الفقيه المروزى من أصلب أهل زمانة في السنة وأذپهم عنها وأقمعهم لمن خالفها، وكان مع هذا يضع الحديث. قد وضع في فضائل قزوين نحو أربعين حديثا كان يقول إنى أحتسب في ذلك. أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ أنبأنا أبو بكر بن خلف الشيرازي عن أبى عبدالله الحاكم قال سمعت أبا على الحافظ يقول سمعت محمد بن يونس المقرى يقول سمعت جعفر بن أحمد بن نصر يقول سمعت أبا عمار المروزى يقول: قيل لابي عصمة نوح بن أبى مريم المروزى من أين لك عن عكرمة عن بن عباس في فضائل القرآن سورة سورة وليس عند أصحاب عكرمة هذا ! فقال: إنى رأيت الناس أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبى حنيفة ومغازى ابن إسحاق فوضعت هذا الحديث حسبة. وقد حكى مؤمل بن إسماعيل أن رجلا وضع في فضائل القرآن حديثا طويلا. وسيأتى في كتاب العلم إن شاء الله. أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو القاسم الاسماعيلي أنبأنا حمزة السهمى أنبأنا أبو أحمد بن عدى سمعت أبا بدر أحمد بن خالد يقول: كان وهب بن حفص من الصالحين مكث عشرين سنة لا يكلم أحدا. قال أبو عروبة، وكان يكذب كذبا فاحشا. أنبأنا أبو المعمر الانصاري قال أنبأنا أبو محمد بن السمرقندى قال أنبأنا أبو بكر بن ثابت قال أنبأنا محمد بن جعفر بن علان قال أنبأنا أبو الفتح محمد بن الحسين الازدي حدثنا الحسين بن محمد حدثنا عبيدالله بن عمر النواريزى قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول. ما رأيت الكذب في أحد أكثر منه في من ينسب إلى الخير والزهد. القسم الرابع: قوم استجازوا وضع الاسانيد لكل كلام حسن، فأنبأنا
[ 42 ]
عبد الوهاب الحافظ قال أنبأنا ابن بكران القاضى قال أنبأنا العتيقي قال حدثنا يوسف ابن الدخيل قال حدثنا أبو جعفر العقيلى قال حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة قال حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال حدثنا محمد بن خالد عن أبيه قال سمعت محمد بن سعيد يقول: لا بأس إذا كان كلام حسن أن تضع له إسنادا. القسم الخامس: قوم كان يعرض لهم غرض فيضعون الحديث. فمنهم من قصد بذلك التقرب إلى السلطان بنصرة غرض كان له كغياث بن إبراهيم فإنه حين أدخل على المهدى وكان المهدى يحب الحمام إذا قدامه حمام فقيل له حدث أمير المؤمنين فقال حدثنا فلان عن فلان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لاسبق إلا في نصل أو خف أو حافر أو جناح " فأمر له المهدى ببدرة، فلما قام قال: اشهد على فقال أنه فتأ (1) كذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المهدى أنا حملته على ذلك. ثم أمر بذبح الحمام ورفض ما كان فيه. ومنهم من كان يضع الحديث جوابا لسائليه كما روى المعيطى عن إبراهيم بن أبى يحيى أنه سئل عن رجل أعطى الغزل الحائك فنسج له وفضل منه خيوط، فقال صاحب الثوب هي لى وقال النساج هي لى فالخيوط لمن ؟ فقال إبراهيم: حدثنى ابن جريج عن عطاء قال: إن كان صاحب الثوب أعطاه إلا ردهالح (2) فالخيوط له، وإلا فهى للحائك. ومنهم من كان يضعه في ذم من يريد أن يذمه كما روينه عن سعد بن طريف أنه رأى ابنه يبكى، فقال: مالك، فقال: ضربني المعلم، فقال: أنا والله لاخزينهم، حدثنى عكرمة عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " معلمو صبيانكم شراركم " وقيل لمأمون بن أحمد الآثرى (3) إلى الشافعي وإلى من تبع له بخراسان، فقال حدثنا أحمد بن عبيدالله حدثنا عبدالله بن معدان عن (1) هكذا وردت العبارة بالاصل والمحفوظ بدلها: أشهد على قفاك أنه قفا كذاب. (2) هي كذلك بالاصل أيضا ولعلها مصحفة من كلة أجرها. (3) هي كذلك بالاصل أيضا ولعلها مصحفة من كلة ألا ترى. (*)
[ 43 ]
أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يكون في أمتى رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتى من إبليس " وسنذكر هذا فيما بعد. وقيل لمحمد بن عكاشة الكرماني إن قوما يرفعون أيديهم في الركوع وبعد رفع الرأس من الركوع، فقال حدثنا المسيب بن واضح حدثنا عبدالله بن المبارك عن يوسف بن يزيد عن الزهري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من رفع يديه في الركوع فلا صلاة له ". القسم السادس: قوم وضعوا أحاديث في ضد الاغراب ليطلبوا ويسمع منهم. قال أبو عبد الله الحاكم منهم إبراهيم بن إليسع وهو ابن أبى حبة كان يحدث عن جعفر الصادق وهشام بن عروة فيركب حديث هذا على حديث ذاك لتستغرب تلك الاحاديث بتلك الاسانيد. قال ومنهم حماد بن عمرو النصيبنى وبهلول بن عبيد وأصرم بن حوشب، ومنهم من كان يدعى سماع من لم يسمع منه ليكثر حديثه. قال عمرو بن عون: قدم علينا شيخ مخضوب بالحناء يحدث عن أنس فاجتمع عليه خلق أكثر من عشرين ألفا وحمل حديثه إلى هشيم ويزيد بن هارون، فقالوا: أحاديث صحاح سمعناها من حميد والتيمي فدخل السوق فاشترى مغازى ابن إسحاق وقعد يحدث عنه، فقالوا له: أين رأيته فبكى وقال الصدق يزين كل شئ لم أره لكنى أخبرني أنس عنه فمزقوا الكتب. وروى مسلم بن الحجاج أن يحيى بن أكثم دخل مع أمير المؤمنين حمص فرأى كل من بها شبيه التيران فدخل شيخ على رأسه ديبة وله جبة فأدناه وقال يا شيخ من أتيت، قال: استغنيت عن جميع الناس بشيخى، قال: ومن لقى شيخك ؟ قال الاوزاعي. قال الاوزاعي عمن ؟ قال: عن مكحول. قال ومكحول
[ 44 ]
عمن ؟ قال عن سفيان بن عيينة. قال وسفيان عمن ! قال عن عائشة. فقال له يحيى: يا شيخ أراك تعلو إلى أسفل. القسم السابع: قوم شق عليهم الحفظ فضربوا نقد الوقت وربما رأوا أن الحفظ معروف فأتوا بما يغرب مما يحصل مقصود هم فهؤلاء قسمان أحدهما القصاص ومعظم البلاء منهم يجرى، لانهم يزيدون أحاديث تثقف وترقق والصحاح يقل فيها هذا. ثم إن الحفظ يشق عليهم ويتفق عدم الدين ومن يحضرهم جهال فيقولون ولقد حكى لى فقيهان ثقتان عن بعض قصاص زماننا وكلن يظهر النسك والتخشع أنه حكى لهما قال: قلت يوم عاشوراء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فعل اليوم كذا فله كذا، ومن فعل كذا فله كذا إلى آخر المجلس فقالا له: ومن أين حفظت هذه الاحاديث، فقال: والله ما حفظتها، ولا أعرفها بل في وقتى قلتها. قال المصنف: ولا جرم، ذلك القصاص شديد النعير ساقط الجاه لا يلتفت الناس إليه ولا له دنيا ولا آخرة. وقد صنف بعض قصاص زماننا كتابا فذكر فيه أن الحسن والحسين دخلا على عمر بن الخطاب رضى الله عنهم وهو مشغول فلما فرغ من شغله رفع رأسه فرأهما، فقام فقبلهما ووهب لكل واحد منهما ألفا وقال اجعلاني في حل فما عرفت دخولكما فرجعا وشكراه بين يدى أبيهما على بن أبى طالب رضى الله عنه، فقال على سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عمر بن الخطاب نور في الاسلام وسراج لاهل الجنة. فرجعا فحدثاه، فدعا بدواة وقرطاس وكتب بسم الله الرحمن الرحيم حدثنى سيدا شباب أهل الجنة عن أبيهما المرتضى عن جدهما المصطفى أنه قال عمر نور الاسلام في الدنيا وسراج أهل الجنة في الجنة وأوصى أن تجعل في كفنه على صدره فوضع، فلما أصبحوا وجدوه على قبره وفيه صدق الحسن والحسين وصدق أبوهما وصدق رسول الله
[ 45 ]
صلى الله عليه وسلم عمر نور الاسلام وسراج أهل الجنة. قال المصنف: والعجب بهذا الذى بلغت به الوقاحة إلى أن يضيف مثل هذا وما كفاه حثى عرضه على كبار الفقهاء فكتبوا على تصويب ذلك التصنيف، فلا هو عرف أن مثل هذا محال ولاهم عرفوا. وهذا جهل متوفر، علم به أنه من أجهل الجهال الذين ما شموا ريح النقل ولعله قد سمعه من بعض الطرقيين. قال المصنف: وقد ذكرت في كتاب القصاص عنهم طرفا من هذه الاشياء وما أكثر ما يعرض على أحاديث في مجلس الوعظ فد ذكرها قصاص الزمان فأردها عليهم وأبين أنها محال فيحقدون على حين أبين عيوب شغلهم حتى قلت يوما، قولوا لمن يورد هذه الاحاديث ما يتهيأ لكم مع وجود هذا الناقد إنفاق زايف، وذكرت حديثا حدثنا به أبو الفتح الكروخى قال حدثنا عبدالله بن محمد الانصاري قال أنبأنا إسحاق بن إبراهيم قال سمعت أبا بكر الجوزقى يقول: سمعت غير واحد من مشايخنا يذكرون عن محمد بن إسحاق بن خزيمة أنه قال مادام أبو حامد الشرقي في الاحياء لا يتهيأ لاحد أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا القاضى أبو العلاء الواسطي قال أنبأنا أبو أحمد الحسين بن على التميمي أنه سمع محمد بن إسحاق بن خزيمة ونظر إلى أبى حامد الشرقي، فقال: حياة أبى حامد تحجز بين الناس والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال المصنف: أبو حامد اسمه أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري يعرف بابن الشرقي سمع من مسلم بن الحجاج وغيره وكان حافظا متقنا. أنبأنا أبو العز أحمد بن عبيدالله بن كادش قال سمعت القاضى أبو الحسين محمد بن على بن الغريق يقول سمعت أبا الحسن الدار قطني يقول: يا أهل بغداد
[ 46 ]
لا تظنون أن أحدا يقدر يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حى. وقد روينا عن ابن المبارك أنه قيل له هذه الاحاديث المصنوعة، فقال: تعيش لها الجهابذة. القسم الثاني: الشحاذون، فمنهم قصاص ومنهم غير قصاص، ومن هؤلاء من يضع وأكثرهم يحفظ الموضوع. أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزار قال أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفى قال أنبأنا يحيى بن إبراهيم بن محمد المزكى قال حدثنا الزبير بن عبد الواحد قال حدثنا إبراهيم ابن عبد الواحد الطبري قال سمعت جعفر بن محمد الطيالسي يقول صلى أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافة فقام بين أيديهم قصاص فقال حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال لا إله إلا الله خلق الله كل كلمة منها طيرا منقاره من ذهب وريشه من مرجان " وأخذ في قصة نحو عشرين ورقة فجعل أحمد بن حنبل ينظر إلى يحيى بن معين ويحيى ينظر إلى أحمد، فقال له: أنت حدثته بهذا، فقال: والله ما سمعت بهذا إلا الساعة، فلما فرغ من قصصه وأخذ القطيعات، ثم قعد ينتظر بقيتها قال له يحيى بن معين بيده تعال فجاء متوهما النوال، فقال له يحيى من حدثك بهذا الحديث، فقال: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، فقال أنا يحيى بن معين وهذا أحمد بن حنبل ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كان لابد والكذب فعلى غيرنا فقال له: أنت يحيى بن معين ؟ قال: نعم، قال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق ما تحققته إلا الساعة، قال له يحيى كيف علمت أنى أحمق ؟ قال كأن ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما، قد كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، فوضع أحمد كمه على وجهه، وقال: دعه يقوم فقام كالمستهزئ بهما.
[ 47 ]
أنبأنا محمد بن عبدالملك عن أبى محمد الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم البستى قال: دخلت بأجروان مدينة بين الرقة وحران فحضرت الجامع، فلما فرغنا من الصلاة قام بين أيدينا شاب، فقال: حدثنا أبو خليفة قال حدثنا الوليد حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قضى لمسلم حاجة فعل الله به كذا وكذا " فلما فرغ دعوته، فقلت رأيت أبا خليفة قال لا، قلت: كيف تروى عنه ولم تره، فقال: إن المناقشة معنا من قلة المروءة أنا أحفظ هذا الاسناد الواحد وكلما سمعت حديثا ضممته إلى هذا الاسناد. فصل والكذابون والوضاعون خلق كثير قد جمعت أسماءهم في كتاب الضعفاء والمتروكين، وستري في كل حديث نذكره من هذا الكتاب اسم واضعه والمتهم به، وكان من كبار الكذابين وهب بن وهب القاضى، ومحمد بن السائب الكلبى، ومحمد بن سعيد الشامي المصلوب، وأبو داود النخعي وإسحاق ابن نجيع الملطى وغياث بن إبراهيم النخعي، والمغيرة بن سعيد الكوفى، وأحمد بن عبدالله الجويبارى، ومأمون بن أحمد الهروي، ومحمد بن عكاشة الكرماني، ومحمد بن القاسم الكانكانى. أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا هبة الله بن محمد بن حنين الفراء قال حدثنا محمد بن عثمان ابن أبى شيبة قال سمعت يحيى بن معين يقول: كان ببغداد قوم يضعون الحديث منهم إسحاق بن نجيع الملطى ومحمد بن زياد اليشكرى. أنبأنا القزاز قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال حدثنى محمد بن على الصوري قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن مرزوق المعدل قال أنبأنا الحسن بن رشيق قال:
[ 48 ]
حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قال: الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: ابن أبى يحيى بالمدينة، والواقدى ببغداد، ومقاتل بن سليمان بخراسان، ومحمد بن سعيد ويعرف بالمصلوب بالشام. أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو عثمان الصابونى. وأبو بكر البيهقى قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله النيسابوري قال سمعت أبا عبدالله محمد ابن العباس الضبى يقول سمعت سهل بن السرى الحافظ يقول: قد وضع أحمد ابن عبدالله الجويبارى ومحمد بن عكاشة الكرماني ومحمد بن تميم الفارابى على رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرة آلاف حديث. أنبأنا محمد بن عبد الباقي قال أنبأنا أحمد بن أحمد قال أنبأنا أحمد بن عبدالله الحافظ قال حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم قال حدثنا أحمد بن على الابار قال حدثنا إبراهيم بن سعيد قال حدثنا جعفر بن اليسع قال: رؤى شعبة متقنعا في شدة الحر فقيل له إلى أين يا أبا بسطام ؟ قال: استعدى على رجل يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فصل ولقد رد الله كيد هؤلاء الوضاعين والكذابين بأخبار أخيار فضحوهم وكشفوا قبايحهم وما كذب أحد قط إلا وافتضح، ويكفى الكاذب أن القلوب تأبى قبول قوله، فإن الباطل مظلم وعلى الحق نور وهذا في العاجل، وأما في الآخرة فخسرانهم فيها متحقق. أنبأنا عبد الوهاب قال أنبأنا بن بكران الشامي قال أنبأنا أبو الحسن العتيقي قال أنبأنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا أبو جعفر العقيلى قال حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي قال حدثنا جمهور بن منصور قال حدثنا أبو الحارث الزبيدى قال سمعت سفيان يقول: ما ستر الله عزوجل أحدا يكذب في الحديث. وقد روينا
[ 49 ]
عن ابن المبارك أنه قال: لوهم رجل في السحر أن يكذب في الحديث لاصبح الناس يقولون فلان كذاب. أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد قال حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال: حدثنا أبو محمد سليمان بن داود الطوسى قال: سمعت أبا حسان الزيادي يقول: سمعت حسان بن زيد يقول: لم يستعن على الكذابين بمثل التاريخ يقول الشيخ [ يقال للشيخ ] سنة كم ولدت ؟ فإذا أقر بمولده عرفنا صدقه من كذبه. فصل وقد ندم جماعة من الكذابين على كذبهم وتنصلوا من ذلك، فأنبأنا محمد ابن ناصر الحافظ قال أنبأنا أبو سهل بن سعد سعدويه قال أنبأنا محمد بن الفضل القرشى قال أنبأنا أبو بكر بن مردويه قال حدثنا محمد بن الحسن الدقاق قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة قال حدثنا أبى قال حدثنا أبو شيبة قال: كنت أطوف بالبيت ورجل من قدامى يقول: اللهم اغفر لى، وما أراك تفعل، فقلت يا هذا قنوطك أكثر من ذنبك، فقال لى دعني، فقلت له: أخبرني، فقال: إنى كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسين حديثا وطارت في الناس ما أقدر أن أرد منها شيئا. وقال ابن لهيعة: دخلت على شيخ وهو يبكى، فقلت ما يبكيك، فقال: وضعت أربع مائة حديث أدرملها مارمامح (1) الناس فلا أدرى كيف أصنع ؟ وقد روى مثل هذا سليمان بن حرب وأنه دخل على رجل فقال: مثال ذلك. ومرض نصر بن طريف فقال لعوداه قد حضر من أمرى ما ترون، وإنى (1) في العبارة تصحيف ولعلها " أدخلتها في تاريخ ". (4 الموضوعات 1) (*)
[ 50 ]
كذبت في أحاديث وأستغفر الله، فقالوا: ما أحسن ما صنعت تبت إلى الله عزوجل ثم صح من مرضه فمر في تلك الاحاديث بعينها. أنبأنا محمد بن ناصر عن أبى بكر بن خلف الشيرازي عن أبى عبدالله الحاكم قال سمعت عبد العزيز بن عبدالملك الاموى قال سمعت إسماعيل بن محمد النحوي يقول سمعت المحاملى يقول سمعت أبا العيناء يقول: أنا والحافظ وضعنا حديث فدك وأدخلناه على الشيوخ ببغداد فقبلوه إلا ابن شيبة العلوى فإنه قال: لا يشبه آخر هذا أوله. فأبى أن يقبله قال إسماعيل: وكان أبو العيناء يحدث بهذا بعد ما تاب. فصل ومن التغفيل قول المتزهد عند سماع القدح في الكذابين هذا غيبة، وإنما هو نصيحة للاسلام. فإن الخبر يحتمل الصدق والكذب ولابد من النظر في حال الراوى، قال يحيى بن سعيد سألت مالك بن أنس وسفيان الثوري وشعبة وسفيان ابن عيينة عن الرجل يكذب في الحديث أو يهم أبين أمره ؟ قالوا: نعم بين أمره للناس. وكان شعبة يقول: تعالوا حتى نغتاب في الله عزوجل، وسئل أن يكف عن بيان. فقال: لا يحل الكف عنه لان الامر دين. قال بن مهدى: مررت مع سفيان الثوري برجل فقال كذاب والله لولا أنه لا يحل لى أن أسكت لسكت. وقال الشافعي: إذا علم رجل من محدث الكذب ما يسعه السكوت عنه، ولا يكون ذلك غيبة لان العلماء كالنقاد، ولا يسع الناقد في دينه أن لا يبين الزيوف وغيرها. أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا عمر بن عبيد الله البقال قال أنبأنا أبو الحسين بن بشران قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال حدثنا حنبل قال
[ 51 ]
سمعت أبا عبدالله يقول: ما أشك في أبى البخترى أنه يضع الحديث. قال حنبل حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا يحيى بن يعلى عن زائدة قال: كان والله جابر الجعفي كذابا. أنبأنا المبارك بن أحمد الانصاري قال أنبأنا عبدالله بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أبو القاسم الازهرى قال حدثنا عبدالله ابن عثمان الدقاق قال أنبأنا محمد بن محلد قال سمعت محمد بن بندار الجرجاني يقول: قلت لاحمد بن حنبل يا أبا عبدالله ليشد [ إنه ليشق ] على أن أقول فلان كذاب، وفلان ضعيف، فقال لى: إذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم. قال المصنف: وهذا الكلام من العلماء ظاهر المعنى فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بسنتى، والمحال ليس من سنته، فقد نبه بهذا على معرفة الثقاة من غيرهم وتلخيص الصحيح من السقيم، وقد كان ينصب منبر الحسان ليرد عنه ما يتقوله الاعداء عليه مما لا يضر لانه قول مشرك لا يدخل بقوله في الدين شيئا، فكيف لا تندب من ندب عنه دخل من يدخل في شرعه ما ليس فيه. قال أبوالوفا على بن عقيل الفقيه: قال شيخنا أبو الفضل الهمداني: مبتدعة الاسلام والواضعون للاحاديث أشد من الملحدين لان الملحدين قصدوا إفساد الدين من خارج، وهؤلاء قصدوا إفساده من داخل، فهم كأهل بلد سعوا في إفساد أحواله، والملحدون كالحاضرين من خارج، فالدخلاء يفتحون الحصن فهو شر على الاسلام من غير الملابسين لاه. فصل وإذ قد أنهيت هذه الفصول التى هي كالاصول فأنا أرتب هذا الكتاب كتبا يشتمل كل كتاب على أبواب فأذكره على ترتيب الكتب المصنفة في الفقه
[ 52 ]
ليسهل الطلب على طالب الحديث، وأذكر كل حديث بإسناده وأبين علته والمتهم به تنزيها لشريعتنا عن المحال، وتحذيرا من العمل بما ليس بمشروع، وأنا أحرج على من يروى من كتابنا هذا حديثا منفصلا عن القدح فيه فإنه يكون خائنا على الشرع، كيف لا وقد أنبأنا هبة الله بن محمد بن الحصين قال أنبأنا الحسن بن على بن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد ابن حنبل قال حدثنى أبى قال حدثنا وكيع حدثنا سفيان وشعبة عن خبيث بن أبى ثابت عن ميمون ابن أبى شبيب عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين "، أخرجه مسلم أنبأنا الكروخى قال: أنبأنا أبو عامر الازدي، وأبو بكر الغورجى قالا: أنبأنا الجراحى قال حدثنا المحبوبى قال حدثنا الترمذي قال سألت أبا محمد عبدالله بن عبدالرحمن عن هذا الحديث، فقلت من روى حديثا يعلم أن إسناده خطأ أو روى الناس حديثا مرسلا فأسنده بعضهم أو قلب إسناده يحلف أن يكون راويه داخلا في هذا الحديث، فقال: لا، إنما معنى الحديث أن يروى الرجل الحديث، ولا يعرف لذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فأخاف أن يكون المحدث به داخلا في هذا الحديث. قال المصنف: ولقد عجبت من كثير من المحدثين طلبوا لتكثير أحاديثهم فرووا الاحاديث الموضوعة ولم يبينوها للناس وهذا من الخطأ القبيح والجناية على الاسلام، وأقبح من هذا حال المدلسين الذين يروون عن كذاب وضعيف لا يحتج به فيغيرون اسمه، أو كنيته، أو نسبه أو يسقطون اسمه من الاسناد أو يسمونه ولا ينسبونه مثل أن يكون في الاسناد عمر بن صبح، وهو ممن يضع الحديث فيرويه الراوى ويقول: عن عمر ولا ينسبه ولا يدرى من عمر، وقد دلسوا محمد بن سعيد الكذاب، وكان قتل على الزندقة على وجوه كثيرة ليخفى قال الدارقطني: وكان الناس [ النقاش ] يروى عن محمد بن يوسف بن يعقوب الرازي،
[ 53 ]
وهو كذاب فيقول تارة حدثنا محمد بن طريف بن عاصم وتارة محمد بن نبهان وتارة محمد بن يوسف وتارة محمد بن عاصم الحنفي. ومنهم من ينسب الرجل إلى جده لئلا يعرف مثل أن يقول حدثنا محمد بن موسى وهو الكديمى، وإنما محمد بن يونس بن موسى، وكان فيهم من يسوى الحديث، وهو أن يكون بين الرجلين الثقتين ضعيف ويحتمل أن يكون الثقتان قد رأى أحدهما الآخر فيسقط الراوى ذلك الضعيف ليتصل الخبر عن الثقاة وهذه جنايات قبيحة على الاسلام. فصل وقبل الشروع في ذكر الاحاديث نذكر أربعة أبواب ذكرها منهم، الباب الاول في ذم الكذب، والباب الثاني في قوله عليه السلام: " من كذب على متعمدا " فيذكر طرق الحديث وعدد من رواه من الصحابة والكلام في معناه وتأويله، والباب الثالث يأمر فيه بانتقاد الرجال ويحذر من الرواية عن الكذابين والمجهولين. والرابع نذكر فيه ما يشتمل عليه هذا الكتاب من الكتب. الباب الاول في ذم الكذب أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف السهمى قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا يحيى بن محمد ابن صاعد قال حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة قال حدثنا عثمان بن سعيد قال حدثنا عمرو بن ثابت عن إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم عن أبى بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالصدق،
[ 54 ]
فإنه يهدى إلى البر والبر يهدى إلى الجنة. وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدى إلى الفجور، والفجور يهدى إلى النار، ولا يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صدوقا، ولا يزال يكذب حتى يكتب عند الله كذابا " قال ابن عدى وحدثنا محمد بن منير الطبري قال حدثنا عباد بن الوليد قال حدثنا الوليد بن خالد الاعرابي قال حدثنا سليمان ومنصور عن أبى وائل عن عبدالله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الرجل ليكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ". أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا أبو معاوية قال حدثنا الاعمش عن شقيق عن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ". قال أحمد وحدثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا جرير بن حازم قال سمعت أبا رجاء العطاردي يحدث عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدى فمرا بى على رجل ورجل قائم على رأسه بيده كلوب من حديد فيدخله في شدقة فيشقه حتى يبلغ قفاه، ثم يخرجه فيدخله في شدقه الآخر ويلتئم هذا الشدق فهو يفعل ذلك به، فقلت: أخبرانى عما رأيت. فقالا: أما الرجل الذى رأيت فإنه كذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه في الآفاق فهو يصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة، ثم يصنع الله تبارك وتعالى به ما شاء ".
[ 55 ]
الباب الثاني في قوله عليه السلام " من كذب على متعمدا " لهذا الحديث سبب نذكره قبل ذكر طرقه أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد الخياط قال أنبأنا أبو بكر بن الاخضر قال حدثنا عمر بن شاهين قال حدثنا البغوي قال حدثنا يحيى بن عبدالحميد قال حدثنا على بن مسهر عن صالح بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه قال: جاء رجل إلى قوم في جانب المدينة، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنى أن أحكم فيكم برأيى وفى أموالكم، وفى كذا، وفى كذا، وكان خطب امرأة منهم في الجاهلية فأبوا أن يزوجوه، ثم ذهب حتى نزل على المرأة، فبعث القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كذب عدو الله، ثم أرسل رجلا فقال إن وجدته حيا فاقتله، وإن أنت وجدته ميتا فحرقه بالنار، فانطلق فوجده قد لدغ فمات فحرقه بالنار، فعند ذلك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا الحسن بن محمد بن عنبر قال حدثنا الحجاج بن يوسف الشاعر قال حدثنا زكريا بن عدى حدثنا على بن مسهر عن صالح بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه قال: " كان حى من بنى ليث من المدينة على ميلين، وكان رجل قد خطب منهم في الجاهلية فلم يزوجوه فأتاهم وعليه حلة، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسانى هذه الحلة وأمرني أن أحكم في أموالكم ودمائكم، ثم انطلق فنزل على تلك المرأة التى كان يحبها فأرسل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كذب عدو الله ثم أرسل
[ 56 ]
رجلا، فقال: إن وجدته حيا، وما أراك تجده حيا فاضرب عنقه، وإن وجدنه ميتا فأحرقه بالنار. قال فجاء فوجده قد لدغته أفعى فمات فحرقه بالنار قال فذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا محفوظ بن أحمد قال أنبأنا أبو على الجازرى قال أنبأنا المعافى بن زكريا قال حدثنا محمد بن هارون أبو حامد الحضرمي قال حدثنا السرى بن يزيد الخراساني قال حدثنا أبو جعفر محمد بن على الفزارى قال حدثنا داود بن الزبرقان قال أخبرني عطاء بن السائب عن عبدالله بن الزبير قال: قال يوما لاصحابه أتدرون ما تأويل هذا الحديث " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " ؟ قال عشق رجل امرأة فأتى أهلها مساء، فقال إنى رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنى إليكم أن أتضيف في أي بيوتكم شئت، قال: وكان ينتظر بيتوتته المساء، قال: فأتى رجل منهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن فلانا أتانا يزعم أنك أمرته أن يبيت في أي بيوتنا ما شاء، فقال: كذب يا فلان انطلق معه فإن أمكنك الله عزوجل منه فاضرب عنقه واحرقه بالنار، ولا أراك إلا قد كفيته، فلما خرج الرسول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعوه، فلما جاء قال: إنى قد كنت أمرتك أن تضرب عنقه وأن تحرقه بالنار، فإن أمكنك الله منه فأضرب عنقه، ولا تحرقه بالنار فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار ولا أراك إلا قد كفيته فجاءت السماء فصبت فخرج ليتوضأ فلسعه أفعى، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال هو في النار ". قال المصنف: وهذا الحديث أعنى قوله: " من كذب على متعمدا " قد رواه من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد وستون نفسا، وأنا أذكره عنهم إن شاء الله قال الشيخ شاهدته فذكره في غير هذه النسخة عن
[ 57 ]
ثمانية وتسعين منهم عبدالرحمن بن عوف، ومنهم أبو بكر الصديق رضى الله عنه. أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا محمد بن الحسين بن أبى سليمان المعدل قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد البراثى قال حدثنا على بن محمد قال حدثنا حارثة بن هرم قال حدثنا عبدالله بن بشر عن أبى كبشة عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا أو قصر شيئا مما أمرت به فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا المبارك بن أحمد الانصاري قال أنبأنا عبدالله بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا أبو القاسم الازهرى قال أنبأنا على ابن عمر الحافظ قال حدثنا أبو على محمد بن سليمان المالكى قال حدثنا عمرو بن مالك الراسبى قال حدثنا حارثة بن هرم أبو شيخ قال حدثنا عبدالله بن بشر عن أبى كبشة الانصاري عن أبى بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تعمد على كذبا أو رد شيئا مما قلته فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا أبو بكر بن عبد الباقي البزاز قال حدثنا أبو يعلى محمد بن الحسين الفقيه قال أنبأنا أبو الحسن على بن معروف قال أنبأنا أبو محمد بن صاعد قال حدثنا عبدالله بن حكيم العطار قال حدثنا عمار بن هارون قال حدثنا القاسم بن عبدالله بن عمرو عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله الانصاري عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه. أنبأنا بن الحصين قال أنبأنا بن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا
[ 58 ]
عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا أبو سعيد قال حدثنا دحين أبو الغصن قال: قدمت المدينة فلقيت أسلم مولى عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقلت حدثنى عن عمر. فقال لا أستطيع أخاف أن أزيد أو أنقص، كنا إذا قلنا لعمر حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أخاف أن أزيد أو أنقص إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على متعمدا فهو في النار ". أنبأنا المبارك بن على الصيرفى قال أنبأنا على بن أحمد بن بيان قال أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد السواق قل أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا إبراهيم الحربى قال حدثنا بشر بن أبان قال حدثنا الدحين قال: كنا نقول لاسلم حدثنا فيقول: كنا نقول لعمر حدثنا فيقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا أبو بكر بن عبد الباقي قال أنبأنا أبو يعلى محمد بن الحسين قال أنبأنا على بن معروف البزار قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا محمد بن عثمان بن إبراهيم العبسى قال حدثنا أحمد بن يحيى الاحول قال حدثنا عبدالله ابن إدريس قال حدثنا أشعث عن الشعبى عن قرظة بن كعب قال سمعنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول: أقلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا شريككم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على متعمدا فليبتوأ مقعده من النار ". ومنهم عثمان بن عفان رضى الله عنه أنبأنا بن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثنى أبى قال حدثنا الحسين وأنبأنا المبارك بن على قال أنبأنا على بن أحمد بن بيان قال أنبأنا محمد بن محمد بن السواق قال أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعى قال أنبأنا إبراهيم بن إسحاق الحربى قال حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، وأنبأنا
[ 59 ]
إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن سعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى الحافظ قال أنبأنا محمد بن يحيى بن سليمان قال حدثنا عاصم بن على قالوا حدثنا ابن أبى الزناد عن أبيه عن عامر بن سعد قال سمعت عثمان يقول: ما يمنعنى أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون أوعى صحابته عنه، ولكن أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من قال على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ". قال الحربى: وحدثنا محمد بن حميد قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا أبو مودود عن محمد بن كعب عن أبان عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا عبد الكبير بن عبدالمجيد الحنفي قال حدثنا عبدالحميد بن جعفر عن أبيه عن محمود بن لبيد عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تعمد على كذبا فليتبوأ بيتا في النار ". أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين الناقد قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابى قال حدثنا إسحاق بن راهويه حدثنا أبو بكر الحنفي قال حدثنا عبدالحميد بن جعفر عن أبيه عن محمود بن لبيد عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم على بن أبى طالب رضى الله عنه أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنا أبى قال حدثنا يحيى هو ابن سعيد عن شعبة، وأنبأنا عبد الاول قال أنبأنا ابن المظفر
[ 60 ]
الداوودى قال حدثنا بن أعين السرخسى قال حدثنا أبو عبد الله الفربرى قال حدثنا البخاري قال حدثنا على بن الجعد، وأنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردى قال أنبأنا أبو القاسم الحسين بن محمد الهاشمي قال أنبأنا أبو عمر الهاشمي قال حدثنا على بن إسحاق المادرانى قال حدثنا أبو قلابة الرقاشى قال حدثنا على ابن الجعد قال أنبأنا شعبة قال أخبرني منصور قال سمعت ربعى بن خراش يقول سمعت عليا يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تكذبوا على فإنه من يكذب على يلج النار " أخرجاه في الصحيحين. أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثنا أبى قال حدثنا محمد بن فضيل قال حدثنا الاعمش عن حبيب هو ابن أبى ثابت عن ثعلبة يعنى ابن يزيد عن على قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". قال عبدالله: وحدثنا عبدالاعلى بن حماد النرسى قال حدثنا بن عوانة عن عبدالاعلى عن أبى عبدالرحمن عن على رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا ابن المبارك بن على الصيرفى قال أنبأنا على بن أحمد بن بيان قال أنبأنا محمد بن محمد بن السواق قال أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعى قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربى حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال حدثنا جرير عن الاعمش عن حبيب عن ثعلبة الحمانى قال سمعت عليا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". قال الحربى: وحدثنا عبدالله بن صالح قال حدثنا فضيل بن مرزوق عن حبلة بنت المصلح بنت أخى مالك بن ضمرة قالت حدثنى أبى أن عليا رضى الله عنه قال
[ 61 ]
" من كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنما يدمث مجلسه من النار ". أنبأنا أبو بكر بن عبد الباقي قال أنبأنا القاضى أبو يعلى محمد بن الحسين قال أنبأنا على بن معروف البزاز قال أنبأنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنى الحسين بن ابن على الاسود قال حدثنا محمد بن فضيل قال حدثنا الاعمش عن الحكم بن عتيبة عن عبدالرحمن بن أبى ليلى عن على رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يقول على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ". قال ابن صاعد: وحدثنا يعقوب بن إسحاق القلوسى قال حدثنا قيس بن حفص الدارى قال حدثنا الربيع بن يزيد قال حدثنا راشد بن نجيح الحمانى عن الحكم عن قيس بن عباد عن على عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم طلحة بن عبيدالله رضى الله عنه. أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أخبرني الحسن بن أبى بكر قال حدثنا أبو الحسن محمد بن عمر بن معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيدالله قال حدثنى أبى قال حدثنى أبى معاوية قال حدثنى أبى يحيى قال حدثنى أبى معاوية قال حدثنى أبى إسحاق قال حدثنى طلحة بن عبيدالله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا أبو بكر بن أبى طاهر قال أنبأنا محمد بن الحسين بن خلف قال أنبأنا على بن معروف البزاز قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا أحمد بن منصور الزيادي قال حدثنا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيدالله قال حدثنى أبى عن جدى عن موسى بن طلحة عن أبيه
[ 62 ]
طلحة بن عبيدالله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم الزبير بن العوام رضى الله عنه. أنبأنا على بن عبيدالله الزاغونى وأحمد بن الحسن بن البنا وعبد الرحمن ابن محمد القزاز قالوا حدثنا عبد الصمد بن المأمون قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأنا على بن عمر الختلى قال حدثنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصرفى قال حدثنا إبراهيم بن عرعرة بن البرند قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنى عمر بن صالح قال سمعت عبدالله بن عروة يحدث عن عبدالله بن الزبير عن الزبير رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال على ما لم أقل فليتبوأ بيتا في النار ". وأنبأنا به عليا محمد بن أبى طاهر البزاز قال أنبأنا محمد بن الحسين بن خلف قال أنبأنا على بن معروف قال أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا محمد بن أشكاب قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير قال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". قال أبن صاعد وحدثني إسحاق بن شاهين قال أنبأنا حالد بن عبدالله عن بيان بن وبرة بن عبدالرحمن عن عامر بن عبدالله بن الزبير عن أبيه قال: قلت لابي الزبير بن العوام: مالك لا تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تحدث أصحابك ؟ قال: لقد كانت لى منزلة ووجه ولكني سمعته يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا
[ 63 ]
شعبة عن جامع بن شداد عن عامر بن عبدالله بن الزبير عن أبيه قال: قلت للزبير مالى لا أسمعك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أسمع ابن مسعود وفلانا وفلانا ؟ قال: أما إنى لم أفارقه منذ أسلمت ولكني سمعت منه كلمة: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا محمد بن أبى طاهر قال أنبأنا الجوهرى قال أنبأنا ابن حيويه قال أنبأنا أحمد بن معروف قال أنبأنا الحسين بن ألفهم قال حدثنا محمد بن سعد قال أنبأنا عفان ووهب بن جرير وأبو الوليد الطيالسي قالوا حدثنا شعبة عن جامع بن شداد قال سمعت عامر بن عبدالله بن الزبير يحدث عن أبيه قال: قلت للزبير مالى لا أسمعك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث فلان وفلان ؟ قال: أما إنى لم أفارقه منذ أسلمت، ولكني سمعته قال: " من كذب على فليتبوأ مقعده من النار ". قال وهب بن جرير في حديثه عن الزبير: والله ما قال متعمدا، وأنتم تقولون متعمدا. أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال حدثنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى الحافظ قال أنبأنا الحسن بن محمد المدنى قال حدثنا يحيى بن عبدالله بن بكير قال حدثنى الليث عن ابن الهاد عن عمر بن عبدالله بن عروة عن عبدالله بن الزبير عن الزبير أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من حدث على كذبا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه أنبأنا أبو بكر بن أبى طاهر البزاز قال أنبأنا القاضى أبو يعلى محمد بن الحسين قال أنبأنا على بن معروف البزاز قال أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا فضل بن سهل الاعرج قال حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال حدثنا عبدالرحمن بن أبى الزناد عن أبيه عن عامر
[ 64 ]
ابن سعد عن سعد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من قال على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضى الله عنه. أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد الزوزنى قال أنبأنا أبو على محمد بن وشاح قال حدثنا عمر بن شاهين قال حدثنا عبدالله بن محمد الخراساني قال حدثنا عبيدالله ابن محمد العبسى قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنى صدقة بن المثنى قال حدثنى جدى رباح بن الحرث عن سعيد بن زيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن كذبا على ليس ككذب على أحد، من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم أبو عبيدة بن الجراح رضى الله عنه. أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا القاضى أبو القاسم عبدالرحمن بن محمد بن عثمان البجلى قال حدثنا جعفر بن محمد الخلدى قال حدثنا عبدالرحمن بن قريش بن خزيمة قال حدثنا أبو بكر محمد بن سهل الجويبانى قال حدثنا عبدالله بن عمرو البصري قال حدثنا هشام بن سعد عن جعفر بن عبدالله بن أسلم عن أسلم مولى عمر بن الحسن رضى الله عنه قال حدثنا ميسرة بن مسروق العبسى قال أبو عبيدة بن الجراح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا إبراهيم بن دينار الفقيه قال أنبأنا أبو العلاء صاعد بن سيار قال سمعت أبا محمد عبدالله بن يوسف الحافظ يقول: سمعت أبا مسعود أحمد بن أبى بكر الحافظ يقول: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الاسفرايينى يقول: ليس في الدنيا حديث اجتمع عليه العشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم غير حديث: " من كذب على متعمدا ".
[ 65 ]
قال المصنف: قلت ما وقعت لى رواية عبدالرحمن بن عوف إلى الآن، ولا عرفت حديثا رواه عن رسول الله صلى الله عليه سلم أحد وستون نفسا، وعلى قول هذا الحافظ اثنان وستون نفسا إلا هذا الحديث. ومنهم ابن مسعود أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا وكيع قال حدثنا المسعودي، وأنبأنا محمد بن منصور قال أنبأنا إسماعيل بن محمد بن ملة قال أنبأنا محمد بن أحمد بن عبدالرحيم قال حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال حدثنا الحسن ابن محمد بن أشكاب قال حدثنا محمد بن مسلم المؤدب قال حدثنا إسحاق الازرق عن مسعود كلاهما عن سماك عن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا أبن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبى قال سمعت عاصما يحدث عن ذر عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز قال أنبأنا عبد الصمد بن على بن المأمون قال أنبأنا عبيدالله بن محمد بن حيابة قال حدثنا عبدالله بن محمد البغوي قال حدثنا عبدالله بن عمر وعبد الله بن سعيد الكوفيان قالا حدثنا يونس بن بكير عن الاعمش عن طلحة بن مصرف عن عمرو بن شرحبيل عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". وقال البغوي: وحدثنا أبو نصر التمار قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم (5 الموضوعات 1)
[ 66 ]
ابن بهدلة عن ذر عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". قال أبو نصر وحدثنا على بن الجعد قال حدثنا شعبة عن سماك عن عبدالرحمن بن عبدالله عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم صهيب. أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد قال حدثنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا قطن بن يسير، وأنبأنا المبارك بن على قال أنبأنا على ابن أحمد بن بيان قال أنبأنا محمد بن محمد بن السواق، أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعى قال أنبأنا إبراهيم الحربى قال أنبأنا أبو ظفر قالا حدثنا جعفر بن سليمان عن عمرو بن دينار عن بعض ولد صهيب عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على كلف يوم القيامة أن يعقد شعيرة وقال ابن عدى أن يعقد بين شعيرتين " فذلك الذى يمنعنى من الحديث. أنبأنا أبو بكر بن أبى طاهر قال أنبأنا أبو يعلى محمد بن الحسين قال حدثنا على بن معروف قال حدثنا على بن صاعد قال حدثنا حماد بن الحسين بن عنبسة قال حدثنا سيار بن حاتم قال حدثنا جعفر بن سليمان عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن صيفي بن صهيب قال: قلنا لابينا صهيب يا أبانا مالك لا تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث أصحابك وأصحابه ؟ فقال: أما إنى قد سمعت ما سمعوا ولكني يمنعنى أن أحدث عنه انى سمعته يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، وكلف يوم القيامة أن يعقد بين شعرتين، ولن يقدر على ذلك ". ومنهم عمار بن ياسر. أنبأنا المبارك بن على قال أنبأنا على بن أحمد بن بيان
[ 67 ]
قال أنبأنا محمد بن محمد السواق قال حدثنا أحمد بن جعفر القطيعى قال حدثنا إبراهيم الحربى قال حدثنا عبيد بن يعيش، وأنبأنا أبو بكر بن أبى طاهر البزار قال أنبأنا أبو يعلى محمد بن الحسين قال أنبأنا على بن معروف قال حدثنا ابن صاعد قال حدثنى أحمد بن الربيع، قالا: حدثنا يونس بن بكير، قالا: حدثنا على بن بنى فاطمة عن أبى مريم، قال: سمعت عمارا يقول لابي موسى: أنشدك الله ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا أبو منصور القزاز، قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن على، قال: أنبأنا عبدالملك بن محمد الواعظ، قال أنبأنا أحمد بن الفضل بن خزيمة، قال حدثنا محمد بن الازهر الكاتب، قال حدثنا سليمان الشاذكونى، قال حدثنا على ابن هاشم بن البريد ويونس بن بكير، قالا حدثنا على بن الحزور عن أبى مريم قال سمعت عمار بن ياسر يقول لابي موسى الاشعري: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ؟ ". ومنهم معاذ بن جبل. أنبأنا محمد بن عمر الارموى قال أنبأنا عبد الصمد ابن المأمون، قال أنبأنا على بن عمر الدارقطني، قال حدثنا محمد بن أحمد بن أبى الثلج، قال حدثنا على بن الحسن الترمذي، قال حدثنا صالح بن عبدالله الترمذي، قال حدثنا محمد بن الحسن عن خصيب جحدر عن النعمان بن نعيم عن عبدالرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا أبو منصور القزاز، قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت، قال أنبأنا محمد بن الحسن بن محمد الازهرى، قال حدثنا محمد بن الخطيب الحافظ قال حدثنا جبير الواسطي، ومحمد بن أحمد بن أسد الهروي، وأبو الذر أحمد
[ 68 ]
ابن محمد واللفظ له، قال حدثنا عبيدالله بن جرير بن صلة قال حدثنا أبو يزيد الهروي قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبدالله قال: قال معاذ: يا معشر العرب اعلموا أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم عقبة بن عامر. أنبأنا هبة الله بن محمد، قال أنبأنا الحسن بن على، قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد، قال حدثنى أبى، قال حدثنا هارون، قال حدثنا عبدالله بن وهب عن عمرو بن الحارث أن أبا عشانة حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب ما لم أقل فليتبوأ بيتا في جهنم " اسم أبى عشانة حى بن يومن المصرى المعافرى. أنبأنا المبارك بن على الصيرفى، قال أنبأنا على بن أحمد بن بيان، قال أنبأنا محمد بن محمد بن السواق قال أنبأنا أحمد بن جعفر، قال حدثنا إبراهيم الحربى قال حدثنا محمد بن عبدالملك، قال حدثنا أبو صالح، قال حدثنا ابن لهيعة عن أبى عشانة سمع عقبة بن [ عامر ] قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من قال على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا أبو بكر بن عبد الباقي، قال أنبأنا محمد بن الحسين بن خلف، قال حدثنا على بن معروف، قال أنبأنا ابن صاعد، قال حدثنا بحر بن نصر بن سابق قال حدثنا عبدالله بن وهب، قال حدثنا عمر بن الحارث أن هشام بن أبى رقبة اللخمى قال سمعت عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم سلمان الفارسى: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على ابن ثابت، قال أنبأنا الازهرى، قال أنبأنا على بن عمر الحافظ، قال حدثنا
[ 69 ]
محمد بن مخلد، قال حدثنا حازم أبو محمد الجهد [ الجهبيد ] قال حدثنا محمد عمران بن أبى ليلى، قال حدثنا محمد بن فضل بن عطاء بن السايب عن أبى البخترى عن سلمان قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم عبدالله بن عمر بن الخطاب، أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز، قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت، قال أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن على السرحبى [ الزبينى ] وأنبأناه عاليا يحيى بن على المدبر [ المدبر ] قال أنبانا أبو الحسين بن المهتدى [ المهدى ] قال أنبأنا عيسى بن على الوزير، قال حدثنا بدر بن الهيثم، قال حدثنا إبراهيم بن محمد البصري، قال حدثنا سعيد ابن سلام البصري، قال حدثنا عبدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا هبة الله بن محمد، قال أنبأنا الحسين بن على التميمي، قال أنبأنا أحمد ابن جعفر، قال حدثنا عبدالله بن أحمد، قال حدثنى أبى، قال حدثنا أسامة قال حدثنا عبيدالله عن أبى بكر بن سالم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الذى يكذب على يبنى له بيت في النار ". أنبأنا أبو منصور القزاز، أنبأنا أبو بكر أحمد بن على الحافظ على بن أبى المعدل، قال حدثنا عبدالملك بن إبراهيم القرميسينى، قال حدثنا الحسن بن محمد ابن سعدان، قال حدثنا حميد بن على الخلال، قال حدثنا جعفر عن عون عن قدامة بن موسى عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا أبو بكر بن عبد الباقي العزاز [ القزاز ] قال أنبأنا أبو يعلى محمد ابن الحسين، قال أنبأنا على معروف، قال أنبأنا ابن صاعد، قال حدثنا عبدالله
[ 70 ]
ابن حكيم القطان قال حدثنا إسماعيل بن بهرام الحزاز [ الخراز ] قال حدثنا عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم عمرو بن عبسة أنبأنا المبارك بن على قال أنبأنا على بن أحمد بن بيان قال أنبأنا محمد بن محمد بن السواق قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال حدثنا محمد بن على بن سلن [ شقيق ] قال حدثنا النضر بن شميل قال حدثنا محمد ابن النوار عن يزيد بن أبى مريم قال سمعت عدى بن أرطاة أن عمرو بن عبسة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم أبو ذر الغفاري أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قال أنبأنا إسماعيل بن محمد بن ميله [ ملة ] قال أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبدالرحيم قال حدثنا أبو بكر بن شاذان قال حدثنا القاضى الحسين بن إسماعيل قال [ حدثنا ] زكريا أبويحيى المنقرى قال حدثنا عبدالرحمن بن عمرو بن فضلة العسرى [ القسرى ] قال حدثنى أبى عن جدى عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم أبو قتادة أنبأنا هبة الله بن محمد قال أنبأنا الحسن بن على قال أنبأنا أحمد ابن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا، يعنى بن إسحاق، وأنبأنا عبد الخالق بن عبد الصمد، قال أنبأنا أبو الحسين النقور قال أنبأنا المخلص قال أنبأنا البغوي قال حدثنا أبو روح البلدى قال حدثنا أبو شهاب الخياط عن محمد بن إسحاق واللفظ لاحمد قال حدثنى ابن كعب بن مالك عن أبى قتادة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: " يا أيها الناس،، إياكم وكثرة الحديث عنى فمن قال عنى
[ 71 ]
فلا يقولن إلا حقا وصدقا، فمن قال على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل الاسماعيلي قال أنبأنا حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمى قال أنبأنا أبو أحمد عبدالله بن عدى الحافظ قال أنبأنا محمد بن الحسين بن مكرم قال حدثنا أبو حاتم داود بن حماد البلخى قال حدثنا غياث بن محمد قال حدثنا كعب بن عبدالرحمن بن كعب ابن مالك عن أبيه قال قلت لابي قتادة: حدثنى بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنى أخشى أن يزل لساني بشئ لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنى سمعته يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم حذيفة بن اليمان أنبأنا أبو بكر بن أبى طالب هو البزاز قال أنبأنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن خلف قال أنبأنا على بن معروف قال حدثنا يحيى بن صاعد قال حدثنا محمد بن سليمان الحضرمي قال حدثنا أبو بلال الاشعري قال [ حدثنا ] شريك عن منصور عن ربعى عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم حذيفة بن أسيد أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزار قال أنبأنا محمد بن الحسين الفقيه قال أنبأنا على بن معروف قال حدثنا ابن صاعد قال حدثنا الهيثم ابن خالد بن يزيد قال حدثنا عبدالله بن عبدالرحمن قال حدثنا المى [ المثنى ] ابن سعيد عن قتادة عن أبى الطفيل عن أبى شريحة حذيفة بن أسيد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم جابر بن عبدالله أنبأنا هبة الله بن محمد قال أنبأنا الحسن بن على قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال قال حدثنى أبى وأنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن النقور قال أنبأنا أحمد بن محمد بن
[ 72 ]
عمران قال حدثنا أبوروق البراني [ الهمداني ] قال حدثنا حميد بن الربيع قال حدثنا هشيم قالا أنبأنا أبو الزبير ح وأنبأنا محمد بن عبد الباقي قال أنبأنا أبو يعلى محمد بن الحسين قال أنبأنا على بن معروف قال حدثنا أبو صاعد قال حدثنا أبو هشام الرفاعي قال حدثنا إسماعيل بن شعيب السمان قال حدثنا منصور بن دينار عن يزيد الغفير [ الفقيه ] كلاهما عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". وأنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا أبو يعلى قال حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا القاسم بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عقيل عن جده عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم عبدالله بن عمرو بن العاصى [ العاص ] أنبأنا هبة الله بن محمد قال أنبأنا الحسن بن على قال أحمد بن جعفر قال أنبأنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا يحيى بن إسحاق قال أخبرني أبى [ ابن ] لهيعة عن يزيد بن أبى حبيب عن عمرو بن الوليد عن عبدالله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من قال على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ". وأنبأنا على بن عبد الواحد الدينورى قال أنبأنا على بن جعفر قال حدثنا يزيد بن أبى حبيب عن عمرو بن الولد [ الوليد ] عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار جهنم ". أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا محمد بن هبة الطبري قال محمد بن الحسين
[ 73 ]
ابن الفضل قال أنبأنا عبدالله بن جعفر بن درستويه قال أنبأنا يعقوب بن سفيان قال أنبأنا سلمة بن عبدالرحمن قال أنبأنا سعدان عن عبدالحميد بن جعفر عن يزيد بن أبى حبيب عن عمرو بن الوليد عن عبيدة عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " من يقول على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم المغيرة بن شعبة أنبأنا يحيى بن ثابت بن بندار أنبأنا أبى أنبأنا أبو بكر البرقانى أنبأنا أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان حدثنا وكيع عن سعيد بن عبيد الطائى ومحمد بن قيس عن على بن ربيعة الدالى [ الوالبى ] عن المغيرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن كذبا على ليس ككذب على أحد. من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال أنبأنا محمد بن الحسن بن سماعه [ سماعة ] قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا محمد بن قيصر عن على بن ربيعة قال: قال المغيرة بن شعبة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم عمران بن حصين أنبأنا أبو منصور العزاز [ القزاز ] قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا عبد الغفار بن محمد المؤدب والحسن ابن الحسين النعالى قالا أنبأنا محمد بن عبدالله الشافعي قال حدثنا يحيى بن المختار ابن منصور بن إسماعيل النيسابوري قال حدثنا محمد بن مكى المروزى قال أنبأنا عبدالله بن المبارك عن أبى هلال محمد بن سليم عن حميد بن هلال عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على فليتبوأ مقعده من النار، عمدا وربما قال: بالتعمد ".
[ 74 ]
أنبأنا أبو بكر بن أبى طاهر قال أنبأنا أبو يعلى محمد بن الحسين قال أنبأنا على بن معروف قال أنبأنا ابن صاعد قال حدثنا أبو النصر مضر بن محمد بن الضحاك قال حدثنا عبدالمؤمن بن سالم بن ميمون السمعى قال حدثنا هشام بن حسان بن محمد بن سيرين عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم أبو هريرة أنبأنا على بن عبيدالله وأحمد بن الحسن وعبد الرحمن قال حدثنا عبد الصمد بن المأمون قال أنبأنا على بن عمر الختلى قال حدثنا أحمد ابن الحسن بن عبد الجبار قال أنبأنا خلف بن هشام المقرى قال حدثنا أبو عوانة عن أبى حصين عن أبى هريرة وأنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا محمد ابن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبى حصين قال سمعت ذكوان يحدث عن أبى هريرة وأنبأنا عبد الوهاب قال أنبأنا عاصم بن الحسن قال حدثنا أبو عمر ابن مهدى قال حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق قال حدثنا محمد بن سليمان الواسطي قال حدثنا محمد بن عبدالله الانصاري قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا محمد بن ناصر وعمر بن خلف قالا أنبأنا محمد بن الحسن الباقلاوى قال أنبأنا القاضى أبوالعلا الواسطي قال أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمد الشاركى قال حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز قال حدثنا البخاري قال حدثنا عبدالله ابن يزيد قال حدثنا سعيد بن أيوب قال حدثنى بكر بن عمرو عن مسلم بن يسار عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يقول على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ".
[ 75 ]
وأنبأنا محمد بن عبدالملك قال إسماعيل بن سعده [ مسعدة ] قال أنبأنا حمزة قال أنبأنا ابن عدى قال أنبأنا أحمد بن حمدون النيسابوري قال حدثنا محمد ابن مهاجر قال حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا إسماعيل بن أحمد ومحمد بن عبدالملك قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا على بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن عبدالله بن عبدالرحيم قال حدثنا عمرو بن أبى سلمة قال حدثنى صدقة قال حدثنى محمد بن راشد عن النعمان بن راشد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا يراحون ريح الجنة: رجل ادعى لغير أبيه، ورجل كذب، ومن كذب على " عيينة هذا الحديث لا تروى عن الزهري إلا بهذا الاسناد، وصدقة هو ابن عبدالله السمين. أنبأنا إسماعيل قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال حدثنا ابن عدى قال حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الواحد قال حدثنا موسى بن أيوب قال حدثنا عبدالله بن عصمة عن مقاتل عن ابن سيرين عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وعلى من كذب على متعمدا " مقاتل هو ابن سليمان. ومنهم البراء بن عازب أنبأنا المبارك بن على قال أنبأنا على بن أحمد بن بيان قال أنبأنا محمد بن محمد بن السواق قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا إبراهيم الحربى قال حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا محمد بن سلمة عن الفرارى [ الفزارى ] عن طلحة بن مصرف عن عبدالرحمن بن عوسجة
[ 76 ]
عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم زيد بن أرقم أنبأنا هبة الله قال أنبأنا الحسن بن على قال أنبأنا أبو بكر بن مالك قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنى إسماعيل ابن إبراهيم عن أبى حيان التيمى قال حدثنى يزيد بن حبان عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا أبو بكر بن أبى طاهر قال أنبأنا أبو يعلى محمد بن الحسين قال أنبأنا على بن معروف قال أنبأنا يحيى بن صاعد قال حدثنى أحمد بن يحيى الصوفى قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون قال حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي عن أبى إسحاق عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم سلمة بن الاكوع أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا الضحاك بن مخلد قال حدثنا يزيد بن أبى عبيد عن سلمة بن الاكوع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال أنبأنا القاسم بن عبدالله بن مهدى قال أبو مصعب قال حدثنى محمد بن إبراهيم بن دينار عن يزيد بن أبى عبيد عن سلمة بن الاكوع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من حدث عنى حديثا لم أقله فليتبوأ مقعده من النار ".
[ 77 ]
أنبأنا المبارك بن على قال أنبأنا على بن أحمد بن بيان قال أنبأنا محمد بن محمد بن السواق قال أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعى قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربى قال حدثنا خالد بن حواش قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبى عبيد عن سلمة بن الاكوع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم رافع بن خديج أنبأنا المبارك بن على قال أنبأنا على بن أحمد بن بيان قال أنبأنا ابن السواق قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا الحربى قال حدثنا هارون بن عبدالله قال حدثنا يعقوب بن محمد قال حدثنا رفاعة بن هرير قال حدثنا جدى عبدالرحمن بن رافع عن أبيه قال: " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال: إن الناس يتحدثون عنك بكذا، قال: " ما أقول إلا ما ينزل من السماء، ويحكم. لا تكذبوا على فإنه ليس كذب على ككذب على أحد ". أنبأنا أبو بكر بن أبى طاهر قال أنبأنا القاضى أبو يعلى محمد بن الحسين قال أنبأنا على بن معروف قال حدثنا ابن صاعدة قال حدثنى يعقوب بن إسحاق ابن زيادة قال حدثنا يعقوب بن محمد الزهري قال حدثنا رفاعة بن الهرير قال حدثنى عبدالرحمن بن رافع بن خديج عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تكذبوا على فليس كذبا على ككذب على أحد ". ومنهم أنس بن مالك أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد الزوزنى قال أنبأنا أبو على محمد بن وشاح قال حدثنا عمر بن شاهين قال حدثنا عبدالله بن محمد الخراساني قال حدثنا عبيدالله بن عمر التواريرى [ القواريرى ] قال حدثنا حرمى بن عمار قال حدثنا شعبة بن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
[ 78 ]
أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزار قال أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكى قال أنبأنا عبدالله بن إبراهيم بن ماسى قال حدثنا أبو مسلم الكشى وأنبأنا عبد الوهاب الحافظ قال أنبأنا عاصم بن الحسن قال أنبأنا أبو عمر بن مهدى قال حدثنا عثمان ابن أحمد الدواق [ الدقاق ] قال حدثنا محمد بن سليمان الواسطي قالا حدثنا محمد بن عبدالله الانصاري قال حدثنى سليمان التيمى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على فليتبوأ مقعده من النار متعمدا ". أنبأنا على بن عبدالله وأحمد بن الحسن وعبد الرحمن بن محمد قالوا أنبأنا عبد الصمد بن المأمون قال أنبأنا على بن عمر الختلى قال حدثنا أحمد بن الحسن عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " والذى نفس أبى القاسم بيده لا يروى على أحد ما لم أقله إلا تبوأ مقعده من النار ". أنبأنا أحمد بن محمد الصوفى قال أنبأنا أبو محمد الصريفينى قال أنبأنا ابن حبابة قال حدثنا البغوي قال حدثنا أحمد بن إبراهيم العبدى قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا شعبة عن حماد قال سمعت أنس بن مالك يقول: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا محمد بن عبدا لباقي بن أحمد قال أنبأنا أبو الحسن على بن محمد الانباري وأنبأنا على بن أبى عمر قال أنبأنا أبو عمر بن مهدى قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد قال حدثنا حميد بن الربيع وأنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا هشيم قال حدثنا عبد العزيز بن صهيب [ عن أنس ] بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا أحمده
[ 79 ]
[ حمزة ] بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا عبد العزيز مهيب عن أنس قال: ما يمنعنى أن أحدثكم حديثا كثيرا إلا أنى سمعت رسول الله صلى ألله عليه وسلم يقول: " من يتعمد على الكذب فليتبوأ مقعده من النار ". قال ابن عدى وأنبأنا محمد بن يحيى بن سليمان قال حدثنا عاصم بن على قال حدثنا شعبة عن غياث قال جاء أنس إلى الحجاج قال فسمعته يقول لولا أن أخشى أن أخطئ لحدثتكم بأشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا موهوب بن أحمد قال أنبأنا على بن أحمد البسرى قال أنبأنا أبو طاهر المخلص قال حدثنا أحمد بن نصر بن يحير [ يحيى ] قال حدثنا على بن عثمان ابن نفيل قال حدثنا المعافى بن سليمان قال حدثنا القاسم بن معن عن سليمان التيمى عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا عبد الوهاب الحافظ قال أنبأنا أحمد بن محمد العصان (القصار) قال أنبأنا إسماعيل بن الحسن الصرصرى قال حدثنا الحسين بن إسماعيل المحامل قال حدثنا هرون بن إسحاق الهمداني [ الهمداني ] قال حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أنس قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا عبد الوهاب قال أنبأنا أحمد بن الحسن بن الباقلاوى قال أنبأنا أحمد ابن عبدالله بن الحسين المحاملى قال حدثنا أبو بكر الشافعي قال حدثنا محمد ابن إسماعيل ومحمد بن سليمان بن الحارث قالا حدثنا محمد بن عبدالله الانصاري
[ 80 ]
قال حدثنا سليمان التيمى قال حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". قال الشافعي وحدثنا محمد بن سليمان الواسطي، قال حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا عيسى بن طهمان الحسمى [ الحبشى ] قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال أنبأنا أحمد بن ابن عمر بن روح النهرواني قال حدثنى جدى لامى أبى [ أبو ] بكر محمد بن موسى بن المثنى الفقيه قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد المروزى قال حدثنا محمد بن منده الاصبهاني قال حدثنا بكر بن بكار قال حدثنا عابد بن شريح الحضرمي قال: سمعت أنس بن مالك وأنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة وأنبأنا حمزة بن يوسف قال حدثنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا محمد بن الضحاك ابن عمرو قال حدثنا عيسى بن عبدالله وعمران بن عبدالرحيم وإبراهيم بن ميحل [ منحل ] قالوا حدثنا بكر بن بكار قال حدثنا عابد بن شريح وأنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب في رواية حديث فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا عبد الوهاب قال أنبأنا عاصم بن الحسن قال أنبأنا أبو عمر مهدى قال حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق قال حدثنا محمد بن أحمد بن أبى العوام الرياحي قال حدثنا قريش بن أنس قال حدثنا سليمان بن التيمى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " ومنهم أبو سعيد الخدرى أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثنا همام بن يحيى عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن
[ 81 ]
أبى سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " حدثوا عنى فمن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا أبو الفتح بن عبد الباقي قال أنبأنا أبو الحسن على بن محمد الانباري قال أنبأنا أبو عمر بن مهدى قال أنبأنا أبو عبد الله بن مخلد قال حدثنا حميد بن الربيع قال حدثنا هشيم حدثنا أبو هرون عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا أبو منصور العرار [ القزاز ] أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال أنبأنا أبو عمر بن مهدى قال أنبأنا محمد بن مخلد قال حدثنا محمد بن الحسن بن نافع الباهلى قال حدثنا سليم بن سليمان الضبى قال حدثنا الصلت بن دينار عن عمارة عن أبى سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا المبارك بن على قال أنبأنا على بن أحمد بن بنان [ بيان ] قال أنبأنا محمد بن محمد بن السواق قال أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعى قال حدثنا إبراهيم ابن إسحاق الحربى قال حدثنا الحوصى قال حدثنا سعيد عن أبى سلمة عن أبى نضرة عن أبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم عبدالله بن عباس أنبأنا هبة الله بن الحصين قال حدثنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبدالله الشافعي قال حدثنا محمد بن يونس قال عمر بن عبيدالله العدوى قال حدثنا سفيان بن حبيب عن سعيد بن أبى عروبة عن أيوب السختيانى عن عكرمة عن ابن عباس قال قال العباس: يا رسول الله لو اتخذنا لك عريثا [ عريشا ] تكلم الناس من فوقه ويسمعون ؟ فقال: " لا أزال هكذا يصيببى غبارهم ويطئون عقبى حتى يريحني (6 الموضوعات 1)
[ 82 ]
الله منهم، فمن كذب على فموعده النار ". أنبأنا على بن عبدالله وأحمد بن الحسن وعبد الرحمن بن مخلد فالوا حدثنا عبد الصمد بن المأمون قال أنبأنا على بن عمر الختلى قال حدثنا أحمد بن الحسن ابن عبد الجبار الصوفى قال حدثنا الليث بن حماد الصفار قال حدثنا أبو عوانة عن عبدالاعلى عن سعيد بن جبير عن عبدالله بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا الحديث إلا ما علمتم فإنه من كذب على متعمدا فقد تبوأ مقعده من النار ". أنبأنا الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا حسن، وأنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد ابن عدى قال أنبأنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا يعلى بن مهدى قال حدثنا أبو عوانة الوضاح عن عبدالاعلى التغلبي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا الحديث عنى إلا ما علمتم فإنه من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم معاوية بن أبى سفيان. أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القرار [ القزاز ] قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا أبو الهيثم على بن إبراهيم بن حامد البزار قال حدثنا القاضى أبو القاسم عبدالرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمد الاسدي قال حدثنا محمد بن عبدالله بن سليمان الحضرمي قال حدثنا أحمد بن الخليل البغدادي ح. وأنبأنا عبدالرحمن قال أنبأنا أحمد بن على قال أنبأنا أبو بكر الترمانى [ البرقانى ] قال أنبأنا عمر بن محمد الزيات قال أنبأنا محمد بن هارون الحضرمي قال حدثنا على بن مسلم وأبو الخير أسد بن عمار قالوا حدثنا روح ح، وأنبأنا أبو بكر بن أبى طاهر قال أنبأنا أبو يعلى محمد بن الحسين قال أنبأنا على
[ 83 ]
ابن معروف قال حدثنا أبو صاعد قال حدثنا فضل بن أبى طالب قال حدثنا عمر ابن حكام قالا حدثنا شعبة عن أبى العض [ الفيض ] عن معاوية بن أبى سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم السايب بن يزيد. أنبأنا المبارك بن على الصيرفى قال أنبأنا على بن أحمد بن بيان قال أنبأنا محمد بن محمد بن السواق قال أنبأنا جعفر قال حدثنا إبراهيم الحربى قال حدثنا محمد بن عبدالملك ح، وأنبأنا محمد بن عبد الباقي البزار قال أنبأنا أبو يعلى محمد بن الحسين قال أنبأنا على بن معروف قال أخبرني يحيى ابن صاعدة [ صاعد ] قال حدثنى أبو بكر بن زنجويه قالا حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن محمد بن يوسف عن السايب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم أسامة بن زيد. أنبأنا إسماعيل بن أحمد بن [ السمرقندى ] قال قال أبو نصير محمد بن محمد الرحبى قال أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الرزاق قال حدثنا محمد ابن السرى بن عثمان الثمار قال أنبأنا إسحاق بن إبراهيم بن سفيان قال حدثنا عبدالرحمن بن رافع قال حدثنا على بن ثابت الخدرى الحرزى عن الوازع بن نافع بن أبى سلمة عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " وذلك أنه بعث رجلا في حاجة فكذب عليه فدعا عليه فوجده ميتا لم تقبله الارض. أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أبو سهل بن سعدويه قال أنبأنا محمد بن الفضل القرشى قال أنبأنا أبو بكر بن مردويه قال حدثنا عبد الباقي بن قانع قال حدثنا محمد بن الفضل السفطى قال حدثنا عبدالرحمن قال حدثنا على بن ثابت عن الوازع
[ 84 ]
عن أبى سلمة عن أسامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يقول على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار " وذلك أنه بعث رجلا فكذب عليه فدعا عليه فوجده ميتا قد انشق بطنه ولم تقبله الارض. ومنهم عمر بن مرة الجهنى. أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قال أنبأنا إسماعيل ابن محمد بن ملة قال أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبدالرحيم وحدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال محمد بن أحمد بن سنبود [ شبور ] حدثنا طاهر بن على بن ناصح حدثنا إبراهيم بن الوليد الطبراني حدثنا الهيثم بن عدى عن الضحاك بن زمل عن أبى أسماء السكسكى عن عمر بن مرة الجهنى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم بريدة بن الحصيب. أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا ابن عدى قال أنبأنا أبو يعلى عن على بن مسهر ح، وأنبأنا المبارك بن على قال أنبأنا على بن أحمد بن بيان قال أنبأنا محمد بن محمد السواق قال أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعى قال حدثنا إبراهيم الحربى قال حدثنا يحيى قال حدثنا على بن مسهر عن صالح بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده ". قال المصنف: وقد ذكرنا طرقا أخر عن ابن بريدة في أول هذا الباب. ومنهم واثلة بن الاسقع أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى الحافظ قال أنبأنا القاسم بن عبدالله بن مهدى قال حدثنا أبو مصعب قال حدثنى محمد بن إبراهيم ابن دينار عن أسامة بن زيد عن عبد الوهاب بن بحت عن عبد الواحد
[ 85 ]
البصري عن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من أفرى الفرى أن أقول ما لم أقل، وأن يرى الانسان عينه ما لم تر، وأن يدعى إلى غير أبيه ". أنبأنا المبارك بن أحمد الانصاري قال أنبأنا عبدالله بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا عبد السلام بن عبد الوهاب القرشى قال أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال حدثنا أبو اليمان قال حدثنا جرير بن عثمان قال حدثنى عبد الواحد بن عبدالله البصري عن واثلة بن الاسقع قال قال نبى الله صلى الله عليه وسلم: " إن من أعظم الفرى أن يدعى الرجل إلى غير أبيه أو يرى عينيه في المنام ما لم تر، يقول على ما لم أقل ". ومنهم عبدالله بن الزبير. أنبأنا هبة الله بن أحمد الحريري قال أنبأنا أبو طالب العشارى قال حدثنا الدارقطني قال حدثنا عبدالله بن الهيثم بن خالد ومحمد بن يوسف بن سليمان قالا حدثنا خلف بن محمد الواسطي قال حدثنا يعقوب ابن محمد قال حدثنا الزبير بن حبيب عن أبيه عن عامر بن عبدالله بن الزبير عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم قيس بن سعد. أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثنى أبى قال حدثنا حسن بن موسى قال حدثنا ابن لهيعة قال حدثنيه ابن هبيرة قال سمعت شيخا من حمير يحدث أبا تمام الجيشانى أنه سمع قيس بن سعد بن عبادة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على كذبة متعمدا فليتبوأ مضجعا من النار وبيتا في جهنم ". أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله
[ 86 ]
الطبري قال أنبأنا أبو الحسن بن الفضل قال أنبأنا عبدالله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان قالوا حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار قال أنبأنا ابن ليعة عن ابن هبيرة قال سمعت شيخا يحدث أبا تميم أنه سمع قيس بن سعد بن عبادة يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على كذبة متعمدا فليتبوأ مضجعا من جهنم أو بيتا، ألا ومن شرب الخمر أتى عطشانا يوم القيامة، وكل مسكر خمر " ابن هبيرة اسمه عبدالله. ومنهم عبدالله بن أبى أوفى. أنبأنا زاهر بن طاهر النيسابوري قال أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أبى حامد البغدادي قال أنبأنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم عن حامد بن أبى العوام عن عبدالله بن أبى أوفى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوا مقعده من النار ". ومنهم أوس بن أوس [ أويس ] أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال حدثنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا بيان ابن أحمد بن علويه [ علويه ] قال حدثنا داود بن رشيد قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال حدثنى عبدالرحمن بن عبدالله بن محيريز عن أبيه عن أوس بن أويس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على نبيه أو على عينيه أو على والديه فإنه لا يريح رائحة الجنة ". ومنهم أبو أمامة الباهلى أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على ابن ثابت قال أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن عبدالله بن الحسين المحاملى قال أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبدالله القطان قال حدثنا يحيى بن أبى طالب قال حدثنا إبراهيم، يعنى ابن بكر الشيباني، قال حدثنا جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما رجل كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
[ 87 ]
أنبأنا المبارك بن على قال أنبأنا على بن أحمد بن بيان قال أنبأنا محمد بن محمد بن السواق قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا إبراهيم الحربى قال حدثنا إبراهيم بن محمد قال حدثنا عبيدالله الحنفي عن سلم بن ررير [ زرير ] عن بريد بن أبى مريم عن شهر عن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا أبو بكر بن أبى طاهر قال أنبأنا أبو يعلى محمد بن الحسين قال أنبأنا على بن معروف قال حدثنا ابن صاعد قال حدثنا بشر بن آدم قال حدثنا بريد ابن أبى مريم عن شهر بن حوشب قال: دعا أمير من أمراء الشام أبا أمامة، فلما جاء قال: حدثنى حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه تزيد، فغضب الشيخ وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من حدث عنى حديثا كاذبا يتبوأ به مقعده من النار ". ومنهم أبو موسى الغافقي أنبأنا المبارك بن على قال أنبأنا ابن بيامة [ بيان ] قال أنبأنا ابن السواق قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا إبراهيم الحربى حدثنا قتيبة قال حدثنا ليث بن سعد عن عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون عن أبى موسى الغافقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان آخر ما عهد إلى الناس قال: " من قال على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا المبارك بن أحمد قال أنبأنا عبدالله بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا أبو بكر البرقانى قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي قال حدثنا الحضرمي، يعنى مطينا، قال حدثنا ضرار بن صرد قال حدثنا عبدالله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون عن أبى موسى الفافقى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيأتي قوم من بعدى يسألونكم حديثى فلا تحدثوهم إلا بما تحفظون، فمن كذب على متعمدا فليتبوأ
[ 88 ]
مقعده من النار " أبو موسى اسمه ملك [ مالك ] بن عبادة. ومنهم [ أبو ] قرصافة حنذرة بن خيشنة أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال أنبأنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا أيوب بن على بن هيصم قال حدثنا زياد بن يسار قال حدثتنا عزة بنت أبى قرصافة عن أبيها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حدثوا عنى بما تسمعون ولا يحل لاحد أن يكذب على فمن كذب على أو قال على غير ما قلت بنى له بيت في جهنم يرتع فيه ". أنبأنا أبو بكر بن أبى طاهر قال أنبأنا أبو يعلى محمد بن الحسين قال أنبأنا على بن معروف البزار قال حدثنا ابن صاعد قال حدثنا إسحاق الصيف الطائفي قال حدثنا أيوب بن على بن مسلم قال حدثنى زياد بن يسار قال حدثتني عزة بنت عياض أنها سمعت جدها أبا قرصافة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حدثوا عنى ولا تقولوا إلا حقا ومن قال عنى ما لم أقل يبنى له في جهنم بيت يرقع [ يرتع ] فيه ". ومنهم رمثة واسمه رفاعة السهمى أنبأنا محمد بن عمر الارموى قال أنبأنا على ابن عمر الدارقطني قال حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن الدينورى الضراب قال حدثنا محمد بن عبد العزيز بن المبارك قال حدثنا أبو سلمة واسمه موسى بن إسماعيل الشودكى قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن أبى رمثة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن أبى الحسن الدارقطني قال حدثنا محمد بن نوح الجنديسابورى قال حدثنا عمرو بن مرزوق قال أنبأنا خالد بن الحارث عن سفيان الثوري عن عاصم بن عبيدالله عن عبيدالله بن أبى رافع عن أبيه عن أبى رافع
[ 89 ]
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم خالد بن عرفطة أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنا عبدالله بن محمد قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا زكريا بن أبى زايدة قال حدثنا خالد بن سلمة قال حدثنا مسلم أن خالد بن عرفطة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت قال: أنبأنا على بن محمد المعدل قال أنبأنا دعلج بن أحمد قال إبراهيم بن على قال حدثنا الحسين بن على بن الاسود ح وأنبأنا المبارك بن على قال أنبأنا ابن بيان قال أنبأنا أبو منصور السواق قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا إبراهيم الحربى قال ابن نمير قال حدثنا محمد بن بشر عن زكريا بن أبى زايدة عن خالد بن ابى عن مسلم مولى خالد بن عرفطة عن خالد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم طارق بن الاشيم والد أبى مالك الاشجعى أنبأنا أبو بكر بن أبى طاهر قال أنبأنا أبو يعلى محمد بن الحسين قال أنبأنا على بن معروف قال حدثنا ابن حامد قال حدثنا محمد بن خلف المقرى قال حدثنا شريح بن النعمان قال حدثنا خلف بن خليفة عن أبى مالك الاشجعى عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعدة من النار ". ومنهم نبيط بن شريط أنبأنا أبو القاسم الحريري قال: أنبأنا أبو طالب العشارى قال حدثنا على بن عمر الدارقطني قال حدثنا محمد بن جعفر بن أيوب القاضى قال حدثنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط قال حدثنى
[ 90 ]
أبى عن أبيه إبراهيم عن نبيط بن شريط قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم [ أبو ] يعلى بن مرة أنبأنا المبارك بن على قال أنبأنا على بن أحمد بن بيان قال أنبأنا محمد بن محمد بن السواق قال حدثنا أحمد بن جعفر القطيعى قال: حدثنا إبراهيم الحربى قال حدثنا سهل بن زنجلة قال حدثنا الصباح بن محارب عن محمد بن عبدالله بن يعلى عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على شيئا متعمدا [ تعمده ] فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم العرس بن عميرة أنبانا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا على بن إبراهيم ابن الهيثم ح وأنبأنا عبد الوهاب الحافظ قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا أنبأنا أبو محمد عبدالله بن الحسين بن عثمان الهمداني قال أنبأنا الدارقطني قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن صاعد قالا حدثنا يحيى بن زهدم المصرى قال حدثنى أبى عن العرس بن عميرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من كذب على كذبة متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". هذا العرس بن عميرة له صحبة وثم آخر يقال له العرس بن عميرة يروى عن أنس بن مالك رضى الله عنه. ومنهم يزيد بن أسد أنبأنا أبو القاسم الحريري قال أنبأنا أبو طالب الغشاوى [ العشارى ] قال حدثنا الدارقطني قال حدثنا محمد بن العباس بن مهران قال حدثنا محمد بن أبى يعقوب الدينورى قال حدثنا أحمد بن صالح الملكى [ المكى ] قال حدثنا يحيى بن سعيد القسرى عن أبيه عن جده خالد ابن عبدالله القسرى عن أبيه عن جده يزيد بن أسد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم عفان بن حبيب أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أحمد بن الحسين
[ 91 ]
البيهقى قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم قال حدثنى عبدالله بن ثابت البغدادي قال حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة الاهوازي قال حدثنا عبدالله بن عفان بن حبيب وذكر أن أباه هاجر من مكة إلى المدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم رجل من أسلم من الصحابة. أنبأنا أبو بكر بن أبى طاهر قال أنبأنا أبو يعلى محمد بن الحسين قال: أنبأنا على بن معروف قال حدثنا ابن صاعد قال حدثنا يوسف بن موسى القطان قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا أبو حمزة ثابت ابن أبى صفية قال حدثنى سالم بن أبى الجعد قال حدثنى عبدالله بن محمد بن الحنفية: انطلقت مع أبى إلى صهر لنا من أسلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم رجل آخر من الصحابة. أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد بن قال حدثنى أبى قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا شعبة قال حدثنى عمرو بن مرة قال سمعت مرة قال حدثنى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ومنهم رجل آخر من الصحابة. أنبأنا أحمد بن المملى قال أنبأنا أبو محمد بن أبى عثمان الدقاق قال أنبأنا أبو على الحسن بن القاسم بن الحسن الخلال قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبدالله بن محمد بن صاحب أبى صخرة قال حدثنا على بن مسلم الطوسى قال حدثنا محمد بن يزيد الواسطي عن أصبغ بن يزيد عن خالد بن كثير عن - خلد بن دوريك - [ خالد بن دريك ] عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يقول على
[ 92 ]
ما لم أقل بين عينى جهنم مقعدا من النار، فقيل يا رسول الله هل لها من عينين ؟ قال: نعم، ألم تسمع قول الله عزوجل: [ إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا ]. ومن الصحابيات عائشة أم المؤمنينن رضى الله عنها. أنبأنا المبارك بن على قال أنبأنا ابن بيان قال أنبأنا محمد بن محمد بن السواق قال أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعى قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربى قال حدثنا دحيم وأنبأنا أبو بكر بن أبى طاهر قال أنبأنا محمد بن الحسين بن خلف قال أنبأنا على بن معروف قال حدثنا ابن صاعد قال حدثنى الحسن بن عبد العزيز الحروى قال بشر بن بكر عن الاوزاعي عن حصين عن أبى سلمة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ". وأم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنبأنا أبو القاسم الحريري قال أنبأنا أبو طالب العشارى قال حدثنا الدارقطني قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا حمزة بن يوسف بن يعقوب الجعفي قال حدثنا أبو طاهر أحمد ابن عيسى قال حدثنى محمد بن عبيدالله بن محمد بن عمر بن على عن أبيه قال حدثنى بشر بن عاصم قال حدثنى أبو إسحاق النسفى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أم أيمن قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". فهؤلاء أحد وستون نفسا من الصحابة رووا هذا الحديث وقد كانوا لاجله يتورعون عن الرواية كما ذكرنا عن الزبير وغيره، فقد أنبأنا أبو بكر بن عبد الباقي قال أنبأنا أبو محمد الجوهرى قال أنبأنا إبراهيم بن أحمد الحرقى قال حدثنا جعفر الفريابى قال حدثنا أحمد بن الفران [ الفرات ] قال أنبأنا يزيد هارون قال أنبأنا يزيد بن هارون قال أنبأنا شعبة عن أبى السفر عن الشعبى
[ 93 ]
قال: صحبت ابن عمر غارايته [ فما رأيته ] يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا حديثا واحدا. قال العراب [ الفرات ] وحدثنا عبيدالله بن موسى قال عن إسرائيل عن أبى حصين عن عامر الشعبى عن مسروق عن عبدالله بن مسعود قال حدثنا يوما فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فأخذته رعدة ورعدت بنانه، فقال نحو هذا أو كما قال. أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثني أبى قال حدثنا يحيى بن أبى بكير قال حدثنا إسرائيل عن أبى حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق قال حدثنا عبدالله يوما فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرعد حتى رعدت بنانه ثم قال نحو هذا أو شبهه. بذا أنبأنا أبو القاسم السمرقندى قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة ابن يوسف قال أبو أحمد بن عدى قال حدثنا إبراهيم بن أسباط قال حدثنى محمد ابن عبدالرحمن بن سهم قال حدثنا ابن المبارك قال أنبأنا مجالد بن سعيد عن الشعبى عن مسروق قال: كان عبدالله بن مسعود يأتي عليه الحول قبل أن يحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث. وقال ابن أبى ليلى: كنا إذا أتينا زيد بن أرقم فقلنا له حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنا قد كبرنا ونسينا. والحديد [ الحديث ] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد. أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا إسماعيل قال حدثنا أبو هارون القنوى [ الغنوى ] قال حدثنا مطروق [ مطرف ] قال: قال لى عمران ابن حصين: يا مطروق [ مطرف ] إن كنت لارى لو شئت [ حدثت ] عن نبى الله صلى الله عليه وسلم يومين متتابعين لا أعيد حديثا. ثم لقد زادني بطأ عن
[ 94 ]
ذلك وكراهية له أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شهدت كما شهدوا وسمعت كما سمعوا ويحدثون أحاديث ما هي كما يقولون، ولقد علمت أنهم لا يألون عن الخير: فأخاف أن يشبه لى كما شبه لهم. فقد كان عمر ينكر كثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على من لا يشك في صدقه لتختر [ ليحترز ] غيره. أنبأنا ابن السمرقندى قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أحمد بن عدى قال أنبأنا أحمد بن شعيب السائى - [ النسائي ] قال أنبأنا إسحاق بن موسى قال حدثنا معن قال حدثنا مالك بن أنس عن عبدالله بن إدريس عن شعبة عن سعيد بن إبراهيم عن أبيه قال: بعث عمر بن الخطاب إلى عبدالله بن مسعود، وإلى أبى الدرداء، وإلى أبى مسعود الانصاري رضى الله عنهم أجمعين، فقال: ما هذا الحديث الذى تكثرون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فحبسهم بالمدينة حتى استشهد. أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله قال حدثنى أبى قال حدثنا ابن مهدى قال عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن عامر اليحصى قال سمعت معاوية بن أبى سفيان يقول: إياكم والاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا كان على عهد عمر فإن عمر كان أخاف الناس في الله عزوجل. فصل وقد تأول هذا الحديث الذى طرقناه وهو قوله: (من كذب على) قوم من الكذابين القاصدين بأربع تأويلات، وضعوا في ذلك أحاديث: التأويل الاول: أنهم قالوا الكذب عليه أن يقال (ساحر أو مجنون)
[ 95 ]
ورووا في ذلك حديثا، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي قال أنبأنا عبد الوهاب بن أبى عبدالله بن منده قال أنبأنا أبى قال أنبأنا خيثمة قال حدثنا عمران بن بكار قال حدثنا يزيد بن عبد ربه قال حدثنا بقية قال حدثنى إبراهيم ابن أدهم قال حدثنى أعين [ أيمن [ مولى مسلم بن عبدالرحمن يرفعه قال [ لما ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا، قالوا قال [ يا ] رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع [ نسمع ] منك الحديث فيزيد فيه وينقص [ فنزيد فيه وننقص ] فهذا كذب عليك ؟ ألا [ قال: لا ] ولكن من حدث على يقول أنا كذاب أو ساحر " ار [ وهذا ] حديث منقطع، وأعين [ أيمن ] مجهول ثم لاحجة فيه لمن يزيد الوضع لانه لو صح كان معنى قولهم يزيد وينقص [ نزيد وننقص ] في الالفاظ التى لا تخل بالمعنى. وهذا جائز فليس فيه راحة لمن يقصد الكذب عليه. التأويل الثاني: قالوا المراد به من كذب على بقصد سيى [ سئ ] وعيب دينى، واحتجوا بحديث أنبأنا به محمد بن ناصر عن أبى عن الحداد قال حدثنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا سليمان بن أحمد قال حدثنا القاسم بن محمد الدلال قال حدثنا أسد بن زيد الجمال قال حدثنا محمد بن الفضل بن عطية عن الاخوص بن حكيم عن مكحول عن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقلده بين عينى جهنم فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنا نحدث عنك بالحديث فنزيد وننقص فقال ليس ذاكم، إنما أعنى الذى يكذب على يريد عيبي وشين الاسلام ". وهذا الحديث لا يصح لان محمد بن الفضل قد كذبه يحيى بن معين والفلاس وغيرهما. وقال أحمد بن حنبل: ليس بشئ وإنما وضع هذا من في نيته الكذب. والتأويل الثالث: أنهم قالوا: إذا كان الكذب لا يوجب ضلالا جاز.
