الدر المنثور
جلال الدين السيوطي ج 2

[ 1 ]
الدر المنثور في التفسير بالمأثور للامام جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى وبهامشه القرآن الكريم مع تفسير ابن عباس رضي الله عنه الجزء الثاني دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت - لبنان
[ 2 ]
بسم الله الرحمن الرحيم * (سورة آل عمران) * * أخرج ابن الضريس في فضائله والنحاس في ناسخه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال نزلت سورة آل عمران بالمدينة * وأخرج الطبراني في الاوسط بسند ضعيف عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ السورة التى يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته حتى تغيب الشمس * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في شعب الايمان عن عمر بن الخطاب قال من قرأ البقرة وآل عمران والنساء كتب عند الله من الحكماء * وأخرج الدارمي ومحمد بن نصر والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال من قرأ آل عمران فهو غنى والنساء محبرة يعنى مزينة * وأخرج الدارمي وأبو عبيد في فضائله والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال نعم كنز الصعلوك سورة آل عمران يقوم بها الرجل من آخر الليل * وأخرج سعيد بن منصور عن أبى عطاف قال اسم آل عمران في التوراة طيبة * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن ابن عباس ابن الشمس انكسفت وهو أمير على البصرة فصلى ركعتين قرأ فيهما بالبقرة وآل عمران * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الملك بن عمير قال قرأ رجل البقرة وآل عمران فقال كعب قد قرأ سورتين ان فيهما اللاسم الذى إذا دعى به استجاب * قوله تعالى (الم الله لا اله الا هوالحى القيوم) الآيات * أخرج ابن الانباري قى المصاحف عن أبى بن كعب انه قرأ الحى القيوم * وأخرج عبد حميد بن مجاهد قال القيوم القائم على كل شئ * وأخرج أبو عبد وسعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود انه كان يقرؤها الحى القيام * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبى داود وابن الانباري معافى المصاحف وابن المنذر والحاكم وصححه عن عمرانه صلى العشاء الآخر فاستفتح سورة آل عمران فقرأ الم الله لا اله الا هو الحى القيام * وأخرج ابن أبى داود عن الاعمش قال في قراءة عبد الله الحى القيام * وأخرج ابن جرير وابن الانباري عن علقمة أنه كان يقرأ الحى القيام * وأخرج ابن جرير وابن الانباري عن أبى معمر قال سمعت علقمة يقرأ الحى القيم وكان أصحاب عبد الله يقرؤن الحى القيام * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن عاصم بن كليب عن أبيه قال كان عمر يعجبه أن يقرط سورة آل عمران
[ 3 ]
في الجمعة إذا خطب * وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن جعفر بن الزبير قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد نجران ستون راكبا فيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو حارثة بن علقمة والعقاب وعبد المسيح والايهم السيد وهو من النصرانية على دين الملك مع اختلاف من أمرهم يقولون هو الله ويقولون هو ولد الله ويقولون هو ثالث ثلاثة كذلك قول النصرانية فهم يحتجون في قولهم يقولون هو الله بانه كان يحيى الموتى ويبرئ الاسقام ويخبر بالغيوب ويخلق من الطين كهيئة الطير ثم ينفح فيه فيكون طيرا وذلك كله باذن الله ليجعله آية للناس ويحتجون في قولهم بانه ولد بانهم يقولون لم يكن له أب يعلم وقد تكلم في المهد شيألهم بصنعه أحد من ولد آدم قبله ويحتجون في قولهم انه ثالث ثلاثة بقول الله فعلنا وأمرنا وخلقنا وقضينا فيقولون لو كان واحد اما قال الافعلت وأمرت وقضيت وخلقت ولكنه هو وعيسى ومريم ففى كل ذلك من قولهم نزل القرآن وذكر الله لنبيه فيه قولهم فلما كلمه الحبران قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم اسلما قالاقد أسلمنا قبلك قال كذبتما منعكما من الاسلام دعاؤ كلمة ولد أو عباد تكلما الصليب وأكلكما الخنزير قالا فمن أبوه يا محمد فصمت فلم يجيبهما شيأ فانزل الله في ذلك من قولهم واختلاف أمرهم كله صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها فافتتح السور بتنزيه نفسه مما قالوه وتوحيده اياهم بالخلق والامر لا شريك له فيه وردا عليهم ما ابتدعوا من الكفر وجعلوا معه من الانداد واحتجاجا عليهم بقولهم في صاحبهم ليعرفهم بذلك ضلالتهم فقال الم الله لا اله الا هو الحى القيوم أي ليس معه غيره شريك في أمره الحى الذى لا يموت وقد مات عيسى في قولهم القيوم القائم على سلطانه لا يزول وقد زال عيسى وقال ابن اسحق حدثنى محمد بن سهل ابن أبى امامة قال لما قدم أهل نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن عيسى بن مريم نزلت فيهم فاتحة آل عمران إلى رأس الثمانين منها وأخرجه البيهقى في الدلائل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الربيع قال النصارى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخاصموه في عيسى بن مريم وقالو له من أبوه وقالوا على الله والكذب والبهتان فقال لهم النبي صلى عليه وسلم ألستم تعلمون نه لا يكون ولد الا وهو يشبه أباه قالوا بلى قال ألستم تعلمون ربنا حى لا يموت وان عيسى يأتي عليه الفناه قالوا بلى قال ألستم تعلمون ان ربنا قيم على كل شى يكاؤه ويحفظه ويرزقه قالوا بلى قال فهل يملك عيسى من ذلك شيأ قالوالا قال أفلستم تعلمون لا يخفى عليه شئ في الارض ولا في السماء قالوا بلى قال فهل يعلم عيسى من ذلك شيأ الا ما علم قالوا لا قال فان ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء ألستم تعلمون ان ربنا لا ياكل الطعام ولا يشرب الشراب ولا يحدث الحدث قالوا بلى قال ألستم تعلمون ان عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ثم وضعته كما تضع المرأة ولد هاشم غذى كما تغذى المرأة الصبى ثم كان ياكل الطعام ويشرب الشراب ويحدث الحدث قالوا بلى قال فكيف يكون هذا كمازعمتم فعرفوا ثم أبوالاحجودا فانزل الله الم الله لا اله الاهو الحى القيوم * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود انه كان يقرؤها القيام * وأخرج ابن جرير عن علقمة انه قرأ الحى القيوم * وأخرج الفريانى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه قال لما قبله من كتاب أو رسول * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن مصدقا قالما بين يديه يقول من البينات التى أنزلت على نوح وابراهيم وهود والانبياء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله نزل عليك الكتاب قال القرآن مصدقا لما بين يديه من الكتب التى قد خلت قبله وأنزل التوراة والانجيل من قبل هدى للناس هما كتابان أنزلهما الله فيهما بيان من الله وعصمة لمن أخذ به وصدق به وعمل بما فيه وأنزل الفرقان هو القرآن فرق به بين الحق والباطل فاحل فيه حلاله وحرم فيه حرامه وشرع فيه شرائعه وحد فيه حدود وفرض فيه فرائضه وبين فيه بيانه وأمر بطاعته ونهى عن معصيته * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير وأنزل الفرقان أي الفصل بين الحق والباطل فيما اختلف فيه الاحزاب من أمر عيسى وغيره في قوله ان الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام أي ان الله منتقم ممن كفر بآياته بعد علمه بها ومعرفة بما جاء منه فيها وفى قوله ان الله لا يخفى عليه شئ في الارض ولا في السماء أي قد علم ما تريدون وما تكيدون وما يضاهون بقولهم في عيسى إذ جعلوه ربا والها وعندهم من
[ 4 ]
علمه غير ذلك غرة بالله وكفرا به هو الذى يصوركم في الارحام كيف يشاء قد كان عيسى ممن صور في الارحام لا يدفعون ذلك ولا ينكرونه كما صور غيره من بنى آدم فكيف يكون الها وقد كان بذلك المنزل * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود في قوله يصوركم في الارحام كيف يشاء قال ذكورا واناثا * وأخرج ابن جرير من طريق السدى عن أبى مالك وعن أبى صالح عن ابن عباس عن مرة عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله هو الذى يصوركم في الارحام كيف يشاء قال إذا وقعت النطفة في الارحام طارت في الجسد أربعين يوما ثم تكون علقة أربعين يوما ثم تكون مضغة أربعين يوما فإذا بلغ ان يخلق بعث الله ملكا يصورها فيأتى الملك بتراب بين أصبعيه فيخلط فيه المضغة ثم يعجنه بها ثم يصوره كما يؤمر ثم يقول ذكر أم أنثى أشقى أم سعيد ما رزقه وما عمره وما أثره وما مصائبه فيقول الله ويكتب الملك فإذا مات ذلك الجسد دفن حيث أخذ ذلك التراب * وأخرج عبد بن حميد وابن حرير عن قتادة هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء قال من ذكر وأنثى وأحمر وأبيض واسود وتام وغير تام الخلق * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية في قوله العزيز الحكيم قال العزيز في نقمته إذا انتقم الحكيم في أمره * قوله تعالى (هو الذى أنزل عليك) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس قال المحكمات ناسخه وحلاله وحرامه وحدوده وفرائضه وما يؤمن به والمتشابهات منسوخه ومقدمه ومؤخره وأمثاله وأقسامه وما يؤمن به ولا يعمل به * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس قال المحكمات الناسخ الذى يدان به ويعمل به والمتشابهات المنسوخات التى لا يدان بهن * وأخرج سعيد بن منصور وابن ابى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن عبد الله بن قيس سمعت ابن عباس يقول في قوله منه آيات محكمات قال الثلاث آيات من أخر سورة الانعام محكمات قل تعالوا والآيتان بعدها * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن حاتم من وجه آخر عن ابن عباس في قوله آيات محكمات قال من ههنا قل تعالوا لى آخر ثلاث آيات ومن ههنا وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه إلى ثلاث آيات بعدها * وأخرج ابن جرير من طريق السدى عن أبى مالك وعن أبى صالح عن ابن عباس وعن مرة بن مسعود وناس من الصحابة المحكمات الناسخات التى يعمل بهن المتشابهات المنسوخات * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال المحكمات الحلال والحرام * وأخرج عبد بن حميد والفريابي عن مجاهد قال المحكمات ما فيه الحلال والحرام وما سوى ذلك منه متشابه يصدق بعضه بعضا مثل قوله وما يضل به الا الفاسقين ومثل قوله كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ومثل قوله والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم * واخرج ابن أبى حاتم عن الربيع قال المحكمات هي الآمرة الزاحرة وأخرج عبد بن حميد وابن الضريس وابن جرير وابن أبى حاتم عن اسحق بن سويد أن يحي بن يعمر وأبا فاختة تراجعا هذة الاية هن أم الكتاب فقال أبو فاختتهن فواتح السور منها يستخرج القران ألم ذالك الكتاب منها استخرجت البقرة والم الله لا اله الاهو الحي القيوم منها استخرجت آل عمران وقال يحي هن اللاتى فيهن الفرائض والامر والنهى والحلال والحدود وعماد الدين * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير هن أم الكتاب قال أصل الكتاب لانهن مكتوبات في جميع الكتب * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير قال المحكمات حجة الرب وعصمة العباد ودفع الخصوم والباطل ليس لها تصريف ولا تحريف عما وضعت علية واخر متشابهات في الصدق لهن تصريف وتحريف وتأويل ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال ولحرام لا يصرفن إلى الباطل ولا يحرفن عن الحق * وأخرج ابن جرير عن مالك بن دينار قال سألت الحسن عن قوله أم الكتاب قال الحلال والحرام قالت له فالحمد لله رب العالمين قال هذه إم القرآن * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان قال إنما قال هن أم الكتاب لانه ليس من أهل دين الا يرضى بهن وأخر متشابهات يعنى فيما بلغنا الم والمص والمر والر * وأخرج ابن المنذر عن سعبدبن جبير قال المتشابهات آيات في القران يتشابهن على الناس إذا قروهن ومن أجل ذلك يضل من ضل فكل فرقتة يقرؤن القرآن يزععمومن انهالهم فمنها يتبع الحرورية من المتشابه قول الله ومن لم يحگم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون ثوم يقرؤن معها والذين كفرو ابربهم يعدلون فإذا رأو الامام يحكم بغير الحق قالوا قد كفر فمن كفر عدل بربه ومن عدل بربه فقد أشرك بربه فهذه الائمة مشركون * وأخرج
[ 5 ]
البخاري في التاريخ وبن جرير من طريق ابن اسحق عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس عن جابر بن عبد الله ابن رباب قال مر أبو ياسر بن أخطب فجاء رجل من يهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتلو فاتحة سورة البقرة الم ذلك الكتاب لاريب فيه فاتى أخاه حيى بن أخطب في رجال من اليهود فقال أتعلمون والله لقد سمعت محمدا يتلو فيها انزل عليه الم ذلك الكتاب فقال أنت سمعته قال نعم فمشى حتى وافى أولئك النفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا الم تقل انك تتلو فيها أنزل عليك الم ذلك الكتاب فقال بلى فقالوا لقد بعث بذلك أنبياء ما نعلمه بين لنبي منهم مامدة ملكه وما أجل أمته غيرك الالف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون فهذه احدى وسبعون سنة ثم قال يا محمد هل مع هذا غيره قال نعم المص قال هذه أثقل وأطول الالف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون فهذه احدى وثلاثون ومائة هل مع هذا غيره قال نعم الرقال هذه أثقل وأطول الالف واحدة واللام ثلاثون والراء مائتان هذه احدى وثلاثون ومائتا سنة هل مع هذا غيره قال نعم المرقال هذه أثقل وأطول هذه احدى وسبعون ومائتان ثم قال لقد لبس علينا أمرك حتى ما ندرى أقليلا أعطيت أم كثيرا ثم قال قوموا عنه ثم قال أبو ياسر لاخيه ومن معه ما يدريكم لعله قد جمع هذا كله لمحمد احدى وسبعون واحدى وثلاثون ومائة واحدى وثلاثون ومائتان واحدى وسبعون ومائتان فذلك سبعمائة وأربع سنين فقالوا لقد تشابه علينا أمره فيزعمون ان هذه الآيات نزلت فيهم هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات * وأخرج يونس بن بكير في المغازى عن ابن اسحاق عن محمد بن أبى محمد عن عكرمة عن سعد بن جبير عن ابن عباس وجابر بن رباب ان أبا ياسر بن أخطب مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ فاتحة الكتاب والم ذلك الكتاب فذكر القصة وأخرجه ابن المنذر في تفسير من وجه آخر عن ابن جريج معضلا * قوله تعالى (فاما الذين في قلوبهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس فاما الذين في قلوبهم زيغ يعنى أهل الشك فيحملون المحكم على المتشابه والمتشابه على المحكم ويلبسون فلبس الله عليهم وما يعلم تأويله الا الله قال تأويله يوم القيامة لا يعمله الا الله * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود ابن دزيغ قال شك * وأخرج عن ابن جريج قال الذين في قلوبهم زيغ المنافقون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله فيتبعون ما تشابه منه قال الباب الذى ضلوا منه وهلكوا فيه ابتغاء تأويله وفى قوله ابتغاء الفتنة قال الشبهات * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم الدارمي وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان والبيهقي في الدلائل من طرق عن عائشة قالت تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ إلى قوله أولو الالباب فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم ولفظ البخاري فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فاؤلئك الذين سمى الله فاحذروهم وفى لفظ لابن جرير إذا رأيتم الذين يتبغون ما تشابه منه سمى الله فاحذروهم وفى لفظ لابن جرير إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه والذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله فلا تجالسوهم * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبى امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه قال هم الخوارج وفى قوله يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قال هم الخوارج * وأخرج الطبراني عن أبى مالك الاشعري انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا أخاف على أمتى الا ثلاث خلال أن يكثر لهم المال فيتحاسد وافيقتتلوا وان يفتح لهم الكتاب فيأخذه المؤمن يبتغى تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا أولا الالباب وان يزداد عملهم فيضيعوه ولا يبالون به * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أتخوف على أمتى أن يكثر فيهم المال حتى يتنافسوا فيه فيقتتلوا عليه وان مما اتخوف على أمتى ان يفتح لهم القرآن حتى يقرأه المؤمن والكافر والمنافق فيحل حلاله المؤمن * قوله تعالى (ابتغاء تأويله) الآية * أخرج أبو يعلى عن حذيفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان في أمتى قوما يقرؤن القرآن ينثرونه نثر الدقل يتاولونه على غير تأويله
[ 6 ]
* وأخرج ابن سعد وابن الضريس في فضائله وابن مردويه عن عمر وبن شعيب عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على قوم يتراجعون في القرآن وهو مغضب فقال بهذا ضلت الامم قبلكم لاختلافهم على أنبيائهم وضرب الكتاب بعضه ببعض قال وان القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا ولكن نزل أن يصدق بعضه بعضا فما عرفتم منه فاعملوا به وما تشابه عليكم فآمنوابه * وأخرج أحمد من وجه آخر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتدارؤن فقال انما هلك من كان قبلكم بهذه ضربوا كتاب الله بعضه ببعض وانما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا فلا تكذبوا بعضه ببعض فما علمتم منه فقولوا وما جهلتم فكلوه إلى عالمه * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه وأبو نصر السجرى في الابانة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان الكتاب الاول ينزل من باب واحد على حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فاحلوا حلاله وحرموا حرامه وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبر وابا مثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهة وقولوا آمنا به كل من عند ربنا وأخرجه ابن أبى حاتم عن ابن مسعود موقوفا * وأخرج الطبراني عن عمربن أبى سلمة سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن مسعود ان الكتب كانت تنزل من السماء من باب واحد وان القرآن نزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف حلال وحرام ومحكم ومتشابه وضرب أمثال وآمرو زاحر فاحل حلاله وحرم حرامه واعمل بمحكمة وقف عند متشابهه واعتبر أمثاله فان كلا من عند الله وما بتذكر الا أولو الالباب * وأخرج ابن النجار في تاريخ بغداد بسندواه عن على ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته أيها الناس قد بين الله لكم في محكم كتابه ما أحل لكم وما حرم عليكم فاحلوا حلاله وحرموا حرامه وآمنوا بمتشابهه واعملوا بمحكمه واعتبروا بامثاله * وأخرج ابن الضريس وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود قال أنزل القرآن على خمسة أوجه حرام وحلال ومحكم ومتشابه وأمثال فاحل الحلال وحرم الحرام وآمن بالمتشابه واعمل بالمحكم واعتبر بالامثال * واخرج ابن أبى داود في المصاحف عن ابن مسعود قال ان القرآن انزل على نبيكم صلى الله عليه وسلم من سبعة أبواب على سبعة أحرف وان الكتاب قبلكم كان ينزل من باب واحد على حرف واحد * وأخرج ابن جرير ونصر المقدسي في الحجة عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نزل القرآن على سبعة أحرف المراء في القرآن كفر ما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعربوا القرآن واتبعوا غرائبه وغرائبه فرائضه وحدوده فان القرآن نزل على خمسة أوجه حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فاعملوا بالحلال واجتنبوا الحرام واتبعوا المحكم وآمنوا بالمتشابه واعتبروا بالامثال * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال ان القرآن ذوشجون وفنون وظهور وبطون لا تنقضي عجائبه ولا تبلغ غايته فمن أوغل فيه برفق نجا ومن أوغل فيه بعنف غوى أخبار وأمثال وحرام وحلال وناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه وظهر وبطن فظهره التلاوة وبطنه التأويل فجالسوا به العلماء وجانبوا به السفهاء واياكم وزلة العالم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الربيع ان النصارى قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألست تزعم أن عيسى كلمة الله وروح منه قال بلى قالوا فحسبنا فانزل الله فاما الذي في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن الانباري في كتاب الاضداد والحاكم وصححه عن طاوس قال كان ابن عباس يقرؤها وما يعلم تأويله الا الله ويقول الراسخون في العلم آمنا به * وأخرج أبو داود في المصاحف عن الاعمش قال في قراءة عبد الله وان حقيقة تأويله الا عند الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن أبى مليكة قال قرأت على عائشة هؤلاء الآيات فقالت كان رسوخهم في العلم ان آمنوا بمحكمه ومتشابهه وما يعلم تأويله الا الله ولم يعملوا تأويله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى الشعثاء وأبى نهيك قالا انكم تصلون هذه الآية وهى مقطوعة وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا فانتهى علمهم إلى قولهم الذى قالوا * وأخرج ابن جرير عن عروة قال الراسخون في العلم لا يعلمون تأويله ولكنهم يقولون آمنا به كل من عند ربنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عمر بن عبد العزيز قال انتهى
[ 7 ]
علم الراسخين في العلم بتأويل القرآن إلى أن قالوا آمنا به كل من عند ربنا * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن أبى قال كتاب الله ما استبان منه فاعمل وما اشتبه عليك فآمن به وكله إلى عالمه * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود قال ان القرآن منارا كمنار الطريق فما عرفتم فتمسكوا به وما اشتبه عليكم فذروه * وأخرج ابن أبى شيبة عن معاذ قال القرآن منا كمنا الطريق ولا يخفى على أحد فما عرفتم منه فلا تسألوا عنه أحدا وما شككتم فيه فكلوه إلى عالمه * وأخرج ابن جرير من طريق أشهب عن مالك في قوله وما يعلم تأويله الا الله قال ثم ابتدأ فقال والراسخون في العلم يقولون آمنا به ولى يعلمون تأويله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني عن أنس وابى امامة ووائلة بن الاسقع وأبى الدرداء ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الراسخين في العلم فقال من بربت يمنيه وصدق لسانه واستقام قلبه ومن عف بطنه وفرجه فذلك من الراسخين في العلم * وأخرج ابن عساكر من طريق عبد الله بن يزيد الاودى سمعت أنس بن مالك يقول سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الراسخون في العلم قال من صدق حديثه وبرفى يمينه وعف بطنه وفرجه فذلك الراسخون في العلم * وأخرج ابن المنذر من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال تفسير القرآن على أربعة وجوه تفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعذر الناس بجهالته من حلال أو حرام وتفسير تعرفه العرب بلغتها وتفسير لا يعلم تأويله الا الله من ادعى عمله فهو كاذب * وأخرج ابن جرير عن ابن عاس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل القرآن على سبعة أحرف حلال وحرام لا يعذر أحل بالجهالة به وتفسير تفسره العرب وتفسير تفسره العلماء ومتشابه لا يعلمه الا الله ومن ادعى علمه سوى الله فهو كاذب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن الانباري من طريق مجاهد عن ابن عباس قال انا ممن يعلم تأويله * وأخرج ابن جرير عن الربيع والراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس يقولون آمنا به نؤمن بالمحكم وندين به ونؤمن بالمتشابه ولا ندين به وهو من عند الله كله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس كل من عند ربنا يعنى ما نسخ منه وما لم ينسخ * وأخرج الدارمي في مسنده ونصر المقدسي في الحجة عن سليمان بن يساران رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن فارسل إليه عمر وقد أعدله عراجين النخل فقال من أنت فقال أن ا عبد الله صبيغ فقال وانا عبد الله عمر فاخذ عمر عرجونا من تلك العراجين فضربه حتى دمى رأسه فقال يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذى كنت أجد في رأسي وأخرج الدارمي عن نافع ان صبيغا العراقى جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حتى قدم مصر فبعث به عمرو بنالعاصى إلى عمر بن الخطاب فلما أتاه أرسل عمر إلى رطائب من جريد فضربه بها حتى ترك ظهره دبرة ث متركه حتى برئ ثم عادله ثم تركه حتى برئ فدعا به يعود له فقال صبيغ ان كنت تريد قتلى فاقتلني قتلا جميلا وان كنت تريدان تدويني فقدوالله برأت فاذن له إلى أرشه وكتب إلى أبى موسى الاشعري ان لا يجالس أحد من المسلمين * وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن أنس ان عمر بن الخطاب جلد صبيغا الكوفى في مسألة عن حرف من القرآن حتى اطردت الدماء في ظهره * وأخرج ابن الانباري في المصاحف ونصر المقدسي في الحجة وابن عساكر عن السائب بن يزدان رجلا قال قال لعراني مررت برجل يسأل عن تفسير مشكل القرآن فقال عمراللهم أمكنى منه فدخل الرجل يوما على عر فسأله فقام عمر فحسر عن ذراعيه ووجعل يجلده ثم قال ألبسوة تبانا واحملوه على قتب وأبلغوا به حية ثم ليثم خطيب فليقل ان صبياغا طلب العلم فاخطأه فلم يزل وضيعا في قومه بعد ان كان سيدا فيهم * واخرج نصر المقدسي في الحجة وابن عساكر عن أبى عثمان النهدي ان عمر كتب إلى أهل البصرة ان لا يجالسوا صبيغا قال فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا * وأخرج ابن عساكر عن محمد بن سيرين قال كتب عمر بن الخطابى إلى أبى موسى الاشعري ان لا يجالس صبيغا وان يحرم عطاءه ورزقه * وأخرج نصر في الحجة وابن عسارك عن زرعة قال رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كانه بعير أجرب يجئ إلى الحلقة ويجلس وهم لا يعرفونه فناديهم الحلقة الاخرى عزمة أمير المؤمنين عمر فيقومون ويدعونه * وأخرج نصر في الحجة عن ابى اسحق ان عمر كتب إلى أبى موسى الاشعري أما بعد فان الاصبغ تكلف ما يخفى وضيع ماولى فإذا جاءك كتابي هذا فلا
[ 8 ]
تبايعوه وان مرض فلا تعودوه ان مات فلا تشهدوه * وأخرج الهروي في ذم الكلام عن الامم الشافعي رضى الله عنه قال حكمي في أهل الكلام حكم عمر في صبيغ أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الابل ويطاف بهم في العشائر والقبائل وينادى عليهم هذا جزء من ترك الكتبا والسنة وأقبل على علم الكتاب * وأخرج الدارمي عن عمر بن الخطاب قال انه سيأتيكم ناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن فان أصحاب السنن أعلم بكتاب الله * وأخرج نصر المقدسي في الحجة عن ابن عمر وان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يتنازعون في القرآن هذا ينزع بآية وهذا ينزع بآية فكانما فقئ في وجهه حب الرمن فقال ألهذا خلقتم أو لهذا أمرتم أن تضربوا كتاب الله بعضا ببعض انظروا ما أمرتم به فاتبعوه ما نيهتم عنه فانتهوا * وأخرج أبو داود والحاكم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدال في القرآن كفر * وأخرج نصر المقدسي في الحجة عن ابن عمر ورضى الله عنهما قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن وراء حجرته قوم يتجادلون في القرآن فخرج محمرة وجنتاه كانما يقطران دما فقال يا قوم لا تجادلوا بالقرآن فانما ضل من كان قبلكم بجدالهم ان القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا ولكن نزل ليصدق بعضه بعضا فما كان من محكمة فاعملوا به وما كان من متشابهه فآمنوابه * وأخرج نصر في الحجة عن أبى هريرة قال كنا عند عمر بن الخطاب إذ جاء رجل يسأله عن القرآن أمخلوق هو أو غير مخلوق فقام عمر فاخذ بمجامع ثوبه حتى قاده إلى عى بن أبى طالب فقال يا أبا الحسن أما تسمع ما يقول هذا قال وما يقول قال جاءني يسألنى عن القرآن أمخلوق هو أو غير مخلق فقال على هذه كلمة وسيكون لها ثمرة لو وليت من الامر ما وليت ضربت عنقه * وأخرخ عبد بن حميد عن قتادة في قوله فاما الذين في قلوبهم زيغ الآية قال طلب القوم التأويل فاخطؤا التأويل وأصابو الفتنة واتبعوا ما تشابه منه فهلكوا بين ذلك * وأخرج ابن الانباري في كتاب الاضداد عن مجاهد قال الراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به * قوله تعالى (ربنا لا تزغ قلوبنا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أم سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك ثم قرأ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد أذ هديتنا الآية * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والترمذي وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن أم سلمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه ان يقول اللهم مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك قلت يارسول الله وان القلوب لتتقلب قال نعم مامن خلق الله من بشر من بنى آدم الا وقلبه بين اصبعين من أصابع الله فان شاء الله أقامه وان شاء أزاغه فنسأل الله ربنا ان لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ونسأله ان يهيب لنا من لدنه رحمة أنه هو الوهاب قلت يارسول الله ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي قال بلى قولى اللهم رب النبي محمد اغفر لي ذنبي واذهب غيظ قلبى وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتني وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وابن مردويه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير ما يدعوا يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك قلت يا رسول الله ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء فقال ليس من قلب الا وهو بين اصبعين من أصابع الرحمن إذا شاء ان يقيمه اقامه وإذا شاء ان يزيغه ازاغه أما تسمعين قوله تعالى ربنا الا تزغ قلوبنا بعد أذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب ولفظ ابن أبي شيبة إذا شاء ان يقلبه إلى هدى قلبه وإذا شاء أن يقلبه إلى ضلال قلبه * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وأحمد والبخاري في الادب المفرد والترمذي وحسنه وابن جرير عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك قالوا يارسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا قال نعم قال أن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها * وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير والطبراني عن سبرة بن فاتك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرب فإذا شاء أقامه وإذا شاء أزاغه * وأخرخ ابن أبى الدنيا في الاخلاص والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى عبيدة بن الجراح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان قلب ابن آدم مثل العصفور يتقلب في اليوم سبع مرات * وأخرج ابن أبى الدنيا في الاخلاص عن بى موسى قال انما سمى القلب قلبا لتقلبه وانما مثل القلب مثل ريشة بفلاة من الارض * وأخرج أحمد وابن ماجه عن أبى موسى الاشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذا القلب كريشة بفلاة من الارض تقيمها الريح
[ 9 ]
ظهر البطن * وأخرج مالك والشافعي وابن أبى شيبة وأبو داود والبيهقي في سننه عن أبى عبد الله الصنابحى أنه قدم المدينة في خلافه أبى بكر الصديق فصلى وراء أبى بكر المغرب فقرأ أبو بكر في الركعتين الاوليين بام القرآن وسورة سورة من قصار المفصل ثم قام في الركعة الثالث فقرأبام القرآن وهذه الآية ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذن هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب * وأخرج ابن جرير والطبراني في السنة والحاكم وصححه عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك قلنا يا رسول الله تخاف علينا وقد آمنا بك فقال ان قلوب بنى آدم بين اصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يقول به هكذا ولفظ الطبراني ان قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الله عزوجل فإذا شاء أن يقيمه أقامه وإذا شاء أن يزيغه أزاغه * وأخرج أحمد والنسائي وابن ماجه وابن جرير والحاكم والصححه والبيهقي في الاسماء والصفات عن النواس بن سمعان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ويضع آخرين إلى يوم القيامة وقلب ابن آدم بين اصبعين من أصابع الرحمن إذا شاء أقامه وإذا شاء أزاغه وكان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك * وأخرج الحاكم وصححه عن المقداد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقلب ابن آدم أشد انقلابا من القدر إذا اجتمع غليانا * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير في قوله ربنا لا تزغ قلوبنا أي لا تمل قلوبنا وان ملنا باجسادنا * وأخرج ابن سعد في طبقاته عن أبى عطاف ان أبا هريرة كان يقول أي رب لا أزنين أي رب لا أسرقن أي رب لا أكفرن قيل له أو تخاف قال آمنت بمحرف القلوب ثلاثا * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن أبى الدرداء قال كان عبد الله بن رواحة إذا لقيني قال اجلس يا عويمر فلنؤمن ساعة فنجلس فنذكر الله على ما يشاء ثم قال يا عويمر هذه مجالس الايمان ان مثل الايمان ومثلك كمثل قميصك بينا أنت قد نزعته إذ لبسته وبينا أنت قد لبسته إذ نزعته يا عويمر للقلب أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانا * وأخرج الحكيم الترمذي من طريق عتبة بن عبد الله بن خالد بن معدان عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما الايمان بمنزلة القميص مرة تقمصه ومرة تنزعه * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبى أيوب الانصاري قال لياتين على الرجل أحايين وما في جلده موضع ابرة من النفاق والياتين عليه أحايين وما في جلده موضع ابرة من ايمان * وأخرج أبو داود والنسائي والبيهقي في الاسماء والصفات عن عائشة ان رسول صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال لا اله لا أنت سبحانك اللهم انى أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك اللهم زدنى علما ولا تزغ قلبى بعد إذ هديتني وهب لى من لدنك رحمة انك أنت الوهاب * وأخرج مسلم والنسائي وابن جرير والبيهقي عن عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان قلوب بنى آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك * وأخرج الطبراني في السنة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن عزوجل * قوله تعالى (ربنا انك جامع الناس) الآية * أخرج ابن النجار في تاريخه عن جعفر بن محمد الخلدى قال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ هذه الآية على شئ ضاع منه رده الله عليه ربنا انك جامع الناس ليوم لاريب فيه ان الله لا يخلف الميعاد اللهم يا جامع الناس ليوم لاريب فيه اجمع بينى وبين مالى انك على كل شئ قدير * قوله تعالى (كدأب آل فرعون) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله كدأب آل فرعون قال كصنيع آل فرعون * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله كدأب آل فرعون قال كفعل * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد مثله * وأخرج ابن جرير عن الربيع كدأب آل فرعون يقول كسنتهم * قوله تعالى (قل للذين كفروا) الآيتين * أخرج ابن اسحاق وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصاب ما أصاب من بدر ورجع إلى المدينة جمع اليهود في سوق بنى قينقاع وقال يا معشر يهود اسلموا قبل ان يصيكم الله بما أصاب قريشا فقالوا يا محمد لا يغرنك من نفسك ان قتلت نفرا من قريش كانوا أغمار لا يعرفون القتال انك والله لو قاتلتنا لعرفت انا نحن الناس وانك لم تلق مثلنا فانزل الله قل للذين كفروا ستغلبون إلى قوله لاولى الابصار * وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبى حاتم عن عاصم بن
[ 10 ]
عمر عن قتادة مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال قال فنحاص اليهودي في يوم بدر لا يغرن محمدا ان غلب قريشا وقتلهم ان قريشا لا تحسن القتال فنزلت هذه الآية قل للذين كفروا ستغلبون * وأخرج ابن جرير عن قتادة قد كان لكم آية عبرة وتفكر * وأخرج ابن اسحاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر وأخرى كافرة فئة قريش الكفار * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عكرمة قال في أهل بدر نزلت واذيعدكم الله احدى الطائفتين انهالكم وفيهم نزلت سيهزم الجمع الآية وفيهم نزلت حتى إذا أخذ نامترفيهم بالعذاب وفيهم نزلت ليقطع طرفا من الذين كفروا وفيهم نزلت ليس لك من الامر شئ وفيهم نزلت ألم ترالى الذين بدلوا نعمة الله كفروا فيهم نزلت ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورثاء وفيهم نزلت قد كان لكم آية في فئتين التقتا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الربيع في قوله قد كان لكم آية يقول قد كان لكم في هؤلاء عبرة ومتفكر ايدهم الله ونصرهم على عدوهم وذلك يوم بدر كان المشركون تسعمائة وخمسين رجلا وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله قد كان لكم آية في فئتين الآية قال هذا يوم بدر فنظرنا إلى المشركين فرأيناهم يضعفون علينا ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلا واحدا وذلك قول الله واذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويفللكم في أعينهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله قد كان لكم آية فئتين الآية قال أنزلت في التخفيف يوم بدر على المؤمنين كانوا يومئذ ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا وكان المشركون مثلهم ستة وعشرين وستمائة فايد الله المؤمنين فكان هذا في التخفيف على المؤمنين * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس ان أهل بدر كانوا ثلثمائة وثلاثة عشر المهاجرون منهم خمسة وسبعون وكانت هزيمة بدر لسبع عشرة من رمضان ليلة جمعة * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله يؤيد بنصره من يشاء قال يقوى بنصره من يشاء قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول حسان بن ثابت رضى الله عنه برجال لستمو أمثالهم * أيدوا جبريل نصرا فنزل * قوله تعالى (زين للناس حب الشهوات) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى بكر بن حفص بن عمر بن سعد قال لما نزلت زين للناس حب الشهوات إلى آخر الآية قال عمر الآن يا رب حين زينتها لنا فنزلت قل أؤنبئكم الآية كلها * وأخرجه ابن المنذر بلفظ حتى انتهى إلى قوله قل أؤنبئكم بخير فبكى وقال بعد ماذا بعد ما زينتها * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن سيار بن الحكم ان عمر بن الخطاب قرأ زين للناس لآية ثم قال الآن يا رب وقد زينتها في القلوب * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبى حاتم عن أسلم قال رأيت عبد الله بن أرقم جاء إلى عمر بن الخطاب بحلية آنية وفضة فقال عمراللهم انك ذكرت هذا المال فقلت زين للناس حب الشهوات حتى ختم الآية وقلت لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم وانا لا نستطيع الا أن تفرح بما زينت لنا اللهم فاجعلنا ننفقه في حق وأعوذ بك من شره * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله زين للناس الآية قال من زينها ما أحد أشد لها ذمامن خالقها * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضى الله تعالى عنه في قوله زين للناس الآية قال زين لهم الشيطان * قوله تعالى (من النساء) * أخرج النسائي وابن أبى حاتم والحاكم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حبب إلى من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عينى في الصلاة * قوله تعالى (والقناطير المقنطرة) * أخرج أحمد وابن ماجه عن أبى هريره قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القنطار اثنا عشر ألف أوقية * وأخرج الحاكم وصححه عن أنس قال سئل رسول الله صلى الله وسلم عن قول الله والقناطير المقنطرة قال القنطار ألف أوقية وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القنطار ألف دينار * وأخرج ابن جرير عن أبى بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القنطار ألف أوقية ومائتا وقية * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القنطار ألف ومائتا دينار * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى
[ 11 ]
حاتم وابن مردويه عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ في ليلة مائة آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ بمائتي آية بعث من القانتين ومن قرأ خمسمائة آية إلى ألف آية أصبح له قنطار من الاجر والقنطار مثل التل الغظيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن معاذ بن جبل قال القنطار ألف ومائتا أو قية * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال القنطار ألف ومائتا أو قية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي عن أبى هريرة مثله * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن ابن عباس قال القنطار اثنا عشر ألف درهم أو ألف دينار * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن ابن عباس قال القنطار ألف ومائتا دينار ومن الفضة ألف ومائتا مثقال * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم والبيهقي عن أبى سعيد الخدرى قال القنطار ملء مسك الثور ذهبا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عمر انه سئل ما القنطار قال سبعون ألفا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال القنطار سبعون ألف دينار * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب قال القنطار ثمانون ألفا * وأخرج عبد بن حميد عن أبى صالح قال القنطار مائة رطل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال كنا نحدث ان القنطار مائة رطل من الذهب أو ثمانون ألفا من الورق * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل والقناطير قال لما قولنا أهل البيت فانا نقول القنطار عشرة آلاف مثقال وأما بنو حسل فانهم يقولون ملء مسك ثور ذهبا أو فضة قال فهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت عدى بن زيد وهو يقول وكانوا ملوك الروم تجبى إليهم * قناطيرها من بين قل وزائد * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى جعفر قال القنطار خمسة عشر ألف مثقال والمثقال أربعة وعشرون قيراطا * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله القناطير المقنطرة يعنى المال الكثير من الذهب والفضة * وأخرج عن الربيع القناطير المقنطرة المال الكثير بعضه على بعض * وأخرج عن السدى المقنطرة يعنى المضروبة حتى صارت دنانير أو دراهم * قوله تعالى (والخيل المسومة) * أخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس والخيل المسومة قال لراعية وأخرجه ابن المنذر من طريق مجاهد عن ابن عباس * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس والخيل المسومة يعنى معلمة * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس والخيل المسومة يعنى معلمة * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال الخيل المسومة الراعية والمطهمة الحسان ثم قرأ شجر فيه تسيمون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد والخيل المسومة قال المطهمة الحسان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة قال تسويمها حسنها * وأخرج ابن أبى حاتم عن مكحول والخيل المسومة قال الغرة والتحجيل * قوله تعالى (ذلك متاع الحياة الدنيا) * وأخرج مسلم وابن أبى حاتم عن ابن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحه * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله والله عنده حسن المآب قال حسن المنقلب وهى الجنة * قوله تعالى (قل أؤنبئكم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال ذكر لنا ان عمر بن الخطاب كان يقول اللهم زينت لنا الدنيا وأنبأ تنا ان ما بعدها خير منها فاجعل خظنا في الذى هو خير وأبقى * قوله تعالى (الصابرين) الآية * أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله الصابرين الآية قال الصابرون قوم صبروا على طاعة الله وصبروا عن محارمه والصادقون قوم صدقت نياتهم واستقامت قلوبهم وألسنتهم وصدقوا في السر والعلانية والقانتون هم المطيعون والمستغفرون بالاسخارهم أهل الصلاة * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال الصابرين على ما أمر الله والصادفين في ايمانهم والقانتين يعنى المطيعين والمنفقين يعنى من أموالهم في حق الله والمستغفرين بالاسحار يعنى المصلين * وأخرج ابن أبى شيبة ابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم والمستغفر بن بالاسحار قال هم الذين يشهدون صلاة الصبح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عمرانه كان يحيى الليل صلاة ثم يقول يا نافع اسحرنا فيقال لا فيعاود الصلاة فإذا قال نعم قعد يستغفر الله ويدعو حتى يصبح * وأخرج ابن جريروبن مردويه عن أنس بن مالك قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه
[ 12 ]
وسلم ان نستغفر بالاسحار سبعين استغفارة وأخرج ابن جرير عن جعفر بن محمد قال من صلى من الليل ثم استغفر في آخر الليل سبعين مرة كتب من المستغفرين * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد عن أبى سعيد الخدرى قال بلغنا ان داود عليه السلام سال جبريل عليه السلام فقال يا جبريل أي الليل أفضل قال يا داود ما أدرى الا ان العرش يهتز في السحر * قوله تعالى (شهد الله) الآية * أخرج ابن السنى في عمل يوم وليلة وابو منصور الشجامى في الاربعين عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان فاتحة الكتاب وآية الكرسي والآيتين من آل عمران شهد الله انه لا اله الاهو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم ان الدين عند الله الاسلام وقل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء إلى قوله بغير حساب هن معلقات بالعرش ما بينهن وبين الله حجاب يقلن يا رب تهبطنا إلى أرضك والى من يعصيك قال الله انى حلفت لايقرؤ كن أحد من عبادي دبر كل صلاة يعنى المكتونة الا جعلت الجنة ماواه على ما كان فيه والا أسكنته حظيرة الفردوس والا نظرت إليه كل يوم سبعين نظرة والا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة والا أعذته من كل عدو ونصرته منه * وأخرج الديلمى في مسند الفردوس عن أبى أيوب الانصاري مرفوعا لما نزلت الحمد الله رب العالمين وآية الكرسي وشهد الله وقل اللهم مالك الملك إلى بغير حساب تعلقن بالعرش وقلن أنزلتنا على قوم يعملون بمعاصيك فقال وعزتي وجلالى وارتفاع مكاني لا يتلوكن عبد عند دبر كل صلاة مكتوبة الا غفرت له ما كان فيه وما أسكنته جنة الفردوس ونضرت له كل يوم سبعين مرة وقضيت له سبعين حاجة أدناها المغفرة * وأخرج أحمد والطبراني وابن السنى في عمل يوم وليلة وابن أبى حاتم عن الزبير بن العوام قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة يقرأ هذه الآية شهد الله انه لا اله الا هو إلى قوله العزيز الحكيم فقال وأنا على ذلك من الشاهدين يا رب ولفظ الطبراني فقال وأنا أشهد انك لا اله الا أنت العزيز الحكيم وأخرج ابن عدى والطبراني في الاوسط والبيهقي في شعب الايمان وضعفه والخطيب في تاريخه وابن النجار عن غالب القطان قال أتيت الكوفى في تجارة منزلت قريبا من الاعمش فلما كان ليلة ردت انحدر قام فتهجد من الليل فمر بهذه الآية شهد الله انه الا اله الاهو إلى قوله ان الدين عند الله الاسلام فقال وأنا أشهد بما شهد الله به واستودع الله هذه الشهادة وهى لى وديعة عند الله قالها مرار فقلت لقد سمع فيها شيأ فسألته فقال حدثنى أبو وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بجاء بصاحبه يوم القيامة فيقول الله عبدى عهد إلى وأنا أحق من وفى بالعهد ادخلوا عبدى الجنة * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن حمزة الزيات قال خرجت ذات ليلة أريد الكوفة فاوانى الليل إلى خربة فدخلتها فبينا انا فيها فدخل على عفريتان من الجن فقال أحداهما لصاحبه هذا حمزة بن حبيب الزيات الذى يقرئ الناس بالكوفة قال نعم والله لا قتلنه قال دعه المسكين يعيش قال لا قتلنه فلما أزمع على قتلى قلت بسم الله الرحمن الرحيم شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة وألو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم وانا على ذلك من الشاهدين فقال له صاحب دونك الآن فاحفظه راغما إلى الصباح * وأخرج ابن أبى داود في المصاحب عن الاعمش قال في قراءة عبد الله شهد الله ان لا اله الا هو وفى قراءته أن الدين عند الله الاسلام * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله قائما بالقسط قال ربنا قائما بالعدل * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس بالقسط قال بالعدل * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال فان الله شهد هو والملائكة والعلماء من الناس ان الدين عند الله السلام * وأخرج عن محمد بن جعفر بن الزبير شهد الله انه لا اله الا هو وملائكة وألو العلم بخلاف ما قال نصارى نجران * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ان الدين عند الله الاسلام قال الاسلام شهادة ان لا اله الا الله ولاقرار بما جاء به من عند الله وهو دين الله الذى شرع لنفسه وبعث به رسله ودل عليه أولياء لا يقبل غيره ولا يجزى الا به * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحك في قوله ان الدين عند الله الاسلام قال لم أبعث رسولا الا بالاسلام * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال كان حول البيت ستون وثلثمائه صنم لكل قبيلة من قبائل العرب صنم أو صنمان فانزل الله شهد الله انه لا اله الا هو الآية قال فاصحبت الاصنام كلها قد خرت سجدا
[ 13 ]
للكعبة قوله تعالى (وما اختلف) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وما اختلف الذين أوتوا الكتاب قال بنو اسرائيل * وأخرج ابن جرير عن أبى العالية في قوله الامن بعدما جاء هم العلم بغيا بينهم يقول بغيا على الدنيا وطلب ملكها وسلطانها فقتل بعضهم بعضا على الدنيا من بعدما كانوا علماء الناس * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال ان موسى عليه السلام لما حضره الموت دعا سبعين حبرا من أحبار بنى اسرائيل فاستودعهم التوراة وجعلهم أمناء عليه كل حبر جزأ منه واستخلف موسى عليه السلام يوشع ابن نون فلما مضى القرن الاول ومضى الثاني ومضى الثالث وقعت بينهم وهم الذين أوتوا العلم من أبناء أولئك السبعين حتى اهراقوا بينهم الدماء ووقع الشر والاختلاف وكان ذلك كله من قبل الذين أوتوا العلم بغيا بينهم على الدنيا طلبا لسلطانها وملكها وخزائنها وزخرفها فسلط الله عليهم جباير تهم * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير وما اختلف الذين أوتوا الكتاب يعنى النصارى الا من بعد ما جاء هم العلم الذى جاءك أبي ان الله الواحد الذى ليس له شريك * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله فان الله سريع الحساب قال احصاؤه عليهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله فان حاجوك قال ان حاجك اليهود والنصارى * واخرج ابن المنذر عن ابن جريج فان حاجوك قال اليهود والنصارى فقالوا ان الدين اليهودية والنصرانية فقل يا محمد أسلمت وجهى لله * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير فان حاجوك أي بما ياتون به من الباطل من قولهم خلقنا وفعلنا وجعلنا وأمرنا فانما هي شبهة باطل قد عرفوا ما فيها من الحق فقل أسلمت وجهى لله * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ومن اتبعن قال ليقل من اتبعك مثل ذلك * وأخرج الحاكم وصححه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا نبى الله انى أسألك بوجه الله بم بعثك ربنا قال بالاسلام قلت وما آيته قال أن تقول أسلمت وجهى لله وتخليت وتقيم الصلاء وتؤتى الزكاة كل مسلم على مسلم محرم اخوان نصيران لا يقبل الله من مسلم أشرك بعد ما أسلم عملا حتى يفارق المشركين إلى المسلمين مالى آخد بحجز كم عن النار ألا ان ربى داغى الا وانه سائلي هل بلغت عبادي وانى قائل رب قد أبا بلغتهم مليلغ شاهد كم غائبكم ثم انه تدعون مقدمة أفواهكم بالغدام ثم أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه قلت يارسول الله هذا ديننا قال هذا دينكم وأين ما تحسن يكفك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس وقل للذين أوتوا الكتاب قال اليهود والنصارى والاميين قال هم الذين لا يكتبون * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع فان أسلموا فقد اهتدوا قال من تكلم بهذا صدقا من قلبه يعنى الايمان فقد اهتدى وان تولوا يعنى عن الايمان * قوله تعالى (ان الذين يكفرون) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى عبيدة بن الجراح قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد عذابا يوم القيامة قال رجل قتل نبيا أو رجل أمر بالمنكر ونهى عن المعروف ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يامرون بالقسط من الناس إلى قوله ومالهم من ناصرين ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا عبيدة قتلت بنو اسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا أول النهار في ساعة واحد فقام مائة رجل وسبعون رجلا من عباد بنى اسرائيل فامروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوا جميعا من آخر النهار من ذلك اليوم فهم الذين ذكر الله * وأخرج ابن أبى الدنيا فيمن عاش بعد الموت وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس قال بعث عيسى يحيى في اثنى عشر رجلا من الحواريين يعلمون الناس فكان ينهى عن نكاح بنت الاخ وكان ملك له بنت أخ تعجبه فارادها وجعل يقضى لها كل يوم حاجة فقالت لها أمها إذا سألك عن حاجتك فقولي حاجتى أن تقتل يحيى ين زكريا فقال الملك حاجتك قالت حاجتى أن تقتل يحيى بن زكريا فقال سلى غير هذا قالت لا أسألك غير هذا فلما أبت أمر به فذبح في طست فبدرت قطرة من دمه فلم تزل تغلى حتى بعث الله بختنصر فدلت عجوز عليه فالقى في نفسه ان لا يزال يقتل حتى يسكن هذا الدم فقتل في يوم واحد من ضرب واحد وسن واحد سبعين ألفا فسكن * وأخرج عبد بن حميد وابن حرير وابن المنذر عن معقل ابن أبى مسكين في الآية قال كان الوحى ياتي بنى اسرائيل فيذكرون قومهم ولم يكن ياتيهم كتاب فيقتلون فيقوم رجال ممن اتبهم وصدقهم فيذكرون قومهم فيقتلون فهم الذين يامرون بالقسط من الناس * وأخرج ابن
[ 14 ]
جرير عن قتادة في قوله ويقتلون الذين ياسرون بالقسط من الناس قال هؤلاء أهل الكتاب كان ابتاع الانبياء ينهونهم ويذكرونهم بالله فيقتلونهم * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال أقحط الناس في زمان ملك من ملوك بنى اسرائيل فقال المك ليرسلن علينا السماء أو لنؤذينه فقال له جلساؤه كيف تقدر على أن تؤذيه أو تغيظه وهو في السماء قال اقتل أولياءه من أهل الارض فيكون ذلك أذى له قال فارسل الله عليهم السماء * وأخرج ابن عساكر من طريق زيد بن أسلم عن ابن عباس في قوله الله ان الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبين بغير حق ويقتلون الذين يامرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم قال الذين يامرون بالقسط من الناس ولاة العدل عثمان واضرابه * وأخرج ابن أبى داود في المصاحف عن الاعمش قال في قراءة عبد الله ان الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق وقاتلوا الذين يامرون بالقسط من الناس * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) الآية * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المدارس على جماعة من يهود فدعاهم إلى الله فقال له النعمان بن عمرو و الحرث بن على أي دين أنت يا محمد قال على ملة ابراهيم ودينه قالا فان ابراهيم كان يهوديا فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلما إلى التوراة فهى بيننا وبينكم فابيا عليه فانزل الله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم إلى قوله وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ألم تر إلى الذين أوتوا الآية قال هم اليهود دعوا إلى كتاب الله ليحكم بينهم والى نبيه وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة ثم تولوا عنه وهم معرضون * وأخرج ابن جرير عن أبى جريج في الآية قال كان أهل الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم بالحق وفى الحدود وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الاسلام فيتولون عن ذلك * وأخرج بن أبى حاتم عن أبى مالك في قوله نصيبا قال حظا من الكتاب قال التوراة * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قالوا لن تمسنا النار إلى أياما معدودات قال يعنون الايام التى خلق الله فيها آدم عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد وابن منذر عن قتادة وغرهم في دينهم ما كانو يفترون حين قالو نحن ابناء الله وأحباؤه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وغرهم في دينهم ما كانو يفترون قال غرهم قولهم لن تمسنا النار الا أياما معدودات * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ووفيت يعى توفى كل نفس برأوفا جرما كسبت ما عملت من خير أو شر وهم لا يضلمون يعنى من أعمالهم * قوله تعالى (قل اللهم مالك الملك) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة قال ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه ان يجعل له ملك فارس والروم في أمته فانزل الله قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء الآية * وأخرج ابن منذر عن الحسن قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد سل ربك قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء إلى قوله وترزق من تشاء بغير حساب ثم جاء جبريل فقال يا محمد فسل ربك قل ربى ادخلني مدخل صدق الآية فسأل ربه بقول الله تعالى فاعطاه ذلك * وأخرج الطبراني عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اسم الله الاعظم الذى إذا دعا به اجاب في هذه الآية من آل عمران قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء إلى آخر الآية * وأخرج بن ابى حاتم عن ابن عباس قال اسم * الله الاعظم قل اللهم مالك الملك إلى قوله بغير حساب * وأخرج بن ابى الدنيا في الدعاء عن معاد بن جبل قال شكوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم دينا كان على فقال يا معاذ اتحب ان يقضى دينك قلت نعم قا قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شئ قدير رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطى منهما ما تشاء وتمنع منهما ما تشاء اقظ عنى دينى فلو كان عليك ملء الارض ذهبا أدى عنك * وأخرج الطبراني عن معاذ بن جبل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقده يوم الجمعة فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى معاذ وقال يا معاذ ما لى لم أرك فقال ليهودي على وقية من تبر فخر جت اليك فحبسني عنك فقال لا أعلمك دعاء تدعو به فلو كان عليك من الدين مثل صبير أداه الله عنك فادع الله يا معاذ قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شئ
[ 15 ]
قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحى من الميت وتخرج الميت من الحى وترزق من تشاء بغير حساب رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطى من تشاء منهما وتمنع من تشاء منهما ارحمنى رحمة تغننى بها عن رحمة من سواك اللهم أغننى من فقر وقض عنى الدين وتوفنى في عبادتك وجهاد في سبيلك * وأخرج الطبراني في الصغير بسند جيد عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ الا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل احد دينا لادأه الله عنك قل يا معاذ اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتعذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شئ قدير رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمنى رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله تؤتى الملك من تشاء قال النبوة * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن زبير قل اللهم مالك الملك أي رب العباد الملك لا يقضى فيهم غيرك تؤتى الملك من تشاء أي ان ذلك بيدك لا إلى غيرك انك على كل شئ قدير يرأى لا يقدر على هذا غيرك بسلطانك وقدرتك * وأخرج عبد بن حميد وبن جرير وبن المنذر وبن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود في قوله تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل قال يأخذ الصيف من الشتاء ويأخذ الشتاء من الصيف ويخرج الحى من الميت يخرج الرجل الحى من النطفة الميته ويخرج الميت من الحى يخرج النطفة الميته من الرجل الحى * وأخرج سعيد بن منصور وبن المنذر عن ابن مسعود في قوله تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل قال قصر ايام الشتاء في طول ليلة وقصر ليل الصيف في طول نهاره * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وبن أبى حاتم عن ابن عباس تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل قال ما نقص من الليل يجعله في النهار وما نقص من النهار يجعله في الليل * وأخرج بن جرير وبن أبى حاتم عن السدى تولج الليل في النهار حتى يكون الليل خمسة عشرة ساعة والنهار تسع ساعات وتولج النهار في الليل حتى يكون النهار خمسة عشرة ساعة والليل تسع ساعات * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد تولج لليل في النهار وتولج النهار في الليل قال أخذ أحدهما من صاحبه * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل قال يأخذ النهار من الليل حتى يكون اطول منه ويأخذ الليل من النهار حتى يكون أطول منه * وأخرج ابن المنذر وبن أبى حاتم عن ابن عباس يخرج الحى من الميت قال يخرج النطفة الميتة من الحى ثم يخرج من النطفة بشراحيا * وأخرج عبد ابن حميد وبن جرير وبن منذر وبن أبى حاتم عن مجاهد يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى قال الناس الاحياء من النطف والنطف ميتة تخرج من الناس الاحياء ومن الانعام والنبات كذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة يخرج الحى من الميت قال هي البيضة تخرج من الحى وهى ميته ثم يخرج منها الحى * وأخرج ابن جرير عن عكرمة يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى قال النخلة من النواة والنواة من النخلة والحبة من السنبلة والسنبلة من الحبة * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن أبى مالك مثله * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى يعنى المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن والمؤمن عبد حى الفؤاد والكافر عبد ميت الفؤاد * وأخرج سعيد بن منصور وبن جرير وبن المنذر وبن أبى حاتم والبهقى في الاسماء والصفاة وأبو الشيخ في العضمة عن سلمان قال خمر الله طينة آدم أربعين يوما ثم وضع يده فيه فارتفع على هذه كل طيب وعلى هذه كل خبيث ثم خلط بعضه ببعض ثم خلق منها آدم فمن ثم يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى عثمان النهدي عن سلمان الفارسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله آدم عليه السلام أخرج ذريته فقبض قبضة بيمينه فقال هؤلاء أهل الجنة ولا ابالى وقبض بالاخرى قبضة فجاء فيها كل ردئ فقال هؤلاء أهل النار ولا أبالى فخلط بعضهم ببعض فيخرج الكافر من المؤمن ويخرج المؤمن من الكافر فذلك قوله يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى عثمان النهدي عن ابن مسعود أو عن سليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى قال المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن * وأخرج عبد الرزاق وابن مسعود وبن جرير وبن أبى حاتم وبن مردويه من طريق الزهري في قوله يخرج
[ 16 ]
الحى من الميت عن عبد الله بن عبد الله ان خالدة ابنة الاسود بن عبد يغوث دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من هذه قبل خالدة بنت الاسود قال سبحان الله الذى يخرج الحى من الميت وكانت أمرأة صالحة وكان أبوها كافرا * وأخرج ابن مسعود من طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله * وأخرج ابن منذر عن ابن عباس انه كان يقرأ يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى خفيفة * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن وثاب انه قرأ يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى وقرأ إلى بلدمية مثقلات كلهن * واخرج ابن جرير وبن ابى حاتم عن الربيع في قوله وترزق من تشاء بغير حساب قال لا يخرجه بحساب يخاف ان ينقص ما عنده ان الله لا ينقص ما عنده * وأخرج ابن أبى حاتم عن ميمون بن مهران بغير حساب قال غدقا * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحى من الميت وتخرج الميت من الحى أي بتلك القدرة التى تؤتى الملك بها من تشاء وتنزعها ممن تشاء وترزق من تشاء بغير حساب لا يقدر على ذلك غيرك ولا يضعه الا أنت أي وان كنت سلطت عيسى عليه السلام على الاشياء التى بها يزعمون انه اله من احيا الموتى وابراء الاسقام وخلق الطير من الطين والخبر عن الغيوب لا يجعله به آيه للناس وتصديقا له في نبوته التى بعثته بها إلى قومه فان من سلطاني وقدرتي ما لم أعطه تمليك الملوك بامر النبوة وضعها حيث شئت وايلاج الليل في النهار وايلاج النهار في الليل واخرج الحى من الميت واخراج الميت من الحى ورزق من شئت من بر وفاجر بغير حساب وكل ذالك لم أسلط عيسى عليه ولم أملكه اياه أفلم يكن لهم في ذلك عبرة وبينة ان لو كان الها كان ذلك كله إليه وهو في علمهم يهرب من الملوك وينتقل منهم في البلادمن بلد إلى بلد * قوله تعالى (لا يتخذ المؤمنون) الآيه * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبى حاتم عن عباس قال كان الحجاج بن عمر وحليف كعب بن الاشرف وبن أبى الحقيق وقيس ابن زيد قد بطنوا بنفر من الانصار ليفتنوهم عن دينهم فقال رفاعة بن المنذر وعبد الله بن جبير وسهد بن خيثمة لا ولئك النفر اجتنبوا هؤلاء النفر من يهود واحذروا مباطنتهم لا يفتنوكم عن دينكم فابى أولئك النفر فانزل الله فيهم لا يتخذ المؤمنون الكافرين إلى قوله والله على كل شئ قدير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس قال نهى الله الؤمنين أن يلاطفوا الكفار ويتخذواهم وليجة من دون المؤمنين الا أن يكون الكفار عليهم ظاهرين أولياء فيظهرون لهم اللطف ويخالفونهم في الدين وذلك قوله الا أن تتقوا منهم تقاة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ فقد برئ الله منه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله الا أن تتقوا منهم تقاة فالتقية باللسان من حمل على أمر يتكلم به وهو معصية لله فيتكلم به مخافة الناس وقلبه مطمئن بالايمان فان ذلك لا يضره انما التقية باللسان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي سبتنه من طريق عطاء عن ابن عباس الا أتتقوا منهم تقاة قال التقاة التكلم باللسان والقلب مطمئن بالايمان ولا يبسط يده فيقتل ولا إلى اثم فانه لا عذر له * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبى حاتم عن مجاهد الا أن تتقوا منهم تقاة قال الامصانعة في الدنيا ومخالقة * وأخرح ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى العالية في الآية قال التقية باللسان وليس بالعمل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة الا أن تتقوا منهم تقاة قال الا أن يكون بينك وبينه قرابه فنصله لذلك * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال التقية جائزة إلى يوم القيامة * وأخرج عبد عن أبى رجاء انه كان يقرأ الا أن تتقوا منهم تقية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة انه كان يقرؤها تتقوا منهم تقية بالياء * وأخرج عبد بن حميد من طريق أبى بكر بن عياش عن عاصم الا أن تتقوا منهم تقاة بالالف ورفع التاء * قوله تعالى (قل ان تخفوا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال أخبرهم انه يعلم ما أسروا من ذلك وما أعلنوا فقال ان تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله * وأخرج عن عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا يقول موفرا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله وما عملت من سوء تودا وأن بينها وبينه أمدا بعيدا قال يسر أحدهم أن
[ 17 ]
لا يلقى عمله ذلك أبدا يكون ذلك مناه وأما في الدنيا فقد كانت خطيئته يستلذها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى أمدا بعيدا قال مكانا بعيدا وأخرج ابن جرير عن أبن جريج أمدا قال أجلا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ويحذركم الله نفسه والله رؤف بالعباد قال من رأفته بهم حذرهم نفسه * قوله تعالى (قل ان كنتم تحبون الله) الآية * أخرج ابن جرير من طريق بكر بن الاسود عن الحسن قال قال قوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يا محمد انا نحب ربنا فانزل الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبيكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فجمل اتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم علما لحبه وعذاب من خالفه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق أبى عبيدة الناجى عن الحسن قال قال أقوام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والله يا محمد انا لنحب ربنا فانزل الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني الآية * وأخرج ابن أبى حاتم وابن جرير من طريق عباد بن منصور قال ان أقواما كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يزعمون انهم يحبون الله فاراد الله أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل فقال ان كنتم تحبون الله الآية فكن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم تصديقا لقولهم * وأخرج الحكيم الترمذي عن يحيى بن أبى كثير قال قالوا انا لنحب ربنا فامتحنو فانزل الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال كان أقوام يزعمون انهم يحبون الله يقولون انا نحب ربنا فامرهم الله أن يتبعوا محمدا وجعل اتباع محمد صلى الله عليه وسلم علما لحبه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رغب عن سنتى فليس منى ثم تلاهذه الآية قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير قل ان كنتم تحبون الله أي ان كان هذا من قولكم في عيسى حبا لله وتعظيما له فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم أي ما مضى من كفركم والله غفور رحيم * وأخرج الاصبهاني في الترغيب عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يستكمل مؤمن ايمانه حتى يكون هواه تبعا لما جئتكم به * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى الدرداء في قوله ان كنتم تحبون الله فاتبعوني قال على البر والتقوى والتواضع وذلة النفس * وأخرج الحكيم الترمذي وأبو نعيم والديلمي وابن عساكر عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله قال على البر والتقوى والتواضع وذل النفس * وأخرح ابن عساكر عن عائشة في هذه الآية قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني قالت على التواضع والتقوى والبر وذلة النفس * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو نعيم في الحلية والحاكم عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه يحب على شئ من الجور ويبغض على شئ من العدل وهل الدين الا الحب والبغض في الله قال الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق حوشب عن الحسن في قوله فاتبعوني يحببكم الله قال فكان علامة حبهم اياه اتباع سنة رسوله * أخرج ابن أبى حاتم عن سفيان بن عيينة انه سئل عن قوله المرء مع من أحب فقال ألم تسمع قول الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله يقول يقربكم والحب هو القرب والله لا يحب الكافرين لا يقرب الكافرين * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير قل أطيعوا الله والرسول فانهم يعرفونه يعنى الوفد من نصارى نجران ويجدونه في كتابهم فان تولوا على كفرهم فان الله لا يحب الكافرين * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم عن أبى رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاألفين أحدكم متكئا على أريكته ياتيه الامر من أمرى مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا ندرى ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه * قوله تعالى (ان الله اصطفى آدم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم طريق على عن ابن عباس في قوله وآل ابراهيم وآل عمران قال هم المؤمنون من آل ابراهيم وآل عمران وآل ياسين وآل محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال ذكر الله أهل بيتين صالحين ورجلين صالحين فقتلهم على العالمين فكان محمد صلى الله عليه وسلم من آل ابراهيم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال فضلهم الله على العالمين بالنبوة على الناس كانواهم الانبياء الاتقياء
[ 18 ]
