نوادر المعجزات
محمد بن جرير الطبري (الشيعي)

[ 1 ]
كتاب نوادر المعجزات في مناقب الائمة الهداة عليهم السلام تأليف أبى جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري من أعاظم علماء الامامية في المائة الرابعة تحقيق ونشر مدرسة الامام المهدى عليه السلام قم المقدسة
[ 2 ]
هوية الكتاب الكتاب: نوادر المعجزات في مناقب الائمة الهداة المؤلف: محمد بن جرير بن رستم الطبري الامامي تحقيق ونشر: مؤسسة الامام المهدي عليه السلام - قم المقدسة -. برعاية: السيد محمد باقر نجل آية... السيد المرتضى الموحد الابطحي الطبعة: الاولى العدد: (200) نسخة نموذجيا المطبعة: مؤسسة الامام المهدي عليه السلام التاريخ: ذو الحجة 1410 ه‍. ق. حقوق الطبع: كلها محفوظة للمؤسسة تلفون: 33060
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا بلطفه إلى معرفته والايمان به، وعرفنا دينه القويم وكتابه وما أنزله على نبيه صلى الله عليه وآله وحببنا سبيله بجميل إحسانه، وأحيانا على التثبت بحبل أمانته، ووفقنا لخدمة تراث أهل بيت نبيه، وإحياء آثار رسالته. والصلاة والسلام على من ختم به رسالته، وأكمل به دينه، محمد وآله المعصومين صلى الله عليه وعليهم أجمعين، ورحمته وبركاته المتواصلة على الذين اتبعوهم من المخلصين الاخيار، والموالين للنبي والائمة الاطهار. أما بعد: لما كانت المشيئة الالهية في أن يعمر الارض ويرثها أفضل خلقه، فقد جعل المولى الحق - وهو الخالق لكل شئ - عبادة الانسان له شرطا لذرئه إياهم فقال تعالى: (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون) ليكونوا النواة الصالحة للبشرية، والمخلصين لله بعبادته تعالى. ولما كانت البشرية بحاجة إلى توجيه ورعاية إلهية خالدة، ولئلا تكون لهم الحجة على الله تعالى في معصيته، ولبيان الحقائق الضرورية ومختلف مقومات الحياة، فقد كان على الله تعالى - ومن فضل رحمته على عباده - أن لا يخلي الارض من خليفة يصطفيه وينتجبه من خيار خلقه، ممن كان طاهر السريرة، عارفا بحقائق الامور، كفوءا لحمل الرسالة، واعيا لظروف امته وما تحيط به من السلبيات وشوائب السلف، وخاليا من أية عاهة أو نقص في الجسم والعقل والنسب، لكي لا يكون عرضة للشك والريب، ويستخلفه أمينا على وحيه، حافظا لحدود، متكفلا أداء رسالته مصطبرا على عبادته، صابرا على أذى قومه، يرغبهم في الطاعة ويحذرهم المعصية
[ 4 ]
وينذرهم عواقب السيئات بما ينزل عليهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر يوم يقوم الناس لرب العالمين. وبما أن هذه الدعوات الالهية الى المعارف الغيبية لا تحتملها علومهم الحسية، كما لا يحتملون مفاجأة الامر الجديد الذي يدعو الى تغيير سلوك ما كانوا عليه، ولا تطيق إمرة شخص عليهم - من بينهم - دون اختيارهم، فكان على الرسالة السماوية أن تبرهن معجزة ظاهرة وآية باهرة، حتى يكونوا على بينة من أمرهم في تصديق الرسول صلى الله عليه وآله بما أتاهم عن الله تعالى، وينالوا جوابا لما يختلج في نفوسهم وتعارضه أفكارهم بقولهم: (فات بآية إن كنت من الصادقين). فبعث - الله تعالى - أنبياء امناء إلى الارض بالايات البينات، والمعجزات الباهرات ليعرفوا البشرية آفاق الرسالة السماوية، ويبلغوهم المطالب النورانية، ويدعوهم إلى عبادة الواحد الاحد، ونبذ ما كانوا عليه من العبادات والتقاليد السقيمة البالية التي ورثوها. ومن الضروري أن رسالات الانبياء لا تختص باثبات وجود الصانع الذي لا تتوقف معرفته على إتيان المعجز والبراهين، لان الانسان السوي ذا الفطرة السليمة إذا نظر في آيات السماوات والارضين وما بينهما من النبات والحيوان والانسان والماء والهواء وغيرها - خلقا ونظاما - يستدل بفطرته تلك على أن هذه كلها بقدرة حكيم قوي، صانع عليم، لا يقاس علمه وحكمته وقدرته بما يصنعه الانسان -. الذي خلق ضعيفا - مهما بلغ من درجات العلم والكمال فلا يكون إلا كما قال تعالى: " إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنفذوه منه ضعف الطالب والمطلوب " وقوله: " وما اوتيتم من العلم إلا قليلا ". وبعد هذه النظرة الواقعية، تنادي الفطرة مستنكرة ومتمثلة بما ذكره تعالى في محكم كتابه: " أفي الله شك فاطر السماوات والارض " ثم تجيب: لا، بل تسبح له ما في
[ 5 ]
السماوات والارض، وإنه إله إلا هو خالق كل شئ وهو على كل شئ قدير. وبالجملة فرسالات الانبياء لا تنحصر بمثل إثبات الخالق بل تتعداها إلى أنواع المعارف الالهية، وغيبه وأحكامه وثوابه وعقابه في يوم القيامة، يوم يحيي فيها الموتى بعد ما صارت العظام رميما. ومن غرائب النفوس البشرية البسيطة، أنها قاصرة عن إدراك تلك المعارف الغيبية - قبل أن تشاهدها - إلا بدلائل صدق مدعيها عقلا، فالعقل يحكم بضرورة إتيان المعجزة وبأن من أتى بها حقا فهو صادق في دعواه بالرسالة منه تعالى. كما مر على الامم السالفة كذلك، وينطق القرآن الكريم بما يحكيه لنا من قصص ثلة من الانبياء مع اممهم ولقد قالوا لهم: إئتونا بآية ! فجاءوهم بآيات بينات، فهذه الفطرة باقية، والسنة جارية وحجة الله بالغة إلى يوم القيامة، وهذه مشيئة الباري تعالى - بالنسبة الى عامة الانبياء - في تعزيز رسالته بالقوة الدامغة والبراهين الساطعة بواسطة أنبيائه واوصيائهم عليهم السلام. وأما خاتمهم إلى آخر الدهر فهو أفضل الانبياء، واكملت رسالته بخير الاوصياء - علي وبنيه - الائمة والقادة المعصومين، الذين خلقهم تعالى من نوره قبل أن يخلق الخلق، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فهم الادلاء عليه سبحانه، كما أعطاهم من الفضل وكثرة الكرامات ما لم يعط أحدا قبلهم، ووهبهم المعجزات وسخر لهم كل شئ باذنه تعالى، ليظهر بهم دينه حتى تقوم الساعة ولو كره الكافرون. فإذا كان (آصف بن برخيا) الذي آتاه الله تعالى علما من الكتاب، أتى بعرش بلقيس قبل أن يرتد الطرف، فحقيق على الله تعالى أن يطلع من أنباء الغيب من عنده علم الكتاب الائمة الاطهار الاثني عشرة عليهم السلام بواسطة نبيه محمد صلى الله عليه وآله كما قال تعالى: (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك) والرسول الكريم بدوره أطلع الائمة بما أنبأه الله تعالى إماما بعد إمام، والائمة كلهم واحد، وأولهم وآخرهم واحد، كما قال الصادق عليه السلام: " المنكر لاخرنا كالمنكر لاولنا " وقال: من " أنكر واحدا من الاحياء فقد أنكر الاموات ".
[ 6 ]
والحق أن ما اعطوا من الكرامات والمعجزات الالهية التي كانت تبرهن إمامتهم لمن كان يجحدها أو بشك فيها ولحكمة تقتضي أن يظهرها الائمة عليهم السلام، قد أبهرت عقول البشرية وحيرتهم في الاتيان بوصف كنههم عليهم السلام. ورغم تلك البراهين الساطعة الدالة على نبوة الانبياء ورسالتهم - بلا إكراه ولاجبر - فقد يتمادى بعض الضالين والطغاة بغيهم، فينالوا جزاءهم: " ليهلك من هلك عن بينة ويحيي من حي عن بينة ". وقد أشار إليهم القرآن المجيد في مواضع كثيرة من قصص الانبياء. ومن نتائج التاريخ المظلم، والظروف العصيبة القاسية والملابسات التي أحاطت بحياة ووضع الائمة عليهم السلام وجور الحكام الظالمين، وحقد الحاقدين، وحسد الحاسدين، ومخالفة المخالفين، ووضع الوضاهين وأصحاب البهتان والزور أن كل ما ظهر من خوارق العادات والايات الباهرات من النبي والائمة الاطهار حسب الضرورات، لم يصل إلى عصرنا عصر النشر والنور والمعرفة. نعم لقد وصلنا من تراثهم في المعجزات النزر اليسير الذي حافظ عليه موالوهم من الشيعة وغيرهم ممن حرص على كتابته وطبعه ونشره. وقد أخذت مؤسستنا الموقرة على عاتقها - حرصا منها - جمع ونشر علوم وآثار أهل البيت ومعجزاتهم عليهم السلام كما هو دأبها. وقد نشرت كتاب (الخرائج والجرائح) للشيخ الفقيه المحدث قطب الدين الراوندي الذي تضمن معجزات النبي والائمة عليهم السلام.
[ 7 ]
والان - عزيزي القارئ - بين يديك هذا السفر المتواضع في حجمه، والعظيم في محتواه، المسمى ب‍ " نوادر المعجزات في مناقب الائمة الهداة عليهم السلام ". تأليف الشيخ الجليل أبي جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب دلائل الامامة. وقد حرصنا في تحقيقه بكل ادقة وامانة، لاخراجه بالشكل اللائق ووضعه بين يدي القراء الاعزاء، لعلهم ينتهلون من فيوضات الاثار التي خلفها لنا أئمتنا الاطهار عليهم السلام باظهار فضلهم وكراماتهم على الله تعالى وعلو شأن شيعتهم لديهم. وورثها العلماء الامناء وحفظوها تراثا وحجة لمن سواهم. وغير خفي أن حفظ الاثار خلفا عن أسلافنا الابرار وأداء الامانة والرسالة الحديثية منهم لا يوجب الالتزام بصحة جميعه، بل إن هذا كأحد الكتب الموروثة - سوى القرآن - يحتاج إلى تحقيق وتثبت أكثر. وإنما غرضنا العثور على جامع كبير لاثارهم عليهم السلام في كل موضوع، راجين المولى العلي القدير أن يوفقنا للسير على هداهم، وأن يلهمنا بصيص أنوار علومهم ويكلل مساعينا لخدمة نشر معارفهم وآثارهم بالتوفيق والسداد، إنه ولي التوفيق.
[ 8 ]
التعريف بالنسخة ومنهج التحقيق: بفضل الله تعالى ومنه اعتمدنا في تحقيق هذا الكتاب على نسخة فريدة وقعت بأيدينا بعد عناء وجهد طويلين، ولم نعثر على ما سواها. وقد كانت تلك النسخة كثيرة السقط والخطأ والبياض، بالاضافة إلى ضعف خطها. وقد قابلنا هذا الكتاب - الوحيد - الذي اعتبر التوأم لكتاب دلائل الامامة - لنفس مصنفه - مع مصادره والبحار كما هو المألوف، لدينا لاثبات متن صحيح وقويم للخبر، بعد إجراء التعديلات اللازمة، والاشارة في الهامش إلى كل اختلاف لفظي ضروري. وطبيعي أن مثل هذا يحتاج إلى تكرار المقابلة من قبل مجموعات مختلفة مستخدمين العدسة المكبرة، وتخريج المصادر والمتحدات وبالاخير تقويم النص. كما أشرنا مفصلا إلى المصادر والاتحادات لكل حديث في نهايته، واعتمدنا على المصادر اللغوية لشرح أكثر الالفاظ اللغوية شرحا موجزا. ووضعنا ترجمة لثلة من الاعلام التي وردت في أسانيد الروايات ومتونها خصوصا تلك التي ورد فيها تصحيف أو تحريف، معتمدين على كتب الرجال والتاريخ المعتبرة والقيمة. وكذلك الحال لاسماء الاماكن والبقاع والاقوام والفرق والقبائل. علما بأن ماكان بين [ ] دون إشارة في الهامش فهو مما استظهرناه أو أثبتناه من سائر المصادر أو بعضها. وختاما فاني أشكر جميع الاخوة الافاضل العاملين في مؤسستنا، الذين آزرونا وتعاونوا في إخراج هذا المستطاع. كما نشكر السيد باسم الموسوي الذي قام بتقويم النص ابتداءا بعد الاستنساخ والمقابلة والتصحيح واستخراج المصادر والاتحادات، وقبل الخوض في مراحل التأكيد والتدقيق والتحقيق والتوضيح.
[ 1 ]
بسم الله الرحمن الرحيم ترجمة المؤلف: هو أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الاملي، من كبار علماء الامامية في القرن الرابع الهجري، وهو من الاصحاب الاجلاء، جليل القدر، دين، كثير العلم، حسن الكلام، ثقة في الحديث، وله كتاب " غريب القرآن " ذكره ابن النديم (ص 52) لدى ذكره الكتب المصنفة في غريب القرآن، معبرا عنه ب‍ " أبي جعفر بن رستم الطبري ". وقد اختلف المؤرخون في تحديد عصره ومعاصريه وفي نسبة التصنيف إليه فقد لقبوا بهذا الاسم: الكبير والصغير والمتأخر والسمي. وقد وصفه صاحب الذريعة عند ذكره " نوادر المعجزات في مناقب الائمة الهداة عليهم السلام بمحمد بن أبي جعفر بن رستم أبي جعفر الاملي الطبري الكحي كوهي " الصغير في قبال الطبري الكبير الامامي صاحب المسترشد المعاصر للطبري المؤرخ المتوفى سنة 310 ه‍. ويروي المؤلف عن أبي الفضل الشيباني، وعن أبي الحسين بن محمد بن هارون التلعكبري، وعن أحمد بن محمد الجوهري " صاحب مقتضب الاثر " وعن أبي التحف علي بن ابراهيم المصري (1). ووصفه الشيخ الطوسي في الفهرست بالكبير وثناه النجاشي بالامامي، وقد ذكرا له كتاب المسترشد في الامامة (2) يروي عنه الشريف أبو محمد الحسن بن 1) الذريعة الى تصانيف الشيعة: 4 / 349 برقم 1880. 2) الفهرست: 281 برقم 123، ورجال النجاشي: 332 برقم 879
[ 2 ]
حمزة المرعشي الطبري المتوفى سنة 538 ه‍، وهو معاصر لسميه محمد بن جرير ابن يزيد الطبري العامي، صاحب التاريخ والتفسير الكبير بن المولود سنة 224 ه‍ والمتوفى سنة 310 ه‍ على ما في فهرس ابن النديم (1). وقد ترجم الشيخ الطوسي والنجاشي لهذا العامي مصرحين بأنه عامي، وأنه ألف التاريخ والتفسير الكبير بن، كما ترجما للامامي الكبير مؤلف " المسترشد " ولكنهما لم يترجما لمحمد بن جرير المتأخر مؤلف " دلائل الامامة " والذي كان معاصرا لهما، والدليل على ذلك عدة امور: 1 - روايته في كتابه " دلائل الامامة " عن كثير من مشايخهما منهم: أبو عبد الله الحسين ابن إبراهيم بن علي (عيسى خ ل) المعروف بابن الخياط القمي من مشايخ الشيخ الطوسي، ومنهم: محمد بن هارون بن موسى التلعكبري المتوفى سنه 387 ه‍ الذي يروي عنه النجاشي عن والده التلعكبري، كما يروي الشيخ الطوسى عن أخيه الحسين ابن هارون بن موسى عن والده، ومنهم: أبو المفضل الشيباني المتوفى سنة 385 ه‍ الذي أدركه النجاشي أيضا ولكنه امتنع عن الرواية عنه إلا بواسطة، لرعاية الاحتياط. ومنهم: أبو عبد الله الحسين بن الغضائري. 2 - روايته عن جمع ممن يروون عن الصدوق أبي جعفر بن بابويه، كما يروي الشيخ والنجاشي عن جمع ممن يروون عن الصدوق أيضا، كما أن الشيخ الطوسي والنجاشي وصاحب دلائل الامامة يروون جميعا عن جمع ممن يروون عن التلعكبري. 3 - أنه ألف " دلائل الامامة، بعد سنة 411 ه‍ التي توفي فيها ابن الغضائري وهو شيخهم جميعا، فانه عند ذكر معجزة صاحب الزمان عليه السلام ص 300 من المطبوع قال: " نقلت هذا الخبر من أصل بخط شيخنا أبي عبد الله الحسين بن الغضائري (ره). فيظهر وفاته قبل النقل عن خطه. 1) فهرس ابن النديم: 95.
[ 3 ]
مع أن ترك الشيخ الطوسي والنجاشي ترجمتهما له في كتابيهما لا يدل على عدم وجوده. فانهما قد تركا ترجمة جمع من المصنفين الاجلاء المعاصرين لهما مثل: 1 - الكراجكي المتوفى سنة 449 ه‍. 2 - سلار بن عبد العزيز تلميذ الشيخ المفيد المتوفى سنة 413 ه‍. 3 - القاضي عبد العزيز بن براج تلميذ الشريف المرتضى المتوفى سنة 436 ه‍. 4 - الشيخ محمد بن علي الطرازي مؤلف " الدعاء والزيارة ". وغير هؤلاء ممن ذكرهم الشيخ منتجب الدين بن بابويه المتوفى 385 ه‍ في فهرسه أو لم يذكرهم الشيخ منتجب الدين أيضا كالطرازي المذكور، والطبري صاحب الدلائل هذا وغيرهما ممن ضاعت عنا أسماؤهم وآثارهم. والمراجع لاسانيد روايات هذا الكتاب يظهر له أن المؤلف يرويها على ثلاثة أنحاء: الاول: ما رواه عن مشايخه الذين تحمل عنهم الحديث بالاجازة أو القراءة أو السماع، حتى صح له أن يقول: حدثنا، أخبرنا، حدثني، أخبرني، وهؤلاء الذين صدر الرواية عنهم بقوله: حدثني، أخبرني، هم مشايخه لا محالة. وإذا نظرنا فيهم رأينا أن بعضهم من مشايخ النجاشي المتوفى سنة 450 ه‍ خاصة، وبعضهم من مشايخ الطوسي المتوفى سنة 460 ه‍ خاصة، وبعضهم من مشايخهما معا، وبعضهم ممن يختص به مؤلف دلائل الامامة ولا يروي الطوسي والنجاشي عنه كأبي طاهر عبد الله الخازن، كما وقع في (ص 93 و 239) من الدلائل المطبوع، ويروي أبو طاهر في كلا الموضعين عن أبي بكر محمد بن سالم القاضي الجعابي المتوفى سنة 355 ه‍ - كما أرخه في تاريخ بغداد -. فظهر أن أبا طاهر شيخ صاحب الدلائل مع الشيخ المفيد (ره) الذي هو استاذ الطوسي والنجاشي كانا في طبقه واحدة لروايتهما عن القاضي الجعابي.
[ 4 ]
كما أن صاحب الدلائل مع الطوسي والنجاشي كانوا في طبقة واحدة لاشتراكهم في مشايخ كثيرة. فظهر أنه قد سقط اسم الشيخ صاحب الدلائل عن أول السند الموجود في النسخ الناقصة منه، فان الموجود هكذا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي مع أنه بقرينة السندين المذكور بن في (ص 93 و 239) يكون هكذا: وحدثني أبو طاهر عبد الله بن أحمد الخازن، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر ابن سالم التميمي الجعابي. فرواية صاحب الدلائل عن الجعابي بالواسطة في الموضعين دليل على سقوط أول السند فيما وصل إلينا منه، كما سقط في أول الكتاب إلى هذا الحد. وقرينة اخرى على ذلك أن السيد ابن طاووس روي في " أمان الاخطار " عن محمد بن جرير بن رستم، عن أبي طاهر عبد الله بن أحمد الخازن، عن أبي بكر محمد ابن عمر القاضي الجعابي، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة المتوفى سنة 323 ه‍ (كما ذكر). الثاني: ما رواه برفع الحديث الى رجل معين متقدم عليه كقوله: روى جميل ابن دراج، روى إبراهيم بن هاشم، روى الحسين بن علاء، روى الحسن بن علي الوشاء، روى الهيثم النهدي، روى عباد بن سليمان، روى أبو حامد السندي. وقد ذكر الثلاثة الاخيرة في (ص 191) من المطبوع، وغير هؤلاء من القدماء فيحتمل أنه وجد الرواية في كتبهم أو وصلت إليه الرواية مسندة فأرسلها هو اختصارا. الثالث: ما رواه عن رجل متقدم بعنوان (قال). فجاء في ص 31 [ قال الصفواني ] وفي ص 182 [ قال أبو عبد الله المرزباني ] وجاء مكررا [ قال أبو جعفر بن بابويه ] وأمثال هؤلاء ممن لم يلقهم، فانه يروي عن الصفواني والصدوق بواسطة النقيب أبي محمد الحسن بن أحمد المحمدي، فروايته عنهم يقال رواية عن كتابهم.
[ 5 ]
الرابع: ما رواه بعنوان [ قال أبو جعفر ] ومراده فيه مختلف في الموارد. ففي كثير من الروايات أن مراده (من أبي جعفر) هو أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الذي يروي غالبا عن سفيان بن وكيع بن الجراح الرواسي الكوفي المتوفى سنة 247 ه‍، عن أبيه، عن الاعمش كما في الصفحات (66 و 67) من المطبوع، وعن أبي محمد عبد الله بن محمد البلوي كما في الصفحات (65، 66، 74، 75، 84، 85 و... وغيرها) والبلوي يروي عن عمارة بن زيد، وعن محمد بن الحسن بن عبد الله الجعفري المذكور في رجال النجاشي. وفي بعض الموارد مراده - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري - الذي كان من أصحاب الامام الحسن العسكري عليه السلام المستشهد سنة 260 ه‍، ويخاطبه الامام بقوله: [ يابن جرير ] كما في (ص 224 و 225) وقد يريد بأبي جعفر، محمد بن جرير بن يزيد العامي المؤرخ والمفسر المتوفى سنة 310 ه‍ فانه يروي في (ص 30) عن القاضي أبي إسحاق ابراهيم بن مخلد بن جعفر بن سهيل بن حمران الدقاق. ومن المعلوم أن إبراهيم بن مخلد هو من مشايخ النجاشي ويروي عن أبيه مخلد وهو بدوره يروي عن محمد بن جرير المؤرخ. فصاحب الدلائل يروي عن سميه المؤرخ بواسطتين هما: إبراهيم وأبو مخلد. وكذا يروي عن سميه الاخر الكبير مؤلف المسترشد بثلاث وسائط. فان صاحب الدلائل يروي عن الصدوق بواسطة واحدة وهو الشريف الحسن بن أحمد المحمدي، والصدوق يروي عن صاحب المسترشد بواسطة واحدة كذلك وهو محمد بن إبراهيم الطالقاني. ثم إن مؤلف الدلائل معاصر للنجاشي وهو مع أن له الاسناد العالية لم يحصل له طريق الرواية عن صاحب المسترشد إلا بواسطتين، فلا يصح دعوى رواية مؤلف الدلائل عن مؤلف المسترشد بدون واسطة، وبما أن النجاشي يروي بعدة طرق عن الكليني المتوفى سنة
[ 6 ]
329 ه‍ بواسطتين، يظهر أن مؤلف المسترشد كان متعاصرا مع الكليني (تقريبا) ولم يكن ممن أدرك أحد الائمة عليهم السلام ظاهرا، فانه لو كان كذلك لكان الطوسي والنجاشي قد ذكرا ذلك كما هو ديدنهما. وعلى هذا فمؤلف المسترشد غير ابن جرير الذي خاطبه الامام العسكري عليه السلام ثلاث مرات ضمن قصة المعجزات التسع الواردة في " مدينة المعاجز " بقوله: يابن جرير. إذ يستبعد بقاء من خاطبه الامام العسكري عليه السلام المستشهد سنة 260 ه‍ الى عهد الكليني، فالمخاطب هو سمي آخر لمؤلف المسترشد. وأيضا كان مؤلف المسترشد معاصرا لحسين بن روح (ره) المتوفى سنة 326 ه‍ لانه يروي عنه من أدرك الحسين بن روح، وهو أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني الذي هو من مشايخ الصدوق... رحمهم الله، والطالقاني هذا روى عن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب المسترشد الحديث الموجود في نسخة المسترشد. والصدوق (ره) روى هذا الحديث بعينه عن محمد بن إبراهيم الطالقاني، عن محمد بن جرير الطبري في باب الثلاثة من كتاب " الخصال ". وروى عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن جرير الطبري أيضا في المجلس الخامس من " أماليه " في كيفية ورود فاطمة عليها السلام الى المحشر، وابن جرير في هذا السند يروي عن أبي محمد الحسن بن عبد الواحد الخزاز، عن اسماعيل بن علي السندي. وفي المجلس 63 من " أمالي الصدوق " أيضا محمد بن إبراهيم، عن محمد بن جرير، عن الحسن بن محمد، عن محمد بن عبد الرحمان المخزومي، ورواية اخرى لمحمد بن جرير، عن الحسن بن محمد، عن الحسن بن يحيى الدهان، وقال نفسه في المسترشد: حدثنا أحمد بن مهدي، وقال أيضا: أخبرني الحسن بن الحسين العرني
[ 7 ]
وبالجملة فصاحب الترجمة هو: محمد بن جرير " الكبير " في طبقة سميه المتوفى سنة 310 ه‍ وهؤلاء مشايخه، ومنهم أيضا أحمد بن رشيد كما في المجلس 47 من " الامالي ". وأما محمد بن جرير " المتأخر " فهو يروي في كتابه " الامامة " عن القاضي أبي الفرج المعافا النهرواني الذي كان أوحد عصره في مذهب محمد بن جرير المؤرخ والمفسر في سنة 377 ه‍ كما ذكره ابن النديم. والمعافا يروي عن محمد بن أحمد بن محمد ابن أبي الثلج المتوفى سنة 325 ه‍، وهو من أصحاب أبي جعفر محمد بن جرير المؤرخ والمفسر كما ذكره ابن النديم. وأما نسبة ابن النديم " المسترشد " إلى ابن جرير المؤرخ والمفسر، فهي إما من اشتباهه في إسم المؤلف، أو أن " المسترشد " الذي للطبري صاحب التفسير هو كتاب آخر مشارك مع الموجود في الاسم. كما أن ابن طاووس في كتاب " اليقين " و " الطرف " روى عن " مناقب أهل البيت عليهم السلام " عدة أحاديث وجزم بأنه لابن جرير المؤرخ والمفسر وهو غير واضح، بل الظاهر أن " مناقب أهل البيت " لصاحب الترجمة، وهو مرتب على الحروف من أسماء من روى ابن جرير عنهم. وفي باب الياء ذكر روايته عن يوسف بن علي البلخي، كما ذكره ابن طاووس في " الطرف "، و " المناقب " هذا غير " مناقب فاطمة عليها السلام " الذي ينقل عنه السيد هاشم البحراني في " مدينة المعاجز " فانه لمحمد بن جرير الصغير المتأخر عن هذا الكبير والمعاصر للطوسي والنجاشي والمشارك معهما في جملة من المشايخ. ثم إنه من المحتمل جدا أن الطبري صاحب الترجمة كان معاصرا للطبري صاحب التاريخ والتفسير، وأنه هو الطبري (الكبير) الذي أدرك أبا محمد الحسن العسكري عليه السلام ورأى منه تسع معجزات وعبر عنه ب‍ (الحسن بن على السراج) وقد خاطبه الامام عليه السلام
[ 8 ]
بقوله: يابن جرير، وأنه رأى خط الامام بهلاك الزبير بن جعفر المتوكل بعد ثلاثة أيام. وأنه روى عن علي بن محمد بن زياد الصيمري وهو من أصحاب الامام الهادي عليه السلام. وأن محمد بن جرير الطبري صاحب " دلائل الامامة " وهو الصغير والذي ذكر فيه المترجم له قائلا: " قال محمد بن جرير الطبري: رأيت الحسن بن علي السرج ". وقد رواها السيد البحراني التوبلي في " مدينة المعاجز " ووصف - مؤلف هذا الكتاب - بقوله: الطبري محمد بن جرير الاملي، كثير العلم، حسن الكلام إلا أنه زعم كونه محمد بن جرير الامامي " صاحب المسترشد " وأقول: لعل هذا الخلط منشأه عدم وجود ترجمة ل‍ (محمد بن جرير الطبري) المتأخر في اصولنا الرجالية على ما عندي. ثم اعلم أن أول من عثرنا على أنه نقل من هذا الكتاب هو السيد علي بن طاووس المتوفى سنة 664 ه‍، ثم السيد هاشم البحراني، كما أنه نقل بعض رواياته الشيخ المجلسي (ره) المتوفى سنة 1110 ه‍ في بحار الانوار وكذا غيره من المتأخرين. وأخيرا نقول: إن صاحب الترجمة قد جمع بعضا مما ألفه من كتب شتى ونوادر في مناقب ومعجزات الائمة الاطهار عليهم السلام وعلومهم واحتجاجاتهم، مما لا يستغني عنها الباحثون وطالبو الحق والحقيقة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين أولا وآخرا وصلوات الله على محمد وآله رسولا وإماما.
[ 9 ]
مقدمة المؤلف: بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي الحمد لله الذي نور قلوبنا بهداية محمد، وشرح صدورنا بولاية علي وصلى الله عليهما وعلى آلهما المعصومين المنصوصين صلاة دائمة إلى يوم الدين. اما بعد، فان الله سبحانه وتعالى لما أبدع العالم وذر الناس وبسط لهم أرزاقهم أوجبت حكمته أن يدعوهم إلى معرفة خالقهم، وعبادة رازقهم، واقتضى عدله أن أمرهم بالعدل والاحسان، ونهاهم عن الفحشاء والمنكر والبغي، لا لحاجة منه سبحانه إلى ذلك، بل لحاجة خلقه إلى ما فيه صلاحهم في الدنيا والاخرة. فأرسل إليهم رسله صلى الله عليهم مبشرين ومنذرين، وبعث فيهم حججه والداعين إليه، والناطقين عنه، ليبصرهم الرشد، ويعلمهم الكتاب والحكمة ويهديهم إلى الصراط المستقيم. وجعلهم (صلوات الله عليهم) كاملين معصومين، قادرين عالمين بما كان وبما يكون، ليقيموا للناس البراهين الساطعة، والدلائل الواضحة، وليظهروا القدرة الباهرة، والمعجزة التامة التي تشهد بصدق قولهم: أنه من قبل الصانع القديم الازلي رب العالمين، خالق السماوات والارضين جلت عظمته. ولو لم يجعلهم كذلك - قادرين كاملين عالمين معصومين - لم تبد من أولهم
[ 10 ]
وأوسطهم وآخرهم القدرة الباهرة، والمعجزة التامة، والبراهين الساطعة، والدلائل الواضحة، والعلوم الكاملة [ و ] ما اتبعهم أحد، [ و ] ما آمن بهم نفر ولصارت امور الخلق داعية إلى البوار وذهاب الحرث والنسل. وشاهد ذلك قول الله عزوجل: (فلله الحجة البالغة) (1) والحجة البالغة هي الرسل والائمة عليهم السلام، الذين احتج الله تعالى بهم على الملائكة والجن والانس. والحجة البالغة - فيما وصف الله تعالى من حجته - حجة لا تخلو من أن تكون بالغة من بعض الاحتجاج، وفوقها ما هو أبلغ منها وأتم وأكمل في كل الاحتجاج. وأن تكون " بالغة " في كل الاحتجاج حتى لا يكون فوقها تام هو أتم منها. ولاكمال هو أكمل من صفاتها، فان كانت بالغة في بعض الاحتجاج دون بعض. وفوقها ما هو أتم وأكمل منها، فهي حجة ناقصة عن حدود التمام والكمال. ثم لا يخلو الحكيم القادر عزوجل من أن يكون قادرا على الاحتجاج على خلقه في الاتم والابلغ والاكمل، أو أن يكون غير قادر على ذلك، فان كان غير قادر - ونعوذ بالله من هذا القول - لزم أن يكون مخصوص القدرة، ومعتل الحكمة، فيكون قادرا على الشئ عاجزا عن غيره، حكيما في شئ غير حكيم في غيره. وهذه صفات خارجة عن (2) صفات أفعال الحكيم، لانها كلها توجب الاضطرار فيما عجز عنه وغفل عن الحكمة فيه، ولا يوجب هذا ممن أقر بالصانع القديم إلا جاهل عمي، وغافل غوي. فان كان قادرا على الاحتجاج بالاتم والاكمل لزم في حكم الحكمة وتمام القدرة أن يحتج على خلقه بكمال حجة، وتمام دعوة. وقوله (3): (فلله الحجة البالغة) يوجب أنه ليس فوقها أبلغ ولا أتم ولا أكمل 1) الانعام: 149. 2) استظهرناها، وفى الاصل " غير ". 3) استظهرناها، وفى الاصل " لقوله ".
[ 11 ]
منها، وأنها بالغة التمام والكمال في جميع وجوه الاحتجاج. ويوجب (1) باضطرار - لا محيص عنه - أن حججه والداعين إليه والناطقين عنه عليهم السلام معصومون، قادرون على كل شئ، عالمون بما كان وبما يكون إلى آخر الزمان. وإذ اثبت ولزم أن نبينا صلى الله عليه وآله بهذه الصفة في العصمة والكمال والقدرة، وأن الانبياء الذين أرسلهم الله قبله كانوا بهذه الصفة، وكذلك أوصياؤهم الذين هم حجج الله في أرضه، لزم أن يكون الائمة الذين يقومون مقام نبينا - صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين كذلك يشاكلونه في العصمة والكمال والقدرة وما شاكل ذلك. وأن لافرق بينه - صلى الله عليه وآله - وبينهم صلوات الله عليهم إلا رتبة النبوة، ليكون الدين كاملا، والحجج بالغة في كل الاحتجاج، قال الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) (2) الاية. وكمال الدين يكون بكمال الحجة، وأن تكون بالغة في جميع الاحتجاج. ثم وجب أن يكون القيم بأمر الدين بعد الرسول صلى الله عليه وآله من اختاره الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله، فان من تختاره الامة يكون خارجا عن حد الكمال، داخلا في حد النقصان. وليس للامة اختيار الامام مع قول الله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) (3) [ و ] مع قوله تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) (4). وإذا لزم وثبت أن الائمة الطاهرة من عترة نبينا صلى الله عليه وآله، الذي هو سيد المرسلين وخاتم النبيين صلى الله عليه وآله هم الحجج البالغة لله سبحانه في أرضه، ثبت لهم صحة المعجزات التامة، والقدرات الباهرة، والبراهين الواضحة، التي كانوا يحتجون بها 1) استظهرناها، وفى الاصل " انهم ". 2) المائدة: 3. 3) الاحزاب: 36. 4) الاحزاب: 6.
[ 12 ]
على عباد الله، ويظهرونها (1) لهم كما كانت الاوصياء وخلفاء الانبياء الذين تقدموا نبينا - صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين - الذي هو سيدهم لاولهم وآخرهم أظهروها للامم السالفة واحتجوا بها عليهم، على ما قصها الله تعالى إلى خيرته في محكم كتابه [ فحكى ] (2). عن وصى سليمان عليه السلام الذي كان عنده علم من الكتاب فأتى بعرش بلقيس من سبأ إلى مقام سليمان عليه السلام بيت المقدس - مسيرة خمسمائة فرسخ - قبل أن يرتد إليه طرفه. وكان هذا الوصي آصف بن برخيا وهو ابن عمه ووصيه وزوج ابنته. (3) هذا يوجب فضل نبينا صلى الله عليه وآله على جميع الانبياء عليهم السلام، وكان فضل أوصيائه على كافة أوصياء الانبياء الذين كانوا قبل نبينا صلى الله عليه وآله [ كفضله عليهم ] (4) وعلى جميع المرسلين. والمشهور من معجزات يوشع بن نون بن إفرائيم (5) بن يوسف الذي كان وصي موسى عليه السلام، أنه كان في بعض غزواته فعن (6) له ما أعجزه عن صلاة العصر في وقتها حتى غربت الشمس، فتكلم عليه السلام بكلمات فرد الله الشمس إلى المكان الذي يصلي فيه العصر، فصلى هو ومن معه من المؤمنين، وهذا مما لا يختلف فيه لشهرته بين أهل العلم. (7) ووصى المسيح عليه السلام هو شمعون الصفا عليه السلام، وكان يبرئ الاكمه والابرص ويأتي بالمعجزات والبراهين التي كان يظهرها المسيخ عليه السلام على ما اتفقت عليه روايات أصحاب الحديث، وكان معه شيعته الصديقون، فمن آمن به فهو مؤمن ومن جحده [ كان ] كافرا، ومن شك فيه كان ضالا. (8) 1) استظهرناها، وفى ط و " وليظهروا بها ". 2) أثبتناها للزمها. 3) أورد نحوه في اثبات الوصية: 70. 4) أضفناها للزوم السياق. 5) في ط " أفايم " تصحيف. 6) عن: ظهر أمامه واعترض. 7) راجع تاريخ الطبري: 1 / 310، الكامل لابن الاثير: 1 / 202، اثبات الوصية: 60 8) أورد مثله في اثبات الوصية: 82. ولزيادة الاطلاع راجع البحار: 14 / 345 ب 42.
[ 13 ]
ودانيال عليه السلام كان وصي منذر بن شمعون فأخذه وأصحابه من المؤمنين (1) بختنصر وكان ملكا كافرا عنيدا خبيثا، وأمر أن يتخذ لهم اخدود فيه النار، ثم أمر بدانيال عليه السلام وأصحابه المؤمنين أن يلقوا في النار، فلم تحرقهم النار، فلما رأى أن النار لا تحرقهم أمر أن يطرحوا في جب فيه السباع، فلاذت السباع بهم وتبصبصت حولهم. فلما رأى تلك الحال عذبهم بأنواع العذاب فخلصهم الله منه، وأدخلهم جنته، وضرب الله تعالى مثلهم في كتابه فقال: (قتل أصحاب الاخدود * النار) (2) الاية. إلا أن الذين انقلبوا على أعقابهم - على ما قصه الله تعالى في محكم كتابه (3) - واختاروا أئمتهم بعد النبي صلى الله عليه وآله - وعدلوا عمن نصبه الله ورسوله - ومالوا إليهم بمشاكلتهم إياهم في النقص وقلة الفهم لينالوا من دنياهم، ولما رجوهم من الارتقاء إلى درجتهم الدنياوية بعدهم، وأحلوهم عندهم محل الائمة الطاهرين المعصومين الكاملين القادرين الذين جعلت (4) إليهم الامامة بالنصوص. أنكروا معجزات الائمة في شريعة نبينا صلى الله عليه وآله خصوصا لئلا يطالب أحدهم باقامة معجزات، وإظهار برهان ودليل، وأرادوا إطفاء نور الله بأفواههم وأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون. 1) زاد في ط (فهربته من). واللفظ في اثبات الوصية هكذا: وقام دانيال بالامر بعده ومضى بخت نصر وملك ابنه (فهرا) وكان كافرا خبيثا... والامر لا يخلو من غرابة حيث أن كتب التاريخ تحكى عن بخت نصر بانه هو الذى اتخذ الاخدود لدانيال، وتجدر الاشارة الى أن ابن الاثير في الكامل: 1 / 261، قال: قد اختلف العلماء في الوقت الذى أرسل فيه بخت نصر على بنى اسرائيل، فقيل: في عهد أرميا النبي ودانيال... وقيل. راجع التفاصيل في البحار: 14 / 351 ب 25، وتاريخ ابن الاثير المذكور ص 267 2) أورده في اثبات الوصية: 85 مثله، والاية: 4 و 5 من سورة البروج. 3) في سورة آل عمران: 144. 4) استظهرناها، وفى ط " فصلت ".
[ 14 ]
فلما وجدت ذلك كذلك، حاولت أن اؤلف مما أظهروه من المعجزات، وأقاموه من الدلائل والبراهين، مما سمعته وقرأته، في كتاب مقصور على ذكر المعجزات والبراهين، ليسهل حفظها وبلوغ ما اوردت فيها من أحاديث عجيبة هائلة مهولة. فانها من المشكلات التي تتهافت فيها العقول لكونها من المعضلات [ مما ] لا يتحمله إلا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان. وجمعت من كتب شتى من مناقبهم وعلومهم واحتجاجاتهم التي لا يستغني عنها الطالب للحق والراغب فيه زلفة إلى الله، وابتغاءا لمرضاته، وتقربا إلى صاحب الحضرة العلية الامامية المرتضوية صلوات الله على مشرفها. الحمد لله الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور، وهدانا إلى الصراط المستقيم وصلى الله على محمد سيد المرسلين، وعلى علي وآله الطاهرين الطيبين المعصومين المنصوصين.
[ 15 ]
فمن دلائل المولى أمير المؤمنين، وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام: 1 - حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه [ قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد ] (1) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد ابن زكريا، عن أبي المعافا (2) عن وكيع، عن زاذان، عن سلمان قال: كنا مع أمير المؤمنين عليه السلام ونحن نذكر شيئا من معجزات الانبياء عليهم السلام فقلت له: يا سيدي احب أن تريني ناقة ثمود، وشيئا من معجزاتك ؟ قال: أفعل [ إن شاء الله تعالى ]. ثم وثب فدخل منزله وخرج إلي وتحته فرس أدهم، وعليه قباء أبيض وقلنسوة بيضاء، ونادى: يا قنبر أخرج إلي ذلك الفرس. فأخرج فرسا آخر أدهم، فقال لي: اركب يا أبا عبد الله. قال سلمان: فركبته، فإذا له جناحان ملتصقان إلى جنبه، فصاح به الامام عليه السلام فحلق في الهواء، وكنت أسمع حفيف أجنحة الملائكة [ وتسبيحها ] تحت العرش ثم حضرنا على ساحل بحر عجاج مغطمط (3) الامواج، فنظر إليه الامام شزرا فسكن البحر. فقلت له: يا سيدي سكن البحر من غليانه من نظرك إليه ! فقال: يا سلمان، خشي أن آمر فيه بأمر. ثم قبض على يدي، وسار على وجه الماء، والفرسان يتبعاننا لا يقودهما أحد فوالله ما ابتلت أقدامنا ولا حوافر الخيل، فعبرنا ذلك البحر، ودفعنا (4) إلى جزيرة 1) أثبتناه لانه طريق الصدوق (المولود بعد الثلاثمائة) الى الصفار (المتوفى سنة 290). راجع معجم رجال الحديث: 15 / 250. 2) كذا، وفى البحار هكذا: وجدت في بعض الكتب: حدثنا محمد بن زكريا العلائى قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار المعروف بابن المعافا، عن وكيع... 3) الغطمطة: اضطراب الامواج، وفى الاصل " مغمط ". 4) أي: انتهينا. يقال: طريق يدفع الى مكان كذا: ينتهى إليه.
[ 16 ]
كثيرة الاشجار والاثمار والاطيار والانهار، وإذا شجرة عظيمة بلا ثمر، بل ورد وزهر (1). فهزها بقضيب كان بيده، فانشقت وخرجت منها ناقة طولها ثمانون ذراعا، وعرضها أربعون ذراعا، وخلفها قلوص (2) فقال لي: ادن منها واشرب من لبنها. [ قال سلمان ]: فدنوت منها وشربت حتى رويت، وكان لبنها أعذب من الشهد وألين من الزبد وقد اكتفيت. قال صلوات الله عليه: هذا حسن ؟ قلت: حسن يا سيدي ! قال: تريد أن اريك أحسن منها ؟ فقلت: نعم يا سيدي. قال: يا سلمان ناد: اخرجي يا حسناء. فناديت (3) فخرجت ناقة طولها مائة وعشرون ذراعا، وعرضها ستون ذراعا [ ورأسها ] من الياقوت الاحمر [ وصدرها من العنبر الاشهب، وقوائمها من الزبرجد الاخضر ] وزمامها من الياقوت الاصفر، وجنبها الايمن من الذهب، وجنبها الايسر من الفضة، وضرعها من اللؤلؤ الرطب. فقال لي: يا سلمان اشرب من لبنها. قال سلمان: فالتقمت الضرع فإذا هي تحلب عملا صافيا محضا (4) فقلت: يا سيدي هذه لمن ؟ قال: هذه لك ولسائر الشيعة (5) من أوليائي. ثم قال: ارجعي. فرجعت من الوقت، وسار بي في تلك الجزيرة حتى ورد بي إلى شجرة عظيمة وفي أصلها مائدة عظيمة، عليها طعام يفوح منه رائحة المسك، وإذا بطائر في صورة النسر العظيم، قال [ سلمان ]: فوثب ذلك الطير فسلم عليه، ورجع إلى موضعه 1) " بلاصدع ولازهر " البحار. 2) القلوص: الشابة من الابل، الطويلة القوائم. 3) " قال سلمان: فنادى عليه السلام: اخرجي يا حسناه " البحار والمدينة. 4) محضا: خالصا. 5) " المؤمنين " المدينة.
[ 17 ]
فقلت: يا سيدي ما هذه المائدة ؟ قال: هذه منصوبة في هذا الموضع للشيعة من موالي إلى يوم القيامة. فقلت: ماهذا الطائر ؟ فقال: ملك موكل بها إلى يوم القيامة. فقلت: وحده يا سيدي ؟ فقال: يجتاز به الخضر عليه السلام كل يوم مرة. ثم قبض على يدي، وسار بي إلى بحر ثان، فعبرنا إذا بجزيرة عظيمة، فيها قصر لبنة من ذهب ولبنة من فضة بيضاء، وشرفه من العقيق الاصفر، وعلى ركن (2). أقبلت الملائكة تسلم عليه، ثم أذن لهم فرجعوا إلى مواضعهم. قال سلمان: ثم دخل الامام عليه السلام إلى القصر، فإذا فيه أشجار [ وأثمار ] وأنهار وأطيار وألوان النبات، فجعل الامام عليه السلام يتمشى فيه حتى وصل إلى آخره، فوقف على بركة كانت في البستان، ثم صعد إلى سطحه، فإذا كرسي من الذهب الاحمر، فجلس عليه، وأشرفنا على القصر، فإذا بحر أسود يغطمط (3) بأمواجه كالجبال الراسيات. فنظر إليه شزرا فسكن من غليانه حتى كان كالمذنب. فقلت: يا سيدي سكن البحر من غليانه لما نظرت إليه ! قال: خشي أن آمر فيه بأمر، أتدري يا سلمان أي بحر هذا ؟ فقلت: لا يا سيدي. فقال: هذا البحر الذي غرق فيه فرعون (لعنة الله) وقومه، إن المدينة حملت على محاميل (4) جناح جبرئيل عليه السلام ثم رمى بها في هذا البحر فهويت فيه لا تبلغ قراره إلى يوم القيامة. فقلت: يا سيدي هل سرنا فرسخين ؟ فقال: يا سلمان لقد سرت خمسين ألف فرسخ، ودرت حول الدنيا عشرين ألف 1) " ألفا " المدينة. 2) استظهرناها، وفى ط " ذلك الركن ". 3) " يغطط " ط. 4) كذا في ط. والظاهر " محامل " جمع محمل: ما يحمل فيه.
[ 18 ]
مرة، فقلت يا سيدي وكيف هذا ؟ ! فقال: يا سلمان إذا كان ذو القرنين طاف شرقها وغربها وبلغ إلى سد يأجوج ومأجوج فأنى يتعذر علي وأنا أخو سيد المرسلين، وأمين رب العالمين، وحجته على خلقه أجمعين. يا سلمان أما قرأت قول الله تعالى حيث يقول: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) (1) فقلت: بلى يا سيدي. فقال: يا سلمان أنا المرتضى من الرسول الذي أظهره الله على غيبه، أنا العالم الرباني، أنا الذي هون الله عليه الشدائد وطوى له البعيد. قال سلمان: فسمعت صالحا يصيح في السماء - يبلغ صوتا ولايرى الشخص - وهو يقول: صدقت، صدقت، أنت الصادق المصدق صلوات الله عليك. ثم وثب فركب الفرس وركبت معه وصاح به، وحلق في الهواء، ثم حضرنا بأرض الكوفة، هذا كله وقد مضى (2) من الليل ثلاث ساعات، فقال لي: يا سلمان، الويل كل الويل على من لا يعرفنا حق معرفتنا، وأنكر ولايتنا. يا سلمان أيما أفضل محمد صلى الله عليه وآله أم سليمان بن داود ؟ قال سلمان: [ قلت: ] بل محمد صلى الله عليه وآله. فقال: يا سلمان فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس في طرفة عين وعنده علم من الكتاب، ولا أفعل ذلك وعندي علم مائة كتاب وأربعة وعشرين (3) كتاب ؟ ! 1) سورة الجن: 26 و 27. 2) " هذا وهذا ما مضى " ط. 3) " مائة ألف كتاب وأربعة وعشرين ألف " ط، والمدينة، والمتن كما في البحار. والظاهر أن كليهما تصحيف اما روى الصدوق باسناده الى أبى ذر (رض) ضمن حديث أنه قال: يارسول الله كم أنزل الله تعالى من كتاب ؟ قال: مائة كتاب وأربعة كتب: أنزل الله تعالى على شيث خمسين صحيفة، وعلى ادريس ثلاثين صحيفة، وعلى ابراهيم
[ 19 ]
أنزل الله على شيث بن آدم عليه السلام خمسين صحيفة، وعلى إدريس عليه السلام ثلاثين صحيفة [ وعلى نوح عليه السلام عشرين صحيفة ] وعلى إبراهيم عليه السلام عشرين صحيفة، والتوراة والانجيل والزبور [ والفرقان ]. فقلت: صدقت يا سيدي هكذا [ يكون الامام ]. قال الامام عليه السلام: إعلم يا سلمان أن الشاك في امورنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا وحقوقنا، وقد فرض الله عزوجل ولايتنا في كتابه، وبين فيه ما أوجب العمل به وهو غير مكشوف (1). (2) 2 - ومنها: حدثنا إبراهيم بن الحسين (3) الهمداني، عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الغفار بن القاسم، عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن أبيه عليه السلام يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام: أن جبرئيل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه وآله بجام (4) من الجنة فيه فاكهة كثيرة من فواكه عشرين صحيفة، وأنزل التوراة والانجيل والزبور والفرقان... الخير. (معاني الاخباره 333 ضمن ح 1، الخصال: 2 / 524 ضمن ح 13، ومثله المفيد في الاختصاص: 258 عن ابن عباس). وأخرج شرف الدين الاستر آبادى في تأويل الايات الظاهرة: 1 / 240 ح 24 هذه القطعة من الرواية الى آخره، برواية الشيخ المفيد عن رجاله مسندا الى سلمان الفارسى الا أن فيها:... ولا أقدر أنا وعندي علم ألف كتاب، أنزل الله منها على شيث بن آدم خمسين صحيفة... وذكر مثل رواية الصدوق. 1) كذا، والظاهر " وهو مكشوف " كما في رواية الشيخ المفيد. 2) البحار: 42 / 5 ح 1، اثبات الهداة: 5 / 84 ح 501، مدينة المعاجز: 88. 3) " الحارث " ط. تصحيف، فالظاهر هو ابراهيم بن الحسين بن على بن مهران بن ديزيل الكسائي الهمداني. (لسان الميزان: 1 / 48). 4) جام: اناء من فضة.
[ 20 ]
الجنة، فدفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله فسبح الجام وكبر وهلل في يده. ثم دفعه إلى أبي بكر فسكت الجام، ثم دفعه إلى عمر فسكت الجام. ثم دفعه إلى أمير المؤمنين، الجام وكبر وهلل في يده، ثم قال الجام: إني امرت أن لاأتكلم إلا في يد نبي أو وصي نبي. (1) 3 - وفى كتاب الانوار (2) بأن الجام من كف النبي صلى الله عليه وآله عرج إلى السماء وهو يقول بلسان فصيح سمعه كل من كان عند النبي صلى الله عليه وآله: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (3). (4) 4 - وأيضا: وروي أن جبرائيل وميكائيل عليهما السلام أتيا به، فوضعاه في يد أمير المؤمنين عليه السلام بأمر النبي صلى الله عليه وآله فسلم عليه الجام، فرد عليه السلام: قال الله تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) (5) قال الصادق عليه السلام: أعطى الله أمير المؤمنين عليه السلام حياة طيبة بكرامات [ و ] أدلة وبراهين [ و ] معجزات، وقوة إيمانه، ويقين علمه وعمله، وفضله الله على جميع خلقه بعد النبي صلى الله عليهما وآلهما. (6) 1) عيون المعجزات: 11، عنه اثبات: 5 / 15 ح 318، والبحار: 39 / 129 ح 17 ومدينة المعاجز: 22 ح 30. 2) كتاب الانوار في تاريخ الائمة الاطهار الشيخ أبى على محمد بن أبى بكر همام بن سهيل الكاتب الاسكافي المولود سنة 258 والمتوفى سنه 336. ذكره في الذريعة: 2 / 412 رقم 1646. 3) الاحزاب: 33. 4) نفس التخريجة السابقة. 5) النحل: 97. أقول: وفى ذلك قال العونى: على كليم الجام إذ جاعه * كريمان في الاملاك مصطفيان وقال أيضا (غيره): امامى كليم الجان والجام بعد * لهل لكليم الجان والجام من مثل ! ؟ 6) عيون المعجزات: 12.