[ 96 ]
قال أبو بكر محمد بن المنصور السمعاني: ذهب بعض الكرامية إلى جواز وضع الاحاديث على النبي صلى الله عليه وسلم فيما لا يتعلق به حكم من الثواب والعقاب ترغيبا للناس في الطاعة وزجرا لهم عن المعصية واغتروا بأحاديث. قال المصنف: قلت أنبأنا بها إسماعيل بن أبى بكر المقرى قال أنبأنا إسماعيل ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف السهمى قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى الحافظ قال حدثنا محمد بن صالح بن أبى عصمة الدمشقي قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا محمد بن عيسى بن سميع قال حدثنا محمد بن أبى الزعيرعه [ الزعيزعة ] قال سمعت نافعا يقول: قال ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال على كذبا ليضل الناس بغير علم فإنه بين عينى جهنم يوم القيامة، وما قال من حسنة فالله ورسوله يأمران بها قال الله عزوجل: [ إن الله يأمر بالعدل والاحسان ] ح. قال ابن عدى أنبأنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزى قال أنبأنا الحكم بن موسى قال حدثنا محمد بن سلمة الحرانى عن العرارى الفزارى ] عن طلحة بن مصرف عن عبدالرحمن بن عوسجه عن البراء عن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ثم قال بعد من كذب من كذب (1) على متعمدا ليضل الناس به فليتبوأ مقعده من النار ". قال ابن عدى وحدثنا بهلول بن إسحاق قال حدثنا محمد بن عمرو بن حبان قال أنبأنا بقينه [ بقية ] قال أخبرني محمد الكوفى عن الاعمش عن أبى سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا ليضل الناس به فليتبوأ مقعده من النار " قال ابن عدى وحدثنا محمد بن عبدالله ابن فضيل الحمصى قال حدثنا محمد بن مصعى [ مصيفي ] قال حدثنا بعمه (1) التكرار بالاصل، ولعله من سهو الناسخ. (*)
[ 97 ]
[ بقية ] عن محمد الكوفى عن الاعمش عن أبى سفيان وهو طلحة بن نافع عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا ليحل حراما ويحرم حلالا أو يضل الناس بغير علم فليتبوأ مقعده من النار ". قال ابن عدى وحدثنا العباس بن أحمد بن أبى محمد الحسلى قال حدثنا محمد بن أبان قال حدثنا يونس بن بكير عن الاعمش عن طلحة هو ابن مصرف عن عمرو بن شرحبيل عن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب على متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار ". قال ابن عدى وأنبأنا على بن سعد بن بشير قال حدثنا سهل بن زنجله [ دنجلة ] قال حدثنا الصباح بن محارب عن عمرو بن عبدالله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار ". قال المصنف: قلت وهذه الاحاديث كلها لا تصح. أما الاول فإن ابن أبى الزعيزعة ليس بشئ قال البخاري لا يكتب حديثه. وقال أبو حاتم بن حيان الحافظ: هو دجال من الدجالين يروى الموضوعات. وأما الحديث الثاني فيرويه عن طلحة غير الفزارى وإنما كنى به محمد بن سلمة لضعفه: قال يحيى بل يكتب [ حديث ] العرزمى، وقال النسائي متروك. وأما الحديث الثالث والرابع ففيهما محمد الكوفى، قال ابن عدى كان بقية يروى عن الضعفاء ويداسهم والكوفي مجهول. قال المصنف: قلت أنا ولا أراه إلا العرزمى أيضا. وأما الحديث الخامس فقد روى من طريق آخر وليس فيه يضل به. قول أبو عبد الله الحاكم وهو [ وهم ] يونس بن بكير في هذا الحديث [ في ] موضعين: أحدهما أنه أسقط بين طلحة وعمرو بن شرحبيل أبا عمار، والثانى أنه (7 - الموضوعات 1)
[ 98 ]
أسنده والمحفوظ أنه مرسل عن عمرو بن شرحبيل عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر ابن مسعود. وأما الحديث السادس: فليس يرويه غير الصباح. قال العقيلى: الصباح يخالف في حديثه. التأويل الرابع: أن بعض المخذولين من الواضعين أحاديث الترغيب قال: إنما هذا الوعيد لمن كذب عليه، ونحن نكذب له ونقوى شرعه، ولا نقول ما يخالف الحق، فإذا جئنا بما يوافق الحق فكأن الرسول عليه السلام قاله. واحتجوا بما أنبأنا به إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا الوليد ابن حماد الرملي قال حدثنا سليمان بن عبدالرحمن قال حدثنا البخترى بن عبيد قال حدثنا أبى قال حدثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حدث عنى حديثا هو لله رضا فأنا قلته وبه أرسلت " وهذا حديث باطل. قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج بالبخترى إذا انفرد. وهؤلاء قد تعاطوا [ افتاتوا ] على الشريعة وادعوا أن فيها نقصا يحتاج إلى تمام فأتموها بآرائهم، وإنى لاستحى من وضع أقوام وضعوا: أن من صلى كذا فله سبعون دار في كل دار سبعون ألف بيت في كل بيت سبعون ألف سرير على كل سرير سبعون ألف جارية. وإن كانت القدرة لا تعجز ولكن هذا تخليط قبيح. وكذلك يقولون: من صام يوما كان له أجر ألف حاج وألف معتمر وكان له ثواب أيوب. وهذا يفسد موازين مقادير الاعمال.
[ 99 ]
الباب الثالث في الامر ابعاد [ بانتقاد ] الرجال والتحذير من الرواية عن الكذابين والبحث عن الحديث المباين للاصول مان [ كان ] السرب الاولى صافيا، فكان بعض الصحابة يسمع من بعض ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير ذكر رواة له، لانه لا يشك في صدق الراوى. ودليل ذلك رواية أبى هريرة وابن عباس قصة " وأنذر عشيرتك الاقربين " وهذه قصة كانت بمكة في بدو [ بدء ] الاسلام وما كان أبو هريرة قد أسلم، وكان ابن عباس يصغر عن ذلك. وكذلك روى ابن عمر وقوف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قليب بدر وابن عمر لم يحضر. وروى المسور بن محرمه [ مخرمة ] ومروان بن الحكم قصة الحديبية وسنهما لا يحتمل ذلك لانهما ولدا بعد الهجرة بسنين. وروى أنس بن مالك حديث انشقاق القمر بمكة، وقال البراء بن عازب: ليس كلما يحدثكموه سعمناه [ سمعناه ] من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن حدثنا أصحابنا ثم لم تزل الآفات تدب حتى وقعت التهم فاحتيج إلى اعتبار العدالة. فمتى رأيت حديثا خارجا عن دواوين الاسلام، كالموطأ ومسند أحمد والصحيحين وسنن أبى داود ونحوها، فانظر فيه، فإن كان كان (1) له نظير من الصحاح والحسان قرب أمره، وإن ارتبت فيه ورأيته يباين الاصول فتأمل رجال إسناده وام تبر أحوالهم من كتابنا المسمى بالضعفاء والمتروكين، فإنك تعرف وجه القدح فيه. وقد يكون الاسناد كله ثقات ويكون الحديث موضوعا أو مقلوبا أو قد (1) التكرار بالاصل، ولعله من سهو الناسخ. (*)
[ 100 ]
جرى فيه تدليس ى وهذا أصعب الاحوال ولا يعرف ذلك إلا النقاد، وذلك ينقسم إلى قسمين: (أحدهما) أن يكون بعض الزنادقة أو بعض الكذابين قد دس ذلك الحديث في حديث بعض الثقات، فحدث به بسلامة صدره ظنا منه أنه من حديثه وقد ابتلى جماعة من السلف بمثل هذا. قال ابن عدى: كان ابن أبى العوجا ربيب حماد بن سلمة فكان يدس في كتبه أحاديث. وقال أبو حاتم بن حبان الحافظ: امتحن جماعة من أهل المدينة بحبيب بن أبى حبيب الوراق، كان يدخل عليهم. وكان لعبد الله بن ربيعة القدالى [ الغدانى ] ابن سوء يدخل عليه الحديث. وكان لسفيان بن وكيع بن الجراح وراق يقال له فرطيه [ قرطبة ] يدخل عليه الحديث. وكان عبدالله بن صالح كاتب الليث صدوقا، لكن وقعت المناكير في حديثه من قبل جار له، سمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة وكان يضع الحديث على شيخ عبدالله ابن صالح ويكتبه في قرطاس بخط يشبه خط عبدالله ويطرحه في داره في وسط كتبه فيجده عبدالله فيتوهم أنه خطه فيتحدث به، وهذا نوع من التغفل، وقد يزيد تغفيل المحدث فيلقن فيتلقن، ويرتفع التغفيل إلى مقام هو الغاية وهو أن يلقن المستحيل فيتلقنه. أنبأنا يحيى بن على المدبر أبو محمد بن أبى عثمان قال أنبأنا أبو أحمد بن عبيد الله بن محمد الغرضى [ القرطبى ] قال حدثنا أبو صالح سهل بن إسماعيل الطرسوسى قال حدثنا زكريا بن يحيى الساجى قال حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا الشافعي قال قيل لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: حدثك أبوك عن جدك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن سفينة نوح طافت بالبيت سبعا وصلت خلف المقام ركعتين ؟ قال: نعم.
[ 101 ]
(القسم الثاني) أن يكون الراوى شرها فيسمع الحديث من بعض الضعفاء والكذابين عن شيخ قد عاصره أو سمع منه فيسقط اسم الذى سمعه منه ويدلس بذكر الشيخ. وقد كان جماعة يفعلون هذا منهم بقية بن الوليد. قال أبو حاتم بن حبان: وكانت تلامذة بقية يسوون حديثه ويسقطون الضعفاء منه وربما أوهم المدلس السماع من شخص وقال عن فلان ويكون بينهما كذاب أو ضعيف مثل حديث رواه عبدالله بن م صاء [ عطاء ] عن عقبة بن عامر م ن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من توضأ فأحسن الوضوء دخل من أي أبواب الجنة شاء " فقال رجل لعبد الله حدثنا به من حدثنا به ؟ ] فقال عقبة ابن عامر، فقيل سمعته منه، فقال: لا حدثنى سعد بن إبراهيم، فقيل لسعد، فقال حدثنى زياد بن محراق، فقيل لزياد بن محراق، فقيل لزياد، فقال حدثنى شهر بن حوشب عن أبى ريحانة. ومثل هذا إنما يقع في الغمضة، وهو من بهرجة المدلسين، وهو من أعظم الجنايات على الشريعة. ومن هذا الجنس أنه يأتي في الحديث معمر عن محمد بن واسع عن أبى صالح عن أبى هريرة وكلهم ثقات، ولكن الآفة من أن معمرا لم يسمع من ابن واسع وابن واسع لم يسمع من أبى صالح، وقد يهم الثقة ولا يعرف ذلك إلا كبار الحفاظ، مثل حديث ابن سيرين عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " صلاة الليل والنهار مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل ". قال أبو عبد الله: الحاكم إسناده ثقات وذكر النهار وهم. ومثل حديث محمد بن محمد بن حبان النمار عن أبى الوليد عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عائشة قال: " ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعانا
[ 102 ]
قط ". قال الحاكم بدأ أوله الثقات وهو باطل من حديث مالك وإنما أريد بهذا الاسناد " ما ضرب بيده امرأة قط ". قال: ولقد جهدت أن أقف على الواهم، فلم أقف، إلا أن أكثر ظنى إلا (1) أنه ابن حبان. ومثل حديث عائشة: " كان إذا رأى المطر قال صيبا نافعا " قال الحاكم: هو معلول واه. قال المصنف: قلت فإن قوى نظرك ورسخت في هذا العلم فهمت مثل هذا، وإن ضعفت فسل عنه، وإن كان قد قل من يفهم هذا بل قد عدم. وإياك أن تسمع الحديث من كذاب أو متهم أو ممن لا يعرف ما يروى فإنه يخلط ولا يدرى. أنبأنا على بن عبد الواحد الدينورى قال أنبأنا على بن عمر العروبى [ القزويني ] قال حدثنا عبدالله بن محمد بن إسحاق المرودى [ المروزى ] قال حدثنا يحيى بن محمد بن أيمن قال حدثنا زاهر عن ابن عون عن ابن سيرين قال: العلم دين فانظروا عمن تأخذونه. أنبأنا المحمول بن ناصر وابن عبدالملك قالا أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد العسعى [ القطيعى ] قال حدثنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الشيباني قال حدثنا الباغندى قال حدثنا لوين قال سمعت مالك بن أنس يقول: إن هذا الحديث دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، والله لقد أدركت ههنا وأشار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعين رجلا كلهم يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم آخذ عن أحد منهم حرفا، لانهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن، ولقد قدم علينا الزهري وهو شاب فازدحمنا على بابه لانه كان من أهل هذا الشأن. (1) زيادة حرف الاستثناء وهم من الناسخ. (*)
[ 103 ]
فصل واعلم أن حديث المنكر يقشعر له جلد طالب العلم منه [ و ] قلبه في الغالب. أنبأنا يحيى بن الحسن قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال أخبرني عبيدالله ابن أبى الفتح الفارسى قال حدثنا أبو العباس محمد بن نصر بن نصر (1) بن مكرم وأحمد بن إبراهيم بن شاذان قالا أنبأنا أبو بكر بن أبى داود قال حدثنا المسيب ابن واضح قال حدثنا سليم بن مسلم المكى عن يونس بن يزيد عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما حدثتم عنى بما تنكرو نه فلا تأخذونه [ تأخذوه ] فإنى لا أقول المنكر ولست من أهله ". قال الاوزاعي: كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابه كما يعرض الدرهم الزائف. فما عرفوا منه أخذنا، وما أنكروا منه تركنا. أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا أبو عامر قال حدثنا سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبى عبدالرحمن عن عبدالملك بن سعيد بن سويد الانصاري قال سمعت أبا حميد وأنبأنا أسيد يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا سمعتم الحديث عنى تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم قريب، فأنه أولاكم به. وإذا سمعتم الحديث عنى تنكره قلوبكم وتنفر منه أشعاركم وترون أنه منكم بعيد، فأنا أبعدكم منه ". أنبأنا على بن عبد الواحد الدينورى قال أنبأنا على بن عمر القزويني قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال أنبأنا - التصوى - [ البغوي ] قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا عبدالرحمن عن سفيان عن أبيه عن أبى يعلى أو عن بكر بن ماعز [ مالك ] عن الربيع بن خيثم قال: إن للحديث ضوءا كضوء النهار يعرفه، وظلمة كظلمة النهار [ الليل ] تنكره. (1) التكرار بالاصل، ولعله من سهو الناسخ. (* h
[ 104 ]
الباب الرابع (في ذكر الكتب التى يشتمل عليها هذا الكتاب [ الباب ]) ذكرتها لك، لتعلم ترتيبها، وتعرف مواضعها، وليسهل عليك منها، وهى خمسون كتابا: كتاب التوحيد، كتاب الايمان، كتاب المبتدا، كتاب الانبياء، كتاب العلم، وفيه فضائل القرآن، كتاب السنة وذم أهل البدع، كتاب الفضائل والمثالب، وهو ينقسم إلى فضائل الاشخاص والاماكن والايام ومثالبهم، كتاب الطهارة، كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب الصدقة، كتاب فصل [ فعل ] المعروف، كتاب مدح السخاء والكرم، كتاب الصوم، كتاب الحج، كتاب السفر، كتاب الجهاد، كتاب البيوع والمعاملات، كتاب النكاح، كتاب النفقات، كتاب الاطعمة، كتاب الاشربة، كتاب اللباس، كتاب الزينه، كتاب الطيب، كتاب النوم، كتاب الادب، كتاب معاشرة الناس، كتاب البر، كتاب الهدايا، كتاب الاحكام والقضايا، كتاب الاحكام السلطانية، كتاب الايمان والنذور، كتاب ذم المعاصي، كتاب الحدود والعقوبات، كتاب الزهد، وفيه الابدال والصالحون، كتاب الذكر، كتاب الدعاء، كتاب المواعظ، كتاب الوصايا، كتاب الملاحم والفتن، كتاب المرض، كتاب الطب، كتاب ذكر الموت، كتاب الميزان، كتاب القبور، كتاب البعث وأهوال القيامة، كتاب صفة الجنة، كتاب صفة النار، كتاب المستبشع من الموضع [ الموضوع ] على الصحابة، فذلك خمسون كتابا، كل كتاب يشتمل على أبواب، فمن أراد حديثا، طلبه في مظانه من هذه الكتب. والله الموفق.
[ 105 ]
كتاب التوحيد باب في أن الله عزوجل قديم أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن عمر بن خلف الشيرازي قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري قال أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد [ بن ] السعرانى [ الشعرانى ] قال أخبرت عن محمد بن سجاع التلخى [ شجاع البلخى ] قال أخبرني حبان ابن هلال عن حماد بن سلمة عن أبى المهزم عن أبى هريرة قال: " قيل يا رسول الله مم ربنا من ما مرور ([) q قال ] لامن الارض ولا من سماء، خلق خيلا فأجراها فعرقت فخلق نفسه من ذلك العرق " وقد رواه عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن منده عن محمد بن سجاع [ شجاع ] فقال فيه: " إن الله عزوجل خلق الفرس فأجراها فبرقت [ فعرقت ] ثم خلق نفسه منها ". هذا حديث لا يشك في وضعه، وما وضع مثل هذا مسلم، وإنه لمن أرك الموضوعات وأدبرها، إذ هو مستحيل لان الخالق لا يخلق نفسه. وقد اتهم علماء الحديث بوضع هذا الحديث محمد بن سجاع [ شجاع ] فأنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا أبو القاسم الاسماعيلي قال حدثنا حمزة بن يوسف السهمى قال حدثنا أبو أحمد عبدالله بن عدى الحافظ قال: محمد بن سجاع التلخى [ شجاع البلخى ] متعصب كان يضع أحاديث في السبيه [ التشبيه ] ينسبها إلى أصحاب الحديث يثلبهم بها، منها حديث الفرس. (1) في العبارة تصحيف، وهى هكذا بالاصل، والظاهر أن الواضع الكذاب أراد والركاكة ظاهرة " ماء مهور "، ثم مضى يشرحها بما يظنه فصاحة. وما هو إلا السماجة عينها. (*)
[ 106 ]
وسئل أحمد بن حنبل عنه فقال: مبتدع صاحب هوى. وقال القوارى [ الفزارى ] محمد بن سجاع [ شجاع ] كافر. وقال أبو الفتح محمد بن الحسين الازدي الحافظ: محمد بن سجاع (شجاع) كذاب لا تحل الرواية عنه لسوء مذهبه وزيفه [ زيغه ] في الدين. ثم في مثل هذا الحديث أبو المهزم واسمه يزيد بن سفيان البصري. قال سعيد: رأيته، ولو أعطى درهما لوضع خمسين حديثا. وقال يحيى بن معين: ليس حديثه بشئ. وقال النسائي: هو متروك. واعلم أننا حرصا [ خرجنا ] رواة هذا الحديث على عادة المحدثين لبين [ ليتبين ] أنهم وضعوا هذا، وإلا فمثل هذا الحديث لا يحتاج إلى اعتبار رواته، لان المستحيل لو صدر عن الثقات رد ونسب إليهم الخط. ألا ترى أنه لو اجتمع خلق من الثقات فأخبروا أن الجمل قد دخل في سم الخياط لما نفعننا ثقتهم ولا أثرت في خبرهم، لانهم أخبروا بمستحيل، فكل حديث رأيته يخالف المعقول، أو يناقض الاصول، فاعلم أنه موضوع فلا تتكلف اعتباره. واعلم أنه قد يجئ في كتابنا هذا من الاحاديث ما لا يشك في وضعه، غير أنه لا يتعين لنا الواضع من الرواة، وقد يتفق رجال الحديث كلهم ثقاة والحديث موضوع أو مقلوب أو مدلس، وهذا أشكل الامور، وقد تكلمنا في هذا في الباب المتقدم. القرآن كلام الله عزوجل، وكلامه من صفاته، وصفاته قديمة، وهذا يكفى في دليل قدمه. وقد تحذلق أقوام فوضعوا أحاديث تدل على قدم القرآن:
[ 107 ]
الحديث الاول: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد العرار (القزاز) قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا على بن أحمد المحتسب قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قال حدثنا أبو نصر محمد بن هارون النهرواني قال حدثنا محمد بن عبد بن عامر السمرقندى قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبدالله بن لهيعة عن أبى الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال القرآن مخلوق فقد كفر " هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الدارقطني: محمد بن عبيد يكذب ويضع الحديث. الثاني: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا المسيب بن محمد بن المسيب الارعبانى [ الارحباني ] قال حدثنا أبى قال حدثنا محمد بن يحيى بن رزين المصيصى قال حدثنا عثمان بن عمر بن فارس قال حدثنا كهمس عن الحسن عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلما [ كل ] ما في السموات وما بينهما فهو مخلوق غير الله والقرآن وذلك أنه كلامه منه بدأ وإليه يعود، وسيجئ أقوام من أمتى يقولون القرآن مخلوق، فمن قاله منهم كفر بالله العظيم وطلقت امرأته من ساعته، لانه لا ينبغي لمؤمنة أن تكون تحت كافر إلا أن تكون سبقته بالقول ". هذا حديث موضوع والمتهم به محمد بن يحيى بن رزين. قال أبو حاتم السبتي: كان دجالا يضع الحديث لا يحل ذكره إلا بالقدح فيه. الحديث الثالث: أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى الحافظ قال حدثنا أحمد بن محمد بن حرب قال حدثنا ابن حميد عن جرير بن الاعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " القرآن كلام الله
[ 108 ]
لا خالق ولا مخلوق، ومن قال غير ذلك فهو كافر ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن عدى: أحمد بن محمد بن حرب مشهور بالكذب ووضع الحديث. وكذلك قال أبو حاتم بن حبان: كان كذابا يضع الحديث. وقال الدارقطني متروك. وأما ابن حميد فاسمه محمد بن حميد بن حيان [ حبان ]، وقد كذبه أبو زرعة وابن رارة [ وارة ]. وقال صالح بن محمد ما رأيت أحذق بالكذب منه ومن السادكونى [ الشاذكونى ]. الحديث الرابع: أنبأنا أبو منصور العزاز [ القزاز ] قال أنبأنا أبو بكر ابن ثابت الخطيب قال أنبأنا أبو القاسم طلحة بن على بن الصقر الكنانى قال حدثنا محمد بن عبدالله بن إبراهيم الشافعي قال حدثنا أبو عمارة محمد بن أحمد ابن المهدى قال حدثنا أبو نافع أحمد بن كثير قال حدثنا جعفر بن محمد العابد قال حدثنا أبو يعقوب الاعمى عن إسماعيل بن يعمر عن محمد بن عبدالله الدغشى قبيل من اليمن قال سمعت محلد [ مخلد ] بن سعيد يقول سمعت مسروقا، يقول سمعت عبدالله بن مسعود يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول) " القرآن كلام الله (ليس) بخالق ولا مخلوق فمن زعم غير ذلك فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ". قل الخطيب: هذا الحديث منكر جدا وفي إسناده غير واحد من المجهولين. قال الدارقطني: وأبو عمارة ضعيف جدا. الحديث الخامس: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت الخطيب قال أخبرني الحسن بن أبى طالب قال حدثنا يوسف بن عمر
[ 109 ]
القواس قال: قرئ على صدقة بن هبيرة وأنا أسمع قيل له: حدثك يوسف بن يعقوب المعدل قال: قال حدثنا حفص بن إبراهيم قال حدثنا إبراهيم بن العلاء الاسكندرانى عن بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن أم الدرداء عن أبى الدرادء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من مات وهو يقول القرآن مخلوق لقى الله يوم القيامة ووجه إلى قفاه ". قال الخطيب: ومن بين ابن هبيرة وبقية لا يعرف وثور بن يزيد لم يدرن (يدرك) أم الدرداء. قال المصنف: قلت وقد ذكرنا أن بقية كان يروى عن المجهولين والضعفاء وربما أسقط ذكرهم وذكر من رووا له عنه. وقد روى في هذا الباب أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيها شئ يثبت عنه. باب ما ذكر أن الله تعالى قرأ طه ويس قبل خلق آدم أنبأنا أبو البركات على البزار قال أنبأنا أحمد بن على الطرثيثى قال أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري قال أخبرنا على بن محمد بن أحمد بن بكران قال أخبرنا الحسن بن محمد بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن غفيان، وأخبرنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أخبرنا إسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي قال أخبرنا حمزة بن يوسف السهمى قال حدثنا أبو أحمد بن عدى الحافظ قال حدثنا أحمد بن موسى ابن زنجويه ح. وأنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الانماطى قال أخبرنا محمد بن المظفر الشامي قال أخبرنا أحمد بن محمد العسعى (العتيقي) قال أخبرنا يوسف بن الدضيل (الدخيل) قال أخبرنا أبو جعفر التعيلى (العقيلى) قال حدثنا
[ 110 ]
محمد بن إسماعيل قال حدثنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار عن عمر بن حفص بن ذكوان عن إبراهيم مولى الخرق (الحرقة) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألف عام فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا طوبى لامة ينزل هذا عليهم، وطوبى لاجواف تحمل هذا، وطوبى لالسن تتكلم بهذا " هذا حديث موضوع. قال ابن عدى: لم أجد لابراهيم حديثا أنكر من هذا لانه لا يرويه غيره. قال البخاري: إبراهيم بن المهاجر ضعيف منكر الحديث. وأما عمر بن حفص فقال أحمد بن حنبل خرقنا [ حرقنا ] حديثه. وقال يحيى بن معين: ليس بشئ، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو حاتم بن حبان الحافظ: هذا من موضوع. باب وحى الله عزوجل بلغات مختلفة أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى الحافظ قال حدثنا إبراهيم بن على الغمرى قال حدثنا عبد الغفار بن عبدالله بن الزبير قال حدثنا العباس بن الفضل قال حدثنا جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبى أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن كلام الله [ الذين ] حول العرش بالفارسية الدربه [ الذربة ]، وإن الله عزوجل إذا أوحى أمرا فيه كون [ لين ] أوحاه بالفارسية الدربه [ الذربة ]. وإذا أوحى أمرا فيه شدة أوحاه بالعربية ". طريق آخر أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة
[ 111 ]
قال أنبأنا عمر الفارسى قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا عمران بن موسى قال حدثنا موسى بن السندي قال حدثنا عثمان بن م بد الرحمن الطرايقى قال حدثنا عمر بن موسى بن وجيه عن القاسم عن أبى أمامة قال [ قال ] رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عزوجل إذا غضب أنزل الوحى بالعربية، وإذا رضى أنغ ل الوحى بالفارسية " هذا حديث موضول ففى طريقه الاول جعفر بن الزبير، وفى طريقه الثاني عمر بن موسى. قال يحيى بن معين: كلاهما ليس بثقة. وقال النسائي والدار قطني. كلاهما متروك. وقال أبو حاتم بن حسان الحافظ كان عمر في عداد من يضع الحديث. قال وهذا الحديث باطل لا أصل له. باب أبغض اللغات إلى الله تعالى روى إسماعيل بن زياد عن عاصم القطان عن المقبرى عن أبى هريرة: " إن أبغض كلام إلى الله تعالى الفارسية وكلام الشيطان [ الشياطين ] - الحوريه [ الخزرية ] وكلام أهل النار الحارية [ السجارية ] وكلام أهل الجنة العربية " وضعه إسماعيل. قال ابن حبان هو دجال لا يحل ذكره في الكتب إلا على القدح فيه. وقال الدار قطني كذاب متروك. باب ذكر أن جميع الوحى بالعربية أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا
[ 112 ]
حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا إبراهيم عبد الغفار بن عبدالله بن الزبير قال حدثنا العباس بن الفضل الانصاري عن سليمان عن الزهري عن سعيد عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذى نفسي بيده ما أنزل الله من وحى قط على [ نبى ] بينه وبينه إلا بالعربية. ثم يكون هو بعد يبلغه قومه بلسانهم " هذا حديث لا يصح وسليمان هو ابن أقم [ أرقم ] قال أحمد ليس بشئ لا يروى عنه الحديث. وقال يحيى ليس بشئ لا يساوى فلسا وقال عثمان بن على ليس بثقة. وقال النسائي وأبو داود والدار قطني: هو متروك. وقال ابن حبان: يروى عن الثقات الموضوعات وأما عباس بن الفضل فقال يحيى ليس حديثه بشئ. وقال النسائي: متروك. باب تشبيه كلام الله عزوجل بالصواعق أنبأنا عبدالله بن على المقرى قال أنبأنا الحسين بن على بن البرى قال أنبأنا عبدالله بن يحيى البكري قال أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار قال حدثنا سعدان بن نصر وأنبأنا محمد بن عمر الارموى قال أنبأنا أبو الحسين بن الهندي قال أنبأنا ابن شاهين قال أحمد بن محمد بن شاهين قال حدثنا أحمد بن محمد بن زياد قال حدثنا عثمان بن موسى ح. قال ابن شاهين، وحدثنا على بن محمد البصري قال أنبأنا مالك بن يحيى أبو غسان قال أنبأنا على بن عاصم عن الفضل بن عيسى الرقاشى قال حدثنى محمد بن المنكدر قال حدثنا جابر بن عبدالله قال قال رسول الله
[ 113 ]
صلى الله عليه وسلم " لما كلم الله موسى يوم الطور كلمه بغير الكلام يوم ناداه فقال له [ يا ] موسى فقال (1) إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان ولى قوة الالسن كلها وإن [ وأنا ] أقوى من ذلك، فلما رجع موسى إلى بنى إسرائيل قالوا يا موسى صف لنا كلام الرحمن، قال: سبحان الله إذ لا أستطيعه. قال يا موسى فشبه لنا. قال ألم تروا إلى أصوات الصواعق التى تصل باجلا [ بأجلى ] كلام سمعتموه قط، وإنه قريب منه وليس هذا حديث ليس بصحيح. قال أبوالسختيانى: لو ولد الفضل أخرس كان خيرا له، وقال ابن عيينة: الفضل بن عيسى لا شئ، وقال هو رحل [ رجل ] سوء قدري. قال: وعلى ابن عاصم ليس بشئ، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال يزيد بن هارون: مازلنا نعرفه بالكذب. باب ما روى أن الله تعال عرج إلى السماء تعالى عن ذلك أنبأنا أبو منصور بن خيرون قال أنبأنا أبو محمد الحسين بن على بن الجوهرى عن أبى الحسن عن أبى عمر الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان الحافظ قال حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم قال حدثنا عبدالله بن سليمان بن عميرة قال حدثنا بكر بن زياد الباهلى قال حدثنا ابن المبارك عن سعيد بن أبى عروة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما أسرى بى إلى بيت المقدس مر بى جبريل بقبر أبى إبراهيم فقال يا محمد إنزل فصل هنا ركعتين، ثم مر بى ببيت لحم فقال انزل فصل هنا ركعتين فإن هاهنا ولد أخوك عيسى، ثم أتى بى إلى الصخرة فقال يا محمد من ها هنا عرج ربك إلى السماء، وذكر كلاما طويلا أكره ذكره ". (1) أي الله عزوجل فيما قصده الوضاع. (8 الموضوعات 1) (*)
[ 114 ]
قال أبو حاتم هذا حديث لا يشك عوام أصحاب الحديث أنه موضوع، فكيف بالبزار في هذا الشأن. وكان بكر بن زياد دجالا يضع الحديث على الثقاة. قال المصنف: قلت وقد سمع بعض المشبن [ المشبهة ] هذا الحديث مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: آخر وطيه وطيها [ وطأه وطأها ] الله بوج فتوهم لما في نفسه من التشبيه أنها وطية قدم وإنما المراد بها الوقعة بين المشركين والمسلمين وقد أتممت شرح هذا في كتاب المسمى " بمنهاج الوصول إلى علم الاصول ". باب عظمة الله عزوجل أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال: قال أنبأنا أحمد بن عدى قال أنبأنا محمد بن أحمد بن عبدالله قال حدثنا سفيان بن بشر الكوفى قال أنبأنا بشر بن عمارة عن أبى روق عن عطية عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: " لا تدركه الابصار) قالوا إن الجن والانس والشياطين والملائكة منذ يوم خلقوا إلى يوم يقامهم [ قيامهم ] صفا واحدا ما أحاطوا بالله عزوجل " هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوهم عظمة الذات على وجه الشبيه [ التشبيه ] والتجسيم تعالى عن ذلك. قال العقيلى: وبشر بن عمارة لا يتابع على هذا الحديث. قال ابن حبان: لا يحتج ببشر إذا انفرد، وأما عطية فقد ضعفه الجماعة. وقال ابن حبان: كان قد سمع من أبى سعيد الخدرى أحاديث فلما مات حل يجالس الكعبي [ جعل يجالس الكلبى ] فإذا قال الكلبى قال رسول الله صلى
[ 115 ]
الله عليه وسلم حفظ ذلك ورواه عنه وكناه أبا سعيد فيطن أنه أراد الخدرى، وإنما أراد الكلبى لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. قال المصنف: قلت وهذا الحديث مما أفلنه عمل الكلبى. باب ذكر التاج أنبأنا عبدالرحمن بن محمد العرار [ القزاز ] قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا القاضى أبو العلى محمد بن على قال حدثنا أبو القاسم عبدالله بن محمد بن اليسع قال حدثنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن ديل [ قيل ] الفارسى قال حدثنا محمد بن سليمان بن حبيب لوين قال حدثنا سويد بن عبد العزيز عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ لما ] أسرى بى إلى السماء [ و ] انتهيت رأيت ربى عزوجل بينى وبينه حجاب بارز فرأيت كل شئ منه حتى رأيت تاجا بحوصوصا [ مخرصا ] من لؤلؤ " قال أبو العلى حدثنا أبو اليسع بهذا الحديث في جملة أحاديث كبيرة بهذا الاسناد ثم رجع عن جميع النسخة وقال وهمت إذ رويتها عن ابن قيل وإنما حدثنى بجميعها قاسم بن إبراهيم المطى [ المطلى ] عن لوين. أنبأنا عبدالرحمن قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال سألت الزهري عن ابن اليسع فقال ليس بحجة كنت نقلد [ تقعد ] معه ساعة فيقول إنك ختمت ختمة منذ قعدت. قال المصنف: قلت أما ابن اليسع فليس بثقة وقاسم بن إبراهيم المدنى الذى أحال عليه ليس بشى أصلا. قال الدار قطني: هو كذاب، ومثل هذا الحديث لا يخفى أنه موضوع وأنه يثبت البغيضة (1) ويشير إلى التشبيه فكافأ الله من عمل. (1) معنى البغض هنا غير مناسب للسياق ويظهر أنه تحريف عن البعضية إشارة إلى التاج في الحديث الموضوع. (*)
[ 116 ]
باب ذكر الحجب أنبأنا محمد بن عمر الارموى قال أنبأنا عبد الصمد بن المأمون قال أنبأنا الدارقطني قال حدثنا محمد بن أبى بكر العطار قال حدثنا محمد بن يوسف بن أبى معمر قال حدثنا حبيب بن أبى حبيب قال حدثنا هشام بن سعد وعبد العزيز بن أبى حازم عن أبى حازم عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بين الله عزوجل وبين الخلق سبعين ألف حجاب وأقرب الخلق إلى الله عزوجل جبريل وميكائيل وإسرافيل وإن بينهم وبينه أربعة حجب: حجاب من نار وحجاب من ظلمة وحجاب من غمام وحجاب من الماء " حديث لا أصل له. قال الدارقطني تفرد به حبيب بن أبى حبيب. وقال أحمد بن حنبل: ليس بثقة كان يكذب، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: متروك، وقال ابن عدى: كان يضع الحديث. حديث آخر: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا محمد بن المظفر قال: أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلى قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا مكى بن إبراهيم قال حدثنا موسى بن عبيدة عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن عبدالله بن عمرو بن العاصى [ العاص ] وعن أبى حازم عن سهل بن سعد قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دون الله تعالى سبعون ألف حجاب من نور وظلمة وماء [ لا ] تسمع من نعس [ نفس ] شيئا من حسن تلك الحجب إلا زهقت نفسها ". هذا حديث لا أصل له. فأما موسى بن عبيدة فقال أحمد بن حنبل: لا يحل عندي الرواية عنه، وقال يحيى: ليس بشئ: وأما عمر بن الحكم فقال البخاري: هو ذاهب الحديث.
[ 117 ]
حديث آخر أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال: أنبأنا أحمد بن أحمد الحداد قال أنبأنا أبو نعيم الاقفهانى قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا يوسف ابن زياد قال حدثنا عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن جده وهب بن منبه عن أبى هريرة " أن رجلا من اليهود أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل أحجب [ احتجب ] الله من خلقه بشئ غير السماوات ؟ قال نعم بينه وبين الملائكة الذين حول العرش سبعون حجابا من نور، وسبعون حجابا من نار، وسبعون حجابا من ظلمة، وسبعون حجابا من رفارف الاستبرق، وسبعون حجابا من رفارف السندس، وسبعون حجابا من در أبيض، وسبعون حجابا من در أحمر، وسبعون حجابا من در أصفر، وسبعون حجابا من صا (1)، وسبعون حجابا من ثلج، وسبعون حجابا من ماء، وسبعون حجابا من غمام، وسبعون حجابا من برد، وسبعون حجابا من عظمة [ الله ] التى لا توصف، قال فأخبرني عن ملك الله الذى يليه ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدقت فيما [ بما ] أخبرتك يا يهودى ؟ قال فإن الملك الذى يليه إسرافيل ثم جبريل ثم ميكائيل ثم ملك الموت " هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به عبد المنعم، وقد كذبه أحمد ويحيى وقال الدارقطني: هو وأبوه متروكان. باب ذكر اللوح أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا عبد الباقي ابن أحمد الواعظ أنبأنا محمد بن جعفر بن علان قال حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين الازدي قال حدثنا محمد بن أحمد الوراق قال حدثنا سعيد بن محمد بن ثوان [ ثواب ] قال حدثنا بكر بن عيسى عن محمد بن عثمان الحدانى عن مالك بن دينار عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (1) كذا هي بالاصل ولم يتضح توجيهها. (*)
[ 118 ]
" إن لله للوحا أحد وجهيه درة والآخر ياقوتة قلمه النور، فبه يخلق وبه يرزق وبه نحيى وبه نموت [ وبه يحيى ويمين ]. ويعز وبذل ويفعل ما يشاء في يوم وليلة " هذا حديث موضوع. قال الازدي: محمد بن عثمان متروك الحديث. باب من روى من تسبيح الله عزوجل نفسه أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزار قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن على ابن ثابت ح. وأنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سليمان قال أنبأنا أحمد بن [ عبد ] القادر بن يوسف قالا أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الزهري قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن أحمدان [ أحمد ] حدثنا أحمد بن سعيد ابن حاتم المروزى قال أنبأنا إبراهيم بن عيسى القنطرى قال حدثنا أحمد بن أبى الحوارى قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الليث بن سعد عن الزهري قال: قال لى عبدالرحمن الاعرج حدثنى أبى [ أبو ] هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لما أسرى بى إلى السماء انتهى جبريل عليه السلام إلى سدرة المنتهى فغمسني في النور غمسة ثم تنحى عنى. فقلت حبيبي جبريل أحوج ما كنت إليك تدعني وتتنحى ؟ قال يا محمد انك موقف لا يكون نبى مرسل ولا ملك مقرب هاهنا. أنت أنت من الله أدنى من القاب إلى القوس. فأتاني الملك فقال إن الرحمن عزوجل يسبح نفسه، فسمعت الرحمن عزوجل يقول: سبحان الله ما أعظم الله لا إله إلا الله قال يعنى أبا هريرة قلت يا رسول الله مالمن (1) قال هكذا ؟ قال لى يا أبا هريرة لا تخرج روحه من جسده حتى يرانى أو يرى موضعه من الجنة، وتصلى عليه الملائكة صفوفا ما بين السماء والارض، ولا يكون شئ الا استغفر الله عام عمره، فإذا مات وكل الله عزوجل بقبره ستين ألف (1) هي كذلك بالاصل والصحيح حذف " ما ". (*)
[ 119 ]
ملك يسبحون الله تعال ويعظمون الله تعالى، ويهللون الله تعالى، ويكبرون الله عزوجل، كلما فعلوا من ذلك شيئا كان له في صحيفته. فإذا خرج من قبره خرج آمنا مطمئنا لا يحزنه الفزع الاكبر ويتلقاه الملائكة سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ". قال أبو بكر الخطيب: هذا حديث منكر ورجال إسناده كلهم معروفون بالثقة إلا إبراهيم بن عيسى القنطرى فإنه مجهول، وقد روى لنا عن عطاء شئ من هذا فأنبأنا أبو منصور قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا أبو عمر الحسن بن عثمان البر [ الحسين بن عثمان الواعظ ] قال أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف السقطى قال حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الحعار [ الحفار ] قال حدثنا سعيد بن يحيى الاموى [ الازموى ] قال حدثنى أبى م ن ابن جريج عن عطاء قال: " لما أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة قال له جبريل رويدا فإن ربك يصلى. قال وهو يصلى ة قال نعم. قال ما يقول ؟ قال: يقول سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبقت رحمتى غضبى " وهذا إسناد كل رجاله ثقات إلا أنه موقوف على عطاء فلعله سمعه ممن لا يوثق به ولا يثبت مثل هذا بهذا. حديث آخر: أنبأنا أبو منقور بن العران [ القزاز ] قال أنبأنا أبو بكر ابن ثابت قال أخبرني الطنابيرى [ الطناخرى ] قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن بن على التميمي قال حدثنا أبو على الحسين بن على الطالقاني قال حدثنا عمار بن ياسر الهروي قال حدثنا داود بن عفان قال حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تبارك وتعالى كل يوم: أنا العزيز من أراد عز الدارين فليطع العزيز " هذا حديث لا يصح قال ابن حبان: داود كان يضع الحديث على أنس بن مالك، وكان لما وضع
[ 120 ]
هذا سرق منه. فأنبأنا القزاز قال أنبأنا أبو بكر بن ثابت قال أنبأنا هلال بن عبدالله بن محمد الضبى وعلى بن محمد بن الحسن الملكى [ المالكى ] وعبيدالله ابن محمد بن أحمد بن لؤلؤ قال حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق قال حدثنا حامد ابن أحمد بن محمد المروزى قال حدثنا أبو العباس محمد بن نصر بن شيبة المروزى قال حدثنا سعيد بن هبيرة العامري قال حدثنا همام عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ان الله تبارك يقول كل يوم: أنا العزيز من أراد عز الدارين فليطع العزيز "، وهذا من تلصيص سعيد بن هبيرة العامري. قال ابن عدى: كان يحدث بالموضوعات. وقال ابن حبان: كان يحدث بالموضوعات عن الثقات لا يحل الاحتجاج به بحال. باب في تجلى الله عزوجل للطور أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدى قال حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملى قال حدثنا أحمد بن إسماعيل المدنى قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن معاوية بن عبدالله عن الجلد بن أيوب عن معاوية بن مرة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما تجلى الله للجبل طارت لعظمته ستة أجبل فوقعت ثلاث بمكة وثلاث بالمدينة فوقع بالمدينة أحد وورقان ورضوى ووقع بمكة ثبير وحراء، وثور ". قال أبو حاتم بن حبان الحافظ: هذا حديث موضوع ولا أصل له، وعبد العزيز بن عمران يروى المناكير عن المشاهير، وقال يحيى بن معين: ليس
[ 121 ]
بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقال النسائي: متروك الحديث. حديث آخر أنبأنا عبد الاول بن عيسى قال أنبأنا عبدالله بن محمد الانصاري قال أنبأنا أحمد بن النعمان العامي قال حدثنا عمر بن شاهين قال حدثنا الحسن ابن حبيب قال حدثنا أبو أمية الطرسوسى قال حدثنا أبو مسهر قال حدثنى خالد أبن يزيد بن صبيح المزى عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. " إن من الجبال الذى [ التى ] تطايرت يوم موسى سبعة أجبل لحقت بالحجاز وباليمن منها بالمدينة أحد وورقان، وبمكة ثور وثبير وحراء وباليمن حبير وحصور " قاله أبو مسهر بالصاد غير معجمة وهذا حديث ليس بصحيح. قال أحمد بن حنبل: طلحة بن عمرو لا شئ متروك الحديث وكذلك قال النسائي. وقال يحيى بن معين: ليس بشئ ضعيف، وقال أبو حاتم بن حبان: يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم لا يحل كتب حديثه ولا الرواية عنه إلا على وجه التعجب. حديث آخر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا إسحاق ابن محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسين بن عزوان [ غزوان ] قال حدثنا أبى عن أبيه عن جده عن الضحاك عن أيوب بن خوط عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لما تجلى ربه للجبل أشار بإصبعه فمن نورهما جعله دكا " وهذا ليس بصحيح. قال يحيى بن معين لا يكتب حديث أيوب، ليس شئ وقال الفلاس،
[ 122 ]
وأبو حاتم الرازي والنسائي والسعدى والدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا روى المناكير عن المشاهير فكان مما عملت يداه. طريق آخر أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا على بن أحمد بن بسطام قال حدثنا هدبة حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت البنانى عن أنس " أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاء)، قال أخرج خنصره على إبهامه فساخ الجبل فقال حميد لثابت تحدث بمثل هذا ؟ قال فضرب بيده في صدري وقال: يقوله أنس ويقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم أكتمه أنا ؟ ". وهذا حديث لا يثبت. قال ابن عدى الحافظ: كان ابن أبى العرجاء ربيب حماد بن سلمة فكان يدس في كتبه هذه الاحاديث. باب ذكر النزول حديث عن أبى السعادات أحمد بن منصور بنن الحسن بن على بن القاسم قال أنبأنا الامام أبو الحسن على بن إبراهيم الكروخى قال حدثنا سليمان بن احمد الطبراني قال حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثنى أبى قال حدثنا مؤمل بن عبدالرحمن قال حدثنا أبو أمية بن يعلى عن سعيد بن المقبرى عن عكرمة عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى ينزل كل ليلة جمعة إلى دار الدنيا في ستمائة ألف ملك فيجلس على كرسى من نور، وبين يديه لوح من ياقوته حمراء فيه أسماء من يثبت الرؤية والكيفية والصورة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيباهي بهم الملائكة. فيقول تبارك وتعالى: ولاى [ هؤلاء ] عبيدى الذين لم يجحدوني وأقاموا سنة نبيى ولم يخافوا في الله لومة لائم. أشهدكم يا ملائكتي وعزتي وجلالى لادخلنهم الجنة بغير حساب ".
[ 123 ]
هذا حديث موضوع لعن الله واضعه ولا رحم صانعه فإنه كان من أحسن [ أخس ] المشبهة وأسوئهم اعتقادا، وما أظنه كان يظهر هذا إلا للطفات [ الطغاة ] من المشبهة الذين لم يجالسوا عالما وهو عمل أبى السعادات لا أسعده الله، فإنه كان يرمى بسوء المذهب وصحبة المبهمين في الدين وقلة المبالاة بأمر الاسلام فأحلق [ فأختلق ] الكرجى [ الكرخي ] وسماه ولا يعرف أصلا وقد كره [ كرم ] الله تعالى الطبراني ومن فوقه عن رواية مثل هذا الحديث. أنبأنا محمد بن ناصر عن أبى زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده قال أبو السعادات كذاب زنديق ملحد. حديث آخر: حدثنا عبدالرحمن بن محمد القرار [ القزاز ] قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا على بن الحسن التنوحى [ التنوخى ] قال حدثنا أبو الحسين محمد بن على بن الشيبة العلوى قال حدثنا أبو القاسم بن عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر العال الرمدى [ النقال الزيدى ] قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن عبد الصمد قال حدثنى بحر بن يحيى قال حدثنا عبد الكريم ابن روح قال حدثنا عبد العزيز بن عبدالله بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه عن جده أن رغول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ان نزول الله إلى الشئ إقباله عليه من غير نزول "، وقد رواه أبو على الزجاجي عن أبى الحسن على بن محمد عن الحسن بن عبد الصمد، فقال: فيه إقباله عليه من غير أن (1) نزول. هذا حديث موضوع لا أصل له، فأما عبد العزيز بن إسحاق فقال: (1) هي هكذا بالاصل وهى من سبق القلم كما هو ظاهر. (*)
[ 124 ]
أبو الفتح بن أبى الفوارس كان له مذهب خبيث وما [ وأما ] بحر فهو بن كبير السقا. قال يحيى بن معين: ليس بشئ لا يكتب حديثه، كل الناس أحب إلى منه. وقال النسائي والدارقطني: متروك. وأما عبد الكريم بن روح فذكر أبو حاتم الرازي أنه متروك الحديث وأما أبو الحسن الذى سمع منه الزجاجي فمجهول لا يعرف. حديث آخر في ذكر النزول يوم عرفة: حدثنا أبو زرعة أحمد بن محمد بن عبدالله بن سعيد قال حدثنى جدى لابي سعيد بن الحسن بن جعفر قال حدثنا أبو على الحسين بن إسحاق الرقيقى قال حدثنا أبو زيد حماد بن دليل عن سفيان الثوري عن قيس بن مسلم عن عبدالرحمن بن سابط عن أبى أمامة - الباهلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كانت عشية عرفة هبط الله تعالى إلى سماء الدنيا فتطلع إلى أهل الموقف فيقول: مرحبا بزورى والوافدين إلى بيتى، وعزتي لانزلن إليكم ولاساوين مجلسكم بنفسى، فينزل إلى عرفة فيجمعهم بمغفرته ويعطيهم ما يسألون إلا المظالم ويقول: يا ملائكتي أشهدكم أنى قد غفرت لهم، فلا يزال كذلك إلى أن تغيب الشمس ويكون إمامهم إلى الزلفه [ المزدلفة ] ولا يعرج إلى السماء تلك الليلة، فإذا أسفر الصبح وقفوا عند المشعر الحرام وغفر لهم حتى المظالم، ثم يعرج إلى السماء وينصرف الناس إلى منى ". قال أبو على الاهوازي، وحدثنا عمر بن داود بن سلمون قال حدثنا محمد بن عبدالله الرفاعي قال حدثنا على بن محمد بن منصور النيسابوري قال حدثنا حسين ابن غالب عن عبدالله بن لهيعة عن يونس بن يزيد عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أسماء قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت ربى
[ 125 ]
عزوجل على جمل أحمر عليه إزار وهو يقول: قد سمحت، قد غفرت، الا المظالم، فإذا كانت ليلة المزدلفة لم يصلد إلى السماء الدنيا وتنصرف الناس إلى منى ". وفى لفظ آخر: " ينزل إلى السماء الدنيا، ثم يفتح أبواب السماء والارض وقعد [ يقعد ] معه الملائكة ". هذا حديث لا يشك أحد في أنه موضوع محال، ولا يحتاج لاستحالته أن ينظر في رجاله، إذ لو رواه الثقات كان مردودا، والرسول منزه أن يحكى عن الله عزوجل ما يستحيل عليه، وأكثر رجاله مجاهيل وفيهم ضعفاء. أنبأنا محمد بن ناصر عن يحيى عبد الوهاب بن منده قال: حديث الجمال باطل موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. باب حديث أم الطفيل أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد العرار [ القزاز ] قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا الحسن بن أبى بكر قال أنبأنا محمد بن عبدالله الشافعي قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا ابن وهب قال حدثنا عمرو بن الحرث عن سعيد بن أبى هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبى " أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أنه رأى ربه تعالى في المنام في أحسن صورة شابا موفورا، رجلاه في محصر [ مخصر ]، عليه نعلان من ذهب، في وجهه مراس [ فراش ] من ذهب ". أما نعيم فقد وثقه قوم، وقال ابن عدى: كان يضع الحديث، وكان يحيى ابن معين يهجنه في روايته حديث أم الطفيل، وكان يقول: ما كان ينبغي له أن يحدث بمثل هذا، وليس نعيم بشئ في الحديث.
[ 126 ]
وأما مروان فقال أبو عبد الرحمن النسائي: ومن مروان حتى يصدق على [ عن ] الله عزوجل ؟ قال مهنى: سألت أحمد عن هذا الحديث فحول وجهه عنى وقال: هذا حديث منكر، هذا رجل مجهول، عنى مروان. قال: ولا يعرف أيضا عمارة. باب تأثير غضبه ورضاه أنبأنا محمد بن عبدالمك بن خيرون قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا أبو عمرو الفارسى قال حدثنا أبو عدى الحافظ قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا محمد بن غالب قال حدثنا عبدالله بن أيوب بن أبى علاج الموصلي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عزوجل لا يغضب [ فإذا غضب ] تسلحت الملائكة لغضبه، فإذا اطلع إلى أهل الارض ونظر إلى الولدان يقرأون القرآن علا [ امتلا ] ربنا رضى ". هذا حديث لا يصح وألفاظه منكرة، لم يروه عن سفيان غير ابن أبى علاج وأحاديثه منكرة. قال ابن حبان: يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، فلا يشك السامع أنه كان يضعها. قال المصنف قلت: ويجب أن يعتمد [ يعتقد ] أن الله تعالى لا يتأثر بشئ ولا تحدث له صفة ولا يتجدد له حال، فلا وجه لتسلح الملائكة كأنهم يريدون الخصومة، ولقد أدخل جماعة من الزنادقة في أحاديث الصفات أشياء يتصدون [ يقصدون ] بها عيب الاسلام وادخال الشك في قلوب المؤمنين. قال أبو حاتم بن حبان: كان أيوب بن عبد السلام شيخا فإنه كان زنديقا يروى عن أبى بكرة عن ابن مسعود أن الله إذا غضب انتفخ على العرش حتى يثقل على حملته، وكان هذا الرجل كذابا، ولا يحل ذكر مثل هذا الحديث ولا كتابته إلا في مثل هذا المكان لبيان الطعن في رواته، وما أراه الا دهريا
[ 127 ]
يوقع الشك في قلوب المسلمين بمثل هذا الموضوعات. قال الدارقطني: إنما اسم هذا الرجل الزبير أبو السلام فإنه تحدث عن أيوب ابن عبدالله بن مكرر [ مكرز ] عن ابن مسعود المنكرات. باب روى أن الله تعالى يجلس بين الجنة والنار يوم القيامة أنبأنا عبد الوهاب ابن المبارك قال أنبأنا ابن المظفر قال حدثنا العتيقي قال حدثنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا أبو جعفر العقيلى قال حدثنا إبراهيم بن يوسف قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا صدقة بن خالد قال حدثنا عثمان ابن أبى العاتكة عن سليمان بن حبيب المحاربي عن أبى أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى يجلس يوم القيامة على القنطرة الوسطى ابين الجنة والنار ". هذا حديث لا يصح. قال يحيى بن معين: عثمان بن أبى العاتكة ليس بشئ.
[ 128 ]
كتاب الايمان باب ذكر ماهية الايمان أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد العرار [ القزاز ] قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني قال حدثنا معاد بن المثنى ومحمد بن على قالا حدثنا الصلت الهروي قال حدثنا على بن موسى الرضا قال حدثنا أبو موسى بن جعفر قال حدثنا أبى [ أبو ] جعفر عن ابنه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين بن على عن أبيه عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الايمان معرفة بالقلب وقول باللسان وعمل بالاركان " وأنبأنا أبو منصور العرار [ القزاز ] قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال قال أنبأنا محمد بن عبدالملك القرشى الواعظ قال أنبأنا عمر بن أحمد الحافظ قال حدثنا عيد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائى قال حدثنى أبى قال حدثنا على ابن موسى بن جعفر قال حدثنى أبى وأنبأنا العرار [ القزاز ] قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال أنبأنا على بن محمد بن الحسين الحربى قال حدثنا الحسين بن أحمد بن دينار قال حدثنى أبو جعفر بن محمد بن إسحاق بن محمد الهروي قال حدثنا عبدالله بن عروة قال حدثنا على بن غراب ح. وأنبأنا القزاز قال أنبأنا الخطيب قال أنبأنا أحمد بن محمد بن عبدالله الكاتب قال أنبأنا منصور بن محمد الاصبهاني قال حدثنا إسحاق بن أحمد رمرك [ زبرك ] قال حدثنا محمد بن سهل بن عامر البجلى ح. وأنبأنا ابن ناصر قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا أبو إسحاق البرمكى قال أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق قال حدثنا على ابن محمد بن مهرون [ مهرويه ] قال حدثنا داود بن سليمان بن وهب الضوى،
[ 129 ]
قالوا: حدثنا ابن موسى الرضا عن أبيه فذكر مثله سؤالا أنه قال: " وإقرار باللسان " هذا حديث موضوع لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الدارقطني: المتهم بوضع هذا الحديث أبو الصلت الهروي، وابن عبد السلام بن صالح. قال أبو حاتم الرازي: لم يكن عندي بصدوق، وضرب أبو زرعة على حديثه، وقال ابن عدى: متهم، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. فأما عبدالله بن أحمد بن عامر فإنه روى عن أهل البيت نسخة باطلة، وأما على بن غراب فقال السعدى: هو ساقط، وقال ابن حبان: حدث بالاشياء الموضوعة فبطل الاحتجاج به، وأما محمد بن سهل وداود فمجهولان. وقد أخبرنا على بن أحمد الموحد قال أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفى قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم المروزى قال حدثنا محمد بن عبدالرحمن الغفاري قال حدثنا محمد بن نصر العطار المروزى، قال حدثنا أبو مالك سعيد بن هتيرة [ هبيرة ] قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الايمان الاقرار بالله والتصديق بالقلب والعمل بالاركان. وهذا إسناد ضعيف وفيه مجاهيل. قال الدارقطني: لم يحدث بهذا الحديث لا من سرقه من أبى الصلت. باب في أن الايمان يزيد وينقص فيه عن معاذ وأبى هريرة وواثلة. فأما حديث معاذ. فأنبأنا هبة الله بن أحمد الحريري قال أنبأنا محمد بن على ابن الفتح قال أنبأنا الدارقطني قال حدثنا الحسن بن أحمد بن سعيد الرهاوى، قال حدثنا عبد المنعم بن أحمد قال حدثنا عمار بن مطرف قال حدثنا حماد عن (9 الموضوعات 1)
[ 130 ]
خالد الحذاء عن عمرو بن كردى عن عبدالله بن يزيد بن الاسود عن أبى الاسود الدؤلى عن مهاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الايمان يزيد وينقص " قال أبو حاتم الرازي: كان عمار يكذب. قال ابن عدى: منكر الحديث إن دينه بواطيل. وأما حديث أبى هريرة: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا أحمد بن محمد ابن حرب قال: حدثنا ابن حميد عن جرير عن الاعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الايمان قول وعمل يزيد وينقص ومن قال غير هذا فهو مبتدع " هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه آفتان أحمد بن محمد بن حرب قال ابن عدى وابن حبان كان كذابا يضع الحديث وابن حميد كذبه أبو زرعة وابن وارة وغيرهما. وأما حديث واثلة فرواه معروف بن عبدالله الخياط مولى واثلة عن واثلة ابن الاسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الايمان قول وعمل يزيد وينقص " قال ابن عدى هذا حديث موضوع منكر، وعامة ما يرويه معروف لا يتابع عليه. باب في أن الايمان لا يزيد ولا ينقص وفيه خمسة أحاديث: الحديث الاول: أنبأنا طاهر بن طاهر قال: أنبأنا أبو بكر البيهقى، وأنبأنا ابن ناصر عن أبى بكر بن خلف الشيرازي قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم قال أنبأنا أبو الحسن بن ذكويه المذكر قال حدثنا جعفر بن سلمة قال حدثنا محمد بن يزيد قال حدثنا أبو مطيع الثلى [ البلخى ] قال حدثنا حماد بن
[ 131 ]
سلمة عن أبى المهزم عن أبى هريرة أن وفد ثقيف جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسألوه عن الايمان هل يزيد وينقص ؟ فقال: لا. زيادته كفر ونقصه ". هذا حديث موضوع بلا شك وهومن وضع أبى مطيع واسمه الحكم بن عبدالله قال أحمد بن حنبل: لا ينبغى أن يروى عنه شئ، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال أبو حاتم الرازي: كان أبو مطيع مرجئا كذابا. قال المقنف: وقلت في هذا الحديث أبو المهزم وقد سبق أنه كذاب وقد سرق هذا الحديث من أبى مطيع. أبو عمرو عثمان بن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان وغير لفظه فرواه عن حماد عن أبى المهزم عن أبى هريرة قال: " قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا جئناك نسألك عن الايمان أيزيد أو ينقص ؟ فقال: الايمان مثبت في القلوب كالجبال الرواسى وزيادته ونقصانه كفر " عثمان هذا كذاب وقد تلصص. قال أبو حاتم ابن حبان الحافظ: عثمان بن عبدالله يضع الحديث على الثقاة لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار سرق حديث أبى مطيع البنحى [ البلخى ] في الايمان يزيد وينقص ورواه لنا با [ أنبأنا ] زاهر بن طاهر قال أنبأنا البيهقى قال أنبأنا أبو عبد الله الحاكم قال هذا الحديث باطل وفى إسناده ظلمات منها أبو المهزم إلا أن الذى تولى كبره أبو مطيع ثم سرقه منه عثمان. الحديث الثاني: عن أبى العباس أحمد بن محمد القوصى قال حدثنا أبو عمرو ومحمد بن عبدالله بن أحمد الرزجاهى قال حدثنا أبو أحمد عبدالله بن عدى الحافظ قال حدثنا أبو على أحمد بن على بن محمد قال حدثنا محمد بن كرام قال حدثنا أحمد ابن عبدالله الشيباني قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن (1) (1) هنا بياض في الاصل وباقى السند المألوف هو " أبيه " عبدالله بن عمر رضى الله عنهما والحديث موضوع طبعا (*).
[ 132 ]
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الايمان لا يزيد ولا ينقص " هذا حديث موضوع من موضوعات أحمد بن عبدالله الجويبارى وهو الشيباني وهو الهروي قال أبو أحمد بن عدى: كان يضع الحديث لابن كرام على ما يريده، وكان ابن كرام يضعها في كتبه عنه، ويسميه أحمد بن عبدالله الشيباني حدث عن جرير والفضل بن موسى أحاديث وضعها عليهم هو. قال أبو حاتم بن حبان الجويبارى كذاب دجال يضع الحديث على الذين يروى عنهم ما لم يحدثوا به، روى عنه ألوف أحاديث كان يضعها عليهم لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الجرح فيه. أنبأنا محمد بن ناصر عن أحمد بن على بن خلف قال أنبأنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا سهل محمد بن سليمان الحنفي يقول سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق السراج يقول شهدت محمد بن إسمام يل البخاري ورفع إليه كتاب من محمد كرام يسأله عن أحاديث منها سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبيه قال الايمان لا يزيد ولا ينقص، فكتب محمد بن إسماعيل على ظهر كتابه: من حدث بهذا استوجب الضرب الشديد والحبس الطويل. الحديث الثالث: بلغني عن أحمد بن إبراهيم بن بركات قال حدثنا محمد بن الحسين بن على قال حدثنا محمد بن جعفر الخوارزمي قال حدثنا مأمون بن أحمد السلمى قال حدثنا أحمد بن عبدالله الجويبارى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الايمان لا يزيد ولا ينقص "، وهذا من موضوعات الجويبارى أيضا، والذى رواه عنه وهو مأمون فثد [ فقد ] اسمه وأنه أحد الوضاعين ذكر أنه وضع مائة ألف حديث، وقال أبو حاتم بن حبان الحافظ: كان مأمون بن أحمد دجالا من الدجالين. الحديث الرابع: رواه مأمون بن أحمد بن عبدالله بن مالك بن سليمان عن
[ 133 ]
سفيان بن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الايمان قول والعمل شرائعه " وهذا من موضوعات مأمون بلا شك، وقد ذكرنا أنه من الكذابين. الحديث الخامس: " أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزار عن أبى محمد الجوهرى عن أبى الحسن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال حدثنا إبراهيم بن سعيد قال حدثنا محمد بن القاسم الطانكانى [ الطالكانى ] قال حدثنا عبد العزيز ابن خالد قال حدثنا سفيان الثوري عن أبى هارون عن أبى سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من زعم أن الايمان يزيد وينقص فزيادته نفاق ونقصانه كفر فإن تابوا وإلا فاضربوا أعناقهم بالسيف أولئك أعداء الرحمن فارقوا دين الله وانتحلوا الكفر وخاصموا في الله، طهر الله الارض منهم، ألا فلا صلاة لهم، ألا فلا صوم لهم، ألا فلا زكاة لهم، ألا ولا حج لهم، ألا ولا دين لهم، هم برآء من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم برئ منهم " هذا حديث موضوع وهو من موضوعات محمد بن القاسم الطالكانى. قال أبو حاتم بن حبان: روى أهل خراسان عن محمد بن القاسم أشياء لا يحل ذكرها في الكتب، وهو يأتي في الاخبار بما يشهد الخلق على بطلانه. أنبأنا ابن ناصر عن أبى بكر بن خلف قال سمعت الحاكم أبا عبدالله يقول: محمد بن القاسم الطانكانى من رؤساء المرجئة ممن يضع الحديث على مذهبهم. باب في تمييز الايمان من العمل أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن خلف عن أبى عبدالرحمن محمد بن الحسين السلمى قال حدثنا عبدالله بن أحمد بن جعفر الشيباني قال حدثنا أحمد بن محمد بن على الهروي قال حدثنا أحمد بن عبدالله الجويبارى قال حدثنا
[ 134 ]
سلمة بن سلام عن بكر بن خنيس عن أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يميز ثلاثة فليس له في الجماعة نصيب، من لم يميز العمل من الايمان، والرزق من العمل، والموت من المرض ". هذا حديث موضوع وفيه أربعة متروكون: الجويبارى وسلمة وبكر وأبان غير أنى لا أتهم به إلا الجويبارى، ولقد وضع كلاما ركيكا لا معنى له، والكاذب لا يوفق للصواب. باب الاستثناء في الايمان فيه أربعة أحاديث: الحديث الاول: عن أبى العلاء بن نصر الكاتب قال أنبأنا عبدالرحمن ابن غزوان بن محمد قال أنبأنا أبو العباس بن تركان قال حدثنا محمد بن الحسين ابن على قال حدثنا محمد بن جعفر بن على قال حدثنا مأمون بن أحمد قال حدثنا عبدالله بن مالك بن سليمان السعدى عن أبيه عن أبى الاحوص سلام بن سليم عن سلمة بن وردان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أمتى لا تنالهما شفاعتي: المرجئة والقدرية، قيل: يا رسول الله من القدرية ؟ قال: قوم يقولون لا قدر، قيل: فمن المرجئة ؟ قال: قوم يكونون في آخر الزمان إذا سئلوا عن الايمان يقولون نحن مؤمنون إن شاء الله ". هذا حديث موضوع في إسناده مأمون الذى ليس بمأمون، وقد ذكرنا آنفا أنه كان من الوضاعين. وقال الدارقطني: ما حدث بهذا إلا سلمة ولا يعرف عنه إلا من رواية عبدالله بن مالك عن أبيه، وعبد الله وأبوه من خبثاء المرجئة. قال أبو حاتم بن حبان: مالك يروى عن الثقاة ما لا يشبه حديث الاثبات. الحديث الثاني: عن أبى بكر بن عبد الله بن محمد المذكر اللقاباذى قال أنبأنا
[ 135 ]
أبو عبد الله بن بالويه الشيرازي قال أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الخبازى قال حدثنا إبراهيم بن محمد قال حدثنا أبو عبد الله بن محمد بن محمد السكسكى قال حدثنا محمد بن مقاتل الرازي قال حدثنا جعفر بن هارون الواسطي قال حدثنا سمعان بن مهدى عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن أمتى على الخير ما لم يتحولوا عن القبلة ولم يستثنوا في إيمانهم ". هذا حديث موضوع وضعته المرجئة وفى إسناده ضعفاء وأكثرهم مجاهيل. وقد روى محمد بن تميم من حديث أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال الايمان يزيد وينقص فقد خرج من أمر الله، ومن قال أنا مؤمن إن شاء الله فليس له في الاسلام نصيب " وضعه ابن تميم. الحديث الثالث: على ضد ما تقدم أخبرت عن حمد بن نصر بن أحمد قال أنبأنا أبو القاسم على بن محمد بن على الكوفى قال حدثنا أبو بكر أحمد بن على بن إبراهيم الحافظ قال حدثنا أبو عمرو بن أبى جعفر أن الحسن بن سفيان أخبرهم قال حدثنا على بن سلمة قال حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال حدثنا معارك عن عباد عن عبدالله بن سعيد عن أبيه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من تمام إيمان العبد الاستثناء أن يستثنى فيه ". هذا حديث لا يصح. قال البخاري: معارك منكر الحديث. قال أحمد بن حنبل وكذلك عبدالله بن سعيد وهو ابن أبى سعيد المقبرى وقال يحيى بن معين: ليس بشئ ولا يكتب حديثه. وقال عمرو بن على: منكر الحديث متروكة. الحديث الرابع: أنبأنا محمد بن عبدالملك عن أبى محمد الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال حدثنا جعفر بن أحمد بن سلمة قال حدثنا عثمان بن عبدالله الاموى قال حدثنا غنيم بن سالم عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من شك في إيمانه فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسر " ين
[ 136 ]
هذا حديث لا يصح. قال ابن حبان: غنيم لا يحتج به روى العجائب قال: وعثمان يضع الحديث على الثقاة لا يحل كتب حديثه إلا اعتبارا. باب علامة كمال الايمان أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال أنبأنا أبو بشر عبدالله بن الحسين بن أحمد السجستاني قال حدثنا أبو القاسم زيد بن رفاعة الهاشمي قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبدالله بن المعتز قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن رجل عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يكمل عبد الايمان حتى يكون فيه خمس خصال: التوكل على الله، والتفويض إلى الله، والتسليم لامر الله، والرضا بقضاء الله، والصبر على بلاء الله، إنه من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله، فقد استكمل الايمان ". قال الخطيب: هذا حديث باطل بهذا الاسناد، وابن المعتز لم يكن قد ولد في وقت عفان، فضلا عن أن يكون سمع منه، وأراه من صنعة زيد بن رفاعة، فإنه كان يضع الحديث. باب لا يضر مع الايمان عمل أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر بن ثابت قال أنبأنا محمد بن محمد ابن على الطبيب قال أنبأنا عمر بن إبراهيم المقرى قال حدثنا بندار البصلانى قال حدثنا إبراهيم بن راشد قال حدثنا حجاج بن نصير قال حدثنا المنذر بن زياد الطائى عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كما لا ينفع مع الشرك شئ كذلك لا يضر مع الايمان شئ " هذا حديث لا يصح. قال عمرو بن على الفلاس: كان المنذر ابن زياد كذابا. وقال الدارقطني: متروك له مناكير.
[ 137 ]
باب كيفية مجئ الاسلام يوم القيامة أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا الحسن بن سفيان قال أنبأنا محمود ابن خالد قال حدثنا مروان بن محمد قال حدثنا رشدين قال حدثنى معاوية بن صالح قال عن سليم بن عامر عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يبعث الاسلام يوم القيامة على صورة الرجل عليه رداؤه، فيأتى الرب فيقول: يا رب منك خرجت وإليك أعود فشفعني اليوم في من شئت. فيقول: قد شفعتك قال: فيبسط رداءه. قال: فتسيب إليه الناس، قال: فمن تسيب إليه تسيب أدخله الجنة ". قال ابن عدى: لا أعرف هذا الحديث إلا من حديث رشدين عن معاوية. قال المصنف قلت: رشدين هو ابن سعد. قال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: متروك. باب ثواب من أسلم على يده رجل أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا محمد بن عبدالله بن شهريار قال حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني قال حدثنا خلف بن عمرو العكبرى قال حدثنا محمد بن معاوية النيسابوري قال حدثنا الليث بن سعد عن زيد بن أبى حبيب عن أبى الخير مرثد بن عبدالله عن عقبة بن عامر الجهنى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أسلم على يديه رجل وجبت له الجنة ". قال سليمان: لم يرفعه عن الليث إلا محمد بن معاوية. قال يحيى بن معين: ليس هذا الحديث بشئ، ومحمد بن معاوية حدث
[ 138 ]
بأحاديث كثيرة ليس لها أصل، منها هذا الحديث وليس بشئ. قال المصنف قلت: وكان يحيى يرميه بالكذب. وقال أحمد بن حنبل والدارقطني هو كذاب. وقال النسائي متروك الحديث. وقد روى هذا الحديث خالد بن عمرو عن الليث. وخالد لا يحتج به. قال أحمد: ليس بثقة روى أحاديث بواطيل، وقال في رواية: رأيت أحاديثه موضوعة. وقال يحيى: ليس حديثه بشئ. وقال أبو بكر الخطيب: ويقال إن هذا الحديث لا أصل له من رواية يزيد ابن أبى حبيب، وإنما يروى عن خالد بن أبى عمران من قوله.
[ 139 ]
كتاب المبتدا باب في خلق الشمس والقمر أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أحمد بن على بن سوار قال أنبأنا أبو محمد الجوهرى قال أنبأنا أبو عمر بن حوية قال أنبأنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادى قال حدثنى هارون بن على بن الحكم قال حدثنا أحمد بن عبد العزيز ابن مرداس قال حدثنا عبدالله بن محمد بن سعيد القرشى قال حدثنا محمد بن موسى الشيباني قال حدثنا سلمة بن الصلت قال حدثنا أبو على حازم بن المنذر العنزي قال حدثنا عمر بن صبح عن مقاتل بن حيان عن شهر بن حوشب عن حذيفة قال أبو على وحدثنا الاعمش عن سليمان بن موسى عن القاسم بن مخيمرة عن على بن أبى طالب وحذيفة وابن عباس: " أنهم كانوا جلوسا ذات يوم فجاء رجل، فقال: إنى سمعت العجب، فقال له حذيفة وما ذاك ؟ قال سمعت رجالا يتحدثون في الشمس والقمر فقال: وما كانوا يتحدثون ؟ فقال: زعموا أن الشمس والقمر يجاء بهما يوم القيامة كأنهما ثوران عقيران فيقذفان في جهنم، فقال على وابن عباس وحذيفة: كذبوا الله أجل وأكرم من أن يعذب على طاعته فقال حذيفة بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سئل عن ذلك فقال إن الله عزوجل لما أبرم خلقه فلم يبق من خلقه غير آدم خلق شمسين من نور عرشه. فأما التى كان في سابق علمه أن يطمسها ويحولها قمرا فإنه خلقها دون الشمس في الضوء. وذكر حديثا طويلا نحوا من جزء فيه: " أن التى تطلع الشمس في صبحتها من المغرب تكون قدر ثلاث ليال، فلا يعرف طولها سوى المتعبدين فيستغيث بعضهم إلى بعض، وأن الشمس تطلع من المغرب ومعها القمر إلى نصف السماء ثم يعادان ".
[ 140 ]
هذا حديث موضوع لا شك فيه وفى إسناده جماعة من الضعفاء والمجهولين، وعمر بن صبح ليس بشئ قال أبو حاتم ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة لا يحل كتب حديثه إلا على وجه التعجب. والمحنة في هذا الحديث من قبل أن يصل إلى عمر حديث فيه أن الشمس والقمر يلقيان في النار. أنبأنا ابن الملك عن الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال حدثنا القطان قال حدثنا عمرو عن يزيد السيارى قال حدثنا درست ابن زياد عن يزيد بن الرقاشى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الشمس والقمر ثوران عقيران في النار " هذا لا يصح. قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج برواية درست بن زياد وقال يحيى: لا شئ. باب كسوف القمر أنبأنا أبو الحسن على بن أحمد الموحد قال أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفى قال حدثنا أبو مطيع الحسن بن محمد الشافعي قال حدثنا أبو على الحسن بن أبى الحسن ابن موسى العقير قال حدثنا أحمد بن على بن رزين الهروي قال حدثنا أحمد بن عبدالله الهروي قال أنبأنا وهب بن وهب عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا انكسف في المحرم كانت تلك السنة البلاء والقتال وشغل السلطان وفتنة الكبراء وانتشار من الضعفاء، وإذا انكسف في صفر كان نقص من الامطار حتى يظهر النقصان في البحر وهو الغاية من نقص الامطار والقحوط، وإذا انكسف في ربيع الاول كان مجاعة وموت مع أمطار وحرب وتحرك ملك بموت كثير، وإذا انكسف في جمادى الاولى كان برد وثلوج وأمطار مع موت ذريع وهو الطاعون، وإذا انكسف في جمادى الآخرة فهو زرع كثير وخصب وسعة مع قتال بين الناس ويكون حراذا
[ 141 ]
[ جراد ] والاسعار تزداد رخصا وكسادا، وإذا انكسف في رجب فهو أمطار وسمك كثير "، وذكر حديثا طويلا من هذا الجنس على المشهور لا فائدة في الاطاله به لان هذا الحديث لا يشك في وضعه، ومن قد خبر أمر أحمد بن عبدالله الهروي وهو الجويبارى علم أنه من عمله وإن كان وهب بن وهب من أكذب الناس فكافأ الله من يضع مثل هذه الاشياء المنافية للشريعة ولا شك أنه يقصد شينها. وإنما ننسب مثل هذا الكلام إلى كتاب يسمى الآثار العلوية نسبوه إلى دانيال وذى القرنين ولا يصح ذلك. باب في نقصان الشهور أنبأنا أبو القاسم الحريري عن أبى طالب العشارى قال حدثنا أبو الحسن الدارقطني قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا إبراهيم بن العلاء عن سعيد بن زيد عن عقبة عن أبيه زيد بن عقبة عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لايتم شهران ستين يوما ". قال الدارقطني: تفرد به إسحاق بن إدريس بهذا الاسناد. قال يحيى: كان إسحاق يضع الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث قال المصنف: قلت وما أظن من وضع هذا يريد إلا شين الشرع فإنه قد يتم شهران وثلاثة، وحوشى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخبر بما لا يكون. باب ذكر المجرة أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال أخبرني على بن محمد ابن الحسن المالكى قال أنبأنا عبدالله بن عثمان الصفار قال أنبأنا محمد بن عمران ابن موسى الصفار قال حدثنا عبدالله بن على المدينى قال: قلت لابي: إن الشاذكونى يحدث عن هشام بن يوسف قال أنبأنا أبو بكر بن أبى مريم عن الوليد بن أبى الوليد عن رجل سماه فذهب عنى عن معاذ بن جبل قال " لما أراد
[ 142 ]
النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعثنى أراه قال إلى اليمن قال إنهم سائلوك عن المجرة فإذا سألوك فقل إنها من عرق الافعى التى تحت العرش " فأنكره أشد الانكار وقال لم يسمع هشام من أبى بكر بن مريم. أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الحافظ قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا أبو الحسن الصيفي قال حدثنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا أبو جعفر العقيلى قال حدثنا حجاج بن عمران قال حدثنا سليمان بن داود قال حدثنا هشام بن يوسف قال حدثنا أبو بكر بن عبيدالله بن أبى سبرة عن عمرو بن أبى عمرو عن الوليد عن عبدالاعلى بن حكيم عن معاذ بن جبل قال: " لما بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، قال: إنك تأتى قوما أهل كتاب فإن سألوك عن المجرة فأخبرهم أنها من عرق الافعى التى تحت العرش ". قال العقيلى: وحدثنا أبوالزنباع روح بن الفرج وأنبأنا ابن خيرون قال حدثنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن محمد بن زنجويه قال حدثنا روح بن الفرج قال حدثنا إبراهيم بن مخلد قال حدثنا الفضل بن مختار عن محمد بن مسلم الطائفي عن ابن أبى نجيح عن مجاهد عن جابر بن عبدالله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا معاذ إنى مرسلك إلى قوم أهل كتاب فإذا سئلت عن المجرة التى في السماء فقل هي لعاب حية تحت العرش ". هذا حديث لا يصح، وسليمان بن داود هو الشاذكونى. قال يحيى: ليس بشئ. وأما أبو بكر بن أبى سبرة فقال أحمد كان يضع الحديث ويكذب، وقال النسائي والعقيلي متروك الحديث، وقد ذكرناه في رواية عن أبى بكر بن أبى مريم، فإما أن يكون غلطا من الرواة أو تخليطا من الشاذكونى. وابن أبى مريم قال فيه يحيى بن معين ليس بشئ، قال وعمرو ابن أبى عمرو لا يحتج بحديثه.