المطيعين لربهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ذرية بعضها من بعض قال في النية والعمل والاخلاص والتوحيد * وأخرج ابن سعد وابن أبى حاتم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ان عليا قال للحسن قم فاخطب الناس قال انى أهابك أن أخطب وانا أراك فتغيب عنه حيث يسمع كلامه ولا يراه فقام الحسن فحمد الله وأثنى عليه وتكلم ثم نزل فقال على رضى الله عنه ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم * وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس في قوله ان الله اصطفى يعنى اختار من الناس لرسالته آدم ونوحا وآل ابراهيم يعنى ابراهيم واسمعيل واسحق ويعقوب والاسباط وآل عمران على العالمين يعنى اختارهم للنبوة والرسالة على عالمى ذلك الزمان فهم ذرية بعضها من بعض فكل هؤلاء من ذرية آدم ثم من ذرية نوح ثم من ذرية ابراهيم إذ قالت أمرأة عمران بن ما ثان واسمها حنة بنت فاقوذ وهى أم مريم رب انى نذرت لك ما في بطني محررا وذلك ان أم مريم حنه كانت جلست عن الولد والمحيض فبينما هي ذات يوم في ظل شجرة إذ نظرت إلى طير يزق فرخاله فتحركت نفسها للولد فدعت الله أن يهب لها ولدا فحاضت من ساعتها فلما طهرت اتاها زوجها فلما أيقنت بالولد لئن نجاني الله ووضعت ما في بطني لا جعلنه محررا وبنو ما ثان من ملوك بنى اسرائيل من نسل داود والمحرر لا يعمل للدنيا ولا يتزوج ويتفرغ لعمل الآخرة ويعبد الله تعالى ويكون في خدمة الكنيسة ولم يكن محرر في ذلك الزمان الا الغلمان فقالت لزوجها ليس جنس من جنس الانبياء الا وفيهم محرر غير ناوانى جعلت ما بطني نذيرة تقول نذرت ان أجعله الله فهو المحرر فقال زوجها أرأيت ن كان الذى في بطنك أنثى والانثى عورة فكيف تصنعين فاغتمن لذلك فقالت عند ذلك رب انى نذرت لك مافى بطني محرر فنقبل منى انك أنت السميع العليم يعنى تقبل من ما نذرت لك فلما وضعتها قالت رب انى وضعتها أنثى والله أعلم بماء وضعت وليس الذكر كالا نثى والانثى عورة ثم قالت وانى سميتها مريم وكذلك كان اسمها عند الله وانى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم يعنى الملعون فاستحاب الله لها فلم يقربها الشيطان ولا ذريتها عيسى قال ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ولد آدم ينال منه الشيطان يطعنه حين يقع بالارض باصبعه لما يستهل الاما كان من مريم وابنها لم يصل ابليس اليهما قال ابن عباس لما وضعتها خشيت حنة أم مريم أن لا تقبل الانثى محررة فلفتهافى الخرقة ووضعتها فى بيت المقدس عند القراء فتساهم القراء عليها لانها كانت بنت امامهم وكان امام القراء من ولد هرون أيهم ياخذها فقال زكريا وهو رأس الاحبار أنا آخذها وأنا أحقهم بها لان خالتها عندي يعنى أم يحيى فقال القراء وان كان في القوم من هو أفقر إليها منك ولو تركت لاحق الناس بها تركت لابيها ولكنها محررة غير انانتساهم عليها فمن خرج سهمه فهو أحق بها فيقرعوا ثلاث مرات باقلامهم التى كانوا يكتبون بها الوحى أيهم يكفل مريم يعنى أيهم يقبضها فقرعهم زكريا وكانت قرعة أقلامهم انهم جمعوها في موضع ثم غطوها فقالوا لبعض خدم بيت المقدس من الغلمان الذين لم يبلغوا الحلم ادخل يدك فاخرج قلما منها فادخل يده فاخر قلم زكريا فقالوا لا نرضى ولكن نلقى الاقلام في الماء فمن خرج قلمه في جرية الماء ثم ارتفع فهو يكفلها فالقوا أقلامهم في نهر الاردن فارتفع قلم زكريا في جرية الماء فقالوا نقترع الثالثة فمن جرى قلمه مع الماء فهو يكفلها فالقوا أقلامهم فجرى قلم زكريا يا مع الماء وارتفعت أقلامهم في جرية الماء وقبضهاعنذ ذلك زكريا فذلك قوله وكفلها زكريا يعنى قبضها ثم قال فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا يعنى رباها تربية حسنة في عبادة وطاعة لربها حتى ترعرعت وبنى لها زكريا محرابا في بيت المقدس وجعل بابه في وسط الحائط لا يصعد إليها الا بسلم وكان استأجر لها ظئرا فلما تم لها حولان فطمت وتحركت فكان يغلق عليها الباب والمفتاح معه لايمن عليه أحد الا يأتيها بما يصلحها أحد غيره حتى بلغت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن عساكر عن عكرمة قال اسم أم مريم حنة * وأخرج الحاكم عن أبى هريرة قال حنة ولدت مريم أم عيسى * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله نذرت لك ما في بطني محررا قال كانت نذرت أن تجعله في الكنيسة يتعبد بها وكانت ترجو أن يكون ذكرا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال نذرت ان تجعله محررا للعبادة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله محررا قال خادما للبيعة * وأخرج ابن
[ 19 ]
جرير ابن أبى حاتم من وجه آخر عن مجاهد في قوله محررا قال خالصالا يخالطه شئ من أمر الدنيا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال كانت امرأة عمران حررت لله مافى بطنها وكانوا انما يحررون الذكور وكان المحرر إذا حرر جعل في الكنيسة لا يبرحها يقوم عليها ويكنسها وكانت المرأة لا تستطيع ان تصنع بها ذلك لما يصيبها من الاذى فعند ذلك قالت وليس الذكر كالانثى * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير محررا قال جعلته لله والكنيسة فلا يحال بينه وبين العبادة * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال كانت المرأة في زمان بنى اسرائيل إذا ولدت غلاما أرضعته ورتبه حتى إذا أطاق الخدمة دفعته إلى الذين يدرسون الكتب فقالت هذا محرر لكم يخدمكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال ان امرأة عمران كانت عجوز عاقرا تسمى خنة وكانت لا تلد فجعلت تغبط النساء لاولادهن فقالت اللهم ان على نذرا شكرا ان رزقتني ولدا ان أتصدق به على بيت المقدس فيكون من سدنته وخدامه فلما وضعتها قالت رب انى وضعتها انثى وليس الذكر كالانثى يعنى في المحيض ولا ينبغى لامرأة ان تكون مع الرجال ثم خرجت أم مريم تحملها في خرقتها إلى بنى الكاهن بن هارون أخى موسى قال وهم يومئذ يلون من بين المقدس ما يلى الحجبة من الكعبة فقالت لهم دونكم هذه النذيرة فانى حررتها وهى ابنتى ولا يدخل الكنيسة حائض وأنا ألاردها إلى بيتى فقالوا هذه ابنة امامنا وكان عمران يؤمهم في الصلاة فقال زكريا ادفعوها إلى فان خالتها تحتي فقالوا لا تطيب أنفسما بذلك فذلك حين افترعوا عليها بالاقلام التى يكتبون بها التوراة فقرعهم زكريا فكفلها * وأخرج سعيد بن منصور عن عباس انه كان يقرأو الله أعلم بما وضعت * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك انه قرأ بما وضعت برفع التاء * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبى النجودانه كان يقرؤها برفع التاء * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن سفيان بن حسين والله أعلم بما وضعت قال على وجه الشكاية إلى الرب تبارك وتعالى * وأخرج عبد بن حميد عن الاسود انه كان يقرؤها والله أعلم بما وضعت بنصب العين * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم انه كان يقرؤها أعلم بما وضعت بنصب العين * قوله تعالى (وانى أعيذها) * الآية * أخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن مولود يولد الا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان اياه الا مريم وابنها ثم قال أبو هريرة واقرؤا ان شئتم وانى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مولود من ولد آدم له طعنة من الشيطان وبها يستهل الصبى الاما كان من مريم بنت عمر ان وولدها فان أمها قالت حين وضعتها وانى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم فضرب بينهما حجاب فطعن في الحجاب * وأخرج ابن جرير عن هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود يولد الا وقد عصره الشيطان عصرة أو عصرتين الا عيسى بن مريم ومريم ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم انى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال ما ولد الاقد استهل غير المسيح ابن مريم لم يسلط عليه الشيطان ولم ينهزه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن عساكر عن وهب بن منبه قال لما ولد عيسى عليه السلام أتت الشياطين ابليس فقالوا أصبحت الاصنام قد نكست رؤسها فقال هذا حدث مكانكم فطار حتى جاب خافقى الارض فلم يجد شيأ ثم جاء البحار فلم يقدر على شئ طار أيضا فوجد عيسى عليه السلام قد ولدعند مدود حمار وإذا الملائكة قد حفت حوله فرجع إليهم فقال ان نبيا قد ولد البارحة ما حملت أنثى قط ولا وضعت الا وانا بحضرتها الا هذا فايسوا ان تعبد الاصنام بعد هذه الليلة ولكن اثنوا بنى آدم من قبل الخفة والعجلة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وانى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل بنى آدم طعن الشيطان في جنبه الا عيسى بن مريم وأمه جعل بينهما وبينه حجاب فاصابت الطعنة الحجاب ولم ينفذ اليهما شئ وذكر لنا انهما كانالا يصيبان الذنوب كما يصيبه سائر بنى آدم وذكر لنا ان عيسى عليه السلام كان يمشى على البحر كما يمشى على البر مما أعطاه الله من اليقين والاخلاص * وأخرج ابن جرير عن الربيع وانى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل آدمى طعن
[ 20 ]
الشيطان في جنبه غير عيسى وأمه كانا لا يصيبان الذنوب كما يصيبها بنو آدم قال وقال عيسى صلى الله عليه وسلم فيما يشى على ربه وأعاذني وأمى من الشيطان الرجيم فلم يكن له علينا سبيل * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال لولا انها قالت انى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم اذن لم تكن لها ذرية * قوله تعالى (فتقبلها ربها بقبول حسن) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله فتقبلها ربها بقبول حسن قال تقبل من أمها ما أرادت بها الكنيسة فاحرهافيه وانبتها نبتا حسنا قال نبتت في غذاء الله * وأخرج ابن جرير عن الربيع وكفلها زكريا قال ضمها إليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس قال كفلها زكريا فدخل عليها المحراب فوجد عندها رزقا عنبا في مكتل في غير حينه قال أنى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب قال ان الذى يرزقك العنب في غير حينه لقادران يرزقنى من العاقر الكبير العقيم ولدا هنالك دعا زكريا ربه فلما بشر بيحيى قال رب اجعل لى آية قال آيتك أن لا تكلم الناس قال يعتقل لسانك من غير مرض وأنت سوى * وأخرج عبد بن حميد وآدم وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن مجاهد في قوله وكفلها زكريا قال سهمهم بقلمه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال كانت مريم ابنة سيدهم وامامهم فتشاح عليها أحبارهم فاقترعوا فيها بسهامهم أيهم يكفلها أو كان زكريا زوج خالتها فكفلها وكانت عنده وحضنتها * وأخرج البيهقى في سننه عن ابن مسعود وابن عباس وناس من الاصحابة ان الذين كانوا يكتبون التوراة إذا جاؤا إليهم بانسان محرر اقترعوا عليه أيهم ياخذه فيعلمه وكان زكريا أفضلهم يومئذ وكان معهم وكانت أخت مريم تحته فلما أتوا بها قال لهم زكريا انا حقكم بها تحتي أختها قال فخرجوا إلى نهر الاردن فالقوا أقلامهم التى يكتبون بهاليهم يقوم قلمه فيكفلها فجرت الاقلام وقام قلم زكريا على قرنيه كانه في طين فاخذ الجارية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وكفلها زكريا قال جعلها معه في محرابه * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبى النجود انه قرأها وكفلها مشددة زكرياء ممدودة مهموز منصوب * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس وجد عندها رزقا قال مكتلا فيه عنب في غير حينه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وجد عندها رزقا قال عنبا في غير زمانه * وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن مجاهد وجد عندها رزقا قال فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف * وأخرج ابن أبى حاتم من وجه آخر عن مجاهد وجد عندها رزقا قال علما * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وجد عندها رزقا قال وجد عندها ثمار الجنة فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس وجد عندها رزقا قال الفاكهة الغضة حين لا توجد الفاكهة عند أحد * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك انى يعنى من أين * وأخرج عن الضحاك انى لك هذا يقول من أتاك بهذا * وأخرج أبو يعلى عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه فطاف في منازل أزواجه فلم يجد عند واحدة منهن شيأ فاتى فاطمة فقال يا بنية هل عندك شئ آكله فانى جايع فقالت لا والله فلما خرج من عندها بعث إليها جارة لها برغيضن وقطعة لحم فاخذته منها فوضعته في جفنة لها وقالت والله لاوثرن بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي ومن عندي وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة طعام فبعثت حسنا أو حسينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إليها فقالت له بابى أنت وأمى قد أتى الله بشئ قد خبأته لك فقال هلمى يا بنية بالجفنة فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملوأة خبزا ولحما فلما نظرت إليها بهتت وعرفت انها بركة من الله فحمدت الله تعالى وقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه حمد الله وقال من أين لك هذا يا بنية قالت يا أبت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب فحمد الله ثم قال الحمد لله الذى جعلك شبيهة سيدة نساء بنى اسرائيل فانها كانت إذا رزقها الله رزقا فسئلت عنه قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب * قوله تعالى (هنالك دعا) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال لما رأى ذلك زكريا يعنى فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف عند مريم قال ان الذى ياتي بهذا مريم في غير زمانه قادران يرزقنى ولدا فذلك حين دعاربه * وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر عن الحسن قال لما وجد زكريا عند مريم ثمر الشتاء
[ 21 ]
في الصيف وثمر الصيف في الشتاء ياتيها به جبريل قال لها انى لك هذا في غير حينه فقالت هذا رزق من عند الله ياتي به الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب فطمع زكريا في الولد فقال ان الذى اتى مريم بهذه الفاكهة في غير حينها لقادران يصلح لى زوجتى ويهب لى منها ولدا فعند ذلك دعا زكريا ربه وذلك لثلاث ليال بقين من المحرم قام زكريا فاغتسل ثم ابتهل في الدعاء إلى الله قال يا رازق مريم ثمار الصيف في الشتاء وثمار الشتاء في الصيف هب لى من لدنك يعنى من عندك ذرية طيبة يعنى تقيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى ذرية طيبة يقول مباركة * قوله تعالى (فنادته الملائكة) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدي فنادته الملائكة قال جبريل * وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبى حماد قال في قراءة ابن مسعود فناداه جبريل وهو قائم يصلى في المحراب * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود قال ذكر والملائكة ثم تلا ان الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الانثى وكان يقرؤها فناداه الملائكة * وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فناداه الملائكة 7 بالتاء * وأخرج ابن المنذر عن ابراهيم قال كان عبد الله يذكر الملائكة في القرآن * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبى النجود انه قرأ فنادته الملائكة بالتاء ان الله بنصب الالف يبشرك مثقلة * قوله تعالى (وهو قائم يصلى) * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ثابت قال الصلاة خدمته الله في الارض ولو علم الله شيأ أفضل من الصلاة ما قال فنادته الملائكة وهو قائم يصلى * قوله تعالى (في المحراب) * أخرج ابن المنذر عن السدى المحراب المصلى * وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا هذه المذابح يعنى المحاريب * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن موسى الجهنى قال قال رسول الله صلى الله عله وسلم لا تزال أمتى بخير ما لم يتخذوا في مساجدهم مذابح النصارى * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود قال اتقوا هذه المحاريب * وأخرج ابن ابى شيبة عن عبيد بن ابى الجعد قال كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون ان من أشراط الساعة ان تتخذ المذابح في المساجد يعنى الطاقات * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى ذر قال ان من اشراط الساعة ان تتخذ المذابح في المساجد * وأخرج ابن أبى شيبة عن على انه كره الصلاة في الطاق * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم انه كان يكره الصلاة في الطاق * وأخرج ابن أبى شيبة عن سالم بن أبى الجعد انه كان يكره المذابج في المساجد * وأخرج ابن أبى شيبة عن كعب انه كره المذابج في المسجد * وأخرج ابن جرير عن معاذ الكوفى قال من قرأ يبشر مثقله فانه من البشارة ومن قرأ يبشر مخففة بنصب الباء فانه من السرور * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال ان الملائكة شافهته بذلك مشافهة فبشرتهه بيحيى * وأخرج عبدبن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة ان الله يبشرك بيحيى قال انما سمى يحيى لان الله أحياه بالايمان * وأخرج ابن عدى والدار قطني في الافراد والبيهقي وابن عساكر عن ابن مسعود مرفوعا خلق الله فرعوه في بطن أمه كافراوخلق يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس مصدقا بكلمة من الله قال عيسى بن مريم والكلمة يعنى تكون بكلمة من الله * وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير عن مجاهد قال قالت امرأة زكريا لمريم انى أجد الذى في بطني يتحرك للذى في بطنك فوضعت امرأة زكريا يحيى عليه السلام ومريم عيسى عليه السلام وذلك قوله مصدقا بلكمة من الله قال يحيى مصدق بعيسى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحك في قوله مصدقا بكلمة من الله قال كان يحيى أول من صدق بعيسى وشهد انه كلمة من الله قال وكان يحيى ابن خالة عسى وكان أكبر من عيسى * وأخرج ابن جرير عن قتادة مصدقا بكلمة من الله يقول مصدق بعيسى وعلى سنته ومنهاجه * وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن ابن عباس مصدقا بكلمة من الله قال كان عيسى ويحيى ابني خالة وكانت أم يحيى تقول لمريم انى أجد الذى في بطني يسجد للذى في بطنك فذلك تصديقه بعيسى سجوده في بطن أمه وهو أول من صدق بعيسى وكلمه عيسى ويحيى أكبر من عيسى * وأخرج ابن جرير عن السدى قال لقيت أم يحيى أم عيسى وهذه حامل يحيى وهذه حامل بعسى فقالت امرأة زكريا انى وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك فذلك قوله تعالى مصدقا بكملة من الله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس وسيدا قال حليما تقيا
[ 22 ]
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال السيد الكريم على الله * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذم الغضب وابن جرير عن عكرمة قال السيد الذى لا يغلبه الغضب * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب قال السيد الفقيه العالم * وأخرج أحمد في الزهد والخرائطي في مكارم الاخلاق عن الضحاك قال السيد الحسن الخلق والحصور الذى حصر عن النساء * وأخرج أحمد والبيهقي في سنه عن مجاهد قال الحصور الذى لا ياتي النساء * وأخرج أحمد في الزهد عن وهب بن منبه قال نادى مناد من السماء ان يحيى بن زكريا سيد من ولدت النساء وان جورجيس سيد الشهداء * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد عن سعيد بن جبير قال السيد الحليم والحصور الذى لا ياتي النساء * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن عساكر عن ابن عباس في قوله وسيدا وحصورا قال السيد الحليم والحصور الذى لا ياتي النساء * وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الحصور الذى لا ينزل الماء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن مسعود قال الحصورى الذى لا يقرب النساء ولفظ ابن المنذر العنين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن عساكر عن عمر وبن العاصى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يلقى الله الا ذا ذنب الا يحيى بن زكريا فان الله يقول وسيدا وحصورا قال وانما كان ذكره مثل هدبه الثوب وأشار بانملته وأخرجه ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وابن أبى حاتم وابن عساكر عن أبى هريرة من وجه آخر عن ابن عمرو موقوفا وهو أقوى اسنادا من المرفوع * وأخرج ابن أبى حاتم وابن عساكر عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ابن آدم يلقى الله بذنب قد أذنبه يعذبه عليه ان شاء أو يرحمه الايحيى بن زكريا فانه كان سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين ثم أهوى النبي صلى الله عليه وسلم إلى قذاة من الارض فاخذها وقال كان ذكره مثل هذه القذاة * وأخرج الطبراني عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة لعنوا في الدنيا والآخرة وأمنت الملائكة رجل جعله الله ذكرا فانت نفسه وتشبه بالنساء وامرأة جعلها الله أنثى فتذكرت وتشبهت بالرجال والذى يضل الاعمى ورجل حصور ولم يجعل الله حصورا الا يحيى بن زكريا * وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن صالح عن بعضهم رفع الحديث لعن الله والملائكة رجلا تحصر بعد يحيى بن زكريا * وأخرج ابن حرير عن سعيد ابن المسيب في قوله وحصورا قال لا يشتهى النساء ثم ضرب بيده إلى الارض فاخذ نواة فقال ماكان معه مثل هذه * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله وحصورا قال الذى لا ياتي النساء قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر وحصور عن الخنا يأمر النا * س بفعل الحراب والتشمير * قوله تعالى (قال رب) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال لما سمع زكريا النداء جاءه الشيطان فقال له يا زكريا ان الصوت الذى سمعت ليس هو من الله انما هو من الشيطان ليسخر بك ولو كان من الله أوحى اليك كما يوحى اليك في غيره من الامر فشك مكانه وقال انى يكون لى غلام * وأخرج بن حرير عن عكرمة قال أتاه الشيطان فاراد ان يكدر عليه نعمة ربه قال هل تدرى من ناداك قال نعم نادانى ملائكة ربى قال بل ذلك الشيطان لو كان هذا من ربك لا خفاه اليك كما أخفيت نداءك فقال رب اجعل لى آية * قوله تعالى (وامرأتى عاقر) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن شعيب الجبائى قال اسم أم يحيى أشيع * قوله تعالى (قال كذلك) * الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله كذلك يعنى هكذا وفى قوله رب اجعل لى آية قال قال زكريا يا رب فان كان هذا الصوت منك فاجعل لى آية * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رب اجعل لى آية قال بالحمل به * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله آيتك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام قال انما عوقب بذلك لان الملائكة شافهته بذلك مشافهة فبشرته بيحيى فسال الآية بعد كلام الملائكة اياه فاخذ عليه بلسانه * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى عبد الرحمن السلمى قال عتقل لسانه من غير مرض * وأخرج عن السدى قال اعتقل لسانه ثلاثة أيام وثلاث ليال * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن جبير بن نفير قال وبالسانه في فيه حتى ملاه فمنعه الكلام ثم أطلقه الله بعد ثلاث * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله الارمزا قال الرمز
[ 23 ]
بالشفتين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد الارمزا قال ايماؤه بشفتيه * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير الارمزا قال الاشارة * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال الرمز أن يشير بيده أو رأسه ولا يتكلم * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس قال الرمزان أخذ بلسانه فجعل يكلم الناس بيده * وأخرج الطستى في مسائله وابن الانباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله الارمزا قال الاشارة باليد والحى بالرأس قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر ما في السماء من الرحمن مرتمز * الا إليه وما في الارض من وزر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو نعيم عن محمد بن كعب القرظى قال لو رخص الله لا حد في ترك الذكر لرخص لزكريا عليه السلام حيث قال آيتك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام الارمزا واذكر ربك كثيرا ولو رخص لاحد في ترك الذكر لرخص للذين يقاتلون في سبيل الله قال الله يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وسيح بالعشى والابكار قال العشى ميل الشمس إلى أن تغيب والابكار أول الفجر * قوله تعالى (إذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك) الآيات * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين قال كان أبو هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال خير نساء ركبن الابل نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده قال أبو هريرة ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط أخرجه الشيخان بدون الآية * واخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن مردويه عن على سمعت رسول الله الله عليه وسلم يقول خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افضل نساء العالمين خديجة وفاطمة ومريم وآسية امرأة فرعون * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفى على نساء العالمين أربعة آسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم * واخرج احمد والترمذي وصححه وابن المنذر وابن حبان والحاكم عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وآسية امرأة فرعون وأخرجه ابن ابى شيبة عن الحسن مرسلا * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير عن أبى موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة عن النساء كفضل الثريد على الطعام * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن فاطمة رضى الله عنها قالت قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت سيدة نساء اهل الجنة لامريم البتول * أخرج ابن جرير عن عمار بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلت خديجة على نساء أمتى كما فضلت مريم على نساء العالمين * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية امرأة فرعون * وأخرج ابن عساكر من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع نسوة سادات عالمهن مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وأفضلهن عالما فاطمة * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة سيدة نساء العالمين بعد مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة ابنة خويلد * وأخرج ابن أبى شيبة عن مكحول قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساء ركبن الابل نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على بعل في ذات يده ولو علمت أن مريم ابنة عمران ركبت بعيرا ما فضلت عليها أحدا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ان الله اصطفاك وطهرك قال جعلك طيبة ايمانا * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى وطهرك قال من الحيض واصطفاك على نساء العالمين قال على نساء ذلك الزمان الذى هم فيه * وأخرج ابن جرير عن ابن اسحق
[ 24 ]
قال كانت مريم حبيسا في الكنيسة ومعها في الكنيسة غلام اسمه يوسف وقد كان أمه وأبوه جعلاه نذيرا حبيسا فكانا في الكنيسة جميعا وكانت مريم إذ انفد ماؤها وماء يوسف أخذا قلتيهما فانطلقا إلى المفازة التى فيها الماء فيملان ثم يرجعان والملائكة في ذلك مقبلة على مريم يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين فإذا سمع ذلك زكريا قال ان لابنة عمران لشانا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد يا مريم اقنتي لربك قال اطيلي الركود يعنى القيام * واخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال لما قيل لها اقنتي لربك قامت حتى ورمت قدماها * وأخرج ابن جرير عن الاوزاعي قال كانت مريم تقوم حتى يسيل القيح من قدميها * وأخرج ابن عساكر عن ابن سعيد قال كانت مريم تصلى حتى ترم قدماها * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير اقنتي لربك قال اخلصي * وأخرج عن قتادة اقنتي لربك قال أطيعي ربك * وأخرج ابن أبى داود في المصاحف عن ابن مسعود انه كان يقرأ واركعى واسجدي في الساجدين * وأخرج ابن جريرة عن قتادة في قوله وما كنت لديهم يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم قال ان مريم عليها السلام لما وضعت في المسجد اقترع عليها أهل المصلى وهم يكتبون الوحى فاقترعوا باقلامهم أيهم يكفلها فقال الله لمحمد وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم قال القوا أقلامهم في الماء فذهبت مع الجرية وصعد قلم زكريا فكفلها زكريا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الربيع قال القوا أقلامهم يقال عصيهم تلقاء حرية الماء فاستقبلت عصا زكريا عليه السلام جرية الماء فقرعهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن جريج قال أقلامهم قال التى يكتبون بها التوراة * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله * واخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عطاء اقلامهم يعنى قداحهم * واخرج اسحق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس قال لما وهب الله لزكريا يحيى وبلغ ثلاث سنين بشر الله مريم بعيسى فبينا هي في المحراب إذ قالت الملائكة وهو جبريل وحده يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك من الفاحشة واصطفاك يعنى اختارك على نساء العالمين عالم امتها يا مريم اقنتي لربك يعنى صلى لربك يقول اركدى لربك في الصلاة بطول القيام فكانت تقوم حتى ورمت قدماها واسجدي واركعى مع الراكعين يعنى مع المصلين مع قراء بيت المقدس يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ذلك من أبناء الغيب نوحيه اليك يعنى بالخبر الغيب في قصة زكريا ويحيى ومريم وما كنت لديهم يعنى عندهم إذ يلقون أقلامهم في كفالة مريم ثم قال يا محمد يخبر بقصة عيسى إذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا يعنى مكينا عند الله في الدنيا من المقربين في الآخرة ويكلم الناس في المهد يعنى في الخرق وكهلا ويكلمهم كهلا إذا اجتمع قبل ان يرفع إلى السماء ومن الصالحين يعنى من المرسلين * واخرج اسحق بن بشر وابن عساكر عن وهب قال لما استقر حمل مريم وبشرها جبريل وثقت بكرامة الله واطمأنت فطابت نفسا واشتد از رها وكان معها في المحررين ابن خال لها يقال له يوسف وكان يخدمها من وراء الحجاب ويكلمها ويناولها الشئ من وراء الحجاب وكان اول من اطلع على حملها هو واهتم لذلك واحزنه وخاف منه البلية التى لاقبل له بها ولم يشعر من اين اتيت مريم وشغله عن النظر في امر نفسه وعمله لانه كان رجلا متعبدا حكيما وكان من قبل ان تضرب مريم الحجاب على نفسها تكون معه ونشأ معها وكانت مريم إذ انفدماؤها وماء يوسف أخذا قلتيهما ثم انطلقا إلى المفازة التى فيها الماء فيملان قلتيهما ثم يرجعان إلى الكنيسة والملائكة مقبلة على مريم بالبشارة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك فكان يعجب يوسف ما يسمع فلما استبان ليوسف حمل مريم وقع في نفسه من أمرها حتى كاد أن يفتتن فلما أراد أن يتهمها في نفسه ذكر ما طهرها الله واصطفاها وما وعد الله أمها انه يعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم وما سمع من قول الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك فذكر الفضائل التى فضلها الله تعالى بها وقال ان زكريا قد أحرزها في المحراب فلا يدخل عليها أحد وليس للشيطان عليها سبيل فمن أين هذا فلما رأى من تغير لونها وظهور بطنها عظم ذلك عليه فعرض فقال يا مريم هل يكون زرع من غير بذر قالت نعم قال وكيف ذلك قالت ان الله خلق البذر الاول من غير نبات وأنبت الزرع الاول من غير بذر ولعلك تقول لو لا
[ 25 ]
انه استعان عليه بالبذر لغلبه حتى لا يقدر على أن يخلقه ولا ينبته قال يوسف أعوذ بالله ان أقول ذلك قد صدقت وقلت بالنور والحكمة وكما قدران يخلق الزرع الاول وينبته من غير بذر يقدر على أن يجعل زرعا من غير بذر فاخبريني هل بنبت الشجر من غير ماء ولا مطر قالت ألم تعلم ان للبذر والزرع والماء والمطر والشجر خالقا واحدا فلعلك تقول لولا الماء والمطر لم يقدر على أن ينبت الشجر قال أعوذ بالله ان أقول ذلك قد صدقت فاخبريني هل يكون ولد أو رجل من غير ذكر قالت نعم قال وكيف ذلك قالت الم تعلم أن الله خلق آدم وحواء امرأته من غير حبل ولا أنثى ولا ذكر قال بلى فاخبريني خبرك قالت بشرني الله بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم إلى قوله ومن الصالحين فعلم يوسف ان ذلك أمر من الله لسبب خيرأراده بمريم فسكت عنها فلم تزل على ذلك حتى ضربها الطلق فنوديت أن اخرجي من المحراب فخرجت * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله إذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك قال شافهتها الملائكة بذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله يبشرك بكلمة منه قال عيسى هو الكلمة من الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال لم يكن من الانبياء من له اسمان الا عيسى ومحمد عليهما السلام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابراهيم قال المسيح الصديق * وأخرج ابن جرير عن سعيد قال انما سمى المسيح لانه مسح بالبركة * وأخرج ابن أبى حاتم عن يحيى بن عبد الرحمن الثقفى ان عيسى كان سائحا ولذلك سمى المسيح كان يمسى بارض ويصبح باخرى وانه لم يتزوج حتى رفع * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ومن المقربين يقول ومن المقربين عند الله يوم القيامة * قوله تعالى (ويكلم الناس في المهد) * أخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج قال بلغني عن ابن عباس قال المهد مضجع الصبى في رضاعه * وأخرج البخاري وابن أبى حاتم عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يتكلم في المهد الا ثلاثة عيسى عليه السلام وكان في بنى اسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلى فجاءته أمه فدعته فقال أجيبهما أو اصلى فقالت اللهم لاتمته حتى تريه وجوه المومسات وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة وكلمته فابى فاتت راعيا فامكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت من جريج فاتوه فكسروا صومعته وانزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال من أبوك يا غلام قال الراعى فقالوا له نبنى صومعتك من ذهب قال لا الا من طين وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بنى اسرائيل فمر بها رجل راكب ذوشارة فقالت اللهم اجعل ابني مثله فترك ثديها واقبل على الراكب فقال اللهم لا تجعلني مثله ثم اقبل على ثديها يمصه ثم مربامة تجرر ويلعب بها فقالت اللهم لا تجعل ابني مثل هذه فترك ثديها فقال اللهم اجعلني مثلها فقالت لم ذاك فقال الراكب جبار من الجبابرة وهذه الامة يقولون لها زنيت وتقول حسبى الله ويقولون سرقت وتقول حسبى الله * وأخرج أبو الشيخ والحاكم وصححه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتكلم في المهد الا عيسى وشاهد يوسف وصاحب جريج وابن ماشطة فرعون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ويكلم الناس في المهد وكهلا قال يكلمهم صغيرا وكبيرا * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس وكهلا قال في سن كهل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال الكهل الحليم * وأخرج ابن أبى حاتم عن يزيد بن أبى حبيب قال الكهل منتهى الحلم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال قد كلمهم عيسى عليه السلام في المهد وسيكلمهم إذا أقبل الدجال وهو يومئذ كهل * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير قال كذلك الله يخلق ما يشاء أي يضع ما أراد ويخلق ما يشاء من بشر إذ قضى أمرا فانما يقول له كن فيكون مما يشاء وكيف يشاء فيكون كما أراد * قوله تعالى (ونعلمه الكتاب والحكمة) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ونعلمه الكتاب قال الخط بالقلم * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج ونعلمه الكتاب قال بيده * وأخرج ابن المنذر بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال يا ترعرع عيسى جاءت به أمه إلى الكتاب فدفعته إليه فقال قل بسم فقال عيسى الله فقال المعلم قل الرحمن قال عيسى الرحيم فقال المعلم قل أبو جاد قال هو في كتاب فقال عيسى أثدرى ما ألف قال لا قال آلاء الله أتدرى ما باء قال لا قال بهاء الله أتدرى ما جيم قال لا قال جلال الله أتدرى ما اللام قال لا قال آلاء الله فجعل يفسر على هذا النحو فقال المعلم
[ 26 ]
كيف أعلم من هو أعلم منى قالت فدعه يقعد مع الصبيان فكان يخبر الصبيان بما ياكلون وما تدخر لهم أمهاتهم في بيوتهم * وأخرج ابن عدى وابن عساكر عن أبى سعيد الخدرى وابن مسعود مر فوعا قال ان عيسى بن مريم أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه فقال له المعلم اكتب بسم الله قال له عيسى وما بسم قال له المعلم ما أدرى قال له عيسى الباء بهاء الله والسين سناؤه والميم مملكته والله له لآلهة والرحمن رحمن الآخرة والدنيا والرحيم رحيم الآخرة أبو جاد الالف آلاء الله والباء بهاء الله جيم جلال الله دال الله الدائم هو زالهاء الهاوية واوويل لاهل النار وادفى جهنم زاى زين أهل الدنيا حطى حاء الله الحكيم طاءالله الطالب لكل حق حتى يرده أي أهل النهار وهو الوجع كلمن الكاف الله الكافي لام الله القائم ميم الله المالك نون الله البحر سعفص 7 صاد الله الصادق عين الله العالم فاء الله ذكر كلمة صاد الله الصمد قرشت قاف الجبل المحيط بالدنيا الذى اخضرت منه السماء راء رياء الناس بهاسين ستر الله تاء تمت أبدا قال ابن عدى هذا الحديث باطل بهذا الاسناد لا يرويه غير اسمعيل بن يحيى * وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس ان عيسى بن مريم أمسك عن الكلام بعد إذ كلمهم طفلا حتى بلغ ما يبلغ الغلمان ثم أنطقه الله بعد ذلك بلحكمة والبيان فاكثر اليهود فيه وفى أمه من قول الزور فكان عيسى يشرب اللبن من أمه فلما فطم أكل الطعام وشرب الشراب حتى بلغ سبع سنين أسلمته أمه لرجل يعلمه كما يعلم الغلمان فلا يعلمه شيأ الا بدره عيسى إلى علمه قبل أن يعلمه اياه فعلمه أباجاد فقال عيسى ما أبو جاد قال المعلم لاأدرى فقال عيسى فكيف تعلمني مالا تدري فقال المعلم ادن فعلمني قال له عيسى فقم من مجلسك فقام فجلس عيسى مجلسه فقال عيسى سلنى فقال المعلم فما أبو جاد فقال عيسى الالف آلاء الله باء بهاء الله جيم بهجة الله وجماله فعجب المعلم من ذلك فكان أول من فسر أبا جاد عيسى ابن مريم عليه السلام قال وسأل عثمان بن عفان رضى الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله ما تفسير أبى جاد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا تفسير أبى جاد فان فيه الاعاجيب كلها ويل لعالم جهل تفسيره فقيل يارسول الله وما تفسير أبى جاد قال الالف آلاء الله والباء بهجة الله وجلاله والجيم مجد الله والدال دين الله هو زالهاء الهاوية ويل لمن هوى فيها والواو ويل لاهل النار والزاى الزاوية يعنى زوايا جهنم حطى الحاء حط خطايا المستغفرين في ليلة القدر وما نزل به جبريل مع الملائكة إلى مطلع الفجر والطاء طوبى لهم وحسن مآب وهى شجرة غرسها الله بيده والياء يد الله فوق خلقه كلمن الكاف كلام الله لا تبديل لكلماته واللام المام أهل الجنة بينهم بالزيارة والتحية والسلام وتلاوم أهل النار بينهم والميم ملك الله الذى لا يزول ودوام الله الذى لا يفنى ونون نون والقلم وما يسطرون صعفص الصاد صاع بصاع وقسط بقسط وقص بقص يعنى الجزاء بلجزاء وكما تدين تدان والله لا يريد ظلما للعباد قرشت يعنى قرشهم فجمعهم يقضى بينهم يوم القيامة وهم لا يظلمون * (ذكر نبذ من حكم عيسى عليه السلام) * * وأخرج ابن المبارك في الزهد أخبرنا ابن عيينة عن خلف بن حوشب قال قال عيسى عليه السلام للحواريين كما ترك لكم الملوك الحكمة فكذلك اتركوا لهم الدنيا * وأخرج ابن عساكر عن يونس بن عبيد قال كان عيسى بن مريم عليه السلام يقول لا يصيب أحد حقيقة الايمان حتى لا يبالي من أكل الدنيا * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وأحمد في الزهد عن ثابت ا لبناني قال قيل لعيسى عليه السلام لو اتخذت حمارا تركبه لحاجتك فقال أنا أكرم على الله من أن يجعل لى شيأ يشغلني به * وأخرج ابن عساكر عن مالك بن دينار قال قال عيسى معاشر الاحواريين ان خشية الله وحب الفردوس يورثان الصبر على المشقة ويباعدان من زهرة الدنيا * وأخرج ابن عساكر عن عتبة بن يزيد قال قال عيسى بن مريم يا ابن آدم الضعيف اتق الله حيثما كنت وكل كسرتك من حلال واتخذ المسجد بيتا وكن في الدنيا ضعيفا وعود نفسك البكاء وقلبك التفكر وجسدك الصبر ولا تهتم برزقك غدا فانها خطيئة تكتب علك * وأخرج ابن أبى الدنيا ولاصبهانى في الترغيب عن محمد بن مطرف ان عيسى قال فذكره * وأخرج ابن أبى النيا عن وهيب المكى قال بلغني ان عيسى عليه السلام قال أصل كل خطيئة حب النيا ورب شهوة أورثت أهلها حرتا طويلا * وأخرج ابن عساكر عن يحيى بن سعيد قال كان
[ 27 ]
عيسى يقول أعبروا الدنيا ولا تعمروها وحب الدنيا رأس كل خطيئة والنظر يزرع في القلب الشهوة * وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الايمان عن سفيان بن سعيد قال كان عيسى عليه السلام يقول حب الدنيا أصل كل خطيئة والمال فيه داء كبير قالوا وماداؤة قال لا يسلم من الفخر والخيلاء قالوا فان سلم قال يشغله اصلاحه عن ذكر الله * وأخرج ابن المبارك عن عمران الكوفى قال قال عيسى بن مريم للحواريين لا ناخذوا ممن تعلمون الاجر الامثل الذى أعطيتموني ويا ملح الارض لا تفسدوا فان كان شئ إذا فسد فانما يداوى بالملح وان الملح إذا فسد فليس له دواء واعلموا أن فيكم خصلتين من الجهل الضحك من غير عجب والصبيحة من غير سهر * وأخرج الحكيم الترمذي عن يزيد بن ميسرة قال قال عيسى عليه السلام بالقلوب الصالحه يعمر الله الارض وبها يخرب الارض إذا كانت على غير ذلك * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيقى في شعب الايمان عن مالك بن دينار قال كان عيسى بن مريم عليه السلام إذا مربدار وقد مات أهلها وقف عليها فقال ويح لاربابك الذين يتوارثونك كيف لم يعتبروا فعلك باخوانهم الماضين * وأخرج البيهقى عن مالك بن دينار قال قالوا لعيسى عليه السلام يا روح الله الا نبنى لك بيتا قال بلى ابنوه على ساحل البحر قالوا اذن يجئ الماء فيذهب به قال أين تريدون تبنون لى على القنطرة * وأخرج أحمد في الزهد عن بكر بن عبد الله قال فقد الحواريون عيسى عليه السلام فخرجوا يطلبونه فوجدوه يمشى على الماء فقال بعضهم يا نبى الله أنمشي اليك قال نعم فوضع رجله ثم ذهب يضع الاخرى فانغمس فقال هات يدك يا قصير الايمان لو أن لابن آدم مثقال حبة أو ذرة من اليقين اذن لمشى على الماء * وأخرج أحمد عن عبد الله بن نمير قال سمعت ان عيسى عليه السلام قال كانت ولم اكن وتكون ولا أكون فيها * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار قال لما بعث عيسى عليه السلام اكب الدنيا على وجهها فلما رفع رفعها الناس بعده * وأخرج عبد الله ابنه في زرائده عن الحسن قال قال عيسى عليه السلام انى أكببت الدنيا لوجهها وقعدت على ظهرها فليس لى ولد يموت ولابيت يخرب قالوا له أفلا نتخذ لك بيتا قال ابنوا لى على سبيل الطريق بيتا قالوا لا يثبت قالوا أفلا نتخذلك زوجة قال ما أصنع بزوجة تموت * وأخرج أحمد عن خيثمة قال مرت امرأة على عيسى عليه السلام فقالت طوبى لثدي أرضعك وحجر حملك فقال عيسى عليه السلام طوبى لمن قرأ كتاب الله ثم عمل بما فيه * وأخرج أحمد عن وهب بن منبه قال أوحى الله إلى عيسى عليه الصلاة والسلام انى وهبت لك حب المساكين ورحمتهم تحبهم ويحبونك ويرضون بك اماما وقائدا وترضى بهم صحابة وتبعا وهما خلقان اعلم ان من لقيني بازكى الاعمال واحبها إلى * واخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن ميمون بن سياه قال قال عيسى بن مريم يا معشر الحواريين اتخذو المساجد مساكن واجعلوا بيوتكم كمنازل الاضياف فمالكم في العالم من منزل ان أنتم الاعابرى سبيل * وأخرج أحمد عن وهب ابن منبه ان عيسى عليه السلام قال بحق ان أقول لكم ان أكناف السماء لخالية من الاغنياء ولدخول جمل في سم الخياط أيسر من دخول غنى الجنة * وأخرج عبد الله في زوائد عن جعفر بن حرفاس ان عيسى بن مريم قال رأس الخطيئة حب الدنيا والخمر مفتاح كل شروالنساء حبالة الشيطان * وأخرج أحمد عن سفيان قال قال عيسى عليه السلام ان للحكمة أهلا فان وضعتها في غير أهلها أضعتها وان منعتها من أهلها ضيعتها كن كالطبيب يضع الدواء حيث ينبغى * وأخرج أحمد عن محمد بن واسع ان عيسى بن مريم قال يا بنى اسرائيل انى أعيذكم بالله ان تكونوا عارا على أهل الكتاب يا بنى اسرائيل قولكم شفاء يذهب الداء وأعمالكم داء لا تقبل الدواء * وأخرج أحمد عن وهب قال قال عيسى لا حبار بنى اسرائيل لا تكونوا للناس كالذئب السارق وكالثعلب الخدوع وكالحدأ الخاطف * وأخرج أحمد عن مكحول قال قال عيسى بن مريم يا معشر الحواريين أيكم يستطيع ان يبنى على موج البحر دار قالوا يا روح الله ومن يقدر على ذلك قال اياكم والدنيا فلا تتخذو ها قرارا * وأخرج أحمد عن زياد أبى عمرو قال بلغني ان عيسى عليه السلام قال انه ليس بنافعك ان تعلم ما لم تعلم ولما تعمل بما قد علمت ان كثرة العلم لا تزيد الاكبرا إذا لم تعمل به * وأخرج أحمد عن ابراهيم بن الوليد العبدى قال بلغني ان عيسى عليه الصلاة والسلام قال الزهدى يدور في ثلاثة أيام أمس خلا وعظت به واليوم زادك فيه وغدا لا تدري ما لك فيه قال والامر يدور على ثلاثة أمر بان لك رشده فاتبعه وأمر بان لك غيره فاجتنبه وأمر
[ 28 ]
أشكل عليك فكله إلى الله عزوجل * وأخرج أحمد عن قتادة قال قال عيسى عليه الصلاة والسلام سلونى فان قلبى لين وانى سغير في نفسي * وأخرج أحمد عن بشير الدمشقي قال مر عيسى عليه الصلاة والسلام بقوم فقال اللهم اغفر لنا ثلاثا فقالوا يا روح الله انا نريدان نسمع منك اليوم موعظة ونسمع منك شيأ لم نسمعه فيما مضى فأوحى الله إلى عيسى ان قل لهم انى من أغفر له مغفرة واحدة أصلح له بها دنياه وآخرته * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن خيثمة قال كان عيسى عليه لسلام إذا دعا القراء قام عليهم ثم قال هكذا اصنعوا بالقراء * وأخرج أحمد عن يزيد بن ميسرة قال قال عيسى عليه السلام ان أحببتم ان تكون أصفياء الله ونور بنى آدم من خلقه فاعفوا عمن ظلمكم وعودوا من لا يعودكم واحسنوا إلى من لا يحسن اليكم واقرضوا من لا يجزيكم * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن عبيد بن عمير ان عيسى عليه الصلاة والسلام كان يلبس الشعر ويا كل من ورق الشجر ويبيت حيث أمسى ولا يرفع غداء ولا عشاء لغد ويقول ياتي كل يوم برزقه * وأخرج أحمد عن وهب ابن منبه قال قال عيسى ابن مريم يادار تخربين ويفنى سكانك ويا نفس اعملي ترزقي ويا جسد انصب تستريج * وأخرج أحمد عن وهب ابن منبه قال قال عيسى بن مريم للحواريين بحق أقول لكم وكان عيسى عليه الصلاة والسلام كثيرا ما يقول بحق أقول لكم ان أشدكم حبا للدنيا أشدكم جزعا على المصيبة * وأخرج أحمد عن عطاء الازرق قال بلغنا ان عيسى عليه الصلاة والسلام قال يا معشر الحواريين كلوا خبز الشعير ونبات الارض والماء القراح واياكم وخبز البرفانكم لا تقومون بشكروه واعلموا ان حلاوة الدنيا مرارة الآخرة واشد مراة الدنيا حلاوة الآخرة * وأخرج ابنه في زوائد عن عبد الله بن شوذب قال قال عيسى بن مريم جودة الثياب من خيلاء القلب * وأخرج أحمد عن سفيان قال قال عيسى عليه الصلاة والسلام انى ليس أحدثكم لتعحبوا انما أحدثكم لتعملوا * وأحرج ابنه عن أبى حسان قال قال عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام كن كالطبيب العالم يضع دواءه حيث ينفع * وأخرج ابنه عن عمران ابن سليمان قال بلغني ان عيسى بن مريم قال يا بنى اسرائيل تهاونوا بالدنيا تهن عليكم وأهينوا الدنيا تكرم الآخرة عليكم ولا تكرموا الدنيا فتهون الآخرة عليكم فان الدنيا ليست باهل الكرامة وكل يوم تدعو للفتنة والخسارة * وأخرج ابن المبارك وأحمد عن أبى غالب قال في وصية عيسى عليه الصلاة والسلام يا معشر الحواريين تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي وتقربوا إليه بالمقت لهم والتمسوا رضاه بسخطهم قالوا يا نبى الله فمن نجالس قال جالسوا من يزيد في علمكم منطقه ومن يذكركم الله رؤيته ويزهدكم في الدنيا عمله * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار قال أوحى الله إلى عيسى عظ نفسك فان اتعظت فعظ الناس والا فاستحى منى * وأخرج أحمد عن وهب قال قال عيسى للحوارييين بقدر ما تنصبون ههنا تستريحون ههنا وبقدر ما تستريحون ههنا تنصبون ههنا * وأخرج ابن المبارك وأحمد عن سالم بن أبى الجعد قال قال عيسى عليه الصلاة والسلام طوبى لمن خزن لسانه ووسعه بيته وبكى من ذكر خطيئته * وأخرج ابن المبارك وابن أبى شيبة وأحمد عن هلال بن يساف قال كان عيسى يقول إذا تصدق أحدكم بيمينه فليخفها عن شماله وإذا صام فليدهم وليمسح شفيته من دهنه حتى ينظر إليه الناظر فلا يرى انه صائم وإذا صلى فليدن عليه بستربايه فان الله يقسم الثناء كما يقسم الرزق * وأخرج أحمد وابن أبى الدنيا عن خالد الربعي قال ثبئت ان عيسى عليه الصلاة والسلام قال لاصحابه أرأيتم لو أن أحدكم أتى على أخيه المسلم وهو نائم وقد كشفت الريح بعض ثوبه فقالوا إذا كنا نرده عليه قال لابل تكشفون ما بقى مثل ضربه للقوم يسمعون الرجل بالسيئة فيذكرون أكثر من ذلك * وأخرج أحمد عن أبى الجلد قال قال عيسى بن مريم فسكرت في الخلق فإذا من لم يخلق كان أغبط عندي ممن خلق وقال لا تنظروا إلى ذنوب الناس كانكم أرباب ولكن انظروا في ذنوبكم كانكم عبيد والناس رجلان مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء واحمدو الله على العافية * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن أبى الهذيل قال لقى عيسى يحيى فقال أوضي قال لا تغضب قال لا أستطيع قال لاتفتن مالا قال اما هذا لعله * وأخرج أحمد وابن أبى الدنيا عن مالك بن دينار قال مر عيسى عليه السلام والحواريون رضى الله تعالى عنهم على جيفة كلب فقالوا ما انتن هذا فقال ما أشد بياض أسنانه يعظهم وينهاهم عن الغيبة * وأخرج أحمد عن الاوزاعي قال كان عيسى يحب العبد يتعلم المهنه يستغنى بها عن الناس ويكره العبد يتعلم العلم يتخذه مهنة
[ 29 ]
* وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وابن أبى الدنيا عن سالم بن أبى الجعد قال قال عيسى عليه السلام اعملوا لله ولا تعملوا لبطونكم انظروا إلى هذا الطير يغدو ويروح لا يحرث ولا يحصد الله تعالى يرزقها فان قلتم نحن أعظم بطونا من الطير فانظروا إلى هذه الاباقر من الوحش والحمر تغدو وتروح لا تحرث ولا تحصد الله تعالى يرزقها اتقوا فضول الدنيا فان فضول الدنيا عند الله رجز * وأخرج أحمد عن وهب قال ان ابليس قال لعيسى زعمت انك تحيى الموتى فان كنت كذلك فادع الله ان يرد هذا الجبل خبزا فقال له عيسى أوكل الناس يعيشون بالخبز قال فان كنت كما تقول فثب من هذا المكان فان الملائكة سنلقاك قال ان ربى أمرنى ان لا أجرب نفسي فلا أدرى هل يسلمني أم لا * وأخرج أحمد عن سالم بن أبى الجعدان عيسى بن مريم كان يقول للسائل حق وان أتاك على فرس مطوق بالفضة * وأخرج عن بعضهم قال أوحى الله إلى عيسى ان لم تطب نفسك ان تصفك الناس بالزاهد في لم أكتبك عندي راهبا فما يضرك إذا بغضك الناس وأنا عنك راض وما ينفعك حب الناس وأنا عليك ساخط * وأخرج أحمد عن الحضرمي وابن أبى الدنيا وابن عساكر عن فضيل بن عياض قالا قيل لعيسى بن مريم باى شى تمشى على الماء قال بالايمان واليقين قالوا فانا آمنا كما آمنت وأيقنا كما أيقنت قال فامشوا اذن فمشوا معه فجاء الموج فغرقوا فقال لهم عيسى مالكم قالوا خفنا الموج قال الا خفتم رب الموج فاخرجهم ثم ضرب بيده إلى الارض فقبض بها ثم بسطها فإذا في احدى يديه ذهب وفى الاخرى مدر فقال أيهما أحلى في قلوبكم قالوا الذهب قال فانهما عندي سواء * وأخرج ابن المبارك وابن أبى شيبة وأحمد وابن عساكر عن الشعبى قال كان عيسى بن مريم إذا ذكر عنده الساعة صاح ويقول لا ينبغى لابن مريم ان تذكر عنده الساعة فيسكت * وأخرج أحمد وابن عساكر عن مجاهد قال كان عيسى عليه السلام يلبس الشعر وياكل الشجر ولا يخبأ اليوم لغد ويبيت حيث أواه الليل لم يكن له ولد فيموت ولابيت فيخرب * وأخرج ابن عساكر عن الحسن ان عيسى رأس الزاهدين يوم القيامة وان الفرارين بدينهم يحشرون يوم القيامة مع عيسى بن مريم وان عيسى مربه ابليس يوما وهو متوسد حجرا وقد وجد لذه النوم فقال له ابليس يا عيسى أليس تزعم انك لا تريد شيأ عن عرض الدنيا فهذا الحجر من عرض الدنيا فقام عيسى فاخذ الحجر فرمى به وقال هذا لك مع الدنيا * وأخرج ابن عساكر عن كعب ان عيسى كان ياكل الشعير ويمشى على رجليه ولا يركب الدواب ولا يسكن البيوت ولا يستصبح بالسراج ولا يلبس القطن ولا يمس النساء ولم يمس الطيب ولم يمزج شرابه بشئ قط ولم يبرده ولم يدهن رأسه قط ولم يقرب رأسه ولحيته غسول قط ولم يجعل بين الارض وبين جلده شيأ قط الالباسه ولم يهتم لغداء قط ولا لعشاء قط ولا يشتهى شيأ من شهوات الدنيا وكان يجالس الضعفاء والزمنى والمساكين وكان إذا قرب إليه الطعم على شئ وضعه على الارض ولم ياكل مع الطعام ادا ماقط وكان يجتزى من الدنيا بالقوت القليل ويقول هذا لمن يموت ويحاسب عليه كثير * وأخرج ابن عساكر عن الحسن قال بلغني انه قيل لعيسى بن مريم تزوج قال وما أصنع بالتزوج قالوا تلد لك الاولاد قال الاولاد ان عاشوا أفتنوا وان ماتوا أحزنوا * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في الشعب عن شعيب بن اسحق قال قيل لعيسى لو اتخذت بيتا قال يكفينا خلقان من كان قبلنا * وأخرج ابن ابى الدنيا والبيهقي عن ميسرة قال قيل لعيسى ألا تبني لك بيتا قال لا أترك بعدى شيأ من الدنيا أذكر به * وأخرج ابن عساكر عن أبى سليمان قال بينا عيسى يمشى في يوم صائف وقدسه الحر والعطاش فجلس في ظل خيمة فخرج إليه صاحب الخيمة فقال يا عبد الله قم من ظلنا فقام عيسى عليه السلام فجلس في الشمس وقال ليس أنت الذى أقمتنى انما أقامنى الذى لم يرد ان أصيب من الدنيا شيا * وأخرج احمد عن سفيان بن عيينة قال كان عيسى ويحيى عليهما السلام ياتيان القرية فيسأل عيسى عليه السلام عن شرارا أهلها ويسال يحيى عليه السلام عن خيار أهلها فقال لم تنزل على شرار الناس قال انما أنا طيب أداوى المرضى * وأخرج أحمد عن هشام الدستوائى قال بلغني أن في حكمة عيسى بن مريم عليه السلام تعملمون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ولا تعملمون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها الا بالعمل ويحكم علماء السوء الاجر تأخذون والعمل تضيعون توشكون أن تخرجوا من الدنيا إلى ظلمة القبر وضيقه والله عزوجل ينهاكم عن المعاصي كما أمركم بالصوم والصلاة كيف يكون من أهل العلم من دنياه آثر عنده من آخرته وهو في
[ 30 ]
الدنيا أفضل رغبة كيف يكون من أهل العلم من مسيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه وما يضره أشهى إليه مما بنفعه كيف يكون من أهل العلم من سخط واحتقر منزلته وهو يعلم أن ذلك من علم الله وقدرته كيف يكون من أهل العلم من اتهم الله تعالى في قضائه فليس يرضى بشئ اصابه كيف يكون من اهل العلم من طلب الكلام ليتحدث ولم يطلبه ليعمل به * وأخرج أحمد عن سعيد بن عبد العزيز عن أشياخه ان عيسى عليه السلام مر بعقبة أفيق ومعه رجل من حواريه فاعترضهم رجل فمنعهم الطريق وقال لا أتر ككما تجوزان حتى ألطم كل واحد منكما لطمة فاداراه فابى الاذاك فقال عيسى عليه السلام أما خدى فاطمه فلطمه فخلى سبيله وقال للحوارى لاأدعك تجوز حتى ألطمك فتمنع عليه فلما رأى عيسى ذاك أعطاه خده الآخر فلطمه فخلى سبيلهما فقال عيسى عليه السلام اللهم ان كان هذا لك رضا فبلغني رضاك وان كان هذا سخطا فانك أولى بالعفو * وأخرج عبد الله ابنه على بن أبى طالب قال بينما عيسى عليه السلام جالس مع أصحابه مرت به امرأة فنظر إليها بعضهم فقال له بعض أصحابه زنيت فقال له عيسى أرأيت لو كنت صائما فمررت شواء فشممته أكنت مفطرا قال لا * وأخرج أحمد عن عطاء قال قال عيسى ما أدخل قرية يشاء أهلها ان يخرجوني منها الا أخرجوني يعنى ليس لى فيها شئ قال وكان عيسى عليه السلام يتخذ نعلين من لحى الشجر ويجعل شراكهما من ليف * وأخرج أحمد عن سعيد بن عبد العزيز قال قال المسيح ليس كما أريد ولكن كما تريد وليس كما أشاء ولكن كما تشاء * وأخرج أحمد عن سعيد بن عبد العزيز قال بلغني انه ما من كلمة كانت تقال لعيسى عليه السلام أحب إليه من ان يقال هذا المسكين * وأخرج ابنه عن ابن حلبس قال قال عيسى ان الشيطان مع الدنيا ومكره مع المال وتزبينه عند الهوى واستكماله عند الشهوات * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن جعفر بن برقان قال كان عيسى يقول اللهم انى أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره ولا أملك نفع ما أرجو وأصبح الامر بيد غيرى وأصبحت مرتهنا بعملي فلا فقير أفقر مني فلا تشمت بى عدوى ولا تسئ بى صديقى ولا تجعل مصيبتي في دينى ولا تسلط على من لا يرحمني * وأخرج أحمد عن وهب بن منبه قال في كتب الحواريين إذا سلك بك سبيل البلاء فاعلم أنه سلك بك سبيل الانبياء والصالحين وإذا سلك بك سبيل أهل الرخاء فاعلم أنه سالك بك غير سبيلهم وخولف بك عن طريقهم * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار قال قال عيسى انما أبعثكم كالكباش تلتقطون خرفا بنى اسرائيل فلا تكونوا كالذئاب الضوارى التى تختطف الناس وعليكم بالخرفان مالكم تأتون وعليكم ثياب الشعر وقلوبكم قلوب الخنازير البسوا ثياب الملوك ولينوا قلوبكم بالخشية وقال عيسى ابن آدام اعمل باعمال البر حتى يبلغ عملك عنان السماء وحبا في الله ليس ما عملته أغنى ذلك عنه شيا وقال عيسى للحواريين ان ابليس يريد أن يبخلكم فلا تقعوا في بخله * وأخرج أحمد عن الحسن بن على الصنعانى قال بلغنا أن عيسى عليه السلام قال يا معشر الحواريين ادع الله أن يخفف عنى هذه السكرة يعنى الموت ثم قال عيسى لقد خفت الموت خوفا أوقفني مخافتي من الموت على الموت * وأخرج أحمد عن وهب منبه أن عيسى عليه السلام كان واقفا على قبر ومعه الحواريون وصاحب القبر يدلى فيه فذكروا من ظلمة القبرو وحشته وضيقه فقال عيسى قد كنتم فيما هو أضيق منه في أمهاتكم فإذا أحب الله أن يوسع وسع * وأخرج أحمد عن وهب قال قال المسيح عليه السلام أكثروا ذكر الله وحمده وتقديسه وأطيعوه فانما يكفى أحدكم من الدعاء إذا كان الله تبارك وتعالى راضيا عليه ان يقول اللهم اغفر لي خطيئتي واصلح لى معيشتي وعافنى من المكاره يا الهى * وأخرج أحمد عن أبى الجلد ان عيسى عليه السلام قال للحواريين بحق أقول لكم ما الدنيا تريدون ولا الآخرة قالوا يا رسول الله فسر لنا هذا فقد كنا نرى انا نريد احداهما قال لو أردتم الدنيا لا طعتم رب الدنيا الذى مفاتيح خزائنها بيده فاعطاكم ولو أردتم الآخرة أطعتم رب الآخرة الذى يملكها فاعطاكم ولكن لا هذه تريدون ولا تلك * وأخرج أحمد عن أبى عبيدة ان الحواريين قالوا لعيسى ما ذا نأكل قال تأكلون خبز الشعير وبقل البرية قالوا فماذا نشرب قال تشربون ماء القراح قالوا فماذا نتوسد قال توسدوا الارض قالوا ما نراك تأمرنا من العيش الاكل شديد قال بهذا تنجون ولا تحلون ملكوت السموات حتى يفعله أحدكم وهو منه على شهوة قالوا وكيف يكون ذلك قال ألم تروان الرجل إذا جاع فما أحب إليه الكسرة وان كانت
[ 31 ]
شعيرا وان عطش فاأحب إليه الماء وان كان قراحا وإذا أطال القيام فما أحب إليه ان يتوسد الارض * وأخرج أحمد عن عطاء انه بلغه ان عيسى عليه السلام قال ترج بالبلغة وتيقظ في ساعات الغفلة واحكم لمطف الفطنة لا تكن حلسا مطروحا وأنت حى تتنفس * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن أبى هريرة قال كان عيسى عليه السلام يقول يا معشر الحواريين اتخذوا بيوتكم منازل واتخذوا المساجد مساكن وكلوا من بقل البرية اخرجوا من الدنيا بسلام * وأخرج أحمد عن ابراهيم التيمى ان عيسى عليه السلام قال اجعلوا كنوزكم في السماء فان قلب عند كنزه * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن سعيد الجعفي قال قال عيسى بن مريم عليه السلام بيتى المسجد والطيبى الماء وادامي الجوع وشعارى الخوف ودابتي رجلاى ومصطلاى في الشتاء مشارق الشمس وسراجى بالليل القمر وجلسائي الزمى والمساكين وامسي وليس لى شئ وأصبح وليس لى شئ وأنا بخير فمن أغنى منى * وأخرج ابن أبى الدنيا عن الفضيل بن عياض قال قال عيسى بطحت لكم الدنيا وجلستم على ظهرها فلا ينازعكم فيها الا الملوك والنساء فاما الملوك فلا تنازعوهم الدنيا فانهم لم يعرضوا لكم ودنياهم وأما النساء فاتقوهن بالصوم والصلاة * وأخرج ابن عساكر عن سفيان الثوري قال قال المسيح عليه السلام انما تطلب الدنيا التبر فتركها ابر * وأخرج ابن عساكر عن شعيب بن صالح قال عيسى بن مريم والله ما سكنت الدنيا في قلب عبد الا التاط قلبه منها بثلاث شغل لا ينفك عناه وفقر لا يدرك غناه وأمل لا يدرك منتهاه الدنيا طالبة ومطلوبة فطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل فيها رزقه وطالب الدنيا تطلبه الآخرة حتى يجئ الموت فيأخذ بعنقه * وأخرج ابن عساكر عن يزيد بن ميسرة قال قال عيسى بن مريم كما تواضعون كذلك ترفعون وكما ترحمون كذلك ترحمون وكما تقضون من حوائج الناس كذلك يقضى الله من حوائجكم * وأخرج أحمد وابن عساكر عن الشعبى قال قال عيسى بن مريم ليس الاحسان ان تحسن إلى من أحسن اليك تلك مكافأة انما الاحسان ان تحسن إلى من أساء اليك * وأخرج ابن عساكر عن ابن المبارك قال بلغني ان عيسى بن مريم مر بقوم فشتموه فقال خيرا ومربآخرين فشتموه وزاد وافزادهم خيرا فقال رجل من الحواريين كلما زادوك شرا زدتهم خيرا كانك تغريهم بنفسك فقال عيسى عليه السلام كل انسان يعطى ما عنده * وأخرج ابن أبى الدنيا عن مالك بن أنس قال مر بعيسى بن مريم خنزير فقال مر بسلام فقيل له يا روح الله لهذا الخنزير تقول قال أكره ان أعود لساني الشر * وأخرج ابن أبى الدنيا عن سفيان قال قالوا لعيسى بن مريم دلنا على عمل ندخل به الجنة قال لا تنطقوا أبدا قالوا لا نستطيع ذلك قال فلا تنطقوا الانحير * وأخرج الخرائطي عن ابراهيم النخعي قال قال عيسى بن مريم خذوا الحق من أهل الباطل ولا تأخذوا الباطل من أهل الحق كونوا منتقدين الكلام كى لا يجوز عليكم الزيوف * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي في الزهد عن زكريا بن عدى قال قال عيسى بن مريم يا معشر الحواريين ارضوا بدنئ الدنيا مع سلامة الدين كما رضى أهل الدنيا بدنئ الدين مع سلامة الدنيا * وأخرج ابن عساكر عن مالك بن دينار قال قال عيسى بن مريم عليه السلام أكل الشعير مع الرماد والنوم على المزابل مع الكلاب لقليل في طلب الفردوس * وأخرج ابن عساكر عن أنس بن مالك قال كان عيسى بن مريم يقول لا يطيق عبد ان يكون له ربان ان أرضى احدهما أسخط الآخرون أسخط احدهما أرضى الآخر وكذلك لا يطبق عبد ان يكون خادما للدنيا يعمل عمل الآخرة لا تهتموا بما تأكلون ولا ما تشربون فان الله لم يخلق نفسا أعظم من رزقها ولا حسدا أعظم من كسوته فاعبروا * وأخرج ابن عساكر عن المقبرى انه بلغه ان عيسى بن مريم كان يقول يا ابن آدم إذا عملت الحسنة فاله عنها فانها عند من لا يضيعها وإذا عملت سيئة فاجعلها نصب عينيك * وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن أبى هلال ان عيسى بن مريم كان يقول من كان يظن ان حرصا يزيد في رزقه فليزد في طوله أو في عرضه أوفى عدد ابنانه أو تغير لونه الا فان الله خلق الحلق فهيا الخلق لما خلق ثم قسم الرزق فمضى الرزق لما قسم فليست الدنيا بمعطية أحد شيا ليس له ولا بما نعة أحدا شيا هو لكم فعليكم بعبادة ربكم فانكم خلقتم لها * وأخرج ابن عساكر عن عمران بن سليمان قال بلغني ان عيسى بن مريم عليه السلام قال لاصحابه ان كنتم اخواني وأصحابي فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس * وأخرج أحمد والبيهقي عن عبد العزيز ظبيان قال قال
[ 32 ]
المسيح من تعلم وعمل وعلم فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماء * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عيسى بن مريم قام في بنى اسرائيل فقال يا معشر الحواريين لا تحدثوا بالحكمة غير أهلها فتظلموها ولاتمعوها أهلها فتظلموهم والامور ثلاثة أمر تبين رشده فاتبعوه وأمر تبين لكم غيه فاجتنبوه وأمر اختلف عليكم فيه فردوا علمه إلى الله تعالى * وأخرج ابن عساكر عن عمر وبن قيس الملائى قال قال عيسى بن مريم ان صنعت الحكمة أهلها جهلت وان منحتها غير أهلها جهلت كن كالطبيب المداوى ان رأى موضعا للدوا والا أمسك * وأخرج عبد الله بن أحمد في الزهد وابن عساكر عن عكرمة قال قال عيسى ابن مريم للحواريين يا معشر الحواريين لا تطرحوا اللؤلؤ إلى الخنزير فان الخنزير لا يصنع باللؤلؤ شيأ ولا تعطوا الحكمة من لا يريدها فان الحكمة خيرمن اللؤلؤ ومن لا يريدها شر من الخنزير * وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه قال قال عيسى يا علماء السوء جلستم على أبواب الجنة فلا أنتم تدخلونها ولا تدعون المساكين يدخلونها ان شرار الناس عند الله عالم يطلب الدنيا بعلمه * وأخرج ابن أبى شيبة عن سالم بن أبى الجعد قال قال عيسى ابن مريم عليه السلام ان مثل حديث انفس بالخطيئة كمثل الدخان في البيت ان لا يحرقه فانه ينتن ريحه ويغير لونه * قوله تعالى (والتوراة والانجيل) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة قال كان عيسى يقرأ التوراة والانجيل * قوله تعالى (انى أخلق لكم من الطين كهيئة لطير) * أخرج ابن جرير عن ابن اسحق أن عيسى جلس يوما مع غلمان من الكتاب فاخذ طينا ثم قال أجعل لكم من هذا الطين طائرا قالوا وتستطيع ذلك قال نعم باذن ربى ثم هيأه حتى إذا جعله في هيئة الطائر نفخ فيه ثم قال كن طائراباذن الله فخرج يطير من بين كفيه وخرج الغلمان بذلك من أمره فذكروه لمعلمهم فافشوه في الناس * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج ان عيسى قال أي الطير أشد خلقا قال الخفاش انما هو لحم ففعل * وأخرج ابو الشيخ عن ابن عباس قال انما خلق عيسى طيرا واحدا وهو الخفاش * قوله تعالى (وأبرئ الاكمه والابرص) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس الاكمه الذى يولد وهو أعمى * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس قال الاكمه الاعمى الممسوح العين * وأخرج أبو عبيد والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في كتاب الاضداد عن مجاهد قال الاكمه الذى يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن الانباري عن عكرمة قال لاكمه الاعمش * وأخرج ابن عساكر عن وهب ابن منبه قال كان دعاء عيسى الذى يدعو به للمرضى والزمنى والعميان والمجانين وغيرهم اللهم أنت اله من في السماء واله من في الارض لا اله فيهما غيرك وأنت جبار من في السماء وجبار من في الارض لاجبار فيهما غيرك وأنت ملك من في السماء وملك من في الارض لا ملك فيهما غيرك قدرتك في السماء كقدرتك في الارض وسلطانك في الارض كسلطانك في السماء أسألك باسمك الكريم ووجهك المنير وملكك القديم انك على كل شئ قدير قال وهب هذا للفزع والمجنون يقرأ عليه ويكتب له ويسقى ماؤه ان شاء الله تعالى * وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن وهب قال لما صار عيسى ابن اثنتى عشرة سنة أوحى الله إلى أمه وهى بارض مصر وكانت هربت من قومها حين ولدته إلى أرض مصر ان اطلعي به إلى الشام ففعلت فلم تزل بالشام حتى كان ابن ثلاثين سنة وكانت نبوته ثلاث سنين ثم رفعه الله إليه وزغم وهب انه ربما اجتمع على عيسى من المرضى في الجماعة الواحدة خمسون ألفا من أطاق منهم أن يبلغه بلغه ومن لم يطق ذلك منهم أتاه عيسى فمشى إليه وانما كان يداويهم بالدعاء إلى الله تعالى * قوله تعالى (وأحيى الموتى باذن الله) * أخرج البيهقى في الاسماء والصفات وابن عساكر من طريق اسمعيل بن عياش عن محمد بن طلحة عن رجل ان عيسى بن مريم كان إذا أراد أن يحيى الموتى صلى ركعتين يقرأ في الركعة الاولى تبارك الذى بيده الملك وفى الثانية تتزيل السجدة فإذا فرغ مدح الله وأثنى عليه ثم دعا بسبعة أسماء يا قديم ياحى يا دائم يا فرد ياوتر يا أحد يا صمد قال لبيهقي ليس هذا بالقوى وأخرجه ابن أبى حاتم من طريق محمد بن طلحة بن مصرف عن أبى بشر عن أبى الهذيل بلفظه وزاد في آخره وكانت إذا أصابته شدة دعا بسبعة أسما أخرى يا حى يا قيوم يا الله يا رحمن يا ذا الجلال والاكرأم يا نور السموات والارض وما بينهما ورب
[ 33 ]
العرش العظيم يا رب * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت عن معاوية بن قرة قال سألت بنو اسرائيل عيسى فقالوا ان سام بن نوح دفن ههنا قريبا فادع الله أن يبعثه لنا فهتف فخرج أشمط قالوا انه قد مات وهو شاب فما هذا البياض قال ظننت أنها الصيحة ففزعت * وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر من طرق عن ابن عباس قال كانت اليهود يجتمعون إلى عسيى ويستهزؤن به ويقولون له يا عيسى ما أكل فلان البارحة وما ادخر في بيته لغد فيخبرهم فيسخرون منه حتى طال ذلك به وبهم وكان عيسى عليه السلام ليس له قرار ولا موضع يعرف انما هو سائح في الارض فمر ذات يوم بامرأة قاعدة عند قبر وهى تبكى فسألها فقالت ماتت ابنة لى لم يكن لى ولد غيرها فصلى عيسى ركعتين ثم نادى يا فلانة قومي باذن الرحمن فاخرجى فتحرك القبر ثم نادى الثانية فانصدع القير ثم نادى الثالثة فخرجت وهى تنفض رأسها من التراب فقالت يا أماه ما حملك على أن أذوق كرب الموت مرتين يا أماه اصبري واحتسبي فلا حاجة لى في الدنيا يا روح الله سل ربى ان يردنى إلى الآخرة وان يهون على كرب الموت فدعا ربه فقبضها إليه فاستوت علياالارض فبلغ ذلك اليهود فازدادوا عليه غضبا وكان ملك منهم في ناحية في مدينة يقال لها نصيبين جبارا عاتيا وأمر عيسى بالمسير إليه ليدعوه وأهل تلك المدينة إلى المراجعة فمضى حتى شارف المدينة ومعه الحواريون فقال لا صحابه ألارجل منكم ينطلق إلى المدينة فينادى فيها فيقول ان عيسى عبد الله ورسوله فقام رجل من الحواريين يقال له يعقوب فقال أنا يا روح الله قال فاذهب فانت أول من يتبرأ منى فقام آخر يقال له توصار وقال له نا معه قال وأنت معه ومشيا فقام شمعون فقال يا روح الله أكون ثالثهم فائذن لى ان أنال منك ان اضطررت إلى ذلك قال نعم فانطلقوا حتى إذا كانوا قريبا من المدينة قال لهما شمعون ادخلا المدينة فبلغا ما أمرتما وأنا مقيم مكاني فان ابتليتما أقبلت لكما فانطلقا حتى دخلا المدينة وقد تحدث الناس بامر عيسى وهم يقولون فيه أقبح القول وفى أمه فنادى أحدهما وهو الاولى الا ان عيسى عبد الله ورسوله فوثبوا اليهما من القائل ان عيسى عبد الله ورسوله فتبرأ الذى نادى فقانل ما قلت شيأ فقال الآخر قد قلت وأنا أقول ان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا به يا معشر بنى اسرائيل خيرا لكم فانطلقوا به إلى ملكهم وكان جبارا طاغيا فقال له ويلك ما تقول قال أقول ان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه قال كذبت فقذفوا عيسى وأمه بالبهتان ثم قال له تبرأ ويلك من عيسى وقل فيه مقالتنا قال لاأفعل قال ان لم تفعل قطعت يديك ورجليك وسمرت عينيك فقال افعل بنا ما أنت فاعل ففعل به ذلك فالقاه على مزبلة في وسط مدينتهم ثم ان الملك هم أن يقطع لسانه إذ دخل شمعون وقد اجتمع الناس فقال لهم ما بال هذا المسكين قالوا يزعم ان عيسى عبد الله ورسوله فقال شمعون أيها الملك أتاذن لى فادنو منه فاسأله قال نعم قال له شمعون أيها المبتلى ما تقول قال أقول ان عيسى عبد الله ورسوله قال فما آية تعرفه قال يبرئ الاكمه والابرص والسقيم قال هذا يفعله الاطباء فهل غيره قال نعم يخبركم بما تأكلون وما تدخرون قال هذا تفعله الكهنة فهل غير هذا قال نعم يخلق من الطين كهيئة الطير قال هذا قد تفعله السحرة يكون أخذه منهم فجعل الملك يتعجب منه وسؤاله قال هل غير هذا قال نعم يحيى الموتى قال أيها الملك انه ذكر أمرا عظيما وما أظن خلقا يقدر على ذلك الا باذن الله ولا يقضى الله ذلك على يد ساحر كذاب فان لم يكن عيسى رسولا فلا يقدر على ذلك وما فعل الله ذلك لا حد الا لابراهيم حين سأل ربه أرنى كيف تحيى الموتى ومن مثل ابراهيم خليل الرحمن * وأخرج ابن جرير عن السدى وابن عساكر من طريق السدى عن أبى مالك وعن أبى صالح عن ابن عباس قال لما بعث الله عيسى عليه السلام وأمره بالدعوة لقيه بنو اسرائيل فاخرجوه فخرج هو وأمه يسيحون في الارض فنزلوا في قريه على رجل فاضافهم وأحسن إليهم وكان لتلك المدينة ملك جبار فجاء ذلك الرجل يوما خرينا فدخل منزله ومريم عند امرأته فقالت لهاماشأن زوجك أراه حرينا قالت ان لنا ملكا يجعل على كل رجل منا لو ما يطعمه هو وجنوده ويسقيهم الخمر فان لم يفعل عاقبه وانه قد بلغت نوبته اليوم وليس عندنا سعة قالت قولى له فلا يهتم فانى آمرا بنى فيد عوله فيكفى ذلك قالت مريم لعيسى في ذلك فقال عيسى يا أمه انى ان فعلت كان في ذلك شر قالت لاتبال فانه قد أحسن الينا وأكرمنا قال عيسى قوله له املا قدورك وخوابيك ماء فملا هن فدعا الله تعالى فتحول ما في القدو رلحما ومرقا وخبز وما في
[ 34 ]