[ 21 ]
5 - وأيضا فيه: حدثنا العباس بن الفضل، عن موسى بن عطية الانصاري، قال: حدثني حسان بن أحمد الازرق، عن أبي الاحوص، عن أبيه، عن عمار الساباطي، قال: قدم أمير المؤمنين عليه السلام المدائن فنزل بايوان كسرى، وكان معه دلف [ ابن ] منجم كسرى، فلما صلى الزوال قام [ و ] قال لدلف: قم معي. وكان معه جماعة من [ أهل ] ساباط (1) فما زال يطوف في مساكن كسرى ويقول لدلف: كان لكسرى [ في ] هذا المكان كذا وكذا، فيقول دلف: هو والله كذلك. فما زال على ذلك حتى طاف المواضع بجميع من كانوا معه ودلف يقول: يا سيدي كأنك وضعت [ هذه ] الاشياء في هذه الامكنة ! ! ثم نظر صلوات الله عليه إلى جمجة نخرة. فقال لبعض أصحابه: خذ هذه الجمجمة، وكانت مطروحة، وجاء عليه السلام إلى الايوان وجلس فيه، ودعا بطست، وصب فيه ماء، فقال له: دع هذه الجمجمة في الطست، ثم قال: أقسمت عليك يا جمجمة أخبريني من أنا ؟ ومن أنت ؟ فنطقت الجمجمة بلسان فصيح فقالت: أما أنت فأمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وإمام المتقين في الطاهر والباطن وأعظم من أن توصف، وأما أنا فعبد الله وابن أمة الله كسرى أنو شيروان (2). فانصرف القوم الذين كانوا معه من أهل ساباط إلى أهاليهم وأخبروهم بما كان وبما سمعوه من الجمجمة: فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير المؤمنين عليه السلام فحضروه فقال بعضهم: قد أفسد هؤلاء قلوبنا بما أخبرونا عنك. وقال بعضهم فيك (3) مثل ما قال عبد الله بن سبأ (4) وأصحابه، ومثل ماقاله النصارى في 1) ساباط: مدينة قرب المدائن بناها بلاش بن فيروز بن يزجرد، وتسمى ساباط كسرى. (مراصد الاطلاع: 2 / 680، والكامل في التاريخ: 1 / 411). 2) " عبد الله بن أمة كسرى " ط. 3) " فيه " ط. تصحيف. 4) كذا ! روى في معرفة اختيار الرجال: 106 ح 170 باسناده عن ابن قولويه، عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عثمان العبدى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، عن أبيه
[ 22 ]
المسيح، فان تركتهم على هذا كفروا الناس. فلما سمع ذلك منهم قال: ما تحبون أن أصنع بهم ؟ قالوا: تحرقهم بالنار كما حرقت عبد الله بن سبأ وأصحابه. فأحضرهم وقال: ما حملكم على ما قلتم ؟ قالوا: سمعنا كلام الجمجمة النخرة ومخاطبتها إياك، ولايجوز ذلك إلا لله تعالى، فمن ذلك قلنا ما قلنا. فقال عليه السلام: ارجعوا عن كلامكم هذا، وتوبوا إلى الله. فقالوا: ماكنا نرجع عن قولنا، فاصنع بنا ما أنت صانع. فأمر عليه السلام أن تضرم لهم النار، فحرقهم، فلما احترقوا، قال: اسحقوهم وذروهم في الريح، فسحقوهم وذروهم في الريح. فلما كان من اليوم الثالث من إحراقهم دخل إليه أهل ساباط وقالوا: الله الله في دين محمد، إن الذين أحرقتهم بالنار قد رجعوا إلى منازلهم أحسن ما كانوا ! فقال عليه السلام: أليس قد أحرقتهم بالنار، وسحقتموهم وذريتموهم في الريح ؟ قالوا: بلى. قال عليه السلام: أحرقتهم والله أحياهم (1). (2) 6 - وأيضا: حدث أحمد بن محمد البزاز الكوفي، قال: حدثنا عبد الوهاب عن أبى جعفر عليه السلام ان عبد الله بن سبأ كان يدعى النبوة، ويزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الله (تعالى الله عن ذلك) فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام... فحبسه واستتابه ثلاثة أيام فلم يتب، فأحرقه بالنار. راجع أيضا ح 171 - 174 من الكتاب المذكور، وكتاب " عبد الله بن سبأ " للسيد مرتضى العسكري ففيه دراسة وافية، حول هذا الرجل وحقيقته. 1) " وأحييتهم " عيون. 2) أخرجه في عيون المعجزات: 16 عن كتاب الانوار، عنه البحار: 41 / 213 ح 27 وعن الفضائل لابن شاذان: 70. وأخرجه في اثبات الهداة: 5 / 16 ح 320، ومدينة المعاجز: 34 ح 49 عن العيون.
[ 23 ]
قال: حدثنا أبو ذر حكيم، عن أبي اليسع، قال: حدثنا أبو رواحة الانصاري، عن حبة العرني قال: كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام وقد أراد حرب، معاوية، فنظرنا إلى جمجمة في جانب الفرات قد أتت عليها الازمنة، فوقف عليها أمير المؤمنين عليه السلام ودعاها، فأجابته بالتلبية، وتدحرجت (1) بين يديه، وتكلمت بلسان فصيح ثم أمرها [ بالرجوع ] فرجعت إلى مكانها كما كانت. (2) 7 - وفى رواية اخرى: أنه عليه السلام وقف على جمجمة نخرة في النهروان، فقال لها: من أنت ؟ فقالت: أنا فلان بن فلان. (3) 8 - ومنها: حدث محمد بن عثمان، قال: [ حدثنا ] أبو زيد النميري، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث (4) قال: حدثنا شعبة (5) عن سليمان الاعمش قال: حدثنا سهيل (6) بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: صليت الغداة مع النبي صلى الله عليه وآله فلما فرغ من صلاته وتسبيحه أقبل علينا بوجهه الكريم وأخذ معنا في الحديث، فأتاه رجل من الانصار، فقال: يارسول الله، إن كلب فلان الانصاري خرق ثوبي وخدش ساقي، ومنعني من الصلاة معك في الجماعة 1) استظهرناها، وفى ط " قد دحرجت الى ". 2) الفضائل لابن شاذان: 72 في حديث طويل عن أبى رواحة، عن المغربي (مثله)، عنه البحار: 41 / 215 ح 28، ومدينة المعاجز: 35 ح 51. 3) نفس التخريجة السابقة. 4) " عبد الوهاب " ط، تصحيف، راجع تهذيب التهذيب: 6 / 327. 5) " سعيد " ط، تصحيف، وهو شعبة بن الحجاج العتكى الازدي، انظر تهذيب التهذيب: 4 / 222 وص 338. 6) " سهل " ط، تصحيف، وهو من أقران سليمان الاعمش، انظر تهذيب التهذيب: 4 / 222 وص 263. (*)
[ 24 ]
فأعرض (1) عنه. فلما كان في اليوم الثاني جاء رجل آخر وقال: يارسول الله إن كلب فلان الانصاري خرق ثوبي وخدش ساقي، ومنعني من الصلاة معك. فقال النبي صلى الله عليه وآله: قوموا بنا إليه (2) فان الكلب إذا كان عقورا وجب قتله. فقام صلى الله عليه وآله ونحن معه حتى أتى منزل الرجل، فبادر أنس بن مالك إلى الباب فدقه وقال: " النبي بالباب ". فأقبل الرجل مبادرا حتى فتح بابه، وخرج إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: فداك أبي وامي ما الذي جاء بك ؟ ألا وجهت إلي فكنت اجيبك ! فقال صلى الله عليه وآله: أخرج إلينا كلبك العقور، فقد وجب قتله، وقد خرق ثياب فلان و خدش ساقه، وكذا فعل اليوم بفلان بن فلان. فبادر الرجل إلى كلبه فشد في عنقه حبلا وجره إليه، ووقفه بين يديه، فلما نظر الكلب إلى النبي صلى الله عليه وآله واقفا قال: يارسول الله، ما الذي جاء بك ؟ ولم تقتلني ؟ فأخبره الخبر، فقال: يارسول الله، إن القوم منافقون نواصب مبغضوا علي بن أبي طالب عليه السلام، ولولا أنهم كذلك ما تعرضت [ لسبيلهم ]. فأوصى به النبي صلى الله عليه وآله خيرا، وتركه وانصرف (3). (4) 9 - ومنها: قال حبة العرني، قال الحارث بن عبد الله الهمداني: 1) أي صد لعلمه صلى الله عليه وآله به أنه معاد لامير المؤمنين على عليه السلام كما يفهم من آخر الحديث. وفى ط " فعرض ". 2) زاد في ط " فقال ". تصحيف. 3) " وانصرف الكلب " ط. 4) أورده في عيون المعجرات: 18 مثله، عنه البحار: 41 / 246 ح 15، وعن الفضائل والروضة في الفضائل لابن شاذان: 154 (مخطوط) ومدينة المعاجز: 41 ح 7، ومستدرك الوسائل: 8 / 296 ح 1.
[ 25 ]
كنا مع أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم على باب الرحبة (1) إذ اجتاز بنا يهودي ومعه حوتان (2) فناداه أمير المؤمنين عليه السلام فقال لليهودي: بكم اشتريت أبويك من بني اسرائيل ! فصاح اليهودي صيحة عظيمة، وقال: أما تسمعون كلام علي بن أبي طالب، يذكر أنه يعلم الغيب وأني قد اشتريت أبي وامي من بني إسرائيل. فاجتمع عليه خلق كثير من الناس، وقد سمعوا كلام أمير المؤمنين عليه السلام وكلام اليهودي، وكنت أنظر إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقد تكلم بكلام لاأفهمه. فأقبل على أحد الحوتين وقال: أقسمت عليك أن تتكلمي وتقولي من أنا ؟ ومن كان أبوه (3) ؟ فنطقت السمكة بلسان فصيح [ وقالت ]: أنت أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين، علي بن أبي طالب عليه السلام وقالت لليهودي: يا فلان، أنا أبوك فلان بن فلان مت (4) في سنة كذا، وخلفت (5) عليك من المال كذا وكذا، والعلامة في يدك كذا وكذا. وأقبل عليه السلام على الاخرى وقال لها: أقسمت عليك أن تتكلمي وتقولي: من أنا ؟ ومن كانت امه ؟ فنطقت بلسان فصيح وقالت: أنت أمير المؤمنين، وسيد الوصيين علي بن أبي طالب، ثم قالت: يا فلان وأنا امك فلانة بنت فلان مت (6) في سنة كذا، والعلامة في يدك كذا [ وكذا ]. فقال القوم: نشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا 1) الرحبة: على مرحلة من الكوفة، على يسار الحجاج إذا أرادوا مكة، خربت. (مراصد الاطلاع: 2 / 608). 2) الحوت: السمك، وقد غلب في الكبير منه. 3) " ومن أنت " العيون، وكذا التى تأتى. 4) " مات " ط. 5) " خلف " ط. 6) " ماتت " ط.
[ 26 ]
عبده ورسوله، وأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حقا. فعادت الحوتتان إلى ما كانتا عليه، وآمن اليهودي وقال: أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأنك أمير المؤمنين. [ وانصرف القوم ] وقد ازدادوا معرفة بأمير المؤمنين. (1) 10 - ومنها: حدث نصير بن مدرك قال: قال عمار بن ياسر: كنت بين يدي مولاي أمير المؤمنين عليه السلام وكان يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من صفر، وإذا بزعقة (2) قد ملات المسامع، وكان عليه السلام على دكة القضاء فقال: يا عمار إئت بذي الفقار - وكان وزنه سبعة أمنان وثلثي [ من ] بالمكي - فبحثت به فانتضاه (3) من غمده وتركه، وقال: يا عمار هذا يوم أكشف فيه لاهل الكوفة جميعا الغمة ليزداد المؤمن وفاقا والمخالف نفاقا (4) يا عمار إئت بمن على الباب. قال عمار: فخرجت وإذا (5) بالباب امرأة في قبة على جمل وهي تصيح: " يا غياث المستغيثين، ويا غاية الطالبين، وياكنز الراغبين، وياذا القوة المتين ويا مطلق الاسير، وياراحم الشيخ الكبير، ويارازق الطفل الصغير، ويا قديم سبق قدمه كل قديم، ويا عون من لاعون له، وياسند من لاسند له، وياذخر من لاذخر له، ويا حرز من لاحرز له، يا عون الضعفاء وياكنز الفقراء إليك توجهت وبك توسلت، بيض 1) أورده في عيون المعجزات: 20 بالاسناد عن جعفر بن محمد البجلى الكوفى، عن على ابن عمر الصيقل، عن توبه، عن أبيه، عن جده [ حبة ظ ] العرنى، عن الحارث (مثله) عنه اثبات الهداة: 5 / 16 ح 321، والبحار: 39 / 146 ح 11، ومدينة المعاجز: 40 ح 66. 2) أي بصيحة. 3) كذا في رواية ابن شاذان، أي سله. وفى ط والعيون " فصاع "، وفى المدينة " فصاح " صاع الشئ: ثناه ولواه. وصاح العنقود: إذا استتم خروجه من أكمته. 4) زاد بعدها في ط " فقال ". والظاهر " ثم قال ". 5) في " ط " كلمة مبهمة.
[ 27 ]
وجهي، وفرج همي، واكشف غمي ". قال: وحولها ألف فارس بسيوف مسلولة، قوم معها، وقوم عليها في الكلام فقلت: أجيبوا أمير المؤمنين. فنزلت عن الجمل، ونزل القوم معها ودخلوا المسجد، ووقفت المرأة بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام وقالت: يا علي إياك قصدت، فاكشف مابي من غمة، إنك ولي ذلك والقادر عليه. قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا عمار ناد في الكوفة لينظروا إلى قضاء أمير المؤمنين. فناديت، فاجتمع الناس حتى صار المقدم عليه أقدام كثيرة. ثم قام (1) أمير المؤمنين عليه السلام [ وقال ]: اسألوا عما بدالكم يا أهل الشام. فنهض من بينهم شيخ أشيب، عليه بردة أتحمية (2) وحلة عدنية، و [ على رأسه ] عمامة خز سوسية، فقال: السلام عليك يا كنز الفقراء، ويا ملجأ اللهفى، يا مولاي هذه الجارية ابنتي وما قربتها ببعل قط، وهي عاتق (3) حامل، وقد فضحتني في عشيرتي، وأنا معروف بالشدة والنجدة والبأس والسطوة [ والشجاعة ] والبراعة والنزاهة، أنا قلمس (4) عفريس (5) وليث [ عسوس (6) ووجه على الاعداء ] عبوس، لا تخمد لي نار ولا يضام لي جار، عزيز عند العرب بأسي ونجدتي وحملاتي وسطواتي، وقد بقيت 1) " قال " ط. 2) الا تحمى: ضرب من البرود. والتحمة: شدة السواد أو الشقرة. 3) العاتق: الجارية التى قد أدركت وبلغت فخدرت في بيت أهلها ولم تتزوج، سميت بذلك لانها عتقت عن خدمة أبويها ولم يملكها زوج بعد. (لسان العرب: 10 / 235). 4) القلمس: السيد العظيم، الكثير الخير والعطية، الداهية من الرجال (لسان العرب: 6 / 182) 5) عفريس: أسد. وفى العيون " قلمس بن عفريس ". 6) عسوس: طلوب لما يأكل.
[ 28 ]
- يا علي - حائرا في أمري فاكشف هذه الغمة [ فهذه عظيمة لاأجد أعظم منها ]. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما تقولين يا جارية فيما يقول لك أبوك ؟ فقالت: أما ما يقول أبي: إني عاتق فقد صدق، وأما ما يقول أني حامل، فوالله ما أعلم من نفسي خيانة قط يا أمير المؤمنين، أنت وصي رسول الله صلى الله عليه وآله ووارثه، لا يخفى عليك شئ وتعلم أني ما كذبت فيما قلت، ففرج عني غمي، يا فارج الهم. فصعد أمير المؤمنين عليه السلام المنبر وقال: الله أكبر، الله أكبر " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " (1) ثم قال عليه السلام: وإلي التسليم، وعلي بداية (2) الكوفة، فجاءت امرأة يقال لها: " حولاء " (3) وكانت قابلة نساء الكوفة، فقال: اضربي بينك وبين الناس حجابا، وانظري هذه الجارية أعاتق حامل ؟ ففعلت ما أمرها أمير المؤمنين عليه السلام فقالت: نعم يا أمير المؤمنين عاتق حامل. فقال عليه السلام: يا أهل الكوفة أين الائمة الذين ادعوا منزلتي ؟ ! أين من يدعي في نفسه أن له مقام الحق فيكشف هذه الغمة ؟ ! فقال عمرو بن حريث (4) كالمستهزئ: مالها غيرك يابن أبي طالب ! اليوم تثبت لنا إمامتك ! فقال أمير المؤمنين عليه السلام لاب الجارية: يا أبا الغضب المقطب، ألست أنت من أعمال دمشق ؟ قال: بلى. 1) اقتباس من قوله تعالى في سورة الاسراء: 81. 2) الداية: القابلة. 3) " لبنى " العيون. 4) أورد الدينورى في الاخبار الطوال: 223 أنه لما مات المغيرة وجمع معاوية لزياد الكوفة الى البصرة، كان يقيم بالبصرة ستة أشهر، وبالكوفة مثل ذلك، فخرج في بعض خرجاته الى البصرة، وخلف على الكوفة عمرو بن حريث العدوى، فصعد عمرو بن حريث ذات جمعة المنبر ليخطب فقعد له حجر بن عدى (ره) وأصحابه فحصبوه [ أي رموه بالحجارة والحصى ] فنزل عن المنبر، فدخل القصر وأغلق بابه. وللاطلاع على حمقه راجع معرفة اختيار الرجال: 83 ح 139 وص 85 ح 140.
[ 29 ]
قال: من قرية يقال لها أسعار [ طريق بانياس (1) الجولة ] ؟ فقال: نعم. فقال: هل فيكم من يقدر على قطعة ثلج ؟ فقال أبو الغضب: الثلج في بلادنا كثير (2). فقال عليه السلام: بيننا وبين بلادكم مائتا فرسخ وخمسون فرسخا ؟ قال: نعم. قال عمار: فمد يده وهو على منبر جامع الكوفة وردها، وفيها قطعة من الثلج [ تقطر ماءا ] ثم قال لداية الكوفة: ضعي هذا الثلج مما يلي فرج الجارية، سترمي علقة (3) وزنها سبعة وخمسون مثقالا (4) ودانقان (5). فأخذتها وخرجت بها من الجامع، وجاءت بطشت ووضعت الثلج على الموضع منها، فرمت علقة كبيرة، فوزنتها الداية [ فوجدتها ] كما قال أمير المؤمنين عليه السلام. وأقبلت الداية مع الجارية فوضعت العلقة بين يديه (6) فقال: وزنتيها ؟ قالت: نعم، فوزنها سبعة وخمسون مثقالا ودانقان. فقال عليه السلام: بلى (وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) (7). ثم قال: يا أبا الغضب، ابنتك مازنت، وإنما دخلت الموضع (8) [ فدخلت ] فيها هذه 1) بانياس: اسم لقرية أو بلدة قرب دمشق، تحت الجبل الذى في غربي دمشق، يرى عليه الثلج. (مراصد الاطلاع: 1 / 158). 2) أضاف في رواية بن شاذان " ولكن ما تقدر عليه ههنا ". 3) العلق - بفتح العين واللام -: دود أسود وأحمر يكون بالماء يعلق بالبدن ويمص الدم. (حياة الحيوان: 2 / 70). 4) " درهما " العيون. درهم أهل مكة: ستة دوانيق، ودراهم الاسلام المعدلة كل عشرة: سبعة مثاقيل. 5) الدانق: سدس الدرهم. 6) " يديها " ط. 7) الانبياء: 47. 8) المراد بالموضع بركة ماء. واللفظ في رواية ابن شاذان هكذا: وانما دخلت الموضع الذى فيه الماء.
[ 30 ]
العلقة وهي صبية بنت عشر سنين، فربت في بطنها إلى وقتنا هذا. فنهض أبوها وهو يقول: أشهد أنك تعلم ما في الارحام وما في الضمائر. (1) 11 - ومنها: وحدث بمثل هذا الحديث أبو عبد الله أحمد بن محمد بن أيوب بن العباس (2) الجوهري البغدادي، قال: حدثنا علي بن عيسى، قال: حدثنا جعفر بن مالك الفزاري البزاز، قال: حدثنا علي بن عيسى، قال: حدثنا جعفر بن مالك الفزاري البزاز، قال: حدثنا الحسين بن علي الخزاز، عن الحسن بن أبي سارة عن الحسن بن مسكان، عن المفضل بن عمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر ابن عبد الله الانصاري أنه قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام جالسا ذات يوم على دكة القضاء بالكوفة، وذلك بعد صفين والحكمين، إذ دخل عليه أربعة أنفس طوال كأنهم أربع نخلات، فسلموا على أمير المؤمنين عليه السلام فنظر إليهم وقال: ما أنتم من بلادي ! فقالوا: لا يا أمير المؤمنين نحن من عمان اليمن، من جند معاوية. فقال لهم: ما تصنعون بأرضي وأنتم أعدائي ؟ فقالوا: معاذ الله يا أمير المؤمنين، ثم قالوا: إنما استخلفك رسول الله صلى الله عليه وآله بحفظ 1) رواه في عيون المعجزات: 21 باسناده عن أبى التحف المصرى، عن العلا بن طيب ابن سعيد المغازلى البغدادي، عن نصر بن مسلم بن صفوان الجمال المكى، عن أبى هاشم المعروف بابن أخى طاهر بن زمعة، عن أصهب بن جنادة، عن بصير بن مدرك (مثله) عنه مدينة المعاجز: 101 ح 274. وأورد (مثله) ابن شاذان في الفضائل: 155، وفى الروضة في الفضائل: 149 ح 154 عنهما البحار: 40 / 277 ح 42. ورواه أبو الفوارس في أربعينه: 35 عن محمد بن الحسن السمرقندى، عن جماعة من الصادقين يرفعونه بالاسانيد الصحيحة الى زيد بن أرقم، عن عمار (مثله) وابن حسنويه في درر بحر المناقب: 127 عن عمار بن ياسر وزيد بن أرقم (مثله)، عنهما احقاق الحق: 8 / 712. 2) الظاهر " عياش ": صاحب مقتضب الاثر وأخبار جابر الجعفي.
[ 31 ]
الدين وكشف الغمة، وقد دهانا أمر عظيم. فقال علي عليه السلام: وما هو ؟ فقالوا له: اخت لنا وهي بكر حامل، وقد تحرك الجنين في أحشائها ! فقال أمير المؤمنين عليه السلام: فأين هي ؟ فقالوا: هاهنا في هودج على باب المسجد. فقال لهم: علي بها. فادخلوا بها إليه. فقال عليه السلام: امشي عشر خطوات. ففعلت، فقال: ارجعي. ففعلت، فأمر أمير المؤمنين عليه السلام أن يشد لها إزار في جانب المسجد، وأمر بها فاقعدت من ورائه واستدعى بدينار الخصي - وكان يثق به - وبامرأة قابلة يقال لها " حولة العطارة " وأمرها أن تجس المرأة وتلمسها، وأشرف دينار عليها، فدخلت فجستها فقالت: يا أمير المؤمنين، عاتق حامل وقد تحرك الجنين في أحشائها. فأمرها أمير المؤمنين بالخروج من عندها، وأمر أن تجلس على كرسي عال وتنحي عنها سراويلها وتترك تحت ثيابها طستا. وأقبل على الصحابة يحدثهم والمرأة تسمع حديثه، ثم التفت صلوات الله عليه فزعق زعقة هائلة فاضطربت المرأة وارتعدت فرائصها، وانشقت العذرة، ووقعت في الطست علقة بكبر السنور (1) ثم قال لدينار الخصي: ادخل وأخرج الطست وفيه العلقة. وقال لاخوانها: أفي داركم التي تنزلونها بركة ماء ؟ قالوا: نعم. فقال عليه السلام: هذه نزلت فيها أيام الصيف تغتسل، فانسابت هذه العلقة، فما زالت تمص الدم حتى كبرت على هذه الصفة. فلما قال ذلك اضطرب أهل الجامع وقالوا فيه أقاويل مختلفة، وعندها أقام الاخوة العمانيين بالكوفة ولم يرجعوا إلى معاوية وحسن إيمانهم، وزوجوا اختهم بالكوفة، وكانوا من خواص الحسن والحسين عليهما السلام إلى أن قتلوا بكربلاء. 12 - ومنها: حدثنا أبو التحف علي بن محمد بن إبراهيم المصري، قال: 1) السنور: الهر.
[ 32 ]
[ حدثني ] الاشعث بن مرة، عن المثنى بن سعيد، عن هلال بن كيسان الكوفي (1) الجزار، عن الطيب الفواخري (2) عن عبد الله بن سلمة الفتحي (3) عن شقادة بن الاصيد العطار البغدادي، قال [ حدثني ] عبد المنعم بن الطيب (4) عن العلا بن وهب بن قيس، عن الوزير أبي محمد [ بن ] سايلويه (رضي الله عنه) فانه كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام [ العارفين (5). وروى جماعتهم ] عن ابن حريز (6) عن أبي الفتح المغازلي، عن أبي جعفر (7) ميثم التمار قال: كنت بين يدي مولاي أمير المؤمنين عليه السلام، إذ دخل علينا من الباب رجل مشذب (8) عليه قباء أدكن (9) قد اعتم بعمامة صفراء، وقد تقلد بسيفين، فنزل من غير سلام 1) " الكرخي " ط. 2) " الطلب الفواجرى " العيون. 3) " القبحى " العيون. 4) " الطيب القدورى " العيون. 5) كذا. 6) " أبى جرير " العيون. 7) " أبى سالم " ط. ولم ترد كنيته هكذا الا في هذا الموضع من الرواية، ففى بقية الرواية وفى العيون والفضائل " أبى جعفر "، ولعله هو الارجح على ما رواه الشيخ المفيد في الارشاد - في كيفية قتل ميثم - ان ميثم التمار كان عبدا لامرأة من بنى أسد، فاشتراه أمير المؤمنين عليه السلام منها، فاعنقه فقال له: ما اسمك ؟ فقال: سالم فقال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن اسمك الذى سماك به أبواك في العجم " ميثم ". قال: صدق الله ورسوله، وصدقت يا أمير المؤمنين، والله انه لاسمي. قال: فارجع الى اسمك الذى سماك به رسول الله صلى الله عليه وآله ودع سالما. فرجع الى ميثم واكننى ب‍ " أبى سالم ". وأما أولاده فهم: صالح وحمزة وعمران. وللاطلاع أكثر على شخصيته (رض) راجع رجالى الكشى: 8 ح 135 - 137، السيد الخوئى: 19 / 94 رقم 12916. 8) مشذب: طويل ليس بكثير اللحم. 9) دكن: مال لونه الى السراد، فهو أدكن.
[ 33 ]
ولم ينطق بكلام، فتطاول إليه الناس بالاعناق، ونظروا إليه [ بالاماق، ووقفت إليه الناس من جميع ] الافاق ومولانا أمير المؤمنين عليه السلام وإليه التسليم لا يرفع رأسه إليه. فلما هدأت من الناس الحواس، فصح عن لسان كأنه حسام صقيل جذب من غمده وقال: أيكم المجتبى في الشجاعة، والمعمم بالبراعة، والمدرع بالقناعة ؟ أيكم المولود في الحرم، والعالي في الشيم، والموصوف بالكرم ؟ أيكم أصلح الرأس، والثابت الاساس، والبطل الدعاس (1) والمضيق للانفاس، والاخذ بالقصاص ؟ أيكم غصن أبي طالب الرطيب [ وبطله المهيب والسهم المصيب ] والقسم النجيب ؟ أيكم الذي نصر به محمد صلى الله عليه وآله في زمانه فاعتز به سلطانه، وعظم به شأنه ؟ أيكم قاتل العمرو بن، وآسر العمرو بن - العمرو ان اللذان قتلهما: عمرو بن عبدود وعمرو بن الاشعب المخزومي، والعمرو ان اللذان أسرهما: عمرو بن معد يكرب وعمرو بن سعيد الغساني أسره في يوم بدر. قال أبو جعفر ميثم التمار: فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أنايا سعد (2) بن الفضل بن الربيع بن مدركة بن الصليب بن الاشعث بن أبي السمعمع بن الا حبل بن فزارة بن دعبل (3) بن عمرو الدويني (4) فقال: لبيك يا علي. فقال عليه السلام: سل ما بدالك، فأنا كنز الملهوف، وأنا الموصوف بالمعروف. أنا الذي قرعتني الصم الصلاب، وهطل بأمري السحاب، وأنا المنعوت بالكتاب. أنا الطور (5) ذو الاسباب، أنا " ق، والقرآن المجيد " أنا النبأ العظيم، أنا الصراط المستقيم 1) الدعاس: الطعان. 2) " سعيد " العيون. 3) " دهيل " العيون. 4) في رواية ابن شاذان هكذا " يا مالك يا أبا سعد بن الفضل بن الربيع بن مدركة بن نجيبة بن الصلت بن الحارث بن الاشعث بن السميمع الدوسى ". 5) " الطود " العيون.
[ 34 ]
أنا البارع، أنا العسوس (1) أنا القلمس، أنا العفرس (2) أنا المدعس (3) أنا ذو النبوة والسطوة، أنا العليم، أنا الحليم، أنا الحفيظ، أنا الرفيع، وبفضلي نطق كل كتاب وبعلمي شهد ذووا الالباب، أنا علي أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وزوج ابنته، وأبو بنيه فقال الاعرابي: بلغنا عنك أنك تحبي الموتى، وتميت الاحياء، وتفقر وتغني وتقضي في الارض [ وتمضي ليس لك مطاول يطاولك، ولا مصاول فيصاولك. أفهو كما بلغنا يافتى قومه ؟ ] فقال عليه السلام: قل ما بدالك. فقال: إني رسول إليك من ستين ألف رجل يقال لهم " العقيمة " وقد حملوا معي ميتا قد مات منذ مدة، وقد اختلفوا في سبب موته، وهو على باب المسجد، فان أحييته علمنا أنك صادق نجيب الاصل، وتحققنا أنك حجة الله في الارض، وإن لم تقدر على ذلك رددته إلى قومه وعلمنا أنك تدعي غير الصواب، وتظهر من نفسك ما لا تقدر عليه. فقال: يا أبا جعفر اركب بعيرا وطف في شوارع الكوفة ومحالها وناد: من أراد أن ينظر إلى ما أعطى الله عليا أخا رسول الله وبعل فاطمة الزهراء من الفضل و [ ما أودعه رسول الله من ] العلم فليخرج إلى النجف غدا. فلما رجع ميثم قال له أمير المؤمنين عليه السلام: خذ الاعرابي إلى ضيافتك [ فغداة غد سيأتيك الله بالفرج. قال أبو جعفر ميثم ]: فأخذت الاعرابي ومعه محمل فيه الميث (4) وأنزلته منزلي، وأخدمته أهلي. فلما صلى أمير المؤمنين عليه السلام صلاة الفجر خرج وخرجت معه، ولم يبق في الكوفة بر ولافاجر [ إلا ] وقد خرج إلى النجف. [ ثم ] قال الامام عليه السلام: ائت يا أبا جعفر بالاعرابي وصاحبه الميت. فأتى بهما النجف 1) العسوس: الطالب للصيد. 2) العفرس: السابق السريع، الاسد. 3) المدعس: الطعان. 4) " صاحب الميت " ط. تصحيف. (*)
[ 35 ]
ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا أهل الكوفة قولوا فينا ما ترونه منا، وارووا. (1) عنا ما تسمعونه [ منا ] ثم قال عليه السلام: أبرك يا أعرابي جملك هذا، وأخرج صاحبك - أنت وجماعة [ من ] المسلمين - من التابوت. فقال ميثم: فاخرج من التابوت عصب ديباج (2) أصفر فاحل فإذا تحته عصب ديباج أخضر، واحل فإذا تحته بدنة (3) من اللؤلؤ فيها غلام [ ثم إعذاره (4) ] بذوائب كذوائب المرأة الحسناء. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: كم لميتك هذا ؟ فقال: أحد وأربعون يوما. فقال: وكيف كانت ميتته ؟ قال الاعرابي: إن أهله يريدون أن تحييه ليعلموا من قتله، لانه بات سالما وأصبح مذبوحا من اذنه إلى اذنه. فقال عليه السلام: من يطلب دمه ؟ فقال: خمسون رجلا من قومه يقصد بعضهم بعضا في في طلب دمه، فاكشف الشك والريب يا أخا رسول الله صلى الله عليه وآله. قال عليه السلام: قتله لانه زوجه يا بنته فخلاها وتزوج غيرها، فقتله حنقا عليه. فقالوا: لسنا نرضى بقولك، وإنما نريد أن يشهد الغلام (5) بنفسه عند أهله [ على ] من قتله ويرتفع من بينهم السيف والفتنة. فقام عليه السلام، فحمد الله تعالى وأثنى عليه وصلى على النبي وآله، ثم قال: يا أهل الكوفة، ما بقرة إسرائيل بأجل عند الله تعالى من علي أخي رسول الله، إنها أحيت (6) ميتا بعد سبعة أيام. ثم دنا عليه السلام من الميت، وقال: إن بقرة بني إسرائيل ضرب ببعضها الميت فعاش وإني لاضربه ببعضي لان بعضي عند الله خير من البقرة، ثم هزه برجله اليمنى وقال: 1) " أوردوا " ط. 2) العصب: ضرب من البرود. والديباج: الثوب الذى سداه ولحمته من الحرير. 3) بدنة: قميص لاكم له درع قصيرة. 4) اعذاره: شده. 5) " الكلام " ط. تصحيف. 6) " أحياه الله " ط. تصحيف.
[ 36 ]
قم باذن الله يا [ مدرك بن ] حنظلة بن غسان بن بحير بن فهم (1) بن سلامة بن طيب بن مدركة بن الاشعث بن الاحوص بن ذاهلة (2) بن عمر بن الفضل بن حباب (3) قم فقد أحياك علي باذن الله تعالى. فنهض غلام أحسن من الشمس أضعافا، وأوضأ (4) من القمر أوصافا، وقال: لبيك لبيك يا محيي العظام، ويا حجة الله على الانام، المتفرد بالفضل والانعام لبيك يا أمير المؤمنين، وياوصي رسول رب العالمين، يا علي بن أبي طالب. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: من قتلك يا غلام ؟ فقال: عمي حريث بن زمعة بن ميكال بن الاصم (5). ثم قال عليه السلام للغلام: انطلق إلى أهلك. فقال: لا حاجة لي في القوم. فقال عليه السلام: ولم ؟ قال: أخاف أن يقتلني ثانيا [ ولا تكون أنت فمن يحيني ] ؟ فالتفت إلى الاعرابي فقال: امض أنت إلى أهلك. فقال الاعرابي: أنا معك ومعه إلى أن يأتي (6) اليقين (7). (8) وكانا مع أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن قتلا بصفين رحمهما الله، فصار أهل الكوفة إلى أماكنهم، واختلفوا في أقوالهم وأقاويلهم فيه عليه السلام. 1) " قهر " العيون. 2) " واهلة " العيون. 3) في رواية ابن شاذان هكذا: " مدرك بن حنظلة بن غسان بن يحيى بن سلامة بن الطبيب ". 4) أوضا: أحسن. 5) في رواية ابن شاذان هكذا " حبيب بن غسان ". 6) " يأتيك " ط. 7) اليقين: الاجل. 8) أورده في عيون المعجزات: 24 بنفس الاسناد مثله، عنه مدينة المعاجز: 38 ح 64 (وعن البرسى). ورواه ابن شاذان في الفضائل: 1، وفى الروضة في الفضائل: 143 (مثله)، عنهما البحار: 40 / 274 ح 40، والموصلي في درر بحر المناقب: 101 (مثله)، عنه احقاق الحق: 8 / 726.
[ 37 ]
13 - ومنها: حدثنا عبد المنعم بن الاحوص [ يرفعه برجاله ] عن عمار بن ياسر قال: كنت بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام إذا بصوت قد أخذ جامع الكوفة فقال: يا عمار ائت بذي الفقار [ الباقر للاعمار ]. فجئته [ بذي الفقار ] فقال: اخرج يا عمار وامنع الرجل عن ظلامة المرأة، فان تركها وإلا منعته بذي الفقار. قال عمار: فخرجت فإذا أنا برجل وامرأة قد تعلفا بزمام جمل، والمرأة تقول: الجمل لي. والرجل يقول: الجمل لي. فقلت: إن أمير المؤمنين ينهاك عن ظلم [ هذه ] المرأة. فقال: يشتغل علي بشغله ويغسل يده من دماء المسلمين الذين قتلهم بالبصرة (1) أيريد أن يأخذ جملي ويدفعه إلى هذه المرأة الكاذبة ؟ ! قال عمار: فرجعت لاخبر مولاي، وإذا به قد خرج ولاح الغضب في وجهه فقال عليه السلام: ويلك خل جمل هذه المرأة ! فقال: هو لي. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: كذبت يالعين. قال: فمن يشهد أنه للمرأة يا علي ؟ فقال عليه السلام: الشاهد الذي لا يكذبه أحد من أهل الكوفة. فقال الرجل: إذا شهد شاهد وكان صادقا سلمته إلى المرأة. فقال علي عليه السلام: أيها الجمل لمن أنت ؟ فقال بلسان فصيح: يا أمير المؤمنين وياسيد الوصيين، أنا لهذه المرأة منذ بضع عشرة سنة. فقال عليه السلام: خذي جملك، وعارض الرجل بضربة فقسمه نصفين. (2) 1) " بالنهر " ط. تصحيف. 2) رواه في عيون المعجزات: 29 باسناده عن ابى التحف المصرى، عن شحيح (نجيح) ابن اليهودي الصباغ الحلبي، عن حبر (جبير) بن شقاوة، عن عبد المنعم بن الاحوص (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 67 ح 161. وأورده ابن شاذان في الفضائل: 64، عنه البحار: 40 / 267 ح 37. وأخرجه ابن طاووس في اليقين: 72 ب 93 عن كتاب الاربعين لابن أبى الفوارس بالاسناد عن ابراهيم بن على العلوى الحسينى، عن الشيخ شهريار بن تاج الفارسى
[ 38 ]
14 - ومنها: حدثني سعيد بن مرة، يرفعه إلى عمار بن ياسر أنه قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام جالسا في دار القضاء، فنهض إليه رجل يقال له " صفوان بن الاكحل " وقال: يا أمير المؤمنين أنا رجل من شيعتك، وعلي ذنوب، واريد أن تطهرني منها [ في الدنيا ] لارتحل إلى الاخرة وما علي ذنب. فقال عليه السلام: أعظم ذنوبك ما هو ؟ قال: أنا ألوط بالصبيان. [ فقال عليه السلام هو ذنب عظيم عظيم ] ثم قال (1): أيما أحب إليك ضربة بذي الفقار أو اقلب عليك جدارا، أو أضرم لك نارا، فان ذلك جزاء من ارتكب ما ارتكبته ؟ فقال: يا مولاي أحرقني بالنار. فقال عليه السلام: يا عمار اجمع له ألف حزمة من قصب فأنا أضرمه، غدا بالنار، وقال للرجل: امض وأوص. قال: فمضى الرجل وأوصى بماله [ وعليه ] وقسم ماله بين أولاده، وأعطى كل ذي حق حقه، ثم بات على باب الحجرة التي (2) ببيت نوح عليه السلام شرقي جامع [ الكوفة ] عن أبى القاسم أحمد بن طاهر السورى، عن الشيخ أبى المختار، عن أبى النجيب على بن محمد، عن الاشعث بن مرة، عن الليثى، عن سعيد، عن هلال بن كيسان، عن الطيب القواصرى، عن عبد الله بن سلمة المنتجى، عن سفارة بن الاصيمد البغدادي، عن ابن حريز، عن أبى الفتح المغاز لى، عن عمار بن ياسر (مثله)، عنه البحار: 41 / 236 ح 7. 1) في ط هكذا " فقال عليه السلام: وهى ذنب عظيم عظيم، فقال عليه السلام: أعظم ذنوبك ماهى ؟ قال: أنا ألوط بالصبيان، فقال ". والصحيح ما أثبتناه. 2) " على باب حجرة أمير المؤمنين عليه السلام " العيون. عن كتاب محمد بن المثنى، عن جعفر بن محمد بن شريح، عن ذريح المحاربي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن حد المسجد - أي مسجد الكوفة... الى أن قال - وسألته عن بيت على فقال: " إذا دخلت فهو من عضادته اليمنى الى ساحة المسجد، وكان بينه وبين بيت نبى الله خوخة " يريد ببيت نبى الله: بين نوح وهو المقام الملاصق للمنبر الموجود الان... راجع تاريخ الكوفة: 26 للسيد البراقى.
[ 39 ]
فلما صلى فلما صلى أمير المؤمنين (عليه السلام وأنجانا الله به من الهلكة) قال: يا عمار، ناد بالكوفة: اخرجوا وانظروا كيف يحرق علي رجلا من شيعته بالنار. فقال أهل الكوفة: أليس قالوا إن شيعة علي ومحبيه لا تأكلهم النار ؟ وهذا رجل من شيعته تحرقه النار ! بطلت إمامته، فسمع ذلك أمير المؤمنين عليه السلام. [ قال عمار: ] فخرج الامام وأخرج الرجل، وبنى عليه ألف حزمة [ من القصب ] وأعطاه مقدحة وكبريتا وقال له: اقدح واحرق نفسك، فان كنت من شيعة علي وعارفيه ما تمسك النار، وإن كنت من المخالفين المكذبين فالنار تأكل لحمك وتكسر عظمك. قال: فقدح النار على نفسه، واحترق القصب وكان على الرجل ثياب بيض لم تعلقها (1) النار، ولم يقربها الدخان، فاستفتح الامام وقال: كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا، وخسروا خسرانا مبينا. ثم قال: أنا قسيم الجنة والنار، وشهد [ لي ] بذلك حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله في مواطن كثيرة. وفيه قال عامر بن ثعلبة: علي حبه جنة (2) * قسيم النار والجنة وصي المصطفى حقا * إمام الانس والجنة (3). (4) 1) تعلقها: تنشب بها. 2) في الحديث " الامام جنة - بضم الجيم - " أي يتقى به ويستدفع به الشر. (مجمع البحرين: 6 / 230). 3) وينسب هذا الشعر أيضا للشافعي كما في احقاق الحق: 15 / 188. وذكر ابن الفوطى في رواية أوردها في مجمع الاداب في معجم الالقاب: 3 / 594 أن أحمد بن حنبل كان قد أنشده أيضا. 4) رواه في عيون المعجزات: 29 بنفس الاسناد (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 40 ح 70. وأورده ابن شاذان في الفضائل: 74 عن عمار (مثله)، عنه البحار: 42 / 43 ح 16. ولهذه القصة نظير من وجه، فراجع الوسائل ج 18 ص 423 باب سقوط الحد بالتوبة.
[ 40 ]
15 - ومنها: روى خالص بن ثعلبة، عن عمار بن ياسر قال: كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام وقد خرج من الكوفة إذ عبر بالضيعة التي يقال لها " النخيلة " (1) على فرسخين من الكوفة فخرج منها خمسون رجلا من اليهود وقالوا: أنت علي بن أبي طالب الامام ؟ فقال: أنا ذا. فقالوا: لنا صخرة مذكورة في كتبنا عليها اسم ستة من الانبياء، وها نحن نطلب الصخرة فلا نجدها، فان كنت إماما فأوجدنا الصخرة ؟ فقال علي عليه السلام: اتبعوني. قال عمار: فسار القوم خلفه إلى أن استبطن [ بهم ] البر وإذا بجبل من رمل عظيم، فقال: أيتها الريح انسفي الرمل عن الصخرة. فما كان إلا ساعة حتى نسفت الريح الرمل عن الصخرة، وظهرت الصخرة، فقال عليه السلام: هذه صخرتكم. فقالوا: عليها اسم ستة من الانبياء على ما سمعناه وقرأناه في كتبنا ولسنا نرى عليها الاسماء [ فقال عليه السلام: الاسماء ] التي عليها فهي على وجهها الذي على الارض، فاقلبوها، فاعصوصب (2) عليها ألف رجل فما قدروا على قلبها. فقال علي عليه السلام: تنحوا عنها فمد يده إليها وهو راكب فقلبها، فوجدوا عليها إسم ستة من الانبياء أصحاب الشريعة: آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام. فقال نفر [ من ] اليهود: نشهد أن إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنك أمير المؤمنين وسيد الوصيين وحجة الله في أرضه، من عرفك سعد ونجا، ومن خالفك ضل وغوى، وإلى الجحيم هوى، جلت مناقبك عن التحديد، وكثرت 1) " النخلة " ط. " البجلة " العيون والفضائل. وكلها تصحيف لما في المتن. والنخيلة - تصغير نخلة -: موضع بقرب الكوفة على سمت الشام، وهو الموضع الذى خرج إليه على عليه السلام لما بلغه ما فعل بالانبار من قتل عامله عليها، وخطب خطبة مشهورة ذم فيها أهل الكوفة... (معجم البلدان: 5 / 278). 2) اعصوصب: اجتمع.
[ 41 ]
آثار نعمك عن التعديد. (1) 16 - ومنها: حدثنا أبو التحف، قال: حدثنا محمد بن محمد بن عمرو بن حريث عن سعيد بن الاروع اللسعاني، قال: [ حدثنا ] سمرة بن الاصعب، عن مالك بن ثقيف، عن حمزة العطار الكوفي السبعي، عن سهيل بن وهب، عن الجراح المذكور (2) عن عبد الغفار بن ودود الجرهمي، قال: حدثنا سعيد بن عبد الكريم عن حذيفة اليمان قال: كنا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله إذ حفنا صوت عظيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انظروا ما دهاكم ونزل بكم ! فخرجنا إلى ظاهر المدينة، فإذا بأربعين راكبا على أربعين ناقة حمراء بأربعين مركبا من العقيق، وعلى كل واحد بدنة من اللؤلؤ، وعلى رأس كل واحد قلنسوة مرصعة بالجواهر الثمينة يقدمهم غلام لانبات بعارضيه (3) 1) رواه في عيون المعجزات: 31 باسناده عن أبى التحف المصرى، عن الحسن بن أبى الحسن السورانى - يرفعه الى - عمار بن ياسر مثله. عنه وعن البرسى مدينة المعاجز: 84 ح 209. وأورده ابن شاذان في الفضائل: 73، وفى الروضة: 36 ح 160. ورواه ابن أبى الفوارس في الاربعين: 41 عن الشيخ زكى الدين أحمد بن محمد عن القاضى شرف الدين بن أبى بكر النيشابوري، عن الحسن بن أبى الحسن العلوى عن جبير بن الرضا، عن عبد مسهر، عن سلمة بن الاصهب، عن كيسان بن أبى عاصم عن مرة بن سعد، عن أبى محمد بن جعديان، عن القائد أبى نصر بن منصور التسترى عن أبى عبد الله المهاطى، عن أبى القاسم القواس، عن سليم النجار، عن حامد بن سعيد عن خالص بن ثعلبة، عن عبد الله بن خالد بن سعيد العاص (كذا في اليقين، وفى احقاق الحق: عن سعيد بن العاص) عنه اليقين: 63 ب 87. وأخرجه في البحار: 41 / 257 ح 18 عن اليقين والفضائل والروضة، وفى احقاق الحق: 8 / 734 عن الاربعين. 2) كذا. 3) العارض: الخد، يريد لاشعر فيهما.
[ 42 ]
كأنه فلقة قمر، وهو ينادي: الحذار، الحذار، البدار (1) البدار إلى محمد المختار [ المبعوث في الاقطار ]. قال حذيفة: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبرته، فقال: يا حذيفة، انطلق إلى حجرة كاشف الكرب، وهازم العرب، الليث الهصور (2) واللسان الشكور [ والطرف النائي الغيور ] والبطل الجسور، والعالم الصبور الذي جرى اسمه في التوراة والانجيل والزبور. قال حذيفة: فأسرعت إلى حجرة مولاي علي عليه السلام اريد [ إخباره ] فإذا به قد لقيني وقال: يا حذيفة ! جئتني لتخبرني بقوم أنا بهم عالم منذ خلقوا وولدوا ! قال حذيفة: فأقبل سائرا وأنا خلفه حتى دخل المسجد، والقوم حافون برسول الله صلى الله عليه وآله. فلما رأوه نهضوا له قياما، فقال صلوات الله عليه: كونوا على أماكنكم. فلما استقر به المجلس، قام الغلام الامرد قائما دون أصحابه وقال: أيكم الراهب إذا انسدل الظلام ؟ أيكم المنزه عن عبادة الاوثان والاصنام ؟ أيكم الشاكر لما أولاه المنان ؟ أيكم الساتر عورات النسوان ؟ أيكم الصابر يوم الضرب والطعان ؟ أيكم قاتل الاقران، ومهدم البنيان، وسيد الانس والجان ؟ أيكم أخو محمد [ المصطفى ] المختار، ومبدد المارقين في الاقطار ؟ أيكم لسان الصادق، ووصيه الناطق ؟ أيكم المنسوب إلى أبي طالب بالولد، والقاعد للظالمين بالرصد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أجب الغلام، وقم بحاجته. فقال عليه السلام: أنا يا غلام، ادن مني فاني [ اعطيك سؤالك و ] اشفي غليلك بعون الله تعالى ومشيئته، فانطق بحاجتك لابلغك امنيتك، وليعلم المسلمون إني سفينة النجاة [ وعصا موسى ] والكلمة الكبرى، والنبأ العظيم [ الذي هم فيه مختلفون ] والصراط 1) البدار: السرعة. 2) الهصور: الشديد. الاسد لانه يهصر فريسته أي يكسرها كسرا.
[ 43 ]
المستقيم، الذي من حاد عنه ضل وغوى. فقال الغلام إن معي أخا وهو مولع بالصيد والقنص، وخرج في بعض أيامه متصيدا، فعارضته [ عشر ] بقرات وحش، فرمى إحداها وقتلها فانفلج (1) نصفه في الوقت، وقل كلامه حتى لا يكلمنا إلا إيماءا، وقد بلغنا أن صاحبكم يدفع عنه ونحن من بقايا قوم عاد، نسجد للاصنام ونقتسم بالازلام (2). فان شفى صاحبكم أخي آمنا على يده، ونحن تسعون ألفا، فينا البأس والنجدة والقوة والشدة، ولنا الكنوز من الذهب والفضة. نحن سباق جلاد، سواعدنا شداد وأسيافنا حداد، وقد أخبرتكم بما عندي. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: وأين أخوك يا غلام ؟ فقال: سيأتي في هودج له. فقال عليه السلام: إذا جاء أخوك شفيت علته. [ فالناس على مثل ذلك ] إذ أقبلت امرأة عجوز تحت (3) محمل على جمل فأنزلته بباب المسجد، فقال الغلام: جاء أخي يا علي. فنهض عليه السلام ودنا من المحمل، وإذا فيه غلام له وجه صبيح، فلما نظر إليه بكى الغلام، وقال بلسان ضعيف: إليكم الملجأ والمشتكى يا أهل بيت النبوة. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: اخرجوا الليلة إلى البقيع فستجدون من علي عجبا. قال [ حذيفة ]: فاجتمع الناس من العصر في البقيع إلى أن هدا الليل، ثم خرج إليهم أمير المؤمنين عليه السلام وقال لهم: اتبعوني. فاتبعوه، فإذا بنارين متفرقة قليلة وكثيرة، فدخل في النار القليلة. قال حذيفة: فسمعنا زمجرة كزمجرة الرعد، فقلبها على النار الكثيرة، ودخل فيها 1) الفالج: داء يحدث في أحد شقى البدن فيبطل احساسه وحركته. 2) الازلام: جمع زلم - بفتح الزاى - قداح - أي سهام - لاريش لها ولانصل، كانوا يتفاءلون بها - أي في الجاهلية - في أسفارهم وأعمالهم... (مجمع البحرين: 6 / 79). 3) كذا، والصحيح " بجنب " كما في الفضائل.
[ 44 ]
ونحن بالعبد [ عنه ] وننظر إلى النيران إلى أن أسفر الصبح، ثم طلع منها وقد كنا آيسنا منه، فجاء وبيده رأس دوره سبعة عشر إصبعا، له عين واحدة في جبهته، فأقبل إلى المحمل، وقال: قم باذن الله يا غلام، ما عليك من بأس. فنهض الغلام ويداه صحيحتان ورجلاه سالمتان، فانكب على رجل أمير المؤمنين عليه السلام يقبلها (1) وأسلم، وأسلم القوم الدين كانوا معه، والناس متحيرون فلا يتكلمون. فالتفت عليه السلام إليهم وقال: أيها الناس هذا رأس لعمر بن الاخيل بن لاقيس بن إبليس، كان في إثني عشر ألف فيلق من الجن وهو الذي فعل بالغلام ما فعل، فقاتلتهم وضربتهم بالاسم المكتوب على عصا موسى عليه السلام التي ضرب بها الحجر فانفلق، فماتوا كلهم، فاعتصموا بالله تعالى وبنبيه ووصيه، (2) 17 - ومنها: حدثنا القاضي أبو الحسن علي [ بن ] القاضي الطبراني، عن القاضي سعيد بن يونس المعروف بالقاضي الانصاري المقدسي، قال: حدثني المبارك بن صافي، عن خالص بن أبي سعيد، عن وهب الجمال، عن عبد المنعم بن سلمة، عن وهب الزايدي، عن القاضي يونس بن ميسرة المالكي، عن الشيخ المعتمر الرقي، قال: حدثنا صحاف الموصلي، عن الرئيس أبي محمد بن جميلة، عن حمزة البارزي الجيلاني، عن محمد بن دخيرة، عن أبي جعفر ميثم التمار قال: كنت بين يدي مولاي أمير المؤمنين عليه السلام إذ دخل غلام وجلس في وسط المسلمين 1) " وقبلها " ط. 2) رواه في عيون المعجزات: 32 باسناده عن أبى التحف مرفوعا الى حذيفة. عنه مدينة المعاجز: 102 ح 275. وأورده ابن شاذان في الفضائل: 159، والروضة: 152 ح 159 عن ابن عباس، عنهما البحار 391 / 186 ح 25.