[ 143 ]
قال أحمد بن حنبل: ومحمد بن مسلم الطائفي ما أضعف حديثه وقال العقيلى: عبدالاعلى لا يتابع على هذا الحديث، والفضل منكر الحديث، قال وقد روى من وجه آخر لا يثبت أيضا. باب ذكر القوس أنبأنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن حبيب قال أنبأنا العباس بن أبى العباس السقائى قال أنبأنا أحمد بن محمد بن الحارث التميمي قال حدثنا أبو محمد بن حيان قال حدثنى يوسف بن محمد المؤذن قال حدثنا إبراهيم بن الوليد الجساس قال حدثنى أبو عمر الغرانى قال حدثنا بشار بن عبيدالله عن عطاء بن أبى ميمونة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان القوس كذا من أول السنة فهو عام خصب، وإذا كان من آخر السنة فهو أمان من الغرق ". هذا حديث لا يصح، وفى إسناده مجاهيل وضعاف، وقال أبو حاتم الرازي لا يحتج بحديث عطاء بن أبى ميمونة. وقال أبو الفتح الازدي: بشار بن عبيد الله متروك الحديث جدا منكر الامر. حديث آخر: أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا محمد بن جعفر بن علان قال أنبأنا أبو الفتح الازدي الحافظ قال حدثنا أبو يعلى محمد بن عبدالله الملطى قال حدثنا وهب بن حفص الحرانى قال حدثنا محمد بن سليمان الحرانى قال حدثنا خليد بن دعلج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمان لاهل الارض من الغرق القوس قزح وأمان لاهل الارض من الاختلاف الموالاة لقريش، وإذا خالف قريش قبيلة صارت من حزب إبليس ". وهذا موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه خليد بن دعلج وقد ضعفه أحمد والدارقطني، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: ليس بثقة، وفيه محمد بن سليمان الحرانى قال أبو حاتم الرازي منكر
[ 144 ]
الحديث، وفيه وهب بن حفص. قال أبو عروبة كذاب يضع الحديث يكذب كذبا فاحشا. قال المنصف: قلت وهو المتهم به. باب لا يقال قوس قزح أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على الحافظ قال أنبأنا أبو الحسن محمد بن عمر بن عيسى البلدى قال حدثنا الحسن بن سعيد بن الفضل الآدمى قال حدثنا عبيد العجلى قال حدثنا بشر بن الوليد قال حدثنا زكريا ابن حكيم الحبطى عن أبى رجاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقولن قوس قزح، فإن قزح الشيطان، ولكن قولوا قوس الله وهو أمان من الغرق ". طريق آخر: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا أحمد بن أحمد قال حدثنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا أحمد بن السندي قال حدثنا الحسين بن محمد بن حاتم قال حدثنا بشر بن الوليد قال حدثنا زكريا بن حكيم الحبطى عن أبى رجاء العطاردي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقولوا قوس قزح فإن قزح شيطان، ولكن قولوا قوس الله عزوجل فهو أمان لاهل الارض " هذا حديث لم يرعفه غير زكريا. قال أحمد ويحيى ليس بشئ، وقال يحيى مرة ليس بثقة وكذلك النسائي، وقال ابن المدينى هالك. باب ذكر مقاليد السموات والارض أنبأنا على بن عبد الواحد الدينورى قال أنبأنا الحسن بن على الجوهرى قال أنبأنا على بن أحمد بن كيسان قال حدثنا يوسف بن يعقوب القاضى قال حدثنا محمد بن أبى بكر عن ابن عمر أن عثمان سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تفسير
[ 145 ]
[ له مقاليد السموات والارض ]، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما سألني عنها أحد. تفسيرها لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله وبحمده، أستغفر الله، لا قوة إلا بالله الاول والآخر والظاهر والباطن بيده الخير يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير. أما أول خصلة يعنى لمن قالها فيحرس من إبليس وجنوده، وأما الثانية فيعطى قنطارا في الجنة، وأما الثالثة فترفع له درجة في الجنة، وأما الرابعة فيزوجه الله من الحور العين، وأما الخامسة فله فيها من الاجر كمن حج أو اعتمر فيقبل حجه وتقبلت [ تقبل ] عمرته، فإن مات من يومنه ختم له بطابع الشهداء ". وقد رواه العقيلى عن أحمد بن محمد بن عاصم عن محمد بن أبى بكر، وفيه نوع اختلاف في الكلمات. وهذا حديث لا يصح قال أما الاغلب فقال يحيى ليس بشئ، وأما مخلد فقال ابن حبان منكر الحديث جدا ينفرد بمناكير لا تشبه أحاديث الثقاة، وأما عبدالرحيم فكذا في رواية يوسف القاضى وفى رواية العقيلى عبدالرحمن المدنى وهو ضعيف، وهذا الحديث من الموضوعات النادرة التى لا تليق بمنصب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لانه منزه عن الكلام الركيك والمعنى البعيد. باب أسماء النجوم التى رآها يوسف عليه السلام أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي قال أنبأنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا أبو جعفر العقيلى قال حدثنا محمد بن إسماعيل الصايغ قال حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا الحكم بن ظهير عن السعدى عن عبدالرحمن بن سليط عن جابر بن عبدالله قال: " جاء بستاني اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا محمد أخبرني عن النجوم التى رآها يوسف أنها ساجده له ما أسماؤها ؟ فلم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم بشئ حتى أتاه جبريل فأخبره. فأرسل إلى اليهودي فقال إن أخبرتك بأسمائها تسلم ؟ قال: (10 الموضوعات 1)
[ 146 ]
أخبرني قال: حدثان وطارق الذبال وذو الكنفات وذو الفرع ووثاب وعمودان وقابس والصروح والمصبح والفيلق والضيا والنور. قال يعنى أياه وأنه رآها في أفق السماء ساجدة له، فلما قص رؤياه على أبيه قال أرى أمرا متشتتا يجمعه الله. فقال اليهودي هذه والله أسماؤها " هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان واضعه قصد شين الاسلام بمثل هذا، وفيه جماعة ليسوا بشئ. قال يحيى بن معين: الحكم بن طهير ليس بشئ. وقال النسائي: متروك الحديث وقال أبو حاتم بن حبان يروى عن الثقاة الموضوعات، وأنبأنا ابن ناصر عن محمد ابن طاهر الحافظ قال: الحكم كذاب. وأما السدى فقال ابن نمير كذاب. وقال النسائي وأبو حاتم الرازي متروك. وقال البخاري: لا يكتب حديثه البتة. وقال أبو على صالح بن محمد كان يضع الحديث. قال ابن حبان: وهذا الحديث لا أصل له من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال العقيلى: لا يصح في هذا المتن عن النبي صلى الله عليه وسلم شئ من وجه يثبت. باب في خلق الملائكة أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا أبو الحسن الصيفي قال حدثنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا أبو جعفر العقيلى قال حدثنا أحمد بن داود التومسى قال حدثنا صفوان بن صالح قال حدثنا الوليد قال حدثنا روح بن جناح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " في السماء الدنيا بيت يقال له العمور بحيال الكعبة، وفى السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخل فيه جبريل كل يوم فينغمس فيه انغماسة ثم يخرج فيلتفض انتفاضة فيخرج عنه سبعون ألف قطرة فيخلق الله من كل قطرة ملكا ثم يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلون فيه ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدا فيولى عليهم أحدهم ثم يؤمر أن يقف بهم في السماء موقفا يسبحون الله فيه إلى أن تقوم الساعة ".
[ 147 ]
طريق آخر: أنبأنا عبد الاول بن عيسى قال أنبأنا عبدالله بن محمد الانصاري قال حدثنى على بن محمد بن الحسن الفارسى إملاء أن على بن عيسى أخبرهم قال أنبأنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا روح بن جناح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يؤمر جبريل في كل غداة فيدخل بحر النور فينغمس فيه انغماسة ثم يخرج فينتفض انتفاضة فتسقط منه سبعون ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا فيؤمر بهم إلى البيت المعمور فيصلون فيه، ثم يؤمر بهم إلى حيث ما شاء الله يسبحون إلى يوم القيامة " هذا حديث لايتهم به إلا روح بن جناح فإنه يعرف به ولم يتابعه عليه أحد. قال ابن حبان: يروى عن الثقة ما إذا سمعه من ليس بمتبحر في هذه الصناعة شهد بالوضع. وقال عبدالغنى الحافظ: هذا حديث منكر بهذا الاسناد ليس له أصل عن الزهري، ولا عن سعيد ولا عن أبى هريرة ولا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الطريق ولا من غيرها. باب ذكر الملائكة الموكلين بالمساجد الثلاثة أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت الخطيب قال أنبأنا القاضى أبوالعلا محمد بن على الواسطي قال حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن الفرج الخلال قال حدثنا أبو حامد أحمد بن رجا بن عبيدة قال حدثنا محمد بن محمد بن إسحاق البصري قال حدثنا سويد بن نصر البلخى قال حدثنا سفيان الثوري عن حماد عن إبراهيم عن علقمة قال: قال عبدالله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لله تعالى ثلاثة أملاك ملك موكل بالكعبة، وملك موكل بمسجدى هذا، وملك موكل بالمسجد الاقصى، فأما الملك الموكل بالكعبة فينادى في كل يوم: من ترك فرائض الله خرج من أمان الله، وأما الملك الموكل بمسجدى هذا فينادى
[ 148 ]
في كل يوم: من ترك سنة محمد صلى الله عليه وسلم لم يرد الحوض ولم تدركة شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، وأما الملك الموكل بالمسجد الاقصى فينادى في كل يوم من كانت طعمته حراما كان عمله مضروبا به في وجهه ". وقال الخطيب: هذا حديث منكر ورجال إسناده كلهم ثقاة معروفون سوى البصري وأحمد بن رجاء فإنهما مجهولان. باب في ذكر الجبال والانهار أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن أبى إسرائيل قال حدثنا عبدالله بن جعفر قال أخبرني أبو حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحد ركن من أركان الجنة " قال ابن عدى لا أعلم يرويه عن أبى حازم إلا عبدالله. قال النسائي: هو متروك الحديث. حديث آخر: أنبأنا ابن خيرون قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال أنبأنا ابن عدى قال حدثنا بهلول بن إسحاق قال حدثنا إسماعيل بن أبى أويس قال حدثنى كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف بن زيد المزني عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أربعة أجبل من جبال الجنة، وأربعة أنهار من أنهار الجنة، وأربعة ملاحم من ملاحم الجنة. قيل فما الا جبل يا رسول الله ؟ قال: أحد جبل يحبنا ونحبه جبل من جبال الجنة، وطور جبل من جبال الجنة، ولبنان جبل من جبال الجنة، ولم يذكر الرابع. والانهار: النيل والفرات وسيحان وجيحان. والملاحم بدر وأحد والخندق وخيبر ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أحمد بن حنبل
[ 149 ]
كثير بن عبدالله منكر الحديث ليس بشئ. وقال يحيى: لا نكتب حديثه. وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث. وقال الشافعي: هو ركن من أركان الكذب. وقال ابن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب. باب ذكر الشياطين حدثنا عن أبى عبدالله محمد بن على بن يحيى بن سلوان المازنى قال أنبأنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي قال أنبأنا أبو شيبة إبراهيم بن دينار بن دوزبة قال حدثنا العلاء بن عمرو قال حدثنا عبد المنعم بن إدريس قال حدثنا أبى عن وهب بن منبه عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لله تعالى شياطين في البر ليس لهم على ما في البحر سلطان، وشياطين في البحر ليس لهم على ما في البر سلطان، وشياطين في النهار ليس لهم على ما في الليل سلطان، وشياطين بالليل ليس لهم على ما في النهار سلطان، وشياطين في الظلمة ليس لهم على ما في النور سلطان، وشياطين في النور ليس لهم على ما في الظلمة سلطان، وشياطين في المنام ليس لهم على ما في اليقظة سلطان، وشياطين في اليقظة ليس لهم على ما في المنام سلطان، وشياطين في الجموع ليس لهم على ما في الوحدة سلطان وشياطين موكلون بالرجال دون النساء، وشياطين موكلون بالنساء دون الرجال، وشياطين موكلون بالملوك دون المملوك، وشياطين موكلون بالضعفاء دون الكبار وشياطين موكلون بالكبار دون الصغار، وشياطين موكلون بالمساجد يطردون الناس عنها طردا عنيفا عن ذكر الله وعن الصلاة يطردونهم إلى الشهوات، وإلى اللذات وإلى الاسواق والمجالس والجماعات، ويشهون إليهم ويحببون إليهم الجلوس على المعاصي التى لا يعصمهم منها إلا الله. فمن صلى صلاة الغداة في جماعة ثم ذكر الله تعالى وذكر به حتى تطلع الشمس ثم صلى أربع ركعات لم يضره شئ
[ 150 ]
من خلق الله تعالى من ساعته تلك إلى مثلها من الغد ". هذا حديث لا يشك في وضعه على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما عبد المنعم فقال أحمد بن حنبل: يكذب على وهب. وقال ابن المدينى وأبو داود ليس بثقة. وقال الفلاس: متروك الحديث. وقال البخاري ذاهب الحديث. وقال الدارقطني هو وأبوه متروكان. قال ابن حبان: والعلاء بن عمرو لا يجوز الاحتجاج به بحال. قال داود بن إبراهيم: كان يكذب. باب خلق الآدمى وفوائد أجزائه أنبأنا إسماعى بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال حدثنا حمزة بن يوسف السهمى قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا القاسم بن زكريا قال حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا الحكم بن فضل العبدى قال حدثنا عطية عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اليدان جناحان والرجلان بريدان، والاذنان قمع، والعينان دليل، واللسان ترجمان، والضحك طحال، والرئة نفس، والكليتان مكر، والكبد رحمة، والقلب ملك، فإذا فسد الملك فسد جنوده، وإذا صلح الملك صلح جنوده ". طريق آخر: أنبأنا محمد بن عبد الباقي قال أنبأنا أحمد بن أحمد قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا سليمان بن أحمد قال حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا بقية بن الوليد قال حدثنى عتبة بن أبى حكيم عن طلحة ابن نافع عن كعب قال: " أتيت عائشة فقلت: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم نعت الانسان، فانظري هل يوافق نعتي نعت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: انعت، فقال: عيناه هاد، وأذناه قمع، ولسانه ترجمان، ويداه جناحان، ورجلاه بريد، وكبده رحمة، ورئته نفس، وطحاله ضحك،
[ 151 ]
وكليتاه مكر، والقلب ملك، فإذا طاب طاب جنوده، وإذا فسد فسد جنوده. فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعت الانسان هكذا ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الطريق الاول: ففيه عطية ضعفه الجماعة. وقال ابن حبان: كان يسمع الطبى [ الكلبى ] يقول: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكنيه أبا سعيد. ويروى عنه ذلك، فيظن أنه الخدرى، لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل التعجب. وأما الحكم فقال ابن عدى لا يتابعه الثقاة على ما يتفرد به. وأما سويد فكان يحيى يحمل عليه ويقول لو قدرته لعذرته. وأما الطريق الاخرى: فقال يحيى بن معين: طلحة ليس بشئ، وعتبة ضعيف الحديث. وقال ابن حبان: لا يحتج ببقية. باب حلق [ خلق ] الارواح أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا عبد الكريم بن هوازن قال حدثنا أبو القاسم بن حبيب قال حدثنا إبراهيم ابن مجيد بن يزيد قال حدثنا محمد بن على الترمذي قال حدثنا عمر بن أبى عمر عن إبراهيم بن عبدالحميد العجلى عن صالح بن جبان [ حيان ] عن ابن بريدة عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الارواح في خمسة أجناس، في الانس والجن والشياطين والملائكة والروح، وسائر الخلق لها أنفاس وليست لها أرواح " هذا حديث لا يصح. قال النسائي: صالح بن حيان ليس بثقة. وقال أبو حاتم بن حبان: كان يروى الموضوعات عن الاثبات، حتى إذا سمعها من الحديث صناعته شهد لها بالوضع. وقد جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا ".
[ 152 ]
باب لين القلب في الشتاء أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا أحمد بن أحمد قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا عبدالله بن محمد قال حدثنا محمد بن زكريا قال حدثنا عمر بن يحيى قال حدثنا شعبة بن الحجاج عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قلوب بنى آدم تلين في الشتاء، وذلك بأن الله تعالى خلق آدم من طين والطين يلين في الشتاء ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هو محفوظ من كلام خالد بن معدان، والمتهم برفعه عمر بن يحيى. قال إبراهيم الاصفهانى. هو متروك الحديث. قال الدارقطني: ومحمد بن زكريا يضع الحديث. باب ما يكتب في رأس المولود قبل أن يولد أنبأنا أبو منصور بن خيرون عن أبى محمد الجوهرى عن أبى الحسن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال حدثنا أيوب بن محمد الوزان قال حدثنا الوليد بن الوليد العبسى عن ابن ثوبان عن عطاء عن عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما من مولود إلا أنه مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من فاتحة سورة التغابن ". هذا حديث موضوع. قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج بالوليد. باب ضرب الاطفال أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت الخطيب قال أنبأنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن هارون قال أنبأنا محمد بن عبدالله بن خلف بن بخيت قال حدثنا أبو الحسن على بن إبراهيم بن
[ 153 ]
الهيثم بن المهلب البلدى قال حدثنى أبى قال حدثنا آدم بن أبى إياس العسقلاني قال حدثنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لا تضربوا أولادكم على بكائهم، فبكاء الصبى أربعة أشهر شهادة أن لا إله إلا الله، وأربعة أشهر الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم، وأربعة أشهر دعاء لوالديه ". قال الخطيب: هذا الحديث منكر جدا، ورجال إسناده كلهم مشهورون بالثقة سوى أبى الحسن البلدى. باب فهم الاطفال بعضهم عن بعض أنبأنا أبو المعتمر المبارك بن أحمد بن الانصاري قال أنبأنا أبو الحسن محمد ابن مرزوق قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا أبو القاسم الازهرى قال حدثنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن يعقوب قال حدثنى سعيد بن عثمان بن سعيد الوراق ح. وأنبأنا أبو منصور محمد بن عبدالملك واللفظ له قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا الحسين بن عبدالله القطان قالا حدثنا محمد بن الطفيل أبو اليسر الحرانى قال حدثنا وكيع عن شبيب بن شيبة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: " كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل من الانصار فقال إن أبنا لى دب من سطح إلى ميزاب، فادع الله أن يهبه لابويه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: قوموا. قال جابر: فنظرت إلى أمر هائل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ضعوا له صبيا على السطح، فوضعوا له صبيا، فدعاه ثم ناغاه، ثم إن الصبى دب حتى أخذه أبواه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تدرون ما قاله له ؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال: لم تلقى نفسك فتقتلها. قال: إنى أخاف الذنوب قال. فلعل العصمة أن تلحقك. قال وعسى فدب إلى السطح ".
[ 154 ]
هذا حديث لا نشك في وضعه وما أظن واضعه قصد إلا شين الاسلام. قال ابن عدى. ومحمد بن الطفيل ليس بالمعروف، فلا أدرى البلاء منه أو من غيره. باب اختيار الاسماء أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال أنبأنا يحيى بن محمد بن الحسين المؤدب قال أنبأنا محمد بن عبدالله الكوفى قال أنبأنا محمد بن محمد الباغندى قال حدثنا محمد بن حميد الدارى قال حدثنا إبراهيم بن المختار قال حدثنا النضر بن حميد عن أبى إسحاق عن الاصبغ عن على بن أبى طالب رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما من أهل بيت فيهم اسم نبى إلا بعث إليهم ملكا يقد سهم بالغداة والعشي ". هذا حديث لا يصح وفى إسناده متروكون. أما أصبغ فقال يحيى لا يساوى شيئا. وأما محمد بن حميد فقد كذبه أبو زرعة. وقال النسائي ليس بثقة. وقال صالح بن محمد ما رأيت أحذق بالكذب منه ومن الشاذكونى. باب التسمية بمحمد أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال حدثنا ابن عدى قال حدثنا عمر بن الحسين بن نصر قال مصعب قال حدثنا سعيد قال حدثنا موسى بن أعين عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ولد له ثلاثة أولاد فلم يسم أحدهم محمدا فقد جهل " لا يعرف إلا من حديث موسى. قال أحمد: ليث مضطرب وقال أبو زرعة: لا يشتغل به. وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره فكان يقلب الاسانيد ويرفع المراسيل، تركه يحيى القطان ويحيى بن معين وابن مهدى وأحمد.
[ 155 ]
حديث آخر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة ابن يوسف قال أنبأنا ابن عدى قال حدثنا مكى قال حدثنا قطن قال حدثنا خالد ابن يزيد قال حدثنا ابن أبى ذيب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ولد له ثلاثة فلم يسم أحدهم محمدا فهو من الجفاة، وإذا سميتموه محمدا فلا تسبوه، ولا بحبهوه ولا تعنفوه ولا تضربوه وشرفوه وعظموه وكرموا وبروا قسمه ". قال ابن عدى: هذا حديث منكر. قال المصنف: قلت: قال يحيى وأبو حاتم الرازي: خالد بن يزيد العمرى كذاب. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات. حديث آخر: أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا عبدالرحمن بن منده قال أنبأنا محمد بن على النقاش قال أنبأنا أحمد بن محمد بن إسحاق السنى قال حدثنا محمد بن جرير الطبري قال حدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن وهب قال حدثنا عبدالله بن عبدالرحمن بن سعد الوقاصى قال حدثنا عثمان بن عبدالرحمن عن عمته عائشة بنت سعد عن أبيها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " هل امرأة من نسائكم حامل ؟ فقال رجل أظن امرأتي حاملا، فقال: إذا رجعت إلى منزلك فضع يدك على بطنها وسمه محمدا فإن الله عزوجل يأتي به رجلا ". هذا حديث لا يصح. أما عثمان بن عبدالرحمن فقال يحيى ليس بشئ. وقال مرة كان يكذب. وضعفه ابن المدينى جدا. وقال الدارقطني متروك. وقال ابن حبان يروى عن الثقات الموضوعات. وأحمد بن عبدالرحمن حدث بمالا أصل له. حديث آخر: أنبأنا ابن خيرون قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال أنبأنا ابن عدى قال حدثنا الفضل بن محمد بن سليمان قال حدثنا ابن مصطفى قال
[ 156 ]
حدثنا عثمان بن عبدالرحمن عن محمد بن عبدالملك عن يحيى بن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الفقر بيتا فيه اسمى ". هذا حديث لا يصح، وعثمان بن مظعون فيه. قال أحمد بن حنبل: محمد بن عبدالملك كان يضع الحديث. حديث آخر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا يحيى ابن عبدالرحمن بن ناجية قال حدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن مفضل قال حدثنا عثمان الطرايفى قال حدثنا أحمد الشامي عن أبى الطفيل عن على بن طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما اجتمع قوم قط في مشورة فيهم رجل اسمه محمد لم يدخلوه في مشورتهم إلا لم يبارك لهم فيه ". قال ابن عدى: هذا حديث غير محفوظ وأحمد الشامي هو عندي بن كنانة وهو منكر الحديث. قال أبو عروبة: وعثمان الطرائفي عنه عجائب يروى عن مجهولين. قال ابن حبان لا يجوز الاحتجاج به. حديث آخر: أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أبو القاسم عبدالرحمن بن أبى عبدالله بن منده قال أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان المعدانى قال حدثنا سليمان ابن أحمد الطبراني قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبرى عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من أحد من أمتى رزقه الله تعالى ولدا ذكرا فسماه محمدا وعلمه تبارك الذى بيده الملك إلا حشره الله تعالى على ناقة من نوق الجنة مدبجه الجنبين خطامها من اللؤلؤ الرطب على رأسه تاج من نور، وإكليل من نور، تتبختر به في الجنة ". هذا حديث لا يصح وكل رجاله ثقاة ولا أتهم به إلا المعدانى.
[ 157 ]
حديث آخر: أنبأنا ابن ناصر قال أنبأنا أبو القاسم بن منده قال أنبأنا محمد ابن محمد بن المهتدى قال حدثنا الحسين بن أحمد بن بكير قال حدثنا أحمد بن عبدالله بن الفتح قال حدثنا صدقة بن موسى بن تميم قال حدثنى أبى عن حميد الطويل عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يوقف عبدان بين يدى الله تعالى فيأمر بهما إلى الجنة. فيقولان ربنا بما نستأهل الجنة ولم نعمل عملا تجازينا ؟ فيقول لهما: عبدى أدخلا الجنة فإنى آليت على نفسي أن لا يدخل النار من اسمه أحمد ولا محمد ". هذا حديث لا أصل له. قال ابن حبان صدقة بن موسى لا يحتج به لم يكن الحديث من صناعته كان إذا روى قلب الاخبار. حديث آخر: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز، وأبو محمد يحيى بن على المدبر قالا أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن المهتدى بالله قال حدثنا الحسين ابن أحمد بن عبدالله بن بكير قال حدثنا حامد بن حماد بن المبارك العسكري، قال حدثنا إسحاق بن سيار أبو يعقوب النصيبى قال حدثنا حجاج بن المنهال قال حدثنا حماد بن سلمة عن برد بن سنان عن مكحول عن أبى أمامة الباهلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من ولد له مولود فسماه محمدا تبركا به كان هو ومولوده في الجنة " في إسناده هذا الحديث من قد تكلم فيه. حديث آخر: أنبأنا ابن ناصر قال أنبأنا عبدالرحمن بن أبى عبدالله بن منده قال أنبأنا عبد الصمد بن محمد العاصمى قال أنبأنا إبراهيم بن أحمد المستملى قال حدثنا محمد بن أحمد بن شبيب قال حدثنا محمد بن عتاب قال حدثنا سليمان ابن داود قال حدثنا عبثر بن الحسن قال حدثنا يحيى بن سليم الطائفي عن ابن أبى نجيح عن مجاهد عن المسور بن مخرمة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما من مسلم دنا من زوجته وهو ينوى إن حملت منه يسميه محمدا إلا
[ 158 ]
رزقه الله تعالى ذكرا، وما كان اسم محمد في بيت إلا جعل الله تعالى في ذلك البيت بركة " وهذا لا يصح. قال أبو حاتم الرازي: يحيى بن سليم لا يحتج به وسليمان مجروح وعبثر مجهول. وقد روى في هذا الباب أحاديث ليس فيها ما يصح. باب النهى عن تصغير الاسماء أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال حدثنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا أحمد بن خالد بن عبدالملك بن مسرح قال حدثنا أبى قال حدثنا إسحاق بن نجيح عن عباد بن راشد عن الحسن عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقولوا مسيجد، ولا مصيحف. ونهى عن تصغير الاسماء وأن يسمى الصبى علوان أو حمدون أو تعموس. وقال: هذه أسماء الشياطين ". هذا حديث لا يشك في وضعه ولا نتهم به غير إسحاق بن نجيح فإنهم أجمعوا على أنه كان يضع الحديث. باب النهى عن التسميه بالوليد أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا أبو المغيرة قال حدثنا ابن عياش على حدثنى الاوزاعي وغيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال " ولد لاخى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم غلام فسموه بالوليد فقال النبي صلى الله عليه وسلم سميتموه باسم فراعنتكم ليكونن في هذه الامة رجل يقال له الوليد لهم [ لهو ] شر على هذه الامة من فرعون لقومه ". قال أبو حاتم بن حبان: هذا خبر باطل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 159 ]
هذا ولا رواه عمر ولا حدث به سعيد ولا الزهري ولا هو من حديث الاوزاعي بهذا الاسناد، وإسماعيل بن عياش لما كبر تغير حفظه فكثر الخطأ في حديثه، وهو لا يعلم. قال المصنف: قلت ولعل هذا الحديث قد أدخل عليه في كبره أو قد رواه وهو مختلط. قال أحمد بن حنبل: كان إسماعيل يروى عن كل ضرب. قال المصنف: قلت وقد رأيت في بعض الروايات عن الاوزاعي أنه قال: سألت الزهري عن هذا الحديث فقال إن استخلف الوليد بن يزيد وإلا فهو الوليد بن عبدالملك. وهذه الرواية بعيدة عن الصحة ولو صحت دلت على ثبوت الحديث، والوليد بن يزيد أولى بها من الوليد بن عبدالملك لانه كان مشهورا بالالحاد صادندا [ مبارزا ] بالعناد وقد كان اسم فرعون الوليد. باب الكنى أنبأنا ابن خيرون عن الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم البستى قال حدثنا محمد بن المسيب قال حدثنا مالك بن الخليل اليحمدى قال حدثنا أبو على الدارسى قال حدثنا حبيش بن دينار عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بادروا بأعمالكم الكنى لا تغلب عليهم الالقاب " هذا حديث لا يصح. قال ابن حبان: حبيش بن دينار يروى عن زيد العجائب لا يجوز الاحتجاج به. باب الاسم الحسن والوجه الحسن أنبأنا هبة الله بن أحمد الحريري قال أنبأنا محمد بن على بن الفتح قال حدثنا الدارقطني قال حدثنا محمد بن مخلد قال حدثنا يحيى بن حبيب أبو عقيل قال حدثنا
[ 160 ]
خلف بن خالد البصري قال حدثنا سليم بن مسلم المكى عن ابن جريج عن ابن أبى مليكة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من آتاه الله عزوجل وجها حسنا واسما حسنا وجعله في موضع غير شائن له فهو من صفوة الله عزوجل في خلقه ". هذا حديث لا يصح، فأما سليم فقال يحيى ليس بثقة. وقال النسائي متروك الحديث. وقال أبو حاتم بن حيان [ حبان ]: يروى عن الثقاة الموضوعات وقال الدارقطني: الحمل في هذا الحديث على خلف لا على سليم. حديث آخر في ذلك رواه عمر بن راشد عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة كان [ أن ] رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا بعثتم إلى بريدا فما بعثوه حسن الوجه حسن الاسم " وهذا لا يصح. قال أحمد: عمر بن راشد لا يساوي حديثه شيئا. وقال يحيى: ليس بشئ. وقال أبو حاتم بن حبان: يضع الحديث لا يحل ذكره إلا بالقدح فيه. باب الوجوه الملاح والحدق السود أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا أبو القاسم الازهرى وأحمد بن عبدالله الوكيع قالا أنبأنا محمد بن الحسين بن موسى النيسابوري قال أنبأنا محمد بن طاهر القرشى قال حدثنا الحسن بن صالح البصري قال حدثنا إبراهيم بن سليمان الزيات قال حدثنا شعبة عن توبة العنبري ح. وأنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا عبد المحسن بن محمد التاجر قال أنبأنا مسعود ابن ناصر السجستاني قال حدثنا أبو سعيد وجيه بن أبى الطيب قال أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان الطرازى قال أنبأنا أبو سعيد الحسن بن على بن زكريا العدوى قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن سليمان بن سالم بن فاخر الهجيمى قال حدثنا
[ 161 ]
شعبة قال حدثنا توبة العنبري عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالوجوه الملاح والحدق السود فإن الله يستحى أن يعذب وجها مليحا بالنار ". طريق آخر: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال أنبأنا أبو سعد المالينى قال أنبأنا أبو القاسم عبدالله بن الحسن بن سليمان المقرى قال حدثنا الحسن بن على بن زفر قال حدثنا الصباح بن عبدالله أبو بشر قال حدثنا شعبة عن توبة العنبري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالوجوه الملاح والحدق السود فإن الله يستحى أن يعذب وجها مليحا بالنار ". طريق آخر: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال أنبأنا أبو سعد المالينى قال أنبأنا أبو القاسم عبدالله بن الحسن بن سليمان المقرى قال حدثنا الحسن بن على بن زفر قال حدثنا الصباح بن عبدالله أبو بشر قال حدثنا شعبة عن توبة العنبري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالحدق السود فإن الله يستحى أن يعذب الوجه الحسن بالنار " هذا حديث موضوع والمتهم به أبو سعيد الحسن بن على بن زكريا بن صالح ابن عاصم بن زفر العدوى، وإنما يدلسه الرواة لئلا يعرف، وهذه جناية قبيحة منهم على الاسلام، ففى الاسناد الاول الحسن بن صالح، وفى الثاني أبو سعيد الحسن بن على، وفى الثالث الحسن بن على بن زفر، ولقد كان جريثا على الله عزوجل، ثم كيف يستقيم له هذا الوضع وهو يعلم أن أكثر الترك المستحسنة وجوههم يموتون كفارا ويدخلون النار. قال ابن عدى: أبو سعيد العدوى يضع الحديث، كنا نتهمه بل فتيقنه أنه هو الذى وضع. وقال ابن حبان: كان يروى عن شيوخ لم يرهم ويضع على من يرى وقال الدارقطني متروك. (11 الموضوعات 1)
[ 162 ]
باب الزرفة في العين فيه عن أبى هريرة وعائشة. فأما حديث أبى هريرة فأنبأنا أبو منصور قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال أنبأنا عبدالرحمن بن عبيدالله الخرقى قال حدثنا محمد بن عبدالله بن إبراهيم الشافعي قال حدثنا الحارث بن أبى أسامة قال حدثنا إسماعيل بن أبى إسماعيل المؤدب قال حدثنا سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من الزرقة يمن ". وأما حديث عائشة فأنبأنا محمد بن عبدالملك عن أبى محمد الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم البستى قال حدثنا ابن عرعرة قال حدثنا محمد بن موسى عن عبادة بن صهيب عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الزرقة في العين يمين " هذا حديث لا يصح. أما حديث أبى هريرة ففيه سليمان بن أرقم قال أحمد ليس بشئ لا يروى عنه. وقال يحيى لا يساوى فلسا. وقال النسائي والدارقطني: متروك وفيه إسماعيل المؤدب. قال الدارقطني: لا يحتج به. وأما حديث عائشة ففيه آفتان عباد بن صهيب. قال النسائي هو متروك ومحمد بن موسى وهو الكديمى نسب إلى جده لانه محمد ابن يونس بن موسى. قال ابن حبان: كان يضع الحديث والبلاء في هذا الحديث منه. باب النظر إلى الوجه الحسن أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا أبو عبيد محمد بن أبى نصر قال أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد الطرازى قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن على بن زكريا قال أنبأنا خراش بن عبدالله قال حدثنى أنس ح. وأنبأنا
[ 163 ]
القزاز قال أنبأنا أحمد بن على قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال أنبأنا أبو الطيب الحسن بن عبد الواحد العابد قال أنبأنا أبو سعيد الحسن بن على قال حدثنا بشر ابن معاذ قال حدثنا بشر بن المفضل عن أبيه عن أبى الجوزاء عن ابن عباس قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر، والنظر إلى الوجه القبيح يورث الكلح ". هذا حديث موضوع لا نشك أن أبا سعيد هو الذى وضعه، وقد ذكرنا الطعن فيه في الباب الذى قبله. حديث آخر: أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو بكر البيهقى قال أنبأنا أبو عبد الله الحاكم قال أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون الشافعي قال حدثنا أحمد بن عمر عن عبيد الزنجانى قال سمعت أبا البخترى وهب بن وهب القدسي يقول: كنت أدخل على الرشيد وابنه قائم بين يديه فكنت أدمن النظر إليه عند دخولي وخروجي، فقال له بعض ندمائه ما أرى أبا البخترى إلا وهو يحب رأس الجملان، ففطن أمير المؤمنين، فلما أن دخلت عليه قال أراك تدمن النظر إلى القاسم تريد أن تجعل انقطاعه إليك ليكتب عنك الحديث. قلت أعيذك بالله يا أمير المؤمنين أن ترميني بما ليس في، وإنما إدمانى النظر إليه لان جعفر بن محمد الصادق حدثنا عن أبيه عن جده على بن الحسين عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث يزدن في قوة البصر، النظر إلى الخضرة، وإلى الماء الجارى وإلى الوجه الحسن ". هذا حديث باطل، ووهب بن وهب لا يختلف في أنه كذاب، وقد كذب في الاخبار بمواجهة الرشيد بمثل هذا الكلام في حق ابنه. هذا إن ثبت الحديث عن وهب وإنما فيه محنة أخرى وهو أبو بكر الشافعي فإنه ليس بشئ ويغلب على ظنه [ ظنى ] أنه هو الذى وضع هذا. قال الحاكم أبو عبد الله: حدث
[ 164 ]
عن قوم لا يعرفون، فقلت له: إن أحمد بن عمر ما خلق بعد. وقال أبو بكر الخطيب: أحمد بن عمر أحد المجهولين. باب اجتماع حسن الخلق والخلق فيه عن ابن عمر وأبى هريرة وأنس. فأما حديث ابن عمر فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عمر الارموى قال أنبأنا أبو الحسين محمد بن على المهتدى قال حدثنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن المسلمة قال أنبأنا عمر بن جعفر ابن سلم قال حدثنا عمرو بن فيروز الثوري قال حدثنا عاصم بن على قال حدثنا ليس [ ليث ] بن سعد عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم " ما حسن الله خلق أحد وخلقه فأطعم لحمه النار ". الطريق الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا الحسن بن على العدوى قال حدثنا لؤلؤ ابن عبدالله وكامل بن طلحة قالا حدثنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما أحسن الله خلق رجل وخلقه فأطعمه النار ". وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا أحمد بن عبدالله بن كادش قال أنبأنا أبو طالب محمد بن على بن الفتح قال حدثنا أبو حفص بن شاهين قال حدثنا الباغندى قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبدالله بن يزيد البكري قال حدثنا أبو غسان المدينى قال سمعت داود بن فراهيج يقول سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لا والله ما أحسن الله عزوجل خلق رجل وخلقه فيطعمه النار ". وأما حديث أنس فأنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على
[ 165 ]
ابن ثابت قال أنبأنا أبو عبيد محمد بن أبى نصر قال أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد الطرارى [ الطبراني ] قال أنبأنا أبو سعيد العدوى قال حدثنا خراش قال حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما حسن الله خلق امرئ ولا خلقه فأطعم لحمه النار " هذا حديث لا يثبت. أما حديث ابن عمر ففى الطريق الاول عاصم بن على وقال يحيى ليس بشئ، والثانى من عمل العدوى وقد ذكرنا آنفا أنه كان يضع الحديث. وأما حديث أبى هريرة فإن داود بن فراهيج قد ضعفه شعبة ويحيى. وأما حديث أنس فقد تقدم الجرح في العدوى وخراش عن أنس ليس بشئ. قال ابن عدى هو مجهول وقال ابن حبان لا يحل الاحتجاج به. باب على ضد ذلك أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش قال أنبأنا إبراهيم ابن عمر البرمكى قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد التغلبي قال حدثنا عبدالله ابن محمد بن إسحاق المروزى قال حدثنا داود بن رشيد قال حدثنا هارون بن محمد ابن بكير بن مسمار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لن يعدم المرء من أحد خلتين دمامة في وجهه أو قلة في ماله ". هذا حديث لا يصح. قال يحيى بن معين: هارون بن محمد كان كذابا. باب خفة اللحية فيه عن ابن عباس وأبى هريرة: فأما حديث ابن عباس فله ثلاث طرق: الطريق الاول أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر الخطيب ح. وأنبأنا ابن ناصر قال أنبأنا عبدالله بن على الابنوسي قالا أنبأنا أبو محمد الجوهرى قال أنبأنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزبانى قال أنبأنا أبو عبد الله بن مخلد قال
[ 166 ]
حدثنا على بن الحسين بن أشكاب قال حدثنا يوسف بن الغرق قال حدثنا سكين ابن أبى سراج عن المغيرة بن سويد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سعادة الرجل خفة لحيته ". الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا عبدالله بن على الكرسي قال أنبأنا الجوهرى قال أنبأنا المرزبانى قال أنبأنا ابن مخلد قال أنبأنا أبو جعفر ابن محمد بن الحسين البندار قال حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنى بقية بن الوليد عن أبى الفضل عن مكحول عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سعادة المرء خفة لحيته ". الطريق الثالث: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا ابن عدى قال حدثنا ميمون بن سلمة قال حدثنا عبدالرحمن بن عبيدالله الحلبي قال حدثنا أبو داود النخعي عن حطان عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سعادة المرء خفة لحيته ". وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال أنبأنا ابن عدى قال حدثنا عمر بن سنان قال حدثنا الحسين ابن المبارك قال حدثنا بقية قال حدثنا ورقاء بن عمر عن أبى الزناد عن الاعرج عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من سعادة المرء خفة لحيته " هذا حديث لا يصح. وأما حديث ابن عباس ففى الطريق الاول المغيرة بن سعيد. قال أبو على الحافظ: هو مجهول وفيه سكين بن أبى سراج. قال ابن حبان يروى الموضوعات عن الاثبات وفيه يوسف بن الغرق قال أبو الفتح الازدي هو كذاب. وأما الطريق الثاني ففيه سويد بن سعيد وكان يحيى يحمل عليه فوق الحد، وفيه بقية،
[ 167 ]
وكان من المدلسين يروى عن الضعفاء ويدلسهم، وقد قال في هذا الحديث عن أبى الفضل وهو بحر بن كثير السقاء، فكناه ولم يسمه تدليسا ومن يفعل مثل هذا لا ينبغى أن يروى عنه. قال يحيى: بحر ليس بشئ لا يكتب حديثه كل الناس أحب إلى منه. وقال الدارقطني والنسائي متروك. وأما الطريق الثالث ففيه أبو داود النخعي وكان يضع الحديث. وفى حديث أبى هريرة الحسين بن المبارك. قال ابن عدى حدث بأسانيد ومتون منكرة وفيه ورقاء. قال يحيى بن سعيد لا يساوى شيئا، وقد تأول الحديث تأويل ظريف، فأنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر بن ثابت قال: قرأت في كتاب أبى الحسن بن الفرات بخطه أنبأنا أبو محمد بن العباس الضبى قال حدثنا يعقوب بن إسحاق الفقيه قال: قال أبو على صالح بن محمد قال بعض الناس: إنما هذا الحديث تصحيف إنما هو: من سعادة المرء خفة لحييه ولا يصح لحيته ولا لحييه. باب مدح الصلع في الرأس أنبأنا إسماعيل بن أحمد بن عدى الحافظ قال سمعت أحمد بن عبدالرحيم، يقول حدثنا رزيق بن محمد الكوفى قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله طهر قوما من الذنوب بالصلعة في رؤوسهم وإن عليا لاولهم ". قال ابن عدى: هذا حديث باطل، وكان أحمد بن عبدالرحيم قليل الحياء يحدث عن قوم قد ماتوا قبل أن يولد بدهر. باب نبات الشعر في الانف فيه عن جابر وأنس وأبى هريرة وعائشة: فأما حديث جابر فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون قال أنبأنا إسماعيل بن
[ 168 ]
مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا محمد ابن أبى السرى قال حدثنا شيخ بن أبى خالد قال حدثنا حماد بن مسلمة عن عمرو بن دينار عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نبت الشعر في الانف أمان من الجذام ". الطريق الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال أنبأنا ابن عدى قال حدثنا عمر بن الحسن الحلبي قال حدثنا عثمان بن سيار قال حدثنى على بن ثابت عن حمزة النصيبى عن ابن الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نبات الشعر في الانف أمان من الجذام ". وأما حديث أنس فأنبأنا إسماعيل قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال حدثنا ابن عدى قال حدثنا محمد بن أحمد بن حبيب قال حدثنا دينار مولى أنس عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الشعر في الانف والاذن أمان من الجذام ". وأما حديث أنس. فأنبأنا إسماعيل قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال أنبأنا ابن عدى قال حدثنا محمد بن أحمد بن حبيب قال حدثنا دينار مولى أنس عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الشعر في الانف والاذن أمان من الفقر ". وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا إسماعيل قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال حدثنا ابن عدى قال حدثنا على بن الحسن بن هارون البلدى قال حدثنا إسحاق بن سيار قال حدثنا أبو صالح قال حدثنى رشدين عن عقيل عن ابن شهاب عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الشعر في الانف أمان من الجذام ". وأما حديث عائشة فله سبعة طرق.
[ 169 ]
الطريق الاول: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور أنبأنا عيسى بن على الوزير قال حدثنا البغوي حدثنا كامل بن طلحة قال حدثنا أبو الربيع السماك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نبات الشعر في الانف أمان من الجذام ". الطريق الثالث (1): أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا أبو محمد الجوهرى قال أنبأنا عمر بن محمد الزيات قال أنبأنا عبدالله بن ناجية قال حدثنا إبراهيم بن عبدالله بن يسار الواسطي قال حدثنا نعيم بن المودع عن توبة العنبري قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الشعر في الانف أمنة من الجذام ". الطريق الرابع: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال حدثنا الحسن بن أبى بكر قال أنبأنا عبد الصمد بن على الطستى قال حدثنا القاسم ابن عبدالرحمن الانباري قال حدثنا يحيى بن هشام السمسار قال حدثنا هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نبات الشعر في الانف أمان من الجذام ". الطريق الخامس: أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو عثمان الصابونى، وأبو بكر البيهقى قالا أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم قال سمعت النضر محمد بن يوسف وحدثنا أبو بكر بن محمد بن عبدوس الواعظ قال حدثنا أبو مسلم المسيب بن زهير البغدادي قال حدثنا يحيى بن هشام السمسار قال حدثنا هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الشعر في الانف أمان من الجذام ". الطريق السادس: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا محمد بن المظفر قال (1) كذلك هو بالاصل والصحيح أنه الطريق الثاني. (*)
[ 170 ]
أنبأنا العتيقي قال أنبأنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا أبو جعفر العقيلى قال حدثنا عمر بن عيسى بن فايد الآدمي قال حدثنا نعيم بن المورع أنه توبة المودع أن توبة ] العنبري قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الشعر في الانف أمان من الجذام ". والطريق السابع: أنبأنا محمد بن عبدالمك عن الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم قال حدثنا عبدالله بن صالح البخاري قال حدثنا عثمان بن معبد المقرى قال حدثنا أبو بكر السمسار عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الشعر في الانف أمان من الجذام ". هذا حديث له صحة. أما حديث جابر ففى طريقه الاول شيخ بن أبى خالد قال ابن عدى: حدث عن حماد بن سلمة بأحاديث مناكير بواطل. وقال ابن حبان: كان يروى عن الثقاة المعضلات لا يحتج به بحال، وفى طريقه الثاني حمزة النصيبى قال يحيى: ليس بشئ. قال ابن عدى: يضع الحديث. وأما حديث أنس ففى طريقه الاول دينار. قال ابن حبان: يروى عن أنس أشياء موضوعة لا يحل ذكره في الكتب إلا بالقدح فيه. وأما حديث أبى هريرة: ففيه رشدين وهو ابن سعد قال يحيى: ليس بشئ قال النسائي: متروك الحديث وقد رواه عمر الوجيه من حديث ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمره [ عمر ] متروك. وأما حديث عائشة ففى طريقه الاول كامل بن طلحة. قال يحيى بن معين: ليس بشئ وبعد أبو الدبيح [ أبى الربيع ] السمان واسمه أشعث بن سعيد قال هشيم: كان يكذب وقال يحيى: ليس بثقة. وقال الدارقطني: متروك رئى شعبه يوما راكبا فقيل له إلى أين ؟ فقال أذهب إلى أن الربيع [ أبى الربيع ] السمان
[ 171 ]
أقول له لا يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. والطريق الثاني يرويه أبو الربيع أيضا. والطريق الثالث والسادس فيه نعيم بن المدرع [ المودع ]. قال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. قال والطريق الرابع والخامس والسابع فيه يحيى بن هشام السمسار. قال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن عدى: كان يضع الحديث ويسرق وقال أحمد بن حنبل وقد سئل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " الشعر في الانف أمان من الجذام " فقال ليس من ذا شئ. وقال يحيى بن معين: هذا حديث باطل ليس له أصل. وقال البغوي: هذا الحديث عندي باطل. وقد رواه عن هشام بن عروة غير أبى الربيع من الضعفاء. وقال أبو حاتم بن حبان: هذا المتن لا أصل له حدث به أبو الربيع وظفر عليه [ به ] يحيى بن هشام فحدث به وكان يضع الحديث على الثقات. وقال ابن عدى: سرقه من أبى الربيع جماعة ضعفاء منهم نعيم بن المورع [ المودع ] ويعقوب بن الوليد ويحيى بن هشام وغيرهم. باب في ذكر العقل فيه عن عمر وابن عمرو، وأبى سعيد، وأبى الدرداء، وأبى هريرة وجابر وأبى أمامة وأنس وعائشة. فأما حديث عمر أنبأنا أبو منصور القزاز قال حدثنا أبو بكر بن ثابت قال أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق قال حدثنا أحمد ابن إبراهيم بن ملحان قال حدثنا وسمه [ وسيمة ] بن موسى بن الفرات قال حدثنا سلمة بن الفضل عن ابن سمعان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عمر ابن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن لكل شئ معدنا ومعدن
[ 172 ]
التقوى قلوب العاقلين ". هذا حديث لا يصح. وابن سمعان قد كذبه مالك ويحيى. وقال النسائي: والدارقطني متروك. وأما دثمه [ وسيمة ] فقال عبدالرحمن بن أبى حاتم حدث عن سلمة أحاديث موضوعة. وأما حديث ابن عمر أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال أنبأنا القاضى أبو بكر أحمد بن الحسين الحرشى قال حدثنا محمد بن يعقوب الاصم قال حدثنا عباس الدوري قال حدثنا منصور بن صعن [ صفر ] قال حدثنا موسى بن أعين [ أيمن ] عن عبدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الرجل ليكون من أهل الجهاد ومن أهل الصلاة والصيام وممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وما جرى يوم القيامة أجره إلا على قدر عقله ". هذا حديث ليس بصحيح. قال ابن حبان: منصور يروى المقلوبات لا يجوز الاحتجاج به. وقال يحيى بن معين: هذا الحديث إنما رواه موسى بن أعين [ أيمن ] عن عبيدالله بن عمر عن إسحاق بن عبدالله بن أبى فروة عن نافع بن أبى عمر ورفع إسحاق من الوسط وإسحاق ليس بشئ. قال أحمد: لا يحل عندي الرواية عن إسحاق. وأما حديث أبى سعيد فأنبأنا به محمد بن عبد الباقي قال أنبأنا أحمد بن أحمد قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال حدثنا محمد ابن عمران بن الجنيد قال حدثنا محمد بن عبدك قال حدثنا سليمان بن عيسى عن ابن جريح عن عطاء عن أبى سعيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قسم الله العقل ثلاثة أجزاء، فمن كن فيه كمل عقله ومن لم يكن فيه فلا عقل له: حسن المعرفة، وحسن الطاعة لله، وحسن الصبر على أمر الله ".
[ 173 ]
هذا حديث ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو حاتم الرازي: سليمان بن عسى كذاب. وقال ابن عدى: يضع الحديث. وأما حديث أبى الدرداء فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق والحسن بن أبى بكر قالا أنبأنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدى قال حدثنا الحارث بن أبى أسامة قال حدثنا داود بن المحبر [ الحسن ] قال حدثنا ميسرة عن موسى بن حامان [ هامان ] عن لقمان بن عامر [ قال ] قال أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الجاهل لا تكشفه إلا عن سوه [ سوء ] وإن كان حصيفا ظريفا عند الناس، والعاقل لا تكشفه إلا عن فضل وإن كان عينا [ عييا ] مهينا عند الناس " هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو داود السجستاني امر مسره [ أقر ميسرة ] بوضع الحديث. وقال يحيى: ليس بشئ. وقال ابن حماد: كان كذابا. وقال النسائي والدارقطني: متروك. الطريق الثاني: أنبأنا أحمد بن عبيدالله بن كادش قال أنبأنا أبو طالب العشارى قال أنبأنا أبو حفص بن شاهين قال حدثنا عبدالله بن محمد قال حدثنا سريح [ شريح ] بن يونس والحسن بن الصباح قال حدثنا عبدالمجيد بن أبى داود عن مروان بن سالم عن صفوان بن عمر عن سريح [ شريح ] بن عبيد عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كان إذا بلغه عن أحد من أصحابه شدة عبادة قال كيف عقله ؟ فإن قالوا كامل، قال ما أخلق صاحبكم أن يبلغ، وسئل عن رجل آخر فقال ليس بعاقل، فقال ما أخلقه ألا يبلغ ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومروان ليس بشئ قال أحمد بن حنبل: ليس بثقة. وقال النسائي والدارقطني: متروك.
[ 174 ]
وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قالا أنبأنا أبو طالب العشارى قالا أنبأنا أبو حفض [ حفص ] بن شاهين قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال أخبرنا عبدالرحمن ابن القاسم قال حدثنا يحى بن صالح الوحاطى [ الوحاظى ] قال حدثنا حفص ابن عمر قال حدثنا الفضل بن عيسى الرفاعي عن أبى عثمان الهندي عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ح. وأنبأنا محمد بن الحسن الحاجى قال أنبأنا ابن المومون قال أنبأنا الدارقطني قال حدثنا على بن محمد بن الجهم قال حدثنا الحسن ابن عرفة قال حدثنا سيف بن محمد بن سفيان الثوري عن الفضل بن عثمان عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لما خلق الله العقل قال له قل [ قم ] فقام، ثم قال له أدبر فأدبر، ثم قال له أقبل فأقبل، ثم قال له اقعد فقعد، فقال ما خلقت خلقا هو خير منك ولا أكرم منك ولا أفضل منك ولا أحسن منك، بك آخذ، وبك أعطى، وبك أعرف، وإياك أعاقب، لك الثواب وعليك العقاب ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله قال يحيى بن معين: الفضل رجل سوء. قال ابن حبان: وحفص بن عمر يروى الموضوعات لا يحل الاحتجاج به وأما سيف فكذاب بإجماعهم. وأما حديث جابر رضى الله عنه أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف ح. وأنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر بن على قال أنبأنا أبو سعد المالينى قال حدثنا عبدالله بن عدى قال حدثنا الحسين بن إسماعيل قال سلم بن جبارة قال سمعت أحمد بن بشر قال حدثنا الاعشى بن سلمة بن كهيل عن عطاء عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعبد رجل في صومعة فمطرت السماء وأعشبت الارض فرأى حمارا له يرعى فقال يا رب لو كان
[ 175 ]
له [ لك ] حمار رعيته مع حماري، فبلغ ذلك نبيا من أنبياء بنى إسرائيل فأراد أن يدعو عليه فأوحى الله تعالى إليه إنما أجازي العباد على قدر عقولهم ". قال ابن عدى: هذا حديث منكر لا يرويه بهذا الاسناد غير أحمد بن بشير قال يحيى بن معين: أحمد بن بشير متروك. وأما حديث أبى أمامة فأنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا العتيقي قال حدثنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا أبو جعفر العقيلى قال حدثنا أحمد بن داود القومسى قال حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع قال حدثنى سعيد بن الفضل القرشى قال حدثنا عمر بن أبى صالح العثكى [ العتكى ] عن أبى غالب عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لما خلق الله العقل قال له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، فقال: وعزتي ما خلقت خلقا هو أعجب إلى منك، بك آخذ وبك أعطى، ولك الثواب وعليك العقاب ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسعد وعمر وأبو غالب مجهولون منكرو الحديث ولا يتابع أحد منهم على حديثه. وقد روى هذا الحديث من حديث على وأبى هريرة وليس فيها [ فيه ] شيئا يثبت. قال أحمد بن حنبلي: هذا الحديث موضوع ليس له أصل. قال العقيلى: ولا يثبت في هذا المتن شئ. وأما حديث أنس أنبأنا عبد الوهاب الحافظ قال أنبأنا ابن المظفر قال أنبأنا العتيقي قال أنبأنا ابن الدخيل قال حدثنا العقيلى قال حدثنا أحمد ابن محمد بن الحجاج قال حدثنا أحمد بن الاشعث عن داود بن المحبر قال حدثنا ميسرة بن عبد ربه عن موسى بن عبيدة عن الزهري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كانت له سخيمة من عقل وغريرة يقين لم تضره ذنوبه شيئا، قيل وكيف ذاك يا رسول الله ؟ قال لانه كلما أخطأ
[ 176 ]
لم يلبث أن يتوب توبة تمحو ذنوبه، ويبقى له فضل يدخل به الجنة، فللعقل نجاة للعاقل بطاعة الله وحجة على أهل معصية الله ". هذا حديث موضوع وضعه ميسرة. قال عبدالرحمن بن مهدى: قلت لميسرة هذا الحديث الذى حدثت به في فضل العقل إيش هو ؟ فقال هذا أنا وضعته. قال العقيلى: ووضع ميسرة في فضل العقل جزا [ أجزاء ] كلها بواطيل لا يحل كتب حديثه إلا اعتبارا. وقال ابن حماد: كان ميسرة كذابا. وقال النسائي والدارقطني: متروك. وأما حديث عائشة فأنبأنا أبو منصور القزار قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال حدثنا جعفر بن محمد الخلدى قال حدثنا الحارث بن أبى أسامة قال حدثنا داود بن المحبر قال حدثنا عباد بن كثير عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس دخل على عائشة رضى الله عنهما فقال يا أم المؤمنين الرجل يقل قيامه ويكثر رقاده وآخر يكثر قيامه ويقل رقاده أيهما أحب إليك ؟ فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتنى فقال: " أحسنهما عقلا، فقلت يا رسول الله أسألك عن عبادتهما ؟ فقال يا عائشة إنما يسألان عن عقولهما، فمن كان أعقل كان أفضل في الدنيا والآخرة ". هذا حديث لا يصح. قال أحمد بن حنبل: داود شبه لا شئ، وعباد تركوه. أنبأنا القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال حدثنى محمد بن على المصرى قال سمعت عبدالغنى بن سعيد الحافظ يقول أنبأنا أبو الحسن على بن عمر يعنى الدار قطني كتاب العقل وضعه أربعة أو لهم ميسرة بن عبد ربه ثم سرقه منه داود بن المحبر فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة، مسرقه عبد العزيز ابن أبى رجاء فركبه بأسانيد أخر ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزى، فأتى بأسانيد أخر أو كما قال الدارقطني.
[ 177 ]
قال المصنف: قلت وقد رويت في العقول أحاديث كثيرة ليس فيها شئ يثبت. منها شئ يرويه مروان بن سالم وإسحاق بن أبى فروة وأحمد بن بشير ونصر بن طريف، وابن سمعان وسليمان بن عيسى وكلهم متروكون، وقد كان بعضهم يضع الحديث فيسرقه الآخر ويغير إسناده فلم نر التطويل بذكرها. باب الاعلام بأحوال الاولاد أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الحافظ قال أنبأنا أبو الفتح أحمد ابن محمد بن أحمد الحداد قال أنبأنا أبو بكر بن منجويه أن الحاكم أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ أخبرهم قال أنبأنا العباس بن يوسف الهاشمي قال حدثنا على بن حرب قال حدثنا العافى بن المنهال قال حدثنى الوليد بن سعيد الربعي قال حدثنى أبو جبيرة بن محمود بن جبيرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الولد سيد سبع سنين، ووزير سبع سنين فإن رضيت مكا نفته لاثنتى وعشرين وإلا فاضرب على كنفه فقد أعذرت الله فيه ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى إسناده مجاهيل لا يعرفون. باب كبر السن في الاسلام أنبأنا أبو منصور بن خيرون عن أبى محمد الجريرى عن أبى الحسن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال أنبأنا الحسن بن سفيان قال حدثنا سويد ابن سعيد عن نوح بن ذكوان عن أخيه أيوب بن ذكوان عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى عن الله عزوجل " إنى لاستحى من عبدى وأمتى يشيب رأس أمتى وعبدي في الاسلام ثم أعذبهما في النار بعد ذلك ولانا أعظم عفوا أن أستر على عبدى، ثم أفضحه. لا أزال أغفر لعبدي ما استغفرني ". (12 الموضوعات 1)
[ 178 ]
قال ابن حبان: وحدثنا محمد بن المسيب قال حدثنا يحيى بن خذام قال حدثنا محمد بن عبدالله الانصاري عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " جاءني جبريل عن الله عزوجل أنه قال وعزتي وجلالى ووحدانيتي وارتفاع مكاني وفاقة خلقي إلى واستوائي على عرشى إنى لاستحى من عبدى وأمتى يشيبان في الاسلام ثم أعذبهما، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكى عند ذلك فقلت يا رسول الله ما يبكيك ؟ قال: بكيت إلى من يستحى الله منه ولا يستحى من الله عزوجل ". قال أبو حاتم: هذا حديث باطل لا أصل له. قال المصنف: قلت في الاسناد الاول سويد بن سعيد وقد كان يحيى بن معين يحمل عليه جدا. ونوح بن ذكوان قال ابن حبان منكر الحديث جدا يجب التنكب عن حديثه، وحديث أخيه أيوب قال يحيى بن معين: أيوب منكر الحديث. قال ابن عدى: عامة ما يروى أيوب لا ينابع عليه. وأما الاسناد الثاني: قال محمد بن عبدالله الانصاري يقال له ابن زياد. قال أبو حاتم يروى عن الثقاة ما ليس من حديثهم لا يجوز الاحتجاج به بحال. باب تحذير من بلغ أربعين ولم يغلب خيره أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا عبد الباقي ابن أحمد الواعظ قال أنبأنا محمد بن جعفر بن علان قال أنبأنا أبو الفتح محمد بن الحسين الازدي قال حدثنا محمد بن بشران بن عبدالملك قال أنبأنا رباح بن أحمد قال حدثنا عبدالله بن مالك الهروي قال حدثنا سفيان عن جرير عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أتى عليه أربعون سنة فلم يغلب خيره شره فليتجهز إلى النار ".
[ 179 ]
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الضحاك فكان شعبة لا يحدث عنه وينكر أن يكون لقى ابن عباس. قال يحيى بن سعيد هو عندنا ضعيف. وأما جرير فأجمعوا على تركه. قال أحمد لا يشتغل بحديثه. وأما رباح فقال الازدي ضعيف جدا. باب صرف أنواع البلاء عن المعمرين أنبأنا هبة الله بن محمد بن الحصين قال أنبأنا أبو على بن المذهب قال أنبأنا أبو بكر بن مالك قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا أنس ابن عياض قال حدثنى يوسف بن أبى بردة عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمرى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من معمر يعمر في الاسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه أنواعا من البلاء: الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ خمسين لين الله عليه الحساب، فإذا بلغ ستين رزقه الله الانابة إليه بما يحب، فإذا بلغ سبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين قبل الله حسناته وتجاوز عن سيئاته، فإذا بلغ تسعين غفر الله ما تقدم من ذنبه، وما تأخر وسمى أسير الله في أرضه وشفع في أهل بيته ". طريق آخر: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على الخطيب قال أنبأنا الحسن بن على الجريرى قال أنبأنا إبراهيم بن أحمد الخرقى قال حدثنى أبو بكر محمد بن على القنطرى قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا عباد بن المهلبى عن عبد الواحد بن راشد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا بلغ العبد أربعين سنة أمنه الله تعالى من البلايا الثلاث: الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ خمسين سنة خفيف عنه الحساب، فإذا بلغ ستين سنة
[ 180 ]
رزقه الله الانابة إليه لما يحب، فإذا بلغ سبعين سنه أحبه أهل السماء، فإذا بلغ ثمانين سنة أثبت الله حسناته ومحا سيئاته، فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفع في أهل بيته وناداه مناد من السماء: هذا أسير الله في أرضه ". وقد روى عن أنس موقوفا أنبأنا به ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا القطيعى قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا أبو النضر قال حدثنا الفرخ قال حدثنا محمد بن عامر عن محمد بن عبيدالله عن عمرو بن جعفر عن أنس بن مالك قال " إذا بلغ الرجل المسلم أربعين " فذكر بمعناه موقوفا على أنس. طريق آخر: أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا أبو على الحسن بن محمد ابن عمر النوسى قال حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان قال حدثنا البغوي قال حدثنا عبيدالله بن عمر القواريرى قال حدثنا عزرة بن قيس الاودى قال حدثنا أبو الحسن الكوفى عن عمرو بن أوس قال قال محمد بن عمرو بن عثمان عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا بلغ العبد الاربعين خفف الله عنه حسابه فإذا بلغ الستين رزقه الله الانابة إليه، فإذا بلغ سبعين أحبه أهل السماء، فإذا بلغ ثمانين سنة ثبت الله حسناته ومحا عنه سيئاته، فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفعه في أهل بيته وكتب في أهل السماء أسير الله في أرضه ". هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما الطريق الاول ففيه يوسف بن أبى بردة. قال ابن حبان يروى المناكير التى لا أصل لها من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل الاحتجاج به بحال، روى عن جعفر بن عمرو وعن أنس هذا الحديث. وقال يحيى بن معين: يوسف ليس بشئ.
[ 181 ]
وأما الطريق الثاني ففيه عباد بن عباد. قال ابن حبان غلب عليه التقشف، وكان يحدث بالتوهم فيأتى بالمناكير فاستحق الترك. وأما حديث أنس الموقوف ففيه الفرج وهو ابن فضلة. قال يحيى والنسائي: هو ضعيف. وقال البخاري منكر الحديث. وقال ابن حبان يقلب الاسانيد ويلزق المتون الواهية بالاسانيد الصحيحة لا يحل الاحتجاج به. وأما محمد بن عامر فقال ابن حبان يقلب الاخبار ويروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم. وأما محمد بن عبيدالله فهو العرزى [ العرزمى ] قال أحمد ترك الناس حديثه، وقد روى عائذ بن بشير عن عطاء عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من بلغ الثمانين من هذه الامة لم يعرض ولم يحاسب وقيل ادخل الجنة " تفرد به عايذ قال يحيى هو ضعيف روى أحاديث مناكير، وقال ابن حبان: كان كثير الخطأ لا يحتج بما انفرد به. وأما الطريق الثالث: ففيه عزرة بن قيس وقد وضعفه يحيى. وأبو الحسن الكوفى مجهول. باب سؤال سعة الرزق عند علو السن أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا عبدالله بن ميمون النصيبى قال حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا أحمد بن شتير مولى عمرو بن حريث عن عيسى ابن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر هذا الدعاء " اللهم اجعل أوسع رزقك على عند كبر سنى وانقطاع عمرى ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عثمان الدارمي ويحيى بن معين: أحمد بن شتير متروك.
[ 182 ]
قال الفلاس والنسائي: وكذلك عيسى بن ميمون. باب إكرام الاشياخ أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر بن ثابت قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا بكر بن أحمد بن محمى [ محيى ] الواسطي قال حدثنا يعقوب ابن تخية قال حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أكرم ذا سن في الاسلام كأنه قد أكرم نوحا، ومن أكرم نوحا في قومه فقد أكرم الله عزوجل ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبكر ويعقوب مجهولان. حديث آخر: أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم البستى قال أنبأنا عبدالله بن محمد السعدى قال حدثنا صخر بن محمد الحاجى عن الليث بن سعد عن الزهري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يجلوا المشايخ فإن تبجيل المشايخ من تبجيل الله ". قال ابن حبان: لا تحل الرواية عن صخر. قال ابن عدى: عامة ما يرويه منكرا ومن موضوعاته. حديث آخر: أنبأنا محمد بن عبد الباقي قال أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم قال حدثنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد العزيز بن سلام قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى قال حدثنا عيسى بن يونس عن بدر بن الخليل عن مسلم بن عطية الفقيمى عن عطاء عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن من حق جلال الله عزوجل على العبد إكرام ذى الشيبة المسلم، ورعاية القرآن لمن استرعاه ".
[ 183 ]
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو حاتم ابن حبان: مسلم بن عطية يتفرد عن الثقاة بما لا يشبه حديث الاثبات، إذا نظر المتبحر في روايته عن الثقاة علم أنها معمولة. قال الدارقطني: الرجل هو سلم لا مسلم. حديث آخر: روى عن عبدالرحيم بن حبيب الفاريابى عن ابن عيينة عن أبى الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من جلال الله عزوجل إكرام ذى الشيبة المسلم ". هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان: لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حدث به جابر ولا أبو الزبير ولا ابن عيينة، وعبد الرحيم كان يضع الحديث على الثقاة فلعله قد وضع أكثر من خمسمائة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال يحيى: عبدالرحيم ليس بشئ حديث آخر: أنبأنا محمد بن عبد الباقي قال أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم قال حدثنا على بن أحمد بن حاتم قال حدثنا عمر بن محمد القيرواني قال حدثنا عبدالله بن عمرو بن غنايم عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الشيخ في بيته كالنبى في قومه ". قال ابن حيان: ابن غنايم يروى عن مالك ما لم يحدث به قط. لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار. باب خلق النخله من طين آدم فيه عن على وابن عمر. فأما حديث على رضى اله عنه فأنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا أحمد بن أحمد قال أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله قال حدثنا أبو بكر الآجرى قال حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال حدثنا شيبان ابن فروخ قال حدثنا مسرور بن سعيد التميمي عن الاوزاعي عن عروة بن رويم
[ 184 ]
اللخمى عن على قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من فضلة طينة آدم وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم بنت عمران، فأطعموا نساءكم الولد الرطب فإن لم يكن رطبا فتمرا ". وأما حديث ابن عمر فأنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة (1) قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا جعفر بن أحمد بن على قال حدثنا أبو صالح كاتب الليث قال حدثنا وكيع عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أحسنوا إلى عمتكم النخلة فإن الله خلق آدم ففضل من طينته فخلق منها النخلة ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما حديث على فتفرد به مسرور. قال ابن عدى: مسرور غير معروف وهو منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروى عن الاوزاعي المناكير التى لا يجوز الاحتجاج بمن يرويها ومنها هذا الحديث. وأما حديث ابن عمر فقال ابن عدى كنانتهم جعفر بن أحمد بوضع الاحاديث بل نتيقن ذلك ولا أشك أن جعفرا وضع هذا الحديث. باب ما ركب في الطباع أنبأنا عبد الوهاب الحافظ قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا أبو محمد عبدالله بن الحسين الهمذانى قال حدثنا الدارقطني قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الصالحي قال حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد الرهاوى قال حدثنى أبى قال حدثنا طلحة بن يزيد عن الاوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحسد عشرة أجزاء تسعة في العرب وواحد (1) التكرار بالاصل، وهو من سبق القلم. (*)
[ 185 ]
في الناس، والحياء عشرة أجزاء فتسعة في النساء وواحد في الناس. ولولا ذلك ما قوى الرجال على النساء، والجدة والعلو وقلة الوفا عشرة أجزاء فتسعة في بربر وواحد في الناس، والبخل عشرة أجزاء فتسعة في فارس وواحد في الناس ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرد به طلحة بن زيد قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. قال المصنف: قلت: وأما أبو فروة فقال يحيى: ليس بشئ. وقال النسائي وأبو الفتح الازدي متروك الحديث. باب ذكر المسوخ أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قال أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش قال حدثنا أبو طالب محمد بن الفتح قال حدثنا عمر بن محمد قال حدثنا عبدالله بن سليمان ابن الاشعث قال حدثنا على بن جعفر بن محمد عن مغيث مولى جعفر بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على عليه السلام " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن المسوخ، فقال هم اثنا عشر الفيل والدب والخنزير والقرد والارنب والضب والوطواط والعقرب والعنكبوت والد عموص وسهيل والزهرة، فقال يا رسول الله ما كان سبب مسخهم ؟ فقال أما الفيل فكان جبارا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا، وأما الدب فكان رجلا مؤنثا يدع [ يدعو ] الرجال إلى نفسه، وأما الخنزير فكان من قوم نصارى فسألوا ربهم نزول المائدة فلما نزلت عليهم كانوا أشد ما كانوا كفرا وأشده تكذيبا، وأما القرد فيهود اعتدوا في السبت، وأما الارنب فكانت امرأة لا تطهر من حيض ولا من غير ذلك، وأما الضب فكان أعرابيا يسرق الحاج محجنه، وأما الوطواط فكان يسرق الثمار من رؤس النخل، وأما العقرب فكان رجلا لداغا لا يسلم على لسانه
[ 186 ]
أحد، وأما العنكبوت فكانت أمرأة سحرت زوجها، وأما الدعموص فكان رجلا نماما يفرق بين الاحبة، وأما سهيل فكان عشارا باليمن، وأما الزهرة فكانت امرأة نصرانية ابنة بعض ملوك بنى إسرائيل وهى التى فتن بها هاروت وماروت وكان اسمها أناهيد ". قال عبدالله بن سليمان: الوطواط الذى يطير والدعموص الطيطوى هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما وضعه إلا ملحد يقصد وهن الشريعة بنسبة هذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مستهين بالدين لا يبالى ما فعل، والمتهم به مغيث. قال أبو الفتح الازدي: خبيث كذاب لا يساوى شيئا روى حديث المسوخ وهو حديث منكر. قال المصنف: قلت وحديث ابن حبيبة الصحيح فإنه " ما مسخ الله عزوجل شيئا فجعل له نسلا " يرد هذا. حديث آخر أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أبو بكر أحمد ابن على بن ثابت قال حدثنا الحسن بن أبى بكر قال حدثنا أبو سهل أحمد ابن محمد بن زياد قال حدثنا عبد الكريم بن الهيثم قال حدثنا سنيد بن داود قال حدثنا الفرج بن فضالة عن معاوية بن صالح عن نافع قال: سافرت مع ابن عمر فلما كان آخر الليل قال يا نافع طلعت الحمراء ؟ قلت لا. مرتين أو ثلاثا ثم قلت قد طلعت. قال لا مرحبا بها ولا أهلا. قلت سبحان الله، نجم سامع مطيع. قال ما قلت إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الملائكة قالت يا رب كيف صبرك على بنى آدم في الخطايا والذنوب ؟ قال إنى ابتليتهم وعافيتكم. قالوا لو كنا مكانهم ما عصيناك. قال: فاختاروا ملكين منكم فلم يألوا أن يختاروا فاختاروا هاروت وماروت فنزلا فألقى الله عليهم الشبق. قلت: وما الشبق ؟ قال الشهوة. قال: فنزلا فجاءت امرأة
[ 187 ]
يقال لها الزهرة فوقعت في قلوبهما فجعل كل واحد منهما يخفى عن صاحبه ما في نفسه فرجع إليها أحدهما ثم جاء الآخر، فقال هل وقع في نفسك ما وقع في قلبى ؟ قال: نعم، فطلباها، فقالت: لا أمكنكما حتى تعلماني الاسم الذى تعرجان به إلى السماء وتهبطان فأبيا، ثم سألاها أيضا فأبت ففعلا، فلما استطيرت طمسها الله كوكبا وقطع أجنحتها ثم سألا التوبة من ربهما فخيرهما. فقال إن شئتما رددتكما إلى ما كنتما عليه فإذا كان يوم القيامة عذبتكما، وإن شئتما عذبتكما في الدنيا، فإذا كان يوم القيامة رددتكما إلى ما كنتما عليه. فقال أحدهما لصاحبه: إن عذاب الدنيا ينقطع ويزول، فاختارا عذاب الدنيا على عذاب الآخرة. فأوحى الله إليهما أن ائتيا بابل فانطلقا إلى بابل فخسف بهما وهما منكوسان بين السماء والارض معذبان إلى يوم القيامة. هذا حديث لا يصح، والفرج بن فضالة قد ضعفه يحيى. وقال ابن حبان: يقلب الاسانيد ويلزق المتون الواهية بالاسانيد الصحيحة لا يحل الاحتجاج به. وأما سنيد فقد ضعفه أبو داود. وقال النسائي ليس بثقة. حديث آخر: أنبأنا هبة الله بن أحمد الجريرى قال أنبأنا محمد بن على بن الفتح قال حدثنا الدارقطني قال حدثنا أبو الأسود عبيدالله الشيرازي قال حدثنا بكر بن بكار قال حدثنا إبراهيم بن يزيد قال حدثنا عمرو بن دينار عن عبدالرحمن بن السايب قال سمعت ابن عمر يقول. " لما طلع سهيل قال هذا سهيل كان عشارا من عشارى اليمن يظلمهم ويغشهم فمسخه الله عزوجل فجعله حيث ترون ". وقد رواه عثمان بن عبدالرحمن عن إبراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينار أنه صحب ابن عمر فلما طلع سهيل قال لعن الله سهيلا فإنى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " كان عشارا باليمن يظلمهم ويغصبهم أموالهم فمسخه الله عزوجل شهابا ".
[ 188 ]
وقد روى مبشر بن عبيد عن زيد بن أسلم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن سهيلا كان عشارا ظلوما فمسخه الله شهابا ". هذا الحديث لا يصح موقوفا ولا مرفوعا. قال الدارقطني: تفرد به إبراهيم بن يزيد الخوزى عن عمرو بن دينار قال يحيى بن معين: إبراهيم ليس بشئ. وقال مرة ليس بثقة. وقال النسائي: متروك. وأما بكر بن بكار فقال يحيى ليس بشئ. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بعثمان بن عبدالرحمن. وأما مبشر فقال أحمد بن حنبل: كان يضع الحديث. حديث آخر: أنبأنا ابن خيرون قال أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني قال حدثنا أبو الحسن محمد بن نوح الجنديسابورى قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عبد العزيز قال حدثنا سفيان الثوري عن جابر عن أبى الطفيل عن على ولا أراه إلا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " لعن الله سهيلا ثلاث مرات، فقيل له، فقال إنه كان عشارا يبخس الناس في الارض بالظلم فمسخه الله شهابا ". وقد رواه وكيع عن الثوري موقوفا وهو الصحيح. وهذا لا يصح لان مداره على جابر الجعفي. قال جرير لا أستحل أن أروى عنه. وقال أبو حنيفة: ما رأيت أكذب منه. وقال يحيى بن معين: لا نكتب حديثه. باب خلق الزنابير من رؤوس الخيل أنبأنا ابن خيرون قال أنبأنا أبو محمد عبدالله بن أحمد السمرقندى قال حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال حدثنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر ابن على الميداني قال حدثنا محمد بن عبدالله بن أحمد الربعي قال حدثنا عمر بن عيسى الاصبهاني قال حدثنا بشران بن عبدالملك الموصلي قال حدثنا موسى بن الحجاج قال حدثنا مالك بن دينار عن الحسن عن أنس بن مالك عن رسول الله
[ 189 ]
صلى الله عليه وسلم قال: " خلقت الزنابير من رؤوس الخيل، وخلقت النحل من رؤوس البقر " هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر رجاله مجهولون. باب الامر بقتل العنكبوت أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا عبد الباقي بن أحمد الواعظ قال أنبأنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن علان قال أنبأنا أبو الفتح الازدي قال أنبأنا أبو يعلى أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا الربيع بن ثعلب أبو الفضل قال حدثنا عمرو بن جميع قال حدثنا ابن جريج عن عطاه بن أبى رياح عن ابن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الخطاطيف، وكان يأمر بقتل العنكبوت، وكان يقال إنها مسخ ". قال الازدي: وهذا موضوع لم يحدث به بهذا ابن جريج قط ولا عطاء وعمرو بن جميع متروك الحديث غير ثقة ولا مأمون. قال يحيى بن معين: عمرو كان كذابا خبيثا. وقد روى أبو سعيد الحسن بن على الخشنى بإسناد له أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " العنكبوت شيطا [ شيطان ] مسخه الله فاقتلوه " وهذا حديث موضوع ولا يجوز قتل العنكبوت. قال يحيى بن معين: أبو سعيد ليس بشئ وقال النسائي متروك.
[ 190 ]
كتاب ذكر جماعة من الانبياء والقدماء حديث في ذكر آدم عليه السلام: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف السهمى قال حدثنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا حسين بن عبدالله القطان قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا الوليد ابن مسلم عن إسماعيل بن رافع عن المقبرى عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خلق الله آدم من تراب الجابية وعجنه بماء الجنة ". هذا حديث لا يصح. وإسماعيل بن رافع قد ضعفه أحمد ويحيى. وقال يحيى في رواية: ليس بشئ، والوليد كان مدلسا لا يوثق به. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله تعالى خلق آدم من قبضه قبضها من جميع الارض ". حديث في ذكر نوح عليه السلام: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال أنبأنا ابن عدى قال حدثنا جعفر بن على قال حدثنا سعيد بن كثير بن عفير قال ابن لهيعة عن عمرو بن ثابت عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مر نوح بأسد رابض فضربه برجله فرفع الاسد رأسه فخمش ساقه فلم يبت ليلته جعلت تضرب عليه وهو يقول يا رب كلبك عقرني، فأوحى الله إليه أن الله لا يرضى بالظلم، أنت بدأته ". قال ابن عدى: هذا الحديث بهذا الاسناد باطل. قال المصنف: قلت أما عمرو بن ثابت فقال يحيى بن معين ليس بشئ ليس بثقة ولا مأمون. وقال ابن حبان يروى الموضوعات عن الاثبات. وأما ابن لهيعة فذاهب الحديث. وأما جعفر فقد نسبه ابن عدى إلى جده لانه جعفر بن أحمد بن على. قال
[ 191 ]
ابن عدى: كتبنا عنه أحاديث موضوعة كنا نتهمه بوضعها بل كنا نتبين ذلك قال أبو عبد الله الصوري: هذا الحديث محفوظ عن مجاهد من قوله. حديث عن قوم لوط: أنبأنا ابن خيرون قال أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال روى روح بن غطيف عن عمر بن مصعب بن الزبير عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ويأتون في ناديكم المنكر قال الصراط " هذا حديث لا يصح قال ابن حبان: لا يحل كتب حديث روح وهو الذى روى هذا الحديث. حديث عن يعقوب عليه السلام: أنبأنا محمد بن ناصر عن أبى طاهر أحمد ابن الحسن الباقلاوى عن أبى نعيم الاصفهانى عن جعفر بن محمد الخالدي قال حدثنا أبو بكر بن زياد النقاش قال حدثنا أبو غالب بن بنت معاوية بن عمرو قال حدثنا جدى معاوية بن عمرو عن زائدة عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال يعقوب إنما أشكو من وجدى إلى الله، فأوحى الله يا يعقوب أتشكوني إلى خلقي ؟ فجعل يعقوب على نفسه أن لا يذكر يوسف، فبينما هو ساجد في صلاته سمع صايحا يصيح يا يوسف فأن في سجوده، فأوحى الله إليه يا يعقوب قد علمت ما تحت أنينك، فوعزتي وجلالى لاجمعن بينك وبين حبيبك، ولاجمعن بين كل حبيب وحبيبه، إما في الدنيا وإما في الآخرة ". قال أبو بكر الخطيب: هذا حديث باطل لا نحفطه بوجه من الوجوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال وقد روى محمد بن عبدالله بن أخى ميمى عن جعفر الخالدي عن النقاش بالاسناد الذى ذكر متنا غير هذا ثم اتبعه عن جعفر نفسه هذا الكلام بطوله من غير أن يجعل له إسنادا. قال الخطيب: وأحاديث النقاش مناكير بأسانيد مشهودة. وقال طلحة بن محمد بن جعفر: كان النقاش يكذب.
