البرهان  على  طول  عمر  إمام  الزمان  (عليه السلام)

لقد استبعد طول عمر صاحب الزمان الإمام المهدي المنتظر الموعود من آل محمّد (عليهم السلام) حتّى عاب على الشيعة بعض الجهّال من العامّة قولهم ببقائه (عليه السلام) ، وقال بعضهم في كتاب الوصيّة فيما لو وصّى واحد أن يصرف مال لأجهل الناس : (إنّ الوصيّة لأجهل الناس تصرف إلى من ينتظر المهدي ويقول بحياته).

لكن مسألة طول عمر صاحب العصر والزمان تنطبق مع الموازين العقلية والمنطقية كما عليها الأدلّة النقلية ، فهي ساطعة البرهان ، لا يمكن للمؤمن المنصف إنكارها والتشكيك فيها ، ولا قيمة للاستبعاد في الاُمور والمطالب الاعتقادية بعدما قام البرهان ودلّت عليه الأدلّة القطعية من العقل والنقل ، وهذا نوع من سوء الظنّ بالقدرة الإلهية ، وليس له مبنى إلاّ عدم الاُنس وقضاء العادة في الجملة على خلافه ، وإلاّ فيتّفق في اليوم والليلة بل في كلّ ساعة وآن آلاف من الحوادث والوقائع العادية في العالم ، حتّى في المخلوقات الصغيرة وما لا يرى إلاّ بإعانة المكبّرات ، ممّـا أمره أعجب وأعظم من طول عمر إنسان سليم الأعضاء والقوى العارف بقواعد حفظ الصحّة ، العامل بها ، بل ليس مسألة طول عمره أغرب من خلقته وتكوينه وانتقاله من عالم الأصلاب إلى عالم الأرحام ومنه إلى عالم الدنيا ، وبهذا دفع الله استبعاد المنكرين للمعاد في قوله تعالى :

( يا أ يُّها النَّاسُ إنْ كُنْتُمْ في رَيْب مِنَ البَعْثِ فَإنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُراب ثُمَّ مِنْ نُطْفَة ... )[1].

وقال عزّ وجلّ :

( وَقالوا أإذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً ... )[2].

فلا يمكن إنكار ما قام عليه الدليل والبرهان.

ويمكن تلخيص الأدلّة والبراهين في طول عمر صاحب الزمان ووقوعه بما يلي :


[1]الحجّ : 5.

[2]الإسراء : 49.

الدليل الأوّل : قدرة الله