[ 45 ]
فلما فرغ عليه السلام من الاحكام، نهض إليه الغلام. وقال: يا أبا تراب أنا إليك رسول، فصف لي (1) سمعك، واخل إلي ذهنك وانظر إلى ما خلفك وإلى مابين يديك، فقد جئتك برسالة تتزعزع لها الجبال، من رجل حفظ كتاب الله من أوله إلى آخره، وعلم علم القضايا والاحكام، وهو أبلغ منك في الكلام، وأحق منك بهذا المقام، فاستعد للجواب، ولا تزخرف المقال. فلاح الغضب في وجه أمير المؤمنين عليه السلام وقال لعمار: إركب جملك وطف في قبائل الكوفة، وقل لهم: أجيبوا عليا، ليعرفوا الحق من الباطل، والحلال من الحرام، والصحة من السقم. [ قال ميثم: ] فركب عمار [ وخرج ] فما كان إلا هنيئة حتى رأيت العرب كما قال الله تعالى: (إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون) (2) فضاق جامع الكوفة بهم، وتكاثف الناس كتكاثف الجراد على الزرع الغض في أوانه فنهض العالم الاورع، والبطين الانزع صلوات الله عليه، ورقى من المنبر مراق (3) ثم تنحنح، فسكت الناس، فقال: رحم الله من سمع فوعى، أيها الناس إن معاوية يزعم أنه أمير المؤمنين، وأن لا يكون الامام إماما حتى يحيي الموتى، أو ينزل من السماء مطرا، أو يأتي بما يشاء كل ذلك مما يعجز عنه غيره، وفيكم من يعلم أني الاية الباقية، والكلمة التامة والحجة البالغة، ولقد أرسل إلي معاوية اهلا من جاهلية العرب، ففسح في كلامه وعجرف (4) في مقاله، وأنتم تعلمون أني لو شئت لطحنت عظامه طحنا، ونسفت الارض من تحته نسفا، وخسفتها عليه خسفا، إلا أن احتمال الجاهل صدقة [ عليه ]. 1) " الان " ط. 2) يس: 53. وفى ط هكذا " ان كانت الا صيحة فإذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون " تصحيف. 3) مراق: درجات. 4) العجرفة: التكبر، الجفوة في الكلام.
[ 46 ]
ثم حمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي وآله، وأشار بيده اليمنى إلى الجو فدمدم، وأقبلت غمامة، وعلت سحابة، وسمعنا منها قائلا (1) يقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين، وياسيد الوصيين، ويا إمام المتقين ويا غياث المستغيثين، وياكنز الطالبين، ومعدن الراغبين. فأشار إلى السحابة، فدنت. قال ميثم: فرأيت الناس كلهم قد أخذتهم السكرة، فرفع رجله وركب السحابة وقال لعمار: اركب معي وقل: (بسم الله مجريها ومرسيها) (2). فركب عمار، وغابا عن أعيننا، فلما كان بعد ساعة أقبلت السحابة حتى أظلت جامع الكوفة، فالتفت فإذا مولاي عليه السلام جالس على دكة القضاء، وعمار بين يديه والناس حافون به، ثم قام وصعد المنبر وأخذ بالخطبة المعروفة ب‍ " الشقشقية " (3). فلما فرغ منها اضطرب الناس، وقالوا فيه أقاويل مختلفة، فمنهم من زاده الله إيمانا ويقينا، ومنهم من ازداد (4) كفرا وطغيانا. قال عمار: قد طارت بنا السحابة في الجو، فما كان إلا هنيئة حتى أشرفنا على بلد كبير حواليه أشجار وأنهار، فنزلت بنا السحابة، وإذا نحن في مدينة كبيرة، كثيرة الناس يتكلمون بكلام غير العربية، فاجتمعوا عليه ولاذوا به. فوعظهم وأنذرهم بمثل كلامهم، ثم قال: يا عمار اركب. ففعلت ما أمرني به، فأدركنا جامع الكوفة. ثم قال لي: يا عمار تعرف البلدة التي كنت فيها ؟ قلت: الله أعلم ورسوله ووليه. قال: كنا في الجزيرة السابعة من الصين، أخطب كما رأيتني، إن الله تبارك 1) " فإذا " ط. 2) هود: 41. 3) وتشتمل هذه الخطبة الشريفة على الشكوى من أمر الخلافة، ثم ترجيح صبره عنها، ثم مبايعة الناس له. 4) استظهرناها، وفى ط " زاده ".
[ 47 ]
وتعالى أرسل رسوله صلى الله عليه وآله إلى كافة الناس، وعليه أن يدعوهم ويهدي المؤمنين منهم إلى صراط مستقيم، فاشكر ما أوليتك من نعمة، واكتمه (1) عن غير أهله، فان لله تعالى ألطافا خفية في خلقه لا يعلمها إلا هو ومن ارتضى من رسول. (2) ثم قالوا له: قد أعطاك الله تعالى هذه القدره الباهرة وأنت تستنهض الناس على قتال معاوية ؟ ! فقال: إن الله تعالى تعبدهم بمجاهدة الكفار والمنافقين والناكثين والقاسطين والمارقين، والله لو شئت لمددت يدي هذه القصيرة في أرضكم هذه الطويلة، وضربت بها صدر معاوية بالشام، وأخذت بها من شاربه - أو قال: من لحيته - فمد يده عليه السلام وردها وفيها شعرات كثيرة، وتعجبوا من ذلك. ثم اتصل الخبر بعد مدة طويلة بأن معاوية سقط من سريره في اليوم الذي كان مد يده عليه السلام وغشي عليه ثم أفاق وافتقد من شاربه ولحيته شعرات. وروى أنه عليه السلام قال - لما تعجب الناس -: ولا تعجبوا من أمر الله سبحانه فان آصف [ بن برخيا ] كان وصيا، وكان عنده علم من الكتاب - على ما قصه الله تعالى في كتابه - [ فأتى بعرش بلقيس من سبأ إلى بيت المقدس قبل أن يرتد إلى سليمان طرفه وأنا أكبر قدرة منه ] فان عندي علم الكتاب كله (قال الله تعالى: (ومن عنده علم الكتاب) ماعنى به إلا عليا عليه السلام وصي رسول الله صلى الله عليه وآله (3) والله لو كسرت (4) لي 1) استظهرناها، وفى ط والعيون " واكتم ". 2) رواه في عيون المعجزات: 35 عن أبى التحف المصرى، عن القاضى الطبراني مرفوعا الى أبى جعفر ميثم التمار مثله، عنه مدينة المعاجز: 90 ح 229. 3) يظهر أنه من كلام الراوى، والاية في سورة الرعد: 43. والروايات الواردة في هذا المعنى كثيرة، فقد روى الكليني في الكافي: 1 / 229 ح 6 باسناده عن ابن اذينه، عن بريدة العجلى، عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل (ومن عنده علم الكتاب) قال: ايانا عنى، وعلى عليه السلام أولنا وخيرنا وأفضلنا بعد النبي صلى الله عليه وآله. راجع تأويل الايات 1 / 228. 4) " طرحت " العيون.
[ 48 ]
الوسادة وجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الانجيل بانجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم. (1) وهذا الفصل من كلامه عليه السلام معروف مشهور بين المؤالف والمخالف. (2) 18 - ومنها: حدثنا عبد المنعم بن سلمة، عن صالح بن ورقا الكوفي، عن جبير بن الحبيب البغدادي، قال: حدثنا عبد المنعم بن الملواح الجرهمي قال: حدثنا بكار بن بشر القمي، قال: حدثنا الوزير محمد بن سعيد بن ثعلبة، يرفعه إلى جابر بن عبد الله الانصاري قال: كان لي ولد وقد اعتل علة صعبة، فسألت رسول الله صلى الله عليه وآله أن يدعو له، فقال: سل عليا فهو مني وأنا منه. فتداخلني قليل ريب، فجئته وهو يصلي. فلما فرغ من صلاته، سلمت عليه، فحدثته بما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي: نعم. ثم [ قام و ] دنا من نخلة كانت هناك فقال: أيتها النخلة ! من أنا ؟ فسمعت منها أنينا كأنين النساء الحوامل [ إذا أرادت ] أن تضع ما معها (3). ثم سمعتها تقول: يا [ أيها ] (4) الانزع البطين، أنت أمير المؤمنين، ووصي رسول رب العالمين. أنت الاية الكبرى، وأنت الحجة العظمى. وسكتت. فالتفت عليه السلام [ إلي ] وقال: يا جابر قد زال الان الشك من قلبك، وصفى ذهنك اكتم (5) ما سمعت ورأيت عن غير أهله. (6) 1) أورده في عيون المعجزات: 37، قال: روت الشيعة من طرق شتى: أن قوما اجتمعوا على أمير المؤمنين عليه السلام وقالوا... وذكر مثله، عنه مدينة المعاجز: 79 ح 197. 2) راجع تفصيل ذلك في كتابنا " جامع الاخبار والاثار عن الائمة الاطهار عليهم السلام " ج 1 / فضائل القرآن ص 489 ب 5. 3) " حملها " ظ. 4) أضفناها للزومها. 5) زاد في ط " الان ". 6) رواه في عيون المعجزات: 28 باسناده عن أبى التحف، عن عبد المنعم بن سلمة يرفعه الى جابر الانصاري مثله، عنه مدينة المعاجز: 100 ح 272.
[ 49 ]
19 - ومنها: حدثنا سهل الطبري، عن نزار بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله الكاتب البغدادي، عن ميمون بن عبد الرحمان الدباس، قال: حدثني الشيخ أبو محمد البصري، يرفعه إلى عمار بن ياسر قال: كنت بين يدي مولاي أمير المؤمنين عليه السلام إذ دخل عليه رجل وقال: يا أمير المؤمنين إليك المفزع والمشتكى ! فقال عليه السلام: ما قصتك ؟ فقال (1): ابن علي بن دوالب الصيرفي غصبني زوجني وفرق بيني وبين حليلتي، وأنا من حزبك وشيعتك. فقال: إئتني بالفاسق الفاجر. فخرجت إليه وهو في سوق يعرف بسوق بني الحاضر فقلت: أجب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام. فنهض قائما وهو يقول: إذا نزل التقدير بطل التدبير. فجاء معي حتى أوقفته بين يدي مولاي عليه السلام ورأيت بيده قضيبا من العوسج فلما وقف الصيرفي بين يديه قال: يامن يعلم مكنون الاشياء وما في الضمائر والاوهام، ها أنذا واقف بين يديك وقوف المستسلم الذليل. فقال: يالعين ابن اللعين، والزنيم ابن الزنيم، أما تعلم أني أعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، وأني حجة الله في أرضه وبين عباده، تفتك بحريم المؤمنين ؟ ! أتراك أمنت عقوبتي عاجلا وعقوبة لله آجلا ؟ ! ثم قال عليه السلام: يا عمار، جرده من ثيابه. ففعلت ما أمرني به. فقام إليه وقال: لا يأخذ قصاص المؤمن غيري. فقرعه بالقضيب على كبده وقال: إخسأ لعنك الله. قال عمار: [ فرأيته - والله - قد ] مسخه الله سلحفاة. ثم قال عليه السلام: رزقك الله في كل أربعين يوما شربة من الماء، ومأواك القفار 1) " فقلت: مولاى " ط.
[ 50 ]
والبراري، وتلا: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين) (1). (2) 20 - ومنها: روي عن المفضل بن عمر أنه قال: سمعت الصادق عليه السلام يقول: إن أمير المؤمنين عليه السلام بلغه عن عمر بن الخطاب شئ، فأرسل سلمان وقال له: قل له: بلغني عنك كيت وكيت، وكرهت أن أعتب عليك في وجهك، فينبغي أن لاتذكر في إلا الحق [ فقد أغضيت على القذى ] (3) إلى أن يبلغ الكتاب أجله. فنهض إليه سلمان وأبلغه ذلك وعاتبه [ ثم أخذ في ذكر مناقب أمير المؤمنين عليه السلام ووصف فضله وبراهينه ]. فقال عمر: يا سلمان عندي كثير من عجائب علي، ولست انكر فضله. فقال سلمان: حدثني بشئ مما رأيته، فقال عمر: نعم يا أبا عبد الله، خلوت ذات يوم بابن أبي طالب في شئ من أمر الخمس، فقطع حديثي وقام من عندي وقال: مكانك حتى أعود إليك فقد عرضت لي حاجة. فخرج فما كان بأسرع من أن رجع 1) البقرة: 65. 2) رواه في عيون المعجزات: 39 عن أبى التحف يرفعه برجاله الى عمار بن ياسر وفى آخره هكذا "... ومأواك القفار والبرارى، هذا جزاء من أعار طرفه وقلبه وفرجه، ثم ولى وتلا (ولقد علمتم الذين... فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين) البقرة: 65 - 66. قال عمار: ثم جعل عليه السلام يقول: يقول قلبى لطرفي * أأنت كنت الدليلا فقال طرفي لقلبي * لانت كنت الرسولا فقلت كفا جميعا * تركتماني قتيلا عنه اثبات الهداة: 5 / 18 ح 327، ومدينة المعاجز: 104 ح 276. 3) أي صبرت وأمسكت عنك عفوا.
[ 51 ]
وعلى ثيابه وعمامته غبار كثير، فقلت له: ما شأنك ؟ قال: أقبل نفر من الملائكة وفيهم رسول الله صلى الله عليه وآله يريدون مدينة بالمشرق يقال لها " جيحون " (1) فخرجت لاسلم عليهم، فهذه الغبرة ركبتني في سرعة المشي. فضحكت تعجبا حتى استلقيت على قفاي، فقلت: رجل مات وبلي وأنت تزعم أنك لقيته الساعة، وسلمت عليه ؟ ! هذا من العجائب ! فغضب ونظر إلي وقال: أتكذبني يابن الخطاب ؟ ! فقلت: لا تغضب وعد إلى ماكنا فيه، فان هذا الامر مما لا يكون. قال: فان أريتكه حتى لا تنكر منه شيئا، استغفرت الله مما قلت ؟ قلت: نعم. فقال: قم معي. فخرجت معه إلى طرف المدينة، فقال: اغمض عينيك. فغمضتهما فمسحهما بيده ثلاث مرات، ثم قال: افتحهما. ففتحتهما، فإذا أنا - والله - يا أبا عبد الله برسول الله في نفر من الملائكة لم انكر منهم شيئا، فبقيت - والله - متحيرا أنظر إليه، فلما أطلت قال لي: هل رأيته ؟ قلت: نعم. قال: غمض عينيك، فغمضتهما، ثم قال: افتحهما. ففتحتهما، فإذا لاعين ولا أثر. قال سلمان: [ فقلت له: ] هل رأيت من علي عليه السلام غير ذلك ؟ قال: نعم، لاأكف عنك، استقبلني يوما وأخذ بيدي ومضى بي إلى " الجبانة " (2) فكنا نتحدث في الطريق، وكان بيده قوس [ فلما خلصنا إلى (3) الجبانة ] رمى بقوسه 1) جيحون:... وهو اسم وادى خراسان على وسط مدينة يقال لها " جيهان " فنسبه الناس إليها، وقالوا " جيحون " على عادتهم في قلب الالفاظ. وقال ابن الفقيه: يجئ جيحون من موضع يقال له " ريوساران " وهو جبل يتصل بناحية السند والهند وكابل... (معجم البلدان: 2 / 196). 2) الجبان في الاصل: الصحراء، وأهل الكوفة يسمون المقابر جبانة... وبالكوفة محال تسمى بها... (معجم البلدان: 2 / 99). 3) خلص الى المكان: وصل.
[ 52 ]
من يده، فصار ثعبانا عظيما مثل ثعبان عصا موسى عليه السلام ففغرفاه وأقبل نحوي ليبلعني فلما رأيت ذلك طارت روحي من الخوف وتنحيت، وضحكت في وجه علي وقلت: الامان، اذكر ماكان بيني وبينك من الجميل. فلما سمع هذا القول مني ضرب بيده إلى الثعبان وأخذه، فإذا هو قوسه التي كانت في يده، ثم قال عمر: يا أبا عبد الله فكتمت ذلك عن كل واحد وأخبرتك به إنهم أهل بيت يتوارثون هذه الاعجوبة كابرا عن كابر، ولقد كان عبد الله وأبو طالب يأتون بأمثال ذلك في الجاهلية، وأنا لا انكر فضل علي وسابقته ونجدته وكثرة علمه فارجع إليه واعتذر عني إليه، وأنشر (1) عليه بالجميل. (2) 21 - ومنها: في كتاب " الانوار ": حدث محمد بن أحمد (3) بن عبد ربه، قال: حدثني سليمان بن علي الدمشقي، عن أبي هاشم الرماني، عن زاذان، عن سلمان قال: كان النبي صلى الله عليه وآله ذات يوم جالسا بالابطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث إذ نظرنا إلى زوبعة قد ارتفعت، فأثارت الغبار، وما زالت تدنو والغبار يعلو إلى أن وقعت بحذاء النبي صلى الله عليه وآله ثم برز منها شخص كان فيها، ثم قال: يارسول الله، إني وافد قوم، وقد استجرنا بك فأجرنا، وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا، فان بعضهم قد بغى علينا، ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله وبكتابه وخذ علي العهود والمواثيق المؤكدة أن أرده إليك سالما في غداة غد، إلا أن تحدث علي حادثة من عند الله. فقال له النبي صلى الله عليه وآله: من أنت، ومن قومك ؟ 1) نشر الخبر: أذاعه. وفى رواية ابن شاذان: واثق عنى. 2) أورده في عيون المعجزات: 40 عن المفضل بن عمر مثله، عنه اثبات الهداة: 5 / 18 ح 328، وعنه مدينة المعجزات: 77 ح 192 وعن البرسى وغيرهما. وأورده ابن شاذان في الفضائل: 62 عن الصادق عليه السلام مرسلا مثله، عنه البحار: 42 / 42 ح 15. 3) " أحمد بن محمد " العيون.
[ 53 ]
قال: أنا " عطرفة (1) بن شمراخ " [ أحد بني نجاح (2) ] أنا وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع، فلما منعنا من ذلك وبعثك (3) الله نبيا آمنا بك وصدقناك، وقد خالفنا بعض القوم، وأقاموا على ما كانوا عليه فوقع بيننا وبينهم الخلاف وهم أكثر منا عددا وقوة، وقد غلبوا على الماء والكلا، فابعث معي من يحكم بيننا بالحق. فقال له النبي صلى الله عليه وآله: فاكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها. قال: فكشف لنا عن صورته، فنظرنا فإذا بشخص عليه شعر كثير، وإذا رأسه طويل طويل العينين (4) عيناه في طول رأسه، صغير الحدقتين، في فيه أسنان كأنها أسنان السباع، ثم إن النبي صلى الله عليه وآله أخذ عليه العهد والميثاق على أن يرد عليه في غداة غد من يبعث به معه. فلما فرغ من ذلك، التفت إلى أبي بكر وقال له: صر مع عطرفة وانظر إلى ماهم عليه واحكم بينهم بالحق. فقال: يارسول الله ! أين هم ؟ قال: هم تحت الارض. 1) " غطرفة " العيون. " عرفطة " اليقين. وكذا في ما يأتى. 2) " كاخ " الفضائل واليقين. 3) كذا في رواية ابن أبى الفوارس، وفى ط، والعيون والفضائل هكذا: " فلما منعنا من ذلك آمنا، ولما بعثك ". قال تعالى شأنه: " وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا " الجن: 9. قال في مجمع البيان: 10 / 369 قال البلخى: ان الشهب كانت لا محالة فيما مضى من الزمان، غير أنه لم يكن يمنع بها الجن عن صعود السماء، فلما بعث النبي (ص) منع بها الجن من الصعود. وروى في قرب الاسناد: 133 باسناده عن الحسن بن ظريف، عن معمر، عن الرضا عن أبيه عليهما السلام - في حديث طويل - قال: ان الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله، فمنعت في أوان رسالته بالرجوم وانقضاض النجوم. لمزيد الاطلاع راجع البحار: 63 / 42 - 130 ب 2. 4) " العين " ط.
[ 54 ]
فقال أبو بكر: كيف اطيق النزول في الارض ؟ وكيف أحكم بينهم ولا أعرف كلامهم ؟ ثم التفت إلى عمر بن الخطاب وقال له مثل قوله لابي بكر، فأجاب مثل جواب أبي بكر، ثم أقبل على عثمان، وقال له مثل ما قال لهما، فأجاب مثل إجاباتهما. ثم استدعى عليا (1) عليه السلام وقال له: يا علي صر مع عطرفة، فتشرف على قومه وتنظر إلى ماهم عليه، وتحكم بينهم بالحق. فقام أمير المؤمنين عليه السلام مع عطرفة، وقد تقلد سيفه. قال سلمان: فتبعته (2) إلى أن صار إلى الوادي، فلما توسطاه (3) نظر إلي أمير المؤمنين عليه السلام وقال: قد شكر الله تعالى سعيك يا أبا عبد الله فارجع. فوقفت أنظر إليهما، فانشقت الارض ودخلا فيها وعادت إلى ما كانت، ورجعت و [ قد ] تداخلني من الحسرة ما الله أعلم به، كل ذلك إشفاقا على أمير المؤمنين عليه السلام. فأصبح النبي صلى الله عليه وآله [ وصلى بالناس الغداة، وجاء وجلس على الصفا (4) وحف به أصحابه، وتأخر أمير المؤمنين عليه السلام وارتفع النهار، وأكثر الناس الكلام إلى أن زالت الشمس ] وقال المنافقون: قد أراحنا الله من أبي تراب، وذهب عنا افتخاره بابن عمه علينا، وأكثروا الكلام إلى أن صلى النبي صلى الله عليه وآله الصلاة الاولى، وعاد إلى مكانه وجلس على الصفا، ومازال أصحابه بالحديث إلى أن وجبت صلاة العصر وأكثروا في الكلام، وأظهروا اليأس من أمير المؤمنين عليه السلام فصلى النبي صلاة العصر وجلس على الصفا، وأظهر الفكر في أمير المؤمنين عليه السلام وظهرت شماتة المنافقين بأمير المؤمنين عليه السلام، وكادت الشمس تغرب فتيقن القوم أنه قد هلك، فإذا [ قد ] انشق 1) " بعلى " ط، والعيون. 2) " فتبعه " ط. 3) الظاهر " توسطناه ". 4) الصفا: مكان مرتفع من جبل أبى قبيس، بينه وبين المسجد الحرام عرض الوادي الذى هو طريق وسوق، وإذا وقف الواقف عليه كان قبال الحجر الاسود، ومنه يبتدئ السعي بينه وبين المروة. (مراصد الاطلاع: 2 / 843).
[ 55 ]
الصفا، وطلع أمير المؤمنين عليه السلام منه وسيفه يقطر دما ومعه عطرفة. فقام النبي صلى الله عليه وآله وقبل بين عينيه وجبينه، وقال له: ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت ؟ فقال عليه السلام: [ صرت إلى جن كثيرة - قد بغوا على عطرفة وقومه - من المنافقين ] فدعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا علي، وذلك أني دعوتهم إلى الايمان بالله تعالى، والاقرار بنبوتك ورسالتك، فأبوا ذلك كله، ودعوتهم إلى أداء الجزية فأبوا، وسألتهم أن يصالحوا عطرفة وقومه فيكون بعض المرعى لعطرفة وقومه، وكذلك الماء فأبوا ذلك كله، فوضعت سيفي فيهم وقتلت منهم ثمانين ألفا. فلما نظروا إلى ماحل بهم، طلبوا الامان والصلح، ثم آمنوا وصاروا إخوانا وزال الخلاف، ومازلت معهم إلى الساعة. فقال عطرفة: يارسول الله جزاك الله وأمير المؤمنين عنا خيرا. (1) 22 - ومنها: حدث محمد بن هشام (2) القطان، قال: حدثني الحسن بن الحكيم 1) أخرجه في عيون المعجزات: 43 عن كتاب الانوار مثله. عنه البحار: 18 / 86 ح 4 وج 63 / 90 ح 54، ومدينة المعاجز: 21 ح 29. وأورده ابن شاذان في الفضائل: 60 عن زاذان، عن سلمان. وفى الروضة: 151 عن أبى سعيد مثله. ورواه ابن أبى الفوارس في أربعينه ح 26 باسناده عن على بن الحسين الطوسى، عن تاج الدين مسعود بن محمد الغزنوى، عن الحسن بن محمد، عن أحمد بن عبد الله الحافظ عن الطبراني، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن اسماعيل بن موسى الفزارى، عن تليد بن سليمان، عن أبى الحجاف، عن عطية، عن أبى سعيد الخدرى مثله. عنه اليقين في امرة أمير المؤمنين عليه السلام: 68 ب 90. وأخرجه في حلية الابرار: 1 / 270 عن الانوار، وفى البحار: 39 / 168 ح 9 عن الفضائل والروضة واليقين. 2) " همام " العيون.
[ 56 ]
عن عباد بن صهيب، قال: حدثنا الاعمش، قال: نظرت ذات يوم وأنا في المسجد الحرام إلى رجل كان يصلي فأطال، وجلس يدعو بدعاء حسن إلى أن قال: يا رب إن ذبني عظيم وأنت أعظم منه، فلا يغفر الذنب العظيم إلا أنت يا عظيم. ثم انكب على الارض يستغفر ويبكي ويشهق في بكائه، وأنا أسمع واريد أن يرفع رأسه عن سجوده، فاقائله وأسأله عن ذنبه العظيم. فلما رفع رأسه أدار إلي وجهه ونظرت في وجهه فإذا وجهه كوجه كلب [ ووبره ] وبر (1) كلب، وبدنه بدن إنسان. فقلت له: يا عبد الله ما ذنبك الذي استوجبت أن يغير [ الله به ] خلقك ؟ فقال: إن ذنبي عظيم، وما احب أن يسمع به أحد، فما زلت به إلى أن قال: كنت رجلا ناصبيا أبغض أمير المؤمنين عليه السلام واظهر عداوته (2) ولا أكتمها فاجتاز بي ذات يوم رجل وأنا انكر أمير المؤمنين بغير واجب (3) فقال: مالك ! [ إن كنت كاذبا ] فلا أخرجك الله من الدنيا حتى يشوه خلقك فيكون شهرة في الدنيا قبل الاخرة. فبت معافا، فأصبحت فإذا وجهي وجه كلب، فندمت على ماكان مني، قتبت إلى الله مما كنت عليه، وأسأل الله الاقالة والمغفرة. قال الاعمش: فبقيت متحيرا متفكرا فيه وفي كلامه، وكنت احدث الناس بما رأيته، وكان المصدق أقل من المكذب. (4) 23 - ومنها: حدثني الشيخ أبو محمد الحسن بن محمد بن نصر، قال: [ حدثنا ] 1) الوبر للابل والارانب ونحوها كالصوف للغنم. 2) " ذلك " العيون. 3) ظاهرا يريد أنه كان يعيب ويكفر أمير المؤمنين عليه السلام بغير علة. وفى العيون هكذا: وأنا أذكر أمير المؤمنين بغير الواجب. أي بغير ما يجب أن يذكر به (ع). 4) رواه في عيون المعجزات: 46 بنفس الاسناد، عنه البحار: 41 / 222 ح 34.
[ 57 ]
الاسعد منصور بن الحسن بن علي بن المرزبان، قال: [ حدثنا ] الاستاد أبو القاسم الحسن بن الحسن الابنوراني، قال: [ حدثنا ] علي بن موسى الصائغ، قال: [ حدثنا ] الطيب القواصري، عن سعد بن أبي القاسم الحسين بن مأمون، قال: [ حدثنا ] أبو نصر محمد بن محمد القاشاني، قال: [ حدثنا ] أبو يعقوب بن اسحاق بن محمد بن أبان ابن لاحق النخعي أنه سمع مولانا الحسن الاخير عليه السلام يقول: سمعت أبي يحدث عن جده علي بن موسى عليه السلام [ أنه قال: اعتل صعصعة بن صوحان العبدي (1) فعاده مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في جماعة من أصحابه، فلما (2) استقر بهم المجلس فرح صعصعة، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ] لا تفتخرن على إخوانك بعيادتي إياك. ثم نظر إلى فهر (3) في وسط داره، فقال لاحد أصحابه: ناولنيه. فأخذه منه وأداره في كفه، فإذا به سفر جلة رطبة فدفعها إلى أحد أصحابه وقال: قطعها قطعا وادفع إلى كل واحد منا قطعة، وادفع إلى صعصعة قطعة، وإلي قطعة. ففعل ذلك، فأدار مولانا عليه السلام القطعة من السفر جلة في كفه، فإذا بها تفاحة فدفعها إلى ذلك الرجل وقال له: اقطعها وادفع إلى كل واحد قطعة، وإلى صعصعة [ قطعة ] وإلي قطعة. ففعل ذلك، فأدار مولانا علي عليه السلام قطعة التفاحة في كفه فإذا هي (4) حجر فهر. فرمى به إلى وسط الدار، فأكل صعصعة قطعتين واستوى جالسا وقال: شفيتني وزدت في إيماني وإيمان أصحابك، صلوات الله عليك يا أمير المؤمنين. (5) 1) ترجم له السيد الخوئى في رجاله: 9 / 108 رقم 5914. وأورد رواية عيادة أمير المؤمنين عليه السلام له نقلا عن رجال الكشى: 67 ح 121. 2) " فقال " ط. 3) الفهر: حجر رقيق تسحق به الادوية. 4) " به " ط. 5) رواه في عيون المعجزات: 47 باسناده عن الحسن بن محمد بن محمد بن نصر يرفعه الى محمد بن أبان النخعي (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 71 ح 179.
[ 58 ]
24 - ومنها: روي عن اسحاق السبيعي قال: دخلت مسجد الكوفة فإذا أنا بشيخ لاأعرفه ودموعه تسيل على خديه، فقلت له: يا شيخ ما يبكيك ؟ فقال: إني كنت رجلا يهوديا: وكانت لي ضيعة في ناحية " سورا " (1) فدخلت الكوفة بطعام على حمير اريد بيعه، فبينا أنا أسوق الحمير إذا فتقدتها من بين يدي، وكأن الارض ابتلعتها، فأتيت منزل الحارث الهمداني، وكان لي صديقا، وشكوت إليه ما أصابني، فأخذ بيدي ومضى بي إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأخبرته الخبر، فقال للحارث: انصرف إلى منزلك فاني ضامن الحمير والطعام. وأخذ أمير المؤمنين عليه السلام بيدي فمضى بي حتى انتهى إلى الموضع الذي فقدت الحمير [ فيه ] فوجه وجهه إلى القبلة ورفع يده إلى السماء، ثم سجد وسمعته يقول: والله ما على هذا عاهدتموني، وبايعتموني يا معشر الجن، وأيم الله لئن لم تردوا على اليهودي حميره وطعامه لانقضن عهدكم ولاجاهدنكم في الله حق جهاده. فوالله ما فرغ من كلامه حتى رأيت الحمير والطعام عليها تتجول حولي، فتقدم إلي يسوقها فسقتها وهو معي حتى انتهى إلى الرحبة، فقال: يا يهودي عليك بقية من الليل فضع عن حميرك (2) حتى تصبح، فوضعت عنها. ثم قال لي: ليس عليك بأس، ودخل المسجد، فلما فرغ من صلاته وطلعت الشمس، خرج إلي وعاونني على حمل الطعام، فبعته واستوفيت ثمنه، وقضيت حوائجي، فقلت له - عند فراغي من أمري -: أشهد أن لاإله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، و [ أشهد ] أنك عالم هذه الامة وخليفة الله على الجن والانس، فجزاك الله عن الاسلام وأهل الذمة خيرا. 1) سورا: موضع من أرض باب، وقيل مدينة تحت الحلة وكورة قريبة من الفرات. وسوراء - بالمد والهمز - موضع قيل: الى جنب بغداد، وقيل: بغداد نفسها. (مراصد الاطلاع: 753). 2) أي ألق ما عليها من حمل وطعام.
[ 59 ]
ثم انطلقت إلى ضيعتي، وأقمت بها، ثم اشتقت إلى لقائه الان، فسألت عنه ؟ فقالوا: قبض، فجلست حيث تراني أبكي عليه صلوات الله عليه صلاة داعية إلى يوم الدين. (1) 25 - ومنها: روي عن أبي ذر الغفاري أنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض غزواته في زمان الشتاء، فلما أمسينا هبت ريح باردة، وعلتنا غمامة هطلت غيثا، فلما انتصف الليل جاء عمر بن الخطاب ووقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: إن الناس قد أخذهم البرد، وقد ابتلت المقادح والزناد [ فلم توقد ] وقد أشرفوا على الهلكة لشدة البرد. فالتفت النبي صلى الله عليه وآله إلى أمير المؤمنين وقال: قم يا علي واجعل لهم نارا. فقام عليه السلام وعمد إلى شجر أخضر، فقطع غصنا من أغصانه وجعل لهم منه نارا (2) وأوقد منها في كل مكان، واصطلوا بها، وشكروا الله تعالى وأثتوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أمير المؤمنين عليه السلام. (3) 1) روى الخصيبى في الهداية الكبرى: 126 عن أبى الحسن محمد بن يحيى الفارسى عن جعفر بن حباب، عن محمد بن على الادمى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبى حمزة الثمالى، عن أبى اسحاق القرشى (نحوه). وأورد المسعودي في اثبات الوصية: 148 عن أبى اسحاق السبيعى مرسلا (مثله) والديلمي في ارشاد القلوب: 274 بالاسناد الى أبى حمزة الثمالى، عن السبيعى (نحوه)، عنه البحار: 39 / 189 ح 26. وأخرج ابن شهر اشوب في المناقب: 2 / 306 نقلا عن المعجزات والروضة ودلائل ابن عقدة عن أبى اسحاق السبيعى والحارث الاعور (نحوه)، عنه البحار المذكور ص 182 ضمن ح 23، ومدينة المعاجز: 49 ح 94. 2) قال تعالى في سوره يس: 80: (الذى جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون). 3) أورده في عيون المعجزات: 47 عن أبى ذر (مثله) عنه مدينة المعاجز: 84 ح 210.
[ 60 ]
26 - ومنها: [ ما ] روي عن الاصبغ بن نباتة، قال: دخلت في بعض الايام على أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة، وإذ ابجم غفير ومعهم عبد أسود، فقالوا: يا أمير المؤمنين هذا العبد سارق. فقال له الامام عليه السلام: أسارق أنت يا غلام ؟ فقال له: نعم. فقال له مرة ثانية: أسارق أنت يا غلام ؟ فقال له: نعم يا مولاي. فقال له الامام عليه السلام: إن قلتها ثالثة قطعت يمينك. فقال له: أسارق أنت يا غلام ؟ قال: نعم يا مولاي. فأمر الامام عليه السلام بقطع يمينه، فقطعت، فأخذها بشماله هي تقطر دما، فلقيه ابن الكوا (1) - وكان يشنأ (2) أمير المؤمنين عليه السلام - فقال له: من قطع يمينك ؟ قال: قطع يميني الانزع البطين، وباب اليقين، وحبل الله المتين، والشافع يوم الدين، المصلي إحدى وخمسين. وقال: قطع يميني إمام التقى، ابن عم المصطفى، شقيق النبي المجتبى، ليث الثرى، غيث الورى، وحتف العدى، ومفتاح الندى، ومصباح الدجى. قطع يميني إمام الحق، وسيد الخلق، فاروق الدين، وسيد العابدين، وإمام المتقين، وخير المهتدين، وأهل السابقين، وحجة الله على الخلق أجمعين. قطع يميني إمام بدري حجازي، مكي مدني، بطحي أبطحي، هاشمي قرشي أريحي مولوي، طالبي لوذعي، الولي الوصي. قطع يميني داحي باب خيبر، وقاتل مرحب ومن كفر، وأفضل من حج واعتمر وهلل وكبر، فصام وأفطر، وحلق ونحر. 1) ذكر ابن عبد ربه في العقد الفريد: 5 / 93: ان عليا عليه السلام لما اختلف عليه أهل النهروان والقرى وأصحاب البرانس ونزلوا قرية يقال لها: " حروراء " وذلك بعد وقعة الجمل، رجع إليهم على بن أبى طالب عليه السلام فقال لهم: يا هؤلاء ! من زعيمكم ؟ قالوا: ابن الكوا.... 2) يشنأ: يبغض مع عداوة وسوء خلق.
[ 61 ]
قطع يميني شجاع جرئ، جواد سخي، بهلول شريف الاصل، ابن عم الرسول وزوج البتول، وسيف الله المسلول، المردودة له الشمس عند الافول. قطع يميني، صاحب القبلتين، الضارب بالسيفين، الطاعن بالرمحين، وارث المشعرين، لم يشرك بالله طرفة عين، ذو كفين، وأفصح كل ذي شفتين، أبو السيدين الحسن والحسين. قطع يميني عين المشارق والمغارب، تاج لؤي بن غالب، أسد الله الغالب علي ابن أبي طالب، عليه من الصلاة أفضلها، ومن التحيات أكملها. فلما فرغ الغلام من الثناء مضى لسبيله، ودخل عبد الله بن الكوا على الامام عليه السلام فقال له: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: السلام على من اتبع الهدى، وخشي عواقب الردى فقال له: يا أبا الحسنين إنك قطعت يمين غلام أسود وسمعته يثني عليك بكل جميل. فقال: وما سمعته يقول ؟ قال: يقول كذا وكذا، وأعاد عليه جميع ما قال الغلام. فقال الامام عليه السلام لولديه الحسن والحسين عليهما السلام: أمضيا وائتياني بالعبد. فمضيا في طلبه فوجداه في كندة، فقالا له: أجب أمير المؤمنين يا غلام. قال: فلما مثل بين يدي أمير المؤمنين، قال له الامام: قطعت يمينك وأنت تثني علي بما قد بلغني ! فقال: يا أمير المؤمنين ما قطعتها إلا بحق واجب أوجبه الله ورسوله. فقال [ الامام عليه السلام ]: أعطني الكف فأخذ الامام الكف وغطاه بالرداء، وكبر وصلى ركعتين وتكلم بكلمات، وسمعته يقول في آخر دعائه: " آمين رب العالمين " وركبه على الزند، وقال لاصحابه: اكشفوا الرداء عن الكف. فكشفوا الرداء، وإذا الكف على الزند، باذن الله.
[ 62 ]
ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: ألم أقل لك يابن الكوا ؟ إن لنا محبين لو قطعناهم إربا إربا ما ازدادوا لنا إلا حبا، ولنا مبغضين لو ألعقنا (1) لهم العسل ما ازدادوا لنا إلا بغضا، وهكذا من يحبنا ينال شفاعتنا يوم القيامة. (2) 27 - ومنها: قد ذكر أن أعثم الكوفي - وهو رجل معاند - قال: لما كان يوم صفين برز رجل من أهل الشام فقال [ له ] أمير المؤمنين عليه السلام: ارجع فلابد خلفك ابن آكلة الاكباد نار جهنم. قال الشامي: الساعة يبين (3) أي منا يدخل نار جهنم. قطعنه أمير المؤمنين عليه السلام برمحه ودفعه على الهواء، فصاح اللعين، وقال: يا أمير المؤمنين ! لقد رأيت نار جهنم وأصبحت من النادمين. فقال عليه السلام: " ألان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين " (4). 28 - ومنها: روى (5) ابن جرير الطبري باسناد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: لما فعل أولاد يعقوب عليه السلام ما فعلوه، وعادوا إليه فسألهم عنه ؟ فقالوا: أكله الذئب. فلم يصدقهم، وخرجوا من عنده إلى الصحراء، فأصابوا ذئبا وقبضوا عليه وأحضروه بين يدي يعقوب عليه السلام فنطق الذئب بالسلام عليه. فقال له يعقوب عليه السلام: أكلت ابني ؟ فقال: يا نبي الله ! والله ما أكلت لحم إنسي قط 1) لعق العسل ونحوه: لحسه وتناوله بلسانه أو اصبعه. 2) أورد هذا الحديث جماعة من الافاضل وفى كتب الفريقين بألفاظ مختلفة، ذكرنا أكثرها عند تحقيق كتاب الخرائج والجرائح: 2 / 561 ح 19، فراجع. 3) يبين: يتضح ويظهر. 4) اقتباس قوله تعالى في سورة يونس: 91. عند غرق فرعون وايمانه وقتئذ. 5) " قال " ظاهرا. وقد صرح المصنف باسمه ولقبه وكيته في بداية الباب الثالث أيضا الى أواخر الكتاب في صدر أكثر الاخبار، كما سترى - جريا على عادة القدماء.
[ 63 ]
وإنك لتعلم أن لحوم الانبياء ولحوم أولادهم تحرم على الوحش، ولست من بلادك هذه، وإنما قدمتها الساعة. فقال له: ومن أين أنت ؟ وما أقدمك هذه البلاد ؟ فقال: أنا من أرض مصر، اجتزت بهذه البلاد قاصدا لزيارة أخ لي بخراسان. فقال يعقوب عليه السلام: وما قصدك بهذه الزيارة ؟ فقال الذئب: كنت مع أبيك نوح عليه السلام في السفينة، فأخبرني عن جبرئيل عليه السلام عن الله (سبحانه وتعالى) أنه " من زار أخا له في الله تعالى لا لرياء (1) أو سمعة ولاطلب محمدة كتب له بكل خطوة عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات " (2). فقال يعقوب عليه السلام: وما تصنع أيها الذئب بهذه الزيارة، وأنتم معشر الوحوش لا تثابون على طاعة ولا تعاقبون على معصية ! ؟. فقال الذئب: أجعل ثواب ذلك لعلي بن أبي طالب عليه السلام وصي سيد المرسلين ولشيعته. فقال يعقوب عليه السلام لبنيه: اكتبوا الخبر عن الذئب. فقال الذئب: إنا معشر البهائم لا نكلم إلا نبيا أو وصيا ! فأملى عليهم ليكتبوا [ ثم ] (3) قال يعقوب عليه السلام: زودوا ذئبنا. فقال الذئب: والله ما ازددت زادا قط، ولا حاجة بي إلى زودتك. فقال يعقوب عليه السلام: ولم داك ؟ فقال الذئب: 1) " للرياء " ط. تصحيف. 2) راجع في ذلك الكافي: 2 / 170 (باب زيارة الاخوان)، والبحار: 74 / 342 باب 21. 3) أضفناها للزومها.
[ 64 ]
لانني قد صحبت خالق الاجساد و - الارزاق وهو لا يترك جسدا بغير رزق. (1) 29 - ومنها: منقول هذا الخبر من المجلد الثاني عشر من تاريخ محمد النجار شيخ المحدثين بالمدرسة المستنصرية، باسناد مرفوع إلى أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لما أراد الله أن يهلك قوم نوح عليه السلام أوحى (2) إليه أن شق ألواح الساج (3) فلما شقها لم يدر مايصنع بها، فهبط جبرئيل فأراه هيئة السفينة، ومعه تابوت بها (4) مائة ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف مسمار، فسمر بالمسامير كلها السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير. فضرب بيده إلى مسمار فأشرق بيده وأضاء كما يضئ الكوكب الدري في افق السماء، فتحير نوح عليه السلام فأنطق الله ذلك المسمار بلسان طلق ذلق. (5) فقال: أنا على اسم خير الانبياء " محمد بن عبد الله ". فهبط جبرئيل عليه السلام فقال له: ماهذا المسمار الذي ما رأيت مثله ؟ فقال: هذا باسم سيد الانبياء " محمد بن عبد الله " صلى الله عليه وآله أسمره (6) على أولها على جانب السفينة الايمن. ثم ضرب بيده إلى مسمار ثان، فأشرق وأنار، فقال نوح عليه السلام: وما هذا المسمار ؟ 1) أخرج نحوه في المخلاة: 533 عن الثعلبي وتلميذه من المفسرين. أقول: روى الشريف أبو يعلى محمد بن شريف أبو القاسم حسن الاقساسى باسناده من طريق الجمهور في كتابه في تفسير قصيدة اللامى حديث كلام الذئب مع أمير المؤمنين عليه السلام ما لفظ آخره: قال - أي الامام عليه السلام -: وكيف تكون شريفا وأنت ذئب ؟ قال: شريف لانى من شيعتك، وأخبرني أبى أنى من ولد ذلك الذئب الذى اصطاده أولاد يعقوب، فقالوا: هذا أكل أخانا بالامس، وانه متهم. 2) " أوحى الله " ط. 3) الساج: شجر عظيم صلب الخشب. 4) " معها " ط. تصحيف. 5) أي فصيح بليغ ذو حدة. 6) أي شده. ومنه: سمر اللوح أي شده بالمسمار.
[ 65 ]
فقال: هذا مسمار أخيه وابن عمه سيد الاوصياء علي بن أبي طالب عليه السلام فأسمره على جانب السفينة الايسر في أولها. ثم ضرب بيده إلى مسمار ثالث، فزهر وأشرق وأنار: فقال [ جبرئيل ]: هذا مسمار فاطمة عليها السلام فأسمره إلى جانب مسمار أبيها. ثم ضرب بيده إلى مسمار رابع، فزهر وأنار. فقال: هذا مسمار الحسن عليه السلام فاسمره إلى جانب مسمار أبيه. ثم ضرب: بيده إلى مسمار خامس، فزهر وأنار وأظهر النداوة، فقال جبرئيل عليه السلام: هذا مسمار الحسين عليه السلام فأسمره إلى الجانب الايسر من مسمار أبيه. فقال نوح عليه السلام: يا جبرئيل ما هذه النداوة ؟ فقال: هذا الدم. فذكر قصة الحسين عليه السلام وما تعمل الامة به، لعن الله قاتله [ وظالمه وخاذله ]. (1) معرفة ماروى من الاخبار عن سيد المرسلين صلى الله عليه وآله في فضائل أمير المؤمنين وسيد الوصيين على بن أبى طالب عليه من الصلاة أفضلها، ومن التحيات أكملها لما اسري به إلى السماء 30 - منها: حدثنا أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال: أخبرني أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله الاشعري قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن تغلب وغيره، عن الصادق جعفر بن محمد بن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسري بي إلى السماء سمعت صوتا وهو يقول: واشوقاه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام. فقلت لجبرئيل: يا جبرئيل ماهذا ؟ قال: هذه سدرة المنتهى تشتاق إلى ابن عمك علي بن أبي طالب. 1) أخرجه في البحار: 11 / 228 ح 49 وج 44 / 230 ح 12 عن الخرائج والجرائح. اقول: ولعله اشتباه إذ لم نجد الحديث في كل النسخ التى حصلنا عليها عند تحقيقنا للكتاب.
[ 66 ]
فلما دنوت منها إذا أنا بملائكة عليهم تيجان من ذهب، وأكاليل من جوهر وهم يقولون: محمد خير الانبياء، وعلي خير الاوصياء. فقلت: يا جبرئيل، من هؤلاء ؟ قال: هؤلاء الشفاعون لمن تولى علي بن أبي طالب عليه السلام. (1) 31 - ومنها: حدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدثني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، عن أبي أحمد بن عبد الله بن عامر، قال: حدثني علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين بن علي، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي، لما عرج بي إلى السماء، سلم علي ملك الموت ثم قال لي: يا محمد، ما فعل ابن عمك علي ؟ قلت: وكيف سألتني عنه يا عزرائيل ؟ قال: إن الله تعالى أمرني أن أقبض أرواح الخلائق كلهم إلا أنت وابن عمك فالله تعالى يقبض أرواحكما بيده. (2) 32 - ومنها: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال: أخبرني أبي، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام يوم الاربعاء لليلة (3) بقيت من المحرم سنة (326) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن القاسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سيار (4) قال: حدثني أبو مالك 1) روى نحوه في قرب الاسناد: 48 باسناده عن ابن طريف، عن ابن علوان، عن جعفر عن أبيه، عن جده عليهم السلام، عنه البحار: 37 / 37 ح 6. 2) رواه ابن شاذان في مائة منقبة: 32 ضمن المنقبة 13. وذكرنا تخريجاته عند تحقيقنا للكتاب المذكور، فراجع. 3) " ليلة " ط. وتحتمل التصحيف أو سقوط عدد قبلها. 4) " سمان " ط. تصحيف.
[ 67 ]
الازدي (1) عن اسماعيل الجعفي، قال: كنت في المسجد الحرام قاعدا وأبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام في ناحية، فرفع رأسه إلى السماء مرة، وإلى الكعبة مرة، ثم قال (2): (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله) (3) فكرر ذلك [ ثلاث مرات ] ثم التفت إلي وقال: أي شئ يقول أهل العراق في هذه الاية يا عراقي ؟ قلت: يقولون اسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس. قال: ليس كما يقولون، لكنه اسري به من هذه - يعني الارض - إلى هذه - وأومى بيده إلى السماء وما بينهما (4) - ثم قال: إن الله تبارك وتعالى لما أراد زيارة نبيه صلى الله عليه وآله بعث إليه ثلاثة من عظماء الملائكة: جبرئيل وميكائيل وإسرافيل رفعته (59 معهم حمولة (6) من حمولته تعالى، يقال لها " البراق ". (7) 1) " الاسدي " ط. قال في معجم رجال الحديث: 22 / 30 رقم 14734: أبو مالك الازدي روى عن اسماعيل الجعفي، وروى عنه محمد بن سيار... ثم قال: ويحتمل اتحاده مع أبى مالك الاسدي. 2) " ويقول " ط. 3) الاسراء: 1. 4) أراد عليه السلام أن اسراءه صلى الله عليه وآله لم يكن الى المسجد الاقصى فحسب، بل والى السماء أيضا. 5) " رفعت " ط. 6) الحمولة - بفتح الحاء -: ما يحمل عليه من الدواب. 7) قال الطريحي في مجمع البحرين: 5 / 138: وفى حديث المعراج " ذكر البراق " بضم الباء: وهى دابة ركبها رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة الاسراء، سمى بذلك لنصوع لونه وشدة بريقه. وقيل: لسرعة حركته تشبيها بالبرق. وجاء وصفه: أصغر من البغل، وأكبر من الحمار، مضطرب الاذنين، عيناه في حافره وخطامه مد بصره، وإذا انتهى الى جبل قصرت يداه وطالت رجلاه، وإذا هبط طالت يداه وقصرت رجلاه، أهدب العرف الايمن، له من خلفه جناحان.
[ 68 ]
فأخذ له جبرئيل عليه السلام بالركاب، وأخذ ميكائيل عليه السلام باللجام، وكان اسرافيل عليه السلام يسوي عليه ثيابه، فتصاعد به في العلو في الهواء، فانفتحت لهم السماء الدنيا والثانية والثالثة والرابعة، فلقي فيها إبراهيم عليه السلام فقال له: يا محمد، أبلغ امتك السلام [ وأخبرهم ] (1) أن [ أهل ] (2) الجنة مشتاقون إليهم. ثم تصاعد بهم في الهواء، ففتحت لهم السماء الخامسة والسادسة، واجتمعوا عند السابعة (3). ثم فتح لهم فتصاعد بهم في الهواء حتى انتهى إلى سدرة المنتهى وهو الموضع الذي لم يكن يجوزه جبرئيل عليه السلام وقد تخلف صاحباه (4) قبل ذلك، وكان يأنس بجبرئيل مالا يأنس بغيره. 1 و 2) استظهرناهما لملازمتهما السياق. 3) بعده في " ط " عبارة مضطربة، مشوشة، غير مفهومة ولا تخلو من سقط وتصحيف، رسمها هكذا: فقلت يا جبرئيل مالنا... لنا. فقال: يا محمد ان ربك يصلى. فقلت: سبحان ربى العظيم، وما صلاة ربى ! فقال: يا محمد يقول: قدوس سبقت رحمتى غضبى. انتهى. والظاهر أن المراد هو أنه حتى تفتح لهما السماء السابعة كان لابد للرسول صلى الله عليه وآله - بواسطة جبرئيل عليه السلام - من صلاة وقول: " قدوس قدوس سبقت رحمتك غضبك " ومعلوم أن الصلوات الخمس لم تكن معروفة قبل هذا، وأن أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وآله كانت عندما اسرى به الى السماء بين يدى الله تعالى قدام عرشه جل جلاله. (راجع علل الشرائع: 2 / 334 ب 32). وأما صلاة الله كما في قوله تعالى: (ان الله وملائكته يصلون على النبي) الاحزاب: 56 فقد قال بعض الافاضل: الصلاة وان كانت بمعنى الرحمة لكن المراد بها هنا الاعتناء باظهار شرف النبي صلى الله عليه وآله ورفع شأنه. وجاءت الصلاة بمعنى التعظيم، قيل: ومنه " أللهم صل على محمد وآل محمد " أي عظمه في الدنيا يا علاء ذكره واظهار دعوته وابقاء شريعته، وفى الاخرة بتشفيعه في امته وتضعيف أجره ومثوبته. 4) أي ميكائيل واسرافيل عليهما السلام. (*)
[ 69 ]
فلما تخلف جبرئيل عليه السلام قال: يا جبرئيل ! في هذا الموضع تخذلني ؟ فقال له: تقدم أمامك، فوالله لقد بلغت مبلغا ما بلغه خلق لله (1) عزوجل قبلك. ثم قال الله تعالى: يا محمد. قلت: لبيك يا رب. قال: فيم اختصم الملا الاعلى (2) ؟ قلت: سبحانك لاعلم لي إلا ما علمتني. فوضع يده بين ثدييه، فوجد بردها بين كتفيه (3). قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله تبارك وتعالى: يا محمد، من وصيك ؟ فقلت (4): يا رب إني قد بلوت خلقك فلم أجد أحدا أطوع لي من علي. فقال: ولي يا محمد. فقلت: يا رب قد بلوت خلقك فلم أر فيهم أنصح لي من علي. فقال: [ ولي يا محمد. فقلت: ] (5) لم أر فيهم أشد حبا لي من علي. فقال: ولي يا محمد، بشره أنه راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، والكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه 1) " الله " ط. ولعل في العبارة سقط هو: [ من خلق ] الله. 2) اشارة الى قوله تعالى في سورة ص: 70. 3) وضع اليد كناية عن غاية اللطف والرحمة وافاضة علومه تبارك وتعالى ومعارفه القدسية على صدره الاشرف صلى الله عليه وآله. والبرد كناية عن الارتياح والسرور الذى ملاصدره وأنعش قلبه صلى الله عليه وآله، فالعرب تصف سائر ما يستلذ بالبرودة. وعين هذه العبارة وردت في رواية على بن ابراهيم في تفسيره، وفى بعض نسخه هكذا: يده أي يد القدرة. وفيها - أي رواية على بن ابراهيم - بعد هذه العبارة ما يؤكد حقيقة ما ذهبنا إليه، وهو ما لفظه: قال: فلم يسألنى عما مضى ولاعما بقى الا علمته. فقال: يا محمد فيم اختصم الملا الاعلى ؟ قال: قلت: يا رب في الدرجات والكفارات والحسنات.... وزاد بعدها في " ط " عبارة خالية من كل معنى، ولا نظنها الا من اضافات بعض جهلة النساخ التى طالما عبثت أياديهم بأحاديث المعصومين عليهم السلام، ولفظها هو: والناس يقولون وضع يده بين كنفيه، وكيف هذا وانما كان مقبلا الى ربه، ولم يكن مدبرا ! 4) " فقال " ط. 5) أضفناها لملازمتها السياق.