[ 192 ]
حديث عن يوسف عليه السلام: أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا محمد بن جعفر بن علان قال حدثنا أبو الفتح الازدي قال أنبأنا عبدالله بن زياد بن خالد قال قرئ على المعلى ابن مهدى عن أبى الفضل الانصاري عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبى أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن كانت الحبلى لترى يوسف فتضع حملها " (1). وهذا حديث موضوع وقد اجتمعت فيه آفات منها القاسم وهو ابن عبدالرحمن قال أحمد: هو منكر الحديث حدث عنه على بن زايد وما أراها إلا من القاسم. وقال ابن حيان كان يروى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعضلات. ومنها جعفر بن الزبير قال شعبة: كان يكذب. وقال يحيى: ليس بثقة وأجمعوا أنه متروك. ومنها أبو الفضل الانصاري واسمه عباس بن الفضل قال يحيى: ليس حديثه بشئ. وقال النسائي متروك. وقال ابن حبان: لا يحتج بأخباره. حديث عن موسى عليه السلام: أنبأنا على بن عبيدالله الزاغونى قال أنبأنا على بن أحمد بن البسرى قال أنبأنا أبو عبد الله بن بطة قال حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار قال حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا خلف بن خلية عن حميد الاعرج عن عبدالله بن الحرث عن عبدالله بن مسعود قال: قال بالنبي صلى الله عليه وسلم " كلم الله تعالى موسى يوم كلمه وعليه جبة صوف وكساء صوف ونعلان من جلد حمار غير ذكى، فقال: من ذا العبراني الذى يكلمني من هذه الشجرة ؟ قال أنا الله ". (1) الزيادة من سهو الناسخ. (*)
[ 193 ]
هذا حديث لا يصح، فإن كلام الله لا يشبه كلام المخلوقين، والمتهم به حميد واختلف في اسم أبيه فقيل على وقيل عطاء وقيل عمار، وليس بحميد بن قيس الاعرج صاحب الزهري فإنه مخرج عنه في الصحيحين. قال الدارقطني: حميد هذا متروك. قال أبو حاتم بن حبان يروى عن عبدالله بن الحرث عن عبدالله بن مسعود نسخة كأنها موضوعة لا يحتج بخبره إذا تفرد. حديث آخر: أنبأنا محمد بن عمر قال أنبأنا ابن المهتدى قال أنبأنا ابن شاهين قال حدثنا علوان بن الحسين قال حدثنا نهشل بن محمد قال سليمان ابن سلمة الجنايرى قال حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا رباح بن زيد عن معمر عن الزهري عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم " لما كلم الله موسى في الارض كان جبريل يأتيه بحلتين من حلل الجنة وبكرسي مرصع بالدر والجوهر فيجلس عليه فيرفعه الكرسي إلى حيت شاء ويكلمه حيث شاء ". هذا حديث لاصحة له. قال ابن عدى: لسليمان بن سلمة أحاديث منكرة. وقال ابن الجنيد: كان يكذب. وقال أبو حاتم الرازي متروك الحديث. أحاديث عن الخضر: أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون قال أنبأنا يوسف ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا محمد بن يوسف بن عاصم قال حدثنا أحمد بن إسماعيل القرشى قال حدثنا عبدالله بن نافع عن كثير بن عبدالله عن أبيه عن جده " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في المسجد فسمع كلاما من ورائه فإذا هو بقائل يقول: اللهم أعنى على ما ينجيني مما خوفتني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك: ألا تضم إليها أختها، فقال الرجل: اللهم ارزقني شوق الصالحين إلى ما شوقتهم إليه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لانس بن مالك: إذهب (12 الموضوعات 1)
[ 194 ]
يا أنس إليه فقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لى، فجاءه أنس فبلغه فقال الرجل يا أنس أئت رسول الله صلى الله عليه وسلم [ وارجع ] إلى كما أنت فرجع فأستثبته فقال صلى الله عليه وسلم قل له نعم. فقال له: إذهب فقل له: إن الله فضلك على الانبياء مثل ما فضل به رمضان على الشهور، وفضل أمتك على الامم مثل ما فضل يوم الجمعة على سائر الايام، فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر عليه السلام ". وقد روى هذا الحديث من طريق آخر بألفاظ أخر أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادى ونقلته من خطه قال أخبرني أبو جعفر أحمد بن النضر العسكري أن محمد بن سلام المنيحى حدثهم قال حدثنا وضاح بن عباد الكوفى قال حدثنا عاصم بن سليمان الاحول قال حدثنى أنس بن مالك قال " خرجت ليلة من الليالى " أحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم الطهور حتى سمع مناديا ينادى فقال لى: يا أنس صه. قال فسكت فاستمع فإذا هو يقول: اللهم أعنى على ما ينجيني مما خوفتني منه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو قال أختها معها ؟ وكأن الرجل لقن ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: وارزقني شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لى: يا أنس ضع لى الطهور وائت هذا المنادى فقال له ادعى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعينه على ما ابتعثه به وادع لامته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق قال فأتيته فقلت رحمك الله ادع لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعينه على ما ابتعثه به وادع لامته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق. فقال لى: ومن أرسلك فكرهت أن أخبره ولم أستأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت له رحمك الله وما يضرك من أرسلني ادع بما قلت لك، فقال لا أو تخبرني بمن أرسلك. قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له يا رسول الله إنه أبى أن يدعو بما قلت حتى أخبره بمن أرسلني. فقال: ارجع إليه فقل له أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجعت إليه فقلت له،
[ 195 ]
فقال لى مرحبا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبرسوله أنا كنت أحق أن آتيه. اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم منى السلام وقل له يا رسول الله الخضر يقرأ عليك السلام ورحمة الله، ويقول لك يا رسول الله إن الله فضلك على النبيين كما فضل شهر رمضان على سائر الشهور، وفضل أمتك على الامم كما فضل يوم يوم الجمعة على سائر الايام. قال: فلما وليت سمعته يقول: اللهم اجعلني من هذه الامة المرشدة المرحومة المتوب عليها ". ذكر ما نقل من أنه يلتقي الخضر وإلياس كل موسم أنبأنا هبة الله بن محمد بن الحصين قال أنبأنا أبو طالب بن غيلان قال حدثنا إبراهيم المزكى قال حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن أحمد بن زبدا قال حدثنا عمرو بن عاصم عن الحسن بن رزين عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: ولا أعلمه إلا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يلتقى الخضر وإلياس عليهما السلام كل عام فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ويتفرقان عن هذه الكلمات: بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله، ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله، ما شاء الله ما يكون من نعمة فمن الله، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله ". قال ابن عباس من قالها حين يصبح وحين يمسى كل يوم وليلة ثلاث مرات عوفي من الغرق والحرق والسرق وأحسبه قال: ومن الشيطان والسلطان ومن الحية والعقرب حتى يصبح ويمسى. طريق آخر لهذا الحديث: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي قال أنبأنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا أبو جعفر العقيلى قال حدثنا محمد بن الحسن والخضر بن داود قال حدثنا محمد بن
[ 196 ]
أحمد بن زبدا قال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا الحسن بن رزين قال حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يلتقى الخضر وإلياس في كل موسم فإذا أرادا أن يفترقا تفرقا على هذه الكلمات: بسم الله، ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله، ولا يصرف السوء إلا الله، ما شاء الله ما بكم من نعمة فمن الله، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله فمن قالها إذا أمسى أمن من الحرق والغرق [ السرق ] والشرق حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات أمن الحرق والغرق والشرق [ السرق ] حتى يمسى ". ذكر ما روى من اجتماع الخضر وجبريل وميكائيل وإسرافيل أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت قال أخبرني عبد العزيز بن على الازجى قال حدثنا محمد بن على بن عطية الحارثى قال حدثنا على بن الحسن الجهضمى قال حدثنا ضمرة بن حبيب المقدسي قال حدثنا أبى قال حدثنا العلاء بن زياد عن عبدالله بن الحسن عن أبيه عن جده عن على ابن أبى طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يجتمع في كل يوم عرفة جبريل وميكائيل وإسرافيل والخضر فيقول جبريل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فيرد عليه ميكائيل: ما شاء الله كل نعمة فمن الله، فيرد عليه إسرافيل: ما شاء الله الخير كله بيد الله، فيرد عليه الخضر: ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله. ثم يتفرفون عن هذه الكلمات فلا يجتمعون إلى قابل في ذلك اليوم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما من أحد يقول هذه الاربع مقالات حين يستيقظ من نومه إلا وكل الله به أربعة من الملائكة يحفظونه، صاحب مقالة جبريل من بين يديه، وصاحب مقالة ميكائيل عن يمينه، وصاحب مقالة إسرافيل عن يساره، وصاحب مقالة الخضر من خلفه إلى أن تغرب الشمس، من كل آفة وعاهة وعدو وظالم وحاسد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما من أحد يقولها في يوم
[ 197 ]
عرفة مائة مرة من قبل غروب الشمس إلا ناداه الله تعالى من فوق عرشه: أي عبدى قد أرضيتني وقد رضيت عنك فسلني ما شئت فبعزتي حلفت لاعطينك ". هذه الاحاديث باطلة. أما الاول ففيه عبدالله بن نافع. قال يحيى بن معين ليس بشئ. وقال على بن المدينى: يروى أحاديث منكرة. وقال النسائي: هو متروك الحديث. وفيه كثير بن عبدالله وهو كثير وهو كثير بن عبدالله بن عمرو ابن عوف المزني. قال أحمد بن حنبل: لا يحدث عنه، وقال مرة: لا يساوى شيئا، وقال يحيى ابن معين: حديثه ليس بشئ لا يكتب. وقال النسائي والدارقطني: هو متروك الحديث. وقال الشافعي: هو ركن من أركان الكذب. وقال أبو حاتم بن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب، ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب. وأما طريق ابن المنادى هو حديث واه بالوضاح وغيره وهو منكر الاسناد سقيم المتن ولم يراسل الخضر بيننا ولم يقله. وأما حديث التقاء الخضر وإلياس ففى طريقه الحسن بن رزين. قال الدارقطني: ولم يحدث به عن ابن جريج غيره. قال العقيلى: ولم يتابع عليه مسندا ولا موقوفا وهو مجهول في النقل وحديثه غير محفوظ. وقال ابن المنادى: هذا حديث واه بالحسن بن رزين والخضر وإلياس مضيا لسبيلهما. قال المصنف: قلت وأما حديث اجتماعه مع جبريل ففيه عدة مجاهيل لا يعرفون وقد أغرى خلق كثير من المهوسين بأن الخضر حى إلى اليوم ورووا أنه التقى بعلى بن أبى طالب وبعمر بن عبد العزيز وأن خلقا كثيرا من الصالحين رأوه، وصنف بعض من سمع الحديث ولم يعرف علله كتابا جمع فيه ذلك، ولم يسأل عن أسانيد ما نقل، وانتشر الامر إلى أن جماعة من المتصنعين بالزهد يقولون:
[ 198 ]
رأيناه وكلمناه، فواعجبا ألهم فيه علامة يعرفونه بها ؟ وهل يجوز لعاقل أن يلقى شخصا فيقول له الشخص أنا الخضر فيصدقه. ذكر ما نقل أن عليا عليه السلام لقيه أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال أخبرني محمد ابن الحسين الازرق قال حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد قال حدثنا أحمد ابن حرب النيسابوري قال حدثنا عبدالله بن الوليد العدنى عن محمد بن الهروي عن سفيان الثوري عن عبدالله بن محرز عن يزيد بن الاصم عن على بن أبى طالب أنه قال " بينا أنا أطوف بالبيت إذا برجل متعلق بأستار الكعبة، وهو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع، يا من لا تغلطه المسائل، يا من لا يتبرم بالحاح الملحين، أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك. قلت: يا عبدالله أعد الكلام قال: أو سمعته ؟ قلت: نعم. قال: والذى نفس الخضر بيده وكان الخضر هؤلاء لا يقولهن عند دبر الصلاة المكتوبة [ أحد ] إلا غفرت ذنوبه وإن كانت مثل رمل عالج وعدد المطر وورق الشجر ". هذا حديث لا يصح، ومحمد بن الهروي مجهول، وابن محرر [ محرز ] متروك. وقال أحمد: ترك الناس حديث عبدالله بن محرر [ محرز ]. وقال ابن المنادى: لقيته وكانت بعرة أحب إلى منه. ذكر ما روى أن عمر بن عبد العزيز لقيه أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا محمد بن هبة الله الطبري قال أنبأنا محمد ابن الحسين بن الفضل قال أنبأنا عبدالله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي قال حدثنا ضمرة عن السرى بن يحيى بن رياح بن عبيدة قال: " رأيت رجلا يماشى عمر بن عبد العزيز معتمدا على يده،
[ 199 ]
فقلت في نفسي إن هذا الرجل خاف، فلما صلى قلت من الرجل الذى كان معك معتمدا على يدك آنفا ؟ قال: وقد رأيته يا رياح ؟ قلت: نعم. قال: إنى لاراك رجلا صالحا ذاك أخى الخضر بشرني أنى سألى وأعدل ". وقد روى مسلمة عن عمر أنه لقى الخضر، قال أبو الحسين بن المنادى: حديث مسلمة كلا شئ، وحديث رياح كالريح. قال وقد روى عن الحسن بقاء الخضر وهو مأخوذ عن غير [ غيره ] ملقنا. قال المصنف: قلت وقد روى عن الحسن أنه مات. قال ابن المنادى: وقد روى عن أهل الكتاب أنه شرب من ماء الحياة ولا يوثق بقولهم. قال وجميع الاخبار في ذكر الخضر واهية الصدور والاعجاز لا تخلو من أمرين إما أن تكون أدخلت بين حديث بعض الرواة المتأخرين استغفالا، وإما أن يكون القوم عرفوا حالها فرووها على جهة التعجب فنسبت إليهم على وجه التحقيق. قال وأكثر المغفلين مغرور بأن الخضر باق والتخليد لا يكون لبشر. قال عز وجل: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد). قال ابن المنادى: وأخبرني بعض أصحابنا عن إبراهيم الحربى أنه سئل عن تعمير الخضر فأنكر ذلك وقال هو متقادم الموت. قال وسئل غيره من تعميره، وأن طائفة من أهل زماننا يرونه ويروون عنه فقال: من أحال على غائب لم ينتصف منه وما ألقى ذكر هذا بين الناس إلا الشيطان. حديث عن إلياس عليه السلام أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا أبو طالب العشارى قال أنبأنا أبو الحسين ابن أخى ميمى قال حدثنا أبو على بن صفوان قال حدثنا أبو بكر القرشى قال حدثنى إبراهيم بن سعيد الجوهرى قال
[ 200 ]
حدثنا بن يزيد الموصلي التيمى مولى لهم قال حدثنا أبو إسحاق الجرشى عن الاوزاعي عن مكحول عن أنس بن مالك قال: " غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بفج الناقة عند الحجر إذا نحن بصوت يقول: اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفور لها المتاب عليها المسنجاب لها. فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس أنظر ما هذا الصوت، فدخلت الجبل فإذا رجل أبيض الرأس واللحية عليه ثياب بياض طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع فلما نظر إلى قال أنت رسول النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قلت: نعم. قال ارجع إليه فأقره منى السلام وقل له هذا أخوك إلياس يريد يلقاك، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا معه حتى إذا كنا قريبا منه تقدم النبي صلى الله عليه وسلم وتأخرت، فتحدثا طويلا فنزل عليهما من السماء شبه السفرة فدعواني فأكلت معهما فإذا فيه كمأة ورمان وكرفس، فلما أكلت قمت فتنحيت وجاءت سحابة فاحتملته أنظر إلى بياض ثيابه فيها تهوى به قبل الشام، فقلت للنبى صلى الله عليه وسلم بأبى أنت وأمى هذا الطعام الذى أكلنا من السماء نزل عليك ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سألته عنه فقال: أتانى به جبريل في كل أربعين يوما أكلة، وفى كل حول شربة من ماء زمزم، وربما رأيته على الجب يمد بالدلو فيشرب وربما سقاني ". هذا حديث موضوع لا أصل له. ويزيد الموصلي وأبو إسحاق الجرشى لا يعرفان. وقد روى أبو بكر النقاش أن محمد بن إسماعيل البخاري سئل عن الخضر وإلياس هل هما في الاحياء ؟ فقال: كيف يكون هذا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو على ظهر الارض أحد ". حديث عن داود عليه السلام أنبأنا أبو منصور بن خيرون عن الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم
[ 201 ]
البستى قال حدثنا ابن قتيبة قال حدثنا محمد بن أيوب بن سويد قال حدثنى أبى قال حدثنى إبراهيم بن أبى علية عن أبى الزاهرية عن رافع بن عمير قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى لداود: يا داود ابن لى في الارض بيتا، فبنى داود بيتا لنفسه قبل البيت الذى أمر به، فأوحى إليه يا داود بنيت بيتك قبل بيتى ؟ قال: أي رب هكذا قلت فيما قضيت: من ملك استأثر، ثم أخذ في بناء المسجد فلما تما سور الحائط سقط، فشكى ذلك إلى الله عزوجل، فأوحى الله إليه أنه لا تصلح أن تبنى لى بيتا. قال: أي رب ولم ؟ قال: لما جرى على يديك من الدماء. قال: رب أولم يكن ذلك في هواك ومحبتك ؟ قال: بلى ولكنهم عبادي وإمائي أرحمهم، فشق ذلك عيه فقال: لا تحزن فإنى سأقضى بناءه على يدى ابنك سليمان " فذكر حديثا طويلا، وهو حديث موضوع محال تتنزه الانبياء عن مثله ويقبح أن يقال أبيح له قتل قوم أو أمر بذلك ثم أبعد بذلك عن الرضاء كيف وقد قال تعالى في حق العصاة [ ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ] قال ابن حبان: ومحمد بن أيوب يروى الموضوعات لا يحل الاحتجاج به. حديث عن سليمان بن داود عليهما السلام أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم العدى قال حدثنا محمد بن أبى السرى قال شيخ ابن أبى خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان نقش خاتم سليمان بن داود: لا إله إلا الله محمد رسول الله ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن عدى: شيخ ابن أبى خالد يروى أحاديث بواطيل. وقال ابن حبان: لا يحتج به بحال.
[ 202 ]
حديث آخر عن سليمان أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبيدة قال حدثنا أحمد بن إسماعيل الجرجاني حدثنا عبدالرحمن ابن قيس المكى قال حدثنا إبراهيم بن جبلة الصنعانى عن أنس قال: " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم صلاة الفجر ثم أقبل علينا بوجهه، فقيل له: يا رسول الله: لو حدثتنا حديثا عن سليمان بن داود وما كان معه من الريح فقال النبي صلى الله عليه وسلم بينا سليمان بن داود ذات يوم قاعد إذ دعا بالريح، فقال لها الزقى بالارض ثم دعا بزمام فزم به الريح ثم دعا ببساط فبسطه على وجه الريح، ثم دعا بأربعة آلاف كرسى فوضعها عن يمينه، وأربعة آلاف كرسى فوضعها عن يساره. ثم جعل على كرسى منها يعنى قبيلة من قومه، ثم قال للريح أقلى، فلم تزل تسير في الهواء. فبينما هو يسير في الهواء إذا هو برجل قائم لا يرى تحت قدميه شيئا، ولا هو مستمسك بشئ، وهو يقول: سبحان العلى الاعلى، سبحان الله الذى له ما في السموات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى. فقال له سليمان: يا هذا، من الملائكة أنت ؟ قال اللهم لا. قال فمن الجن ؟ قال اللهم لا. قال أفمن الشياطين الذين يسكنون في الهواء ؟ قال اللهم لا. قال أفمن ولد آدم ؟ قال اللهم نعم. قال له سليمان: يا هذا، فبما ذا نلت هذه الكرامة من ربك تعالى، لا أرى تحت قدميك شيئا ولا أنت تستمسك بشئ هذا التسبيح والتهليل في فيك ؟ قال: يا سليمان إنى كنت في مدينه يأكلون رزق الله ويعبدون غيره، فدعوتهم إلى الايمان بالله، وشهادة أن لا إله إلا الله، فأرادوا قتلى، فدعوت الله بدعوة فصيرتى في هذا المكان الذى ترى، كما دعوت ربك أن يعطيك ملكا لم يعطه أحدا قبلك، ولا يعطيه أحدا بعدك. قال له سليمان: فمذ كم أنت في هذا المكان الذى أرى ؟
[ 203 ]
قال: منذ ثلاث حجج. قال له: وأنت في هذا المكان منذ ثلاث حجج، وطعامك من أين وشرابك من أين ؟ قال: إذا علم الله جهد ما بى من جوع أوحى إلى طير من هذا الهواء وفى فيه شئ من طعام فيطعمني، فإذا شبعت أهويت إليه بيدى فيذهب، فإذا علم [ الله ] جهد ما بى من عطش أوحى إلى سحاب فتظلني فتنسكب الماء في يدى سكبا، فإذا رويت أهويت إليه بيدى فيذهب. فبكى سليمان حتى بكت له ملائكة سبع سموات وحملة العرش. ثم قال في بكائه: سبحانك سبحانك ما أكرم المؤمنين عليك إذ جعلت الملائكة والطير والسحاب خداما لولد آدم، فأوحى الله تعالى إليه: يا سليمان ما خلقت في السموات خلقا ولا في الارض خلقا أحب إلى من ولد آدم من المؤمنين، من أطاعنى أسكنته جنتي ومن عصاني أسكنته نارى ". هذا حديث موضوع وأكثر رواته مجهولون، وعبد الرحمن بن قيس قال فيه أحمد والنسائي: متروك الحديث. وقال أبو على: صالح بن محمد كان يضع الحديث. حديث عن عيسى عليه السلام أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى الحافظ قال حدثنا محمد بن جعفر ابن يحيى وزير العطار قال حدثنا إبراهيم بن العلاء قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال حدثنا إسماعيل بن يحيى عن ابن أبى مليكة عمن حدثه عن ابن مسعود ومسعود بن كرام عن عطية العوفى عن أبى سعيد الخدرى يرد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ح. وأنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد واللفظ له قال: أنبأنا أحمد بن أحمد الحداد قال حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ قال حدثنا
[ 204 ]
سليمان بن أحمد قال حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم الحمصى قال أبو نعيم وحدثنا محمد بن الحسن اليقطينى قال حدثنا محمد بن جعفر بن رزين العطار قالا حدثنا إبراهيم بن العلاء قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال حدثنا إسماعيل بن يحيى التيمى قال مسعر عن عطية عن أبى سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن عيسى بن مريم لما أسلمته أمه مريم إلى الكتاب ليعلمه المعلم قال له المعلم اكتب بسم، فقال له عيسى: ما بسم ؟ قال المعلم لا أدرى. فقال له عيسى: باء بهاء الله وسين سناء [ الله ] وميم ملكه، والله إله الآلهة، والرحمن رحمن الدنيا والآخرة، والرحيم رحيم الآخرة. أبجد: الالف الله، الباء بهاء الله، ج جلال الله، د الله الدائم. هوز: الهاء الهاوية، والواو ويل لاهل النار واد في جهنم، زاى زى أهل الدنيا. حطى: الحاء الله الحكيم، والطاء الله الطالب لكل حق حتى يؤديه، والياء آى هل النار وهو الوجع. كلمن: كاف الله الكافي، لام الله العليم، ميم الله الملك، نون نون البحر. سعفص: صاد الله الصادق، والعين الله العالم، والفاء الله الفرد وصاد الله الصمد. قرشت: قاف الجبل المحيط بالدنيا الذى أخضرت منه السموات، والراء رؤيا الناس لها، وسين ستر (1) الله يا [ تا ] تمت أبدا ". هذا حديث موضوع محال. وأما إسماعيل بن عياش فقد ضعفه النسائي وغيره. وقال ابن حبان: تغير في آخر عمره فكثر الخطأ في حديثه وهو لا يعلم. قال المصنف: قلت وأما إسماعيل بن يحيى فإنى أرى البلاء منه. قال ابن عدى: يحدث عن الثقاة لا يحل الرواية عنه بحال. وقال الدارقطني: كذاب متروك. قال المصنف: قلت ما يصنع مثل هذا الحديث إلا ملحد يريد شين الاسلام (1) السياق أنها شبن قرشت وليست سين لكن الخطأ من الواضع الكذاب. (*)
[ 205 ]
أو جاهل في غاية الجهل وقلة المبالاة بالدين. ولا يجوز أن يفرق حروف الكلمة المجتمعة فيقال الالف من كذا واللام من كذا، وإنما هذا يكون في الحروف المقطعة فيقال اقتنع بحرف من كلمته مثل قولهم في كهيعص: الكاف من الكافي والهاء من الهادى، فقد جمع واضع هذا الحديث جهلا وافرا وإقداما عظيما وأتى بشئ لا تخفى برودته والكذب فيه. حديث آخر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا أبو عمرو الفارسى قال حدثنا ابن عدى قال حدثنا أحمد بن بشر قال حدثنا عبد الوهاب ابن بجدة قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال حدثنا عمر بن محمد عن أبى عقال عن أنس عن مالك قال " بينما نحن نطوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ رأينا بردا وندا، فقلنا يا رسول الله ما هذا البرد والندا ؟ قال: وقد رأيتم ذلك ؟ فقلنا: نعم، فقال: ذاك عيسى بن مريم سلم على ". هذا حديث ليس بصحيح. قال ابن حبان: أبو عقال يروى عن أنس أشياء موضوعة ما تحدث بها إنس قط لا يجوز الاحتجاج به بحال. حديث عن إبليس أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال حدثنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا أبو عمرو عبدالمؤمن بن أحمد بن جرير العطار قال حدثنى أبو رجاء منقر بن الحكم بن إبراهيم بن سعد بن مالك قال حدثنا لهيعة بن عبدالله بن لهيعة المصرى عن أبى الزبير عن جابر قالت " كانت امرأة من الجن تأتى النبي صلى الله عليه وسلم في نساء من قومها فأبطأت عليه ثم أتته، فقال لها: ما بطأ بك ؟ قالت: مات لنا ميت بأرض الهند فذهبت في تعزيتهم وإنى أخبرك بعجب [ بأعجب ما ]
[ 206 ]
رأيت في طريقي. قال: وما رأيت ؟ قالت: رأيت إبليس قائما يصلى على صخرة، فقلت له: أنت إبليس ؟ فقال: نعم. قلت: ما حملك على أن أضللت بنى آدم وفعلت وفعلت ؟ قال: دعى هذا عنك. قالت: تصلى وأنت أنت ؟ قال: نعم يا فارغة بنت العبد الصالح إنى لارجو من ربى إذا أبرفى قسمه أن يغفر لى. قال: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك كذلك اليوم ". هذا حديث محال. وابن لهيعة لا يوثق به كان يدلس عن كذا بين وضعفاء. حديث في ذكر يأجوج ومأجوج أنبأنا أبو منصور محمد بن عبدالملك قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف السهمى قال حدثنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا عبدان قال حدثنا ابن مصفى ووهب بن يمان قالا حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إسحاق عن الاعمش عن شقيق عن حذيفة قال: " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج، فقال إنه كل أمة أربعمائة ألف أمة لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر بين يديه ومن صلبه كل قد حمل السلاح. قلت يا رسول الله صفهم لنا، قال لهم ثلاثة أصناف صنف منهم أمثال الارز. قلت: وما الارز ؟ قال: الصنوبر مثال شجرة الشام طول الشجرة عشرين ومائة ذراع في السماء، وصنف منهم عرضه وطوله سواء عشرين ومائة ذراع في السماء وهم الذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد، وصنف منهم يفترش أحدهم أذنه ويلتحف بالاخرى لا يمرون بقليل ولا كثير ولا جمل ولا خنزير إلا أكلوه، ومن مات منهم أكلوه، مقدمتهم بالشام وساقتهم بخراسان، يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية ". قال ابن عدى: هذا حديث منكر موضوع ومحمد بن إسحاق هو العكاشي
[ 207 ]
قال يحيى بن معين: كذاب. وقال الدارقطني يضع الحديث. حديث هامة بن الهيم أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا محمد بن المظفر بن بكران قال أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي قال حدثنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا أبو جعفر العقيلى قال حدثنا على بن عبد العزيز قال حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلى حدثنا أبو معشر عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: " بينما نحن قعود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبل من جبال تهامة إذ أقبل شيخ في يده عصا فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام وقال نعمة الجن وعمهم من أنت ؟ قال: أنا هامة بن الهيم بن لا قيس بن إبليس. قال: وليس بينك وبين إبليس إلا أبوين قال: لا. قال: فكم أتى لك من الدهر ؟ قال: قد أفنيت الدنيا عمرها إلا قليلا. قلت: على ذاك ؟ قال: كنت وأنا غلام ابن أعوام أفهم الكلام وأمر بالآ كام وآمر بإفساد الطعام وقطيعة الارحام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم أو الشاب الملتزم. قال: ذرنى من التعداد إنى تائب إلى الله، إنى كنت مع نوح في مسجده مع من آمن به من قومه فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى عليهم وأبكانى وقال لاجرم إنى على ذلك من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. قال قلت يا نوح إنى كنت ممن شرك في دم الشهيد هابيل بن آدم فهل تجد لى من توبة عند ذلك ؟ قال يا هام هم بالخير وافعله. قبل الحسرة والندامة إنى قرأت فيما أنزل الله على أنه ليس من عبد ناب إلى الله بالغا ذنبه ما بلغ إلا تاب الله عليه فقم فتوضأ واسجد سجدتين. قال ففعلت من ساعتي ما أمرنى به. قال فناداني: ارفع رأسك فقد نزلت توبتك من السماء. قال: فخررت لله ساجدا. وكنت مع هود في مسجده مع من آمن به من قومه فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه
[ 208 ]
حتى بكى عليهم وأبكانى. وكنت مع يوسف بالمكان المكين. وكنت ألقى إلياس في الاودية، وأنا ألقاه الآن. وإنى لقيت موسى بن عمران فعلمني من التوراة وقال [ إن ] أنت لقيت عيسى بن مريم فاقره منى السلام. وإنى لقيت عيسى بن مريم فأقرأته من موسى، وإن عيسى قال لى إن لقيت محمدا فاقره منى السلام مادامت الدنيا [ فقال ] يا هامة يا ذا الامانة. قال قلت يا رسول الله افعل بى ما فعل بى موسى بن عمران فإنه علمني من التوراة، فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت والمعوذتين وقل هو الله أحد، وقال ارفع إلينا حاجتك يا هامة ولا تدع زيارتنا. قال فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينعه إلينا، فلست أدرى أحى هو أم ميت ". قال العقيلى: وحدثنا محمد بن موسى بن حماد البربري قال حدثنا محمد بن صالح ابن النطاح قال حدثنا أبو سلمة محمد بن عبدالله الانصاري قال حدثنا مالك بن دينار عن أنس قال: " كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجا من جبال مكة إذ أقبل شيخ متوكئا على عكازة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مشية جنى ونغمته، فقال أجل، فقال من أي الجن أنت ؟ قال أنا هامة ابن الهيم بن لا قيس بن إبليس " وذكر نحوا من الذى قبله. أنبأنا ابن ناصر قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا أبو طالب العشارى قال أنبأنا ابن أخى ميمى قال حدثنا ابن صفوان قال حدثنا أبو بكر بن أبى الدنيا قال حدثنا محمد بن صالح قال حدثنا أبو سلمة قال حدثنا مالك بن دينار عن أنس وذكر نحوا من الحديث الاول. هذا حديث موضوع لا يشك فيه. فأما طريق ابن عمر فالحمل فيه عليه إسحاق بن بشر كذلك قال العقيلى، وقد اتفقوا على أنه كان كذابا يضع الحديث. وأما طريق أنس فالحمل فيه على محمد بن عبدالله الانصاري. قال
[ 209 ]
ابن حبان: يروى عن الثقاة ما ليس من حديثهم، لا يحوز الاحتجاج. به قال العقيلى: محمد بن عبدالله عن مالك بن دينار منكر الحديث. قال: وكلاهذين الاسنادين غير ثابت ولا يرجع منهما إلى صحة وليس للحديث أصل. حديث زريب بن برثملى أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدفاف [ الدقاق ] قال حدثنا يحيى بن أبى طالب قال حدثنا عبدالرحمن بن إبراهيم الراسبى قال حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال: " كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبى وقاص رضى الله عنهما وهو بالقادسية أن سرح فضلة [ نضلة ] بن معاوية إلى حلوان فليغز على ضواحيها، فوجه سعد فضلة في ثلثمائة فارس، فخرجوا حتى أتوا حلوان العراق، فأغاروا على ضواحيها، فأصابوا غنيمة وسبيا. فأقبلوا يسوقون الغنيمة والسبي إلى سفح جبل، ثم قال فادن [ فأذن ] فقال: الله أكبر الله أكبر، فإذا مجيب من الجبل يحيبه: كبرت كبيرا يا فضلة [ يا نضلة ] قال: أشهد أن لا إله إلا الله. قال: كلمة الاخلاص يا فضلة. قال: أشهد أن محمد رسول الله. قال: هو النذير الذى بشر به عيسى بن مريم وعلى رأس أمته تقوم الساعة. قال: حى على الصلاة. قال: طوبى لمن مشى إليها وواظب عليها. قال: حى على الفلاح. قال: أفلح من أجاب محمدا صلى الله عليه وسلم وهو البقاء لامة محمد. قال: فلما قال الله أكبر قال أخلصت الاخلاص كله يا نضلة، فحرم الله بها جسدك على النار، فلما فرغ من آذانه [ أذانه ] قمنا فقلنا من أنت يرحمك الله ؟ أملك أنت أم ساكن من الجن أم طائف من عباد الله ؟ أسمعتنا صوتك فأرنا صورتك فإننا وفد الله ووفد رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفد عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فانفلق الجبل عن هامة كالرحى أبيض الرأس (14 - الموضوعات 1)
[ 210 ]
واللحية عليه طمران من صوف. قال: السلام عليكم ورحمة الله. قلنا: وعليك السلام ورحمة الله من أنت يرحمك الله ؟ قال أنا زريب بن برثملى وصى العبد الصالح عيسى بن مريم أسكنني هذا الجبل، ودعا لى بطول البقاء إلى نزوله من السماء، فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويتبرأ مما نحلته النصارى، فأما إذ فاتني لقاء محمد صلى الله عليه وسلم فاقرئوا عنى عمر السلام وقولوا يا عمر سدد وقارب فقد دنا الامر، وأخبره بهذه الخصال التى أخبركم بها: يا عمر إذا ظهر من هذه الخصال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فالهرب الهرب، إذا استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وانتسبوا في غير مناسبهم، وانتموا إلى غير مواليهم، ولم يرحم كبيرهم صغيرهم، ولم يوقر صغيرهم كبيرهم، وترك المعروف فلم يؤمر، وترك المنكر فلم ينه عنه، وتعلم عالمهم العلم لا يجلب به الدنانير والدراهم، وكان المطر قيظا والولد غيظا، وطولو المنارات وفضضوا المصاحف وزخرفوا المساجد، وأظهروا الرشا وشيدوا البنا، واتبعوا الهوى وباعوا الدين بالدنيا واستخفوا بالدماء، وقطعت الارحام، وبيع الحكم وأكل الربا وكان الغنى عزا، وخرج الرجل من بيته فقام إليه من هو خير منه فسلم عليه، وركب النساء السروج ثم غاب عنا قال: وكتب نضلة إلى سعد وكتب سعد إلى عمر فكتب عمر إلى سعد: لله أبوك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن بعض أوصياء عيسى بن مريم نزل ذلك الجبل ناحية العراق قال: فخرج سعد في أربعة آلاف من المهاجرين والانصار حتى نزلوا ذلك الجبل أربعين يوما ينادى بالاذان في كل وقت صلاة فلا جواب ". أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا أبو طالب العشارى قال أنبأنا أبو الحسين بن أخى ميمى قال حدثنا الحسين بن صفوان قال حدثنا أبو بكر بن أبى الدنيا القرشى قال حدثنى محمد بن عثمان العجلى قال حدثنا سليمان بن أحمد قال حدثنا محمد بن حبيب الرملي عن أبى لهيعة عن مالك
[ 211 ]
ابن الازهر عن نافع عن ابن عمر " أن عمر بعث سعد بن أبى وقاص رضى الله عنهما على العراق فسار حتى إذا كانوا بحلوان أدركته صلاة العصر وهو في سفح جبلها، فأمر مؤذنه نضلة، فنادى بالاذان فقال الله أكبر. الله أكبر. فأجابه مجيب من الجبل كبرت يا نضلة [ نضلة ] كبيرا. قال أشهد أن لا إله إلا الله. قال: كلمة الاخلاص. قال أشهد أن محمدا رسول الله. قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم، قال: حى على الصلاة. قال البقاء لامة محمد صلى الله عليه وسلم. قال: حى على الفلاح. قال: كلمة مقبوله. قال: الله أكبر الله أكبر قال: كبرت كبيرا. قال: لا إله إلا الله. قال: كلمة حق حرمت بها على النار. قال فقال له نضلة: يا هذا قد سمعنا كلامك فأرنا وجهك، فانفلق الجبل، فإذا شيخ أبيض الرأس واللحية هامته مثل الرحى، فقال له من أنت ؟ قال أنا زريب ابن برثملى وصى العبد الصالح عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم دعا لى ربه بطول البقاء وأسكنني هذا الجبل إلى نزوله من السماء فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويتبرأ مما عليه النصارى. ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قلنا قبض، فبكى بكاء شديدا حتى خضب لحيته بالدموع، ثم قال: من قام فيكم بعده ؟ قلنا: أبو بكر. قال: ما فعل ؟ قلنا قبض. قال: فمن قام فيكم بعده ؟ قلنا عمر قال: فاقرئوه منى السلام وقولوا له يا عمر سدد وقارب فإن الامر قد تقارب، خصال إذا رأيتها في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فالهرب الهرب: إذا استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وكان الولد غيظا والمطر قيظا، وزخرفت المساجد وزوقت المصاحف، وتعلم عالمهم ليأكل دينارهم ودرهمهم، وخرج الغنى فقام له من هو خير منه، وكان أكل الربا فيهم شرفا، والقتل فيهم عزا، فالهرب الهرب. قال فكتب بها سعد إلى عمر، فكتب عمر صدقت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " في ذلك الجبل وصى عيسى ابن مريم فاقره منى السلام، فأقام سعد بذلك المكان أربعين صباحا ينادى بالاذان ولا يجاب ".
[ 212 ]
قال أبو بكر بن أبى الدنيا وحدثنا الصلت بن مسعود الجحدرى قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عبيدالله بن يحيى عن أبى جعفر محمد بن على قال: " لما ظهر سعد على حلوان العراق بعث جعونة بن نضلة في الطلب قال فأتينا على غار أو ثقب فخضرت الصلاة قال: فأذنت فقلت الله أكبر فأجابني مجيب من الجبل كبرت كبيرا. قال فأجبت فرقا. قال قلت أشهد أن لا إله إلا الله. قال: خلصت فالتفت يمينا وشمالا فلم أر أحدا. قال قالت أشهد أن محمدا رسول الله قال نبى بعث. قلت حى على الصلاة. قال فريضة وضعت. قلت حى على الفلاح. قال قد أفلح من أجابها واستجاب لها. كذلك يقول فألتفت فلا أرى أحدا قال: قلت جنى أنت أم إنى ؟ فأشرف على شيخ أبيض الرأس واللحية قال: أنا زريب بن برثملى من حوارى عيسى ابن مريم، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأنه جاء بالحق من عند الحق قد علمت مكانه فأردته فحالت بينى وبينه كفار فارس، فأقر صاحبك السلام. فكتب سعد إلى عمر. فكتب عمر لا يفوتنك الرجل فطلب فلم يوجد ". ورواه أبو بكر بن الانباري من حديث عبدالله بن عمرو بن عبدالرحمن وهو مجهول وحديث زريب بن برثملى حديث باطل لا أصل له وأكثر رواته مجاهيل لا يعرفون. أما رواية الراسبى عن مالك فليس من حديث مالك قال أبو بكر الخطيب روى الراسبى عن مالك هذا الحديث المنكر، وأما رواية ابن لهيعة فكان يحيى ابن سعيد لا يرى ابن لهيعة شيئا، وضعفه يحيى بن معين والفلاس والنسائي. وقال أبو زرعة: ليس ممن يحتج به. وقال ابن حبان: رأيته يدلس عن أقوام ضعفاء على أقوام ثقاة قد رآهم، وكان لا يبالى ما دفع إليه قرأه سواء كان من حديثه أو لم يكن. وفيه سليمان بن أحمد قال ابن أبى حاتم كتب عنه أحمد
[ 213 ]
ويحيى ثم تغير وأخذ في الشرب والمعازف فترك. وأما عبد العزيز بن أبى رواد فقال على بن الجنيد: كان ضعيفا وأحاديثه منكرات. وقال ابن حبان كان يحدث على التوهم والحسبان، فسقط الاحتجاج به. قال على ابن المدينى لم يرو إلا من وجه مجهول. حديث قس بن ساعدة أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد الزوزنى قال أبو يعلى محمد بن الحسين قال أنبأنا عيسى بن على قال حدثنا عبدالله بن محمد البغوي قال حدثنا محمد بن حسان السمنى قال حدثنا محمد بن الحجاج اللخمى عن مجالد عن الشعبى عن ابن عباس قال " قدم وفد عبدالقيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيكم يعرف القس بن ساعده الايادي ؟ فقالوا: كلنا يعرفه يا رسول الله. قال: فما فعل ؟ قالوا: هلك. قال: ما أنساه بعكاظ على جمل أحمر وهو يخطب الناس وهو يقول: أيها الناس اجتمعوا واستمعوا وعوا، من عاش مات ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، إن في السماء لخبرا وإن في الارض لعبرا، مهاد موضوع وضعف [ سقف ] مرفوع ونجوم تمور وبحار لا تغور، أقسم قس قسما حقا، لئن كان في الارض رضى ليكونن سخط. إن لله تعالى لدينا هو أحب إليه من دينكم الذى أنتم عليه، مالى أرى الناس يذهبون ولا يرجعون أرضوا فأقاموا أم تركوا فناموا، ثم قال أيكم يروى شعره فأنشدوه: في الذاهبين الاولين من القرون لنا بصائر لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر ورأيت قومي نحوها يسعى الاصاغر والاكابر لا يرجع الماضي إلى ولا من الباقين غابر أيقنت أنى لا محالة حيث صار القوم صائر
[ 214 ]
طريق آخر: أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا محمد بن على بن الفتح قال حدثنا عمر بن شاهين قال حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال حدثنا السكن بن سعيد قال [ قال ] ابن أبى عيينة المهلبى عن الكلبى عن أبى صالح عن أبى هريرة قال: " لما قدم أبو ذر على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا أبا ذر ما فعل قس بن ساعدة لايادى ؟ قال: مات يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله قسا كأنى أنظر إليه في سوق عكاظ وهو على جمل أورق ". فذكر نحو الحديث الذى ذكرناه. وقد رواه الكلبى بإسناد آخر فقال عن أبى صالح عن ابن عباس وروى مطولا من حديث ابن إسحاق عن بعض أهل العلم ولم يسمه. وهذا الحديث من جميع جهاته باطل قال أبو الفتح الازدي الحافظ: هو حديث موضوع لا أصل له. قال المصنف: قلت أما الطريق الاول فقال يحيى بن معين: محمد بن الحجاج كذاب خبيث. وقال أبو زرعة الرازي: أحاديثه موضوعة. وقال الدارقطني: كان يكذب. وأما الكلبى فقال زائدة وليث والسعدى: هو كذاب. وقال النسائي والدارقطني متروك الحديث. وقال ابن حبان وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الاغراق في وصفه. وأما أبو صالح فقال ابن عدى لا أعلم أحدا من المتقدمين رضيه ولعل أبو إسحاق دلسه ببعض أهل العلم.
[ 215 ]
كتاب العلم باب طلب العلم ولو بالصين أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا محمد بن على بن ميمون قال أنبأنا محمد بن على العلوى قال أنبأنا على بن محمد بن بيان قال حدثنا أحمد بن خالد المرهبى قال حدثنا محمد بن على بن حبيب قال حدثنا العباس بن إسماعيل قال حدثنا الحسن بن عطية الكوفى عن أبى عاتكة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا العلم ولو بالصين ". طريق آخر: أنبأنا عمر بن أبى الحسن البسطامى قال أنبأنا إبراهيم بن أبى نصر الاصبهاني قال أنبأنا منصور بن نصر بن عبدالرحيم السمرقندى قال حدثنا الهيثم بن كليب الشاشى قال حدثنا العباس بن محمد الدوري ح. وأنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا عباس بن إسماعيل بن حماد قالا حدثنا الحسن بن عطية قال حدثنا أبو عاتكة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم " قال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري تفرد به الحسن بن عطية. قال المصنف: قلت وهذا تحريف من الحاكم لانه قد رواه غير الحسن أنبأنا به عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي قال حدثنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا محمد بن عمرو العقيلى قال حدثنا جعفر بن محمد الزعفراني قال حدثنا أحمد بن أبى شريح قال حدثنا حماد بن خالد الخياط قال حدثنا طريف بن سليمان أبو عاتكة قال سمعت أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " اطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم ".
[ 216 ]
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما الحسن بن عطية فضعفه أبو حاتم الرازي، وأما أبو عاتكة فقال البخاري: منكر الحديث. قال ابن حبان: وهذا الحديث باطل لا أصل له. باب قلة انتفاع أهل العراق بالعلم أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا الحسن بن أحمد الفقيه قال أنبأنا هلال بن محمد قال أنبأنا أبو بكر محمد بن حميد المخرمى قال حدثنا محمد بن سليمان قال حدثنا الربيع بن تغلب قال حدثنا المسيب بن شريك عن جعفر بن العباس عن ابن لبيد عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثر الناس علما أهل العراق وأقلهم انتفاعا به ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يحيى بن معين: المسيب ليس بشئ. وقال السعدى: ينكب الناس عن حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به وقال أبو حاتم الرازي: وجعفر مجهول. باب المشى حافيا في طلب العلم فيه عن أبى بكر وابن عباس وجعفر بن نسطور. فأما حديث أبى بكر فأنبأنا أحمد بن عبيدالله بن كادش قال أنبأنا أبو طالب العشارى قال أنبأنا أبو حفص بن شاهين قال حدثنا محمد بن إبراهيم الاصطخرى قال حدثنا محمد بن خلف بن عبد السلام المروزى قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزى قال حدثنا سيف بن محمد بن أخت سفيان الثوري عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال: " كنا جلوسا في مسجد مع أبى بكر الصديق فمرت جنازة فخلع أبو بكر نعليه فقام معها، فقلنا يا خليفة رسول الله خلعت نعليك حيث يلبس الناس ؟ قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الماشي الحافى في طاعة الله عزوجل يدخل منزله وليس عليه خطيئة يطالبه الله بها " وأما حديث ابن عباس فله طريقان:
[ 217 ]
الطريق الاول: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني قال حدثنا على بن الحسن بن سهل البجلى قال حدثنا يوسف بن عبدالله البجلى قال حدثنا سليمان ابن عيسى قال حدثنا سفيان الثوري عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا سارعتم إلى الخير فأمشوا حفاة فإن المحتفى يضاعف أجره على المنتعل ". الطريق الثاني: أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو بكر البيهقى قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم قال حدثنا أبو على محمد بن على المذكر قال حدثنا سهل بن عمار قال حدثنا سليمان بن عيسى قال حدثنا سفيان بن سعيد عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا أنبئكم بأحق الناس يوم القيامة بين يدى الملك الجبار ؟ المتسارع إلى الخيرات ما شيا على قدميه حافيا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبرني جبريل أن الله تعالى ناظر إلى عبد يمشى حافيا في طلب الخير " وأما حديث ابن نسطور فأنبأنا أبو حفص عمر بن ظفر قال أنبأنا هبة الله بن محمد بن الحسن قال أنبأنا أبو الحسين محمد بن سلمان بن الفرج التنيسى قال حدثنا أبو الحسن الكاشغرى قال أنبأنا أبو داود سليمان بن نوح قال حدثنى أبو القاسم منصور ابن حكيم قال حدثنى جعفر بن نسطور الرومي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من مشى إلى خير حافيا فكأنما مشى على أرض الجنة تستغفر له الملائكة وتسبح أعضاؤه " هذه أحاديث ليس فيها ما يصح. أما حديث أبى بكر ففى طريقه موسى بن إبراهيم. قال الدارقطني: هو متروك وفيه سيف. قال أحمد بن حنبل: ليس بشئ كان يضع الحديث.
[ 218 ]
وقال يحيى: كان كذابا خبيثا. وقال الدارقطني: متروك. وأما حديث ابن عباس فالطريقان من عمل سليمان بن عيسى وقد ذكر في طريق مجاهدا وفى الاخرى طاوسا. قال السعدى: هو كذاب مصرح. وقال ابن عدى: يضع الحديث. وأما حديث ابن نسطور فباطل ورجاله مجهولون، ولا يعرف جعفر بن نسطور، وليس في الصحابة من اسمه جعفر إلا جعفر بن أبى طالب. وقد ذكروا لابي سفيان بن الحرث ولدا يقال له جعفر له صحبة ولا يثبت ذلك. وأعلم أن هذه الاحاديث من الموضوعات التى تتنزه الشريعة عن مثلها، فإن المشى حافيا يؤذى العين والقدم ولا يمكن معه توقى النجاسات. وقد رأينا في طلاب العلم من يمشى حافيا عملا بهذه الاحاديث الموضوعة، ولو علم أن هذا لا يصح وأنه يحتوى على شهرة زهد لم يفعل فالله در العلم. باب تعلم العلم في الصبا أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز قال أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفى قال أنبأنا أبو الحسن على بن محمد بن الحسن الفارسى قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البلخى قال حدثنا محمد بن خالد بن يزيد قال حدثنا عطية بن بقية قال حدثنا أبى [ أبو ] بقية بن الوليد عن معمر الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من تعلم العلم وهو شاب كان بمنزلة وسم في حجر، ومن تعلمه بعد ما كبر فهو بمنزلة كتاب على ظهر الماء ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهناد لا يوثق به، و [ أبو ] بقية مدلس يروى عن الضعفاء وأصحابه يسوون حديثه ويحذفون الضعفاء منه.
[ 219 ]
باب الملق في طلب العلم فيه عن معاذ وأبى أمامة وأبى هريرة. فأما حديث معاذ فأنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا ابن أبى سويد قال حدثنا شيبان قال حدثنا الحسن بن واصل عن الخصيب بن جحدر عن النعمان بن نعيم عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس من أخلاق المؤمن الملق إلا في طلب العلم ". وأما حديث أبى أمامة فأنبأنا ابن خيرون قال أنبأنا ابن مسعدة قال حدثنا أبو عمرو الفارسى قال حدثنا ابن عدى قال حدثنا ابن عتبة الرقى قال حدثنا أيوب الوزان قال حدثنا فهد بن بشير قال حدثنا عمر بن موسى عن القاسم عن أبى أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس من أخلاق المؤمن الملق إلا في طلب العلم ". وأما حديث أبى هريرة أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال حدثنا ابن عدى قال حدثنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عمرو بن حصين الكلابي قال حدثنا أبوعلاثة عن الاوزاعي عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لاحسد ولا ملق إلا في طلب العلم ". ليس في هذه الاحاديث شئ يصح. أما الاول فإن الحسن بن واصل هو ابن دينار وقد كذبه أحمد ويحيى. وقال ابن عدى: مداره على الخصيب وقد كذبه شعبة ويحيى القطان. وقال أحمد: لا يكتب حديثه. وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة الموضوعات.
[ 220 ]
وأما حديث أبى أمامة قال عمر بن موسى ليس بثقة. وقال النسائي والدارقطني: هو متروك. وأما حديث أبى هريرة فإن ابن علاثة اسمه محمد بن عبدالله بن علاثة. قال الرازي: لا يحتج به. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة لا يحل ذكره إلا على جهة القدح فيه. باب ثواب المعلمين أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه قال أنبأنا أبو الفضل القرشى قال أنبأنا أبو بكر بن مردويه قال حدثنا أحمد بن كامل ابن خلف قال حدثنا على بن حماد بن السكن قال حدثنا أحمد بن عبدالله الهروي قال حدثنا هشام بن سليمان المخرومى [ المخزومى ] عن ابن أبى مليكة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المعلمون خير الناس كلما خلق الذكر جددوه، عظموهم ولا تستأجروهم فتخرجوهم، فإن المعلم إذا قال للصبى قل بسم الله الرحمن الرحيم، فقال الصبى بسم الله الرحمن الرحيم، كتب الله براءة للصبى وبراءة لوالديه وبراءة للمعلم من النار ". هذا الحديث من عمل الهروي وهو الجويبارى، وقد سبق القدح فيه وأنه كذاب وضاع. حديث في الدعاء للمعلمين أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب قال أنبأنا على بن أحمد الرزاز قال حدثنا أبو الحسن على بن أحمد المصيصى قال حدثنا أبى قال حدثنا محمد بن على بن إسحاق البغدادي قال حدثنا موسى بن محمد القومسى قال حدثنا الحسن بن شبل عن أصرم بن حوشب عن نهشل بن سعيد
[ 221 ]
عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر للمعلمين ثلاثا وأطل أعمارهم وبارك لهم في كسبهم ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال إسحاق بن راهويه: كان نهشل كذابا. وقال يحيى: ليس بشئ. وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة ما ليس من حديثهم لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. وأما أصرم فقال يحيى: كذاب خبيث. وقال البخاري: متروك الحديث. قال أبو بكر الخطيب: وأما محمد بن على فشيخ مجهول أحاديثه منكرة. حديث آخر في ذلك: أنبأنا القزاز قال أنبأنا الخطيب قال أنبأنا الحسن بن محمد الخلال قال حدثنا يوسف بن عمر القواس قال حدثنا أبو الطيب بن الفرخان قال حدثنا أبى [ أبو ] الفرخان بن دوزبة مولى المتوكل على الله قال حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا أبو معاوية الضرير محمد بن خازم عن الاعمش عن أبى وائل عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر للمعلمين وأطل أعمارهم وأظلهم تحت ظلك فإنهم يعلمون كتابك المنزل ". قال الخطيب: محمد بن الفرخان غير ثقة. حديث ذكر عقوبة المعلم إذا لم يعدل بين الصبيان أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه قال أنبأنا أبو الفضل القرشى قال أنبأنا أبو بكر بن مردويه قال حدثنا محمد بن محمد ابن عمرو بن زيد قال حدثنا محمد بن موسى بن الوليد النيسابوري قال حدثنا الحسن بن بندار الاستراباذى قال حدثنا محمد بن يوسف عن عبدالرحمن بن القطامى عن أبى المهزم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " معلم الصبيان إذا لم يعدل بينهم كتب يوم القيامة مع الظلمة ".
[ 222 ]
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما أبو المهزم فكان كذابا وقد سبق القدح فيه في أول كتاب التوحيد. وأما عبدالرحمن ابن القطامى فقال عمرو بن على الفلاس كان كذابا. وهذا الكلام إنما نعرفه من كلام مكحول. حديث آخر في الدعاء بفقر المعلمين أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا إسماعيل بن أبى الفضل قال أنبأنا حمزة ابن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا محمد بن داود بن دينار الفارسى قال حدثنا أحمد بن إسحاق بن يونس قال حدثنا سعدان بن عبدة القراحى قال حدثنا عبدالله العتكى عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اجتمعوا وارفعوا أيديكم. فاجتمعنا ورفعنا أيدينا، ثم قال: اللهم أفقر المعلمين كى لا يذهب القرآن، واغن العلماء كى لا يذهب الدين ". حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو أحمد بن عدى: هذا حديث منكر. وسعدان غير معروف. وأحمد بن إسحاق لا يعرف أيضا. وشيخنا محمد بن داود كان يكذب. حديث آخر في ذم المعلمين: أنبأنا أبو منصور بن خيرون قال أنبأنا إسماعيل ابن أبى الفضل الاسماعيلي قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال أنبأنا مصبح بن على بن مصبح البلدى قال حدثنا ميمون بن الاصبغ قال حدثنا عبيد بن إسحاق قال حدثنا سيف بن عمر التيمى قال: كنت جالسا عند سعد بن طريف الاسكاف إذ جاء ابن له يبكى فقال يا بنى مالك ؟ فقال ضربني المعلم، فقال والله لاخزينهم اليوم، حدثنى عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شراركم معلموكم أقله [ أقلهم ] رحمة على اليتيم
[ 223 ]
وأغلظهم على المسكين " ورواه إبراهيم بن عبدالله بن الجنيد عن عبيد بن إسحاق فقال فيه " معلمو صبيانكم شراركم " ورواه إسحاق بن الحسن الحربى عن عبيد فقال فيه " شرار أمتى معلموها ". هذا حديث موضوع بلا شك، وفيه جماعة مجروحون، وأشدهم في ذلك سيف وسعد فكلا [ فكلاهما ] متهم بوضع الحديث. وسعد هو في هذا الحديث أقوى تهمة. قال ابن حبان: كان يضع الحديث على الفور. باب تقديم حضور مجلس العالم على غيره من الطاعات روى محمد بن على بن عمر المذكر قال حدثنا إسحاق بن الجعد قال حدثنا أحمد بن عبدالله الهروي قال حدثنا إسحاق بن بحبح قال حدثنا هشام بن حسان حدثنا محمد بن سيرين حدثنا عبيدة السلمانى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال " جاء رجل من الانصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شاهد فقال يا رسول الله إذا حضرت جنازة وحضرت مجلس عالم أيهما أحب إليك أن أشهد ؟ فقال: إن كان للجنازة من يتبعها ويدفنها فإن حضور مجلس عالم خير من حضور ألف جنازة تشيعها، ومن حضور ألف مريض تعوده، ومن قيام ألف ليلة للصلاة، ومن ألف يوم تصومها، ومن ألف درهم تتصدق بها، ومن ألف حجة سوى الفرض، ومن ألف غزوة سوى الواجب تغزوها في سبيل الله بنفسك ومالك، وأين تقع هذه المشاهد من مشهد عالم ؟ أما علمت أن الله يطاع بالعلم ويعبد بالعلم، وخير الدنيا والآخرة من من العلم، ومن شر الدنيا والآخرة من الجهل، فقال رجل: قراءة القرآن ؟ فقال: ويحك وما قراءة القرآن بغير علم ؟ وما الحج بغير علم ؟ وما الجمعة بغير علم ؟ أما علمت أن السنة تقضى على القرآن، وأن القرآن لا يقضى على السنة ؟ ".
[ 224 ]
هذا حديث موضوع. أما المذكر فقال أبو بكر الخطيب: هو متروك، وأما الهروي فهو الجويبارى وهو الذى وضعه. قال أحمد بن حنبل: إسحاق ابن بحبح أكذب الناس. باب في مشاورة الحاكة والمعلمين أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال أنبأنا الحسن ابن على الجوهرى قال أنبأنا عبد العزيز بن جعفر الخرق قال حدثنا على بن يوسف بن أيوب الدقاق قال حدثنا أحمد بن محمد بن غالب غلام خليل قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا الوليد بن مسلم بن معاذ بن رفاعة عن على بن يزيد عن القاسم عن أبى أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تستشيروا الحاكة ولا المعلمين ". وقد رواه يحيى بن أيوب عن عبيدالله بن زحر عن على بن يزيد فزاد فيه " فإن الله عزوجل سلبهم عقولهم ونزع البركة من أكسلبهم ". وهذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما الطريق الاول ففيه غلام خليل قال الدارقطني: هو متروك، وحكى عنه ابن عدى أنه قال وضعنا أحاديث نرقق بها قلوب العامة. وأما على بن يوسف فإنه لا يعرف. وأما الطريق الثاني ففيه عبيدالله بن زحر. قال يحيى بن معين: ليس بشئ وقال أبو مسهر: هو صاحب كل معضلة. قال أبو حاتم بن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات، وإذا روى عن على بن يزيد أتى بالطامات اجتمع في إسناد خبر عبيدالله بن زحر وعلى ابن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن لم يكن متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم. وقال النسائي والدارقطني: على بن يزيد متروك وأنبأنا محمد بن ضو فهو محمد بن الضو بن الصلصال بن الدلهمس كان
[ 225 ]
كذابا مجاهرا بالفسق. قال ابن حبان: يروى عن أبيه المناكير لا يجوز الاحتجاج به وأما أبو عمارة فقال الدارقطني: ضعيف جدا. باب ذم الحاكة أنبأنا أبو المعمر الانصاري قال أنبأنا جعفر بن أحمد السراج قال أنبأنا القاضى أبو القاسم التنوخى قال حدثنا أبو عمر بن حيويه قال حدثنا عثمان ابن أحمد الدقاق قال وجدت في كتاب حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الصوفى قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين الكوفى قال حدثنى أبى عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: " دخلت المسجد الحرام فإذا أنا بعلى بن أبى طالب رضى الله عنه وحوله جماعة من الناس إذ دخل رجل من باب من أبواب المسجد يسعى حتى خرج من الباب الآخر. فقال على رضى الله عنه على بالرجل فجئ به فقال على أين تريد ؟ فقال أريد البصرة. قال وتعمل ماذا ؟ قال له أطلب العلم. قال فقال له على: ثكلتك أمك على بالحضرة وأنت تذهب إلى البصرة تطلب العلم ؟ أيها الرجل ما حرفتك ؟ قال أنا رجل نساج قال فقال على رضى الله عنه: الله أكبر يقولها ثلاثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أدرك منكم زمانا تطلب فيه الحاكة العلم فالهرب الهرب، ثم أقبل يحدث فقال: من اطلع في طراز حائك خف دماغه، ومن كلم حائكا بخر فمه، ومن مشى مع حائك ارتفع رزقه. قال فقالوا يا أمير المؤمنين أليسوا إخواننا في الاسلام وشركانا في الدين ؟ قال هم الذين بالوا في الكعبة وسرقوا غزل مريم وعمامة يحيى بن زكريا وسمكة عائشة من التنور واستدلتهم مريم ابنة عمران على الطريق فدلوها على غير الطريق ". هذا حديث لا يخفى على الصبيان الجهلة أنه موضوع فلا بارك الله في من (15 الموضوعات 1)
[ 226 ]
وضعه فما أقبح ما فعل، وكيف اجترأ على الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى على رضى الله عنه ورواته مجهولون وكونه على ظهر كتاب لا على واو يكفى في أنه ليس بشئ. باب خروج الحاكة مع الدجال أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا عبدالله بن يعقوب البخاري قال حدثنا موسى بن أبى حاتم قال حدثنا محمد بن أبى تميم الفريابى قال حدثنا عبدالرحيم بن حبيب قال حدثنا إسماعيل بن يحيى بن عبيدالله قال حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج الدجال ومعه سبعون ألف حائك ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه آفات. أما إسماعيل بن يحيى فقال ابن عدى: يحدث عن الثقاة بالبواطيل. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة وما لا أصل له لا تحل الرواية عنه بحال. قال: وعبد الرحيم بن حبيب يضع الحديث على الثقاة ولعله قد وضع أكثر من خمسمائة حديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ومحمد بن تميم كان يضع الحديث أيضا. باب تحسين كتابة بسم الله الرحمن الرحيم فيه عن أبى هريرة وأنس. فأما حديث أبى هريرة فأنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو بكر البيهقى قال أنبأنا أبو عبد الله الحاكم قال حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن سفيان قال حدثنا عباس
[ 227 ]
ابن الضحاك البلخى عن عبدالله بن عمر بن الرماح قال حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كتب بسم الله الرحمن الرحيم ولم يعور الهاء التى في الله كتب الله له ألف ألف حسنة ومحى عنه ألف ألف سيئة ". وأما حديث أنس: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر بن ثابت الخطيب قال أنبأنا محمد بن عمر بن بكير المقرى قال أنبأنا أبو الحسن محمد بن منصور ابن حاتم النوشى قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبى شحمة الختلى قال حدثنا أبو سالم الرواس عن أبى حفص العبدى عن أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كتب بسم الله الرحمن الرحيم فحسنها غفر له ". طريق آخر: أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا عبد الباقي بن أحمد الواعظ قال حدثنا محمد بن جعفر بن علان قال حدثنا أبو الفتح الازدي قال حدثنا عبدالرحمن بن الحسن بن أيوب قال حدثنا أبو سالم العلاء ابن مسلم قال حدثنا أبو حفص العبدى عن أبان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كتب بسم الله الرحمن الرحيم فجوده [ فجودها ] تعظيما لله غفر له وخفف عن والديه وإن كانا كافرين ". هذان حديثان لا يصحان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الاول فقال أبو حاتم بن حبان: عباس بن الضحاك دجال يضع الحديث. قال: وهذا شئ موضوع لا شك فيه. وأما الثاني فأبان ضعيف جدا، وأبو حفص فأشد منه ضعفا قال أحمد بن حنبل: حرقنا حديثه. وقال يحيى: ليس بشئ. وقال النسائي: متروك الحديث. وأبو سالم اسمه العلاء بن مسلمة. قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به. وقال أبو الفتح الازدي: كان رجل سوء لا يحل لمن عرفه أن يروى عنه. وقال محمد بن طاهر: هو كذاب.
[ 228 ]
باب الصلاة على النبي صلى الله وسلم في الكتاب فيه عن أبى بكر وأبى هريرة. فأما حديث أبى بكر فأنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد ابن عدى قال حدثنا محمد بن الحسن المحاربي قال حدثنا عباد بن يعقوب قال حدثنا أبو داود النخعي عن أيوب بن موسى عن القاسم بن محمد عن أبى بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كتب عنى علما فكتب معه صلاة على لم يزل في أجر ما قرئ ذلك الكتاب ". وأما حديث أبى هريرة أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا الحسين بن أحمد الفقيه قال حدثنا على بن محمد قال حدثنا أحمد بن إسحاق الطينى قال حدثنا على بن الحسين قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا إسحاق بن وهب العلاف قال حدثنا بشر بن عبيد قال حدثنا خازم بن حكيم عن يزيد بن عياض عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى على في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمى في الكتاب ". هذان حديثان موضوعان على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الاول فقال ابن عدى: وضعه أبو داود النخعي وكان وضاعا بإجماع العلماء. وأما الثاني ففيه يزيد بن عياض. قال يحيى: ليس بشئ. سئل مالك عن ابن سمعان فقال كذاب، فقيل فيزيد بن عياض قال أكذب وأكذب. وقال النسائي: متروك الحديث وفيه إسحاق بن وهب قال الدارقطني: كذاب متروك يحدث بالاباطيل. وقال ابن حبان يضع الحديث. باب أخذ الاجرة على التعليم روى نهشل عن الضحاك عن ابن عباس قال مر رسول الله صلى الله عليه
[ 229 ]
وسلم بمركاس المعلم فقال إياك وحطب الصبيان وخبز الرقاق، وإياك والشرط على كتاب الله ". هذا حديث لا يصح، وقد ذكرنا آنفا عن إسحاق بن راهويه أن نهشلا كان كذابا، وعن النسائي أنه متروك الحديث. حديث آخر: روى حسين بن محمد التفليسى قال حدثنا الحضرمي قال حدثنا محمد بن حسان عن عبدالاعلى عن زياد عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أحدثكم عن أجر ثلاثة، فقيل من هم يا رسول الله ؟ قال: أجر المعلمين والمؤذنين والائمة حرام ". هذا حديث موضوع. والحضرمى ومحمد وحسان مجاهيل لا يعرفون. وزياد يقال له ابن أبى زياد. قال يحيى: ليس بشئ. وقال النسائي: متروك. حديث آخر: روى صالح بن بيان الثقفى عن الفرات بن السائب عن ميمون ابن مهران عن ابن عمر قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التعليم والاذان بالاجرة، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ". هذا لا يصح أيضا. قال الدارقطني: صالح بن بيان والفرات بن السائب متروكان. حديث على ضد هذه الاحاديث قال ابن عدى: روى عمر بن المحرم البصري عن ثابت الحفار عن ابن أبى مليكة عن عائشة قالت " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب المعلمين، فقال: إن أحق ما أخذ عليه الاجر كتاب الله ". قال ابن عدى: لعمرو أحاديث مناكير وثابت لا يعرف والحديث منكر.
[ 230 ]
باب نشر العلم أنبأنا ابن خيرون قال أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال أنبأنا مكحول قال حدثنا محمد بن هاشم قال حدثنا سويد بن عبد العزيز قال حدثنا نوح بن ذكوان عن أخيه أيوب بن ذكوان عن الحسن عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ألا أخبركم بأجود الاجودين ؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال فإن الله أجود الاجودين، وأنا أجود ولد آدم، وأجودهم من بعدى رجل علم علما فنشر علمه، فيبعث يوم القيامة أمة وحده كما يبعث النبي أمة وحده ". قال أبو حاتم: هذا حديث منكر باطل لا أصل له. ونوح بن ذكوان يجب التنكب عن حديثه للمناكير ومخالفته الاثبات. قال يحيى بن معين: وأيوب منكر الحديث. باب الاخلاص في نشر العلم أنبأنا أبو القاسم الجريرى قال أنبأنا أبو طالب العشارى قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبى الثلج قال حدثنا محمد بن سعيد الحبال قال حدثنا إسماعيل ابن يحيى قال حدثنا مسعر عن عطية العوفى عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة وضعت منابر من نور عليها قباب من فضة مفصصة بالدر والياقوت والزمرد مكللة بالديباج والسندس والاستبرق، ثم ينادى منادى الرحمن عزوجل أن من حمل إلى أمتى علما يحمله إليهم يرد به الله عزوجل أجلسوا عليها، ثم يدخلون الجنة ". قال الدارقطني: تفرد به إسماعيل عن مسعر وهو كذاب متروك.
[ 231 ]
باب صفة من ينتفع بالعلم ومن لا ينتفع به أنبأنا ابن ناصر قال أنبأنا محمد بن إبراهيم قال أنبأنا محمد بن الفضل قال حدثنا أبو بكر بن مردويه قال حدثنا عبدالحميد بن عبدالرحمن النيسابوري قال حدثنا على بن الحسن الذهلى قال حدثنا عيسى بن موسى عن عمر عن صبح عن كثير بن زياد عن الحسن عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من طلب العلم لله لم يصب منه بابا إلا ازداد به في نفسه ذلا وفى الناس تواضعا ولله خوفا وفى الدنيا اجتهادا، فذلك الذى ينتفع بالعلم فيتعلمه، ومن طلب العلم للدنيا والمنزلة عند الناس والحظوة عند السلطان لم يصب منه بابا إلا ازداد به في نفسه عظمة وبالله اغترارا وفى الدين جفاء، فذلك الذى لا ينتفع بالعلم فليكف عن الحجة على نفسه والندامة والخزى يوم القيامة ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به عمر بن صبح. قال ابن حبان: يضع الحديث على الثقاة. وقال أبو الفتح الازدي: كذاب كامر (1). وقال الدارقطني: متروك. باب بذل العلم لطالبيه أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال أخبرني أبو القاسم الازهرى قال حدثنا على بن عمر الحربى قال حدثنا أبو يعقوب إسحاق ابن دنمهر قال حدثنا إسحاق بن أبى إسرائيل قال حدثنا عبد القدوس بن حبيب عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا إخوانى تناصحوا في العلم ولا يكتم بعضكم بعضا فإن خيانة الرجل في علمه أشد من خيانته في ماله ". (1) هي كذلك بالاصل وقد تعذر توجيهها، ولعلها مصحفة من " أشر ". (*)
[ 232 ]
قال الدارقطني: تفرد به عبد القدوس. قال ابن المبارك: لان أقطع الطريق أحب إلى من [ أن ] أروى عن عبد القدوس. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة. باب لا يعلم إلا من يستحق أنبأنا عبد الاول بن عيسى قال أنبأنا عبدالله بن محمد الانصاري قال أنبأنا أحمد بن على بن سعدويه قال أنبأنا أبو عمرو بن حمدان قال أنبأنا حامد بن شعيب ح. وأنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز قال أنبأنا عمر بن الحسين الخفاف قال حدثنا عمر بن محمد بن الزيات قال حدثنا عبدالله يعنى ابن ناجية قالا حدثنا الربيع بن تغلب ح. وأنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال أنبأنا العتيقي قال حدثنا عثمان بن أحمد العجلى ح. وأنبأنا يحيى بن على قال أنبأنا جابر بن ياسين وعبد العزيز بن على قالا أنبأنا المخلص قالا حدثنا البغوي قال حدثنا محمد بن بكار قالا حدثنا يحيى بن عقبة بن أبى العيزار عن محمد بن جحادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تطرحوا الدر في أفواه الكلاب ". قال ابن بكار أظنه يعنى العلم. وقال الانصاري يعنى الفقه. أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب قال حدثنا بشرى بن عبدالله الرومي قال حدثنا أبو القاسم طلحة بن عمر بن على الحذاء قال حدثنا البغوي قال حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا يحيى بن عقبة عن محمد بن جحادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تعلقوا الدر في أعناق الخنازير ". قال الدارقطني: تفرد به يحيى بن عقبة. قال المصنف: قلت وهو المتهم به. قال يحيى بن معين: ليس بشئ. وقال
[ 233 ]
النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدى: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات لا يجوز الاحتجاج به بحال. باب إيثار الشبان على الاشياخ بالعلم أنبأنا أبو المعمر الانصاري قال أنبأنا أبو الحسن نن مرزوق قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال أنبأنا الحسن بن أحمد بن بشار قال حدثنا محمد بن أحمد بن محمويه قال حدثنا عمران بن موسى قال حدثنا أبو طاهر قال حدثنا الوليد الموقرى قال حدثنا الزهري قال حدثنا قبيصة قال: قال زيد بن ثابت قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " استودعوا العلم الاحداث إذ رضيتموهم ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى: الوليد كذاب. وقال أحمد: ليس بشئ. باب الاستزادة من العلم أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أحمد بن على قال أخبرني أبو الفرج الطناجيرى قال حدثنا على بن عمر الختلى قال حدثنا أبو القاسم عيسى بن سليمان قال حدثنا داود بن رشد قال حدثنا إبراهيم بن شماس قال حدثنا بقية بن الوليد عن الحكم بن عبدالله قال حدثنى الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أتى على يوم لا أزداد فيه علما فلا بورك لى في طلوع الشمس ذلك اليوم ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنبأنا ابن ناصر عن أبى الفضل بن خيرون قال: قال لنا أبو عبد الله الصوري: هذا حديث منكر لا أصل له عن الزهري ولا يصح عن رسول الله
[ 234 ]
صلى الله عليه وسلم لا أعلم حدث به غير الحكم تركه ابن المبارك ونهى أحمد عن حديثه. وقال يحيى بن معين: ليس بثقة ولا مأمون. قال المصنف: قلت وفى رواية قال يحيى بن معين: الحكم ليس بشئ. وقال أبو حاتم بن حبان: هو كذاب. وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات باب شين الطمع لاهل العلم أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال حدثنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا أبو عروبة قال حدثنا أحمد بن بكار بن أبى ميمونة قال حدثنا محمد بن مسلمة عن خارجة بن مصعب عن أبى معمر عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الصفا الزلال لاهل العلم الطمع ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومحمد بن مسلمة قد ضعفه الالكائى وأبو محمد الخلال جدا، وخارجة بن مصعب أشد ضعفا منه. وقال يحيى: خارجة ليس بثقة. وقال مرة: ليس بشئ. وقال أبو الفتح الازدي متروك. وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج بخبره. باب أن العلم لا يشبع منه فيه عن أبى هريرة وعائشة. فأما حديث أبى هريره فله طريقان: الطريق الاول أنبأنا محمد بن عبد الباقي ابن أحمد قال أنبأنا حمد بن أحمد الحداد قال أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ قال حدثنا محمد بن محمد بن مكى قال حدثنا محمد بن عمرو بن هشام قال
[ 235 ]
حدثنا أحمد بن يوسف قال حدثنا عمر بن عبدالله بن رزين عن محمد يعنى ابن الفضل عن التيمى عن ابن سيرين عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أربع لا يشبعن من أربع: أرض من مطر، وأنثى من ذكر، وعالم من علم، وعين من نظر ". الطريق الثاني: أنبأنا عبدالله بن المقرى أنبأنا محمد بن إسحاق الباقرحى قال أنبأنا أبو الحسين بن متيم قال حدثنا حمزة بن القاسم ح وأنبأنا عبد الوهاب الحافظ قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي قال أنبأنا ابن الدخيل قال حدثنا أبو جعفر العقيلى قال حدثنا عبدالله بن أحمد بن أبى ميسرة قال حدثنا محمد بن الحسن بن زبالة قال حدثنا عبدالله بن محمد بن عجلان عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أربع لا يشبعن من أربع: أرض من مطر، ولا أنثى من ذكر، ولا العين من النظر، ولا العالم من العلم ". وأما حديث عائشة فأنبأنا ابن خيرون قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة ابن يوسف قال أنبأنا ابن عدى قال حدثنا عمر بن سنان قال حدثنا عباس بن الوليد الخلال قال حدثنا عبد السلام بن عبد القدوس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " أربع لا يشبعن من أربع: أرض من مطر، وعين من نظر، وأنثى من ذكر، وطالب علم من علم ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الطريق الاول فانفرد به محمد بن الفضل بن عطية. قال أحمد بن حنبل: ليس بشئ حديثه حديث أهل الكذب. وقال يحيى: ليس بشئ كان كذابا وكذلك قال السعدى والفلاس. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن
[ 236 ]
حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار. وأما الطريق الثاني: ففيه ابن زبالة قال يحيى: ليس بثقة، وقال مرة كان كذابا. وقال النسائي: متروك الحديث. وأما حديث عائشة ففيه عباس بن الوليد قال ابن حبان يروى العجائب لا يجوز الاحتجاج به بحال ولا كتب حديثه إلا للاعتبار. قال وعبد السلام يروى الموضوعات لا يجوز الاحتجاج به. قال: والحديث موضوع. وقال ابن عدى: لا يروى عن هشام هذا إلا عبد السلام. وقال العقيلى لا يروى هذا الكلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة تثبت. باب الرحمة للعالم إذا تلاعب به الصبيان فيه عن ابن عباس وأنس. فأما حديث ابن عباس فأنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز قال أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال حدثنا عمر بن سنان قال حدثنا أحمد بن الفضل الصائغ قال حدثنا نوح بن الهيثم قال حدثنا وهب بن وهب عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ارحموا ثلاثة: عزيز قوم ذل، وغنى قوم افتقر، وعالما تتلاعب به الصبيان ". وأما حديث أنس فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا عبد الحق بن عبد الخالق قال أنبأنا محمد بن مرزوق الزعفراني قال حدثنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا عبد الغفار بن محمد المؤدب قال حدثنا عمار بن عبدالمجيد قال حدثنا محمد بن مقاتل الرازي عن أبى العباس جعفر بن هارون عن سمعان بن المهدى عن أنس
[ 237 ]
ابن مالك قال قال رسو الله صلى الله عليه وسلم " ارحموا ثلاثة: غنى قوم افتقر وعزيز قوم قد ذل، وفقيها تتلاعب به الجهال ". الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا الحسن بن على عن الدارقطني عن أبى حاتم قال حدثنا ابن قتيبة قال حدثنا يوسف بن هاشم قال حدثنا يزيد بن أبى الزرقاء قال حدثنى عيسى بن طهمان عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرحموا من الناس ثلاثة: عزيز قوم ذل، وغنى قوم افتقر، وعالما بين الجهال ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما حديث ابن عباس ففيه وهب بن وهب وكان أكذب الناس. أما حديث أنس ففى الطريق الاول سمعان وهو مجهول لا يعرف. وفى الثاني عيسى بن طهمان. قال ابن حبان: يتفرد بالمناكير عن المشاهير لا يجوز الاحتجاج به. قال المصنف: قلت وإنما يعرف هذا من كلام الفضيل بن عياض أنبأنا به ابن ناصر قال أنبأنا أحمد بن على بن خلف قال أنبأنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري قال: سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل، يقول: سمعت جدى يقول سمعت سعيد بن منصور يقول: قال الفضيل بن عياض " أرحموا عزيز قوم ذل، وغنيا افتقر، وعالما بين الجال ". باب أزهد الناس في العالم جيرانه أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا موسى بن عيسى الحوازى قال حدثنا عباد بن محمد بن صهيب قال حدثنا يزيد بن النضر المجاشعى عن المنذر بن زياد
[ 238 ]
قال حدثنا محمد بن المنذر عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أزهد الناس في العالم ؟ قيل يا رسول الله أهل بيته. قال لا. جيرانه ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يروى عن بعض العلماء والمتهم به المنذر. قال الفلاس: كان كذابا. وقال الدارقطني: متروك.
