رابعا : السيرة التاريخية للأئمة الإثني عشر (ع)تاريخ الأئمة الإثني عشر بعضه مبسوط في كتب التاريخ العامة من قبيل تاريخ علي والحسن والحسين ذرية الحسين الى ولده الحسن العسكري (ع) . وبعض هذا التاريخ ينفرد به الشيعة كليا كقولهم ان الحسن العسكري (ع) له ولد هو محمد (ع) وهو المهدي الموعود وانه غاب غيبتين صغرى كان له فيها نواب وسفراء توسطوا بينه وبين شيعته وغيبة كبرى انقطعت فيها أخباره وانه سيظهره الله تعالى في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطا وعدلا . والبعض الآخر من الحقائق التاريخية التي يذكرها الشيعة عن أئمتهم نجد لها ذكرا ما في المصادر السنية ، من قبيل ما ذكره الشيعة في كتبهم عن الامام الباقر والصادق (ع) انهم كان عندهم كتب علي (ع) التي كتب فيها كل السنة النبوية وبيان القرآن بإملاء النبي (ص)جاءتهم عن طريق آبائهم ثم صارت من بعدهم ارثا لابنائهم الكاظم (ع)ثم الرضا(ع) ، وأخبار هذا التراث العلمي المكتوب مفصلة في كتب الشيعة التي تذكر انها صارت الى المهدي الذي سوف يخرجه في جملة ما يخرجه من الوثائق الالهية يومذاك . ومن قبيل دعواهم الإمامة الإلهية وان القرآن أشار اليهم ، وجملة من أحاديث علي (ع) وكلماته في نهج البلاغة والدر المنثور تشير الى ذلك ، أما دعوى بقية الأئمة فينفرد الشيعة برواية ذلك عن عنهم (ع) . إن السيرة التاريخية للإئمة الإثني عشر تُفردهم بجهد خاص بذلوه من أجل سنة النبي على مستوى النشر والحفظ والتدوين والتطبيق . مضافا الى ذلك فان سيرتهم التاريخية لهؤلاء الإثني عشر تتميز بخصائص تجعل منهم المصداق الوحيد لأهل البيت المذكورين في القرآن الذين وصفهم بانهم وارثون لعلم الكتاب وانهم مكلفون بحفظ الرسالة وغير ذلك من الصفات التي شخصها لهم القرآن وهكذا الصفات التي شخصها لهم النبي بقوله انهم عدل الكتاب وان التمسك بهما معا يعصم من الضلالة . فمن هذه الخصائص : حالة تبعية علي للنبي وتقيده الحرفي بأوامره نواهيه . الحالة الأسباطية المنتسبة الى الرسول من جهة فاطمة (ع) والى علي من جهة الولد وهم أحد عشر : الحسن والحسين وتسعة من ذرية الحسين . دعوى وراثة التراث لعلمي النبوي المكتوب . وحدة السيرة العملية والخط الفكري والفقهي فاللاحق منهم يصدق السابق منهم ويواصل السير على منهاجه . الحرص الخاص على سنة النبي نشرا وتدوينا وتطبيقا . والخلاصة ان المنهج التاريخي يثبت ثلاثة أمور اساسية : الأول : ان الإئمة الإثني عشر كانوا يدَّعون مقام الإمامة الإلهية بعد الرسول وأنَّ الذي يأخذ عنهم ويواليهم يُقبل منه عمله في الآخرة و ينجو ، وأنَّ الذي لا يأخذ عنهم لا يقبل منه في الآخرة ويهلك . الثاني : ان المواصفات التي طرحها القرآن حول الشهداء على الناس بعد النبي تنطبق عليهم خاصة دون غيرهم . الثالث : ان الأئمة التسعة من ذرية الحسين هم إمتداد المطهرين من أهل البيت المذكورين في حديث الكساء وهم تكملة الإثني عشر المذكورين في حديث النبي (الأئمة بعدي اثنا عشر) والأئمة الإثنا عشر هم الذين ينطبق عليهم حديث الثقلين دون غيرهم من ذرية علي (ع) من فاطمة (ع) . |