ثالثا : الحديث النبوي الشريف
المعتبر لدى أهل السنة

ان الإستدلال بالحديث النبوي الشريف المعتبر لدى أهل السنة مسألة واضحة ومعروفة وقد كتب فيها علماء الشيعة تراثا ضخما جدا .

يقدم الحديث النبوي المعتبر عند أهل السنة رؤية واضحة عن أهل البيت خلاصتها : انهم عِدل الكتاب ، وان التمسك بهما معا يعصم من الضلالة ، وأن ولايتهم ولاية النبي (ص) كما في حديث ا لثقلين وحديث الغدير .

وانه(ص) عيَّن عددهم وهم اثنا عشر ، وسمّى أولهم وهو علي ثم شبَّه (ص) منزلة علي منه بمنزلة هارون من موسى ثم سمّى النبي (ص) الحسن والحسين وقال عنهم انهم سبطان من الأسباط يشير الى قوله تعالى ((قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) ) البقرة/136 والاسباط هنا هم يوسف والائمة من ذريته .

وقوله تعالى ((وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا …(160) ) الأعراف/159-160 والاسباط هنا من آل هارون المشار اليهم في قوله تعالى ((وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (248) ) البقرة/248، وال هارون هم النقباء الاثني عشر المشار اليهم في قوله تعالى (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ) المائدة/12.

وقد شبه النبي اوصياءه بالائمة من بني اسرائيل كما في رواية مسروق عن ابن مسعود قال « سأل رجل عبد الله بن مسعود قال له يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله كم يملك هذه الامة من خليفة فقال عبد الله سألناه فقال : اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل »(1) .

وفي رواية أخرى « يكون بعدي من الخلفاء عدة أصحاب موسى »(2) .

وفي رو اية أخرى « كلهم تجتمع عليه الامة » (3) .

______________________

(1) مسند احمد 1/398،406 قال احمد شاكر في هامش الحديث الاول : (اسناده صحيح) ومستدرك الحاكم 4/501 وفتح الباري 16/339 مجمع الزوائد 5/190 ، كنز العمال 13/27 .

(2) البداية والنهاية لابن كثير 6/248 وكنز العمال 13/27 . قال ابن كثير « وقد روي مثل هذا عن عبد الله بن عمر وحذيفة وابن عباس » . أقول : وقد روى مثله الهيثمي في مجمع الزوائد عن الطبراني في الاوسط والكبير ، والبزار ، عن أبي جحيفة . ويتبين من ذلك ان حديث الاثني عشر عند السنة لا تنحصر روايته بالصحابي جابر بن سمرة بل يرويه صحابة آخرون ذكرت الكتب السنية الميسرة فعلا خمسة منه . لقد ظن علماء الحديث من أهل السنة ان المراد بهؤلاء الاثني عشر هم الحكام الذين جاءوا بعد الرسول واتفقوا على تسمية الاربعة الاوائل منهم وحاروا في تكملة العدد ، فمنهم من عد معاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك ثم يزيد بن عبد الملك ثم هشام بن عبد الملك وبين سليمان ويزيد عمر بن عبد العزيز والثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك) وقد رجح هذا القول ابن حجرومنهم من قال ان هؤلاء الاثني عشر مفرقين في الامة إلى آخر الدنيا . وهذا التفسير بعيد عن الصحة تماماً وذلك لان تشبيه النبي ((صلى الله عليه وآله)) لهؤلاء الاثني عشر بأصحاب موسى ونقباء بني إسرائيل يفيد انهم من سنخهم .

(3) سنن أبي داود ج2 /423 .