[ 239 ]
أبواب تتعلق بالقرآن باب في فضائل السور أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا محمد بن المظفر بن بكران قال أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي قال أنبأنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا أبو جعفر محمد ابن عمرو العقيلى قال حدثنى على بن الحسن بن عامر قال حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا بديع بن حبان أبو الخليل قال حدثنا على بن زيد بن جدعان وعطاء ابن أبى ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبى بن كعب قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أبى من قرأ فاتحة الكتاب أعطى من الاجر فذكر سورة سورة وثواب تاليها إلى آخر القرآن ". أنبأنا المبارك بن خيرون بن عبدالملك قال أحمد بن الحسن بن خيرون قال أنبأنا أبو طاهر محمد بن على بن العلاف قال أنبأنا عثمان بن محمد الآدمى قال أنبأنا أبو بكر بن أبى داود السجستاني إذنا قال حدثنا محمد بن عاصم قال حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا محمد بن عبد الواحد عن على بن زيد بن جدعان وعطاء ابن أبى ميمونة عن زر بن حبيس [ حبيش ] عن أبى بن كعب قال: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض على القرآن في النسة التى يات [ مات ] فيها مرتين وقال إن جبريل عليه السلام أمرنى أن أقرأ عليك القرآن وهو يقرئك السلام. فقال أبى فقلت لما قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما [ أ ] كانت لى خاصة فحصنى بثواب القرآن مما علمك الله وأطلعك عليه ؟ قال نعم يا أبى أيما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطى من الاجر كأنما قرأ ثلثى القرآن وأعطى من الاجر كأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ آل عمران أعطى بكل آية منها أمانا على جسر جهنم، ومن قرأ سورة النساء أعطى من الاجر كأنما تصدق على كل من ورثه ميراثا، ومن قرأ المائدة أعطى عشر حسنات ومحى
[ 240 ]
عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهودى ونصراني تنفس في الدنيا، ومن قرأ سورة الانعام صلى عليه سبعون ألف ملك، ومن قرأ الاعراف جعل الله بينه وبين إبليس (1)، ومن قرأ الانفال أكون له شفيعا وشاهدا وبرئ من النفاق، ومن قرأ يونس أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من كذب بيونس وصدق به وبعدد من غرق مع فرعون، ومن قرأ سورة هود أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق نوح وكذب به، وذكر في كل سورة ثواب تاليها إلى آخر القرآن ". وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره فذكر عند كل سورة منه ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدى في ذلك ولا أعجب منهما لانهما ليسامن أصحاب الحديث، وإنما عجبت من أبى بكر بن أبى داود كيف فرقه على كتابه الذى صنفه في فضائل القرآن وهو يعلم أنه حديث محال، ولكن شره جمهور المحدثين فإن من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل، وهذا قبيح منهم لانه قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من حدث عنى حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ". وهذا حديث فضائل السور مصنوع بلا شك، وفى إسناد الطريق الاول بديع. قال الدارقطني: وهو متروك، وفى الطريق الثاني مخلد (2) بن عبد الواحد قال ابن حبان: منكر الحديث جدا ينفرد بمناكير لا تشبه أحاديث الثقاة، وقد اتفق بديع ومخلد على رواية هذا الحديث عن على بن زيد، وقد قال أحمد ويحيى: على بن زيد ليس بشئ. وبعد هذا فنفس الحديث يدل على أنه مصنوع فإنه قد استفز [ استنفد ] السور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد (1) هي كذلك بالاصل ويقضى السياق بقوله بعد إبليس حجابا. (2) ليس في سند الحديث المذكور مخلد بن عبد الواحد وإنما فيه محمد والصحيح مخلد. (*)
[ 241 ]
روى في فضائل السور أيضا ميسرة بن عبد ربه. قال عبدالرحمن بن مهدى: قلت لميسرة من أين جئت بهذه الاحاديث من قرأ كذا فله كذا، قال وضعته أرغب الناس فيه. أنبأنا عبد الوهاب الحافظ قال أنبأنا ابن المظفر الشامي قال أنبأنا أبو الحسن العتيقي قال أنبأنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا العتيقي قال حدثنا يحيى بن أحمد المخزومى قال حدثنا أحمد بن محمد بن متنويه قال سمعت على بن الحسين يقول سمعت ابن المبارك يقول في حديث أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة كذا فله كذا " قال ابن المبارك أظن الزنادقة وضعته. أنبأنا إبراهيم بن دينار الفقيه والمبارك بن على الصيرفى قالا أنبأنا على بن محمد ابن العلاف قال أنبأنا أبو الحسن على بن أحمد بن عمر الحماهى قال أنبأنا الحسن بن محمد قال أنبأنا الحسن بن على بن يحيى بن سلام الدامغاني قال سمعت محمد بن النضر النيسابوري يقول سمعت محمود بن غيلان يقول سمعت مؤملا يقول حدثنى شيخ بفضائل سور القرآن الذى يروى عن أبى بن كعب، فقلت للشيخ من حدثك ؟ فقال حدثنى رجل بالمداين وهو حى فصرت إليه فقلت من حدثك ؟ فقال حدثنى شيخ بواسط وهو حى فصرت إليه، فقال حدثنى شيخ بالبصرة فصرت إليه فقال حدثنى شيخ بعبادان فصرت إليه، فأخذ بيدى فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثنى، فقلت يا شيخ من حدثك ؟ فقال لم يحدثنى أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلى القرآن. أنبأنا أبو منصور بن خيرون قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال أنبأنا القاضى أبو العلاء الواسطي قال حدثنا أبو بكر المفيد قال حدثنا الهيثم بن خلف الدوري (16 الموضوعات 1)
[ 242 ]
قال حدثنا محمود بن غيلان قال سمعت المؤمل ذكر عنده الحديث الذى يروى عن أبى عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن، فقال حدثنى رجل ثقة سماه، قال حدثنى رجل ثقة سماه (1) قال أتيت المدائن فلقيت الرجل الذى يروى هذا الحديث، فقلت له حدثنى فإنى أريد أن آتى البصرة، فقال هذا الرجل الذى سمعته منه بواسط، فأتيت واسط فلقيت الشيخ، فقلت إنى كنت بالمدائن فدلني عليك الشيخ، إنى أريد أن آتى البصرة، فقال إن هذا الشيخ الذى سمعته منه هو بالكلا، فأتيت البصرة فلقيت الشيخ بالكلا، فقلت له حدثنى فإنى أريد عبادان، فقال إن الشيخ الذى سمعناه منه بعبادان، فأتيت عبادان فلقيت الشيخ فقلت اتق الله ما حال هذا الحديث الذى أتيت المدائن وقصصت عليه ثم واسطا ثم البصرة فدللت عليك فأخبرني بقصة هذا الحديث، فقال: إنا اجتمعنا فرأينا الناس قد رغبوا عن القرآن وزهدوا فيه وأخذوا في هذه الاحاديث، فقعدنا فوضعنا لهم هذه الفضائل حتى يرغبوا فيه. باب في ذكر سورة البقرة أنبأنا ابن خيرون عن الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم قال روى يعقوب بن الوليد المدنى عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو تمت البقرة ثلاثمائة آية لتكلمت البقرة مع الناس ". هذا حديث موضوع لا عفا الله عمن وضعه لانه قصد عيب الاسلام بهذا. قال أحمد بن حنبل: كان يعقوب من الكذابين على الثقاة لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. (1) التكرار بالاصل، ولعله من أصل السياق (*).
[ 243 ]
باب في قراءة آية الكرسي بعد الصلاة فيه عن على وجابر وأبى أمامة: فأما حديث على رضى الله عنه فأنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو بكر البيهقى قال أنبأنا أبو عبد الله الحاكم قال حدثنا محمد بن صالح بن هاني قال حدثنا محمد بن إسحاق بن الصباح قال حدثنا أبى قال حدثنا محمد بن عمرو القرشى عن نهشل بن سعيد عن أبى إسحاق الهمداني عن عبدالعزى قال سمعت على بن أبى طالب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت ". هذا حديث لا يصح. عبدالعزى لا يعرف، ونهشل قد كذبه أبو داود الطيالسي وابن راهويه. وقال الرازي والنسائي. هو متروك. وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. وأما حديث جابر فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد عدى قال حدثنا الحسين بن موسى ابن خلف المرسغى قال حدثنا إسحاق بن زريق قال حدثنا إسماعيل بن يحيى بن عبيدالله التيمى قال حدثنا ابن جريج عن أبى الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة خرقت سبع سموات فلم يلتئم خرقها حتى ينظر الله عزوجل إلى قائلها فيغفر له، ثم يبعث الله عزوجل ملكا فيكتب حسناته ويمحو سيئاته إلى الغد من تلك الساعة ". قال ابن عدى: هذا حديث باطل لا يرويه عن ابن جريج إلا إسماعيل، وكان يحدث عن الثقاة الاباطيل. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة
[ 244 ]
وما لا أصل له عن الاثبات لا تحل الرواية عنه بحال. وقال الدارقطني: كذاب متروك. وقال أبو الفتح الازدي ركن من أركان الكذب. الطريق الثاني: أنبأنا عبدالله بن على المقرى قال أنبأنا عبد الواحد بن حلوان قال أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمد النرسى قال أنبأنا عبد الباقي بن قانع قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم القطوانى قال حدثنا عبدالحميد بن صالح قال حدثنا الحسن بن محمد عن أبى يزيد عن مولى الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة أعطى قلوب الشاكرين وثواب النبيين وأعمال الصادقين، وبسط الله عليه يمينه ورحمه ولم يمنعه من دخول الجنة إلا قبض ملك الموت روحه ". وهذا طريق فيه مجاهيل وأحدهم قد سرقه من الطريق الاول. وأما حديث أبى أمامة فأنبأنا محمد بن عمر الارموى قال أنبأنا ابن المأمون قال أنبأنا الدارقطني قال حدثنا عبدالله بن سليمان بن الاشعث قال حدثنا هارون ابن زياد النجار وعلى بن صدقة الانصاري قالا حدثنا محمد بن حمير عن محمد بن زياد الالهانى عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبه لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ". قال الدارقطني: غريب من حديث الالهانى عن أبى أمامة تفرد به محمد بن حمير عنه. قال يعقوب بن سفيان: ليس بالقوى. باب في قراءة الفاتحة وآية الكرسي عقيب الصلاة أنبأنا أبو محمد عبدالله بن على المقرى قال أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد الخياط قال أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاوى قال أنبأنا عبدالملك بن بشران قال حدثنا دعلج قال حدثنا محمد بن خضر بن خالد قال محمد بن
[ 245 ]
زنبور المكى قال حدثنا الحارث بن عمير ح. وأنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش قال أنبأنا محمد بن على بن الفتح قال حدثنا عمر بن أحمد قال حدثنا إبراهيم بن أحمد الدورقى قال أنبأنا أحمد بن الحسن المعدل قال حدثنا محمد بن جعفر المكى قال حدثنا الحارث بن عمير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن فاتحة الكتاب وآية الكرسي وآيتين من آل عمران شهد الله إلى آخر الآية، و [ قل اللهم مالك الملك إلى قوله ويرزق من يشاء بغير حساب ] معلقات بالعرش يقلن يا رب تهبطنا إلى أرضك إلى من يعصيك ؟ قال الله عزوجل: إنى حلفت لا يقرأ كن أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه وإلا أسكنته حظيرة القدس وإلا نظرت إليه بعينى المكنون في كل يوم تسعين نظرة، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة، وإلا نصرته من كل عدو وإلا نصرته من كل عدو (1) وأعذته منه ". هذا حديث موضوع تفرد به الحارث بن عمير. قال أبو حاتم بن حبان: كان الحارث ممن يروى عن الاثبات الموضوعات. روى هذا الحديث ولا أصل له وقال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: الحارث كذاب ولا أصل لهذا الحديث. قال المصنف: قلت كنت قد سمعت هذا الحديث في زمن الصبا فاستعملته نحوا من ثلاثين سنة لحسن ظنى بالرواة فلما علمت أنه موضوع تركته فقال لى قائل: أليس هو استعمال خير ؟ قلت استعمال الخير ينبغى أن يكون مشروعا، فإذا علمنا أنه كذب خرج عن المشروعية. (1) التكرار بالاصل كذلك وهو من سبق الاقلام. (*)
[ 246 ]
باب في فضل يس فيه عن على وأنس وأبى بكر الصديق وأبى هريرة. فأما حديث على عليه السلام فأنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أحمد بن على الحافظ قال أنبأنا أبو بكر البرقانى قال أنبأنا أبو منصور البوشنجى قال حدثنا أحمد بن جعفر بن نصر الحمال قال حدثنا العباس بن إسماعيل الرقى قال حدثنا إسماعيل بن يحيى البغدادي عن سفيان الثوري عن أبى إسحاق عن الحارث عن على قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سمع سورة يس عدلت عشرين دينارا في سبيل الله، ومن قرأها عدلت له عشرين حجة، ومن كتبها وشربها أدخلت جوفه ألف يقين وألف نور وألف بركة وألف رحمة وألف رزق، ونزعت منه كل غل وداء ". وقد روى أحمد بن هارون عن عمرو بن أيوب عن محمد بن إسماعيل بن عياش عن أبيه عن الثوري نحوه. وأما حديث أنس فأنبأنا أبو منصور الفزاز قال أنبأنا أحمد بن على قال أنبأنا أبو منصور عبدالله بن عيسى بن إبراهيم المحتسب قال حدثنا أبو الطيب أحمد ابن محمد بن العباس بن هاشم النهاوندي قال حدثنا محمد بن عبد بن عامر السمرقندى قال حدثنا عصام بن يوسف قال حدثنا شعبة عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سورة يس تدعى في التوراة المعمة، قيل يا رسول الله وما المعمة ؟ قال: نعم صاحبها بخير الدنيا والآخرة وتكابد عنه بلوى الدنيا وتدفع عن صاحبها كل سوء وتقضى له كل حاجة، ومن قرأها عدلت له عشرين حجة، ومن سمعها عدلت له ألف دينار في سبيل الله ومن كتبها وشربها أدخلت جوفه ألف نور وألف يقين وألف بركة وألف رحمة ونزعت منه كل غل وداء ".
[ 247 ]
وأما حديث أبى بكر فأنبأنا القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال أنبأنا عبدالله بن محمد بن أحمد بن الفلو الكاتب قال أنبأنا أحمد بن عبدالرحمن الدقاق قال حدثنا أبو جعفر محمد بن نصر به منصور الصائغ قال حدثنا ابن أبى أويس قال حدثنى محمد بن عبدالرحمن بن أبى بكر الجدعانى عن سليمان بن مرقاع عن هلال عن الصلت عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحو الحديث الذى قبله. وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا المبارك بن خيرون قال أنبأنا أحمد بن الحسن ابن خيرون قال أنبأنا أبو طالب بن العلاف قال أما عثمان بن محمد قال حدثنا ابن أبى داود قال حدثنا محمد بن زكريا قال حدثنا عثمان بن الهيثم قال حدثنا هشام عن الحسن عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورا له، ومن قرأ الدخان ليلة الجمعة أصبح مغفورا له ". هذا الحديث من جميع طرقه باطل له أصل له. أما حديث على فإن المتهم به إسماعيل بن يحيى. قال ابن عدى يحدث عن الثقاة بالبواطيل. وقال الدارقطني: كذاب متروك، وأما أحمد بن هارون فاتهمه ابن عدى بوضع الحديث. وأما حديث أنس فقال الدارقطني: محمد بن عبد يكذب ويضع. وأما حديث أبى بكر فقال النسائي: محمد بن عبدالرحمن الجدعانى متروك الحديث. وأما حديث أبى هريرة فقال الدارقطني: محمد بن زكريا يضع الحديث. قال: هذا الحديث قد روى مرفوعا وموقوفا وليس فيها شئ يثبت.
[ 248 ]
باب فضل سورة الدخان قد ذكرناها في الحديث المتقدم، وقد أنبأنا الجريرى قال أنبأنا العشارى قال حدثنا الدارقطني قال حدثنا ابن صاعد قال حدثنا أبو هشام الرفاعي قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا عمر بن راشد عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك " تفرد به عمر قال أحمد بن حنبل: عمر بن راشد لا يساوى شيئا. قال ابن حبان: يضع الحديث لا يحل ذكره في الكتب إلا بالقدح فيه. باب في نزول اقرأ بسم ربك أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال حدثنى على ابن محمد الدينورى قال حدثنا حمزة بن يوسف قال حدثنا إسماعيل بن أحمد بن محمد الآجرى قال حدثنا إبراهيم بن محمد الخواص قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنى محمدين إدريس الشافعي قال حدثنى مالك بن أنس عن ربيعة ابن أبى عبدالرحمن عن نافع عن ابن عمر قال: " لما انزل الله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذى خلق) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذا كتبها يا معاذ ؟ فلما بلغ (كلا لا تطعه واسجد واقترب) سجد اللوح وسجد القلم وسجدت النون. قال معاذ سمعت اللوح والقلم والنون وهم يقولون: اللهم ارفع به ذكرا اللهم احطط به وزرا، اللهم اغفر به ذنبا. قال معاذ: وسجدت وأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد، وأخذ معاذ اللوح والقلم والنون وهى الدواة فكتبها معاذ ". هذا حديث موضوع لا شك وأنا أتهم به إسماعيل الآجرى وما أبرد هذا
[ 249 ]
الوضع، وما أبعد واضعه عن العلم، فإن هذه السورة نزلت بمكة. ومعاذ إنما أسلم بالمدينة. باب فضل سورة التين أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أخبرني أبو القاسم الازهرى قال حدثنا محمد بن عبدالله بن الشخير قال حدثنا أبو العباس محمد ابن بيان بن مسلم الثقفى قال حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا عبدالرحمن بن مهدى عن مالك بن أنس عن الزهري عن أنس قال: " لما نزلت سورة التين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح لها فرحا شديدا حتى بان لنا شدة فرحه فسألنا ابن عباس بعد ذلك عن تفسيرها فقال أما قوله تعالى والتين) فبلاد الشام (والزيتون) فبلاد فلسطين (وطور سينين) طورسينا الذى كلم الله عزوجل عليه موسى (وهذا البلد الامين) فبلد مكة (لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم) محمد صلى الله عليه وسلم (ثم رددناه أسفل سافلين) عباد اللات والعزى (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) أبو بكر وعمر (فلهم أجر غير ممنون) عثمان بن عفان (فما يكذبك بعد بالدين) على بن أبى طالب (أليس الله بأحكم الحاكمين) أن بعثك فيهم نبيا وجمعك على التقوى يا محمد ". هذا حديث موضوع بارد الوضع بعيد عن الصواب فالحمل فيه على ابن بيان الثقفى، فكأنه قد تلاعب بالقرآن. قال أبو بكر الخطيب: كل رواية أنمه (1) غير ابن بيان ونرى العلة من جهته. باب فضل قو هو الله أحد أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف (1) هي كذلك بالاصل وقد تعذر توجيهها. (*)
[ 250 ]
قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا علان ح. وأنبأنا عبد الجبار بن إبراهيم ابن منده قال أنبأنا أحمد بن عبدالرحمن الذكوانى قال أنبأنا أحمد بن موسى ابن مردويه قال حدثنى محمد بن على قال حدثنا محمد بن قتيبة قالا حدثنا عيسى ابن حماد قال حدثنا ليس [ ليث ] بن سعد عن الخليل بن مرة عن الحسن بن الحسن السدوسى عن سعيد بن عمرو عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من قرأ قل هو الله أحد على طهارة مائة مرة كطهره للصلاة يبدأ بفاتحة الكتاب، كتب الله له بكل حرف عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وبنى له مائة قصر في الجنة، ورفع له من العمل في يومه ذلك مثل عمل نبى، وكأنما قرأ القرآن ثلاثا وثلاثين مرة، وهى براءة من الشرك ومحضرة للملائكة ومنفرة للشياطين، ولها دوى حول العرش تذكر صاحبها حتى ينظر الله إليه، فإذا نظر إليه [ لم ] يعذبه أبدا " زاد ابن منده قال: " ومن قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة غفر الله له خطيئة خمسين سنة إذا اجتنب خصالا أربعا: الدماء والاموال والفروج والاشربة ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يحيى بن معين والنسائي: الخليل ضعيف. وقال ابن حبان: منكر الحديث عن المشاهير كثير الرواية عن المجاهيل. باب لا يقال سورة كذا أنبأنا عبدالله بن على المقرى قال أنبأنا عبد الواحد بن علوان قال حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد النرسى قال أنبأنا عبد الباقي بن قانع قال حدثنا محمد بن عبدالله بن مطين قال حدثنا خلف بن هشام قال حدثنا عباس عن موسى بن أنس عن أبيه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تقولوا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذلك القرآن كله. ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها آل عمران كذلك القرآن كله ".
[ 251 ]
أحمد قال بن حنبل: هذا حديث منكر وأحاديث عتيس (1) أحاديث مناكير وقال يحيى: عتيس ليس بشئ وقال الفلاس متروك. باب ثواب تالى القرآن أنبأنا على بن عبدالله بن نصر قال أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة قال أنبأنا إسماعيل بن سعيد بن سويد قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الانباري قال حدثنا الكديمى قال حدثنا يونس بن عبيدالله العميرى قال حدثنا داود بن بحر الكرماني عن مسلم بن شداد عن عبيد بن عمير عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا قام أحدكم من الليل فليجهر بقراءته فإنه يطرد بقراءته مردة الشياطين وفساق الجن، وإن الملائكة الذين في الهواء وسكان الدار يصلون بصلاته ويسمعون لقراءته، فإذا مضت هذه الليلة أوصت الليلة المستأنفة فقالت تحفظي لساعاته وكوني عليه خفيفة، فإذا حضرته الوفاة جاء القرآن فوقف عند رأسه وهم يغسلونه، فإذا غسلوه وكفنوه جاء القرآن فدخل حتى صار بين صدره وكفنه، فإذا دفن وجاء منكر ونكير خرج حتى صار فيما بينه وبينهما فيقولان إليك عنا فإنا نريد أن نسأله، فيقول: والله ما أنا بمفارقه أبدا حتى أدخله الجنة، فإن كنتما أمرتما فيه بشئ فشأنكما. قال: ثم ينظر إليه فيقول هل تعرفني ؟ فيقول: ما أعرفك فيقول: أنا القرآن الذى كنت أسهر ليلك وأظمى نهارك وأمنعك شهوتك وسمعك وبصرك فأبشر فما عليك بعد مسألة منكر ونكير من هم ولا حزن. قال ثم يعرج القرآن إلى الله عزوجل فيسأله له فراشا ودثارا وقنديلا. فيأمر له بفراش ودثار وقنديل من نور الجنة وياسمين من ياسمين الجنة فيحمله ألف ملك من مقربى ملائكة سماء الدنيا، * (هامش) (1) هي كذلك بالاصل، وليس هو من رجال السند في الحديث المذكور. ولعل باسمه تصحيف من " عباس " المذكور بالسند. (*)
[ 252 ]
فيسبقهم إليه القرآن فيقول: هل استوحشت بعدى فإنى لم أزل حتى أمر الله بفراش ودثار من الجنة وقنديل من الجنة وياسمين من الجنة فيحملونه ثم يفرشونه ذلك الفراش ويضعون الدثار عند رجليه والياسمين عند رجليه والياسمين عند صدره ثم يضجعونه على شقة الايمن ثم يخرجون عنه فلا يزال ينظر إليهم حتى يلجوا في السماء، ثم يرفع له القرآن في قبلة القبر فيوسع له مسيرة خمس مائة عام أو ما شاء الله، ثم يحمل الياسمين فيضعه عند منخريه ثم يأتي أهله كل يوم مرة أو مرتين فيأتيه بخبرهم ويدعو لهم بالخير والثواب، فإن تعلم أحد من ولده القرآن بشره بذلك وإن كان عقبه عقب سوء أتاهم كل يوم مرة أو مرتين فبكى عليهم حتى ينفخ في الصور ". وقد رواه العقيلى عن إبراهيم بن محمد عن عمرو بن مرزوق عن داود أبسط من هذا. هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به داود. قال يحيى بن معين: داود الطفارى [ الطفاوى ] الذى روى عنه حديث القرآن ليس بشئ. وقال العقيلى: حديث داود باطل لا أصل له، ثم فيه الكديمى، وكان وضاعا للحديث. باب ثواب حافظ القرآن أنبأنا على بن عبد الواحد الدينورى قال أنبأنا الحسن بن محمد الخلال قال أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعى قال حدثنا إدريس بن عبد الكريم قال حدثنا خلف بن هشام عن بشر بن نمير عن القاسم مولى خالد بن يزيد قال أخبرني أبو أمامة الباهلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ ثلث القرآن أعطى ثلث النبوة، ومن قرأ ثلثيه أعطى ثلثى النبوة، ومن قرأ القرآن فكأنما
[ 253 ]
أعطى النبوة كلها، ويقال له يوم القيامة اقرأ وارقه لكل آية درجة حتى ينجز ما معه من القرآن، ويقال له أقبض فيقبض بيده ثم يقال له: أقبض فيقبض بيده ثم يقال له أتدرى ما في يديك، فإذا في يده اليمنى الخلد، وفى الاخرى النعيم ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أحمد: ترك الناس حديث بشر، وقال مرة: يحيى بن العلاء كذاب يضع الحديث وبشر ابن نمير أسوأ حالا منه. وقال يحيى بن سعيد: كان ركنا من أركان الكذب. وقال أبو حاتم الرازي: متروك. وقال ابن حبان: والقاسم يروى عن أصحاب روسل الله صلى الله عليه وسلم المعضلات. باب حفاظ القرآن عرفاء أهل الجنة فيه عن الحسين بن على وأنس. فأما حديث الحسين فأنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال حدثنا أبو الحسين محمد بن الحسن الاهوازي قال حدثنا أحمد بن محمود ابن خرزاد قال حدثنا أحمد بن سهل بن أيوب قال حدثنا الخزامى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم مولى جميع بن جارية قال حدثنا عبدالله بن ماهان قال حدثنا فايد المدنى قال حدثنى سكينة ابنة الحسين بن على عن أبيها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " حملة القرآن عرفاء أهل الجنة ". هذا حديث لا يصح. وفايد ليس بشئ. قال أحمد: هو متروك الحديث. وقال يحيى: ليس بثقة. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وأما حديث أنس فأنبأنا الجريرى قال أنبأنا العشارى قال حدثنا الدارقطني قال حدثنا أبو عبد الله بن مخلد حدثنا عنبس بن إسماعيل القزاز قال حدثنا مجاشع ابن عمرو قال حدثنا الليث بن سعد عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله
[ 254 ]
صلى الله عليه وسلم " الانبياء سادة أهل الجنة، والعلماء قواد أهل الجنة، وأهل القرآن عرفاء أهل الجنة ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو حاتم بن حبان: مجاشع يضع الحديث على الثقاة لا يحل ذكره إلا بالقدح فيه. وقال أبو الفتح الازدي: هو كذاب. باب ثواب من حفظ القرآن نظرا أنبأنا محمد بن عبدالملك عن الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال حدثنا محمد بن المهاجر عن أبى معاوية عن عبيدالله بن عمر بن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من حفظ القرآن نظرا خفف عن أبويه العذاب وإن كانا كافرين ". قال أبو حاتم: هذا موضوع بلا شك فيه. ومحمد بن المهاجر يضع الحديث على الثقاة، ويزيد في الاخبار الصحاح ألفاظا يسويها على مذهب نفسه، وكان ينتحل مذهب الكوفيين. باب عقوبة من شكى الفقر وهو يحفظ القرآن أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا ابن بكران قال أنبأنا أبو الحسن العتيقي قال حدثنا يوسف بن أحمد قال حدثنا أبو جعفر العقيلى قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا داود بن المحبر قال حدثنا سلام بن يزيد القارى عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من علمه الله القرآن ثم شكى الفقر كتب الله الفقر بين عينيه إلى يوم القيامة ". هذا حديث لا يصح. وداود بن سلام وجويبر والضحاك كلهم مجروحون. قال العقيلى: لا يحفظ إسناد هذا الحديث ولا متنه ولا أصل له.
[ 255 ]
باب حق القارى في بيت المال أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال حدثنا ابن عدى قال حدثنا على بن أحمد بن مروان قال حدثنا ابن أبى عرزة قال حدثنا الحكم بن سلمان قال حدثنا عمرو بن جميع عن جويبر عن الضحاك عن النزال ابن سبرة عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ القرآن فله مائتا دينار فإن لم يعطها في الدنيا أعطيها في الآخرة ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى: عمرو ابن جميع كذاب خبيث. قال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات. وقال النسائي والدارقطني: هو وجويبر متروكان. قال المصنف قلت: إنما هذا يروى من كلام على رضى الله عنه وإن كان لا تثبت الرواية به. أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو بكر البيهقى قال حدثنا أبو عبد الله الحاكم قال حدثنا أبو الوليد الفقيه قال حدثنا الحسن بن سفيان قال حدثنى على بن سلمة قال حدثنا عبدالملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن عثمان رضى الله عنه أنه قال ذلك. قال يحيى: عبدالملك بن هارون كذاب. وقال ابن حبان: يضع الحديث. باب إفاقة المجنون بقراءة القرآن عليه أنبأنا عبد الوهاب قال أنبأنا ابن المظفر قال أنبأنا العتيقي قال حدثنا ابن الدخيل قال حدثنا العقيلى وحدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثنا أبى بحديث حدثناه خالد بن إبراهيم المؤدب قال حدثنا سلام بن رزين وحدثنا
[ 256 ]
الاعمش عن شقيق عن ابن مسعود قال " بينا أنا والنبى صلى الله عليه وسلم في بعض طرقات المدينة إذا برجل قد صرع، فدنوت منه وقرأت في أذنه فاستوى جالسا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما ذا قرأت في أذنه يا ابن أم عبد ؟ فقلت: فداك أبى وأمى. قرأت (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذى بعثنى بالحق لو قرأها موقن على جبل لزال " فقال أبى: هذا الحديث موضوع، هذا حديث الكذابين.
[ 257 ]
أبواب تتعلق بعلوم الحديث باب في من يؤخذ عنه العلم أنبأنا على بن أحمد الموحد قال أنبأنا هناد بن إبراهيم قال أنبأنا أبو بكر بن الفضل قال أنبأنا محمد بن على بن الحغين الحافظ قال حدثنا الحسن بن أشرف البلخى قال حدثنا محمد بن شقيق بن إبراهيم قال حدثنا شقيق ح. وأنبأنا المحمدان ابن ناصر وابن عبد الباقي قالا أنبأنا حمد بن أحمد قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا أبو القاسم زيد بن على بن أبى بلال قال حدثنا على بن مهرويه قال حدثنا يوسف بن حمدان قال حدثنا أبو سعيد البلخى وأنبأنا ابن ناصر قال أنبأنا أبو سهل محمد بن إبراهيم قال حدثنا أبو الفضل محمد بن الفضل القرشى قال أنبأنا أبو بكر بن مردويه قال حدثنا أحمد بن على بن حبيش الوازمى قال حدثنا عيسى ابن محمد البرمكى قال أنبأنا محمد بن عمرو بن حجر أبو سعيد البلخى قال حدثنا شقيق بن إبراهيم قال حدثنا عباد بن كثير عن أبى الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تجلسوا مع كل عالم، إلا عالم يدعوكم من خمس إلى خمس: من الشك إلى اليقين، ومن العداوة إلى النصيحة، ومن الكبر إلى التواضع، ومن الرياء إلى الاخلاص، ومن الرغبة إلى الرهبة " وقال محمد بن شقيق: من الرغبة إلى الزهد. هذا ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو نعيم الحافظ كان شقيق يعظ أصحابه فقال هذا فوهم فيه الرواة فرفعوه. باب قبول ما يوافق الحق من الحديث أنبأنا أبو البركات بن المبارك الحافظ الانماطى قال أنبأنا ابن بكران الشامي قال أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي قال أنبأنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا محمد بن (17 الموضوعات 1)
[ 258 ]
أيوب قال حدثنا جد عون الرمادي قال حدثنا أشعث بن نزار عن قتادة عن عبيدالله بن شقيق عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا حدثتم عنى بحديث يوافق الحق فخذوا به حدثت أو لم أحدث ". قال العقيلى: ليس لهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم إسناد يصح. والاشعث [ للاشعث ] هذا غير حديث منكر. قال يحيى: أشعث ليس بشئ. وذكر أبو سليمان الخطابى عن الساجى عن يحيى بن معين قال: هذا الحديث وضعته الزنادقة. قال الخطابى: هو باطل لا أصل له، قال: وقد روى من حديث يزيد ابن ربيعة عن أبى الاشعث عن ثوبان. ويزيد مجهول وأبو الاشعث لا يروى عن ثوبان إنما يروى عن أبى أسماء الرحبى عن ثوبان. باب ثواب من بلغه حديث فعمل به أنبأنا عمر بن هدپة الصواف قال أنبأنا على بن أحمد بن بيان قال أنبأنا عبدالله بن يحيى عن عبد الجبار السكرى قال حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار قال حدثنا الحسن بن عرفة وحدثنا خالد بن حسان الرقى عن فرات بن سليمان وعيسى بن كثير كلاهما عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من بلغه عن الله عزوجل شئ فيه فضيلة فأخذ به إيمانا به ورجاء ثوابه أعطاه لله ذلك إن لم يكن كذلك ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو لم يكن في إسناده سوى أبى جابر البياضى. قال يحيى: وهو كذاب. وقال النسائي: متروك الحديث. وكان الشافعي يقول: من حدث عن أبى جابر البياضى بيض الله عينيه.
[ 259 ]
باب النهى أن يكتب الناسخ عند الفراغ بلغ أنبأنا محمد بن خيرون قال أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم ابن حبان قال حدثنا محمد بن جعفر الهمداني قال حدثنا جعفر بن حمدان الدينورى قال حدثنا مسلم بن عبدالله عن الفضل بن موسى الشيباني عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا فرغ أحدكم فلا يكتب عليه بلغ، فإن بلغ إسم شيطان ولكن يكتب عليه الله ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أبرده من وضع. قال أبو حاتم. لا أصل لهذا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسلم بن عبدالله يروى الموضوعات عن الثقاة لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. باب وضع القلم على الاذن أنبأنا الكروخى قال أنبأنا الازدي والغورجي قالا أنبأنا الجراحى قال حدثنا المحبوبى قال حدثنا الترمذي قال حدثنا قتيبة قال عبيدالله بن الحارث عن عنبسة عن محمد بن زاذان عن أم سعيد عن زيد بن ثابت قال " دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه كاتب فسمعته يقول: ضع القلم على أذنك فإنه أذكر للمملى ". هذا حديث لا يصح أما عنبسة فهو ابن عبدالرحمن البصري. قال يحيى ليس بشئ. وقال النسائي متروك وقال أبو حاتم الرازي كان يضع الحديث. وأما محمد بن زاذان فقال البخاري لا يكتب حديثه.
[ 260 ]
باب مآل أصحاب الحديث أنبأنا القزاز قال أنبأنا أبو بكر بن ثابت الخطيب قال حدثنى محمد بن على الصوري قال أنبأنا الحسين بن جميع قال أنبأنا محمد بن يوسف بن يعقوب الرقى قال حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني قال حدثنا إسحاق الدبرى قال حدثنا عبد الرزاق عن يعمر عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة جاء أصحاب الحديث بأيديهم المحابر فيأمر الله عز وجل جبريل أن يأتيهم فيسألهم وهو أعلم بهم فيقول من أنتم ؟ فيقولون نحن أصحاب الحديث، فيقول الله عزوجل ادخلوا الجنة على ما كان منكم، طال ما كنتم تصلون على نبيى في دار الدنيا ". قال الخطيب هذا حديث موضوع والحمل فيه على الرقى والله أعلم. باب في ذكر الشعراء أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الحافظ قال أنبأنا ابن بكران القاضى قال أنبأنا العتيقي قال أنبأنا ابن الدخيل قال حدثنا العقيلى قال حدثنا الفضل بن عبدالله العتكى قال حدثنا سهل بن بحر المروزى [ قال ] حدثنا النضر بن محرر عن محمد ابن المنكدر عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا هجيت به ". هذا حديث موضوع والنضر لا يتابع على هذا ولا يعرف إلا به. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بالنضر وإنما يعرف هذا الحديث بالكلبى عن أبى صالح وليسا بشئ. قال الشيخ: لعل مراده أن الحديث من هذه الطريق بهذه الزيادة موضوع وإلا ففى الصحيحين من حديث أبى هريرة " لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا ".
[ 261 ]
حديث في إنشاد الشعر بعد العشاء أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا قال أنبأنا ابن بكران القاضى قال أنبأنا العتيقي قال أنبأنا ابن الدخيل قال حدثنا العقيلى قال حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل قال حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب قال حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا قزعة ابن سويد الباهلى عن عاصم بن مخلد عن أبى الاشعث الصنعانى عن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة لم تقبل له صلاة تلك الليلة ". هذا حديث موضوع قال العقيلى لا يعرف إلا بعاصم ولا يتابع عليه. قال المصنف: وعاصم في عداد المجهولين. قال أحمد بن حنبل: قزعة بن سويد مضطرب الحديث. وقال ابن حبان كان كثير الخطأ فاحش الوهم فلما كثر ذلك في روايته سقط الاحتجاج بخبره. حديث في حفظ العرض بإعطاء الشعراء أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز عن أبى محمد الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال روى إسحاق بن إبراهيم عن يحيى بن أكثم عن مبشر ابن إسماعيل عن معاوية بن صالح عن أبى الزاهرة عن جبير بن نفير عن عوف ابن مالك الاشجعى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أراد بر والديه فليعط الشعراء ". قال ابن حبان هذا حديث باطل، وإسحاق بن إبراهيم من ولد حنظلة الغسيل كان يقلب الاخبار ويسرق الاحاديث. باب ذم التعبد بغير فقه أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا أحمد بن أحمد الحداد قال أنبأنا
[ 262 ]
أبو نعيم الحافظ قال حدثنا سهل بن إسماعيل الواسطي قال حدثنا محمود بن محمد قال حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي قال حدثنا بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان بن واثلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحونة ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمتهم به محمد بن إبراهيم. قال ابن حبان: كان يضع الحديث لا يحل الاحتجاج به. باب ذم تحاسد الفقهاء أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا محمد ابن طلحة النعالى قال حدثنا أبو الحسن عبدالرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري قال حدثنا محمد بن عمر بن حفنى الزاهد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا خالد بن يزيد بن جعفر الكوفى قال حدثنا محمد بن أبى ذيب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يأتي على أمتى زمان تحسد الفقهاء بعضهم بعضا، ويغار بعضهم على بعض كتغاير التيوس بعضهم على بعض ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسحاق بن إبراهيم متهم بوضع الحديث. باب ذم تغشى السلاطين من العلماء أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو بكر البيهقى قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم قال حدثنا محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن الحجاج ابن عيسى قال حدثنا إبراهيم بن رستم قال حدثنا عمر أبو حفص العبدى عن إسماعيل بن سميع عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[ 263 ]
" العلماء أمناء الرسل على العباد ما لم يخالطوا السلطان ويدخلوا في الدنيا، فإذا دخلوا في الدنيا وخالطوا السلطان فقد خانوا الرسل واعتزلوهم ". وقد رواه محمد بن معاوية النيسابوري عن محمد بن يزيد عن إسماعيل بن سميع. هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما عمر العبدى فقال أحمد بن حنبل: حرقنا حديثه. وقال يحيى: ليس بشئ. وقال النسائي: متروك وأما إبراهيم بن رستم فقال ابن عدى: ليس بمعروف وأما محمد بن معاوية فقال أحمد: هو كذاب. باب في مسامحة العلماء أنبأنا أبو منصور محمد بن عبدالملك بن خيرون قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا محمد ابن أحمد بن حمدان قال حدثنا سعيد بن رحمة قال حدثنا محمد بن شعيب بن شاور عن طلحة بن يزيد عن موسى بن عبيدة عن سعيد بن أبى هند عن أبى موسى الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يبعث الله العلماء يوم القيامة فيقول يا معشر العلماء إنى لم أضع علمي فيكم إلا لعلمي بكم، ولم أضع علمي فيكم لاعذبكم، انطلقوا فقد غفرت لكم ويقول الله عزوجل لا تحقروا عبدا آتيته علما فإنى لم أحقره ". قال ابن عدى: هذا الحديث بهذا الاسناد باطل. قال أحمد بن حنبل: لا تحل عندي الرواية عن موسى بن عبيدة. قال ابن حبان: ولا يحل الاحتجاج بخبر طلحة بن زيد. حديث آخر في ذلك: أنبأنا ابن خيرون قال أنبأنا [ إسماعيل بن ] مسعدة قال أنبأنا حمزة قال أنبأنا ابن عدى قال حدثنا الحسين بن عبدالله القطان قال حدثنا عامر بن سنان قال حدثنا عثمان بن عبدالرحمن القرشى عن مكحول عن
[ 264 ]
أبى أمامة أو واثلة ابن الاسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة جمع الله العلماء فقال إنى لم أستودع حكمي قلوبكم وأنا أريد أن أعذبكم، أدخلوا الجنة " هذا لا يصح. قال أبو عروة: عثمان عنده عجايب يروى عن مجهولين. وقال ابن حبان: يروى عن ضعاف يدلسهم لا يجوز الاحتجاج به باب زيارة الملائكة قبور العلماء أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد اليزاز قال أنبأنا عيسى بن على الوزير ح. وأنبأنا عبدالله بن على المقرى قال أنبأنا طراد بن محمد قال أنبأنا أبو الفتح بن المسلمة قال أنبأنا أبو سعيد الحسن بن عبدالله النحوي قالا حدثنا أبو عبد الله على بن الحسين بن حرب الطائى قال حدثنا أبو السكين الطائى قال حدثنى عبدالله بن صالح اليماني قال حدثنى أبو همام القرشى عن سليمان بن المغيرة عن قيس بن مسلم عن طاوس عن أبى هريرة قال: " قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة علم الناس القرآن وتعلمه فإنك إن مت وأنت كذلك زارت الملائكة قبرك كما يزار البيت العتيق، وعلم الناس سنتى وإن كرهوا ذلك، وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة فلا تحدث في الدين حدثا برأيك ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد غطى بعض الرواة عورة [ عواره ] بأن قال حدثنا أبو همام القرشى وهذا عندي من أعظم الخطأ أن يهرج بكذاب. واسمه محمد بن مجيب، قال يحيى بن معين: كذاب عدوالله. وقال أبو حاتم الرازي: ذاهب الحديث. باب ذم من لم يعمل بالعلم أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قال أنبأنا الحسن بن أحمد الفقيه قال حدثنا محمد
[ 265 ]
ابن أحمد الحافظ قال أنبأنا محمد بن عبدالله الشافعي قال حدثنا جعفر الصايغ قال حدثنا خالد بن يزيد أبو الهيثم قال حدثنا جبارة [ جنادة ] بن مغلس قال حدثنا مندل بن على عن أبى نعيم عن محمد بن زياد السلمى عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من فتنة العالم أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع، وفى الكلام تنميق وزيادة ولا يؤمن على صاحبه فيه الخطأ، وفى الصمت سلامة وغنم. ومن العلماء من يخزن علمه ولا يحب أن يوجد عند غيره فذاك في الدرك الاول من النار. ومن العلماء من يكون في علمه بمنزلة السلطان فإن رد عليه شئ من قوله وتهون بشئ من حقه غضب فذاك في الدرك الثاني من النار. ومن العلماء من يجعل حديثه وغرائب علمه في أهل الشرف واليسار من الناس ولا يرى أهل الحاجة له أهلا، فذاك في الدرك الثالث من النار. ومن العلماء من يستفزه الزهو والعجب فإن وعظ عنف وإن وعظ أنف فذاك في الدرك الرابع من النار. ومن العلماء من نصب نفسه للفتيا فيفتى بالخطأ والله يبغض المتكلفين فذاك في في الدرك الخامس من النار. ومن العلماء من يتعلم من اليهود والنصارى ليغزر علمه فذاك في الدرك السادس من النار. ومن العلماء من يتخذ علمه مروءة ونبلا وذكرا في الناس فذاك في الدرك السابع من النار. بالصمت فيه يغلب الشيطان، وإياك أن تضحك من غير عجب، أو تمشى في غير أرب ". وأنبأنا بهذا الحديث محمد بن ناصر قال أبو سهل بن سعدويه قال أنبأنا أبو الفضل محمد بن الفضل القرشى قال أنبأنا أبو بكر بن مردويه قال حدثنا أحمد بن عبيدالله قال حدثنا على بن الحسن بن سلم قال حدثنا أبو الأزهر النيسابوري قال حدثنا فردوس الكوفى قال حدثنا طلحة بن زيد الحمصى عن عمرو بن الحارث عن يزيد عن ابن أبى حبيب عن أبى يوسف المعافرى عن معاذ ابن جبل فذكره بمعناه موقوفا ولم يرفعه.
[ 266 ]
هذا حديث باطل مسندا وموقوفا لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا معاذ. وفى الاسناد الاول خالد بن يزيد قال يحيى وأبو حاتم الرازي: هو كذاب، وجنادة بن المغلس قال عبدالله بن أحمد: عرضت على أبى أحاديث سمعتها من جنادة، فأنكرها وقال هي موضوعة وهى كذب. قال ابن حبان: كان يقلب الاسانيد ويرفع المراسيل، ومندل بن على قد ضعفه أحمد ويحيى والنسائي. وقال ابن حيان: يستحق الترك. وفى الطريق الثاني طلحة بن زيد. قال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج بخبره. باب عقوبة فسقة العلماء أنبأنا المحمدان ابن ناصر وابن عبد الباقي قالا أنبأنا حمد بن أحمد قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا سليمان بن أحمد قال حدثنا موسى بن محمد السيرينى قال حدثنا عبدالملك بن إبراهيم الجندي قال حدثنا عبدالله بن عبد العزيز العمرى عن أبى طوالة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم " للزبانية أسرع إلى فسقة حملة القرآن منهم إلى عبدة الاوثان، فيقولون يبدأ بنا قبل عبدة الاوثان ؟ فيقال لهم ليس من علم كمن لا يعلم ". وقد رواه جابر بن مرزوق الجدى عن العمرى. وهو حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما وضعه من يقصد وهن العلماء، وإنما تبدأ في العقاب بالاعظم جرما، وجرم الكفر أعظم من جرم الفسق، ولهذا فلى الصحيحين " أول ما يقضى بين الناس في الدماء ". وجابر بن مرزوق ليس بشئ. ولعل عبدالملك الجدى أخذه منه. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بجابر بن مرزوق فإنه روى هذا الحديث وهو خبر باطل، ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رواه أنس.
[ 267 ]
كتاب السنة وذم البدع باب افتراق هذه الامة أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا ابن بكران قال أنبأنا ابن بكران قال أنبأنا العتيقي قال حدثنا محمد بن مروان القرشى قال حدثنا محمد بن عبادة الواسطي قال حدثنا موسى ابن إسماعيل قال حدثنا معاذ بن يس الزيات قال حدثنا الابرد بن الاشرس عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تفترق أمتى على سبعين أو إحدى وسبعين فرقة كلهم في الجنة إلا فرقة واحدة قالوا: يا رسول الله من هم ؟ قال: الزنادقة وهم القدرية " وقد رواه أحمد بن عدى الحافظ من حديث موسى بن إسماعيل عن خلف بن يس عن الابرد. طريق ثانى: أنبأنا عبد الوهاب قال أنبأنا ابن بكران قال أنبأنا العتيقي قال حدثنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا العقيلى قال حدثنا الحسن بن على بن خالد الليثى قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا يحيى بن يمان عن ياسين الزيات عن سعد بن سعيد أخى يحيى بن سعيد الانصاري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تفترق أمتى على بضع وسبعين فرقة كلها في الجنة إلا فرقة واحدة وهى الزنادقة ". طريق ثالث: أنبأنا الجريرى قال أنبأنا العشارى قال حدثنا الدارقطني قال حدثنا أبو بكر محمد بن عثمان الصيدلانى قال حدثنا أحمد بن داود السجستاني قال حدثنا عثمان بن عفان القرشى (1) قال حدثنا أبو إسماعيل الايلى حفص بن عمر عن مسعر عن سعد بن سعيد قال سمعت أنس بن مالك يقول. سمعت (1) قال الشيخ: عثمان بن عفان هذا سجزى وضاع، وليس في رواة الحديث من اسمه عثمان بن عفان سوى أمير المؤمنين ثم هذا [ الوضاع ] والله أعلم. (*)
[ 268 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تفترق أمتى على بضع وسبعين فرقة كلها في الجنة إلا الزنادقة. قال أنس: كنا نراهم القدرية ". هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال علماء الصناعة: وضعه الابرد وكان وضاعا كذابا، وأخذه منه ياسين فقلب إسناده وخلطه وسرقه عثمان بن عفان. وأما الابرد فقال محمد بن إسحاق بن خزيمة: كذاب وضاع. وأما ياسين فقال يحيى: ليس حديثه بشئ. وقال النسانى: متروك الحديث. وأما عثمان فقال علماء النقل: متروك الحديث لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار. وأما حفص بن عمر فقال أبو حاتم الرازي: كان كذابا وقال العقيلى: يحدث عن الائمة بالبواطيل. قال المصنف: وهذا الحديث على هذا اللفظ لا أصل له، بلى. قد رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن أبى طالب وسعد بن أبى وقاص وابن عمر وأبو الدرداء ومعاوية وابن عباس وجابر وأبو هريرة وأبو أمامة وواثلة وعوف بن مالك وعمرو بن عوف المزني، قالوا فيه " واحدة في الجنة وهى الجماعة ". باب ذم البدع أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقى قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم قال حدثنى أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قال حدثنا أحمد بن على الابار قال حدثنا محمد بن مصفى قال حدثنا بقية بن الوليد قال حدثنا عيسى بن إبراهيم قال حدثنا موسى بن أبى حبيب قال حدثنى الحكم الثمالى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الامر المفظع والحال المضلع والشر الذى لا ينقطع إظهار البدع ".
[ 269 ]
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الحاكم: عيسى ابن إبراهيم القرشى واهى الحديث بمرة. باب النهى عن الركون إلى المبتدعة أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا عبدالله بن جعفر بن حبيب الطبري قال حدثنى أبو بكر أحمد بن محمد بن على بن الحسن بن شقيق قال حدثنى أبى عن جدى قال أنبأنا أبو حمزة السكرى عن إبراهيم الصائغ عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم " إياكم والركون إلى أصحاب الاهواء فإنهم بطروا النعمة وأظهروا البدعة وخالفوا السنة، ونطقوا بالشبهة وسابقوا الشيطان. قولهم الافك وأكلهم السحت، ودينهم النفاق والرياء يدعون للخير إلها، وللشر إلها، عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ". قال ابن عدى: هذا حديث كذب موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأحمد بن محمد بن على كان يضع الحديث. باب انتشار الشياطين يظهرون البدع أنبأنا عبد الوهاب الحافظ قال أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي قال أنبأنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا العقيلى قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا الحسن بن على قال حدثنا حيوة بن شريح قال حدثنا بقية عن الصباح ابن مجالد عن عطية عن أبى سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان سنة خمس وثلاثين ومائة خرج مردة الشياطين كان حبسهم سليمان ابن داود في جزيرة العرب فذهب تسعة أعشارهم إلى العراق يجادلونهم وعشر بالشام ".
[ 270 ]
هذا حديث موضوع. قال العقيلى: صباح بن مجالد مجهول، ولا يعرف إلا بهذا الحديث ولا يتابع عليه ولا أصل لهذا الحديث. باب إهانة أهل البدع فيه عن ابن عمر وابن عباس وعبد الله بن بشر. فأما حديث ابن عمر فأنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا حمد بن أحمد قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن سلم قال أنبأنا أحمد ابن على الابار قال حدثنا أبو زياد عبدالرحمن بن رافع قال حدثنا الحسين بن خالد عن عبد العزيز بن أبى رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أعرض عن صاحب بدعة بوجهه بغضا له في الله. ملا الله قلبه أمنا وإيمانا، ومن انتهر صاحب بدعة أمنه الله يوم الفزع الاكبر، ومن سلم على صاحب بدعة ولقيه بالبشرى واستقبله بما يسر فقد استخف بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم ". وأما حديث ابن عباس فأنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا ابن عدى قال حدثنا إبراهيم بن إسماعيل قال حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا بهلول بن عبيد قال حدثنا عبدالملك بن جريج قال سمعت عطاء يذكر عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من وقر أهل البدع فقد أعان على هدم الاسلام ". وأما حديث عبدالله بن بشر فأنبأنا محمد بن أبى القاسم البغدادي قال أنبأنا حمد بن أحمد بن عبدالله الحافظ قال حدثنا الحسن بن علان قال حدثنا محمد بن محمد الواسطي قال حدثنا أحمد بن معاوية عن بكر قال حدثنا عيسى بن يونس عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبدالله بن بشر قال: قال رسول الله
[ 271 ]
صلى الله عليه وسلم " من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الاسلام ". وأما حديث عائشة فأنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال حدثنا ابن عدى قال حدثنا هشام ابن خالد الدمشقي قال حدثنا الحسن بن يحيى الخشنى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الاسلام ". هذا الاحاديث كلها باطلة موضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما حديث ابن عمر ففيه عبد العزيز بن أبى دواد. قال ابن حبان: كان يحدث على التوهم والحسبان فسقط الاحتجاج به. وأما حديث ابن عباس ففيه بهلول. قال ابن حبان: كان يسرق الحديث لا يجوز الاحتجاج به. وأما حديث ابن بشر ففيه أحمد بن معاوية. قال ابن عدى: حدث بالاباطيل. وأما حديث عائشة ففيه الخشنى. قال ابن عدى: هذا حديث باطل موضوع الخشنى يروى عن الثقاة مالا أصل له. وقال يحيى: ليس بشئ. قال المصنف: قلت وإنما يروى نحو هذا عن الفضيل ونظرائه من أهل الخبرة. باب ما يصنع عند حدوث الاختلاف أنبأنا ابن خيرون عن الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم قال حدثنا محمد بن يعقوب بن إسحاق الخطيب قال حدثنا عبيدالله محمد بن الحارثى قال حدثنا محمد بن الحارث قال حدثنا محمد بن عبدالرحمن السلمانى عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان آخر الزمان واختلفت الاهواء فعليكم بدين أهل البادية، وفى رواية: بدين أهل البادية والنساء ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى بن
[ 272 ]
معين: محمد بن الحارث ومحمد بن عبدالرحمن ليسا بشئ. قال أبو حاتم: حدث محمد عن أبيه بنسخة شيبة بمائتي حديث كلها موضوعة لا يحل الاحتجاج به، ولا ذكره في الكتب إلا تعجبا. قال المصنف: قلت وقد روينا عن عمر بن عبد العزيز أنه قال " عليكم بدين أهل البادية " والمراد ترك الخوض في الكلام والتسليم للمنقول. باب في ذكر القدر أنبأنا عبد الوهاب قال أنبأنا ابن بكران قال أنبأنا العتيقي قال حدثنا يوسف ابن الدخيل قال حدثنا العقيلى قال حدثنا إبراهيم بن محمد قال حدثنا جعفر بن حسن بن فرقد عن أبيه عن أبى غالب عن أبى أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين والآخرين في صعيد واحد فالسعيد من وجد لقدمه موضعا، فينادى مناد من تحت العرش: ألا من برا [ برأ ] ربه من ذنبه فليدخل الجنة ". هذا حديث موضوع والمتهم بوضعه جعفر بن حسن وكان قدريا فوضع الحديث على مذهبه. قال ابن عدى: أحاديثه مناكير. قال يحيى: حسن ليس بشئ. حديث آخر: أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا أبو طالب بن غيلان قال أنبأنا إبراهيم بن محمد المزكى قال حدثنا أبو بكر محمد بن حمدون قال حدثنا عيسى بن أحمد البلخى قال حدثنا إسحاق بن الفرات المصرى قال حدثنا خالد بن عبدالرحمن أبو الهيثم عن سماك بن حرب عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بعثت داعيا ومبلغا وليس
[ 273 ]
إلى من الهدى شئ. وجعل إبليس مزينا وليس إليه من الضلالة شئ " (1). قال العقيلى: خالد بن عبدالرحمن ليس بمعروفى النقل [ بمعروف بالنقل ] ولا يعرف لهذا الحديث أصل. وقال الدارقطني: خالد هذا مجهول لا أعلمه روى شيئا غير هذا الحديث. حديث آخر: أنبأنا عبد الاول بن عيسى قال أخبرتنا أم عرى سى [ عدى ] بنت عبد الصمد الهرثمية قالت أنبأنا عبدالرحمن بن أحمد الانصاري قال حدثنا عبدالله ابن محمد عبد بن العزيز قال حدثنا داود بن رشيد قال حدثنا يحيى كأبو زريا عن موسى بن عبقة عن أبى الزبير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ملا من أصحابه إذ دخل أبو بكر وعمر من بعض أبواب المسجد معهما قيام [ فئام ] من الناس يتمارون، وقد ارتفعت أصواتهم يرد بعضهم على بعض حتى انتهوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما الذى كنت تمارون ؟ قد ارتفعت فيه أصواتكم وكثر لغطكم. فقال بعضهم: يا رسول الله شئ تكلم فيه أبو بكر وعمر فاختلفا فاختلفنا لا ختلافهما، فقال: وما ذلك ؟ قالوا في القدر. فقال أبو بكر يقدر الله الخير، ولا يقدر الشر. وقال عمر: يقدر هما الله جميعا. فكنا في ذلك نتمارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاقضى بينكما فيه بقضاء إسرافيل بين جبريل وميكائيل فقال بعض القوم: وقد تكلم فيه جبريل وميكائيل ؟ فقال: والذى بعثنى بالحق إنهما لاول الخلق تكلم فيه، فقال جبريل مقالة عمر، وقال ميكائيل: مقالة أبى بكر، فقال جبريل: أما إن اختلفنا اختلف أهل السموات، فهل لك في قاض بينى وبينك ؟ فتحا كما إلى إسرافيل فقضى بينهما قضاء هو قضائي بينكما. فقالوا: يا رسول الله ما كان من قضائه ؟ قال: أوجب القدر خيره وشره وضره ونفعه وحلوه ومره فهذا (1) ياله من معنى ما أجمل سبكه. لو كان حكمة. ! ومثله فلتة من فلتات الوضاعين. (18 الموضوعات 1) (*)
[ 274 ]
قضائي بينكما. ثم ضرب على كتف أبى بكر أو فخذه وكان إلى جنبه، فقال: يا أبا بكر إن الله لو يشاء أن يعصى ما خلق إبليس، فقال أبو بكر: أستغفر الله كانت منى يا رسول الله زلة أو هفوة، لا أعود لشئ من هذا أبدا. قال: فما عاود حتى لقى الله عزوجل ". هذا حديث موضوع بلا شك، والمتهم به يحيى أبو زكريا: قال يحيى بن معين: هو دجال هذه الامة. قال بن عدى: كان يضع الحديث ويسرق. حديث آخر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال أنبأنا ابن عدى قال حدثنا القاسم بن الليث الراسبى قال حدثنا هشام بن عمار حدثنا إبراهيم بن أعين قال حدثنا بحر بن كنيز السقاء عن أبى حازم عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما كانت زندقة إلا ودربها التكذيب بالقدر ". طريقي آخر: أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقى قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم قال أخبرني أبو محمد بن زياد قال حدثنا جعفر بن أحمد الحافظ قال حدثنا الحسين بن منصور قال حدثنا عيسى بن إبراهيم الهاشمي قال حدثنا بحر بن كنيز عن أبى حازم عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما كانت زندقة قط إلا أصلها التكذيب بالقدر ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من عمل بحر ابن كنيز رواه عن أبى حازم عن سهل ورواه عن أبى حازم عن أبى هريرة. قال يحيى بن معين: بحر بن كنيز ليس بالشئ لا يكتب حديثه كل الناس أحب إلى منه. حديث آخر: أنبأنا ابن السمرقندى قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة
[ 275 ]
ابن يوسف قال حدثنا ابن عدى قال حدثنا أحمد بن جعفر بن أحمد البغدادي قال حدثنا سوار بن عبدالله القاضى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال حدثنا أبو الحسن يعنى يزيد بن هارون كذا كناه عن جعفر بن الحارث عن يزيد ابن ميسرة عن عطاء الخراساني عن مكحول عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لكل أمة مجوسا وإن مجوس هذه الامة القدرية فلا تعودوهم إذا مرضوا ولا تصلوا عليهم إذا ماتوا ". هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى: جعفر بن الحارث ليس بشئ، وقد رواه غسان بن ناقد عن أبى الاشهب النخعي عن الاعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه. قال أبو حاتم الرازي: غسان مجهول وهذا الحديث باطل. طريق آخر: أنبأنا على بن عبد الواحد الدينورى قال أنبأنا على بن عمر القزويني قال حدثنا محمد بن على بن سويد قال حدثنا أحمد بن محمد العسكري قال حدثنا أبو الوليد عبدالملك بن يحيى بن عبدالله بن بكير قال حدثنا أبى قال حدثنا الحسن بن عبدالله بن أبى عون الثقفى عن رجاء بن الحارث عن مجاهد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكونون قدرية ثم يكونون زنادقة ثم يكونون مجوسا، وإن لكل أمة مجوسا وإن مجوس أمتى المكذبة بالقدر، فإن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تتبعوا لهم جنازة ". هذا حديث لا يصح وفيه مجاهيل. قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا الحديث باطل كذب. حديث آخر: أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أبو على بن البنا قال أنبأنا هلال بن محمد الحفار قال أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن الحسن بمصر قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عيسى قال حدثنا محمد بن أحمد بن منصور الحربى قال حدثنا
[ 276 ]
أبو حفص عمرو بن على بن بحر السقاء قال حدثنا معتمر بن سليمان قال حدثنى أبى عن أبى الصديق الناجى عن أبى سعيد الخدرى قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله لعن أربعة على لسان سبعين نبيا. قلنا: من هم يا رسول الله ؟ قال: القدرية والجهمية والمرجئة والروافض. قلنا: يا رسول الله ما القدرية ؟ قال: الذين يقولون بالخير من الله والشر من إبليس، ألا أن الخير والشر من الله فمن قال غير ذلك فعليه لعنة الله. قلنا: يا رسول الله فما الجهمية ؟ قال: الذين يقولون إن القرآن مخلوق، ألا إن القرآن غير مخلوق، فمن قال غير ذلك فعليه لعنة الله. قلنا: يا رسول الله فما المرجئة ؟ قال: الذين يقولون الايمان قول بلا عمل قلنا: يا رسول الله فما الروافض ؟ قال: الذين يشتمون أبا بكر وعمر، ألا فمن أبغضهما فعليه لعنة الله ". هذا حديث لا شك في وضعه. ومحمد بن عيسى والحربي مجهولان. أحاديث في ذم المرجئة أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا سعيد بن هاشم قال حدثنا أحمد بن إبراهيم بن موسى قال حدثنا عمرو بن هاشم قال حدثنا سليمان بن أبى كريمة حدثنى خالد ابن ميمون عن الضحاك عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لكل أمة يهودا ويهود أمتى المرجئة ". قال ابن عدى: حدثنى أحمد بن موسى قال حدثنا محمد بن سعيد قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا ابن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرجئة فقال: لعن الله المرجئة قوم
[ 277 ]
يتكلمون على الايمان بغير عمل وأن الصلاة والزكاة والحج ليست بفريضة. فإن عمل فحسن، وإن لم يعمل فليس عليه شئ ". قال ابن عدى: حدثنا أحمد بن عامر عن عمر بن حفص عن معروف بن عبدالله الخياط عن واثلة بن الاسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لو أن مرجئا أو قدريا مات فدفن ثم نبش بعد ثلاثة أيام لوجد وجهه إلى غير القبلة ". هذه الاحاديث موضوعات على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الاول ففيه سليمان بن أبى كريمة وأحمد بن إبراهيم قال ابن عدى: يرويان المناكير. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بأحمد ولا بعمر. وأما الثاني فقال ابن عدى: محمد بن سعيد هو الازرق يضع الحديث. وأما الثالث فقال ابن عدى: حديث معروف منكر جدا لا يتابع عليه. حديث آخر في ذم العصبية والقدرية أنبأنا عبد الوهاب قال أنبأنا المظفر قال أنبأنا العتيقي قال حدثنا يوسف بن أحمد قال حدثنا العقيلى قال حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن قال حدثنا سليمان بن عبدالرحمن قال حدثنا محمد بن شعيب بن شابور قال حدثنا هارون بن هارون عن مجاهد وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هلاك أمتى في ثلاث: العصبية والقدرية والرواية من [ عن ] غير ثبت (1) ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أرسله هارون في هذه الرواية عن مجاهد وإنما هو عن ابن سمعان عن مجاهد فترك ذكر ابن سمعان لانه كذاب. قال العقيلى: وقد حدثناه يوسف بن موسى قال حدثنا على (1) وهذا من أعجب العجب أن يضع الوضاع الحديث، يذم به الوضاعين. ليكون هو بمنجاة من الشك ترويحا لاكاذيبه وتأييدا لمصاهيه. (*)
[ 278 ]
ابن حجر قال حدثنا بقية بن الوليد قال حدثنا هارون بن هارون أبو العلاء الازدي عن عبدالله بن زياد عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله وابن زياد هو ابن سمعان وهو المتهم بهذا الحديث. حديث آخر في ذم المرجئة والقدرية والروافض والخوارج أنبأنا ابن خيرون قال أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال حدثنا محمد بن المسيب قال حدثنا محمد بن يحيى بن رزين قال حدثنا أبو عباد الزاهد عن مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرجئة والقدرية والروافض والخوارج يسلب منهم ربع التوحيد فيلقون الله عزوجل كفارا خالدين مخلدين في النار ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان " محمد بن يحيى بن رزين دجال يضع الحديث لا يحل ذكره إلا بالقدح فيه. قال: وأبو عباد لا يحل الاحتجاج به. حديث آخر: أنبأنا أبو القاسم الجريرى قال أنبأنا أبو طالب العشارى قال حدثنا الدارقطني قال حدثنا الحسن بن على قال حدثنا أحمد بن محمد المكى قال حدثنا عبدالرحمن بن أبى الزناد عن أبيه عن الاعرج عن أبى هريرة عن عثمان ابن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لن يوقع عبدا أعنى عليه (1) الجهل " قال الدارقطني: ما كتبته إلا عنه. قال المصنف: قلت وهو أبو سعيد الحسن بن على العدوى الكذاب الوضاع وقد سبق ذكره. (1) كذلك هي بالاصل والمعنى غير ظاهر. (*)
[ 279 ]
كتاب الفضائل والمثالب وهو منقسم إلى فضائل الاشخاص والاماكن والايام ومثالبهم. أبواب ذكر الاشخاص أبواب في فضائل نبينا صلى الله عليه وسلم باب ذكر أنه لا نبى بعده روى الهيثم بن كليب الشاشى عن أبى العباس بن سريج عن عبدالله بن معقل عن أبيه معقل بن زياد عن محمد بن سعيد المصلوب عن حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أنا خاتم النبيين لا نبى بعدى إلا أن يشاء الله ". هذا الاستثناء موضوع وضعه محمد بن سعيد، لما كان يدعو إليه من الالحاد شهد عليه بأنه وضعه جماعة من الائمة منهم أبو عبد الله الحاكم رحمه الله. وهذا الرجل هو أبو عبد الرحمن محمد بن سعيد بن أبى قيس قتله المنصور في الزندقة وصلبه. قال سفيان الثوري وأحمد بن حنبل: كان محمد بن سعيد كذابا، وفى رواية عن أحمد أنه قال: قتله أبو جعفر في الزندقة وحديثه حديث موضوع. وقال البخاري والنسائي: هو متروك الحديث. وقد كان جماعة من أصحاب الحديث يدلسون هذا الرجل شرها إلى كثرة الرواية وبئسما فعلوا، فإن تدليس مثل هذا بعد المعرفة بحاله لا يحل. قال ابن نمير: العيب على من روى عنه بعد المعرفة به فإنه كذاب يضع الحديث. قال عبدالله بن أحمد: ابن سوادة قلب أهل الشام اسمه على مائة إسم وكذا وكذا إسم قد جمعتها في كتاب وهو الذى أفسد حديثهم.
[ 280 ]
قال المصنف: قلت والذى وصل إلينا من تدليسهم تسعة عشر وجها: الاول محمد بن سعيد بن حسان هكذا كان يروى عنه يحيى بن سعيد الاموى. الثاني محمد بن سعيد الاسدي هكذا كان يروى عنه سعيد بن أبى هلال. والثالث محمد بن سعيد بن حسان بن قيس هكذا كان يروى عنه محمد بن عجلان. والرابع أبو عبد الرحمن الشامي هكذا كان يروى عنه بكر بن خنيس. والخامس محمد ابن حسان هكذا كان يروى عنه مروان بن معاوية. والسادس محمد بن أبى قيس هكذا روى عنه مروان بن معاوية أيضا. والسابع محمد بن غانم كذلك روى عنه عبدالرحيم بن سليمان في بعض الروايات. والثامن محمد الطبري كذلك روى عنه عبدالرحمن بن امرئ القيس. والتاسع محمد بن الطبري كذلك ذكره يحيى بن معين. والعاشر أبو قيس الشامي كذلك روى عنه أبو معاوية الضرير والحادي عشر أبو قيس محمد بن عبدالرحمن كذلك روى عنه أبو معاوية في بعض الروايات. والثانى عشر محمد بن زينب. والثالث عشر محمد بن أبى زكريا والرابع عشر محمد بن أبى الحسن. والخامس عشر محمد بن حسان الطبري. ذكر هذه الاقوال العقيلى. والسادس عشر أبو عبد الله الشامي حكاه أبو العباس بن عقدة. والسابع عشر أبو عبد الرحمن الازدي حكاه أبو حاتم بن حبان. والثامن عشر محمد بن عبدالرحمن. والتاسع عشر الربضى. ذكرهما الخطيب أبو بكر. وقد قال العقيلى: ربما قالوا عبدالله وعبد الرحمن وعبد الكريم وغير ذلك على معنى التعبيد لله وينسبونه إلى جده ويكنون الجد. قال أبو حاتم بن حبان: كان هذا الرجل يقول: إنى لاسمع الكلمة الحسنة فلا أرى بأسا أن أنشئ لها إسنادا، فلا يحل ذكره في الكتب إلا على وجه القدح فيه. قال المصنف: فهذا الرجل هو الذى وضع هذا الاسناد ليوقع في قلوب الناس الشك، فإن ظهر فبحق وجد طريقا. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أنا خاتم النبيين لا نبى بعدى ".
[ 281 ]
ولاهل الشام آخر يشاركه في اسمه واسم أبيه وجده يقال له محمد بن سعيد ابن حسان العبسى من أهل حمص، روى عنه عبدالله بن سالم حديثا في الفتنة يرفعه، وروى عنه على بن عياش أيضا. ذكرته ليعرف، ولم يذكره البخاري في تاريخه. باب في ذكر انتقاله إلى الاصلاب. أنبأنا على بن أحمد الموحد قال أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفى قال حدثنا أبو الحسن على بن محمد بن بكران قال أنبأنا أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل قال حدثنا الحسين بن الحسن بن الوضاح ومحبوب بن يعقوب قالا حدثنا يحيى ابن جعفر بن أعين قال حدثنا على بن عاصم عن عطاء بن السايب عن مرة الهمداني عن ابن عباس قال: قلت يا رسول الله أين كنت وآدم في الجنة ؟ قال كنت في صلبه وأهبط إلى الارض وأنا في صلبه، وركبت السفينة في صلب أبى نوح، وقذفت في النار في صلب أبى إبراهيم، لم يلتق لى أبوان قط على سفاح، لم يزل ينقلني من الاصلاب الطاهرة إلى الارحام النقية مهذبا، لا يتشعب شعبان إلا كنت في خير هما، فأخذ الله لى بالنبوة ميثاقي وفى التوراة بشر بى، وفى الانجيل شهراسمى، تشرق الارض لوجهي، والسماء لرؤيتى، ورقى بى في سمائه، وشق بى اسما من أسمائه فذو العرش محمود وأنا محمد، وفى ذلك يقول حسان بن ثابت: من قبلها طبت في الظلال وفى * مستودع حين يخصف الورق ثم سكنت البلاد لا بشر * أنت ولا نطفة ولا علق فذكر الابيات قال: " فحشت الانصار فمه دنانير ". هذا حديث موضوع قد وضعه بعض القصاص، وهناد لا يوثق به ولعله من وضع شيخه أو من شيخ شيخه على أن على بن عاصم قد قال فيه: يزيد بن
[ 282 ]
هارون ما زلنا نعرفه بالكذب. وقال يحيى: ليس بشئ إلا أن التهمة به للمتأخرين أليق فالاثبات للعباس بلا خلاف. باب في شرف أصله أنبأنا الجريرى قال أنبأنا العشارى قال حدثنا الدارقطني الدارقطني قال حدثنا عبيدالله بن موسى الانصاري قال حدثنا عبدالله بن محمد ابن يزيد الحنفي قال حدثنا عبدان بن عثمان قال حدثنا خارجة بن مصعب عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا إن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي، فجثى رجل قدام النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما نسبك ؟ قال: العرب. قال فما سببك ؟ قال: الموالى يحل لهم ما يحل لى ويحرم عليهم ما يحرم على، إن الله أوحى إلى أن [ لا ] أخرج في سرية إلا [ وفى ] يميى [ يمينى ] رجل من العرب فإن لم يكن كان من الموالى فإن لم يكن فالناس فثام [ فئام ] لا خير فيهم. يا سلمان ليس لك أن تنكح نساءهم ولا تأمر بهم، إنما أنتم الوزراء وهم الائمة، ولو أن الله علم أن شجرة خير من شجرتي لاخرجني منها وهى شجرة العرب ". تفرد به خارجة عن ابن جريج قال يحيى: ليس بثقة. وقال أحمد لابنه: لا تكتب حديثه. وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج بخبره. باب في إكرام أبويه وجده أخبرت عن أبى الحسين يحيى بن الحسين بن إسماعيل العلوى قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن على بن الحسين الحسنى قال حدثنا زيد بن حاجب قال حدثنا محمد بن عمار العطار قال حدثنى على بن محمد بن موسى الغطفانى قال حدثنا محمد ابن هارون العلوى قال حدثنى محمد بن على بن حمزة العباسي قال حدثنى أبى قال
[ 283 ]
حدثنا على بن موسى بن جعفر قال حدثنى أبى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على بن أبى طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هبط على جبريل فقال يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول إنى حرمت النار على صلب أنزلك وبطن حملك وحجر كفلك. فقال يا جبريل بين لى، فقال أما الصلب فعبد الله وأما البطن فآمنة بنت وهب، وأما الحجر فعبد يعنى عبدالمطلب وفاطمة بنت أسد ". هذا حديث موضوع بلا شك وإسناده كما ترى. قال بعض حفاظ خراسان: كان أبو الحسين يحيى بن الحسين العلوى رافضيا غاليا، وكان يدعى الخلافة بحيلان [ بحيلان ]، واجتمع عليه خلق كثير ولا يختلف المسلمون أن عبدالمطلب مات كافرا، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ثمان سنين. وأما عبدالله فإنه مات ورسول الله صلى الله عليه وسلم حمل ولا خلاف أنه مات كافرا، وكذلك آمنة ماتت ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ست سنين. فأما فاطمة بنت أسد فإنها أسلمت وبايعت ولا تختلط بهؤلاء. باب إسلام آمنة بنت وهب أنبأنا يحيى بن على المدبر قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا القاضى أبو العلاء الواسطي قال حدثنا الحسين بن على بن محمد الحنفي قال حدثنا أبو طالب عمر بن الربيع الزاهد قال حدثنا عمر بن أيوب الكعبي قال حدثنى محمد بن يحيى الزهري أبوغزنة قال حدثنى عبد الوهاب بن موسى قال حدثنى مالك بن أنس عن أبى الزناد عن هشام بن عروة عن عائشة قالت: " حج بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فمر بى على عقبة الحجون وهو باك حزين مغتم. فبكيت لبكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنه نزل فقال: يا حمير استمسكى فاستندت إلى جنب البعير فمكث عنى طويلا ثم إنه عاد إلى وهو فرج مبتسم، فقلت له بأبى أنت وأمى يا رسول الله نزلت من عندي وأنت
[ 284 ]
باك حزين مغتم فبكيت لبكائك ثم إنك عدت إلى وأنت فرح مبتسم فعم ذا يا رسول الله ؟ فقال ذهبت لقبر أتى آمنة فسألت الله أن يحييها فأحياها فآمنت بى وردها الله عزوجل ". هذا حديث موضوع بلا شك والذى وضعه قليل الفهم عديم العلم إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافرا لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة لا بل لو آمن عند المعاينة لم ينتفع، ويكفى في رد هذا الحديث قوله تعالى: (فيمت وهو كافر) وقوله في الصحيح: " استأذنت ربى أن أستغفر لابي فلم يأذن لى " ومحمد بن زياد هو النقاش وليس بثقة وأحمد بن يحيى ومحمد بن يحيى مجهولان وقد كان أقوام يضعون أحاديث ويدسونها في كتب المغفلين فيرويها أولئك. قال شيخنا أبو الفضل بن ناصر: هذا حديث موضوع وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماتت بالابواء بين مكة والمدينة ودفنت هناك وليست بالحجون. باب ذكر أبيه وعمه أبى طالب أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على ابن ثابت قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا أبو بكر محمد بن فارس بن حمدان العبدى قال حدثنى خطاب بن عبد الدايم الارسوفى قال حدثنا يحيى ابن المبارك عن شريك عن منصور عن ليث عن مجاهد عن مجاهد عن ابن عباس قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " شفعت في هؤلاء النفر: في أبى وعمى أبى طالب وأخى من الرضاعة يعنى ابن السعدية ليكونوا من بعد البعث هباء ". هذا حديث موضوع بلا شك. فأما ليث فضعيف، ومنصور لم يرو عنه شيئا لضعفه، ويحيى بن المبارك شامى مجهول، وخطاب ضعيف.