[ 70 ]
أحبني، ومن أبغضه أبغضني، مع أني أخصه [ ببلاء ] (1) ما لم أخص به أحدا. فقلت: يا رب أخي وصاحبي ووارثي ! قال: إنه سبق [ في علمي ] (2) أنه مبتلى ومبتلى به مع أني أنحلته أربعة أشياء: العلم والفهم والحكم والحلم. (3) 33 - ومنها: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا المفضل، عن سعيد، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليلة عرج بي رأيت قبة مثل ياقوتة خضراء معلقة بين السماء والارض: لا دعامة من تحتها ولا علاقة من فوقها، لها مصراعان، عل كل مصراع سبعون حوراء، على كل حوراء سبعون حلة، يرى مخ ساقهن من وراء الحلل كما يرى الخمر في الزجاجة البيضاء. فقلت لجبرئيل عليه السلام: يا خليلي ! لمن هذه القبة ؟ قال: لرجل من قريش. فقلت في نفسي: أنا الرجل القريشي، فسألت: من هو الرجل ؟ فقال: لرجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار. فقلت لجبرئيل: حبيبي ! من هذا ؟ قال: علي بن أبي طالب. (4) 1) استظهرناها بقرينة ما بعدها. في ط " أخصه فلم ". 2) أضفناها للزومها. ولعل في العبارة سقطا هو: [ أمرقد ] سبق. 3) رواه على بن ابراهيم في تفسيرة: 572 باسناده عن خالد، عن ابن محبوب، عن محمد بن سيار (مثله). بلفظ آخر، عنه اثبات الهداة: 3 / 557 ح 623، البحار: 18 / 372 ح 79. وفى ج 38 / 104 ح 30 عنه وعن أمالى الصدوق: 286 باسناده من طريق آخر عن الباقر عليه السلام (نحوه). 4) أخرج ابن طاووس نحو هذا الحديث في كتابه: اليقين في امرة المؤمنين: 177 عن كفاية الطالب: 189، وص 179 عن خصائص النطنزى، وص 185 عن مناقب ابن المغازلى. وأخرج نحوه أيضا الحسن بن سليمان في المحتضر: 148 نقلا من كتاب المعراج بالاسناد الى سلمان الفارسى.
[ 71 ]
34 - ومنها حدثنا بشر بن طريف، عن سفيان الثوري، قال: حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: أنه ليلة اسري بي إلى الله تعالى عرجت سماءا سماءا، وحاوزت الكروبيين (1) والملائكة الصافين وجاوزت موضعا لم ينته إليه جبرئيل عليه السلام، وبلغت طوبى وسدرة المنتهى فأوحى إلي ربي ما أوحى. فقالت لي حملة العرش: بم بعثت يا محمد ؟. فقلت: بولايتي وولاية أخي علي بن أبي طالب. (2) 35 - ومنها: حدثنا أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، عن أبيه، عن أبي عمرو الشمال، عن محمد بن أحمد الواسطي، قال: حدثنا أحمد بن ادريس البرقي عن أبي المليح الرقي، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء، ما (3) مررت بصف من الملائكة إلا سألوني عن علي بن أبي طالب حتى ظننت أن اسمه في السماء أشهر من اسمي. ثم مررت على ملك الموت وهو ينظر في اللوح، فسلمت عليه، فرد علي السلام، ثم قال لي: يا محمد ! ما فعل علي بن أبي طالب ؟ قلت: حبيبي ! من أين تعرف علي بن أبي طالب ؟ فقال لي: ما خلق الله تعالى خلقا إلا وأنا أتولى قبض روحه ماخلاك وخلا علي ابن أبي طالب، فان الله عزوجل يتولى قبض أرواحكما. (4) 1) الكروبيين: سادة الملائكة والمقربون منهم. 2) روى الكليني في الكافي: 1 / 437 ح 6 باسناده الى أبى الحسن الاول قال: ولاية على عليه السلام مكتوبة في جميع صحف الانبياء، ولن يبعث الله رسولا الا بنبوة محمد صلى الله عليه وآله ووصيه على عليه السلام. راجع في ذلك تأويل الايات: 2 / 562 ح 28 ومابعده، والبحار: 18 / 282 باب 3 في اثبات المعراج. 3) " فما " ط. 4) تقدم مثله في الحديث " 30 " من طريق آخر، وتخريجته هناك.
[ 72 ]
36 - ومنها: وأخبرني أبو عبد الله محمد بن وهبان بن محمد الهناني (1) المعروف بالدبيلي البصري، قال: حدثنا أبو أحمد ابراهيم بن محمد، عن محمد ابن زكريا، عن جعفر بن محمد بن عمارة الهندي، عن أبيه، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال: بينا أمير المؤمنين عليه السلام جالسا في المسجد قد احتبى بسيفه، وألقى ترسه خلف ظهره، والناس حوله، إذا أتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إن في القرآن آية قد أفسدت علي قلبي، وشككتني في ديني ! فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: وما تلك الاية ؟ قال الرجل: قوله عزوجل (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا). (2) فهل في [ ذلك ] الزمان من سبق محمدا ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: اجلس أيها الرجل أشرح لك صدرك فيما شككت فيه، إن شاء الله. فجلس الرجل بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا عبد الله، إن الله يقول في كتابه وقوله الحق: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا) (3) فكان من آيات الله تعالى التي أراها محمدا أن أسرى به حتى انتهى إلى السماء السادسة قام فأذن مرتين وأقام الصلاة مرتين، يقول فنادى به " حي على خير العمل ". 1) كذا في ط، ونوابغ الرواة 310. وذكره الشيخ في رجاله: 505 رقم 77 في من لم يرو عن الائمة عليهم السلام قائلا: محمد بن وهبان بن محمد النبهاني... وقد يذكر " الهنائى ". وعلى كل فهو نسبة الى أحد أجداده إذ هو محمد بن وهبان بن محمد... بن هناءة بن مالك بن فهم... ومنشأ الاختلاف هو عدم ضبط اسمه ففى رجال النجاشي: 396 " هناة " وفى رجال الخوئى: 17 / 354 " هباء ". (راجع جمهرة أنساب العرب: 379) 2) الزخرف: 45. 3) الاسراء: 1.
[ 73 ]
فلما أقام الصلاة قال: يا محمد، قم فصل بهم واجهر بالقرآن، إلى خلفك زمر من الملائكة والنبيين لا يعلم عددهم إلا الله. فتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله فصلى بهم جميعا ركعتين، فجهر بهما بالقراءة ب‍ " بسم الله الرحمن الرحيم " فلما سلم وانصرف من صلاته، أوحى الله تعالى إليه كلمح البصر: يا محمد (وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا، أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) (1). قال: فالتفت رسول الله صلى الله عليه وآله إلى من خلفه من الانبياء، فقال: على ما تشهدون ؟ قالوا: نشهد أن لاإله إلا الله، وأنك رسول الله، وأن لكل نبي منا خلفا وصيا من أهله، ماخلا هذا، فانه لاعصبة له - يعنون بذلك عيسى بن مريم عليه السلام - ونشهد أنك سيد النبيين، ونشهد أن عليا وصيك سيد الاوصياء. وعلى ذلك أخذت مواثيقنا. ثم أقبل على الرجل فقال: يا عبد الله، هذا تأويل ما سألت عنه من كتاب الله: (وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا). (2) 37 - ومنها: وأخبرني (3) عبد الله بن الحسين بن عبد الله القطيفي، قال: حدثني محمد بن صالح، عن عبد الرحمان بن محمد الحسني، عن أحمد بن الحسين، عن 1) الزخرف: 45. 2) أخرج نحوه في اليقين: 87 ب 105 عن كتاب فيما نزل من القرآن في النبي صلى الله عليه وآله لمحمد بن العباس الماهيار، وص 148 عن كتاب بكر بن محمد الشامي. وفى تأويل الايات: 2 / 564 ح 32 عن محمد بن العباس. وأورده في مقصد الراغب: 57 نحوه. وأخرجه في البحار: 18 / 394 ح 99 وج 26 / 285 ح 45 وج 37 / 316 ح 47 عن اليقين. 3) " وأخبرني عن " ط، تصحيف.
[ 74 ]
محمد بن سيف الرازي قدم علينا ببغداد، قال: حدثنا حرث بن بنان، عن عبد الاعلى عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن عدي بن ثابت، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ليلة اسري بي وصرت إلى السماء الرابعة، نظرت فإذا بملك شبيه بعلي بن أبي طالب، فقلت (1) له: ألم اخلفك في امتي ! ؟ قال: فتبسم جبرئيل عليه السلام ضاحكا وقال لي: يا محمد، شبهته بابن عمك ؟ فقلت: نعم. فقال: والذي بعثك بالحق نبيا لقد خلق الله عزوجل هذا الملك في صورة علي ابن أبي طالب عليه السلام من حبه لعلي. (2) 38 - ومنها: حدثنا أبو الحسن محمد بن حيران الكاتب الانباري، قال: حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن خلف بن شجرة بن كامل، قال: حدثنا عبد الله بن كثير التمار، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سليمان الحسني قال: حدثنا موسى بن عبد الله بن الحسن، عن أبيه عبد الله بن الحسن، عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء، وصرت إلى سدرة المنتهى أوحى الله إلي: يا محمد، قد بلوت خلقي، فمن وجدت أطوعهم ؟ قلت: يا رب عليا. قال: صدقت يا محمد. ثم قال: هل اخترت لامتك خليفة من بعدك، يعلمهم ما جهلوا من كتابي ويؤدي عني ؟ قلت: أللهم اختر لي، فان اختيارك خير من اختياري. 1) " فقال " تصحيف. 2) روى مثله في كتب الفريقين بألفاظ شتى. راجع البحار: 39 / 97 ح 9 ومابعده.
[ 75 ]
قال: قد اخترت لك عليا. (1) 39 - ومنها: حدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام، قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، عن القاسم بن إسماعيل عن حنان بن سدير، عن جعفر بن محمد عليه السلام عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي عليهم السلام [ قال: ] (2) قال لي أبي علي بن أبي طالب عليه السلام: ألا ابشرك يا أبا عبد الله ؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين. [ قال: ] (3) قال لي جدك رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسري بى إلى السماء لقيتني (4) الملائكة، ملائكة سماء سماء بالبشارة من الله عزوجل، ولما (5) صرت إلى السماء الرابعة لقيني جبرئيل في محفل من الملائكة، فقال لي: يا محمد، لو اجتمعت امتك على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار. (6) 40 - ومنها: قال أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، قال: حدثنا أحمد بن علي بن مهدي، قال: 1) رواه الطوسى في أماليه: 353 ح 45 (مثله). عنه البحار: 18 / 371 ح 78، والجواهر السنية: 258، والبرهان: 4 / 199 ح 7. ورواه الخوارزمي في مناقبه: 215. (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 161، وعن تأويل الايات: 2 / 596 ح 10. أخرجه في البحار: 24 / 181 ح 14 وج 36 / 159 ح 140، والبرهان: 5 / 199 ح 6 عن تأويل الايات (وجميعا قطعة منه). وأخرجه في الجواهر السنية: 310 نقلا من كتاب اليقين لابن طاووس مرسلا، وفى المحتضر: 147 مرسلا (مثله). 2 و 3) أثبتناهما للزومهما السياق. 4) في الاصل " فلقيتنى " وما أثبتناه أنسب. 5) في الاصل " حتى لما ". 6) رواه الطوسى في أماليه: 255 ح 9، عنه البحار: 18 / 388 ح 97 وج 40 / 35 ح 70 والبرهان: 2 / 403 ح 36.
[ 76 ]
حدثني أبي، عن علي بن موسى، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسري بي إلى السماء، أخذ جبرئيل عليه السلام بيدي، فأقعدني على درنوك (2) من درانيك الجنة، ثم ناولني سفر جلة، فأنا اقلبها، فانفلقت فخرجت منها جارية حوراء، لم ير أحسن منها، فقالت: السلام عليك يا محمد. قلت: وعليك السلام. من أنت ؟ قالت: أنا الراضية المرضية، خلقني الجبار من ثلاثة أصناف: أسفلي من مسك ووسطي من كافور وأعلاي من عنبر، وعجنني الجبار بماء الحيوان. ثم قال الجبار: كوني. فكنت، خلقني لاخيك وابن عمك علي بن أبي طالب عليه السلام. 3) 41 - ومنها: حدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله (4) بن أحمد الهاشمي المنصوري بسر من رأى لفظه قال: حدثنا أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور الهاشمي قال: حدثنا [ علي بن ] (5) محمد بن علي، عن أبيه محمد بن علي بن موسى، عن 1) في الاصل زيادة: عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله. 2) الدرنوك: نوع من البساط أو الثياب له خمل، جمعه درانيك. 3) رواه الصدوق في أماليه: 154 ح 12، عنه البحار: 18 / 332 ح 35 وج 40 / 4 ح 8 ومدينه المعاجز: 62. ورواه أيضا في عيون أخبار الرضا: 2 / 26 ح 7. عنه البحار: 39 / 229 ح 4. ذكرنا أكثر مصادر هذا الحديث عند تحقيقنا لصحيفة الامام الرضا: 96 ح 30. فراجع. 4) في الاصل: عبد الله، والصحيح هو: محمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى ابن منصور الهاشمي. راجع تنقيح المقال: 3 / 72. 5) أضفناه تقويما للسند. حيث أن الهاشمي هو من أصحاب الامام الهادى عليه السلام. راجع تنقيح المقال: 2 / 358.
[ 77 ]
علي بن موسى، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: رأيت ليلة اسري بي إلى السماء قصورا من ياقوت أحمر وزبرجد أخضر ودر [ و ] (1) مرجان، ملاطها المسك الاذفر، وترابها الزعفران، وفيها فاكهة ونخل ورمان وحور خيرات حسان، وأنهار لبن، وأنهار عسل تجري على الدر والجوهر وقباب على حافتي تلك الانهار، وغرف وخيام وخدم وولدان، فرشها الاستبرق والسندس والحرير، وفيها أطيار. فقلت: يا حبيبي جبرئيل، لمن هذه القصور وما شأنها ؟ قال لي جبرئيل: هذه القصور وما فيها، خلق الله عزوجل كذلك (2) وأعد فيها ما ترى ومثلها أضعافا مضاعفة لشيعة أخيك علي بن أبي طالب عليه السلام وخليفتك من بعدك على امتك. و [ هم ] (3) يدعون في آخر الزمان باسم يراد به غيرهم، الرافضة وإنما هو زين لهم، لانهم رفضوا الباطل وتمسكوا بالحق، وهو السواد الاعظم. ولشيعة ابنه الحسن من بعده، ولشيعة أخيه الحسين من بعده، ولشيعة علي بن الحسين من بعده، ولشيعة محمد بن علي من بعده، ولشيعة جعفر بن محمد من بعده. ولشيعة موسى بن جعفر من بعده، ولشيعة ابنه علي بن موسى من بعده. ولشيعة ابنه محمد بن علي من بعده، ولشيعة علي بن محمد من بعده. ولشيعة ابنه الحسن من بعده ولشيعة محمد المهدي من بعده. يا محمد، فهؤلاء الائمة من بعدك، أعلام الهدى، ومصابيح الدجى. وشيعتهم وشيعة جميع ولدك ومحبيهم شيعة الحق، وموالي الله وموالي 1) أضيفت لتصحيح السياق. 2) في الاصل: كذا، وما أثبتناه أصح. 3) أضفناها تصحيحا للعبارة.
[ 78 ]
رسوله الذين رفضوا الباطل واجتنبوه، وقصدوا الحق واتبعوه [ واتبعوا ] (1) أقوالهم في حياتهم ورووها (2) من بعد وفاتهم، متناصرين على محبتهم. رحمة الله عليهم إنه غفور رحيم. (3) 42 - ومنها خبر الرطب: روي عن الصحابة الصادقين، أن النبي صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السلام. فقال النبي صلى الله عليه وآله: أبوك اليوم ضيفك. فقالت فاطمة عليها السلام: الحسن والحسين عليهما السلام يطالبان (4) بشئ من الزاد، ولم يكن شئ في المنزل من القوت، فدخل (5) أمير المؤمنين والحسن والحسين فجلسوا عنده. فنظر النبي صلى الله عليه وآله إلى السماء ساعة، وإذا بجبرئيل عليه السلام قد نزل من السماء فقال: يارسول الله ! العلي الاعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية، ويقول لك: قل لعلي بن أبي طالب ولفاطمة والحسن والحسين: أي شئ تطلبون من فواكه الجنة تحضر بين أيديكم (6) ؟. فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي، يا فاطمة، ويا حسن ويا حسين ! أي شئ تشتهون من فواكه الجنة تحضر بين أيديكم ؟ فأمسكوا. فقال الحسين عليه السلام: عن إذنك يارسول الله، وعن إذنك يا أمير المؤمنين، وعن إذنك يا سيدة نساء رب العالمين (7) وعن إذنك يا حسن. فقالوا جميعا: نعم، قل يا حسين مما شئت ! 1) أضفناها تقويما للكلام. 2) في الاصل: بعد (واتبعوه): فيقولونهم في خيرتهم ورووهم، وما أثبتناه هو الانسب للسياق. 3) أخرجه في البحار: 68 / 76 ح 136 عن كتاب المسلسلات (نحوه). 4) في الاصل: يطالبون. تصحيف. 5) في الاصل زيادة: النبي و. 6) في الاصل: أيديهم، وما أثبتناه أنسب. 7) في الاصل: رب العالمين، ورب تصحيف وزيادة.
[ 79 ]
فقال: اريد رطبا: فوافقوا على ذلك. فقال النبي صلى الله عليه وآله: قومي يا فاطمة اعبري المخدع فأحضري ما فيه، فإذا فيه مائدة من موائد الجنة، وعليه سندسة خضراء، وفيه رطب جني في غير أوان الرطب. فقال النبي صلى الله عليه وآله لفاطمة وهي حاملة المائدة: من أين لك هذا ؟ قالت: هو من عند الله، وأخذه النبي صلى الله عليه وآله وقدمه بين يديه وسمى. وأخذ رطبة واحدة [ فوضعها ] (1) في في الحسين عليه السلام وقال: هنيئا يا حسين. ثم أخذ رطبة ثانية، فوضعها في في الحسن، وقال: هنيئا يا حسن. ثم أخذ رطبة ثالثة فوضعها في في فاطمة، وقال: هنيئا يا فاطمة. ثم أخذ الرابعة فتركها في في أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال: [ هنيئا ] (2) يا أمير المؤمنين. ثم وثب قائما ثم جلس، وأخذ رطبة ثانية، ثم وضعها في في أمير المؤمنين عليه السلام وقال: هنيئا لامير المؤمنين. ثم وثب قائما، ثم جلس، ثم أخذ رطبة ثالثة فوضعها في في أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال: هنيئا لامير المؤمنين. ثم قام وقعد، ثم أكلا جميعا، وارتفعت المائدة إلى السماء. فقالت فاطمة عليها السلام: لقد رأيت [ يا ] (3) رسول الله منك اليوم عجبا ! فقال: يا فاطمة [ الرطبة ] (4) الاولى التي وضعتها في في الحسين (5) سمعت ميكائيل وإسرافيل، يقولان: هنيئا يا حسين. فقلت موافقا لهما: هنيئا يا حسين. ثم أخذت الرطبة الثانية، فوضعتها في في الحسن، فسمعت جبرئيل وميكائيل يقولان: هنيئا يا حسن. فقلت موافقا لهما: هنيئا يا حسن. 1) أضفناها لاستقامة الكلام. 2) أضفناها تلافيا للسقط الذى يكشفه ما بعده. 3) أضفناها لاتمام العبارة. 4) أضفناها لاستقامة الكلام. 5) في الاصل (بعد الحسين) زيادة وهى: وقلت هنيئا يا حسين.
[ 80 ]
فأخذت الرطبة الثالثة، فوضعتها في فيك، فسمعت الحور العين مشرفين من الجنان، وهن يقلن: هنيئا يا فاطمة. فقلت موافقا لهن: هنيئا لك يا فاطمة. ثم أخذت الرابعة، فوضعتها في في أمير المؤمنين، فسمعت صوت النداء من الحق، يقول: هنيئا يا علي. ثم قمت إجلالا لله تعالى، ثم ثانية، ثم ثالثة، وأسمع صوت الحق هنيئا يا علي. [ فقمت ] (1) إجلالا لله تعالى - ثلاث مرات - فسمعت الحق يقول: وعزتي وجلالي، لو ناولت عليا من الساعة إلى يوم القيامة رطبة رطبة لقلت: هنيئا هنيئا. الباب الثاني في فضائل سيدة النساء فاطمة الزهراء ومعجزاتها ومعجزات أولادها المعصومين عليهم السلام " استعنت بالله وتوكلت على الله " 1 - حدثنا القاضي أبو الفرج، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال: حدثنا عيسى بن مهران، قال: حدثنا منذر السراج، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، قال: حدثنا أسلم بن ميسرة العجلي (2) (عن سعيد) (3) عن أنس بن مالك عن معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله عزوجل خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام. قلت: وأين كنتم يارسول الله ؟ قال: قدام العرش، نسبح الله عزوجل ونقدسه ونمجده. قال: قلت: على أي مثال ؟ 1) أضفناها لاستقامة النص. 2) في الاصل: العجلاني، وهو تصحيف. 3) ليس في العلل.
[ 81 ]
قال: أشباح نور حتى [ إذا ] (1) أراد الله تعالى أن يخلق صورنا، صيرنا عمود نور. ثم قذفنا في صلب آدم، ثم أخرجنا إلى أصلاب الاباء وأرحام الامهات لا يصيبنا نجس الشرك ولاسفاح الكفر، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون. فلما صيرنا إلى صلب عبد الملك، أخرج ذلك النور فشقه نصفين، فجعل نصفه في صلب عبد الله ونصفه في صلب أبي طالب. ثم أخرج النصف الذي لي إلى آمنة، والنصف الاخر إلى فاطمة بنت أسد فأخرجتني آمنة، وأخرجت فاطمة عليا. ثم أعاد الله عزوجل العمود إلي فخرجت مني فاطمة. ثم أعاد عزوجل العمود إلى [ علي ] (2) فخرج الحسن والحسين، فما كان من نور علي صار في الحسن، وما كان من نوري صار في ولدي الحسين، فهو ينتقل في الائمة من ولده إلى يوم القيامة. (3) 2 - ومنها: روى منصور بن صدقة، عن سعيد، عن ابن عباس، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إبنتي فاطمة حوراء آدمية، لم تطمث ولم تحض. وإنما سميتها (4) فاطمة لان الله عزوجل فطمها [ و ] (5) محبيها من النار. وفي رواية اخرى: فطم من أحبها من النار. (6) 1) أضفناها ليتم الكلام. 2) في الاصل: إليه، وما أثبتناه أصح. 3) رواه الصدوق في العلل: 208 ح 11، عنه البحار: 15 / 7 ح 7، وج 35 / 34 ح 32، وج 57 / 43 ح 16 وص 175 ح 134 (صدره)، واثبات الهداة: 2 / 450 ح 351 (قطعة). ورواه الطبري في دلائل الامامة: 59، عنه مدينة المعاجز: 203 و 237. 4) في الاصل: سماها. وما أثبتناه هو الاظهر. 5) أضفناها تصحيحا للعبارة. 6) راجع في ذلك البحار: 43 / 10 باب 2.
[ 82 ]
3 - ومنها: روى جابر بن عبد الله، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إنما سميت (1) فاطمة الزهراء، لان (2) الله عزوجل خلقها من نور عظمته فلما أشرقت أضاءت السماوات والارض بضوء نورها، وغشت أبصار الملائكة وخرت الملائكة [ لله ] (3) ساجد بن، وقالوا: إلهنا وسيدنا، ماهذا النور ؟ فأوحى الله إليهم: هذا نور من نوري، أسكنته في سمائي، وخلقته من عظمتي اخرجه من صلب نبي من أنبيائي افضله على جميع الانبياء، واخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري، ويهدون إلي خلقي وأجعلهم خلفائي (4) في أرضي. (5) 4 - ومنها: روى أبو عبد الله أحمد بن أبي البردى العامل، رفعه إلى ابن عباس، قال: جاء رجل من أشراف العرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال له: يارسول الله، بأي شئ فضلتم علينا وأنت ونحن من ماء واحد. فقال: يا أخا العرب، إن الماء لما أحب الله جل ذكره عند خلقنا، تكلم بكلمة صار نورا، وتكلم باخرى صار (6) روحا، فخلقني وخلق عليا وخلق فاطمة وخلق الحسن وخلق الحسين. فخلق من نوري العرش، وأنا أجل من العرش. وخلق من نور علي السماوات فعلي أجل من السماوات. 1) في الاصل: سماها، والاظهر هو ما أثبتناه. 2) في الاصل: ان، تصحيف، وما أثبتناه هو الاظهر. 3) أضفناها ليستقيم السياق. 4) في الاصل: خلفا، وما أثبتناه هو الانسب. 5) روى مثله الصدوق في العلل: 179 ح 1، وزاد في آخره (بعد انقضاء وحيى). عنه البحار: 43 / 12 ح 5، والجواهر السنية: 240، وعوالم فاطمة الزهراء عليها السلام: 11 / 31 ح 2. 6) في الاصل: صارت، وما أثبتناه هو الانسب.
[ 83 ]
وخلق من نور الحسن القمر فالحسن أجل من القمر. وخلق من نور الحسين الشمس فالحسين خير من الشمس. ثم إن الله تعالى ابتلى الارض بالظلمات فلم تستطع الملائكة ذلك فشكت إلى الله عزوجل، فقال عز وعلا لجبرئيل عليه السلام: خذ من نور فاطمة وضعه في قنديل وعلقه في قرط العرش. ففعل جبرئيل عليه السلام ذلك، فأزهرت السماوات السبع والارضين السبع فسبحت الملائكة وقد ست. فقال الله: وعزتي وجلالي وجودي ومجدي وارتفاعي في أعلا مكاني، لاجعلن ثواب تسبيحكم وتقديمكم لفاطمة وبعلها وبنيها ومحبيها إلى يوم القيامة. فمن أجل ذلك سميت " الزهراء " عليها السلام. (1) كيف حملت بها خديجة عليهما السلام 5 - روى عبد العزيز الوراقدي، عن زيد بن أسلم، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما مات ولدي من خديجة، أوحى الله تعالى إلي أن لاتقربها. وكنت ولها عاشقا، ولما كان شهر رمضان ليلة أربع وعشرين، ليلة جمعة أتاني جبرئيل ومعه طبق من رطب الجنة، فقال لي: يا محمد ! كل هذا وواقع خديجة الليلة. ففعلت، فحملت بفاطمة، فما شممت فاطمة إلا وجدت ريح ذلك الرطب منها (2). وخبر ولادتها ذكرناه في أعلام فاطمة عليها السلام. 1) رواه في ارشاد القلوب: 403 مرفوعا عن سلمان الفارسى (رض) مثله باختلاف يسير وزيادة، عنه البحار: 43 / 17 ح 16، وعوالم الزهراء عليها السلام: 11 / 2 ح 1 وعوالم الامام الحسن عليه السلام: 16 / 10 ح 1. 2) راجع البحار: 43 / 3 باب 1 ولادتها عليها السلام.
[ 84 ]
ذكر أسمائها عليها السلام 6 - قال أبو عبد الله عليه السلام (1): لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء: فاطمة، والمدونة والمباركة، والطاهرة، والزكية، والمرضية، والمحدثة، والزهراء، والبتول، (2) تزويجها عليها السلام بأمير المؤمنين عليه السلام 7 - روى الشافعي محمد بن إدريس (3) عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: ورد عبد الرحمان بن عوف، وعثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال له عبد الرحمان بن عوف: [ يارسول الله ] (4) تزوجني فاطمة ابنتك، وقد بذلت (5) لها من الصداق مائة ناقة سوداء، زرق العيون، محملة كلها قباطي مصر، وعشرة آلاف دينار. فقال عثمان: بذلت لها ذلك وأنا أقدم من عبد الرحمان إسلاما. فغضب النبي صلى الله عليه وآله من مقالتهما، ثم تناول كفا من الحصى فحصب به عبد الرحمان 1) ورد السند في كتاب المؤلف " دلائل الامامة " هكذا: أخبرني الشريف أبو محمد الحسن ابن أحمد العلوى المحمدى النقيب. قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن على بن الحسين ابن موسى القمى، قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا على بن الحسين السعد آبادى، عن أحمد بن أبى عبد الله البرقى، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: حدثنى الحسن بن عبد الله، عن يونس بن ظبيان، قال: قال أبو عبد الله (ع). 2) روى الصدوق مثله في أماليه: 474، والعلل: 178 ح 3، والخصال: 414 باسناده عن يونس بن ظبيان. ورواه الطبري في دلائل الامامة باسناده عن الحسن بن أحمد العلوى، عن الصدوق مثله، وفيها جميعا: " الصديقة " بدل " المدونة " و " الراضية " بدل " البتول ". 3) ورد السند في كتاب المؤلف " دلائل الامامة " هكذا: أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد العلوى المحمدى النقيب، قال: حدثنا الاصم بعسقلان، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن ادريس الشافعي.... 4) أثبتناها لضرورتها. 5) في الاعلى: وتبذل أنت لها، وما أثبتناه هو من بقية المصادر ولابد منه.
[ 85 ]
وقال له: إنك تهول علي بمالك ؟ ! قال: فتحول الحصى درا، فقومت درة من تلك الدرر فإذا هي تفي بكل ما يملكه عبد الرحمان. وهبط جبرئيل في تلك الساعة فقال: يا أحمد ! إن الله تعالى يقرئك السلام، ويقول: قم إلى علي بن أبي طالب فانما مثله مثل الكعبة يحج إليها، ولا تحج إلى أحد. إن الله أمرني أن آمر رضوان خازن الجنة أن يزين الاربع جنان، وآمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى [ أن تحملا الحلي والحلل، وآمر الحور العين أن يتزين وأن يقفن تحت شجرة طوبى وسدرة المنتهى ] (1) وآمر ملكا من الملائكة يقال له: " راحيل " وليس في الملائكة أفصح منه لسانا، ولا أعذب منطقا، ولا أحسن وجها، أن يحضر إلى ساق العرش، فلما حضرت الملائكة والملك أجمعون، أمرني أن أنصب منبرا من نور، وأمر راحيل أن يرقى ذلك، فخطب خطبة بليغة من خطب النكاح، وزوج عليا من فاطمة عليهما السلام بخمس الدنيا لها ولولدها إلى يوم القيامة، وكنت أنا وميكائيل شاهدين، وكان وليها الله تعالى ذكره. وأمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى أن ينثرا ما فيهما من الحلي والحلل والطيب وأمر الحور أن يلقطن ذلك، وأن يفتخرن به إلى يوم القيامة. وقد أمرك الله تعالى أن تزوجه بفاطمة عليها السلام في الارض، وأن تقول لعثمان: أما سمعت في القرآن: (بسم الله الرحمن الرحيم * مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) ؟ ! (2) وأما سمعت في كتابي: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا) (3) ؟ ! 1) أضفناها من المصادر لاهميتها في السياق. 2) الرحمن: 19 و 20. 3) الفرقان: 54.
[ 86 ]
فلما سمع النبي صلى الله عليه وآله كلام جبرئيل عليه السلام وجه خلف عمار بن ياسر وسلمان والعباس، فأحضرهم، ثم قال لعلي عليه السلام: إن الله تعالى قد أمرني أن ازوجك. فقال: يارسول الله، إني لاأملك إلا سيفي وفرسي ودرعي. فقال له النبي صلى الله عليه وآله إذهب فبع الدرع. فخرج علي عليه السلام فنادى على درعه فجاءت بأربعمائة درهم أو دينار (1) فاشتراه دحية الكلبي. فلما أخذ علي عليه السلام [ الثمن ] (2) وسلم دحية الدرع عطف دحية إلى علي، فقال: أسألك يا أبا الحسن أن تقبل هذه الدرع هدية ولا تخالفني في ذلك. فحمل الدرع والدراهم وجاء بهما إلى النبي صلى الله عليه وآله ونحن جلوس بين يديه. فقال: يارسول الله، إني بعت الدرع بأربعمائة درهم أو دينار وقد اشتراه دحية الكلبي وقد سألني (3) أن أقبل الدرع هدية، فأي شئ تأمر، أقبلها أم لا ؟. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: ليس هو دحية، ولكنه جبرئيل، وإن الدراهم من عند الله تعالى، لتكون شرفا وفخرا لابنتي فاطمة، وزوجه النبي صلى الله عليه وآله بها. ودخل بعد ثلاث. قال: وخرج علينا علي عليه السلام ونحن في المسجد إذ هبط الامين جبرئيل عليه السلام وقد هبط بأترجة من الجنة، فقال له: يارسول الله، إن الله يأمرك بدفع هذه الاترجة إلى علي بن أبي طالب، فدفعها النبي صلى الله عليه واله إلى علي عليه السلام. فلما حصلت في كفه انقسمت في كفه قسمين: على قسم منها مكتوب: لاإله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين، وعلى القسم الاخر مكتوب: هدية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب، (4) 1) الترديد من الراوى. وفى بعض المصادر: (و). (2) أضفناها اتماما للعبارة. 3) في الاصل: وقد أقسم على، وما أثبتناه أظهر لموافقته سؤال الكلبى. 4) ورواه في دلائل الامامة: 12 باسناده عن أنس بن مالك (مثله). أخرجه في مدينة المعاجز: 144 عن صاحب كتاب مسند فاطمة عليها السلام باسناده عنه.
[ 87 ]
خبر الخطبة 8 - روى (1) محمد بن زكريا الغلابي، عن شعيب بن واقد عن الليث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر عن جده عليهم السلام، عن جابر. قال: لما أراد [ رسول ] الله أن يزوج فاطمة عليا عليهما السلام، قال له: أخرج يا أبا الحسن إلى المسجد فاني خارج في أثرك، ومزوجك بحضرة الناس وذاكر (2) من فضلك ما تقر به عينك. قال [ علي عليه السلام ] (3): خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وآله فرحا مسرورا. فقال أبو بكر وعمر: ما وراءك يا أبا الحسن ؟ فقلت: يزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام وأخبرني أن الله قد زوجنيها، وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله خارج في أثري ليذكر [ ذلك ] (4) بحضرة الناس. ففرحا ودخلا معي المسجد. قال علي عليه السلام: فو الله ما توسطناه (5) حتى لحق بنا رسول الله صلى الله عليه وآله، وإن وجهه ليتهلل فرحا وسرورا. فقال صلى الله عليه وآله: أين بلال ؟ فأجاب: لبيك وسعديك يارسول الله. ثم قال: أين المقداد ؟ فقال: لبيك يارسول الله. فقال: أين سلمان ؟ فأجاب: لبيك يارسول الله. فقال: أين أبو ذر ؟ فقال: لبيك يارسول الله فلما مثلوا بين يديه قال: انطلقوا بأجمعكم فقوموا في جنبات المدينة، واجمعوا 1) في سند دلائل الامامة: حدثنى أبو الحسن محمد بن هارون بن موسى التلعكبرى، قال حدثنى أبى، قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبى العرب الضبى، قال: حدثنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابى.... 2) في الاصل: أذكر، وما أثبتناه هو الانسب. 3) أضفناها لضرورتها. 4) أضفناها لضرورتها. 5) أي المسجد.
[ 88 ]
المهاجرين والانصار والمسلمين. فانطلقوا لامر رسول الله صلى الله عليه وآله وأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله فجلس على أعلى درجة من منبره، فلما حشد المسجد بأهله قام رسول الله صلى الله عليه وآله فحمد الله وأثنى عليه، وقال: " الحمد الله الذي رفع السماء فبناها، وبسط الارض فدحاها، وأثبتها بالجبال فأرساها، فأخرج منها ماءها ومرعاها، الذي يعظم عن صفات الواصفين، ويجلل عن تحبير لغاب الناطقين، وجعل الجنة ثواب المتقين، والنار عقاب الظالمين وجعلني نقمة للكافرين، ورأفة ورحمة على المؤمنين. عباد الله، إنكم في دار أمل، حياة فيها (1) وأجل، وصحة وعلل، دار زوال وتقلب أحوال، جعلت سببا للارتحال، فرحم الله امرءا قصر من أمله، وجد في عمله، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، وقدم ليوم فاقته ليوم يحشر فيه الاموات وتخشع له الاصوات، وتنكر الاولاد والامهات (وترى الناس سكارى وماهم بسكارى) (2) يوم (يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين) (3) يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) (4) (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) (5) يوم تبطل فيه الانساب وتقطع الاسباب، ويشتد فيه على المجرمين الحساب ويدفعون إلى العذاب (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). (5) يا أيها الناس إنما الانبياء حجج الله عزوجل في أرضه، والناطقون بكتابه القائلون بوحيه، العالمون بعلمه، وإن الله أمرني أن ازوج كريمتي فاطمة بأخي 1) في الاصل غير واضحة، فاحتملنا ما أثبتناه، وهو الاظهر، 2) اقتباس من سورة الحج: 2. 3) اقتباس من سورة النور: 25. 4) اقتباس من سورة آل عمران: 30. 5) اقتباس من سورة الزلزلة: 7 و 8 6) اقتباس من سورة آل عمران: 185.
[ 89 ]
وابن عمي، وأولى الناس بي علي بن أبي طالب، وإن الله قد زوجه في السماء بشهادة الملائكة، وأمرني أن أزوجه [ في الارض ] (1) وأشهدكم على ذلك ". ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال: قم يا علي فاخطب لنفسك. قال: يارسول الله ! أخطب وأنت حاضر ؟ قال: اخطب بها لدي (2) أمرني جبرئيل أن آمرك أن تخطب لنفسك، ولولا أن الخطيب في الجنان داود لكنت أنت يا علي. ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: يا أيها الناس اسمعوا قول نبيكم: " إن الله عزوجل بعث أربعة آلاف نبي و [ لكل نبي ] (3) وصي، فأنا خير الانبياء، ووصيي خير الاوصياء "، ثم أمسك رسول الله صلى الله عليه واله وابتدأ علي عليه السلام، فقال: " الحمد لله الذي ألهم بفواتح علمه الناطقين، وأنار بثواقب عظمته [ قلوب ] (4) المتقين، وأوضح بدلائل أحكامه طرق السالكين (5) وأبهج بابن عمي المصطفى العالمين، وعلت دعوته دواعي الملحدين، واستظهرت كلمته على بواطل المبطلين وجعله خاتم النبيين، وسيد المرسلين، فبلغ رسالة ربه، وصدع بأمره، وبلغ عن الله آياته. والحمد لله الذي خلق العباد بقدرته، وأعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيه، وأشهد أن لاإله إلا الله شهادة تبلغه وترضيه، وصلى الله عليه محمد صلاة تزكيه وتحظيه. و [ بعد: فان ] (6) النكاح مما أمر الله به وأذن فيه. مجلسنا هذا مما قضاه الله تعالى ورضيه، وهذا محمد بن عبد الله [ رسول الله ] (7) قد زوجني ابنته فاطمة على 1) أضفناها للزومها. 2) كذا في الاصل، وفى بعض المصادر " فهكذا ". 3) أضفناها لاستقامة العبارة. 4) أضفناها اتماما للمعنى. 5) في الاصل: الفاضلين، وما أثبتناه هو الانسب. 6) أضفناها من بقية المصادر. 7) أضفناها للزومها.
[ 90 ]
صداق أربعمائة درهم - أو دينار (1) - وقد رضيت بذلك، فاسألوه واشهدوا. فقال المسلمون: زوجته يارسول الله ؟ قال نعم. قال المسلمون: بارك الله لهما وعليهما وجمع شملهما. (2) حديث المهر وكم قدره 9 - روى المنهال (3) عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ضجت الملائكة إلى الله فقالوا: إلهنا وسيدنا، أعلمنا: مامهر [ فاطمة ] (4) لنعلم ونتبين أنها أكرم الخلق عليك ؟ فأوحى الله إليهم: ملائكتي وسكان سماواتي، أشهدكم أن مهر فاطمة بنت محمد نصف الدنيا. (5) 10 - منها أن جابر الجعفي (6) قال: قال سيدي الباقر محمد بن علي عليهما السلام في قوله تعالى: (وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة 1) الترديد من الراوى. 2) رواه ابن جرير الطبري في دلائل الامامة: 16 عن جابر (مثله). 3) ذكر السند في دلائل الامامة هكذا: حدثنى أبو الحسن محمد بن هارون بن موسى بن أحمد بن ابراهيم بن سعد التلعكبرى، قال: أخبرني أبى، قال: حدثنا أبو على أحمد بن محمد بن جعفر الصولى. قال: حدثنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابى قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، قال: حدثنا الحسن بن عمارة عن المنهال... 4) في الاصل: مامهرها، وما أثبتناه توضيحا للعبارة. 5) رواه في دلائل الامامة: 18، وفى مدينة المعاجز: 146 عن أبى ذر (ره) عن رسول الله صلى الله عليه وآله (مثله). 6) السند في دلائل الامامة هكذا: حدثنى أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا أبو العباس غياث الديلمى، عن الحسن بن محمد بن يحيى الفارسى، عن زيد الهروي عن الحسن بن مسكان، عن نجبة، عن جابر الجعفي.....
[ 91 ]
عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الارض مفسدين) (1) فقال عليه السلام: إن قوم موسى شكوا إلى ربهم الحر والعطش، فاستسقى موسى الماء. وشكا إلى ربه مثل ذلك، وقد شكا المؤمنون إلى جدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يارسول الله، تعرفنا من الائمة بعدك ؟ فما مضى من نبي [ إلا ] (2) وله وصي وأئمة بعده، وقد علمنا أن عليا وصيك، فمن الائمة من بعده ؟ فأوحى الله إليه: إني قد زوجت [ عليا ] (3) بفاطمة في سمائي تحت ظل عرشي وجعلت جبرئيل خطيبها، وميكائيل، وليها، وإسرافيل القابل عن علي، وأمرت شجرة طوبى فنثرت عليهم اللؤلؤ الرطب والدر والياقوت والزبرجد الاحمر والاخضر والاصفر ومناشير مخطوطة كالنور، فيها أمان لملائكتي ويدخرونها (4) إلى يوم القيامة. وجعلت نحلتها من علي خمس الدنيا وثلثي الجنة، وجعلت نحلتها في الارض أربعة أنها: الفرات والنيل ومهران (5) ونهر بلخ. فزوجها أنت يا محمد بخمسمائة درهم تكون سنة لامتك، فانك إذا زوجت عليا من فاطمة جرى منهما أحد عشر إماما من صلب علي، سيد كل أمة إمامهم في زمانه، ويعلمون كما علم قوم موسى مشربهم. وكان [ بين ] (6) تزويج أمير المؤمنين بفاطمة عليهما السلام في السماء إلى تزويجها في 1) البقرة: 60. 2) أضفناها لضرورتها. 3) أضفناها لاتمام العبارة. 4) في الاصل: ويدخروا وما أثبتناه هو الاظهر. 5) في بقية المصادر " دجلة ". 6) أضفناها ليستقيم الكلام.
[ 92 ]
الارض أربعين يوما. (1) خبر محمود الملك 11 - روى علي بن جعفر (2) عن موسى بن جعفر عليه عليهما السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجها. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: حبيبي جبرئيل، لم أرك في مثل هذه الصورة ؟ فقال الملك: لست بجبرئيل أنا محمود، بعثني الله عزوجل أن ازوج النور من النور. قال: من ؟ ممن ؟ قال: فاطمة من علي وصيك. قال: فلما ولى الملك إذا بين كتفيه مكتوب: محمد رسول الله وعلي وصيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: منذكم كتب هذا بين كتفيك ؟ فقال: من قبل أن يخلق الله تعالى آدم بمائتين وعشرين ألف عام. (3) 1) رواه في دلائل الامامة: 18، وفى مدينة المعاجز: 146 ح 28، عن جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام (مثله). أخرج مثله في البحار: 36 / 265 ح 86، وفى اثبات الهداة: 3 / 131 ح 891 ضمن حديث طويل عن المناقب: 1 / 242. 2) السند في دلائل الامامة هكذا: أخبرني أبو الحسن على بن هبة الله، قال: حدثنا أبو جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن موسى القمى، قال: حدثنى جعفر بن مسرور، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد، عن أحمد بن محمد البزنطى عن على بن جعفر.... 3) رواه الصدوق في أماليه: 474 ح 19، والخصال: 640 ح 17، ومعانى الاخبار: 103 ح 1 (مثله)، عنها البحار: 43 / 111 ح 23. ورواه الكليني في الكافي: 1 / 460 ح 8، عنه مدينة المعاجز: 159. ورواه في دلائل الامامة: 19. وفى مدينة المعاجز: 146 عن مسند فاطمة " ويقال له مناقب فاطمة " عليها السلام. أخرجه في البحار: المذكور عن المناقب: 3 / 126 وفيه: وفى رواية بأربعة وعشرين ألف عام.
[ 93 ]
خبر النثار 12 - روى (1) أبو الصلت عبد السلام بن صالح، عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام أنه قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده [ عن أبيه، عن علي ] (2) عليهم السلام قال: لما زوجني النبي صلى الله عليه وآله (3) بفاطمة، قال لي: أبشر يا علي، فان الله قد كفاني ما أهمني من أمر تزويجك. قال: قلت: وماذاك ؟ قال: أتاني جبرئيل بسنبلة من سنبل الجنة، وقرنفلة من قرنفلها، فأخذتهما وشممتهما [ وقلت يا جبرئيل ما شأنهما ] (4). فقال: إن الله عزوجل أمر ملائكة الجنة وسكانها أن بزينوا الجنة بأشجارها وأنهارها وقصورها ودورها وبيوتها ومنازلها وغرفها، وأمر الحور العين أن يقرآ: حم عسق، ويس، وفي رواية: طه ويس. ثم نادى مناد: إشهدوا أجمعين [ أن ] الله يقول: إني قد زوجت فاطمة بنت محمد من علي بن أبي طالب. ثم بعث الله تعالى عليهم السحابة، فأمطرت عليهم الدر والياقوت واللؤلؤ والجوهر. ونثرت الملائكة السنبل والقرنفل، فهذا مما نثرت الملائكة. (5) 1) السند في دلائل الامامة هكذا: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبرى قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، قال حدثنا أبو القاسم التسترى، قال: حدثنا أبو الصلت.... 2) أضفناها اتماما للسند. 3) في الاصل: لما زوج النبي عليا، وما أثبتناه هو الاصح. 4) أضفناها من بعض المصادر لاتمام العبارة. 5) رواه الصدوق في أماليه: 448 ح 1، وفى العيون: 1 / 222 ح 1 (ضمن حديث طويل). عنهما البحار: 43 / 101 ح 12، وعوالم فاطمة الزهراء عليها السلام: 11 / 185 ح 28.
[ 94 ]
خبر الوليمة 13 - قد ذكرناه في أعلام فاطمة عليها السلام في هذه المجموعة. خبر ليلة الزفاف 14 - حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: [ حدثنا ] أبو العباس أحمد ابن محمد بن [ أحمد بن ] سعيد الهمداني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن [ أحمد ابن ] الحسن، عن موسى بن إبراهيم المروزي، قال: حدثنا موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال: لما زوج رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة من علي عليهما السلام، أتاه ناس من قريش، فقالوا: إنك زوجت عليا بمهر قليل ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أنا زوجت عليا ولكن الله تعالى زوجه ليلة اسري بي إلى السماء [ قصرت ] عند سدرة المنتهى، أوحى الله تعالى إلى السدرة (1) أن انثري ما عليك، فنثرت الدر والمرجان، فابتدر الحور العين فالتقطن، فهن يتهادينه (2) ويتفاخرن به ويقلن: هذا من نثار فاطمة عليها السلام بنت محمد صلى الله عليه وآله. فلما كانت ليلة الزفاف اتي النبي صلى الله عليه وآله ببغلته الشهباء، وثنى عليها قطيفة، وقال لفاطمة: اركبي، وأمر سلمانا أن يقودها والنبي صلى الله عليه وآله يسوقها. فبينما هم في بعض الطريق إذ سمع النبي صلى الله عليه وآله جلبة، فإذا هو جبرئيل في سبعين ألفا [ من الملائكة ] وميكائيل في سبعين ألفا. وروى مثله في دلائل الامامه: 19، باسناده عن الهروي، عن الرضا، عن آبائه، عن على ابن ابى طالب عليهم السلام. أخرج مثله في مدينة المعاجز: 147، عن كتاب مسند (مناقب) فاطمة عليها السلام. 1) في الاصل: الى السماء والسدرة وما أثبتناه موافقا للعبارة. 2) النهادى: أن يهدى بعضهم الى بعض. وفى الحديث " تهادوا تحابوا ". " لسان العرب: 15 / 257 ".
[ 95 ]
فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما أهبطكم إلى الارض ؟ قالوا: جئنا نزف فاطمة إلى زوجها علي بن أبي طالب عليه السلام. فكبر جبرئيل وميكائيل، وكبرت الملائكة وكبر محمد صلى الله عليه وآله. فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة سنة. قال علي عليه السلام: ثم دخل إلى منزلي (1) فدخلت إليه فدنوت منه، فوضع كف [ فاطمة ] الطيبة (2) في كفي، وقال: ادخلا المنزل ولا تحدثا أمرا حتى آتيكما. قال علي عليه السلام: فدخلت أنا وهي المنزل، فما كان إلا أن دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وبيده مصباح، فوضعه في ناحية المنزل، ثم قال: يا علي، خذ في ذلك القعب ماء من تلك الشكوة. قال: ففعلت، ثم أتيته به، فتفل فيه تفلات، ثم ناولني القعب فقال: اشرب. فشربت، ثم رددته إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فناوله فاطمة عليها السلام. ثم قال لها: اشربي حبيبتي، فجرعت منه ثلاث جرعات، ثم ردته على أبيها، وأخذ ما بقي من الماء فنضحه على صدري وصدرها. ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (3). ثم رفع يده فقال: يا رب إنك لم تبعث نبيا إلا وقد جعلت له عترة، اللهم فاجعل العترة الهادية من علي وفاطمة، ثم خرج. قال علي عليه السلام: فبت بليلة لم يبت أحد من العرب بمثلها، فلما أن كان في آخر السحر أحسست برسول (4) الله صلى الله عليه وآله معنا فذهبت لانهض، فقال لي: مكانك يا علي أتيتك في فراشك رحمك الله. فأدخل النبي صلى الله عليه وآله رجليه معنا في الدثار، ثم أخذ مدرعة كانت تحت رأس فاطمة، فاستيقظت (5) فاطمة، فبكى وبكت، وبكيت لبكائهما 1) في الاصل: منزله، تصحيف. 2) في الاصل: كفه اللطيفة، وما أثبتناه أظهر. 3) سوره الاحزاب: 33. 4) في الاصل: بحس رسول. 5) في الاصل: ثم استيقظت، تصحيف.
