عودة  الإسلام

إنّ العروبة والقومية العربية وما يضارعها لم تنجح في جوهرها وأهدافها وسلوكها ، ولم تصنع شيئاً سوى النكبات والنكسات والهزائم ، فلا زالت فلسطين المظلومة تئنّ تحت وطأة اليهود والصهاينة العتاة المردة ، ولا زال حكّام العرب يتشدّقون بالقومية العربية ووحدتها واشتراكيّتها ، بل هي التي تطبّل لها إسرائيل لمآربها ، وإنّما تخاف وتحذر من حماس والجهاد الإسلامي والمقاومة وحزب الله والثورة الإسلامية وصحوتها ... فهي أشدّ عداوة لهؤلاء المؤمنين الذي يحملون بين أضلعهم الدين ومفاهيمه الصادقة ، وإنّ حبّ الوطن من الإيمان ، وإلاّ فإنّ الصهيونية تستغلّ القومية العربية ـ وحتّى أمثال ياسر عرفات من دعاتها ـ لضرب الحركات الإسلامية ... ولكن هيهات هيهات فجيش محمد (صلى الله عليه وآله) لا محالة قادم ، بيدهم السيف الموعود لقطع نحر اليهود.

وليست إسرائيل أكثر عدداً وعدّة وقوّة وسلاحاً ـ وإن كانت أمريكا تحميها وتدعمها ـ من الاتحاد السوفييتي السابق ، فقد رأينا كيف صنع الله ، وشاهدنا إذلال الشيوعية وسقوط السوفييت في سلّة المهملات ومزبلة التأريخ.

ويأتي ذلك اليوم الذي تسقط إسرائيل وأذنابها وحماتها ، وتتحرّر فلسطين الغالية ، فإنّهم يرونه بعيداً ونراه قريباً ، أليس الصبح بقريب ...

هذا ما وعدنا الله ، ولن يخلف الله وعده.

(وَنُريدُ أنْ نَمُنَّ عَلى الَّذينَ اسْتُضْعِفوا في الأرْضِ)[1].

هذا وقد قرّت عيني بيراع الفاضل الكامل حجّة الإسلام السيّد محمّد حسين مرتضى ، من الفضلاء اللبنانيّين ، في كتابه الجديد (عقل اليهود الأسير) فسرّحت فيه بريد النظر وأجلت فيه البصر ، فألفيته مؤلفاً قيّماً قد جمع بين دفّتيه بعض الحقائق التأريخية ، باُسلوب رصين وببلاغة واضحة ، وصراحة هادئة.

فشغفت بما قدّم إلى المكتبة العربيّة من بحث جديد ، وإن كنت أختلف معه في بعض المواقف.

ثمّ كان السيّد الفاضل من قبل في سنة 1410 هـ ق يحضر عندي درس شرح التجريد في علم الكلام (الدورة الثالثة) حضور تفهّم واستيعاب ، مع مجموعة من طلاب العلوم الدينية في حوزة قم العلمية من جاليات متعدّدة ، وكنت أتطلّع فيهم مستقبلا ناجحاً ، وأتفرّس في السيّد الكاتب أملا زاهراً ، وأرى قد أثمرت الجهود بأقلام إسلامية متحرّرة ، تهدف نشر معارف أهل البيت (عليهم السلام) وعلومهم من خلال القرآن الكريم والسنّة الشريفة والعقل السليم . فأسأل الله سبحانه أن يوفّقهم ويسدّد خطاهم ويسعدهم في الدارين ، وأن لا ينسوني من صالح دعواتهم كما لا أنساهم ، كما أسأل الباري عزّ وجلّ أن يكثر في شباب عصرنا أمثال السيّد الفاضل ، ويوفّر أضرابه ، وجزاه الله خيراً على ما فعل من سرد الحقائق التأريخية ، وهنّأه بالكأس الأوفى شربة لا ظمأ بعدها أبداً ، والسلام عليه وعلى من اتّبع الهدى.

أخيراً : وهذه مصادر ـ عربية وفارسية ـ في قضية فلسطين واليهود وإسرائيل بصورة عامة وخاصة ، راجعتها كلّها ، في مكتبة سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى السيّد المرعشي النجفي العامّة بقم المقدّسة ، أذكرها مع اسم المؤلف ورقم التسلسل لسهولة المراجعة لمن أراد التحقيق والتوسّع في المطالعة.

واُقدّم شكري الجزيل لأمين المكتبة والمسؤولين في قسم التحقيق وغيرهم من الاُخوة العاملين ، فجزاهم الله خيراً ، والحمد لله ربّ العالمين.

العبد

عادل  العلوي

قم  المقدّسة  ـ  الحوزة  العلمية


[1]القصص : 5.

المصادر العربية