[ 285 ]
قال أبو الحسن بن الفرات: ومحمد بن فارس ليس بثقة ولا محمود المذهب. قال أبو نعيم: كان رافضيا غاليا في الرفص ضعيفا في الحديث. وفى الصحيحين أن أبا طالب ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " هو في صحصاح [ ضحضاح ] من النار ". باب فضله على الانبياء أنبأنا سعيد بن أحمد بن البنا قال أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن الزينبي قال أنبأنا أبو بكر محمد بن على الوراق قال أنبأنا محمد بن السرى التمار قال حدثنا أبو عبد الله غلام خليل قال حدثنا على بن حماد البزار عن محمد بن جابر اليمامى قال حدثنا هبيرة بن عبدالله عن أبى إسحاق عن عطاء بن أبى رباح عن عبدالله ابن عباس قال: " خرح من المدينة أربعون رجلا من اليهود فقالوا: انطلقوا بنا إلى هذا الكاهن حتى نوبخه في وجهه ونكذبه فإنه يقول: إنه رسول رب العالمين إذ خرج عليهم عمر بن الخطاب من عند النبي صلى الله عليه وسلم، وعمر يقول ما أحسن ظن محمد بالله وأكثر شكره لما أعطاه، فسمعت اليهود هذا الكلام من عمر، فقالوا: ما ذاك محمد ولكن ذاك موسى بن عمران كلمه الله، فضرب عمر بيده إلى شعر اليهودي وجعل يضربه فهربت اليهود، فقالوا: مروا بنا ندخل على محمد نشكو إليه، فلما دخلوا عليه، قال اليهود: يا محمد نعطى الجزية ونظلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ظلمكم ؟ قالوا: عمر بن الخطاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كان عمر ليظلم أحدا حتى يسمع منكرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال: أدع لى عمر فخرج بلال، فقال: يا عمر. قال: لبيك. قال: أجب نبيك فدخل عمر، فقال: يا عمر لم ظلمت هؤلاء اليهود ؟ فقال عمر: والذى نفس عمر بيده لو أن بيدى سيفا لضربت أعناقهم أجمعين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يا عمر ؟ قال:
[ 286 ]
خرجت من عندك وأنا أقول ما أحسن ظن محمد بالله وأكثر شكره لما أعطاه فقالت اليهود ما ذاك محمد ولكن ذاك موسى بن عمران فأغضبوني فويل نفسي أموسى خير منك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: موسى أخى وأنا خير منه قد أعطيت أفضل منه، فعجبت اليهود من ذلك، فقالت: هذا أردنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ذاك ؟ فقالت اليهود: آدم خير منك، ونوح خير منك، وموسى خير منك: وعيسى خير منك، وسليمان خير منك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كذبتم بل أنا خير من هؤلاء أجمعين وأنا أفضل منهم فقالت اليهود: أنت ؟ قال: أنا. قالوا: هات بيان ذلك في التوراة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع لى عبدالله بن سلام والتوراة بينى وبينهم. قالوا: نعم. [ آدم خير منك ] قال: فلم ؟ قالوا: لان الله خلقه بيده ونفخ فيه من روحه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آدم أبى ولقد أعطيت خيرا منه إن المنادى ينادى كل يوم خمس مرات من المشرق إلى المغرب أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول، ولا يقال آدم رسول الله، ولواء الحمد بيدى يوم القيامة وليس بيد آدم. فقالت اليهود: صدقت يا محمد وهذا مكتوب في التوراة. قالوا: هذه واحدة، فقالت اليهود: موسى خبر منك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولم ؟ قالوا: لان الله كلمه بأربعة آلاف كلمة وأربع مائة وأربعين كلمة، ولم يكلمك بشئ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أعطيت أفضل منه. قالوا: وما ذاك ؟ قال قوله تعالى في كتابه: [ سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى ] حملني على جناح جبريل حتى أتى بى السماء السابعة وجاوزت سدرة المنتهى عند جنة المأوى حتى تعلقت بساق العرش، فنودى من فوق العرش: يا محمد إنى [ أنا ] الله لا إله إلا أنا، ورأيت ربى عزوجل بقلبي فهذا أفضل من ذلك. فقالت اليهود: صدقت يا محمد وهذا مكتوب في التوراة، وقال: هاتان اثنتان. قالوا:
[ 287 ]
ونوح خير منك. قال: ولم ؟ قالوا: لان سفينته استوت على الجودى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أعطيت أفضل منه. قالوا: وما ذاك ؟ قال: إن الله تعالى يقول: (إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر) فالكوثر نهر في السماء السابعة، مجراه من تحت العرش، عليه ألف قصر، حشيشه الزعفران ورضراضه الدر والياقوت وترابه المسك الابيض لى ولامتى. قالت اليهود: صدقت يا محمدها هو مكتوب في التوراة. قالوا: هذه ثلاث. قالوا: إبراهيم خير منك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولم ؟ قالوا: لان الله اتخذه خليلا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إبراهيم خليل الله وأنا حبيبه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تدرون لاى شئ سميت محمدا، سمانى محمدا اشتق اسمى من اسمه وهو الحميد وأنا محمد وأمتى الحمادون. فقالت اليهود: صدقت يا محمد هذا أكثر من ذلك. فقالت اليهود: هذه أربع. فقالت اليهود: عيسى خير منك. فقال: ولم: قالوا: لان عيسى صعد ذات يوم عقبة بيت المقدس، فجاءت الشياطين لتحمله، فأمر الله جبريل فضرب بجناحه الايمن وجوههم فألقاهم في النار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أعطيت خيرا منه انقلبت من قتال المشركين يوم بدر وأنا جائع شديد الجوع، فلما انصرفت استقبلتني امرأة يهودية وعلى رأسها جفنة وفى الجفنة جدى مشوى وفى كمها سكر فقالت: يا محمد والحمد لله الذى سلمك ولقد نذرت لله نذرا إذا انقلبت من هذا الغزو لاذبحن هذا الجدى ولاشوينه ولاحملنه إلى محمد ليأكله، فنزلت فضربت بيدى فيه فاستنطق الجدى فاستوى على أربع قائما وقال: يا محمد لا تأكل منى فإنى مسموم. فقالت اليهود: صدقت يا محمدا هذا أكثر من ذلك. قالوا: هذه خمس بقيت واحدة ونقوم. قالوا: سليمان خير منك. فقال: ولم ؟ قالت: لان الله سخر له الشياطين والجن والانس والرياح وعلمه كلام الطير والهوام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لئن كان الله سخر له الشياطين والجن والانس
[ 288 ]
والرياح فقد سخر لى البراق خيرمن الدنيا بحذافيرها، وهى دابة من دواب الجنة وجهه كوجه آدمى حوافيره كحوافر الخيل وذنبها كذب البقرة فوق الحمار ودون البغل سرجه من ياقوت أحمر وركابه من در أبيض مزموم بسبعين ألف زمام من الذهب، لها جناحان مكللان بالدر والياقوت، مكتوب بين عينيه لا إله إلا الله محمد رسول الله. فقالت اليهود: صدقت يا محمد ها هو ذا مكتوب في التوراة هذا أكثر من ذاك. وقالت اليهود: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك [ وأن ] محمدا عبده ورسوله ". هذا حديث لا نشك في وضعه، فما أجهل واضعه وما أرك لفظه وأبرده، ولولا أنى أتهم به غلام خليل فإنه عامى كذاب لقلت إن واضعه قصد شين الاسلام بهذا الحديث. وفى إسناده محمد بن جابر. قال يحيى بن معين: ليس بشئ. وقال أحمد بن حنبل: لا يحدث عنه إلا من هو شر منه وما كان مثل ذلك يبلغ به الجهل إلى وضع مثل هذا، وما هو إلا من عمل غلام خليل. حديث آخر في فضله على الانبياء أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك ومحمد بن ناصر الحافظان وموهوب بن أحمد اللغوى وعمر بن ظفر المقرى وعبد الخالق بن أحمد اليوسفي قالوا أنبأنا أبو بكر أحمد بن المظفر بن سوسن قال أنبأنا أبو القاسم عبدالرحمن بن عبيدالله الحرقى قال أنبأنا أبو أحمد حمزة بن العباس الدهقان قال حدثنا محمد بن عيسى بن حيان المدايني المعروف بأبى السكين قال حدثنا محمد بن الصباح قال أنبأنا على بن الحسن الكوفى عن إبراهيم بن اليسع عن أبى العباس الضرير عن الخليل بن مرة عن يحيى البصري عن زاذان عن سلمان قال: " حضرت النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فإذا بأعرابى [ جاف ] راجل بدوى قد وقف علينا فسلم فرددنا عليه السلام فقال: يا قوم أيكم محمد رسول الله ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا محمد
[ 289 ]
رسول الله. فقال الاعرابي: لقد أيقنت بك قبل أن أراك، وأحببتك من قبل أن ألقاك، وصدقت بك قبل أن أرى وجهك، ولكني أريد أن أسألك عن خصال. قال: سل عما بدا لك. فقال: فداك أبى وأمى. أليس الله عزوجل كلم موسى ؟ قال بلى. قال: وخلق عيسى من روح القدس ؟ قال بلى. قال: واتخذ إبراهيم خليلا ؟ واصطفى آدم ؟ قال بلى. قال: بأبى أنت وأمى أي شئ أعطيت من الفضل ؟ فأطرق النبي صلى الله عليه وسلم فهبط عليه جبريل فقال: الله يقرئك السلام وهو يسألك عما هو أعلم به منك فيقول يا حبيبي لم أطرقت ارفع رأسك و - زد - [ رد ] على الاعرابي جوابه. قال: أقول ما ذا يا جبريل ؟ قال الله يقول إنى كنت [ إن كنت اتخذت ] إبراهيم خليلا فقد اتخذتك من قبل حبيبا، وإن كلمت موسى في الارض فقد كلمتك وأنت معى في السماء والسماء أفضل من الارض، وإن كنت خلقت عيسى من روح القدس فقد خلقت إسمك قبل أن أخلق الخلق بألفى سنة، ولقد وطئت في السماء موطئا لم يطأه أحمد قبلك ولا يطؤه أحد بعدك، وإن كنت قد اصطفيت آدم فقد ختمت الانبياء، ولقد خلقت مائه ألف نبى وأربعة وعشرين ألف نبى ما خلقت خلقا أكرم على منك، ومن يكون أكرم على منك ؟ ولقد أعطيتك الحوض والشفاعة والناقة والقضيب والميزان والوجه الاقمر والجمل الاحمر والتاج والهراوة والحج والعمرة والقرآن وفضل شهر رمضان والشفاعة كلها لك حتى ظل عرشى في القيامة على رأسك ممدود وتاج الملك على رأسك معقود، ولقد قرنت اسمك مع اسمى فلا أذكر في موضع حتى تذكر معى، ولقد خلقت الدنيا وأهلها لاعرفهم كرامتك على ومنزلتك عندي ولولاك يا محمد ما خلقت الدنيا ". هذا حديث موضوع لا شك فيه، وفى إسناده مجهولون وضعفاء والضعفاء أبو السكين وإبراهيم من اليسع. قال الدارقطني: أبو السكين ضعيف وإبراهيم (19 الموضوعات 1)
[ 290 ]
ويحيى البصري متروكان. قال أحمد بن حنبل: حرقنا حديث يحيى البصري. وقال الفلاس: كان كذابا يحدث أحاديث موضوعة. وقال الدارقطني: متروك. حديث آخر في ذلك: أنبأنا عبد الاول قال أنبأنا أبو إسماعيل عبدالله بن محمد الانصاري قال أنبأنا عمر بن إبراهيم قال محمد بن أحمد الازهرى قال حدثنا محمد بن إسحاق السعدى قال حدثنا إبراهيم بن الجنيد حدثنا ابن أبى مريم قال حدثنا مسلمة قال حدثنا زيد بن واقد عن القاسم بن مخيمرة عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتخذ الله إبراهيم خليلا وموسى نجيا واتخذني حبيبا، ثم قال: وعزتي وجلالى لاوثرن حبيبي على خليلي ونجيى ". هذا حديث لا يصح انفرد بروايته عن زيد مسلمة. قال يحيى: مسلمة ليس بشئ. وقال النسائي والدارقطني والازدى: متروك. باب فضله على موسى. أنبأنا عبد الاول قال أنبأنا أبو إسماعيل الانصاري قال حدثنا محمد بن إبراهيم النيسابوري قال أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعى قال حدثنا محمد بن يونس قال حدثنا بشر بن عبيد قال حدثنا موسى بن سعيد الراسبى عن قتادة عن سليمان بن قيس اليشكرى عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله أعطى موسى الكلام وأعطاني الرؤية وفضلني بالمقام المحمود والحوض المورود " هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به محمد بن يونس وهو الكديمى وكان وضاعا للحديث. قال ابن حبان: لعله قد وضع أكثر من ألف حديث. باب تسليم عيسى على نبينا عليه السلام روى أبو عقال هلال بن زيد بن يسار بن بولا عن أنس قال: " بينا نحن
[ 291 ]
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ رأينا بردا وندى فقلنا: يا رسول الله ما هذا البرد والندى ؟ قال: قد رأيتموه ؟ قلنا: نعم. قال: ذاك عيسى بن مريم سلم على ". قال البخاري: أبو عقال في حديثه مناكير. وقال ابن حبان: يروى عن أنس أشياء موضوعة ما حدث بها أنس قط لا يجوز الاحتجاج به بحال. باب في أنه أحسن من كل شئ أنبأنا أبو منصور قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال أنبأنا أبو الحسين على بن محمد المعدل قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن إبراهيم الاشنانى قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا وكيع عن شعبة عن محارب عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هبط على جبريل فقال يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام، ويقول: [ يا ] حبيبي إن كسوت حسن يوسف من نور الكرسي، وكسوت حسن وجهك من نور عرشى. وما خلقت خلقا أحسن منك يا محمد ". هذا حديث موضوع، والمتهم به أبو بكر الاشنانى وكان يضع الحديث. قال الدارقطني. الاشنانى كذاب دجال وقد رآه [ رواه ] بإسناد آخر عن على بن الجعد عن شعبة عن منصور عن أبى وائل عن مسروق عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وغير إسناده مرت أخرى فقال حدثنا محمد بن عبدالله الرازي قال حدثنا الفضل بن موسى عن سليمان الطويل عن زيد بن وهب عن عبدالله بن غالب عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكل ذلك من عمله. باب في فضل عرقه أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا
[ 292 ]
أبو سعيد محمد بن موسى قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الصفار حدثنا إبراهيم بن إسماعيل السيوطي قال حدثنا بشر بن سبحان [ سيحان ] قال حدثنا حلبس قال حدثنا سفيان الثوري عن أبى الزناد عن الاعرج عن أبى هريرة قال قال رجل: يا رسول الله إنى زوجت ابنتى وإنى أحب أن تعينني. قال: ما عندي شئ ولكن القنى غدا وجئنى معك بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة. قال فجاء وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يسيل العرق من ذراعيه حتى ملا القارورة، ثم قال: خذها وأمر أهلك إذا أردت أن تطيب أن تغمس هذا العود في القارورة فتطيب به. قال: فكانت إذا تطيبت شم أهل المدينة ريحا طيبة فسموا بيت المطيبين ". هذا حديث موضوع وهو مما عملته يدا حلبس. قال الدارطنى: هو متروك وقال الازدي: واه دامر (1). وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به بحال. باب ذكر ما جرى له ليلة المعراج أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت قال أخبرني أحمد بن محمد العتيقي وأبو طاهر محمد بن عبد الواحد البتيع قالا حدثنا المعافا بن زكريا قال حدثنا محمد بن حمدان قال حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا خالد الحذاء عن أبى قلابة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله فضل المرسلين على المقربين، لما بلغت السماء السابعة لقيني ملك من نور على سرير من نور فسلمت عليه فرد على السلام، فأوحى الله إليه: يسلم عليك صفيى ونبيى فلم تقم له ؟ وعزتي وجلالى لتقومن فلا تقعد إلى يوم القيامة ". قال الخطيب: هذا الحديث باطل موضوع ورجال إسناده كلهم ثقاة سوى (1) هكذا هي بالاصل ولعلها مصحفة من " أشر " (*).
[ 293 ]
محمد بن مسلمة، ورأيت هبة الله بن الحسن الطبري يضعف محمد بن مسلمة، وسمعت الحسن بن محمد الخلال يقول: هو ضعيف جدا. باب أسماء مراكبه وسلاحه أنبأنا محمد بن عبدالملك عن أبى محمد الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم ابن حبان الحافظ قال حدثنا بشر بن عبدالله البلدى قال حدثنا شعيب بن أيوب قال حدثنا عثمان بن عبدالرحمن قال حدثنا على بن عروة عن عبدالملك بن أبى سليمان عن عطاء وعمرو بن دينار عن ابن عباس قال: " كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيف محلى قائمته من فضة، ولعله من فضة وفيه حلق فضة، وكان يسمى ذا الفقار، وكانت له فرس تسمى ذا السداد، وكانت له كنانة تسمى ذا [ ذات ] الجمع، وكانت له درع موشحة بنحاس تسمى ذا الفصول [ ذات الفضول ]، وكانت له مجن تسمى القرقر، وكان له فرس أشقر يسمى المرتجز، وكان له فرس أدهم يسمى السكب، وكان له سرج يسمى الداج، وكانت له بغلة تسمى دلدل، وكانت له ناقة تسمى القصواء، وكانت له مرآة تسمى المدلة، وكان له مقراض يسمى الممسوف [ الممشوق ] ". هذا حديث موضوع وفيه آفات منها عبدالملك وهو العرزمى وقد تركه شعبة ومنها على بن عروة. قال يحيى: ليس بشئ. وقال أبو حاتم الرازي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: يضع الحديث. ومنها عمر بن عبدالرحمن، وقد قدحوا فيه. باب تكليم حماره يعقور له روى محمد بن مزيد أبو جعفر مولى بنى هاشم عن أبى حذيفة موسى بن مسعود عن عبدالله بن حبيب الهذلى عن أبى عبدالرحمن السلمى عن أبى منظور
[ 294 ]
وكانت له صحبة قال: " لما فتح الله عزوجل على نبيه خيبر أصابه من سهمه أربعة أزواج نعال وأربعة أزواج خفاف وعشرة أواق ذهب وفضة وحمار أسود. قال فكلم النبي صلى الله عليه وسلم الحمار، فقال له: ما اسمك ؟ قال يزيد بن شهاب أخرج من نسل جدى ستين حمارا كلهم لم يركبه إلا نبى ولم يبق من نسل جدى غيره ولا من الانبياء غيرك. أتوقعك أن تركبني وقد كنت لرجل قبلك من اليهود وكنت أعثر به عمدا وكان يجيع بطني ويضرب ظهرى. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قد سميتك يعفور يا يعفور. أتشتهي الاناث ؟ قال لا. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يركبه في حاجة فإذا نزل عليه [ عنه ] بعث به إلى باب الرجل فيأتى الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى بئر كانت لابي الهيثم ابن التيهان فتردى فيها فصارت قبره. جزعا منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ". هذا حديث موضوع فلعن الله واضعه فإنه لم يقصد إلا القدح في الاسلام، والاستهزاء به. قال أبو حاتم به حبان: لا أصل لهذا الحديث وإسناده ليس بشئ ولا يجوز الاحتجاج بمحمد بن مزيد. باب إرسال قطف إليه أنبأنا ابن خيرون عن الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم البستى قال حدثنا مكحول قال حدثنا يونس بن عبدالاعلى قال حدثنا ابن وهب قال حدثنا حفص بن عمر عن عقيل عن ابن شهاب عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس: " أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقطيف، فقال: إن الله عزوجل يقرئك السلام، وبعثنى إليك بهذا القطف لتأكله ".
[ 295 ]
قال ابن حبان: هذا ما له أصل يرجع إليه. وحفص بن عمر لا يجوز الاحتجاج به بحال. قال المصنف: قلت وحفص هذا قد رواه من حديث أنس وأنبأنا الجريرى قال أنبأنا العشارى قال حدثنا الدارقطني قال حدثنا دعلج قال حدثنا محمد بن على بن زيد قال حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا عبدالله بن وهب عن حفص بن عمر بن عقيل عن الزهري عن أنس " أن جبريل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطف من عنب فقال إلى ربك يقرئك السلام وأرسلني إليك بهذا القطف فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم ". باب تعبده وهجر نسائه قبل موته أنبأنا القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا يوسف بن رباح البصري قال أنبأنا أبو الحسن على بن الحسين بن بندار قال أنبأنا الحسن بن أحمد بن فيل قال حدثنا العباس بن إسماعيل بن حماد البغدادي قال حدثنا محمد ابن الحجاج قال حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن سفينة عن أبيه سفينة قال: " تعبد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بشهرين، واعتزل النساء حتى صار كالكلس البالى ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومحمد بن الحجاج هو أبو عبد الله بن المصفر مولى بنى هاشم. قال أحمد بن حنبل: تركت حديثه. وقال يحيى وأبو داود: ليس بثقة. وقال النسائي ومسلم والدارقطني: متروك. باب ذكر وفاته صلى الله عليه وسلم أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا أحمد بن محمد الحداد قال أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ قال حدثنا سليمان بن أحمد قال حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال حدثنا عبد المنعم بن إدريس بن سنان عن أبيه وهب بن منبه عن جابر بن عبدالله وابن عباس قالا: " لما نزلت [ إذا جاء نصر الله والفتح ]
[ 296 ]
إلى آخر السورة قال النبي صلى الله عليه وسلم يا جبريل نفسي قد نعيت. قال جبريل: الآخرة خير لك من الاولى ولسوف يعطيك ربك فترضى. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا ينادى الصلاة جامعة، فاجتمع المهاجرون والانصار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم خطب خطبة وجلت منها القلوب وبكت منها العيون، ثم قال: أيها الناس إنى نبى كنت لكم. فقالوا جزاك الله من نبى خيرا فلقد كنت لنا كالاب الرحيم وكالاخ الناصح المشفق، أديت رسالات الله وأبلغتنا وحيه، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فجزاك الله عنا أفضل ما جازى نبيا عن أمته. فقال لهم معاشر المسلمين أنا أنشدكم بالله وبحقي عليكم من كانت له قبلى مظلمة فليقم فليقتص منى، فلم يقم إليه أحد، فنا شدهم الله فلم يقم إليه أحد، فناشدهم الثالثة: معاشر المسلمين من كانت له قبلى مظلمة فليقم فليقتص منى قبل القصاص في القيامة، فقام من بين المسلمين شيخ كبير يقال له عكاشة، فتخطى المسلمين حتى وقف بين يدى النبي صلى الله عليه وسلم فقال فداك أبى وأمى، لولا أنك ناشدتنا مرة بعد مرة أخرى ما كنت بالذى أتقدم على شئ منك، كنت معك في غزاة فلما فتح الله علينا وكنا في الانصراف حاذت ناقتي ناقتك فنزلت عن الناقة ودنوت منك لاقبل فخذك فرفعت القضيب فضربت خاصرتي فلا أدرى أكان عمدا منك أم أردت ضرب الناقة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عكاشة أعيذك بحلال الله أن يتعمدك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالضرب، يا بلال انطلق إلى منزل فاطمة وائتنى بالقضيب الممشوق، فقالت فاطمة وما يصنع أبى بالقضيب الممشوق وليس هذا يوم حج ولا يوم غزاة ؟ فقال يا فاطمة ما أغفلك عما فيه أبوك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يودع الدين ويفارق الدنيا ويعطى القصاص من نفسه، فقالت فاطمة يا بلال، ومن الذى تطيب نفسه أن يقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا بلال أذن فقل للحسن
[ 297 ]
والحسين يقومان إلى هذا الرجل فيقتص منهما ولا يدعانه يقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل بلال المسجد، ودفع القضيب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفع رسول الله " صلى الله عليه وسلم القضيب إلى عكاشة، فلما نظر أبو بكر وعمر إلى ذلك قاما فقالا يا عكاشة ها نحن بين يديك فاقتص منا ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: إمض يا أبا بكر وأنت يا عمر فقد عرف الله عزوجل مكانكما ومقامكما، فقام على بن أبى طالب رضى الله عنه فقال يا عكاشة إنا في الحياة بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تطيب نفسي أن تضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا ظهرى وبطني اقتص منى بيدك واجلدنى مائة ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا على اقعد فقد عرف الله عزوجل مقامك ونيتك، وقام الحسن والحسين عليهما السلام فقالا يا عكاشة أليس تعلم أنا سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فالقصاص منا كالقصاص من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: اقعدا يا قرة عينى لا نسى الله لكما هذا المقام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عكاشة اضرب إن كنت ضاربا، فقال يا رسول الله ضربتني وأنا حاسر عن بطني، فكشف عن بطنه صلى الله عليه وسلم وصاح المسلمون بالبكاء، وقالوا نرى عكاشة ضاربا بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فلما نظر عكاشة إلى بياض بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه القباطى لم يملك أن أكب عليه فقبل بطنه وهو يقول: فداك أبى وأمى. ومن تطيق نفسه أن يقتص منك ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم إما أن تضرب وإما أن تعفو، فقال قد عفوت عنك رجاء أن يعفو الله عنى في القيامة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من أراد أن ينظر إلى رفيقي في الجنة فلينظر إلى هذا الشيخ، فقام المسلمون فجعلوا يقبلون ما بين عينيه، ويقولون: طوباك طوباك نلت الدرجات العلى ومرافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
[ 298 ]
فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه وكان مرضه ثمانية عشر يوما يعوده الناس، وكان صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين وبعث يوم الاثنين وقبض يوم الاثنين، فلما كان يوم الاحد ثقل في مرضه فأذن بلال ثم وقف بالباب فنادى السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمك الله. فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت بلال فقالت فاطمة يا بلال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم مشغول بنفسه، فدخل بلال المسجد، فلما أسفر الصبح قال والله لا أقيمها أو أستأذن سيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجع وقام بالباب ونادى السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله. الصلاة يرحمك الله، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت بلال فقال ادخل يا بلال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بنفسه مر أبا بكر يصلى بالناس. فخرج ويده على أم رأسه وهو يقول يا غوثاه بالله وانقطاع رجائي وانفصام [ انقصام ] ظهرى ليتنى لم تلدني أمي وإذ ولدتني لم أشهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اليوم. ثم قال يا أبا بكر ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تصلى بالناس، فتقدم أبو بكر وكان رجلا رقيقا، فلما نظر إلى خلو المكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتمالك أن خر مغشيا عليه وصاح المسلمون بالبكاء، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضجيج الناس، فقال ما هذه الضجة ؟ فقالوا ضجة المسلمين لفقدك يا رسول الله فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عليا والعباس فاتكأ عليهما فخرج إلى المسجد، فصلى بالناس ركعتين خفيفتين ثم أقبل بوجهه المليح عليهم فقال يا معشر المسلمين أستودعكم الله، أنتم في رجاء الله وأمانه، والله خليفتي عليكم، معاشر المسلمين، عليكم باتقاء الله وحفظ طاعته من بعدى فإنى مفارق الدنيا. هذا أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا. فلما كان يوم الاثنين اشتد به الامر، فأوحى الله تعالى إلى ملك الموت أن اهبط إلى حبيبي وصفيى محمد في أحسن صورة وارفق به في قبض روحه، فهبط ملك الموت فوقف بالباب شبه أعرابي ثم
[ 299 ]
قال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة.. أدخل ؟ فقالت عائشة لفاطمة أجيبي الرجل، فقالت فاطمة: آجرك الله في ممشاك يا عبدالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بنفسه، فنادى الثانية، فقالت عائشة يا فاطمة أجيبي الرجل، فقالت فاطمة: آجرك الله في ممشاك يا عبدالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بنفسه، ثم دعا الثالثة فقال السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة أدخل فلابد من الدخول. فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت ملك الموت فقال يا فاطمة من بالباب ؟ فقالت يا رسول الله إن رجلا بالباب يستأذن في الدخول فأجبناه مرة بعد أخرى فنادى في الثالثة صوتا اقشعر منه جلدى وارتعدت منه فرائصي فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يا فاطمة أتدرين من بالباب ؟ هذا هادم اللذات ومفرق الجماعات، هذا مرمل الازواج، وموتم الاولاد، هذا مخرب الدور، وعامر القبور، هذا ملك الموت، أدخل يرحمك الله يا ملك الموت، فدخل ملك الموت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ملك الموت جئتني زائرا أو قابضا ؟ قال: جئتك زائرا وقابضا وأمرني الله عزوجل أن لا أدخل عليك إلا بإذنك ولا أقبض روحك إلا بإذنك، فإن أذنت وإلا رجعت إلى ربى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ملك الموت أين خلفت حبيبي جبريل ؟ قال خلفته في السماء الدنيا والملائكة يعزونه فيك، فما كان أسرع أن أتاه جبريل فقعد عند رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جبريل هذا الرحيل من الدنيا فبشرني بمالى عند الله، فقال أبشرك يا حبيب الله أنى تركت أبواب السماء قد فتحت، والملائكة قد قاموا صفوفا صفوفا بالتحية والريحان يحيون روحك يا محمد. فقال لوجه ربى الحمد فبشرني يا جبريل، قال أبشرك أن أبواب الجنة قد فتحت، وأنهارها قد أطردت وأشجارها قد تدلت وحورها قد زينت لقدوم روحك يا محمد، قال لوجه ربى
[ 300 ]
الحمد فبشرني يا جبريل. قال أبواب النيران قد أطبقت لقدوم روحك يا محمد قال لوجه ربى الحمد فبشرني يا جبريل. قال أنت أول شافع وأول مشفع في القيامة. قال لوجه ربى الحمد فبشرني يا جبريل قال جبريل يا حبيبي عم تسألني ؟ قال أسألك عن غمى وهمى، من لقراء القرآن من بعدى ؟ من لصوام رمضان من بعدى ؟ من لحجاج بيت الله الحرام من بعدى ؟ من لامتي المصفاة من بعدى ؟ قال: أبشر يا حبيب الله فإن الله عزوجل يقول: قد حرمت الجنة على جميع الانبياء والامم حتى تدخلها أنت وأمتك يا محمد. قال: الآن طابت نفسي أدن يا ملك الموت فانته كما أمرت. فقال على رضى الله عنه: إذا أنت قبضت فمن يغسلك ! وفيم نكفنك ؟ ومن يصلى عليك ؟ ومن يدخل القبر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما الغسل فاغسلني أنت وابن عباس يصب عليك الماء وجبريل ثالثكما، فإذا أنتم فرغتم من غسلى فكفنوني في ثلاثة أثواب جدد وجبريل يأتيني بحنوط من الجنة، فإذا أنتم وضعتموني على السرير فضعونى في المسجد واخرجوا عنى، فإن أول من يصلى على الرب من فوق عرشه ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمرا مرا، ثم ادخلوا فقوموا صفوفا صفوفا لا يتقدم على أحد. فقالت فاطمة: اليوم الفراق فمتى ألقاك ؟ فقال لها: يا بنية تلقيني يوم القيامة عند الحوض وأنا أسقى من يرد على الحوض من أمتى. قالت فإن لم ألقك يا رسول الله ؟ قال تلقيني عند الميزن وأنا أشفع لامتي. قالت: فإن لم ألقك يا رسول الله ؟ قال تلقيني عند الصراط وأنا أنادى رب سلم أمتى من النار. فدنا ملك الموت فعالج قبض روح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ الروح إلى الركبتين قال النبي صلى الله عليه وسلم أوه، فلما بلغ الروح إلى السرة نادى النبي صلى الله عليه وسلم واكرباه، فقالت فاطمة كربى لكربك يا أبتاه، فلما بلغ الروح البندوة [ الثندؤة ] قال النبي صلى الله عليه وسلم يا جبريل ما أشد مرارة الموت، فولى جبريل وجهه عن رسول الله صلى الله
[ 301 ]
عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهت النظر إلى ؟ فقال جيريل يا حبيبي ومن تطيق نفسه [ أن ] ينظر إليك وأنت تعالج سكرات الموت ؟ فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسله على بن أبى طالب وابن عباس يصب الماء وجبريل عليه السلام معهما، فكفن بثلاثة أثواب جدد وحمل على السرير ثم أدخلوه المسجد ووضعوه في المسجد وخرج الناس عنه، فأول من صلى عليه الرب من فوق عرشه تعالى وتقدس، ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمرا زمرا. قال: قال على رضى الله عنه: لقد سمعنا في المسجد همهمة ولم نر لهم شخصا فسمعنا هاتفا يهتف وهو يقول: ادخلوا رحمكم الله فصلوا على نبيكم صلى الله عليه وسلم، فدخلنا فقمنا صفوفا كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبرنا بتكبير جبريل وصلينا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة جبريل ما تقدم منا أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل القبر على بن أبى طالب وابن عباس وأبو بكر الصديق، ودفن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف الناس قالت فاطمة لعلى: يا أبا الحسن دفنتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال نعم. قالت كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أما كان في صدور كم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة ؟ أما كان معلم الخير ؟ قال بلى يا فاطمة، ولكن أمر الله عزوجل الذى لا مرد له. فجعلت تبكى وتتدب وهى تقول: يا أبتاه الآن انقطع عنا جبريل، وكان جبريل يأتينا بالوحى من السماء ". هذا حديث موضوع محال كافأ الله من وضعه وقبح من يشين الشريعة بمثل هذا التخليط البارد والكلام الذى لا يليق بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا بالصحابة، والمتهم به عبد المنعم بن إدريس. قال أحمد بن حنبل: كان يكذب على وهب. وقال يحيى: كذاب خبيث. وقال ابن المدينى وأبو داود: ليس بثقة وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به. وقال الدارقطني: هو وأبوه متروكان.
[ 302 ]
باب في الصلاة عليه أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال حدثنى أبو بكر محمد بن الحسين بن إبراهيم الوراق ويعرف بابن الخفاف قال حدثنا عبدالله بن محمد الصائغ قال حدثنا بشر بن موسى بن صالح قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبدالله ابن يزيد المقرى عن عبدالرحمن المسعودي عن عاصم عن أبى وائل عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن ميكائيل عن إسرافيل عن الرفيع عن اللوح المحفوظ عن الله تعالى: " أنه أظهر في اللوح المحفوظ أن يخبر الرفيع، وأن يخبر الرفيع إسرافيل وأن يخبر إسرافيل ميكائيل وأن يخبر ميكائيل جبريل وأن يخبر جبريل محمدا بأنه من صلى عليك في اليوم والليلة مائة مرة صليت عليه ألفى صلاة وتقضى له ألف حاجة، أيسرها أن يعتق من الثار ". قال الخطيب: هذا الحديث باطل بهذا الاسناد والرجال المذكورون في إسناده كلهم معروفون سوى ابن الصائغ. وترى أن ابن الخفاف اختلف إسناده وركب الحديث عليه، ونسخة بشر بن موسى عن المقرى معروفة وليس هذا فيها، وقد روى عن المقرى من طريق مظلم: حدثنيه أبو صالح أحمد بن عبدالملك النيسابوري قال أخبرني أبو سعيد الحسن بن على بن شهاب القرموبى قال حدثنا عبدالله بن محمد بن محمد بن فورك قال حدثنا أبى قال حدثنا أبو ميسرة عزاز بن عبدالله بن عزاز البصري قال حدثنا على بن محمد الجنديسابورى قال حدثنا القاسم بن دهثم قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقرى قال حدثنا المسعودي عن عاصم عن زر عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن ميكائيل عن إسرافيل عن الرفيع عن اللوح المحفوظ عن الله عزوجل وساق الحديث. قال الخطيب: من هنا أخذه الخفاف وألزقه على الصائغ. باب ذكر سماعه لصلاة من يصلى عليه أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال
[ 303 ]
أنبأنا على بن أحمد ألرزاز قال أنبأنا محمد بن عبدالله الشافعي قال حدثنا محمد بن يونس بن موسى قال حدثنا عبدالملك بن قريب الاصمعي قال حدثنا محمد بن مروان عن الاعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى على عند قبري سمعته، ومن صلى على نائيا وكل الله عز وجل ملكا يبلغني وكفى أمر دنياه وآخرته وكنت له شهيدا أو شفيعا ". هذا حديث لا يصح، ومحمد بن مروان هو السدى. قال يحيى: ليس بثقة. وقال ابن نمير: كذاب. وقال السعدى: ذاهب. وقال النسائي: متروك. وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا اعتبارا. قال العقيلى: لا أصل لهذا الحديث من حديث الاعمش وليس بمحفوظ. باب مقدار لبثه في قبره ميتا أنبأنا محمد بن عبدالملك عن الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال أنبأنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هشام بن خالد الازرق قال حدثنا الحسن ابن يحيى الخشنى عن سعيد بن عبد العزيز عن يزيد بن أبى مالك عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من نبى يموت فيقيم في قبره إلا (1) أربعين صباحا حتى ترد إليه روحه " قال ابن حبان: هذا حديث باطل موضوع، والحسن بن يحيى منكر الحديث جدا يروى عن الثقاة ما لا أصل له. وقال يحيى: الحسن ليس بشئ. وقال الدارقطني: متروك. باب في فضل أبى بكر الصديق رضى الله عنه قد تعصب قوم لاخلاق لهم يدعون التمسك بالسنة فوضعوا لابي بكر فضائل (1) هكذا ورد الحديث بالمخطوط ركيكا وركا كته تفضح واضعه. (*)
[ 304 ]
وفيهم من قصد معارضة الرافضة بما وضعت لعلى عليه السلام، وكلا الفريقين على الخطأ، وذانك السيدان غنيان بالفضائل الصحيحة الصريحة عن استعارة وتخرص. الحديث الاول في أن الله تعالى يتجلى لابي بكر خاصة فيه عن أنس وجابر وأبى هريرة وعائشة. فأما حديث أنس فله ثلاثة طرق. الطريق الاول: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على الخطيب قال أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال حدثنا محمد بن يوسف بن حمدان الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد بن عامر قال حدثنا عبد بن حميد قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن قتادة عن أنس قال: " لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغار أخذ أبو بكر بغرزه فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى وجهه فقال: يا أبا بكر ألا أبشرك ؟ قال: بلى فداك أبى وأمى. قال إن الله يتجلى للخلائق يوم القيامة عامة ويتجلي لك يا أبا بكر خاصة ". الطريقي الثاني: أنبأنا عبد الاول بن عيسى قال أنبأنا عبدالله بن محمد الانصاري قال أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم بن محمد وعبد الرحمن بن حمدان البصروى قال حدثنا بنوس بن أحمد بن بنوس قال حدثنا أبو خليفة الجمحى قال حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بكر: " إن الله يتجلى للخلائق عامة ويتجلي لك خاصة ". الطريق الثالث: أنبأنا على بن عبيدالله قال أنبأنا على بن الحسين قال حدثنا محمد بن عبدالله بن خلف قال حدثنا عمر بن محمد بن عيسى الجوهرى قال أنبأنا إبراهيم بن مهدى قال حدثنا السكن بن سعيد القاضى ومحمد بن سعيد بن مهران قالا حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا يزيد بن هارون التسترى عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بكر: " ألا أبشرك برضوان الله
[ 305 ]
الاكبر ؟ قال: وما رضوان الله الاكبر يا رسول الله ؟ قال: إن الله عزوجل إذا كان يوم القيامة يتجلى للناس عامة ولك خاصة ". وأما حديث جابر فله أربعة طرق: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا حمد بن أحمد الحداد قال أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله قال حدثنا أبو على بن محمد بن أحمد ابن الحسن ومحمد بن عمر بن سلم قالا حدثنا يوسف بن الحكم قال حدثنا محمد بن خالد قال حدثنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا بكر أعطاك الله الرضوان الاكبر، فقال له بعض القوم: يا رسول الله وما الرضوان الاكبر ؟ قال: يتجلى الله في الآخرة لعباده المؤمنين عامة ويتجلي لابي بكر خاصة ". وأما بزيادة ألفاظ أبو نصر عبد الجبار بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن منده قال أنبأنا أبوالعلا محمد بن عبد الجبار الفرسانى [ الفريابى ] قراءة عليه، قال أنبأنا على بن يحيى بن جعفر السرانى قال أنبأنا سليمان بن أحمد بن أيوب قال حدثنا يوسف بن الحكم الضبى الخياط قال حدثنا محمد بن خالد الختلى قال حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله قال: " كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه وفد عبدالقيس، فتكلم بعضهم ولغا في الكلام، فالتفت النبي إلى أبى بكر فقال: يا أبا بكر سمعت ما قالوا ؟ قال نعم يا رسول الله وفهمته، قال: فأجبهم يا أبا بكر فأجابهم أبو بكر بجواب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر أعطاك الله الرضوان الاكبر، فقال بعض القوم: وما الرضوان الاكبر ؟ فقال: يتجلى الله عزوجل لعباده المؤمنين عامة، ويتجلي لابي بكر خاصة ". (20 الموضوعات 1)
[ 306 ]
الطريق الثاني: أنبأنا أبو منصور بن خيرون قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى ح. وأنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أحمد بن على قال أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم قال أنبأنا محمد بن عبدالله بن صالح الابهري ح. وأنبأنا القزاز قال أنبأنا أحمد بن على قال أنبأنا أبوالعلا الواسطي قال حدثنا المعافى بن زكريا قال حدثنا محمد بن هارون الحضرمي ح. وأنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا الازهرى قال حدثنا على بن عمر الدارقطني قال حدثنا الحسين بن إسماعيل قالا حدثنا على بن عبدة قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن ابن أبى ذئب عن محمد بن المنكدر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليتجلى للناس عامة ويتجلي لابي بكر خاصة ". الطريق الثالث: أنبأنا القزاز قال أنبأنا أحمد بن على قال أنبأنا أبو القاسم عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله السراج قال أنبأنا أبو حامد أحمد بن على بن حسنويه المقرى قال حدثنا الحسن بن على بن عفان العامري قال حدثنا يحيى بن أبى كثير قال حدثنا ابن أبى ذيب عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يتجلى المؤمنين عامة ويتجلي لابي بكر خاصة ". الطريق الرابع: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على قال أنبأنا محمد بن جعفر الخرقى ومحمد بن عمر بن بكير قالا أنبأنا أبو القاسم عمر بن محمد ابن عبدالله الترمذي قال أنبأنا عباس الشكلى وأبو سعيد أحمد بن محمد بن عبيدالله الخلال قالا حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبى الزبير عن جابر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر: " يا أبا بكر ألا أبشرك ؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: إن الله يتجلى للخلائق عامة ولك خاصة ". وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا الحسن بن على
[ 307 ]
الجوهرى عن أبى الحسن الدارقطني عن أبى حاتم البستى قال أنبأنا محمد بن أحمد ابن الفرج قال حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس قال حدثنا أبى عن ابن أبى الزناد عن أبيه عن الاعرج عن أبى هريرة قال: " لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغار يريد المدينة أخذ أبو بكر بغرزه فقال: ألا أبشرك يا أبا بكر ؟ قال: بلى بأبى أنت وأمى يا رسول الله، قال: إن الله عزوجل يتجلى للخلائق يوم القيامة عامة ويتجلي لك خاصة ". وأما حديث عائشة فأنبأنا على بن عبيدالله بن نصر قال أنبأنا على بن أحمد بن البسرى قال أنبأنا أبو عبد الله بن بطة قال حدثنا أبو محمد الحسن بن على بن زيد قال حدثنا عبدالله بن محمد الحرانى قال حدثنا أبو قتادة عبدالله بن واقد قال حدثنا ابن جريج عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله. عليه وسلم قال لابي: " ألا أبشرك برضوان الله الاكبر ؟ قال بلى يا رسول الله قال إن الله عزوجل يتجلى للناس عامة ويتجلي لك خاصة " هذا الحديث لا يصح من جميع طرقه. أما حديث أنس ففى الطريق الاول محمد بن عبد. قال أبو بكر الخطيب: هذا حديث لا أصل له عند ذوى المعرفة بالنقل فيما نعلمه، وقد وضعه محمد بن عبد إسنادا ومتنا. قال الدارقطني: محمد بن عبد يكذب ويضع. وفى الطريق الثاني بنوس وهو مجهول لا يعرف. والطريق الثالث في مجاهيل وأحدهم قد سرقه من محمد بن عبد. وأما حديث جابر فالطريق الاول تفرد به محمد بن خالد وقد كذبوه، والطريق الثاني فيه على بن عبدة. قال الدارقطني: كان يضع الحديث، وأما الطريق الثالث فأنبأنا القزاز قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: الحمل فيه على أبى حامد بن حسنويه فإنه لم يكن ثقة. قال ويروى أن أبا حامد وقع إليه حديث على بن عبدة فركبه على هذا الاسناد مع أنا لا نعلم أن الحسن بن على بن عفان
[ 308 ]
سمع من يحيى بن أبى كثير شيئا والله أعلم. وأما الطريق الرابع فقال أبو الفتح ابن أبى الفوارس: في أبى القاسم نظر. وأما حديث أبى هريرة فهو حديث أنس الاول ونرى أن أحمد بن محمد ابن عمر اليماني سرقه وغير إسناده. قال أبو حاتم الرازي وابن صاعد: كان اليماني كذابا. وقال الدارقطني متروك الحديث وقال ابن حبان: حدث بأحاديث مناكير وبنسخ عجايب. وأما حديث عائشة ففيه عبدالله بن واقد قال أحمد ويحيى: ليس بشئ. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: غفل من الاتقان وحدث على التوهم فوقعت المناكير في أخباره. الحديث الثاني في فضل أبى بكر أنبأنا سعيد بن البنا قال أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد الزينبي قال أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن على الوراق قال أنبأنا محمد بن السرى التمار قال حدثنا جعفر بن محمد الطيالسي قال حدثنا على بن داود الدمشقي عن محمد بن زياد عن ميمون وهو ابن مهران عن المسيب بن عبدالرحمن عن حذيفة بن اليمان قال: " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر فلما انفتل من صلاته قال أين الصديق أبو بكر ؟ فلم يجبه أحد، فقام قائما على قدميه فقال أين الصديق أبو بكر ؟ فأجابه من آخر الصفوف يا لبيك يا لبيك يا رسول الله، قال افرجوا لابي بكر أدن منى يا أبا بكر، فدنا أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا أبا بكر لحقت معى الركعة الاولى ؟ قال يا رسول الله كنت معك في الصف الاول، فكبرت واستفتحت الحمد فقرأتها فوسوس إلى بشئ من الطهور، فجئت إلى باب المسجد فإذا أنا بهاتف يهتف ويقول وراك فالتفت فإذا بقدس من ذهب مملوء ماء أبيض من اللبن وأعذب من الشهد وأبين من الزبد عليه منديل أخضر
[ 309 ]
مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول [ الله ] أبو بكر الصديق، فأخذت المنديل فوضعته على منكبي فتوضأت للصلاة وأسبغت الوضوء ورددت المنديل على القدس فلحقتك وأنت راكع الركعة الاولى فتممت صلاتي معك يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر. أبشر إن الذى وضأك للصلاة جبريل والذى مندلك ميكائيل، والذى أمسك ركبتي حتى لحقت الركوع إسرافيل " هذا حديث موضوع بلا شك، والمتهم به محمد بن زياد. قال أحمد بن حنبل: هو كذاب خبيث يضع الحديث. وقال يحيى: كذاب خبيث. وقال السعدى والدارقطني: كذاب. وقال النسائي والبخاري والفلاس وأبو حاتم الرازي: متروك الحديث وقد قلبوا هذا فجعلوه لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه. أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزار قال أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفى قال أنبأنا أبو الحسن على بن يوسف بن محمد بن الحجاج الطبري قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر الجرجاني قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق بن سليمان الضبى قال حدثنا محمد بن على الكفرتونى قال حدثنى حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر فأبطأ في ركوعه في الركعة الاولى حتى ظننا أنه قدسها وغفل، ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ثم أو جز في صلاته وسلم، ثم أقبل بوجهه ثم جثا على ركبتيه ثم رمى بطرفه إلى الصف الاول يتفقدأ صحابه ثم إلى الصف الثاني ثم إلى الصف الثالث يتفقدهم رجلا رجلا ثم قال: مالى لا أرى ابن عمى على بن أبى طالب ؟ فأجابه على من آخر الصفوف لبيك يا رسول الله، فقال: ادن منى يا على. فما زال يتخطى أعناق المهاجرين والانصار حتى دنا منك [ منه ]، فقال ما خلفك عن الصف الاول ؟ قال شككت أنى على طهر، يا حسن يا حسين يا فضة فلم يحبنى أحد، فإذا بهاتف يهتف من ورائي: يا أبا الحسن التفت، فالتفت فإذا أنا بسطل من ذهب فيه ماء وعليه منديل، فأخذت المنديل فوضعته على منكبي وأو مأت إلى الماء فإذا الماء يفيض على كفى
[ 310 ]
فتطهرت فلا أدرى من وضع السطل والمنديل، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه وضمه إلى صدره وقبل بين عينيه وقال: ألا أبشرك ؟ إن السطل من الجنة والماء والمنديل من الفردوس الاعلى، والذى هيأك للصلاة جبريل، والذى مندلك ميكائيل، والذى نفس محمد بيده ما زال إسرافيل قابضا على ركبتي حتى لحقت معى فيلومني [ بى. ألا فلا يلو منى ] أحد على حبك، والله وملائكته يحبونك فوق السماء ". هذا حديث موضوع أيضا من حميد إلى شيخنا بين مجهول وكذاب. الحديث الثالث: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على ابن ثابت الخطيب قال حدثنى الحسن بن على بن المذهب من أصل كتابه العتيق قال حدثنى أبو القاسم هارون بن أحمد العلاف المعروف بالقطان إملاء قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الآدمى قال حدثنا أحمد بن منصور الزيادي قال حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن الزهري عن أنس بن مالك عن عائشة قالت: " كانت ليلتى من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ضمنى وإياه الفراش قلت يا رسول الله ألست أكرم أزواجك عليك ؟ قال بلى يا عائشة، قلت: فحدثني عن أبى بفضيلة، قال حدثنى جبريل أن الله تعالى لما خلق الارواح اختار روح أبى بكر الصديق من بين الارواح فجعل ترابها من الجنة وماءها من الحيوان وجعل له قصرا في الجنة من درة بيضاء مقاصرها فيها من الذهب والفضة البيضاء، وإن الله تعالى آلى على نفسه أن لا يسلبه حسنة ولا يسأله عن سيئة، وإنى ضمنت كما ضمن الله على نفسه الا ليكون [ يكون ] لى ضجيعا في حفرتي ولا أنيسا في وحدتي، ولا خليفة على أمتى من بعدى إلا أبوك يا عائشة، بايع على ذلك جبريل وميكائيل وعقدت خلافته براية بيضاء وعقد لواؤة تحت العرش. قال الله تعالى للملائكة رضيتم بما رضيت لعبدي فكفى بأبيك فخرا أن بايع له جبريل وميكائيل وملائكة السماء وطائفة من الشياطين يسكنون البحر فمن لم يقبل هذا
[ 311 ]
فليس منى ولست منه. قالت عائشة فقبلت أنفه وما بين عينيه، فقال: حسبك يا عائشة فمن لست بأمه، فوالله ما أنا نبيه، فمن أراد أن يتبرأ من الله فليتبرأ منك يا عائشة ". قال الخطيب: لا يثبت هذا الحديث، ورجال إسناده كلهم ثقات ولعله لهذا الشيخ القطان أو أدخل عليه مع أنى قد رأيته من حديث محمد بن بابشاذ يروى مناكير عن الثقات، وقد كان في أصل ابن المذهب أحاديث صالحة عن هرول القطان، عن البغوي، وسألت ابن المذهب عنه فقال: كان يسكن دار البطيح العليا عند دار إسحاق ولم يكن ممن نظن به الكذب ولا تلحقه التهمة لانه لم يكن يتصدى للحديث ولا يحسنه وكان من أهل القرآن والخير. قال المصنف: قلت هذا قد أدخل عليه لغفلته وكثير من أهل الدين تغلب عليهم الغفلة. وروى هذا الحديث بعض الناس فخلط فيه وزاد ونقص. أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي قال أنبأنا أبو الفضل بن خيرون قال أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن جعفر الخرقى قال أنبأنا أبو القاسم عمر بن عبدالله الترمذي قال أنبأنا جدى أبو بكر بن عبيدالله بن مرزوق قال حدثنا عباس أبو الفضل الشكلى قال حدثنا عبد الصمد أبو العباس الهاشمي قال حدثنا الحسين بن على الآدمى قال حدثنا أبان بن يزيد قال حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن الزهري عن ابن عباس عن عائشة قلت: فحدثني عن أبى بشئ فقال أخبرني جبريل عليه السلام عن الله عزوجل أنه لما خلق الارواح اختار روح أبى بكر الصديق من بين الارواح بعد النبيين والمرسلين، فجعل ترابه من الماء، وجعل ماءه من الحيوان، وجعل له في الجنة قصرا من ياقوتة بيضاء فيها مقاصير من اللؤلؤ الرطب، وإن الله تعالى ضمن لى أن لا يكلفه سيئة ولا يسلبه حسنة، وإنى ضمنت أن لا يكون لى ضجيع في حفرتي ولا خليفة من بعدى
[ 312 ]
إلا أبو بكر الصديق، فبايع على ذلك جبريل وميكائيل وعرج بخلافته إلى الله عزوجل براية من درة بيضاء، وعقد لواؤه تحت العرش، فكفى لابيك فخرا، أن بايع له جبريل وميكائيل وأهل السموات وأهل الارضين، وسنة [ ثلة ] من الشياطين وطرف من الجن ناؤون في البحر، وأخذ ميثاقه على الوحش، فمن أبى هذا فليس منى ولست منه ". وأنبأنا بهذا الحديث أبو المعمر الانصاري عن أبى غالب محمد بن الحسن الباقلانى قال حدثنا محمد بن عمر الخرقى فذكره إلا أنه قال حدثنا الحسين بن أبان ابن يزد. وهذا الحديث لا يتعدى أبو [ أبا ] القاسم الترمذي أو جده أبا بكر بن مرزوق، على أن فيه من التخليط في الاسناد والمتن ما ينئ أنه فعل مخلط لا يدرى ما يقول. الحديث الرابع: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا الحسن بن على العدوى قال حدثنا الحسن بن على بن راشد الواسطي قال حدثنا هشيم عن حميد عن أنس " أن يهوديا أتى أبا بكر الصديق رضى الله عنه فقال والذى بعث موسى وكلمة تكليما إنى لاحبك. قال فلم يرفع أبو بكر به رأسا تهاونا باليهودى، فهبط جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا محمد إن العلى الاعلى يقرأ عليك السلام ويقول لك قل لليهودي الذى قال لابي بكر إنى أحبك إن الله عزوجل قد أحاد عنه في النار حلتين لا توضع الانكال في قدمه، ولا الاغلال في عنقه لحبه أبا بكر قال، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر، فرفع طرفه إلى السماء وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله. والذى بعثك وما ازددت لابي بكر إلا حبا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هنيئا أحاد الله عنك النار بحذا فيرها وأدخلك الجنة لحبك أبا بكر ".
[ 313 ]
هذا حديث موضوع المتهم به العدوى فإنه كان يضع الحديث. وأنبأنا به سعيد بن أحمد البنا قال أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد الزينبي قال أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن على بن خلف قال حدثنا محمد بن السرى التمار قال حدثنا على بن أحمد المصرى وأبو عبد الله غلام خليل قالا حدثنا الحسن بن راشد قال حدثنا هشيم فذكره. وغلام خليل كذاب. والبصرى مجهول. الحديث الخامس: أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أبو بكر أحمد ابن على بن ثابت قال أنبأنا محمد بن على بن يعقوب المعدل قال حدثنا محمد ابن الخضر بن زكريا المقرى قال حدثنا محمد بن عبدالله بن ثابت الاشنانى قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا عبدالله بن إدريس قال أنبأنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبدالرحمن بن أبى ليلى عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله اتخذ لابراهيم في أعلى عليين قبة بيضاء معلقة بالقدرة تخترقها رياح الرحمة، للقبة أربعة آلاف باب كلما اشتاق أبو بكر إلى الجنة انفتح منها باب ينظر إلى الله عزوجل هكذا قال اتخذ لابراهيم ". هذا حديث موضوع مما عملته يد الاشنانى وكان كذابا يضع الحديث. قال الدارقطني: الاشنانى كذاب دجال. قال أبو بكر الخطيب: من ركب هذا الحديث على مثل هذا الاسناد فما بقى من اطراح الحشمة والجرأة على الكذب شيئا. قال المصنف قلت: وقد روى لنا طريق آخر: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أحمد بن على الخطيب قال أنبأنا الحسن بن الحسين النعالى قال أنبأنا أحمد ابن نصر بن عبدالله الذارع قال حدثنا صدقة بن موسى وعبد الله بن حماد قالا حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أدخر لابي بكر الصديق رضى الله عنه في أعلى عليين قبة من ياقوتة بيضاء معلقة بالقدرة تخترقها رياح الرحمة، للقبة
[ 314 ]
أربعة آلاف باب ينظر إلى الله عزوجل بغير حجاب ". قال الخطيب: هذا الحديث باطل ولا أعلم رواه سوى الذارع عن هذين الرجلين وهما مجهولان، والحمل فيه عندي على الذارع، فإنه مما وضعت يداه، والله أعلم. قال المصنف: قلت هذا الذارع كأنه بلغه عن الاشنانى فسرقه وركب له إسنادا. وقد ذكرنا عن الدارقطني أنه قال: الذارع كذاب دجال. الحديث السادس: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز قال أنبأنا أحمد بن على الحافظ قال حدثنى الحسن بن محمد الخلال قال حدثنا أبو بكر بن شاذان قال حدثنا محمد بن عبدالله بن إبراهيم بن ثابت الاشنانى قال حدثنا حنبل بن إسحاق قال حدثنا وكيع عن شعبة عن الحجاج عن مقسم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هبط على جبريل وعليه طنفسة وهو متجلل بها، فقلت يا جبريل ما نزلت إلى في مثل هذا الزى ؟ قال إن الله تعالى أمر الملائكة أن تجلل في السماء كتجلل أبى بكر في الارض ". هذا مما عملته يد الاشنانى الذى ذكرناه آنفا، وكان مع كونه يضع الحديث جاهلا بالنقل بعيدا عن معرفته، فإنه لو علم أن حنبلا لم يدرك وكيعا ولم يرو عنه ما ذكر هذا. الحديث السابع: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا القاضى أبوالعلا الواسطي قال أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد المقرى قال حدثنا أبو بكر أحمد بن صالح المقرى قال حدثنا محمد بن محفوظ المخرمى قال حدثنا أحمد بن محمد الهروي قال حدثنا إسحاق بن راهويه قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ": لما ولد أبو بكر الصديق رضى الله عنه أقبل الله عزوجل على
[ 315 ]
جنة عدن فقال: وعزتي وجلالى لا دخلك إلا من يحب هذا المولود يعنى أبا بكر " قال الخطيب: باطل بهذا الاسناد، وفى إسناده غير واحد من المجهولين. قال المصنف: قلت وقد أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن سلمان قال أنبأنا الحسن ابن عبدالملك بن يوسف قال أنبأنا أبو محمد الخلال قال حدثنا أبو بكر بن شاذان قال حدثنا أبو شاكر مسرة بن عبدالله الخادم قال أنبأنا أحمد بن البنا قال أنبأنا أبو نصر الزينبي قال أنبأنا محمد بن عمر بن على بن خلف قال أنبأنا محمد بن السرى التمار قال حدثنا أحمد بن عصمة بن نوح النيسابوري قال حدثنا إسحاق بن راهويه فذكره، والتمار قد أنكروا عليه شيئا، ولا صحة لهذا الحديث. الحديث الثامن في خلافته: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على قال حدثنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان قال حدثنا محمد بن عبدالله بن خلف بن بخيت قال حدثنا عثمان بن سعيد التمار قال حدثنا أحمد بن منصور رح قال حدثنا محمد بن مصعب القرقسانى عن عمر بن إبراهيم بن خالد القرشى عن عيسى بن على عن أبيه عن جده عبدالله بن عباس قال: " لما نزلت [ إذا جاء نصر الله والفتح ] جاء العباس إلى على فقال له قم بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك ؟ فقال يا عباس يا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جعل أبا بكر خليفتي عن دين الله ووحيه فاسمعوا له تفلحوا، وأطيعوا ترشدوا. قال العباس: فأطاعوه والله فرشدوا ". طريق آخر: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال أنبأنا ابن رزق قال حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الختلى قال حدثنا عمر بن إبراهيم بن خالد بن عبدالرحمن قال حدثنا عيسى بن
[ 316 ]
على بن عبدالله بن العباس عن أبيه عن جده العباس قال: قال رسول لله صلى الله عليه وسلم " يا عم إن الله جعل أبا بكر خليفتي على دين الله ووحيه فأطيعوه بعدى تهتدوا واقتدوا به ترشدوا. قال ابن عباس: ففعلوا فرشدوا ": هذا حديث لا يصح ومدار الطريقين على عمر بن إبراهيم وهو الكردى قال الدارقطني: كان كذابا يضع الحديث. وقد روى أبو بكر الجوزقى من حديث أبى سعيد أن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما عرج بى إلى السماء قلت اللهم اجعل الخليفة من بعدى على بن أبى طالب فارتجت السموات، وهتف بن الملائكة من كل جانب يا محمد اقرأ [ وما تشاءون إلا أن يشاء الله ] قد شاء الله أن يكون من بعدك أبا بكر الصديق رضى الله عنه ". هذا حديث موضوع وضعه يوسف بن جعفر، وكان يضع الحديث. الحديث التاسع في خلافته أيضا: أنبأنا ابن خيرون عن الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال حدثنا الحسين بن إسحاق الاصبهاني قال حدثنا أبو هارون إسماعيل بن محمد بن يوسف قال حدثنا المعلى بن الوليد قال حدثنا أبو إسحاق الفزارى عن مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبى هريرة قال: " بينما جبريل مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ مر جبريل [ أبو بكر ] فقال هذا أبو بكر فقال أتعرفه يا جبريل ؟ قال نعم إنه في السماء أشهر منه في الارض، وإن الملائكة لتسميه حليم قريش، وإنه وزيرك في حياتك وخليفتك بلد موتك ". قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بإسماعيل بن محمد فإنه يقلب الاسانيد ويسرق الاحاديث. وقال محمد بن طاهر: هو كذاب. الحديث العاشر: أنبأنا أحمد بن على بن المجلى قال أنبأنا أبو القاسم على
[ 317 ]
ابن أحمد بن البسرى قال أنبأنا أبو أحمد عبدالله بن محمد بن أبى مسلم الفرضى قال حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولى قال حدثنا إبراهيم بن فهد قال حدثنا عبدالله بن محمد الخراساني ح. وأنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال حدثنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا أحمد بن حفص السعدى قالا حدثنا إسحاق بن بشر بن مقاتل واللفظ للخراساني قال حدثنا جعفر بن سعد الكاهلى قال حدثنا ليث بن أبى سليم عن مجاهد عن ابن عباس قال: " ذكر أبو بكر الصديق رضى الله عنه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن مثل أبى بكر كذبني الناس وصدقني وآمن بى وزوجني ابنته وأنفق ماله وجاهد معى في جيش العسرة، ألا إنه يأتي يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة قوائمها من المسك والعنبر، ورحلها من الزمرد الاخضر، وزمامها من اللؤلؤ الرطب، عليه حلتان خضراوان من سندس واستبرق يحاكنى يوم القيامة وأحاكه، فيقال هذا محمد رسول الله وهذا أبو بكر الصديق رضى الله عنه ". هذا حديث لا يصح والمتهم به إسحاق. قال أبو بكر بن أبى شيبة ؟ وموسى بن هارون الحمال هو كذاب. وقال الفلاس: متروك الحديث. وقال الدارقطني: كذاب متروك في عداد من يضع الحديث. وقال ابن حبان: كان يضع على الثقاة لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. الحديث الحادى عشر: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر بن ثابت قال أنبأنا محمد بن عمر بن بكير قال حدثنى أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن إبراهيم الضرير قال حدثنا أبو عمر محمد بن أحمد الحليمى وذكر أنه من أولاد حليمة السعدية قال حدثنا آدم بن أبى إياس عن ابن أبى ذئب عن معن ابن الوليد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال النبي صلى الله عليه
[ 318 ]
وسلم: " إذا كان يوم القيامة نصب لابراهيم منبر امام العرش ونصب لابي بكر كرسى فيجلس عليه فينادى مناد يالك من صديق بين خليل وحبيب ". هذا حديث لا يصح وأبو عبد الله الضرير قدم بغداد ومعه كتب طرية غير أصول وكان مكفوفا فلعله أدخله هذا في حديثه، والحليمي لا يعرف. الحديث الثاني عشر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال أنبأنا ابن عدى قال حدثنا موسى بن إبراهيم قال حدثنا الحسن ابن عرفة قال حدثنا عبدالله بن إبراهيم الغفاري عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن سعيد بن أبى سعيد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عرج بى إلى السماء فما مررت بسماء إلا وجدت فيها اسمى محمد رسول الله وأبو بكر الصديق خلفي ". هذا حديث لا يصح. قال ابن حبان: الغفاري يضح الاحاديث وأما عبدالرحمن فاتفقوا على تضعيفه. الحديث الثالث عشر: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن سلمان قال أنبأنا الحسن بن عبدالملك بن يوسف قال أنبأنا أبو محمد الخلال قال حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق قال حدثنا القاضى أبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح قال حدثنا نصر بن عبدالرحمن الوشاء قال حدثنا أحمد بن بشر قال حدثنا عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينبغى لقوم فيهم أبو بكر يؤمهم غيره ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما عيسى فقال البخاري منكر الحديث. وقال ابن حبان لا يحتج بروايته. وأما أحمد بن بشير فقال يحيى هو متروك.
[ 319 ]
الحديث الرابع عشر: أنبأنا عبد الاول قال أنبأنا أبو إسماعيل عبدالله بن محمد الانصاري قال أنبأنا إبراهيم المذكى قال حدثنا محمد بن يزيد قال حدثنا إبراهيم ابن شريك قال حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا أبو الحارث الوراق عن بكر ابن خنيس عن محمد بن سعيد عن عبادة بن ننسى عن عبدالرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يكره في السماء أن يخطئ أبو بكر في الارض ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرويه عن بكر بن خنيس إلا أبو الحارث واسمه نصر بن حماد. قال يحيى: هو كذاب. وقال مسلم بن الحجاج: ذاهب الحديث. وقال النسائي ليس بثقة. الحديث الخامس عشر: روى هارون بن محمد المستملى عن يعلى بن الاشدق عن ابن جراد قال: " كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى بفرس فركبه ثم قال يركب هذا من كان خليفة بعدى فركبه أبو بكر الصديق ". هذا حديث موضوع. ويعلى ليس بشئ. قال البخاري: لا يكتب حديثه وقال ابن حبان: لما كبر يعلى اجتمع عليه من لا دين له فوضعوا له نسخة فحدث بها لا يحل الرواية عنه بحال. قال المصنف: وقد تركت أحاديث كثيرة يروونها في فضل أبى بكر، فمنها صحيح المعنى لكنه لا يثبت منقولا، ومنها ما ليس بشئ وما أزال أسمع العوام يقولون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما صب الله في صدري شيئا إلا وصببته في صدر أبى بكر وإذا اشتقت إلى الجنة قبلت شيبة أبى بكر، وكنت أنا وأبو بكر كفرسي رهان سبقته فاتبعني ولو سبقني لاتبعته " في أشياء ما رأينا لها اثرا في الصحيح ولا في الموضوع ولا فائدة في الاطالة بمثل هذه الاشياء.
[ 320 ]
باب في فضل عمر بن الخطاب الحديث الاول: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على قال أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال حدثنا إسحاق بن شنين الختلى قال حدثنا عمر بن إبراهيم بن خالد قال حدثنا مرحوم بن أرطبان قال حدثنا عاصم الاحول عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول من يعطى كتابه بيمينه من هذه الامة عمر بن الخطاب وله شعاع كشعاع الشمس، قيل فأين أبو بكر ؟ قال تزفه الملائكة إلى الجنات ". هذا حديث لا يصح، والمتهم به عمر ويعرف بالكردي. قال الدارقطني: كان كذابا يضع الحديث. الحديث الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال أنبأنا ابن عدى قال حدثنا على بن الحسن بن قديد قال حدثنا زكريا بن يحيى الوقاد قال حدثنا بشر بن بكر عن أبى بكر بن عبدالله بن أبى مريم عن ضمرة بن حبيب عن غضيف بن الحرث عن بلال بن رباح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو لم أبعث فيكم لبعث عمر ". قال ابن عدى وحدثنا عمر بن الحسن بن مضر الحلبي قال حدثنا مصعب بن سعد أبو خيثمة قال حدثنا عبدالله بن واقد قال حدثنا حيوة بن شريح عن بكر ابن عمرو عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله قلى الله عليه وسلم " لو لم أبعث فيكم لبعث عمر " هذان حديثان لا يصحان عن رغول الله صلى الله عليه وسلم. أما الاول: يحيى (1) كان من الكذابين الكبار. قال ابن عدى: كان يضع الحديث، وأما الثاني فقال أحمد: ويحيى (2) بن عبدالله بن (1) ليس في سند الحديث المذكور من يدعى يحيى ولعل المصنف أراد زكريا بن يحيى ويقتضى السياق أن يكون " ففيه زكريا بن يحيى ". (2) يقصد المصنف يحيى بن " معين " إذ ليس لعبدالله بن واقد ولد ضمن رجال السند المذكور. (*)
[ 321 ]
واقد ليس بشئ. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: انقلبت على مشرح صحائفه فبطل الاحتجاج به. الحديث الثالث: أنبأنا على بن عبدالله قال أنبأنا على بن أحمد البسرى قال أنبأنا أبو عبد الله بن بطة قال أنبأنا أبو على إسماعيل بن محمد الصفار قال حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنى الوليد بن الفضل الغبرى قال حدثنى إسماعيل بن عبيد بن نافع البصري عن حماد بن أبى سليمان عن إبراهيم - النجعى [ النخعي ] عن علقمة عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتانى جبريل آنفا، فقلت: يا جبريل حدثنى بفضائل عمر في السماء، فقال: يا محمد لو حدثتك بفضائل عمر في السماء ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما - ما نفذت فضائل عمر، وإن عمر حسنة من حسنات أبى بكر ". قال أحمد بن حنبل: هذا حديث موضوع ولا أعرف إسماعيل. وقال أبو الفتح الازدي: هو ضعيف. طريق آخر: أنبأنا على بن عبيدالله قال أنبأنا على بن أحمد البندار قال حدثنا عبدالله بن محمد العكبرى قال حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين قال حدثنا محمد بن عبدالحميد الواسطي قال حدثنا محمد بن رزق الله قال حدثنا حبيب بن أبى ثابت قال حدثنا عبدالله بن عامر الاسلمي عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبى ابن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان جبريل يذاكرنى أمر عمر، فقلت: يا جبريل اذكر لى فضائل عمر وما له عند الله، فقال: لو جلست معك مثل ما جلس نوح في قومه ما بلغت فضائل عمر وليبكين الاسلام بعد موتك يا محمد على عمر ". وهذا غير صحيح. قال يحيى بن معين: عبدالله بن عامر ليس بشئ. وقال ابن حبان: كان يقلب الاسانيد والمتون. (21 الموضوعات 1)
[ 322 ]
باب يجمع فضائل أبى بكر وعمر وفيه أحاديث: الحديث الاول: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي قال أنبأنا أبو الفضل بن خيرون قال أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن جعفر الخرقى قال أنبأنا أبو القاسم عمر ابن محمد بن عبيدالله الترمذي قال أنبأنا جدى (1) أبو بكر محمد بن عبيدالله بن مرزوق قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرني ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما عرج بى جبريل عليه السلام رأيت في السماء خيلا موقوفة مسرجة ملجمة لا تروث ولا تبول ولا تعرق، رؤوسها من الياقوت الاحمر، حوافيرها من الزمرد الاخضر، وأبدانها من العقبان [ العقيان ] الاصفر ذوات أجنحة، فقيل: لمن هذه ؟ فقال جبريل عليه السلام: هذه لمحبي أبى بكر وعمر يزورون الله عزوجل عليها يوم القيامة ". هذا حديث موضوع بلا شك وما يتعدى أبا القاسم الترمذي أو جده (1) وقد يدخل مثل هذا في حديث المغفلين من أهل الحديث. والله أعلم. الحديث الثاني: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا أبو محمد الحسن ابن عبدالملك بن محمد بن يوسف قال أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال قال حدثنا يوسف بن عمر الزاهد قال حدثنا محمد بن القاسم بن بنت كعب قال حدثنا على الحسن الانصاري من ولد أبى أيوب قال حدثنا مهدى بن هلال الراسبى قال حدثنا أبان بن أبى عياش عن الحسن عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تفاخرت الجنة والنار فقالت النار للجنة: أنا أعظم منك قدرا، قالت: ولم ؟ قالت: لان في الفراعنة والجبابرة والملوك (1) هو أبوه كما هو ظاهر من السياق في سند الحديث، وليس جده. (*)
[ 323 ]
وأبناءها، فأوحى الله عزوجل إلى الجنة أن قولى: بل لى الفضل إذ زيننى الله بأبى بكر وعمر ". هذا حديث موضوع وفيه محن كثيرة. أما الحسن فإنه لم يسمع من أبى هريرة وأما أبان فمتروك. وقال [ كان ] شعبة يقول: لان أزنى أحب إلى من أن أحدث عنه. وأما مهدى فقال يحيى بن سعيد: كذاب. وقال يحيى بن معين: هو من المعروفين بالكذب ووضع الحديث. وقال النسائي والدارقطني: متروك. الحديث الثالث: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا أبو سعد المالينى قال حدثنا أبو بكر محمد بن خلف بن حيان قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن إبراهيم الاشنانى قال حدثنا سرى بن المفلس قال حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن إبراهيم السكسكى عن أبى خالد عن عبدالله بن أبى أوفى قال: " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم متكئا على علي وإذا أبو بكر وعمر قد أقبلا فقال: يا أبا الحسن أحبهما فبحبهما تدخل الجنة ". هذا حديث موضوع، وهو مما وضعه الاشنانى، وقد ذكرناه آنفا وأنه كان يضع الحديث، وقد رواه مرة أخرى فركب له إسنادا آخر أنبأنا به أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال أنبأنا عبيدالله بن أبى الفتح قال حدثنا أبو بكر بن شاذان قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبدالله الاشنانى قال حدثنا سرى بن مغلس سنة إحدى وسبعين ومائتين قال حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم متكئا على على بن أبى طالب فإذا أبو بكر وعمر قد أقبلا فقال له: يا أبا الحسن أحبهما فبحبهما تدخل الجنة ". قال الخطيب: لو لم يذكر التاريخ كان أخفى لبليته وأستر لفضيحته، وذلك
[ 324 ]
لان سريا مات سنة ثلاث وخمسين ولم نعلم خلافا في ذلك. قال المصنف قلت: قد روى لنا هذا الحديث من طريق أبى هريرة لكن روايه مجهول أنبأنا به أبو منصور القزاز قال أنبأنا أحمد بن على قال أنبأنا ابن رزق قال حدثنا عبد الباقي بن قانع قال حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق الصفار قال حدثنا الحسن بن مكى قال حدثنا ابن عيينة عن أبى الزناد عن الاعرج عن أبى هريرة قال: " خرج النبي صلى الله عليه وسلم متكئا على على بن أبى طالب رضى الله عنه فاستقبله أبو بكر وعمر فقال له: يا على أتحب هذين الشيخين ؟ قال نعم يا رسول الله، قال: أحبهما تدخل الجنة ". وهذا حديث غريب من حديث أبى الزناد، وغريب من حديث سفيان تفرد به الحسن بن مكى وهو مجهول غير معروف. الحديث الرابع: أنبأنا القزاز قال أنبأنا أحمد بن على قال أنبأنا الزهري قال حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال حدثنا مسرة بن إبراهيم الخادم قال حدثنا أبو زرعة عبيدالله بن عبد الكريم الرازي سنة ثمان وستين ومائتين قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عبد العزيز ابن صهيب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى في كل جمعة مائة ألف عتيق من النار إلا رجلين فإنهما يدخلان في أمتى وليسا منهم، وإن الله لا يعتقهما في من اعتق هم مع أهل الكبائر في طبقتهم مصفدين مع عبدة الاوثان: مبغض أبى بكر وم مر، وليس هم داخلون في الاسلام وإنما هم يهود هذه الامة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا لعنة على مبغض أبى بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم ". ققال أبو بكر الخطيب: هذا الحديث كذب موضوع، والرجال المذكورون في إسناده كلهم ثقاة سوى ميسرة والحمل عليه فيه على أنه قد ذكر سماعه من أبى زرعة بعد موته بأربع سنين.
[ 325 ]
الحديث الخامس: أنبأنا أبو منصور بن خيرون قال أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن أبى الحسن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال حدثنا أحمد بن موسى بن الفضل بن معدان قال حدثنا زكريا بن دريد قال حدثنا حميد عن أنس قال: " آخا النبي صلى الله عليه وسلم بين كتفي أبى بكر وعمر، قال لهما: أنتما وزرائي في الدنيا وأنتما وزرائي في الآخرة، ما مثلى مثلكما في الجنة إلا كمثل طائر يطير في الجنة فأنا جؤجؤ الطائر، وأنتما جناحاه وأنا وأنتما نسرح في الجنة، وأنا وأنتما نزور رب العالمين، وأنا وأنتما نقعد في مجالس الجنة، فقالا له يا رسول الله وفى الجنة مجالس ؟ فقال لهما: نعم فيها مجالس ولهو، فقالا له أي شئ لهو الجنة ؟ قال لها آجام من قصب من كبريت أحمر، وحملها الدر الرطب فيخرج ريح من تحت ساق العرش يقال لها الطيبة فتثور تلك الاجسام فيخرج صوت ينسى أهل الجنة أيام الدنيا وما كان فيها ". هذا حديث موضوع وضعه زكريا بن دريد. قال أبو حاتم السبتى: كان يضع الحديث على حميد الطويل ويزعم أن له مائة وخمسا وثلاثين سنة. لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه. الحديث السادس: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي قال أنبأنا أبو محمد الحسن بن عبدالملك بن يوسف قال أنبأنا الحسن بن محمد الخلال قال حدثنا أحمد ابن إبراهيم وأحمد بن عروة قالا حدثنا الحسن بن على ح. وأنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على قال أنبأنا الازهرى قال أنبأنا أحمد ابن إبراهيم بن الحسن قال حدثنا الحسن بن على العدوى ح. وأنبانا أبو المعمر الانصاري قال أنبأنا جعفر بن أحمد السراج قال أنبأنا على بن المحسن التنوخى قال حدثنا أبو عمر بن حيويه قال حدثنا أبو سعيد العدوى وهو الحسن بن على قال حدثنا كامل بن طلحة قال حدثنا ابن لهيعة قال حدثنا سعيد بن أبى سعيد عن
[ 326 ]
أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون الله لمن أحب أبو [ أبا ] بكر وعمر، وفى السماء الثانية ثمانين ألف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر ". قال الخطيب: هذا الحديث وضعه العلوى عن كامل بن عبدالله وإنما يرويه عبد الرزاق بن منصور عن أبى عبدالله الزاهد عن ابن لهيعة وليس بمحفوظ من حديث ابن لهيعة. قال المصنف: قلت أنبأنا بحديث عبد الرزاق المبارك بن على الصوفى قال أنبانأ محمد بن المختار بن المؤيد قال أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكى قال أنبأنا عمر بن محمد السوسى قال حدثنا حمزة بن عمر البزاز قال حدثنا عبد الرزاق بن منصور بن أبان قال حدثنا أبو عبد الله الزاهد عن ابن لهيعة عن سعيد بن أبى سعيد فذكر مثل حديث كامل سواء. وقد روى لنا بهذا الاسناد على زيادة فيه أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على قال حدثنى الحسن بن أبى طالب قال حدثنا محمد بن العباس الخزان قال حدثنا أبو القاسم الحسن بن إدريس بن محمد بن شاذان القافلاوى ح. وأنبأنا على بن عبيد الله قال أنبأنا على بن أحمد البسرى قال أنبأنا أبو عبد الله بن بطة قال حدثنى أبو عيسى موسى بن محمد الفسطاطى قالا حدثنا عبد الرزاق بن منصور البندار قال حدثنا أبو عبد الله السمرقندى الراهب قال حدثنا ابن لهيعة عن سعيد بن أبى سعيد المقبرى عن أبى هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن في السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون لمن أحب أبى [ أبا ] بكر وعمر، وفى السماء الثانية ثمانون [ ثمانين ] ألف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر، ومن أحب جميع الصحابة فقد برئ من النفاق ". \ قال المصنف: قلت أبو عبد الله الزاهد م‍ ب هول وقد صنع الحسن بن على
[ 327 ]
العدوى لهذا الحديث إسنادا آخر: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد ابن على بن ثابت قال أنبأنا أحمد بن محمد بن إسحاق المقرى قال أنبأنا عمر بن إبراهيم بن كثير قال حدثنا أبو سعيد العدوى قال حدثنا طالوت بن عباد الجحدرى قال حدثنا الربيع بن مسلم القرشى عن محمد بن زياد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون الله لمن أحب أبا بكر وعمر، وفى السماء الثانية ثمانون [ ثمانين ] ألف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر ". وهذا الاسناد صحيح ورجاله كلهم ثقاة فقد أتى العدوى أمرا عظيما وارتكب أمرا قبيحا في الجرأة بوضع هذا، أعظم من جرأته في حديث ابن لعيعة. قال ابن عدى: كان العدوى يسرق الحديث ويضع الحديث كما نتهمه بل نتيقنه أنه هو يضع الحديث. وقال ابن حبان: كان يروى عن شيوخ لم يرهم ويضع على من رأى. وقال الدارقطني: متروك. الحديث السابع: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أخبرني أحمد بن عمر بن على القاضى قال أنبأنا أحمد بن على بن محمد بن الجهم قال حدثنا محمد بن جرير الطبري قال حدثنى عمر بن إسماعيل بن مجالد قال حدثنا ابن فضيل عن ابن جريج عن عطاء عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت ليلة أسرى بى في العرش فرندة خضراء فيها مكتوب بنور أبيض: لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق عمر الفاروق ". هذا حديح [ حديث ] لا يصح، والمتهم به عمر بن إسماعيل قال يحيى: ليس بشئ كذاب دجال سوء خبيث وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث.
[ 328 ]
الحديث الثامن: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا ابن عدى قال أنبأنا أحمد بن الحسن بن محمد التنيسى قال حدثنى عبدالله بن محمد بن هارون قال حدثنا إبراهيم بن عبيد التمار عن يعقوب ابن الجهم قال حدثنا محمد بن واقد عن المسعودي عن عمر مولى عفرة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من افترى على الله كذبا قتل ولا يستتاب، ومن سب قتل ولا يس تاب، ومن سب أبا بكر قتل ولا يستتاب ومن [ سب ] (1) عمر قتل ولا يستتاب، ومن سب عثمان جلد الحد، ومن سب عليا جلد الحد، قيل يا رسول الله لم فرقت بين أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ؟ قال لان الله خلقني وخلق أبا بكر وعمر من تربة واحدة وفيها ندفن ". قال ابن عدى الباقلانى: هذا من يعقوب وذكر عن مشايخه تضعيفه. طريق لبغضه: أنبأنا أبو القاسم السمرقندى قال أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين المروزى قال حدثنا أبى قال حدثنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن يوسف قال حدثنا أحمد بن سعيد الاخميمى قال حدثنا محمد بن زكريا النيسابوري قال حدثنا أحمد بن صالح قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبى اليسع عن أبى الاحوص عن عبدالله بن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كل مولود يولد يذر على سرته من تربة، فإذا طال عمره رده الله إلى تربته التى خلقه الله منها وأنا وأبو بكر وعمر خلقنا من تربة واحدة وفيها ندفن " هذا حديث لا يصح، محمد وأحمد مطعون فيهما وفيه مجاهيل منهم أبو اليسع. الحديث التاسع: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا أحمد بن محمد الضبعى قال حدثنا الحسن بن يونس قال حدثنا أبو هشام يعنى أصرم بن حوشب قال حدثنا قرة بن خالد عن (1) مكانها بياض بالاصل. (*)
[ 329 ]
الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا الاول وأبو بكر المصل [ المصلى (1) ] وعمر الثالث والناس بعدنا الاول فالاول ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى: أصرم كذاب خبيث. وقال البخاري ومسلم والنسائي: متروك. وقال ابن حبان كان يضع الحديث على الثقاة. باب في فضان عثمان بن عفان رضى الله عنه فيه أحاديث: الحديث الاول: في رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج حورا لعثمان، وقد روى ذلك عن ابن عمر وعقبة بن عامر وانس. فأما حديث ابن عمر فأنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال حدثنى عبد العزيز بن أحمد الكنانى قال أنبأنا تمام بن محمد بن عبدالله الرازي قال أنبأنا إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان قال حدثنا محمد ابن سليمان بن هشام قال حدثنا وكيع عن ابن أبى ذؤيب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما أسرى فى إلى السماء فصرت إلى السماء السابعة سقط في حجري تفاحة، فأخذتها فانفلقت، فخرج منها حوراء تقهقه فقلت لها تكلمي لمن أنت ؟ قالت: للمقتول الشهيد علمان بن عفان رضى الله عنه. وأما حديث عقبة فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا به عبدالرحمن بن محمد القزيز قال أنبأنا أحمد بن على ابن ثابت قال أنبأنا على بن أبى على البصري قال حدثنا عبدالله بن (1) والتالى للفائز من الخيل السابقة. (*)
[ 330 ]
ماهيرد الاصبهاني قال حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندى قال حدثنا عبدالله ابن سليمان بن يوسف بن يعقوب قال حدثنا الليث بن سعد وحدثنا يزيد بن أبى حبيب عن أبى الخير عن عقبة بن عامر الجهنى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما عرج بن إلى السماء دخلت جنة عدن، فأعطيت تفاحة، فلما وضعت في يدى انفلقت عن حوراء عيناء مرضية، كأن أشفار عينيها مقاديم أجنحة النسور فقلت لمن أنت ؟ قالت للخليفة المقتول ظلما عثمان بن عفان ". الطريق الثاني: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا العتيقي قال أنبأنا يوسف بن أحمد قال أنبأنا أبو جعفر العقيلى قال حدثنا محمد بن أحمد بن النضر الازدي قال حدثنا عبدالرحمن بن عفان قال حدثنا عبدالرحمن بن إبراهيم الدمشقي عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبى حبيب عن أبى الخير عن عقبة بن عامر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لما عرج بى إلى السماء دخلت جنة عدن، فوقعت في كفى تفاحة، فانفلقت عن حوراء مرضية أشفار عينيها مقاديم أجنحة النسور. فقلت لمن أنت ؟ فقالت: أنا للخليفة من بعدك المقتول عثمان بن عفان ". وأما حديث أنس فله ثلاثة طرق: الطريق الاول: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على قال أنبأنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين قال أنبأنا محمد بن عبدالله بن خلف ابن بخيت قال حدثنا أبو هشام محمد بن إبراهيم بن العباس الطائى قال حدثنا إبراهيم بن عبدالله الفارسى قال حدثنا يحيى بن شبيب السلمى قال حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دخلت الجنة فتناولت تفاحة فكسرتها فخرج منها حوراء أشفار عينيها كريش النسر، فقلت: لمن أنت ؟ فقالت: لعثمان بن عفان ".
[ 331 ]
الطريق الثاني: أنبأنا على بن عبيدالله قال أنبأنا أبو محمد الصريفينى قال حدثنا أبو حفص الكنانى قال حدثنا إبراهيم بن حبيش المعدل قال حدثنا محمد ابن السرى القنطرى قال حدثنا يحيى بن شبيب عن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دخلت الجنة فوضعت في يدى تفاحة فجعلت أقلبها في يدى، فبينا أنا أقلبها انفلقت عن حوراء مرضية كأن حاجبيها مقاديم النسور فقلت: لمن أنت ؟ فقالت للمقتول ظلما عثمان بن عفان ". الطريق الثالث: رواه العباس بن محمد العلوى عن عمار بن هارون المستملى عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس فذكره. هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما حديث ابن عمر ففيه محمد بن سليمان بن هشام. قال ابن عدى: كان يوصل الحديث ويسرقه. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال أبو بكر الخطيب: رجال الاسناد ثقاة سواه والحمل فيه عليه. وأما حديث عقبة والاصبهاني في الاسناد الاول لا يوثق به. وعبد الرحمن ابن عفان في الاسناد الثاني مجهول. وأما حديث أنس فمدار الطريقين الاولين على يحيى بن شبيب. قال ابن حبان: حدث عن الثوري بما لم يحدث به فهذا لا يجوز الاحتجاج به. وأما الطريق الثالث ففيه عباس بن محمد العلوى قال ابن حبان: يروى عن عمار بن هارون ما لا أصل له. قال وهذا الحديث شئ لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من حديث أنس ولا ثابت ولا حماد. قال العقيلى: هذا الحديث موضوع لا أصل له. قال المصنف: قلت وقد قلب هذا الحديث بعض الناس فجعله لعلى عليه السلام: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر بن ثابت قال أنبأنا الحسن
[ 332 ]
ابن أبى بكر قال أنبأنا مكرم بن أحمد بن محمد القاضى قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن على بن ماهان الرازي قال حدثنا أبو غسان محمد بن عمرو زنيج قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا جرير عن الاعمش عن عطية عن أبى سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لما أسرى بى دخلت الجنة فناولني جبريل عليه السلام تفاحه فانفلقت نصفين فخرج منها حوراء فقلت لها: لمن أنت ؟ قالت لعلى بن أبى طالب عليه السلام ". هذا حديث لا يصح وأحسبه انقلب على بعض الرواة أو أدخله بعض المتعصبين على سليم. وعطيه قد ضعفه شعبة وأحمد ويحيى. الحديث الثاني: أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا عبد الكريم بن إبراهيم بن حبان قال حدثنا الليث بن الحارث البخاري قال حدثنا عثمان بن زفر قال حدثنا محمد بن زياد عن محمد بن عجلان عن أبى الزبير عن جابر: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بجنازة رجل فلم يصل عليها فقيل له يا رسول الله ما رأيناك تركت الصلاة على أحد إلا هذا ؟ قال إنه كان يبغض عثمان أبغضه الله ". طريق آخر: أنبأنا على بن عبيدالله الزاغونى قال أنبأنا على بن أحمد البندار قال أنبأنا عبيدالله بن محمد الفقيه قال حدثنا أبو بكر أحمد بن هشام الانماطى قال حدثنا يحيى بن أبى طالب قال حدثنا أحمد بن عمران الاخنسى قال حدثنا محمد بن زياد قال حدثنا محمد بن عجلان عن أبى الزبير عن جابر قال " توفى رجل من الانصار، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرناه بجنازته فلم يصل عليه فدفناه ثم رجعنا فقلنا قد دفناه رحمه الله فلم يرحم عليه، فقلنا يا رسول الله ما أخبرناك بميت إلا صلت وترحمت عليه فما بال هذا ؟ قال إنه كافى يبغض عثمان أبغضه الله ".
