الدليل  الأوّل :  قدرة  الله

إنّ الله سبحانه وتعالى قادر على كلّ شيء ، كما إنّه عالم بكلّ شيء ، فلا يعزّ عليه أن يطيل في عمر شخص ويحفظه من آفات الموت وطبيعته ، فإنّ النار بطبيعتها تحرق وتفني وتبيد الحرث والنسل ، إلاّ أ نّها كانت بأمر من ربّها برداً وسلاماً على إبراهيم الخليل (عليه السلام) :

( يا نارُ كوني بَرْداً وَسَلاماً عَلى إبْراهيم )[1].

فبالقدرة الإلهية نستدلّ على طول عمر صاحب الزمان (عليه السلام) ، وبها ينقطع الإشكال ويتمّ الجواب . فإنّ الله سبحانه قادر على كلّ شيء ، وطول العمر من الممكنات ، فليس بالمستحيل ذاتاً ، وإنّه لا قابليّة له في ذاته ، بل هو ممكن الذات ، كما أنّ أدلّ دليل على إمكان الشيء وقوعه ، وإذا طلب المؤمن ودعا ربّه في ذلك فإنّه يستجاب له ، كما ورد في الخبر النبويّ الشريف.

عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لو أنّ مؤمناً أقسم على ربّه عزّ وجلّ أن لا يميته ما أماته أبداً ، ولكن إذا حضر أجله بعث الله عزّ وجلّ إليه ريحين : ريحاً يقال له : المنسية ، وريحاً يقال له : المسخية ، فأمّا المنسية فإنّها تنسيه أهله وماله ، وأمّا المسخية فإنّها تسخي نفسه عن الدنيا حتّى يختار ما عند الله تبارك وتعالى[2].

فأيّ مانع لمصالح خفية إلهية وحكمة ربّانيّة أن يطول عمر صاحب الزمان(عليه السلام)ولا يموت حتّى يأذن الله تعالى في ذلك ؟ فإنّه سيّد المؤمنين وإمامهم ولا يردّ دعائه قطعاً.


[1]الأنبياء : 69.

[2]بحار الأنوار 6 : 153.

الدليل الثاني : الإعجاز