الخوابى خمرا لم ير الناس مثله قط فلما جاءه الملك أكل منه فلما شرب الخمر قال من أين لك هذا الخمر قال هو من أرض كذا وكذا قال الملك فان خمرى أوتى به من تلك الارض فليس هو مثل هذا قال هو من أرض أخرى فلما خلط على الملك اشتد عليه فقال انى أخبرك عندي غلام لا يسأل الله شيأ الا أعطاه وانه دعا الله تعالى فجعل الماء خمرا فقال له الملك وكان له ابن يريدان يستخلفه فمات قبل ذلك بايام وكان أحب الخلق إليه فقال ان رجلا دعا الله تعالى فجعل الماء خمرا ليستجابن له حتى يحيى ابني فدعا عيسى فكلمه وسأله ان يدعو الله ان يحيى ابنه فقال عيسى لا تفعل فانه ان عاش كان شرا قال الملك لستأ بالى أليس أراه فلا أبالي ما كان قال عيسى عليه السلام فانى ان أحييته تتركوني أنا وأمى نذهب حيث نشاء فقال الملك نعم فدعا الله فعاش الغلام فلما رآه أهل مملكته قد عاش تنادوا بالسلاح وقالوا أكلنا هذا حتى إذا دناموته يريدان يستخلف علينا ابنه فيأكلنا كما أكلنا أبوه فاقتتلوا وذهب عيسى وأمه وصحبهما يهودى وكان مع اليهودي رغيفان ومع عيسى رغيف فقال له عيسى تشاركني فقال اليهودي نعم فلما رأى انه ليس مع عيسى عليه السلام الا رغيف ندم فلما ناما جعل اليهودي يريد ان ياكل الرغيف فيأكل لقمة فيقول له عيسى ما تصنع فيقول له لا شئ حتى فرغ من الرغيف فلما أصبحا قال له عيسى هلم طعامك فجاء برغيف فقال له عيسى أين الرغيف الآخر قال ماكان معى الا واحد فسكت عنه وانطلقوا فمرو ابراعى غنم فنادى عيسى يا صاحب الغنم أجزرنا شاة من غنمك قال نعم فاعطاه شاة فذبحها وشواها ثم قال لليهودي كل ولا تكسر عظما فاكلا فلما شبعوا قذف عيسى العظام في الجلد ثم ضربها بعصاه وقال قومي باذن الله فقامت الشاة تثغو فقال يا صاحب الغنم خذ شاتك فقال له الراعى من أنت قال أنا عيسى بن مريم قال أنت الساحر وفر منه قال عيسى لليهودي بالذى أحيا هذه الشاة بعد ما أكلناها كم كان معك رغيف فحلف ما كان معه الا رغيف واحد فمر بصاحب بقر فقال يا صاحب البقر أجزرنا من بقرك هذه عجلا فاعطاه فذبحه وشواه وصاحب البقر ينظر فقال له عيسى كل ولا تكسر عظما فلما فرغوا قذف العظام في الجلد ثم ضربه بعصاه وقال قم باذن الله تعالى فقام له خوار فقال يا صاحب البقر خذ عجلك قال من أنت قال أنا عيسى قال أنت عيسى الساحر ثم فرمنه قال عيسى لليهودي بالذى أحيا هذه الشاة بعد ما أكلناها والعجل بعدما أكلناه كم رغيف كان معك فخلف بذلك ما كان معه الا رغيف واحد فانطلقا حتى نزلا قرية فنزل اليهودي في أعلاها وعيسى في أسلفها وأخذ اليهودي عصا مثل عصا عيسى وقال أنا اليوم أحيى الموتى وكان ملك تلك القرية مريضا شديد المرض فانطلق اليهودي ينادى من يبغى طبيبا فاخبر بالملك وبوجعه فقال ادخلوني عليه فانا أبرئه وان رأيتموه قد مات فانا أحييه فقيل له ان وجع الملك قد أعيا الاطباء قبلك قال ادخلوني عليه فادخل عليه فاخذ برجل الملك فضربه بعصاه حتى مات فجعل يضربه وهو ميت ويقول قم باذن الله تعالى فاخذوه ليصلبوه فبلغ عيسى فاقبل إليه وقد رفع على الخشبة فقال أرأيتم ان أحييت لكم صاحبكم أتتركون لى صاحبي فقالوا نعم فاحيا عيسى الملك فقام وأنزل اليهودي فقال يا عسى أنت أعظم الناس على منة والله لاأفارقك أبدا قال عيسى أنشدك بالذى أحيا الشاة والعجل بعدما أكلنا هما وأحيا هذا بعدما مات وأنزلك من الجذع بعد رفعك عليه لتصلب كم كان معك رغيف فحلف بهذا كله ما كان معه الا رغيف واحد فانطلقا فمرا بثلاث لبنات فدعا الله عيسى فصيرهن من ذهب قال يا يهودي لبنة لى ولبنة لك ولبنة لمن أكل الرغيف قال أنا أكلت الرغيف * وأخرج ابن عساكر عن ليث قال صحب رجل عيسى بن مريم فانطلقا فانتهيا إلى شط نهر فجلسا يتغديان ومعهما ثلاثة أرغفه كلا رغيفين وبقى رغيف فقام عيسى إلى النهر يشرب ثم رجع فلم يجد الرغيف فقال للرجل من أكل الا رغيف قال لاأدرى فانطلق معه فرأى ظبية معها خشفان فدعا أحدهما فاتاء فذبحه واستوى وأكلا ثم قال للخشف قم باذن الله فقام فقال للرجل أسألك بالذى أراك هذه الآية من أكل الرغيف قال لا أدرى ثم انتهيا إلى البحر فاخذ عيسى بيد الرجل فمشى على الماء ثم قال أنشدك با لذى أراك هذه الآية من أخذ الرغيف قال لا أدرى ثم انتهيا إلى مفازة وأخذ عيسى ترابا وطينا فقال كن ذهبا باذن الله فصار ذهبا فقسمه ثلاثة أثلاث فقال ثلث لك وثلث لى وثلث لمن أخذ الرغيف قال أنا أخذته قال فكله لك وفارقه عيسى فانتهى إليه رجلان فاراد ان ياخذاه ويقتلاه قال هو بيننا أثلاثا فابعثوا أحدكم إلى القرية يشترى لنا طعاما فبعثوا
[ 35 ]
أحدهم فقال الذى بعث لا شئ أقاسم هؤلاء المالك ولكن أضع في الطعام سما فاقتلهما وقال ذانك لا شئ نعطى هذا ثلث المال ولكن إذا رجع قتلناه فلما رجع إليهم قتلوه وأكلا الطعام فماتا فبقى ذلك المال في المغازة وأولئك الثلاثة قتلى عنده * وأخرج أحمد في الزهد عن خالد الحذاء قال كان عيسى بن مريم إذا سرح رسله يحيون الموتى يقول لهم قولوا كذا قولوا كذا فإذا وجدتم قشعر يرة ودمعة فادعوا عند ذلك * وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت قال انطلق عيسى عليه الصلاة والسلام يزورا خاله فاستقبله انسان فقال ان أخاك قد مات فرجع فسمع بنات أخيه برجوع عنهن فاتينه فقلن يا رسول الله رجوعك عنا أشد علينا من موت أبينا قال فانطلقن فاريننى قبره فانطلقن حتى أرينه قبره قال فصوت به فخرج وهو أشيب فقال ألست فلانا قال بلى قال فما الذى أرى بك قال سمعت صوتك فحسبته الصيحة * قوله تعالى (وأنبئكم) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون قال بما أكلتم البارحة من طعام وما خباتم منه * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال كان عيسى يقول للغلام في الكتاب ان أهلك قد خبؤالك كذا وكذا فذلك قوله وما تدخرون * وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن عمرو بن العاصى قال كان عيسى بن مريم وهو غلام يلعب مع الصبيان فكان يقول لاحدهم تريدان أخبرك بما خبأت لك أمك فيقول نعم فيقول خبأت لك كذاوكذا فيذهب الغلام منهم إلى أمه فيقول لها اطعميني ما خبأت لى قالت وأى شئ خبأت لك فيقول كذا وكذا فنقول من أخبرك فيقول عيسى بن مريم فقالوا والله لئن تركتم هؤلاء الصبيان مع عيسى ليفسدنهم فجمعوهم في بيت واغلقوا عليهم فخرج عيسى يلتمسهم فلم يجدهم حتى سمع ضوضاهم في بيت فسأل عنهم فقال يا هؤلاء كأن هؤلاء الصبيان قالو الا انما هؤلاء قردة وخنازير قال اللهم اجعلهم قردة وخنازير فكانوا كذلك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عمار بن ياسر قال أنبئكم بما تأكلون من المائدة وما تدخرون منها وكان أخذ عليهم في المائدة حين نزلت ان ياكلوا ولا يدخروا فادخروا وخانوا فجعلوا قردة وخنازير * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبى النجود وما تدخرون مثقلة بالادغام * قوله تعالى (ومصدقا لما بين يدى) الآية * أخرج ابن جرير عن وهب ان عيسى كان على شريعة موسى عليهما السلام وكان يسبت ويستقبل بيت المقدس وقال لبنى اسرائيل انى لم أدعكم إلى خلاف حرف مما في التوراة الالاحل لكم بعض الذى حرم عليكم واضع عنكم من الآصار * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الربيع في قوله ولا حل لكم بعض الذى حرم عليكم قال كان الذى جاء به عيسى ألين مما جاء به موسى وكان قد حرم عليهم فيما جاء به موسى لحوم الابل والثروب فاحلهالهم على لسان عيسى وحرمت عليهم الشحوم فاحلت لهم فيما جاء به عيسى وفى أشياء من السمك وفى أشياء من الطير ما لا صيصية له وفى أشياء أخرحرمها عليهم وشدد عليهم فيها فجاء هم عيسى بالتخفيف منه في الانجيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وجئتكم بآية من ربكم قال ما بين لهم عيسى من الاشياء كلها وما أعطاه ربه * قوله تعالى (فلما أحس) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن جريج في قوله فلما أحس عيسى منهم الكفر قال كفروا وأرادوا قتله فذلك حين استنصر قومه فذلك حين يقول فآمنت طائفة من بنى اسرائيل وكفرت طائفة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد من انصاري إلى الله قال من يتبعى إلى الله * وأخرج ابن جرير عن السدى من انصاري إلى الله يقول مع الله * قوله تعالى (قال الحواريون) * الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال انما سموا الحواريين لبياض ثيابهم كانوا صيادين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى ارطاة قال الحواريون الغسالون الذين يحورون الثياب يغسلونها * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك قال الحواريون الغسالون وهو بالنبطية هوارى وبالعربية المحور * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال الحواريون قصارون مربهم عيسى فآمنوابه واتبعوه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة قال الحواريون هم الذين تصلح لهم الخلافة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك قال الحواريون
[ 36 ]
أصفياء الانبياء * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن قتادة قال الحوارى الوزير * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان بن عيينة قال الحوارى الناصر * وأخرج البخاري والترمذي وابن المنذر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكم نبى حوارى وان حوارى الزبير * وأخرج ابن أبى داود في المصاحف عن أسيد بن يزيد قال واشهد باننا مسلمون في مصحف عثمان ثلاثة أحرف * قوله تعالى (ربنا آمنا) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فاكتبنا مع الشاهدين قال مع محمد صلى الله عليه وسلم وأمته انهم شهدوا له انه قد بلغ وشهدوا للرسل انهم قد بلغوا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس فاكتبنا مع الشاهدين قال مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قضى صلاته اللهم انى أسألك بحق السائلين عليك فان للسائلين عليك حقا ايما عبد أو أمة من أهل البر والبحر تقبلت دعوتهم واستجبت دعاءهم ان تشركنا في صالح ما يدعونك به وان تعافينا واياهم وان تقبل منا ومنهم وان تجاوز عنا وعنهم بانا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين وكان يقول لا يتكلم بهذا أحد من خلقه الا أشركه الله في دعوة أهل برهم وأهل بحرهم فعمتهم وهو مكانه * وأخرج ابن جرير عن السدى قال ان بنى اسرائيل حصروا عيسى وتسعة عشر رجلا من الحواريين في بيت فقال عيسى لاصحابه من ياخذ صورتي فيقتل وله الجنة فاخذها رجل منهم وصعد بعيسى إلى السماء فذلك قوله ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين * قوله تعالى (إذ قال الله يا عيسى) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله انى متوفيك يقول انى مميتك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن قال متوفيك من الارض * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من وجه آخر عن الحسن في قوله انى متوفيك يعنى وفاة المنام رفعه الله في منامه قال الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود ان عيسى لم يمت وانه راجع اليكم قبل يوم القيامة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة انى متوفيك ورافعك إلى قال هذا من المقدم والمؤخر أي رافعك إلى ومتوفيك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مطر الوراق في الآية قال متوفيك من الدنيا وليس بوفاة موت * وأخرج ابن جرير بسند صحيح عن كعب قال لما رأى عيسى قلة من اتبعه وكثرة من كذبه شكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه انى متوفيك ورافعك إلى وانى سأبعثك على الاعور الدجال فتقلته ثم تعيش بعد ذلك أربعا وعشرين سنة ثم أميتك ميتة الحى قال كعب وذلك صديق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال كيف تهلك أمة أنافى أولها وعيسى في آخرها * وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر عن الحسن قال لم يكن نبى كانت العجائب في زمانه أكثر من عيسى إلى ان رفعه الله وكان من سبب رفعه ان ملكا جبارا يقال له داود بن نوذا وكان ملك بنى اسرائيل هو الذى بعثه في طلبه ليقتله وكان الله انزل عليه الانجيل وهو ابن ثلاث عشرة سنة ورفع وهو ابن أربع وثلاثين سنة من ميلاده فأوحى الله إليه انى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا يعنى ومخلصك من اليهود فلا يصلون إلى قتلك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من وجه آخر عن الحسن في الآية قال رفعه الله إليه فهو عنده في السماء * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن وهب قال توفى الله عيسى بن مريم ثلاث ساعات من النهار حتى رفعه إليه * وأخرج ابن عساكر عن وهب قال أماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه ورفعه * وأخرج الحاكم عن وهب ان الله توفى عيسى سبع ساعات ثم أحياه وان مريم حملت به ولها ثلاث عشرة سنة وانه رفع ابن ثلاث وثلاثين وان أمه بقيت بعد رفعه ست سنين * وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر من طريق جوهر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله انى متوفيك ورافعك يعنى رافعك ثم متوفيك في آخر الزمان * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن جرير في الآية قال رفعه ايه توفيته * وأخرج الحاكم عن الحريث بن مخشى ان عليا قتل صبيحة احدى وعشرين من رمضان فسمعت الحسن بن على وهو يقول قتل ليلة أنزل القرآن وليلة أسرى بعيسى وليلة قبض موسى * وأخرج ابن سعد وأحمد في الزهد والحاكم عن سعيد بن المسيب قال رفع عيسى ابن ثلاث وثلاثين سنة ومات لها معاذ * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ومطهرك من الذين كفروا قال طهره من اليهود والنصارى والمجوس
[ 37 ]
ومن كفار قومه * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير ومطهرك من الذين كفروا قال اذهموا منك بما هموا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة قال أهل الاسلام الذين اتبعوه على فطرته وملته وسنته فلا يزالون ظاهرين على من ناواهم إلى يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في الآية قال ناصر من اتبعك على الاسلام على الذين كفروا إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبى حاتم وابن عساكر عن النعمان بن بشير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين لا يبالون من خالفهم حتى ياتي أمر الله قال النعمان فمن قال انى أقول على رسول الله ما لم يقل فان تصديق ذلك في كتاب الله تعالى قال الله تعالى وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة الاية * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن وجاعل الذين اتبعوك قال هم المسلمون ونحن منهم ونحن فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة * وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن أبى سفيان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انها لن تبرح عصابه من أمتى يقاتلون على الحق ظاهرين على الناس حتى ياتي أمر الله وهم على ذلك ثم قرأ بهذه الآية يا عيسى انى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا إلى يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال النصارى فوق اليهود الى يوم القيامة فليس بلد فيه أحد من النصارى الاوهم فوق يهود في شرق ولاغرب هم في البلد كلها مستذلون * وأخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال عيسى مرفوع عند الله ثم ينزل قبل يوم القيامة فمن صدق عيسى ومحمدا صلى الله عليه وسلم وكان على دينهما لم يزالوا ظاهرين على من فارقهم إلى يوم القيامة * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس في قوله وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات يقول أدوا فرائضي فيوفيهم أجورهم يقول فيعطيهم جزاء أعمالهم الصالحة كاملا لا يبخسون منه شيأ ولا ينقصونه * قوله تعالى (ذلك نتلوه عليك) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن الحسن قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم راهبا نجران فقال أحدهما من أبو عيسى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعجل حتى يامره ربه فنزل عليه ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم إلى قوله من الممترين * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله والذكر الحكيم قال القرآن * وأخرج ابن أبى حاتم عن على سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ستكون فتن قلت فما المخرج منها قال كتاب الله هو الذكر الحكيم والصراط المستقيم * قوله تعالى (ان مثل عيسى) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس ان رهطا من أهل نجران قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وكان قيهم السيد والعاقب فقالوا له ما شأنك تذكر صاحبنا قال من هو قالوا عيسى تزعم انه عبد الله قال أجل انه عبد الله قالوا فهل رأيت مثل عيسى أو أنبئت به ثم خرجوا من عنده فجاءه جبريل فقال قل اللهم إذا أتوك ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم إلى آخر الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان سيدى أهل نجران وأسقفيهم السيد والعاقب لقياضى الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن عيسى فقالا كل آدمى له أب فما شأن عيسى لا أب له فانزل الله فيه هذه الآية ان مثل عيسى عند الله الآية * وأخرج ابن جرير عن السدى قال لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع به أهل نجران أتاه منهم أربعة نفر من خيارهم منهم السيد والعاقب وما سرجس ومار بحر فسألوه ما تقول في عيسى قال هو عبد الله وروحه وكلمته قالواهم لا ولكنه هو الله نزل من ملكه فدخل في جوف مريم ثم خرج منها فارانا قدرته وأمره فهل رأيت انسان قط خلق من غير أب فانزل الله ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم الآية * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله ان مثل عيسى الآية قال نزلت في العاقب والسيد من أهل نجران * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال بلغنا ان نصارى نجران قدم وفدهم على النبي صلى الله عليه وسلم فيهم السيد والعاقب وهما يومئذ سيدا أهل نجران فقالوا يا محمد فيم تشتم صاحبنا قال من صاحبكم قالوا عيسى بن مريم تزعم أنه عبد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل انه عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فغضبوا وقالوا ان كنت صادقا فارنا عبدا يحيى الموتى ويبرئ الاكمه ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه الآية لكنه الله فسكت حتى أتاه جبريل فقال يا محمد لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل انهم يسألونى ان أخبرهم بمثل عيسى قال جبريل مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه
[ 38 ]
من تراب ثم قال له كن فيكون فلما أصبحوا عادوا فقرأ عليهم الآيات * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن الارزق ابن قيس قال جاء أسقف نجران والعاقب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الاسلام فقالا قد كنا مسلمين قبلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبتما منع الاسلام منكما ثلاث قولكما اتخذ الله ولدا وسجودكما للصليب وأكلكما لحم الخنزير قالا فمن أبو عيسى فلم يدر ما يقول فانزل ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم إلى قوله بالمفسدين فلما نزلت هذه الآيات دعا هما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملاعنة فقالا انه ان كان نبيا فلا ينبغى لنا ان نلاعنه فأبيا فقالا ما تعرض سوى هذا فقال الاسلام أو الجزية أو الحرب فاقروا بالجزية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة الحق من ربك فلا تكون من الممترين يعنى فلا تكن في شك من عيسى انه كمثل آدم عبد الله ورسوله وكلمته * وأخرج ابن المنذر عن الشعبى قال قدم وفد نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا حدثنا عن عيسى بن مريم قال رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم قالوا ينبغى لعيسى أن يكون فوق هذا فانزل الله ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم الآية قالوا ما ينبغى لعيسى أن يكون مثل آدم فانزل الله فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم الآية * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن الحرث بن جزء الزبيدى انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليت بينى وبين أهل نجران حجابا فلا أراهم ولا يرونى من شدة ما كانوا يمارون النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج البيهقى في الدلائل من طريق سلمة بن عبد يشوع عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل نجران قبل أن ينزل عليه طس سليمان بسم الله اله ابراهيم واسحق ويعقوب من محمد رسول الله إلى أسقف نجران وأهل نجران ان أسلمتم فانى أحمد اليكم الله اله ابراهيم واسحق ويعقوب أما بعد فانى أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد فان أبيتم فالجزية وان أبيتم فقد آذنتكم بالحرب والسلام فلما قرأ الاسقف الكتاب فظع به وذعر ذعرا شديدا فبعث إلى رجل من أهل نجران يقال له شرحبيل بن وداعة فدفع إليه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقرأه فقال له الاسقف ما رأيك فقال شرحبيل قد علمت ما وعد الله ابراهيم في ذرية اسمعيل من النبوة فما يؤمن أن يكون هذا الرجل ليس لى في النبوة رأى لو كان رأى من أمر الدنيا أشرت عليك فيه وجهدت لك فبعث الاسقف إلى واحد بعد واحد من أهل نجران فكلهم قال مثل قول شرحبيل فاجتمع رأيهم على أن يبعثوا شرحبيل بن وداعته وعبد الله بن شرحبيل وجبار بن فيض فيأتونهم بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق الوفد حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم وسألوه فلم تزل به وبهم المسألة حتى قالواله ما تقول في عيسى بن مريم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عندي فيه شئ يومى هذا فاقيموا حتى أخبركم بما يقال لى في عيسى صبح الغد فانزل الله هذه الآية ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب إلى قوله فنجعل لعنة الله على الكاذبين فأبوا أن يقروا بذلك فلما آصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد بعد ما أخبرهم الخبر أقبل مشتملا على الحسن والحسين في خميلة له وفاطمة تمشى خلف ظهره للملاعنة وله يومئذ عدة نسوة فقال شرحبيل لصاحبيه انى أرى أمرا مقبلا ان كان هذا الرجل نبيا مرسلا فلا عناه لا يبقى على وجه الارض منا شعر ولا ظفر الا هلك فقالا له ما رأيك فقال رأى أن أحكمه فانى أرى رجلا لا يحكم شططا أبدا فقالا له أنت وذاك فتلقى شرحبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انى قد رأيت خيرا من ملاعنتك قال وما هو قال حكمك اليوم إلى الليل وليلتك إلى الصباح فمهما حكمت فينا فهو جائز فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يلاعنهم وصالحهم على الجزية * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو نعيم في الدلائل عن حذيفة ان العاقب والسيد أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاراد أن يلاعنهما فقال أحدهما لصاحبه لا تلاعنه فوالله لئن كان نبيا فلا عننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا فقالوا له نعطيك ما سألت فابعث معنا رجلا أمينا فقال قم يا أبا عبيدة فلما قفا قال هذا أمين هذه الامة * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن جابر قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم العاقب والسيد فدعا هما الى الاسلام فقالا أسلمنا يا محمد قال كذبتما ان شئتما أخبر تكما بما يمنعكما من الاسلام قالا فهات قال حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير قال جابر فدعا هما إلى الملاعنة فوعداه إلى الغد فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ
[ 39 ]
بيد على وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل اليهما فأبيا أن يجيباه واقرا له فقال والذى بعثنى بالحق لو فعلا لا مطر الوادي عليهما نارا قال جابر فيهم نزلت تعالوا ندع أبناء نا وأبناء كم الآية قال جابر أنفسنا وأنفسكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى وأبناء نا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة * وأخرج الحاكم وصححه عن جابر ان وفد نجران أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ما تقول في عيسى فقال هو روح الله وكلمته وعبد الله ورسوله قالوا له هل لك أن نلاعنك انه ليس كذلك قال وذاك أحب اليكم قالوا نعم قال فإذا شئتم فجاء وجمع ولده الحسن والحسين فقال رئيسهم لا تلاعنوا هذا الرجل فوالله لئن لا عنتموه ليخسفن باحد الفريقين فجاؤا فقالوا يا أبا القاسم انما أراد أن يلاعنك سفهاؤنا وانا نحب أن تعفينا قال قد أعفيتكم ثم قال ان العذاب قد أظل نجران * وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس ان وفد نجران من النصارى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم منهم السيد وهو الكبير والعاقب وهو الذى يكون بعده وصاحب رأيهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما أسلما قالا أسلمنا قال ما أسلمتما قالا بلى قد أسلمنا قبلك قال كذبتما يمنعكم من الاسلام ثلاث فيكما عبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير رزعمكما ان لله ولدا ونزل ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب الآية فلما فرأها عليهم قالوا ما نعرف ما تقول ونزل فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم يقول من جادلك في أمر عيسى من بعدما جاءك من العلم من القرآن فقل تعالوا إلى قوله ثم نبتهل يقول نجتهد في الدعاء ان الذى جاء به محمد هو الحق وان الذى يقولون هو الباطل فقال لهم ان الله قد أمرنى ان لم تقبلوا هذا أن أباهلكم فقالوا يا أبا القاسم بل نرجع فننظر في أمرنا ثم ناتيك فخلا بعضهم ببعض وتصادقوا فيما بينهم قال السيد للعاقب قدوالله علمتم ان الرجل نبى مرسل ولئن لا عنتموه انه ليستأ صلكم ومالا عن قوم قط نبيا فبقى كبيرهم ولا نبت صغيرهم فان أنتم ان تتبعوه وآبيتم الا الف دينكم فوادعوه وارجعوا إلى بلاد كم وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ومعه على والحسن والحسين وفاطمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أنا دعوت فامنوا أنتم فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية * وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس ان ثمانية من أساقف العرب من أهل نجران قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم العاقب والسيد فأنزل الله قل تعالوا ندع أبناءنا إلى قوله ثم نبتهل يريد ندع الله باللعنة على الكاذب فقالوا أخرنا ثلاثة أيام فذهبوا إلى بنى قريظة والنضير وبنى قينقاع فاستشاروهم فاشاروا عليهم ان يصالحوه ولايلا عنوه وهو النبي الذى نجده في التوراة فصالحوا النبي صلى الله عليه وسلم على ألف حلة في صفر وألف في رجب ودراهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم في الدلائل عن قتادة فمن حاجك فيه في عيسى فقل تعالوا ندع أبناءنا الآية فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لذلك وفد نجران وهم الذين حاجوه في عيسى فنكصوا وأبو وذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان كان العذاب لقد نزل على أهل نجران ولو فعلوا لاستؤصلوا عن جديد الارض * وأخرج ابن أبى شيبة وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم عن الشعبى قال كان أهل نجران أعظم قوم من النصارى قولا في عيسى بن مريم فكانوا يجادلون النبي صلى الله عليه وسلم فيه فانزل الله هذه الآيات في سورة آل عمران ان مثل عيسى عند الله إلى قوله فنجعل لعنة الله على الكاذبين فامر بملاعنتهم فواعدوه لغد فغد النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين وفاطمة فابوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد أتانى البشير بهلكة أهل نجران حتى الطير على الشجر لوتموا على الملاعنة * وأخرج عبد الرزاق والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال لو باهل أهل نجران رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا * وأخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والحاكم والبيهقي في سننه عن سعد بن أبى وقاص قال لما نزلت هذه الآية قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلى * وأخرج ابن جرير عن علباء بن أحمر اليشكرى قال لما نزلت هذه الآية قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم الآية أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى على وفاطمة وابنيهما الحسن
[ 40 ]
والحسين ودعا اليهود ليلا عنهم فقال شاب من اليهود ويحكم أليس عهدكم بالامس اخوانكم الذين مسخوا قردة وخنازير لا تلاعنوا فانتهوا * وأخرج ابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه في هذه الآية تعالوا ندع أبناءنا الآية قال فجاء بابى بكر وولده وبعمر وولده وبعثمان وولده وبعلى وولده * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق ابن جريج عن ابن عباس ثم نبتهل نجتهد * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا الاخلاص يشير باصبعه التى تلى الابهام وهذا الدعاء فرفع يديه حذو منكبيه وهذا الابتهال فرفع يديه مدا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس ان هذا لهوا القصص الحق يقول ان هذا الذى قلنا في عيسى هو الحق * وأخرج عبد بن حميد عن قيس بن سعد قال كان بين ابن عباس وبين آخر شئ فقرأ هذه الآية تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فرفع يديه واستقبل الركن فنجعل لعنة الله على الكاذبين * قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب تعالوا) * أخرج ابن أبى شيبة وسلم وأبو داود والنسائي والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر في الاولى منهما قولوا آمنا بالله وما أنزل الينا الآية وفى الثانية تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم * وأخرج عبد الرزاق والبخاري ومسلم والنسائي وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال حدثنى أبو سفيان ان هرقل دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى اما بعد فانى أدعوك بدعاية الاسلام اسلم تسلم اسلم يؤتك الله أجرك مرتين فان توليت فان عليك اثم الاريسيين ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيأ إلى قوله اشهد وابانا مسلمون * وأخرج الطبراني عن ابن عباس ان كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكفار تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم الآية * وأخرج ابن حرير وابن أبى حاتم عن ابن جريج في قوله تعالوا إلى كلمة الآية قال بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا يهود أهل المدينة إلى ذلك فابوا عليه فجاهدهم حتى أتوا بالجزية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا يهود أهل المدينة إلى الكلمة السواء وهم الذين حاجوا في ابراهيم وزعموا أنه مات يهوديا وأكذبهم الله ونفاهم منه فقال يا أهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم الآية * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا اليهود إلى الكلمة السواء * وأخرج عن محمد بن جعفر بن الزبير في قوله قل يا أهل الكتاب تعالوا الآية قال فدعاهم إلى النصف وقطع عنهم الحجة يعنى وفد نجران * وأخرج عن السدى قال ثم دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى الوفد من نصارى نجران فقال يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة تعالوا إلى كلمة سواء قال عدل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الربيع مثله * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله سواء بيننا وبينكم قال عدل قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر تلاقينا تعاصينا سواء * ولكن حم عن حال بحال * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى العالية قال كلمة السواء لا اله الا الله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد تعالوا إلى كلمة سواء قال لا اله الا الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله قال لا يطيع بعضنا بعضا في معصية الله ويقال ان تلك الربوية ان يطيع الناس سادتهم وقادتهم في غير عبادة وان لم يصلوا لهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا قال سجود بعضهم لبعض * قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تحاجون) الآية * أخرج ابن اسحق وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال اجتمعت نصارى نجران واحبار يهود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنازعوا عنده فقالت الاحبار ما كان ابراهيم الا يهوديا وقالت النصارى ما كان ابراهيم الا نصرانيا فأنزل الله فيهم يا أهل الكتاب لما تحاجون في ابراهيم وما أنزلت التوراة والانجيل الا من بعده إلى قوله والله ولى المؤمنين فقال أبو رافع القرظى أتريد منا يا محمد ان نعبدك كما تعبد النصارى عيسى بن مريم فقال رجل من أهل نجران أذلك تريد يا محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ الله أن أعبد غير الله أو آمر بعبادة
[ 41 ]
غيره ما بذلك بعثنى ولا أمرنى فانزل الله في ذلك من قولهما ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباد إلى من دون الله إلى قوله بعد إذا أنتم مسلمون ثم ذكر ما أخذ عليهم وعلى آبائهم من الميثاق بتصديقه إذا هو جاء هم واقرارهم به على أنفسهم فقال واذ أخذ الله ميثاق النبيين إلى قوله من الشاهدين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا يهود أهل المدينة وهم الذين حاجوا في ابراهيم وزعموا انه مات يهوديا فاكذبهم الله ونفاهم منه فقال يا أهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم وتزعمون انه كان يهوديا أو نصرانيا وما أنزلت التوراة والانجيل الا من بعده فكانت اليهودية بعد التوراة وكانت النصرانية بعد الانجيل أفلا تعقلون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله يا أهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم قال اليهود والنصارى برأه الله منهم حين ادعى كل أمة أمة منهم والحق به المؤمنين من كان من أهل الحنيفية * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى يا أهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم قالت النصارى كان نصرانيا وقالت اليهود كان يهوديا فاخبرهم الله ان التوراة والانجيل انما انزلنا من بعده وبعده كانت اليهودية والنصرانية * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم يقول فيما شهدتم ورأيتم وعاينتم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم يقول فيما لم تشهدوا ولم تروا ولم تعاينوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال أما الذى لهم به علم فما حرم عليهم وما أمرا به وأما الذى ليس لهم به علم فشان ابراهيم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال يعذر من حاج بعلم ولا يعذر من حاج بالجهل * قوله تعالى (ما كان ابراهيم يهوديا) الآية * أخرج ابن جرير عن الشعبى قال قالت اليهود ابراهيم على ديننا وقالت النصارى هو على ديننا فانزل الله ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا الآية فاكذبهم الله وأدخض حجتهم * وأخرج عن الربيع مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان قال قال كعب وأصحابه ونفر من النصارى ان ابراهيم منا وموسى منا والانبياء منا فقال الله ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما * وأخرج ابن جرير عن سالم بن عبد الله لا أراه الا يحدثه عن أبيه ان زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسال عن الدين ويتبعه فلقى عالما من اليهود فسأله عن دينه وقال انى لعلى ان أدين دينكم فاخبرني عن دينكم فقال له اليهودي انك لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله قال زيدما أفرا لا من غضب الله ولا أحمل من غضب الله شيأ أبدا فهل تدلني على دين ليس فيه فهذا قال ما أعلمه الا أن تكون حنيفا قال وما الحنيف قال دين ابراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا وكان لا يعبد الا الله فخرج من عنده فلقى عالما من النصارى فسأله عن دينه فقال انى لعلى ان أدين دينكم فاخبرني عن دينكم قال انك لن تكون على ديننا حتيتاخذ بنصيبك من لعنة الله قال لا أحتمل من لعنة الله شيأ ولا من غضب الله شيأ أبدا فهل تدلني على دين ليس فيه هذا فقال له نحو ما قاله اليهودي لا أعلمه الا أن تكون حنيفا فخرج من عندهم وقد رضى الذى أخبراه والذى اتفقا عليه من شأن ابراهيم فلم يزل رافعا يديه إلى الله وقال اللهم انى أشهدك انى على دين ابراهيم * قوله تعالى (ان أولى الناس بابراهيم) الآية * أخرج عبد بن حميد من طريق شهر بن حوشب حدثنى ابن غنم انه لما أن خرج أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي أدركهم عمرو بن العاصى وعمارة بن أبى معيط فارادو اعنتهم والبعى عليهم فقدموا على النجاشي وأخبره ان هؤلاء الرهط الذين قدموا عليك من أهل مكة انما يريدون أن يخبلوا عليك ملكك ويفسدوا عليك أرضك ويشتموا ربك فارسل إليهم النجاشي فلما ان أتوه قال ألا تسمعون ما يقول صاحباكم هذا ان لعمر وبن العاصى وعمارة بن أبى معيط يزعمان انما جئتم لتخبلوا على ملكى وتفسدوا على أرضى فقال عثمان بن مظعون وحمزة ان شئتم فخلوا بين أحدنا وبين النجاشي فلنكلمه فانا أحدثكم سنا فان كان صوابا فالله ياتي به وان كان أمرا غير ذلك قلتم رجل شاب لكم في ذلك عذر فجمع النجاشي قسيسيه ورهبانه وتراجمته ثم سألهم أرأيتكم صاحبكم هذا الذى من عنده جئتم ما يقول لكم وما يامر كم به وما ينهاكم عنه هل له كتاب يقرؤه قالوا نعم هذا الرجل يقرأ ما أنزل الله عليه وما قد سمع منه وهو يامر بالمعروف ويامر بحسن المجاورة ويامر باليتيم ويامر بان يعبد الله وحده ولا يعبد معه اله آخر فقرأ عليه
[ 42 ]
سورة الروم وسورة العنكبوت وأصحاب الكهف ومريم فلما ان ذكر عيسى في القرآن أراد عمرو أن يغضبه عليهم فقال والله انهم ليشتمون عيسى ويسبونه قال النجاشي ما يقول صاحبكم في عيسى قال يقول ان عيسى عبد الله ورسوله وروحه كلمته ألقاها إلى مريم فاخذ النجاشي نفثه من سواكه قدر ما يقذى العين فحلف ما زاد المسيح على ما يقول صاحبكم ما يزن ذلك القذى في بده من نفثة سواكه فابشروا ولا تخافوا فلادهونة يعنى بلسان الحبشة اليوم على حزب ابراهيم قال عمرو بن العاص ما حزب ابراهيم قال هؤلاء الرهط وصاحبهم الذى جاؤا من عنده ومن اتبعهم فانزلت ذلك اليوم خصومتهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة ان أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعودان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لكل نبى ولاة من النبيين وان وليى منهم أبى وخليل ربى ثم قرأ ان أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحكم بن ميناء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا معشر قريش ان أولى الناس بالنبي المنقون فكونوا أنتم بسبيل ذلك فانظروا ان لا يلقانى الناس يحملون الاعمال وتلقوني بالدنيا تحملونها فاصد عنكم بوجهي ثم قرأ عليهم هذه الآية ان أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس أن أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه قال هم المؤمنون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ان أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه يقول الذين اتبعوه على ملته وسنته ومنهاجه وفطرته وهذا النبي وهو نبى الله محمد صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه وهم المؤمنون * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال كل مؤمن ولى لابراهيم ممن مضى وممن بقى * وأخرج أحمد وابن أبى داود في البعث وابن أبى الدنيا في العزاء والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولاد المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم ابراهيم وسارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة * قوله تعالى (ودت طائفة من أهل الكتاب) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن سفيان قال كل شئ في آل عمران من ذكر أهل الكتاب فهو في النصارى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون قال تشهدون ان نعت نبى الله محمد صلى الله عليه وسلم في كتابكم ثم تكفرون به وتنكرونه ولا تؤمنون به وأنتم تجدونه مكتوبا عندكم في التورة والانجيل النبي الامي * وأخرج ابن أبى جرير وابن أبى حاتم عن الربيع مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله قال محمد وأنتم تشهدون قال تشهدون انه الحق تجدونه مكتوبا عندكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل لم تكفرون بآيات الله قال بالحجج وأنتم تشهدون ان القرآن حق وأن محمدا رسول الله تجدونه مكتوبا في التوراة والانجيل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن جريج لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون على ان الدين عند الله الاسلام ليس لله دين غيره * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الربيع في قوله لم تلبسون الحق بالباطل يقول لم تخلطون اليهودية والنصرانية بالاسلام وقد علمتم ان دين الله الذى لا يقبل من أحد غيره الاسلام وتكتمون الحق يقول تكتمون شأن محمد صلى الله عليه وسلم وأنتم تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والانجيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة مثله * وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال قال عبد الله بن الضيف وعدى بن زيد والحرث بن عوف بعضهم لبعض تعالوا نؤمن بما أنزل على محمد وأصحابه غدوة ونكفر به عشية حتى نلبس عليهم دينهم لعلهم يصنعون كما نصنع فيرجعون عن دينهم فانزل الله فيهم يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل إلى قوله والله واسع عليم * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن أبى مالك قال قالت اليهود بعضهم لبعض آمنوا معهم بما يقولون أول النهار وارتدوا آخره لعلهم يرجعون معكم فاطلع الله على سرهم فانزل الله تعالى وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذى أنزل الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله وقالت طائفة من أهل الكتاب الآية قال كان أحبار قرى عربية اثنا عشر حبرا فقالوا لبعضهم ادخلوا في دين محمد أول النهار وقولوا
[ 43 ]
نشهد ان محمد احق صادق فإذا كان آخر النهار فاكفروا وقولوا انا رجعنا إلى علمائنا وأحبارنا فسألناهم فحدثونا ان محمدا كاذب وانكم لستم على شئ وقد رجعنا إلى ديننا فهو أعجب الينا من دينكم لعلهم يشكون يقولون هؤلاء كانوا معنا أول النهار فما بالهم فاخبر الله رسوله بذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله وقالت طائفة الآية قال ان طائفة من اليهود قالت إذا لقيتم أصحاب محمد أول النهار فآمنوا وإذا كان آخره فصلوا صلاتكم لعلهم يقولون هؤلاء أهل الكتاب وهم أعلم منا لعلهم ينقلبون عن دينهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة من طريق أبى ظبيان عن ابن عباس في قوله وقالت طائفة الآية قال كانوا يكونون معهم أول النهار ويجالسونهم ويكلمونهم فإذا أمسوا وحضرت الصلاة كفروا به وتركوه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله آمنوا بالذى أنزل على الذين آمنوا وجه النهار يهود تقوله صلت مع محمد صلاة الفجر وكفروا آخر النهار مكرامنهم ليروا الناس ان قد بدت لهم منه الضلالة بعد إذ كانوا اتبعوه * وأخرج ابن جرير عن قتادة والربيع في قوله وجه النهار قالا أول النهار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم قال هذا قول بعضهم لبعض * وأخرج ابن جرير عن الربيع مثله * وأخرج ابن جرير عن السدى ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم قال لا تؤمنوا الا لمن تبع اليهودية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى مالك قال كانت اليهود تقول أحبارها للذين من دينهم أثنوا محمدا وأصحابه أول النهار فقولوا نحن على دينكم فإذا كان بالعشى فاتوهم فقولوا لهم انا كفرنا بدينكم ونحن على ديننا الاول انا قد سالنا علماءنا فاخبرونا انكم لستم على شئ وقالوا لعل المسلمين يرجعون إلى دينكم فيكفرون بمحمد ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم فانزل الله قل ان الهدى هدى الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم حسدا من يهود أن تكون النبوة في غيرهم وارادة أن يتابعوا على دينهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى مالك وسعيد بن جبير أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم قالا أمة محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال الله لمحمد قل ان الهدى هدى الله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال قال الله لمحمد قل ان الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم يا أمة محمد أو يحاجوكم عند ربكم يقول اليهود فعل الله بنا كذاوكذا من الكرامة حتى أنزل علينا المن والسلوى فان الذى أعطاكم أفضل فقولوا ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قل ان الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم يقول لما أنزل الله كتابا مثل كتابكم وبعث نبيا كنبيكم حسدتموه على ذلك قل ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء * وأخرج ابن جرير عن الربيع مثله * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قل ان الهدى هدى الله أن يوتى أحد مثل ما أوتيتم يقول هذا الامر الذى أنتم عليه مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قال قال بعضهم لبعض لا تخبروهم بما بين الله لكم في كتابه ليحاجوكم قال ليخاصموكم به عند ربكم فتكون لهم حجة عليكم قل ان الفصل بيد الله قال الاسلام يختص برحمته من يشاء قال القرآن والاسلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد يختص برحمته من يشاء قال النبوة يختص بها من يشاء * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن يختص برحمته من يشاء قال رحمته الاسلام يختص بها من يشاء * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير ذو الفضل العظيم يعنى الوافر * قوله تعالى (ومن أهل الكتاب) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله ومن أهل الكتاب من ان تأمنه بقنطار يؤده اليك قال هذا من النصارى ومنهم من ان تأمنه بدينار لا يؤده اليك قال هذا من اليهود الا ما دمت عليه قائما قال الا ما طلبته واتبعته * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ومنهم من ان تأمنه بدينار لا يؤده اليك قال كانت تكون ديون لاصحاب محمد عليهم فقالوا ليس علينا سبيل في أموال أصحاب محمد ان أمسكناها وهم أهل الكتاب أمروا ان يؤدوا إلى كل مسلم عهده * وأخرج ابن أبى حاتم عن مالك بن
[ 44 ]
دينار قال انما سمى الدينار لانه دين ونار قال معناه ان من أخذه بحقه فهو دينه ومن أخذه بغير حقه فله النار * وأخرج الخطيب في تاريخه عن على بن أبى طالب انه سئل عن الدرهم لم سمى درهما وعن الدينار لم سمى دينارا قال اما الدرهم فسمى دارهم واما الدينار فضربته المجوس فسمى دينارا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد الا ما دمت عليه قائما قال مواظبا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى الا ما دمت عليه قائما يقول يعترف بامانته مادمت عليه قائما على رأسه فإذا قمت ثم جئت تطلبه كافرك الذى يؤدى والذى يجحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ذلك بانهم قالوا ليس علينا في الاميين سبيل قال قالت اليهود ليس علينا فيما أصبنا من أموال العرب سبيل * وأخرج ابن جرير عن السدى قال يقال له ما بالك لا تؤدى أمانتك فيقول ليس علينا حرج في أموال العرب قد أحلها الله لنا * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال لما نزلت ومن أهل الكتاب إلى قوله ذلك بانهم قالوا ليس علينا في الاميين سبيل قال النبي صلى الله عليه وسلم كذب أعداء الله ما من شئ كان في الجاهلية الا وهو تحت قدمى هاتين الا الامانة فانها مؤداة إلى البر والفاجر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن صعصعة انه سأل ابن عباس فقال انا نصيب في الغزو من أموال اهل الذمة الدجاحة والشاة قال ابن عباس فتقولون ماذا قال نقول ليس علينا في ذلك من باس قال هذا كما قال اهل الكتاب ليس علينا في الاميين سبيل انهم إذا أدوا الجزية لم تحل لكم أموالهم الا بطيب انفسهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن جريج في الآية قال بايع اليهود رجال من المسلمين في الجاهلية فلما اسلموا تقاضوهم ثمن بيوعهم فقالوا ليس علينا امانة ولاقضاء لكم عند نا لانكم تركتم دينكم الذى كنتم عليه وادعوا انهم وجدوا ذلك في كتابهم فقال الله ويقولون على الله الكذب وهم يعملون * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس بلى من اوفى بعهده واتقى يقول اتقى الشرك فان الله يحب المتقين يقول الذين يتقون الشرك * قوله تعالى (ان الذين يشترون) الآية * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين هو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقى الله وهو عليه غضبان فقال الاشعث بن قيس في والله كان ذلك كان بينى وبين رجل من اليهود أرض فجعدني فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ألك بينة قلت لا فقال لليهودي احلف فقلت يا رسول الله اذن يحلف فيذهب مالى فانزل الله ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا إلى آخر الآية * وأخرج عبد بن حميد والبخاري وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبد الله بن أبى أوفى ان رجلا أقام سلعة له في السوق فحلف بالله لقد أعطى بها ما لم يعطه ليوقع فيها رجلا من المسلمين فنزلت هذه الآية ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا إلى آخر الآية * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في الشعب وابن عساكر عن عدى بن بحيرة قال كان بين امرئ القيس ورجل من حضرموت خصومة فارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال للحضرمي بينتك والا فيمينه قال يارسول الله ان حلف ذهب بارضى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين كاذبة ليقنطع بها حق أخيه لقى الله وهو عليه غضبان فقال امرؤ القيس يا رسول الله فما لمن تركها وهو يعلم انها حق قال الجنة فقال أشهدك انى قد تركتها فنزلت هذه الآية ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا إلى آخر الآية لفظ ابن جرير * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج ان الاشعث بن قيس اختصم هو ورجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض كانت في يده لذلك الرجل أخذها في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقم بينتك قال الرجل ليس يشهد لى أحد على الاشعث قال فلك يمينه فقال الاشعث نحلف فانزل الله ان الذين يشترون بعهد الله الآية فنكل الاشعث وقال انى أشهد الله وأشهدكم ان خصمى صادق فرد إليه أرضه وراده من أرض نفسه زيادة كثيرة * وأخرج ابن جرير عن الشعبى ان رجلا أفام سلعته من أول النهار فلما كان
[ 45 ]
آخره جاء رجل يساومه فحلف لقد منعها أول النهار من كذا ولولا الماء ما باعها به فانزل الله ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد نحوه * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال نزلت هذه الآية ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا في أبى رافع وكنانة بن أبى الحقيق وكعب بن الاشرف وحيى بن أخطب * وأخرج ابن أبى شيبة من طريق ابن عون عن ابراهيم ومحمد والحسن في قوله ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا قالوا هو الرجل يقتطع مال الرجل بيمينه * وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي عن وائل بن حجر قال جاء رجل من حضرموت ورجل من كندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الحضرمي يا رسول الله ان هذا قد غلبنى على أرض كانت لابي قال الكندى هي أرض كانت في يدى أرزعها ليس له فيها حق فقال النبي صلى الله عليه وسلم للحضرمي ألك بينة قال لا قال فلك يمينه فقال يا رسول الله ان الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه وليس يتورع عن شئ فقال ليس لك منه الا ذلك فانطلق ليحلف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أدبر لئن حلف على مال ليأكله ظلما ليلقين الله وهو عنه معرض * وأخرج ابو داود وابن ماجه عن الاشعث بن قيس ان رجلا من كندة وآخر من حضرموت اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض من اليمن فقال الحضرمي يا رسول الله ان أرضى اغتصبها أبو هذا وهى في يده فقال هل لك بينة قال لا ولكن أحلفه والله ما يعلم انها أرضى اغتصبها أبوه فتهيأ الكندى لليمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقتطع أحدما لابيمين الا لقى الله وهو اجذم فقال الكندى هي أرضه * وأخرج احمد والبزار وابو يعلى والطبراني بسند حسن عن أبى موسى قال اختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أرض أحدهما من حضرموت فجعل يمين أحدهما فضيح الآخر وقال اذن يذهب بارضى فقال ان هو اقتطعها بيمينه ظلما كان ممن لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب اليم قال وورع الآخر فردها * وأخرج أحمد بن منيع في مسنده والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن مسعود قال كنانعد من الذنب الذى ليس له كفارة اليمين الغموس قيل وما اليمين الغموس فقال الرجل يقتطع بيمينه مال الرجل * وأخرج ابن حبان والطبراني والحاكم وصححه عن الحرث بن البرصاء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج بين الجمرتين وهو يقول من اقتطع مال أخيه بيمين فاجرة فليتبوأ مقعده من النار ليبلغ شاهدكم غائبكم مرتين أو ثلاثا * وأخرج البزار عن عبد الرحمن بن عوف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اليمين الفاجرة تذهب المال * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس مما عصى الله به هو أعجل عقابامن البغى وما من شئ أطيع الله فيه أسرع ثوابا من الصلة واليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع * وأخرج الحرث ابن أبى اسامة والحاكم وصححه عن كعب بن مالك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اقتطع مال امرئ مسلم بيمين كاذبة كانت نكتة سوداء في قلبه لا يغيرها شئ إلى يوم القيامة * وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن جابر بن عتيك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتطع مال مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار فقيل يا رسول الله وان شيأ يسيرا قال وان سواكا * وأخرج مالك وابن سعد وأحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه عن أبى امامة اياس بن ثعلبة الحارثى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم الله عليه الجنة قالوا وان كان شيأ يسيرا يا رسول الله قال وان كان قضيبا من أراك ثلاثا * وأخرج ابن ماجه بسند صحيح عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحلف عند هذا المنبر عبد ولا أمة على يمين آثمة ولو على سواك رطبة الا وجبت له النار * وأخرج ابن ماجه وابن حبان عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين آثمة عند منبرى هذا فليتبوأ مقعده من النار ولو على سواك أخضر قال أبو عبيد والخطابى كانت اليمين على عهده صلى الله عليه وسلم عند المنبر * وأخرج عبد الرزاق عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اليمين الكاذبة تنفق السلعة وتمحق الكسب * وأخرج عبد الرزاق عن أبى سويد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اليمين الفاجرة تعقم الرحم وتقل العدد وتدع الديار بلاقع * وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم رجل حلف يمينا على مال مسلم فاقتطعه
[ 46 ]
ورجل حلف على يمين بعد العصر انه أعطى بسلعته أكثر مما أعطى وهو كاذب ورجل منع فضل ماء فان الله سبحانه يقول اليوم أمنعك فضلى كما منعت فضل ما لم تعمل يداك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير والحاكم وصححه عن عمران بن حصين انه كان يقول من حلف على يمين فاجرة يقتطع بها مال أخيه فليتبوأ مقعده من النار فقال له قائل شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم انكم لتجدون ذلك ثم قرأ ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم الآية * وأخرج البخاري عن ابن أبى مليكة ان امرأتين كانتا تخرزان في بيت فخرجت احداهما وقد أنفذ باشفاء في كفها فادعت على الاخرى فرفع إلى ابن عباس فقال ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعطى الناس بدعوا هم لذهب دماء قوم وأموالهم ذكرواها بالله واقرؤا عليها ان الذين يشترون بعهد الله الآية فذكروها فاعترفت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن المسيب قال ان اليمين الفاجرة من الكبائر ثم تلا ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال كنا نرى ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من الذنب الذى لا يغفر يمين الصبر إذا فجر فيها صاحبها * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابراهيم النخعي قال من قرأ القرآن يتأكل الناس به أتى الله يوم القيامة ووجهه بين كتفية وذلك بان الله يقول ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن زاذان قال من قرأ القرآن ياكل به جاء يوم القيامة ووجهة عظم ليس عليه لحم * وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي في شعب الايمان عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم المسبل ازاره والمنفق سلعته بالحلف الكاذب والمنان * وأخرج عبد الرزاق وأحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل منع ابن السبيل فضل ماء عنده ورجل حلف على سلعة بعد العصر كاذبا فصدقه فاشتراها بقوله ورجل بايع اماما فان أعطاه وفى له وان لم يعطه لم يف له * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم أشمط زان وعائل مستكبر ورجل جعل الله له بضاعة فلا يبيع الا بيمينه ولا يشترى الا بيمينه * وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن أبى هريرة قال قال رسول الله الله عليه وسلم ان الله أذن لى ان أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الارض وعنقه منثن تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظمك ربنا فيرد عليه ما علم ذلك من حلف بى كاذبا * قوله تعالى (وان منهم لفريقا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله وان منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب قال هم اليهود كانوا يزيدون في كتاب الله ما لم ينزل الله * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد يلوون ألسنتهم بالكتاب قال يحرفونه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن وهب بن منبه قال ان التوراة والانجيل كما أنزلهما الله لم يغير منهما حرف ولكنهم يضلون بالتحريف والتأويل وكتب كانوا يكتبونها من عند أنفسهم ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله فاما كتب الله فهى محفوظة لاتحول * قوله تعالى (ما كان لبشر) الآية * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال أبو رافع القرظى حين اجتمعت الاحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الاسلام أتريد يا محمد ان نعبدك كما تعبد النصارى عيسى بن مريم فقال رجل من أهل نجران نصراني يقاله الرئيس أو ذاك تريده منا يا محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ الله ان نعبد غير الله أو نامر بعبادة غيره ما بذلك بعثنى ولا بذلك أمرنى فانزل الله في ذلك من قولهما ماكان لبشران يؤتيه الله الكتاب إلى قوله بعد إذا أنتم مسلمون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن جريج قال كان ناس من يهود يتعبدون الناس من دون ربهم بتحريفهم كتاب الله عن موضعه فقال الله ماكان لبشران يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباد إلى من دون الله ثم يامر الناس بغير ما أنزل الله في كتابه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال بلغني
[ 47 ]
ان رجلا قال يا رسول الله نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض أفلا نسجد لك قال لا ولكن اكرموا نبيكم واعرفوا الحق لاهله فانه لا ينبغى ان يسجد لاحد من دون الله فانزل الله ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب إلى قوله بعدا إذ أنتم مسلمون * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله ربانيين قال فقهاء معلمين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله ربانيين قال حلماء علماء حكماء * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس ربانيين قال علماء فقهاء * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس ربانيين قال حكماء فقهاء * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود ربانيين قال حكماء علماء * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال الربانيون الفقهاء العلماء وهم فوق الاحبار * وأخرج عن سعيد بن جبير ربانيين قال حكماء أتقياء * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال الربانيون الذين يربون الناس ولاة هذا الامر يربونهم يلونهم وقرأ لولا ينهاهم الربانيون والاحبار قال الربانيون الولاة والاحبار العلماء * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب قال حق على كل من تعلم القرآن أن يكون فقيها * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس انه كان يقرأ بما كنتم تعلمون * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبيرانه قرأ بما كنتم تعلمون مثقلة برفع التاء وكسر اللام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهدانه قرأ بما كنتم تعلمون الكتاب خفيفة بنصب التاء قال ابن عينية ما علموه حتى عملوه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى بكر قال كان عاصم يقرؤها بما كنتم تعلمون الكتاب مثقلة برفع التاء وكسر اللام قال القرآن وبما كنتم تدرسون قال الفقه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الضحاك قال لا يعذر أحد حرولا عبد ولا رجل ولا امرأة لا يتعلم من القرآن جهده ما بلغ منه فان الله يقول كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون يقول كونوا فقهاء كونوا علماء * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى رزين في قوله وبما كنتم تدرسون قال مذاكرة الفقه كانوا يتذاكرون الفقه كما نتذاكره نحن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج ولا يأمركم أن تتخذوا قال ولا يامر كم النبي * قوله تعالى (وأذا أخذ الله) الآية * أخرج عبد بن حميد والفريابي وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وإذا أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة قال هي خطأ من الكتاب وهى في قراءة ابن مسعود واذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب * وأخرج ابن جرير عن الربيع انه قرأ وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب قال وكذلك كان يقرؤها أبى بن كعب قال الربيع ألا ترى انه يقول ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه يقول لتؤمنن بمحمد صلى الله عليه وسلم ولتنصرنه قال هم أهل الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس ان أصحاب عبد الله يقرؤن واذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لما آتيتكم من كتاب وحكمة ونحن نقرأ ميثاق النبيين فقال ابن عباس انما أخذ الله ميثاق النبيين على قومهم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن طاوس في الآية قال أخذ الله ميثاق النبيين أن يصدق بعضهم بعضا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن طاوس في الآية قال أخذ الله ميثاق الاول من الانبياء ليصدقن وليؤمنن بما جاء به الآخر منهم * وأخرج ابن جرير عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال لم يبعث الله نبيا آدم فمن بعده الا أخذ عليه العهد في محمد لئن بعث وهو حى ليؤمنن به ولينصرنه ويامره فيأخذ العهد على قومه ثم تلا وأذا أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال هذا ميثاق أخذه الله على النبيين ان يصدق بعضهم بعضا وان يبلغوا كتاب الله ورسالاته فبلغت الانبياء كتاب الله ورسالاته إلى قومهم أوخذ عليهم فيما بلغتهم رسلهم ان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ويصدقوه وينصروه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال لم يبعث الله نبيا قط من لدن نوح الا أخذ الله ميثاقه ليؤمنن بمحمد ولينصرنه ان خرج وهو حى والا أخذ على قومه ان يؤمنوا به وينصروه ان خرج وهم أحياء * وأخرج ابن جريج عن الحسن في الآية قال أخذ الله ميثاق النبيين ليبلغن آخركم أولكم ولا تختلفوا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال ثم ذكر ما أخذ
[ 48 ]
عليهم يعنى على أهل الكتاب وعلى أنبيائهم من الميثاق بتصديقه يعنى بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم إذا جاءهم واقرارهم به على أنفسهم * وأخرج أحمد عن عبد الله بن ثابت قال جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى مررت باخ لى من قريظة فكتب لى جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال والذى نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه لضللتم انكم حظى من الامم وأنا حظكم من النبيين * وأخرج أبو يعلى عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فانهم لن يهدوكم وقد ضلوا انكم اما ان تصدقوا بباطل واما ان تكذبوا بحق وانه والله لو كان موسى حيابين أظهركم ما حل له الا أن يتبعني * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبيرانه قرأ لما آتيتكم ثقل ما * وأخرج عن عاصم انه قرأ لما مخففة آتيتكم بالتاء على واحده يعنى أعطيتكم * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله اصرى قال عهدي * وأخرج ابن جرير عن على بن أبى طالب في قوله قال فاشهدوا يقول فاشهدوا على أممكم بذلك وأنا معكم من الشاهدين عليكم وعليهم فمن تولى عنك يا محمد بعد هذا العهد من جميع الامم فاولئك هم الفاسقون هم العاصون في الكفر * قوله تعالى (أفغير دين الله) الآية * أخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها أما من في السموات فالملائكة وأما من في الارض فمن ولد على الاسلام وأما كرها فمن أتى به من سبايا الامم في السلاسل والاغلال يقادون إلى الجنة وهم كارهون * وأخرج الديلمى عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها قال الملائكة أطاعوه في السماء والانصارو عبد القيس أطاعوه في الارض * وأخرج ابن جرير من طريق مجاهد عن ابن عباس وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها قال حين أخذ الميثاق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في الآية قال عبادتهم لى أجمعين طوعا وكرها وهو قوله ولله يسجد من في السموات والارض طوعا وكرها * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس وله أسلم من في السموات قال هذه مفصولة ومن في الارض طوعا وكرها * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس وله أسلم قال المعرفة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في الآية قال هو كقوله ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله فذلك اسلامهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى العالية في الآية قال كل آدمى أقر على نفسه بان الله ربى وأنا عبده فمن أشرك في عبادته فهذا الذى أسلم كرها ومن أخلص لله العبودية فهو الذين أسلم طوعا * وأخرج ابن جرير عن الحسن في الآية قال أكره أقوام على الاسلام وجاء أقوام طائعين * وأخرج عن مطر الوراق في الآية قال الملائكة طوعا والانصار طوعا وبنو سليم وعبد القيس طوعا والناس كلهم كرها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال أما المؤمن فاسلم طائعا فنفعه ذلك وقبل منه وأما الكافر فاسلم حين رأى باس الله فلم ينفعه ذلك ولم يقبل منه فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال في السماء الملائكة طوعا وفى الارض الانصار وعبد القيس طوعا * وأخرج عن الشعبى وله أسلم من في السموات قال استقادتهم له * وأخرج عن أبى سنان وله أسلم من في السموات والارض قال المعرفة ليس أحد تسأله الاعرفه * وأخرج عن عكرمة في قوله وكرها قال من أسلم من مشركي العرب والسبايا ومن دخل في الاسلام كرها * وأخرج الطبراني في الاوسط عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ساء خلقه من الرقيق والدواب والصبيان فاقرؤا في اذنه أفغير دين الله يبغون * وأخرج ابن السنى في عمل يوم وليلة عن يونس ابن عبيد قال ليس رجل يكون على دابة صعبة فيقرأ في أنذها افغير دين الله يبغون وله أسلم الآية الاذلت له باذن الله عزوجل * قوله تعالى (ومن يبتغ) الآية * أخرج أحمد والطبراني في الاوسط عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجئ الاعمال يوم القيامة فتجئ الصلاة فنقول يا رب أنا الصلاة فيقول انك على خير وتجئ الصدقة فنقول يا رب أنا الصدقة فيقول انك على خير ثم يجئ الصيام فيقول أنا الصيام فيقول
[ 49 ]
انك على خير ثم تجئ الاعمال كل ذلك يقول الله انك على خير ثم يجئ الاسلام فيقول يا رب أنت السلام وأنا الاسلام فيقول الله انك على خير بك اليوم آخذ وبك أعطى قال الله في كتابه ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين * قوله تعالى (كيف يهدى الله) الآية * أخرج النسائي وابن حبان وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه من طريق عكرمة عن ابن عباس قال كان رجل من الانصار فاسلم ثم ارتد ولحق بالمشركين ثم ندم فارسل إلى قومه أرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لى من توبة فنزلت كيف يهدى الله قوما كفر وابعد ايمانهم إلى قوله فان الله غفور رحيم فارسل إليه قومه فاسلم * وأخرج عبد الرزاق ومسدد في مسنده وابن جرير وابن المنذر والباوردي في معرفة الصحابة قال جاء الحارث بن سويد فاسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم كفر فرجع إلى قومه فانزل الله فيه القرآن كيف يهدى الله قوما كفروا الى قوله رحيم فحملها إليه رجل من قومه فقرأها عليه فقال الحارث انك والله ما علمت لصدوق وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صدق منك وان الله عزجل لا صدق الثلاثة فرجع الحارث فاسلم فحسن اسلامه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن السدى في قوله كيف يهدى الله قوما الآية قال أنزلت في الحارث بن سويد الانصاري كفر بعد ايمانه فانزلت فيه هذه الآيات ثم نزلت الا الذين تابوا الآية فتاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن مجاهد في قوله كيف يهدى الله قوما الآية قال نزلت في رجل من بنى عمر وبن عوف كفر بعد ايمانه فجاء الشام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن مجاهد في الآية قال هو رجل من بنى عمرو بن عوف كفر بعد ايمانه قال قال ابن جريج أخبرني عبد الله بن كثير عن مجاهد قال لحق بارض الروم فتنصر ثم كتب إلى قومه أرسلوا هل لى من توبه فنزلت الا الذين تابوافآ من ثم رجع قال ابن جريج قال عكرمة نزلت في أبى عامر الراهب والحارث بن سويد بن الصامت ووحوح بن الاسلت في اثنى عشر رجلا رجعوا عن الاسلام ولحقوا بقريش ثم كتبوا إلى أهلهم هل لنا من توبة فنزلت الا الذين تابوا من بعد ذلك الآيات * وأخرج ابن اسحق وابن المنذر عن ابن عباس ان الحرث بن سويد قتل المجدر بن زياد وقيس بن زيد أحد بنى ضبيعته يوم أحد ثم لحق بقريش فكان بمكة ثم بعث إلى أخيه الجلاس يطلب التوبة ليرجع إلى قومه فانزل الله فيه كيف يهدى الله قوما إلى آخر القصة * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى صالح مولى أم هانئ ان الحرث بن سويد بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لحق باهل مكة وشهد أحدا فقاتل المسلمين ثم سقط في يده فرجع إلى مكة فكتب إلى أخيه جلاس بن سويد يا أخى انى ندمت على ماكان منى فاتوب إلى الله وأرجع إلى الاسلام فاذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فان طمعت لى في توبة فاكتب إلى فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله كيف يهدى الله قوما كفروا بعد ايمانهم فقال قوم من أصحابه ممن كان عليه يتمنع ثم يراجع الاسلام فانزل الله ان الذين كفروا بعد ايمنهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله كيف يهدى الله قوما كفروا بعد ايمانهم قال هم أهل الكتاب عرفوا محمدا ثم كفروا به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في الآية قال هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى رأوا نعت محمد فيكتابهم وأقروا به وشهدوا أنه حق فلما بعث من غيرهم حسدوا العرب على ذلك فانكروه وكفروا بعد اقرارهم حسدا للعرب حين بعث من غيرهم * قوله تعالى (ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم از دادوا كفرا الآية) * أخرج البزار عن ابن عباس ان قوما أسلموا ثم ارتدوا ثم أسلموا ثم ارتدوا فارسلوا إلى قومهم يسألون لهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا الآية هذا خطأ من البزار * وأخرج ابن جرير عن الحسن في الآية قال اليهود والنصارى لن تقبل توبتهم عند الموت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال هم اليهود كفروا بالانجيل وعيسى ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى العالية في الآية قال انها نزلت في اليهود والنصارى كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا بذنوب أذنبوها ثم ذهبوا يتوبون من تلك الذنوب في كفرهم ولو كانوا على الهدى قبلت توبتهم ولكنهم على
[ 50 ]