[ 333 ]
الطريقان على محمد بن زياد. قال أحمد بن حنبل: هو كذاب خبيث يضع الحديث. وقال يحيى: كذاب خبيث. وقال السعدى والدارقطني: كذاب. وقال البخاري والنسائي والفلاس وأبو حاتم الرازي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة لا يحل ذكره في الكتب إلا على وجه القدح فيه. الحديث الثالث: أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال حدثنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا محمد بن داود بن دينار قال حدثنا أحمد بن محمد البصري قال حدثنا عمرو بن فايد عن موسى بن يسار عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله سيفا مغمودا في غمده مادام عثمان بن عفان حيا، فإذا قتل عثمان جرد ذلك السيف فلم يغمد إلى يوم القيامة ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه عمر بن فايد قال ابن المدايني: كان يضع الحديث. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن عدى: وكان محمد بن داود يكذب. الحديث الرابع: أنبأنا ابن ناقر وسعد الخير قالا أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا أبو محمد الجوهرى قال أنبأنا أبو عمر بن حيويه قال حدثنا أبو عمرو العثماني قال أنبأنا الحسين العجلى ح. وأنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا إسماعيل ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا أبو عمر عبدالله بن عثمان بن محمد قال أنبأنا الحسين بن عبدالله العجلى قال أنبأنا عبد العزيز بن أبى حاتم عن أبيه عن سهل بن سعد قال: " وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الجنة، فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله أفى الجنة برق ؟ قال: نعم، والذى نفسي بيده إن عثمان ليتحول من منزل إلى منزل
[ 334 ]
فتبرق له الجنة ". هذا حديث موضوع، والمتهم به الحسين بن عبيد الله. قال الدارقطني: كان يضع الحديث. الحديث الخامس: أنبأنا ابن ناصر قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا عبد الباقي بن أحمد الواعظ قال أنبأنا أبو جعفر محمد بن علان قال أنبأنا أبو الفتح الازدي الحافظ قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الخالق قال حدثنا زكريا ابن يحيى بن سعيد قال أنبأنا أحمد بن يزيد الكوفى عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي على برذون أبلق فدنوت منه وعليه عمامة من نور معتجرا بها وفى رجليه نعلان خضراوان فسلم على فرددت عليه وقلت: يا رسول الله قد اشتد شوقي إليك فأين أنت ؟ فتبادر قال إن عثمان بن عفان أصبح عروسا في الجنة وقد دعيت إلى عرسه " قال الازدي: إبراهيم بن منقوش يضع الحديث وضعا. الحديث السادس: أنبأنا ابن خيرون قال أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال حدثنا أبو يعلى قال حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا طلحة بن زيد ويقال له طلحة بن يزيد الشامي عن عبيدة بن حسان عن عطاء الكنجارانى عن جابر قال: " بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من المهاجرين فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى عثمان فاعتنقه ثم قال: أنت وليى في الدنيا والآخرة ". هذا حديث لا أصل له ولا صحة. فقال ابن حبان: طلحة لا يحل الاحتجاج بخبره، وعبيدة بن حسان يروى الموضوعات عن الثقاة فبطل الاحتجاج به. وقال أبو الفتح الازدي: عبيدة متروك الحديث. طريق آخر: أنبأنا على بن عبيدالله أنبأنا على بن أحمد أنبأنا ابن بطة حدثنى أبو محمد بن عبدالله بن جعفر حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا شبانة بن
[ 335 ]
سوار عن خارجة بن مصعب عن عبدالله الحميرى عن أبيه قال: " كنت ممن حضر عثمان فأشرف علينا ذات يوم فقال: ها هنا طلحة ؟ قال نعم. قال: نشدتك الله أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم ونحن جلوس فخرج علينا ثم سلم فقال: ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه ووليه في الدنيا والآخرة، فأخذت أنت بيد فلان وفلان بيد فلان، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدى فقال: هذا جليسى ووليى في الدنيا والآخرة ؟ قال طلحة: اللهم نعم. قال الحميرى: فعلام نقاتل رجلا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا فيه ؟ فانصرف في سبعمائة من قومه ". هذا حديث لا يصح. قال يحيى: خارجة ليس بشئ، وقال ابن حبان: كان يدلس عن الكذابين فوقع في حديثه الموضوعات. وقد رويت أحاديث في ذم عثمان: الحديث الاول: أنبأنا المبارك بن على قال أنبأنا شجاع بن فارس قال أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد الاشنانى قال أنبأنا على بن أحمد بن عمر الحمامى قال أنبأنا على بن محمد بن أبى قيس قال حدثنا أبو بكر بن عبيد القرشى قال حدثت عن كامل بن طلحة قال حدثنا ابن لهيعة قال حدثنا يزيد بن عمرو المعافرى أنه سمع أبا ثور الفهمى قال: قدمت على عثمان فصعد ابن عديس منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ألا إن عبدالله بن مسعود حدثنى أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ألا إن عثمان أضل من عيبه على فعلها [ عتبة على قفلها ] فدخلت على عثمان فأخبرته فقال: كذب والله ابن عديس ما سمعها من ابن مسعود ولا سمعها ابن مسعود من رسول الله صلى الله عليه وسلم ". هذا حديث لا نشك في أنه كذب ولسنا نحتاج إلى الطعن في الرواة وإنما هو من تخرص ابن عديس.
[ 336 ]
الحديث الثاني يشاربه إلى دم عثمان: أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو بكر البيهقى قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم قال أنبأنا أبو سعيد ابن أبى بكر بن أبى عثمان قال حدثنا زكريا بن يحيى بن حويثرة قال حدثنا محمد ابن نوح السعدى قال حدثنا م مرو بن الازهر العتكى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: " دعا رسول الله قلى الله عليه وسلم فقال: اللهم اعطف على ابن عمى على. قال فأتاه جبريل فقال: أو ليس قد فعل بك ربك ؟ قد عضدك بابن عمك على وهو سيف الله على أعدائه، وأبى بكر الصديق وهو رحمة الله في عباده. وعمر الفاروق فأعدهم [ فاعددهم ] وزراء وشاورهم في أمرك وقاتل بهم عدوك ولا يزال دينك قائما حتى يثلبه رجل من بنى أمية ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما عمر بن الازهر فقال أحمد بن حنبل: كان يضع الحديث وقال النسائي: متروك. وقال الدارقطني كذاب. وقال ابن حبان. كان يضع على الثقاة لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. وأما زكريا بن يحيى فقال يحيى: هو رجل سوء يحدث بأحاديث يستأهل أن يحفر له بئر فيلقى فيها. قال ابن عدى: كان يحدث بأحاديث في مثالب الصحابة. قال المصنف: قلت والاليق نسبة هذا الحديث إليه. باب في فضائل الثلاثة أبى بكر وعمر وعثمان فيه أحاديث: الحديث الاول: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا القاضى أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعى قال حدثنا أحمد ابن محمد القاضى قال حدثنا الاحتياطى قال حدثنا على بن جميل عن جرير بن عبدالحميد عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
[ 337 ]
وسلم: " ما في الجنة شجرة إلا مكتوب على ورقة محمد رسول الله أبو بكر الصديق عمر الفاروق عثمان ذو النورين ". اسم الاحتياطى الحسن بن عبدالرحمن بن عباد أبو على. قال أبو حاتم بن حبان: هذا باطل موضوع وعلى بن جميل كان يضع الحديث لا تحل الرواية عنه بحال. وقال أبو أحمد بن عدى: لم يأت بهذا الحديث عن جرير غير على. وعلى يحدث بالبواطيل عن ثقاة الناس فيسرق السرق. وقد سرق هذا الحديث منه رجل يقال له معروف بن أبى معروف البلخى وقد سرقه آخر، فأنبأنا محمد بن عمر الارموى قال أنبأنا أبو الحسين بن الهندي قال أنبأنا أبو أحمد الفرضى قال حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنى القاسم بن على الكوفى قال حدثنا عبد العزيز بن عمرو الخراساني عن جرير فذكره إلا الخراساني مجهول. الحديث الثاني: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على ابن ثابت قال أنبأنا محمد بن عبيدالله الحنائى قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق قال أنبأنا إسحاق بن إبراهيم الختلى قال حدثنا أبو بكر عبد الرحمن بن عنان الصوفى قال حدثنا محمد بن مجيب الصائغ قال حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليلة أسرى بى رأيت على العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق عمر الفاروق عثمان ذو النورين يقتل مظلوما ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأبو بكر الصوفى ومحمد بن مجيب كذابان، قاله يحيى بن معين. (22 الموضوعات 1)
[ 338 ]
باب في فضائل على عليه السلام فضائله الصحيحة كثيرة غير أن الرافضة لم تقنع فوضعت له ما يضع ولا يرفع وحوشيت حاشيته من الاحتجاج إلى الباطل: فاعلم أن الرافضة ثلاثة أصناف: صنف سمعوا شيئا من الحديث فوضعوا أحاديث وزادوا ونقصوا. وصنف لم يسمعوا فتراهم يكذبون على جعفر الصادق ويقولون قال جعفر: وقال فلان. والصنف الثالث: عوام جهلة يقولون: ما يريدون مما يسوغ في العقل ومما لا يسوغ. ولقد وضعت الرافضة كتابا في الفقه وسموه مذهب الامامية، وذكروا فيه ما يخرق إجماع المسلمين بلا دليل أصلا. أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك ومحمد بن ناصر الحافظان قال أنبأنا أحمد بن المظفر بن سوسن قال أنبأنا عبدالرحمن بن عبيدالله الخرقى قال أنبأنا أبو أحمد حمزة بن محمد الدهقان قال حدثنا محمد بن عيسى بن حبان المدايني قال حدثنا عيسى ابن محمد المكتب قال أنبأنا وهب بن بقية قال حدثنا محمد بن حجر الباهلى عن عبدالرحمن بن مالك بن مغول عن أبيه قال قال الشعبى: يا مالك لو أردت أن يعطونى رقابهم عبيدا أو أن يملئوا [ يملاوا ] بيتى ذهبا على أن أكذب لهم على على لفعلوا، ولكن والله لا كذبت أبدا. يا مالك إنى قد درست الاهواء كلها فلم أر قوما أحمق من الخشية (1)، لو كانوا من الدواب كانوا حمرا أو من الطير كانوا رخما. أحذركم الآراء المضلة وشرها الرافضة، أحرقهم على النار ونفاهم من البلدان، نفى عبدالله بن سبأ إلى ساباط، ونفى غيره. ومحنة الرافضة محنة اليهود قالت اليهود لا يصلح الملك إلا في آل داود. وقالت الرافضة لا تصلح الامارة إلا في آل على، وقالت اليهود لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال، (1) وردت كذلك بالأصلي في سياق كلام الشعبى ولا يدرى توجيهها إلا أن تكون (الحبشة). (*)
[ 339 ]
وقالت الرافضة لا جهاد حتى يخرج المهدى، واليهود يؤخرون صلاة المغرب حتى تشتبك القنجوم، وكذلك الرافضة، واليهود يولون عن القبلة شيئا، وكذلك الرافضة، واليهود تسدل أبوابها وكذلك الرافضة، واليهود خرقوا التوراة، وكذلك الرافضة خرقوا القرآن. واليهود يستحلون دم كل مسلم، وكذلك الرافضة. واليهود لا يرون طلاق ثلاث شيئا، وكذلك الرافضة، واليهود يبغضون جبريل ويقولون هو عدونا من الملائكة وكذلك الرافضة يقولون: غلط بالوحى، وفضلت صنف من اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين. سئلت اليهود من خير أهل ملتكم ؟ قالوا أصحاب موسى، وسئلت النصارى فقالوا: أصحاب عيسى، وسئلت الرافضة من شر أهل ملتكم، فقالوا: حوارى محمد، وأمروا بالاستغفار لهم فسبوهم. أنبأنا عبد الوهاب الحافظ قال أنبأنا ابن المظفر قال أنبأنا العتيقي قال حدثنا يوسف بن أحمد قال حدثنا العقيلى قال حدثنا أبو أسامة النصيبى قال سمعت أبا داود السجستاني يقول سمعت يحيى بن معين يقول وسئل عن العلاء بن عبدالرحمن فقال أحسن أحواله عندي أنه قيل له عند موته أن لا تستغفر الله ؟ قال لا أرجو أن يغفر الله لى، فقد وضعت في فضل على بن أبى طالب سبعين حديثا. وها نحن نذكر من مستوحش الموضوعات. الحديث الاول فيما خلق منه على بن أبى طالب: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت قال أخبرني على بن الحسن بن محمد الدقاق قال حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق قال حدثنا إبراهيم بن الحسين بن داود العطار قال حدثنا محمد بن خلف المروزى قال حدثنا موسى بن إبراهيم قال حدثنا موسى بن جعفر عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خلقت أنا وهارون بن عمران ويحيى بن زكريا وعلى بن أبى طالب من طينة واحدة "
[ 340 ]
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به المروزى قال يحيى بن معين: هو كذاب. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: كان مغفلا يلقن فيتلقن فاستحق الترك. وقد روى جعفر بن أحمد بن على بن بيان عن محمد بن عمر الطائى عن أبيه سفيان عن داود بن أبى هند عن الوليد بن عبدالرحمن عن نمير الحضرى عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خلقت أنا وعلى من نور وكنا عن يمين العرش قبل أن يخلق الله آدم بألفى عام ثم خلق الله آدم فانقلبنا في أقلاب الرجال ثم جللنا في صلب عبدالمطلب، ثم شق اسمانا من اسمه فالله محمود وأنا محمد، والله الاعلى وعلى عليا ". هذا وضعه جعفر بن أحمد وكان رافضيا يضع الحديث. قال ابن عدى: كنا نتيقن أنه يضع. الحديث الثاني: في تقدم إسلامه: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا عاصم بن الحسن قال حدثنا أبو عمر بن مهدى قال حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق قال حدثنا محمد بن سليمان الواسطي قال حدثنا مخول بن إبراهيم العبدى قال حدثنا عبدالرحمن بن الاسود عن محمد بن عبيدالله بن أبى رافع عن عبدالله ابن عبدالرحمن عن أبيه عن أبى أيوب الانصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد صلت الملائكة على على سبعين سنين، وذلك أنه لم يصل معى رجل غيره ". طريق آخر: أنبأنا أبو منصور بن خيرون قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا محمد بن دبيس قال حدثنا السرى بن يزيد قال حدثنا سهل بن صالح قال حدثنا عباد ابن عبد الصمد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلى على الملائكة وعلى على بن أبى طالب سبع سنين ولم يصعدا، ولم
[ 341 ]
ترفع شهادة أن لا إله إلا الله من الارض إلى السماء إلا منى ومن على بن أبى طالب ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الطريق الاول ففيه محمد بن عبيد الله. قال يحيى: ليس بشئ. وقال البخاري: منكر الحديث. وأما الثاني فقال ابن عدى: عباد ضعيف غال في التشيع. قال العقيلى: هو ضعيف يروى عن أنس نسخة عامتها منا كير وعامة ما يروى في فضائل على عليه السلام فقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث جدا منكره، وقد روى هذا عن على عليه السلام. أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبى الصقر قال أنبأنا أبو محمد عبدالله بن أحمد بن محمد الحرانى قال أنبأنا الحسن بن رشيق قال أنبأنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قال حدثنا أحمد بن سليمان قال حدثنا عبيدالله قال حدثنا العلاء بن صالح عن المنهال بن عمرو عن عبادة بن عبدالله الاسدي قال قال على بن أبى طالب رضى الله عنه: " أنا عبدالله وأخو رسوله وأنا الصديق الاكبر لا يقولها بعدى إلا كاذب. صليت قبل الناس سبع سنين ". وهذا موضوع والمتهم به عباد بن عبدالله. قال على بن المدينى كال ضعيف الحديث. وقال الازدي: روى أحاديث لا يتابع عليها. وأما المنهال فتركه شعبة وقال أبو بكر الاثرم: سألت أبا عبدالله عن حديث على " أنا عبدالله وأخو رسوله وأنا الصديق الاكبر " فقال اضرب عليه فإنه حديث منكر. وقد أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز قال أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكى قال أنبأنا أبو محمد ابن ماسى قال حدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن مرزوق قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن بسام قال سمعت شعبة يعنى ابن صفوان عن أجلح بن سلمة بن كهيل
[ 342 ]
عن حبة بن جوين قال سمعت عليا عليه السلام يقول: " عبدت الله عزوجل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يعبده رجل من هذه الامة خمس سنين أو سبع سنين ". وهذا حديث موضوع على على عليه السلام، أما حبة فلا يساوى حبة فإنه كذاب. قال يحيى: ليس حديثه بشئ. وقال السعدى: غير ثقة. وقال ابن حبان: كان غاليا في التشيع واهيا في الحديث. وأما الاجلح فقال أحمد: قد روى غير حديث منكر. وقال أبو حاتم الرازي: لا يحتج بحديثه. وقال ابن حبان: كان لا يدرى ما يقول. قال المصنف: قلت ومما يبطل هذه الاحاديث أنه خلاف في تقدم إسلام خديجة ويزيد وأبى بكر وأن عمر أسلم في سنة ست من النبوة بعد أربعين فكيف يصح هذا. طريق آخر لهذا الحديث بغير هذا اللفظ. أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك ومحمد بن ناصر الحافظان أنبأنا أبو على محمد ابن سعيد بن نبهان قال أنبأنا الحسن بن الحسين بن دوما قال أنبأنا أحمد بن نصر الذارع قال حدثنا صدقة بن موسى قال حدثنا زيد بن الحسين بن جعفر العلوى قال حدثنا أبى قال سمعت الفضل يقول: سمعت جعفر بن محمد يذكر عن أبيه عن آبائه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عرضت على أمتى في الميثاق في صدور الذر بأسمائهم وأسماء آبائهم، وكان أول من آمن بى وصدقني على بن أبى طالب عليه السلام فكان أول من آمن بى وصدقني حين بعثت فهذا القديق الاكبر ". هذا لا نشك أنه من عمل الذارع فإنه كان كذابا يضع الحديث. الحديث الثالث: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا حمد بن أحمد
[ 343 ]
الحداد قال حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبى حصين قال حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي قال حدثنا خالد بن خالد العبدى قال حدثنا بشر بن إبراهيم الانصاري عن نور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا على أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدى وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك فيه أحد من قريش: أولهم إيمانا وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند الله مزية يوم القيامة ". هذا حديث موضوع والمتهم به بشر بن إبراهيم. قال ابن عدى وابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة. قال المصنف: قلت وقد رواه الابزارى فزاد فيه فيروى أنه وقع إليه فغير إسناده وزاد في ألفاظه أنبأنا به يحيى بن المدبر قال أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد ابن عبد العزيز العكبرى قال أنبأنا أبو أحمد عبيدالله بن محمد بن أحمد الفرضى قال حدثنا جعفر بن الخواص قال حدثنى الحسن بن عبيدالله الابزارى قال حدثنى إبراهيم بن سعيد قال حدثنى المأمون قال حدثنى الرشيد قال حدثنى المهدى قال حدثنى المنصور قال حدثنى أبى قال حدثنى أبى قال حدثنى أبى عبدالله بن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب يقول: " كفوا عن على فلقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه خصالا لان تكون واحدة منهن في آل الخطاب أحب إلى مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهينا إلى باب أم سلمة وعلى نائم على الباب، فقلنا أردنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يخرج إليكم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فنرما [ فثرنا ] إليه فاتكأ عن على بن أبى طالب عليه السلام، ثم ضرب بيده على منكبه، ثم قال إنك مخاصم مخصم أنت أول
[ 344 ]
المؤمنين إيمانا وأعلمهم بأيام الله، وأوفاهم بعهده، وأقسمهم بالسوية، وأرفقهم بالرعية، وأعظمهم مودن [ مزية ] وأنت عضدي وغاسلى ودافني، والمتقدم إلى كل شديدة وكريهة، ولن ترجع بعدى كافرا، وأنت تتقدمني بلواء الحمد وتذودعن حوضى ثم قال ابن عباس: ولقد مات على عليه السلام بصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبسطة في العشرة وبذل للماعون وعلم التنزيل وفقه في التأويل وقتلات الاقران ". هذا حديث باطل من عمل الابزارى وكان كذابا، وقد رواه أبو بكر بن مردويه عن أبى بكر بن كامل عن على بن المبارك الربيعي عن إبراهيم بن سعيد، ولعل ابن المبارك أخذه من الابزارى. الحديث الرابع: أنبأنا أحمد بن على بن المحلى قال أنبأنا أبو القاسم على بن أحمد السرى قال أنبأنا أبو أحمد عبيدالله بن محمد بن أحمد بن أبى مسلم الفرضى قال حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن عبدالله الصولى قال حدثنا أحمد بن عمرو أبو بكر البزاز قال حدثنا عباد بن يعقوب قال حدثنا على بن هاشم بن اليزيد عن محمد بن عبيدالله بن أبى رافع عن أبيه عن جده عن أبى ذر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه: " أنت أول من آمن بى، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الاكبر، وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكافرين ". طريق آخر: أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقى قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم قال سمعت محمد بن على الاسفراينى قال حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل قال حدثنا مذكور بن سليمان قال حدثنا أبو الصلت الهروي قال حدثنا على بن هشام قال حدثنا محمد بن عبيدالله بن
[ 345 ]
أبى رافع مثله سواء، إلا أنه قال: " والمال يعسوب الظلمة ". وقد روى من طريق ابن عباس أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا إسماعيل ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال أنبأنا ابن عدى قال حدثنا على بن سعيد الرازي قال حدثنا عبدالله بن داهر بن يحيى الرازي قال حدثنى أبى عن الاعمش عن عناية الاسدي عن ابن عباس قال: " ستكون فتنة فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين: كتاب الله وعلى بن أبى طالب رضى الله عنه، فإنى سمعت رسول الله قلى الله عليه وسلم يقول وهو آخذ بيد على: هذا أول من آمن بى، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو فاروق هذه الامة، يفرق بين الحق والباطل هو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة، وهو الصديق الاكبر، وهو بابى الذى أوتى منه، وهو خليفتي من بعدى " هذا حديث موضوع. أما الطريق الاول: ففيه عباد بن يعقوب. قال ابن حبان: يروى المناكير عن المشاهير فاستحق الترك، وفيه على بن هاشم. قال ابن حبان: كان يروى عن المشاهير المناكير وكان غاليا في التشيع. قال الشيخ عباد بن يعقوب: أخرج عنه البخاري في صحيحه. وفيه محمد بن عبيدالله. قال يحيى: ليس بشئ. وأما الطريق الثاني: ففيه أبو الصلت الهروي وكان كذابا رافضيا خبيثا، فقد اجتمع عباد وأبو الصلت في روايته عن على بن هاشم، فالله أعلم أيهما سرقه من صاحبه. وقد ذكرنا على بن هاشم ومحمد بن عبيدالله. وأما طريق ابن عباس فالمتهم به عبدالله بن داهر فإنه كان غاليا في الرفض قال يحيى بن معين: ليس بشئ، ما يكتب عنه إنسان فيه خبر. الحديث الخامس: أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد الحداد قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبرى قال حدثنا عبد الرزاق عن أبيه عن مينا
[ 346 ]
عن ابن مسعود قال: " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة وفد الجن قال فتنفس فقلت ما شأنك يا رسول الله ؟ قال نعيت إلى نفسي يا ابن مسعود. قلت فاستخلف قال، من ؟ قلت أبو بكر، فسكت ثم مضى ساعة ثم تنفس. فقلت ما شأنك بأبى وأمى يا رسول الله ؟ قال: نعيت إلى نفسي قال قلت: فاستخلف. قال من ؟ قلت: على بن أبى طالب. قال: والذى نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين أكنعين ". هذا حديث موضوع والحمل فيه على مينا وهو مولى لعبد الرحمن بن عوف وكان يغلو في التشيع. قال يحيى بن معين: ليس بثقة ومن مينا العاض بظر أمه حتى يتكلم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وقال أبو حاتم الرازي: كان يكذب. الحديث السادس: أنبأنا يحيى على الطراح قال أنبأنا أبو منصور محمد بن عبد العزيز قال أنبأنا أبو أحمد عبدالله بن محمد بن محمد الفرضى قال حدثنا جعفر ابن محمد الخواص قال حدثنى الحسن بن عبيدالله الابزارى قال حدثنى إبراهيم ابن سعيد قال حدثنى المأمون قال حدثنى الرشيد عن جدى المهدى عن أبيه المنصور عن أبيه عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى عليه السلام: " أنت وارثي ". هذا حديث مما عمله الابزارى وكان كذابا. الحديث السابع: أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال حدثنا ابن عدى قال حدثنا محمد بن جعفر بن يزيد قال حدثنا إسماعيل بن عبدالله بن ميمون قال حدثنا أبو معاوية الزعفراني عبدالرحمن بن قيس قال حدثنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبى صادق عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أولكم ورودا على الحوض
[ 347 ]
أولكم إسلاما على بن أبى طالب " هذا حديث لا يصح. قال أحمد بن حنبل: أبو معاوية الزعفراني لم يكن حديثه بشئ متروك، وكذلك قال النسائي: متروك. وقال البخاري ومسلم: ذهب حديثه. وقال أبو زرعة: كذاب. وقال أبو على بن محمد: كان يضع الحديث. وقد روى هذا الحديث سيف بن محمد عن الثوري. وسيف شر من أبى معاوية. الحديث الثامن: أنبأنا أبو منصور بن خيرون قال أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان البستى قال حدثنا محمد بن سهل بن أيوب قال حدثنا عمار بن رجاء قال حدثنا عبيدالله بن موسى قال حدثنا مطر بن ميمون الاسكاف عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أخى ووزيرى وخليفتي من أهلى وخير من أترك بعدى، يقضى دينى وينجز وعودي على بن أبى طالب رضى الله عنه ". هذا حديث موضوع. قال ابن حبان: مطر بن ميمون يروى الموضوعات عن الاثبات لا تحل الرواية عنه. الحديث التاسع في أنه خير البشر: فيه عن على وابن مسعود. فأما حديث على فأنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا عبيدالله بن أبى الفتح وعلى بن أبى على قالا حدثنا محمد بن المظفر الحافظ قال حدثنا عبدالله بن جعفر الثعلبي قال حدثنا محمد بن منصور الطوسى قال حدثنا محمد بن كثير الكوفى قال حدثنا الاعمش عن عدى بن ثابت عن زر عن عبدالله عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يقل على خير الناس فقد كفر ". واما حديث ابن مسعود: أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو بكر البيهقى قال أنبأنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري قال حدثنى محمد بن على بن عبدك
[ 348 ]
الشعبى أبو أحمد الجرجاني، واسم عبدك عبد الكريم، وكان إمام أهل التشيع في زمانه، قال حدثنا على بن موسى الفقيه القمى قال حدثنا محمد بن شجاع الثلجى قال حدثنا حفص بن عمر الكوفى قال حدثنا أبو معاوية قال قال الاعمش: تريد أن أحدثك بحديث لا غبار عليه ؟ قلت نعم. قال حدثنى أبو وائل عن عبدالله قال حدثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل أنه قال لى: " يا محمد على خير البشر من أبى فقد كفر ". وأما حديث جابر فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا الحسن بن أبى طالب قال حدثنا محمد بن إسحاق بن محمد القطيعى قال حدثنى أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر العلوى صاحب كتاب النسب قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعانى قال حدنثا عبد الرزاق بن همام قال أنبأنات سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " على خير البشر فمن أبى فقد كفر ". الطريق الثاني: أنبأنا إبراهيم بن دينار الفقيه قال أنبأنا أبو على محمد بن سعيد بن نبهان قال أنبأنا أبو على الحسن بن الحسين بن دوما قال أنبأنا أحمد ابن نصر الذارع قال حدثنا صدقة بن موسى قال حدثنا أبى قال حدثنا يحيى بن يعلى قال حدثنا الاعمش عن أبى سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " على خير البشر فمن أبى فقد أبى (1) كفر ". وأما حديث أبى سعيد فأنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا الحسن بن على الاهوازي قال حدثنا معمر بن سهل قال حدثنا أحمد (1) التكرار بالاصل، ولعله من أصل السياق. (*)
[ 349 ]
ابن سالم أبو سمرة قال حدثنا شريك عن الاعمش عن عطية عن أبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " على خير البرية ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما حديث على ففيه محمد بن كثير الكوفى وهو المتهم بوضعه، فإنه كان شيعيا. وقال أحمد بن حنبل مزقنا [ حرقنا ] حديثه. وقال ابن المدينى: كتبنا عنه عجائب وخططت على حديثه. وقال ابن حبان: لا يحتج به بحال. وأما حديث ابن مسلود ففيه حفص بن عمر وليس بشئ، ومحمد بن شجاع الثلجى، وقد سبق في أول الكتاب أنه كذاب، والمتهم به الجرجاني الشيعي. وأما حديث جابر ففى الطريق الاول أبو محمد العلوى ولم يروه غيره وهو منكر الحديث، وفى الطريق الثاني الذراع، وقد ذكرنا عن الدارقطني أنه كذاب دجال. وأما حديث أبى سعيد ففيه أحمد بن سالم. قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به فإنه يروى عن الثقاة الطامات. الحديث العاشر في ذكر مدينة العلم، وفيه عن على وابن عباس وجابر. فأما حديث على رضى عنه فله خمسة طرق. الطريق الاول: أنبأنا على بن عبيدالله الزاغونى قال أنبأنا على بن أحمد البسرى قال أنبأنا أبو عبد الله بن بطة العكبرى قال حدثنا أبو على محمد بن أحمد بن الصواف قال حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبدالله البصري قال حدثنا محمد بن عمران الرومي قال حدثنا شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحى عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا دار الحكمة وعلى بابها ". الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا أحمد بن أحمد الحداد قال حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ قال أنبأنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني قال حدثنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبدالحميد بن بحر قال
[ 350 ]
حدثنا شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحى عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا دار الحكمة وعلى بابها ". الطريق الثالث: أنبأنا على بن عبيدالله قال أنبأنا على بن أحمد البسرى قال أنبأنا عبيدالله بن محمد العكبرى قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم النحوي قال حدثنا عبدالله بن ناجية قال حدثنا [ أبو ] منصور شجاع بن شجاع قال حدثنا عبدالحميد بن حبر البصري قال حدثنا شريك قال حدثنا سلمة بن كهيل عن أبى عبدالرحمن عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا مدينة الفقه وعلى بابها ". الطريق الرابع: رواه أبو بكر ابن مردويه من حديث الحسن بن محمد عن جرير عن محمد بن قيس عن الشعبى عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا دار الحكمة وعلى بابها ". الطريق الخامس: رواه ابن مردويه من طريق الحسن بن على عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أنا مدينة العلم وعلى بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب ". وأما حديث ابن عباس فله عشرة طرق: الطريق الاول: أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا الحسين بن على الصميرى قال حدثنا أحمد بن على الصميرى حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبى حصين حدثنا محمد بن عبدالله أبو جعفر الحضرمي حدثنا جعفر بن محمد البغدادي الفقيه حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أنا مدينة العلم وعلى بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب ". الطريق الثاني: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت
[ 351 ]
قال أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا عبدالله بن محمد بن عبدالله الشاهد حدثنا أبو بكر أحمد بن فاذوية الطحان حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم قال حدثنى رجاء بن سلمة حدثنا أبو معاوية الضريز [ الضرير ] عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا مدينة العلم وعلى بابها فمن أراد العلم فليأت الباب ". الطريق الثالث: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر بن ثابت قال أنبأنا على بن أبى على قال حدثنا محمد بن المظفر قال حدثنا أحمد بن عبدالله بن شابور قال حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد قال حدثنا أبو معاوية الضريز [ الضرير ] عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنا مدينة العلم وعلى بابها فمن أراد العلم فليأت الباب ". الطريق الرابع: أنبأنا على بن عبيدالله قال أنبأنا على بن أحمد بن البسرى قال أنبأنا عبيدالله بن محمد العكبرى حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا مدينة العلم وعلى بابها فمن أراد بابها فليأت عليا ". الطريق الخامس: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا أبو بكر مكرم بن أحمد بن مكرم القاضى قال حدثنا القاسم بن عبدالرحمن الانباري قال أنبأنا أبوالقلت عبد السلام بن صالح بن سليمان بن ميسرة الهروي قال حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا مدينة العلم وعلى بابها ". الطريق السادس: أنبأنا إغماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل
[ 352 ]
ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا عبدالرحمن بن سليمان بن موسى بن عدى قال أنبأنا أحمد بن سلمة أبو عمرو الجرجاني قال حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا مدينة العلم وعلى بابها فمن أراد مدينة العلم فليأتها من بابها ". الطريق السابع: أنبأنا محمد بن عبدالملك بن خيرون قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال أنبأنا ابن عدى قال حدثنا أحمد بن حفص قال حدثنا سعيد بن عقبة أبو الفتح الكوفى قال حدثنا الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا مدينة العلم وعلى بابها فمن أراد العلم فليأتها من قبل بابها ". الطريق الثامن: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا أبو سعيد العدوى حدثنا الحسن بن على بن راشد حدثنا أبو معاوية حدثنا الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا مدينة العلم، وعلى بابها فمن أراد مدينة العلم فليأتها من بابها ". الطريق التاسع: أنبأنا أبو منصور بن خيرون قال أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن أبى الحسن الدارقطني عن أبى حاتم البستى قال حدثنا الحسين بن إسحاق الاصبهاني قال حدثنا إسماعيل بن محمد بن يوسف قال حدثنا أبو عبيد القاسم ابن سلام عن أبى معاوية عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا مدينة العلم وعلى بابها، فمن أراد الدار فليأتها من قبل بابها ". الطريق العاشر: رواه أبو بكر بن مردويه من حديث الحسن بن عثمان عن محمود بن خداش عن أبى معاوية.
[ 353 ]
وأما حديث جابر فأنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا النعمان ابن بكرون البلدى ومحمد بن أحمد بن المؤمل وعبد الملك بن محمد ح. وأنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على قال أنبأنا أبو طالب يحيى بن على ابن الدسكرى قال أنبأنا أبو بكر بن المقرى قال أنبأنا أبو الطيب محمد بن عبد الصمد الدقاق قال حدثنا أحمد بن عبدالله أبو جعفر المكتب قال أنبأنا عبد الرزاق قال أنبأنا سفيان عن عبدالله بن عثمان بن خيثم عن عبدالرحمن ابن بهمان قال سمعت جابر بن عبدالله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وهو آخذ بيد على. وقال ابن عدى آخذ بضبع على " هذا أمير البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله يمد بها صوته أنا مدينة العلم وعلى بابها فمن أراد العلم وقال ابن عدى فمن أراد الدار فليأت الباب ". وقد رواه أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى المصرى عن عبد الرزاق مثله سواء، إلا أنه قال " فمن أراد الحكم فليأت الباب " هذا حديث لا يصح من جميع الوجوه. أما حديث على فقال الدارقطني: قد رواه سويد بن غفلة عن الصنابحى لم يسنده والحديث مضطرب غير ثابت وسلمة لم يسمع من الصنابحى. قال المصنف: قلت ثم في الطريق الاول محمد بن عمر الروبى. قال ابن حبان: كان يأتي عن الثقاة بما ليس من أحاديثهم لا يجوز الاحتجاج به بحال. وفى الطريق الثاني والثالث عبدالحميد بن بحر. قال ابن حبان: كان يسرق الحديث ويحدث عن الثقاة بما ليس من حديثهم لا يجوز الاحتجاج به بحال. وفى الطريق الرابع محمد بن قيس وهو مجهول. وفى الخامس مجاهيل. (23 الموضوعات 1)
[ 354 ]
وأما حديث ابن عباس ففى الطريق الاول جعفر بن محمد البغدادي وهو متهم بسرقة هذا الحديث. وفى الطريق الثاني: جابر بن سلمة وقد اتهموه بسرقته أيضا. وفى الطريق الثالث والرابع عثمان بن إسماعيل. قال يحيى بن معين: ليس بشئ كذاب خبيث رجل سوء. وقال الدارقطني متروك. وفى الطريق الخامس أبو الصلت الهروي، وقد سبق أنه كذب وهو الذى وضع هذا الحديث على أبى معاوية وسرقة منه جماعة. وفى الطريق السادس: أحمد بن سلمة. قال ابن عدى: يحدث عن الثقاة بالبواطيل ويسرق الاحاديث. وفى الطريق السابع: سعيد بن عقبة. قال ابن عدى: هو مجهول غير ثقة. وفى الطريق الثامن: أبو سعيد العدوى الكذاب صراحا الوضاع. وفى الطريق التاسع: إسماعيل بن محمد بن يوسف. قال ابن حبان. يسرق الاحاديث ويقلب الاسانيد لا يحوز الاحتحاج به. وفى الطريق العاشر: الحسن بن عثمان. قال ابن عدى: كان يضع الحديث وأما حديث جابر ففى طريقه الاول أحمد بن عبدالله المكتب. قال ابن عدى: كان يضع الحديث ى وفى طريقه الثاني أحمد بن طاهر بن حرملة. قال ابن عدى: كان أكذب الناس. قال يحيى بن معين: هذا الحديث كذب ليس له أصل. وقال ابن عدى: هذا الحديث موضوع يعرف بأبى الصلت، وقد رواه جماعة سرقوه منه. وقال أبو حاتم بن حبان: هذا خير لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس من حديث ابن عباس ولا مجاهد ولا الاعمش ولا حدث به أبو معاوية، وكل من حدث بهذا المتن إنما سرقه من أبى الصلت وإن قلب إسناده. وقد سئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: قبح الله أبا الصلت.
[ 355 ]
وقد عد الدارقطني جماعة ممن سرقه، أحدهم عمر بن إسماعيل بن مجالد، والثانى محمد بن جعفر العبدى، والثالث محمد بن يوسف شيخ لاهل الرى حدث به عن شيخ مجهول عن أبى عبيد، والرابع شيخ شامى حدث به عن هشام بن عمار عن أبى معاوية، وذكر ابن حبان خامسا، وهو عثمان بن خالد العثمان روى عن عيسى بن يونس عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس ولا يحل الاحتجاج به. وقال الدارقطني: إنما رواه عن عيسى بن يونس عثمان بن عبدالله الاموى. وقال ابن حبان: وكان يضع الحديث على الثقاة. وذكر ابن عدى سادسا فقال: وسرقه أحمد بن سلمة عن أبى الصلت فحدث به عن أبى معاوية، وكان يحدث عن الثقاة بالبواطيل. قال المصنف: قلت وقد حدثنا بسابع وهو رجاء بن سلمة وبثامن وهو جعفر ابن محمد البغدادي وبتاسع وهو أبو سعيد العدوى وبعاشر وهو ابن عقبة وكل هؤلاء رووه وحدثوا به، والحديث لا أصل له. الحديث الحادى عشر: في رد الشمس له: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا العتيقي قال حدثنا يوسف بن أحمد قال حدثنا العقيلى قال حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا عمار بن مطرح. وأنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا عبد الوهاب بن منده واللفظ له قال أنبأنا أبى قال حدثنا عثمان بن أحمد التنيسى قال حدثنا أبو أمية قال حدثنا عبدالله بن موسى قالا حدثنا فضيل ابن مرزوق عن إبراهيم بن الحسن بن الحسين عن فاطمة بنت الحسين م ن أسماء بنت عميس قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر على رضى الله عنه فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس. قالت أسما فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت ".
[ 356 ]
هذا حديث موكوع بلاشك وقد اضطرب الرواة فيه فرواه سعيد بن مسعود عن عبيدالله بن موسى عن فضيل بن مرزوق عن عبدالرحمن بن عبدالله بن دينار عن على بن الحسن عن فاطمة بنت على عن أسماء وهذا تخليط في الرواية، وأحمد بن داود ليس بشئ. قال الدارقطني: متروك كذاب. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث. وعمار بن مطر قال فيه العقيلى: كان يحدث عن الثقاة بالمناكير وقال ابن عدى: متروك الحديث. وفضيل بن مرزوق ضعفه يحيى. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات ويخطئ على الثقاة. قال المصنف: قلت وقد روى هذا الحديث ابن شاهين قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال حدثنا أحمد بن يحيى الصوفى قال حدثنا عبدالرحمن ابن شريك قال حدثنى أبى عن عروة بن عبدالله عن قشير قال: دخلت على فاطمة بنت على بن أبى طالب رضى الله عنهم فحدثتني أن أسماء بنت عميس حدثتها أن على بن أبى طالب. وكذر حديث رجوع الشمس له. وهذا حديث باطل. أما عبدالرحمن بن شريك عن أبيه، فقال أبو حاتم الرازي: هو واهى الحديث. قال المصنف: قلت و [ أما ] أنا فلا أتهم بهذا إلا ابن عقدة فإنه كان رافضيا يحدث بمثالب الصحابة. أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال حدثنا على بن محمد ابن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول: كان أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في جامع براثا يملى مثالب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال الشيخين يعنى أبا بكر وعمر فتركت حديثه لا أحدث عنه بشئ وما سمعت منه بعد ذلك شيئا. أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال حدثنا حمزة بن محمد بن
[ 357 ]
طاهر قال سئل الدارقطني وأنا أسمع عن أبى العباس بن عقدة فقال: كان رجل سوء. وقال ابن عدى: سمعت أبا بكر بن أبى غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث لانه كان يحمل شيوخنا بالكوفة على الكذب يسوى لهم نسخا، ويأمرهم أن يرووها وقد تيقنا ذلك منه في غير شيخ بالكوفة. وقد رواه ابن مردويه من حديث داود بن فراهيج عن أبى هريرة قال: " نام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأسه في حجر على بن أبى طالب رضى الله عنه، ولم يكن صلى العصر حتى غربت الشمس، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم دعا له فردت عليه الشمس حتى صلى ثم غابت ثانيه " وداود ضعيف ضعفه شعبة. قال المصنف: قلت ومن تغفيل واضع هذا الحديث أنه نظر إلى صورة فضيلة ولم يتلمح إلى عدم الفائدة، فإن صلاة العصر بغيبوبة الشمس صارت قضاء فرجوع الشمس لا يعيدها أداء. وفى الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم " إن الشمس لم تحبس على أحد إلا ليوشع ". الحديث الثاني عشر: أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال حدثنا محمد بن جعفر البغدادي قال حدثنا محمد بن سليمان بن الحارث بن عمر الابلى عن أبى ذيب وإبراهيم بن سعد ويزيد ابن عياض ومالك بن أنس قالوا حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن سعد ابن أبى وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول غير مرة لعلى رضى الله عنه: " إن المدينة لا تصلح إلا بى أو بك ". قال أبو حاتم: ليس هذا الخبر من حديث ابن المسيب، ولا من حديث الزهري ولا من حديث مالك فهو باطل. ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم قط، وحفص بن عمر كان كذابا. وقال العقيلى: حفص يحدث عن الائمة بالبواطيل.
[ 358 ]
الحديث الثالث عشر في أن النظر إلى وجهه عبادة. فيه عن أبى بكر الصديق وعثمان وابن مسعود ومعاذ وابن عباس وجابر وأبى هريرة وأنس وثوبان وعمران بن حصين وعائشة. فأما حديث أبى بكر فله طريقان: الطريق الاول: حدثنى محمد بن ناصر الحافظ وحدي قال حدثنى محمد بن على النرسى وحدي قال حدثنى أبو عبد الله محمد بن الحسنى وحدي قال حدثنى القاضى محمد بن عبدالله الجعفي وحدي قال حدثنى أبو الحسين محمد بن أحمد بن مخزوم وحدي قال حدثنى محمد بن الحسن الرقى وحدي قال حدثنى مؤمل بن إهاب وحدي قال حدثنى عبد الرزاق وحدي قال حدثنى معمر وحدي قال حدثنى الزهري وحدي عن عروة عن عائشة عن أبى بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " النظر إلى على بن أبى طالب عبادة ". الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا الحسن بن على عن الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم البستى قال: رأيت الحسن بن على بن زكريا العدوى قد حدث عن أبى الربيع الزهراني ومحمد بن عبد الاعلى الصنعانى قالا حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " النظر إلى وجه على عبادة ". وأما حديث عثمان: أنبأنا يحيى بن الحسن بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الابنوسي قال أنبأنا أبو نصر محمد بن أحمد المدابغى قال حدثنا محمد بن الحسن بن على الجرجاني حدثنا محمد بن أبى سعيد الحافظ أنبأنا أبو العباس أحمد بن هاشم الطرائفي قال حدثنى جعفر بن الحسين بن عمر الزيات حدثنا محمد بن غسان الانصاري عن يونس مولى الرشيد قال: كنت واقفا على رأس المأمون وعنده يحيى بن
[ 359 ]
أكثم القاضى فذكروا عليا وفضله، فقال المأمون سمعت الرشيد يقول سمعت المهدى يقول سمعت أبى يقول سمعت جدى يقول سمعت ابن عباس يقول: رجع عثمان إلى على رضى الله عنهما فسأل المصير إليه فصار إليه فجعل يحد النظر إليه، فقال له على: يا عثمان مالك تحد النظر إلى، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " النظر إلى على عبادة ". وأما حديث ابن مسعود فأنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا أحمد ابن أحمد قال أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ قال حدثنا أبو الهيثم أحمد بن أحمد الهمداني قال حدثنا الحسن بن خباش قال حدثنا هارون بن حاتم قال حدثنا يحيى بن عيسى الرملي عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " النظر إلى وجه على عبادة ". وأما حديث معاذ: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا على بن أحمد الوزان قال أنبأنا محمد بن إسماعيل الرازي قال حدثنا محمد بن أيوب قال حدثنا هوذة بن خليفة قال أنبأنا ابن جريج عن أبى صالح عن أبى هريرة قال: رأيت معاذ بن جبل يديم النظر إلى على بن أبى طالب عليه السلام، فقلت. ما لك تديم النظر إلى على كأنك لم تره ؟ فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " النظر إلى وجه على عبادة ". وأما حديث ابن عباس: أنبأنا محمد بن ناصر بن على بن ميمون قال أنبأنا على بن المحسن التنوخى قال أنبأنا عبدالله بن إبراهيم بن جعفر الزينبي قال حدثنا محمد بن سفيان الحنائى قال حدثنا عثمان بن يعقوب العطار قال حدثنا محمد بن محمد البصري عن الحمانى عن ابن فضيل عن يزيد بن أبى زياد عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " النظر إلى على عبادة ". وأما حديث جابر فأنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد الجريرى قال أنبأنا
[ 360 ]
أبو طالب محمد بن على العشارى قال حدثنا على بن عمر الدارقطني قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن على بن زكريا البصري قال حدثنا العباس بن بكار الضبى قال حدثنا أبو بكر الهذلى عن ابن الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " النظر إلى على عبادة ". وأما حديث أبى هريرة فأنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن على بن ميمون قال أنبأنا على بن المخنفس قال أنبأنا عبدالله بن إبراهيم قال حدثنا الحسن بن على بن زفر البصري قال أنبأنا أحمد بن عبدة قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الاعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " النظر إلى وجه على عبادة ". قال حدثنا الحسن بن على وحدثنا إسحاق بن لؤلؤ قال حدثنا عثمان قال حدثنا شعبة عن الاعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأما حديث أنس فله ثلاثة طرق: الطريق الاول: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا الحسن بن على العدوى قال حدثنا الحسن بن على بن راشد الواسطي قال حدثنا هشيم عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " النظر إلى وجه على عبادة ". الطريق الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال أنبأنا ابن عدى قال حدثنا حاجب بن مالك قال حدثنا على بن المثنى قال حدثنى عبيد الله بن موسى قال حدثنى مطر بن أبى مطر عن أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " النظر إلى وجه على عبادة ". الطريق الثالث: رواه أبو بكر بن مردويه من طريق محمد بن القاسم الاسدي عن شعبة عن قتادة عن أنس.
[ 361 ]
وأما حديث ثوبان فأنبأنا إسماعيل قال أنبأنا ابن مسعدة قال أنبأنا حمزة قال حدثنا ابن عدى قال حدثنا حاجب قال حدثنا على بن المثنى قال حدثنى الحسن بن عطية البزاز قال حدثنى يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن سالم عن ثوبان قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " النظر إلى على عبادة ". وأما حديث عمران: روى أبو بكر بن مردويه قال حدثنا أحمد بن إسحاق ابن بنجاب قال حدثنا محمد بن يونس بن موسى قال [ حدثنا ] إبراهيم بن إسحاق الجعفي قال حدثنا عبدالله بن عبد ربه العجلى قال حدثنا شعبة بن الحجاج عن قتادة عن حميد بن عبدالرحمن عن أبى سعيد الخدرى عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " النظر إلى على عبادة ". وأما حديث عائشة: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا حمد بن أحمد قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين النيسابوري قال حدثنا الحسن بن موسى النيسابوري قال حدثنا الحسين بن موسى السمسار قال حدثنا محمد بن عبدك قال حدثنا عباد بن صهيب قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " النظر إلى وجه على عبادة " هذا حديث لا يصح من جميع طرقه. فأما حديث أبى بكر قال أحد الكوفيين الغلاة في الطريق الاول سرقه فرواه والله أعلم هل هو الجعفي أو شيخه. وفى الطريق الثاني العدوى الكذاب الوضاع. قال أبو حاتم بن حبان: لا يشك عوام المحدثين أن هذا موضوع. ماروى الصديق هذا قط ولا عائشة ولا عروة ولا الزهري ولا معمر، فمن وضع مثل هذا على الزهراني والصنعانى وهما متقنا أهل البصرة فبالحرى أن تهجر رواياته، وقد كان العدوى يروى عن شيوخ لم يرهم ويضع على من رأى، ولعله قد حدث عن الثقاة بما يزيد على ألف حديث موضوعة سوى المقلوبات. وقد
[ 362 ]
ذكرنا عن ابن عدى أنه قال: عامة ما حدث به العدوى موضوعات وكنا نتيقن أنه هو الذى وضعها. وقد رواه أبو بكر بن مردويه من حديث حارثة بن أبى الرجال. قال أحمد: حارثة ليس بشئ. وقال يحيى بن معين: لا يكتب حديثه ورواه أيضا من طريق آخر فيه ضعاف ومجاهيل. وأما حديث عثمان فرواته مجاهيل. وأما حديث ابن مسعود ففيه يحيى بن عيسى. قال يحيى بن معين: ما هو بشئ ولا يكتب حديثه. وأما حديث معاذ ففيه محمد بن أيوب ولا يعرف أنه سمع من هوذة ولا روى عنه. قال ابن حبان: يروى الموضوع لا يحل الاحتجاج به. وأما حديث ابن عباس ففى الطريق الاول الحمانى. قال ابن نمير: هو كذاب. وقال أحمد بن حنبل: كان يكذب جهارا مازلنا نعرفه يسرق الاحاديث وفيه يزيد بن أبى زياد. قال ابن المبارك: [ لا ] اروبه [ أرويه ] وقال النسائي: متروك الحديث. وأما حديث جابر ففيه العدوى الكذاب وهو المذكور في حديث أبى هريرة وإنما يدلسه الرواة لانه الحسن بن على بن صالح بن زكريا بن يحيى بن صالح بن عاصم بن زفر أبو سعيد العدوى. وأما حديثا أنس ففى طريقه الاول العدوى أيضا، وفى طريقه الثاني مطر ابن أبى مطر واسم أبى مطر ميمون. قال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات لا تحل الرواية عنه، وفى الطريق الثالث الاسدي. قال أحمد: أحاديثه موضوعة. وقال الدارقطني: يكذب. وأما حديث ثوبان فإنه لم يروه غير يحيى بن سلمة بن كهيل. قال ابن نمير: ليس ممن يكتب حديثه. وقال يحيى بن معين: ليس بشئ لا يكتب حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث.
[ 363 ]
وأما حديث عمران ففيه محمد بن يونس الكديمى وقد كذبوه، ومن طريق خالد طليق وقد ضعفوه، ومن طريق فيه مجاهيل وأما حديث عائشة فلا يعرف إلا من حديث عبادة بن صهيب. وقال النسائي: هو متروك. وقال ابن حبان: يروى المناكير عن المشاهير حتى إذا سمعها المبتدى شهد لها بالوضع. الحديث الرابع عشر في سد الابواب غير بابه: فيه عن سعد بن أبى وقاص وابن عباس وزيد بن أرقم وجابر. فأما حديث سعد فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا حجاج قال حدثنا نطر عن عبدالله بن شريك عن عبدالله بن الرقيم الكنانى قال: " خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها، فقال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الابواب الشارعة في المسجد وترك باب على ". الطريق الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد ابن الصقر قال أنبأنا أبو محمد عبدالله بن أحمد الجرانى قال أنبأنا الحسن بن رشيق قال حدثنا أحمد بن شعيب النسائي قال حدثنا أحمد بن يحيى قال حدثنا على ابن قادم قال أنبأنا إسرائيل عن عبدالله بن شريك عن الحارث بن مالك قال: " أتيت مكة فلقيت سعد بن أبى وقاص فقلت: هل سمعت لعلى بن أبى طالب منقبة ؟ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودى فينا ليلا ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فلما أصبح أتاه عمه، فقال: يا رسول الله أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منا أنا بالذى أمرت بإخراجكم ولا بإسكان هذا الغلام إن الله عزوجل هو أمر به ". (1) هكذا بالاصل ولعلها مصحفة من " مطر " بن مطر. (*)
[ 364 ]
وأما حديث ابن عمر فأنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا القطيعى قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا وكيع عن هشام ابن سعد عن عمر بن راشد عن ابن عمر " أن النبي صلى الله عليه وسلم سد الابواب في المسجد إلا باب على ". وأما حديث ابن عباس فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا حمد بن أحمد قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال حدثنا أبو شعيب الحرانى قال حدثنا يحيى بن عبدالحميد قال حدثنا أبو عوانة عن أبى بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سدوا أبواب المسجد كلها إلا باب على " وفى لفظ " فسدت أبواب المسجد إلا باب على " فكان يدخل المسجد، وهو جنب وهى طريقه ليس له طريق غيره. الطريق الثاني: أنبأنا يحيى بن على بن الطراح قال أنبأنا أبو منصور محمد ابن محمد بن عبد العزيز العكبرى قال أنبأنا أبو أحمد بن عبيدالله بن محمد بن أحمد الفرضى قال حدثنا جعفر بن محمد الخواص قال حدثنى الحسن بن عبيدالله الابزازي قال حدثنى إبراهيم بن سعيد قال حدثنى المأمون قال حدثنى الرشيد قال حدثنى المهدى قال حدثنى المنصور عن أبيه عن أبيه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلى عليه السلام: " إن موسى عليه السلام سأل ربه عز وجل أن يظهر [ يطهر ] مسجده لهارون وذريته وإنى سألت الله عزوجل أن يطهر مسجدي لك ولذريتك من بعدك، ثم أرسل إلى أبى بكر أن سد بابك فاسترجع وقال فعل هذا بغيرى ؟ قيل لا، قال. سمع وطاعة فسد بابه. ثم أرسل إلى عمر سد بابك، فقال: فعل هذا بغيرى ؟ فقيل بأبى بكر، فقال لى في أبى بكر أسوة فسد بابه، ثم أرسل إلى العباس بن عبدالمطلب سد بابك، فلما سمعت فاطمة
[ 365 ]
عليها السلام بسد الابواب خرجت فجلست على بابها، ومعها الحسن والحسين عليهما السلام كأنهما الشبلان وخاض الناس في ذلك، فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: " ما أنا سددت أبوابكم، ولا فتحت باب على ولكن الله سد أبوابكم وفتح باب على ". وأما حديث زيد بن أرقم فأنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبى الصقر قال أنبأنا أبو محمد عبدالله بن أحمد الحرانى قال أنبأنا الحسن بن رشيق قال أنبأنا أحمد بن شعيب النسائي قال أنبأنا محمد بن جعفر قال حدثنا عوف بن ميمون أبى عبدالله عن زيد بن أرقم قال: " كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة إلى المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سدوا هذه الابواب إلا باب على، فتكلم في ذلك الناس: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإنى أمرت بسد هذه الابواب غير باب على فقال فيه قائلكم، والله ما سددته [ ما سددت ] ولا فتحت ولكني أمرت بشئ فاتبعته ". وأما حديث جابر فأنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأنا على أبى حفص بن بشران حدثكم أبو عبدالله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن قال حدثنا محمد بن مهدى الميمونى قال حدثنا عبد العزيز بن الخطاب قال حدثنا شعبة قال سمعت زيد بن على قال حدثنى محمد بن على أنه سمع جابر بن عبدالله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سدوا الابواب كلها إلا باب على وأومأ بيده إلى على " هذه الاحاديث كلها باطلة لا يصح منها شئ. أما حديث سعد فالطريقان على عبدالله بن شريك قال السعدى: كان كذابا، وقال ابن حبان: كان غاليا في التشيع روى عن الاثبات ما لا يشبه حديث
[ 366 ]
الثقاة، وقد رويت الطريق الاول عن عبدالله بن الرقيم، والثانية عن الحرث ابن مالك. قال النسائي: لا أعرفهما. أما حديث ابن عمر ففيه هشام بن سعد. قال يحيى بن معين: ليس بشئ. وقال أحمد: ليس هو محكم الحديث. وأما حديث ابن عباس ففى الطريق الاول أبو بلج واسمه يحيى بن سليم. قال أحمد: روى أبو بلج حديثا منكرا " سدوا الابواب " وقال ابن حبان. كان أبو بلج يخطئ. وفى تلك الطريق يحيى بن عبدالحميد. قال أحمد: كان يكذب جهارا. وأما الطريق الثانية فعمل الابزازي وكان كذابا يضع الحديث. وقد روى لنا من طريق أبى ميمونة عن عيسى الملائى عن على بن الحسين عن أبيه عن على قال مسلم بن الحجاج: أبو ميمونة اسمه سليم كان يبيع الصور. قال أبو الفتح الازدي: وعيسى الملائى تركوه وأما حديث زيد بن أرقم ففيه ميمون مولى عبدالرحمن بن سمرة. قال يحيى ابن سعيد: هو لا شئ. وأما حديث جابر فتفرد به أبو عبد الله العلوى بهذا الاسناد ولا يصح إسناده وفيه مجاهيل. فهذه الاحاديث كلها من وضع الرافضة قابلوا به [ بها ] الحديث المتفق على صحته في " سدوا الابواب إلا باب أبى بكر ". وأنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثنى أبى قال حدثنا أبو عامر قال حدثنا فليح عن سالم عن أبى النصر عن بشر بن سعيد عن أبى سعيد قال: " خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال: إن من أمن الناس على في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربى
[ 367 ]
عزوجل لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الاسلام ومودته، لا يبقى في المسجد باب إلا سد إلا باب أبى بكر ". أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين وأخرج البخاري من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سدوا عنى كل خوخة في المسجد غير خوخة أبى بكر ". وقد روى بعض المحدلفين [ المتحذلقين ] في حديث أبى بكر زيادة ولا تصح. أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزار قال أنبأنا أبو محمد الجوهرى قال أنبأنا عمر ابن أحمد الواعظ قال حدثنا الحسن بن حبيب بن عبدالملك قال حدثنا فهد بن سليمان قال حدثنا عبدالله بن صالح قال حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال سدوا هذه الابواب الشارعة في المسجد إلا باب أبى بكر، فقال الناس سدوا الابواب كلها إلا باب خليله، فقال: إنى رأيت على أبوابهم ظلمة ورأيت على باب أبى بكر نورا فكانت الآخرة أعظم عليهم من الاولى ". قال أبو بكر الخطيب: هذا وهم لان الليث كان يروى صدر هذا الحديث عن يحيى بن سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منقطعا، وكان يروى من قوله: " سدوا الابواب كلها " إلى آخره عن معاوية بن صالح منقطعا، وكان أيضا يرسل الحديثين. قال المصنف: قلت وعبد الله بن صالح هو كاتب الليث وهو الذى قد خلط الكل وهو مجروح وكذلك معاوية بن صالح مجروح. الحديث الخامس عشر: روى أبو بكر بن مردويه قال حدثنا محمد بن أحمد ابن إبراهيم قال حدثنا محمد بن يحيى حدثنا إسحاق بن الفيض قال أنبأنا سلمة بن حفص قال حدثنا أبو حفص الكندى عن كثير النواعن عطية عن أبى سعيد
[ 368 ]
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلى: " إنه لا يحل لاحد أن يجنب في هذا المسجد غيرى وغيرك " هذا حديث لا صحة له وإنما هو مبنى على سد الابواب غير بابه وفيه آفات. أما عطية فاجتمعوا على تضعيفه (1). وقال ابن حبان: كان يجالس الكلبى فيقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيروى ذلك عنه ويكنيه أبا سعيد، فيظن أنه أراد الخدرى لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب، وأما كثير النوا فضعفه الرازي والنسائي. وقال السعدى: زائغ. وقال ابن عدى: كان غاليا في التشيع مفرطا فيه. الحديث السادس عشر في أخذ محبته على البشر والشجر: حدثنا المبارك بن على الصيرفى لفظا قال أنبأنا أبو النجم بدر بن عبدالله الشيخى قال أنبأنا القاضى أبو الحسن محمد بن محمد بن عبدالله البيضاوى قال أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن عمران بن موسى المعروف بابن الجندي قال حدثنى خالي إبراهيم بن أحمد قال حدثنا الفضل بن الحباب قال أنبأنا خالد بن خداش قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: " كنا يوما مع على بن أبى طالب رضى الله عنه في السوق فرأى بطيخا فحل درهما ثم دفعه إلى بلال وقال: اذهب به فاشترى به بطيخا، فمضى ومضينا معه إلى منزله، وأتى بلال بالبطيخ فأخذ على منه واحدة فقورها ثم ذاقها فإذا مرة فقال: يا بلال خذ البطيخ فرده وائتنا بالدرهم، وأقبل حتى أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث. فلما رجع بلال قال: يا بلال إن حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لى ويده على منكى: يا أبا الحسن إن الله قد أخذ محبتك على البشر والشجر والثمر والمدر، فمن أجاب (1) قال الشيخ قوله: اجتمعوا على تضعيفه لا يصح. قال يحيى بن معين في رواية زبد ابن الهيثم: عطية العوفى ليس به بأس. (*)
[ 369 ]
إلى حبك عذب وطاب، وما لم يجب إلى حبك خبث ومر، وإنى أظن هذا البطيخ لم يجب ". هذا حديث موضوع وواضعه أبرد من الثلج، فإن أخذ المواثيق إنما يكون لما يعقل وما يتعدى الجندي. قال أبو بكر الخطيب: كان يضعف في روايته ويطعن عليه في مذهبه، سألت الازهرى عن ابن الجندي فقال: ليس بشئ. وقال العتيقي: كان يرمى بالتشيع. الحديث السابع عشر في صياح النخل بفضله: أنبأنا إبراهيم بن دينار الفقيه قال أنبأنا أبو على محمد بن سعيد بن نبهان قال أنبأنا أبو على الحسن بن الحسين ابن ردما قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن نصر الذارع قال حدثنا صدقة بن موسى قال حدثنا أبى قال حدثنا الرضى عن أبيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين بن على بن أبى طالب عن أبيه على عليه السلام قال: " خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم نمشي في طرقات المدينة إذ مررنا بنخل من نخلها صاحت نخلة بأخرى: هذا النبي المصطفى وعلى المرتضى، ثم جزناها فصاحت ثانية بثالثة: موسى وأخوه هارون، ثم جزناها فصاحت رابعة بخامسة: هذا نوح وإبراهيم، ثم جزناها فصاحت سادسة بسابعة: هذا محمد سيد المرسلين، وهذا على سيد الوصيين. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا على إنما سمى نخل المدينة صحائيا لانه صاح بفضلي وفضلك ". وهذا من أبرد الموضوعات وأقبحها، فلا رعى الله من عمله، ولا نشك أنه من عمل الذارع. وقد ذكرنا عن الدارقطني أنه قال: هو دجال كذاب. الحديث الثامن عشر في عرض الاطفال على محبته: أنبأنا ابن خيرون قال أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم البستى قال روى الحسن بن على (24 الموضوعات 1)
[ 370 ]
عن أحمد بن عبدة الضبى عن ابن عيينة عن أبى الزبير عن جابر قال: " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعرض أولادنا على [ على أولادنا ] حب على بن أبى طالب رضى الله عنه " قال أبو حاتم: هذا حديث باطل، وقد تقدم أن الحسن بن على العدوى كان يضع الحديث. الحديث التاسع عشر في أن حبه يأكل السيئات: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على الخطيب قال أخبرني أحمد بن أبى جعفر القطيعى قال حدثنا أبو القاسم عبدالله بن محمد المعدل قال أنبأنا أبو العباس أحمد بن سيبويه الموصلي قال حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا حماد بن سلمة عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حب على بن أبى طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب " قال الخطيب: رجال إسناده بعد محمد بن مسلمة كلهم معروفون ثقاة، والحديث باطل مركب عن هذا الاسناد، ومحمد بن مسلمة قد ضعفه الانكانى [ اللالكائى ] وأبو محمد الخلال جدا. الحديث العشرون في تشبيهه بالانبياء: أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو بكر البيهقى قال أنبأنا عبدالله الحاكم قال حدثنا محمد بن أحمد بن سعيد الرازي قال حدثنا محمد بن مسلمة بن وارة قال حدثنا عبيدالله بن موسى قال حدثنا أبو عمر الازدي عن أبى راشد الحبرانى عن أبى الحمرا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، ونوح في فهمه، وإبراهيم في حكمه، ويحيى بن زكريا في زهده، وموسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى على بن أبى طالب ". هذا حديث موضوع. وأبو عمر متروك. الحديث الحادى والعشرون في ذكر اسمه في القرآن: أنبأنا يحيى بن على
[ 371 ]
المدبر قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن على البادا قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال حدثنى أبو الحسن على بن عمرو الجريرى قال أنبأنا محمد بن إسماعيل الرقى قال حدثنا محمد بن عمرو الحوضى البزاز قال حدثنا موسى بن إدريس عن أبيه عن جده عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اسمى في القرآن: والشمس وضحاها، واسم على بن أبى طالب والقمر إذا تلاها، واسم الحسن والحسين: والنهار إذا جلاها، واسم بنى أمية: والليل إذا يغشاها ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله بعثنى رسولا إلى خلقه فأتيت قريشا، فقلت لهم: معاشر قريش إنى قد جئتكم بعز الدنيا وشرف الآخرة أنا رسول الله إليكم، فقالوا: كذبت لست برسول الله، فأتيت بنى هاشم فقلت لهم: معاشر بنى هاشم إنى قد جئتكم بعز الدنيا وشرف الآخرة أنا رسول الله إليكم، فقالوا لى: صدقت، فآمن بى مؤمنهم على بن أبى طالب رضى الله عنه وصدقني كافرهم فحبانى، يعنى أبا طالب، فبعث الله بلوائه فركزه في بنى هاشم، فلواء الله فينا إلى يوم القيامة، ولواء إبليس في بنى أمية إلى أن تقوم الساعة، وهم أعداء لنا وشعبهم أعداء لشعبنا ". قال الخطيب: قال لنا ابن البادا: ثم لقيت على بن عمرو الجريرى فسمعته منه. قال الخطيب: وهذا الحديث منكر جدا بل هو موضوع، وفى إسناده ثلاثة مجهولون: الحوضى وموسى بن إدريس وأبوه ولا يصح بوجه من الوجوه. الحديث الثاني والعشرون في ذكر خلافته: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا أبو الحسن العتيقي قال حدثنا يوسف بن أحمد قال حدثنا العقيلى قال حدثنا أحمد بن الحسين قال حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا سلمة ابن الفضل عن محمد بن إسحاق عن حكيم بن جبير عن الحسن بن سفيان عن
[ 372 ]
الاصبغ بن سفيان الكلبى عن عبدالملك بن مروان عن أبى هريرة عن سلمان قال: " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله إن الله لم يبعث نبيا إلا بين له من يلى بعده فهل بين لك ؟ قال: لا. ثم سألته بعد ذلك فقال: نعم على بن أبى طالب ". هذا حديث موضوع، وفيه حكيم بن جبير. قال يحيى: ليس بشئ. وقال السعدى: كذاب. وقال العقيلى: واهى الحديث، والحسن والاصبغ مجهولان، لا يعرفان إلا في هذا الحديث. وفى هذا الاسناد سلمة بن الفضل. قال ابن المدينى رمينا حديثه، وفيه محمد بن حميد وقد كذبه أبو زرعة وابن وارة، وقال ابن حبان: يتفرد عن الثقاة المقلوبات. الحديث الثالث والعشرون في ذلك أيضا: حدثت عن عبدالله بن الحسين ابن أحمد بن جعفر قال أنبأنا أبو القاسم نصر بن على الفقيه قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال حدثنا محمد بن الحسين المعروف بابن الحجحبا قال حدثنا محمد بن جعفر بن على التميمي قال حدثنا أبو محمد عبدالله بن منير الدامغاني قال حدثنا المسيب بن واضح عن محمد بن مروان عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال: " لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة وأراه الله من العجائب في كل سماء، فلما أصبح جعل يحدث الناس من عجائب ربه فكذبه من أهل مكة من كذبه وصدقه من صدقه، فعند ذلك انقض نجم من السماء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: في دار من وقع هذا النجم فهو خليفتي من بعدى. قال فطلبوا ذلك النجم فوجدوه في دار على بن أبى طالب رضى الله عنه، فقال أهل مكة: ضل محمد وغوى، وهوى إلى أهل بيته، ومال إلى ابن عمه على ابن أبى طالب رضى الله عنه، فعند ذلك نزلت هذه السورة: [ والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى ".
[ 373 ]
هذا حديث موضوع لا شك فيه، وما أبرد الذى وضعه وما أبعد ما ذكر، وفى إسناده ظلمات منها أبو صالح باذام وهو كذاب، وكذلك الكلبى ومحمد ابن مروان السدى، والمتهم به الكلبى. قال أبو حاتم ابن حبان: كان الكلبى من الذين يقولون: إن عليها لم يمت وإنه يرجع إلى الدنيا، وإن رأوا سحابة، قالوا: أمير المؤمنين فيها، لا يحل الاحتجاج به. قال المصنف قالت: والعجب من تغفيل من وضع هذا الحديث كيف رتب ما لا يصح في العقول من أن النجم يقع في دار ويثبت حتى يرى، ومن بلهه أنه وضع هذا الحديث على ابن عباس وكان العباس [ ابن عباس ] في زمن المعراج ابن سنتين فكيف يشهد تلك الحالة ويرويها. وقد سرق هذا الحديث بعينه قوم وغيروا إسناده فحدثت عن حمد بن نصر بن أحمد قال أنبأنا محمد بن الحسين ابن أحمد بن دانيار الصوفى قال أنبأنا أبو على عبدالرحمن بن محمد بن فضالة النيسابوري قال أنبأنا أبو الفضل نصر بن محمد بن يعقوب العطار قال حدثنا سليمان ابن أحمد بن يحيى بن عثمان المصرى قال حدثنا أبو قضاعة ربيعة بن محمد الطائى قال حدثنا ثوبان بن إبراهيم المصرى قال حدثنا مالك بن غسان النهشلي قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال: " انقض كوكب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " انظروا إلى هذا الكوكب، فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدى. قال: فنظرنا فإذا هو انقض في منزل على بن أبى طالب فقال جماعة من الناس: قد غوى محمد في حب على بن أبى طالب، فأنزل الله تعالى: [ والنجم إذا هوى إلى قوله وحى يوحى ] وهذا هو الحديث المتقدم إنما سرقه بعض هؤلاء الرواة فغيروا إسناده. ومن تغفيله وضعه إياه على أنس فإن أنسا لم يكن بمكة في زمن المعراج
[ 374 ]
ولا حين نزول هذه السورة، لان المعراج كان قبل الهجرة بسنة، وأنس إنما عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة. وفى هذا الاسناد ظلمات. أما مالك النهشلي فقال ابن حبان: يأتي على الثقاة بما لا يشبه حديث الاثبات، وأما ثوبان فهو أخو ذو النون المصرى ضعيف في الحديث، وأبو قضاعة منكر الحديث متروكه، وأبو الفضل العطار وسليمان بن أحمد مجهولان. الحديث الرابع والعشرون في الوصية إليه يرويه سلمان وله أربع طرق: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا أبو عبد الله الصوري قال حدثنا عبدالغنى بن سعيد قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد النرسى قال حدثنا محمد بن الحسين الاشنانى قال حدثنا إسماعيل بن موسى السدى قال حدثنا عمر بن سعد البصري عن إسماعيل بن زياد عن جرير بن عبدالحميد الكندى عن أشياخ من قومه قال: " أتينا سلمان فقلنا: من وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم من وصيه ؟ فقال: وصيى وموضع سرى، وخليفتي في أهلى، وخير من أخلف بعدى على بن أبى طالب ". الطريق الثاني: أنبأنا محمد [ بن ] ناصر قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد الواعظ حدثنا محمد بن جعفر بن علان حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين الازدي حدثنا الهيثم بن خلف حدثنا محمد بن أبى عمر الدورقى حدثنا أسود بن عامر بن شاذان حدثنا جعفر بن أحمد عن مطر عن أنس بن مالك قال: " قلت لسلمان الفارسى: سل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من وصيه ؟ فقال له سلمان: يا رسول الله من وصيك ؟ قال: من كان وصى موسى ؟ قال: يوشع بن نون. قال: فإن وصيى ووارثى، يقضى دينى وينجز موعدى وخير من أخلف بعدى على بن أبى طالب رضى الله عنه ".