[ 96 ]
فقال لي: ما يبكيك يا علي. فقلت: فداك أبي وامي، بكيت وبكت فاطمة، فبكيت لبكائكما. (1) قال: نعم أتاني جبرئيل عليه السلام، فبشرني بفرخين كريمين يكونان لك، ثم عزيت بأحدهما وعرفت أنه يقنل غريبا عطشانا، فبكت فاطمة حتى علا بكاؤها. ثم قالت: يا أبت لم يقتلوه وأنت جده، وعلي أبوه، وأنا امه ؟ ! قال: يا بنية، طلب الملك، أما إنه ليعلن عليهم سيف لا يغمد إلا على يدي المهدي من ولدك. يا علي، من أحبك وأحب ذريتك فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحبه الله ومن أبغضك وأبغض ذريتك لقد أبغضني. ومن أبغضني فقد أبغضه الله وأدخله النار. (2) خبر الطيب 15 - روى جابر الجعفي (3) عن جعفر بن محمد عليهما السلام عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهم السلام عن محمد بن عمار بن ياسر، قال: سمعت أبي عمار بن ياسر، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام يوم زوجه فاطمة عليها السلام (4): يا علي، ارفع رأسك إلى السماء فانظر ما ترى ؟ 1) في الاصل: لبكائهما، تصحيف. 2) رواه الطوسى في أماليه: 1 / 263 (الى قوله: على العرائس من تلك الليلة). عنه البحار: 43 / 104 ح 15، وعوالم فاطمة الزهراء عليها السلام: 11 / 195 ح 35. ورواه في دلائل الامامة: 23 بتمامه. أخرجه بتمامه أيضا في مدينة المعاجز: 148 عن كتاب مسند (مناقب) فاطمة عليها السلام. 3) السند في دلائل الامامة هكذا: حدثنى أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد الطبري القاضى قال " أخبرنا القاضى أبو الحسين على بن مالك السيارى، قال، أخبرنا محمد بن زكريا الغلابى، قال: حدثنى جعفر بن محمد بن عمارة الكندى، قال: حدثنى أبى، عن جابر الجعفي.... 4) في الاصل زيادة: من على. (*)
[ 97 ]
قال: رفعت رأسي ورأيت جوار مزينات معهن هدايا. قال: فاولئك خدمك وخدم فاطمة في الجنة، فانطلق إلى منزلك، ولاتحدث شيئا حتى آتيك. [ قال عمار ] (1): فما كان إلا أن مضى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى منزله، وأمرني أن أهدي لهما طيبا. قال عمار: فلما كان من الغد جئت إلى منزل فاطمة عليها السلام ومعي الطيب. فقالت: يا أبا اليقظان، ماهذا الطيب ؟ قلت: طيب، أمرني به أبوك أن اهديه لك. قالت: والله لقد أتاني من السماء طيب مع جوار من الحور العين، وإن فيهن جارية حسناء كأنها القمر ليلة البدر. فقلت: من بعث بهذا الطيب ؟ فقالت: دفعه لي رضوان خازن الجنة، وأمر هؤلاء الجواري أن ينحدرن معي ومع كل واحدة منهن ثمرة من ثمار الجنة في اليد اليمنى، وفي اليد اليسرى طاقة (2) من رياحين الجنة، فنظرت الجواري وإلى حسنهن. فقلت: لمن أنتن ؟ فقلن: نحن لك ولاهل بيتك ولشيعتك من المؤمنين. فقلت: أفيكن من أزواج ابن عمي أحد ؟ قلن: أنت زوجته في الدنيا والاخرة، ونحن خدمك وخدم ذريتك. [ قال ]: وحملت بالحسن، فلما رزقته بعد أربعين يوما حملت بالحسين، ثم رزقت زينب وام كلثوم، وحملت بمحسن. فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وجرى ما جرى يوم دخول القوم عليها [ دارها ] 1) أضفناها لاتمام الكلام. 2) الطاقة: شعبة من ريحان أو شعر وقوة من الخيط أو نحو ذلك. (لسان العرب: 10 / 232).
[ 98 ]
وإخراج ابن عمها أمير المؤمنين عليه السلام ضربوا (1) الباب على بطنها حتى أسقطت به ولدا تماما، وكان أصل مرضها ذلك ووفاتها عليها السلام. (2) منزل فاطمة عليها السلام في الجنة: 16 - روى عبد الله بن مسعود (3) عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: كنا في غزاة تبوك ونحن نسير معه، فقال: يابن مسعود، إن الله عزوجل أمرني أن ازوج فاطمة من علي. ففعلت. وقال لي جبرئيل: إن الله عزوجل قد بنى جنة من قصب اللؤلؤ، بين كل قصة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوتة مشذرة بالذهب، وجعل سقوفها زبرجدا أخضرا، فيها طاقات من اللؤلؤ مكللة بالياقوت، وجعل عليها غرفا، لبنة من ذهب، ولبنة من فضة ولبنة من در، ولبنة من ياقوت، ولبنة من زبرجد، وقبابا من در قد شعبت بسلاسل الذهب، وحفت بأنواع الشجر، وبنى في كل قصر قبة، وجعل في كل قبة أريكة من درة بيضاء، فرشها السندس والاستبرق، وفرش أرضها بالزعفران والمسك والعنبر، وجعل في كل قبة مائة باب، وفي كل باب جاريتان وشجرتان، وفي كل قبة فرش وكتاب مكتوب حول القبة آية الكرسي. فقلت: يا جبرئيل لمن بنى الله عزوجل هذه الجنة ؟ فقال: هذه جنة بناها الله تعالى لعلي بن أبي طالب وفاطمة ابنتك عليهما السلام تحفة 1) في الاصل: وضربوا، والانسب هو ما أثبتناه. 2) روى مثله في دلائل الامامة: 26. 3) السند في دلائل الامامة هكذا: حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد الطبري، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة، قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، قال: حدثنا عبد النور المسمعى، قال: حدثنا شعبة بن الحجاج، عن عمر بن عميرة، عن ابراهيم بن مسروق، عن عبد الله بن مسعود.... (*)
[ 99 ]
أتحفها الله بها وأقربها عينيك يا محمد. (1) 17 - ومنها: روى جابر الجعفي (2) عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن جابر بن عبد الله، قيل [ لرسول الله صلى الله عليه وآله ] (3): يارسول الله، إنك تقبل فاطمة وتلزمها وتدنيها منك، وتفعل بها مالا تفعله بأحد من بناتك ؟ فقال: أتاني جبرئيل بتفاحة من تفاح الجنة، فأكلتها فتحولت في صلبي ثم واقعت خديجة، فحملت بفاطمة، فأنا أشم منها رائحة الجنة، فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحتها. (4) 1) رواه في دلائل الامامة لابن جرير الطبري: 50. ورواه في المناقب لابن شهر اشوب: 3 / 113، عنه البحار: 43 / 41: وعوالم فاطمة عليها السلام: 11 / 65 عن أبى صالح في الاربعين. وأخرجه في فضائل الخمسة من الصحاح السنة: 2 / 131 وج 3 / 115 وفى احقاق الحق: 6 / 66 عن مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 204. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 1 / 238 في ترجمة الامام على عليه السلام عن عبد الله ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله. وأخرجه في احقاق الحق: 17 / 335 عن المحاسن المجتمعة للعلامة الصفودى: 192 عن ابن مسعود. 2) ذكر السند في دلائل الامامة هكذا: أخبرني القاضى أبو اسحاق ابراهيم بن مخلد بن جعفر الباقر جى، قال: حدثنى خديجة أم الفضل ابنة محمد بن أحمد بن أبى الثلج قالت: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفوانى، قال: حدثنا أبو أحمد عبد العزيز ابن يحيى الجلودى. قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا جعفر بن عمارة الكندى قال: حدثنى أبى عن جابر الجعفي.... 3) أضفناها اتماما للعبارة. 4) رواه في علل الشرائع: 2 / 183 ح 1، عنه البحار: 43 / 5 ح 4. وعوالم فاطمة (ع)
[ 100 ]
الباب الثالث في معجزات الامام الحسن بن على عليهما السلام 1 - منها: قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي ثم الانصاري، قال: قال عمارة بن زيد: سمعت إبراهيم بن سعد، يقول: سمعت محمد بن إسحاق يقول: [ كان ] الحسن والحسين عليهما السلام يلعبان، فرأيت الحسن وقد صاح بالنخلة، فأجابته بالتلبية، وسعت إليه كما يسعى الولد إلى والده (1). (2) 2 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد، قال: حدثنا سلمة بن محمد، قال حدثنا محمد بن علي الجاشي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبي عروبة، عن سعد بن أبى سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: رأيت الحسن بن علي عليهما السلام وهو طفل والطير تظلله، ورأيته يدعو الطير فتجيبه. (3) 3 - ومنها: قال أبو جعفر، عن أبي محمد، عن وكيع، عن الاعمش، عن مسروق - 4) عن جابر، قال: رأيت الحسن بن علي عليهما السلام وقد علا في الهواء وغاب في السماء، فأقام بها ثلاثا 11 / 8 ح 2، والمحتضر: 135. وأسقطت منه العبارة الاخيرة (فإذا اشتقت...) ورواه في دلائل الامامة للطبري: 52 باسناده الى أبى جعفر عليه السلام عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله. 1) في الاصل: الوالد الى ولده، تصحيف، وما أثبتناه هو الاظهر. 2) رواه في دلائل الامامة: 63. عنه مدينة المعاجز: 203 ح 6. 3) روى في مدينة المعاجز: 203 ح ومثله. 4) في مدينة المعاجز: مروان.
[ 101 ]
ثم نزل بعد ثلاث وعليه السكينة والوقار. (1) 4 - ومنها: قال محمد بن جرير (2): أخبرنا ثقيف البكاء، قال: رأيت الحسن عليه السلام عند منصرفه من معاوية، وقد دخل عليه حجر بن عدي فقال: السلام عليك يا مذل (3) المؤمنين. فقال: مه، ماكنت مذلهم بل أنا معز المؤمنين، إنما أردت الابقاء عليهم. ثم ضرب برجله في فسطاطه، فإذا (3) أنا في ظهر الكوفة وقد حرق إلى دمشق ومضى حتى رأينا عمرو بن العاص بمصر ومعاوية بدمشق. فقال: لو شئت لنزعتهما، ولكن هاه هاه، مضى محمد على منهاج، وعلي على منهاج، وأنا اخالفهما ؟ ! لا يكون ذلك مني. (4) 5 - ومنها: قال أبو جعفر: [ حدثنا ] محمد بن سفيان (5) عن أبيه، عن الاعمش عن إبراهيم، عن منصور (6) قال: رأيت الحسن عليه السلام وقد خرج مع قوم يستسقون، فقال للناس: أيما أحب إليكم المطر أم البرد أم اللؤلؤ ؟ فقالوا: يا ابن رسول الله ما أحببت. فقال: على أن لا يأخذ أحد منكم لدنياه شيئا، فأتاهم بالثلاث، ورأيناه يأخذ الكواكب في السماء، ثم 1) روى مثله في دلائل الامامة: 64، عنه مدينة المعاجز: 203 ح 9 زادا في آخره: (فقال: بروح آبائى نلت مانلت). 2) السند في دلائل الامامة: قال أبو جعفر: وحدثنا أبو محمد، قال: أخبرنا عمارة بن زيد قال: حدثنا ابراهيم بن سعد، قال: حدثنا محمد بن جرير، مثله. 3) أدرى: من ثقيف البكاء هذا ؟ وكيف ينسب قولا الى ثبت هو من أكبر صحابة أمير المؤمنين عليه السلام وقتل في ولائه صبرا ؟ أكان هذا رأيا أو نقلا لما يصفه العدو، أو استيضاحا لما أخبر به ؟. 4) في الاصل: فكنا، وما أثبتناه هو الانسب. 5) رواه في دلائل الامامة: 64، عنه مدينة المعاجز: 203 ح 10. 6) في دلائل الامامة: حدثنا أبو محمد سفيان، ولم نعثر له على ترجمة. 7) كذا في الاصل ومدينة المعاجز، وفى دلائل الامامة واحقاق الحق: بن منصور، ولم نعثر له على ترجمة في كتب الرجال.
[ 102 ]
يشتها (1) فتطير كالعصافير إلى مواضعها. (2) 6 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد سفيان، قال: حدثنا وكيع، عن الاعمش، عن أبي موسى، عن قبيصة بن إياس، قال: كنت مع الحسن عليه السلام وهو صائم، ونحن نسير معه إلى الشام، وليس معه زاد ولاماء ولا شئ، إلا ما هو عليه راكبا. فلما أن غاب الشفق وصلى العشاء فتحت أبواب السماء، وعلقت فيها القناديل ونزلت الملائكة ومعهم الموائد والفواكه، وطشت وأباريق، وموائد تنصب ونحن سبعون رجلا. فأكلنا (3) من كل حار وبارد وحتى امتلانا وامتلا، ثم رفعت على هيئتها لم تنقص. (4) 7 - ومنها: قال أبو جعفر، عن أبي محمد سفيان، عن أبيه، عن الاعمش قال: قال محمد بن صالح: رأيت الحسن عليه السلام يوم الدار، وهو يقول: أنا أعلم من يقتل عثمان. فسماه [ قبل ] أن يقتله بأربعة أيام، فكان أهل الدار يسمونه الكاهن. (5) 1) في بعض المصادر: يرسلها، يسيبها. 2) روى مثله في دلائل الامامة: 64، عنه مدينة المعاجز: 204 ح 11. أخرج مثله في احقاق الحق: 5 / 156 عن صاحب كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن ابراهيم بن منصور. 3) في الاصل: فينقل، تصحيف، وما أثبتناه هو الاظهر. 4) روى مثله في دلائل الامامه: 64 باسناده عن قبيصة بن اياس، عنه مدينة المعاجز: 4. 2 ح 12 أخرج مثله في اثبات الهداة: 5 / 156 ح 25 عن صاحب كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام. 5) رواه في دلائل الامامة: 65. عنه، مدينة المعاجز: 204 ح 14.
[ 103 ]
8 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد سفيان [ عن أبيه ] عن الاعمش عن أبي بريدة، عن محمد بن حجارة، قال: رأيت الحسن وقد مرت به صريمة (1) من الظباء فصاح بهن فأجابته كلها بالتلبية حتى ذهبت بين يديه، فقلنا: يابن رسول الله هذا وحش فأرنا آية من أمر السماء. فأومى نحو السماء ففتحت الابواب ونزل نور حتى أحاط بدور المدينة فتزلزلت الدور حتى كادت أن تخرب، فقلنا: يابن رسول الله، ردها. فقال لي (1): [ نحن الاولون و ] نحن الاخرون، ونحن الامرون، ونحن النور بنور الروحانيين، ننور بنور الله ونروح بروحه، فينا مسكنه وإلينا معدنه، الاخر منا كالاول والاول منا كالاخر. (3) 9 - ومنها: قال أبو جعفر حدثنا أبو محمد سفيان، عن أبيه، عن الاعمش، عن مسروق، عن جابر، قال: قلت الحسن عليه السلام: احب أن أرى معجزة فتحدث عنك ونحن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله. فضرب برجله الارض حتى أراني البحور وما يجري [ فيها ] من السفن. ثم أخرج من سمكها (4) فأعطانيه. فقلت (5) لابني محمد: إحمل إلى المنزل. فحمل فأكلنا منه ثلاثا. (6) 1) الصريم والصريمة: القطعة المنقطعة من معظم الرمل، وصريمة من غضى وسلم أي جماعة منه. (لسان العرب: 12 / 336). 2) في الاصل: هكذا، ولكن الاولى أن تكون: فقال لنا. 3) روى مثله في دلائل الامامة: 65، عنه مدينة المعاجز: 204 ح 15. 4) في الاصل: منه سمكة، وما أثبتناه أوفق للسياق. 5) في الاصل: فقال، وما أثبتناه هو الاظهر. 6) روى مثله في دلائل الامامة: 65، عنه مدينة المعاجز: 204 ح 16.
[ 104 ]
10 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن الاعمش، عن القاسم ابن إبراهيم الكلابي، عن زيد بن أرقم، قال: كنت بمكة والحسن بن علي عليهما السلام بها، فسألناه أن يرينا معجزة نتحدث بها عندنا بالكوفة، فرأيته وقد تكلم ورفع البيت حتى علا به في الهواء، وأهل مكة يومئذ غافلون منكرون (1) فمن قائل يقول: ساحر، ومن قائل يقول: اعجوبة. فحار خلق كثير تحت البيت، والبيت في الهواء، ثم رده. (2) 11 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن الاعمش، عن سويد الازرق، عن سعد بن منقذ، قال: رأيت الحسن عليه السلام بمكة وهو يتكلم بكلام وقد رفع البيت - أو قال حوله - فتعجبنا منه، فكنا نحدث ولا نصدق حتى رأيناه في المسجد الاعظم بالكوفة فحدثناه: يابن رسول الله، ألست فعلت كذا وكذا ؟ ! فقال: لو شئت لحولت مسجدكم [ هذا ] إلى (...) (3) وهو ملتقى النهرين، الفرات والشهر الاعلى. فقلنا: افعل. ففعل ذلك، ثم رده، فكنا نصدق بعد ذلك بالكوفة بمعجزاته. (4) 12 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد [ الله ] بن محمد، والليث ابن محمد بن موسى الشيباني قالا: أخبرنا إبراهيم بن كثير، عن محمد بن جبرئيل، قال: رأيت الحسن عليه السلام وقد استسقى ماءا، فأبطأ عليه المولى، فاستخرج من سارية المسجد ماءا فشرب، وسقى أصحابه. 1) في دلائل الامامة: معتمرون مكبرون. 2) رواه في دلائل الامامة: 66، عنه مدينة المعاجز: 204 ح 17. 3) العبارة هنا ليست واضحة، وفى الاصل: " قم نفسه... "، في مدينة المعاجز: " قم بقمه ". 4) رواه في دلائل الامامة: 66، عنه مدينة المعاجز: 204 ح 18.
[ 105 ]
ثم قال: لو شئت لسقيتكم لبنا وعسلا، فقلنا فاسقنا. فسقانا لبنا وعسلا من سارية [ المسجد ] مقابل الروضة التي فيها قبر فاطمة عليها السلام. (1) 13 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، [ عن محمد ابن محرز بن يعلى ] عن أبي أيوب الواقدي، عن محمد بن هامان، قال: رأيت الحسن بن علي عليهما السلام ينادي الحيات فتجيبه، ويلفها على يده وعنقه [ ويرسلها، قال ] فقال رجل من ولد عمر: أنا أفعل ذلك فأخذ حية فلفها على يده فلسعته حتى مات. (2) 14 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي، عن عمارة بن زيد المدني، [ عن إبراهيم بن سعيد ومحمد بن مسعر كليهما ] (3) عن محمد بن إسحاق صاحب المغازي، عن عمه عطاء (4) بن يسار، عن عبد الله بن عباس، قال: مرت بالحسن عليه السلام بقرة، فقال: هذه حبلى بعجلة انثى، لها غرة في جبهتها ورأس ذنبها أبيض، فانطلقنا مع القصاب حتى ذبحها (5) فوجدنا العجلة كما وصف على صورتها. فقلنا له: أو ليس الله عزوجل يقول: (ويعلم ما في الارحام) (6) فكيف علمت ؟ قال: بالعلم المكنون المخزون المكتوم، الذي لم يطلع عليه مالك مقرب ولا نبي مرسل إلا محمد صلى الله عليه وآله وذريته عليهم السلام. (7) 1، 2) رواه في دلائل الامامة: 66، عنه مدينة المعاجز: 204 ح 19 و 20. 3) أضفناه كما في دلائل الامامة. وفى مدينة المعاجز: ابراهيم بن سعد وابراهيم بن مسعر كلاهما. 4) في الاصل: قال عنه عطاس، وما أثبتناه هو الاظهر كما في دلائل الامامة. 5) في الاصل: ذبح وما أثبتناه هو الانسب. 6) لقمان: 34. 7) روى مثله في دلائل الامامة: 67، عنه مدينة المعاجز: 204 ح 22.
[ 106 ]
15 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سليمان بن إبراهيم الضبي (1). قال: حدثني زر (2) بن كامل، عن أبي نوفل محمد بن نوفل العبدي، قال: شهدت الحسن عليه السلام وقد اوتي بظبية، فقال: هي حبلى بخشفين أحدهما في عنقها (3) غيد. فذبحها فوجدنا كما قال عليه السلام. (4) 16 - ومنها: روى علي بن أبي حمزة، عن علي بن معمر، عن أبيه، [ عن أسد ] (5) عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاء الناس إلى الحسن عليه السلام، فقالوا له: أرنا ما عندك من عجائب أبيك التي كان يريناها. فقال: تؤمنون بذلك ؟ قال كلهم: نعم، نؤمن به والله. قال: فأحيى لهم ميتا باذن الله. فقالوا بأجمعهم: نشهد أنك ابن أمير المؤمنين عليه السلام حقا، وأنه كان يرينا مثل هذا كثيرا، (6) 1) في دلائل الامامة: النصيبينى، وفى الاصل غير واضحة، ولم نعثر عليه في كتب الرجال وما أثبتناه من مدينة المعاجز. 2) هكذا في الاصل، وكما في دلائل الامامه، وفى مدينة المعاجز: زيد، ولم نعثر عليه في كتب الرجال. 3) في الاصل: عينها، والصحيح ما أثبتناه، لان الغيد ميلان العنق واسترخاءه راجع (لسان العرب: 3 / 327). 4) رواه في دلائل الامامة: 67، عنه مدينة المعاجز: 205 ح 23 (مثله) 5) أضفناها كما في دلائل الامامة. 6) رواه الطبري في دلائل الامامة: 68، عنه مدينة المعاجز: 205 ح 26.
[ 107 ]
الباب الرابع في معجزات وأعلام الحسين بن على عليهما السلام 1 - قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد سفيان، عن وكيع، عن الاعمش قال: قال لي أبو محمد الواقدي وزرارة بن حلح: لقينا الحسين بن علي عليهما السلام قبل أن يخرج إلى العراق بثلاث، فأخبرناه بضعف الناس بالكوفة وأن قلوبهم معه وسيفوفهم عليه، فأومى بيده نحو السماء، ففتحت أبواب السماء ونزل (2) الملائكة عدد لا يحصيهم إلا الله تعالى، وقال: لولا تقارب الاشياء وهبوط الاجر لقاتلتهم بهؤلاء، ولكن أعلم علما أن من هناك مصرعي (3) وهناك مصارع أصحابي لاينجو منهم إلا ولدي علي عليه السلام. (4) 2 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا محمد بن جنيد، عن أبيه جنيد بن أسلم بن جنيد، عن راشد بن مزيد، قال: شهدت الحسين بن علي عليهما السلام وصحبته من مكة حتى أتينا القطقطانة (5) ثم استأذنته في الرجوع فأذن لي (6). فرأيته وقد استقبله سبع عقور فكلمه، فوقف له. فقال له: ما حال الناس بالكوفة ؟ قال: قلوبهم معك وسيوفهم عليك. قال: ومن خلفت بها ؟ قال: إبن زياد، وقتل ابن عقيل. ثم انصرف، وهو يقول: 1) في الاصل نزلت: تصحيف وما أثبتناه أظهر للمعنى. 2) أضفناها كما في دلائل الامامة ولضرورتها في السياق. 3) في الاصل: مصعدي. وما أثبتناه أظهر، كما في دلائل الامامة. 4) روى مثله في دلائل الامامة: 74، عنه مدينة المعاجز: 238 ح 13. 5) القطقطانة: موضع قرب الكوفة من جهة البرية بالطف، به كان سجن النعمان بن المنذر (معجم البلدان: 4 / 374). 6) في المصدر: له، تصحيف وما أثبتناه هو الاظهر.
[ 108 ]
(وما ربك بظلام للعبيد) (1) اشهد الله أنك ولي وابن ولي. (2) 3 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد، عن سعيد بن شرفي بن القطامي (3) عن زفر بن يحيى، عن كثير بن شاذان، قال: شهدت الحسين عليه السلام وقد اشتهى عليه إبنه علي الاكبر عنبا في غير أوانه. فضرب يده إلى سارية المسد فأخرج له عنبا وموزا، فأطعمه، فقال: ما عند الله لاوليائه أكثر. (4) 4 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا يزيد بن مسروق، عن عبد الله بن مكحول عن الاوزاعي قال: بلغني خروج الحسين عليه السلام إلى العراق، فقصدت مكة فصادفته بها، فلما رآني رحب بي [ وقال ] (5): مرحبا بك يا أوزاعي، جئت حتى تنهاني عن المسير، وأبى الله عزوجل إلا ذلك إن من هاهنا [ إلى ] (6) يوم الاثنين منيتي. فشهدت في عدد الايام فكان كما قال. (7) 1) اقتباس من سورة فصلت: 46. 2) رواه في دلائل الامامة: 74. باسناده عن محمد بن جيد، عن أبيه جيد بن سالم بن جيد، عن راشد بن مزيد، عنه مدينة المعاجز: 238 ح 15 بالاسناد التالى: قال حدثنا محمد بن جنيد، عن أبيه، عن جنيد بن سالم بن جنيد، عن راشد بن مزيد. مع زيادة في المتن بكليهما. 3) كذا في دلائل الامامة، وفى الاصل: سعد بن صوفي القطا. 4) رواه في دلائل الامامة: 75. بالاسناد، عن أبى محمد عبد الله بن محمد، عن سعيد ابن شرفي بن القطامى، عن زفر بن يحيى، عن كثير بن شاذان. أورده مرسلا في مدينة المعاجز: 238 ح 16 عن دلائل الامامة. 5) أضفناها لضرورتها وكما في دلائل الامامة. 6) أضفناها، وفى الاصل مشوشة. 7) رواه في دلائل الامامة: 75، عنه مدينة المعاجز: 238 ح 18. أورده في اثبات الهداة: 5 / 207 ح 72 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها، باسناده عن الاوزاعي.
[ 109 ]
5 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن الاعمش قال: سمعت أبا صالح السمار (1) عن حذيفة، يقول: سمعت الحسين بن علي عليهما السلام يقول: والله ليجتمعن على قتلي طغاة بني امية ويقدمهم عمر بن سعد، وذلك في حياة النبي صلى الله عليه وآله. فقلت له: أنبأك بهذا رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ! فقال: لا. فأتيت النبي صلى الله عليه وآله فأخبرته. فقال: علمي علمه، وعلمه علمي [ إنا ] (2) لنعلم (3) بالكائن قبل كينونته. (4) 6 - ومنها: روى أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن أبي إسماعيل عن حمزة بن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ذكرنا (5) خروج الحسين عليه السلام وتخلف ابن الحنفية عنه، فقال: يا حمزة (6) إني سأحدثك من هذا الحديث بما لا تشك فيه (7) [ بعد مجلسنا هذا ] (8) فقال: إن الحسين عليه السلام لما فصل متوجها إلى العراق دعا بقرطاس وكتب: " بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى بني هاشم (9): أما بعد: 1) في دلائل الامامة ومدينة المعاجز: التمار. 2) أصفناها كما في دلائل الامامة. 3) استظهرناها، وفى الاصل: علم. 4) رواه في دلائل الامامة: 75، عنه مدينة المعاجز: 238 ح 17. أورده في احقاق الحق: 5 / 207 ح 71 عن كتاب فاطمه وولدها، باسناده عن حذيفة الى قوله: وعلمه علمي. أخرجه في البحار: 44 / 186 ح 14 عن النجم الثاقب باسناده الى محمد بن جرير الطبري عن حذيفة. 5) في دلائل الامامة: ذكرت، وفى أكثر المصادر كما في المتن. 6) في الاصل: يا أبا حمزة، وهو تصحيف. 7) في البحار والبصائر ومدينة المعاجز: ولا تسأل عنه. 8) أضفناها كما في أغلب المصادر. 9) في الاصل: أبى هاشم، وهو تصحيف.
[ 110 ]
فأنه من لحق بي استشهد ومن تخلف عني لم يبلغ الفتح والسلام ". (1) 7 - ومنها: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: أخبرنا أحمد بن الحسين الهاشمي (2) - قدم علينا من مصر - قال: حدثنا القاسم بن منصور الهمداني بدمشق، عن عبد الله بن محمد التميمي، عن سعد بن أبي طيران (3) عن الحارث بن وكيدة، قال: كنت فيمن حمل رأس الحسين عليه السلام، فسمعته يقرأ سورة الكهف، فجعلت أشك (4) في نفسي وأنا أسمع نغمة الحسين عليه السلام. فقال لي: يابن وكيدة أما (5) علمت أنا معشر الائمة أحياء عند ربنا نرزق ؟ ! قال: فقلت في نفسي: أسوق رأسه [ وقلت أسرقه ] (6) فنادى: 1) رواه في بصائر الدرجات للصفار: 481 ح 5 باسناده عن حمزة بن، حمران، عنه البحار: 42 / 81 ح 12 وج 45 / 84 ح 13، واثبات الهداة: 5 / 186 ح 18. ورواه في دلائل الامامة: 77، عنه مدينة المعاجز: 239 ح 23 باسناده الى حمزة بن حمران، وحلية الابرار: 1 / 600 بنفس الاسناد. أورده في المناقب لابن شهر اشوب: 230 عن أبى حمزة بن حمران. أخرجه في اثبات الهداة: 5 / 186 ح 18 عن مختصر البصائر: 6 وعن كامل الزيارات لابن قولويه: 75 ح 15، باسناده عن زرارة. وعن كتاب الملهوف لابن طاووس: 27 نقلا من كتاب الرسائل للكليني. وروى مثله في بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح. 2) استظهرناها كما في دلائل الامامة ومدينة المعاجز، وفى الاصل: الحسين بن الهاشم. 3) كذا في الاصل، وفى دلائل الامامة: بن أبى خيران، وفى مدينة المعاجز: سعدان ابن أبى طيران، ولكن لم نعثر على ترجمة لايهم في كتب الرجال. 4) في الاصل: أشتكى، وما أثبتناه هو الاظهر. 5) في الاصل: أنى، وهو تصحيف. 6) أضفناها لاتمام العبارة، وكما في مدينة المعاجز.
[ 111 ]
يابن وكيدة، ليس لك إلى ذلك سبيل، سفكهم دمي أعظم عند الله من تسييرهم (1) إياي. فذرهم فسوف يعلمون إذ الاغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون. (2) 8 - ومنها: قال أبو جعفر: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه عن أبي علي محمد بن همام، عن أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم عن أبيه، [ عن الحسن بن علي، عن محمد بن سنان، ] (3) عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما منع الحسين عليه السلام وأصحابه ماء الفرات، نادى فيهم: من كان ظمآنا فليجئ. فأتاه رجل رجل [ فجعل ] (4) إبهامه في راحة واحدهم، فلم يزل يشرب الرجل بعد الرجل [ حتى ] (5) ارتووا. فقال بعضهم لبعض: والله لقد شربت شرابا ما شربه أحد من العالمين في دار الدنيا. فلما عزموا على القتال (6) - وكان في اليوم الثالث عند المغرب - أقعد الحسين عليه السلام رجلا رجلا منهم يسميهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، فيجيبه الرجل بعد الرجل فيقعدون حوله. ثم يدعو بالمائدة فيطعمهم ويأكل معهم من طعام الجنة ويسقيهم من شرابها. (7) 1) في الاصل: سيرهم، وما أثبتناه أظهر. 2) روى مثله في دلائل الامامة: 78 باسناده الى الحرث بن وكيدة، عنه مدينه المعاجز: 239 ح 24 مختصرا. 3) مابين المعقوفين أضفناه كما في دلائل الامامة. 4) أضفناها لاتمام العبارة. 5) أضفناها لضرورتها في الكلام. 6) في الاصل: فلما قاتلوا الحسين، وما أثبتناه كما في دلائل الامامة. 7) رواه في دلائل الامامة: 78، عنه مدينة المعاجز: 239 ح 25. أخرجه مختصرا في اثبات الهداة: 5 / 208 ح 76 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام، باسناده عن المفضل بن عمر.
[ 112 ]
الباب الخامس في معجزات وأعلام على بن الحسين زين العابدين عليه السلام 1 - منها: قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال [ و ] (1) قال إبليس - لعنه الله -: يا رب إني قد رأيت العابدين لك من عبادك من أول الدهور إلى آخر عهد علي بن الحسين عليهما السلام فلم أر فيهم أعبد لك ولا أخشع منه فائذن لي [ يا ] (2) إلهي أن أكيده لاعلم صبره. فنهاه الله عزوجل عن ذلك فلم ينته. فتصور لعلي بن الحسين عليهما السلام وهو قائم في صلاته في صورة أفعى له عشرة أرؤس محددة الانياب، منقلبة الاعين [ من ] (3) الحمرة، وطلع عليه من جوف الارض من مكان سجوده. ثم تطول فلم يرعد لذلك ولانظر بطرفه إليه، فانخفض إلى الارض في صورة الافعى، وقبض على عشرة أصابع علي بن الحسين عليهما السلام وأقبل يكدمها (4) بأنيابه وينفخ عليها من نار جوفه (5) وهو لا ينكسر طرفه إليه ولا يحرك قدميه عن مكانهما ولا يختلجه [ شك ] (6) ولاوهم في صلاته. فلم يلبث إبليس حتى انتقض عليه شهاب محرق من السماء، فلما أحس [ به ] (7) إبليس، صرخ وقام إلى جانب علي بن الحسين عليهما السلام في صورته الاولى 1) من دلائل الامامة: والظاهر أن قال صلة للحديث السابق في الدلائل. 2) أضفناها كما في بقية المصادر. 3) أضفناها اتماما للعبارة. 4) الكدم: هو العض بأدنى الفم كما يكدم الحمار وقيل: هو العض عامة. (لسان العرب: 12 / 405 - كدم). 5) في الاصل: جوفها. والظاهر ما أثبتناه. 6) أضفناها من بقية المصادر، والظاهر أنها كانت سقطا. 7) أضفناها لضرورتها في السياق. (*)
[ 113 ]
ثم قال: يا علي، أنت زين العابدين كما سميت، وأنا إبليس، والله لقد [ شاهدت ] (1) من عبادة النبيين والمرسلين من لدن آدم أبيك وإليك، فما رأيت مثل عبادتك ولوددت أنك استغفرت (2) لي، فان الله كان يغفر لي. ثم تركه وولى وهو في صلاته لا يشغله شئ حتى قضى صلاته على تمامها. (3) 2 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا (4) عبد الله بن محمد البلوي، قال: سمعت عمارة بن زيد (5) قال: حدثني إبراهيم بن سعد، قال: لما كانت وقعة الحسين (6) أغار (7) على المدينة صاحب يزيد بن معاوية - لعنه الله - في طلب علي بن الحسين عليهما السلام ليقتله أو يسمه، فوجدوه في منزله. فلما دخلوا عليه ركب السحاب وجاء حتى وقف فوق رأسه، فقال له: 1) أضفناها من بقبة المصادر. 2) في الاصل: استغفر، وما أثبتناه هو الاظهر. 3) رواه ابن شاذان في فضائله: 188، وروضته: 85. باسناده يرفعه الى أبى عبد الله الصادق (ع). ورواه الطبري في دلائل الامامة: 83، والحضيني في الهداية الكبرى: 88. عنهما مدينة المعاجز: 293 و 317، باسناده عن على بن موسى، عن جعفر بن محمد عليهم السلام (مثله). أورده في المناقب لابن شهر اشوب: 3 / 277 مرسلا عن كتاب الانوار، عنه البحار: 46 / 58 ح 11. ورواه في مقصد الراغب: 139. 4) في الاصل: " قال حدثنا " والظاهر أن " قال " تكرار. 5) في بقية المصادر: يزيد. ولم نعثر على ترجمة لهما في كتب الرجال. 6) أي وقعة الحرة سنه 63 ه‍ والتى استباح بها (مسرف - مسلم بن عقبه المرى) المدينة ثلاثة أيام بأمر من يزيد بن معاوية بعد مقتل الامام الحسين بن على عليهما السلام. 7) في الاصل: غير، وما في المتن أظهر.
[ 114 ]
أيما أحب إليك، تكف أو آمر الارض أن تبلعك ؟ فقال: ما أردت إلا إكرامك والاحسان إليك. ثم نزل عن السحاب، وجلس بين يديه، فقرب إليه أقداحا فيها ماء ولبن وعسل. فاختار على بن الحسين عليهما السلام لبنا وعسلا، ثم غاب من بين يديه [ من ] حيث لا يعلم. (1) 3 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن عمار، عن إسحاق بن إبراهيم ابن عند ر (2) قال: جاء مال من خراسان إلى مكة، فقال محمد بن الحنفية: هذا المال لي وأنا أحق به. فقال له على بن الحسين عليهما السلام: بيني وبينك الصخرة، وحكم محمد بن الحنفية الصخرة فلم تنطق. وكلمها علي بن الحسين عليهما السلام فنطقت، وقالت: المال لك، المال لك، وأنت الوصي ابن الوصي، والامام ابن الامام. فبكى محمد، وقال: يابن أخي لقد ظلمتك وغضبت حقك. (3) 4 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله، عن محمد بن سعيد عن سالم [ بن ] (4) قبيصة. قال: شهدت علي بن الحسين عليهما السلام وهو يقول: 1) رواه في دلائل الامامة: 84، عنه مدينة المعاجز: 293 ح 3. 2) كذا في الاصل. وفى دلائل الامامة هكذا: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبادة بن زيد، عن أبى اسحاق ابراهيم بن غندر. وفى مدينة المعاجز هكذا: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، عن عمارة بن زيد، عن أبى اسحاق ابراهيم بن منذر. 3) رواه في دلائل الامامة: 84، عنه مدينة المعاجز: 293 ح 5. 4) أضفناها كما في دلائل الامامة. (*)
[ 115 ]
أنا [ من ] (1) أول من خلق الله (2) وآخر من يهلكها. (3) فقلت له: يابن رسول الله وما آية ذلك ؟ قال: آية ذلك أن أرد الشمس من مغربها إلى مشرقها، ومن مشرقها إلى مغربها. فقيل له: افعل ذلك. ففعل. (4) 5 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سفيان بن وكيع [ عن أبيه وكيع ] (5) عن الاعمش، قال: [ قال: ] (6) إبراهيم بن الاسود التميمي: (7) رأيت علي بن الحسين عليهما السلام وقد اوتي بطفل مكفوف، فمسح عينيه، فاستوى بصره. وجاءوا إليه بأبكم فكلمه فأجابه. وجاءوا إليه بالزمن (8) فمسحه فقام وسعى ومشى. (9) 6 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أحمد بن سليمان بن أيوب الهاشمي، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سليمان بن كمش (10) قال: 1) أضفناها لاستقامة السياق. 2) في الاصل: الارض، وما أثبتناه هو الاظهر. 3) في بعض المصادر " يملكها ". ويظهر من قول الامام عليه السلام: " أنا من أول من خلق الله و... " أنه هو من ذلك النور الذى خلقه الله تعالى - أي " نور محمد وعلى " - من نوره قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام. وأنه من العترة التى تكون آخر من يبقى على وجه الارض كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: " نحن الاولون ونحن الاخرون " ونظرا لطول الحديث، راجع البحار: 15 / 7 ح 7 وج 35 / 34 ح 32 وج 57 / 43 ح 16. وما تقدم في ص 82 ح 4: في خلقة أنوار الخمسة وما خلق من أنوارهم عليهم السلام. 4) رواه في دلائل الامامة: 85، عنه مدينة المعاجز: 293 ح 6. 5) أضفناها كما في دلائل الامامة. 6) أضفناها لضرورتها في العبارة. 7) في الاصل زيادة " قال " بعدها. وهى تصحيف. 8) الزمن: المقعد. 9) رواه في دلائل الامامة: 85،، عنه مدينة المعاجز: 293 ح 7. 10) في دلائل الامامة ومدينة المعاجز: " عيسى ".
[ 116 ]
لقيت علي بن الحسين عليهما السلام فقلت: يابن رسول الله، إني معدم. فأعطاني درهما ورغيفا، فأكلت أنا وعيالي من الدرهم والرغيف أربعين سنة (1) 7 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثني خليفة بن هلال، عن أبي نمير علي بن يزيد، قال: كنت مع علي بن الحسين عليهما السلام عند ما انصرف من الشام إلى المدينة فكنت احسن إلى نسائه وأقضي حوائجه. فلما نزلوا المدينة بعثوا إلي بشئ من حليهن، فقلت: فعلت هذا لله تعالى. فأخذ علي بن الحسين عليهما السلام حجرا أسود صما فطبعه بخاتمه، ثم قال: خذه وسل كل حاجة لك منه. فوالذي بعث محمدا بالحق لقد كنت أسأله الضوء في البيت فيسرج في الظلمات، وأضعه على الاقفال فتنفتح، وآخذه بيدي وأقف بين يدي السلاطين فلا أرى [ سوءا ] (2). (3) 8 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن منير، عن محمد بن إسحاق الصاعدي وأبي (4) محمد ثابت بن ثابت، قالا: حدثنا جمهور بن حكيم، قال: رأيت علي بن الحسين عليهما السلام وقد ثبت له أجنحة وريش، فطار، ثم نزل، فقال: لقيت الساعة جعفر بن أبي طالب عليهما السلام في أعلى عليين. فقلت: رجل تستطيع أن تصعد ؟ فقال: (... فكيف لا نقدر أن نصعد...) (5). والعرش والكرسي لنا. 1) روى مثله في دلائل الامامة: 85، عنه مدينة المعاجز: 293 ح 8. 2) أضفناها كما في مدينة المعاجز. وفى دلائل الامامة: " الا ما احب ". 3) رواه في دلائل الامامة: 85، عنه مدينة المعاجز: 294 ح 9. 4) في الاصل: " عن ". 5) العبارة هنا مضطربة المعنى، وأما استطاعتهم فبقدرة الله تعالى التى آتاهم علم الكتاب وفوق ما آتى علما من الكتاب لاصف بن برخيا في قصة ملكة سبأ.
[ 117 ]
ثم أعطاني طلعا في غير أوانه. (1) 9 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد، عن عبارة بن زيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: لقيت علي بن الحسين عليهما السلام وهو خارج إلى ينبع. فقلت: يابن رسول الله لو ركبت لكان أيسر. فقال: هاهنا ما هو أيسر، فانظر. فحملته الريح وحفت به الطير من كل جانب فما رأيت مرفوعا أحسن منه، يرفد إلى الطير لتناغيه والريح تكلمه. (2) 10 - ومنها: قال أبو جعفر: أخبرني [ أخي ] (3) (رض) عن أبي الحسن أحمد ابن علي المعروف ب‍ " ابن البغداي " - مولده ب‍ " سورا " (4) في يوم الجمعة [ لخمس بقين من ] جمادى الاولى سنة 295 -، قال: وجدت في الكتاب الملقب بكتاب " المعضلات " رواية أبي طالب محمد ابن الحسين بن زيد قال: حدثني أبوه، ابن رباح - رفعه عن رجاله - عن محمد ابن ثابت قال: كنت جالسا في مجلس سيدنا أبي الحسن علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام إذ وقف به عبد الله بن عمر بن الخطاب، فقال: يا علي بن الحسين، بلغني أنك تدعي أن يونس بن منى عرض عليه ولاية أبيك علي بن أبي طالب عليه السلام فلم يقبله، فحبس في بطن الحوت. فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: يا عبد الله، وما أنكرت [ من ] (6) ذلك ؟ 1) رواه في دلائل الامامة: 86، عنه مدينة المعاجز: 294 ح 10. 2) روى مثله في دلائل الامامة: 86، عنه مدينة المعاجز: 294 ح 11. 3) أضفناها كما في الدلائل ومدينة المعاجز. 4) وهى موضع بالعراق من أرض بابل، وهى مدينة السريانيين. (معجم البلدان: 3 / 278). 5) أضفناها كما في بقية المصادر. 6) أضفناها لضرورتها في الكلام.
[ 118 ]
قال: إني لاأقبله. فقال: أتريد أن يصح لك ذلك ؟ قال له: نعم. ثم قال له: اجلس. ثم دعا غلامه، فقال: جئنا بعصابتين. وقال لي: يا محمد بن ثابت، شد عين عبد الله باحدى العصابتين، واشدد عينك بالاخرى، فشددنا أعيننا فتكلم بكلام، ثم قال: حلوا أعينكم. فحللناها، فوجدنا أنفسنا على بساط ونحن على ساحل البحر. فتكلم بكلام فاستجابت له حيتان البحر إذ ظهرت بينهن حوتة عظيمة، فقال لها: ما اسمك ؟ فقالت: إسمي نون. فقال لها: لم حبس يونس في بطنك ؟ فقالت له: مرض عليه ولاية أبيك علي بن أبي طالب فأنكرها، فحبس في بطني فلما أفر بها وأذعن امرت، فقذفته. وكذلك من أنكر ولايتكم أهل البيت يخلد في نار الجحيم. فقال له: يا عبد الله، أسمعت وشهدت ؟ فقال: نعم. فقال: شدوا أعينكم. فشددناها فتكلم بكلام، ثم قال: حلوها. فحللناها، فإذا نحن على البساط في مجلسه. فودعه عبد الله وانصرف، فقلت له: يا سيدي لقد رأيت في يومي عجبا وآمنت به، فترى عبد الله بن عمر يؤمن بما آمنت به ؟ فقال لي: أتحب أن تعرف ذلك ؟ فقلت: نعم. فقال: قم، فاتبعه وماشيه، واسمع ما يقول لك. قال: فتبعته في الطريق ومشيت معه فقال لي: إنك لو عرفت سحر [ بني ] (1) عبد المطلب لما كان هذا في نفسك، هؤلاء قوم يتوارثون السحر كابرا عن كابر (2). 1) أضفناها تصحيحا للعبارة. 2) في الاصل: " كائن عن كائن " وما أثبتناه هو الانسب
[ 119 ]
فعند ذلك علمت أن الامام لا يقول إلا حقا. (1) 11 - ومنها: قال أبو جعفر، أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، [ عن أبيه ] (2) عن أبي علي محمد بن همام، عن محمد بن مثنى، عن أبيه، عن عثمان بن زيد [ عن جابر ] (3) عن أبي جعفر عليه السلام، قال: دخلت حبابة الوالبية ذات يوم على علي بن الحسين عليهما السلام وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك ؟ قالت: جعلني الله فداك يابن رسول الله، إن أهل الكوفة يقولون: لو كان علي بن الحسين عليهما السلام إمام عدل من الله كما تقولين، لدعا الله أن يذهب هذا الذي في وجهك. قال: فقال لها: يا حبابة، ادني مني. [ قالت: ] (4) فدنوت منه، فمسح يده على وجهي ثلاث مرات. ثم تكلم بكلام خفي، ثم قال: يا حبابة، قومي وادخلي إلى النساء فسلمي عليهن، وانظري في المرآة هل ترين في وجهك شيئا ؟ قالت: فدخلت على النساء، فسلمت عليهن، ونظرت في المرآة وكأن الله لم يخلق في وجهي شيئا، فما كان يوجهها برص. (5) 1) روى مثله في دلائل الامامة: 92، عنه مدينة المعاجز: 299 ح 26. أخرجه في البحار: 14 / 401 ح 15 وج 46 / 39 والبرهان: 4 / 37 ح 8 عن المناقب لابن شهر اشوب: 3 / 281. أورده مختصرا في اثبات الهداة: 258 ح 67 عن صاحب كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام، باسناده عن محمد بن ثابت، عن على بن الحسين عليهما السلام. 2، 3) أضفناهما كما في دلائل الامامة ومدينة المعاجز. 4) استظهرناها للزومها السياق. 5) روى مثله في دلائل الامامه: 93، عنه مدينة المعاجز: 300 ح 28. أورده ابن شهر اشوب في مناقبه: 3 / 276. عن أمالى أبى الفضل الشيباني ومناقب أبى اسحاق العدل الطبري، عنه البحار: 46 / 33 ح 28، واثبات الهداة: 5 / 258 ح 28 مختصرا.
[ 120 ]
12 - ومنها: خبر الخيط: روى الشيخ أبو محمد الحسن بن محمد بن نصر يرفع الحديث برجاله إلى محمد بن جعفر البرسي، عن إبراهيم بن محمد الموصلي، عن جابر الجعفي. قال جابر: لما أفضت الخلافة إلى بني امية سفكوا في أيامهم الدم الحرام ولعنوا أمير المؤمنين عليه السلام على منابرهم [ ألف شهر، واغتالوا شيعته في البلدان وقتلوهم واستأصلوا شأفتهم، ومالاهم على ذلك علماء السوء رغبة في حطام الدنيا، وصارت محنتهم على الشيعة لعن أمير المؤمنين عليه السلام ] (1) ومن لم يلعنه (2) قتلوه. فلما فشا ذلك في الشيعة وكثر وطال اشتكت الشيعة إلى زين العابدين عليه السلام، وقالوا: يابن رسول الله أجلونا عن البلدان، وأفتونا بالقتل الذريع، وقد أعلنوا لعن أمير المؤمنين عليه السلام في البلدان وفي مسجد الرسول على منبره، ولا ينكر عليهم منكر، ولا يغير عليهم مغير، فان أنكر واحد منا على لاعنه، قالوا: هذا ترابي (3) ورفع ذلك إلى سلطانهم وكتب إليه أن هذا ذكر أبا تراب بخير، فيحبسونه ويضربونه ويقتلونه (4). فلما سمع عليه السلام ذلك نظر إلى السماء، فقال: سبحانك ما أحلمك وأعظم شأنك ! إنك أمهلت عبادك حتى ظنوا أنك أهملتهم (5) [ وهذا كله بعينك، إذ لا يغلب قضاؤك، ولا يزد تدبير محتوم أمرك، فهو كيف شئت، وأنى شئت لما أنت أعلم به منا ] (6) ثم دعا إبنه أبا جعفر محمد عليه السلام فقال: يا محمد، إذا كان غدا، فاغد إلى المسجد [ وخذ الخيط الذي نزل به جبرئيل 1) أضفناها كما في عيون المعجزات ومدينة المعاجز. 2) استظهرناها، وفى الاصل " يلعنوه ". 3) في الاصل " أي ترابى " وما أثبتناه هو الانسب. 4) استظهرناها، وفى الاصل " يحسنون ويضربون ويقتلون ". 5) في الاصل " أمهلتهم " وما أثبتناه كما هو في عيون المعجزات ومدينة المعاجز. 6) أضفناها كما في عيون المعجزات ومدينة المعاجز.
[ 121 ]
على رسول الله صلى الله عليه وآله ] (1) فحركه تحريكا لينا، ولا تحركه شديدا فيهلك [ الناس جميعا ] (2). قال جابر: فبقيت - والله - متعجبا من قوله، لاأدري ما أقول ! وكنت في كل يوم أغدو إلى أبي جعفر عليه السلام إلا ذلك اليوم، وقد طال (3) علي ليلي حرصا لانظر ما يكون من أمر الخيط وتحريكه. فبينا أنا بالباب إذ خرج عليه السلام فسلمت [ عليه ] (4) فرد السلام، وقال: ماغدا بك يا جابر في هذا الوقت ؟ فقلت له: لقول الامام عليه السلام لك بالامس: خذ الخيط الذي أتى به جبرئيل عليه السلام وصر إلى مسجد جدك صلى الله عليه وآله وحركه تحريكا لينا، ولا تحركه تحريكا شديدا فيهلك الناس جميعا. قال الباقر عليه السلام: والله لولا الوقت المعلوم، والاجل المحتوم، والقدر المقدور لخسفت بهذا الخلق المنكوس في طرفة عين، بل في لحظة. ولكنا عباد مكرمون " لا يسبقونه بالقول وهم يأمره يعملون " (5). قال جابر قلت: سيدي ولم تفعل بهم هذا ؟ قال: أما حضرت بالامس والشيعة تشكو إلى أبي ما يلقون من الملاعين، أمرني أن ارعبهم لعلهم ينتهون. فقلت: كيف ترعبهم وهم أكثر من أن يحصوا ؟ 1) أضفناها كما في العيون المعجزات ومدينة المعاجز. 2) في الاصل " هلكوا " وفى عيون المعجزات " فيهلكوا جميعا " وما ذكرناه هو الانسب بقرينة ما بعده من التكرار. 3) في الاصل " بقى " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة والعيون. 4) أضفناها كما في مدينة المعاجز وعيون المعجزات. 5) اقتباس من سورة الانبياء: 27.
[ 122 ]
فقال الباقر عليه السلام: إمض بنا إلى مسجد جدي صلى الله عليه وآله لاريك قدرة من قدرة الله تعالى التي خصنا بها وما من به علينا من دون الناس. قال جابر: فمضيت معه إلى المسجد فصلى فيه ركعتين، ثم وضع خده على (1) التراب وتكلم بكلام، ثم رفع رأسه وأخرج من كمه خيطا دقيقا، فاحت منه رائحة المسك [ فكان في المنظر أدق من سم الخياط ] (2). ثم قال لي: يا جابر خذ إليك طرف الخيط وامض رويدا [ وإياك أن تحركه. قال فأخذت طرف الخيط ومشيت رويدا ] (3) فقال عليه السلام: قف يا جابر. فوقفت. ثم حرك الخيط تحريكا خفيفا ما ظننت أنه حركه [ من لبنه ] (4). ثم قال عليه السلام: ناولني طرف الخيط. فناولته. فقلت: ما فعلت يا سيدي ؟ فقال: ويحك، اخرج فانظر إلى (5) حال الناس. قال جابر: فخرجت من المسجد فإذا الناس في صياح من كل جانب، فإذا المدينة [ قد ] (6) زلزلت زلزلة شديدة، وأخذتهم الرجفة وقد خربت أكثر دور المدينة وهلك منها أكثر من ثلاثين ألفا رجالا ونساءا [ دون الولدان وإذا الناس في صياح وبكاء وعويل وهم يقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، خربت دار فلان وخرب أهلها ] (7) ورأيت الناس فزعين في (8) مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وهم يقولون: [ كانت هدمة عظيمة وبعضهم يقول: قد كانت زلزلة، وبعضهم يقول: ] (9) كيف لا يخسف الله وقد تركنا 1) استظهرناها لتصحيح العبارة، وفى الاصل " في ". 2 و 3 و 4) أضفناها كما في عيون المعجزات ومدينة المعاجز. 5) في الاصل " الى ما ". 6 و 7 و 9) أضفناها كما في عيون المعجزات ومدينة المعاجز. 8) في سائر المصادر " الى ".
[ 123 ]
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وظهر فينا الفسق والفجور وظلم (1) آل الرسول والله ليتزلزل [ بنا ] (2) أشد من هذا وأعظم [ أو نصلح من أنفسنا ما أفسدنا ] (3). قال جابر: فبقيت متحيرا أنظر إلى الناس حيارى وهم يبكون، فأبكاني بكاؤهم وهم لا يدرون (4) من أين اتوا، فانصرفت إلى الباقر عليه السلام وقد حف به الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وهم يقولون: يا ابن رسول الله أما ترى ما نزل بنا فادع الله لنا. فقال لهم: افزعوا إلى الصلاة والدعاء والصدقة. ثم أخذ عليه السلام بيدي وسار بي، فقال: ما حال الناس ؟ فقلت: لا تسأل يابن رسول الله، خربت الدور والمساكن وهلك الناس [ ورأيتهم بحال ] (5) رحمتهم (6). فقال: لارحمهم الله، أما إنه قد بقيت عليك بقية، فلولا ذلك لم نرحم أعداءنا وأعداء أوليائنا ثم قال: سحقا سحقا، بعدا بعدا للقوم الظالمين، والله لولا مخالفة والدي لزدت في التحريك وأهلكتهم أجمعين، وجعلت أعلاها أسلفها حتى لا يبقى فيها دار ولا جدار، ولكني أمرني مولاي أن احرك تحريكا ساكنا. ثم صعد عليه السلام المنارة وأنا أراه والناس لا يرونه، فمد يده وأدارها حول المنارة فتزلزلت المدينة زلزلة خفيفة وتهدمت الدور. ثم تلا عليه السلام: " ذلك جزيناهم ببغيهم " (7) " فلما جاء أمرنا جعلنا عليها سافلها " (8). 1) في الاصل " والظلم الى " وما أثبتناه كما في العيون ومدينة المعاجز. 2 و 3) أضفناها كما في العيون والمدينة. 4) في الاصل " لا يرون رسول الله " وما أثبتناه كما في العيون والمدينة. 5) أضفناها كما في عيون المعجزات ومدينة المعاجز. 6) في الاصل " وارحمهم " وما أثبتناه كما في العيون والمدينة. 7) اقتباس من سورة الانعام: 146. 8) اقتباس من سورة هود: 82.
[ 124 ]
وتلا: " فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون (1) " (2). قال جابر: فخرجت العواتق من خدورهن في الزلزلة الثانية يبكين ويتضرعن (3) منكشفات، لا يلتفت إليهن أحد، فلما نظر الباقر عليه السلام إليهن، رق لهن ووضع الخيط في كمه، فسكنت الزلزلة. [ ثم نزل عن المنارة، والناس لا يرونه ] (4). ثم أخذ بيدي [ و ] (5) خرجنا من المسجد، فمررنا بحداد قد اجتمع الناس بباب حانوته يقولون: أما سمعتهم الهمهمة في الهدم ؟ ! وقال بعضهم: بل كانت همهمة كثيرة وقال قوم آخرون: بلى والله كلام كثير إلا أنا لم نقف على الكلام. قال جابر: فنظر إلي الباقر عليه السلام وتبسم، وقال: يا جابر هذا [ لما ] (6) طغوا وبغوا. فقلت: يابن رسول الله صلى الله عليه وآله ماهذا الخيط [ الذي فيه العجب ] (7) ؟ قال: " بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة " (8) [ وينصبه جبرئيل عليه السلام ويحك يا جابر ] (9) إنا من الله بمكان ومنزلة رفيعة ! فلولا نحن ما خلق الله تعالى سماءا ولا أرضا، ولاجنة ولانارا، ولا شمسا ولاقمرا، ولاجنيا ولا إنسيا. يا جابر، إنا أهل البيت لا يقاس بنا أحد، من قاس بنا أحدا من البشر فقد كفر. يا جابر، بنا الله أنقذكم، وبنا هداكم، ونحن والله دللناكم على ربكم، فقفوا عند أمرنا ونهينا ولا تردوا (10) على ما أوردناه عليكم، فانا بنعم الله أجل وأعظم من 1) في الاصل " لا يعلمون " وهو خطأ. 2) اقتباس من سورة النحل: 26. 3) في الاصل " متضرعين " وما أثبتناه كما في عيون المعجزات ودلائل الامامة. 4) أضفناها كما في عيون المعجزات ومدينة المعاجز. 5) أضفناها لاتمام العبارة. 6 و 7) أضفناها كما في بعض المصادر. 8) اقتباس من سورة البقرة: 248. 9) أضفناها كما في عيون المعجزات ومدينة المعاجز، وفى الزام الناصب والبحار: 6 " الينا، يا جابر " وفى البحار: 46 " ونزل به جبرئيل ". 10) في الاصل " ولا ترد " وما أثبتناه كما في المصادر المذكورة.
[ 125 ]
أن يرد علينا، وجميع ما يرد عليكم منا، فمافهتموه فاحمدوا (1) الله تعالى [ عليه ] (3) وما جهلتموه فأوكلوه إلينا، قولوا: أئمتنا أعلم بما قالوا. يا جابر، ما ظنكم يقوم أماتوا سنتنا، ونقضوا عهدنا، ونكثوا بيعتنا، ووالوا أعداءنا، وعادوا أولياءنا، وانتهكوا (3) حرمنا، وظلمونا حقنا، وغصبوا إرثنا وأعانوا الضالمين علينا، وأحيوا (4) سنتهم، وساروا بسيرة الفاسقين والكافرين في فساد الدين وإطفاء نور الله. قال جابر: الحمد لله الذي من علي بمعرفتكم، وعرفني فضلكم، وألهمني طاعتكم، ووفقني لموالاة أوليائكم ومعاداة أعدائكم. ثم استقبله أمير المدينة المقيم بها من قبل بنى امية و [ هو ] (5) يقول: أحضروا ابن رسول الله علي بن الحسين عليه السلام وتقربوا به إلى الله عزوجل. فسارعوا نحوه، وقالوا: يابن رسول الله أما ترى ما نزل بامة جدك محمد صلى الله عليه وآله ؟ ! فقال عليه السلام: عليكم بالتوبة والانابة. (6) 13 - ومنها: روى الزهري، قال: شهدت علي بن الحسين عليهما السلام يوم حمله عبد الملك ابن مروان من المدينة إلى الشام وأثقله حديدا، ووكل به حفاظا في عدة وجمع فاستأذنتهم في السلام عليه والتوديع له، فأذنوا لي. فدخلت عليه وهو في قبة، والاقياد في رجليه والغل في يديه، فبكيت. وقلت: وددت أني مكانك وأنت سالم. 1) في الاصل " فافهموه فاحمد " وما أثبتناه كما في المصادر المذكورة. 2) أضفناها كما في المصادر المذكورة. 3) في الاصل " انهتكوا " وهو خطأ. 4) استظهرناها. وفى الاصل " وأحسنوا ". 5) أضفناها كما في المصادر المذكورة. 6) رواه في عيون المعجزات: 78، عنه البحار: 46 / 174 ح 80، ومدينة المعاجز: 319 ح 97.
[ 126 ]
فقال عليه السلام: يا زهري أو تظن ما ترى علي وفي عنقي يكربني ؟ (1) أما لو شئت ماكان، فانه وإن بلغ بك ومن أمثالك ليذكرني (2) عذاب الله. ثم أخرج يديه من الغل ورجليه من القيد، ثم قال: يا زهري لاجزت (3) معهم - على ذا - منزلين عن المدينة. قال: فما لبثنا إلا أربع ليال حتى قدم الموكلون به يطلبونه من المدينة، فما وجدوه، فكنت ممن سألهم عنه، فقال لي بعضهم: إنا نراه متبوعا، إنه لنازل ونحن حوله من مدة [ لا ننام نرصده ] (4) [ إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلا حديده ] (5). قال الزهري: وقدمت بعد ذلك على عبد الملك بن مروان، فسألني عن علي بن 1) ورواه المجلسي في البحار: 26 / 8 ح 2 باسناده عن والده في كتاب " عتيق " قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن محمد الموصلي، قال: أخبرني أبى، عن خالد، عن جابر بن يزيد الجعفي. وقال: حدثنا أبو سليمان أحمد، قال: حدثنا محمد بن سعيد، عن أبى سعيد، عن سهل ابن زياد، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن جابر بن يزيد الجعفي، عنه الزام الناصب: 1 / 36. وفى بعض المصادر زيادة في آخرها. 1) في الاصل غير واضحة، وما أثبتناه من بعض المصادر. وفى كشف الغمة: 2 " مما يكربنى ". 2) في الاصل " فانه قال بلغ بك ومن أمثالك لذكرى " وما أثبتناه من المصادر المذكورة وفى كشف الغمة: " وأنه ان بلغ بك وبأمثالك غمر - والغمر الشدة - ليذكر ". 3) في الاصل " لاحرب " وما أثبتناه من المصادر المذكورة. 4) أضفناها كما في جميع المصادر المذكورة. 5) العبارة مابين المعقوفين في الاصل غير مفهومة، فصححناها على مافى جميع المصادر المذكورة.
[ 127 ]
الحسين عليهما السلام، فأخبرته. فقال لي: إنه قد جاءني يوم فقده الاعوان، فدخل علي، فقال: ما أنا وأنت ! ؟ فقلت: أقم عندي. فقال: لااحب (1) ثم خرج، فو الله لقد امتلا ثوبي منه خيفة. قال الزهري فقلت: يا أمير المؤمنين ليس علي بن الحسين عليهما السلام حيث تظن، إنه مشغول بنفسه. فقال: حبذا شغل مثله، فنعم ما شغل به (2). وكان (3) الزهري إذا ذكر علي بن الحسين يبكي، ويقول: زين العابدين عليه السلام ! !. (4) الباب السادس في معجزات وأعلام محمد بن على الباقر عليهما السلام 1 - قال أبو جعفر: روى الحسن بن معاذ الرضوي، عن لوط بن يحيى الازدي عن عمارة (5) بن زيد الواقدي قال: 1) في الاصل " لارحب " وما أثبتناه كما في سائر المصادر. 2) في الاصل " حبذا ونعم وما شغل به " وما أثبتناه كما في أكثر المصادر. 3) في حلية الاولياء، ومدينة المعاجز، واحقاق الحق: " قال: وكان ". 4) رواه في حلية الاولياء: 3 / 135، قال: حدثت عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عمرو البلوى، قال: ثنا يحيى بن زيد بن الحسن قال: حدثنى سالم بن فروخ مولى الجعفريين، عن ابن شهاب الزهري، عنه المناقب لابن شهر اشوب: 3 / 275 بالاسناد عن ابن شهاب الزهري، واحقاق الحق: 13 / 94 بنفس الاسناد المذكور. أورده في كشف الغمة: 2 / 76 نقلا من كتاب ابن طلحة، عنه اثبات الهداة: 5 / 242 ح 38. أخرجه في البحار: 46 / 123 ح 15، وعوالم العلوم: 18 / 173 ب 4 ح 1، ومدينة المعاجز: 308 ح 44 عن المناقب. وفى احقاق الحق: 19 / 475 عن التذكرة الحمدونية: 108. 5) في الاصل " عمار " وهو تصحيف.
[ 128 ]
حج هشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين، وكان قد حج في تلك السنة محمد بن علي الباقر عليهما السلام: وابنه جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام، فقال جعفر بن محمد عليهما السلام: الحمد لله الذي بعث محمدا بالحق نبيا وأكرمنا به، فنحن صفوة الله على خلقه، وخيرته من عباده، فالسعيد من اتبعنا، والشقي من عادانا وخالفنا، ومن الناس من يقول إنه يتولانا [ وهو يتولى ] (1) أولياءنا وأعداءنا، وممن بينهم (2) ومن جلسائهم وأصحابهم أعداؤنا [ فهو ] (3) لم يسمع [ كلام ] (4) ربنا ولم يعمل به. قال أبو عبد الله عليه السلام: فأخبر [ مسلمة بن عبد الملك ] (5) أخاه بما سمع فلم يعرض (6) لنا حتى انصرف إلى دمشق، وانصرفنا إلى المدينة فأنفذ بريدا إلى عامل المدينة باشخاص أبي (7) وإشخاصي معه، فأشخصنا. فلما وردنا مدينة دمشق حجبنا ثلاثا (8) ثم اذن لنا في اليوم الرابع، فدخلنا وإذا [ هو ] (9) قد قعد على سرير الملك. وجنده وخاصته وتوف على أرجلهم سماطين متسلحين، وقد نصب البرجاس (10) حذاءه وأشياخ قومه يرمون. فلما دخلنا وأبي أمامي يقدمني عليه وأنا خلفه على يد أبي [ فما زال يستدنينا ] (11) حتى (12) حاذيناه [ وجلسنا قليلا ] (13). 1) أضفناها كما في دلائل الامامة، وفى البحار " وهو يوالى " وفى الاصل " ولو ". 2) في دلائل الامامة والبحار " يليهم من ". 3 و 4) أضفناهما كما في دلائل الامامة والبحار. 5) " أضفناها كما في المصادر وفى بعضها مسلمة " تصحيف. 6) في كتاب الامان " يتعرض ". 7) في الاصل " عامل البريد واشخاص وأبى " وما أثبتناه كما في المصادر المذكورة. 8) في الدلائل والبحار " ثلاثة أيام ". 9) أضفناها كما في الدلائل والبحار. 10) البرجاس: غرض في الهواء يرمى به، قال الجوهرى: وأظنه مولدا. والبرجاس شبه الامارة تنصب من الحجارة. (لسان العرب: 6 / 26). 11 و 13) أضفناها كما في دلائل الامامة. 12) في الاصل " حين " تصحيف. (*)
[ 129 ]
فنادى أبي (1) [ وقال: ] (2) يا محمد، إرم مع أشياخ قومك الغرض وإنما أراد أن يهنك بأبي، وظن أنه يقصر ويخطئ ولا يصيب إذا رمى، فيشتفي منه بذلك. فقال له أبي: إني قد كبرت عن الرمي، فان رأيت أن تعفيني. فقال: وحق من أعزنا بدينه وبنبيه محمد صلى الله عليه وآله لاأعفينك. ثم أومأ إلى شيخ من بني امية أن اعطيه قوسك. فتناول منه (3) ذلك - أي قوس الشيخ - ثم تناول منه سهما، فوضعه في كبد القوس، ثم انتزع ورمى وسط الغرض فنصبه فيه، ثم رمى فيه الثانية فشق فواق سهمه إلى نصله. ثم تابع الرمي حتى شق تسعة أسهم بعضها في جوف بعض، وهشام يضطرب في مجلسه [ ] (4) فلم يتمالك أن قال: أجدت يا أبا جعفر وأنت أرجى العرب والعجم ! كلا، زعمت أنك قد كبرت عن الرمي، ثم أدركته ندامة على ما قال. وكان هشام لم يكن أحدا قبل أبي (5) ولابعده في خلافته، فهم به وأطرق إطراقة [ يتروى فيها ] (6) وأبي واقف بحذاه، مواجها له وأنا وراء أبي. فلما طال وقوفنا بين يديه غضب أبي وهم به (7) وكان أبي إذا غضب نظر إلى 1) في الاصل " فنادى بى " وما أثبتناه من المصادر المذكورة. 2) أضفناها كما في كتاب الامان، وفى الدلائل " فقال لابي يا أبا جعفر ". 3) في الاصل " عند " تصحيف. 4) بين المعقوفين في الاصل عبارة غير مفهومة، وليست في المصادر المذكورة. 5) في الاصل " قبلى أبى " وهو تصحيف. 6) أضفناها كما في كتاب الامان. والروية: هي التفكر والنظر في الامر. وفى الدلائل " يرتأى فيه رأيا " وفى البحار " يرتوى فيه رأيا ". 7) فهم به الاولى: أي أراد هشام أن ينال من الامام بسوء. والثانية: أراد الامام عليه السلام أن يرميه بدعاء ليرفع عنه شر هشام.
[ 130 ]
السماء نظر غضبان يبين الغضب في وجهه. فلما نظر هشام إلى ذلك من أبي قال له: إلي يا محمد. فصعد أبي إلى السرير وأنا أتبعه. فلما دنا من هشام قام إليه فاعتنقه وأقعده عن يمينه، ثم اعتنقني، وأقعدني عن يمين أبي، وأقبل على أبي بوجهه، فقال له: يا محمد، لا تزال العرب تسودها قريش مادام فيهم مثلك، لله درك ! من علمك هذا الرمي ؟ وفي كم تعلمته ؟. فقال له أبي: قد علمت أن أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيته أيام حداثتي (1). ثم تركته، فلما أراد أمير المؤمنين مني ذلك عدت فيه. فقال له: ما رأيت مثل هذا الرمي قط مذ عقلت ! وما ظننت أن في الارض أحدا يرمي مثل هذا الرمي ! أين رمي جعفر من رميك ؟ فقال: إنا نحن نتوارث الكمال والتمام والدين [ إذ ] (2) أنزل (3) الله على نبيه صلى الله عليه وآله في قوله (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) (4) والارض لا تخلو ممن يكمل هذه الامور التي يقصر عنها غيرنا. قال: فلما سمع ذلك من أبي نقلت عينه اليمنى فاحولت، واحمر وجهه، وكان ذلك علامة غضبه إذا غضب، ثم أطرق هنيئة، ثم رفع رأسه، فقال لابي: ألسنا بنو عبد مناف، نسبنا ونسبكم واحد ؟ ! فقال أبي: ونحن كذلك، ولكن الله جل ثناؤه اختصنا من مكنون سره وخالص علمه (5) بما لم يخص أحدا به غيرنا. فقال: أليس الله جل ثناؤه بعث محمدا صلى الله عليه وآله من شجرة عبد مناف إلى الناس 1) في الاصل " أيامى لحداثتي " وهو تصحيف. 2) أضفناها كما في بعض المصادر المذكورة. 3) في الاصل " والذين أنزلهم "، وما أثبتناه من بعض المصادر المذكورة. 4) سورة المائدة: 3. 5) في الاصل " عمله " وهو تصحيف.
[ 131 ]
كافة: أبيضها وأسودها وأحمرها ؟ ! من أين ورثتم ما ليس لغيركم ورسول الله مبعوث إلى الناس كافة ؟ ومن أين ورثتم هذا العلم وليس بعد محمد نبي ولا أنتم أنبياء ؟ فقال [ أبي ] (1) من قوله تعالى لنبيه: (لا تحرك به لسانك لتعجل) به (2). [ فالذي أبداه فهو للناس كافة و ] (3) الذي لم يحرك به لسانه أمر الله تعالى أن يخصنا به من دون غيرنا. فلذلك كان يناجي أخاه عليا من دون أصحابه، وأنزل الله تعالى بذلك قرآنا في قوله: (وتعيها اذن واعية). (4) فقال [ له ] (5) رسول الله صلى الله عليه وآله بين أصحابه (6): سألت الله [ أن ] (7) يجعلها اذنك يا علي. فلذلك قال علي عليه السلام بالكوفة: " علمني رسول الله صلى الله عليه وآله ألف باب من العلم يفتح كل (8) باب ألف باب " خصه به رسول الله صلى الله عليه وآله من مكنون سره وعلمه بما لم يخص به أحدا من قومه، حتى صار إلينا فتوارثناه (9) من دون أهلها. فقال هشام: إن عليا كان يدعي علم الغيب، والله تعالى لم يطلع على غيبه أحدا فمن أين ادعى ذلك ؟ فقال أبي: إن الله جل ذكره أنزل على نبيه صلى الله عليه وآله كتابا بين فيه (10) ماكان وما 1) أضفناها كما في دلائل الامامة. 2) سورة القيامة: 16. 3) ما أضفناه وأثبتناه كما في دلائل الامامة والبحار. وفى الاصل اضطراب في العبارة وتصحيف، وهو هكذا بعد الاية: " الذى لم يحرك به لسانه لغيرنا، فقال: أمر الله... ". 4) سورة الحاقة: 12. 5) أضفناها كما في دلائل الامامة. 6) في الاصل " لاصحابه " تصحيف، وما أثبتناه كما في دلائل الامامة. 7) أضفناها كما في المصادر المذكورة. 8) كذا في الاصل والبحار. وفى دلائل الامامة " ينفتح من كل " وفى كتاب الامان " ففتح كل ". 9) في الاصل " فتوارثنا " تصحيف. 10) في الاصل " أبين به " وما أثبتناه من المصادر المذكورة.
[ 132 ]
يكون إلى يوم القيامة، في قوله " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشر للمسلمين) (1). وفى قوله (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) (2). وفي قوله: (ما فرطنا في الكتاب من شئ) (3). وفي قوله: (ولارطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) (4). وأوحى الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وآله أن لا يبقي في غيبه وسره ومكنون علمه شيئا إلا يناجيه عليا، وأمره (5) أن يؤلف القرآن من بعده، ويتولى غسله وتكفينه وتحنيطه من دون قومه. وقال لاصحابه: حرام على أصحابي وأهلي أن ينظروا إلى عورتى (6) غير أخي علي، فانه مني وأنا منه [ له ] (7) مالي وعليه ما علي، وهو قاضي ديني، ومنجز وعدي 1) سورة النحل: 89. وفى الاصل خلط في ذيل الاية مع سورة آل عمران. والصحيح ما أثبتناه. 2) سورة يس: 12. 3 و 4) الانعام: 38، 59. 5) في الاصل " فأمن " تصحيف، وما أثبتناه كما في المصادر المذكورة. 6) اشارة الى قوله صلى الله عليه وآله في حديث وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام، الذى أخرجه في البحار عن كتاب الطرف بالاسناد عن موسى بن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا على تغسلني ولا يغسلنى غيرك فيعمى بصره. قال على عليه السلام: ولم يارسول الله ؟ قال: كذلك، قال: قال جبرئيل عليه السلام من ربى، أنه لا يرى عورتى غيرك الا عمى بصره - الى أن قال -: قلت: فمن يناولني الماء ؟ قال: الفضل بن العباس من غير أن ينظر لاى شئ منى، فانه لا يحل له ولا لغيره من الرجال والنساء النظر الى عورتى، وهى حرام عليهم. الحديث. الطرف: 42 عنه البحار: 22 / 492 ح 38. فعلى هذا يكون هذا العمى - للناظر - اختصاصا وحرمة للرسول صلى الله عليه وآله من الله تعالى ومعللا بما ذكر، حتى أن فضل بن عباس بعد معرفته بذلك شد عينيه لئلا يقع نظره عليه مطلقا. 7) أضفناها كما في المصادر المذكورة.
[ 133 ]
ثم قال لاصحابه: علي بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، ولم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله وتمامه إلا عند علي عليه السلام. ولذلك فيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله لاصحابه: " أقضاكم علي - أي هو قاضيكم - ". وقال عمر بن الخطاب: لولا علي لهلك عمر، يشهد له عمر ويجحد غيره. فأطرق هشام طويلا، ثم رفع رأسه، فقال: سل حاجتك. فقال: خلفت أهلي وعيالي مستوحشين بخروجي. فقال: قد آمن الله وحشتهم برجوعك إليهم، ولا تقم سوى (1) يومك، فاعتنقه أبي ودعا له وودعه، وفعلت أنا فعل أبي، وخرجنا من عنده وتوجهنا إلى المدينة. (2) 2 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد سفيان، عن أبيه وكيع، عن الاعمش قال: قال قيس بن الربيع: كنت ضيفا لمحمد بن علي عليهما السلام وليس في منزله غير لبنة (3) فلما حضر العشاء قام فصلى وصليت معه. ثم ضرب بيده إلى اللبنة فأخرج منها قنديلا مشعلا، ومائدة مستو عليها كل حار وبارد، فقال لي: كل، فهذا ما أهده الله (4) لاوليائه، فأكل وأكلت ثم رفعت المائدة إلى اللبنة فخالطني (5) الشك، حتى إذا خرج بحاجة قلسبت اللبنة، فإذا هي لبنة صغيرة. 1) كذا في الاصل، وفى المصادر المذكورة " أكثر من يومك ". 2) روى مثله في دلائل الامامة: 104، باسناده عن الحسن بن معاذ الرضوي مرفوعا الى الصادق عليه السلام، عنه كتاب الامام لابن طاووس: 52، والبحار: 72 / 181 ح 10 بنفس الاسناد مفصلا مع زيادة في آخره. 3) اللبنة: التى بينى بها وهو المضروب من الطين مربعا (لسان العرب: 13 / 357). 4) في الاصل " ما أعدا " تصحيف. 5) في الاصل " فإذا فخالطنى " تصحيف.
[ 134 ]
فدخل وعلم ما في قلبي، فأخرج من اللبنة أقداحا وكيزانا (1) وجرة فيها ماء فشرب وسقاني (2) ثم عاد (3) إلى موضعه وقال: مثلك معي كمثل اليهود (4) مع المسيح عليه السلام حين لم يثقوا (5) به. ثم أمر اللبنة أن تنطق فتكلمت (6). (7) 3 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا الحسن بن عرفة العبدي، عن عبد الرزاق، عن العلاء بن محرز (8) قال: شهدت محمد بن علي الباقر عليهما السلام وبيده عرجونة - يعني قضيبا دقيقا - يسأله عن أخبار بلد بلد فيجيبه، ويقول: زاد الماء في مصر كذا، ونقص بالموصل كذا، ووقعت الزلزلة في أرمينية، [ والتقى حادن وحورد في موضع - يعني جبلين - ] (9). ثم رأيته يكسرها (10) ويرمي بها فتجتمع فتصير قضيبا. (11) 1) الكوز: اناء معروف يجمع فيه الماء، واتسع فيه فيقال لما يوضع فيه المال، ويجمع على كيزان كعود وعيدان، وعلى أكواز كأعواد، وعلى كوزة كعودة (المجمع: 2 / 33). 2) في الاصل " مايشرب وسقانا " وفى مدينة المعاجز " ماء فسقانا وشرب هو " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة. 3) كذا في الاصل والدلائل. وفى مدينة المعاجز " أعاده ". 4) في الاصل " اليهودي " تصحيف. 5) في الاصل " حتى لم يثق به " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة، وفى مدينة المعاجز " حين لم تثق به ". 6) في الاصل " ينطق فكلمت " تصحيف. 7) رواه في دلائل الامامة: 95 باسناده عن أبى محمد سفيان، عن أبيه، عن الاعمش عن قيس بن الربيع، عنه مدينة المعاجز: 322 ح 3. 8) كذا في الاصل والدلائل، وفى مدينة المعاجز " العلاء بن محمد " ولم نعثر له على ترجمة في كتب الرجال. 9) أضفناها كما في الدلائل الامامة. وفى مدينة المعاجز " والتقى حارث وجويبر... ". 10) في الاصل " كسرها " تصحيف. 11) رواه في دلائل الامامة: 96. باسناده الى العلاء بن محرز، عنه مدينة المعاجز: 323 ح 5.
[ 135 ]
4 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أحمد بن منصور الرقادي (1) عن شاذان بن عمرو (2) عن مرة بن قبيصة بن عبد الحميد، قال: قال لي جابر بن يزيد الجعفي: رأيت مولاى الباقر عليه السلام وقد صنع فيلا من طين فركبه وطار في الهواء، حتى ذهب إلى مكة عليه ورجع، فلم اصدق ذلك منه حتى لقيت الباقر عليه السلام فقلت له: أحبرني جابر عنك بكذا وكذا. [ فصنع مثله ] (3) وركب وحملني معه إلى مكة وردني. (4) 5 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد، عن إبراهيم بن سعد، عن حكيم بن أسد (5) قال: لقد لقيت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام وبيده عصا يضرب [ بها ] (6) الصخر فينبع منه الماء، فقلت: يابن رسول الله ماهذا ؟ [ قال ] نبعة من عصا موسى (7) [ قلت من عصا موسى ؟ ! ] (8) قال: نعم من عصاه التي يتعجبون منها. (9). 6 - ومنها: قال أبو جعفر: عن جابر بن يزيد (10) - رحمه الله - قال: 1) كذا في الاصل. وفى الدلائل " الرماني " وفى مدينة المعاجز " الزيادي " ولم نعثر له على ترجمة في كتب الرجال. 2) كذا في الاصل. وفى الدلائل ومدينة المعاجز " عمر " ولم نعثر له على ترجمة في كتب الرجال. 3) اضفناها كما في دلائل الامامة. 4) رواه في دلائل الامامة: 96، عنه مدينة المعاجز: 323 ح 6. 5) كذا في الدلائل، وفى الاصل " حليم بن أسد " وفى مدينة المعاجز " حكم بن سعد ". وذكر النجاشي في رجاله وغيره: حكم بن سعد الاسدي الناشرى " عربي قليل الحديث وهو أخو مشمعل، يروى عن الصادق عليه السلام. 6) أضفناها لضرورتها في الكلام. 7) أضفناها كما في الدلائل ومدينة المعاجز. 8) أضفناها كما في مدينه المعاجز. 9) رواه في دلائل الامامة: 97، عنه مدينة المعاجز: 323 ح 7. 10) كذا في الاصل، وفى دلائل الامامة " قال أحمد بن جعفر: حدثنى عدة من أصحابنا عن جابر بن يزيد " عنه في مدينة المعاجز.
[ 136 ]
خرجت مع أبي جعفر عليه السلام وهو يريد الحيرة (1) فلما أشرفنا على كربلاء قال لي: يا جابر، هذه روضة من رياض الجنة لنا ولشيعتنا، وحفرة من حفر جهنم لاعدائنا ثم قضى (2) ما أراد، ثم التفت إلي، فقال: يا جابر فقلت: لبيك يا سيدي. فقال لي: تأكل شيئا ؟ فقلت: نعم يا سيدي. قال: فأدخل يده بين الحجارة، فأخرج لي تفاحة لم أشم قط رائحة مثلها ولاتشبه رائحة فاكهة الدنيا. فعلمت أنها من الجنة، فأكلتها فعصمتني عن (3) الطعام أربعين يوما لم آكل ولم احدث. (4) الباب السابع في معجزات واعلام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام 1 - قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله [ قال ] (5) لي عبد الله بن بشر: سمعت الاحوص يقول: كنت مع الصادق عليه السلام إذ سأله قوم عن كأس الملكوت، فرأيته وقد تحدد (6) نورا ثم علا حتى أنزل هذا الكأس، فأدارها على أصحابه، وهي كأس مثل البيت 1) في الاصل " الجابر " وما أثبتناه كما في الدلائل ومدينة المعاجز. 2) في مدينة المعاجز " ثم انه أفضى ". 3) في الاصل " من " تصحيف. 4) رواه في دلائل الامامة: 96، عنه مدينة المعاجز: 323 ح 10. 5) أضفناها كما في الدلائل ومدينة المعاجز. 6) كذا في الاصل، وفي دلائل الامامة " تحدر ".
[ 137 ]
الاعظم، أخف من الريش، من نور محضور (1). مملو شرابا. فقال لي (2): لو علمتم بنور الله لعاينتم هذا في الاخرة. (3) 2 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سفيان، عن وكيع، عن الاعمش، عن قيس بن خالد قال: رأيت الصادق عليه السلام وقد رفع (4) منارة النبي صلى الله عليه وآله بيده اليسرى، وحيطان القبر بيده اليمنى، ثم بلغ بهما أعنان السماء، ثم قال: أنا جعفر [ أنا النهر الازخر ] (5) صاحب الايات [ الاقمر ] (6) وأنا ابن شبر وشبير (7). (8) 3 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم بن سعد قال: رأيت الصادق عليه السلام وقد جئ إليه بسمك مملوح، فمسح يده على سمكة فمشت بين (9) يديه، ثم ضرب بيده إلى الارض فإذا دجلة والفرات تحت قدميه 1) في دلائل الامامة " محصور ". 2) في دلائل الامامة " ثم قال عليه السلام ". 3) رواه في دلائل الامامة: 112، عنه مدينة المعاجز: 356 ح 4. 4) في الاصل " وقع " تصحيف، وما أثبتناه كما في دلائل الامامه ومدينة المعاجز. 5) أضفناها كما في دلائل الامامة، وفى مدينة المعاجز والاغور " بدل " الازخر ". 6) أضفناها كما في الدلائل ومدينة المعاجز. 7) في دلائل الامامة " ابن شبير وشبر " وفى مدينة المعاجز " أنا شبير وشبر ". 8) رواه في دلائل الامامة: 113، عنه مدينة المعاجز: 357 ح 5. أخرجه مختصرا في اثبات الهداة: 5 / 453 ح 228 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن الاعمش، عن قيس بن خالد. 9) في الاصل " من " تصحيف، وما أثبتناه كما في المصادر المذكورة.
[ 138 ]
ثم أرانا (1) السفن في البحر، ثم أرانا (2) مطلع الشمس ومغربها في أسرع من اللمح. (3) 4 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد سفيان، عن وكيع، عن عبد الله بن قيس، عن أبي قناقب الصدوحي، قال: رأيت أبا عبد الله الصادق عليه السلام وقد سئل عن مسألة. فغضب حتى امتلا منه مسجد الرسول صلى الله عليه وآله، وبلغ افق السماء. فهاجت لغضبه ريح سوداء حتى كادت تقلع المدينة، فلما هدأ هدأت لهدوئه. فقال عليه السلام: " لو شئت لقلبتها (4) على من عليها، ولكن رحمة الله وسعت كل شئ ". (5) 5 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم بن سعد قال: قلت للصادق عليه السلام: أتقدر أن تمسك الشمس بيدك ؟ فقال: لو شئت لحجبتها عنك فقلت: إفعل [ قال ] (6): فرأيته وقد جرها كما يجر (7) الدابة بعنانها، فاسودت وانكسفت (8) وذلك بعين أهل المدينة كلهم حتى ردها. (9) 1 و 2) في الاصل " أروانا، وأورانا " تصحيف، وما أثبتناه من المصادر المذكورة. 3) رواه في دلائل الامامة: 113، عنه مدينة المعاجز: 357 ح 6. أخرج مثله في اثبات الهداة: 5 / 453 ح 228 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن ابراهيم بن سعد. 4) في الاصل " لقلبها " تصحيف. 5) روى مثله في دلائل الامامة: 113، عنه مدينة المعاجز: 357 ح 7. أخرج مثله مختصرا في اثبات الهداة: 5 / 453 ح 229 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن الصدوحى 6) أضفناها كما في مدينة المعاجز. 7) في اثبات الهداة " تجر ". (8) استظهرناها وفى الاصل " انكشفت ". 9) روى مثله في دلائل الامامة: 113، عنه مدينة المعاجز: 357 ح 8. أخرج مثله في اثبات الهداة: 5 / 453 ح 230 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن الصدوحى.
[ 139 ]
6 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد سفيان (1) عن وكيع، عن الاعمش، عن إبراهيم بن وهب قال: اوتي أبو عبد الله عليه السلام بشاة " حائل " عجفاء فمسح ضرعها فدرت اللبن واستوت. (2) 7 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سفيان، عن وكيع، عن الاعمش، عن قبيصة ابن وائل قال: كنت مع الصادق عليه السلام حتى غاب ثم رجع ومعه عذق (3) من رطب، وقال: كانت رجلي اليمنى (4) على كتف جبرئيل واليسرى (9) على كتف ميكائيل حتى لحقت (6) النبي صلى الله عليه وآله وعليا وفاطمة والحسن والحسين وعلي وأبي، فحيوني بهذا لي ولشيعتي (7). (8) 1) في الاصل " محمد بن سفيان " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة ومدينة المعاجز. وقد ذكر ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب هكذا: " سفيان بن وكيع بن الجراح أبو محمد الرواسى، كان صدوقا الا أنه ابتلى بوراقه فادخل عليه ما ليس في حديثه ". تقريب التهذيب: 1 / 312 برقم 323. 2) روى مثله في دلائل الامامة: 113، عنه مدينة المعاجز: 357 ح 9. أخرج مثله في اثبات الهداة: 5 / 454 ح 321 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن الاعمش، عن ابراهيم بن وهب. 3) في الاصل " عتق " تصحيف. والعذق: كل غصن له شعب، والعذق: العرجون بما فيه من الشماريخ ويجمع على عذاق. (لسان العرب: 10 / 238). 4 و 5) في الاصل " الايمن، والايسر " تصحيف. 6) في دلائل الامامة " صرت الى ". 7) في الاصل " فحبوني ليطعم أوليائي ". وما أثبتناه كما في دلائل الامامة. 8) رواه في دلائل الامامة: 113 باسناده الى قبيصة بن وائل. أخرجه مختصرا في اثبات الهداة: 5 / 454 ح 232 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام عن قبيصة.
[ 140 ]
8 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم بن سعد (1) قال: كنت عند الصادق عليه السلام وقد أظلتنا هاجرة (2) صعبة، فأظهر لنا ثلجا وعسلا ونهرا يجري في داره (3) من غير حفر، وذلك بالمدينة [ حيث ] (4) لا ثلج ولاعسل ولاماء جار. (5) 9 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أحمد بن منصور الرشادي (6) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن مهلب بن قيس قال: 1) كذا في الاصل ودلائل الامامة. وفى مدينة المعاجز واثبات الهداة " عمارة بن سعيد " وقد ذكر النجاشي في رجاله هكذا " عمارة بن زيد أبو زيد الخيوانى الهمداني لايعرف من أمره غير هذا، ذكر الحسين بن عبيد الله الغضائري: أنه سمع بعض أصحابنا يقول: سئل عبد الله بن محمد البلوى: من عمارة بن زيد هذا الذى حدثك ؟ قال: رجل نزل من السماء حدثنى ثم عرج !.... راجع رجال النجاشي: 302 برقم 827. حول ابراهيم بن سعد، فقد عده الشيخ في رجاله أنه من أصحاب الامام الصادق (ع) فراجع رجال الطوسى: 144 برقم 28. وللمامقاني تعليق حول هذين الراويين ثقة وحالة. فراجع تنقيح المقال: 1 / 17 برقم 101. 2) الهاجرة: نصف النهار عند اشتداد الحر، أو من عند الزوال الى العصر (مجمع البحرين: 1 / 516 هجر). 3) في الاصل " دارى " تصحيف. 4) أضفناها كما في المصادر المذكورة. 5) روى مثله في دلائل الامامة: 114، عنه مدينة المعاجز: 357 ح 11 مع اختلاف في السند. أخرجه في اثبات الهداة: 5 / 454 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناد عن عمارة بن سعيد. 6) في الاصل " الرمادي " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة ومدينة المعاجز، ولم نعثر له على ترجمة في كتب الرجال.
[ 141 ]
قلت للصادق عليه السلام: بأي شئ يعرف العبد إمامه ؟ قال: أن يفعل (1) كذا. ووضع يده على حائط، فإذا الحائط ذهبا. ثم وضع (2) يده على اسطوانة فورقت من ساعتها، فقال: هنا معرفة الامام (3). (4) 10 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم بن سعد (5) قال: حدثنا الليث بن إبراهيم، قال: صحبت أبا عبد الله عليه السلام حتى أتى الغري - في ليلة - (من [ المدينة، وأتى ] الكوفة) (6). 1) في الاصل " فعل فعل " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة. وفى مدينة المعاجز واثبات الهداة: " ان فعل ". والمراد أن يفعل مثل هذا نوعيا، أي يعمل بالارادة ماكان الله يفعله " إذا قضى أمرا أن يقول له كن فيكون " سنة الله تعالى في معجزات أنبيائه عليهم السلام. فان موسى عليه السلام عند ما القى عصاه فصارت ثعبانا تلقف ما صنعه سحرة فرعون مما سحروا به أعين الناس واسترهبوهم، ثم أخذها عليه السلام فعادت سيرتها الاولى - بأمر الله تعالى - فألقى السحرة سجدا، وقالوا آمنا برب هارون وموسى. وكذلك حال " الامام من الله " إذا أراد شيئا باذنه من ساعته ومن غير سبب فكان. وهو من آياته تعالى، وبذلك يعرف الامام. 2) أضفناها كما في المصادر المذكورة. 3) في دلائل الامامة " ثم قال: بهذا بعرف الامام ". 4) رواه في دلائل الامامة: 114 باسناده الى مهلب بن قيس، عنه مدينة المعاجز: 357 ح 12. أخرجه مختصرا في اثبات الهداة: 5 / 454 ح 234 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن مهلب بن قيس. 5) في الاصل " سعيد " انظر هامش رقم (1) ص 140. 6) أضفناها من دلائل الامامة.
[ 142 ]
ثم رأيته يمشي على الماء ورجع إلى المدينة ولم ينقص من الليل شئ. (1) 11 - ومنها: روى محمد بن راشد (2) عن أبيه قال: جاء رجل إلى أبي عبد الله عليه السلام فقال: يابن رسول الله، [ إن ] (3) حكيم بن عباس الكلبي ينشد الناس بالكوفة هجاءكم. فقال: هل علمت منه بشئ ؟ قال: بلى. فأنشده: صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة * ولم نر مهديا على الجذع يصلب وقستم بعثمان عليا سفاهة * وعثمان خبر من علي وأطيب فرفع أبو عبد الله عليه السلام يده إلى السماء، فقال: اللهم [ إن كان كاذبا ] (4) فسلط عليه كلبا من كلابك. قال: فخرج حكيم من الكوفة فأدلج (5) فلقيه الاسد فأكله. فجاء البشير (6) أبا عبد الله عليه السلام وهو في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله [ فأخبره ] (7). 1) رواه في دلائل الامامة: 114، عنه مدينة المعاجز: 357 ح 13. أخرجه مختصرا في اثبات الهداة: 5 / 454 ح 235 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن الليث بن ابراهيم. 2) في دلائل الامامة هكذا: حدثنا الماضي أبو الفرج المعافى، قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبى، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن وهب، قال: حدثنا عمر بن محمد الازدي، عن تمامة بن أشرس، عن محمد بن راشد، عن أبيه. 3 و 4) أضفناها كما في بقية المصادر. 5) الدلجة: سير السحر. وأدلجوا: ساروا من آخر الليل. (لسان العرب: 2 / 272 دلج). 6) في الاصل " فجاؤا بالبشير " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة ومدينة المعاجز. 7) أضفناها كما في دلائل الامامة.
[ 143 ]
فخر لله ساجدا، وقال: الحمد لله الذي صدقنا وعده. (1) 12 - ومنها: قال أبو جعفر: روى الحسين [ بن سعيد ] (2) قال: أخبرنا أحمد بن محمد (3) عن محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن صندل، عن سورة بن كليب، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ياسورة، كيف حججت العام ؟ قال: قلت: إستقرضت حجتي، والله أني لاعلم أن الله سيقضيها عني، وما كان أعظم حجتي إلا شوقا إليك - بعد المغفرة - وإلى حديثك. قال: أما حجتك فقد قضاها الله من عندي، ثم رفع مصلى تحته، فأخرج دنانير وعد (4) عشرين دينارا، وقال: هذه حجتك. وعد عشرين دينارا، وقال: هذه معونة لك، تكفيك حتى تموت. [ قلت ]: (5) جعلت فداك [ أخبرني ] (6) إن أجلي قد دنا ؟ قال: ياسورة أما ترضى أن تكون معنا ومع إخوانك فلان وفلان ؟ ! 1) في الاصل " صدق " وما أثبتناه كما في بعض المصادر، وفى بعضها " أنجزنا وعدنا ". رواه في دلائل الامامة: 115، عنه البحار: 65 / 72 ح 3. ومدينة المعاجز: 391 ح 11 بنفس السند المذكور. أورده مرسلا في كشف الغمة: 2 / 202 نقلا عن كتاب صفوة الصفوة لابي الفرج ابن الجوزى، عنه اثبات الهداة: 5 / 437 ح 195. وأورده مرسلا في مناقب ابن شهر اشوب: 3 / 360 باختلاف يسير في اللفط مع زيادة أبيات شعر في آخره، عنه مدينة المعاجز باسقاط الشعر منه. أخرجه في البحار: 46 / 192 ح 58، والعوالم: 18 / 260 ح 10 عن كشف الغمة ومناقب ابن شهر اشوب. 2) أضفناها كما في الاختصاص. 3) كذا في دلائل الامامة والاختصاص ومدينة المعاجز. وفى الاصل هكذا " قال أبو جعفر: حدثنا محمد بن سفيان، عن محمد بن أحمد... ". 4) في الاصل " وهى " وما أثبتناه كما في المصادر المذكورة. 5) أضفناها كما في المصادر المذكورة. 6) أضفناها كما في دلائل الامامة ومدينة المعاجز " وفى البحار والمناقب " أخبرتني ".
[ 144 ]
قلت: نعم. قال صندل: فما لبث إلا بقية الشهر (1) حتى مات. (2) 13 - ومنها: عن ابن مسكان (3) عن سليمان بن خالد، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام جالسا إذ دخل آذنه فقال: قوم من أهل البصرة يستأذنون عليك. قال: كم عددهم ؟ قال: لاأدري. قال. إذهب، فعدهم وأخبرني. قال: فلما مضى الغلام، قال أبو عبد الله عليه السلام عدة القوم إثنا عشر رجلا، وإنما أتوا يسألوني عن حرب طلحة والزبير، ودخل آذنه، فقال: القوم إثنا عشر رجلا فادن لهم. فدخلوا إليه، فقالوا له: نسألك ؟ قال: إسألوا. قالوا (4): ما تقول في حرب علي وطلحة والزبير وعائشة ؟ قال: [ و ] (5) ما تريدون بذلك ؟ قالوا: نريد أن نعلم ذلك. قال: إذا تكفرون يا أهل (6) البصرة ؟ فقالوا: لانكفر. قال: كان علي مؤمنا مذ بعث الله نبيه صلى الله عليه وآله إلى أن قبضه الله إليه، لم يؤمر عليه النبي صلى الله عليه وآله أحدا قط، ولم يكن في سرية إلا كان أميرها. وإن طلحة والزبير أتياه (7) لما قتل عثمان، فبايعاه طائعين غير كارهين [ وهما أول ] 1) في البحار والمناقب " الا سبعة أشهر " وفى الاختصاص " تسعة أشهر ". 2) روى مثله في دلائل الامامة: 118، عنه مدينة المعاجز: 392 ح 14. ورواه في الاختصاص: 79 باسناده عن محمد بن الحسن بنفس السند المذكور. أخرجه في البحار: 47 / 126 عن المناقب لابن شهر اشوب: 3 / 350 مرسلا عن صندل، عن سورة بن كليب. 3) وفى دلائل الامامة ومدينة المعاجز هكذا السند: روى الحسين، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن على، عن على بن محمد، عن المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد. 4) في الاصل " قال ". 5) أضفناها كما في سائر المصادر. 6) في الاصل " بأهل ". 7) وفى الاصل " أتاه ".
[ 145 ]
من غدر به - ونكثا عليه، ونقضا عهده، وهما به الهموم كما هم به من كان مثلهما، وخرجا بعائشة معهما يستعطفا بها (6) الناس وكان من أمرهما وأمرها ما قد بلغكم. قالوا: فان طلحة والزبير صنعا ما صنعا فما حال عائشة ؟ قال: عائشة عظيم جرمها وعظيم إثمها، ما اهرقت محجمة من دم إلا وإثم ذلك في (2) عنقها وعنق صاحبيها (3). ولقد عهد النبي صلى الله عليه وآله إليه، وقال: لابد من أن تقاتل الناكثين - وهم أهل البصرة - والقاسطين - وهم أهل الشام - والمارقين - وهم أهل النهروان - فقاتلهم علي عليه السلام جميعا. قال (4) القوم: إن كان هذا [ قاله ] (5) النبي صلى الله عليه وآله لقد دخل القوم جميعا في أمر عظيم ! !. قال أبو عبد الله عليه السلام: إنكم ستكفرون (6). قالوا: إنك (7) جئتنا بأمر عظيم لانحتمله. قال: وما طويت عنكم أكثر، أما إنكم سترجعون إلى أصحابكم وتخبرونهم (8) بما أخبرتكم، فتكفرون أعظم من كفرهم. قال: فلما خرجوا قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا سليمان بن خالد ! والله ما يتبع قائمنا من أهل البصرة إلا رجل واحد، لاخير فيهم، كلهم قدرية وزنادقة، وهي الكفر بالله. (9) 1) " يستعطفانها " دلائل الامامة. 2) في الاصل " من " تصحيف. 3) أثبتناها كما في المصادر المذكورة، وفى الاصل " صاحبها ". 4) في الاصل " قالوا " وما أثبتناه كما في ساير المصادر. 5) أضفناها كما في المصادر المذكورة. 6) في الاصل " ستنكرون " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة. 7) في الاصل مكررة مرتين. 8) في الاصل " وتخبرون " وما أثبتناه كما في المصادر المذكورة. (9) رواه في دلائل الامامة: 120، عنه مدينة المعاجز: 393 ح 20 بنفس السند الا أن فيه " عبد المؤمن " بدل " المؤمن ".
[ 146 ]
15 - ومنها: قال أبو جعفر: أخبرني أبو الحسين. محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثني محمد ابن علي، عن إدريس، عن (1) عبد الرحمن، عن داود بن كثير الرقي، قال: أتيت المدينة فدخلت على أبي عبد الله الصادق عليه السلام، فلما استويت في المجلس بكيت، فقال أبو عبد الله: ما يبكيك يا داود ؟ ! فقلت: يابن رسول الله، إن قوما يقولون لنا: لم (2) يخصكم الله بشئ سوى ما خص به غيركم، ولم يفضلكم بشئ سوى ما فضل به غيركم. فقال عليه السلام: كذب الملاعين ! قال: ثم قام فركض (2) الدار برجله ثم قال: كوني بقدرة الله. فإذا [ هي ] (4) سفينة من ياقوتة حمراء وسطها درة بيضاء، وعلى أعلى السفينة راية خضراء عليها مكتوب: " لاإله إلا الله محمد رسول الله على ولي الله، يقتل القائم الاعداء، ويبعث المؤمنون ينصره الله بالملائكة ". وإذا في وسط السفينة أربع كراسي من أنواع الجواهر، فجلس أبو عبد الله عليه السلام على واحد وأجلس موسى على واحد، وأجلس اسماعيل على واحد وأجلسني على واحد. ثم قال: سيري على بركة الله عزوجل. فسارت في بحر عجاج أشد بيضا من اللبن وأحلى من العسل. فسرنا بين جبال الدر والياقوت، حتى انتهينا إلى جزيرة، وسطها قباب من أخرج نحوه في البحار: 47 / 127 ح 175 عن مناقب ابن شهر اشوب: 3 / 350 باسناده عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد. 1) في مدينة المعاجز " بن عبد الرحمن " ولم نعثر له على ترجمة في كتب الرجال. 2) في الاصل " لن " وما أثبتناه من ساير المصادر. 3) ركض الارض والثوب: ضربهما برجله. (لسان العرب: 7 / 159). 4) أضفناها كما في مدينة المعاجز.
[ 147 ]
الدر الابيض، محفوفة بالملائكة،، ينادون: مرحبا مرحبا يابن رسول الله. فقال عليه السلام: هذه قباب الائمة من آل محمد من ولد محمد صلى الله عليه وآله كلما افتقد (1) واحد منهم أتى (2) هذه القاب، حتى يأتي (3) الوقت الذي ذكره الله تعالى في كتابه " ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا " (4). قال: ثم ضرب يده إلى أسفل البحر، فاستخرج منه درا وياقوتا. فقال: يا داود ! إن كنت تريد الدنيا فخذها. فقلت: لا حاجة لي في الدنيا [ يابن رسول الله ] (5). فألقاه في البحر، ثم استخرج من رمل البحر، فإذا مسك وعنبر، فشمه وأشممناه ثم رمى به في البحر، ثم نهض، فقال: قوموا حتى نسلم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وعلى أبي محمد الحسن بن علي، وعلى أبي عبد الله الحسين بن علي وعلى أبي محمد علي بن الحسين وعلي أبي جعفر محمد بن علي عليهم السلام. فخرجنا حتى انتهينا إلى قبة وسط القباب، فرفع جعفر عليه السلام الستر، فإذا أمير المؤمنين عليه السلام [ جالس ] (6) فسلمنا عليه. ثم أتبنا قبة الحسن بن علي عليهما السلام فسلمنا عليه، وخرجنا. ثم أتينا قبة الحسين بن علي عليهما السلام فسلمنا عليه، وخرجنا. ثم أتينا قبة علي بن الحسين عليهما السلام فسلمنا عليه، وخرجنا. ثم أتينا قبة محمد بن علي عليهما السلام فسلمنا عليه، وخرجنا. ثم قال عليه السلام: انظروا على يمين الجزيرة، فإذا قباب لاستور عليها، فقلت: 1) في الاصل " افتقدوا " وما أثبتناه من دلائل الامامة. 2) في الاصل " لاقى " وما أثبتناه من الدلائل ومدينة المعاجز. 3) في الاصل " ما أتى " وما أثبتناه كما في المصادر المذكورة. 4) سورة الاسراء: 6. 5 و 6) أضفناهما كما في المصادر المذكورة.