ضلالة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى العالية في قوله لن تقبل توبتهم قال تابوا من الذنوب ولم يتوبا من الاصل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ثم ازدادوا كفرا قال تموا على كفرهم * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله ثم ازدادوا كفرا قال ما تواوهم كفر لن تقبل توبتهم قال إذا تاب عند موته لم تقبل توبته قوله تعالى (ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار الآية) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الارض ذهبا قال هو كل كافر * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك ملء الارض ذهبا أكنت مفتديا به فيقول نعم فيقال لقد سئلت ما هو أيسر من ذلك فذلك قوله تعالى ان الذين كفروا وما توا وهم كفار الآية لفظ ابن جرير * قوله تعالى (لن تنالوا البر الآية) * أخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أنس قال كان أبو طلحة أكثر أنصارى بالمدينة نخلا وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان النبي صلى عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب فما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال أبو طلحة يا رسول الله ان الله يقول لن تنالوا البرحتى تنفقوا مما تحبون وان أحب أموالي إلى بيرحاء وانها صدقة الله أرجوبرها وذخرها عند الله فضعها يارسول الله حيث أراك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ذاك مال رابح ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت وانى أرى أن تجعلها في الاقربين فقال أبو طلحة افعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أفار به وبنى عمه * وأخرج عبد بن حميد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير عن أنس قال لما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال أبو طلحة يا رسول الله ان الله بسألنا من أموالنا اشهد انى قد جعلت أرضى باريحا لله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلها في قرابتك فجعلها في حسان بن ثابت وأبى بن كعب * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أنس قال لما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون أو هذه الآية من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا قال أبو طلحة يا رسول الله حائطي الذى بكذا وكذا صدقة ولو استطعت أن أسره لم أعلنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعله في فقراء أهلك * وأخرج عبد بن حميد والبزار عن ابن عمر قال حضرتني هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فذكرت ما أعطاني الله فلم أجد شيأ أحب إلى من مرجانة جارية لى رومية فقلت هي حرة لوجه الله فلو اني أعود في شئ جعلته لله لنكحتها فانكحها نافعا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عمر بن الخطاب أنه كتب إلى أبو موسى الاشعري ان ببتاع له جارية من سبى جلولاء فدعا بها عمر فقال ان الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فاعتقها عمر * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد بن المنكدر قال لما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون جاء زيد بن حارثة بفرس له يقال لها شبلة لم يكن له ما أحب إليه منها فقال هي صدقة فقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمل عليها ابنه اسامة فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في وجه زيد فقال ان الله قد قبلها منك * وأخرج ابن جرير عن عمر وبن دينار مثله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير من طريق معمر عن أيوب وغيره انها حين نزلت لن تنالوا البر الآية جاء زيد بن حارثة بفرس له كان يحبها فقال يا رسول الله هذه في سبيل الله فحمل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم اسامة بن زيد فكان زيد اوجد في نفسه فلما رأى ذلك منه النبي صلى الله عليه وسلم قال اما ان الله قد قبلها * وأخر عبد بن حميد عن ثابت من الحجاج قال بلغني انه لما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال زيد اللهم انك تعلم انه ليس لى مال أحب إلى من فرسى هذه فتصدق بها على المساكين فاقاموها تباع وكانت تعجبه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه ان يشتريها * وأخرج ابن جرير عن ميمون بن مهران ان رجلا سال أبا ذر أي الاعمال أفضل قال الصلاة عماد الاسلام والجهاد سنام العمل والصدقة شئ عجيب فقال يا أبا ذر لقد تركت شيا هو أوثق عملي في نفسي لا أراك ذكرته قال ما هو قال الصيام فقال قربة وليس هنا وتلا هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
[ 51 ]
* وأخرج عبد بن حميد عن رجل من بنى سليم قال جاورت أبا ذر بالربذة وله فيها قطيع ابل له فيها راع ضعيف فقلت يا باذرالا أكون لك صاحبا أكنف راعيك واقتبس منك بعض ما عندك لعل الله ان ينفعني به فقال أبو ذر ان صاحبي من أطاعنى فاما أنت مطيعى فانت لى صاحب والافلا قلت ما الذى تسألني فيه الطاعة قال لا أدعوك بشئ من مالى الاتوخيت أفضله قال فلبثت معه ما شاء الله ثم ذكر له في الماء حاجة فقال ائتنى ببعير من الابل فتصفحت الابل فإذا أفضلها فحلها ذلول فهممت باخذه ثم ذكرت حاجتهم إليه فتركئه وأخذت ناقة ليس في الابل بعد الفحل أفضل منها فجئت بها فحانت منه نظرة فقال يا أخابنى سليم خنتني فلما فهمتها منه خليت سبيل الناقة ورجعت إلى الابل فاخذت الفحل فجئت به فقال لجلسائه من رجلان يحتسبان علهما قال رجلان نحن قال اما لا فأنيخاه ثم اعقلاه ثم انحراه ثم عدوا بيوت الماء فجزؤ الحمه على عددهم واجعلوا بيت أبى ذربيتا منها ففعلوا فلما فرق اللحم دعاني فقال ما أدرى أحفظت وصيتى فظهرت بها أم نسيت فاعذرك قلت ما نسيت وصيتك ولكن لما تصفحت الابل وجدت فحلها أفضلها فهممت باخذه فذكرت حاجتكم إليه فتركته فقال ما تركته الا لحاجتي إليه قلت ما تركت الالذلك قال أفلا أخبرك بيوم حاجتى ان يوم حاجتى يوم أوضع في حفرتي فذلك يوم حاجتى ان في المال ثلاثة شركاء لقدر لا ينتظران يذهب بخيرها أو شرها والوارث يتتظر متى تضع رأسك ثم يستفيئها وأنت ذميم وأنت الثالث فان استطعت أن لا تكونن أعجز الثلاثة فلا تكونن مع ان الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وان هذا المال مما أحب من مالى فاحببت ان أقدمه لنفسي * وأخرج أحمد عن عاشئة قالت أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بضب فلم ياكله ولم ينه عنه قلت يارسول الله افلا نطعمه المساكين قال لا تطعموهم ممالا تأكلون * وأخرج ابو نعيم في الحلية من طريق مجاهد عن ابن عمرانه لما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون دعا بجارية له فاعتقها * وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال قرأ ابن عمر وهو يصلى فاتى على هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فاعتق جارية له وهو يصلى أشار إليها بيده * وأخرج ابن المنذر عن نافع قال كان ابن عمر يشترى السكر فيتصدق به فنقول له لو اشتريت لهم بثمنه طعاما كان أنفع لهم من هذا فيقول انى أعرف الذى تقولون ولكن سمعت الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وان ابن عمر يحب السكر * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود في قوله لن تنالوا البر قال الجنة * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن ميمون والسدى مثله * وأخرج ابن المنذر عن مسروق مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال لن تنالوا بركم حتى تنفقوا مما يعجبكم ومما ثهوون من أموالكم وما تنفقوا من شئ فان الله به علم يقول محفوظ ذلك لكم والله به عليم شا كرله * قوله تعالى (كل الطعام) الآية * أخرج عبد بن حميد والفريابي والبيهقي في سننه وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم والحاكم وصححه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس كل الطعام كان حلالبنى اسرائيل الاما حرم اسرائيل على نفسه قال العرق أخذه عرق النسا فكان يبيت له زقاء يعنى صياح فجعل الله عليه ان شفاه ان لا ياكل لحما فيه عروق فحرمته اليهود * وأخرج سعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن جرير من طريق يوسف بن ماهك عن ابن عباس قال هل تدرى ما حرم اسرائيل على نفسه ان اسرائيل أخذته الانساء فاضنته فجعل الله عليه ان الله عافاه ان لا ياكل عرقا أبدا فلذلك تسل اليهود العروق فلا ياكلونها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في الآية قال حرم على نفسه العروق وذلك انه كان يشتكى عرق النسا فكان لا ينام الليل فقال والله لئن عافاني الله منه لا ياكله لى ولد وليس مكتوبا في التوراة وسأل محمد صلى الله عليه وسلم نفرا من أهل الكتاب فقال ماشان هذا حراما فقالوا هو حرام علينا من قبل الكتاب فقال الله كل الطعام كان حلالبنى اسرائيل إلى ان كنتم صادقين * وأخرج البخاري في تاريخه وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جاء اليهود فقالوا يا أبا القاسم أخبرنا عما حرم اسرائيل على نفسه قال كان يسكن البدو فاشتكى عرق النسا فلم يحد شيأ يداويه الا لحوم الابل وألبانها فلذلك حرمها قالوا صدقت * وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله الاما حرم اسرائيل على نفسه قال حرم العروق ولحوم الابل كان به عرق النسا فاكل من لحومها فبات بليله يزقو
[ 52 ]
فحلف ان لا ياكله أبدا * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مجلز في قوله الاما حرم اسرائيل على نفسه قال ان اسرائيل هو يعقوب وكان رجلا بطيشا فلقى ملكا فبالجه فصرعه الملك ثم ضرب على فخذه فلما رأى يعقوب ما صنع به بطش به فقال ما أنا بتاركك حتى تسمينى اسما فسماه اسرائيل فلم يزل يوجعه ذلك العرق حتى حرمه من كل دابة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال حرم على نفسه لحوم الانعام * وأخرج ابن اسحق وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقول الذى حرم اسرائيل على نفسه زائد تا الكبد والكليتين والشحم الاما كان على الظهر فان ذلك كان يقرب للقربان فتأكله النار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء الاما حرم اسرائيل قال لحوم الابل وألبانها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق ابن جريج عن ابن عباس قال قالت اليهود للنبى صلى الله عليه وسلم نزلت التوراة بتحريم الذى حرم اسرائيل فقال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم قل فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين وكذبوا ليس في التوراة وانما لم يحرم ذلك الا تغليظا لمعصية بنى اسرائيل بعد نزول التوراة قل فائتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين وقالت اليهود لمحمد صلى الله عليه وسلم كان موسى يهوديا على ديننا وجاء نا في التوراة تحريم الشحوم وذى الظفر والسبت فقال محمد صلى الله عليه وسلم كذبتم لم يكن موسى يهوديا وليس في التوراة الا الاسلام يقول الله قل فائتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين أفيه ذلك وما جاء هم بها أنبياؤهم بعد موسى فنزلت في الالواح جملة * وأخرج عبد بن حميد عن عامر أن عليا رضى الله عنه قال في رجل جعل امرأته عليه حراما قال حرمت عليه كما حرم اسرائيل على نفسه لحم الجمل فحرم عليه قال مسروق ان اسرائيل كان حرم على نفسه شيأ كان في علم الله ين سيحرمه إذا نزل الكتاب فوافق تحريم اسرائيل ما قد علم الله أنه سيحرمه إذا نزل الكتاب وأنتم تعمدون إلى الشئ قد أحله الله فتحرمونه على أنفسكم ما أبالى اياها حرمت أو قصعة من ثريد * قوله تعالى (ان أول بيت) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق الشعبى عن على بن أبى طالب في قوله ان أول بيت وضع للناس للذى ببكة قال كانت البيوت قبله ولكنه كان أول بيت وضع لعبادة الله * وأخرج ابن جرير عن مطر مثله * وأخرج ابن جريج عن الحسن في الآية قال ان أول بيت وضع للناس يعبد الله فيه للذى ببكة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن جرير والبيهقي في الشعب عن أبى ذر قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول قال المسجد الحرام فلت ثم أي قال المسجد الاقصى قلت كم بينهما قال أبعون سنة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن عمرو قال خلق الله البيت قبل الارض بالفى سنه وكان إذ كان عرشه على الماء زبدة بيضاء وكانت الارض تحته كأنها حشفة قد حبيت الارض من تحته * وأخرج ابن المنذر عن أبى هريرة قال ان الكعبة خلقت قبل الارض بالفى سنة وهى ومن الارض انما كانت حشفة على الماء عليها ملكان من الملائكة يسبحان فلما أراد الله أن يخلق الارض دحاها منها فجعلها في وسط الارض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والارزقى عن مجاهد قوله ان أول بيت وضع للناس كقوله كنتم خير أمة أخرجت للناس * وأخرج ابن جرير عن السدى قال أما أول بيت فانه يوم كانت الارض ماء كان زبدة على الارض فلما خلق الله الارض خلق البيت معها فهو أول بيت وضع في الارض * وأخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال أول قبلة أعملت للناس المسجد الحرام * وأخرج ابن المنذر والازرقي عن ابن جريج قال بلغنا ان اليهود قالت بيت المقدس أعظم من الكعبة لانه مهاجر الانبياء ولانه في الارض المقدسة فقال المسلمون بل الكعبة أعظم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت ان أول بيت وضع للناس للذى بكة مباركا إلى قوله فيه آيات بينات مقام ابراهيم وليس ذلك في بيت المقدس ومن دخله كان آمنا وليس ذلك في بيت المقدس ولله على الناس حج وليس ذلك لبيت المقدس * وأخرج البيهقى في الشعب عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول بقعة وضعت في الارض موضع البيت ثم مهدت منها الارض وان أول جبل وضعه الله على وجه الارض أبو قبيس ثم مدت منه الجبال * وأخرج ابن جرير وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبد الله بن الزبير قال انما سميت بكة لان الناس يجيؤن إليها من كل جانب حجاجا * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير والبيهقي في الشعب عن مجاهد قال انما سميت بكة لان الناس يتباكون
[ 53 ]
فيها لرجال والنساء يعنى يزدحمون * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد والبيهقي عن مجاهد قال انما سميت بكة لان الناس يبك بعضم بعضا فيها وانه يحل فيها ما لا يحل في غيرها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في الشعب عن قتادة قال سميت بكة لان الله بك به الناس جميعا فيصلى النساء قدام الرجال ولا يصلح ذلك ببلد غيره * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عتبة بن قيس قال ان بكة بكت بكاء الذكر فيها كالانثى قيل عمن تروى هذا قال عن ابن عمر * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن زيد بن مهاجر قال انما سميت بكة لانها كانت تبك الظلمة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة قال البيت وما حوله بكة وما وراء ذلك مكة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبى شيبة وابن جرير عن أبى مالك الغفاري قال بكة موضع البيت ومكة ما سوى ذلك * وأخرج ابن جرير عن ابن شهاب قال بكة البيت والمسجد ومكة الحرم كله * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال بكة هي مكة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال مكة من الفج إلى التنعين وبكة من البيت إلى البطحاء * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال بكة الكعبة ومكة ما حولها * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان مباركا جعل فيه الخير والبركة وهدى للعالمين يعنى بالهدى قبلتهم * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في الشعب عن الزهري قال بلغني انهم وجدوا في مقام ابراهيم ثلاثة صفوح في كل صفح منها كتاب في الصفح الاول ان الله ذوبكة صغغها يوم صغت الشمس والقمر وحففتها بسعبة أملاك حنفاء وباركت لاهلها في اللحم واللبن وفى الصفح الثاني انا الله ذوبكة خلقت الرحم وشققت لها من اسمى من وصلها وصلته من قطعها بتته وفى الثالث أنا الله ذوبكة خلقت الخير والشر فطوبى لمن كان الخير على يديه وويل لمن كان الشر على يديه * وأخرج الارزقى عن ابن عباس قال وجد في المقام كتاب فيه هذا بيت الله الحرام بكة توكل الله برزق أهله من ثلاثة سبيل يبارك لاهلها في اللحم والماء واللبن لا يحله أول من أهل ووجد في حجر من الحجر كتاب من خلقه الحجر انا الله ذوبكة الحرام صغتها يوم صغت الشمس والقمر وخففتها بسبعة املاك حنظاء لا تزول حتى يزول أخشابها مبارك لاهلها في اللحم والماء * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد والضحاك نحوه * وأخرج الجندي في فضائل مكة عن ابن عباس وأبى هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله مكة فوضعها على المكروهات والدرجات قيل لسعيد بن جبير ما الدرجات قال الدرجات الجنة * وأخرج الازرقي والجندى عن عائشة قالت ما رأيت السماء في موضع أقرب منها إلى الارض من مكة * وأخرج الازرقي عن عطاء بن كثير رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم المقام بمكة سعادة وخروج منها شقوة * وأخرج الارزقى والجندى والبيهقي في الشعب وضعفه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدركه شهر رمضان بمكة فصامه كله وقام منه ما تيسر كتب الله له مائة ألف شهر رمضان بغير مكة وكتب له كل يوم حسنة وكل ليلة حسنة وكل يوم عتق رقبة وكل يوم حلان فرس في سبيل الله وكل ليلة حملان فرس في سبيل الله وله بكل يوم دعوة مستجابة * وأخرج الارزقى والطبراني في الاوسط عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا البيت دعامة الاسلام من خرج يؤم هذا البيت من حاج أو معتمر كان مضمونا على الله ان قبضه ان يدخله وان رده ان يرده باجر أو غنيمة * وأخرج البيهقى في الشعب عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام والجمعة في مسجدي هذا أفضل من ألف جمعة فيما سواه الا المسجد الحرام وشهر رمضان في مسجدي هذا أفضل من ألف شهر رمضان فيما سواه الا المسجد الحرام * وأخرج البزار وابن خزيمة والطبراني والبيهقي في الشعب عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة وفى مسجد ألف صلاة وفى مسجد بيت المقدس بخمسمائة صلاة * وأخرج ابن ماجة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الرجل في بيته بصلاة وصلاته في مسجد القبائل بخمس وعشرين صلاة وصلاة في المسجد الذى يجمع فيه بخمسمائة صلاة وصلاة في المسجد الاقصى بخمسين ألف صلاة وصلاة في مسجدي بخمسين ألف صلاة وصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم والنسائي وابن ماجه
[ 54 ]
عن ابن عمران رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام * وأخرج الطيالستى وأحمد والبزار وابن عدى والبيهقي وابن خزيمة وابن حبان عن عبد الله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد الا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي هذا قيل لعطاء هذا الفضل الذى يذكر في المسجد الحرام وحده أوفى الحرام قال لابل في الحرم فان الحرم كله مسجد * وأخر أحمد وابن ماجه عن جابران رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام * وأخرج البزار عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا خاتم الانبياء ومسجدي خاتم مساجد الانبياء أحق المساجد ان يرار وتشد إليه الرواحل المسجد الحرام ومسجدي صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما السواه من المساجد الا المسجد الحرام * وأخرج الطيالسي وابن أبى شيبة وأحمد وابن منيع والرويانى وابن خزيمة والطبراني عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام * قوله تعالى (فيه آيات بينات) * أخرج سعيد بن منصور والفريابي وبعد بن حميد وابن المنذر وابن الانباري في المصاحف عن ابن عباس انه كان يقرأ فيه آية بينة مقام ابراهيم * وأخرج ابن الانباري عن مجاهد انه كان يقرأ فيه آية بينة * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبى النجود فيه آيات بينات على الجماع * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس فيه آيات بينات منهن مقام ابراهيم والمشعر * وأخرج ابن جرير عن مجاهد وقتادة في الآية قالا مقام ابراهيم من الآيات البينات * وأخرج عبدبن حميد وابن جرير عن الحسن في قوله فيه آيات بينات قام مقام ابراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والازرقي عن مجاهد فيه آيات بينات مقام ابراهيم قال أثر قدميه في المقام آية بينة ومن دخله كان آمنا قال هذا شئ آخر * وأخرج الارزقى عن زيد بن أسلم فيه آيات بينات قال الآيات البينات هن مقام ابراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت وقال يا تبن من كل فج عميق * وأخرج ابن الانباري عن الكلبى فيه آيات بينات قال الآيات الكعبة والصفا والمروة ومقام ابراهيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ومن دخله كان آمنا قال هذا كان في الجاهلية كان الرجل لو جركل جريرة على نفسه ثم لجاالى حرم الله لم يتناول ولم يطلب فاما في الاسلام فانه لا يمنع من حدود الله من سرق فيه قطع ومن زنى فيه أقيم عليه الحدومن قتل فيه قتل * وأخرج الارزقى عن مجاهد مثله * وأخرج ابن المنذر والارزقى عن حويطب بن عبد العزى قال أدركت في الجاهلية في الكعبة حلقا أمثال لجم البهم لا يدخل خائف يده فيها الالم يهيجه أحد فجاء خائف ذات يوم فادخل يده فيها فجاءه آخر من ورائه فاجتذبه فشلت يده فلقد رأيته أدرك الاسلام وانه لاشل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والارزقى عن عمر بن الخطاب قال لو وجدت فيه قاتل الخطاب ما مسسته حتى يخرج منه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله ومن دخله كان آمنا قال من عاذيا لبيت أعاذه البيت ولكن لا يؤذى ولايطعم ولا يسقى ولا يرع فإذا خرج أخذ بذنبه * وأخرج ابن المنذر والارزقى من طريق طاوس عن ابن عباس في قوله ومن دخله كان آمنا قال من قتل أو سرق في الحل ثم دخل الحرم فانه لا يجالس ولا يكلم ولا يؤوى ولكنه يناشد حتى يخرج فيؤخذ فيقام عليه ماجر فان قتل أو سرق في الحل فادخل الحرم فارادوا ان يقيموا عليه ما أصاب اخرجوه من الحرم إلى احل فاقيم عليه وان قتل في الحرام أو سرق اقيم عليه في الحرم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق مجاهد عن ابن عباس قال إذا أصاب الرجل الحد قتل أو سرق فدخل الحرم لم يبايع ولم يؤ وحتى يتبرم فيخرج من الحرم فيقام عليه الحد * وأخرج ابن المنذر عن طاوس قال عاب ابن عباس على ابن الزبير في رجل أخذ في الحل ثم أدخله الحرم
[ 55 ]
ثم أخرجه إلى الحل فقتله * وأخرج عن الشعبى قال من أحدث حدثا ثم لجا إلى الحرم فقد امن ولا يعرض له وان أحدث في الحرام أقيم عليه * وأخرج ابن جرير من طريق عكرمة عن ابن عباس قال من أحدث حدثا ثم استجار بالبيت فهو آمن وليس للمسلمين ان يعاقبوه على شئ إلى أن يخرج فإذا خرج أقاموا عليه الحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق عطاء عن ابن عباس قال من أحدث حدثا في غير الحرم ثم لجا إلى الحرم لم يعرض له ولم يبايع ولم يؤومتى يخرج من الحرم فإذا خرج من الحرم أخذ فاقيم عليه الحد ومن أحدث في الحرم حدثا أقيم عليه الحد * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال لو أخذت قاتل عمر في الحرم ما هجته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس قال لو وجدت قاتل أبى في الحرم لم أعرض له * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال كان الرجل في الجاهلية يقتل الرجل ثم يدخل الحرم فيلقاه ابن المقتول أو أبوه فلا يحركه * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبى شريح العدوى قال قام النبي صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح فقال ان مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بهادما ولا يعضد بها شجرة فان أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا ان الله قد أذن لرسوله ولم ياذن لكم وانما أذن لى ساعة من نهار ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالامس * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عمرو قال مر سول الله صلى الله عليه وسلم بناس من قريش جلوس في ظل الكعبة فلما انتهى إليهم سلم ثم قال اعلموا أنها مسؤلة عما يعمل فيها وان ساكنها لا يسفك دما ولا يمشى بالنميمة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن يحيى بن جعدة بن هبيرة في قوله ومن دخله كان آمنا قال آمنا من النار * وأخرج البيهقى عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخل البيت دخل في حسنة وخرج من سيئة مغفور اله * وأخرج ابن المنذر عن عطاء قال من مات في الحرم بعث آمنا يقول الله ومن دخله كان آمنا * وأخرج البيهقى في الشعب عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات في أحد الحرمين بعث آمنا * وأخرج البيهقى في الشعب وضعفه عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات في أحد الحرمين استوجب شفاعتي وجاء يوم القيامة من الآمنين * وأخرج الجندي والبيهقي عن أنس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات في أحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة ومن زارني محتسبا إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة * وأخرج الجندي عن محمد بن قيس بن مخرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات في احدا الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة * وأخرج الجندي عن ابن عمر قال من قبر بمكة مسلما بعث آمنا يوم القيامة * قوله تعالى (ولله على الناس الآية) * أخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن أبى حاتم والحاكم عن على قال لما نزلت ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قالوا يا رسول الله في كل عام فسكت قالوا يا رسول الله في كل عام قال لا ولو قلت نعم لو جبت فانزل الله لا تسألوا عن أشياء ان تبدلكم تسؤكم * وأخرج عبد بن حيمد وابن المنذر عن ابن عباس قال لما نزلت ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال رجل يا رسول الله أفى كل عام فقال حج حجة الاسلام التى عليك ولو قلت نعم وجبت عليكم * وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس ان الله كتب عليكم الحج فقام الاقرع بن حابس فقال افي كل عام يا رسول الله قال لو قلتها لوجبت ولو وجبت لم تعملوا بها ولم تستطيعوا أن تعملوا بها الحج مرة فمن زاد فتطوع * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال لما نزلت ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال رجل يا رسول الله أفى كل عام قال والذى نفسي بيده لو قلت نعم لو جبت ولو وجبت ما قمتم بها ولو تركتموها لكفرتم فذروني ماوذرتكم فانما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم أبياءهم واختلافهم عليهم فإذا أمرتكم بامر فائتمروه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن أمر فاجتنبوه * وأخرج الشافعي وابن أبى شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن عدى وابن مردويه والبيقى في سننه عن ابن عمر قال قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال من الحاج يا رسول الله قال الشعث التفل فقام آخر فقال أي الحج يا رسول الله قال العج والثج فقام آخر فقال
[ 56 ]
ما السبيل يا رسول الله قال الزاد والراحلة * وأخرج الدار قطني والحاكم وصححه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله من استطاع إليه سبيلا فقيل ما السبيل قال الزاد والراحلة * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والدار قطني والبيهقي في سننهما عن الحسن قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حجر البيت من استطاع إليه سبيلا قالوا يا رسول الله ما السبيل قال الزاد والراحلة * وأخرج الدار قطني والبيهقي في سننهما من طريق الحق عن أبيه عن عائشة قالت سئل النبي صلى الله عليه وسلم السبيل إلى الحج قال الزاد والراحلة * وأخرج الدار قطني في سننه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال قيل يا رسول الله ما السبيل قال الزاد والراحلة * وأخرج الدار قطني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السبيل إلى البيت الزاد والراحلة * وأخرج الدار قطني عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قام رجل فقال يا رسول الله السيبل قال الزاد والراحلة * وأخرج الدار قطني عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال فسئل عن ذلك فقال تجد ظهر بعير * وأخرج بن أبى شيبة وابن جرير عن عمر بن الخطاب في قوله من استطاع إليه سبيلا قال الزاد والراحلة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله من استطاع إليه سبيلا قال الزاد والبعير وفى لفظ والراحلة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس في قوله من استطاع إليه سبيلا قال السبيل ان يصح بدن العبد ويكون له ثمن زاد وراحلة من غيران يجحف به * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن ابن عباس قال سبيلا من وجد إليه سعة ولم يحل بينه وبينه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن الزبير من استطاع إليه سبيلا قال الاستطاعة القوة * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد من استطاع إليه سبيلا قال زاد أو راحلة * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير والحسن وعطاء مثله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن ابراهيم النخعي قال ان المحرم للمرأة من السبيل الذى قال الله * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسافر امرأة مسيرة ليلة وفى لفظ لا تسافر المرأة بريد الا مع ذى محرم * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول لا تسافر امرأة الا مع ذى محرم فقام رجل فقال يا رسول الله ان امرأتي خرجت حاجة وانى كتبت في غزوة كذا وكذا فقال انطلق فحج مع امرأتك * وأخرج الترمذي وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب وابن مردويه عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج بيت الله فلا عليه ان يموت يهوديا أو نصرانيا وذلك بان الله يقول ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في كتاب الايمان وأبو يعلى والبيهقي عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات ولم يحج حجة الاسلام لم يمنعه مرض حابس أو سلطان جائر أو حاجة ظاهرة فليمت على أي حال شاء يهوديا أو نصرانيا * وأخرج ابن المنذر عن عبد الرحمن بن سابط مرفوعا مرسلا مثله * وأخرج سعيد بن منصور بسند صحيح عن عمر بن الخطاب قال لقد هممت ان أبعث رجالا إلى هذه الامصار فلينظروا كل من كان له جدة ولم يحج فيضربوا عليهم الجزية ماهم بمسلمين ما هم بمسلمين * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة عن عمر بن الخطاب قال من مات وهو موسر لم يحج فليمت ان شاء يهوديا وان شاء نصرانيا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى حاتم من طريق مجاهد عن ابن عمر قال من كان يجد وهو موسر صحيح لم يحج كان سيماه بين عينيه كافر ثم تلا هذه الآية ومن كفر فان الله غنى عن العالمين ولفظ ابن أبى شيبة من مات وهو موسر ولم يحج جاء يوم القيامة وبين عينيه مكتوب كافر * وأخرج سعيد بن منصور من طريق نافع عن ابن عمر قال من وجد إلى الحج سبيلا سنة ثم سنة ثم مات ولم يحج لم يصل عليه لا يدرى مات يهوديا أو نصرانيا * وأخرج سعيد ابن منصور عن عمر بن الخطاب قال لو ترك الناس الحج لقاتلتهم عليه كما نقاتلهم على الصلاة والزكاة * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس قال لو أن الناس تركوا الحج عاما واحدا لا يحج أحدما نوظر وابعده * وأخرج
[ 57 ]
ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ومن كفر قال من زعم انه ليس بفرض عليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في الآية قال من كفر بالحج فلم يرجحه برا ولا تركة مأثما * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عكرمة قال لما نزلت ومن ببتغ غير الاسلام دينا الآية قالت اليهود فنحن مسلمون فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ان الله فرض على المسلمين حج البيت فقالوا لم يكتب علينا وأبوان يحجوا قال الله ومن كفر فان الله غنى عن العالمين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة قال لما نزلت ومن يبتغ غير الاسلام دينا الآية قالت الملل نحن المسلمون فانزل الله ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين فحج المسلمون وقعد الكفار * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في سننه عن مجاهد قال لما نزلت هذه الآية ومن يبتغ غير الاسلام دينا الآية قال أهل الملل كلهم نحن مسلمون فانزل الله ولله على الناس حج البيت قال يعنى على المسلمين فحج المسلمون وترك المشركون * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك قال لما نزلت آية الحج ولله على الناس حج البيت الآية جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الملل مشركي العرب والنصارى واليهود والمجوس والصابئين فقال ان الله فرض عليكم الحج فحجوا البيت فلم يقبله الا المسلمون وكفرت به خمس ملل قالوا لا نؤمن به ولا نصلى إليه ولا نستقبله فانزل الله ومن كفر فان الله غنى عن العالمين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى داود نفيع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين فقام رجل من هذيل فقال يا رسول الله من تركه كفر قال من تركه لا يخاف عقوبته ومن حج لا يرجو ثوابه فهو ذاك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول لله ومن كفر قال من كفر بالله واليوم الآخر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد انه سئل عن قول الله ومن كفر فان الله غنى عن العالمين ما هذا الكفر قال من كفر بالله واليوم الآخر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطاء بن أبى رباح في الآية قال من كفر بالبيت * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد انه سئل عن ذلك فقرأ ان أول بيت وضع للناس إلى قوله سبيلا ثم قال من كفر بهذا الآيات * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود في الآية قال ومن كفر فلم يؤمن فهو الكافر * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير قال لو كان لى جار موسر ثم مات ولم يحج لم أصل عليه * وأخرج عبد بن حميد عن الاعمش انه قرأ ولله على الناس حج البيت بكسر الحاء * وأخرج عن عاصم بن أبى النجود ولله على الناس حج البيت بنصب الحاء * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم وصححه عن ابن عباس ان الاقرع بن حابس سأل النبي صلى الله عليه وسلم الحج في كل سنة أو مرة واحدة قال لابل مرة واحدة فمن زاد فتطوع * قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب لم تكفرون) الآيات * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن زيد بن أسلم قال مرشاس بن قيس وكان شيخا قد عسا في الجاهلية عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه فغاظه ما رأى من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الاسلام بعد الذى كان بينهم من العداوة في الجاهلية فقال قد اجتمع ملا بنى قيلة بهذه البلاد والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار فامر فتى شابا معه من يهود فقال اعمد إليهم فاجلس معهم ثم ذكر هم يوم بعاث وما كان قبله وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الاشعار وكان يوم بعاث يوما اقتتلت فيه الاوس والخزرج وكان الظفر فيه للاوس على الخزرج ففعل فتكلم القوم عند ذلك وتنازعوا وتفاخروا حتى توائب رجلان من الحيين على الركب أوس بن قيظى أحد بنى حارثة من الاوس وجبار بن صخر أحد بنى سلمة من الخزرج فتقاولا ثم قال أحدهما لصاحبه ان شئتم والله رددناها الآن جذعة وغضب الفريقان جميعا وقالوا قد فعلنا السلاح السلاح موعدكم الظاهرة والظاهرة الحرة فخرجوا إليها وانضمت الاوس بعضها إلى بعض والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التى كانوا عليها في الجاهلية فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم فقال يا معشر المسلمين الله الله أبد عوى الجاهلية وأنابين أظهركم بعد إذ
[ 58 ]
هداكم الله إلى الاسلام وأكرمكم به وقطع به عنكم أمر الجاهلية واستنقذكم به من الكفر وألف به بينكم ترجعون إلى ما كنتم عليه كفار فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم لهم فالقوا السلاح وبكوا وعانق الرجال بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين قد أطفأ الله عنهم كيد عدوالله شاس وأنزل الله في شان شاس بن قيس وما صنع قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون إلى قوله وما الله بغافل عما تعملون وأنزل في أوس بن قيظى وجبار بن صخر ومن كان معهما من قومهما الذين صنعوا ما صنعوا يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين إلى قوله ألئك لهم عذاب عظيم * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني من طريق أبى نعيم عن ابن عباس قال كانت الاوس والخزرج في الجاهلية بينهم شر فبينما هم يوما جلوس ذكروا ما بينهم حتى غضبوا وقام بعضهم إلى بعض بالسلاح فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فركب إليهم فنزلت وكيف تكفرون الآية والآيتان بعدها * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال كان بين هذين الحيين من الاوس والخزرج قتال في الجاهلية فلما جاء الاسلام اصطلحوا وألف الله بين قلوبهم فجلس يهودى في مجلس فيه نفر من الاوس والخزرج فانشد شعرا قاله أحد الحيين في حربهم فكأنهم دخلهم من ذلك فقال الحى الآخرون قد قال شاعرنا كذا وكذا فاجتمعوا وأخذو السلاح واصطفوا للقتال فنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب إلى قوله لعلكم تهتدون فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى قام بين الصفين فقرأ هن ورفع صوته فلما سمعوا صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن انصتوا له وجعلوا يستمعون فلما فرغ ألقوا السلاح وعانق بعضهم بعضا وجثوا يبكون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد قال كان جماع قبائل الانصار بطنين الاوس والخزرج وكان بينهما في الجاهلية حرب ودماء وشنآن حتى من الله عليهم بالاسلام وبالنبى صلى الله عليه وسلم فطفا الله الحرب التى كانت بينهم وألف بينهم بالاسلام فبينا رجل من الاوس ورجل من الخزرج قاعدان يتحدثان ومعهما يهودى جالس فلم يزل يذكرهما بايامهم والعداوة التى كانت بينهم حتى استباثم اقتتلا فنادى هذا قومه وهذا قومه فخرجوا بالسلاح وصف بعضهم لبعض فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل يمشى بينهم إلى هؤلاء وهؤلاء ليسكنهم حتى رجعوا فانزل الله في ذلك القرآن يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال نزلت في ثعلبة بن عنمة الانصاري وكان بينه وبين أناس من الانصار كلام فمشى بينهم يهودى من قينقاع فحمل بعضهم على بعض حتى همت الطائفتان من الاوس والخزرج ان يحملوا السلاح فيقاتلوا فانزل الله ان تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين يقول ان حملتم السلاح فاقتتلتم كفرتم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله لم تصدون عن سبيل الله الآية قال كانوا إذا سألهم أحد هل تجدون محمدا قالوا لا فصدوا الناس عنه وبغوا كذا عوجاهلا كا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية يقول لم تصدون عن الاسلام وعن نبى الله من آمن بالله وأنتم شهداء فيما تقرؤن من كتاب الله ان محمدا رسول الله وان الاسلام دين الله الذى لا يقبل غيره ولا يجزى الا به يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله يا اهل الكتاب لم تصدون قال هم اليهود والنصارى نهاهم أن يصدوا المسلمين عن سبيل الله ويريدون أن يعد لو الناس إلى الضلالة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقا الآية قد تقدم الله اليكم فيهم كما تسمعون وحذركموهم وأنبأكم بضلالتهم فلا تتمنوهم على دينكم ولا تنتصحوهم على أنفسكم فانهم الاعداء الحسدة الضلال كيف تتمنون قوما كفروا بكتابهم وقتلوا رسلهم وتحيروا في دينهم وعجزوا عن أنفسهم أولئك والله أهل التهمة والعداوة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله قال علمان بينات نبى الله وكتاب الله فاما نبى الله فمضى عليه الصلاة والسلام وأما كتاب الله فأبقاه الله بين أظهركم رحمة ومن الله ونعمة فيه حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن
[ 59 ]
أبى حاتم عن ابن جريج في قوله ومن يعتصم بالله قال يؤمن بالله * وأخرج عبد بن حيمد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى العالية قال الاعتصام بالله الثقة به * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله قضى على نفسه انه من آمن به هداه ومن وثق به أنجاه قال الربيع وتصديق ذلك في كتاب الله ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم * وأخرج عبد بن حيمد من طريق الربيع عن أبى العالية قال ان الله قضى على نفسه أنه من آمن به هداه ومن توكل عليه كفاه ومن أقرضه جزاه ومن وثق به أنجاه ومن دعاه استجاب له بعد أن يستجيب لله قال الربيع وتصديق ذلك في كتاب الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره ومن يقرض الله قرضا حسنا يضاعفه له ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم وإذا سألك عبادي عنى فانى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى * وأخرج تمام في فوائده عن كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوحى الله إلى داود يا داود مامن عبد يعتصم بى دون خلقي اعرف ذلك من نيته فتكيده السموات بمن فيها الا جعلت له من بين ذلك مخرجا وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف منه نيته الا قطعت أسباب لسماء من بين يديه وأسخت الهواء من تحت قدميه * وأخرج الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب ما عند الله كانت 7 الارض ظلاله والارض فراشه لم يهتم بشئ من أمر الدنيا فهو لا يزرع الزرع وهو ياكل الخبز ولا يغرس الشجر وياكل الثمار توكلا على الله وطالب مرضاته فضمن الله المسوات والارض رزقه فهم يتعبون فيه وياتون به حلالا ويستوفى هو رزقه بغير حساب حتى أتاه اليقين قال الحاكم صحيح قال الذهبي بل منكر أو موضوع فيه عمرو بن بكر السكسكى متهم عند ابن حبان وابنه ابراهيم قال الدار قطني متروك * وأخرج الحاكم وصصحه عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ربكم يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملا قلبك غنى وأملا يديك رزقا يا ابن ادم لا تباعد منى فاملا قلبك فقرا وملا يديك شغلا * وأخرج الحكم الترمذي عن الزهري قال أوحى الله إلى داود ما من عبد يعتصم بى دون خلقي وتكيده السموات والارض الاجعت له من ذلك مخرجا وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني الا قطعت أسباب السماء بين يديه وأسخت الارض من تحت قدميه * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جعل الهموم هما واحدا كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة ومن تشاعبت به الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته) * أخرج ابن المبارك في الزهد وعبد الرزاق والفرايبى وعبد بن حميد وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس في الناسخ والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود في قوله اتقوا الله حق تقاته قال ان يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه من وجه آخر عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا الله حق تقاته ان يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة اتقوا الله حق تقاته قال ان يطاع فلا يعصى وان يذكر فلا ينسى قال عكرمة قال ابن عباس فشق ذلك على المسلمين فانزل الله بعد ذلك فاتقوا الله ما استطعتم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله اتقوا الله حق تقاته ان يطاع فلا يعصى فلم يستطيعوا قال الله فاتقوا الله ما استطعتم * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال لما نزلت هذه الآية اشتد على القوم العمل فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم فانزل الله تخفيفا على المسلمين فاتقوا الله ما استطعتم فنسخت الآية الاولى * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود اتقوا الله حق تقاته قال نسختها فاتقوا الله ما استطعتم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس في ناسخه من طريق على عن ابن عباس في قوله اتقوا الله حق تقاته قال لم تنسخ ولكن حق تقاته أن يجاهدوا في الله حق جهاده ولا تأخذهم في الله لومة لائم ويقوموا الله بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهم وأمهاتهم * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس قال لما نزلت اتقوا الله حق تقاته ثم نزل بعدها فاتقوا الله ما استطعتم نسخت هذه الآية التى في آل عمران * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير عن قتادة في قوله اتقوا الله حق تقاته قال نسختها الآية التى في التغابن فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وعليها بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع
[ 60 ]
والطاعة فيما استطاعوا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله اتقوا الله حق تقاته قال نزلت هذه الآية في الاوس والخزرج وكان بينهم قتال يوم بعاث قبيل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم فقدم النبي صلى الله عليه وسلم فاصلح بينهم فانزل الله هذه الآيات * وأخرج ابن أبى حاتم عن أنس قال لا يتقى الله العبد حق تقاته حتى يخزن من لسانه * وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وصححاه والنسائي وابن ماجه وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه والمبيهقى في البعث عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الاو أنتم مسلمون ولوان قطرة من الزقوم قطرت لامرت على أهل الارض عيشهم فكيف ممن ليس له طعام الا الزقوم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن طاوس يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته وهو أن يطاع فلا يعصى فان لم تفعلوا ولم تستطيعوا فلا تموتن الا وأنتم مسلمون قال على الاسلام وعلى حرمة الاسلام * وأخرج الخطيب عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتقى الله عبد حق تقاته حتى يعلم ان ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطاه لم يكن ليصيبه * قوله تعالى (واعتصموا) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر والطبراني بسند صحيح عن ابن مسعود في قول الله واعتصموا بحبل الله قال حبل الله القران * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن الضريس وابن جرير وابن الانباري في المصاحف والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال ان هذا الصراط مخضر تحضره الشياطين وينادون يا عبد الله هلم هذا هو الطريق ليصدوا عن سبيل الله فاعتصموا بحبل الله فان حبل الله القرآن * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الارض * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى شريح الخزاعى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا القران سبب طرفه بيد الله وطرفه بايديكم فتمسكوا به فانكم لن تضلوا ولن تضلوا بعده أبدا * وأخرج ابن أبى شيبة والطبراني عن زيد بن أرقم قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انى تارك فيكم كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة * وأخرج أحمد عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى تارك فيكم خليفتين كتاب الله عزوجل حبل ممدود ما بين السماء والارض وعترتي أهل بيتى وانهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض * وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لكم فرط وانكم واردون على الحوض فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين قيل وما الثقلان يا رسول الله قال الاكبر كتاب الله عزوجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بايديكم فتمسكوا به لن تزالوا اولاتضلوا والاصغر عترتي وانهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض وسألت لهما ذاك ربى فلا تقدموهما لتهلكوا ولا تعلموهما فانهما أعلم منكم * وأخرج ابن سعد وأحمد والطبراني عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس انى تارك فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا بعدى أمرين احدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود مابين السماء والارض وعترتي أهل بيتى وانهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني من طريق الشعبى عن ابن مسعود واعتصموا بحبل الله جميعا قال حبل الله الجماعة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق الشعبى عن ثابت بن فطنة المزني قال سمعت ابن مسعود يخطب وهو يقول أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فانهما حبل الله الذى أمر به * وأخرج ابن أبى حاتم عن سماك بن الوليد الحنفي انه لقى ابن عباس فقال ما تقول في سلطان علينا يظلمونا ويشتمونا ويعتدون علينا في صدقاتنا ألا تمنعهم فال لاأعطهم الجماعة الجماعة انما هلكت الامم الخالية بتفرقها أما سمعت قول الله واعصتموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا * وأخرج ابن ماجه وابن جرير وابن أبى حاتم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت بنو اسرائيل على احدى وسبعين فرقه وان أمتى ستفترق على اثنين وسبعين فرقه كلهم في النار الا واحدة قالوا يا رسول الله ومن هذه الواحدة قال الجماعة ثم قال واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا * وأخرج ابن ماجه وابن جرير وابن أبى حام عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت بنو اسرائيل على احدى وسبعين فرقه وان أمتى ستفترق على اثنين وسبعين فرقة
[ 61 ]
كلهم في النار الا واحدة قالوا يارسول الله ومن هذه الواحدة قال الجماعة ثم قال واعتصموا بحبل الله جميعا * وأخرج مسلم والبيهقي عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيأ وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولاه الله أمركم ويسخط لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال * وأخرج أحمد وأبو داود عن معاوية بن أبى سفيان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة وان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعنى الاهواء كلها في النار الا واحدة وهى الجماعة * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمران رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام عن عنقه حتى يراجعه ومن مات وليس امام جماعة فان موتته ميتة جاهلية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى العالية واعتصموا بحبل الله قال بالاخلاص لله وحده ولا تفرقوا يقول لا تعادوا عليه يقول على الاخلاص وكونوا عليه اخوانا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن واعتصموا بحبل الله قال بطاعته * وأخرج عن قتادة واعتصموا بحبل الله قال بعهد الله وبامره * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد واعتصموا بحبل الله قال الاسلام * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الربيع في قوله واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء يقتل بعضكم بعضا وياكل شديدكم ضعيفكم حتى جاء الله بالاسلام فالف به بينكم وجمع جمعكم عليه وجعلكم عليه اخوانا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال لقى النبي صلى الله عليه وسلم نفرا من الانصار فآمنوا به وصدقوا وأراد ان يذهب معهم فقالوا يا رسول الله ان بين قومنا حربا وانا نخاف ان جئت على حالك هذه ان لا ينهيأ الذى تريد فواعدوه العام المقبل فقالوا نذهب برسول الله صلى الله عليه وسلم فلعل الله ان يصلح تلك الحرب وكانوا يرون انها لا تصلح وهى يوم بعاث فلقوه من العام المقبل سبعين رجلا قد آمنوا به فاخذ منهم النقباء اثنى عشر رجلا فذلك حين يقول اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فالف بين قلوبكم وفى لفظ لابن جرير فلما كان من أمر عائشة ما كان فتشاور الحيان قال بعضهم لبعض موعدكم الحرة فخرجوا إليها فنزلت هذه الآية واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فالف بين قلوبكم الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن جريج في قوله إذ كنتم أعداء قال ما كان بين الاوس والخزرج في شأن عائشة * وأخرج ابن جرير عن ابن اسحق قال كانت الحرب بين الاوس والخزرج عشرين ومائة سنة حتى قام الاسلام فاطفا الله ذلك وألف بينهم * وأخرج ابن المنذر عن مقاتل بن حيان قال بلغني ان هذه الاية أنزلت في قبيلتين من قبائل الانصار في رجلين أحدهما من الخزرج والآخر من الاوس اقتتلوا في الجاهلية زمانا طويلا فقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فاصلح بينهم فجرى الحديث بينهما في المجلس فتفاخروا واستبوا حتى أشرع بعضهم الرماح إلى بعض * وأخرج ابن المنذر عن قتادة واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا إذ كنتم تذابحون فيها يأكل شديدكم ضعيفكم حتى جاء الله بالاسلام فآخى به بينكم وألف به بينكم اما والله الذى لا اله الا هو ان الالفة لرحمة وان الفرقة لعذاب ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول والذى نفس محمد بيده لايتواد رجلان في الاسلام فيفرق بينهما أول من ذنب يحدثه أحدهما وان 7 أرادهما المحدث * وأخرج ابن أبى حاتم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الانصار بم تمنون على أليس جئتكم ضلالا فهداكم الله بى وجئتكم أعداء فالف الله بين قلوبكم بى قالوا بلى يا رسول الله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله وكنتم على شفا حفرة من النار ويقول كنتم على طرف النار من مات منكم وقع في النار فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فاستنقذكم به من تلك الحفرة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس انه قرأ وكنتم على شفاحفرة من النار فانقذكم منها قال انقذنا فارجوان لا يعيدنا فيها * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها قال انقذكم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عباس ابن مرداس وهو يقول يكب على شفاالاذقان كبا * كما زلق التحتم عن جفاف * قوله تعالى (ولتكن منكم أمة) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن الانباري
[ 62 ]
في المصاحف عن عمرو بن دينارانه سمع ابن الزبير يقرأ ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون بالله على ما أصابهم فما ادرى أكانت قرأته أو فسر * وأخرج عبد بن حميد وبن جرير وابن أبى داود في المصاحف وابن الانباري عن عثمان انه قرأ ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون الله على ما أصابهم وأولئك هم المفلحون * وأخرج ابن مردويه عن أبى جعفر الباقر قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ثم قال الخير اتباع القرآن وسنتى * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية قال كل آية ذكرها الله في القرآن في الامر بالمعروف فهو الاسلام والنهى عن المنكر فهو عبادة الشيطان * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل ابن حيان في قوله ولتكن منكم أمة يقول ليكن منكم قوم يعنى واحدا أو اثنين أو ثلاثة نفر فما فوق ذلك أمة يقول اماما يقتدى به يدعون إلى الخير قال إلى الاسلام ويامرون بالمعروف بطاعة ربهم وينهون عن المنكر عن معصية ربهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير قال هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة وهم الرواة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا قال أمر الله الؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والفرقة وأخبرهم انما هلك من كان قبلكم بالمراء والخصومات في دين الله * وأخرج ابن جرير عن الربيع في قوله ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا قال هم أهل الكتاب نهى الله أهل الاسلام ان يتفرقوا ويختلفوا كما تفرق واختلف اهل الكتاب * واخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن الحسن في قوله ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا قال من اليهود والنصارى * واخرج ابو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه عن ابى هرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة وتفترق امتى على ثلاث وسبعين فرقة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال كيف يصنع اهل هذه الاهواء الخبيثة بهذه الآية في آل عمران ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءهم البينات قال نبذوها ورب الكعبة وراء ظهورهم * وأخرج أحمد وأبو داود والحاكم عن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل الكتاب تفرقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة وتفرق هذه الامة على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار الا واحدة وهى الجماعة ويخرج في أمتى أقوام تتجارى تلك الاهواء بهم كما يتجارى الكلب بصاحبه فلا يبقى منه عرق ولا مفصل الا دخله * وأخرج الحاكم عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياتي على أمتى ما أتى على بنى اسرائيل حذو النعل بالنعل حتى لو كان فيهم من نكح أمه علانية كان في أمتى مثله ان بنى اسرائيل افترقوا على احدى وسبعين ملة وتفرق أمتى على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار الاملة واحدة فقيل له ما الواحدة قال ما أنا عليه اليوم واصحابي * وأخرج الحاكم عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتسلكن سنن من قبلكم ان بنى اسرائيل افترقت الحديث * وأخرج ابن ماجه عن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فاحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذى نفس محمد بيده لتفترقن أمتى على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم قال الجماعة * وأخرج أحمد عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان بنى اسرائيل تفرقت احدى وسبعين فرقة فهلكت سبعون فرقة وخلصت فرقة واحدة وان أمتى ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة تهلك احدى وسبعون فرقة وتخلص فرقة قيل يا رسول الله من تلك الفرقة قال الجماعة الجماعة * وأخرج أحمد عن أبى ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اثنان خير من واحد وثلاثة خير من اثنين وأربعة خير من ثلاثة فعليكم بالجماعة فان الله لم يجمع أمتى الاعلى هدى * وأخرج ابن مردويه عن كثير ابن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبى عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ادخلوا على ولا يدخل على لاقرشى فقال يا معشر قريش أنتم الولاة بعدى لهذا الدين فلا تموتن الا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا
[ 63 ]
ولا تفرقوا ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة * قوله تعالى (يوم تبيض وجوه) الآية * أخرج أحمد والترمذي وابن ماجه والطبراني وابن المنذر عن أبى غالب قال رأى أبو أمامة رؤس الازارقة منصوبة على درج مسجد دمشق فقال أبو أمامة كلاب النار شرقتلى تجت أديم السماء خير قتلى من قتلوه ثم قرأ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه الآية قلت لابي أمامة أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو لم أسمعه الامرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا حتى عد سبعا ما حد ثتكموه * واخرج ابن أبى حاتم وأبو نصر في الابانة والخطيب في تاريخه واللالكائى في النسة عن ابن عباس في هذه الآية قال تبيض وجوه وتسود وجوه قال تبيض وجوه أهل السنة والجماعة وتسود وجوه أهل البدع والضلالة * وأخرج الخطيب في رواة مالك والديلمي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قال تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدع * وأخرج أبو نصر السجزى في الابانة عن أبى سعيد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قال تبيض وجوه أهل الجماعات والسنة وتسود وجوه أهل البدع والاهواء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى بن كعب في الآية قال صارو افرقتين يوم القيامة يقال لمن اسود وجهه أكفرتم بعد ايمانكم فهو الايمان الذى كان في صلب آدم حيث كانوا أمة واحدة وأما الذين ابيضت وجوههم فهم الذين استقاموا على ايمانهم وأخلصوا له الدين فبيض الله وجوههم وأدخلهم في رضوانه وجنته * وأخرج الفريابى وابن المنذر عن عكرمة في الآية قال هم من أهل الكتاب كانوا مصدقين بانبيائهم مصدقين بمحمد فلما بعثه الله كفروا فذلك قوله أكفرتم بعد ايمانكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى امامة في قوله فاما الذين استودت وجوههم قال هم الخوارج * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير في الآية عن قتادة قال لقد كفر أقوام بعد ايمانكم كما تسمعون فاما الذين ابيضت وجوههم فاهل طاعة الله والوفاء بعهد الله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله فاما الذين اسودت وجوههم قال هم المنافقون كانوا أعطوا كلمة الايمان بالسنتهم وأنكروها بقلوبهم وأعمالهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله وتسود وجوه قال هم اليهود * وأخرج ابن أبى حاتم عن الشعبى في قوله يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قال هذا لاهل القبلة * وأخرج ابن المنذر عن السدى بسند فيه من لا يعرف يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قال بالاعمال والاحداث * وأخرج ابن أبى حاتم بسند فيه من لا يعرف عن عائشة قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تأتى عليك ساعة لا تملك فيها لاحد شفاعة قال نعم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه حتى أنظر ما يفعل بى أو قال بوجهي * وأخرج الطبراني في الاوسط بسند ضعيف عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المصيبة تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه * وأخرج أبو نعيم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغبار في سبيل الله اسفار الوجوه يوم القيامة * وأخرج الطبراني عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس من عبد يقول لا اله الا الله مائة مرة الا بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن وثاب انه قرأ كل شئ في القرآن والى الله ترجع الامور بنصب التاء وكسر الجيم * قوله تعالى (كنتم خير أمة) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد والفريابي وأحمد والنسائي وابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله كنتم خير أمة أخرجت للناس قال هم الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال قال عمر ابن الخطاب لو شاء الله لقال أنتم فكنا كلنا ولكن قال كنتم في خاصة أصحاب محمد ومن صنع مثل صنيعهم كانوا خير أمة أخرجت للناس * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى عمن حدثه عن عمر في قوله كنتم خير أمة قال تكون لاولنا ولا تكون لآخرنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في الآية قال نزلت في ابن مسعود وعمار بن يسار وسالم مولى أبى حذيفة وأبى بن كعب ومعاذ بن جبل * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية كنتم خير أمة أخرجت للناس الآية ثم قال يا أيها الناس من سره ان يكون من
[ 64 ]
تلكم الامة فليؤد شرط الله منها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله كنتم خير أمة أخرجت للناس يقول على هذا الشرط ان تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر وتؤمنوا بالله يقول لمن أنتم بين ظهرانيه كقوله ولقد اخترناهم على علم على العالمين * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد والبخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم عن أبى هريرة في قوله كنتم خير أمة أخرجت للناس قال خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الاسلام * وأحرج ابن المنذر من طريق عكرمة عن ابن عباس كنتم خير أمة أخرجت للناس قال خير الناس للناس * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى بن كعب قال لم تكن أمة أكثر استجابة في الاسلام من هذه الامة فمن ثم قال كنتم خير أمة أخرجت للناس * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن معاوية بن حيدة انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في قوله كنتم خير أمة أخرجت للناس قال انكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم وهو مسند ظهره إلى الكعبة نحن نكمل يوم القيامة سبعين أمة نحن آخرها وخيرها * وأخرج أحمد بسند حسن عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت ما لم يعط أحد من الانبياء نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الارض وسميت احمد وجعل التراب لى طهورا وجعلت أمتى خير الامم * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى جعفر كنتم خير أمة أخرجت للناس قال أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عطية في الآية قال خير الناس للناس شهدتم للنبيين الذين كذبهم قومهم بالبلاغ * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في الآية قال لم تكن أمة دخل فيها من أصناف الناس غير هذه الامة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف يقول تأمرونهم ان شهدوا أن لا اله الا الله والاقرار بما أنزل الله ويقاتلونهم عليه ولا اله الا الله هو أعظم المعروف وتنهونهم عن المنكر والمنكر هو التكذيب وهو أنكر المنكر * قوله تعالى (منهم المؤمنون) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله منهم المؤمنون قال استثنى الله منهم ثلاثة كانوا على الهدى والحق * وأجرج عبد بن حميد وبن أبى حاتم عن قتادة في قوله وأكثرهم الفاسقون قال ذم الله أكثر الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله لن يضروكم الا أذى قال تسمعونه منهم * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج لن يضروكم الا أذى قال اشراكهم في عزير وعيسى والصليب * وأخرج عن الحسن لن بضروكم الا أذى قال تسمعون منهم كذبا على الله يدعونكم إلى الضلالة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ضربت عليهم الذلة قال هم أصحاب القبالات * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن ضربت عليهم الذلة قال أذلهم الله فلامنعة لم وجعلهم الله تحت أقدام المسلمين وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن قال أدركتهم هذه الامة وان المجوس لتجتنيهم الجزية * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن وقتادة ضربت عليهم الذلة قال يعطون الجزية عن يدوهم صاغرون * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ضربت عليهم الذلة قال الجزية * وأخرج ابن المنذر وابن جرير وابن أبى حاتم من طريقين عن ابن عباس الا بحبل من الله وحبل من الناس قال بعهد من الله وعهد من الناس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون قال اجتنبوا المعصية والعدوان فان بهما هلك من هلك قبلكم من الناس * قوله تعالى (ليسوا سواء) الآية * أخرج ابن اسحق وابن المنذر وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن ابن عباس قال لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وأسد بن عبيد ومن أسلم من يهود معهم فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الاسلام قالت أحبار يهود وأهل الكفر منهم ما آمن بمحمد وتبعه الا شرارنا ولو كانوا خيارنا ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره فانزل الله في ذلك ليسوا سواء إلى قوله وأولئك من الصالحين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ليسوا سواء الآية يقول ليس كل القوم هلك قد كان لله فيهم
[ 65 ]
بقية * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله أمة قائمة قال عبد الله بن سلام وثعلبة بن سلام أخوه وسعية ومبشر وأسيد وأسد ابنا كعب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في الآية يقول هؤلاء اليهود ليسوا كمثل هذه الامة التى هي قانتة لله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس أمة قائمة يقول مهتدية قائمة على أمر الله لم تنزع عنه وتتركه كما تركه الآخرون وضيعوه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد أمة قائمة قال عادلة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الربيع أمة قائمة يقول قائمة على كتاب الله وحدوده وفرائضه * وأخرج ابن جرير عن الربيع آناء الليل قال ساعات الليل * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وابن نصر وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله آناء الليل قال جوف الليل * وأخرج الفريابى والبخاري في تاريخه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود في قوله ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة قال لا يستوى أهل الكتاب وأمة محمد يتلون آيات الله آناء الليل قال صلاة العتمة هم يصلونها ومن سواهم من أهل الكتاب لا يصلونها * وأخرج أحمد والنسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني بسند حسن عن ابن مسعود قال أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال أما انه ليس من أهل هذه الاديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم ولفظ ابن جرير والطبراني وقال انه لا يصلى هذه الصلاة أحد من أهل الكتاب قال وأنزلت هذه الآية ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة حتى بلغ والله عليهم بالمتقين * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع في قوله يتلون آيات الله آناء الليل قال قال بعضهم صلاة العتمة يصليها أمة محمد ولا يصليها غيرهم من أهل الكتاب * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو داود والبيهقي في سننه عن معاذ بن جبل قال أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العتمة ليلة حتى ظن الظان ان قد صلى ثم خرج فقال اعتموا بهذه الصلاة فانكم فضلتم بها على سائر الامم ولم تصلها أمة قبلكم * وأخرج الطبراني بسند حسن عن المنكدر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه خرج ذات ليلة وقد أخر صلاة العشاء حتى ذهب من الليل هنيهة أو ساعة والناس ينتظرون في المسجد فقال أما انكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها ثم قال أما انها صلاة لم يصلها أحد ممن كان قبلكم من الامم * وأخرج ابن أبى شيبة والبزار بسند حسن عن ابن عمران النبي صلى الله عليه وسلم أعتم ليلة بالعشاء فناداه عمر نام النساء والصبيان فقال ياينتظر هذه الصلاة أحد من أهل الارض غيركم * وأخرج الطبراني بسند حسن عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم أخر صلاة العشاء ثم خرج فقال ما يحبسكم هذه الساعة قالوا يا نبى الله انتظرناك لنشهد الصلاة معك فقال لهم ما صلى صلاتكم هذه أمة قط قبلكم ومازلتم في صلاة بعد * وأخرج الطبراني بسند حسن عن عبد الله بن المستور قال احتبس النبي صلى الله عليه وسلم ليلة حتى لم يبق في المسجد الابضعة عشر رجلا فخرج إليهم فقال ما أمسى أحد ينظر الصلاة غيركم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن منصور قال بلغني أنها نزلت يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجودن فيما بين المغرب والعشاء * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود في قوله يتلون آيات الله آناء الليل قال هي صلاة الغفلة * وأخرج ابن جرير عن أبى عمر وبن العلاء في قوله وما تفعلوا من خير فلن تكفروه قال بلغني عن ابن عباس أنه كان يقرؤهما جميعا بالتاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فلن تكفروه قال لن يضل عنكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن فلن تكفروه قال لن تظلموه * قوله تعالى (مثل ما ينفقون) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا قال مثل نفقه الكافر في الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في الآية يقول مثل ما ينفق المشركون ولا يتقبل منهم كمثل هذا الزرع إذا زرعه القوم الظالمون فأصابه ريح فيها صرفاهلكته فكذلك أنفقوا فاهلكهم شركهم * وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس فيها صر قال برد شديد * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله فيها صر قال برد قال فهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول نابغة بنى ذبيان لا يبردون إذا ما الارض جللها * صر الشتاء من الامحال كالادم
[ 66 ]
* قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة) الآية * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال كان رجال من المسلمين يواصلون رجالا من يهود لما كان بينهم من الجوار والحلف في الجاهلية فانزل الله فيهم ينهاهم عن مباطنتهم تخوف الفتنة عليهم منهم يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لا تتخذوا بطانة من دونكم قال هم المنافقون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في الآية قال نزلت في المنافقين من أهل المدينة نهى المؤمنين أن يتولوهم * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني بسند جيد عن حميد بن مهران المالكى الخياط قال سألت أبا غالب عن قوله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم الآية قال حدثنى أبو أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال هم الخوارج * وأخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تنقشو في خواتيمكم عربيا ولا تستضيئوا بنار المشركين فذكر ذلك للحسن فقال نعم لا تنقشوا في خواتيمكم محمدا ولا تستشيروا المشركين في شئ من أموركم قال الحسن وتصديق ذلك في كتاب الله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عمر بن الخطاب أنه قيل له ان هنا غلاما من أهل الحيرة حافظا كاتبا فلو اتخذته كاتبا قال قد اتخذت اذن بطانة من دون المؤمنين * وأخرج ابن جرير عن الربيع لا تتخذوا بطانة يقول لا تستدخلوا المنافقين تتولوهم دون المؤمنين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى ودواما عنتم يقول ما ضللتم * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل ودواما عنتم يقول ود المنافقون ماعنت المؤمنون في دينهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قد بدت البغضاء من أفواههم يقول من أفواه المنافقين إلى اخوانهم من الكفار من غشهم للاسلام وأهله وبغضهم اياهم وما تخفى صدورهم أكبر يقول ما تكن صدورهم أكبر مما قد أبدوا بالسنتهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم قال المؤمن خير للمنافق من المنافق للمؤمن يرحمه في الدنيا لو يقدر المنافق من المؤمن على مثل ما يقدر عليه منه لاباد خضراءه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله * وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وتؤمنون بالكتاب كله أي بكتابكم وكتابهم وبما مضى من الكتب قبل ذلك وهم يكفرون بكتابكم فانتم أحق بالبغضاء لهم منهم لكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود وإذا خلوا عضوا عليكم الانامل قال هكذا وضع أطراف أصابعه في فيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وإذا لقوكم الآية قال إذا لقوا المؤمنين قالوا آمنا ليس بهم الا مخافة على دمائهم وأموالهم فضانعوهم بذلك وإذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيط يقول مما يجدون في قلوبهم من الغيظ والكراهة لما هم عليه لو يجدون ريحا لكانوا على المؤمنين * وأخرج ابن جرير عن السدى عضوا عليكم الانامل قال الاصابع * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى الجوزاء قال نزلت هذه الآية في الاباضية * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل ان تمسسكم حسنة يعنى النصر على العدو والرزق والخير يسؤهم ذلك وان تصبكم سيئة يعنى القتل والهزيمة والجهد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال إذا رأوا من أهل الاسلام الفة وجماعة وظهورا على عدوهم غاظهم ذلك وساءهم وإذا رأوا من أهل الاسلام فرقة واختلافا أو أصيب طرف من أطراف المسلمين سرهم ذلك وابتهجوا به * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأوان تصبروا وتتقوا لا يضركم مشددة برفع الضاد والراء * قوله تعالى (واذغدوت من أهلك) الآية * أخرج ابن اسحق والبيهقي في الدائل عن ابن شهاب وعاصم ابن عمر بن قتادة ومحمد ابن يحيى بن حبان والحصين بن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ قالوا كان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص اختبر الله به المؤمنين ومحق به الكافرين ممن كان يظهر الاسلام بلسانه وهو مستخف بالكفر ويوم أكرم الله فيه من أراد كرامته بالشهادة من أهل ولايته فكان مما نزل من القرآن في يوم أحد ستون آية من آل عمران فيها صفة ماكان في يومه ذلك ومعاتبة من عاتب منهم يقول الله لنبيه واذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم * وأخرج البيهقى في الدلائل عن ابن شهاب قال قاتل النبي صلى الله عليه