[ 375 ]
الطريق الثالث: أنبأنا محمد بن أبى طاهر قال أنبأنا أبو محمد الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان قال حدثنا عبدالله بن محمود بن سليمان قال حدثنا العلاء بن عمران عن خالد بن عبيد العتكى أبى عصام عن أنس عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلى بن أبى طالب: " هذا وصيى وموضع سرى وخير من أترك بعدى ". الطريق الرابع: أنبأنا عبد الوهاب قال أنبأنا ابن بكران قال حدثنا العتيقي قال حدثنا يوسف قال حدثنا العقيلى قال حدثنا إبراهيم بن محمد قال حدثنا عبد العزيز بن الخطاب قال حدثنا على بن هاشم عن إسماعيل عن جرير بن شراحيل عن قيس بن ميناه عن سلمان قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " وصيى على ابن أبى طالب ". هذا لا يصح بالطريق الاول، ففيه إسماعيل بن زياد. قال ابن حبان: لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه، وقال الدارقطني: متروك، وقال عبدالغنى بن سعيد الحافظ: أكثر رواة هذا الحديث مجهولون وضعفاء. وأما الطريق الثاني ففيه مطر بن ميمون. قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو الفتح الازدي: متروك الحديث، وفيه جعفر، وقد تكلموا فيه. وأما الطريق الثالث ففيه خالد بن عبيد. قال ابن حبان: يروى عن أنس نسخة موضوعة لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب. قال المصنف قلت: أحد الرجلين وضع الحديث والآخر سرقه منه. وأما الطريق الرابع فإن قيس [ بن ] (1) ميناه من كبار الشيعة، ولا يتابع على هذا الحديث، وإسماعيل بن زياد قد ذكرنا القدح فيه. (1) في مكانها بياض بالاصل. (*)
[ 376 ]
الحديث الخامس والعشرون في الوصية أيضا: أنبأنا على بن عبيدالله الزاغونى قال أنبأنا أحمد بن محمد السمسار قال حدثنا عيسى بن على الوزير قال حدثنا البغوي قال حدثنا محمد بن حميد الرازي قال حدثنا على بن مجاهد قال حدثنا محمد بن إسحاق عن شريك بن عبدالله عن أبى ربيعة الايادي عن ابن بريدة عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لكل نبى وصى، وإن عليا وصيى ووارثى ". طريق آخر: أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو بكر البيهقى قال أنبأنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري قال أنبأنا محمود بن محمد أبو محمد المطوعى قال حدثنا أبو حفص محمد بن أحمد بن رازبه قال حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن عبدالله الفريانانى قال حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن شريك بن عبدالله عن أبى ربيعة الايادي عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل نبى وصيا ووارثا، وإن وصيى ووارثى على بن أبى طالب رضى الله عنه " هذا حديث لا يصح. أما الطريق الاول ففيه محمد بن حميد وقد كذبه أبو زرعة وابن وارة. وفى الطريق الثاني الفريانانى. قال ابن حبان: كان يروى عن الثقاة ما ليس من أحاديثهم، وفيه سلمة. قال ابن المدينى: رمينا حديث سلمة بن الفضل. الحديث السادس والعشرون في الوصية أيضا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا حمد بن أحمد قال حدثنا أبو نعيم الاصفهانى قال حدثنا محمد بن أحمد بن على حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون حدثنا على بن عابس عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن جندب عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أنس اسكب لى وضوءا، ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين
[ 377 ]
وسيد المرسلين وقائد الغز المحجلين وخاتم الوصيين. قال أنس: فقلت اللهم اجعله رجلا من الانصار، إذ جاء على عليه السلام. قال: من هذا يا أنس ؟ فقلت: على، فقام مستبشرا فاعتنقه ". هذا حديث لا يصح. قال يحيى بن معين: على بن عابس ليس بشئ. وقد روى هذا الحديث جابر الجعفي عن أبى الطفيل عن أنس. قال زائدة: كان جابر كذابا، وقال أبو حنيفة: ما لقيت أكذب منه. الحديث السابع والعشرون في الوصية أيضا: أنبأنا على بن عبد الواحد الدينورى قال أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال قال حدثنا الحسن بن أحمد ابن حرب قال حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوى قال حدثنا محمد بن إسحاق القرشى حدثنا إبراهيم بن عبدالله حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن محمد عن عبدالله بن الصامت عن أبى ذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أنا خاتم النبيين، كذلك على وذريته يختمون الاوصياء إلى يوم القيامة ". هذا حديث موضوع انفرد به الحسن بن محمد العنوى [ الغنوى ]. قال الحفاظ: كان رافضيا. وفيه إبراهيم بن عبدالله. قال ابن حبان: كان يسرق الحديث ويسويه ويروى عن الثقاة ما ليس من أحاديثهم واستحق الترك. الحديث الثامن والعشرون في إملائه عليه وصية: أنبأنا عبدالله بن أحمد الخلال أنبأنا على بن الحسين بن أيوب قال أنبأنا أبو على بن شاذان قال أنبأنا أبو الحسن على بن محمد بن الزبير قال حدثنا على بن الحسن بن نصال الكوفى قال حدثنا الحسين بن نصر بن مزاحم قال حدثنى أبى قال حدثنا أبوعرفجة عن عطية قال: " مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم المرض الذى توفى فيه، قال وكانت عنده حفصة وعائشة، فقال لهما: أرسلا إلى خليلي، فأرسلتا إلى أبى بكر فجاء فسلم ودخل فجلس، فلم يكن للنبى صلى الله عليه وسلم حاجة، فقام فخرج
[ 378 ]
ثم نظر إليهما فقال: أرسلا إلى خليلي، فأرسلتا إلى عمر، فجاء فسلم ودخل، فلم يكن للنبى صلى الله عليه وسلم حاجة، فقام فخرج، ثم نظر إليهما فقال: أرسلا إلى خليلي، فأرسلنا إلى على، فجاء فسلم ودخل، فلما جلس أمرهما فقامتا. قال: يا على ادع صحيفة ودواة، فأملى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب على وشهد جرير. ثم طويت الصحيفة. فمن حدثكم أنه يعلم ما في الصحيفة إلا الذى أملاها أو كتبها أو شهدها فلا تصدقوه ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو منقطع من حيث أن عطية تابعي، ثم قد ضعفه الثوري وهشيم وأحمد ويحيى، ونصر بن مزاحم قد ضعفه الدارقطني. وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى: كان نصر زائغا عن الحق مائلا وأراد بذلك غلوه في الرفض، فإنه كان غاليا وكان يروى عن الضعفاء أحاديث مناكير. الحديث التاسع والعشرون في أنه خير من تخلف بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن أبى سفيان قال حدثنا على بن سهل حدثنا عبيدالله بن موسى حدثنا مطر الاسكاف عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " على أخى وصاحبى وابن عمى وخير من أترك بعدى، يقضى دينى وينجز موعدى ". هذا حديث لا يصح، والمتهم به مطر بن ميمون قال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات لا تحل الرواية عنه. الحديث الثلاثون في أنه أحق بالخلافة من أبى بكر: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا أبو الحسن العتيقي قال حدثنا يوسف ابن الدخيل حدثنا أبو جعفر العقيلى حدثنا محمد بن أحمد الوراسنى حدثنا يحيى بن المغيرة الرازي حدثنا زافر عن رجل عن الحارث بن محمد عن أبى الطفيل عامر ابن وائلة الكنانى قال: " كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الاصوات بينهم، فسمعت عليا رضى الله عنه يقول: بايع الناس لابي بكر وأنا والله أولى
[ 379 ]
بالامر منه وأحق، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم بايع الناس عمر وأنا والله أولى بالامر منه وأحق، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذن أسمع وأطيع، إن عمر جعلني في خمسة نفر أناسا دسهم لا يعرف لى فضلا عليهم في الصلاح ولا يعرفونه لى كلنا فيه شرع سواء، وأيم الله لو أشاء أن أتكلم بما لا يستطيع عربيهم وعجميهم ولا المعاهد منهم ولا المشرك رد خصلة منها لفعلت، ثم قال: نشدتكم الله أيها النفر جميعا، أفيكم أحد له عم مثل عمى حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء ؟ قالوا: اللهم لا. قال: أفيكم أحد له أخ مثل أخى جعفر ذى الجناحين الموشى بالجوهر يطير بهما في الجنة حيث يشاء ؟ قالوا: اللهم لا. قال: أفيكم أحد له مثل سبطى الحسن والحسين سيدى شباب أهل الجنة ؟ قالوا: اللهم لا. قال: أفيكم أحد له زوجة كزوجي فاطمة ؟ قالوا: اللهم لا. قال: أفيكم أحد كان أقتل لمشركي قريش عند كل شديدة تنزل برسول الله صلى الله عليه وسلم منى ؟ قالوا: اللهم لا. قال: أفيكم أحد كان أعظم غناء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسى وبذلت له مهجة دمى ؟ قالوا. اللهم لا. قال: أفيكم أحد كان يأخذ الخمس غيرى وغير فاطمة عليها السلام ؟ قالوا: اللهم لا. قال: أفيكم أحد كان له سهم في الحاضر وسهم في الغائب ؟ قالوا: اللهم لا. فقال: أكان أحد غيرى حين سد أبواب المهاجرين وفتح بابى، فقام إليه عماه حمزة والعباس فقال [ فقالا ] يا رسول الله سددت أبوابنا وفتحت باب على ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم، بل الله فتح بابه وسد أبوابكم ؟ فقالوا: اللهم لا. قال: أفيكم أحد تمم الله نوره من السماء غيرى حين قال [ وآت ذا القربى حقه ] ؟ قالوا: الهم لا. قال: أفيكم أحد ناجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنتى عشرة
[ 380 ]
مرة غيرى حين قال الله [ يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين [ يدى ] نجواكم صدقة ] ؟ قالوا: اللهم لا. قال: أفيكم احد تولى غمض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضعته في حفرته غيرى ؟ قالوا: اللهم لا ". هذا حديث موضوع لا أصل. وزافر مطعون فيه. قال ابن حبان: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وكان [ كانت ] أحاديثه مقلوبة، ثم قد رواه عن رجل لم يسمعه ولعله الذى وضعه. قال العقيلى: وقد حدثنى به جعفر بن محمد قال حدثنا محمد بن حميد الرازي وأسقط الرجل المجهول، قال: وهذا عمل ابن حميد، والصواب ما قاله يحيى بن المغيرة عن رجل قال: وهذا الحديث لا أصل له عن على. وقد ذكرنا عن أبى زرعة وابن وارة أنهما كذبا محمد بن حميد. الحديث الحادى والثلاثون في ارتفاعه على أبى بكر في المجلس: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت قال أخبرني أبو طاهر محمد بن على بن الانباري قال حدثنا القاضى أبو الحسن محمد بن عبدالله بن محمد ابن حماد قال حدثنا الحسن بن هشام بن عمرو قال حدثنا محمد بن زكريا الغلابى ح وأنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على قال حدثنا الحسن بن الحسين النعالى قال أنبأنا أحمد بن نصر الذارع قال حدثنا صدقة بن موسى قالا حدثنا العباس بن بكار قال حدثنا عبدالله بن المثنى عن عمه ثمامة بن عبدالله عن أنس بن مالك قال: " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المجلس قد أطاف به أصحابه إذ أقبل على بن أبى طالب عليه السلام، فوقف وسلم، ونظر مجلسا استحق أن يجلس فيه، ونظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوه أصحابه أيهم يوسع له، وكان أبو بكر جالسا عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزحزح له عن مجلسه وقال: هاهنا يا أبا الحسن، فجاء فجلس بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أبى بكر. قال أنس بن مالك: فرأيت السرور في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 381 ]
ثم أقبل على أبى بكر فقال: يا أبا بكر إنما يعرف الفضل لاهل الفضل ذو و الفضل " واللفظ للغلابى. هذا حديث موضوع. قال الدارقطني: ومحمد بن زكريا الغلابى كان يضع الحديث. قال: والذارع كذاب دجال. قال المصنف قلت: والظاهر أن الغلابى وضعه وأن الذارع سرقه. وقد رواه الغلابى بإسناد آخر: أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على أنبأنا على بن طلمة [ طلحة ] بن محمد المقرى حدثنا عبدالله بن إبراهيم بن أيوب حدثنا جعفر بن على الحافظ حدثنا محمد بن زكريا الغلابى حدثنا عبيدالله بن عائشة أنبأنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: " دخل أبو بكر الصديق على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عنده ثم استأذن على بن أبى طالب فدخل، فلما رآه أبو بكر تزحزح له وتزعزع له، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: لم فعلت هذا يا أبا بكر ؟ فقال: إكراما له وإعظاما يا رسول الله، فقال: إنما يعرف الفضل لاهل الفضل ذو والفضل ". الحديث الثاني والثلاثون في ذكر الهاتف، لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا على: أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس حدثنا عيسى بن مهران حدثنا محول حدثنا عبدالرحمن بن الاسود عن محمد بن عبيدالله ابن أبى رافع عن أبيه عن جده أبى رافع قال: " كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد مع على بن أبى طالب، وكانت راية المشركين مع طلحة بن أبى طلحة فذكر الحديث. وذكر فيه أن كل من كان يحمل راية المشركين يقتله على رضى الله عنه حتى عد تسعة أنفس حملوها وقتلهم على وقتل جماعة من رؤسائهم يحمل عليهم، فقال جبريل: يا محمد هذه المواساة، فقال النبي صلى الله
[ 382 ]
عليه وسلم: أنا منه وهو منى. ثم سمعنا صائحا يصيح في السماء وهو يقول: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا على بن أبى طالب ". هذا حديث لا يصح، والمتهم به عيسى بن مهران. قال ابن عدى: حدث بأحاديث موضوعة وهو محترف في الرفض. وقد روى أبو بكر مردويه من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال: صاح صائح يوم أحد من السماء: " لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا على بن أبى طالب " قال ابن بجير [ حبان ]: يحيى بن سلمة ليس ممن يكتب حديثه. وقال يحيى بن معين: ليس بشئ. وقال النسائي: متروك الحديث. وروى ابن مردويه من حديث عمار ابن أخت سفيان عن طريق الحنظلي عن أبى جعفر محمد بن على قال: " نادى مناد من السماء يوم بدر يقال له رضوان: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا على بن أبى طالب ". قال الدارقطني: عمار متروك. الحديث الثالث والثلاثون في أنه غير دجال: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا العتيقي قال أنبأنا يوسف بن أحمد قال حدثنا العقيلى قال حدثنا على بن عبد العزيز قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا موسى بن قيس الحضرمي قال سمعت حجر بن عنبس قال: " خطب أبو بكر وعمر فاطمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هي لك يا على لست بدجال ". هذا حديث موضوع وضعة موسى بن قيس وكان من غلاة الروافض ويلقب عصفور الجنة، وهو إن شاء الله من حمير النار، وقد غمض في هذه المديحة لعلى أبا بكر وعمر. قال العقيلى: وهو يحدث بأحاديث ردية بواطيل. الحديث الرابع والثلاثون في أنه حجة الله: أنبأنا منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر بن ثابت قال أخبرني عبد العزيز بن على الوراق قال حدثنا محمد بن
[ 383 ]
إسماعيل قال حدثنا أبو الحسن محمد بن الاشعث أن أحمد الطائى قال حدثنا الحسين ابن محمد بن مصعب قال حدثنا على بن المثنى الظهرى قال حدثنا عبيدالله بن موسى قال حدثنى مطر بن أبى مطر عن أنس قال: " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عليا مقبلا فقال: أنا وهذا حجة على أمتى يوم القيامة ". هذا حديث موضوع، والمتهم بوضعه مطر. قال أبو حاتم بن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات لا تحل الرواية عنه. الحديث الخامس والثلاثون في افتخار ملكيه به: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب قال حدثنى الازهرى قال حدثنا عبيدالله بن عثمان بن يحيى قال حدثنا على بن محمد المصرى قال حدثنا عبدالرحمن ابن معاوية العتبى قال حدثنا محمد بن إبراهيم العوفى قال حدثنا أحمد بن الحكم البراجمى قال حدثنا شريك بن عبدالله عن أبى الوقاص العامري عن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عمار بن ياسر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن حافظى على بن أبى طالب ليفتخران على جميع الحفظة بكينو نتهما مع على إنهما لم يصعدا إلى الله تعالى بشئ منه سخط [ يسخط ] الله عزوجل ". قال الخطيب: وأخبرنيه على بن الحسن بن محمد بن أبى عثمان الدقاق قال حدثنا عبدالله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسى البزاز قال حدثنا جعفر بن على الحافظ حدثنا محمد بن الحمين الكوفى حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن خشيش الرواسى حدثنا أحمد بن إبراهيم العوفى عن شريك عن أبى الوضاح عن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن حافظى على بن أبى طالب ليفتخران على جميع الحفظة لكونهما معه، وذلك أنهما لم يعصدا إلى الله عزوجل بشئ يسخطه منه عليه ". قال الخطيب: وفى إسناده غير واحد من المجهولين. وقد وقع هذا الحديث
[ 384 ]
إلى أبى سعيد الحسن بن على العدوى فوثب عليه ورواه عن الحسن بن على بن راشد عن شريك عن أبى الوقاص، فمن رآه فلا يغتر به، لان أبا سعيد العدوى كان كذابا أفاكا وضاعا. قال الخطيب: وحدث هشام بن محمد بن أحمد بن على أبو محمد التيمى الكوفى بالكوفة حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد الكنانى حدثنا عبدالله بن محمد البغوي حدثنا على بن الجعد أنبأنا شريك عن أبى الوقاص العامري عن محمد ابن عمار بن ياسر عن أبيه عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن حافظى على بن أبى طالب ليفتخران على سائر الحفظة بكينو نتهما مع على ابن أبى طالب، وذلك أنهما لم يصعدا إلى الله بسخطه ". قال الخطيب: حدثنى الصوري لفظا قال حدثنا هشام بهذا الحديث قال الصوري فطالبته بإخراج أصله فوعدني بذلك ثم طالبته، فذكر أنه لم يجده، ثم راجعته، فذكر أنه أجتهد في طلبه ولم يقدر عليه، فقلت له: ولا تقدر عليه أبدا. والذى عند البغوي عن على بن الجعد محصور مشهور محفوظ لا يزاد فيه ولا ينقص منه. وسيحكم أبو جعفر من الثقاة. وأرى لك أن تخط على هذا الحديث ولا تذكره، فقال لى: أتظن بى أنى وضعته أو ركبته ؟ فقلت: هذا لا يؤمن، فسكت عنى، ثم حدث به بعد ذلك. قال الخطيب: هذا الحديث إنما يروى من طريق مظلم وهو الطريق الذى تقدم وهو حديث لا أصل له. قال المصنف قلت: وقد رواه الذارع وكان كذابا وضاعا عن صدقة بن موسى. قال يحيى: ليس صدقة بشئ. أنبأنا به عبد الوهاب بن المبارك ومحمد بن ناصر الحافظان وموهوب بن أحمد اللغوى قالوا أنبأنا أبو على محمد بن سعيد بن نبهان قال أنبأنا أبو على الحسن بن الحسين بن دوما قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن نصر بن عبدالله بن
[ 385 ]
الفتح الذارع قال حدثنا صدقة بن موسى قال حدثنا أبى قال حدثنا شريك عن أبى وقاص العامري عن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن حافظى على بن أبى طالب يفتخران على جميع الحفظة، وذلك أنهما لم يصعدا إلى الله بشئ منه يسخط الله عزوجل ". الحديث السادس والثلاثون في أن بغضه يلحق باليهود: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ قال أنبأنا بن بكران قال أنبأنا العتيقي قال أنبأنا ابن الدخيل قال حدثنا العقيلى حدثنا عبدالله بن هارون حدثنا على بن قرين حدثنا الجارود بن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات وفى قلبه بغض لعلى بن أبى طالب فليمت يهوديا أو نصرانيا ". هذا حديث موضوع، والمتهم به على بن قرين. قال العقيلى: هو وضع هذا الحديث. وقال يحيى بن معين: هو كذاب خبيث. وقال البغوي: كان يكذب. الحديث السابع والثلاثون في مشاركة إبليس في حمل من يبغضه. قد روى من حديث ابن مسعود وابن عباس. فأما حديث ابن مسعود فأنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد ابن على قال أنبأنا على بن أحمد المقرى قال حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن بكار قال حدثنا إسحاق بن محمد النخعي حدثنا أحمد بن عبدالله الغدانى حدثنا ميمون بن أبى الاسود عن الاعمش عن أبى وائل عن عبدالله قال: قال على بن أبى طالب عليه السلام: " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عند الصفا وهو مقبل على شخص في صورة الفيل وهو يلعنه فقلت من هذا الذى تلعنه يا رسول الله ؟ فقال: هذا الشيطان الرجيم، فقلت والله يا عدو الله لاقتلنك ولاريحن الامة منك، فقال: ما هذا جزائي منك، قلت (25 الموضوعات 1)
[ 386 ]
وما جزاؤك منى يا عدو الله ؟ قال: والله ما أبغضك أحد قط إلا شاركت أباه في رحم أمه ". وأما حديث ابن عباس فأنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن على ابن ثابت قال أنبأنا عبيدالله بن أحمد بن عثمان الصيرفى وأحمد بن عمر بن زوج البوشنجى قال حدثنا إسحاق بن أبى إسرائيل قال حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن مجاهد عن ابن عباس قال: " بينا نحن بفناء الكعبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا إذ خرج علينا مما يلى الركن اليماني شئ عظيم كأعظم ما يكون من الفيلة، قال: فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لعنت أو قال خزيت شك إسحاق قال: فقال على بن أبى طالب عليه السلام: ما هذا يا رسول الله ؟ قال: أو ما تعرفه يا على ؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: هذا إبليس. قال: فوثب إليه فقبض على ناصيته وجذبه فقال: يا رسول الله أقتله ؟ قال: أو ما علمت أنه قد أجل إلى يوم الوقت المعلوم. قال فتركه من يده فوقف ناحية ثم قال: مالى ولك يا ابن أبى طالب والله ما أبغضك أحد إلا وقد شاركت أباه فيه. اقرأ ما قال الله تعالى: [ شاركهم في الاموال والاولاد ] ". هذا حديث موضوع. أما حديث ابن مسعود فإنه عمل إسحاق بن محمد النخعي وهو الذى يقال له إسحاق الاحمر. قال أبو بكر الخطيب: كان إسحاق من الغلاة وإليه تنسب الطائفة المعروفة بالاسحاقية وهى ممن يعتقد في على الالهية قال وأحسب أن حديث ابن عباس سرق من هذا الحديث وركب على ذلك الاسناد. قال المصنف قلت: وهذا هو الظاهر وأن إسحاق وضع حديث ابن مسعود فسرقه ابن أبى الازهر. وقد ذكرنا عن أبى بكر بن ثابت أن ابن أبى الازهر كان يضع الاحاديث على الثقاة.
[ 387 ]
الحديث الثامن والثلاثون في محبته. فيه عن البراء وزيد بن أرقم. فأما حديث البراء فأنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قال أنبأنا أبو الحسين المبارك ابن عبد الجبار قال أنبأنا عبد الباقي بن أحمد الواعظ قال أنبأنا محمد بن جعفر بن علان قال أنبأنا أبو الفتح الازدي الحافظ قال أنبأنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا إسحاق بن إبراهيم النحوي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا شعبة عن أبى إسحاق عن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحب أن يتمسك بالقضيب الرطب الدر الذى غرسه الله بيده فليستمسك بحب على بن أبى طالب عليه السلام ". قال الازدي: كان إسحاق بن إبراهيم يضع الحديث. وأما حديث زيد أنبأنا أبو القاسم الجريرى أنبأنا أبو طالب محمد بن على بن الفتح حدثنا الدارقطني حدثنا الحسن بن على بن زكريا حدثنا الحسن ابن على بن راشد حدثنا شريك عن الاعمش عن حبيب بن أبى ثابت عن أبى الطفيل عن زيد ابن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحب أن يستمسك بالقضيب الاحمر الذى غرسه الله بيده في جنة عدن فليستمسك بحب على بن أبى طالب عليه السلام ". قال الدارقطني: ما كتبته إلا عنه. قال المصنف قلت: وهو العدوى الكذاب الوضاع ولعله سرقه من النحوي. الحديث التاسع والثلاثون في منع القطر ببغضه: أنبأنا محمد بن عبدالملك قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال حدثنا ابن عدى حدثنا الحسن بن عمار بن زياد التسترى حدثنا محمد بن حماد أبو عبد الله الطهراني حدثنا عبد الرزاق عن يعمر عن الزهري عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله منع قطر المطر بنى إسرائيل بسوء رأيهم في أنبيائهم، وإنه يمنع قطر مطر هذه الامة ببغضهم على بن أبى طالب عليه السلام ".
[ 388 ]
قال ابن عدى: هذا عندي وضعه الحسن بن على الطهراني وكان يضع الحديث. والطهراني صدوق. وقال عبدان: الحسن كذاب. الحديث الاربعون في حمله راية رسول الله صلى الله عليه وسلم في القيامة. فيه عن أنس وجابر بن سمرة. فأما حديث أنس رضى الله عنه فأنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا حمد بن أحمد قال أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله حدثنا محمد بن حميد حدثنا على بن سراج المصرى حدثنا محمد بن فيروز حدثنا أبو عمرو لا هز بن عبدالله حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه قال حدثنا أنس بن مالك قال: " بعثنى النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبى برزة الاسلمي فقال له وأنا أسمع: يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلى عهدا في على بن أبى طالب، فقال: إنه رائد الهدى ومنار الايمان وإمام أوليائي يا أبا برزة على بن أبى طالب أمينى عدا [ غدا ] في القيامة وصاحب رايتى يوم القيامة، على مفاتيح خزائن رحمة ربى " وأما حديث جابر فأنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا على بن الحسن بن خلف حدثنا نصر بن داود بن طوق حدثنا عبد العزيز بن الخطاب حدثنا ناصح بن عبدالله المحلمى عن سماك عن جابر بن سمرة قال: " قالوا يا رسول الله من يحمل رايتك يوم القيامة ؟ قال الذى حملها في الدنيا على بن أبى طالب عليه السلام ". أما الحديث الاول فقال أبو بكر الخطيب: لم أر للاهز غير هذا. وقال أبو الفتح الازدي: لا هز غير ثقة ولا مأمون وهو أيضا مجهول. وقال ابن عدى: لاهز مجهول يروى عن الثقاة المناكير روى هذا الحديث الباطل في فضل على والبلاء منه. وأما حديث جابر فقال يحيى: ناصح ليس بثقة، وقال مرة: ليس بشئ.
[ 389 ]
وقال الفلاس: متروك الحديث. وقال ابن حبان: يتفرد بالمناكير عن المشاهير. وقال أبو أحمد بن عدى: هو من متشيعي الكوفة روى حديث الراية وهو غير محفوظ. وقد روى أبو بكر بن مردويه هذا الحديث من طرق ليس فيها ما يصح. والعجب من حافظ الحديث كيف يروى ما يعلم أنه باطل، ولا يبين ما يعلمه. إن هذا لخيانة للشرع. وقد ذكرنا في كتاب العلل المتناهية من حديث عيسى بن عبدالله بن عمر بن على بن أبى طالب عن أبيه عن جده عن على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " معك لواء الحمد وأنت تحمله ". وذكرنا عن ابن حبان أنه قال عيسى يروى عن آبائه أشياء موضوعة. الحديث الحادى والاربعون في ورود رايته على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة: أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قال أنبأنا محمد بن على بن ميمون أنبأنا أبو عبد الله محمد بن على الحسنى حدثنا القاضى محمد بن عبدالله الجعفي حدثنا الحسين بن محمد بن الفرزدق حدثنا الحسن بن على بن بزيع حدثنا يحيى ابن حسن بن فرات القزاز حدثنا أبو عبد الرحمن المسعودي وهو عبدالله بن عبدالملك عن الحارث بن حصيرة عن صخر بن الحكم الفزارى عن حبان بن الحارث الازدي عن الربيع بن جميل الضبى عن مالك بن ضمرة الرواسى عن أبى ذر الغفاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ترد على الحوض راية على أمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبياض وجهه ووجوه أصحابه فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدى ؟ فيقولون: تبعنا الاكبر وصدقناه وآزرنا الاصغر ونصرناه وقاتلنا معه، فأقول ردوا روا مروين [ ردوا مرتين ] فيشربون شربة لا يظمئون بعدها أبدا. وجه إمامهم كالشمس الطالعة ووجوههم كالقمر ليلة البدر أو كأضوإ نجم في السماء ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسناده مظلم، وفيه مجاهيل لا يعرفون ومخرجه من الكوفة.
[ 390 ]
الحديث الثاني والاربعون في إنفاد أترجة إليه من الجنة: أنبأنا إبراهيم بن دينار الفقيه قال أنبأنا أبو على بن نبهان قال أنبأنا الحسن بن الحسين بن دوما قال أنبأنا أحمد بن نصر الذارع قال حدثنا صدقة بن موسى قال حدثنا سلمة ابن شبيب حدثنا عبد الرزاق حدثنا يعمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن ابن عباس قال: " قتل على بن أبى طالب عمرو بن ود ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم كبر وكبر المسلمون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اعط على بن أبى طالب فضيلة لم تعطها أحدا قبله ولا تعطها أحدا بعده، فهبط جبريل عليه السلام ومعه أترجة من الجنة. فقال إن الله عزوجل يقرأ عليك السلام ويقول لك حيى بهذه على بن أبى طالب، فدفعها إليه فانفلفت في يده فلقتين، فإذا فيها حريرة بيضاء مكتوب فيها سطرين بصفرا: تحية من الطالب الغالب إلى على بن أبى طالب ". هذا حديث لا نشك في وضعه وأن واضعه الذارع. قال الدارقطني: هو كذاب دجال. الحديث الثالث والاربعون في ذكر عن الحسن والحسين عليهما السلام: أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبى نصر الحميدى قال أنبأنا أبو على الحسن بن عبدالرحمن البيع قال أنبأنا أبو القاسم عبيدالله بن محمد السقطى قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق أنبأنا عبدالله بن ثابت حدثنا أبى عن الهذيل بن حبيب عن أبى عبدالله السمرقندى عن محمد بن كثير الكوفى عن الاصبغ بن نباتة قال: " مرض الحسن والحسين رضى الله عنهما فعادهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فقال عمر لعلى: يا أبا الحسن، انذر إن عافا الله عزوجل ولديك أن تحدث لله عزوجل شكرا. فقال على رضى الله عنه: إن عافا الله عزوجل ولدى صمت لله ثلاثة أيام شكرا، وقالت فاطمة مثل ذلك، وقالت جارية لهم سوداء نوبية: إن عافا الله سيدى صمت مع موالى ثلاثة أيام،
[ 391 ]
فأصبحوا قد مسح الله ما بالغلامين وهم صيام وليس عندهم قليل ولا كثير، فانطلق على رضى الله عنه إلى رجل من اليهود يقال له جار بن شمر اليهودي فقال: له أسلفني ثلاثة آصع من شعير، وأعطني جزة صوف يغزلها لك بيت محمد صلى الله عليه وسلم، قال فأعطاه فاحتمله على تحت ثوبه ودخل على فاطمة رضى الله عنها وقال: دونك فاغزلى هذا، وقامت الجارية إلى صاع من الشعير فطحنته وعجنته فخبزت منه خمسة أقراص وصلى على عليه السلام المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجع فوضع الطعام بين يديه وقعدوا ليفطروا وإذا مسكين بالباب يقول: يا أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين على بابكم أطعموني أطعمكم الله على موائد الجنة، قال: فرفع على يده ورفعت فاطمة والحسين، وأنشأ يقول: يا فاطمة ذات السداد واليقين * أما ترى البائس المسكين قد جاء إلى الباب له حنين * يشكو إلى الله ويستكين حرمت الجنة على الضنين * يهوى إلى النار إلى سجين فأجابته فاطمة: أمرك يا ابن عم سمع طاعه * مالى من لوم ولا وضاعه أرجو إن أطعمت من مجاعه فدفعوا الطعام إلى المسكين. وذكر حديثا طويلا من هذا الجنس في كل يوم ينشد أبياتا وتجيبه فاطمة بمثلها من أرك الشعر وأفسده مما قد نزه الله عزوجل ذينك الفضيحتين [ الفصيحين ] عن مثله وأجلهما في إحالة الطفلين بإعطاء السائل الكل، فلم أر أن أطيل بذكر الحديث لركاكته وفظاعة ما حوى، وفى آخره أن النبي صلى الله عليه وسلم علم بذلك فقال: " اللهم أنزل على آل محمد كما أنزلت على مريم، ثم قال: ادخلي مخدعك، فدخلت. فإذا جفنة تفور مملوءة
[ 392 ]
ثريدا وعرافا [ غرافا ] مكللة بالجوهر، وذكر من هذا الجنس ". وهذا حديث لا يشك في وضعه ولو لم يدل على ذلك إلا الاشعار الركيكة والافعال التى يتنزه عنها أولئك السادة. قال يحيى بن معين: أصبغ بن نباتة لا يساوى شيئا. وقال أحمد بن حنبل: حرقنا حديث محمد بن كثير. وأما أبو عبد الله السمرقندى فلا يوثق به. الحديث الرابع والاربعون في معانقة الرسول له عند موته: أنبأنا محمد بن عمر الارموى قال أنبأنا عبد الصمد بن المأمون قال أنبأنا على بن عمر الدارقطني حدثنا الحسن بن محمد بن بشر البجلى حدثنا على بن الحسين بن عقبة حدثنا الحسين ابن أبان حدثنا عبدالله بن مسلم الملائى عن أبيه عن إبراهيم عن علقمة والاسود عن عائشة قالت: قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيتها لما حضره الموت: " ادعوا إلى حبيبي، فدعوت له أبو [ أبا ] بكر، فنظر إليه ثم وضع رأسه ثم قال: ادعوا إلى حبيبي، فدعوا له عمر، فلما نظر إليه وضع رأسه ثم قال: ادعوا إلى حبيبي، فقلت: ويلكم ادعوا له على بن أبى طالب فوالله ما يريد غيره، فلما رآه فرد الثوب الذى كان عليه ثم أدخل [ أدخله ] فيه فلم يزل محتصنه حتى قبض ويده عليه ". قال الدارقطني: متروك. وفى الصحيح عن عائشة: " قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحرى ". الحديث الخامس والاربعون في تخصيصه برؤية عورة الرسول عليه السلام: أنبأنا سعد الخير بن محمد قال أنبأنا محمد بن أبى نصر الحميدى قال أنبأنا عبدالرحيم ابن أحمد البخاري قال أنبأنا عبدالغنى بن سعيد الحافظ حدثنا أبو الحسن على ابن عبدالله بن الفضل التميمي أن عبدالله بن زيدان حدثهم حدثنا هارون بن أبى بردة حدثنى أخى حسين عن يحيى بن يعلى عن عبدالله بن موسى عن الزهري
[ 393 ]
عن السائب بن يزيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن [ لن ] يرى تجردتي أو عورتى إلا على ". هذا حديث موضوع، والمتهم به عبدالملك بن موسى وهو عمير بن موسى الوجيهى. قال المصنف: قلب الراوى اسمه لاجل ضعفه كذلك قال الدارقطني. قال المصنف: قلت وهذا من المحن العظيمة التى قد زل فيها كثير من المحدثين تدليس الضعيف والمجروح، وهذه حيلة عظيمة على الشرع، لانه إذا لم يعرف أحسن الظن به فعمل بروايته. قال يحيى بن معين: عمير بن موسى ليس بثقة. وقال النسائي والدارقطني: متروك. وقال ابن عدى: هو في عداد من يضع الحديث متنا وإسنادا. الحديث السادس والاربعون في وفاة على عليه السلام: أنبأنا عبد الوهاب قال أنبأنا محمد بن المظفر قال أنبأنا أحمد بن عمبر العتيقي قال حدثنا يوسف بن الدخيل حدثنا أبو جعفر العقيلى حدثنا محمد بن مرداس حدثنا محمد بن بكير الحضرمي حدثنا جعفر بن سليمان عن محمد بن على الكوفى عن سعد الاسكاف عن أصبغ بن نباتة قال قال على رضى الله عنه: " إن خليلي حدثنى أنى أضرب لسبع عشرة تمضى من رمضان وهى الليلة التى رفع فيها عيسى ". هذا حديث موضوع. فأما أصبغ فقال يحيى: لا يساوى شيئا، قال ولا يحل لاحد أن يروى عن سعد الاسكاف. قال ابن حبان: كان سعد يضع الحديث على الفور. الحديث السابع والاربعون في ذكر ركوبه يوم القيامة: أنبأنا عبدالرحمن ابن محمد قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا عبيدالله بن محمد بن عبيدالله النجار حدثنا محمد بن المظفر حدثنا عبد الجبار بن أحمد بن عبيدالله السمسار
[ 394 ]
حدثنا على بن المثنى الظهرى حدثنا زيد بن الحباب حدثنا عبدالله بن لهيعة حدثنا جعفر بن ربيعة عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما في القيامة راكب غيرنا نحن أربعة، فقام إليه عمه العباس فقال ومن هم يا رسول الله ؟ قال أما أنا فعلى البراق، وجهها كوجه الانسان وخدها كخد الفرس وعرفها من لؤلؤ وأذناها زبرجدتان خضراوان وعيناها مثل كوكب الزهرة تتقدان مثل النجمين المضينين [ المضيئتين ] لهما شعاع مثل شعاع الشمس بلقاء محجلة تضئ مرة وتنمى أخرى يتحدر من نحرها مثل الجمان مضطربة في الحلق. أدنى ذنبها مثل ذنب البقرة. طويلة اليدين والرجلين ؟ أظلافها كأظلاف الهر من زبرجد أخضر تجد في مسيرها، ممرها كالريح، وهى مثل السحابة لها نفس كنفس الآدميين تسمع الكلام وتفهمه، وهى فوق الحمار ودون البغل. قال العباس: ومن يا رسول الله ؟ قال وأخى صالح على ناقة الله التى عفروها [ عقرها ] قومه. قال العباس: ومن ؟ قال عمى حمزة بن عبدالمطلب أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء على ناقتي. قال العباس: ومن يا رسول الله ؟ قال وأخى على على ناقة من نوق الجنة زمامها من لؤلؤ رطب عليها محمل من ياقوت على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا ما من ركن إلا وفيه ياقوتة حمراء تضئ للراكب المخب عليه حلتان وبيده لواء الحمد، وهو ينادى: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فتقول الخلائق: ما هذا إلا نبى مرسل أو ملك مقرب، فينادى مناد من بطنان العرش: ليس هذا نبيا ولا ملكا مقربا ولا حامل عرش هذا على بن أبى طالب وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ". طريق آخر: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو الوليد الحسن بن محمد الزربندى أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ أنبأنا محمد بن نصر بن خلف وخلف بن محمد بن إسماعيل قال حدثنا
[ 395 ]
أبو عثمان سعيد بن سليمان حدثنا أبو الطيب حاتم بن منصور الحنظلي حدثنا المفضل بن سليم عن الاعمش عن عباية الاسدي عن الاصبغ بن نباتة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس في القيامة ركب غيرنا نحن أربعة، قال فقام إليه عمه العباس فقال له: فداك أبى وأمى أنت ومن ؟ [ فقال ] أما أنا فعلى دابة الله البراق، وأما أخى صالح فعلى ناقة الله التى عقرت، وعمى حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخى وابن عمى وصهري على بن أبى طالب رضى الله عنه على ناقة من نوق الجنة مدبجة الظهر رجلها [ رحلها ] من زمرد أخضر مضبب بالذهب الاحمر، رأسها من الكافور الابيض وذنبها من العنبر الاشهب وقوائمها من المسك الاذفر وعنقها من لؤلؤ عليها قبه من نور الله، باطنها عفو الله وظاهرها رحمة الله، بيده لواء الحمد فلا يمر بملا من الملائكة إلا قالوا: هذا ملك مقرب أو نبى مرسل أو حامل عرش رب العالمين، فينادى مناد من لدنان العرش أو قال من بطنان العرش: ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حامل عرش رب العالمين. هذا على بن أبى طالب عليه السلام أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين إلى جنان رب العالمين، أفلح من صدقه وخاب من كذبه، فلو أن عابدا عبدالله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتى يكون كالشن البالى، ولقى الله مبغضا لآل محمد أكبه الله على منخره في نار جهنم ". هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما الطريق الاول فابن لهيعة ذاهب الحديث، كان يحيى بن سعيد لا يراه شيئا، وضعفه يحيى ابن معين وكان يدلس عن ضعفاء. وأما الطريق الثاني فقال أبو بكر الخطيب: رجاله فيهم غير واحد مجهول وآخرون معروفون بغير الثقة، والمفضل في عداد المجهولين، وأما الاصبغ فقال يحيى لا يساوى شيئا. الحديث الثامن والاربعون في صعوده على المنبر يوم القيامة: أنبأنا
[ 396 ]
الجريرى أنبأنا العشارى حدثنا الدارقطني حدثنا أبو العباس أحمد بن على المرهبى حدثنا إسماعيل بن موسى حدثنا على بن يزيد الذهلى حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة نصب لى منبر طوله ثلاثون ميلا، ثم ينادى مناد من بطنان العرش: أين محمد ؟ فأجيب، فيقال لى ارق، فأكون أعلاه. قال: ثم ينادى الثانية: أين على بن أبى طالب ؟ فيكون دوني فيرقاه، فيعلم جميع الخلائق أن محمدا سيد المرسلين، وأن عليا سيد المؤمنين. قال أنس بن مالك: فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله من يبغض عليا بعد هذا ؟ فقال: يا أخار الانصار لا يبغضه من قريش إلا شقى ولا من الانصار إلا يهودى، ولا من العرب إلا دعى، ولا من سائر الناس إلا شقى ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعلى بن يزيد مجهول، والمتهم به إسماعيل بن موسى كان غاليا في التشيع، وكان أبو بكر بن أبى شيبة يسميه الفاسق. الحديث التاسع والاربعون في ذكر كسوته يوم القيامة: أنبأنا أبو القاسم الجريرى أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا الدارقطني حدثنا محمد بن أحمد بن أبى الثلج حدثنا سلمان بن توبة أخبرني محمد بن الحجاج حدثنا الحكم بن ظهير عن ميسرة بن حبيب النهدي عن المنهال بن عمرة عن محمد بن على بن الحنفية وعبد الله ابن الحارث بن نوفل عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا على إن أول خلق الله يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام، فيكسى ثوبين أبيضين، ثم يقام عن يمين العرش، ثم أدعى فأكسى ثوبين أخضرين، ثم أقام عن يسار العرش، ثم تدعى أنت يا على فتكسى ثوبين أخضرين، ثم تقام عن يمينى، أفما ترضى يا على أن تدعى إذا دعيت، وتكسى
[ 397 ]
إذا كسيت وأن تشفع إذا شفعت ؟ ". قال الدارقطني: تفرد به ميسرة وتفرد به الحكم بن ظهير عنه. قال يحيى بن معين: الحكم كذاب. وقال السعدى: ساقط. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان يروى عن الثقاة الموضوعات. الحديث الخمسون في فضل شيعته: روى أبو بكر بن مردويه حدثنا سليمان ابن أحمد حدثنا محمد بن الحسين بن حفص حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا يحيى بن دينار عن عمرو بن إسماعيل الهمداني عن أبى إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثلى مثل شجرة أنا أصلها وعلى فرعها، والحسن والحسين ثمرتها، والشيعة ورقها، فأى شئ يخرج من الطيب إلا الطيب ؟ " قال ابن حبان: كان عباد بن يعقوب رافضيا داعية، روى المناكير عن المشاهير فاستحق الترك. الحديث الحادى والخمسون في دخول شيعته الجنة: أنبأنا القزاز قال أنبأنا أحمد بن على حدثنا الحسن بن أبى طالب حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا صالح بن أحمد بن يوسف البزاز حدثنا عصام بن الحكم حدثنا جميع بن عمير البصري حدثنا سوار عن محمد بن جحادة عن الشعبى عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنت وشيعتك في الجنة ". هذا حديث لا يصح. وسوار ليس بثقة. قال ابن نمير: جميع من أكذب الناس. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث. الحديث الثاني والخمسون في أنه لا يجاز على الصراط إلا بإجازته: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أحمد بن على بن الحسين التوزى أنبأنا الحسن بن الحسين الفقيه حدثنا أبو القاسم عبيدالله بن لؤلؤ الساجى أنبأنا عمر بن واصل بالبصرة قال سمعت سهل بن عبدالله يقول أخبرني محمد بن
[ 398 ]
سوار خالي حدثنا مالك بن دينار حدثنا الحسن بن أبى الحسن البصري عن أنس بن مالك قال: لما حضرت وفاة أبى سمعت على بن أبى طالب رضى الله عنه يقول: " المتفرسون في الناس أربعة: امرأتان ورجلان، فأما المرأة الاولى فصفرا بنت شعيب لما تفرست في موسى قالت [ يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الامين ]، والرجل الاول العزيز على عهد يوسف والقوم فيه من الزاهدين، قال الله تعالى [ وقال الذى اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ]. وأما المرأة الثانية فخديجة بنت خويلد لما تفرست في النبي صلى الله عليه وسلم وقالت لعمها: قد تنسمت روحي روح محمد بن عبدالله، إنه نبى هذه الامة فزوجني إياه. وأما الرجل الآخر فأبو بكر الصديق لما حضرته الوفاة قال: إنى قد تفرست أن أجعل الامر بعدى في عمر ابن الخطاب رضى الله عنه، فقلت إن تجعلها في غيره لا نرضى، فقال: سررتني والله لاسرنك في نفسك بما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: وما هو ؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: على الصراط عقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من على بن أبى طالب رضى الله عنه، فقال على: ألا أسرك في نفسك في عمر بما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: وما هو ؟ فقال: قال لى يا على لا تكتب جوازا لمن يسب أبا بكر وعمر فإنهما سيدا كهول أهل الجنة بعد النبيين. قال أنس: فلما أفضت الخلافة إلى عمر قال لى على: يا أنس إنى طالعت مجارى العلم من الله تعالى في الكون فلم يكن لى أن أرضى بغير ما جرى في سابق علم الله وإرادته خوفا من أن يكون من اعتراض على الله، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا خاتم النبيين وأنت يا على خاتم الاولياء ". قال الخطيب: هذا الحديث موضوع من عمل القصاص، وضعه عمر بن واصل أو وضع عليه.
[ 399 ]
الحديث الثالث والخمسون في هذا المعنى: أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقى أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله حدثنى عطية بن سعيد عن عبدالله الاندلسي قال حدثنا القاسم بن علقمة الابهري حدثنى عثمان بن جعفر الدينورى حدثنا إبراهيم بن عبدالله الصاعدي حدثنا ذو النون المصرى حدثنا مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا جمع الله الاولين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنم، لم يجز أحد إلا من كانت معه براءة بولاية على بن أبى طالب عليه السلام ". هذا حديث مقطوع موضوع أخذ من بين الحكم وذى النون قد وضعه أو سرقه ممن وضعه، وإبراهيم بن عبدالله متروك. الحديث الرابع والخمسون في هذا المعنى: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أحمد بن على قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو بكر محمد بن فارس العبدى حدثنى أبى فارس بن حمدان بن عبدالرحمن حدثنى جدى عن شريك عن ليث عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال: " قلت للنبى صلى الله عليه وسلم للنار جواز ؟ قال: نعم، قلت: وما هو ؟ قال حب على بن أبى طالب عليه السلام " قال أبو نعيم: كان محمد بن فارس رافضيا غاليا ضعيفا في الحديث وقال أبو الحسن بن الفرات: كان غير ثقة ولا محود [ محمود ] في المذهب. الحديث الخامس والخمسون في هذا المعنى: أنبأنا القزاز قال أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا على بن أبى على المعدل حدثنا عمر بن محمد بن إبراهيم البجلى حدثنا أبو على أحمد بن صدقة الببع حدثنا عبدالله بن داود بن قبيصة الانصاري حدثنا موسى بن على حدثنا قسر بن أحمد بن قسر مولى على ابن أبى طالب عن أبيه عن جده عن كعب بن نوفل عن بلال بن حمامة قال: " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا مستبشرا فقام إليه عبدالرحمن ابن عوف،
[ 400 ]
فقال: ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال: بشارة أتتنى من ربى أن الله تعالى لما أراد أن يزوج عليا فاطمة أمر ملكا أن يهز شجرة طوبى فهزها فتنثرت صكاكا وإنشأ الله ملائكة فالتقطوا، فإذا كانت القيامة ثارت ملائكة في الخلق فلا يرون محبا لنا أهل البيت محضا إلا دفعوا إليه كتابا، براءة من النار فبين أخى وابن عمى وابنتي فكاك رجال ونساء من أمتى من النار ". قال الخطيب: رجال هذا الحديث ما بين بلال وعمر بن محمد كلهم مجهولون. الحديث السادس والخمسون في إدخاله من يحبه: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد قال أنبأنا أبو بكر محمد بن على الخياط قال أنبأنا أحمد بن محمد بن درست قال أنبأنا عمر بن الحسن بن على الاشنانى قال أخبرني إسحاق بن محمد بن أبان النخعي حدثنا يحيى بن عبدالحميد الحمانى حدثنا شريك بن عبدالله قال: كنا عند الاعمش في مرضه الذى مات فيه فدخل عليه أبو حنيفة وابن أبى ليلى وابن شبرمة فالتفت أبو حنيفة إليه، فقال له: يا أبا محمد اتق الله فإنك في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا، وقد كنت تحدث في على بن أبى طالب رضى الله عنه بأحاديث لو أمسكت عنها كان خيرا لك، قال: فقال الاعمش: المثلى يقال هذا ؟ اسندوني، اسندوني حدثنى أبو المتوكل الناجى عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة قال الله لى ولعلى بن أبى طالب رضى الله عنه: أدخلا الجنة من أحبكما وادخلا النار من أبغضكما. وذلك قوله تعالى: [ ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ] قال: فقال أبو حنيفة قوموا لا يجئ بأظهر من هذا، قوموا لا يجئ بأطم من هذا. قال فوالله ما جزنا الباب حتى مات الاعمش ". هذا حديث موضوع وكذب على الاعمش، والواضع له إسحاق النخعي، وقد ذكرنا آنفا أنه كان من الغلاة في الرفض الكذابين، ثم قد وضعه على الحمانى وهو كذاب أيضا.
[ 401 ]
الحديث السابع والخمسون في تسليم روح على عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل خلق الاجساد: أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد أنبأنا محمد بن جعفر بن علاق قال أنبأنا أبو الفتح الازدي الحافظ حدثنا هاشم بن نصير حدثنا شيبان بن محمد حدثنا عبدالله بن أيوب بن أبى علاج قال حدثنى أبى عن أبى جعفر محمد بن على بن حسين عن أبيه عن جده على قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عزوجل خلق الارواح قبل الاجساد بألفى عام، ثم حطها تحت العرش، ثم أمرها بالطاعة لى فأول روح سلمت على روح على عليه السلام ". هذا حديث موضوع. قال الازدي: عبدالله بن أيوب وأبوه كذابان لا تحل الرواية عنهما. الحديث الثامن والخمسون: أنبأنا عبد الوهاب قال أنبأنا عاصم بن الحسن قال أنبأنا أبو عمر بن مهدى حدثنا عثمان بن أحمد السماك حدثنا محمد بن أحمد ابن المهدى حدثنا العباس بن يزيد النجرانى قال حدثنا خالد بن إسماعيل عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: " قلت يا رسول الله من خير من بعدك ؟ قال أبو بكر، قلت: فمن خير الناس بعد أبى بكر ؟ قال عمر. قالت فاطمة: يا رسول الله لم تقل في على شيئا. قال يا فاطمة على نفسي فمن رأيتيه يقول في نفسه شيئا ". هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن عدى: خالد يضع الحديث على ثقاة المسلمين. وقال أبو الفتح الازدي: هو كذاب. قال الدارقطني: ومحمد بن المهدى ضعيف. الحديث التاسع والخمسون: أنبأنا محمد بن عمر الارموى أنبأنا ابن المأمون أنبأنا الدارقطني حدثنا الحسن بن محمد بن بشر حدثنا على بن الحسين حدثنا (26 الموضوعات 1)
[ 402 ]
إسماعيل بن أبان عن ناصح بن عبدالرحمن عن سماك بن حرب عن أنس بن مالك قال " كان على بن أبى طالب عليه السلام مريضا، فدخلت عليه وعنده أبو بكر وعمر رضى الله عنهما جالسان فجاست عنده، فما كان إلا ساعة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فجلس في مكان وجعل ينظر في وجهه، فقال أبو بكر وعمر رضى الله عنهما يا نبى الله لا نراه إلا لما به [ إلا لمائت ] فقال لن يموت هذا الآن ولن يموت هذا إلا مقتولا ". قال الدارقطني: انفرد به ناصح ولم يروه عنه غير إسماعيل بن أبان. قال المصنف: قلت وأما ناصح فقال يحيى: ليس بثقة. وقال الفلاس: متروك الحديث. وأما إسماعيل فقال أحمد حدث بأحاديث موضوعة فتركناه. وقال يحيى وأبو حاتم الرازي: هو كذاب. وقال البخاري ومسلم والنسائي والدارقطني: متروك الحديث. وقال ابن حبان يضع على الثقاة. باب في فضائل الاربعة وفيه أحاديث: الحديث الاول: أنبأنا أبو منصور القزاز قال أبو بكر أحمد بن على الخطيب قال: حدثت عن عبد الوهاب بن الحسن الدمشقي حدثنا أبو القاسم عبدالله ح ابن أحمد بن محمد التميمي المعروف بالغباغبى قال حدثنى ضرار بن سهل حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا أبو حفص الابار عن حميد عن أنس قال قال لى على ابن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا على إن الله أمرنى أن أتخذ أبا بكر والدا، وعمر مشيرا، وعثمان سندا، وأنت يا على ظهيرا. أنتم أربعة قد أخذ الله لكم الميثاق في أم الكتاب لا يحبكم إلا مؤمن تقى، ولا يبغضكم إلا منافق شقى أنتم خلفاء أمتى، وعقد ذمتي، وحجتي على أمتى ".
[ 403 ]
قال الخطيب: هذا حديث منكر جدا لا أعلم رواه بهذا الاسناد إلا ضرار ابن سهل وعنه الغباغبى وهما مجهولان. الحديث الثاني: أنبأنا هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة حدثنا الحسن ابن صالح حدثنا الحسن بن الحسن النرسى حدثنا أصبغ بن الفرج عن الببع ابن محمد عن أبى سليمان الايلى عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد تحت العرش أين أصحاب محمد ؟ فيؤتى بأبى بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى رضى الله عنهم، فيقال لابي بكر قف على باب الجنة فأدخل من شئت برحمة الله ورد من شئت بعلم الله عزوجل، ويقال لعمر قف على الميزان فثقل من شئت برحمة الله وخفف من شئت بعلم الله. قال ويكسى عثمان بن عفان حلتين فيقال له البسهما فإنى خلقتهما وادخرتهما حين أنشأت خلق السموات والارض، ويعطى على بن أبى طالب رضى الله عنه عصى عوسج من الشجرة التى خلقها الله تعالى بيده في الجنة فيقال له ذد الناس عن الحوض ". وقد رواه أصبغ عن سليمان بن عبدالاعلى عن ابن جريج، ورواه أصبغ عن السرى بن محمد عن أبى سليمان الايلى عن ابن جريج، وهذا يدل على تخليط من أصبغ أو ممن روى عنه، وفى إسناده جماعة مجهولون. وقد رواه أحمد بن الحسن الكوفى عن وكيع قال الدارقطني: هو متروك. وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقاة. ورواه إبراهيم بن عبدالله المصيصى عن حجاج بن محمد عن ابن جريج. قال ابن حبان: إبراهيم يسرق الحديث ويسويه ويروى عن الثقاة ما ليس من أحاديثهم فيستحق أن يكون من المتروكين. الحديث الثالث: أنبأنا ابن خيرون عن الجوهرى عن الدارقطني عن
[ 404 ]
أبى حاتم بن حبان حدثنا حمزة بن داود بن سليمان بن الربيع حدثنا كادح بن رحمة عن الحسن بن أبى جعفر عن أبى الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبو بكر وزيرى والقائم في أمتى من بعدى، وعمر حبيبي ينطق عن لساني وعثمان منى وعلى أخى وصاحب لوائى ". هذا حديث موضوع، وكادح ليس بشئ. قال ابن حبان: يروى عن الثقاة المقلوبات حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها، فاستحق الترك. وقال أبو الفتح الازدي: هو كذاب. وأما الحسن بن أبى جعفر فتركه أحمد. وقال يحيى: ليس بشئ وقال النسائي: متروك الحديث. الحديث الرابع: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا أبو الحسن محمد بن عبد العزيز البردعى حدثنا أبو الجيش طاهر بن الحسين الفقيه حدثنا صدقة بن هبيرة بن على الموصلي حدثنا عمر بن الليث حدثنا محمد بن جعفر حدثنا على بن محمد الطنافسى حدثنا موسى بن خلف حدثنا حماد بن أبى سليمان عن إبراهيم عن أبى سعيد الخدرى قال: " بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هبط جبريل من الجنة فقال: السلام عليك يا محمد إن الله عزوجل قد أتحفك بهذه السفرجلة، فسبحت السفرجلة في كف النبي صلى الله عليه وسلم بأصناف اللغات، فقلنا يا رسول الله تسبح هذه السفر جلة في كفك ؟ فقال: والذى بعثنى بالحق نبيا لقد خلق الله عز وجل في جنة عدن ألف ألف قصر، في كل قصر ألف ألف مقصورة، في كل مقصورة ألف ألف سرير، على كل سرير حوراء، تجرى من تحت كل سرير أربعة أنهار، نهر من خمر، ونهر من عسل، ونهر من سلسبيل، ونهر من لبن، على كل نهر ألف شجرة في كل شجرة ألف ألف غصن، في كل غصن ألف ألف سفرجلة، تحت كل سفر جلة ألف ألف ورقة، تحت كل ورقة ألف ألف ملك،
[ 405 ]
لكل ملك ألف ألف جناح تحت كل جناح ألف ألف رأس، في كل رأس ألف ألف وجه، في كل وجه ألف ألف فم، في كل فم ألف ألف لسان يسبح الله عزوجل بألف ألف لغة لا يشبه بعضها بعض، وثواب ذلك التسبيح لمحبي أبى بكر وعمر وعثمان وعلى عليهم السلام ". هذا حديث موضوع، وما أنتن هذا الوضع، وما أفحش هذا المحال. وصدقة بين هبيرة كان يحدث عن المجاهيل، فقال أحمد بن حنبل: لا أحدث عن محمد بن جعفر بشئ أبدا. قال ابن حبان: وموسى بن ظهير متروك. باب في فضل الحسن والحسين عليهما السلام أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن على أنبأنا أبو الحسن على ابن الحسن بن مطر الجراحى حدثنا محمد بن الحسين بن سعيد بن أبان الهمداني حدثنا أحمد بن محمد بن حجاج يعنى بن رشدين ح. وأنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني أنبأنا ابن رشدين قال أنبأنا حميد بن على البجلى حدثنا ابن لهيعة عن أبى عشانة عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما استقر أهل الجنة في الجنة قالت الجنة يا رب أليس وعدتني أنك تزينني بركنين من أركانك ؟ قال: ألم أزينك بالحسن والحسين ؟ قال: فماست الجنة ميسا كما تميس العروس ". لفظ الجراحى وحديثه أتم. طريق آخر: أنبأنا أبو القاسم الجريرى أنبأنا أبو طالب العشارى حدثنا الدارقطني حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن سعيد حدثنا أحمد بن محمد بن رشدين حدثنا حميد بن على بن إدريس حدثنا ابن لهيعة عن أبى عشانة عن عقبة ابن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة قالت الجنة: يا رب ألست وعدتني أن تزينني بركنين من أركانك ؟ فيقول الله عزوجل
[ 406 ]
ألم أزينك بالحسن والحسين ؟ قال: فتميس كما تميس العروس ". قال عقبة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحسن والحسين شفا العرس وليسا بمعلقين ". وقد روى ابن عباس أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي أحمد حدثنا محمد بن جعفر بن علان حدثنا أبو الفتح الازدي الحافظ حدثنا أحمد بن عامر بن عبد الواحد حدثنا محمد بن أخى غسان حدثنا محمد بن عقبة بن هرم السدوسى حدثنا أبو مخنف لوط بن يحيى عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لما خلق الله الجنة قال لها أما ترضين أن زينت ركنين منك بالحسن والحسين ؟ فماست الجنة برأسها موس العروس ليلة عرسها واهتزت، فقال الله لها: لم علمت ذا ؟ قالت: شوقا منى إليهما ". وقد روى من حديث عائشة، فأنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الجوهرى عن الدارقطني عن أبى حاتم بن حبان حدثنا الحسن بن أحمد الاصطخرى حدثنا الفضل بن يوسف القضبانى حدثنا الحسن بن صابر الكسائي عن وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما خلق الله عزوجل الفردوس قالت يا رب زينى، فأوحى إليها قد زينتك بالحسن والحسين ". هذا الحديث من كل الوجوه لا يصح، ففى الطريقين الاولين حميد بن على قال يحيى. ليس حديثه بشئ، وابن لهيعة وهو ذاهب الحديث، وابن رشدين قال ابن عدى. كذبوه وأنكروا عليه أشياء. وفى حديث ابن عباس أبو صالح الكلبى وأبو مخنف وكلهم كذابون. وفى حديث عائشة الحسن بن صابر. قال ابن حبان: هو منكر الرواية جدا عن الاثبات. قال وليس لهذا الحديث أصل يرجع إليه.
[ 407 ]
باب في فضل الحسين فيه أحاديث الحديث الاول في فدائه بإبراهيم أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أبو الحسن على بن أحمد بن عمر المقرى حدثنا محمد بن الحسن النقاش حدثنا يحيى بن محمد بن عبدالملك الخياط حدثنا إدريس بن عيسى المخزومى حدثنا يزيد بن الحباب حدثنا سفيان الثوري عن قابوس بن أبى ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قال " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعلى فخذه الايسر ابنه إبراهيم وعلى فخذه الايمن الحسين بن على تارة يقبل هذا وتارة يقبل هذا. إذا هبط عليه جبريل بوحى من رب العالمين فلما سرى عنه قال: أتانى جبريل من ربى فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك لست أجمعهما فافتد أحدهما، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى إبراهيم فبكى، ونظر إلى الحسين فبكى، ثم قال: إن إبراهيم أمه أمة ومتى مات لم يحزن عليه غيرى، وأم الحسين فاطمة وأبوه على ابن عمى ولحمي ودمى. ومتى مات حزنت عليه ابنتى وحزن ابن عمى وحزنت أنا عليه، وأنا أوثر حزنى على حزنهما، يا جبريل يقبض إبراهيم. فديته (1) بإبراهيم قال فقبض بعد ثلاث، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الحسين مقبلا قبله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه وقال فديت من فديته بإبنى إبراهيم ". هذا حديث موضوع قبح الله واضعه فما أفظعه ولا أرى الآفة فيه إلا من أبى بكر النقاش فإنه دلس ابن صاعد فيه فقال يحيى [ بن ] محمد بن عبدالملك الخياط فتدليسه إياه دليل شر. قال طلحة بن محمد الشاهد: كان النقاش يكذب في الحديث. وقال البرقانى: كل حديثه منكر. قال الخطيب: دلس النقاش ابن صاعد في هذا الحديث. قال: ومن روى مثل هذا سقطت عدالته وترك (1) أي الحسين. (*)
[ 408 ]
الاحتجاج به. وفى حديث النقاش منكير بأسانيد مشهورة. وقال الدارقطني: هذا الحديث باطل وأحسب أنه وقع إلى النقاش كتاب لرجل غير موثوق به. وقد وضعه في كتابه أو وضع له على أبى محمد بن صاعد فظن أنه من صحيح حديثه فرواه فظن أنه [ أن ] سماعه من ابن صاعد. الحديث الثاني في تاريخ قتل الحسين: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد ابن على بن ثابت أنبأنا محمد بن الحسين الازرق أنبأنا جعفر بن محمد الخالدي حدثنا محمد بن عبدالله بن سليمان حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا حدثنا إسماعيل ابن أبان أخبرني حبان بن على عن سعد بن ظريف عن أبى جعفر عن أبى سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقتل حسين بن على على رأس ستين من مهاجري ". هذا حديث موضوع، وسعد بن طريف قد سبق أنه من رؤوس الكذابين الوضاعين. الحديث الثالث في قتل سبعين ألفا بقتله: أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن على الخطيب أنبأنا أحمد بن عثمان بن صباح حدثنا محمد بن إبراهيم الشافعي حدثنا محمد بن شداد السمعى قال حدثنا أبو نعيم حدثنا عبدالله بن حبيب بن أبى ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: " أوحى الله عزوجل إلى محمد صلى الله عليه وسلم أنى قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا وإنى قاتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا ". هذا حديث لا يصح. قال الدارقطني: محمد بن شداد لا يكتب حديثه. وقال البرقانى: ضعيف جدا، وقد رواه القاسم بن إبراهيم الكوفى عن أبى نعيم وهو منكر الحديث. قال أبو حاتم بن حبان: هذا الحديث لا أصل له.
[ 409 ]
الحديث الرابع في عقوبة قاتل الحسين: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت الخطيب قال أخبرني الازهرى قال أنبأنا المعافا بن زكريا قال حدثنا محمد بن يزيد بن أبى الازهر حدثنا على بن مسلم الطوسى حدثنا سعيد بن عامر عن قابوس بن أبى ظبيان عن أبيه عن جده عبدالله قال وحدثنا مرة أخرى عن أبيه عن جابر قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يفجح ما بين فخذي الحسين ويقبل زبيبته ويقول لعن الله قاتلك. قال جابر: فقلت يا رسول الله ومن قاتله قلت [ قال ] رجل من أمتى يبغض عشيرتي لا يناله شفاعتي كأنى بنفسه بين أطباق النيران ترسب تارة وتطفو أخرى إن جوفه ليقول غق غق ". قال الخطيب: هذا حديث موضوع إسنادا ومتنا ولا أبعد أن يكون ابن أبى الازهر وضعه ورواه عن قابوس عن أبيه عن جده، وذلك اسم أبى ظبيان حصين بن جندب وجندب لا ندرى أكان مسلما أو كافرا فضلا عن أن يكون روى شيئا. وأبو ظبيان قد أدرك سلمان وعلى بن أبى طالب. قال وفى الحديث. فساد آخر لم يقف واضعه عليه فيغيره وهو أن سعيد بن عامر بصرى لم يدرك قابوسا، وكان قابوس قديما روى عنه الثوري وكبار الكوفيين ومن آخر من أدركه جرير بن عبدالحميد، وليس لسعيد بن عامر رواية إلا عن البصريين خاصة والله أعلم. باب في فضل فاطمة عليها السلام فيها أحاديث: الحديث الاول في النطفة التى خلقت منها: فيه عن عمر وابن عباس وعائشة أما حديث عمر رضى الله عنه فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا أبو الفضل
[ 410 ]
ابن خيرون أنبأنا أبو عمر بن درست وأبو بكر بن عديسة قالا أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثنى سمانة بنت حمدان بن موسى الانباري قال حدثنى أبى حدثنا عمر بن زياد الثوبانى قال حدثنى عبد العزيز بن محمد قال حدثنى زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لما أن مات ولدى من خديجة أوحى الله إلى أن أمسك عن خديجة، وكنت لها عاشقا، فسألت الله أن يجمع بينى وبينها، فأتاني جبريل في شهر رمضان ليلة أربع وعشرين ومعه طبق من رطب الجنة فقال: يا محمد كل من هذا وواقع خديجة الليلة، ففعلت، فحملت بفاطمة، فما لثمت فاطمة إلا وجدت ريح ذلك الرطب وهو عترتها إلى يوم القيامة ". الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن عبدالملك أنبأنا الحسن بن على الجوهرى حدثنا ابن حيويه حدثنا أبو بكر بن الانباري حدثنا أبو العباس بن مسروق حدثنا أحمد بن عبيدالله حدثنا قاسم بن الحسن حدثنا عمرو بن زياد حدثنا عبد العزيز الدراوردى عن زيد بن أسلم عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما مات ولدى من خديجة أوحى الله إلى أن لا تغشها وكنت لها عاشقا، فسألت الله أن يجمع بينى وبينها، فأتاني جبريل ليلة الجمعة ليلة أربع وعشرين من رمضان ومعه طبق فيه رطب فقال: كل من هذا الرطب وأغش خديجة، ففعلت، فحملت بفاطمة، فما لثمت فاطمة قط إلا وجدت ريح ذلك الطيب فيها ". وأما حديث ابن عباس أنبأنا يحيى بن على المدبر قال أنبأنا أبو منصور محمد ابن محمد بن عبد العزيز العكبرى حدثنا أبو أحمد عبيدالله بن محمد الفرضى أنبأنا جعفر بن محمد الخواص حدثنى الحسن بن عبيدالله الابزارى حدثنى إبراهيم بن سعيد حدثنى المأمون عن الرشيد عن المهدى عن المنصور عن أبيه عن جده عن
[ 411 ]
ابن عباس قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر قبل فاطمة، فقالت عائشة يا نبى الله تكثر قبل فاطمة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ليلة أسرى بى دخلت الجنة فأطعمني من جميع ثمارها فصار ماء في صلبى، فحملت خديجة بفاطمة، فإذا اشتقت إلى تلك الثمار قبلت فاطمة فأصيب من رائحتها تلك الثمار التى أكلتها ". وأما حديث عائشة فله أربعة طرق: الطريق الاول: أنبأنا هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان أنبأنا إبراهيم بن محمد المزكى حدثنا عبدالله بن أحمد بن عاصم أنبأنا أحمد بن الا حجم المروزى حدثنا أبو معاذ النحوي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت " قلت يا رسول الله مالك إذا قبلت فاطمه جعلت لسانك في فمها كأنك تريد أن تلعقها عسلا ؟ قال: يا عائشة إنه لما أسرى بى إلى السماء اخلني [ أدخلني ] جبريل الجنة فناولني تفاحة فأكلتها فصارت نطفة في صلبى فلما نزلت من السماء واقعت خديجة، ففاطمة من تلك النطفة كلما اشتقت إلى الجنة قبلتها ". الطريق الثاني: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن عقيل الفقه حدثنا أبو بكر عبدالله بن محمد بن طرخان حدثنا محمد بن الخليل البلخى حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد السكوني عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت " قلت يا رسول الله مالك إذا جاءت فاطمة فقبلتها تجعل لسانك في فيها كله كأنك تريد أن تلعقها عسلا ؟ قال: نعم يا عائشة إنى لما أسرى بى إلى السماء أدخلني جبريل الجنة فناولني منها تفاحة فأكلتها فصارت نطفة في صلبى، فلما نزلت واقعت خديجة، ففاطمة من تلك النطفة وهى حوراء إنسية كلما اشتقت إلى الجنة قبلتها ".
[ 412 ]
الطريق الثالث: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر محمد بن على الخياط أنبأنا أحمد بن محمد بن درست أنبأنا أبو الحسين عمر بن الحسن الاشنانى حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن حاتم بن عبيدالله العجل [ العجلى ] حدثنا عبد العزيز بن عبدالله الهاشمي قال: كنت أنا وأبو علي القوقسانى في جماعة فيهم غلام خليل فذكروا فاطمة، فقال غلام خليل: حدثنى حسين بن حاتم حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت " قلت يا رسول الله مالى أراك إذا قبلت فاطمة أدخلت لسانك في فيها كأنك تريد أن تلعقها عسلا ؟ قال: نعم إن جبريل الروح الامين نزل إى بعنقود قطف من الجنة فأكلت وجامعت خديجة، فولدت فاطمة، فإذا اشتقت إلى الجنة قبلتها فهى حوراء إنسية ". قال فقال عبد العزيز: لا إله إلا الله هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الاسناد، والله لا كتبته إلا قائما على رجلى ولا كتبته إلا في رقة تهامية بماء الذهب. قال فقام على رجليه وجاءوه بورقة تهامية وبماء الذهب فكتب الحديث. الطريق الرابع: أنبأنا محمد بن أبى طاهر أنبأنا الحسن بن على عن أبى الحسن الدارقطني عن أبى حاتم البستى حدثنا محمد بن العباس الدمشقي حدثنا عبدالله بن ثابت بن حسان الهاشمي حدثنا عبدالله بن واقد أبو قتادة الحرانى عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن عائشة " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيرا ما يقبل نحر فاطمة، فقلت: يا رسول الله أراك تفعل شيئا لم تفعله شيئا لم تفعله. قال: أو ما علمت يا حميراء أن الله عزوجل لما أسرى بى إلى السماء أمر جبريل فأدخلني الجنة ووقفني على شجرة ما رأيت أطيب منها رائحها ولا أطيب ثمرا، فأقبل جبريل يفرك ويطعمني، فخلق الله عزوجل في صلبى منها نطفة، فلما صرت إلى
[ 413 ]
الدنيا واقعت خديجة فحملت بفاطمة، كلما اشتقت إلى رائحة تلك الشجرة شمعت نحر فاطمة فوجدت رائحة تلك الشجرة منها وأنها ليست من نساء أهل الدنيا، ولا تعتل كما يعتل أهل الدنيا ". هذا حديث موضوع لا يشك المبتدئ في العلم في وضعه فكيف بالمتبحر. ولقد كان الذى وضعه أجهل الجهال بالنقل والتاريخ، فإن فاطمة ولدت قبل النبوة بخمس سنين، وقد تلقفه منه جماعة أجهل منه فتعددت طرقه، وذكره الاسراء كان أشد لفضيحته فإن الاسراء كان قبل الهجرة بسنة بعد موت خديجة، فلما هاجر أقام بالمدينة عشر سنين، فعلى قول من وضع هذا الحديث يكون لفاطمة يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين وأشهر، وأين الحسن والحسين وهما يرويان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان لفاطمة من العمر ليلة المعراج سبع عشرة سنة، فسبحان من فضح هذا الجاهل الواضع، على يد نفسه. ولقد عجبت من الدارقطني كيف خرج هذا الحديث لابن غيلان ثم خرجه لابي بكر الشافعي أتراه أعجبته صحته ؟ ثم لم يتكلم عليه ولم يبين أنه موضوع، وغاية ما يعتذر به أن يقول هذا لا يخفى عن العلماء، وإنما لا يخفى على العلماء. فمن أين يعلم الجهال الذين يسمعون هذا وكيف يصنع بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من روى عنه حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ". وإنما يذكر العلماء مثل هذا في كتب الجرح والتعديل ليبينوا حال وضعه فأما في المنتقى والتخريج فذكره قبيح إلا أن يتكلموا عليه. وأما الطريق الاول والثانى عن عمر ففيهما الثوبان وكان كذابا. قال الدارقطني: كان يضع الحديث. وقال ابن عدى: كا يحدث بالبواطيل ويسرق الحديث. وأما حديث ابن عباس ففيه الابزارى، وقد ذكرنا فيما تقدم أنه كذاب يضع الحديث.
[ 414 ]
وأما حديث عائشة فالطريق الاول لا يعرف إلا من رواية أحمد بن الا حجم وقد كذبه علماء النقل، وفى الطريق الثاني محمد بن الخليل. قال ابن حبان: كان يضع الحديث لا يحل ذكره وفى الطريق الثالث غلام خليل وقد ذكرنا فيما مضى أنه كذاب يضع الحديث. وفى الطريق الرابع أبو قتادة وقد كانت تغلب عليه السلامة والغفلة فقد دس في حديثه. وقد قال يحيى بن معين: أبو قتادة ليس بشئ. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال البخاري: تركوه. قال المصنف: فانظر إلى اختلاف ألفاظ هذا الحديث وتخليط الرواة فيه وذكرهم أنه كان يدخل لسانه في فيها محال لاوجه له، لانه إنما رأته عائشة على ما زعموه يفعل هذا بعد دخوله بعائشة، وقد كان لفاطمة يومئذ من العمر نحو من عشرين سنة، ومثل هذا لا يفعله إلا الزوج، ولا يحوز للاب فكافأ الله من دس هذه القبائح من المنقولات. الحديث الثاني في ذكر حسن فاطمة عليها السلام: أنبأنا أبو بكر محمد بن أبى طاهر البزاز أنبأنا القاضى أبو الحسين بن المهتدى حدثنا أبو الفرج الحسن ابن أحمد حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر بن شاذان حدثنا أحمد بن محمد بن مهران الحمال حدثنى الحسن بن صاحب العسكر حدثنى على بن محمد حدثنى أبى محمد بن على حدثنى بى على بن موسى الرضا حدثنى أبى موسى بن جعفر حدثنى أبى جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما خلق الله آدم عليه السلام وحواء تبخترا في الجنة وقالا ما خلق الله خلقا أحسن منا، فبينما هما كذلك إذا هما بصورة جارية لم ير الراءون أحسن منها، لها نور شعشعانى يكاد يطفئ الابصار، على رأسها تاج وفى أذنيها قرطان، فقالا يا رب ما هذه الجارية ؟ قال صورة فاطمة بنت محمد سيدة ولدك، فقال ما هذا التاج على رأسها ؟ قال هذا بعلها على بن أبى طالب.
[ 415 ]
قال: فما هذا القرطان ؟ قال ابناها الحسن والحسين وجد ذلك في غامض علمي قبل أن أخلفك [ أخلقك ] بألفى عام ". هذا حديث موضوع والحسن بن على صاحب العسكر هو الحسن بن على بن محمد بن موسى بن جعفر أبو محمد العسكري آخر من تعتقد فيه الشيعة الامامة. روى هذا الحديث عن آبائه وليس بشئ. باب ذكر تزويج فاطمة بعلى عليهما السلام وفيه أحاديث: الحديث الاول: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ قال أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا محمد بن يوسف الضبى حدثنا إسماعيل بن موسى الفزارى حدثنا بشر بن الوليد الهاشمي حدثنا عبدالنور المسمعى عن شعبة بن الحجاج بن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال حدثنى مسروق عن عبدالله بن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في غزوة تبوك ونحن نسير معه: " إن الله عزوجل أمرنى أن أزوج فاطمة من على ففعلت فقال لى جبريل: إن الله قد بنى جنة من لؤلؤ قصب، بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوت مشدودة بالذهب، وجعل سقوفها زبر جدا أخضر، وجعل فيها طاقات من لؤلؤ مكللة بالياقوت ". وذكر حديثا طويلا وضعه عبدالنور، كذا في كتاب العقيلى. فقال العقيلى وكان يضع الحديث. قال المصنف قلت: وقد رواه لنا محمد بن ناصر من حديث إسماعيل بن موسى الفزارى عن بشر عن عبدالنور فقال فيه: وجعل لها غرفا لبنة من فضة ولبنة من ذهب ولبنة من در ولبنة من ياقوت ولبنة من زبرجد، ثم جعل فيها عيونا تنبع من نواحيها وحفها بالانهار، وجعل على الانهار قبابا من در قد شقت
[ 416 ]
بسلاسل الذهب وحفت بأنواع الشجر، وبنى في كل غصن بيتا، وجعل في كل قبة أريكة من درة بيضاء غشاؤها السندس والاستبرق، وفرش أرضها بالزعفران والعنبر والمسك، وجعل في كل قبة حوراء، والقبة لها مائة باب على كل باب جاريتان وشجرتان، في كل قبة مفرش وكتاب، مكتوب حول الثياب آية الكرسي. فقلت: يا جبريل لمن بنى الله هذه الجنة ؟ قال: بناها الله تعالى لعلى وفاطمة سوى جنانهما تحفة أتحفها بها وأقر عينيك يا رسول الله ". الحديث الثاني في ذكر صداقها: أنبأنا إبراهيم بن دينار الفقيه أنبأنا أبو على محمد بن سعيد بن نبهان أنبأنا الحسن بن الحسين بن دوما أنبأنا أحمد بن نصر الذراع حدثنا عبدالله بن أحمد ومحمد بن أحمد الكاتبان حدثنا عمر بن بشر عن على بن مسهر عن أبى يحيى القتات عن محمد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا على إن الله زوجك فاطمة وجعل صداقها الارض، فمن مشى عليها مبغضا لك تمسى حراما ". وهذا حديث موضوع وفيه جماعة مجروحون إلا أن المتهم بوضعه الذراع، فإنه كان كذابا وضاعا. الحديث الثالث في ذكر الخطبة التى خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عقد نكاحها. فيه عن جابر وأنس. فأما حديث جابر: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكى حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل حدثنى عبد الباقي ابن قانع القاضى حدثنا محمد بن زكريا بن دينار حدثنا شعيب بن واقد حدثنا حسين بن زيد عن عبدالله بن الحسن بن الحسن عن زيد بن على بن الحسين عن أبيه عن جابر بن عبدالله قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم حين زوج عليا من فاطمة عليهما السلام فقال: الحمد لله المحمود بنعمه المعبود بقدرته، البالغ
[ 417 ]
سلطانه، المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في سمائه وأرضه، الذى خلق الخلق بقدرته، وميزهم بأحكامه، وأحكمهم بعزته، وأعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم. إن الله تعالى جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا، وشج به الارحام وألزمها الانام، فقال عزوجل (وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا) فأمر الله عزوجل يجرى إلى قضائه، وقضاؤه يجرى إلى قدره، وقدره يجرى إلى أجله، ولك قضاء قدر، ولكل قدر أجل، ولكل أجل كتاب، يمح الله ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب. ثم إن الله عزوجل أمرنى أن أزوج فاطمة من على، وقد زوجته على أربع مائة مثقال من فضة إن رضى بذلك، ثم دعا بطبق من بسر فوضعه بين أيدينا، ثم قال انتبهوا، فبينا نحن ننتهب إذ دخل على عليه السلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا على أما علمت أن الله عز وجل أمرنى أن أزوجك فاطمة، وقد زوجكتها على أربع مائة مثقال فضة إن رضيت ؟ قال على عليه السلام: قد رضيت عن الله عزوجل وعن رسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: جمع الله بينكما، وأسعد جدكما، وبارك عليكما، وأخرج منكما كثيرا طيبا. قال جابر: لقد أخرج الله منهما كثيرا طيبا: الحسن والحسين عليهما السلام ". وأما حديث أنس: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا الحسن بن أحمد بن النبا أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد بن شاذان حدثنا أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح حدثنا أبو الحسن محمد بن نهار بن عمار التيمى حدثنا عبدالملك بن حبان الدمشقي حدثنا محمد بن دينار حدثنا هشيم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس بن مالك قال: " بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا غشيه الوحى، فلما سرى عنه قال لى: يا أنس تدرى ما جاءني به جبريل من عند صاحب العرش عزوجل ؟ قال قلت: بأبى [ أنت ] وأمى وما جاءك به جبريل ؟ قال: إن الله تعالى
[ 418 ]
أمرنى أن أزوج فاطمة من على، فادع لى أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وبعدتهم من الانصار. قال: فانطلقت فدعوتهم، فلما أخذوا مقاعدهم قال: الحمد لله المحمود بنعمه، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه، النافذ أمره في أرضه وسمائه، الذى خلق الخلق بقدرته، وميزهم بأحكامه، وأعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيهم عليه السلام. ثم إن الله تعالى جعل المصاهرة نسبا لاحقا، وحقا لازما وشح [ وشج ] به الارحام وألزمها الانام، فقال عزوجل (وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا) وأمر الله يجرى إلى قضائه، وقضاؤه يجرى إلى قدره، ولكل قضاء قدر، ولكل قدر أجل، ولكل أجل كتاب، يمح الله ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب. ثم إن الله تعالى أمرنى أن أزوج فاطمة من على وأشهدكم أنى قد زوجت فاطمة من على على أربع مائة مثقال فضة، فإن رضى بذلك على. قال: وكان على عليه السلام غائبا قد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة. ثم أمر لنا بطبق فيه بسر فوضعه بين أيدينا وقال انتهبوا، فبينا نحن ننتهب أقبل على عليه السلام، فتبسم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا على إن الله أمرنى أن أزوجك فاطمة، وإنى قد زوجتكها على أربع مائة مثقال فضة. قال فقال: قد رضيت يا رسول الله. ثم إن عليا خر ساجدا شاكرا، فلما رفع رأسه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بارك الله لكما وبارك فيكما وأسعد جدكما وأخرج منكما الكثير الطيب ". هذا حديث موضوع وضعه محمد بن زكريا فوضع الطريق الاول إلى جابر ووضع هذا الطريق إلى أنس. قال الدارقطني: كان يضع الحديث، وراوي الطريق الثانية نسبة إلى جده فقال محمد بن دينار وهو محمد بن زكريا بن دينار. الحديث الرابع في خطبة جبريل لنكاحها: أنبأنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو بكر البرقانى أنبأنا عبدالله بن
[ 419 ]
إبراهيم بن ماسى ح. وأنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأنا أبو على بن شاذان أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم ح. وأنبأنا ابن عبد الباقي قال أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أحمد بن عبدالله الحافظ حدثنا محمد بن عمر بن سلم حدثنا أبو عمرو أحمد بن خالد بن عمرو الحمصى بن أبى الدخيل حدثنا أبى حدثنا عبيدالله بن موسى حدثنا سفيان الثوري عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة بن عبدالله بن مسعود قال: " أصاب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة العرس رعدة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا فاطمة إن الله زوجك سيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين، يا فاطمة إنه لما أردت أن أملكك بعلى أمر الله عزوجل جبريل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفا ثم خطب عليهم جبريل فزوجك من على ثم أمر شجر الجنان فحملت من الحلى والحلل ثم أمرها فنثرته على الملائكة فمن أخذ منهم يومئذ أكثر مما أخذ صاحبه أو أحسن فخر به إلى يوم القيامة. قالت أم سلمة: فلقد كانت فاطمة تفخر على النساء حين كان أول من خطب عليها جبريل عليه السلام ". هذا حديث موضوع، والمتهم به خالد بن عمرو الحمصى قال جعفر الفريانى: [ الفريابى ] كان يكذب، وقد رواه سفيان بن محمد الفزارى عن عبيدالله بن موسى. قال ابن عدى: يسرق الاحاديث ويسوى الاسانيد، وفى حديثه موضوعات. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. الحديث الخامس فيما جرى عند زفافها: أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردى أنبأنا أبو بكر أحمد بن الطريثينثى أنبأنا محمد بن محمد بن مخلد حدثنا جعفر الخلدى ح. وأنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز أنبأنا أحمد بن على بن ثابت حدثنا محمد بن أحمد بن رزق أنبأنا أحمد بن محمد بن رميح قالا حدثنا المفضل بن محمد الجندي حدثنا عبدالرحمن بن محمد بن أخت عبد الرزاق حدثنا توبة بن علوان
[ 420 ]
البصري حدثنا شعبة عن أبى حمزة عن ابن عباس قال: " لما زفت فاطمة إلى على عليه السلام كان النبي صلى الله عليه وسلم قدامها وجبريل على يمينها وميكائيل على يسارها وسبعون ألف ملك خلفها يسبحون الله تعالى ويقدسونه حتى طلع الفجر ". هذا حديث موضوع. قال ابن حبان: توبة بن علوان يروى عن شعبة، وأهل العراق ما ليس من أحاديثهم. وأما ابن أخت عبد الرزاق فما نعرف أن اسمه إلا أحمد بن عبدالله. قال يحيى بن معين: هو كذاب ليس بثقة. قال أبو نعيم الاصفهانى: وأحمد بن محمد بن رميح ضعيف. الحديث السادس في ذلك أيضا: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن ابن البنا أنبأنا أبو الحسن بن الحمامى أنبأنا أبو بكر الآجرى حدثنا أبو عبد الله ابن مخلد حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أنس بن القرمطى حدثنا معبد بن عمرو البصري حدثنا جعفر عن آبائه أن أسماء بنت عميس قالت: " يا رسول الله خطب إليك فاطمة ذوو الاسنان والاموال من قريش فلم تزوجهم وزوجتها هذا الغلام، فلما كان من الليل بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سلمان الفارسى فقال: ائتنى ببغلتى الشهباء، فأتاه بها فحمل عليها فاطمة، وكان سلمان يقودها ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسوقها فبينا هو كذلك إذ سمع حسا خلف ظهره فالتفت فإذا هو بجبريل وميكائيل وإسرافيل وجمع من الملائكة كثير: فقال يا جبريل ما أنزلكم ؟ قالوا: أنزلنا نزف فاطمة إلى زوجها، فكبر جبريل، ثم كبر ميكائيل، ثم كبر إسرافيل، ثم كبرت الملائكة، ثم كبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كبر سلمان فصار التكبير خلف العرائس سنة من تلك الليلة، فجاء بها فأدخلها إلى على عليه السلام، وأجلسها إلى جنبه على الحصير، ثم قال
[ 421 ]
يا على: هذه منى فمن أكرمها فقد أكرمنى، ومن أهانها فقد أهانني، ثم قال: اللهم بارك عليهما واجعل بينهما ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ". هذا حديث موضوع لا شك فيه. ولقد أبدع الذى وضعه، أتراها إلى أين ركبت وبين البيتين خطوات ؟ وقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم " يسوقها وسلمان يقودها " سوء أدب من الواضع وجرأة، إذ جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم سائقا، ثم سلمان كان حينئذ مشغول [ مشغولا ] بالرق، ولم يكن يخلص من كتابته بعد، وما يتعدى هذا الحديث القرمطى أو معبدا أن يكون أحدهما وضعه. الحديث السابع في أنها كانت لا تحيض: أنبأنا عبدالرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن على بن ثابت أنبأنا أبو محمد عبدالله بن على بن عياض القاضى، وأبو نصر على بن أحمد الوراق قالا أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني حدثنا حاتم بن حميد بن يونس أبو بكر الشعيرى حدثنا أبو عمارة أحمد بن محمد حدثنا الحسن بن عمرو بن سيف السدوسى حدثنا القاسم بن مطيب حدثنا منصور بن صدقة عن أبى معبد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ابنتى فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث، وإنما سماها فاطمة لان الله تعالى فطمها ومحيها [ محبيها ] من النار ". قال الخطيب: في إسناد هذا الحديث من المجهولين غير واحد وليس بثابت. قال المصنف قلت: وقد روى في تسمتها حديث آخر: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا الحسن بن أحمد بن البنا أنبأنا هلال بن محمد أنبأنا أبو بكر محمد بن إسحاق الاهوازي حدثنا محمد بن زكريا الغلابى حدثنا ابن عمير حدثنا بشر بن إبراهيم الانصاري عن الاوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن أبيه عن أبى هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما سميت فاطمة لان الله تعالى فطم محبيها عن النار ".
[ 422 ]
هذا عمل الغلابى. وقد ذكرنا عن الدارقطني أنه كان يضع الحديث. الحديث الثامن في تحريمها وذريتها عن النار: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا أبو المظفر الشامي أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلى حدثنا مطين حدثنا أبو كريب حدثنا معاوية بن هشام عن عمر بن عتاب عن عاصم عن زر عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها من النار ". طريق آخر: أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد الزوزنى أنبأنا أبو على محمد بن وشاح حدثنا عمر بن شاهين حدثنا عبدالله بن سليمان ومحمد بن زهير بن الفضل ح وأنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا ابن ناجية حدثنا على بن المثنى حدثنا معاوية بن هشام حدثنا عمر بن غياث عن عاصم بن أبى النجود عن زر بن حبيش عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ". الطريقان: على عمر بن غياث ويقال فيه عمرو وقد ضعفه الدارقطني. وقال كان من شيوخ الشيعة. وقال ابن حبان: يروى عن عاصم ما ليس من حديثه، ولعله سمعه في اختلاط عاصم والاحتجاج بروايته ساقط إذا انفرد. وقال الدارقطني: إنما حدث بهذا عمر عن عاصم بن زر عن النبي صلى الله عليه وسلم فرواه عنه معاوية عن هشام فأفسده ووهم فيه. قال المصنف قلت: ثم إن الحديث محمول على ذريتها الذين هم أولادها خاصة الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وكذلك فسره محمد بن على بن موسى الرضى، فقال هو خاص للحسن والحسين. الحديث التاسع في مجيئها بثياب الدم: أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر
[ 423 ]
البيهقى أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم حدثنا محمد بن بسطام بن الحسن حدثنا أبو على أحمد بن على بن مهدى بن صدقة الرقى حدثنا أبى حدثنا على بن موسى الرضى حدثنا أبى حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن على بن الحسين عن أبيه عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
[ 423 ]
البيهقى أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدالله الحاكم حدثنا محمد بن بسطام بن الحسن حدثنا أبو على أحمد بن على بن مهدى بن صدقة الرقى حدثنا أبى حدثنا على بن موسى الرضى حدثنا أبى حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن على بن الحسين عن أبيه عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تحشر ابنتى فاطمة ومعها ثياب مصبوغة بدم فتتعلق بقائمة من قوائم العرش، فتقول: يا عدل احكم بينى وبين قاتل ولدى، فيحكم لابنتي ورب الكعبة ". هذا حديث موضوع بلاشك وما يتعدى ابن مهدى وابن بسطام. الحديث العاشر في قوله غضوا أبصاركم: روى العباس بن الوليد عن خالد الواسطي عن بيان عن الشعبى عن أبى جحيفة عن على عليه السلام: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم حتى تمر ". قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وقال الدارقطني: كذاب.
[ 424 ]
انتهى بحمد الله الجزء الاول من كتاب " الموضوعات " ويليه الجزء الثاني وأوله باب فضل في أهل البيت ومحبيهم وما ورد في ذلك من الاحاديث الموضوعة المنسوبة زورا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم