![]() |
![]() |
![]() |
هذه واقعيّة لا يمكن إنكارها والتغافل عنها ، فعصرنا عصر الصحوة ، وهؤلاء الأعراب قد رضوا بالصلح مع إسرائيل عملا وقولا ، حتّى أفتى مفتيهم بضرورة ذلك ، فانتهت القضية من قبلهم وارتاح بال اليهود ، فقد فتحوا سفاراتهم في البلاد الإسلامية والعربية ، وجلسوا على طاولة واحدة ينخبون الكؤوس.
ولم يبقَ في ساحة المعارضة والعداء إلاّ أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ومن يحمل فكرهم وجهادهم كحماس الفلسطينية والجهاد الإسلامي.
فهؤلاء الفئة القليلة الذين يحملون الروح الإسلامية والغيرة الدينية على المقدّسات وقبلتهم الاُولى ، هم الذين سيغلبون في آخر الزمان.
فلا بدّ أن نعدّ العدّة :
(وَأعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة)[1] ليوم الخلاص ولساعة الصفر يوم تحرير فلسطين الإسلامية ، فاليوم ليست المعركة معركة القوميات العربية واليهودية ، بل معركة الحضارات : الحضارة الإسلامية الموحّدة ، والحضارة الغربيّة الكافرة.
فاليوم الصراع بين الدين والكفر ، بين المعسكر الإلهي والمعسكر الشيطاني ، بين الخير والشرّ ، بين الحقّ والباطل ، بين الصالح والطالح ، ولا بدّ للحقّ أن ينتصر ، هذا ما وعدنا الله سبحانه :
(لأغْلِبَنَّ أنا وَرُسُلي)[2].
ولن يخلف الله وعده ، فإنّ الإسلام يعلو ولا يعلى عليه.
فلا بدّ أن نعدّ العدّة لطلوع فجر الإسلام وبزوغ شمسه الوضّاء من أرض فلسطين المباركة ، لا بدّ أن تقطع جذور الغدّة السرطانيّة ، إسرائيل الغاصبة من بلاد الإسلام.
وهذا ليس على الله بعزيز ، إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم ، وما النصر إلاّ من عند الله ، لأغلبنّ أنا ورسلي ، والعلماء ورثة الأنبياء ، وحكومة العلم والعلماء والفقه والفقهاء في عصرنا هذا ، إنّما ينطبق ويتحقّق في مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، فمن كان منهم كالسيّد الإمام الخميني (قدس سره) أو يحمل أفكارهم كأنصاره وأتباعه في العالم سواء كان شيعيّاً أو سنّياً ، هم الغالبون ، وبأيديهم الفولاذية وسواعدهم الإسلامية تتحرّر فلسطين المسلمة من براثن اليهود السياسية الشعب الملعون والمطرود إخوان القردة والخنازير.
فأهمّ الاُصول السياسية الخارجيّة في ثورة الإمام الخميني هي تحرير فلسطين وقطع أيادي الصهيونية العالمية والماسونية والاستكبار والاستعمار من أراضيها المقدّسة ، فإنّ بيت المقدس قبلة المسلمين الاُولى ، لا بدّ من تطهيرها من أرجاس الشرك والكفر والظلم والجور.
ولا يخفى إنّما نحارب ونعادي ونفكّر بمحو اليهود الصهاينة ، والتي نسمّيها باليهودية السياسية ، وأ نّها غير اليهودية النبوية ، التي هي من الأديان السماوية ، فأصلها غير المنحرف جدير بالاحترام والتقديس . إلاّ أنّ اليهودية السياسية بأطماعها التوسّعية وسياستها الاستكبارية الفاشستية (من النيل إلى الفرات) وإنّها (الشعب المختار) وتحرّض اليهودية كدين على روح القومية والصهيونية ، فهذا تحميل على الدين الموسوي الحنيف.
الدولة الوحيدة في العالم القائمة على اُسس طائفية هي إسرائيل الغاصبة في فلسطين المحتلّة ، فإنّها هي المعلن عنها على أ نّها دار الشعب اليهودي ، إلاّ أنّ الله سبحانه قد غضب على اليهود لاتّخاذهم العجل إلهاً ، حتّى جاء في عهدهم القديم ، إنّه يستمرّوا تائهين في الأرض إلى عودة الربّ.
فإسرائيل الدولة اليوم ، إنّما هي ربيبة الصهيونية والماسونية والاستعمار العالمي.
إنّ أعمال الفتك والهتك والقتل الجماعي والتشريد والتعذيب التي ترتكبها الصهيونية في فلسطين الإسلامية ، ليندى لها جبين الإنسانية ، فإنّ منظمات صهيونية كمنظمّة اليودنرات وزعماء صهيونيين كبارنبلاط قد ساهموا مساهمة كبيرة في عمليات الاضطهاد والتعذيب والقتل ، وقد انكشف هذا الدور الإجرامي الخسيس في محاكمات جرت في إسرائيل نفسها ، وصدرت فيها أحكام من المحاكم الإسرائيلية.
إنّ الإجرام الذي تتّصف به الحركة الصهيونية لم تبلغ مبلغه حتّى الحركة النازية.
[1]الأنفال : 60.
[2]المجادلة : 21.
![]() |
![]() |
![]() |