[ 67 ]
وسلم يوم بدر في رمضان سنة اثنين ثم قاتل يوم أحد في شوال سنة ثلاث ثم قاتل يوم الخندق وهو يوم الاحزاب وبنى قريظة في شوال سنة أربع * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي في الدلائل عن عروة قال كانت وقعة أحد في شوال على رأس سنة من وقعة بدر ولفظ عبد الرزاق على رأس ستة أشهر من وقعة بنى النضير ورئيس المشركين يومئذ أبو سفيان بن حرب * وأخرج البيهقى عن قتادة قال كانت وقعة أحد في شوال يوم السبت لاحدى عشرة ليلة مضت من شوال وكان أصحابه يومئذ سبعمائة والمشركون الفين أو ما شاء الله من ذلك * وأخرج أبو يعلى وابن المنذر وابن أبى حاتم عن المسور بن مخرمة قال قلت لعبد الرحمن بن عوف يا خال أخبرني عن قصتكم يوم أحد قال اقرأ بعد العشرين ومائة من آل عمران تجد قصتنا واذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال إلى قوله اذهمت طائفتان منكم ان تفشلا قال هم الذين طلبوا الامان من المشركين إلى قوله ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه قال هو تمنى المؤمنين لقاء العدو إلى قوله أفئن مات أو قتل انقلبتم قال هو صياح الشيطان يوم أحد قتل محمد إلى قوله أمنة نعاسا قال ألقى عليهم النوم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس واذغدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال قال يوم أحد * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله تبوئ المؤمنين قال توطئ * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله تبوئ المؤمنين قال توطن المؤمنين لتسكن قلوبهم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت قول الاعشى الشاعر ومابوأ الرحمن بيتك منزلا * باجياد غربي الفنا والمحرم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله واذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال قال مشى النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ على رجليه يبوئ المؤمنين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله واذ غدوت من أهلك قال يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم يبوئ المؤمنين مقاعد للقتال يوم الاحزاب * وأخرج ابن اسحق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن شهاب ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم كل قد حدث بعض الحديث عن يوم أحد قالوا لما أصيب قريش أو من ناله منهم يوم بدر من كفار قريش ورجع فلهم إلى مكة ورجع أبو سفيان بعيره مشى عبد الله بن أبى ربيعة وعكرمة بن أبى جهل وصفوان بن أمية في رجال من قريش ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم واخوانهم ببدر فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة فقالوا يا معشر قريش ان محمدا قد وتركم وقتل خياركم فاعينونا بهذا المال على حربه لعلنا ندرك منه ثارا بمن أصاب ففعلوا فاجمعت قريش لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجت بجدتها وجديدها وخرجوا معهم بالظعن التماس الحفيظة ولئلا يفروا وخرج أبو سفيان وهو قائد الناس فاقبلوا حتى نزلوا بعنين حبل ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي مما يلى المدينة فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون بالمشركين قد نزلوا حيث نزلوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى رأيت بقراتنحرو أريت في ذباب سيفى ثلما وأريت انى أخدلت يدى في درع حصينة فاولتها المدينة فان رأيتم ان تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا فان أقاموا أقاموا يشر مقام وان هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها ونزلت قريش منزلها أحدا يوم الاربعاء فاقاموا ذلك اليوم ويوم الخميس ويوم الجمعة وراح رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الجمعة فاصبح بالشعب من أحد فالتقوا يوم السبت للنصف من شوال سنة ثلاث وكان رأى عبد الله بن أبى مع رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى رأيه في ذلك ان لا يخرج إليهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الخروج من المدينة فقال رجال من المسلمين ممن أكرم الله بالشهادة يوم أحد وغيرهم ممن كان فاته يوم بدرو ؟ ؟ يارسول الله اخرج بنا إلى أعدائنا لا يرون انا جبنا عنهم وضعفنا فقال عبد الله بن أبى يا رسول الله أقم بالمدينة فلا تخرج إليهم فوالله ما خرجنا منها إلى عدولنا قط الا أصاب منا ولا دخلها علينا الا أصبنا منهم فدعهم يا رسول الله فان اقاموا أقاموا بشر وان دخلوا قاتلهم النساء والصبيان والرجال بالحجارة من فوقهم وان رجعوا رجعوا خائبين كما جاؤا فلم يزل الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان من أمرهم حب لقاء القوم حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبس لامته وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة ثم
[ 68 ]
خرج عليهم وقد ندم الناس وقالوا استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن لنا ذلك فان شئت فاقعد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينبغى لنبى إذا لبس لامته ان يضعها حتى يقاتل فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف رجل من أصحابه حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد تحول عنه عبد الله بن أبى بثلث الناس ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سلك في حرة بنى حارثة فذب فرس بذنبه فاصاب ذباب سيفه فاستله فقال رسول الله صلى عليه وسلم وكان يحب الفأل ولا يعتاف لصاحب السيف شم سيفك فانى أرى السيوف ستستل اليوم ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بالشعب من أحد من عدوة الوادي إلى الجبل فجعل ظهره وعسكره إلى أحد وتعبى رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال وهو في سبعمائة رجل وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة عبد الله بن جبير والرماة خمسون رجلا فقال انضح عنا الجبل بالنبل لا ياتونا من خلفنا ان كان علينا أولنا فانت مكانك لنؤتين من قبلك وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين درعين * وأخرج ابن جرير عن السدى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه يوم أحد أشير واعلى ما أصنع فقالوا يا رسول الله أخرج إلى هذه الاكلب فقالت الانصار يارسول الله ما غلبنا عدولنا أتانا في ديارنا فكيف وأنت فينا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبى ابن سلول ولم يدعه قط قبلها فاستشاره فقال يا رسول الله أخرج بنا إلى هذه الاكلب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه ان يدخلوا عليه المدينة فيقاتلوا في الازقة فاتى النعمان ابن مالك الانصاري فقال يا رسول الله لا تحرمنى الجنة فقال لم بم قال بانى أشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله وانى لا أفر من الزحف قال صدقت فقتل يومئذ ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بدرعه فلبسها فلما رأوه وقد لبس السلاح ندموا وقالوا بئسما صنعنا نشير على رسول الله صلى الله عليه وسلم والوحى ياتيه فقاموا واعتذروا إليه وقالوا اصنع ما رأيت فقال رأيت القتال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغى لنبى أن يلبس لامته فيضعها حتى يقاتل وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد في ألف رجل وقد وعدهم الفتح ان يصبروا فرجع عبد الله بن أبى في ثلثمائه فتبعهم أبو جابر السلمى يدعوهم فاعيوه وقالوا له ما نعلم قتالا ولئن أطعتنا لترجعن معنا وقال اذهمت طائفتان منكم ان تفشلا وهم بنو سلمة وبنو حارثة هموا بالرجوع حين رجع عبد الله بن أبى فعصمهم الله وبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعمائة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة واذتبوئ المؤمنين قال ذاك يوم احد غدا نبى الله صلى الله عليه وسلم من أهله إلى أحد تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال واحد بناحية المدينة * قوله تعالى (اذهمت طائفتان) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله قال فينا نزلت في بنى حارثة وبنى سلمة اذهمت طائفتان منكم أن تفشلا وما يسرني انهالم تنزل لقول الله والله وليهما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد اذهمت طائفتان قال بنو حارثة كانوا نحو أحد وبنو سلمة نحو سلع * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة اذهمت طائفتان قال ذلك يوم أحد والطائفتان بنو سلمة وبنو حارثة حيان من الانصار هموا بامر فعصمهم الله من ذلك وقد ذكر لنا انه لما أنزلت هذه الآية قالوا ما يسرنا أنا لم نهم بالذى هممنا به وقد أخبرنا الله انه ولينا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس اذهمت طائفتان قال هم بنو حارثة وبنو سلمة * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال نزلت في بنى سلمة من الخزرج وبنى حارثة من الاوس اذهمت طائفتان الآية * وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج قال ابن عباس الفشل الجبن والله أعلم * قوله تعالى (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) * أخرج أحمد وابن حبان عن عياض الاشعري قال شهدت اليرموك وعلينا خمسة امراء أبو عبيدة ويزيد بن أبى سفيان وابن حسنة وخالد بن الوليد وعياض وليس عياضا هذا قال وقال عمر إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة فكتبنا إليه انه قد حاس الينا الموت واستمددناه فكتب الينا انه قد جاءني كتابكم تستمدوني وانى أدلكم على من هو أعز نصراوأحضر جند الله عزوجل فاستنصروه فان محمدا صلى الله عليه وسلم قد نصر يوم بدر في أقل من عدتكم فإذا جاء كم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تراجعوني فقاتلناهم فهزمناهم أربع فراسخ * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ولقد نصركم الله ببدر إلى ثلاثة آلاف من الملائكة منزلين في قصة بدر
[ 69 ]
* وأخرج ابن المنذر عن على بن أبى طالب قال بدر بئر * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر عن الشعبى قال كانت بدر بئر الرجل من جهينة يقال له بدر فسميت به * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال بدر ماء عن يمين طريق مكة بين مكة والمدينة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال بدرماء بين مكة والمدينة التقى عليه النبي صلى الله عليه وسلم والمشركون وكان أول قتال قاتله النبي صلى الله عليه وسلم وذكر لنا انه قال لاصحابه يومئذ انهم اليوم بعدة أصحاب طالوت يوم لقى جالوت وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا وألف والمشركون يومئذ أو راهقوا ذلك * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال كانت بدر متجرا في الجاهلية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله وأنتم أذلة يقول وأنتم قليل وهم يومئذ بضعة عشر وثلثمائة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن ماجه وابن أبى حاتم عن رافع بن خديج قال قال جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعدون من شهد بدرا فيكم قال خيارنا قال وكذلك نعد من شهد بدرا من الملائكة فينا * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان بن عيينة قال على كل مسلم ان يشكر الله في نصره ببدر يقول الله ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذله فاتقوا الله لعلكم تشكرون * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن الزهري قال سمعت ابن المسيب يقول غزا النبي صلى الله عليه وسلم ثمان عشرة غزوة قال وسمعته مرة أخرى يقول أربعة وعشرين غزوة فلا أدرى أكان وهما منه أوشيأ سمعه بعد ذلك قال الزهري وكان الذى قاتل فيه النبي صلى الله عليه وسلم كل شئ ذكر في القران * وأخرج ابن أبى شيبة عن قتادة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة قاتل في ثمان يوم بدر ويوم أحد ويوم الاحزاب ويوم قديد ويوم خيبر ويوم فتح مكة ويوم ماء لبنى المصطلق ويوم حنين * قوله تعالى (إذ تقول) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الشعبى ان المسلمين بلغهم يوم بدران كرز بن جابر المحاربي يمد المشركين فشق ذلك عليهم فانزل الله ألن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة آلاف إلى قوله مسومين قال فبلغت كرز الهزيمة فلم يمد المشركين ولم يمد المسلمون بالخمسة * وأخرج ابن جرير عن الشعبى قال لما كان يوم بدر بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر نحو الا انه قال وياتوكم من فورهم هذا يعنى كرزا وأصحابه يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين فبلغ كرزا وأصحابه الهزيمة فلم يمدهم ولم تنزل الخمسة وأمدوا بعد ذلك بالف فهم أربعة آلاف من الملائكة مع المسلمين * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله إذ تقول للمؤمنين الآية قال هذا يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال أمدوا بالف ثم صاروا ثلاثة آلاف ثم صاروا خمسة آلاف وذلك يوم بدر * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله بلى ان تصبروا وتتقوا الآية قال هذا يوم أحد فلم يصبروا ولم يتقوا فلم يمدوا يوم أحد ولو مدوا لم يهزموا يومئذ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة قال لم يمد النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ولا بملك واحد لقول الله ان تصبروا وتتقوا الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله ان تصبروا وتتقوا الآية قال كان هذا موعدا من الله يوم أحد عرضه على نبيه صلى الله عليه وسلم ان المؤمنين ان اتقوا وصبروا أيدهم بخمسة الاف من الملائكة مسومين ففر المسلمون يوم أحد وولوا مدبرين فلم يمدهم الله * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ينتظرون المشركين يا رسول الله أليس يمدنا الله كما أمدنا يوم بدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين فانما أمدكم يوم بدر بالف قال فجاءت الزيادة من الله على ان يصبروا ويتقوا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وياتوكم من فورهم هذا يقول من سفرهم هذا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة قال من فورهم من وجههم * وأخرج ابن جرير عن الحسن والربيع وقتادة والسدى مثله * وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن عكرمة من فورهم قال فورهم ذلك كان يوم أحد غضبوا ليوم بدر مما لقوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد من فورهم قال من غضبهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى صالح مولى أم هانئ مثله * وأخرج ابن جرير عن الضحاك وياتوكم من فورهم يقول من وجههم وغضبهم * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله مسومين قال
[ 70 ]
معلمين وكان سيما الملائكة يوم بدر عمائم سودا ويوم أحد عمائم حمرا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير ان الزبير كان عليه يوم بدر عمامة صفراء معتجرابها فنزلت الملائكة عليهم عمائم صفر * وأخرج ابن اسحق والطبراني عن ابن عباس قال كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضا قد أرسلوها في ظهورهم ويوم حنين عمائم حمرا ولم تضرب الملائكة في يوم سوى يوم بدر وكانوا يكونون عدداومددا لا يضربون * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله تعالى مسومين قال الملائكة عليهم عمائم بيض مسومة فتلك سيما الملائكة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر يقول ولقد حميت الخيل تحمل شكة * جرداء صافية الاديم مسومه * وأخرج ابن جرير عن أبى أسيد وكان بدريا انه كان يقول لو أن بصرى معى ثم ذهبتم معى إلى أحد لا خبرتكم بالشعب الذى خرجت منه الملائكة عمائم صفر قد طرحوها بين أكتافهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن عروة قال نزلت الملائكة يوم بدر على خيل بلق عليهم عمائم صفر وكان على الزبير يومئذ عمامة صفراء * وأخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة عن عروة قال نزل جبريل يوم بدر على سيما الزبير وهو معتجر بعمامة صفراء * وأخرج أبو نعيم وابن عساكر عن عباد بن عبد الله بن الزبير أنه بلغه ان الملائكة نزلت يوم بدر وهم طير بيض عليهم عمائم صفر وكان على رأس الزبير يومئذ عمامة صفراء من بين الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم نزلت الملائكة على سيما أبى عبد الله وجاء النبي صلى الله عليه وسلم وعليه عمامة صفراء * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن عمير بن اسحق قال ان أول ما كان الصوف ليوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسوسوا فان الملائكة قد تسومت فهو أول يوم وضع الصوف * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب قال كان سيما الملائكة يوم بدر الصوف الابيض في نواصى الخيل وأذنابها * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى هريرة في قوله مسومين قال بالعهن الاحمر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله مسومين قال أتوا مسومين بالصوف فسوم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنفسهم وخيلهم على سيماهم بالصوف * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله مسومين قال معلمين مجزوزة أذناب خيولهم ونواصيها فيها الصوف والعهن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله مسومين قال ذكر لنا ان سيماهم يومئذ الصوف بنواصي خيلهم وأذنابها وانهم على خيل بلق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة مسومين قال عليهم سيما القتال * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال كانوا يومئذ على خيل بلق * وأخرج عبد بن حميد عن عمير بن اسحق قال لما كان يوم أحد أجلى الله الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقى سعد بن مالك يرمى وفتى شاب ينبل له كلما فنى النبل أتاه به فنثره فقال ارم أبا اسحق ارم أبا اسحق فلما انجلت المعركة سئل عن ذلك الرجل فلم يعرف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وما جعله الله الا بشرى لكم يقول انما جعلهم لتستبشروا بهم ولتطمئنوا إليهم ولم يقاتلوا معهم يومئذ ولا قبله ولا بعده الا يوم بدر * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد وما النصر الا من عند الله قال لو شاء ان ينصركم بغير الملائكة فعل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وبن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ليقطع طرفا من الذين كفروا قال قطع الله يوم بدر طرفا من الكفار وقتل صناديدهم ورؤسهم وقادتهم في الشر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن ليقطع طرفا قال هذا يوم بدر قطع الله طائفة منهم وبقيت طائفة * وأخرج ابن جرير عن السدى قال ذكر الله قتل المشركين باحد وكانوا ثمانية عشر رجلا فقال ليقطع طرفا من الذين كفروا ثم ذكر الشهداء فقال ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد أو يكبتهم قال يخزيهم * وأخرج ابن جرير عن قتادة والربيع مثله * قوله تعالى (ليس لك من الامر شئ) * أخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس في ناسخه والبيهقي في الدلائل عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته
[ 71 ]
يوم أحد وشج في وجهه حتى سال الدم على وجهه فقال كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم فانزل الله ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فانهم ظالمون * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان هذه الآية أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وقد جرح في وجهه وأصيب بعض رباعيته وفوق حاجبه فقال وسالم مولى أبى حذيفة يغسل الدم عن وجهه كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم فانزل الله ليس لك من الامر شئ الآية * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وقد شج في وجهه وأصيبت رباعيته فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يدعو عليهم فقال كيف يفلح قوم أدموا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى الشيطان ويدعوهم إلى الهدى ويدعونه إلى الضلالة ويدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار فهم ان يدعو عليهم فانزل الله ليس لك من الامر شئ الآية فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء عليهم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انكشف عنه أصحابه يوم أحد كسرت رباعيته وجرح وجهه فقال وهو يصعد على أحد كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم فانزل الله مكانه ليس لك من الامر شئ الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ان رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم أصيبت يوم أحد أصابها عتبة بن أبى وقاص وشجه في وجهه فكان سالم مولى أبى حذيفة يغسل الدم والنبى صلى الله عليه وسلم يقول كيف يفلح قوم صنعوا هذا بنبيهم فانزل الله ليس لك من الامر شئ الآية * وأخرج أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد اللهم العن أبا سفيان اللهم العن الحرث بن هشام اللهم العن سهيل بن عمر واللهم العن صفوان بن أمية فنزلت هذه الآية ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو بعذبهم فانهم ظالمون فتيب عليهم كلهم * وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على أربعة نفر فانزل الله ليس لك من الامر شئ الآية فهداهم الله للاسلام * وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس في ناسخه والبيهقي في سننه عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد ان يدعو على أحد أو يدعو لاحد قنت بعد الركوع اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبى ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسنى يوسف يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر اللهم العن فلانا وفلانا لاحياء من أحياء العرب يجهر بذلك حتى أنزل الله ليس لك من الامر شئ وفى لفظ اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله ثم بلغنا انه ترك ذلك لما نزل قوله ليس لك من الامر شئ الآية * وأخرج عبد بن حميد والنحاس في ناسخه عن ابن عمران النبي صلى الله عليه وسلم لعن في صلاة الفجر بعد الركوع في الركعة الآخرة فقال اللهم العن فلانا وفلانا ناسا من المنافقين دعا عليهم فانزل الله ليس لك من الامر شئ الآية * وأخرج ابن اسحق والنجاس في ناسخه عن سالم بن عبد الله بن عمر قال جاء رجل من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انك تنهى عن السبى يقول قد سبى العرب ثم تحول فحول قفاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكشف استه فلعنه ودعا عليه فانزل الله ليس لك من الامر شئ الآية ثم أسلم الرجل فحسن اسلامه * قوله تعالى (يا ايها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال كانوا يتبايعون إلى الاجل فإذا حل الاجل زادوا عليهم وزادوا في الاجل فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء قال كانت ثقيف تداين بنى المغيرة في الجاهلية فإذا حل الاجل قالوا نزيدكم وتؤخرون عنا فنزلت لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال ان الرجل كان يكون له على الرجل المال فإذا حل الاجل طلبه من صاحبه فيقول المطلوب أخر عنى وأزيدك في مالك فيفعلان ذلك فذلك الربا أضعافا مضاعفة فوعظهم الله واتقوا الله في أمر الربا فلا تأكلوا لعلكم تفلحون لكى تفلحوا واتقوا النار التى أعدت للكافرين فخوف آكل الربا من المؤمنين بالنار التى أعدت للكافرين وأطيعوا الله والرسول يعنى في تحريم الربا
[ 72 ]
لعلكم يعنى لكى ترحموا فلا تعذبون * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن معاوية بن قرة قال كان الناس يتاولون هذه الآية واتقوا النار التى أعدت للكافرين اتقوا لاأعذبكم بذنوبكم في النار التى أعددتها للكافرين * قوله تعالى (وسارعوا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عطاء بن أبى رباح قال قال المسلمون يا رسول الله بنو اسرائيل كانوا أكرم على الله منا كانوا إذا أذنب أحدهم ذنبا أصبح كفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه اجدع أنفك اجذع أذنك افعل كذا وكذا فسكت فنزلت هؤلاء الآيات وسارعوا إلى مغفرة من ربكم إلى قوله والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا أخبركم بخير من ذلك ثم تلا هؤلاء الآيات عليهم * وأخرج ابن المنذر عن أنس بن مالك في قوله وسارعوا إلى مغفرة من ربكم قال التكبيرة الاولى * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وسارعوا يقول سارعوا بالاعمال الصالحة إلى مغفرة من ربكم قال لذنوبكم وجنة عرضها السموات والارض يعنى عرض سبع سموات وسبع أرضين لو لصق بعضهم إلى بعض فالجنة في عرضهن وأخرج ابن جرير من طريق السدى عن ابن عباس في الآية قال تقرن السموات السبع والارضون السبع كما تقرن الثياب بعضها إلى بعض فذاك عرض الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن كريب قال أرسلني ابن عباس إلى رجل من أهل الكتاب أسأله عن هذه الآية جنة عرضها السموات والارض فاخرج أسفار موسى فجعل ينظر قال سبع سموات وسبع أرضين تلفق كما تلفق الثياب بعضها إلى بعض هذا عرضها وأما طولها فلا يقدر قدره الا الله * وأخرج ابن جرير عن التنوخى رسول هرقل قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب هرقل وفيه انك كتبت تدعوني إلى جنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين فاين النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله فاين الليل إذا جاء النهار * وأخرج البزار والحاكم وصححه عن أبى هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت قوله وجنة عرضها السموات والارض فاين النار قال أرأيت الليل إذا لبس كل شئ فاين النهار قال حيث شاء الله قال فكذلك حيث شاء الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن طارق بن شهاب ان ناسا من اليهود سألوا عمر بن الخطاب عن جنة عرضها السموات والارض فاين النار فقال عمر إذا جاء الليل أين النهار وإذا جاء النهار أين الليل فقالوا لقد نزعت مثلها من التوراة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن يزيد بن الاصم ان رجلا من أهل الاديان قال لابن عباس تقولون جنة عرضها السموات والارض فاين النار فقال له ابن عباس إذ جاء الليل فاين النهار وإذا جاء النهار فاين الليل * وأخرج مسلم وابن المنذر والحاكم وصححه عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر قوموا إلى جنة عرضها السموات والارض فقال عمير بن الحمام الانصاري يا رسول الله جنة عرضها السموات والارض قال نعم قال بخ بخ لا والله يا رسول الله لابد ان أكون من أهلها قال فانك من أهلها فخرج تميرات من قرنه فجعل ياكل منهن ثم قال لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه انها لحياة طويلة فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل * قوله تعالى (الذين ينفقون في السراء) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله الذين ينفقون في السراء والضراء يقول في العسر واليسر والكاظمين الغيظ يقول كاظمون على الغيظ كقوله وإذا ما غضبواهم يغفرون يغضبون في الامر لو وقعوا فيه كان حراما فيغفرون ويعفون يلتمسون وجه الله بذلك والعافين عن الناس كقوله ولا ياتل أولوا الفضل منكم والسعة الآية يقول لا تقسموا على ان لا تعطوهم من النفقة واعفوا واصفحوا * وأخرج ابن الانباري في كتاب الوقف والابتداء عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قول الله والكاظمين الغيظ ما الكاظمون قال الحابسون الغيظ قال عبد المطلب بن هاشم فخشيت قومي واحتبست قتالهم * والقوم من خوف قتالهم كظم * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية في قوله والمعافين عن الناس قال عن المملوكين * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله والعافين عن الناس قال يغيظون في الامر فيغفرون ويعفون عن الناس ومن فعل ذلك فهو محسن والله يحب المحسنين بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عند ذلك هؤلاء في أمتى قليل الا من عصمه الله وقد كانوا كثيرا في الامم التى مضت * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن أبى هريرة
[ 73 ]
في قوله والكاظمين الغيظ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظا وهو يقدر على انفاذه ملاه الله أمنا وايمانا * وأخرج أحمد والبيهقي في الشعب بسند حسن عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد ما كظم عبد الله الاملا الله جوفه ايمانا * وأخرج البيهقى عن ابن عمر مثله * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والبيهقي في الشعب عن معاذ بن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظا وهو قادر على ان ينفذه دعاه الله على رؤس الخلائق حتى يخبره من أي الحور شاء * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد بالصرعة ولكن الذى يملك نفسه عند الغضب * وأخرج البيهقى عن عامر بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بناس يتحادون مهراسا فقال أتحسبون الشدة في حمل الحجارة انما الشدة ان يمتلى الرجل غيظا ثم يغلبه * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال يقال يوم القيامة ليقم من كان له على الله أجر فما يقوم الانسان عفا * وأخرج الحاكم عن أبى بن كعب ان رسول الله صلى الله عليه وسم قال من سره ان يشرف له البنيات وترفع له الدرجات فليعف عمن ظلمة ويعط من حرمه ويصل من قطعه * وأخرج البيهقى عن على بن الحسين ان جارية جعلت تسكب عليه الماء يتهيأ للصلاة فسقط الابريق من يدها على وجهة فشجه فرفع رأسه إليها فقالت ان الله يقول والكاظمين الغيظ قال قد كظمت غيظي قالت والعافين عن الناس قال قد عفا الله عنك قالت والله يحب المحسنين قال اذهبي فانت حرة * وأخرج الاصبهاني في الترغيب عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وجبت محبة الله على من أغضب فحلم * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن عمرو بن عبسة ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما الايمان فقال الصبر والسماحة وخلق حسن * وأخرج البيهقى عن كعب بن مالك ان رجلا من بنى سلمة سال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام فقال حسن الخلق ثم راجعه الرجل فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حسن الخلق حتى بلغ خمس مرات * وأخرج الطبراني في الاوسط والبيهقي وضعفه عن جابر قال قالوا يا رسول الله ما الشؤم قال سوء الخلق * وأخرج الطبراني في الاوسط والبيهقي في الشعب وضعفه عن عائشة مرفوعا قال الشؤم سوء الخلق * وأخرج الخرائطي في مكارم الاخلاق عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان حسن الخلق ليذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد * وأخرج البيهقى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم الخلق السوء يفسد الايمان كما يفسد الصبر الطعام قال أنس وكان يقال ان المؤمن أحسن شئ خلقا * وأخرج ابن عدى والطبراني والبيهقي وضعفه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد وان الخلق السئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل * وأخرج البيهقى وضعفه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان حسن الخلق يذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد وان سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الصبر العسل * وأخرج البيهقى وضعفه من طريق سعيد بن أبى بردة بن أبى موسى الاشعري عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن الخلق زمام من رحمة الله في انف صاحبه والزمام بيد الملك والملك يجره إلى الخير والخير يجره إلى الجنة وسوء الخلق زمام من عذاب الله في انف صاحبه والزمام بيد الشيطان والشيطان يجره إلى الشر والشر يجره إلى النار * وأخرج الطبراني في الاوسط والبيهقي عن أبى هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والله ما حسن الله خلق رجل ولا خلقه فتطعمه النار * واخرج الطبراني في الاوسط والبيهقي عن أبى هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سعادة ابن آدم حسن الخلق ومن شقوته سوء الخلق * وأخرج الخرائطي والبيهقي عن ابن عمرو قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء يقول اللهم انى أسألك الصحة والعفة والامانة وحسن الخلق والرضا بالقدر * وأخرج أحمد والبيهقي بسند جيد عن عائشة قالت كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم كما حسنت خلقي فاحسن خلقي * وأخرج الخرائطي والبيهقي عن أبى مسعود البدرى قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم حسنت خلقي فاحسن خلقي * وأخرج ابن أبى شيبة والبزار أبو يعلى والحاكم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم لا تسعون الناس باموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق * وأخرج ابن حبان والحاكم وصححه
[ 74 ]
والبيهقي عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كرم المرء دينه ومروءته عقله وحسبه خلقه * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو داود والترمذي والحاكم وصححاه والبيهقي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان هينا لينا قريبا حرمه الله على النار * وأخرج البخاري والبيهقي في الشعب عن أبى هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرنى ولا تكثر فلعلي أعقله فقال لا تغضب فاعاد عليه فقال لا تغضب وأخرج الحاكم والبيهقي عن جارية بن قدامه قال قلت يارسول الله قل لى قولا ينفعني واقلل لعلى أعقله قال لا تغضب * وأخرج البيهقى عن عبد الله بن عمر وقال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبعدني من غضب الله قال لا تغضب * وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنه والحاكم والبيهقي عن أبى سعيد الخدرى قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة إلى مغير بان الشمس حفضها من حفضها ونسيها من نسيها وأخبر ما هو كائن إلى يوم القيامة حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فان الدنيا خضرة حلوة وان الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء الا ان بنى آدم خلقوا على طبقات شتى فمنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا ومنهم من بولد كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا ومنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت كافرا ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت مؤمنا الا ان الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم ألم تروا إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه فإذا وجد أحدكم من ذلك شيأ فليلزق بالارض الا ان خير الرجال من كان بطئ الغضب سريع الفئ وشر الرجال من كان بطئ الفى سريع الغضب فإذا كان الرجل سريع الغضب سريع الفئ فانها بها وإذا كان بطئ الغضب بطئ الفئ فانها بها الاوان خير التجار من كان حسن القضاء حسن الطلب وشر التجار من كان سئ القضاء سئ الطلب فإذا كان الرجل حسن القضاء سئ الطلب فانها بها وإذا كان الرجل سئ القضاء حسن الطلب فانها بها لالا يمنعن رجلا مهابة الناس ان يقول بالحق إذا علمه الا ان لكل غادر لواء بقدر غدرته يوم القيامة الا وان أكبر الغدر غدر أمير العامة ألا وان أفضل الجهاد من قال كلمة الحق عند سلطان جائر فلما كان عند مغير بان الشمس قال الا ان ما بقى من الدنيا فيما مضى منه كمثل ما بقى من يومكم هذا فيما مضى وأخرج الحكيم في نوادر الاصول والبيهقي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يارسول الله أخبرني بوصية قصيرة فالزمها قال لا تغضب يا معاوية بن حيدة ان الغضب ليفسد الايمان كما يفسد الصبر العسل * وأخرج الحكيم عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الغضب ميسم من نار جهنم يضعه الله على نياط أحدهم الا ترى انه إذا غضب احمرت عيناه واربد وجهه وانتفخت أوداجه * وأخرج البيهقى عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الغضب جمرة في قلب ابن آدم ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه فمن حس من ذلك شيأ فان كان قائما فليقعد وان كان قاعدا فليضلجع * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة والبيهقي عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ كظمها رجل أو جرعة صبر عند مصيبة وما قطرة أحب إلى الله من قطرة دمع من خشية الله أو قطرة دم في سبيل الله وأخرج عبد بن حميد عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابي بكر ثلاث كلهن حق ما من أحد يظلم مظلمة فيغض عنها الا زده الله بها عزا وما من أحد يفتح باب مسألة ليزداد بها كثرة الازاده الله بها قلة وما من أحد يفتح باب عطية أو صلة الا راده الله بها كثرة * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والترمذي عن ابن عمرو قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وكان يقول ان من خياركم أحاسنكم أخلاقا * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو داود والترمذي وصححه والبزار وابن حبان والبيهقي في لاسماء والصفات عن أبى الدرداء ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من الحير ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير وقال ما من شئ ثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وان الله يبغض الفاحش البذى وان صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة * وأخرج الترمذي وصححه وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في الزهد عن أبى هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجننة
[ 75 ]
فقال تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال الاجوفان الفم والفرح * وأخرج ابن أبى شيبة والترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من أكمل المؤمين ايمانا أحسنهم خلقا وألطفهم باهله * وأخرج أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم وصححه عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان المؤمن ليدرك يحسن الخلق درجات القائم الليل الصائم النهار * وأخرج الطبراني في الاوسط والحاكم وصححه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليبلغ العبد يحسن خلقه درجة الصوم والصلاة * وأخرج لطبراني والخرائطي عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرفات المنازل وانه لضعيف العبادة وانه ليبلغ بسؤ خلقه أسفل درجة في جهنم * وأخرج أحمد والطبراني والخرائطي عن ابن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله بحسن خلقه وكرم ضريبته * وأخرج ابن أبى الدنيا في الصمت عن صفوان بن سليم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بايسر العبادة وأهونها على البدن الصمت وحسن الخلق * وأخرج محمد بن نصر المروزى في كتاب الصلاة عن العلاء بن الشخير ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقال يارسول الله أي العمل أفضل قال حسن الخلق ثم أتاه عن يمينه فقال أي العمل أفضل قال حسن الخلق ثم أتاه عن شماله فقال يارسول الله أي العمل أفضل قال حسن الخلق ثم أتاه من بعده يعنى من خلفه فقال يارسول الله أي العمل أفضل فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مالك لاتفقه حسن الخلق أفضل لا تغضب ان استطعت * وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وان كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه * وأخرج الترمذي وحسنه والخرائطي في مكارم الاخلاق عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من أحبكم إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحسنكم اخلاقا * وأخرج الطبراني عن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن الخلق خلق الله الاعظم * وأخرج الطبراني عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أوحى الله إلى ابراهيم عليه السلام يا خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مع الابرار فان كلمتي سبقت لمن حسن خلقه ان أظله تحت عرشى وان أسقيه من حظيرة قدسي وان أدنيه من جواري * وأخرج أحمد وابن حبان عن ابن عمر وانه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الا أخبركم باحبكم إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة قالوا نعم يارسول الله قال أحسنكم خلقا * وأخرج ابن أبى الدينا وأبو يعلى والطبراني بسند جيد عن أنس قال لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال الا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما قال بلى يارسول الله قال عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما * وأخرج أبو الشيخ بن حيان في الثواب بسند رواه عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر ألا أدلك على أفضل العبادة وأخفها على البدن وأثقلها في الميزان وأهونها على اللسان قلت بلى فداك أبى وأمى قال عليك بطول الصمت وحسن الخلق فانك لست بعامل بمثلهما * وأخرج أبو الشيخ عن ابى الدرداء قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا الدرداء الا أنبئك بامرين خفيف مؤنتهما عظيم أجرهما لم تلق الله عزوجل بمثلهما طول الصمت وحسن الخلق * وأخرج البزار وابن حبان عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أخبركم بخياركم قالوا بلى يارسول الله قال أطولكم أعمارا وأحسنكم أخلاقا * وأخرج الطبراني وابن حبان عن اسامة بن شريك قال قالوا يارسول الله ماخير ما أعطى الانسان قال خلق حسن * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والطبراني بسند جيد عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الفحش والتفحش ليسا من السلام في شئ وان أحسن الناس اسلاما أحسنهم خلقا * وأخرج ابن حبان والحاكم وصححه والخرائطي في مكارم الاخلاق عن ابن عمر وأن معاد بن جبل أراد سفرا فقال يا نبى الله اوصني قال ا عبد الله ولا تشرك به شيأ قال يا نبى الله زدنى قال إذا أسأت فحسن قال يا نبى الله زدنى قال استقم ولتحسن خلقك * وأخرج
[ 76 ]
أحمد والترمذي والحاكم وصححاه والخرائطي عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن * وأخرج الطبراني في الاوسط عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذه الاخلاق من الله فمن أراد به خيرا منحه خلقا حسنا ومن أراد به سوأ منحه خلقا سيأ * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وابن حبان والطبراني عن أبى ثعلبة الخشنى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أحبكم إلى وأقربكم منى في الآخرة أحاسنكم اخلاقا وان أبغضكم إلى وأبعدكم منى في الآخرة أسؤكم أخلاقا الثرثارون المنشدقون المتفيقهون * وأخرج البزار والطبرنى والخرائى عن أنس قال قالت أم حبيبة يارسول الله المرأة يكون لها زوجان ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لايهما تكون للاول أو للآخر قال تخير فتختار أحسنهما خلقا كان معها في الدنيا يكون زوجها في الجنة يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة * وأخرج الطبراني في الصغير عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مامن شئ الاله توبة الاصاحب سوء الخلق فانه لا يتوب من ذنب الاعاد في شرمنه * وأخرج أبو داود والنسائي عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعوا اللهم انى أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الاخلاق * وأخرج الخرائطي عن جرير بن عبد الله قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم انك امرؤ قد حسن الله خلقك فحسن خلقك * وأخرج الخرائطي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خياركم أحاسنكم أخلاقا * وأخرج الخرائطي عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان حسن الخلق رجلا يمشى في الناس لكان رجلا صالحا * وأخرج الخرائطي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من لم تكن فيه أو واحدة منهن فلا يعتدن بشئ من عمله تقوى تحجزه عن معاصي الله عزوجل أو حلم يكف به السفيه أو خلق يعيش به في الناس * وأخرج الخرائطي عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمن حسن الخلق * وأخرج الخرائطي عن اسماعيل بن محمد بن سعيد ابن أبى وقاص عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعادة ابن آدم حسن الخلق * وأخرج القضاعى في مسند الشهاب عن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أحسن الحسن الخلق الحسن * وأخرج الخرائطي عن الفضيل بن عياض قال إذا خالطت الناس فخالط الحسن الخلق فانه لا يدعو الا إلى خير * وأخرج أحمد عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها انه من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من خير الدنيا والآخرة ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الدنيا والآخرة وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزدان في الاعمار * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم الرفق يمن والخرق شؤم وإذا اراد الله باهل بيت خيرا أدخل عليهم باب الرفق ان الرفق لم يكن في شئ قط الا زانه وان الخرق لم يكن في شئ قط الاشانه وان الحياء من الايمان وان الايمان في الجنة ولو كان الحياء رجلا كان رجلا صالحا وان الفحش من الفجور وان الفجور في النار ولو كان الفحش رجلا يمشى في الناس لكان رجلا سوأ * وأخرج أحمد في الزهد عن أم الدرداء قالت بات أبو الدرداء ليلة يصلى فجعل يبكى ويقول اللهم أحسنت خلقي فاحسن خلقي حتى إذا أصبح فقلت يا أبا الدرداء أما كان دعاؤك منذ الليلة الا في حسن الخلق فقال يا أم الدرداء ان العبد المسلم يحسن خلقه حتى يدخله حسن خلقه الجنة ويسوء خلقه حتى يدخله سوء خلقه النار * وأخرج ابن ابى شيبة عن ابى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكمل الناس ايمانا احسنهم خلقا وافضل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم * وأخرج تمام في فوائده وابن عساكر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خيار امتى خمسمائه والابدال اربعون فلا الخمسمائة ينقصون ولا الاربعون ينقصون وكلما مات بدل ادخل الله عزوجل من الخمسمائة مكانه وادخل في الاربعين مكانهم فلا الخمسمائة ينقصون ولا الاربعون ينقصون فقالوا يارسول الله دلنا على اعمال هؤلاء فقال هؤلاء يعفون عمن ظلمهم ويحسنون إلى من اساء إليهم ويواسون مما آتاهم الله قال وتصديق ذلك في كتاب الله والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين * وأخرج ابن لال والديلمي عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة اسرى بى قصورا مستوية على الجنة فقلت يا جبريل لمن هذه فقال للكاظمين
[ 77 ]
الغيظ والعفين عن الناس والله يحب المحسنين * قوله تعالى (والذين إذا فعلوا فاحشة) الآية * أخرج ابن جرير عن الحسن انه قرأ الذين ينفقون في السراء والضراء الآية ثم قرأ والذين إذا فعلوا فاحشة الآية فقال ان هذين النعتين لنعت رجل واحد * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في الآية قال هذا ذنبان فعلوا فاحشة ذنب وظلموا انفسهم ذنب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن جابر بن زيد في قوله والذين إذا فعلوا فاحشة قال زنا القوم ورب الكعبة * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن السدى في قوله فعلوا فاحشة قال الزنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابراهيم النخعي في الآية قال الظلم من الفاحشة والفاحشة من الظالم * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود انه ذكر عنده بنو اسرائيل وما فضلهم الله به فقال كان بنو اسرائيل إذا اذنب احدهم ذنبا اصبح وقد كتبت كفارته على اسكفة بابه وجعلت كفارة ذنوبكم قولا تقولونه تستغفرون الله فيغفر لكم والذى نفسي بيده لقد اعطانا الله آية لهى احب إلى من الدنيا وما فيها والذين إذا فعلوا فاحشة الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد والطبراني وابن أبى الدنيا وابن المنذر والبيهقي عن ابن مسعود قال ان في كتاب الله لآيتين ما أذنب عبد ذنبا فقرأ هما فاستغفر الله الا غفر له والذين إذا فعلوا فاحشة لآية وقوله ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه الآية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن ثابت البنانى قال بلغني ان ابليس حين نزلت هذه الآية بكى والذين إذا فعلوا فاحشة الآية * وأخرج الحكيم الترمذي عن عطاف بن خالد قال بلغني انه لما نزل قوله ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا صاح ابليس بجنوده وحثى على رأسه التراب ودعا بالويل والثبور حتى جاءته جنوده من كل بر وبحر فقالوا مالك يا سيدنا قال آية نزلت في كتاب الله لا يضر بعدها أحدا من بنى آدم ذنب قالوا وما هي فاخبرهم قالوا نفتح لهم باب الاهواء فلا يتوبون ولا يستغفرون ولا يرون الا أنهم على الحق فرضى منهم بذلك * وأخرج الطيالسي وأحمد وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والدار قطني والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن أبى بكر الصديق سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيذكر ذنبه فيتطهر ثم يصلى ركعتين ثم يستغفر الله من ذنبه ذلك الا غفر الله له ثم قرأ هذه الآية والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله إلى آخر الآية * وأخرج البيهقى في الشعب عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أذنب عبد ذنبا ثم توضأ فاحسن الوضوء ثم خرج إلى براز من الارض فصلى فيه ركعتين واستغفر الله من ذلك الذنب الا غفر الله له * وأخرج البيهقى عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل شئ يتكلم به ابن آدم فانه مكتوب عليه فإذا أخطا خطيئة واحب أن يتوب إلى الله فليات بقعة رفيعة فليمدد يديه إلى الله ثم يقول انى أتوب اليك فيها الا أرجع إليها أبدا فانه يغفر له ما لم يرجع في عمله ذلك * وأخرج البيهقى في الشعب عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشر واوذا أساؤا استغفروا * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربعة في حديقة قدس في الجنة المعتصم بلا اله الا الله لا يشك فيها ومن إذا عمل حسنة سرته وحمد الله عليها ومن إذا عمل سيئة ساءته واستغفر الله منها ومن إذا أصابته مصيبة قال انا لله وانا إليه راجعون * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان رجلا أذنب ذنبا فقال رب انى أذنبت ذنبا فاغفره فقال الله عبدى عمل ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم عمل ذنبا آخر فقال رب انى عملت ذنبا فاغفره فقال تبارك وتعالى علم عبدى ان له ربا يغفو الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم عمل ذنبا آخر فقال رب انى عملت ذنبا فاغفره فقال الله علم عبدى ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ به أشهدكم انى قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء * وأخرج أحمد ومسلم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كى يغفر لهم * وأخرج أحمد عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال ابليس يا رب وعزتك لا أزال اغوى بنى آدم ما كانت أرواحهم في أجسادهم فقال الله وعزتي ولا أزال أغفر لهم ما استغفروني * وأخرج أبو يعلى عن أبى بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بلا اله الا الله والاستغفار
[ 78 ]
فاكثروا منهما فان ابليس قال أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا اله الا الله والاستغفار فلم رأيت ذلك أهلكتهم بالاهواء وهم يحسبون أنهم مهتدون * وأخرج البزار والبيهقي في الشعب عن أنس قال جاء رجل فقال يا رسول الله انى أذنبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذنبت فاستغفر ربك قال فانى أستغفر ثم أعود فاذنب فقال إذا أذنبت فاستغفر ربك ثم عاد فقال في الرابعة استغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المحسور * وأخرج البيهقى عن عقبة بن عامر الجهنى ان رجلا قال يا رسول الله أحدنا يذنب قال يكتب عليه قال ثم يستغفر منه ويتوب قال يغفر له ويتاب عليه قال فيعود ويذنب قال يكتب عليه قال ثم يتسغفر منه ويتوب قال يغفر له ويتاب عليه قال فيعود ويذنب قال يكتب عليه قال ثم يسغفر منه ويتوب قال يغفر له ويتاب عليه ولا يمل الله حتى تملوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ولم يصروا على ما فعلوا قال لم يقيموا على ذنب وهم يعلمون أنه يغفر لمن استغفر ويتوب على من تاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال اياكم والاصرار فانما هلك المصرون الماضون قدمالا ينهاهم مخافة الله عن حرام حرمة الله عليهم ولا يتوبون من ذنب أصابوه حتى أتاهم الموت وهم على ذلك * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري في الادب المفرد وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم ويل لاقماع القول يعنى الآذان ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون * وأخرج ابن أبى الدنيا في التوبة والبيهقي عن ابن عباس قال كل ذنب أصر عليه العبد كبر وليس بكبير ما تاب منه العبد * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن قال اتيان الذنب عمدا اصرار حتى يتوب * وأخرج البيهقى عن الاوزاعي قال الاصرار أن يعمل الرجل الذنب فيحتقره * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى ولم يصروا على ما فعلوا فينكبوا ولا يستغفروا وهم يعلمون انهم قد أذنبوا ثم أقاموا ولم يستغفروا * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي وأبو يعلى وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن أبى بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصر من استغفر وان عاد في اليوم سبعين مرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل ونعم أجر العاملين بطاعة الله الجنة * قوله تعالى (قد حلت من قبلكم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك في قوله قد خلت يعنى مضت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله قد خلت من قبلكم سنن يعنى تداول من الكفار والمؤمنين في الخير والشر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين قال عاقبة الاولين والامم قبلكم كان سوء عاقبتهم متعهم الله قليلا ثم صارو إلى النار * قوله تعالى (هذا بيان) الآية * أخرج ابن أبى شيبة في كتاب المصاحف عن سعيد بن جبير قال أول ما نزل من آل عمران هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ثم أنزل بقيتها يوم أحد * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله هذا بيان للناس قال هذا القرآن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله هذا بيان الآية قال هو هذا القرآن جعله الله بيانا للناس عامة وهدى وموعظة للمتقين خصوصا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الشعبى في الآية قال بيان من العمى وهدى من الضلالة وموعظة من الجهل * قوله تعالى (ولا تهنوا) الآية * أخرج ابن جرير عن الزهري قال كثر في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم القتل والجراح حتى خلص إلى كل امرئ منهم الباس فانزل الله القرآن فآسى فيه بين المؤمنين باحسن ما آسى به قوما كانوا قبلهم من الامم الماضية فقال ولا تهنوا ولا تحزنوا إلى قوله لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس قال أقبل خالد بن الوليد يريد أن يعلو عليهم الجبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لا يعلون علينا فانزل الله ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الا علون ان كنتم مؤمنين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن جريج قال انهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب يوم أحد فسألوا ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وما فعل فلان فنعى بعضهم لبعض وتحدثوا ان النبي صلى الله عليه وسلم قتل فكانوا في هم وحزن فبينما هم كذلك علا خالد ابن الوليد بخيل المشركين فوقهم على الجبل وكان على أحد مجنبتى المشركين وهم أسفل من الشعب
[ 79 ]
فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم فرحوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لاقوة لنا الابك وليس أحد يعبدك بهذا البلد غير هؤلاء النفر فلا تهلكم وثاب نفر من المسلمين رماة فصعدوا فرموا خيل المشركين حتى هزمهم الله وعلا المسلمون الجبل فذلك قوله وأنتم الاعلون ان كنتم مؤمنين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد ولا تهنوا قال لا تضعفوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك وأنتم الاعلون قال وأنتم الغالبون قوله تعالى (ان يمسسكم قرح) الآيات * أخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس ان يمسسكم قال ان يصبكم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله برفع القاف فيهما * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد ان يمسسكم قرح قال جراح وقتل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرج مثله قل ان يقتل منكم يوم أحد فقد قتلتم منهم يوم بدر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال نام المسلمون وبهم الكلوم يعنى يوم أحد قال عكرمة وفيهم أنزلت ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وفيهم أنزلت ان تكونوا نالمون فانهم تألمون كما تلمون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس وتلك الايام نداولها بين الناس فانه كان يوم أحد بيوم بدر قتل المؤمنون يوم أحد اتخذ الله منهم شهداء وغلب رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين يوم بدر فجعل له الدولة عليهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس وتلك الايام نداولها بين الناس قال فانه ادال المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وبلغني ان المشركين قتلوا من المسلمين يوم أحد بضعة وسبعين رجلا عدد الاسارى الذين أسروا يوم بدر من المشركين وكان عدد الاسارى ثلاثة وسبعين رجلا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن وتلك الايام نداولها بين الناس قال جعل الله الايام دولا مرة لهؤلاء ومرة لهؤلاء ادال الكفار يوم أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية قال والله لولا الدول ما أودى المؤمنون ولكن قد يدال للكافر من المؤمن ويبتلي المؤمن بالكافر ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه ويعلم الصادق من الكاذب * واخرج عن السدى وتلك الايام نداولها بين الناس يوما لكم ويوما عليكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن سيرين وتلك الايام نداولها بين الناس يعنى الامراء * وأخرج ابن المنذر عن أبى جعفر قال ان للحق دولة وان للباطل دولة من دولة الحق ان ابليس أمر بالسجود لآدم فاديل آدم على ابليس وابتلى آدم بالشجرة فاكل منها فاديل ابليس على آدم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء قال ان المسلمين كانوا يسألون ربهم اللهم ربنا أرنا يوما كيوم بدر نقاتل فيه المشركين ونبليك فيه خيرا ونلتمس فيه الشهادة فلقوا المشركين يوم أحد فاتخذ منهم شهداء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في الآية قال كان المسلمون يسالون ربهم ان يريهم يوما كيوم بدر يبالون فيه خيرا ويرزقون فيه الشهادة ويرزقون الجنة والحياة والرزق فلقوا يوم أحد فاتخذ الله منهم شهداء وهم الذين ذكرهم الله تعالى فقال ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء قال يكرم الله أولياءه بالشهادة بايدى عدوهم ثم تصير حواصل الامور وعواقبها الاهل طاعة الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبيدة وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء يقول ان لا تقتلوا لا تكونوا شهداء * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى الضحى قال نزلت ويتخذ منكم شهداء فقتل منهم يومئذ سبعون منهم أربعة من المهاجرين منهم حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير أخو بنى عبدالدار والشماس ابن عثمان المخزومى وعبد الله بن جحش الاسدي وسائرهم من الانصار * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة قال لما أبطأ على النساء الخبر خرجن يستخبرن فإذا رجلان مقتولان على دابة أو على بعير فقالت امرأة من الانصار من هذا قالوا فلان وفلان أخوها وزوجها أو زوجها وابنها فقالت ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا حى قالت فلا أبالى يتخذ الله من عباده الشهداء ونزل القرآن على ما قالت ويتخذ منكم شهداء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق ابن جريج عن ابن عباس ليمحص الله الذين آمنوا قال يبتليهم ويمحق الكافرين
[ 80 ]
قال ينقصهم * وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين انه كان إذا تلا هذه الآية قال اللهم محصنا ولا تجعلنا كافرين وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن اسحق أم حسبتم ان تدخلوا الجنة وتصيبوا من ثوابي الكرامة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم يقول ولم اختبركم بالشدة وأبتليكم بالمكاره حتى أعلم صدق ذلك منكم الايمان بى والصبر على ما أصابكم في * قوله تعالى (ولقد كنتم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس ان رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون ليتنا نقتل كما قتل أصحاب بدر ونستشهد أوليت لنا يوما كيوم بدر نقاتل فيه المشركين ونبلي فيه خيرا ونلتمس الشهادة والجنة والحياة والرزق فاشهدهم الله أحدا فلم يلبثوا الامن شاء الله منهم فقال الله ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال غاب رجال عن بدر فكانوا يتمنون مثل بدر ان يلقوه فيصيبوا من الاجر والخير ما أصاب أهل بدر فلما كان يوم أحد ولى من ولى فعاتبهم الله على ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الربيع وقتادة قالا ان ناسا من الؤمنين لم يشهدوا يوم بدر والذى أعطاهم الله من الفضل فكانوا يتمنون ان يروا قتالا فيقاتلوا فسيق إليهم القتال حتى إذا كان بناحية المدينة يوم أحد فانزل الله ولقد كنتم تمنون الموت الآية * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال بلغني ان رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون لئن لقينا مع النبي صلى الله عليه وسلم لنفعلن ولنفعلن فابتلوا بذلك فلا والله ماكلهم صدق الله فانزل الله ولقد كنتم تمنون الموت الآية * وأخرج عن السدى قال كان ناس من الصحابة لم يشهدوا بدرا فلما رأوا فصيلة أهل بدر قالوا اللهم انا نسالك ان ترينا يوما كيوم بدر نبليك فيه خيرا فرأوا أحدا فقال لهم ولقد كنتم تمنون الموت الآية والله أعلم * قوله تعالى (وما محمد الا رسول) * أخرج ابن المنذر عن كليب قال خطبنا عمر فكان يقرأ على المنبر آل عمران ويقول انها أحدية ثم قال تفرقنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فصعدت الجبل فسمعت يهوديا يقول قتل محمد فقلت لاأسمع أحدا يقول قتل محمد الاضربت عنقه فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يتراجعون إليه فنزلت هذه الآية وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتزل هو وعصابة معه يومئذ على أكمة والناس يفرون ورجل قائم على الطريق يسألهم ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل كلما مروا عليه يسألهم فيقولون والله ما ندرى ما فعل فقال والذى نفسي بيده لئن كان قتل النبي صلى الله عليه وسلم لنعطينهم بايدينا انهم لعشائرنا واخواننا وقالوا لو أن محمدا كان حيا لم يهزم ولكنه قد قتل فترخصوا في الفرار حينئذ فانزل الله وما محمد الا رسول الآية كلها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الربيع في الآية قال ذلك يوم أحد حين أصابهم من القتل والقرح وتداعوا نبى الله قالوا قد قتل وقال أناس منهم لو كان نبيا ما قتل وقال أناس من علية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قاتلوا على ما قاتل عليه نبيكم حتى يفتح الله عليكم أو تلحقوا به وذكر لنا ان رجلا من المهاجرين مر على رجل من الانصار وهو يتشحط في دمه فقال يا فلان أشعرت ان محمدا قد قتل فقال الانصاري ان كان محمد قد قتل فقد بلغ فقاتلوا عن دينكم فانزل الله وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم يقول ارتددتم كفارا بعد ايمانكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة نحوه * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال نادى مناد يوم أحد حين هزم أصحاب محمد الا ان محمدا قد قتل فارجعوا إلى دينكم الاول فانزل الله وما محمد الا رسول الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال قال أهل المرض والارتياب والنفاق حين فر الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل محمد فالحقوا بدينكم الاول فنزلت هذه الآية وما محمد الا رسول الآية * وأخرج ابن جرير عن السدى قال فشا في الناس يوم أحد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل فقال بعض أصحاب الصخرة ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبى فيأ خذلنا امانا من أبى سفيان يا قوم ان محمد قد قتل فارجعوا إلى قومكم قبل ان ياتوكم فيقتلونكم قال أنس بن النضر يا قوم ان كان محمد قد قتل فان رب محمد لم يقتل فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد صلى الله عليه وسلم اللهم انى أعتذر اليك مما يقول هؤلاء وأبرأ اليك مما جاء به هؤلاء فشد بسيفه فقاتل حتى قتل فانزل الله وما محمد الا رسول الآية * وأخرج
[ 81 ]
ابن جرير عن القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخى بنى عدى بن النجار قال انتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك إلى عمر وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والانصار وقد ألقوا بايديهم فقال ما يجلسكم قالوا قتل محمد رسول الله قال فما تصنعون بالحياة بعده قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله واستقبل القوم فقاتل حتى قتل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطية العوفى قال لما كان يوم أحد وانهزموا قال بعض الناس ان كان محمد قد أصيب فاعطوهم بايديكم انما هم اخوانكم وقال بعضهم ان كان محمد قد أصيب الا تمضون على ما مضى عليه نبيكم حتى تلحقوا به فانزل الله وما محمد الا رسول إلى قوله فأتاهم الله ثواب الدنيا * وأخرج ابن سعد في الطبقات عن محمد بن شرحبيل العبدرى قال حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد فقطعت يده اليمنى فاخذ اللواء بيده اليسرى وهو يقول وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفائن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ثم قعطت يده اليسرى فجثى على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهو يقول وما محمد الا رسول الآية وما نزلت هذه الآية وما محمد الا رسول يومئذ حتى نزلت بعد ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد ومن ينقلب على عقبية قال يرتد * وأخرج البخاري والنسائي من طريق الزهري عن أبى سلمة عن عائشة ان أبا بكر أقبل على فرس من مسكنه بالسخ حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغشى بثوب حبرة فكشف عن وجهه ثم أكب عليه وقبله وبكى ثم قال بابى أنت وأمى والله لا يجمع الله عليك موتتين أما الموتة التى كتبت عليك فقدمتها قال الزهري وحدثني أبو سلمة عن ابن عباس ان أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس فقال اجلس يا عمرو قال أبو بكر أما بعد من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حى لا يموت قال الله وما محمد الا رسول إلى قوله الشاكرين فقال فوالله لكان الناس لم يعلموا ان الله أنزل هذه الاآية حتى تلاها أبو بكر فتلاها الناس منه كلهم فما أسمع بشرا من الناس الا يتلوها * وأخرج ابن المنذر عن أبى هريرة قال لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب فقال ان رجالا من المنافقين يزعمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى وان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات ولكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى ابن عمران فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد ان قيل قد مات والله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجع موسى فليقطعن أيدى رجال وأرجلهم زعموا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مات فخرج أبو بكر فقال على رسلك يا عمر انصت فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس انه من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حى لا يموت ثم تلا هذه الآية وما محمد الا رسول الآية فوالله لكان الناس لم يعلموا ان هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ وأخذ الناس عن أبى بكر فانما هي في أفواههم قال عمر فوالله ما هو الا ان سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى وقعت إلى الارض ما تحملني رجلاى وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات * وأخرج البيهقى في الدلائل عن عروة قال لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب فتوعد من قال قد مات بالقتل والقطع فجاء أبو بكر فقام إلى جانب المنبر وقال ان الله نعى نبيكم إلى نفسه وهو حى بين أظهركم ونعاكم إلى أنفسكم فهو الموت حتى لا يبقى أحد الا الله قال الله وما محمد الا رسول إلى قوله الشاكرين فقال عمر هذه الآية في القران والله ما علمت ان هذه الآية أنزلت قبل اليوم وقال قال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم انك ميت وانهم ميتون * وأخرج ابن المنذر والبيهقي من طريق ابن عباس ان عمر بن الخطاب قال كنت أتاول هذه الآية وكذلك جعلناكم أمة وسط ا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا فوالله ان كنت لا ظن انه سيبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها وانه هو الذى حملني على ان قلت ما قلت * وأخرج ابن جرير عن على بن أبى طالب في قوله وسيجزى الله الشاكرين قال الثابتين على دينهم أبا بكر وأصحابه فكان على يقول كان أبو بكر أمين الشاكرين * وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن الحسن بن محمد قال قال عمر دعني يا رسول الله أنزع ثنيتى سهيل بن عمرو فلا يقوم خطيبا في قومه أبدا فقال دعها فلعلها ان تسرك يوما فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم نفر أهل مكة فقام سهيل عند الكعبة فقال من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات والله حى لا يموت * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم عن ابن عباس ان عليا كان يقول في حياة رسول الله صلى الله
[ 82 ]
عليه وسلم ان الله يقول أفائن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله والله لئن مات أو قتل لا قاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت * وأخرج ابن المنذر عن الزهري قال لما نزلت هذه الآية ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم قالوا يا رسول الله قد علمنا ان الايمان يزداد فهل ينقص قال أي والذى بعثنى بالحق انه لينقص قالوا يا رسول الله فهل لذلك دلالة في كتاب الله قال نعم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفائن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم فالانقلاب نقصان ولا كفر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن اسحق وما كان لنفس الآية أي لمحمد صلى الله عليه وسلم أجل هو بالغه فإذا أذن الله في ذلك كان ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها أي من كان منكم بريد الدنيا ليست له رغبة في الآخرة نؤته ما قسم له فيها من رزق ولا حظ له في الآخرة ومن يرد ثواب الآخرة منكم نؤته منها ما وعده مع ما يجرى عليه من رزقه في دنياه وذلك جزاء الشاكرين * وأخرج ابن أبى حاتم عن عمر بن عبد العزيز في الآية قال لا تموت نفس ولها في الدنيا عمر ساعة الا بلغته * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله وسنجزي الشاكرين قال يعطى الله العبد بنيته الدنيا والآخرة * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم قال قال أبو بكر لو منعوني ولو عقالا اعطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لجاهدتهم ثم تلا وما محمد الا رسول قدخلت من قبله الرسل أفائن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم * وأخرج البغوي في معجمه عن ابراهيم بن حنظلة عن أبيه ان سالما مولى أبى حذيفة كان معه اللواء يوم اليمامة فقطعت يمينه فأخذ اللواء بيساره فقطعت يساره فاعتنق اللواء وهو يقول وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفائن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم الآيتن * قوله تعالى (وكأين من نبى) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد من طريق أبى عبيدة عن ابن مسعود انه قرأ وكأين من نبى قاتل معه ربيون ويقول الا ترى انه يقول فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبيرانه كان يقول ما سمعنا قط ان نبيا قتل في القتال * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن الحسن وابراهيم انهما كانا يقرآن قاتل معه * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك انه قرأ وكأين من نبى قتل معه ربيون بغير ألف وأخرج عن عطية مثله * وأخرج من طريق زرعن ابن مسعود مثله انه كان يقرؤها بغير ألف * وأخرج عبد بن حميد عن عطية انه قرأ وكأين من نبى قتل معه ربيون بغير ألف * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني عن ابن مسعود في قوله ربيون قال ألوف * وأخرج سعيد بن منصور عن الضحاك في قوله ربيون قال الربة الواحدة ألف * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر من طريق على عن ابن عباس ربيون يقول جموع * وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن في قوله ربيون قال فقهاء علماء قال وقال ابن عباس هي الجموع الكثيرة * وأخرج ابن الانباري في الوقف والابتداء والطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله ربيون قال جموع قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول حسان وإذا معشر تجافوا عن القصد أملنا عليهم ربيا * وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله ربيون كثير قال علماء كثير * وأخرج من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله ربيون كثير قال الربيون هم الجموع الكثيرة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن ربيون قال علماء كثير * وأخرج ابن حرير عن ابن زيد قال الربيون الاتباع والربانيون الولاة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وكأين من نبى قتل الآية قال هم قوم قتل نبيهم فلم يضعفوا ولم يستكينوا لقتل نبيهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله لقتل أنبيائهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله يعنى فما عجزوا عن عدوهم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم وابن المنذر عن قتادة في قوله فما وهنوا الآية يقول فما عجزوا وما تضعضعوا لقتل نبيهم وما استكانوا يقول ما ارتدوا عن بصيرتهم ولاعن دينهم ان قاتلوا على ما قاتل عليه نبى الله حتى لحقوا بالله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وما استكانوا قال ما استكانوا قال تخشعوا
[ 83 ]
* وأخرج ابن جرير عن السدى وما استكانوا يقول ما ذلوا * وأخرج عن ابن زيد وما استكانوا قال ما استكانوا لعدوهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق عن ابن عباس في قوله واسرافنا في أمرنا قال خطايانا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله واسرافنا في أمرنا قال خطايانا وظلمنا أنفسنا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله واسرافنا في أمرنا يعنى الخطايا الكبار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله فأتاهم الله ثواب الدنيا قال النصر والغنيمة وحسن ثواب الآخرة قال رضوان الله ورحمته * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة فآتاهم الله ثواب الدنيا الفلح والظهور والتمكن والنصر على عدوهم في الدنيا وحسن ثواب الآخرة هي الجنة * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن جريج في قوله يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا الذين كفروا الآية قال لا تنتصحوا اليهود والنصارى عن دينكم ولا تصدقوهم بشئ في دينكم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا الذين كفروا الآية يقول ان تطيعوا أبا سفيان بن حرب يردوكم كفارا * وأخرج ابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب انه سئل عن هذه الآية يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم التعرب فقال على بل هو الزرع * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عمرو قال ألا أخبركم بالمرتد على عقبيه الذى ياخذ العطاء ويغزو في سبيل الله ثم يدع ذلك وياخذ الارض بالجزية والرزق فذلك الذى يرتد على عقبية * قوله تعالى (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب) * أخرج ابن جرير عن السدى قال لما ارتحل أبو سفيان والمشركون يوم أحد متوجهين نحو مكة انطلق أبو سفيان حتى بلغ بعض الطريق ثم انهم ندموا فقالوا بئسما صنعتم انكم قتلتموهم حتى لم يبق الا الشريد تركتموهم ارجعوا فاستاصلوا فقذف الله في قلوبهم الرعب فانهزموا فلقوا اعرابيا فجعلوا له جعلا فقالوا له ان لقيت محمدا فاخبرهم بما قد جمعنا لهم فاخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم فطلبهم حتى بلغ حمراء الاسد فانزل الله في ذلك فذكر أبا سفيان حين أراد ان يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وما قذف في قلبه من الرعب فقال سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في هذه الآية قال قذف الله في قلب أبى سفيان الرعب فرجع إلى مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان أبا سفيان قد أصاب منكم طرفا وقد رجع وقذف الله في قلبه الرعب * وأخرج مسلم عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نصرت بالرعب على العدو * وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبى امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فضلت على الانبياء باربع أرسلت إلى الناس كافة وجعلت لى الارض كلها ولامتى مسجدا وطهورا فاينما رجل أدركه من أمتى الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره ونصرت بالرعب مسيرة شهر يقذفه في قلوب أعدائي وأحل لنا الغنائم * قوله تعالى (ولقد صدقكم الله وعده) الآية * أخرج البيهقى في الدلائل عن عروة قال كان الله وعدهم على الصبر والتقوى ان يمدهم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين وكان قد فعل فلما عصوا أمر الرسول وتركوا مصافهم وتركت الرماة عهد الرسول إليهم ان لا يبرحوا منازلهم وأرادوا الدنيا رفع عنهم مدد الملائكة وأنزل الله ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم باذنه فصدق الله وعده وأراهم الفتح فلما عصوا أعقبهم البلاء * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ولقد صدقكم الله وعده الآية قال ان أبا سفيان أقبل في ثلاث ليال خلون من شوال حتى نزل أحدا وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذن في الناس فاجتمعوا وأمر على الخيل الزبير بن العوام ومعه يومئذ المقداد بن الاسود الكندى وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء رجلا من قريش يقال له مصعب بن عمير وخرج حمزة بن عبد المطلب بالجيش وبعث حمزة بين يديه وأقبل خالد بن الوليد على خيل المشركين ومعه عكرمة بن أبى جهل فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير وقال استقبل خالد بن الوليد فكن بازائه حتى أوذنك وأمر بخيل أخرى فكانوا من جانب آخر فقال لا تبرحوا حتى أوذنكم وأقبل أبو سفيان يحمل اللات والعزى فارسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الزبير ان يحمل على خالد بن الوليد فهزمه ومن معه فقال ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بأذنهم وان الله وعد المؤمنين ان ينصرهم وانه معهم وان رسول
[ 84 ]
الله صلى الله عليه وسلم بعث ناسا من الناس فكانوا من ورائهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كونوا ههنا فردوا وجه من ندمنا وكونوا حرسا لنا من قبل ظهورنا وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هزم القوم هو وأصحابه الذين كانوا جعلوا من ورائهم فقال بعضهم لبعض لما رأوا النساء مصعدات في الجبل ورأوا الغنائم انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فادركوا الغنيمة قبل ان تستبقوا إليها وقالت طائفة أخرى بل نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنثبت مكاننا فذلك قوله منكم من يريد الدنيا للذين أرادوا الغنيمة ومنكم من يريد الآخرة للذين قالوا نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونثبت مكاننا فاتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فكان فشلا حين تنازعوا بينهم يقول وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون كانوا قد رأوا الفتح والغنيمة * وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس انه قال ما نصر الله نبيه في موطن كمانصر يوم أحد فانكروا فقال ابن عباس بينى وبين من أنكر ذلك كتاب الله ان الله يقول في يوم أحد ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم باذنه يقول ابن عباس والحس القتل حتى إذا فشلتم إلى قوله ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين وانما عنى هذا الرماة وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم أقامهم في موضع ثم قال احموا ظهورنا فان رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا وان رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا فلما غنم النبي صلى الله عليه وسلم وأباحوا عسكر المشركين انكفأت الرماة جميعا فدخلوا في العسكر ينتهبون والتفت صفوف المسلمين فهم هكذا وشبك بين يديه والتبسوا فلما أخل الرماة تلك الخلة التى كانوا فيها دخل الخيل من ذلك الموضع على الصحابة فضرب بعضهم بعضا والتبسوا وقتل من المسلمين ناس كثير وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أول النهار حتى قتل من أصحاب لواء المشركين سبعة أو تسعة رجال المسلمون جوله نحو الجبل ولم يبلغوا حيث يقول الناس الغاب انما كانوا تحت المهراس وصاح الشيطان قتل محمد فلم يشك فيه انه حق فما زلنا كذلك ما نشك انه قتل حتى طلع بين السعدين نعرفه بتكفؤه إذا مشى ففزحنا حتى كانه لم يصبنا ما أصابنا فرقى نحونا وهو يقول اشتد غضب الله على قوم دموا وجه نبيهم ويقول مرة أخرى اللهم انه ليس لهم ان يعلونا حتى انتهى الينا فمكث ساعة فإذا أبو سفيان يصيح في أسفل الجبل أعل هبل أعل هبل أين ابن أبى كبشة أين ابن أبى قحاقة أين ابن الخطاب فقال عمر الا أجيبه يا رسول الله قال بلى فلما قال أعل هبل قال عمر الله أعلى وأجل فعاد فقال أين ابن أبى كبشة أين ابن أبى قحافة فقال عمر هذا رسول الله وهذا أبو بكر وها أنا عمر فقال يوم بيوم بدر الايام دول والحرب سجال فقال عمر لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار قال انكم لتزعمون ذلك لقد خبنا اذن وخسرنا ثم قال أبو سفيان انكم ستجدون في قتلاكم مثلا ولم يكن ذلك عن رأى سراتنا ثم أدركته حمية الجاهلية فقال أما انه كان ذلك ولم نكرهه * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وابن المنذر عن ابن مسعود قال ان النساء كن يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين فلو حلفت يومئذ رجوت ان أبرانه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة فلما خالف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعصوا ما أمروا به أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسعة سبعة من الانصار ورجلين من قريش وهو عاشر فلما رهقوه قال رحم الله رجلا ردهم عنا فقام رجل من الانصار فقاتل ساعة حتى قتل فلما رهقوه أيضا قال رحم الله رجلا ردهم عنا فلم يزل يقول ذا حتى قتل السبعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبيه ما أنصفنا أصحابنا فجاء أبو سفيان فقال أعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا الله أعلى وأجل فقالو الله أعلى وأجل فقال أبو سفيان لنا العزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا اللهم مولنا والكافرون لا مولى لهم ثم قال أبو سفيان يوم بيوم بدر يوم لنا ويوم علينا ويوم نساء ويوم نسر حنظلة بحنظلة وفلان بفلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاسواء أما قتلانا فاحياء يرزقون وقتلاكم في النار يعذبون قال أبو سفيان قد كان في القوم مثلة وان كانت لعن غير ملاء منا ما أمرت ولا نهيت ولا أحببت ولاكرهت ولا ساءني ولاسرنى قال فنظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطع ان تأكلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أء كلت شيأ قالوا لا قال ماكان الله ليدخل شيأ من حمزة النار فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة فصلى عليه وجئ برجل من الانصار فوضع إلى
[ 85 ]
جنبه فصلى عليه فرفع الانصاري وترك حمزة ثم جئ بآخر فوضعه إلى جنب حمزة فصلى عليه ثم رفع وترك حمزة حتى صلى عليه يومئذ سبعون صلاة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن البراء بن عازب قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة يوم أحد وكانوا خمسين رجلا عبد الله ابن جبير ووضعهم موضعا وقال ان رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تيرحوا حتى أرسل اليكم فهزموهم قال فانا والله رأيت النساء يشتددن على الجبل وقد بدت اسوقهن وخلاخلهن رافعات ثيابهن فقال أصحاب عبد الله الغنيمة أي قوم الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنتظرون قال عبد الله بن جبير أفنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا انا والله لناتين الناس فلنصيبن من الغنيمة فلما أتوهم صرفت وجوههم فاقبلوا منهزمين فذلك الذى يدعوهم الرسول في أخراهم فلم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اثنى عشر رجلا فأصابوا منا سبعين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة سبعين أسير أو سبعين قتيلا قال أبو سفيان أفى القوم محمد ثلاثا فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يجيبوه ثم قال أفى القوم ابن أبى قحافة مرتين أفى القوم ابن الخطاب مرتين ثم أقبل على أصحابه فقال أما هؤلاء فقد قتلوا وقد كفيتموهم فما ملك عمر نفسه ان قال كذبت والله يا عدو الله ان الذين عددت أحياء كلهم وقد بقى لك ما يسوءك قال يوم بيوم بدر والحرب سجال انكم ستجدون في القوم مثله لم آمر بها ولم تسؤني ثم أخذ يرتجزأعل هبل أعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تجيبونه قالوا يارسول الله ما نقول قال قولوا الله أعلى وأجل قال ان لنا العزى ولا عزى لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تجيبونه قالوا يا رسول الله وما نقول قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم * وأخرج البيهقى في الدلائل عن جابر قال انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وبقى معه أحد عشر رجلا من الانصار وطلحة بن عبيد الله وهو يصعد في الجبل فلحقهم المشركون فقال الا أحد لهؤلاء فقال طلحة أنا يارسول الله فقال كما أنت يا طلحة فقال رجل من الانصار فانا يا رسول الله فقاتل عنه وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بقى معه ثم قتل الانصاري فلحقوه فقال الارجل لهؤلاء فقال طلحة مثل قوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل قوله فقال رجل من الانصار فانا يارسول الله وأصحابه يصعدون ثم قتل فلحقوه فلم يزل يقول مثل قوله الاول ويقول طلحة أنا يارسول الله فيحبسه فيستأذنه رجل من الانصار للقتال فياذن له فيقاتل مثل من كان قبله حتى لم يبق معه الا طلحة فغشوهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لهؤلاء فقال طلحة أنا فقاتل مثل قتال جميع من كان قبله وأصيبت أنامله فقال حس فقال لو قلت بسم الله وأذكرت اسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون اليك في جو السماء ثم صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم مجتمعون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عبد الرحمن بن عوف في قوله إذ تحسونهم باذنه قال الحسن القتل * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس مثله * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس إذ تحسونهم قال تقتلونهم * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله إذ تحسونهم قال تقتلونهم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر ومنا الذى لاقى بسيف محمد * فحس به الاعداء عرض العساكر * وأخرج الطبراني عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قول الله إذ تحسونهم باذنه قال تقتلونهم قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول عتبة الليثى نحسهم بالبيض حتى كاننا * نفلق منهم بالجماجم حنظلا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس حتى إذا فشلتم قال الفشل الجبن * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الربيع حتى إذا فشلتم يقول جبنتم عن عدوكم وتنازعتم في الامر يقول اختلفتم وعصيتم من بعدما أراكم ما تحبون وذلك يوم أحد قال لهم انكم ستظهرون فلا أعرفن ما أصبتم من غنائهم شياحتى تفرغوا فتركوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم وعصوا ووقعوا في الغنائم ونسوا عهده الذى عهده إليهم وخالفوا إلى غير ما أمرهم به فانصر عليهم عدوهم من بعدما أراهم فيهم ما يحبون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن عبد
[ 86 ]
الرحمن بن ابزى في قوله حتى إذ افشاتم قال كان وضع خمسين رجلا من أصحابه عليهم عبيدالله بن خوات فجعلهم بازاء خالد بن الوليد على خيل المشركين فلما هزم رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس قال نصف أولئك نذهب حتى نلحق بالناس ولا تفوتنا الغنائم وقال بعضهم قد عهد الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لانريم حتى يحدث الينا فلما رأى خالد بن الوليد رقتهم حمل عليهم فقاتلوا خالدا حتى ما توا ربضة فانزل الله فيهم ولقد صدقكم الله وعده إلى قوله وعصيتم فجعل أولئك الذين انصرفوا عصاة * وأخرج ابن المنذر عن البراء بن عازب من بعد ما أراكم ما تحبون الغنائم وهزيمة القوم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن مجاهد من بعدما أراكم ما تحبون قال نصر الله المؤمنين على المشركين حتى ركب نساء المشركين على كل صعب وذلول ثم أديل عليهم المشركون بعصيتهم للنبى صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال ان نبى الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم أحد طائفة من المسلمين فقال كونوا مسلحة للناس بمنزلة أمرهم ان يثبتوا بها وأمرهم أن يا يبرحوا مكانهم حتى باذن لهم فلما لقى نبى الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أبا سفيان ومن معه من المشركين هزمهم نبى الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى المسلحة ان الله هزم المشركين انطلق بعضهم يتنادون الغنيمة الغنيمة لا تفتكم وثبت بعضهم مكانهم ولا نريم موضعنا حتى ياذن لنانبى الله صلى الله عليه وسلم ففى ذلك نزل منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة فكان ابن مسعود يقول ما شعرت ان أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد الدنيا وعرضها حتى كان يوم أحد * وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن ابن عباس قال لما هزم الله المشركين يوم أحد قال الرماة أدركوا الناس ونبى الله صلى الله عليه وسلم لا يسبقونا إلى الغنائم فتكون لهم دونكم وقال بعضهم لانريم حتى ياذن لنا النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة قال ابن جريج قال ابن مسعود ما علمنا ان أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد الدنيا وعرضها حتى كان يومئذ * وأخرج أحمد وابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني في الاوسط والبيهقي بسند صحيح عن ابن مسعود قال ما كنت أرى ان أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا حتى نزلت فينا يوم أحد منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله ثم صرفكم عنهم قال صرف القوم عنهم فقتل من المسلمين بعدة من أسروا يوم بدر وقتل عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وشج في وجهه فقالوا أليس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدنا النصر فانزل الله ولقد صدقكم الله وعده إلى قوله ولقد عفاعنكم * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله ولقد عفاعنكم قال يقول الله قد عفوت عنكم إذ عصيتموني ان لا أكون استأصلتكم ثم يقول الحسن هؤلاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى سبيل الله غضاب لله يقاتلون أعداء الله نهوا عن شئ فضيعوه فوالله ما تركوا حتى غموا بهذا الغم قتل منهم سبعون وقتل عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وشج في وجهه فافسق الفاسقين اليوم يتجرأ على كل كبيرة ويركب كل داهية ويسحب عليها ثيابه ويزعم ان لا باس عليه فسوف يعلم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ولقد عفا عنكم قال إذ لم يستأصلكم * وأخرج البخاري عن عثمان بن موهب قال جاء رجل إلى ابن عمر فقال انى سائلك عن شئ فحدثني انشدك بحرمة هذا البيت أتعلم ان عثمان بن عفان فر يوم أحد قال نعم قال فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهدها قال نعم قال فتعلم انه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهد ها قال نعم فكبر فقال ابن عمر تعال لاخبرك ولا بين لك عما سألتنى عنه أما فراره يوم أحد فاشهدان الله عفاعنه وأما تغيبه عن بدر فانه كان تحته بنت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لك أجر رجل وسهمه وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعزببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه فبعث عثمان فكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى فضرب بها على يده فقال هذه يد عثمان اذهب بها الآن معك * قوله تعالى (إذ تصعدون الآية) * أخرج ابن جرير عن الحسن البصري انه قرأ إذ تصعدون بفتح التاء والعين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ إذ تصعدون برفع التاء وكسر العين * وأخرج ابن جرير عن هرون قال في قراءة أبى بن كعب إذ تصعدون في الوادي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
[ 87 ]
من طريق ابن جريج عن ابن عباس إذ تصعدون قال صعدوا في أحد فرارا والرسول يدعوهم في اخراهم إلى عباد الله ارجعوا إلى عباد الله ارجعوا * وأخرج ابن المنذر عن عطية العوفى قال لما كان يوم أحد وانهزم الناس صعدوا في الجبل والرسول يدعوهم في أخراهم فقال الله إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في اخراكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن أنه سئل عن قوله إذ تصعدون الآية قال فروا منهزمين في شعب شديد لا يلوون على أحد والرسول يدعوهم في أخراهم إلى عباد الله إلى عباد الله ولا يلوى عليه أحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله إذ تصعدون الآية قال ذاكم يوم أحد صعدوا في الوادي فرأوا ونبى الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم في اخراهم إلى عباد الله إلى عباد الله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في اخراكم فرجعوا وقالوا والله لنأتينهم ثم لنقتلنهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا فانما أصابكم الذى أصابكم من أجل أنكم عصيتموني فبينما هم كذلك إذ اتاهم القوم وقد أيسوا وقد اخترطوا سيوفهم فأثابكم غما بغم فكان غم الهزيمة غمهم حين أتوهم لكيلا تحزنوا على ماقاتكم من الغنيمة وما أصابكم من القتل والجراحة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن عوف فأثابكم غما بغم قال الغم الاول بسبب الهزيمة والثانى حين قيل قتل محمد وكان ذلك عندهم أعظم من الهزيمة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فأثابكم غما بغم قال فرة بعد الفرة الاولى حين سمعوا الصوت ان محمدا قد قتل فرجع الكفار فضربوهم مدبرين حتى قتلوا منهم سبعين رجلا ثم انحازوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا يصعدون في الجبل والرسول يدعوهم في اخزاهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة فأثابكم غما يغم قال الغم الاول الجراح والقتل والغم الآخر حين سمعوا ان النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل فانساهم الغم الآخر ما أصابهم من الجراح والقتل وما كانوا يرجون من الغنيمة وذلك قوله لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم * وأخرج ابن جرير عن الربيع مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال انطلق النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ يدعو الناس حتى انتهى إلى أصحاب الصخرة فلما رأوه وضع رجل سهما في قوسه فاراد أن يرميه فقال أنا رسول الله ففرحوا بذلك حين وجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا وفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى أن في أصحابه من يمتنع فلما اجتمعوا وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذهب عنهم الحزن فاقبلوا يذكرون الفتح وما فاتهم منه ويذكرون أصحابهم الذين قتلوا فاقبل أبو سفيان حتى أشرف عليهم فلما نظروا إليه نسوا ذلك الذى كانوا عليه وهمهم أبو سفيان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لهم أن يعلونا اللهم ان تقتل هذه العصابة لا تعبد ثم ندب أصحابه فرموهم بالحجارة حتى أنزلوهم فذلك قوله فأثابكم غما بغم الغم الاول ما فاتهم من الغنيمة والفتح والغم الثاني اشراف العدو عليهم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم من الغنيمة ولا ما أصابكم من القتل حين تذكرون فشغلهم أبو سفيان * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال أصاب الناس حزن وغم على ما أصابهم في أصحابهم الذين قتلوا فلما تولجوا في الشعب وقف أبو سفيان وأصحابه بباب الشعب فظن المؤمنون انهم سوف يميلون عليهم فيقتلونهم أيضا فأصابهم حزن من ذلك أنساهم حزنهم في أصحابهم فذلك قوله سبحانه فأثابكم غما بغم * قوله تعالى (ثم انزل عليكم) الآية * أخرج ابن جرير عن السدى ان المشركين انصرفوا يوم أحد بعد الذى كان من أمرهم وأمر المسلمين فواعدوا النبي صلى الله عليه وسلم بدرا من قابل فقال لهم نعم فتخوف المسلمون ان ينزلوا المدينة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فقال انظر فان رأيتهم قد قعدوا على أثقالهم وجنبوا خيولهم فان القوم ذاهبون وان رأيتهم قد قعدوا على خيولهم وجنبوا على أثقالهم فان القوم ينزلون المدينة فاتقوا الله واصبروا ووطنهم على القتال فلما أبصرهم الرسول قعدوا على الاثقال سراعا عجالا نادى باعلى صوته بذهابهم فلما رأى المؤمنون ذلك صدقوا نبى الله صلى الله عليه وسلم فناموا وبقى اناس من المنافقين يظنون ان القوم يانونهم فقال الله يذكر حين أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال أمنهم الله يومئذ بنعاس غشاهم وانما ينعس من يامن * وأخرج
[ 88 ]
ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل عن المسور بن مخرمة قال سألت عبد الرحمن بن عوف عن قول الله ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا قال ألقى علينا النوم يوم أحد * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن أنس ان أبا طلحة قال غشينا ونحن في مصافنا يوم أحد حدث انه كان ممن غشيه النعاس يومئذ قال فجعل سيفى يسقط من يدى وآخذه ويسقط وآخذه فذلك قوله ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم والطائفة الاخرى المنافقون ليس لهم هم الا أنفسهم أجبن قوم وأرعبه وأخذ له للحق يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية كذبهم انما هم أهل شك وريبة في الله * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة وعبد بن حميد والترمذي وصححه والحاكم وصححه وابن مردويه وابن جرير والطبراني وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن الزبير بن العوام قال رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر ومأمنهم أحد الا وهو مميدتحت حجفته من النعاس فذلك قوله ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا وتلى هذه الآية ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا * وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل عن الزبير ابن العوام قال رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر ومأمنهم أحد الا وهو مميد تحت حجفته من النعاس وتلى هذه الآية ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا الآية * وأخرج ابن اسحق وابن راهويه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن الزبير قال لقدر رأيتنى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الخوف علينا أرسل الله علينا النوم فما منا من رجل الا ذقنه في صدره فوالله انى لا سمع قول معتب بن قشير ما أسمعه الا كالحلم لو كان انا من الامر شئ ما قتلنا ههنا فحفظتها منه وفى ذلك أنزل الله ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا إلى قوله ما قتلنا ههنا لقول معتب بن قشير * وأخرج عبد بن حميد عن ابراهيم انه قرأ في آل عمران أمنة نعاسا تغشى بالتاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني عن ابن مسعود قال النعاس عند القتال أمنة من الله والنعاس في الصلاة من الشيطان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال ان المنافقين قالوا لعبد الله بن أبى وكان سيد المنافقين في أنفسهم قتل اليوم بنو الخزرج فقال وهل لنا من الامر شئ أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل وقال لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل * وأخرج ابن جرير عن قتادة والربيع في قوله ظن الجاهلية قالا ظن أهل الشرك * وأخرج ابن اسحق وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال معتب الذى قال يوم أحد لو كان لنا من الامر شئ ما قتلنا ههنا فانزل الله في ذلك من قولهم فطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله إلى آخر القصة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع في قوله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك كان مما أخفوا في أنفسهم ان قالوا كان لنا من الامر شئ ما قتلنا ههنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن انه سئل عن هذه الآية فقال لما قتل من قتل من أصحاب محمد أتوا عبد الله بن أبى فقالوا له ما ترى فقال انا والله ما نؤامر لو كان لنا من الامر شئ ما قتلنا ههنا * وأخرج ابن جرير عن الحسن انه سئل عن قوله قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم قال كتب الله على المؤمنين ان يقاتلوا في سبيله وليس كل من يقاتل يقتل ولكن يقتل من كتب الله عليه القتل * قوله تعالى (ان الذين تولوا منكم) الآية * أخرج ابن جرير عن كليب قال خطب عمر يوم الجمعة فقرأ آل عمران وكان يعجبه إذا خطب ان يقرأها فلما انتهى إلى قوله ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان قال لما كان يوم أحد هزمناهم ففررت حتى صعدت الجبل فلقد رأيتنى أنزو كأنني أروى والناس يقولون قتل محمد فقلت لا أجد أحدا يقول قتل محمد الا قتلته حتى اجتمعنا على الجبل فنزلت ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان الآية كلها * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبد الرحمن بن عوف ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان قال هم ثلاثة واحد من المهاجرين واثنان من الانصار * وأخرج ابن منده في معرفة الصحابة عن ابن عباس في قوله ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان الآية قال نزلت في عثمان ورافع بن المعلى وحارثة بن زيد * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان قال نزلت في رافع بن المعلى وغيره من الانصار وأبى حذيفة عن عتبة ورجل آخر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة ان الذين
[ 89 ]
تولوا منكم يوم التقى الجمعان قال عثمان والوليد بن عقبة وخارجة بن زيد ورفاعة بن معلى * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال كان الذين ولوا الدبر يومئذ عثمان بن عفان وسعد بن عثمان وعقبة بن عثمان اخوان من الانصار من بنى زريق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن اسحق ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان فلان وسعد بن عثمان وعقبة بن عثمان الانصاريان ثم الزرقيان وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى بعضهم إلى المنقى دون الاغوص وفر عقبة بن عثمان وسعد بن عثمان حتى بلغوا الجلعب جبل بناحية المدينة مما يلى الاغوص فاقاموا به ثلاثا ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعموا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد ذهبتم فيها عريضة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان ذلك يوم أحد ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تولوا عن القتال وعن نبى الله يومئذ وكان ذلك من أمر الشيطان وتخويفه فانزل الله ما تسمعون انه قد تجاوز لهم عن ذلك وعفا عنهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبيران الذين تولوا منكم يعنى انصرفوا عن القتال منهزمين يوم التقى الجمعان يوم أحد حين التقى الجمعان جمع المسلمين وجمع المشركين فانهزم المسلمون عن النبي صلى الله عليه وسلم وبقى ثمانية عشر رجلا انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا يعنى حين تركوا المركز وعصوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال للرماة يوم أحد لا تبرحوا مكانكم فترك بعضهم المركز ولقد عفا الله عنهم حين لم يعاقبهم فيستأصلهم جميعا ان الله غفور حليم فلم يجعل لمن انهزم يوم أحد بعد قتال بدر النار كما جعل يوم بدر فهذه رخصة بعد التشديد * وأخرج أحمد وابن المنذر عن شقيق قال لقى عبد الرحن بن عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد ما لى أراك جفوت أمير المؤمنين عثمان فقال له عبد الرحمن أخبره انى لم أفر يوم عينين يقول يوم أحد ولم اتخلف عن بدر ولم أترك سنة عمر فانطلق فخبر بذلك عثمان فقال أما قوله انى لم أفر يوم عينين فكيف يعيرنى بذلك وقد عفا الله عنى فقال ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم وأما قوله انى تخلفت يوم بدر فانى كنت أمرض رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ماتت وقد ضرب لى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم فقد شهدو أما قوله انى لم أترك سنة عمر فانى لا أطيقها ولا هو فاته فحدثه بذلك * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن رجاء بن أبى سلمة قال الحلم أرفع من العقل لان الله عزوجل تسمى به * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا) الآيات * أخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وقالوا لاخوانهم إذا ضربوا في الارض الآية قال هذا قول عبد الله بن أبى ابن سلول والمنافقين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم الآية قال هؤلاء المنافقون أصحاب عبد الله بن أبى إذا ضربوا في الارض وهى التجارة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا قال هذا قول الكفار إذا مات الرجل يقولون لو كان عندنا ما مات فلا تقولوا كما قال الكفار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم قال يحزنهم قولهم لا ينفعهم شيأ * وأخرج بن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن اسحق ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم لقلة اليقين بربهم والله يحيى ويميت أي يعجل ما يشاء ويؤخر ما يشاء من آجالهم بقدرته ولئن قتلتم في سبيل الله الآية أي ان الموت كائن لابد منه فموت في سبيل الله أو قتل خير لو علموا واتقوا مما يجمعون من الدنيا التى لها يتأخرون عن الجهاد تخوف الموت والقتل لما جمعوا من زهيد الدنيا زهادة في الآخرة ولئن متم أو قتلتم لالى الله تحشرون أي ذلك كائن إذا لى الله المرجع فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا تغتروا بها وليكن الجهاد وما رغبكم الله فيه منه آثر عندكم منها * وأخرج عبد بن حميد عن الاعمش انه قرأ متم وإذا متنا كل شئ في القرآن بكسر الميم * قوله تعالى (فبما رحمة) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فبما رحمة من الله يقول فبرحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك أي والله طهره من الفظاظة والغلظة وجعله قريبا رحيما رؤفا بالمؤمنين وذكر لنا أن نعت محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة ليس بفظ ولا غليظ ولا صخوب في الاسواق ولا يجزئ
[ 90 ]
بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن انه سئل عن هذه الآية فقال هذ خلق محمد صلى الله عليه وسلم نعته الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله لا نفضوا من حولك قال لا نصرفوا عنك * وأخرج الحكيم الترمذي وابن عدى بسند فيه متروك عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله أمرنى بمداراة الناس كما أمرنى باقامة الفرائض * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن الحسن في قوله وشاورهم في الامر قال قد علم الله أنه ما به إليهم من حاجة ولكن أرادان يستن به من بعده * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وشاورهم في الامر قال أمر الله نبيه ان يشاور أصحابه في الامور وهو ياتيه وحى السماء لانه أطيب لا نفس القوم وان القوم إذا شاور بعضهم بعضا وأرادوا بذلك وجه الله عزم لهم على رشده * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك قال ما أمر الله نبيه بالمشاورة الا لما علم فيها من الفضل والبركة قال سفيان وبلغني انها نصف العقل وكان عمر بن الخطاب يشاور حتى المرأة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن قال ما شاور قوم قط الاهدوا الا رشد أمورهم * وأخرج ابن عدى والبيهقي في الشعب بسند حسن عن ابن عباس قال لما نزلت وشاورهم في الامر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ان الله ورسوله لغنيان عنها ولكن جعلها الله رحمة لامتي فمن استشار منهم لم يعدم رشدا ومن تركها لم يعدم غيا * وأخرج الطبراني في الاوسط عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خاب من استخار ولا ندم من استشار * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس وشاورهم في الامر قال أبو بكر وعمر * وأخرج من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في أبى بكر وعمر * وأخرج أحمد عن عبد الرحمن بن غنم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابي بكر وعمر لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى هريرة قال ما رأيت أحدا من الناس أكثر مشورة لاصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج الطبراني بسند جيد عن ابن عمرو قال كتب أبو بكر الصديق إلى عمروان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشاور في الحرب فعليك به * وأخرج الحاكم عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت مستخلفا أحدا عن غير مشورة لاستخلفت ابن أم عبد * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الادب وابن المنذر بسند حسن عن ابن عباس انه قرأ وشاورهم في بعض الامر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فإذا عزمت فتوكل على الله قال أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم إذا عزم على أمران يمضى فيه ويستقيم على أمر الله ويتوكل على الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن جابر ابن زيد وأبى نهيك انهما قرآ فإذا عزمت لك يا محمد على أمر فتوكل على الله * وأخرج ابن مردويه عن على قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزم فقال مشاورة أهل الرأى ثم اتباعهم * وأخرج الحاكم عن الحباب بن المنذر قال أشرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر بخصلتين فقبلهما منى خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعسكر خلف الماء فقلت يا رسول الله أبوحى فعلت أو برأى قال برأى يا حباب قلت فان الرأى ان تجعل الماء خلفك فان لجأت إليه فقبل ذلك منى قال ونزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي الامرين أحب اليك تكون في دنياك مع أصحابك أو ترد على ربك فيما وعدك من جنات النعيم فاستشار أصحابه فقالوا يا رسول الله تكون معنا أحب الينا وتخبرنا بعورات عدونا وتدعو الله لينصرنا عليهم وتخبرنا من خبر السماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك لا تتكلم يا حباب فقلت يا رسول الله اختر حيث اختار لك ربك فقبل ذلك منى قال الذهبي حديث منكر * وأخرج ابن سعد عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل منزلا يوم بدر فقال الحباب بن المنذر ليس هذا بمنزل انطلق بنا إلى أدنى ماء إلى القوم ثم نبنى عليه حوضا ونقذف فيه الآنية فنشرب ونقاتل ونغورما سواها من القلب فنزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الرأى ما أشار الحباب بن المنذر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حباب أشرت بالرأى فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل ذلك * وأخرج ابن سعد عن يحيى بن سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم استشار الناس يوم بدر فقام الحباب ابن المنذر فقال نحن أهل الحرب أرى أن تغور المياء الاماء واحدا نلقاهم عليه قال واستشارهم يوم قريظة والنضير
[ 91 ]
فقام الحباب بن المنذر فقال أرى ان ننزل بين القصور فنقطع خبر هؤلاء عن هؤلاء وخبر هؤلاء عن هؤلاء فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله * قوله تعالى (ان ينصركم الله) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن اسحق في الآية قال أي ان ينصرك الله فلا غالب لك من الناس لن يضرك خذ لان من خذلك وان يخذلك فلن يضرك الناس فمن ذاالذين ينصركم من بعده أي لا تترك امرى للناس وارفض الناس لامرى وعلى الله لا على الناس فليتوكل المؤمنون * قوله تعالى (وما كان لنبى ان يغل) الآية * أخرج ابو داود وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن ابى حاتم من طريق مقسم عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية وما كان لنبى ان يغل في قطيفة حمراء افتقدت يوم بدر فقال بعض الناس لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها فانزل الله وما كان لنبى أن يغل * واخرج ابن جرير عن الاعمش قال كان ابن مسعود يقرأ ما كان لنبى أن يغل فقال ابن عباس بلى ويقتل انما كانت في قطيفة قالوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غلها يوم بدر فانزل الله وما كان لنبى أن يغل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير قال نزلت هذه الآية وما كان لنبى أن يغل في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر من الغنيمة * وأخرج الطبراني بسند جيد عن ابن عباس قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا فردت رايته ثم بعث فردت بغلول رأس غزالة من ذهب فنزلت وما كان لنبى أن يغل * وأخرج البزار وابن أبى حاتم والطبراني عن ابن عباس وما كان لنبى أن يغل قال ماكان للنبى أن يتهمه أصحابه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن عباس قال فقدت قطيفة حمراء يوم بدر مما أصيب من المشركين فقال بعض الناس لعل النبي صلى الله عليه وسلم أخذها فانزل الله وما كان لنبى أن يغل قال خصيف فقلت لسعيد بن جبير ما كان لنبى أن يغل يقول ليخان قال بل يغل فقد كان النبي والله يغل ويقتل أيضا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس انه كان يقرأ وما كان لنبى أن يغل بنصب الياء ورفع الغين * وأخرج عبد بن حميد عن أبى عبد الرحمن السلمى وأبى رجاء ومجاهد وعكرمة مثله * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ وما كان لنبى أن يغل بفتح الياء * وأخرج ابن منيع في مسنده عن أبى عبد الرحمن قال قلت لابن عباس ان ابن مسعود يقرأ وما كان لنبى أن يغل يعنى بفتح الغين فقال لى قد كان له أن يغل وأن يقتل انما هي أن يغل يعنى بضم الغين ما كان الله ليجعل نبيا غالا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس وما كان لنبى أن يغل قال ان يقسم الطائفة من المسلمين ويترك طائفة ويجور في القسمة ولكن يقسم بالعدل وياخذ فيه بامر الله ويحكم فيه بما أنزل الله يقول ما كان الله ليجعل نبيا يغل من أصحابه فإذا فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم استنوا به * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير من طريق سلمة بن نبيط عن الضحاك قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم طلائع فغنم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسم بين الناس ولم يقسم للطلائع شيا فلما قدمت الطلائع فقالوا قسم الفئ ولم يقسم لنا فانزل الله وما كان لنبى أن يغل * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس وما كان لنبى أن يغل قال أن يقسم لطائفة ولا يقسم لطائفة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد وما كان لنبى أن يغل قال ان يخون * وأخرج سعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن انه قرأ وما كان لنبى ان يغل بنصب الغين قال ان يخان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة والربيع وما كان لنبى أن يغل يقول ما كان لنبى أن يغله أصحابه الذين معه وذكر لنا ان هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وقد غل طوائف من أصحابه * وأخرج الطبراني والخطيب في تاريخه عن مجاهد قال كان ابن عباس ينكر على من يقرأ وما كان لنبى أن يغل ويقول كيف لا يكون له ان يغل وقد كان له أن يقتل قال الله ويقتلون الانبياء بغير حق ولكن المنافقين اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم في شئ من الغنيمة فانزل الله وما كان لنبى أن يغل * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبى شيبة والحاكم وصححه عن زيد بن خالد الجهنى أن رجلا توفى يوم حنين فذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلوا عليه فتغير وجوه الناس لذلك فقال ان صاحبكم غل في سبيل الله ففتشنا متاعه فوجدنا خرزا من خرز اليهود لا يساوي درهمين * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصاب غنيمة أمر بلالا فنادى في الناس فيجيؤن بغنائمهم فيخمسه ويقسمه فجاء رجل بعد ذلك بزمام من شعر فقال
[ 92 ]
يارسول الله هذا فيما كنا أصبناه من الغنيمة فقال أسمعت بلالا ثلاثا قال نعم قال فما منعك ان تجئ به قال يارسول الله فاعتذر قال كن أنت تجئ به يوم القيامة فلن أقبله عنك * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم وصححه عن صالح بن محمد بن زائدة قال دخل مسلمة أرض الروم فاتى برجل قد غل فسأل سالما عنه فقال سمعت أبى يحدث عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا وجدتم الرجل قد غل فاحرقوا متاعه واضربوه قال فوجدنا في متاعه مصحفا فسئل سالم عنه فقال بعه وتصدق بثمنه * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد الله بن شقيق قال أخبرني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى وجاءه رجل فقال استشهد مولاك فلان قال بل هو الآن يجر إلى النار في عباءة غلها الله ورسوله * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عمر قال كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو في النار فذهبوا ينظرون فوجدوا عليه عباءة قد غلها * وأخرج ابن أبى شيبة عن أنس بن مالك قال قيل يارسول الله استشهد مولاك فلان قال كلا انى رأيت عليه عباءة قد غلها * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة قال أهدى رفاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما فخرج به معه إلى خيبر فنزل بين العصر والمغرب فاتى الغلام سهم غائر فقتله فقلنا هنيئا لك الجنة فقال والذى نفسي بيده ان شملته لتحرق عليه الآن في النار غلها من المسلمين فقال رجل من الانصار يارسول الله أصبت يومئذ شراكين فقال يقدمنك مثلهما من نار جهنم * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمرو بن سالم قال كان أصحابنا يقولون عقوبة صاحب الغلول ان يحرق فسطاطه ومتاعه * وأخرج الطبراني عن كثير بن عبذ الله عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لااسلال ولاغلول ومن يغلل يات بما غل يوم القيامة * وأخرج الترمذي وحسنه عن معاذ بن جبل قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فلما سرت أرسل في أثرى فرددت فقال أتدرى لم بعثت اليك لا تصيبن شيأ بغير اذنى فانه غلول ومن يغلل يات بما غل يوم القيامة لهذا دعوتك فامض لذلك * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال ذكر لنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا غنم مغنما بعث مناديه يقول ألا لايغلن رجل مخيطا فما فوقه ألا لااعرفن رجلا يغل بعيرا ياتي به يوم القيامة حامله على عنقه له رغاء ألا لااعرفن رجلا يغل فرسا ياتي يوم القيامة حامله على عنقه له حمحمة الا لاأعرفن رجلا يغل شاة ياتي بها يوم القيامة حاملها على عنقه لها ثغاء يتتبع من ذلك ما شاء الله ان يتتبع ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اجتنبوا الغلول فانه عار وشنار ونار * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن جرير والبيهقي في الشعب عن أبى هريرة قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فذكر الغلول فعظمه وعظم امره ثم قال ألا لا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول يارسول الله أغثنى فاقول لاأملك لك من الله شيأ قد أبلغتك لاألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبتة فرص لها حمحمة فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا أملك لك من الله شيأ قد أبلغتك لاألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق فيقول يا رسول الله أغثنى فاقول لا أملك لك من الله شيأ قد أبلغتك لاألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته صامت فيقول يارسول الله أغثنى فاقول لا أملك لك من الله شيا قد أبلغتك * وأخرج هناد وابن أبى حاتم عن أبى هريرة ان رجلا قال له أرأيت قول الله ومن يغلل يات بما غل يوم القيامة هذا يغل ألف درهم وألفى درهم ياتي بها أرأيت من بغل مائة بعير ومائتي بعير كيف يصنع بها قال أرأيت من كان ضرسه مثل أحد وفخذه مثل ورقان وساقه مثل بيضاء ومجلسه ما بين الربذة إلى المدينة ألا يحمل مثل هذا * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الحجر ليزن سبع خلفات ليلقى في جهنم فيهوى فيها سبعين خريفا ويؤتى بالغلول فيلقى معه ثم يكلف صاحبه ان ياتي به وهو قول الله ومن يغلل يات بما غل يوم القيامة * وأخرج بن أبى شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود عن عدى بن عميرة الكندى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس من عمل منكم لنا في عمل فكتمنامنه مخيطا فما فوقه فهو غل وفى لفظ فانه غلول ياتي به يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن أنيس انه تذاكر هو وعمر يوما الصدقة فقال الم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر غلول الصدقة من غل منها بعيرا أو شاة فانه يحمله يوم القيامة قال عبد الله بن انيس بلى * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد
[ 93 ]
ابن جبير في قوله ومن يغلل يات بما غل يوم القيامة يعنى يات بما غل يوم القيامة يحمله على عنقه * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عمرو قال لو كنت مستحلا من الغلول القليل لا ستحلك منه الكثير ما من احد يغل غلولا اد كلف ان ياتي به من اسفل درك جهنم * وأخرج احمد وابن ابى داود في المصاحف عن خمير بن مالك قال لما امر بالمصاحف ان تغير فقال ابن مسعود من استطاع منكم ان يغل مصحفه فليغله فانه من غل شيأ جاء به يوم القيامة ونعم الغل المصحف ياتي به احدكم يوم القيامة * وأخرج بن ابى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله افمن اتبع رضوان الله يعنى رضا الله فلم يغلل في الغنيمة كمن باء بسخط من الله يعنى كمن استوجب سخط من الله في الغلول فليس هو بسواء ثم بين مستقرهما فقال للذى يغل مأواه جهنم وبئس المصير يعنى مصير اهل الغلول ثم ذكر مستقر من لا يغل فقال لهم درجات يعنى فضائل عند الله والله بصير بما يعملون يعنى بصير بمن غل منكم ومن لم يغل * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن الضحاك في قوله افمن اتبع رضوان الله قال من لم يغل كمن باء بسخط من الله كمن غل * وأخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن جريج افمن اتبع رضوان الله قال امر الله في اداء الخمس كمن باء بسخط من الله فاستوجب سخطا من الله * وأخرج ابن ابى حاتم عن مجاهد أفمن اتبع رضوان الله قال من ادى الخمس * وأخرج ابن ابى حاتم عن الحسن في قوله افمن اتبع رضوان الله يقول من اخذ الحلال خير له ممن اخذ الحرام وهذا في الغلول وفى المظالم كلها وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس هم درجات عند الله يقول باعمالهم * وأخرج عبد بن حميد وبن جرير وبن المنذر عن مجاهد في قوله هم درجات عند الله قال هي كقوله لهم درجات عند الله * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن السدى في قوله هم درجات يقول لهم درجات * وأخرج ابن ابى حاتم عن الحسن انه سئل عن قوله هم درجات قال للناس درجات باعمالهم في الخير والشر * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك هم درجات عند الله قال اهل الجنة بعضهم فوق بعض فيرى الذى فوق فضله على الذى اسفل منه ولايرى الذى أسفل منه انه فضل عليه أحد * قوله تعالى (لقد من الله) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة في هذه الآية لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من انفسهم قالت هذه للعرب خاصة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال من من الله عظيم من غير دعوة ولا رغبة من هذه الامة جعله الله رحمة لهم يخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم بعثه الله إلى قوم لا يعلمون فعلمهم والى قوم لاأدب لهم فادبهم * قوله تعالى (أو لما أصابتكم) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله أو لما اصابتكم مصيبة الآية يقول انكم قد اصبتم من المشركين يوم بدر مثلى ما اصبوا منكم يوم احد * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال قتل المسلمون من المشركين يوم بدر سبعين واسروا سبعين وقتل المشركون يوم احد من المسلمين سبعين فذلك قوله قد أصبتم مثليها قلتم انى هذا ونحن مسلمون نقاتل غضبا لله وهؤلاء مشركون قل هو من عند أنفسكم عقوبة لكم بمعصيتكم النبي صلى الله عليه وسلم حين قال ما قال * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال لما رأوا من قتل منهم يوم أحد قالوا من اين هذا ما كان للكفاران يقتلوا منا فلما رأى الله ما قالوا من ذلك قال الله هم بالاسرى الذين أخذتم يوم بدر فردهم الله بذلك وعجل لهم عقوبة ذلك في الدنيا ليسلموا منها في الآخرة * وأخرج ابن ابى شيبة والترمذي وحسنه وابن جرير وابن مردويه عن على قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمدان الله قدكره ما صنع قومك في أخذهم الاسارى وقد امرك ان تخيرهم بين امرين اما ان يقدموا فتضرب اعناقهم وبين ان ياخذوا الفداء على ان يقتل منهم عدتهم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فذكر ذلك لهم فقالوا يا رسول الله عشائرنا واخواننا ناخذ فداءهم فنقوى به على قتال عدونا ويستشهد منا بعدتهم فليس في ذلك ما نكره فقتل منهم يوم أحد سبعون رجلا عدة أسارى اهل بدر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن وابن جريج قل هو من عند أنفكسم عقوبة لكم بمعصيتكم النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لا تتبعوهم يوم أحد فاتبعوهم * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس قلتم أنى هذا ونحن مسلمون نقاتل غضبا لله وهؤلاء مشركون فقال قل هو من عند أنفسكم عقوبة بمعصيتكم النبي صلى الله عليه وسلم
[ 94 ]
حين قال لاتتبعوهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قال أصيبوا يوم احد قتل منهم سبعون يومئذ واصابوا مثليها يوم بدر قتلوا من المشركين سبعين واسروا سبعين قلتم انى هذا قتل هو من عند انفسكم ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه يوم احد حين قدم ابو سفيان والمشركون انا في جنة حصينة يعنى بذلك المدينة فدعوا القوم يدخلوا علينا نقاتلهم فقال له ناس من الانصار انا نكره ان نقتل في طرف المدينة وقد كنا نمنع من الغزو في الجاهلية فبالاسلام احق ان يمتنع منه فابرز بنا إلى القوم فانطلق فليس لامته فتلاوم القوم فقالوا عرض نبى الله صلى الله عليه وسلم بامر وعرضتم بغيره اذهب يا حمزة فقل له امر نا لامرك تبع فاتى حمزة فقال له فقال انه ليس لنبى إذا لبس لامته ان يضعها حتى يناجزوانه ستكون فيكم مصيبة قالوا يا نبى الله خاصة أو عامه قال سترونها * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن ابن اسحق في قوله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا قال ليميز بين المؤمنين والمنافقين وقيل لهم تعالوا قاتلوا يعنى عبد الله بن ابى واصحابه * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله أو ادفعوا قال كثروا بانفسكم وان لم تقاتلوا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى حازم قال سمعت سهل بن سعيد يقول لو بعث دارى فلحقت بثغر من ثغور المسلمين فكنت بين المسلمين وبين عدوهم فقلت كيف وقد ذهب بصرك قال ألم تسمع إلى قول الله تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا اسود مع الناس ففعل * واخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله وادفعوا قال كونوا سوادا * واخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن ابى عون الانصاري في قوله أو ادفعوا قال رابطوا * وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر عن ابن شهاب وغيره قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد في ألف رجل من اصحابه حتى إذا كانوا بالشرط بين أحد والمدينة انخزل عنهم عبد الله بن أبى بثلث الناس وقال أطاعهم وعصاني والله ما ندرى علام نقتل أنفسنا ههنا فرجع بمن اتبعه من أهل النفاق وأهل الريب واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام من بنى سلمة يقول يا قوم أذكركم الله ان تخذلوا ؟ بيكم وقومكم عند ما حضرهم عدوهم قالوا لو نعلم انكم تقاتلون ما أسلمناكم ولكن لا نرى ان يكون قتال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله لو نعلم قتالا لاتبعناكم قال لو نعلم انا واجدون معكم مكان قتال لا تبعناكم * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قالوا لو نعلم قتالا لا تبعناكم قال نزلت في عبد الله ابن ابى * واخرج ابن جرير عن السدى قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم احد في الف رجل وقد وعدهم الفتح ان صبروا فلما خرجوا رجع عبد الله بن أبى في ثلاثمائة فتبعهم أبو جابر السلمى يدعوهم فلما غلبوه وقالوا له ما نعلم قتالا ولئن أطعتنا لترجعن معنا فذكر الله فهو قولهم ولئن أطعتنا لترجعن الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله الذين قالوا لاخوانهم الآية قال ذكر لنا أنها نزلت في عدوالله عبد الله بن أبى * وأخرج ابن جرير وابن بى حاتم عن الربيع الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا قال نزلت في عدوالله عبد الله بن أبى * وأخرج ابن جرير عن جابر بن عبد الله في قوله الذين قالوا لاخوانهم قال هو عبد الله بن أبى * وأخرج عن السدى في الآية قال هم عبد الله بن أبى وأصحابه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن جريج في الآية قال هو عبد الله بن أبى الذين قعدوا وقالوا لاخوانهم الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن اسحق قل فادرؤا عن أنفسكم الموت أي انه لابد من الموت فان استطعتم ان تدفعوه عن أنفسكم فافعلوا وذلك انهم انما نافقوا وتركوا الجهاد في سبيل الله حرصا على البقاء في الدنيا وفرارا من الموت * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن شهاب قال ان الله أنزل على نبيه في القدرية الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا * وأخرج بن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال هم الكفار يقولون لاخوانهم لو كانوا عندنا ما قتلوا يحسبون ان حضورهم للقتال هو يقدمهم إلى الاجل * قوله تعالى (ولا تحسبن) الآيات * أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في حمزة وأصحابه ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى الضحى في قوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا قال نزلت في قتلى أحدا استشهد منهم سبعون رجلا أربعة من المهاجرين حمزة بن عبد المطلب من بنى هاشم ومصعب بن عمير من بنى عبدالدار وعثمان بن شماس من
[ 95 ]
بنى مخزوم وعبد الله جحش من بنى أسد وسائرهم من الانصار * وأخرج أحمد وهناد وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصيب اخوانكم باحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر تردأنهار الجنة وتاكل من ثمارها وتاوى إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب ماكلهم ومشربهم وحسن مقيلهم قالوا ياليت اخواننا يعلمون ما صنع الله لنا وفى لفظ قالوا انا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله انا أبلغهم عنكم فانزل الله هؤلاء الآيات ولا تحسبن الذين قتلوا الآية وما بعدها * وأخرج الترمذي وحسنه وابن ماجه وابن أبى عاصم في السنة وابن خزيمة والطبراني والحاكم وصححه وبن مردويه والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله قال لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جابر مالى أراك منكسرا قلت يا رسول الله استشهد أبى وترك عيالا ودينا فقال ألا أبشرك بما لقى الله به أباك قال بلى قال ما كلم الله أحدا قط الا من وراء حجاب واحيا أباك فكلمه كفاحا وقال يا عبدى تمن على أعطك قال يا رب تحيينى فاقتل فيك ثانية قال الرب تعالى قد سبق منى انهم لا يرجعون قال أي رب فابلغ من ورائي فانزل الله هذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا لآية * وأخرج الحاكم عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر ألا أبشرك قال بلى قال شعرت ان الله أحيا أباك فاقعده بين يديه فقال تمن على ما شئت أعطيكه قال يا رب ما عبدتك حق عبادتك أتمنى ان تردني إلى الدنيا فاقتل مع نبيك مرة أخرى قال سبق منى انك إليها الا ترجع * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا ليتنا نعلم ما فعل اخواننا الذين قتلوا يوم أحد فانزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا الآية * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال ذكر لنا عن بعضهم في قوله ولا تحسبن الذين قتلوا الآية قال هم قتلى بدر وأحد زعموا ان الله تعالى لما قبض أرواحهم وأدخلهم الجنة جعلت أرواحهم في طير خضر ترعى في الجنة وتاوى إلى قناديل من ذهب تحت العرش فلما رأوا ما أعطاهم الله من الكرامة قالوا ليت اخواننا الذين بعدنا يعلمون ما نحن فيه فإذا شهدوا قتالا تعجلوا إلى ما نحن فيه فقال الله انى منزل على نبيكم ومخبر اخوانكم بالذى أنتم فيه ففرحوا واستبشروا وقالوا يخبر الله اخوانكم ونبيكم بالذين أنتم فيه فإذا شهدوا قتالا أتوكم فذلك قوله فرحين الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن محمد بن قيس بن مخرمة قال قالوا يا رب ألا رسول لنا يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنا بما أعطيتنا فقال الله تعال انا رسولكم فأمر جبريل ان ياتي بهذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله الآيتين * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال لما أصيب الذين أصيبوا يوم أحد لقوا ربهم فاكرمهم فأصابوا الحياة والشهادة والرزق الطيب قالوا ياليت بيننا وبين اخواننا من يبلغهم انا لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا فقال الله أنا رسولكم إلى نبيكم واخوانكم فانزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا إلى قوله ولا هم يحزنون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن اسحق بن أبى طلحة حدثنى أنس ابن مالك في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى بئر معونة قال لا أدرى أربعين أو سبعين وعلى ذلك الماء عامر الطفيل فخرج أولئك النفر حتى أتوا غارا مشرفا على الماء قعدوا فيه ثم قال بعضهم لبعض أيكم يبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل هذا الماء فقال أبو ملحان الانصاري انا فخرج حتى أتى حواءهم فاختبى امام البيوت ثم قال يا أهل بئر معونة انى رسول رسول الله اليكم انى أشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله فآمنوا بالله ورسوله فخرج إليه رجل من كسر البيت برمح فضرب به في جنبه حتى خرج من الشق الآخرة فقال الله أكبر فزت ورب الكعبة فاتبعوا أثره حتى أتوا أصحابه في الغار فقتلهم عامر بن الطفيل فحدثني أنس ان الله أنزل فيهم قرآنا بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضى عنا ورضينا عنه ثم نسخت فرفعت بعد ما قرأناه زمانا وأنزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء الآية * واخرج ابن المنذر من طريق طلحة بن نافع عن أنس قال لما قتل حمزة وأصحابه يوم أحد قالوا ياليت لنا مخبرا يخبر اخواننا بالذى صرنا إليه من الكرامة لنا فأوحى إليهم ربهم انا رسولكم إلى اخوانكم فانزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا إلى قوله لا يضيع أجر المؤمنين * وأخرج ابن أبى شيبة والطبراني عن سعيد بن جبير قال لما أصيب حمزة وأصحابه باحد
[ 96 ]
قالوا ليت من خلفنا علموا ما أعطانا الله من الثواب ليكون أحرى لهم فقال الله انا أعلمهم فانزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا الآية * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والفريابي وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل عن مسروق قال سالنا عبد الله بن مسعود عن هذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا فقال أما انا قد سالنا عن ذلك أرواحهم في جوف طير خضر ولفظ عبد الرزاق أرواح الشهداء عند الله كطير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت تم تاوى إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيا قالوا أي شئ نشتهى ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا انهم لم يتركوا من ان يسالوا قالوا يا رب نريد ان ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى ان ليس لهم حاجة تركوا * وأخرج عبد الرزاق عن أبى عبيدة عن عبد الله انه قال في الثالثة حين قال لهم هل تشتهون من شئ قالوا تقرى نبينا السلام وتبلغه انا قد رضينا ورضى عنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله بل أحياء عند ربهم يرزقون قال يرزقون من ثمر الجنة ويجدون ريحها وليسوا فيها * وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية قال كنا نحدث ان أرواح الشهداء تعارف في طير بيض تأكل من ثمار الجنة وان مساكنهم سدرة المنتهى وان للمجاهد في سبيل الله ثلاث خصال من قتل في سبيل الله منهم صارحيا مرزوقا وعن غلب آتاه الله أجرا عظيما ومن مات رزقه الله رزقا حسنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية في قوله بل أحياء قال في صورة طير خضرة يطيرون في الجنة حيث شاؤا منها ياكلون من حيث شاؤا * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في الآية قال أرواح الشهداء في طير بيض في الجنة * وأخرج ابن جرير من طريق الافريقى عن ابن بشار الاسلمي أو أبى بشار قال أرواح الشهداء في قباب بيض من قباب الجنة في كل قبة زوجتان رزقهم في كل يوم ثور وحوت فاما الثور ففيه طعم كل ثمرة في الجنة وأما الحوت ففيه طعم كل شراب في الجنة * وأخرج ابن جرير عن السدى ان أرواح الشهداء في أجواف طير خضر في قناديل من ذهب معلقة بالعرش فهى ترعى بكرة وعشية في الجنة وتبيت في القناديل * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور عن ابن عباس قال أرواح الشهداء تجول في أجواف طير خضر تعلق في ثمر الجنة * وأخرج هناد بن السرى في كتاب الزهد وابن ابى حاتم عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان أرواح الشهداء في طير خضر ترعى في رياض الجنة ثم يكون ماواها إلى قناديل معلقة بالعرش فيقول لرب هل تعلمون كرامة أكرم من كرامة أكرمتكموها فيقولون لا الا أنا وددنا انك أعدت أرواحنا في أجسادنا حتى نقاتل فنقتل مرة أخرى في سبيلك * وأخرج هناد في الزهد وابن أبى شيبة في المصنف عن أبى بن كعب قال الشهداء في قباب من رياض بعناء الجنة يبعث إليهم ثور وحوت فيعثر كان فيلهون بهما فإذا احتاجوا إلى شئ عقر أحدهما صاحبه فيأكلون منه فيجدون فيه طعم كل شئ في الجنة * وأخرج أحمد وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر والطبراني وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج إليهم رزقهم من الجنة غدوة وعشية * وأخرج هناد في الزهد من طريق ابن اسحق عن اسحق بن عبد الله بن أبى فروة قال حدثنا بعض أهل العلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الشهداء ثلاثا فادنى الشهداء عند الله منزلة رجل خرج منبوذا بنفسه وماله لا يريدان يقتل ولا يقتل أناه سهم غرب فأصابه فاول قطرة تقطر من دمه يغفر له ما تقدم من ذبنه ثم يهبط الله جسدا من السماء يجعل فيه روحه ثم يصعد به إلى الله فما يمر بسماء من السموات الاشيعته الملائكة حتى ينتهى إلى الله فإذا انتهى به وقع ساجدا ثم يؤمن به فيكسى سبعين حلة من الاستبرق ثم يقال اذهبوا به إلى اخوانه من الشهداء فاجعلوه معهم فيؤتى إليهم وهم في قبة خضراء عند باب الجنة يخرج عليهم غداؤهم من الجنة * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال ما زال بن آدم يتحمد حتى صار حيا ما يموت ثم تلا هذه الآية أحياء عند ربهم يرزقون * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل في قوله فرحين بما آتاهم الله من فضله قال بما هم فيه من الخير والكرامة والرزق * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ويسبشرون بالذين لم يلحقوا
[ 97 ]
بهم قال لما دخلوا الجنة ورأوا ما فيها من الكرامة للشهداء قالوا ياليت اخواننا الذين في الدنيا يعلمون ما صرنا فيه من الكرامة فإذا شهدوا القتال باشروها بانفسهم حتى يستشهدوا فيصيبون ما أصبنا من الخير فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بامرهم وماهم فيه من الكرامة وأخبرهم انى قد أنزلت على نبيكم وأخبرته بامركم وما أنتم فيه من الكرامة فاستبشروا بذلك فذلك قوله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم يعنى من اخوانهم من أهل الدنيا انهم سيحرصون على الجهاد ويلحقون بهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم قال ان الشهيد يؤتى بكتاب فيه من يقدم عليه من اخوانه وأهله يقال يقدم عليكم فلان يوم كذا وكذا يقدم عليك فلان يوم كذا وكذا فيستبشر حين يقدم عليه كما يستبشر أهل الغائب بقدومه في الدنيا * قوله تعالى (يستبشرون بنعمة من الله وفضل) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله يستبشرون بنعمة من الله وفضل الآية قال الآية جمعت المؤمنين كلهم سوى الشهداء وقلما ذكر الله فضلا ذكر به الانبياء وثوابا أعطاهم الا ذكر ما أعطى المؤمنين من بعدهم * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا ذكر أصحاب أحد والله لوددت انى غودرت مع أصحابي بنحص الجبل نحص الجبل أصله * وأخرج الحاكم وصححه عن جابر قال فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة حين فاء الناس من القتال فقال رجل رأيته عند تلك الشجرات وهو يقول أنا اسد الله وأسد رسوله اللهم ابرأ اليك مما جاء به هؤلاء أبو سفيان واصحابه واعتذر اليك مما صنع هؤلاء بانهزامهم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه فلما رأى جئته بكى ولما رأى ما مثل به شهق ثم قال ألا كفن فقام رجل من الانصار فرمى بثوب عليه ثم قام آخر فرمى بثوب عليه ثم قال يا جابر هذا الثوب لابيك وهذا العمى ثم جئ بحمزة فصلى عليه ثم يجاء بالشهداء فتوضع إلى جانب حمزة فيصلى عليهم ثم يرفع ويترك حمزة حتى صلى على الشهداء كلهم قال فرجعت وأنا مثقل قد ترك أبى على دينا وعيالا فلما كان عند الليل أرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جابران الله أحيا أباك وكلمه قلت وكلمه كلاما قال قال له تمن فقال أتمنى ان ترد روحي وتنشئ خلقي كما كان وترجعني إلى نبيك فاقاتل في سبيلك فاقتل مرة أخرى قال انى قضيت انهم لا يرجعون وقال قال صلى الله عليه وسلم سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم وصححه عن أنس قال كفن حمزة في نمرة كانوا إذا مدوها على رأسه خرجت رجلاه فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يمدوها على رأسه ويجعلوا على رجليه من الاذخر وقال لولا أن تجزع صفية لتركنا حمزة فلم ندفنه حتى يحشر من بطون الطير والسباع * وأخرج ابن أبى شيبة عن كعب بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد من رأى مقتل حمزة فقال رجل أنا قال فانطلق فارناه فخرج حتى وقف على حمزة فرآه قد بقربطنه وقد مثل به فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ينظر إليه وقف بين ظهرانى القتلى وقال أنا شهيد على هؤلاء القوم لفوهم في دمائهم فانه ليس جريح يجرح الا جرحه يوم القيامة يدمى لونه لون الدم وريحه ريح المسك قدموا أكثر القوم قرآنا فاجعلوه في اللحد * وأخرج النسائي والحاكم وصححه عن سعد بن أبى وقاص ان رجلا جاء إلى الصلاة والنبى صلى الله عليه وسلم يصلى بنا فقال حين انتهى إلى الصف اللهم آتنى أفضل ما تؤتى عبادك الصالحين فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال من المتكلم آنفا فقال أنا قال اذن يعقر جوادك وتستشهد في سبيل الله * وأخرج أحمد ومسلم النسائي والحاكم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول الله له يا ابن آدم كيف وجدت منزلك فيقول أي رب خير منزل فيقول سل وتمنه فيقول ما أسألك وأتمنى اسألك ان تردني إلى الدنيا فاقتل في سبيلك عشر مرات لما رأى من فضل الشهادة قال ويؤتى بالرجل من أهل النار فيقول الله يا ابن آدم كيف وجدت منزلك فيقول أي رب شر منزل فيقول فتفتدى منه بطلاع الارض ذهبا فيقول نعم فيقول كذبت قد سألتك دون ذلك فلم تفعل * وأخرج ابن أبى شيبة والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض على أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار فاما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده وعفيف متعفف ذوعيال وأما اول ثلاثة يدخلون النار فامير
[ 98 ]
مسلط وذو ثروة من مال لا يؤدى حق الله في ماله وفقير فخور * وأخرج الحاكم عن سهل بن أبى امامة بن سهل عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول ما يهراق من دم الشهيد يغفر له ذنوبه * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى ايوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صبر حتى يقتل أو يغلب لم يفتن في قبره * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة وأحمد والبخاري عن أنس ان حارثة بن سراقة خرج نظارا فاتاه سهم فقتله فقالت أمه يارسول الله قد عرفت موضع حارثة منى فان كان في الجنة صبرت والا رأيت ما أصنع قال يا أم حارثة انها ليست بجنة واحدة ولكنها جنان كثيرة وان حارثة لفى أفضلها أو قال في أعلى الفردوس * وأخرج أحمد والنسائي عن عبادة بن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما على الارض من نفس تموت ولها عند الله خير تحب ان ترجع اليكم الا القتيل في سبيل الله فانه يحب ان يرجع فيقتل مرة أخرى * وأخرج أحمد وعبدبن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والبيهقي في الشعب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أهل الجنة أحمد يسره ان يرجع إلى الدنيا وله عشر أمثالها الا الشهيد فانه ود انه لو رد إلى الدنيا عشر مرات فاستشهد لما يرى من فضل الشهادة * وأخرج ابن سعد وأحمد والبيهقي عن قيس الجذامي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان للقتيل عند الله ست خصال تغفر له خطيئته في أول دفعة من دمه ويجار من عذاب القبر ويحلى حلة الكرامة ويرى مقعده من الجنة ويؤمن من الفزع الاكبر ويزوج من الحور العين * وأخرج الترمذي وصححه وابن ماجه والبيهقي عن المقدام بن معدى كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان للشهيد عند الله خصالا يغفر له في أول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويحلى عليه حلة الايمان ويجار من عذاب القبر ويأمن يوم الفزع الاكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوته منه خير الدنيا وما فيها ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين انسانا من أقاربه * وأخرج أحمد والطبراني من حديث عبادة بن الصامت مثله * وأخرج البزار والبيهقي والاصبهاني في ترغيبه بسند ضعيف عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء ثلاثة رجل خرج بنفسه وماله محتسبا في سبيل الله يريدان لا يقتل ولا يقتل ولا يقاتل يكثر سواد المؤمنين فان مات أو قتل غفرت له ذنوبه كلها وأجير من عذاب القبر وأومن من الفزع الاكبر وزوج من الحوار العين وحلت عليه حلة الكرامة ووضع على رأسه تاج الوقار والخلد والثانى رجل خرج بنفسه وماله محتسبا يريدان يقتل ولا يقتل فان مات أو قتل كانت ركبته مع ركبة ابراهيم خليل الرحمن بين يدى الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر والثالث رجل خرج بنفسه وماله ومحتسبا يريد ان يقتل ويقتل فان مات أو قتل جاء يوم القيامة شاهرا سيفه واضعه على عاتقه والناس جاثون على الركب يقول الا افسحوا لنا مرتين فانا قد بذلنا دماء نا وأموالنا لله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده لو قال ذلك لابراهيم خليل الرحمن أو لنبى من الانبياء لتنحى لهم عن الطريق لما يرى من واجب حقهم حتى ياتوا منابر من نور عن يمين العرش فيجلسون فينظرون كيف يقضى بين الناس لا يجدون غم الموت ولا يغتمون في البرزخ ولا تفزعهم الصيحة ولا يهمهم الحساب ولا الميزان ولا الصراط ينظرون كيف يقضى بين الناس ولا يسألون شيأ الا أعطوا ولا يشفعون في شئ الا شفعوا وبعطون من الجنة ما أحبوا وينزلون من الجنة حيث أحبوا * وأخرج أحمد والطبراني وابن حبان والبيهقي عن عتبة بن عبد السلمى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القتلى ثلاثة رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقى العدو قاتلهم حتى يقتل فذاك الشهيد الممتحن في خيمة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون الا بدرجة النبوة رجل مؤمن قرف على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بماله ونفسه في سبيل الله حتى إذا لقى العدو قاتل حتى يقتل فتلك ممصمصة تحط من ذنوبه وخطاياه ان السيف محاء للخطايا وأدخل من أي أبواب الجنة شاء فان لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أفضل من بعض ورجل منافق جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقى العدو قاتل في سبيل الله حتى يقتل فان ذلك في النار ان السيف لا يمحو النفاق * وأخرج أحمد والحاكم عن عبد الله بن عمر وبن العاصى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يغفر للشهيد كل ذنب الا الدين * وأخرج أحمد عن عبد الله بن جحش ان رجلا قال يا رسول الله مالى ان قتلت في سبيل الله قال الجنة فلما ولى قال الا الدين سارنى به جبريل آنفا * وأخرج أحمد والنسائي عن ابن أبى
[ 99 ]
عميرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من نفس مسلمة يقبضها ربها تحب ان ترجع اليكم وان لها الدنيا وما فيها غير الشهيد وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان أفتل في سبيل الله أحب إلى من ان يكون لى أهل الوبر والمدر * وأخرج الترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وابن حبان عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجد الشهيد من مس القتل الا كما يجد أحدكم من مس القرصة * وأخرج الطبراني عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا وقف العباد للحساب جاء قوم واضعى سيوفهم على رقابهم تقطر دما فازد حموا على باب الجنة فقيل من هؤلاء قيل الشهداء كانوا أحياء مرزوقين * وأخرج أحمد وأبو يعلى والبيهقي في الاسماء والصفات عن نعيم بن همار ان رجلا سال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الشهداء أفضل قال الذين ان يلقوا في الصف لا يلفتوا وجوههم حتى يقتلوا أولئك ينطلقون في العرف العالي من الجنة ويضحك إليهم ربهم وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه * وأخرج الطبراني عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الجهاد عند الله يوم القيامة الذين يلتقون في الصف الاول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك يتلبطون في الغرف من الجنة يضحك إليهم ربك وإذا ضحك إلى قوم فلا حساب عليهم * وأخرج ابن ماجه عن أبى هريرة قال ذكر الشهيد عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لاتجف الارض من دم الشهيد حتى تبتدره زوجتاه كأنهما ظئران أضلتا فصيلهما في براح من الارض وفى يد كل واحدة منهما حله خير من الدنيا وما فيها * وأخرج النسائي عن راشد بن سعد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا قال يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم الا الشهيد قال كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة * وأخرج الحاكم وصححه عن أنس ان رجلا أسود أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى رجل أسود منتن الريح قبيح الوجه لامال لى فان أنا قاتلت هؤلاء حتى أقتل فاين أنا قال في الجنة فقاتل حتى قتل فاتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال قد بيض الله وجهك وطيب ريحك وأكثر مالك وقال لهذا أو لغيره لقد رأيت زوجته من الحور العين نازعته جبة له صوفا تدخل بينه وبين جبته * وأخرج البيهقى عن ابن عمران النبي صلى الله عليه وسلم مربخباء اعرابي وهو في أصحابه يريدون الغزو فرفع الاعرابي ناحية من الخباء فقال من القوم فقيل رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه يريدون الغزو فسار معهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده انه لمن ملوك الجنة فلقوا العدو فاستشهد واخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتاه فقعد عند رأسه مستبشرا يضحك ثم اعرض عنه فقلنا يا رسول الله رأيناك مستبشرا تضحك ثم اعرضت عنه فقال أما ما رأيتم من استبشاري فلما رأيت من كرامة روحه على الله وأما اعراضي عنه فان زوجته من الحور العين الآن عند رأسه * وأخرج هناد في الزهد وعبد بن حميد والطبراني عن عبد الله بن عمرو قال ان أول قطرة تقطر من دم الشهيد يغفر له بها ما تقدم من ذنبه ثم يبعث الله ملكين بريحان من الجنة وربطة من الجنة وعلى ارجاء السماء ملائكة يقولون سبحان الله قد جاء من الارض اليوم ريح طيبة ونسمة طيبة فلا يمر بباب الافتح له ولا يمر بملك الاصلى عليه وشيعه حتى يؤتى به إلى الرحمن فيسجد له قبل الملائكة وتسجد الملائكة بعده ثم يامر به إلى الشهداء فيجدهم في رياض خضر وقباب من حرير عند ثور وحوت يلعبان لهم كل يوم لعبة لم يلعبا بالامس مثلها فيظل الحوت في انهار الجنة فإذا أمسى وكزه الثور بقرنه فذكاه لهم فاكلوا من لحمه فوجدوا من لحمه طعم كل رائحة من انهار الجنة ويبيت الثور نافشا في الجنة فإذا أصبح غدا عليه الحوت فوكزه يذنبه فاكلوا من لحمة فوجدوا في لحمه طعم كل ثمرة من ثمار الجنة ينظرون إلى منازلهم بكرة وعشيا يدعون الله ان تقوم الساعة وإذا توفى المؤمن بعث الله إليه ملكين بريحان من ريحان الجنة وخرقة من الجنة تقبض فيها نفسه ويقال أخرجي ايتها النفس المطمئنه إلى روح وريحان ورب عليك غير غضبان فتخرج كاطيب رائحة وجدها أحد قط بانفه وعلى ارجاء السماء ملائكة يقولون سبحان الله قد جاء اليوم من الارض ريح طيبة ونسمة طيبة فلا يمر بباب الافتح له ولا بملك الاصلى عليه وشيعه حتى يؤتى به إلى الرحمن فتسجد الملائكة قبله ويسجد بعدهم ثم يدعى بميكائيل فيقول اذهب بهذه النفس فاجعلها مع أنفس المؤمنين حتى أسألك عنهم يوم القيامة ويؤمر به إلى قبر ويوسع سبعين طوله وأربعين عرضه وينبذ له فيه ريحان ويشيد بالحرير فان كان معه شئ
[ 100 ]
من القرآن كسى نوره وان لم يكن معه شئ من القرآن جعل له نور مثل الشمس فمثله كمثل العروس لا يوقظه الا أحب أهله إليه وان الكافر إذا توفى بعث الله إليه ملكين بخرقة من بجاد أنتن من كل نتن وأخشن من كل خشن فيقال اخرجي أيتها النفس الخبيثة ولبئس ما قدمت لنفسك فتخرج كانتن رائحة وجدها أحد قط ثم يؤمر به في قبره فيضيق عليه حتى تختلف فيه أضلاعه ويرسل عليه حيات كاعناق البخت ياكلن لحمه وتقبض له ملائكة صم بكم عمى لا يسمعون له صوتا ولا يرونه فيرحمونه ولا يملون إذا ضربوا يدعون الله أن يديم ذلك عليه حتى يخلص إلى النار * وأخرج الطيالسنى والترمذي وحسنه والبيهقي في الشعب عن عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشهداء أربعة فمؤمن جيد الايمان لقى العدو فصدق الله فقاتل حتى يقتل فذلك الذى يرفع الناس إليه أعينهم ورفع رأسه حتى وقعت فلنسوة كانت على رأسه أو رأس عمر فهذا في الدرجة الاولى ورجل مؤمن جيد الايمان إذا لقى العدو فكانما يضرب جلده بشوك الطلح من الجبن أتاه سهم غرب فقتله فهذا في الدرجة الثانية ورجل مؤمن خط عملا صالحا وآخر سيأ لقى العدو فصدق الله فقتل فهذا في الدرجة الثالثة ورجل أسرف على نفسه فلقى العدو فقاتل حتى يقتل فهذا في الدرجة الرابعة * وأخرج أبو داود وابن حبان عن أبى ابدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته * وأخرج الطبراني والبيهقي في البعث والنشور عن يزيد بن شجرة انه كان يقول إذا صف الناس للصلاة وصفوا للقتال فتحت أبواب السماء وأبواب الجنة وأبواب النار وزين الحور العين وأطلقن فإذا أقبل الرجل قلن اللهم انصره وإذا أدبر احتجبن عنه وفلن اللهم اغفر له فانهكوا وجوه القوم ولا تخز وا الحور العين فان أول قطرة تقطر من دم أحدكم يكفر عنه كل شئ عمله وينزل إليه زوجتان من الحور العين يمسحان التراب عن وجهه ويقولان قد أنالك ويقول قد أنا لكما ثم يكسى مائة حلة ليس من نسج بنى آدم ولكن من نبت الجنة لو وضعين بين أصبعين لوسعن وكان يقول ان السيوف مفاتيح الجنة * وأخرج البيهقى في الشعب عن أبى بكر محمد بن أحمد التميمي قال سمعت قاسم بن عثمان الجوعى يقول رأيت في الطواف حول البيت رجلا لا يزيد على قوله اللهم قضيت حاجة المحتاجين وحاجتي لم تقض فقلت له مالك لا تزيد على هذا الكلام فقال أحدثك كنا سبعة رفقاء من بلدان شتى غزونا أرض العدو فاستؤسرنا كلنا فاعتزل بنا لتضرب أعنا قنا فنظرت إلى السماء فإذا سبعة أبواب مفتحة عليها سبع جوار من الحور العين على كل باب جارية فقدم رجل منافضربت عنقه فرأيت جارية في يدها منديل قد هبطت إلى الارض حتى ضربت أعناق ستة وبقيت أنا وبقى باب وجارية فلما قدمت لتضرب عنقي استوهبني بعض رجاله فوهبني له فسمعتها تقول أي شئ فاتك يا محروم وأغلقت الباب وأنا يا أخى متحسر على ما فاتني قال قاسم بن عثمان أراه أفضلهم لانه رأى ما لم يروا وترك يعمل على الشوق * وأخرج أبو داود والحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات واللفظ له عن ابن مسعود ان رسول الله صلى لله عليه وسلم قال عجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي ورجل غزافى سبيل الله فانهزم أصحابه فعلم ما عليه في الانهزام وماله في الرجوع فرجع حتى اهريق دمه فيقول الله لملائكته انظروا إلى عبدى رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي حتى اهريق دمه * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن ابى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة يحبهم الله ويضخك إليهم ويستبشر بهم الذين إذا انكشف فئة القاتل وراءها بنفسه لله عزوجل فاما ان يقتل واما أن ينصره الله تعالى ويكفيه فيقول انظروا إلى عبدى كيف صبر لي نفسه والذى له امرأة حسناء وفراش لين حسن فيقوم من الليل فيذر شهوته فيذكرني ويناجينى ولو شاء رقد والذى إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ونصبوا ثم هجعوا فقام من السحر في سراء أو ضراء * وأخرج الحاكم وصححه عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل الله القتل في سبيل الله صادقا ثم مات أعطاه الله أجر شهيد * وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم عن سهل بن أبى امامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه * وأخرج أحمد ومسلم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 101 ]
من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه * قوله تعالى (الذين استجابوا لله) الآيات * أخرج ابن اسحق وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمر وبن حزم قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لحمراء الاسد وقد أجمع أبو سفيان بالرجعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقالوا رجعنا قبل ان نستأ صلهم لنكرن على بقيتهم فبلغه ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج في أصحابه يطلبهم فثنى ذلك أبا سفيان وأصحابه ومر ركب من عبيد القيس فقال لهم أبو سفيان بلغوا محمدا أنا قد أجمعنا الرجعة إلى أصحابه لنستأصلهم فلما مر الركب برسول الله صلى الله عليه وسلم بحمراء الاسد أخبروه بالذى قال أبو سفيان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه حسبنا الله ونعم الوكيل فانزل لله في ذلك الذين استجابوا لله والرسول الآيات * وأخرج موسى بن عقبة في مغازيه والبيهقي في الدلائل عن ابن شهاب قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استنفر المسلمين لموعد أبى سفيان بدرا فاحتمل الشيطان أولياءه من الناس فمشوا في الناس يخوفونهم وقالوا قد أخبرنا ان قد جمعوا لكم من الناس مثل الليل يرجون ان يواقعوكم فينتهبوكم فالحذر الحذر فعصم الله المسلمين من تخويف الشيطان فاستجابوا لله ورسوله وخرجوا ببضائع لهم وقالوا ان لقينا أبا سفيان فهو الذى خرجنا له وان لم نلقه ابتعنا بضائعنا فكان بدر متجرا يوافي كل عام فانطلقوا حتى أتوا موسم بدر فقضوا منه حاجتهم واخلف أبو سفيان الموعد فلم يخرج هو ولا أصحابه ومر عليهم ابن حمام فقال من هؤلاء قالوا رسول الله وأصحابه ينتظرون أبا سفيان ومن معه من قريش فقدم على قريش فاخبرهم فارعب أبو سفيان ورجع إلى مكة وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بنعمة من الله وفضل فكانت تلك الغزوة تدعى غزوة جيش السويق وكانت في شعبان سنة ثلاث * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس قال ان الله قذف في قلب أبى سفيان الرعب يوم أحد بعد الذى كان منه فرجع إلى مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان أبا سفيان قد أصاب منكم طرفا وقد رجع وقذف الله في قلبه الرعب وكانت وقعة أحد في شوال وكان التجار يقدمون المدينة في ذى القعدة فينزلون ببدر الصغرى في كل سنة مرة وانهم قدموا بعد وقعة أحد وكان أصاب المؤمنين القرح واشتكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم واشتد عليهم الذى أصابهم وان رسول الله صلى الله عليه وسلم ندب الناس لينطلقوا معه وقال انما ترحلون الآن فتأتون الحج ولا تقدرون على مثلها حتى عام مقبل فجاء الشيطان فخوف أولياءه فقال ان الناس قد جمعوا لكم فابى عليه الناس ان يتبعوه فقال انى ذاهب وان لم يتبعني أحد فانتدب معه أبو بكر وعمر وعلى وعثمان والزبير وسعد وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وأبو عبيدة بن الجراح في سبعين رجلا فساروا في طلب أبى سفيان فطلبوه حتى بلغوا الصفراء فانزل الله الذين استجابوا لله والرسول الآية * وأخرج النسائي وابن أبى حاتم والطبراني بسند صحيح من طريق عكرمة عن ابن عباس قال لما رجع المشركون عن أحد قالوا لا محمدا قتلتم ولا الكواعب أردفتم بئسما صنعتم ارجعوا فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فندب المسلمين فانئدبوا حتى بلغ حمراء الاسد أو بئرأبى عنبة شك سفيان فقال المشركون نرجع قابل فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت تعد غزوة فانزل الله الذين استجابوا لله والرسول الآية وقد كان أبو سفيان قال للنبى صلى الله عليه وسلم موعدكم موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا فاما الجبان فرجع وأما الشجاع فاخذ أهبة القتال والتجارة فاتوه فلم يجدوا به أحدا وتسوقوا فانزل الله فانقلبوا بنعمة من الله وفضل الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر الصغرى وبهم الكلوم خرجوا لموعد أبى سفيان فمر بهم أعرابي ثم مر بابى سفيان وأصحابه وهو يقول ونفرت من رفقتي محمد * وعجوة للنثورة كالعنجد فتلقاه أبو سفيان فقال ويلك ما تقول فقال محمد وأصحابه تركتهم ببدر الصغرى فقال أبو سفيان يقولون ويصدقون ونقول ولا نصدق وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيأ من الاعراب وانقلبوا قال عكرمة ففيهم انزلت هذه الآية الذين استجابوا لله والرسول إلى قوله فانقلبوا بنعمة من الله وفضل * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن قال ان أبا سفيان وأصحابه أصابوا من المسلمين ما أصابوا ورجعوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
[ 102 ]
أبا سفيان قد رجع وقد قذف الله في قلبه الرعب فمن ينتدب في طلبه فقام النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فتبعوهم فبلغ أبا سفيان ان النبي صلى الله عليه وسلم يطلبه فلقى عيرا من التجار فقال ردوا محمدا ولكم من الجعل كذا وكذا وأخبروهم انى قد جمعت لهم جموعا وانى راجع إليهم فجاء التجار فاخبروا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم حسبنا الله فانزل الله الذين استجابوا لله والرسول الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال أخبرت ان أبا سفيان لما راح هو وأصحابه يوم أحد منقلبين قال المسلمون للنبى صلى الله عليه وسلم انهم عامدون إلى المدينة يا رسول الله فقال ان ركبوا الخيل وتركوا الاثقال فهم عامدوها وان جلسوا على الاثقال وتركوا الخيل فقد أرعبهم الله فليسوا بعامديها فركبوا الاثقال ثم ندب ناسا يتبعونهم ليروا ان بهم قوة فاتبعوهم ليلتين أو ثلاثا فنزلت الذين استجابوا لله والرسول الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم والبيهقي في الدلائل عن عائشة في قوله الذين استجابوا لله والرسول الآية قالت لعروة يا ابن أختى كان أبواك منهم الزبير وأبو بكر لما أصاب نبى الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب يوم أحد انصرف عنه المشركون خاف ان يرجعوا فقال من يرجع في أثرهم فانتدب منهم سبعون رجلا فيهم أبو بكر والزبير فخرجوا في آثار القوم فسمعوا بهم فانصرفوا بنعمة من الله وفضل قال لم يلقوا عدوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود قال نزلت هذه الآية فينا ثمانية عشر رجلا الذين استجابوا لله والرسول الآية * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال كان يوم أحد السبت للنصف من شوال فما كان الغد من يوم الاحد لست عشرة ليلة مضت من شوال أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس يطلب العدو وأذن مؤذنه ان لا يخرجن معنا أحد الا من حضر يومنا بالامس فكلمه جابر بن عبد الله فقال يا رسول الله ان أبى كان خلفنى على أخوات لى سبع وقال يا بنى انه لا ينبغى لى ولا لك نترك هؤلاء النسوة لا رجل فيهن ولست بالذى أو ثرك بالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي فتخلف على اخواتك فتخلفت عليهن فاذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج معه وانما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعيبا للعدو ليبلغهم انه خرج في طلبهم ليظنوا به قوة وان الذى أصابهم لم يوهنهم من عدوهم * وأخرج ابن اسحق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبى السائب مولى عائشة بنت عثمان ان رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى عبد الاشهل كان شهد أحدا قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا أنا وأخ لى فرجعنا جريحين فلما أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج في طلب العدو قلت لاخى أو قال لى تفوتنا غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما لنا من دابة نركبها وما منا الا جريح ثقيل فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت أيسر جرحا منه فكنت إذا غلب حملته عقبة ومشى عقبة حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى حمراء الاسد وهى من المدينة على ثمانية أميال فاقام بها ثلاثا الاثنين والثلاثاء والاربعاء ثم رجع إلى المدينة فنزل الذين استجابوا لله والرسول الآية * وأخرج ابن جرير عن ابراهيم قال كان عبد الله من الذين استجابوا لله والرسول * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله من بعدما أصابهم القرح قال الجراحات * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود انه كان يقرأ من بعدما أصابهم القرح * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال افصلوا بينهما قوله للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس * وأخرج ابن جرير عن السدى قال لما ندم أبو سفيان وأصحابه على الرجوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقالوا ارجعوا فاستأصلوهم فقذف الله في قلوبهم الرعب فهزموا فلقوا اعرابيا فجعلوا له جعلا فقالوا له ان لقيت محمدا وأصحابه فاخبرهم انا قد جمعنا لهم فاخبر الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبهم حتى بلغ حمراء الاسد فلقوا لاعرابي في الطريق فاخبرهم الخبر فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ثم رجعوا من حمراء الاسد فانزل الله فيهم وفى الاعرابي الذى لقيهم الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم الآية * وأخرج ابن سعد عن ابن ابزى الدين قال لهم الناس قال أبو سفيان قال لقوم ان لقيتم أصحاب محمد فاخبروهم انا قد جمعنا لهم جموعا
[ 103 ]
فاخبروهم فقال حسبنا الله ونعم الوكيل * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس قال استقبل أبو سفيان في منصرفه من أحد عيرا واردة المدينة ببضاعة لهم وبينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم جبال فقال ان لكم على رضاكم ان أنتم رددتم عنى محمدا ومن معه ان أنتم وجدتموه في طلبى وأخبرتموه انى قد جمعت له جموعا كثيرة فاستقبلت العير رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له يا محمدا انا نخبرك ان أبا سفيان قد جمع لك جموعا كثيرة وانه مقبل إلى المدينة وان شئت ان ترجع فافعل فلم يزده ذلك ومن معه الايقينا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانزل الله الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وعصابة من أصحابه بعد ما انصرف أبو سفيان وأصحابه من أحد خلفهم حتى إذا كانوا بذى الحليفة فجعل الاعراب والناس يأتون عليهم فيقولون لهم هذا أبو سفيان مائل عليكم بالناس فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانزل الله الذين قال لهم الناس الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى مالك في قوله الذين قال لهم الناس الآية قال ان أبا سفيان كان أرسل يوم أحد أو يوم الاحزاب إلى قريش وغطفان وهوازن يستجيشهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه فقيل لو ذهب نفر من المسلمين فاتوكم بالخبر فذهب نفر حتى إذا كانوا بالمكان الذى ذكر لهم انهم فيه لم يروا أحدا فرجعوا * وأخرج ابن مردويه والخطيب عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم أتى يوم أحد فقيل له يا رسول الله ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فقال حسبنا الله ونعم الوكيل فانزل الله الذين قال لهم الناس الآية * وأخرج ابن مردويه عن أبى رافع ان النبي صلى الله عليه وسلم وجه عليا في نفر معه في طلب أبى سفيان فلقيهم اعرابي من خزاعة فقال ان القوم قد جمعوا لكم قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فنزلت فيهم هذه الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم قال هذا أبو سفيان قال لمحمد يوم أحد موعدكم بدر حيث قتلتم أصحابنا فقال محمد صلى الله عليه وسلم عسى فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم لموعده حتى نزل بدرا فوافوا السوق فابتاعوا فذلك قوله فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء وهى غزوة بدر الصغرى * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة قال كانت بدر متجرا في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم واعد أبا سفيان أن يلقاه بها فلقيهم رجل فقال له ان بها جمعا عظيما من المشركين فاما الجبان فرجع وأما الشجاع فاخذ أهبة التجارة وأهبة القتال وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ثم خرجوا حتى جاؤها فتسوقوابها ولم يلقوا أحدا فنزلت الذين قال لهم الناس إلى قوله بنعمة من الله وفضل * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فزادهم ايمانا قال الايمان يزيد وينقص * وأخرج البخاري والنسائي وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم حين ألقى في النار وقالها محمد حين قالوا ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * وأخرج البخاري وابن المنذر والحاكم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس قال كان آخر قول ابراهيم حين ألقى في النار حسبنا الله ونعم الوكيل وقال نبيكم مثلها الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن عمر وقال هي الكلمة التى قالها ابراهيم حين ألقى في النار حسبنا الله ونعم الوكيل وهى الكلمة التى قالها نبيكم وأصحابه إذا قيل لهم ان الناس قد جمعوا الكم فاخشوهم * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وقعتم في الامر العظيم فقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل * وأخرج ابن أبى الدنيا في الذكر عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتد غمه مسح بيده على راسه ولحيته ثم تنفس الصعداء وقال حسبى الله ونعم الوكيل * وأخرج أبو نعيم عن شداد بن أوس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم حسبى الله ونعم الوكيل أمان كل خائف * وأخرج الحكيم الترمذي عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال عشر كلمات عند كل صلاة غداة وجد الله عندهن مكفيا مجزيا خمس للدنيا وخمس للآخرة حسبى الله لدينى حسبى الله لما أهمنى حسبى الله لمن بغى على حسبى الله لمن حسدني حسبى الله لمن كادنى بسوه حسبى الله عند الموت حسبى الله عند المسألة في القبر
[ 104 ]
حسبى الله عند الميزان حسبى الله عند الصراط حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت واليه أنيب * وأخرج البيهقى في الدلائل عن ابن عباس في قوله فانقلبوا بنعمة من الله وفضل قال النعمة انهم سلموا والفضل ان عير امرت وكان في أيام الموسم فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم فربح مالا فقسمه بين أصحابه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في الآية قال الفضل ما أصابوا من التجارة والاجر * وأخرج ابن جرير عن السدى قال أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى غزوة بدر الصغرى ببدر دراهم ابتاعوا بها من موسم بدر فأصابوا تجارة فذلك قوله الله فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء قال أما النعمة فهى العافية وأما الفضل فالتجارة والسوء القتل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله لم يمسسهم سوء قال لم يؤذهم أحد واتبعوا رضوان الله قال أطاعوا الله ورسوله * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف من طريق عطاء عن ابن عباس انه كان يقرأ انما ذلكم الشيطان يخوفكم أولياءه * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس انما ذلكم الشيطان يخوفكم أولياءه يقول الشيطان يخوف المؤمنين باوليائه * وأخرج عبدبن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد انما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه قال يخوف المؤمنين بالكفار * وأخرج عبدبن حميد وابن أبى حاتم عن أبى مالك يخوف أولياءه قال يعظم أولياءه في أعينكم * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في الآية قال تفسيرها يخوفكم باوليائه * وأخرج ابن المنذر عن ابراهيم في الآية قال يخوف الناس أولياءه * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال انما كان ذلك تخويف الشيطان ولا يخاف الشيطان الاولى الشيطان * قوله تعالى (ولا يحزنك الذين يسارعون) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر قال هم المنافقون * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر قال هم الكفار * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد ان الذين اشتروا الكفر بالايمان قال هم المنافقون والله أعلم * قوله تعالى (ولا يحسبن الذين كفروا) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وأبو بكر المروزى في الجنائز وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال ما من نفس برة ولا فاجرة الا والموت خير لها من الحياة ان كان برا فقد قال الله وما عند الله خير للابرار وان كان فاجرا فقد قال الله ولا تحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبى الدرداء قال ما من مؤمن الا الموت خير له وما من كافر الا الموت خير له فمن لم يصدقني فان الله يقول وما عند الله خير للابرار ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثمار ولهم عذاب مهين * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن محمد بن كعب قال الموت خير للكافر والمؤمن ثم تلاهذه الآية ثم قال ان الكافر ما عاش كان أشد لعذابه يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن أبى برزة قال ما أحد الا والموت خير له من الحياة فالمؤمن يموت فيستريح وأما الكافر فقد قال الله ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير الآية * قوله تعالى (ما كان الله ليذر) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال قالوا ان كان محمد صادقا فليخبرنا بمن يؤمن به منا ومن يكفر فانزل الله ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه الآية * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس قال يقول للكفار ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه من الكفر حتى يميز الخبيث من الطيب فيميز أهل السعادة من أهل الشقاوة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال يقول للكفار لم يكن ليدع المؤمنين على ما أنتم عليه من الضلالة حتى يميز الخبيث من الطيب فميز بينهم في الجهاد والهجرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في الآية قال ميزبينهم يوم أحد المنافق من المؤمن * وأخرج سعيد بن منصور عن مالك ابن دينار انه قرأ حتى يميز الخبيث من الطيب * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ حتى يميز الخبيث من الطيب مخففة منصوبة الياء * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله وما كان الله ليطلعكم على الغيب قال ولا يطلع على الغيب الا رسول * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ولكن الله يجتى من رسله من يشاء قال يختصم لنفسه * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك يجتبى قال يستخلص
[ 105 ]
* قوله تعالى (ولا يحسبن الذين يبخلون) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله يعنى بذلك أهل الكتاب انهم بخلوا بالكتاب ان يبينوه للناس من سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ألم تسمع انه قال يبخلون ويامرون الناس بالبخل يعنى أهل الكتاب يقول يكتمون ويامرون الناس بالكتمان * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ولا يحسبن الذين يبحلون بما آتاهم الله من فضله قال هم يهود * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله قال بخلوا ان ينفقوها في سبيل الله ولم يؤدوا زكاتها * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال هم كافر ومؤمن بخل أن ينفق في سبيل الله * وأخرج البخاري عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من آتاه الله ما لا فلم يؤد زكاته مثل له شجاع أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة فيأخذ بلهزمتيه يعنى شدقه فيقول أنامالك أنا كنزك ثم تلاهذه الآية ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله الآية * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن ماجه والنسائي وابن جرير وابن خزيمة وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله الامثل له يوم القيامة شجاعا أقرع يفز منه وهو يتبعه فيقول أنا كنزك حتى يطوق في عنقه ثم قرأ علينا النبي صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله الآية * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة قال من كان له مال لم يؤد زكاته طوقه يوم القيامة شجاعا أقرع بفيه زبيبتان ينقر رأسه حتى يخلص إلى دماغه ولفظ الحاكم ينهسه في قبره فيقول مالى ولك فيقول أنا مالك الذى بخلت بى * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال يكون المال على صاحبه يوم القيامة شجاعا أقرع إذا لم يعط حق الله منه فيتبعه وهو يلوذ منه * وأخرج ابن أبى شيبة في مسنده وابن جرير عن حجربن بيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ؟ ن ذى رحم ياتي ذارحمه فيسأله من فضل ما أعطاه اياه فيبخل عليه الا خرج له يوم القيامة من جهنم شجاع يتلمظ حتى يطوقه ثم قرأ ولا تحسبن لذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله الآية * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير والبيهقي في الشعب عن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ياتي الرجل مولاه فيسأله من فضل مال عنده فيمنعه اياه الادعى له يوم القيمة شجاع يتلمظ فضله الذى منع * واخرج الطبراني عن جرير بن عبد الله البجلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ذى رحم ياتي ذارحمه فيسأله فضلا أعطاه الله اياه فيبخل عليه الا أخرج الله له حية من جهتم يق لها شجاع يتلمظ فيطوق به * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في الشعب عن أبى الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى بصاحب المال الذى أطاع الله فيه وماله بين يديه كلما تكفأبه الصراط قال له ماله امض فقد أديت حق الله في ثم يجاء بصاحب المال الذى لم يطع الله فيه وماله بين كتفيه كلما تكفابه الصراط قال له ويلك الا أديت حق الله في فما يزال كذلك حتى يدعو بالويل والثبور * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مسروق الآية قال هو الرجل يرزقه الله المال فيمنع قوابته الحق الذى جعله الله لهم في ماله فيجعل حية فيطوقها فيقول للحية مالى ولك فيقول أنا مالك * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابراهيم النخعي في قوله سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة قال طوقا من نار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد سيطوقون ما بخلوا به قال سيكلفون ان ياتوا بمثل ما بخلوابه من أموالهم يوم القيامة * قوله تعالى (لقد سمع الله) الآية * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال دخل أبو بكر بيت المدراس فوجد يهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقل له فنحاص وكان من علمائهم وأحبارهم فقال أبو بكر ويلك يا فنحاص اتق الله واسلم فوالله انك لتعلم ان محمدا رسول الله تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة فقال فنحاص والله يا أبا بكر مابنا إلى الله من فقروانه الينا لفقير وما نتضرع إليه كما يتضرع الينا وانا عنه لا غنياء ولو كان غنيا عناما استعرض منا كما يزعم صاحبكم ينهاكم عن الربا ويعطينا ولو كان غنيا عنا
[ 106 ]
ما أعطانا الربا فغضب أبو بكر فضرب وجه فنحاص ضربة شديدة وقال والذى نفسي بيده لولا العهد الذى بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدوا لله فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد انظر ما صنع صاحبك بى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بكر ما حملك على ما صنعت قال يارسول الله قال قولا عظيما يزعم ان الله فقير وانهم عنه أغنياء فلما قال ذلك غضبت لله مما قال فضربت وجهه فجحد فنحاص فقال ما قلت ذلك فانزل الله فيما قال فنحاص تصديقا لابي بكر لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير الآية ونزل في أبى بكر وما بلغه في ذلك من الغضب ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثير الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر إلى فنحاص اليهودي يستمده وكتب إليه وقال لابي بكر لا تفتت على بشئ حتى ترجع إلى فلما قرأ فنحاص الكتاب قال قد احتاج ربكم قال أبو يكر فهممت أن أمده بالسيف ثم ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تفتت على بشئ فنزلت لقد سمع الله قول الذين قالوا الآية وقوله ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وما بين ذلك في يهود بنى قينقاع * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله لقد سمع الله قول الذين قالو ان الله فقير قالها فنجاص اليهودي من بنى مرثد لقيه أبو بكر فكلمه فقال له يا فنحاص اتق الله وآمن وصدق واقرض الله قرضا حسنا فقال فنحاص يا أبا بكر تزعم ان ربنا فقير تستقر ضنا أموالنا وما يستقرض الا الفقير من الغنى ان كان ما تقول حقا فان الله اذن لفقير فانزل الله هذا فقال أبو بكر فلولا هدنة كانت بين بنى مرثد وبين النبي صلى الله عليه وسلم لقتلته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال صك أبو بكر رجلا منهم الذين قالوا ان الله فقير ونحن أغنياء لم يستقرضنا وهو غنى وهم يهود * وأخرج ابن جرير عن شبل في الآية قال بلغني أنه فنحاص اليهودي وهو الذى قال ان الله ثالث ثلاثة ويدالله مغلولة * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أتت اليهود محمدا صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله من ذاالذى يقرض الله قرضا حسنا فقالوا يا محمد أفقير ربنا يسأل عباده القرض فانزل الله لقد سمع قول الذين قالوا الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله لقد سمع الله الآية قال ذكر لنا أنها نزلت في حيى بن أخطب لما نزل من ذا الذين يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة قال يستقرضنا ربنا انما يستقرض الفقير الغنى * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن العلاء بن بدر أنه سئل عن قوله وقتلهم الانبياء بغير حق وهم لم يدركوا ذلك قال بموالاتهم من قتل أنبياء الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ونقول ذوقوا عذاب الحريق قال بلغني أنه يحرق أحدهم في اليوم سبعين ألف مرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وان الله ليس بظلام للعبيد قال ما أنا بمعذب من لم يحترم * قوله تعالى (الذين قالوا ان الله عهد الينا) الآية * أخرج ابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله حتى ياتينا بقربان تأكله النار قال يتصدق الرجل منا فإذا تقبل منه أنزلت عليه نار من السماء فاكلته * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال كان من قبلنا من الامم يقرب أحدهم القربان فتخرج الناس فينظرون أيتقبل منهم أم لا فان تقبل منهم جاءت نار بيضاء من السماء فاكلت ما قرب وان لم تقبل لم تات تلك النار فعرف الناس ان لم تقبل منهم فلما بعث الله محمدا ساله أهل الكتاب أن ياتيهم بقربان قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذي قلتم القربان فلم قتلتموهم يعيرهم بكفرهم قبل اليوم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله الذين قالوا ان الله عهد الآية قال هم اليهود قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم ان أتيتنا بقربان تأكله النار صدقناك والا فلست بنبى * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الشعبى قال ان الرجل يشترك في دم الرجل ولقد قتل قبل أن يولد ثم قرأ الشعبى قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم فجعلهم هم الذين قتلوهم ولقذ قتلوا قبل أن يولد واسبعمائة عام ولكن قالوا قتلوا بحق وسنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله الذين قالوا ان الله عهد الينا الآية قال كذبوا على الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن العلاء بن بدر قال كانت رسل تجئ بالبينات ورسل علامة نبوتهم ان يضع أحد هم لحم البقر على يده فتجئ نار من السماء فتأكله فانزل الله قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذي قلتم * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فان كذبوك قال اليهود * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة
[ 107 ]
في قوله فقد كذبت رسل من قبلك يعزى نبيه صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى عن أصحابه في قوله بالبينات قال الحرام والحلال والزبر قال كتب الانبياء والكتاب المنير قال هو القرآن * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله والزبر والكتاب المنير قال يضاعف الشئ وهو واحد * قوله تعالى (كل نفس ذائقة الوت) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب قال لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية جاءهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته كل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجوركم يوم القيامة ان في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل ما فات فبالله فثقوا واياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب فقال على هذا الخضر * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وعبد بن حميد والترمذي والحاكم وصححاه وابن حبان وابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها اقرؤا ان شئتم فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقط فاز وما الحياة الدنيا الامتاع الغرور * وأخرج ابن مردويه عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ثم تلاهذه الآية فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز * وأخرج عبد بن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لغدوة أو روحة فسبيل الله خير من الدنيا بما عليها ولقاب قوس أحدهم في الجنة خير من الدنيا بما عليها * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع قال ان آخر من يدخل الجنة يعطى من النور بقدر ما دام يحبو فهوفى النور حتى تجاوز الصراط فذلك قوله فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز * وأخرج أحمد عن ابن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب ان يزحزح عن النار وان يدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ما يحب ان يؤتى إليه * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله فقد فاز قال سعد ونجا قال هل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول عبد الله بن رواحة وعسى ان أفوز ثمت ألقى * حجة اتقى بها الفتانا * وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن سابط في قوله وما الحياة الدنيا الامتاع الغرور قال كزاد الراعى يزوده الكف من الثمر أو الشى من الدقيق يشر عليه اللبن * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة وما الحياة الدنيا الامتاع الغرور قال هي متاع متروك أو شكت والله ان تضمحل عن أهلها فخذوا من هذا المتاع طاعة الله ان استطعتم ولاقوة الا بالله * قوله تعالى * (لتبلون في أموالكم وأنفسكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن جريج في قوله لتبلون الآية قال أعلم الله المؤمنين انه سيبتليهم فينظر كيف صبرهم على دينهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الزهري في قوله ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم قال هو كعب ابن الاشرف وكان يحرض المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في شعره ويهجو النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه * وأخرج ابن المنذر من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن حريج ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب يعنى اليهود والنصارى فكان المسلمو يسمعون من اليهود قولهم عزيز ابن الله ومن النصارى قولهم المسيح ابن الله وكان المسلمون ينصبون لهم الحرب ويسمعون أشراكهم بالله وان تصبروا وتنقوا فان ذلك من عزم الامور قال من القوة مما عزم الله عليه وأمركم به * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله وان تصبروا وتتقوا الآية قال أمر الله المؤمنين ان يصبروا على ما آذاهم زعم انهم كانوا يقولون يا أصحاب محمد لستم على شئ نحن أولى بالله منكم أنتم ضلال فامروا ان يمضوا ويصبروا * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ان ذلك من عزم الامور يعنى هذا الصبر على الاذى في الامر بالمعروف والنهى عن المنكر لمن عزم الامور يعنى من حق الامور التى أمر الله تعالى * قوله تعالى (وإذا أخذ الله) الآية * أخرج ابن اسحق وابن جرير من طريق عكرمة عن ابن عباس واذ أخذ الله ميثاق الذين وأتوا الكتاب ليبيننه للناس إلى قوله عذاب أليم يعنى فنحاص وأشيع واشباههما من الاحبار * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله واذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه
[ 108 ]
للناس قال كان أمرهم ان يتبعوا النبي الامي الذين يؤمن بالله وكلماته وقال واتبعوه لعلكم تهتدون فلما بعث الله محمدا قال وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم عاهدهم على ذلك فقال حين بعث محمدا صدقوه وتلقون عندي الذى أحببتم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق علقمة بن وقاص عن ابن عباس في الآية قال في التوراة والانجيل ان الاسلام دين الله الذى افترضه على عباده وان محمدا رسول الله يجدونه مكتوبا عندهم هم في التوراة والانجيل فينبذوه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابى أبى حاتم عن سعد ابن جبير في الآية وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب قال اليهود ليبيننه للناس قال محمدا صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال ان الله أخذ ميثاق اليهود ليبينن للناس محمدا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال هذا ميثاق أخذه الله على أهل العلم فمن علم علما فليعلمه الناس واياكم وكتمان العلم فان كتمان العلم هلكة ولاينكلفن رحل مالا علم له به فيخرج من دين الله فيكون من المتكلفين كان يقال مثل علم لا يقال به كمثل كنزلا ينتفع به ومثل حكمة لا تخرج كمثل صنم قائم لا ياكل ولا يشرب وكان يقال في الحكمة طوبى العالم ناطق وطوبى لمستمع واع هذا رجل علم علما فعلمه وبذله ودعا إليه ورجل سمع خير فحفظه ووعاه وانتفع به * وأخرج ابن جرير عن أبى عبيدة قال جاء رجل إلى قوم في المسجد وفيه عبد الله بن مسعود فقال ان أخاكم كعبا يقرؤكم السلام ويبشركم ان هذه الآية ليست فيكم وأذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه فقال له عبد الله وأنت فاقرئه السلام انها نزلت وهو يهودى * واخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن سعيد ابن جبير قال قلت لابن عباس ان أصحاب عبد الله يقرؤن واذ أخذ ربك من الذين أوتوا الكتاب ميثاقهم * وأخرج ابن جرير عن الحسن انه كان يفسر قوله ليبيننه للناس ويكتمونه ليتكلمن بالحق وليصدقنه بالعمل * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الشعبى في قوله فنبذوه وراء ظهورهم قال انهم قد كانوا يقرؤنه ولكنهم نبذوا العمل به * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج فنبذوه قال نبذوا الميثاق * وأخرج ابن جرير عن السدى واشتروا به ثمنا قليلا أخذوا طمعا وكتموا اسم محمد صلى الله عليه وسلم قال كتموا وباعوا فلا يبدوا شيا الا بثمن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فبئسما يشترون قال تبديل يهود التوراة * وأخرج عبد بن حميد عن أبى هريرة قال لولا ما أخذ الله على أهل الكتاب ما حدثتكم وتلاوا إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه * وأخرج ابن سعد عن الحسن قال لو لا الميثاق الذى أخذه الله على أهل العلم ما حدثنكم بكثير مما تسألون عنه * قوله تعالى (يفرحون) الآية * أخرج البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب من طريق حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن مروان قال لبوابه اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل لهم لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى وأحب ان يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعون فقال ابن عباس مالكم ولهذه الآية انما أنزلت هذه في أهل الكتاب ثم تلا ابن عباس واذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس الآية وتلا لا يحسبن الذين ن يفرحون بما أتوا الآية فقال ابن عباس سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شئ فتكموه اياه وأخبروه بغيره فخرجوا وقد أوره ان قد أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك إليه وفرحوا بما أتوا من كتمان ما سألهم عنه * وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن أبى سعيد الخدرى ان رجلا من المنافقين كانوا إذ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغز واعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا ان يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن زيد بن أسلم ان رافع بن خديج وزين بن ثابت كانا عند مروان وهو أمير بالمدينة فقال مروان يا رافع في أي شئ نزلت هذه الآية لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا قال رافع أنزلت في ناس من المنافقين كانوا إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم اعتذروا وقالوا ما حبسنا عنكم الا الشغل فلود دنا انا كنا معكم فانزل الله فيهم هذه الآية فكان مروان أنكر ذلك فجزع رافع من ذلك فقال لزيد بن ثابت
[ 109 ]
أنشدك بالله هل تعلم ما أقول قال نعم فلما خرجا من عند مروان قاله زيد ألا تحمدني شهدت لك قال أحمدك ان تشهد بالحق قال نعم قد حمدالله على الحق أهله * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال هؤلاء المنافقون يقولون للنبى صلى الله عليه وسلم لو قد خرجت لخرجنا معك فإذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم تخلفوا وكذبوا ويفرحون بذلك ويرون انها حيلة احتالوا بها * وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في الآية قال يعنى فنحاس وأشيع وأشباههما من الاحبار الذين يفرحون بما يصيبوا من الدنيا على ما زينوا للناس من الضلالة ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا ان يقول لهم الناس علماء وليسوا باهل علم لم يحلموهم على هدى ولاخير ويحبون ان يقول لهم الناس قد فعلوا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في الآية قال هم أهل الكتاب أنزل عليهم الكتاب فحكموا بغير الحق وحرفوا الكلم عن مواضعه وفرحوا بذلك وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فرحوا انهم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل الله إليه وهم يزعمون انهم يعبدون الله ويصومون ويصلون ويطيعون لله فقال الله لمحمد ولا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وكفروا بالله يحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا من الصلاة والصوم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك في الآية قال اليهود كتب بعضهم إلى بعض ان محمدا ليس نبى فاجمعوا كلمتكم وتمسكوا بدينكم وكتابكم الذى معكم ففعلوا ففرحوا بذلك وفرحوا باجتماعهم على الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال كتموا اسم محمد ففرحوا بذلك حين اجتمعوا عليه وكانوا يزكون أنفسهم فيقولون نحن أهل الصيام وأهل الصلاة وأهل الزكاة ونحن على دين ابراهيم فانزل الله فيهم لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا من كتمان محمد ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا أحبوا ان تحمدهم العرب بما يكون به أنفسهم وليسوا كذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن سعيد ابن جبير لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا قال بكتمانهم محمدا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا قال هو قولهم نحن على دين ابراهيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وبن أبى حاتم عن مجاهد في الآية قال يهود فرحوا باعجاب الناس بتبديلهم الكتاب وحمدهم اياهم عليه ولا تملك يهود ذلك ولن تفعله * واخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في الآية قال هم اليهود يفرحون بما آتى الله ابراهيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان يهود خيبر أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فزعموا انهم راضون بالذى جاء به وانهم متابعوه وهم متمسكون بضلالتهم وأرادوا ان يحمدهم النبي صلى الله عليه وسلم بما لم يفعلوا فانزل الله ولا يحسبن الذين يفرحون الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير من وجه آخر عن قتادة في الآية قال ان أهل خيبرا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقالوا انا على رأيكم وانا لكم ردء فاكذبهم الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال ان اليهود من أهل خيبر قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا قد قبلنا الدين ورضينا به فاحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا * وأخرج مالك وابن سعد والبيهقي في الدلائل عن محمد بن ثابت أن ثابت ابن قيس قال يا رسول الله لقد خشيت أن أكون قد هلكت قال لم قال نهانا الله أن نحب أن نحمد بما لم نفعل وأجدني أحب الحمد ونهانا عن الخيلاء وأجدني احب الجمال ونهانا أن نرفع صوتنا فوق صوتك وأنا رجل جهير الصوت فقال يا ثابت ألا ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة فعاش حميدا وقتل شهيدا يوم مسيلمة الكذاب * وأخرج الطبراني عن محمد بن ثابت قال حدثنى ثابت بن قيس بن شماس قال قلت يا رسول الله لقد خشيت فذكره * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظى قال كان في بنى اسرائيل رجال عباد فقهاء فادخلتهم الملوك فرخصوا لهم وأعطوهم فخر جوا وهم فرحون بما أخذت الملوك من قولهم وما أعطوا فانزل الله لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابراهيم في قوله لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا قال ناس من اليهود جهزوا جيشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الاحنف بن قيس ان رجلا قال له الا تميل فنحملك على ظهر قال لعلك من العراضين قال وما العراضون قال الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا إذا عرض لك الحق فاقصد له واله عما سواء * وأخرج ابن أبى حاتم عن يحيى بن يعمر فلا
[ 110 ]
يحسبنهم يعنى أنفسهم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد انه قرأ فلا يحسبنهم على الجماع بكسر السين ورفع الباء * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله بمفازة قال بمنجاة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد مثله * قوله تعالى (ان في خلق السموات الآية) * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال أتت قريش اليهود فقالوا ما جاء كم موسى من الآيات قالوا عصاه ويده بيضاء للناظرين وأتوا النصارى فقالوا كيف كان عيسى فيكم قالوا كان يبرئ الاكمه والابرص ويحيى الموتى فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أدع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا فدعا ربه فنزلت ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لاولى الالباب فليتفكروا فيها * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه والبيهقي عن ابن عباس قال بت عند خالتي ميمونة فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل ثم استيقظ فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرأ العشر الآيات الاواخر من سورة آل عمران حتى ختم * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند والطبراني والحاكم في الكنى والبغوى في معجم الصحابة عن صفوان بن المعطل السلمى قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرهقت صلاته ليلة فصلى العشاء الآخرة ثم نام فلما كان نصف الليل استيقظ فتلا الآيات العشر آخر سورة آل عمران تم تسوك ثم توضأ فصلى احدى عشرة ركعة * قوله تعالى (الذين يذكرون) الآية * أخرج الاصبهاني في الترغيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادى مناد يوم القيامة أين أولو الا الباب قالوا أي أولى الالباب تريد قال الذين يذكرون الله قيام وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار عقد لهم لواء فاتبع القوم لواء هم وقال لهم اذخلوها خالدين * وأخرج الفريابى وابن أبى حاتم والطبراني من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن مسعود في قوله الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم قال انما هذا في الصلاة إذا لم يستطع قائما فقاعدا وان لم يستطع قاعدا فعلى جنبه * وأخرج الحاكم عن عمران بن حصين انه كان به البواسير فأمره النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلى على جنب * وأخرج البخاري عن عمران بن حصين قال كانت بى بوسير فسالت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فقال صل قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب * وأخرج البخاري عن عمران بن حصين قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل وهو قاعد فقال من صلى قائما فهو أفضل ومن صلى قاعدا فله نصف أجر القائم ومن صلى نائما فله نصف أجر القاعد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في الاية قال هو ذكر الله في الصلاة وفى غير الصلاة وقراءة القرآن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم قال هذه حالاتك كلها يا ابن آدم أذكر الله وأنت قائم فان لم تستطع فاذكره جالسا فان لم تستطع فاذكره وأنت على جنبك يسر من الله وتخفيف * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال لا يكون عبد من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا * قوله تعالى (ويتفكرون الآية) * أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة والاصبهاني في الترغيب عن عبد الله بن سلام قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يتفكرون فقال لا تفكروا في الله ولكن تفكروا فيما خلق * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب التفكر والاصبهاني في الترغيب عن عمرو بن مرة قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم يتفكرون فقال تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق * وأخرج ابن أبى الدنيا عن عثمان بن أبى دهرين قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى أصحابه وهم سكوت لا يتكلمون فقال مالكم لا تتكلمون قالوا نتفكر في خلق الله قال كذلك فافعلوا تفكروا في خلقه ولا تفكروا فيه * وأخرج ابن أبى الدنيا والطبراني وابن مردويه والاصبهاني في الترغيب عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس قال تفكروا في كل شئ ولا تفكروا في ذات الله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى الدنيا في التفكر وابن المنذر وابن حبان في صحيحه وابن مردويه
[ 111 ]
والاصبهاني في الترغيب وابن عساكر عن عطاء قال قلت لعائشة اخبريني يا عجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت وأى شانه لم يكن عجبا انه أتانى ليلة فدخل معى في لحافى ثم قال ذريني أتعبد لربى فقام فتوضأ ثم قام يصلى فبكى حتى سالت دموعه على صدره ثم ركع فبكى ثم سجد فبكى ثم رفع رأسه فبكى فلم يزل كذلك حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة فقلت يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا ولم لا أفعل وقد أنزل على هذه الليلة ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لاولى الالباب إلى قوله سبحانك فقنا عذاب النار ثم قال ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها * وأخرج ابن أبى الدنيا في التفكر عن سفيان رفعه قال من قرأ سورة آل عمران فلم يتفكر فيها ويله فعد باصابعه عشرا قيل للاوزاعي ما غاية التفكر بهن قال يقرؤهن وهو يعقلهن * وأخرج ابن أبى الدنيا عن عامر بن عبد قيس قال سمعت غير واحد ولا اثنين ولا ثلاثة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون ضياء الايمان أو نور الايمان التفكر * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وابن المنذر عن ابن عون قال سالت أم الدرداء ماكان أفضل عبادة أبى الدرداء قالت التفكر والاعتبار * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال تفكر ساعة خير من قيام ليلة * وأخرج ابن سعد عن أبى الدرداء مثله * وأخرج الديلمى عن أنس مرفوعا مثله * وأخرج الديلمى من وجه آخر مرفوعا عن أنس تفكر ساعة في اختلاف الليل والنهار خير من عبادة ثمانين سنة * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة * وأخرج أبو الشيخ والديلمي عن أبى هريرة مرفوعا بينما رجل مستلق ينظر إلى السماء والى النجوم فقال والله انى لاعلم ان لك خالقا وربا اللهم اغفر لي فنظر الله إليه فغفر له * قوله تعالى (ربنا انك من تدخل النار) الآيات * أخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن أبى الدرداء وابن عباس انهما كانا يقولان اسم الله الاكبر رب رب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أنس في قوله من تدخل النار فقد أخزيته قال من تخلد * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن المسيب في قوله ربنا انك من تدخل النار فقد أخزيته قال هذه خاصة لمن لا يخرج منها * وأخرج ابن جرير والحاكم عن عمرو بن دينار قال قدم علينا جابر بن عبد الله في عمرة فانتهيت إليه أنا وعطاء فقلت وماهم بخارجين من النار قال أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم الكفار قلت لجابر فقوله انك من تدخل النار فقد أخزيته قال وما أخزاه حين أحرقه بالنار وان دون ذلك خزيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن جريج في قوله مناديا ينادى للايمان قال هو محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والخطيب في المتفق والمفترق عن محمد بن كعب القرظى سمعنا مناديا ينادى للايمان قال هو القرآن ليس كل الناس يسمع النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال سمعوا دعوة من الله فاجابوها وأحسنوا فيها وصبروا عليها ينبئكم الله عن مؤمن الانس كيف قال وعن مؤمن الجن كيف قال فاما مؤمن الجن فقال انا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا حدا وأما مؤمن الانس فقال ربنا اننا سمعنا مناديا ينادى للايمان أن آمنوا بربكم فاآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيآتنا وتو فنا مع الابرار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن جريج ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك قال ستجزون موعد الله على رسله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس ولا تخزنا يوم القيامة قال لا تفضحنا انك لا تخلف الميعاد قال معاد من قال لا اله الا الله فاستجاب لهم ربهم انى لا أضيع عمل عامل منكم قال أهل لا اله الا الله أهل التوحيد والاخلاص لاأخزيهم يوم القيامة * وأخرج أبو يعلى عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العار والتخزية يبلغ من ابن آدم يوم القيامة في المقام بين يدى الله ما يتمنى العبد أن يؤمر به إلى النار * وأخرج أبو بكر الشافعي في رباعية عن أبى قرصافة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم لا تخزنا يوم القيامة ولا تفضحنا يوم اللقاء * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود انه قال إذا فرغ أحدكم من التشهد في الصلاة فليقل اللهم أنى أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم اللهم انى اسالك من خير ما سالك
[ 112 ]
عبادك الصالحون وأعوذ بك من شر ماعاذمنه عبادك الصالحون ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ربنا اننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيآتنا وتوفنا مع الابرار إلى قوله انك لا تخلف الميعاد * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم النخعي قال كان يستحب أن يدعو في المكتوبة بدعاء القرآن * وأخرج ابن أبى شيبة عن محمد بن سيرين انه سئل عن الدعاء في الصلاة فقال كان أحب دعائهم ما وافق القرآن * وأخرج أحمد وابن أبى حاتم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عسقلان أحد العروسين يبعث الله منها يوم القيامة سبعين ألفا لاحساب عليهم ويبعث منها خمسون ألفا شهداء وفودا إلى الله وبها صفوف الشهداء رؤسهم تقطر في أيديهم تثج أوداجهم دما يقولون ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك انك لا تخلف الميعاد فيقول صدق عبيدى اغسلوهم بنهر البيضة فيخرجون منه بيضا فيسرحون في الجنة حيث شاؤا * قوله تعالى (فاستجاب لهم) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق والترمذي وابن جرير وابن المنذروا بن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن أم سلمة قالت يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشئ فانزل الله فاستجاب لهم ربهم انى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى إلى آخر الآية قالت الانصار هي أول ظعينة قدمت علينا * وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت آخر آية نزلت هذه الآية فاستجاب لهم ربهم إلى آخرها * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء قال ما من عبد يقول يا رب يا رب يا رب ثلاث مرات الا نظر الله إليه فذكر للحسن فقال أما تقرأ القرآن ربنا اننا سمعنا مناديا إلى قوله فاستجاب لهم ربهم * قوله تعالى (فالذين هاجروا) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال هم المهاجرون اخرجوا من كل وجه * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان أول ثلة يدخلون الجنة الفقراء المهاجرين الذين تتقى بهم المكاره إذا أمروا سمعوا وأطاعوا وان كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض حتى يموت وهى في صدره وان الله يدعو يوم القيامة الجنة فتأتى بزخرفها وزينتها فيقول اين عبادي الذين قاتلوا في سبيلى وقتلوا وأوذوا في سبيلى وجاهدوا في سبيلى ادخلوا الجنة فيدخلونها بغير عذاب ولاحساب وتاتى الملائكة فيسجدون ويقولون ربنا نحن نسبح لك الليل والنهار ونقدس لك من هؤلاء الذين آثرتهم علينا فيقول هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلى وأوذوا في سبيلى فتدخل الملائكة عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعلم اول زمرة تدخل الجنة من أمتى قلت الله ورسوله أعلم قال المهاجرون ياتون يوم القيامة إلى باب الجنة ويستفتحون فتقول لهم الخزنة أوقد حو سبتم قالوا باى شئ نحاسب وانما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله حتى متنا على ذلك قال فيفتح لهم فيقيلون فيه أربعين عاما قبل أن يدخل الناس * وأخرج أحمد عن أبى امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فسمعت فيها حشفة بين يدى فقلت ما هذا قال بلال فمضيت فإذا أكثر اهل الجنة فقرأ المهاجرين وذراري المسلمين ولم ار أحدا أقل من الاغنياء والنساء قيل لى أما الاغنياء فهم بالباب يحاسبون ويمحصون وأما النساء فالها هن الاحمران الذهب والحرير * وأخرج أحمد عن أبى الصديق عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم باربعمائة عام حتى يقول المؤمن الغنى يا ليتنى كنت نحيلا قيل يا رسول الله سمهم لنا قال هم الذين إذا كان مكروه بعثوا له وإذا كان مغنم بعث إليه سواهم وهم الذين يحجبون عن الابواب * وأخرج الحكيم الترمذي عن سعيد بن عامر بن حزم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يدخل فقراء المسلمين قبل الاغنياء الجنة بخمسين سنة حتى ان الرجل من الاغنياء ليدخل في غمارهم فيؤخذ بيده فيستخرج * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن عمرو قال يجمعون فيقول أين فقراء هذه الامة ومساكينها فيبرزون فيقال ما عندكم فيقولون يا رب ابتليتنا فصبرنا وأنت اعلم ووليت الاموال والسلطان غيرنا فيقال صدقتم فيدخلون الجنة قبل سائر الناس بزمن وتبقى شدة الحساب على ذوى الاموال والسلطان قيل فان المؤمنون يومئذ قال يوضع لهم كراسي من نور ويظلل عليهم الغمام ويكون ذلك اليوم أقصر عليهم من ساعة من نهار والله أعلم * قوله تعالى (والله عنده حسن الثواب) * أخرج ابن أبى
[ 113 ]