[ 148 ]
يابن رسول الله، ما بال هذه القباب لاستور عليها ؟ ! قال: هذه لي، ولمن يكون من بعدي من الائمة عليهم السلام، ثم قال: انظروا إلى وسط الجزيرة. فنظرنا فإذا فيها أرفع ما يكون من القباب، ووسطها سرير. فقال: هذه للقائم من آل محمد من ولد محمد صلى الله عليه وآله ثم قال: ارجعوا فرجعنا. ثم قال: كوني بقدرة الله تعالى. فإذا نحن في مجلسنا كما كنا. (1) 16 - ومنها: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن علي بن محمد ابن همام، قال: حدثني أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم، [ قال: حدثني أبي ] (2) عن الحسن بن علي الحراني، عن محمد بن حمران، عن داود بن ابن كثير الرقي، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: حدثني عن القوم. قال: الحديث أحب إليك أم المعاينة ؟ فقلت: جعلني الله فداك، المعاينة. فقال لابي الحسن موسى عليه السلام: إنطلق فائتني بالقضيب. فأتى به، فضرب به الارض ضربة فانشقت عن بحر أسود. فضربها فانفتحت عن باب، فإذا بهم وجوههم مسودة وأعينهم مزرقة، كل واحد منهم مشدود إلى جنب صخرة موكل بكل واحد منهم ملك، وهم ينادون والملائكة يضربون وجوههم، ويقولون: كذبتم ليس لكم محمد. فقلت: جعلت فداك من هؤلاء ؟ فقال: أبو جهل (3) وزفر ونعثل واللعين. ثم قال: انطبق عليهم إلى الوقت (4). (5) 1) روى مثله في دلائل الامامة: 141، عنه مدينة المعاجز: 373 ح 42. 2) أضفناها كما في دلائل الامامة. 3) في دلائل الامامة " ابن الجمل ". 4) أي الى الوقت المعلوم، وهو يوم الحساب. 5) روى مثله في دلائل الامامة: 142 باسناده الى داود بن كثير الرقى.
[ 149 ]
17 - ومنها: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام قال: حدثنا أبو محمد عبد الله جعفر بن محمد الحميري (1) عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن هذيل، عن محمد بن سنان، قال: (2) وجه المنصور إلى سبعين رجلا من أهل كابل، فدعاهم وقال لهم: ويحكم إنكم تزعمون أنكم ورثتم السحر عن آبائكم أيام موسى عليه السلام وأنكم تفرقون (3) بين المرء وزوجه، وأن أبا عبد الله جعفر بن محمد ساحر مثلكم، فاعملوا شيئا من السحر فانكم إن أبهتموه اعطكم الجائزة العظيمة والمال الجزيل. فقاموا إلى المجلس الذي فيه المنصور، وصوروا له سبعين صورة من صور السباع، (لا يأكلون ولا يشربون وإنما كانت صور) (4) وجلس كل واحد منهم تحت صورته، وجلس المنصور على سريره ووضع إكليله على رأسه. ثم قال لحاجبه: إبعث إلى أبي عبد الله. فقام فدخل إليه، فلما أن نظر إليه وإليهم وماقد استعدوا له، رفع يده إلى السماء ثم تكلم بكلام بعضه جهر وبعضه خفي ثم قال: ويلكم أنا الذي ابطل سحركم، ثم نادى برفيع صوته: ياقسورة خذهم. فوثب كل سبع منها على صاحبه وافترسه في مكانه. 1) كذا في الاصل. وفى دلائل الامامة " أبو عبد الله جعفر محمد الحميرى ". وقد ذكره في معجم رجال الحديث تحت عنوان " عبد الله بن جعفر بن الحسن الحميرى ". وأورده عن رجال النجاشي هكذا: قال النجاشي: عبد الله بن جعفر بن الحسن بن مالك ابن جامع الحميرى أبو العباس القمى. فراجع معجم رجال الحديث: 10 / 145 برقم 6757 وبقية كتب الرجال. 2) في الاصل " قال: قال " تصحيف. 3) في الاصل " كلمة غير مفهومة " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة ومدينة المعاجز. 4) هكذا وردت، والظاهر (لا تأكل ولا تشرب...).
[ 150 ]
ووقع المنصور من سريره وهو يقول: يا أبا عبد الله أقلني، فوالله لاعدت إلى مثلها أبدا، فقال له: قد أقلتك. قال: يا سيدي، فرد السباع إلى ما كانت. فقال: هيهات ! إن عادت عصا موسى عليه السلام فستعود السباع. (1) 18 - ومنها: روى محمد بن الحسين [ بن أبي الخطاب ] (2) عن موسى بن سعدان، [ عن عبد الله بن القاسم ] (3) عن حفص الابيض التمار، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام أيام صلب المعلى بن خنيس رحمه الله - [ قال: ] (4) فقال لي: يا حفص، إني أمرت المعلى بأمر فخالفني وابتلي بالحديد. إني نظرت إليه يوما فرأيته كئيبا حزينا، فقلت له: مالي أراك كئيبا حزينا ؟ فقال لي: ذكرت أهلي وولدي. فقلت له: ادن مني. فدنا، فمسحت وجهه بيدي، ثم قلت له: أين أنت ؟ فقال: يا سيدي، أنا في منزلي، هذه والله زوجني وولدي ! فتركته حتى أخذ وطره منهم، واستترت (5) منه حتى نال حاجته من أهله، حتى كان منه إلى أهله 1) روى مثله في دلائل الامامة: 144، عنه مدينة المعاجز: 362 ح 23. ورواه أيضا في الدلائل بطريق آخر خلاصة للخبر على سيافه هكذا قال: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن على بن الحسين بن موسى بن بابويه قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد النيسابوري الحذاء، قال: حدثنى أبو الحسن على بن عمرو بن محمد الرازي الكاتب، قال: حدثنا محمد بن الحسن السراج، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقى، عن محمد بن هذيل، عن محمد بن سنان عن الربيع، قال: وجه المنصور - وجاء بالخبر على السياق - عنه مدينة المعاجز. وروى ذيل الحديث في الاختصاص: 240 باسقاط السند وصدر الحديث من جميع النسخ. 2) من بصائر الدرجات. 3 و 4) أضفناهما كما في أكثر المصادر. 5) في الاصل " واستقرب " وما أثبتناه كما في أكثر المصادر.
[ 151 ]
ما يكون من الزوج إلى امرأته (1). ثم قلت له: ادن مني. فدنا، فمسحت وجهه، فقلت له: أين أنت ؟ فقال: أنا معك في المدينة، وهذا بيتك ! فقلت له: يا معلى، إن لنا حديثا من حفظه علينا، حفظه الله وحفظ عليه دينه ودنياه. يا معلى، لا تكونوا اسراء في أيدي الناس بحديثنا، إن شاءوا أمنوا عليكم وإن شاءوا قتلوكم. يا معلى، إن [ من ] (2) كتم الصعب من حديثنا جعل (3) الله نورا بين عينيه، وأعزه في الناس من غير عشيرة، ومن أذاعه لم يمت حتى [ يذوق ] (4) عضة الحديد (5) وألح عليه الفقر والفاقة في الدنيا حتى يخرج منها ولا ينال منها شيئا، وعليه في الاخرة غضب وله عذاب أليم. ثم قلت له: يا معلى، وأنت مقتول، فاستعد. (6) 1) استظهرناها، وفى الاصل " المرأة ". 2) أضفناها كما في جميع المصادر. 3) في بعض المصادر " جعله ". 4) أضفناها كما في دلائل الامامة ومدينة المعاجز، وفى بقية المصادر " يعضه ". 5) في بعض المصادر " يعضه السلاح أو يموت كبلا " وفى بعضها " أو يموت بحبل ". 6) رواه في بصائر الدرجات للصفار: 403، عنه البحار: 2 / 71 ح 34، والعوالم: 3 / 307 ح 18. ورواه في دلائل الامامة: 136، عنه مدينة المعاجز: 359 ح 16. ورواه في الاختصاص: 315، عنه البحار: 25 / 380 ح 34. وروى نحوه في مختصر بصائر الدرجات: 98 بالاسناد عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن خالد البرقى، عن الربيع الوراق، عن بعض أصحابه، عن حفص الابيض بزيادة في آخره، عنه مدينة المعاجز: 359 ح 16. وروى مثله في رجال الكشى: 378 ح 709 بالاسناد عن ابراهيم بن محمد بن العباس الختلى، قال: حدثنى أحمد بن ادريس القمى المعلم، قال: حدثنى محمد بن أحمد بن
[ 152 ]
19 - ومنها: روى الحسن بن علي بن فضال (1) عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبيد [ الله ] (2) بن الحسن، عن الحسن بن هارون، قال: كنت بالمدينة فكنت آتي موضعا أسمع فيه غناء جبران لنا، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي - ابتداءا منه -: " إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا " (3). يسأل السمع عما سمع، والبصر عما أبصر، والفؤاد عما عقد عليه. (4) 20 - ومنها: أخبرنا أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام الكاتب، عن جعفر بن محمد بن مالك [ الكوفي ] (5) عن [ أحمد يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن حفص الابيض التمار. عنه البحار: 2 / 72 ح 34 وج 47 / 88 ح 91، والعوالم: 3 / 307 ح 18. أخرجه في البحار: 47 / 87، عن الاختصاص: 315، وبصائر الدرجات: 403. وأخرج نحوه مختصرا في البحار: 47 / 91 ح 98 عن نفس الكتابين بالاسناد عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن حماد بن عثمان، عن المعلى ابن خنيس. وفى اثبات الهداة: 5 / 385 ح 95 عن اعلام الورى للطبرسي نقلا من كتاب نوادر الحكمة لمحمد بن أحمد بن يحيى بالاسناد عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب مرفوعا الى حفص بن الابيض التمار. 1) في دلائل الامامة هكذا السند: " حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد ابن جعفر الزيات، عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب، عن الحسن بن على بن فضال... " في الاصل " الحسن بن على فضال " وهو تصحيف. 2) أضفناها كما في دلائل الامامة. 3) اقتباس من سورة الاسراء: 36. 4) رواه في دلائل الامامة: 138. 5) أضفناها كما في بصائر الدرجات والبحار واثبات الهداة.
[ 153 ]
ابن مدبر ] (1) محمد بن عمار، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، فركض الارض برجله فإذا بحر وفيه سفن من فضة. قال: فركب وركبت معه، حتى انتهى إلى موضع فيه خيم من فضة، فدخلها، ثم خرج. فقال لي: رأيت الخيمة التي دخلتها أولا ؟ قلت: نعم. قال: تلك خيمة رسول الله صلى الله عليه وآله والاخرى خيمة أمير المؤمنين عليه السلام. والثالثة خيمة فاطمة عليها السلام والرابعة خيمة خديجة، والخامسة خيمة الحسن عليه السلام. والسادسة خيمة الحسين عليه السلام والسابعة خيمة جدي عليه السلام. والثامنة خيمة أبي عليه السلام وهي التي بكيت فيها، والتاسعة خيمتي. وليس أحد منا يموت إلا وله خيمة يسكن فيها. (2) 21 - ومنها: روى المفضل بن عمر (3) قال: وجه [ أبو جعفر ] (4) المنصور إلى الحسن بن زيد - وهو واليه على الحرمين - أن أحرق على جعفر بن محمد داره. [ فألقى النار في دار أبي عبد الله عليه السلام ] (5) فأخذت النار في الباب وفي الدهليز 1) من دلائل الامامة. وفى مدينة المعاجز " أحمد بن مدين " وفى سند البصائر أحمد بن محمد " عن جعفر. وقد استقصينا في أسناد البصائر " أحمد بن محمد، عن جعفر بن محمد بن مالك " ص 24 ح 17. 2) في بصائر الدرجات: 405 ح 5 " حدثنا أحمد بن محمد، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفى، عن محمد بن عمار، عن أبى بصير... " (مثله). عنه البحار: 6 / 245 ح 75، وج 47 / 91 ح 97، وج 57 / 328 ح 8، واثبات الهداة: 5 / 391 ح 108. دلائل الامامة: 135 (مثله). أخرجه في مدينة المعاجز: 396 ح 35 عن الهداية للخصيبي بالاسناد عن أبى الحسين محمد بن هارون مرفوعا الى أبى بصير. 3) في الكافي هكذا السند: " بعض أصحابنا، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن سليمان بن سماعة، عن عبد الله بن القاسم، عن المفضل بن عمر ". 4) أضفناها كما في بعض المصادر. 5) أضفناها كما في جميع المصادر.
[ 154 ]
فخرج أبو عبد الله عليه السلام يتخطى النار ويمشي [ عليها ] (1) و [ هو ] (2) يقول: أنا ابن أعراق الثرى (3) وأنا ابن إبراهيم خليل الله عليه السلام. (4) روي أن النمرود - لعنه الله - لما ألقى إبراهيم عليه السلام [ في ] النار ورأى الناس أن النار لا تضره، قال: وما هذا إلا أعراق الثرى، وما عرقه إلا عرق الثرى " (5). الباب الثامن في معجزات وأعلام موسى بن جعفر عليهما السلام 1 - حدثنا علي بن إبراهيم المصري، عن صراد بن الارمور، يرفعه إلى المفضل بن عمر، قال: كنت بين يدي مولاي موسى بن جعفر عليهما السلام وكان [ الوقت ] (6) شتاءا شديد البرد، وعلى مولاي عليه السلام جبة حرير صيني سوداء، وعلى رأسه عمامة خز صفراء وبين يديه رجل يقال له مهران بن صدقة، كان كاتبه وعليه طاق قميص، وهو يرتعد 1 و 2) أضفناهما كما في بعض المصادر. 3) قال المجلسي (ره): رأيت في بعض الكتب أن أعراق الثرى كاية عن اسماعيل (ع) ولعله انما كنى عنه بذلك لان أولاده انتشروا في البراري. 4) في الكافي: 1 / 473 ح 2 بالاسناد المتقدم، عنه اثبات الهداة: 5 / 335 ح 6، وحلية الابرار: 2 / 167، ومدينة المعاجز: 372 ح 39 مثله، وحسن ثاقب المناقب: 102 مرسلا نحوه. 5) ذكر هذه الرواية لتوضيح عبارة " أعراق الثرى ". وفى ثاقب المناقب: 101: وعرق الثرى: لقب ابراهيم عليه السلام. وفى الوافى: 3 / 790 (العرق): الاصل، وأصول الارض الانبياء عليهم السلام)، ويقال: فحل معرق: أي عريق النسب، أصيل. 6) أضفناها لضرورتها.
[ 155 ]
بين يديه من شدة البرد. فقال له المولى عليه السلام: ما استوفيت واجبك ؟ فقال: بلى. فقال: أفلا أعددت لمثل (1) هذا اليوم ما يدفع عن نفسك البرد ؟ ! فقال: يا مولاي ما علمت أن يأتي الزمهرير عاجلا. فقال عليه السلام: أما إنك يامهران لشاك في مولاك موسى ؟ ! فقال: إنما أنا شاك فيك لانه ما ظهر في الائمة أسود مثلك (2) أو غيرك. فقال عليه السلام: ويلك، لا تخاف من سطوات رب العالمين ونقمته ؟ ! ويلك سازيل (3) الشك عن قلبك إن شاء الله. فاستدعى البواب فقال: لا تدعه يدخل إلي بعد هذا اليوم إلا أن آذن له بذلك. فخرج من بين يديه وهو يقول: " واسوءة (4) منقلباه ! ". وخرج إلى الجبانة فإذا السحب قد انقطعت، والغيوم قد انقشعت وكان يتردد متفكرا، فإذا هو بقصر قد حفت به (5) النخيل والاشجار والرياحين، وإذا بابه مفتوح، فدنا من الباب ودخل القصر. فإذا به ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين، وإذا مولاي عليه السلام على سرير من ذهب ونور وجهه يبهر نور الشمس، وحواليه خدم ووصائف فلما رآه تحير. فقال له: يامهران مولاك أسود أم أبيض ؟ ! فخر مهران ساجدا. فقال عليه السلام: لولا ما سبق لك عندنا من الخدمة، لانزلنا بك النقمة. قال (6): فألهمني (7) الله أن أقرأ: 1) استظهرناها، وفى الاصل " بمثل ". 2) في الاصل " منك " وما أثبتناه هو المناسب للحال ولذيل الحديث: " مولاك أسود أم أبيض ؟ ". 3) استظهرناها، وفى الاصل " فأزيل ". 4) في الاصل " واسوا " تصحيف. 5) في الاصل " حف به " وما أثبتناه هو الاظهر وفى الاصل زيادة " فيه ". 6) في الاصل كلمة غير مفهومة. 7) استظهرناها، وفى الاصل " فافهمني "
[ 156 ]
ذلك " فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " (1). ثم غاب عني القصر ومن فيه، وعدت إلى موضعي وأنا مذعور (2) وإذا أنا بمولاي، هو على بغلة، فقال لها: قولي له. فقالت لي البغلة بلسان فصيح: ماكان (3) مولاك ؟ أسود أم أبيض ؟ فخررت (4) ساجدا. فقال: إرفع رأسك فقد عفوت عنك (5) فان قولك (6) من قلة معرفتك. ثم قال لي: انظر الساعة. فرأيته كالقمر المنير ليلة تمامه. ثم قال: أنا ذلك الاسود، وأنا ذلك الابيض، ثم هوى من البغلة (7) وقال: " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول " (8). 2 - ومنها: قال أبو جعفر: أخبرني أبو المفضل محمد بن عبد الله، عن علي ابن محمد بن علي بن الزبير البلخي (9) ببلخ. قال: حدثنا حسام بن حاتم بن الاصم (10) قال: حدثني [ أبي ] (11) قال: قال لي شقيق - يعني [ إبن ] (12) إبراهيم البخلي -: 1) اقتباس من سورة الجمعة: 4. 2) في الاصل " مدعون " والاظهر ما أثبتناه. 3) في الاصل " ما كانت " تصحيف. 4 و 5) في الاصل " فخرت " و " لك " تصحيف. 6) استظهرناها وفى الاصل " ملك ". 7) ما أضفناه وأثبتناه تصحيحا للعبارة، وفى الاصل وهو البغلة ". 8) اقتباس من سورة الجن: 26 - 27. 9) في بعض المصادر ومحمد بن على بن الزبير البلخى " ولم نعثر له على ترجمة في كتب التراجم. 10) في بعض المصادر " خشنام " وفى بعضها " هشام " ولم نعثر له على ترجمة في كتب التراجم ولم نقف على هذا الاسم والموجود في كتب التراجم " حاتم الاصم: هو أبو عبد الرحمن حاتم بن عنوان بن يوسف البلخى الواعظ. روى عن شقيق البلخى وصحبه. روى عنه عبد الله بن سهل الرازي وأحمد بن خضرويه البلخى... وآخرون... توفى في سنة سبع وثلاثين ومائتين ". راجع سير أعلام النبلاء: 11 / 484 والمصادر المذكورة في حاشيته. 11 و 12) أضفناها كما في بعض المصادر.
[ 157 ]
خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام سنة 149، فنزلنا القادسية (1). قال شقيق: فنظرت إلى الناس في القباب والعماريات (2) والخيم والمضارب وكل إنسان منهم قد تزين (3) على قدره، فقلت: اللهم إنهم قد خرجوا إليك فلا تردهم خائبين، فبينما أن قائم وزمام راحلتي بيدي وأنا أطلب موضعا أنزل فيه منفردا عن الناس إذ نظرت إلى فتى فتي (4) السن، حسن الوجه، شديد السمرة عليه سيماء العبادة وشواهدها، وبين عينيه سجادة، كأنها كوكب دري، وعليه من فوق ثوبه شملة من الصوف، وفي رجله نعل عربي، وهو منفرد في عزلة من الناس. فقلت (5) في نفسي: هذا الفتى من هؤلاء الصوفية المتوكلة، يريد أن يكون كلا (1) على الناس في هذا الطريق، والله لامضين إليه [ ولاوبخنه ] (7). قال: فدنوت منه، فلما رآني مقبلا نحوه (8) قال لي: يا شقيق، " اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا " (9) ثم تركني ومضى، فقلت في نفسي: قد تكلم هذا الفتى على سري ونطق بما في نفسي وسماني باسمي وما فعل هذا إلا هو ولي الله، ألحقه وأساله أن يجعلني في حل 1) قرية قرب الكوفة من جهة البر بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا، وبينها وبين العذيب أربعة أميال، عندها كانت الوقعة العظمى بين المسلمين والفرس - (مراصد الاطلاع: 3 / 1054). 2) جمع عمارية. وهى كالساباط. 3 و 4) في بعض المصادر " تزيا " و " حدث ". 5 و 6) في الاصل " فقلنا " و " اكلا " تصحيف. 7) أضفناها كما في جميع المصادر. 8) في الاصل " إليه نحوه ". 9) اقتباس من سورة الحجرات: 12.
[ 158 ]
فأسرعت وراءه فلم ألحقه وغاب عن عيني فلم أره، وارتحلنا حتى نزلنا " واقصة " (1) فنزلت ناحية من الحاج، ونظرت فإذا صاحبي فائم يصلي على كثيب رمل، وهو راكع وساجد وأعضاؤه تضطرب، ودموعه تجري من خشية الله عزوجل. فقلت: هذا صاحبي لامضين إليه، ثم لاسألنه أن يجعلني في حل. فأقبلت نحوه فلما نظر إلي مقبلا قال لي: يا شقيق، " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " (2). ثم غاب عن عيني فلم أره، فقلت: هذا رجل من الابدال وقد تكلم على سري مرتين ولو لم يكن عند الله فاضلا ما تكلم على سري، ورحل الحاج وأنا معهم حتى نزلنا " زبالة " (3) فإذا أنا بالفتى قائم على البئر وبيده ركوة يستسقي بها ماءا فانقطعت الركوة ووقعت في البئر. فقلت: " صاحبي والله " ! فرأيته قد رمق السماء بطرفه وهو يقول: " أنت ربي إذا ظمئت من الماء، وقوتي إذا أردت الطعام، إلهي وسيدي مالي سواها [ فلا تعدمنيها ]. (4) قال شقيق: فو الله لقد رأيت البئر وقد قاض ماؤها حتى جرى على وجه لارض فمد يده فتناول الركوة وملاها ماء، ثم توضأ (5) وصلى ركعات (6). قال شقيق: ثم مد يده إلى كثيب رمل [ فجعل ] (7) يقبض بيده من الرمل ويطرحه واقصة: بكسر القاف والصاد المهملة. موضعان، منزل بطريق مكة بعد القرعاء نحو مكة وقبل العقبة، وواقصة أيضا بأرض اليمامة، وقيل ماء لبنى كعب. (معجم البلدان: 5 / 354). 2) اقتباس من سورة طه: 82. 3) زبالة: بضم أوله: منزل معروف بطريق مكة من الكوفة، وهى قرية عامرة بها أسواق بين واقصة والثعلبية. (معجم البلدان: 3 / 129). 4) أضفناها كما في المصادر. 5) في الاصل " توضأ وأسبغ الوضوء ". 6) في بعض المصادر " أربع ركعات ". 7) أضفناها كما في أكثر المصادر، وفى الاصل " فقبض ".
[ 159 ]
في الركوة ثم يحركها ويشرب، فقلت في نفسي: أتراه قد تحول (1) الرمل سويقا فدنوت منه، فقلت له: أطعمني - رحمك الله - من فضل ما أنعم الله عليك. فنظر وقال لي: يا شقيق، لم تزل نعمة الله علينا أهل البيت سابغة وأياديه لدينا جميلة، فأحسن ظنك بربك، فانه لا يضيع من أحسن به ظنا. فأخذت الركوة من يده (2) وشربت فإذا سويق وسكر، فو الله ما شربت شيئا قط الذ منه ولا أطيب رائحة، فشبعت ورويت وأقمت أياما لاأشتهي طعاما ولا شرابا، فدفعت إليه الركوة. ثم غاب عن عيني فلم أره حتى دخلت مكة، وتضيت حجي، فإذا أنا بالفتى في هدأة (3) من الليل، وقد زهرت النجوم وهو إلى جانب بيت قبة الشراب (4) راكعا ساجدا لا يريد مع الله سواه، تجعلت أرعاه وأنظر إليه وهو يصلي بخشوع وأنبن وبكاء، ويرتل القرآن ترتيلا، وكلما مرت آية فيها وعد ووعيد رددها على نفسه ودموعه تجري على خديه، حتى إذا دنا الفجر جلس في مصلاه يسبح رب ويقدسه ثم قام فصلى الغداة وطاف بالبيت سبعا (5) وصلى في المقام ركعتين. ثم قام وخرج من باب المسجد، فخرجت فرأيت له حاشية وموال، وإذا عليه لباس خلاف الذي شاهدت، وإذا الناس من حوله يسألونه عن مسائلهم ويسلمون عليه. فقلت لبعض الناس، أحسبه من مواليه: من هذا الفتى ؟ فقال: هذا أبو إبراهيم - عالم آل محمد صلى الله عليه وآله - قلت: من أبو إبراهيم ؟ قال: موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. 1) كذا في بعض المصادر، وفى بعضها " حول " وفى الاصل " يحول ". 2) في بعض المصادر " ثم ناولنى الركوة ". 3) في الاصل " هند من " وما أثبتناه كما في بعض المصادر، وفى بعضها " نصف الليل ". 4) في بعض المصادر " السراب ". 5) في الاصل " اسبوعا ".
[ 160 ]
فقلت: فوالله ما توجد هذه الشواهد إلا في هذه الذرية. (1) 3 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي (2) قال: حدثني أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن أبي عقيلة، عن أحمد التبان قال: كنت نائما على فراشي، فما حسست إلا ورجل قد رفسني برجله، فقال لي: ليس هذا منام شيعة آل محمد ! فقمت فزعا، فلما رآني فزعا ضمني إلى صدره، فالتفت. فإذا أنا بأبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، فقال: يا أحمد، توضأ للصلاة. فتوضأت. وأخذني بيدي وأخرجني من باب داري، فكان (3) باب الدار مغلقا، ما أدري من أين أخرجني ! فإذا أنا بناقة معقلة له 1) ذكرنا معظم تخريجات الحديث عند تحقيقنا لكتاب العوالم: 21 / 169 فراجع. وأضاف في بعض المصادر ما لفظه: " ولقد نظم بعض المتقدمين واقعة شقيق معه في أبيات طويلة اقتصرت على ذكر بعضها " فقال: سل شقيق البلخى عنه وماعا * بن منه وما الذي كان أبصر قال لما حججت عاينت شخصا * شاحب اللون ناحل الجسم أسمر ساترا وحده وليس له زاد * فما زلت دائما أتفكر وتوهمت أنه يسأل الناس * ولم أدر أنه الحج الاكبر ثم عاينته ونحن نزول * دون قيد على الكثيب الاحمر يضع الرمل في الاناء ويشربه * فناديته وعقلي محير اسقنى شربة فناولني منه * فعاينته سويقا وسكر فسألت الحجيج من يك هذا ؟ * قيل: هذا الامام موسى بن جعفر 2) في الاصل والمصادر " الحرفى " تصحيف، ترجم له في أعلام القرن الرابع: 113. 3) في الاصل " فان " وما أثبتناه كما في مدينة المعاجز.
[ 161 ]
فحل عقالها، وأردفني خلفه، وسار بي غير بعيد، فأنزلني ونزل (1) موضعا، فصلى [ بي ] (7) أربعا وعشرين ركعة، ثم قال: يا أحمد، أتدري في أي موضع أنت ؟ قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم. فقال: هذا قبر جدي الحسين بن علي عليهما السلام ثم ركب وأردفني خلفه وسار غير بعيد، حتى أتى الكوفة [ وإن الكلاب والحرس لقيام، مامن كلب ولا حارس يبصر شيئا ] (3) فأدخلني المسجد وإني لاعرفه (4) وانكره، فصلى بي سبع عشرة ركعة ثم قال: يا أحمد، أتدري أين أنت ؟ قلت: لا. قال: هذا مسجد الكوفة وهذه الطشت (5). ثم ركب وأردفني وسار غير بعيد، وأنزلني فصلى بي أربعا وعشرين ركعة. ثم قال: يا أحمد، أتدري أين أنت ؟ قلت: لا. قال: هذا قبر جدي علي بن أبي طالب عليه السلام ثم ركب وأردفني فسار غير بعيد، فأنزلني فقال لي: يا أحمد [ أتدري ] (6) أين أنت ؟ قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم. قال: هذا قبر الخليل إبراهيم عليه السلام. ثم ركب وأردفني وسار غير بعيد، فأنزلني وأدخلني مكة ولاني لاأعرف (7) البيت ومكة وبئر زمزم وبيت الشراب. قال لي: يا أحمد أتدري أين أنت ؟ قلت: لا يا سيدي. قال: هذه مكة، وهذا البيت وهذه زمزم، وهذا بيت الشراب. ثم ركبني وسار غير بعيد، فأدخلني مسجد النبي صلى الله عليه وآله وقبره، وصلى بي أربعا وعشرين ركعة، فقال لي: 1) استظهرناها، وفى الاصل مشوشة. 2 و 3) أضفناهما كما في ساير المصادر. 4) في الاصل " لاأعرفه ". 5) بيت الطشت: وهو كالسرداب المبنى في الصحن متصل بدكة القضاء. 6) أضفناها كما في دلائل الامامة. 7) في بعض المصادر " وانى لاعرف ".
[ 162 ]
يا أحمد، أتدري أين أنت ؟ قلت: لا يا سيدي. قال: هذا مسجد جدي وقبر رسول الله صلى الله عليه وآله. ثم سار بي غير بعيد، فأتى بي الشعب [ شعب أبي حبير ] (1) فقال: يا أحمد، تريد [ أن ] (2) أريك [ من ] (3) دلالات الامام ؟ قلت: نعم. فقال: ياليل أدبر، فأدبر الليل عنا، ثم قال: " يانهار أقبل " فأقبل إلينا النهار بالنور العظيم [ وبالشمس حتى رجعت ] (4) هي بيضاء نقية. فصلينا الزوال. ثم قال: " يانهار أدبر، باليل (5) أقبل " فأقبل علينا الليل حتى صلينا المغرب [ قال: يا أحمد، أرأيت ؟ ] (6) قلت: حسبي هذا يابن رسول الله ! فركب وأردفني، فسار غير بعيد، حتى أتى بي جبلا محيطا بالدنيا، ما الدنيا عنده إلا مثل سكرجة (7). فقال: يا أحمد، أتدري أين أنت ؟ قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم. قال: هذا جبل محيط بالدنيا، فإذا أنا بقوم عليهم ثياب بيض، فقال: يا أحمد، هؤلاء قوم موسى، فسلم عليهم فسلمت عليهم، فردوا علينا السلام قلت: يابن رسول الله نعست. قال: تريد أن تنام على فراشك ؟ قلت: نعم. فركض برجله ركضة، ثم قال لي: نم. (8) [ فإذا ] (9) أنا في منزلي نائم، فتوضأت وصليت الغداة في منزلي. (10) 1) أضفناها كما في ساير المصادر. 2 و 3) أضفناهما كما في المصادر. 4) أثبتناها كما في ساير المصادر، وفى الاصل بياض. 5) في الاصل " بالليل " تصحيف. 6) أضفناها كما في بعض المصادر. 7) سكرجة: هي بضم السين والكاف والراء والتشديد: اناء صغير يؤكل فيه الشئ القليل من الادم وهى فارسية. (لسان العرب: 2 / 299). 8) في الاصل " قم " تصحيف. 9) وفى الاصل " وأنا ". 10) روى في دلائل الامامة: 173 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 440 ح 44، والعوالم: 21 / 121. أخرج في اثبات الهداة: 5 / 570 ح 132 (مثله) باختصار.
[ 163 ]
4 - ومنها: حدثني سفيان (1) عن وكيع، عن إبراهيم بن الاسود، قال: رأيت موسى بن جعفر عليهما السلام قد صعد [ الى ] (2) السماء ونزل ومعه حربة من نور فقال: أتخوفوني بهذا - يعني الرشيد - لو شئت لطعنته بهذه الحربة. فأبلغ ذلك الرشيد [ فأغمي عليه ثلاثا ] (3) فأطلقه. (4) 5 - ومنها: قال أبو جعفر: روى سفيان، عن وكيع، عن الاعمش، قال: رأيت الكاظم عليه السلام عند الرشيد وقد خضع له، فقال له عيسى بن أبان (5): يا أمير المؤمنين ! لم تخضع له ؟ قال: رأيت من ورائه (6) أفعى تضرب بنابها (7) وتقول: أجبه بالطاعة وإلا بلعتك. ففزعت منها، فأجبته. (8) 6 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد البلوي، عن غالب بن مرة ومحمد بن غالب قالا: كنا في حبس الرشيد، فادخل موسى بن جعفر عليهما السلام فأنبع الله [ له ] (9) عينا وأنبت له 1) في الاصل " أبو سفيان " تصحيف، ترجم له في سير أعلام النبلاء: سفيان بن وكيع ابن الجراح الحافظ بن الحافظ محدث الكوفة أبو محمد الرؤاسى الكوفى. يروى عن أبيه وآخرين، ويروى عنه محمد بن جرير وآخرون. راجع سير أعلام النبلاء: 12 / 152 برقم 54 والمصادر المذكورة في حاشيته. 2 و 3) أضفناهما كما في المصادر. 4) روى في دلائل الامامة: 158. (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 428 ح 11، واثبات الهداة: 5 / 568 ح 124. 5) في اثبات الهداة " زياد ". 6) في الاصل " وراء " وفى بعض المصادر " ورائي " وما أثبتناه من المصادر الاخرى. 7) في بعض المصادر " بأنيابها ". 8) روى في دلائل الامامة: 157 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 427 ح 4، واثبات الهداة: 5 / 566 ح 118، والعوالم: 21 / 277. 9) أضفناها كما في المصادر.
[ 164 ]
شجرة، فكان (1) يأكل ويشرب ونهنيه. وكان إذا دخل بعض أصحاب الرشيد غابت حتى لا ترى. (2) 7 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سفيان، عن وكيع، قال: قال الاعمش: وأنت موسى عليه السلام وقد أتى شجرة مقطوعة موضوعة، فمسها بيده فأورقت، ثم اجتنى منها ثمرا وأطعمني. (3) 8 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا هشام بن منصور: عن رشيق مولى الرشيد قال: وجه بي الرشيد في قتل موسى بن جعفر فأتيته لاقتله، فهز عصا كانت بيده فإذا هي أفعى. وأخذ هارون الحمى ووقعت الافعى في عنقه، حتى وجه إلي باطلاقه فأطلقت عنه. (4) 9 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا علقمة بن شريك بن أسلم، عن موسى بن هامان قال: رأيت موسى بن جعفر عليهما السلام في حبس الرشيد، تنزل عليه مائدة من السماء، فيطعم أهل السجن كلهم. 1) في الاصل " فكنا " تصحيف. 2) روى في دلائل الامامة: 157 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 427 ح 7، واثبات الهداة: 5 / 567 ح 119، والعوالم: 21 / 442 ح 1. 3) روى في دلائل الامامة: 158 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 427 ح 6، واثبات الهداة: 5 / 567 ح 6. 4) روى في دلائل الامامة: 158 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 427 ح 9، والعوالم: 21 / 147. أخرجه في اثبات الهداة: 5 / 567 ح 121 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها (ع) (مثله).
[ 165 ]
ثم يصعد بها من غير أن ينقص منها شئ. (1) 10 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد (2) عبد الله بن محمد البلوي قال: حدثنا عمارة بن زيد، قال: قال إبراهيم بن سعد: ادخل إلى موسى بن جعفر عليهما السلام سباع لتأكله، فجعلت تلوذ به وتبصبص له وتدعوا له بالامامة، وتعوذ به من شر الرشيد. فابلغ (3) ذلك الرشيد، فأطلق عنه، وقال: أخاف أن تقع الفتن (4). (5) 11 - ومنها: حدث علي بن محمد القرطبي قال: زرعت بطيخا وقثاء، فلما استوى رعاه الجراد. فبينا أنا جالس طلع الامام موسى بن جعفر عليهما السلام، فسلم، وقال: أيش حالك ؟ فقلت: أصبحت كالصريم. ثم قال: كم غرمت فيه ؟ قلت: مائة وعشرون دينارا، فقال: يا عرفة، زن مائة وخمسين دينارا، ثلاثون دينارا ربحه، فقال: يابن رسول الله ماكنت (6) أطلب ريحه زيادة [ عن ] (7) ثلاثين دينارا [ لا ] (8) غيره. 1) روى في دلائل الامامة: 158 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 427 ح 8، والعوالم: 21 / 442. 2) في الاصل " محمد بن الله " والصحيح هو ما أثبتناه، وترجم له في معجم رجال الحديث: 10 / 317 برقم 7101 فراجع. أخرجه في اثبات الهداة 5 / 567 ح 122 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها (ع) (مثله). 3) في سائر المصادر " فلما بلغ ". 4) في سائر المصادر هكذا " يفتننى ويفتن الناس ومن معى ". 5) رواه في دلائل الامامة: 158، عنه مدينة المعاجز: 428 ح 10، والعوالم: 21 / 296 ح 1. أخرجه في اثبات الهداة: 5 / 567 ح 123 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن ابراهيم بن سعيد. 6) في الاصل " كان ". 7 و 8) أضفناهما لتصحيح العبارة.
[ 166 ]
الباب التاسع في معجزات وأعلام على بن موسى عليهما السلام 1 - ومنها: قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: حدثنا عبد الله بن محمد عن عمارة بن زيد، قال: رأيت علي بن موسى الرضا عليهما السلام وقد اجتمع إليه وإلى المأمون ولد العباس ليزيلوه (1) عن ولاية العهد، ورأيته يكلم المأمون، ويقول: [ يا أخي ] (2) مالي إلى هذا من حاجة، ولست متخذ الظالمين (3) عضدا. وإذا على كتفه الايمن أسد، وعلى يساره أفعى ويحملان على من حوله. فقال المأمون: أتلوموني (4) على محبة هذا. ثم [ رأيته وقد ] (5) أخرج من حائط رطبا فأطعمهم. (6) 2 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا سفيان، عن وكيع، قال: رأيت علي بن موسى عليهما السلام في آخر أيامه، فقلت: يابن رسول الله، اريد [ أن ] (7) احدث عنك معجزة فأرنيها (8). فرأيته أخرج لنا ماء من صخرة وسقانا وشرب. (9) 3 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد البلوي، قال: قال: عمارة ابن زيد: رأيت علي بن موسى عليهما السلام وكلمته في رجل أن يصله بشئ، فأعطاني * (هامش)) * 1) أثبتناها كما في ساير المصادر، وفى الاصل " ليروا ". 2) أضفناها كما في ساير المصادر. 3) في مدينة المعاجز " المضلين ". 4) أثبتناها كما في بعض المصادر، وفى الاصل " أتلومني ". 5) أضفناها كما في ساير المصادر. 6) روى في دلائل الامامة: 186 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 475 ح 10. 7) أضفناها كما في بعض المصادر. 8) في الاصل " فأرنيه " تصحيف. 9) روى في دلائل الامامة: 186 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 475 ح 11.
[ 167 ]
مخلاة تبن، فاستحييت أن اراجعه. فلما وصلت باب الرجل، فتحها (1) فإذا كلها دنانير ! فاستغنى الرجل وعقبه، فلما كان من غد أتيته، فقلت: يابن رسول الله، إن هذا التبن تحول (2) ذهبا (3) ! فقال: لهذا دفعناه إليه (4). (5) 4 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا علي بن قنطر (6) الموصلي، عن سعد بن سلام، قال: أتيت علي بن موسى الرضا عليهما السلام وقد جاش (7) الناس فيه، وقالوا: لا يصلح للامامة، فان أباه لم يوص إليه. فقعد منا عشرة رجال فكلموه. فسمعت الجدار الذي كنا فيه يقول: هو إمام كل شئ (8). وأنه دخل المسجد الذي في المدينة - يعني مدينة أبي جعفر [ المنصور ] -. فرأيت الحيطان والخشب تكلمه وتسلم عليه. (9) 5 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد، عن عمارة بن زيد، قال: رأيت الرضا عليه السلام على منبر العراق في مدينة المنصور والمنبر يكلمه. فقلت له: وهل كان أحد معك يسمع ؟ 1) في المصادر " فتحتها ". 2) في الاصل كلمة غير مفهومة، وما أثبتناه كما في المصادر. 3) في بعض المصادر " دنانيرا ". 4) في المصادر " اليك ". 5) روى في دلائل الامامة: 186 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 475 ح 12. 6) في دلائل الامامة " قنطرة " ولم نعثر له على ترجمة في كتب الرجال. 7) جاش صدره يجيش إذا غلى غيظا ودردا. (لسان العرب: 6 / 277 جيش). 8) في المصادر " فسمعت الجماد الذى من تحته، يقول: هو امامى وامام كل شئ ". 9) رواه في دلائل الامامة " 186، عنه مدينة المعاجز: 475 ح 13.
[ 168 ]
فقال عمارة: وساكن السماوات، لقد كان معي من دوني من حشمه يسمعون ذلك !. (1) 6 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا معلى بن فرج، عن معبد بن جنيد الشامي (2) قال: دخلت على علي بن موسى الرضا عليهما السلام فقلت له: قد كثر الخوض فيك وفي عجائبك فلو شئت لتأتيني بشئ احدثه عنك. فقال: وما تشاء ؟ فقلت: تحيي لي أبي وامي. فقال لي: انصرف إلى منزلك فقد أحييتهما. فانصرفت وهما والله في البيت أحياء، فأقاما عندي عشرة أيام ثم قبضهما الله تبارك وتعالى. (3) 7 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد، قال: حدثنا إبراهيم ابن سهل (4) قال: لقيت علي بن موسى عليهما السلام وهو على حماره، فقلت له: من أركبك هذا، وتزعم أكثر شيعتك أن أباك لم يوصك ولم يقعدك هذا المقعد وادعيت لنفسك ما لم يكن لك فيه شئ ؟ ! 1) رواه في دلائل الامامة: 186، عنه مدينة المعاجز: 475 ح 14. 2) في فرج المهموم " معبد بن عبد الله " وفى البحار " مفيد بن جنيد " ولم نعثر على ترجمة لهما في كتب الرجال. 3) روى في دلائل الامامة: 186 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 475 ح 15. ورواه في فرج المهموم: 331 باسناده الى أبى جعفر الطبري. أخرجه في البحار: 49 / 60 ح 78 (مثله) عن كتاب النجوم باسناده الى محمد بن جرير الطبري. واثبات الهداة: 6 / 149 ح 179 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باسناده عن معبد الشامي. 4) في دلائل الامامة " سهيل " ولم نعثر له على ترجمة في كتب الرحال.
[ 169 ]
فقال: وما دلالة الامام عندك ؟ قلت: أن يتكلم بما وراء البيت (1) وأن يحيي ويميت. فقال: أنا أفعل. أما الذي معك فخمسة دنانير، وأما أهلك فانها ماتت منذ سنة، وقد أحييتها (2) الساعة (وأتركها) (3) معك سنة اخرى، ثم أقبضها إلي ليعلم أني إمام بلا خلاف. فوقع علي الرعدة، فقال: أخرج روعك فانك آمن. ثم انطلقت إلى منزلي، فإذا بأهلي جالسة، فقلت لها: ما الذي جاء بك ؟ فقالت: كنت نائمة إذ أتاني آت ضخم شديد السمرة فوصفت لي صفه الرضا عليه السلام فقال لي: يا هذه قومي وارجعي إلى زوجك، فانك ترزقين بعد الموت ولدا. فرزقت، والله. (4) 8 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد، عن عمارة بن زيد، قال: صحبت علي بن موسى عليهما السلام إلى مكة ومعي غلام لي، فاعتل في الطريق فاشتهى العنب - ونحن في مفازة (5) - فوجه إلي الرضا عليه السلام فقال: إن غلامك يشتهي العنب [ فانظر أمامك ] (6) فنظرت وإذا أنا بكرم (7) لم أر أحسن منه، وأشجار رمان، فقطعت عنبا ورهانا 1) في الاصل كلمة غير واضحة. وما أثبتناه كما في جميع المصادر. 2) في الاصل " أحيا " تصحيف. 3) أثبتناها كما في ساير المصادر، وفى الاصل " لتركتها ". 4) روى في دلائل الامامة: 187 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 475 ح 16. أخرجه في اثبات الهداة: 6 / 149 ح 180 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها (ع) باختصار. 5) المفازة: الفلاة لاماء فيها. 6) أضفناها كما في مدينة المعاجز. 7) في الاصل " فانظروا وإذا أتاه كرم " وما أثبتناه كما في ساير المصادر.
[ 170 ]
وأتيت به الغلام، فتزودنا [ منه ] (1) إلى مكة ورجعا (2) منه إلى بغداد. (3) 9 - ومنها: قال أبو جعفر: أخبرني أبو الحسين، عن أبيه، عن أبي علي محمد ابن همام، قال: حدثنا محمد بن محمد بن مسعود الربعي السمرقندي، عن عبيد الله ابن الحسن، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: وجه إلي أبو الحسن علي بن موسى عليهما السلام - ونحن بخراسان - ذات يوم بعد صلاة العصر. فلما دخلت عليه قال لي: يا حسن، توفي علي بن أبي حمزة البطائني في هذا اليوم وادخل قبره في هذه الساعة، فأتياه ملكا القبر، فقالا له: من ربك ؟ فقال: الله ربي. قالا: فمن نبيك ؟ قال: محمد صلى الله عليه وآله قالا: فما دينك ؟ قال: الاسلام. قالا: فما كتابك ؟ قال: القرآن كتابي، قالا: فمن وليك ؟ قال: علي. قالا: ثم من ؟ قال: الحسن. قالا: ثم من ؟ قال: الحسين. قالا: ثم من ؟ قال: علي بن الحسين. قالا: ثم من ؟ قال: محمد بن علي. قالا: ثم من ؟ قال: جعفر بن محمد. قالا: ثم من ؟ قال: موسى بن جعفر. قالا: ثم من ؟ فتلجلج، فأعادا عليه فسكت، قالا له: أفموسى (4) بن جعفر أمرك بهذا ؟ ثم ضرباه بأرزبة (5) وألقيا (6) على قبره نارا فهو يلتهب إلى يوم القيامة. 1) أضفناها كما في ساير المصادر. 2) في المصادر " رجعت ". 3) روى في دلائل الامامة: 187 (مثله) بزيادة في آخره، عنه مدينة المعاجز: 475 ح 17. أخرجه في اثبات الهداة: 6 / 150 ح 181 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باختصار. 4) في الاصل " فموسى ". 5) المرزبة والارزبة: عصية من حديد. (لسان العرب: 1 / 416 رزپ). 6) أستظهرناها، وفى الاصل " فألقياه ".
[ 171 ]
قال الحسن: فلما خرجت كتبت اليوم [ ومنزلته في الشهر ] (1) فما مضت الايام حتى وردت (2) علينا كتب الكوفيين بأن علي بن أبي حمزة قد توفي في ذلك اليوم، وادخل قبره الساعة التي قال أبو الحسن عليه السلام. (3) 10 - ومنها: قال أبو جعفر: وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى [ عن أبيه ] (4) عن أبي علي محمد بن همام، قال: حدثنا أحمد (5) عن أبيه، عن الحسن ابن علي، عن محمد بن صدقة، قال: دخلت على الرضا عليه السلام فقال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله وعليا وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وأبي - صلى الله عليهم أجمعين - في ليلتي هذه وهم يحدثون الله عزوجل، فقلت: الله ! قال: فأدناني رسول الله صلى الله عليه وآله وأقعدني بين أمير المؤمنين وبينه، فقال لي: " كأني (6) بالذرية من أول (7) قد أصاب لاهل السماء ولاهل الارض، بخ بخ لمن عرفوه حق معرفته ! والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، العارف به خبر من كل ملك مقرب وكل نبي مرسل، وهم والله يشاركون الرسل (8) في درجاتهم ". 1) أضفناها كما في بعض المصادر. 2) في الاصل " ورد " تصحيف. 3) روى في دلائل الامامة: 188 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 478 ح 30. أخرجه في البحار: 49 / 58 ذ ح 74 عن مناقب ابن شهر اشوب: 3 / 449 مرسلا. وفى اثبات الهداة: 6 / 150 ح 182 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باختصار. 4) أضفناه كما في ساير المصادر، وهو الصحيح ظاهرا بقرينة الحديث السابق. 5) في الاصل زيادة " بن ". 6) في الاصل " كأن " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة، وفى مدينة المعاجز " كأنه ". 7) في ساير المصادر " أزل ". 8) أثبتناه كما في ساير المصادر، وفى الاصل " الرسول ".
[ 172 ]
ثم قال لي: يا محمد بن صدقة، بخ بخ لمن عرف محمدا وعليا ! والويل (1) لمن ضل عنهم، وكفى بجهنم سعيرا. (2) 11 - ومنها: باسناده عن الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين ابن يسار المدائني (3) قال: سألني الحسين بن قيام (4) الصيرفي أن أستأذن له على الرضا عليه السلام ففعلت، فلما صار بين يديه قال له: أنت إمام ؟ قال: نعم. قال: إني اشهد الله أنك لست بامام، قال له: وما علمك ؟ قال: إني رويت عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: الامام لا يكون عقيما، وقد بلغت (5) هذا السن وليس لك ولد. فرفع الرضا عليه السلام رأسه إلى السماء، ثم قال: اللهم إني اشهدك أنه لا تمضي 1) في الاصل غير مقروءة. وما أثبتناه كما في ساير المصادر. 2) روى في دلائل الامامة: 195 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 492 ح 102. أخرجه في اثبات الهداة: 6 / 151 ح 190 عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم السلام باختصار. 3) في الاصل " الحسن ". والظاهر هو الحسين بن يسار المدائني كما عده الشيخ في رجاله 373 برقم 23 وفى معجم رجال الحديث أنه من أصحاب الرضا عليه السلام. وقد اختلف بعضهم في تسميته، فتارة يذكر الحسين بن بشار المدائني والواسطى واخرى الحسن بن بشار المدائني فراجع: معجم الرجال: 4 / 495 وج 5 / 205 وتنقيح المقال: 1 / 321 ورجال ابن داود: 72 ورجال البرقى: 49 و 56 والكشى: 449 وغيرها. 4) في الاصل " ابن قيام ". والظاهر كما أثبتناه، وقد عد في رجال الشيخ: 348 برقم 27 ومعجم رجال الحديث: 6 / 65 برقم 3589 من أصحاب الامام الكاظم عليه السلام فراجع بقية كتب الرجال. 5) في الاصل " بلغته " تصحيف.
[ 173 ]
الايام والليالي حتى ارزق ولدا يكون لك حجة على عبادك (1). فعادنا الوقت وكان بينه وبين ولادة أبي جعفر عليه السلام شهور. (2) الباب العاشر في معجزات واعلام محمد بن على النقى عليهما السلام 1 - قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: حدثني أبو المفضل (3) محمد بن عبد الله، عن جعفر بن مالك الفزاري، قال: حدثنا السيد محمد بن إسماعيل الحسني، عن أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام قال: كان أبو جعفر عليه السلام شديد الادمة، ولقد قال فيه الشاكون المرتابون - وسنه خمسة وعشرون شهرا -: إنه ليس هو من ولد الرضا عليه السلام وقالوا - لعنهم الله -: إنه من 1) في دلائل الامامة ومدينة المعاجز هكذا: " يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ". 2) رواه في دلائل الامامة: 190، عنه مدينة المعاجز: 477 ذ ح 28. وروى في الكافي: 1 / 354 ح 11 نحوه، باسناده عن أحمد بن مهران، عن محمد بن على عن ابن قياما الواسطي، عنه البحار: 49 / 68 ح 79. وروى في عيون أخبار الرضا: 2 / 209 ح 13 باسناده قال: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام بقم، قال: أخبرني على بن ابراهيم بن هاشم فيما كتب الى، قال: حدثنى محمد بن عيسى ابن عبيد، عن عبد الرحمن بن أبى نجران وصفوان بن يحيى، قالا حدثنا الحسين بن قياما (مثله) بزيادة، عنه البحار: 49 / 34 ح 13، وحلية الابرار: 2 / 432، واعلام الورى: 323. 3) في الاصل " المفضل " والظاهر هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله أبو المفضل الشيباني، كما ذكر في معجم رجال الحديث: 16 / 244 برقم 11115 وذكره الشيخ والنجاشى في رجالهما، فراجع.
[ 174 ]
سعيد (1) الاسود مولاه، وقالوا: من لؤلؤ، وإنهم أخذوه والرضا عليهما السلام عند المأمون فحملوه إلى الفاقة (2) وهو طفل بمكة في مجمع [ من ] (3) الناس بالمسجد الحرام فعرضوه عليهم. فلما نظروا إليه وزرقوه (4) بأعينهم خر والوجوههم سجدا، ثم قاموا فقالوا لهم: ويحكم (5) ! إن مثل هذا الكوكب الدري والنور المنير يعرض على أمثالنا ؟ ! وهذا والله الحسب الزكي، والنسب المهذب الطاهر، والله ما تردد إلا في أصلاب زاكية وأرحام طاهرة، والله ما هو إلا [ من ] (6) ذرية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله فارجعوا واستقيلوا الله واستغفروه، ولا تشكوا في مثله. وكان (7) في ذلك الوقت سنه خمسة وعشرين شهرا. فنطق بلسان أرهف (8) من السيف، وأفصح [ من ] (9) الفصاحة، يقول: الحمد لله الذي خلقنا من نوره (10) بيده، واصطفانا من بريته، وجعلنا امناء على خلقه ووحيه. معاشر الناس، أنا محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام أنا ابن فاطمة الزهراء بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله. 1) في دلائل الامامة " سنيف " وفى بقيه المصادر " شنيف ". 2) القافة: جمع " القائف الذى يتتبع الاثار ويعرفها ويعرف شبه الرجل بأخيه وأبيه ". (لسان العرب: 9 / 293 قوف). 3) أضفناها كما في دلائل الامامة. 4) أثبتناها كما في سائر المصادر. وفى الاصل " زرقوا ". 5) في الاصل " والحكم " تصحيف.: أضفناها كما في سائر المصادر. 7) أثبتناها كما في سائر المصادر وفى الاصل " ذلك ". 8) في بعض المصادر " أذهب ". 9) أضفناها كما في سائر المصادر. 10) أثبتناه كما في بعض المصادر وفى الاصل " نور ".
[ 175 ]
ففي مثلي (1) يشكون ويرتابون ؟ ! [ و ] (2) علي وعلى أجدادي وأبوي [ يفترى، و ] (3) اعرض على الفافة (4). وقال: إني لاعلم بأنسابهم من آبائهم، إني والله لاعلم بواطنهم وظواهرهم (5) وإني لاعلم بهم أجمعين وماهم إليه صائرون، أقوله حقا واظهره صدقا، علما ورثناه الله قبل الخلق أجمعين وبعد بناء السماوات والارضين. وأيم [ الله ] (6) لولا تظاهر الباطل علينا وغلبة دولة الكفر وتوثب (7) أهل الشك والنفاق علينا، لقلت قولا يتعجب منه الاولون والاخرون. ثم وضع يده على فيه ثم قال: يا محمد أصمت كما صمت آباؤك، " واصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم " (8) الاية. ثم تولى الرجل إلى جانبه فقبض على يده ومشى يتخطى رقاب الناس والناس يفرجون له. قال: فرأيت مشيخة ينظرون إليه، ويقولون: " الله أعلم حيث يجعل رسالته " (9). فسألت عن المشيخة، قيل: هؤلاء قوم من حي بني هاشم من أولاد عبد المطلب. قال: وبلغ الخبر الرضا عليه السلام وما صنع بابنه محمد عليه السلام فقال: الحمد لله رب العالمين. 1) في الاصل " مثل " تصحيف. 2 و 3) أضفناهما كما في سائر المصادر. 4) في الاصل " العامة " وفى بعض المصادر " وأعرض عن القافة ". 5) في الاصل " أي والله لاعلم أبوهم وطواهرم " وما أثبتناه كما في ساير المصادر. 6) أضفناه وأثبتناه كما في جميع المصادر، وفى الاصل " قايم أولا ". 7) في الاصل كلمة غير واضحة. 8) اقتباس من سورة الاحقاف: 35. وفيها " فاصبر ". 9) اقتباس من سورة الانعام: 124.
[ 176 ]
ثم التفت إلى بعض من بحضرته من شيعته، فقال: هل علمتم ما قد رميت به مارية القبطية، وما ادعي عليها في ولدها (1) إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ! قالوا: [ يا ] (2) سيدنا أنت أعلم، فخبرنا لنعلم. قال: إن مارية لما اهديت إلى جدي رسول الله صلى الله عليه وآله اهديت مع جوار (3) قسمهن رسول الله صلى الله عليه وآله على أصحابه، وظن بمارية من دونهم، وكان معها خادم يقال له: " جريح " يؤد بها بآداب الملوك، وأسلمت على يد رسول الله صلى الله عليه وآله وأسلم جريح معها، وحسن إيمانهما وإسلامهما (4)، فملكت مارية قلب رسول الله صلى الله عليه وآله. فحسدها بعض أزواج رسول الله، فأقبلت (5) زوجتان من أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أبويهما تشكوان (6) رسول الله صلى الله عليه وآله فعله وميله إلى مارية وإيثاره اياها عليهما حتى سولت لهما أنفسهما [ أن تقولا ] (7): إن (8) مارية إنما حملت بابراهيم من جريح وكانوا لا يظنون (9) جريحا خادما زمانا، فأقبل أبواهما (10) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو جالس في مسجده فجلسا بين يديه، وقالا: يارسول الله، ما يحل لنا ولا يسعنا أن نكتمك ما ظهرنا عليه من جناية واقعة بك. قال: وماذا تقولان ؟ ! قالا: يارسول الله، إن جريحا يأتي من مارية الفاحشة العظمى، وإن حملها من جريح وليس هو منك يارسول الله. فتغير لون وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وتلون ! ثم قال: ويحكما، ما تقولان ؟ ! فقالا: يارسول الله، إننا خلفنا جريحا ومارية في مشربة، وهو يلاعبها ويروم 1) في الاصل " ولادها " تصحيف. 2) أضفناها كما في المصادر. 3) أثبتناها كما في سائر المصادر وفى الاصل " حرائر ". 4) في الاصل " ايمانها واسلامها ". 5 و 6) في الاصل " فأقبلتا " و " سكون ". 7) أضفناها كما في بعض المصادر. 8) في الاصل زيادة " هو ". 9 و 10) في الاصل " لا يظنوا " و " أبوهما " تصحيف.
[ 177 ]
منها ما يروم الرجال من النساء، فابعث إلى جريح فانك تجده على ذلك الحال فانفذ فيه حكمك وحكم الله تعالى. فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا أبا الحسن يا أخي، خذ معك سيفك ذا الفقار حتى تمضي إلى مشربة مارية، فان صادفتها وجريحا كما يصفان، فأخمدهما (1) ضربا. فقام أمير المؤمنين عليه السلام واتشح بسيفه (2) وأخذه تحت ثوبه، فلما ولى من بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله رجع إليه، فقال: يارسول الله، أكون فيما أمرتني كالسكة المحماة في النار ؟ أو الشاهد، يرى ما لا يرى الغائب ! فقال النبي صلى الله عليه وآله: فديتك يا علي، بل الشاهد يرى مالا يرى الغائب. فأقبل علي عليه السلام وسيفه في يده حتى تسور من فوق مشربة مارية وهي جالسة وجريح معها يؤد بها بآداب الملوك، ويقول لها: أعظمي رسول الله وكنيه وأكرميه، ونحوا من هذا الكلام، حتى نظر جريح إلى أمير المؤمنين وسيفه مشهر بيده، ففزع منه جريح وأتى إلى نخلة في دار المشربة. فصعد إلى رأسها ونزل (3) أمير المؤمنين إلى المشربة، وكشفت الريح عن أثواب جريح فانكشف ممسوحا، فقال: انزل يا جريح. فقال: يا أمير المؤمنين، آمن على نفسي ؟ قال: آمن على نفسك. قال: فنزل جريح وأخذه بيده أمير المؤمنين عليه السلام وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأوقفه بين يديه، فقال له: يارسول الله، إن جريحا خادم ممسوح. فولى النبي صلى الله عليه وآله وجهه إلى الحائط، وقال: يا جريح اكشف عن نفسك حتى يتبين كذبهما، ويحهما ما أجرأهما على الله 1) في الاصل " فاحدهما ". 2) في الاصل " وامسح سيفه ". 3) في الاصل " ونزله ".
[ 178 ]
وعلى رسوله، لعنهما الله. فكشف جريح عن أثوابه، فإذا هو خادم ممسوح كما وصف. فسقطا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وقالا: يارسول الله التوبة، واستغفر لنا فلن نعود. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تاب [ الله ] (1) عليكما، فما ينفعكما استغفاري ومعكما هذه الجرأة على الله ورسوله ؟ ! قالا: يارسول الله إن استغفرت لنا رجونا أن يغفر لنا ربنا. فأنزل الله الاية (سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم) (2). قال الرضا علي بن موسى عليهما السلام: الحمد لله الذي جعل في وفي إبني (3) محمد اسوة (4) برسول الله وابنه إبراهيم. (5) 1) أضنفاها كما في المصادر 2) المنافقون: 6. وفى ساير المصادر ذكرت آية اخرى هكذا " ان تستغفر لهم سبعين مرة لن يغفر الله لهم " التوبة: 80. 3) فيالاصل " في في ابني ". 4) في الاصل " سوء ". تصحيف. 5) رواه في دلائل الامامة: 201، عنه مدينة المعاجز: 515 ح 2. ورواه في الهداية الكبرى للحضيني: 117، عنه تفسير البرهان: 3 / 127 ح 5. مقتصرا على ما ذكره الامام الرضا عليه السلام في قصة مارية القبطية وجريح الخادم. أخرجه في البحار: 50 / 8 ضمن ح 9 عن مناقب ابن شهر اشوب: 3 / 493 مرسلا باختصار. وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 392 عن كتاب مسند فاطمة عليها السلام. أورده في مقصد الراغب: 171 مرسلا باختصار. لا تعجب عزيزى القارئ من عقول مريضة فجة عرضت فرع الدوحة النبوية المباركة وسليل الذرية الطاهرة على القافة، وشككت في نسبه، وطعنت في أصله ! فقديما طعنوا في عيسى عليه السلام وقد جعله الله من اولى العزم من الرسل، حتى كلمهم في العهد صبيا " وقال انى عبد الله آتانى الكتاب وجعلني نبيا " مريم: 30، فدحض بذلك
[ 179 ]
2 - ومنها: قال قال أبو جعفر: حدثنا سفيان، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم بن سعيد، قال: رأيت محمد بن علي عليهما السلام وله شعر (9) - أو قال -: وفرة مثل حلك (2) الغراب مسح يده عليها فاصفرت، ثم مسح بظاهر كفه ناحمرت، ثم مسح بباطن كفه عليها فصارت سوداء كما كانت، فقال لي: 1) أقوالهم، وسحق كلامهم، وكان قوله تبارك وتعالى: " ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون " آل عمران: 59، ضربة قاصمة لافكارهم العقيمة ليعلموا أن المشيئة الالهية والارادة الربانية - أو من يأذن له الرحمن - قادرة على الابداع والخلق والتكوين بطرفة عين أنى شاءت وكيف شاءت ومتى شاءت. ولكن يبدو أن خلق الاولين الضالين مجبولة على التمادي في الغى والعمى وعدم الاعتبار بآيات الله وكراماته في أنبيائه ورسله، فيدعون الاباطيل والافتراعات التى سرعان ما تزهق بآية بينة وحجة داحضة... وكن أعاد أمثالهم الكرة، ومنها ايذائهم لخاتم الانبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله، فبعد تشكيكهم في ابنه ابراهيم، توسلوا بذرائع واهية لتدنيس شرف أحد أولاده المعصومين عليهم السلام من أهل بيت العصمة والطهارة، نعم " يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم ويأتى الله الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون " التوبة: 32. فرد الله كيدهم الى نحورهم وألقمهم حجرا بانطاقه الامام محمد بن على بن موسى عليهم السلام وهو ابن خمسة وعشرين شهرا فقال قولا ماقاله ولن يقوله سواهم - أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا -: " الحمد لله الذى خلقنا من نوره بيده اصطفانا من بريته، وجعلنا امناء على خلقه ووحيه ". ثم توج والده الامام الرضا صلوات الله وسلامه عليه ذلك بكلمة خالدة - شاكرا لله متأسيا برسوله - وقال: " الحمد لله الذى جعل في ابني محمد اسوة برسول الله صلى الله عليه والله وابنه ابراهيم ". 1) في الاصل " شعره ". 2) في الاصل " حنك ". والحلكة والحلك: شدة السراد كلون الغراب وقد حلك (لسان العرب: 10 / 415 حلك).
[ 180 ]
يابن سعيد، هكذا تكون آيات الامامة. فقلت: هكذا رأيت أباك عليه السلام [ و ] (1) ما أشك [ أنكم ] (2) " ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " (3) فضرب بيده إلى التراب فجعله (4) دنانيرا. فقال: في مصرك يزعمون أن الامام يحتاج إلى مال (5) فبلغهم أن كنوز الارض بيد الامام. (6) 3 - ومنها: قتل أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد، عن عمارة بن زيد، قال: قال إبراهيم بن سعيد: كنت جالسا عند محمد بن علي عليهما السلام إذ مر بنا فرس انثى. فقال: هذه تلد الليلة فلوا (7) أبيض الناصية، في وجهه غرة، فأذنته، ثم انصرفت إلى صاحبها فلم فلم أزل احدثه إلى الليل، حتى أتت بفلو كما وصف. [ فعدت إليه ] (8) فقال: يا ابن سعيد، شككت فيما قلت لك ؟ إن امرأتك التي في منزلك حبلى تأتي بابن أعور. فولد لي - والله - محمد، وكان أعورا. (9) 4 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم ابن سعيد قال: رأيت محمد بن علي عليهما السلام يضرب (10) بيده إلى ورق الزيتون 1 و 2) أضفناهما لاتمام العبارة. 3) اقتباس من سورة آل عمران: 34. 4 و 5) في الاصل " فيجعله " و " ماله " تصحيف. 6) رواه في دلائل الامامة: 210 باختلاف يسير، عنه مدينة المعاجز: 524 ح 22. 7) الفلو: الجحش والمهر إذا فطم، والفلو: المهر إذا بلغ السنة (لسان العرب: 15 / 162). 8) أضفناها كما في سائر المصادر. 9) روى في دلائل الامامة: 210 (مثله) عنه مدينة المعاجز: 523 ح 23. أخرجه في البحار: 50 / 58 ح 32 عن كتاب النجوم: 232 باسناده الى الشيخ أبى جعفر محمد بن جرير الطبري. 10) في الاصل " فضرب " تصحيف.
[ 181 ]
فيصير في كفه ورقا (1). فأخذت منه كثيرا، وأنفقته في الاسواق فلم يتغير. (2) 5 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا أبو عمر هلال بن العلاء الرقي، عن أبي النصر أحمد بن سعيد، [ قال: ] (3) قال لي منخل بن علي: لقيت محمد بن علي عليهما السلام بسر من رأى، فسألته النفقة إلى بيت المقدس، فأعطاني مائة دينار، ثم قال لي: غمض عينك، فغمضتها، ثم قال لي: افتح. فإذا أنا بيت المقدس تحت القبة فتحيرت في ذلك. (4) 6 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا موسى بن عمران بن كثير، عن عبد الرزاق قال: حدثنا محمد بن عمر، قال: رأيت محمد بن علي عليهما السلام يضع يده على المنبر فتورق كل شجرة من نوعها وإني رأيته [ يكلم ] (5) الشاة فتجيبه. (6) 7 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا موسى بن عمران، عن أبي محمد عبد الله بن محمد، عن عمارة بن زيد، قال: رأيت محمد بن علي عليهما السلام: فقلت له: يابن رسول الله ما علامة الامام ؟ قال: إذا فعل هكذا. فوضع يده على صخرة فبانت (7) أصابعه فيها. 1) أي نقودا. 2) روى في دلائل الامامة: 210 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 523 ح 24. 3) أضفناها كما في سائر المصادر. 4) روى في دلائل الامامة: 211 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 523 ح 27. 5) أضفناها كما في سائر المصادر، وفى الاصل " رأيت الشاة فتجيبه ". 6) روى في دلائل الامامة: 211 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 523 ح 29. 7) في الاصل " فبان ".
[ 182 ]
ورأيته (1) يمد الحديد بغير نار ويطبع الحجارة بخاتمه. (2) 8 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا قطر بن أبي قطر (3) عن عبد الله بن سعيد قال: قال لي محمد بن علي بن عمر التنوخي: رأيت محمد بن علي عليهما السلام وهو يكلم نورا فحرك (4) النور رأسه. فقلت: لا، و [ لكن تأمر الثور أن يكلمك ] (5) فقال: و " علمنا منطق الطير (6) واوتينا من كل شئ ". (7) ثم قال للثور: قل: لاإله إلا الله وحده [ لا شريك له. ومسح بكفه على رأسه. فقال الثور: لاإله إلا الله وحده لا شريك له ] (8). (9) 9 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد، عن عمارة بن زيد، قال: رأيت محمد بن علي عليهما السلام وبين [ يديه قصعة صيني ] (10) فقال لي: يا عمارة، اريك (11) من هذا عجبا ؟ قلت: نعم. فوضع يده عليها (12) مذابت حتى صارت ماء، ثم جمعه فجعله في قدح، ثم ردها 1) في الاصل " وأيته ". 2) روى في دلائل الامامة: 211 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 523 ح 30. 3) في الاصل " قطر بن قطر " وفى مدينة المعاجز هكذا: " عبد الله قطر بن أبى قطر قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: قال لى محمد بن سعيد، قال: قال لى محمد بن على بن عمر البوخى " ولم نعثر لايهم على ترجمة في كتب الرجال. 4) في الاصل " فحول ". 5) في الاصل بياض وما أثبتناه كما في دلائل الامامة. 6) في الاصل " البقر " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة. 7) اقتباس من سورة النمل: 16. 8) أثبتناها كما في دلائل الامامة، وفى الاصل بياض. 9) رواه في دلائل الامامة: 211، عنه مدينة المعاجز: 524 ح 32 باختلاف واختصار. 10) في الاصل بياض، وما أثبتناه كما في سائر المصادر. 11) استظهرناها، وفى الاصل " أترى ". 12) في الاصل " عليه ".
[ 183 ]
ومسحها بيده فصارت (1) قصعة كما كانت. فقال: مثل هذا فتكن القدرة. (2) 10 - ومنها: قال أبو جعفر: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، عن أبيه قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن محمد بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثني زكريا بن آدم، قال: إني لعند (3) الرضا عليه السلام إذ جيئ بأبي جعفر عليه السلام وسنه أقل من أربع سنين فضرب [ بيده ] (4) إلى الارض ورفع رأسه إلى السماء، فأطال الفكر. فقال له الرضا عليه السلام: بنفسي [ أنت ] (5) فيم طال فكرك ؟ قال: فيما صنعا بامي فاطمة عليها السلام أما والله لاخرجنهما، ثم لاحرقنهما ثم لاذرينهما (6) ثم لانسفنهما في اليم نسفا. فاستدناه، وقبل بين عينيه، ثم قال: بأبي أنت وامي أنت لها - يعني الامامة -. (7) 11 - ومنها: قال أبو جعفر: روى أحمد بن الحسين (8) عن محمد بن الطيب (9) عن عبد الوهاب بن منصور، عن محمد بن أبي العلاء، قال: 1) في الاصل " يده عليه فصار ". 2) رواه في دلائل الامامة: 211، عنه البحار: 50 / 59 ضمن ح 34. ومدينة المعاجز: 524 ح 33. 3) في مدينة المعاجز " كنت عند ". 4) أضفناها كما في أكثر المصادر وفى بعضها " بيده الارض ". 5) أضفناها كما في بعض المصادر. 6) في الاصل " لاذريهما " تصحيف. 7) رواه في دلائل الامامة: 212، عنه البحار: 50 / 59 ضمن ح 34، ومدينة المعاجز: 524 ح 34. أورده في اثبات الوصية: 211 (مثله) عن زكريا بن آدم. 8) في الاصل " بن الحسن " والظاهر كما أثبتناه، فراجع معجم رجال الحديث: 2 / 85 وبقية كتب الرجال. 9) في الاصل " بن أبى الطيب " والظاهر هو محمد بن طيب، فراجع معجم رجال الحديث: 16 / 215. وبقية كتب الرجال.
[ 184 ]
سألت قاضي القضاة يحيى بن أكثم بعد منازعة جرت بينه وبين محمد عليه السلام [ عما شاهده ] (1) من علوم آل محمد صلوات الله عليهم، فقال لي: بينا أنا ذات يوم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله واقف عند القبر أدعو، فرأيت محمد ابن [ علي ] (2) الرضا عليهما السلام قد أقبل نحو القبر فناظرته في مسائل. [ فقال لي: أنا اخبرك ] (2) [ قبل أن تسألني، تسألني ] (4) عن الامام. فقلت: هو والله أنت ؟ ! فقال: [ أنا ] (5) هو فقلت: اريد العلامة. وكان في يده عصا فنطقت وقالت: إن مولاي إمام هذا الزمان محمد بن علي الرضا عليهما السلام يا يحيى. (6) الباب الحادى عشر في معجزات واعلام على بن محمد النقى عليهما السلام 1 - ومنها: قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: حدثنا سفيان، عن أبيه، قال: رأيت علي بن محمد عليهما السلام ومعه جراب ليس فيه شئ، فقلت: يا سيدي ما تصنع بهذا ؟ فقال: أدخل يدك، فأدخلت (7) يدي وليس فيه شئ. ثم قال لي: [ أعد فأعدت ] (8) [ يدي ] (9) فإذا [ هو ] (10) مملوء دنانير ! (11) 1 و 2 و 3) أفناها كما في بعض المصادر. 4) في الاصل: " قبل أن يسألنى فسألني ". 5) أضفناها كما في سائر المصادر. 6) روى الكليني في الكافي: 1 / 353 ح 9 (مثله) عن محمد بن يحيى وأحمد بن محمد عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن الحسين...، عنه البحار: 50 / 18 ح 46 وج 100 / 126 ح 4، ومدينة المعاجز: 519 ح 6. واثبات الهداة: 6 / 167 ح 3 بنفس الاسناد. ورواه في دلائل الامامة: 213، عنه مدينة المعاجز: 519 ضمن ح 6. أورده في ثاقب الناقب: 443 مرسلا، ومناقب ابن شهر اشوب: 3 / 499 مرسلا عن محمد ابن أبى العلاء، عنه البحار: 50 / 68 ح 46. 7 و 8) في الاصل " فدخلت " و " عد قعدت ". 9 و 10) أضفناهما كما في دلائل الامامة. 11) رواه في دلائل الامامة: 217، عنه مدينة المعاجز: 542 ح 9.
[ 185 ]
2 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا [ أبو ] (1) محمد عبد الله [ بن محمد ] (2) البلوي عن عمارة بن زيد، قال: قلت لعلي بن محمد الوفي (3) عليهما السلام: هل تستطيع أن تخرج من هذه الاسطوانة رمانا ؟ قال: نعم. وتمرا وعنبا وموزا. ففعل ذلك، فأكلنا وحملنا ! (4) 3 - ومنها: قال أبو جعفر بهذا الاسناد، عن عمارة بن زيد، قال: قلت لابي الحسن علي عليهما السلام: أتقدر أن تصعد إلى السماء حتى تأتي (5) بشئ ليس في الارض ليعلم (6) ذلك ؟ ! فارتفع في الهواء وأنا أنظر إليه. حتى غاب، ثم رجع ومعه طير من ذهب في اذنيه أشرفة (7) من ذهب وفي منقاره درة، وهو يقول: لاإله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله والائمة حجج الله. قال: هذا طير من طيور الجنة، ثم سيبه فرجع. (8) 4 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن يزيد، قال: كنت عند علي بن محمد عليهما السلام إذ دخل عليه قوم يشكون الجوع. 1 و 2) أضفناهما كما في ساير المصادر وقد ذكرنا ترجمة له سابقا. 3) في مدينة المعاجز " لعلى بن محمد بن الرضا ". 4) روى في دلائل الامامة: 218 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 542 ح 20. 5) في الاصل " أتانا " وما أثبتناه كما في سائر المصادر. 6) في سائر المصادر " لتعلم ". 7) الاشرفة: الاذان الطويلة. وفى دلائل الامامة. " أشنقة ": جمع شناق، وكل خيط علقت به شيئا فهو شناق (لسان العرب: 10 / 188). 8) روى في دلائل الامامة: 218 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 542 ح 21.
[ 186 ]
فضرب بيده إلى الارض وكال (1) لهم برا ودقيقا. (2) 5 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثني [ أبو عبد الله القمي، قال: حدثني ] (3) ابن عباس، عن أبي طالب عبيد الله بن أحمد، قال: حدثني مقبل الديلمي، قال: كنت جالسا على بابنا بسر [ من رأى ومولانا أبو الحسن عليه السلام ] (4) راكب لدار (5) المتوكل الخليفة، فجاء فتح القلانسي وكانت له خدمة لابي الحسن عليه السلام فجلس إلى جانبي [ وقال: إن لي على ] (6) مولانا أربعمائة درهم، فلو قد أعطانيها لانتفعت بها. فقلت له: ماكنت صانعا بها ؟ قال: كنت أشتري بمائتي درهم خرقا تكون في يدي أعمل بها قلانس (7) ومائتي درهم أشتري بها تمرا فأنبذه نبيذا، قال: فلما قال لي هذا أعرضت عنه بوجهي، فلم كلمه لما ذكر لي ذلك، وأمسك وأمسكت. وأقبل أبو الحسن عليه السلام على أثر هذا الكلام ولم يسمع ذلك أحد ولاحضره. فلما بصرت به قمت قائما، فأقبل حتى نزل بدابته في دار الدواب [ وهو (8) ] مقطب (9) الوجه، أعرف (10) الغضب في وجهه، فحين نزل عن دابته دعاني فقال: يا مقبل ادخل، وأخرج أربعمائة درهما وادفعها إلى فتح - هذا الملعون - وقل له: هذا حقك فخذه واشتر منه خرقا بمائتي درهم واتق الله عزوجل فيما أردت أن تفعله بمائتي درهم الباقية. فأخرجت الاربعمائة درهما، فدفعتها إليه، وحدثته (11) القصة [ فبكى ] (12) وقال: 1) في الاصل " كان " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة. 2) روى في دلائل الامامة: 218 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 542 ح 22. 3 و 4) في الاصل بياض. 5) في الاصل " في دار " وما أثبتناه كما في دلائل الامامة. 6) في الاصل بياض. 7) في الاصل " قلانسى ". 8) أضفناها كما في سائر المصادر. 9) قطب يقطب: زوى مابين عينيه وعبس، وقطب وجهه تقطيبا أي عبس وغضب. (لسان العرب: 1 / 680). 10 و 11) في الاصل " أعرفه " و " حدثتها ". 12) أضفناها كما في سائر المصادر.
[ 187 ]
والله لاأشتري (1) نبيذا ولا مسكرا أبدا، وصاحبك يعلم ما نعمل ! (2) 6 - ومنها: قال أبو جعفر: حدثني أبو عبد الله القمي، قال: حدثني ابن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن أحمد الكاتب، بسر من رأى - سنة 338 - قال: حدثني أبي [ قال ] (3) كنت بسر من رأى أسير في درب الحصى (4) فرأيت يزداد النصراني الطبيب تلميذ يختيشوع، وهو منصرف من دار موسى بن بغي، فسا يرني (5) وأفضى بنا الحديث إلى أن قال: أترى هذا الجدار ؟ تدري من صاحبه ؟ قلت: ومن صاحبه ؟ قال: هذا الفتى العلوي الحجازي - يعني علي بن محمد [ بن علي ] (6) الرضا عليهم السلام وكنا نسير في فناء داره - قلت ليزداد: نعم، فما شأنه ؟ قال: إن كان مخلوق يعلم الغيب فهو ! قلت: وكيف ذلك ؟ قال: اخبرك عنه باعجوبة لن تسمع بمثلها أبدا، ولاغيرك من الناس، ولكن لي الله عليك كفيل وراع أنك لاتحدث به عني أحدا، فاني رجل طبيب ولي معيشة أرعاها عنه هذا السلطان، وبلغني أن الخليفة استقدمه من الحجاز فرقا منه لئلا تنصرف إليه وجوه الناس فيخرج هذا الامر عنهم - يعني بني العباس -. قلت: لك علي ذلك، فحدثني به وليس عليك بأس، وإنما أنت رجل نصراني لا يتهمك أحد فيما تحدث به عن هولاء القوم. قال: نعم. اعلمك أني لقيته منذ أيام وهو على فرس أدهم، وعليه ثياب سوداء وعمامة سوداء، وهو أسود اللون. فلما بصرت به وقفت إعظاما له، وقلت في نفسي - لاوحق المسيح ما خرجت من 1) في المصادر " لاشربت ". 2) رواه في دلائل الامامة: 220، عنه مدينة المعاجز: 543 ح 28. 3) أضفناها كما في سائر المصادر. 4) طريق حصوى كثير الحصى. 5) في الاصل غير مفهومة. 6) أضفناها كما في بعض المصادر.
[ 188 ]
فمي [ لاحد ] (1) من الناس [ ما ] (2) قلت في نفسي -: ثياب سوداء وعمامة سوداء ودابة سوداء ورجل أسود (3) اسواد في سواد في سواد في سواد (4). فلما بلغ إلي أحد النظر إلي وقال: قلبك أسود مما ترى عيناك من سواد، في سواد، في سواد. قال أبي - رحمة الله -: قلت له: أجل ! فلاتحدث به أحدا مما صنعت (5) وما قلت له ؟ قال: سقط في يدي (6) فلم أجد جوابا. قلت له: أفما ابيض قلبك لما شاهدت ؟ قال: الله أعلم. [ قال أبي ] (7) فلما اعتل يزداد بعث ألي فحضرت عنده، وقال: إن قلبي قدابيص بعد اسوداده، فأنا أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن علي بن محمد حجة الله على خلقه، وناموسه الاعلم. ثم مات في مرضه ذلك، وحضرت الصلاة عليه - رحمه الله -. (8) 7 - ومنها: قال أبو جعفر: وقال أحمد بن علي: دعانا عيسى بن الحسن القمي 1) في الاصل بياض: 2) استظهرناها اتماما للعبارة وفى دلائل الامامة " حديث النفس " 3) في الاصل " سوداء ". 4) في الاصل زيادة " وفى سواد ". 5) في البحار " فما صنعت ؟ ". 6) في بعض المصادر " اسقطت في يدى " وفى الاصل " اسقطت في يده " وما أثبتناه من الدلائل. 7) أضفناها كما في أكثر المصادر، وفى مدينة المعاجز " قال أبو الحسين ". 8) روى في دلائل الامامة: 221 (مثله) باسناده عن أبى عبد الله القمى، قال: حدثنى ابن عدس، قال حدثنى أبو الحسين محمد بن اسماعيل بن أحمد التهلى الكاتب، عنه مدينة المعاجز: 543 ح 29 وفيه أبو الحسين القهقلى الكاتب. ورواه في فرج المهموم: 233 باسناده عن الشيخ أبى جعفر محمد بن جرير الطبري باسناده قال: حدثنى أبو الحسن محمد بن اسماعيل الكاتب، قال: حدثنى أبى، عنه البحار: 50 / 161 ح 50.
[ 189 ]
أنا وأبا علي (1) - وكان أهوجا (2) - فقال لنا: أدخلني ابن عمي أحمد بن إسحاق إلى أبي الحسن عليه السلام فرأيته وكلمه بكلام لم أفهمه. فقال له: جعلني الله فداك، هذا ابن عمي عيسى بن الحسن وبه بياض في ذراعه كأمثال الجوز. [ قال: فقال لي: تقدم يا عيسى ] (3). فتقدمت. قال: فقال لي: أخرج ذراعك. فأخرجت ذراعي، فمسح عليها، وتكلم بكلام خفي طول فيه [ ثم قال في آخره ثلاث مرات ]: (4) بسم الله الرحمن الرحيم، ثم التفت إلى أحمد بن إسحاق فقال له: يا أحمد، كان علي بن موسى عليهما السلام يقول: " بسم الله الرحمن الرحيم " [ أقرب ] (5) الى الاسم (6) الاعظم من بياض العين إلى سوادها، ثم قال: يا عيسى. قلت: لبيك. قال: أدخل يدك في كمك، ثم أخرجها. فأدخلتها (7) ثم أخرجتها وليس في يدي قليل ولا كثير [ من ذلك البياض ] (8). (9) 8 - ومنها: روى معاوية بن حكيم، عن أبي المفضل الشيباني (10) عن هارون 1) في الاصل " لى ولابي على ". 2) في دلائل الامامة " أعرج ". 3 و 4 و 5) في الاصل بياض وما أثبتناه كما في دلائل الامامة. 6 و 7) في الاصل " من اسم " و " فدخلتها " تصحيف. 8) أضفناها كما في دلائل الامامة. 9) رواه في دلائل الامامة: 222، عنه مدينة المعاجز: 544 ح 30. 10) في الاصل والدلائل " أبى المفضل الشامي " وفى الكافي وبصائر الدرجات " أبى الفضل الشهبانى " والظاهر ما أثبتناه، وقد اختلفت كتب التراجم في نسبه ووثوقه. فراجع معجم رجال الحديث: 16 / 272 برقم 11116، ورجال النجاشي: 396 برقم 1059 ورجال الشيخ الطوسى في من لم يرو عنهم: 511 برقم 110 وغيرها.
[ 190 ]
ابن الفضل قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام - يعني صاحب العسكر (1) في اليوم الذي توفي فيه أبوه أبو جعفر عليه السلام يقول (2): إنا لله وإنا إليه راجعون، مضى أبو جعفر عليه السلام. فقلت له (3): كيف تعلم وهو ببغداد وأنت في المدينة ؟ فقال: لانه تداخلني (4) ذلة (5) واستكانة لله عزوجل لم أكن أعرفها. (6) الباب الثاني عشر في معجزات واعلام الحسن بن على العسكري عليهما السلام 1 - منها: قال أبو جعفر، حدثنا عبد الله بن محمد، قال: رأيت الحسن بن علي عليهما السلام يكلم الذنب، فقلت له: أيها الامام الصالح، سل (7) هذا الذئب عن أخ لي خلفته (8) بطبرستان [ و ] (9) أشتهي [ أن ] (10) أراه. 1) في الاصل " العسكري ". 2) في بعض المصادر " فقال ". 3) في أكثر المصادر " فقيل له ". 4) في دلائل الامامة " تداخلتنى ". 5) في الاصل " ذلك ". تصحيف. 6) روى الصفار في بصائر الدرجات: 467 ح 3 (مثله) باسناده عن محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا، عن معاوية بن حكيم، وح 5 باسناده عن محمد بن عيسى، عن أبى الفضل عنه البحار: 27 / 292 ح 3 و 5. والكليني في الكافي: 1 / 381 ح 5 مثله باسناده عن على بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى، عن أبى الفضل الشهبانى، عنهما البحار: 50 / 14 ح 15 وص 135 ح 16، أورده في اثبات الوصية: 222 عن الحميرى بنفس مافى البصائر. ورواه في دلائل الامامة: 219، عنه مدينة المعاجز: 540 ح 12. أخرجه في اثبات الهداة: 6 / 213 ح 3، ومدينة المعاجز: 540 ح 12 عن الكافي: 1 / 381 ح 5 وفيهما " عن أبى الفضل الميشائى ". 7) في الاصل زيادة " عن ". (8) في الاصل " خليفته ". 9 و 10) أفضناهما كما في دلائل الامامة.
[ 191 ]
فقال لي: إذا (1) اشتهيت أن تراه فانظر إلى شجرة دارك بسر من رأى. [ وكان ] (2) عليه السلام فسد أخرج في داره عينا ينبع منها عسلا ولبن، وكنا نشرب منه ونتزود (3). (4) 2 - ومنها: قال أبو جعفر [ محمد بن ] (5) جرير الطبري: دخل على الحسن بن علي عليهما السلام قوم من العراق يشكون قلة الامطار. فكتب لهم كتاب، فامطروا. (6) ثم جاءوا يشكون كثرته فختم في الارض فأمسك المطر. (7) 3 - ومنها: قال أبو جعفر: قلت للحسن بن علي عليهما السلام: أرني (8) معجزة خصوصية لك احدث بها عنك. [ فقال: يابن جرير، لعلك ترتد ! فحلفت له ثلاثا ] (9). فرأيته غاب في الارض تحت مصلاه، ثم رجع ومعه حوت [ عظيم، قال: جئتك به من ] (10) البحر السابع (11) فأخذته معي إلى مدينة السلام، وأطعمت جماعة 1) فاد عليه السلام أنه بامكان السائل رؤية أخيه واذ كان بعيدا عنه. ومعلوم أن العلوم العصرية بأجهزتها الحديثة جعلت بالامكان نقل صور الاجسام. وهى على بعد آلاف الاميال - أمرا عاديا. ترى فكيف بقدرة خالق الانسان - مبدع هذه العلوم - الذى إذا أراد شيئا يقول له كن فيكون، أو يأذن لاحد، وبالقطع فليس بمعجز على سليل العترة الطاهرة - كما كان نظير ذلك للانبياء -. 2) أضفناها كما في دلائل الامامة. 3) في دلائل الامامة: " وكان يشرب منه ويتزود ". 4) رواه في دلائل الامامة: 224، عنه مدينة المعاجز: 566 صدر ح 38. 5) أضفناها كما في المصادر، وفى الاصل " جرير بن الطبري ". 6) في الاصل " فانظروا " تصحيف. 7) روى في دلائل الامامة: 224 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 566 ح 40. 8) في الاصل بياض. 9) أضفناها كما في المصادر. 10) في الاصل بياض. 11) في الاصل " السنيع " وفى دلائل الامامة " الابحر السبعة ".
[ 192 ]
من أصحابنا. (1) 4 - ومنها: قال علي بن محمد [ الصيمري: دخلت على ] (2) أبي أحمد عبيد الله بن عبد الله (3) وبين يديه رقعة، فقال: " إني [ نازلت الله ] (4) عزوجل في هذا الطاغي - يعني الزبير بن جعفر - (5) وهو آخذه (6) بعد ثلاث. فلما كان [ اليوم ] (7) الثالث قتل. (8) 5 - ومنها: قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري سألوا [ القائم عليه السلام ] (9) عن أمر الله تعالى لنبيه موسى عليه السلام (فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى) (10) 1) روى في دلائل الامامة: 224، عنه مدينة المعاجز: 566 ح 44. 2) في الاصل بياض. 3) في الاصل " أبى أحمد بن عبيد الله بن عبد الله " وقد ترجمنا له عند تحقيقنا لكتاب الخرائج والجرائح، فراجع ج 1 / 429 ح 8. 4) في الاصل بياض. نازلت ربى في كذا: أي راجعته، وسألته مرة بعد مرة. (النهاية لابن الاثير: 5 / 43). 5) هو: المعتز بالله الخليفة أبو عبد الله، محمد، وقيل: الزبير بن المتوكل جعفر، بن المعتصم محمد، بن الرشيد هارون، بن المهدى العباسي. (سير أعلام النبلاء: 12 / 532 ت 207). 6) في الاصل " آخذ ". 7) أضفناها كما في سائر المصادر. 8) أورد في دلائل الامامة: 225 (مثله)، عنه مدينة المعاجز: 566 ح 49. وأورده الخرائج والجرائح: 1 / 429 ح 8، وفى ثاقب المناقب: 502 مرسلا عن على ابن محمد الصيمري وباختصار. أخرج في البحار: 50 / 297 ح 72 (مثله) عن كشف الغمة: 2 / 417 نقلا من كتاب الدلائل للحميري، وفيه بدل " قتل " فعل به ما فعل. 9) أضفناها كم في جميع المصادر، وهى من حيث طويل في باب مسائل سعد بن عبد الله القمى للامام القائم الحجة عليه السلام. 10) سورة طه: 12.
[ 193 ]
فان فقهاء الفريقين يزعمون أنها كانت من إهاب (4) الميتة. فقال عليه السلام: من قال ذلك فقد افترى على موسى عليه السلام واستجهله [ في نبوته. لانه ماخلا الامر فيها ] (2) من خصلتين: إما ان كانت صلاة موسى فيهما [ جائزة أو غير جائزة ] (3) فان كانت صلاة موسى فيهما جائزة [ فجاز لموسى أن ] (4) يكون لابسهما في [ تلك ] (5) البقعة إذ لم تكن مقدسة، وإن كانت مقدسة مطهرة فليست بأقدس وأطهر من [ الصلاة وإن كانت صلاته غير جائزة فيها ] (6) فقد أوجب أن موسى عليه السلام لم يعرف الحلال والحرام، وعلم ما جاز فيه الصلاة ومالايحوز [ وهذا كفر. قلت: فأخبرني يا مولاي عن التأويل ] (7) فيهما ؟ قال: إن موسى عليه السلام نادى ربه بالواد المقدس، فقال: يا رب إني قد أخلصت (8) لك المحبة [ مني، وغسلت قلبي عمن سواك - وكان شديد ] (9) الحب لاهله - فقال الله تبارك وتعالى: " إخلع نعليك " أي: انزع حب أهلك من قلبك [ إن كانت محبتك لي خالصة، و ] (10) قلبك من الميل إلى سواي [ غير ] مشغول (11). (12) 1) الاهاب: الجلد. 2 و 3) في الاصل بياض وما أثبتناه كما في سائر المصادر. 4 و 5) أضفناهما كما في سائر المصادر. 6 و 7) في الاصل بياض. 8) في الاصل غير مفهومة، وما أثبتناه كما في سائر المصادر. 9 و 10) في الاصل بياض، وما أثبتناه كما في سائر المصادر. 11) قال العلامة المجلسي (ره): اعلم أن المفسرين اختلفوا في سبب الامر بخلع النعلين ومعناه على أقوال: الاول: أنهما كانتا من جلد حمار ميت. والثانى: أنه كان من جلد بقرة ذكية، ولكنه امر بخلعهما ليباشر بقدميه الارض فتصيبه بركة الوادي المقدس. والثالث: أن الحفا عن علامة التواضع، ولذلك كانت السلف تطوف حفاة.
[ 194 ]
6 - ومنها: سئل عليه السلام عن تأويل " كهيعص " (1) قال عليه السلام: الكاف: [ اسم كربلاء، والهاء: هلاك العترة، والياء ] (2): يزيد وهو ظالم الحسين عليه السلام والعين: عطش الحسين وأصحابه، والصاد: صبره. (3) الباب الثالث عشر الدلائل والبراهين (عن النبي صلى الله عليه وآله) (4) لوجود صاحب الزمان عليه السلام 1 - منها: عن يعقوب السراج، قال: والرابع: أن موسى عليه السلام انما ليس النعل اتقاء من الانجاس وخوفا من الحشرات فآمنه الله مما يخاف وأعلمه بطهارة الموضع. والخامس أن المعنى: فرغ قلبك من حب الاهل والمال. والسادس أن المراد: فرغ قلبك عن ذكر الدارين. (عن البحار: 13 / 65). روى الصدوق في كمال الدين: 460 ح 21. والطبري في دلائل الامامة: 278، باسنادهما الى سعد بن عبد الله القمى (مثله) عنهما البحار: 52 / 88، ومدينة المعاجز: 594. أورده الطبرسي في الاحتجاج: 2 / 272 مرسلا عن سعد بن عبد الله، عنه البحار: 13 / 65 ح 4 وج 52 / 88. وأخرجه في البحار: 83 / 236 ح 36، وتفسير البرهان: 3 / 33 ح 3 عن كمال الدين. وفى حلية الابرار: 2 / 562 عن كمال الدين وكتاب مسند فاطمة عليها السلام للطبري. 1) سورة مريم: 1. 2) أثبتناه كما في سائر المصادر وفى الاصل بياض. 3) نفس التخريجات المتقدمة للحديث السابق. 4) كذا، فالروايات عزيزى القارئ - كما سترى - مروية عن الائمة عليهم السلام ماخلا روايتين عن النبي صلى الله عليه وآله، وبالتالي فلا يبعد أنها من اضافات وسهو النساخ أو أن في الباب سقطا فلم تدرج الاحاديث الخاصة برسول الله صلى الله عليه وآله أو لعلها ذكرت باعتبار ما تواتر عنهم عليهم السلام: من أن حديثى حديث أبى وحديث أبى حديث رسول الله صلى الله عليه وآله. (*)
[ 195 ]
قلت لابي عبد الله عليه السلام: أتبقى الارض يوما بلا عالم منكم حي ظاهر يفرغ إليه (1) الناس في حلالهم وحرامهم ؟ قال: إذن لا يعبد الله، يا أبا يوسف. (2) 2 - ومنهما: روى الحسين بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال: يا أبا حمزة، إن الارض لم (3) تخل إلا وفيها منا عالم، فإذا زاد الناس [ قال: ] (4) قد زادوا، وإن نقصوا، قال: [ قد ] (5) نقصوا، ولن يخرج الله ذلك العالم حتى يرى في ولده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله. (6) 3 - ومنها: عن عقبة بن جعفر، قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: قد بلغت وليس لك ولد ! 1) يفرغ إليه: يقصده. وفى دلائل الامامة " تفزع " أي تلجا. 2) رواه الطبري في دلائل الامامة: 229 باسناده عن أبى المفضل محمد بن عبد الله الشيباني عن أبى العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، عن يحيى بن زكريا، عن الحسن ابن محبوب، عن يعقوب السراج مثله. وابن بابويه في الامامة والتبصرة: 27 ح 5 باسناده عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب، عن ابن محبوب عن يعقوب السراج مثله. وقد ذكرنا أكثر تخريجات الحديث عند تحقيقنا للكتاب الاخير، فراجع. 3) في رواية الصدوق " لن " وهو الاظهر. 4 و 5) أضفناهما من بقية المصادر لاتمام السياق. 6) رواه الطبري في دلائل الامامة: 230 باسناده عن محمد بن هارون، عن أبيه، عن محمد ابن همام بن سهيل الكاتب، عن عبد الله بن جعفر الحميرى، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن على، عن الحارث، عن عمر بن أبان، عن الحسين بن أبى حمزة مثله. والصدوق في كمال الدين: 1 / 228 ح 21 باسناده عن أبيه ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميرى، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن ابن على الخزاز، عن عمر بن أبان، عن الحسين بن أبى حمزة مثله. أقول: وروى ابن بابويه في الامامة والتبصرة: 29 ح 10 نحوه. وأغلب تخريجات الحديث ذكرناها هناك عند تحقيقنا للكتاب المذكور.
[ 196 ]
فقال: يا عقبة، إن صاحب هذا الامر لا يموت حتى يرى خلفه من ولده. (1) 4 - ومنها: وعن عمرو (2) بن ثابت، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: لو بقيت الارض يوما واحدا بلا إمام منا لساخت الارض بأهلها، ولعذبهم [ الله ] بأشد عذابه. وذلك أن الله جعلنا حجة في أرضه، وأمانا في الارض لاهل الارض (3). (4) 5 - ومنها: عن حذيفة اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المهدي من ولدي وجهه كالكوكب الدري، فاللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملا الارض عدلا كما ملئت جورا، يرضى بخلافته أهل السماء والطير في 1) رواه الطبري في دلائل الامامة: 230 باسناده عن محمد بن هارون، عن أبيه، عن محمد ابن همام، عن عبد الله بن جعفر، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر، عن عقبة بن جعفر مثله. والصدوق في كمال الدين: 229 ح 25 باسناده عن ابن المتوكل، عن محمد العطار عن ابن عيسى، عن البزنطى، عن عقبة (مثله)، وفيه: حتى يرى ولده من بعده، عنه البحار: 23 / 42 ح 80. 2) في الاصل والدلائل: " عمر ". وكلاهما تصحيف لما في المتن ترجم له في جامع الرواة: 1 / 616. 3) أضاف في روايتي الصدوق والطبري: لم يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الارض مادمنا بين أظهرهم، فإذا أراد الله أن يهلكهم، ولا يمهلهم ولا ينظرهم، ذهب بنا من بينهم ورفعنا إليه، ثم يفعل الله ما شاء وأحب. 4) رواه الطبري في دلائل الامامة: 231 باسناده عن محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه عن محمد بن همام، عن عبد الله بن أحمد، عن عمر بن ثابت مثله. والصدوق في كمال الدين: 204 ح 14 باسناده عن أبيه وابن الوليد معا، عن الحميرى عن محمد بن أحمد بن أبى سعيد، عن عمرو بن ثابت مثله. عنه منتخب الانوار المضيئة: 33 والبحار: 23 / 37 ح 64.
[ 197 ]
الجو، يملك عشرين سنة. (1) 6 - وعن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كيف تهلك امة أنا أولها، والمهدي من أهل بيتي في أوسطها، وعيسى بن مريم في آخرها. (2) 7 - وعن المفضل بن عمر، قال: قال الصادق عليه السلام: يا مفضل كيف يقرأ أهل العراق هذه الاية ؟ قلت: يا سيدي وماهي ؟ قال: قول الله تعالى: (يستعجل بها الذين آمنوا والذين لا يؤمنون مشفقون منها) (3) فقلت: يا سيدي ليس كذا يقرأونها. يقرأون: " يستعجل بها الذين لا يؤمنون (بها) (4) والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ". فقال لي: ويحك ! أتدري ماهي ؟ فقلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم. 1) رواه الطبري في دلائل الامامة: 233 باسناده عن ابراهيم بن أحمد الطبري، عن محمد ابن المظفر الحافظ، عن عبد الرحمن بن اسماعيل، عن على بن ابراهيم الصوري، عن داود عن سفيان، عن منصور،، عن ربعى بن خراش، عن حذيفة مثله. وأخرجه في كشف الغمة: 2 / 467 عن أربعين أبى نعيم، عنه البحار: 51 / 80. 2) رواه الطبري في دلائل الامامة: 234 باسناده عن ابراهيم بن أحمد الطبري، عن عثمان ابن أحمد بن عبد الله الدقيقي، عن أحمد بن عبد الله الانطاكي، عن اليمان بن سعيد المحتسبى عن خالد بن القشيرى، عن محمد بن ابراهيم الهاشمي، عن أبى جعفر عبد الله بن محمد عن أبيه، عن ابن عباس مثله. أقول: والحديث بهذا اللفظ وبغيره مشهور وفى كتب الفريقين مذكور، وقد أخرجنا أكثرها عند تحقيقنا عوالم العلوم: 15 / 182 ح 56، وص 305 ح 9، وص 308 ح 19. 3) كذا في الاصل والزام الناصب، وهو الموافق لكلام الامام عليه السلام في هذا الحديث. والاية في المصحف الشريف (الشورى: 18) وكذلك في دلائل الامامة والمحجة هكذا " يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنه الحق " فتدبر ! 4) ليس في الدلائل.
[ 198 ]
فقال: والله ماهي إلا قيام القائم، وكيف يستعجل به من لا يؤمن به ! ؟ والله ما يستعجل به إلا المؤمنون، ولكنهم حرفوها حمدا، فاعلم ذلك يا مفضل. (1) 8 - وعنه، عن ابى عبد الله عليه السلام قال: إذا قام القائم استنزل المؤمن الطير من الهواء فيذبحه ويشويه ويأكل لحمه ولا يكسر عظمه، ثم يقول له: إحي باذن الله. فيحيى ويطير، وكذلك الظباء من الصحاري. ويكون ضوء البلاد ونورها، ولا يحتاجون إلى شمس ولاقمر، ولايكون على وجه الارض مؤذ، ولاشر ولاسم ولافساد أصلا، لان الدعوة سماوية ليست بأرضية، ولايكون للشيطان فيها وسوسة ولاحسد، ولا شئ من الفساد. ولا تشوك الارض والشجر، وتبقى الزروع قائمة كلما اخذ منها شئ نبت من وقته وعاد كحاله، وإن الرجل ليكسو ابنه الثوب فيطول معه كلما طال، ويتلون عليه أي لون أحب وشاء. ولو أن الرجل الكافر دخل جحرضب، أو توارى خلف مدرة أو حجر أو شجر لانطق الله ذلك الشئ الذي يتوارى فيه حتى يقول: يا مؤمن، خلفي كافر فخذه. فيؤخذ ويقتل. ولايكون لابليس هيكل يسكن فيه - والهيكل البدن - ويصافح المؤمنون الملائكة، ويوحى إليهم، ويحيون ويجتمعون [ مع ] (2) الموتى باذن الله. 1) رواه في دلائل الامامة: 238 باسناده عن أبى الحسن الانباري، عن على بن الحسن الجصاص، عن محمد بن يحيى التميمي، عن الحسن بن على الزيدى العلوى، عن محمد ابن على الاعلم المصرى، عن ابراهيم بن يحيى الجوانى، عن المفضل بن عمر مثله. عنه المحجة فيما نزل في القائم الحجة (ع): 191 ح 77. وأورده في الزام الناصب: 1 / 88 مرسلا عنه عليه السلام مثله. 2) استظهرناها لملازمتها السياق، أو لعل المعني أن الموتى يحبون ويجتمعون باذن الله.
[ 199 ]
وقال عليه السلام (1): يأتي على الناس زمان لا يكون المؤمن إلا بالكوفة أو يحن إليها. (2) يا مفضل أنت وأربعة وأربعون رجلا... (3) القائم ينهي ويأمر. تم هذا الكتاب ونحمد الله عزوجل على ما وفقنا إليه في العثور على هذه النسخة الوحيدة وإخراجها بهذه الصورة، ومنه تعالى نستمد العون والتوفيق. والحمد لله أولا وآخرا وصلاته على صفوته محمد رسولا وعلى أوصيائه: علي أميرا وأولا، والمهدي من ولد فاطمة صلوات الله عليهم خاتما. وأنا الراجي رحمة ربه. محمد باقر بن السيد المرتضى الموحد الابطحي 1) استظهرناها، وفى الاصل بياض، وفى الدلائل: " قالوا ". يا مفضل أنت وأربعة وأربعون رجلا... (3) القائم ينهي ويأمر. تم هذا الكتاب ونحمد الله عزوجل على ما وفقنا إليه في العثور على هذه النسخة الوحيدة وإخراجها بهذه الصورة، ومنه تعالى نستمد العون والتوفيق. والحمد لله أولا وآخرا وصلاته على صفوته محمد رسولا وعلى أوصيائه: علي أميرا وأولا، والمهدي من ولد فاطمة صلوات الله عليهم خاتما. وأنا الراجي رحمة ربه. محمد باقر بن السيد المرتضى الموحد الابطحي 1) استظهرناها، وفى الاصل بياض، وفى الدلائل: " قالوا ". وما بعدها الى قوله عليه السلام " الا بالكوفة " بياض في الاصل، وأثبتناه من الدلائل. قال المجلسي في البحار: 53 / 1: روى في بعض مؤلفات أصحابنا، عن الحسين بن حمدان عن محمد بن اسماعيل وعلى بن عبد الله الحسنى، عن أبى شعيب ومحمد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر، قال: سألت سيدى الصادق عليه السلام. وأورد حديثا طويلا - الى أن قال -: قال المفضل: يا مولاى كل المؤمنين يكونون بالكوفة ؟ قال: أي والله، لا يبقى مؤمن الا كان بها أو حواليها.... أقول: روى محمد بن على بن الحسن العلوى الحسينى في فضائل الكوفة وفضائل أهلها: 81 ح 24 باسناده الى على عليه السلام ما لفظه: " ليأتين على الناس زمان ما على ظهر الارض مؤمن الا وهو بها أو يحن قلبه إليها - يعنى الكوفة -. 2) رواه في دلائل الامامة: 246 باسناده عن محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، عن الحسن ابن محمد النهاوندي، عن محمد بن على بن عبد الكريم، عن أبى طالب عبد الله بن الصلت عن محمد بن على بن عبد الله الخياط، عن المفضل مثله، عنه حلية الابرار: 2 / 635. 3) في الاصل بياض بمقدار ست كلمات. (*)