حاتم عن شداد بن أوس قال يا أيها الناس لا تتهموا الله في قضائه فان الله لا يبغى على مؤمن فإذا نزل باحدكم شئ مما يحب فليحمد الله وإذا نزل به شئ يكره فليصبر وايحتسب فان الله عنده حسن الثواب * قوله تعالى (لا يغرنك) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة لا يغرنك تقلب الذين كفروا تقلب ليلهم ونهارهم وما يجرى عليهم من النعم متاع قليل ثم ماواهم جهنم وبئس المهاد قال عكرمة قال ابن عباس أي بئس المنزل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد يقول ضربهم في البلاد * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال والله ماغروا نبى الله ولا وكل إليهم شيأ من أمر الله حتى قبضه الله على ذلك * قوله تعالى (وما عند الله خير للابرار) * أخرج البخاري في الادب المفرد وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عمر قال انما سماهم الله أبرارا لانهم بروا الآباء والابناء كما ان لوالدك عليك حقا كذلك لولدك عليك حق وأخرجه ابن مردويه عن ابن عمر مرفوعا والاول أصح * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن قال الابرار الذين لا يؤذون الذر * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد وما عند الله خير للابرار قال لمن يطيع الله عزوجل * قوله تعالى (وان من أهل الكتاب) الآية * أخرج النسائي والبزار وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أنس قال لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا عليه قالوا يا رسول الله نصلى على عبد حبشي فانزل الله وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل اليكم الآية * وأخرج ابن جرير عن جابران النبي صلى الله عليه وسلم قال اخرجوا فصلوا على أخ لكم فصلى بنا فكبر أربع تكبيرات فقال هذا النجاشي أصحمة فقال المنافقون انظروا إلى هذا يصلى على علج نصراني لم نره قط فانزل الله وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان هذه الآية نزلت في النجاشي وفى ناس من أصحابه آمنوا بنبى الله وصدقوا به وذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم استغفر للنجاشي وصلى عليه حين بلغه موته قال لاصحابه صلوا على أخ لكم قد مات بغير بلادكم فقال أناس من أهل النفاق يصلى على رجل مات ليس من أهل دينه فانزل الله وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله الآية * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفروا لاخيكم فقالوا يا رسول الله أنستغفر لذلك العلج فانزل الله وأن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل اليكم الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال لما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي طعن في ذلك المنافقون فقالوا صلى عليه وما كان على دينه فنزلت هذه الآية وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله الآية قالوا ما كان يستقبل قبلته وان بينهما البحار فنزلت فاينما تولوا فثم وجه الله قال ابن جريج وقال آخرون نزلت في النفر الذين كانوا من يهود فاسلموا عبد الله بن سلام ومن معه * وأخرج الطبراني عن وحشى بن حرب قال لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه أخاكم النجاشي قد مات قوموا فصلوا عليه فقال رجل يا رسول الله كيف نصلى عليه وقد مات في كفره قال ألا تسمعون قول الله وأن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله الآية قال هم مسلمة أهل الكتاب من اليهود والنصارى * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال هؤلاء يهود * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال هم أهل الكتاب الذين كانوا قبل محمد صلى الله عليه وسلم والذين اتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) * أخرج ابن المبارك وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان من طريق داود بن صالح قال قال أبو سلمة بن عبد الرحمن تدرى في أي شئ نزلت هذه الا آية اصبروا وصابروا ورابطوا قلت لا قال سمعت أبا هريرة يقول لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم غزو يرابط فيه ولكن انتظار الصلاة بعد الصلاة * وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن أبى سلمة بن عبد الرحمن قال أقبل على أبو هريرة يوما فقال أتدرى يا ابن أخى فيم أنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا قلت لا قال أما نه لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم غزوا يرابطون فيه ولكنها نزلت في قوم يعمرون المساجد يصلون الصلاة في مواقيتها ثم يذكرون الله فيها فعليهم أنزلت اصبروا أي على الصلوات الخمس وصابروا أنفسكم وهواكم ورابطوا في مساجدكم واتقوا الله فيما علمكم لعلكم تفلحون * وأخرج ابن
[ 114 ]
مردويه عن أبى أيوب قال وقف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل لكم إلى ما يمحو الله تعالى به الذنوب ويعظم به الاجر فقلنا نعم يا رسول الله قال اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة قال وهو قول الله يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا فذلكم هو الرباط في المساجد * وأخرج ابن جرير وابن حبان عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويكفر به الذنوب قلنا بلى يا رسول الله قال اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتضار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط * وأخرج ابن جرير من حديث على مثله * وأخرج مالك والشافعي وعبد الرزاق وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن أبى حاتم عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى غسان قال ان هذه الآية انما أنزلت في لزوم المساجد يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابوا ورابطوا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم في الآية قال أمرهم أن يصبروا على دينهم ولا يدعوه لشدة ولا رخاء ولا سراء ولا ضراء وأمرهم أن يصابروا الكفار وأن يرابطوا المشركين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظى في الآية قال اصبروا على دنيكم وصابروا الوعد الذى وعدتكم ورابطوا عدوى وعدوكم حتى يترك دينه لدينكم واتقوا الله فيما بينى وبينكم لعلكم تفلحون غدا إذا لقيتموني * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال اصبروا على طاعة الله وصابروا أهل الضلالة ورابطوا في سبيل الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن زيد بن أسلم في الآية قال اصبروا على الجهاد وصابروا عدوكم ورابطوا على دينكم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال اصبروا عند المصيبة وصابروا على الصلوات ورابطوا وجاهدوا في سبيل الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال اصبروا على الفرائض وصابروا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الموطن ورابطوا فيما أمركم ونهاكم * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في الآية قال اصبروا على طاعة الله وصابروا أعداء الله ورابطوا في سبيل الله * وأخرج أبو نعيم عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الذين آمنوا اصبروا على الصلوت الخمس وصابروا على قتال عدوكم بالسيف ورابطوا في سبيل الله لعلكم تفلحون * وأخرج مالك وابن أبى شيبة وابن أبى الدنيا وابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن زيد بن أسلم قال كتب أبو عبيدة إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعا من الروم وما يتخوف منهم فكتب إليه عمر أما بعد فانه مهما ينزل بعبد مؤمن من شدة يجعل الله بعدها فرجاوانه لن يغلب عسر يسرين وان الله يقول في كتابه يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والبيهفى في شعب عن سهل بن سعدان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن فضالة بن عبيد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول كل ميت يختم على عمله الا الذى مات مرابطا في سبيل الله فانه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة القبر * وأخرج أحمد ومسلم والترمذي والنسائي والطبراني والبيهقي عن سلمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وان مات فيه جرى عليه عمله الذى كان يعمل وأجرى عليه رزقه فامن الفتان زاد الطبراني وبعث يوم القيامة شهيدا * وأخرج الطبراني بسند جيد عن أبى الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رباط شهر خير من صيام دهر ومن مات مرابطا في سبيل الله أمنه من الفزع الاكبر وغدى عليه برزقه وريح من الجنة ويجرى عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله عزوجل * وأخرج الطبراني بسند جيد عن العرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات الا المرابط في سبيل الله فانه ينمى له عمله ويجرى عليه رزقه إلى يوم القيامة * وأخرج أحمد بسند جيد عن أبى الدرداء يرفع الحديث قال من رابط في شئ من سواحل المسلمين ثلاثة أيام أجزأت عنه رباط سنة * وأخرج ابن ماجه بسند صحيح عن أبى هريرة عن
[ 115 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات مرابطا في سبيل الله أجرى عليه أجر عمله الصالح الذى كان يعمل وأجرى عليه رزقه وأمن من الفتان وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع * وأخرج الطبراني في الاوسط عن أبى هريرة مرفوعا مثله وزاد والمرابط إذا مات في رباطه كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة وغدى عليه وريح برزقه ويزوج سبعين حوراء وقيل له قف اشفع إلى ان يفرغ من الحساب * وأخرج الطبراني بسند لا بأس به عن واتلة بن الاسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سن سنة حسنة فله أجرها ما عمل بها في حياته وبعد مماته حتى تترك ومن سن سنة سيئة فعليه اثمها حتى تترك ومن مات مرابطا في سبيل الله جرى عليه عمل المرابط حتى يبعث يوم القيامة * وأخرج الطبراني في الاوسط بسند جيد عن أنس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أجر المرابط فقال من رابط ليلة حارسا من وراء المسلمين كان له أجر من خلفه ممن صام وصلى * وأخرج الطبراني في الاوسط بسند لا باس به عن جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رابط يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار سبع خنادق كل خندق كسبع سموات وسبع أرضين * وأخرج ابن ماجه بسند واه عن أبى بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا من غير شهر رمضان أفضل عند الله وأعظم أجرا من عبادة مائة سنة صيامها وقيامها ورباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا من شهر رمضان أفضل عند الله وأعظم أجرا من عبادة ألفى سنة صيامها وقيامها فان رده الله إلى أهله سالما لم تكتب له سيئة وتكتب له الحسنات ويجرى له أجر الرباط إلى يوم القيامة * وأخرج ابن حبان والبيقى عن مجاهد عن أبى هريرة انه كان في المرابطة ففرعوا وخرجوا إلى الساحل ثم قيل لا باس فانصرف الناس وأبو هريرة واقف فمر به انسان فقال ما يوقفك يا أبا هريرة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الاسود * وأخرج الترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه عن عثمان بن عفان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل ولفظ ابن ماجه من رابط ليلة في سبيل الله كانت كألف ليلة صيامها وقيامها * وأخرج البيهقى عن أبى امامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان صلاة المرابط تعدل خمسمائة صلاة ونفقه الدينار والدرهم منه أفضل من سبعمائة دينار ينفقه في غيره * وأخرج أبو الشيخ في الثواب عن أنس مرفوعا الصلاة بارض الرباط بالفى ألف صلاة * وأخرج ابن حبان عن عتبة بن الندران رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا انتاط غزوكم وكثرت الغرائم واستحلت الغنائم فخير جهادكم الرباط * وأخرج البخاري والبيهقي عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة وعبد القطيفة ان أعطى رضى وان لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا ننقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه ان كان في الحراسة كان في الحراسة وان كان في الساقة كان في الساقة ان استأذن لم يؤذن له وان شفع لم يشفع * وأخرج مسلم والنسائي والبيهقي عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خير معاش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو قزعة طار على متنه يبتغى القتل والموت من مظانه ورجل في غنيمة في رأس شفعة من هذه الشعف أو بطن واد من هذه الاودية يقيم الصلاة ويؤتى الزكاة ويعبد ربه حتى ياتيه اليقين ليس من الناس الا في خير * وأخرج البيهقى عن أم مبشر تبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الناس منزلة رجل على متن فرسه يخيف العدو ويخيفونه * وأخرج البيهقى عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان أحرس ثلاث ليال مرابطا من وراء بيضة المسلمين أحب إلى من أن تصيبني ليلة القدر في أحد المسجدين المدينة أو بيت المقدس وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات مرابطا في سبيل الله آمنه الله من فتنة القبر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المرابط في سبيل الله أعظم أجرا من رجل جمع كعبيه رياد شهر صيامه وقيامه * وأخرج البيهقى عن ابن عابد قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل فلما وضع قال عمر بن الخطاب لا تصل عليه يا رسول الله فانه رجل فاجر فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس قال هل آراه أحد منكم على الاسلام فقال رجل نعم
[ 116 ]
يا رسول الله حرس ليلة في سبيل الله فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحثى عليه التراب وقال أصحابك يظنون انك من أهل النار وأنا اشهد انك من أهل الجنة وقال يا عمر انك لا تسال عن أعمال الناس ولكن تسال عن الفطرة * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمران عمر كان يقول ان الله بدأ هذا الامر حين بدأ بنبوة ورحمة ثم يعود إلى ملك ورحمة ثم يعود جبرية يتكادمون تكادم الحمير أيها الناس عليكم بالغزو والجهاد ما كان حلوا خضرا قبل أن يكون مرا عسرا ويكون عاما قبل أن يكون حطاما فإذا انتاطت المغازى وأكلت الغنائم واستحل الحرام فعليكم بالرباط فانه خير جهادكم * وأخرج أحمد عن أبى امامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أربعة تجرى عليهم أجورهم بعد الموت رجل مات مرابطا في سبيل الله ورجل علم علما فاجره يجرى عليه ما عمل به ورجل أجرى صدقة فاجرها يجرى عليه ما جرت عليهم ورجل ترك ولدا صالحا يدعو له * وأخرج ابن السنى في عمل يوم وليله وابن مردويه وأبو نعيم وابن عساكر عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر سورة آل عمران كل ليلة * وأخرج الدارمي عن عثمان بن عفان قال من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة * (سورة النساء) * * أخرج ابن الضريس في فضائله والنحاس في ناسخه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال نزلت سورة النساء بالمدينة * وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال نزل بالمدينة النساء * وأخرج البخاري عن عائشة قالت ما نزلت سورة البقرة والنساء الا وأنا عنده * وأخرج أحمد وابن الضريس في فضائل القرآن ومحمد بن نصر في الصلاة والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من أخذ السبع فهو حبر * وأخرج البيهقى في الشعب عن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت مكان التوراة السبع الطول والمثين كل سورة بلغت مائة فصاعدا والمثاني كل سورة دون المئين وفوق المفصل * وأخرج أبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أنس قال وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة شيأ فلما أصبح قيل يا رسول الله ان أثر الوجع عليك لبين قال أما انى على ما ترون بحمد الله قد قرأت السبع الطول * وأخرج أحمد عن حذيفة قال قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقرأ السبع الطول في سبع ركعات * وأخرج عبد الرزاق عن بعض أهل النبي صلى الله عليه وسلم انه بات معه فقام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل فقضى حاجته ثم جاء القربة فاستكب ماء فغسل كفيه ثلاثا ثم توضأ وقرأ بالطوال السبع في ركعة واحدة * وأخرج الحاكم عن ابن أبى مليكة سمع ابن عباس يقول سلونى عن سورة النساء فانى قرأت القرآن وأنا صغير * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن ابن عباس قال من قرأ سورة النساء فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض والله أعلم * قوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الآية) أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله خلقكم من نفس واحدة قال من آدم وخلق منها زوجها قال خلق حواء من قصيراء أضلاعه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله خلقكم من نفس واحدة قال آدم وخلق منها زوجها قال حواء من قصيراء آدم وهو نائم فاستيقظ فقال أءثا بالنبطية امرأة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عمرو قال خلقت حواء من خلف آدم الايسر وخلقت امرأة ابليس من خلفه الا يسر * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك وخلق منها زوجها قال خلق حواء من آدم من ضلع الخلف وهو أسفل الاضلاع * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال خلقت المرأة من الرجل فجعلت نهمتها في الرجال فاحبسوا نساءكم وخلق الرجل من الارض فجعل نهمته في الارض * قوله تعالى (وبث منهما رجالا الآية) * أخرج اسحق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس قال ولد لآدم أربعون ولدا عشرون غلاما وعشرون جارية * وأخرج ابن عساكر عن ارطاة بن المنذر قال بلغني ان حواء حملت بشيث حتى نبتت أسنانه وكانت تنظر إلى وجهه من صفاء في بطنها وهو الثالث من ولد آدم وانه لما حضرها الطلق أخذها عليه شدة شديدة فلما وضعة أخذته الملائكة فمكث معها أربعين يوما فعلموه الرمز ثم رد إليها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس واتقوا الله الذى تساءلون به قال تعاطون به * وأخرج عبد بن حميد وابن
[ 117 ]
جرير وابن أبى حاتم عن الربيع في الآية يقول اتقوا الله الذى به تعاقدون وتعاهدون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد تساءلون به والارحام قال يقول أسألك بالله والرحم * وأخرج ابن جرير عن الحسن في الآية قال هو قول الرجل أنشدك بالله والرحم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابراهيم تساءلون به والارحام خفض قال هو قول الرجل أسألك بالله والرحم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن انه تلاهذه الآية قال إذا سئلت بالله فاعطه وإذا سئلت بالرحم فاعطه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله واتقوا الله الذى تساءلون به والارحام يقول اتقوا الله الذى تساءلون به واتقوا الارحام وصلوها * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله الذى تساءلون به والارحام قال قال ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى صلوا أرحامكم فانه أبقى لكم في الحياة الدنيا وخير لكم في آخرتكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اتقوا الله وصلوا الارحام فانه أبقى لكم في الدنيا وخيركم في الآخرة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الله وصلوا الارحام * وأخرج ابن جرير عن الضحاك ان ابن عباس كان يقرأ والارحام يقول اتقوا الله لا تتمطعوها * وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج قال قال ابن عباس اتقوا الارحام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد الذى تساءلون به والارحام قال اتقوا الله واتقوا الارحام ان تقطعوها نصب الارحام * وأخرج ابن حرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله والارحام قال اتقوا الارحام أن تقطعوها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهدان الله كان عليكم رقيبا قال حفيظا * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال رقيبا على أعمالكم يعلمها ويعرفها * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه عن ابن مسعود قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الصلاة وخطبة الحاجة فاما خطبة الصلاة فالتشهدوا أما خطبة الحاجة فان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيآت أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يقرأ ثلاث آيات من كتاب الله اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وأنتم مسلمون واتقوا الله الذى تساءلون به والارحام ان الله عليكم رقيبا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ثم تعمد حاجتك * قوله تعالى (وآتوا اليتامى) * أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال ان رجلا من غطفان كان معه مال كثير لابن أخ له يتيم فلما بلغ اليتيم طلب ماله فمنعه عنه فخاصمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت وآتوا اليتامى أموالهم يعنى الاوصياء يقول اعطوا اليتامى أموالهم ولانتبدلوا الخبيث بالطيب يقول لاتتبدلوا الحرام من أموال الناس بالحلال من أموالكم يقول لا تبذروا أموالكم الحلال وتاكلوا أموالهم الحرام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب قال الحرام بالحلال لا تعجل بالرزق الحرام قبل أن ياتيك الحلال الذى قدر لك ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم قال لا تأكلوا أموالهم مع أموالكم تخلطونها فتأكلونها جميعا انه كان حوبا كبيرا قال اثما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن المسيب ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب قال لا تعطى مهزولا وتاخذ سمينا * وأخرج ابن جرير عن الزهري مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابراهيم في الآية قال لا تعطى زائفا وتاخذ جيدا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال كان أحدهم ياخذ الشاة السمينة من غنم اليتيم ويجعل فيها مكانها الشاة المهزولة ويقول شاة بشاة وياخذ الدرهم الجيد ويطرح مكانه الزيف ويقول درهم بدرهم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء ولا يورثون الصغار ياخذه الاكبر فنصيبه من الخيرات طيب وهذا الذى ياخذه خبيث * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم قال مع أموالكم * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال لما نزلت هذه الآية في أموال اليتامى كرهوا أن يخالطوهم وجعل ولى اليتيم يعزل ما اليتيم عن ماله فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله ويسئلونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم قال فخالطوهم واتقوا * وأخرج ابن
[ 118 ]
جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله حوبا كبيرا قال اثما عظيما * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس حوبا قال ظلما * وأخرج الطستى في مسائله وابن الانباري في الوقف والابتداء والطبراني عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله حوبا قال اثما بلغة الحبشة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الاعشى الشاعر فانى وما كلفتموني من إمركم * ليعلم من أمسى أعق وأحوبا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة انه كان يقرأ حوبا برفع الحاء * وأخرج عن الحسن انه كان يقرؤها حوبا بنصب الحاء * قوله تعالى (وان خفتم ألا تقسطوا) الآية * أخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم النسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن عروة بن الزبير انه سأل عائشة عن قول الله وان خفتم ألا تقسطوا في اليتامى قالت يا ابن أختى هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في مالها ويعجبه مالها وجمالها فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره فنهوا عن أن ينكحوهن الا أن يقسطوا لهن ويبلغوا بهن أعلى سنتهن في الصداق وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن وان الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية فانزل الله ويستفتونك في النساء قالت عائشة وقول الله في الآية الاخرى وترغبون أن تنكحوا هن رغبة أحدكم عن يتيمته حين تكون قليلة المال والجمال فنهوا أن ينكحوا من رغبوا في ماله وجماله من باقى النساء الا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال * وأخرج البخاري عن عائشة ان رجلا كانت له يتيمة فنكحها وكان لهاعذق فكان يمسكها عليه ولم يكن لها من نفسه شئ فنزلت فيه وان خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى أحسبه قال كانت شريكته في ذلك العذق وفى ماله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عائشة قالت نزلت هذه الآية في اليتيمة تكون عند الرجل وهى ذات مال فلعله ينكحها لمالها وهى لا تعجبه ثم يضربها ويسئ صحبتها فوعظ في ذلك * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال كان الرجل من قريش يكون عنده النسوة ويكون عنده الايتام فيذهب ماله فيميل على مال الايتام فنزلت هذه الآية وان خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى الآية * وأخرج ابن حرير عن عكرمة في الآية قال كان الرجل يتزوج الاربع والخمس والست والعشر فيقول الرجل ما يمنعني أن أتزوج كما تزوج فلان فيأخذ مال يتيمه فيتزوج به فنهوا أن يتزوجوا فوق الاربع * واخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس في الآية قال كان الرجل يتزوج بمال اليتيم ما شاء الله تعالى فنهى الله عن ذلك * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال قصر الرجال على أربع نسوة من أجل أموال اليتامى * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم والناس على أمر جاهليتهم الا أن يؤمروا بشئ وينهوا عنه فكانوا يسألون عن اليتامى ولكم يكن للنساء عددولا ذكر فانزل الله وان خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم الآية وكان الرجل يتزوج ما شاء فقال كما تخافون أن لا تعدلوا في اليتامى فخافوا في النساء أن لا تعدلوا فيهن فقصرهم على الاربع * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في الآية قال كانوا في الجاهلية ينكحون عشرامن النساء الايامى وكانوا يعظمون شأن اليتيم فتفقدوا من دينهم شان اليتامى وتركوا ما كانوا ينكحون في الجاهلية * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في الآية قال كما خفتم أن لاتعدلوا في اليتامى فخافوا أن لاتعدلوا في النساء إذا جمعتموهن عندكم * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية قال كانوا في الجاهلية لا يرزؤن من مال اليتيم شيأ وهم ينكحون عشرا من النساء وينكحون نساء آبائهم فتفقدوا من دينهم شأن النساء * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق محمد بن أبى موسى الاشعري عن ابن عباس في الآية يقول فان خفتم الزنا فانكحوهن يقول كما خفتم في أموال اليتامى ان لا تقسطوا فيها كذلك فخافوا على أنفسكم ما لم تنكحوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في الآية يقول ان تخرجتم في ولاية اليتامى وأكل أموالهم ايمانا وتصديقا فكذلك فتحرجوا من الزنا وانكحوا النساء
[ 119 ]
نكاحا طيبا مثنى وثلاث ورباع * وأخرج عبد بن حميد عن ابن ادريس قال أعطاني الاسود بن عبد الرحمن بن الاسود مصحف علقمة فقرأت فانكحوا ما طاب لكم من النساء بالالف فحدثت به الاعمش فاعجبه وكان الاعمش لا يكسرها لا يقرأ طيب يمال وهى في بعض المصاحف بالياء طيب لكم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى مالك ما طاب لكم قال ما أحل لكم * وأخرج ابن جرير عن الحسن وسعيد بن جبير ما طاب لكم قال ما حل لكم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن عائشة ما طاب لكم يقول ما أحللت لكم * قوله تعالى (مثنى وثلاث ورباع) * أخرج الشافعي وابن أبى شيبة وأحمد والترمذي وابن ماجه والنحاس في ناسخه والدار قطني والبيهقي عن ابن عمران غيلان بن سلمة الثقفى أسلم وتحته عشر نسوه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اخترمنهن وفى لفظ امسك أربعا فارق سائرهن * وأخرج ابن أبى شيبة والنحاس في ناسخه عن قيس بن الحارث قال أسلمت وكان تحتي ثمان نسوة فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته فقال اخترمنهم أربعا وخل سائرهن ففعلت * وأخرج ابن أبى شيبة عن محمد بن سيرين قال قال عمر من يعلم ما يحل للمملوك من النساء قال رجل أنا امرأتين فسكت * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي في سننه عن الحكم قال أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان المملوك لا يجمع من النساء فوق اثنتين * قوله تعالى (فان خفتم ان لاتعدلوا) الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية يقول ان خفت ان لا تعدل في أربع فثلاث والافثنتين والا فواحدة فان خفت ان لا تعدل في واحدة فما ملكت يمينك * وأخرج ابن جرير عن الربيع مثله * وأخرج ابن جرير عن الضحاك فان خفتم ان لاتعدلوا قال في المجامعة والحب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى أو ما ملكت أيمانكم قال السرارى * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله أو ما ملكت أيمانكم فكانوا في حلال مما ملكت أيمانهم من الاماء كلهن ثم أنزل الله بعد هذا تحريم نكاح المرأة وأمها ونكاح ما نكح الآباء والابناء وان يجمع بين الاخت والاخت من الرضاعة والام من الرضاعة والمرأة لها زوج حرم الله ذلك حرمن حرة أو أمة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان في صحيحه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أدنى ان لا تعولوا قال أن لا تجوروا قال ابن أبى حاتم قال أبى هذا حديث خطأ والصحيح عن عائشة موقوف * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله ان لا تعولوا قال ان لا تميلوا * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع الازرق سأله عن قوله ذلك أدنى أن لا تعولوا قال أجدر أن لا تميلوا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر انا تبعنا رسول الله واطرحوا * قوله النبي وعالوا في الموازين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير والمنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله ان لا تعولوا قال ان لا تميلوا ثم قال أما سمعت قول أبى طالب بميزان قسط لاتخيس شعيرة * ووزان صدق وزنه غير عائل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبى اسحق الكوفى قال كثب عثمان بن عفان إلى أهل الكوفة في شئ عاتبوه فيه انى لست بميزان لاأعول * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد الرحمن وابن جرير وابن المنذر عن مجاهدان لا تعولوا قال ان لا تميلوا * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى رزين وأبى مالك والضحاك مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد ابن أسلم في الآية قال ذلك أدنى ان لا يكثر من تعولوا * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال ذلك أقل لنفقتك الواحدة أقل من عدد وجار يتك أهون نفقة من حرة أهون عليك في العيال * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان بن عيينة ان لا تعولوا قال ان لاتفتقروا والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وآتوا النساء) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى صالح قال كان الرجل إذا زوج أيمه أخذ صداقها دونها فنهاهم الله عن ذلك ونزلت وآتوا النساء صدقاتهن نحلة * وأخرج ابن جرير عن حضرمى ان ناسا كانوا يعطى هذا الرجل أخته وياخذ أخت الرجل ولا ياخذون كبير مهر فقال الله وآتوا النساء صدقاتهن نحلة * وأخرج ابن أبى جاتم عن مقاتل وآتوا النساء يقول اعطوا النساء مصدقاتهن يقول مهورهن * وأخرج ابن جرير وابن أبى
[ 120 ]
حاتم عن ابن عباس في قوله نحلة قال يعنى بالنحلة المهر * وأخرج ابن أبى حاتم عن عائشة نحلة قالت واجبة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن جريج وآتوا النساء صدقاتهن نحلة قال فريضة مسماة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال النحلة في كلام العرب الواجب يقول لا تنكحها الا بشئ واجب لها وليس ينبغى لاحدان ينكح امرأة بعد النبي صلى الله عليه وسلم الا بصداق واجب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة نحلة قال فريضة * وأخرج أحمد عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن رجلا اعطى امرأة صداقا ملء يديه طعاما كانت له حلالا * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن أبى لبيبه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استحل بدرهم فقد استحل * وأخرج ابن أبى شيبة عن عامر بن ربيعة ان رجلا تزوج على نعلين فاجاز النبي صلى الله عليه وسلم نكاحه * وأخرج ابن أبى شيبة عن زيد بن أسلم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من نكح امرأة وهو يريدان يذهب بمهرها فهو عند الله زان يوم القيامة * وأخرج ابن أبى شيبة عن عائشة وأم سلمة قالتا ليس شئ أشد من مهر امرأة أو أجر أجير * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير فان طبن لكم قال هي للازواج * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة فان طبن لكم عن شئ منه قال من الصداق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا يقول إذا كان من غيرا ضرارولا خديعة فهو هنئ مرئ كما قال الله * وأخرج ابن جرير عن حضرمى ان ناسا كانوا يتاثمون ان يراجع أحدهم في شئ مما ساق إلى امرأته فقال الله فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيأ مريئا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب قال إذا اشتكى أحدكم فليسال امرأته ثلاثة دراهم أو نحوها فليشتر بها عسلا ولياخذ من ماء السماء فيجمع هنيئا مريئا وشفاء ومباركا * وأخرج ابن سعد عن علقمة انه كان يقول لامرأته أطعمينا من ذلك الهنئ المرئ يتاول هذه الآية * قوله تعالى (ولا تؤتوا السفهاء) الآية * أخرج ابن جرير عن حضرمى ان رجلا عمد فدفع ماله إلى امرأته فوضعته في غير الحق فقال الله ولا تؤتوا السفهاء أموالكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله ولا تؤتوا السفهاء أموالكم الآية يقول لا تعمد إلى مالك وما خولك الله وجعله لك معيشة فتعطيه امرأتك أو بنيك ثم تضطر إلى مافى أيديهم ولكن امسك مالك وأصلحه وكن انت الذى تنفق عليهم في كسوتهم ورزقهم ومؤنتهم قال وقوله قياما يعنى قوامكم من معائشكم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في الآية يقول لا تسلط السفيه من ولدك على مالك وأمره ان يرزقه منه ويكسوه * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس ولا تؤتوا السفهاء قال هم بنوك والنساء * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النساء لسفهاء الا التى أطاعت قيمها * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى هريرة ولا تؤتوا السفهاء قال الخدم وهم شياطين الانس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود ولا تؤتوا السفهاء قال النساء والصبيان * وأحرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في الآية قال الصغار والنساء هن السفهاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال نهى الرجال أن يعطوا النساء أموالهم وهن سفهاء من كن أزواجا أو بنات أو امهات وأمروا أن يرزقوهن فيه ويقولوا لهن قولا معروفا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير ولا تؤتوا السفهاء قال اليتامى والنساء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة ولا تؤتوا السفهاء أموالكم قال هو مال اليتيم يكون عندك يقول لا تؤته اياه وأنفق عليه حتى يبلغ * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ولا تؤتوا السفهاء قال هم اليتامى أموالكم قال أموالهم بمنزلة قوله ولا تقتلوا أنفسكم * وأخرج ابن جرير عن مورق قال مرت امرأة بعبدالله بن عمر لها شارة وهيئة فقال لها ابن عمر ولا تؤتوا السفهاء أموالم التى جعل الله لكم قياما * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبى موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة يدعون الله فلا يستجيب لهم رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد ورجل أتى سفيها ماله وقد قال الله ولا
[ 121 ]
تؤتوا السفهاء اموالكم وأخرجه ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابى موسى موقوفا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال أمر الله بهذا المال أن يخزن فتحسن خزانته ولا تملكه المرأة السفيهة والغلام * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن الحسن في قوله قياما قال قيام عيشك * وأخرج ابن جرير عن مجاهد انه قرأ التى جعل الله لكم قياما بالالف يقول قيام عيشك * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك جعل الله لكم قياما قال عصمة لدينكم وقياما لكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وارزقوهم يقول انفقوا عليهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد وقولوا لهم قولا معروفا قال أمروا ان يقولوا لهم قولا معروفا في البر والصلة * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج وقولوا لهم قولا معروفا قال عدة تعدونهم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد وقولوا لهم قولا معروفا قال ان كان ليس من ولدك ولا ممن يجب عليك ان تنفق عليه فقل له قولا معروفا قل له عافانا لله واياك بارك الله فيك * قوله تعالى (وابتلوا اليتامى) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس وابتلوا اليتامى يعنى اختبرو اليتامى عند الحلم فان آنستم عرفتم منهم رشدا في حالهم والاصلاح في أموالهم فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها اسرافا وبدار يعنى تأكل مال اليتيم مبادره قبل ان يبلغ فيحول بينه وبين ماله * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد وابتلوا اليتامى قال عقولهم حتى إذا بلغوا النكاح يقول الحلم فان آنستم قال أحسستم منهم رشدا قال العقل * وأخرج ابن جرير عن السدى وابتلوا اليتامى قال جربوا عقولهم فان آنستم منهم رشدا قال عقولا وصلاحا * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي عن مقاتل وابتلوا اليتامى يعنى الاولياء والاوصياء * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن قيس حتى إذا بلغوا النكاح قال خمس عشرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن الحسن فان آنستم منهم رشدا قال صلاحا في دينه وحفظا لما له * وأخرج ابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير فان آنستم منهم رشدا قال صلاحا في دينهم وحفظا لا موالهم * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس قال إذا أدرك اليتيم بحلم وعقل ووقار دفع إليه ماله * واخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال لا تدفع إلى اليتيم ما به وان شمط ما لم يؤنس منه رشد * واخرج ابن جرير عن الحسن ولا تأكلوها اسرافا وبدارا يقول لا تسرف فيها ولا تبادر * واخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير ولا تأكلوها اسرافا يعنى في غير حق وبدارا أن يكبروا قال خشية ان يبلغ الحلم فيأخذ ماله * وأخرج البخاري وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن عائشة قالت أنزلت هذه الآية في والى اليتيم ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالعروف بقدر قيامه عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم والنحاس في ناسخه والحاكم وصححه من طريق مقسم عن ابن عباس ومن كان غنيا فليتسعفف قال بغناه من ماله حتى يستغنى عن مال اليتيم لا يصيب منه شيأ ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف قال ياكل من ماله يقوت على نفسه حتى لا يحتاج إلى مال اليتيم * وأخرج ابن المنذر من طريق أبى يحيى عن ابن عباس ومن كان غنيا فليستعفف قال يستعف بماله حتى لا يفضى إلى مال اليتيم * وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس ومن كان فقير فليأكل بالمروف قال هو القرض * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف يعنى القرض * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في الآية قال والى اليتيم ان كان غنيا فليستعفف وان كان فقيرا أخذ من فضل اللبن وأخذ بالقوت لا يجاوزه وما يستر عورته من الثياب فان أيسر قضاه وان أعسر فهو في حل * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية يقول ان كان غنيا فلا يحل له ان ياكل من مال اليتيم شيأ وان كان فقيرا فليستقرض منه فإذا وجد ميسرة فليعطه ما استقرض منه فذلك اكل بالمعروف * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن سعد وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا وابن جرير والنحاس في ناسخه وابن المنذر والبيهقي في سننه من طرق عن عمر بن الخطاب قال انى أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة والى اليتيم ان استغنيت استعففت وان احتجت أخذت منه بالمعروف فإذا أيسرت قضيت * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس في قوله ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف قال إذا احتاج والى اليتيم
[ 122 ]
وضع بده فاكل من طعامهم ولا يلبس منه ثوبا ولا عمامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس فليأكل بالمعروف قال باطراف أصابعه الثلاث * وأخرج ابن المنذر والطبراني عن ابن عباس في الآية قال ياكل الفقير إذا ولى مال اليتيم بقدر قيامه على ماله ومنفعته له ما لم يسرف أو يبذر * وأخرج مالك وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والنحاس في ناسخه عن القاسم بن محمد قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال ان في حجري أيتاما وان لهم ابلا فماذا يحل لى من ألبانها فقال ان كنت تبغى ضالتها وتهنا جرباها وتلوط حوضها وتسعى عليها فاشرب غير مضر بنسل ولاناهك في الحلب * وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن أبى حاتم والنحاس في ناسخه عن ابن عمر وان رجلا سال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ليس لى مال ولى يتيم فقال كل من مال يتيمك غير مسرف ولا مبذر ولا متاثل مالا ومن غيران تقى مالك بماله * وأخرج ابن حبان عن حابران رجلا قال يا رسول الله مم أضرب يتيمي قال مما كنت ضاربا منه ولدك غير واق مالك بماله ولا متاثل منه مالا * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى شيبة والنحاس في ناسخه عن الحسن العرنى ان رجلا قال يا رسول الله مم أضرب يتيمي قال مما كنت ضاربا منه ولدك قال فاصيب من ماله قال بالمعروف غير متاثل مالا ولاواق مالك بماله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال ذكر لنا ان عم ثابت بن وداعه وثابت يومئذ يتيم في حجره من الانصار اتى نبى الله صلى الله عليه وسلم فقال ان ابن أخى يتيم في حجري فماذا يحل لى من ماله قال ان تأكل من ماله بالمعروف من غيران تقى مالك بماله ولا تأخذ من ماله وفرا قال وكان اليتيم يكون له الحائط من النخل فيقوم وليه على صلاحه وسقيه فيصيب من ثمره ويكون له الماشية فيقوم وليه على صلاحها ومؤنتها وعلاجها فيصيب من جزازها ورسلها وعوارضها فاما رقاب المال فليس لهم ان ياكلوا ولا يستهلكوه * وأخرج ابن المنذر عن عطاء قال خمس في كتاب الله رخصة وليست بعزيمة قوله ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ان شاء أكل وان شاء لم ياكل * وأخرج أبو داود والنحاس كلاهما في الناسخ وابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف قال نسختها ان الذين ياكلون أموال اليتامى ظلما الآية * وأخرج أبو داود في ناسخه عن الضحاك مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن أبى الزناد في الآية قال كان أبو الزناد يقول انما كان ذلك في أهل البدو وأشباههم * وأخرج ابن أبى حاتم عن نافع بن أبى نعيم القارى قال سألت يحى بن سعيد وربيعة عن قوله فليأكل بالمعروف قالا ذلك في اليتيم ان كان فقيرا أنفق عليه بقدر فقره ولم يكن للولى منه شئ * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس فإذا دفعتم إليهم أموا ؟ هم فاشهدوا عليهم يقول إذا دفع إلى اليتيم ماله فليدفعه إليه بالشهود كما امره الله * وأخرج ابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير في لآية يقول للاوصياء إذا دفعتم إلى اليتامى اموالهم إذا بلغوا الحلم فاشهدوا عليهم بالدفع إليهم اموالهم وكفى بالله حسيبا يعنى لا شاهدا فضل من الله فيما بينكم وبينهم * وأخرج ابن جرير عن السدى وكفى بالله حسيبا يقول شهيدا * قوله تعالى (للرجال نصيب) الآية * وأخرج ابو الشيخ عن ابن عباس قال كان اهل الجاهلية لا يورثون البنات ولا الصغار الذكور حتى يدركوا فمات رجل من الانصار يقال له اوس بن ثابت وترك ابنتين وابنا صغيرا فجاء ابنا عمه وهما عصبته فاخذا ميراثه كله فقالت امرأته لهما تزوجا بهما وكان بهما دمامة فابيا فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله توفى أوس وترك ابنا صغيرا وابنتين فجاء ابنا عمه خالد وعرفطة فاخذ امير انه فقلت لهما تزوجا ابنتيه فابيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ادرى ما اقول فنزلت للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون الآية فارسل إلى خالد وعرفطة فقال لا تحركا من الميراث شيا فانه قد انزل على فيه شئ اخبرت فيه ان للذكر والانثى نصيبا ثم نزل بعد ذلك ويستفتونك في النساء إلى قوله عليما ثم نزل يوصيكم الله في اولادكم إلى قوله والله عليم حليم فدعا بالميراث فاعطى المرأه الثمن وقسم ما بقى للذكر مثل حظ الانثيين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في الآية قال نزلت في ام كلثوم وابنة ام كحلة أو ام كحة وثعلبة بن اوس وسويدوهم من الانصار كان احدهم زوجها والآخر عم ولدها فقالت يا رسول الله توفى زوجي وتركني وابنته فلم نورث من ماله فقال عم ولدها يا رسول الله لا تركب فرسا ولا تنكاعدوا ويكسب عليها ولا تكتسب فنزلت للرجال نصيب الآية * وأخرج
[ 123 ]
ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبيران أهل الجاهلية كانوا لا يورثون النسا ولا الولدان الصغار شيأ يجعلون الميراث لذى الاسنان من الرجال فنزلت للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون إلى قوله مما قل منه أو كثر يعنى من الميراث نصيبا يعنى حظا مفروضا يعنى معلوما * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك نصيبا مفروضا قال وقفا معلوما * قوله تعالى (وإذا حضر القسمة الآية) * أخرج ابن أبى شيبة والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس وإذا حضرا القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين قال هي محكمة وليست بمنسوخة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق مقسم عن ابن عباس وإذا حضر القسمة الآية قال هي قائمة يعمل بها * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن حطان بن عبد الله في هذه الآية قال قضى بها أبو موسى * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن يحيى بن يعمر قال ثلاث آيات مدنيات محكمات ضيعهن كثير من الناس وإذا حضر القسمة الآية وآية الاستئذان والذين لم يبلغوا الحلم منكم وقوله انا خلقنا كم من ذكر وانثى الآية * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ان ناسا يزعمون ان هذه الآية نسخت وإذا حضر القسمة الآية ولا والله ما نسخت ولكنه مما تهاون به الناس هما واليان وال يرث فذاك الذى يرزق ويكسو ووال ليس بوارث فذاك الذى يقول قولا معروفا يقول انه مال يتيم وماله فيه شئ * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير والحاكم وصححه من طريق عكرمة عن ابن عباس وإذا حضر القسمة أولوا القربى قال يرضخ لهم فان كان في المال تقصير اعتذر إليهم فهو قولا معروفا * وأخرج ابن المنذر عن عمرة ابنة عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر حين قسم ميراث أبيه أمر بشاة فاشتريت من المال وبطعام فصنع فذكرت ذلك لعائشة فقالت عمل بالكتاب هي لم تنسخ * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم ولنحاس في ناسخه من طريق على عن ابن عباس في هذه الآية قال أمر الله المؤمنين عند قسمة مواريثهم ان يصلوا أرحامهم وايتامهم ومساكينهم من الوصية ان كان أوصى لهم فان لم يكن لهم وصية وصل إليهم من مواريثهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في الآية قال ذلك قبل ان تنزل العرائض فانزل الله بعد ذلك الفرائض فاعطى كل ذى حق حقه فجعلت الصدقة فيما سمى المتوفى * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن أبى حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس وإذا حضر القسمة الآية قال نسختها آية الميراث فجعل لكل انسان نصيبه مما ترك مما قل منه أو كثر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي وابن أبى مليكة ان أسماء بنت عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق والقاسم بن محمد بن أبى بكر أخبراه ان عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر قسم ميراث أبيه عبد الرحمن وعائشة حية قالا فلم يدع في الدار مسكينا ولا ذاقرابة الا أعطاه من ميراث ابيه وتلا وإذا حضر القسمة الآية قال القاسم فذكرت ذلك لابن عباس فقال ما أصاب ليس ذلك له انما ذلك للوصية وانما هذه الآية في الوصية يريد الميت ان يوصى لهم * وأخرج النحاس في ناسخه من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله وإذا حضر القسمة الآية قال نسختها يوصيكم الله في أولادكم الآية * وأخرج عبد الرزاق وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس والبيهقي عن سعيد بن المسيب في هذه الآية قال هي منسوخة كانت قبل الفرائض كان ما ترك الرجل من مال أعطى منه اليتيم والفقير والمسكين وذوو القربى إذا حضروا القسمة ثم نسخ بعد ذلك نسختها المواريث فالحق الله بكل ذى حق حقه وصارت الوصية من ماله يوصى بها لذوى قرابته حيث يشاء * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن سعيد ابن جبير في الآية قال ان كانوا كبارا يرضخوا وان كانوا صغارا اعتذروا إليهم فذلك قوله قولا معروفا * وأخرج عبد بن حميد عن أبى صالح في الآية قال كانوا يرضخون لذومى القرابة حتى نزلت الفرائض * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى مالك قال نسختها آية الميراث * قوله تعالى (وليخش الذين) الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله وليخش الذين لو تركوا الآية قال هذا في الرجل يحضر الرجل عند موته فيسمعه يوصى وصية يضر بورثته فأمر الله الذى يسمعه ان يتقى الله ويوفقه ويسدده للصواب ولينظر لورثته
[ 124 ]
كما يحب ان يصنع بورثته إذا خشى عليهم الضيعة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عباس في الآية قال يعنى الرجل يحضره الموت فيقال له تصدق وأعتق وأعط منه في سبيل الله فهوا أن يامروا بذلك يعنى أن من حضر منكم مريضا عند الموت فلا يامره أن ينفق ماله في العتق أو في الصدقة أوفى سبيل الله ولكن يامره أن يبين ماله وما عليه من دين ويوصى من ماله لذوى قرابته الذين لا يرثون يوصى لهم بالخمس أو الربع يقول أليس احدكم إذ مات وله ولد ضعاف يعنى صغارا ان يثركهم بغير مال فيكونون عيالا على الناس ولا ينبغى لكم ان تأمروه بما لا ترضون به لانفسكم ولا ولادكم ولكن قولوا الحق من ذلك * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية يعنى بذلك الرجل يموت وله أولاد صغار ضعاف يخاف عليهم العيلة والضيعة ويخاف بعده ان لا يحسن إليهم من يليهم يقول فان ولى مثل ذريته ضعافا فليحسن إليهم ولا ياكل أموالهم اسرافا وبدارا ان يكبروا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في الآية قال إذا حضر الرجل عند الوصية فليس ينبغى ان يقال أوص بمالك فان الله رازق ولدك ولكن يقال له قدم لنفسك واترك لولدك فذلك القول السديد فان الذى يامر بهذا يخاف على نفسه العيلة * وأخرج سعيد بن منصور وآدم والبيهقي عن مجاهد في الآية قال كان الرجل إذا حضر يقال له أوص لفلان أوص لفلان وافعل كذا وافعل كذا حتى يضر ذلك بورثته فقال الله وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم قال لينظرو الورثة هذا كما ينظر هذا لورثة نفسه فليتقوا الله وليامروه بالعدل والحق * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير وليخش الذين لو تركوا من خلفهم يعنى من بعد موتهم ذرية ضعافا يعنى عجزة لا حيلة لهم خافوا عليهم يعنى على ولد الميت الضيعة كما يخافون على ولد أنفسهم فليتقوا الله وليقولوا للميت إذا جلسوا إليه قولا سديدا يعنى عدلا في وصيته فلا يجور * وأخرج ابن جرير عن الشيباني قال كنا بالقسطنطينية أيام مسلمة ابن عبد الملك وفينا ابن محيريز وابن الديلمى وهانئ بن كلثوم فجعلنا نتذاكر ما يكون في آخر الزمان فضقت ذرعا بما سمعت فقلت لابن الديلمى يا أبا بشر يودني انه لا يولد لى ولد أبدا فضرب بيده على منكبي وقال يا ابن أخى لا تفعل فانه ليست من نسمة كتب الله لها ان تخرج من صلب رجل الاوهى خارجة ان شاء وان أبى قال ألا أدلك على أمر ان أنت أدركته نجاك الله منه وان تركت ولدك من بعدك حفظهم الله فيك قلت بلى فتلاعلى هذه الآية وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا أن نبى الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الله في الضعيفين اليتيم والمرأة أيتمه ثم أوصى به وابتلاه وابتلى به * قوله تعالى (ان الذين ياكلون) الآية * أخرج ابن أبى شيبة في مسنده وأبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه وابن أبى حاتم عن ابى برزة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبعث يوم القيامة قوم من قبورهم تاجج أفواههم نارا فقيل يا رسول الله من هم قال ألم تران الله يقول ان الذين ياكلون اموال اليتامى ظلما انما ياكلون في بطونهم نارا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابى سعيد الخدرى قال حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة أسرى به قال نظرت فإذا أنا بقوم لهم مشافر كمشافر الابل وقد وكل بهم من ياخذ بمشافرهم ثم يجعل في أفواههم صحرا من نار فتقذف في في أحدهم حتى تخرج من أسافلهم ولهم خوار وصراخ فقلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما ياكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال إذا قام الرجل ياكل مال اليتيم ظلما يبعث يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه ومن مسامعه ومن أذنيه وأنفه وعينيه يعرفه من رآه باكل مال اليتيم * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبيدالله بن أبى جعفر قال من أكل مال اليتيم فانه يؤخذ بمشفره يوم القيامة فيملا فوه جمرا فيقال له كل كما أكلته في الدنيا ثم يدخل السعير الكبرى * وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم في الآية قال هذه لاهل الشرك حين كانوا لا يورثونهم وياكلون أموالهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك في قوله سعيرا يعنى وقودا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال السعير واد من فبح في جهنم * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع حق على الله لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيما مد من خمر وآكل ربا وآكل مال اليتيم بغير حق والعاق لوالديه * قوله تعالى (يوصيكم الله) الآية * أخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
[ 125 ]
ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه من طرق عن جابر بن عبد الله قال عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في بنى سلمة ما شيين فوجدني النبي صلى الله عليه وسلم لاأعقل شيأ فدعا بماء فتوضأ منه ثم رش على فافقت فقلت ما تامرني ان أصنع في مالى يا رسول الله فنزلت يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين * وأخرج عبد بن حميد والحاكم عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا مريض فقلت كيف أقسم مالى بين ولدى فلم يرد على شيأ ونزلت يوصيكم الله في أولادكم * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه ومسدد والطيالسي وابن أبى عمر وابن منيع وابن أبى اسامة وأبو يعلى وابن أبى حاتم والحاكم وابن حبان والبيهقي في سننه عن جابر قال جاءت امرأة سعد بن الربيع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله هاتان ابنتا سعد بن لربيع قتل أبوهما معك في أحد شهيدا وان عمهما أخذ مالهما فلم يدع لهما مالا ولا ينكحان الاولهما مال فقال يقضى الله في ذلك فنزلت آية الميراث يوصيكم الله في أولادكم الآية فارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمهما فقال أعط ابنتى سعد الثلثين وأمهما الثمن وما بقى فهو لك * وأخرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال كان المال للولد وكانت الوصية للوالدين والاقربين فنسخ الله من ذلك ما أحب فجعل للذكر مثل حظ الانثيين وجعل للابوين لكل واحد منهما السدس مع الولد وجعل للزوجة الثمن والربع وللزوج الشطر والربع * وأخرچ ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال لما نزلت آية الفرائض التى فرض الله فيها ما فرض للولد الذكر والانثى والابوين كرهها الناس أو بعضهم وقالوا نعطى المرأة الربع أو الثمن ونعطى الابنة النصف ونعطى الغلام الصغير وليس من هؤلاء أحد يقاتل القوم ولا يحوز الغنيمة وكانوا يفعلون ذلك في الجاهلية لا يعطون الميراث الا لمن قاتل القوم ويعطونه الاكبر فالاكبر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله للذكر مثل خط الانثيين قال صغيرا أو كبيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال كان أهل الجاهلية لا يورثون الجوارى ولا الضعفاء من الغلمان لا يرث الرجل من والده الا من أطاق القتال فمات عبد الرحمن أخو حسان الشاعر وترك امرأة له يقال لها أم كحة وترك خمس جوار فجاءت الورثة فاخذوا ماله فشكت أم كحة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله هذه الآية فان كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وان كانت واحدة فلها النصف ثم قال في أم كحة ولهن الربع مما تركتم ان لم يكن لكم ولدفان كان لكم ولد فلهن الثمن * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فان كن نساء يعنى بنات فوق اثنتين يعنى أكثر من اثنتين أوكن اثنتين ليس معهن ذكر فلهن ثلثا ما ترك الميت والبقية للعصبة وان كانت واحدة يعنى ابنة واحدة ولا بويه يعنى أبوى الميت لكل واحد منهما السدس مما ترك الميت ان كان له ولد يعنى ذكرا كان أو كانتا اثنتين فوق ذلك ولم يكن معهن ذكر فان كان الولد ابنة واحدة فلها نصف المال ثلاثة أسداس وللاب سدس ويبقى سدس واحد فيرد ذلك على الاب لانه هو العصبة فان لم يكن له ولد قال ذكر ولا أنثى وورثه أبواه فلامه الثلث وبقية المال للاب فان كان له يعنى للميت اخوة قال اخوان فصاعدا أو اختان أو أخ وأخت فلامه السدس وما بقى فللاب وليس للاخوة مع الاب شئ ولكنهم حجبوا الام عن الثلث من بعد وصية يوصى بها فيما بينه وبين الثلث لغير الورثة ولا تجوز وصية لوارث أو دين يعنى يقسم الميراث للورثة من بعد دين على الميت فريضة من الله يعنى ما ذكر من قسمة الميراث ان الله كان عليما حكيما حكم قسمة * وأخرج الحاكم عن زيد بن ثابت قال توفى الرجل أو المرأة وترك بنتا فلها النصف فان كانتا اثنتين فاكثر فلهن الثلثان وان كان معهن ذكر فلا فريضة لاحد منهم ويبدأ باحدان شركهن بفريضة فيعطى فريضته * وأخرج سعيد بن منصور والحاكم والبيهقي عن ابن مسعود قال كان عمر بن الخطاب إذا سلك بنا طريقا فاتبعناه وجدناه سهلا وانه سئل عن امرأة وأبوين فقال للمرأة الربع وللام ثلث ما بقى وما بقى فللاب * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي في عن عكرمة قال أرسلني ابن عباس إلى زيد بن ثابت أسأله عن زوج وأبوين فقال زيد للزوج النصف وللام ثلث ما بقى وللاب بقية المال فارسل إليه ابن عباس أفى كتاب الله تجد هذا قال لا ولكن أكره ان أفضل أما على أب قال وكان ابن عباس يعطى
[ 126 ]
الام الثلث من جميع المال * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس انه دخل على عثمان فقال ان الاخوين لا يردان الام عن الثلث قال الله فان كان له اخوة فالاخوان ليسا بلسان قومك اخوة فقال عثمان لا أستطيع ان أردما كان قبلى ومضى في الامصار وتوارث به الناس * وأخرج الحاكم والبيهقي في سننه عن زيد بن ثابت انه كان يحجب الام بالاخوين فقالوا له يا ابا سعيد ان الله يقول فان كان له اخوة وأنت تحجبها باخوين فقال ان العرب تسمى الاخوين اخوة * وأخرج عبدبن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فان كان له اخوة فلامه السدس قال أضروا بالام ولا يرثون ولا يحجها الاخ الواحد من الثلث ويحجها ما فوق ذلك وكان أهل العلم يرون انهم انما حجبوا أمهم من الثلث لان أباهم يلى نكاحهم والنفقه عليهم دون أمهم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال السدس الذى حجبته الاخوة الام لهم انما حجبوا أمهم عنه ليكون لهم دون أمهم * واخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم والبيهقي في سننه عن على قال انكم تقرؤن هذه الآية من بعد وصية يوصى بها أو دين وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالدين قبل الوصية وان أعيان بنى الام يتوارثون دون بنى العلات * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله من بعد وصية يوصى بها أو دين قال يبدأ بالدين قبل الوصية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا يقول أطوعكم لله من الآباء والابناء أرفعكم درجة عند الله يوم القيامة لان الله شفع المؤمنين بعضهم في بعض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أيهم أقرب لكم نفعا قال في الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله أيهم أقرب لكم نفعا قال بعضهم في نفع الآخرة وقال بعضهم في نفع الدنيا * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس قال الميراث للولد فانتزع الله منه للزوج والوالد * قوله تعالى (ولكم نصف ما ترك) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن سعد بن جبير في قوله ولكم نصف ترك أزواجكم الآية يقول للرجل نصف ما ثركت امرأته إذا ماتت ان لم يكن لها ولد من زوجها الذى ماتت عنه أو من غيره فان كان لها ولد ذكر أو أنثى فللزوج الربع مما تركت من المال من بعد وصية يوصين بها النساء أو دين عليهن والدين قبل الوصية فيها تقديم ولهن الربع الآية يعنى للمرأة الربع مما تركت زوجها من الميراث ان لم يكن لزوجها الذى مات عنها ولد منها ولا من غير ها فان كان للرجل ولد ذكر أو أنثى فلها الثمن مما ترك الزوج من المال وان كان رجل أو امرأة يورث كلالة والكلالة الميت الذى ليس له ولد ولا والد فان كانوا أكثر من ذلك يعنى أكثر من واحد اثنين إلى عشرة فصاعدا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والدارمى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن سعد بن أبى وقاص انه كان يقرأ وان كان رجل يورث كلالة وله أخ أو أخت من أم * وأخرج البيهقى عن الشعبى قال ما ورث أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الاخوة من الام مع الجد شيأ قط * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وله أخ أو أخت قال هؤلاء الاخوة من الام فهم شركاء في الثلث قال ذكرهم وأنثاهم فيه سواء * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن شهاب قال قضى عمر بن الخطاب ان ميراث الاخوة من الام بينهم الذكر فيه مثل الانثى قال ولا أرى عمر بن الخطاب قضى بذلك حتى علمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذه الآية التى قال الله فان كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث * وأخرج الحاكم عن عمر وعلى وابن مسعود وزيد في أم وزوج واخوة لاب وأم واخوة لام ان الاخوة من الاب والام شركاء الاخوة من الام في ثلثهم وذلك انهم قالواهم بنو أم كلهم ولم تزدهم الام الاقربافهم شركاء في الثلث * وأخرج الحاكم عن زيد بن ثابت في المشركه قال هبوا ان أباهم كان حمارا ما زادهم الاب الاقربا واشرك بينهم في الثلث * (ذكر الاحاديث الواردة في الفرائض) * * أخرج الحاكم والبيهقي في سننه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا الفرائض وعلموه الناس فانه نصف العلم وانه ينسى وهو أول ما ينزع من أمتى * وأخرج الحاكم والبيهفى عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا الفرائض وعلموه الناس فانى امرؤ مقبوض وان العلم سيقبض وتظهر الفتن
[ 127 ]
حتى يختلف الاثنان في الفرائضة لا يجدان من يقضى بها * وأخرج الحاكم عن ابن المسيب قال كتب عمر إلى أبى موسى إذا لهوتهم فالهوا بالرمي وإذا تحدثتم فتحدثوا بالفرائض * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي عن عمر بن الخطاب قال تعلموا الفرائض واللحن والسنة كما تعلمون القرآن * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي عن عمر بن الخطاب قال تعلموا الفرائض فانها من دينكم * وأخرج الحاكم والبيقى عن ابن مسعود قال من قرأ منكم القرآن فليتعلم الفرائض فان لقيه اعرابي قال يا مهاجر أتقرأ القرآن فيقول نعم فيقول وأنا أقرأ فيقول الاعرابي أتفرض يا مهاجر فان قال نعم قال زيادة خير وان قال لا قال فما فضلك على يا مهاجر * وأخرج البيهفى عن ابن مسعود قال تعلموا الفرائض والحج والطلاق فانه من دينكم * وأخرج الحاكم والبيهقي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرض أمتى زيد بن ثابت * وأخرج البيهقى عن الزهري قال لولا ان زيد بن ثابت كتب الفرائض لرأيت انها ستذهب من الناس * وأخرج سعيد بن منصور وأبو داود في المراسيل والبيهقي عن عطاء بن يسار ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب إلى قباء يستخير في ميراث العمة والخالة فانزل الله عليه لا ميراث لهما وأخرجه الحاكم موصولا من طريق عطاء عن أبى سعيد الخدرى * وأخرج البيهقى عن عمر بن الخطاب انه كان يقول عجبا للعمة تورث ولا ترث * وأخرج الحاكم عن قبيصة بن ذؤيب قال جاءت الجدة إلى أبى بكر فقالت ان لى حقا ابن ابن أو ابن ابنة لى مات قال ما علمت لك حقا في كتاب الله ولا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شيأ وساسال فشهد المغيرة بن شعبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاها السدس قال من شهد ذلك معك فشهد محمد بن مسلمة فاعطاها أبو بكر السدس * وأخرج الحاكم عن زيد بن ثابت ان عمر لما ستشارهم في ميراث الجدو الاخوة قال زيد كان رأين ان الاخوة أولى بالميراث وكان عمر يرى يومئذ ان الجد أولى من الاخوة فحاورته وضربت له مثلا وضرب على وابن عباس له مثلا يومئذ السيل يضربانه ويصرفانه على نحو تصريف زيد * وأخرج الحاكم عن عبادة بن الصامت قال ان من قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم للجدتين من الميراث السدس بينهما بالسوية * وأخرج الحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال اول من أعال الفرائض عمر تدافعت عليه وركب بعضها بعضا قال والله ما أدرى كيف أصنع بكم والله ما أدرى أيكم قدم الله ولا أيكم أخروما أجد في هذا المال شيأ أحسن من ان أقسمه عليكم بالحصص ثم قال ابن عباس وأيم الله لو قدم من قدم الله وأخر من أخر الله ما عالت فريضة فقيل له وأيها قدم الله قال كل فريضة لم يهبطها الله من فريضة الا الى فريضة فهذا ما قدم الله وكل فريضة إذا زالت عن فرضها لم يكن لها الا بقى فتلك التى أخر الله فالذي قدم كالزوجين والام والذى أخر كالاخوات والبنات فإذا اجتمع من قدم الله وأخر بدئ بمن قدم فاعطى حقه كاملا فان بقى شئ كان لهن وان لم يبق شئ فلا شئ لهن * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس قال أترون الذى أحصى رمل عالج عدد جعل في المال نصفا وثلثا وربعا انما هو نصفان وثلاثة أثلاث وأربعة أرباع * وأخرج سعيد بن منصور عن عطاء قال قلت لابن عباس ان الناس لا ياخذون بقولى ولا بقولك ولو مت أنا وأنت ما افتسموا ميرانا على ما تقول قال فليجتمعوا فلنضع أيدينا على الركن ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ما حكم الله بما قالوا * وأخرج سعيد ابن منصور والبيهقي في سننه عن زيد بن ثابت انه أول من أعال الفرائض وأكثر ما بلغ العول مثل ثلثى رأس الفريضة * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس انه كان يقول من شاء لاعنته عند الحجر الاسودان الله لم يذكر في القرآن جداولا جدة ان هم الا الآباء ثم تلا واتبعت ملة ابائى ابراهيم واسحق ويعقوب * وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجرؤكم على قسم الجلد أجروكم على النار * وأخرج عبد الرزاق عن عمر قال أجرؤكم على جراثيم جهنم أجرؤكم على الجد * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور عن على قال من سره ان يتقحم جراثيم جهنم فليقض بين الجد والاخوة * وأخرج مالك والبخاري ومسلم عن اسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر * وأخرج سعيد بن منصور عن عبد الله بن مغفل قال ما أحدث في الاسلام قضاء بعد قضاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أعجب إلى من قضاء معاوية انا نزثهم ولا يرثونا كما ان النكاح يحل لنا فيهم ولا يحل لهم فينا * وأخرج أبو داود والبيهقي عن
[ 128 ]
ابن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس للقاتل من الميراث شئ * قوله تعالى (غير مضار) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله من بعد وصيه يوصى بها أو دين غير مضار يعنى من غير ضرار لا يقر بحق ليس عليه ولا يوصى باكثر من الثلث مضارة للورثة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله غير مضار قال في الميراث لاهله وأخرج النسائي وعبد بن حميد وابن أبى شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عباس قال الضرار في الوصية من الكبائر ثم قرأ غير مضار * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الاضرار في الوصية من الكبائر * وأخرج مالك والطيالسي وابن أبى شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن الجارود وابن حبان عن سعد بن أبى وقاص انه مرض مرضا أشفى منه فاتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال يا رسول الله ان لى ما لا كثيرا وليس يرثنى الا ابنة لى أفأتصدق بالثلثين قال لا قال فالشطر قال لا قال فالثلث قال الثلث والثلث كثير انك ان تذر ورثتك أغنياء خير من ان تذرهم عالة يتكففون الناس * وأخرج ابن أبى شيبة عن معاذ بن جبل قال ان الله تصدق عليكم بثلث أموالكم زيادة في حياتكم يعنى الوصية * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم عن ابن عباس قال وددت ان الناس غضوا من الثلث إلى الربع لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الثلث كثير * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عمر قال ذكر عند عمر الثلث في الوصية قال الثلث وسط لا بخس ولا شطط * وأخرج ابن أبى شيبة عن على بن أبى طالب قال لان أوصى بالخمس أحب إلى من أن أوصى بالربع ولان أوصى بالربع أحب إلى من أوصى بالثلث ومن أوصى بالثلث لم يترك * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم قال كانوا يقولون الذى يوصى بالخمس أفضل من الذى يوصى بالربع والذى يوصى بالربع أفضل من الذى يوصى بالثلث * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم قال كان يقال السدس خير من الثلث في الوصية * وأخرج ابن أبى شيبة عن عامر الشعبى قال من أوصى بوصيته لم يحف فيها ولم يضار أحدا كان له من الاجر مالو تصدق في حياته في صحته * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم قال كانوا يكرهون ان يموت الرجل قبل ان يوصى قبل ان تنزل المواريث * قوله تعالى (تلك حدود الله) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله تلك حدود الله يعنى طاعة الله يعنى المواريث التى سمى وقوله ويتعد حدود يعنى من لم يرض بقسم الله وتعدى ما قال * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن السدى تلك حدود الله يقول شروط الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير تلك حدود الله يعنى سنة الله وأمره في قسمة الميراث ومن يطع الله ورسوله فيقسم الميراث كما أمر الله ومن يعص الله ورسوله قال يخالف أمره في قسمة المواريث يدخله نارا خالدا فيها يعنى من يكفر بقسمة المواريث وهم المنافقون كانوا لا يعدون ان للنساء والصبيان الصغار من الميراث نصيبا * واخرج ابن جرير عن مجاهد ومن يطع الله ورسوله قال في شأن المواريث التى ذكر قبل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة تلك حدود الله التى حد لخلقه وفرائضه بينهم في الميراث والقسمة فانتهوا إليها ولا تعدوها إلى غيرها * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن جريج في قوله ومن يطع الله ورسوله قال من يؤمن بهذه الفرائض وفى قوله ومن يعص الله ورسوله قال من لا يؤمن بها * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه واللفظ له والبيهقي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة فإذا أوصى حاف في وصيته فيختم له بشر عمله فيدخل النار وان الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة فيعدل في وصيته فيختم له بخير عمله فيدخل الجنة ثم يقول أبو هريرة اقرؤا ان شئتم تلك حدود الله إلى قوله عذاب مهين * واخرج ابن أبى شيبة في المصنف وسعيد بن منصور عن سليمان بن موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع ميراثا فرضه الله قطع الله ميراثه من الجنة * واخرج ابن ماجه وجه آخر عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع ميراث قطع الله ميراثه من الجنة يوم القيامة * واخرج البيهقى في البعث من وجه ثالث عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع ميراثا فرضه الله ورسوله قطع الله به ميراثه من الجنة * وأخرج الحاكم عن ابن مسعود قال ان الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح
[ 129 ]
بغنيمة عدو * قوله تعالى (واللاتي ياتين الفاحشة) الآية * اخرج الفريابى وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس في ناسخه والبزار والطبراني من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله واللاتي يأتين الفاحشة الآية قال كانت المرأة إذا فجرت حبست في البيوت فان ماتت ماتت وان عاشت عاشت حتى نزل الآية في سورة النور الزانية الزانى فجعل الله لهن سبيلا فمن عمل شيأ جلد وأرسل * واخرج ابن جرير وابن المنذر والنحاس في ناسخه والبيهقي في سننه من طريق على عن ابن عباس في الآية قال كانت المرأة إذا زنت حبست في البيت حتى تموت ثم أنزل الله بعد ذلك الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة فان كانا محصنين رجما فهذا السبيل الذى جعله الله لهما * واخرج أبو داود في ناسخه وابن أبى حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله واللاتي ياتين الفاحشة من نسائكم وقوله لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن الا أن ياتين بفاحشة مبينة وقوله ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن الا ان ياتين بفاحشة مبينة قال كان ذكر الفاحشة في هؤلاء الآيات قبل ان تنزل سورة النور بالجلد والرجم فان جاءت اليوم بفاحشة مبينة فانها تخرج فترجم فنسختها هذه الآية الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة والسبيل الذى جعل الله لهن الجلد والرجم * وأخرج أبو داود في سننه والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس واللاتي ياتين الفاحشة من نسائكم إلى قوله سبيلا وذكر الرجل بعد المرأة ثم جمعهما جميعا فقال واللذان ياتيانها منكم فآذوهما الآية ثم نسخ ذلك بآية الجلد فقال الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة * واخرج آدم والبيهقي في سننه عن مجاهد في قوله واللاتي ياتين الفاحشة من نسائكم يعنى الزنا كان أمر ان يحبسن ثم نسختها الزانية والزانى فاجلدوا * واخرج آدم وابو داود في سننه والبيهقي عن مجاهد قال السبيل الحد * واخرج عبد بن حميد وابو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله واللاتي ياتين الفاحشة الآية قال كان هذا بدء عقوبة الزنا كانت المرأة تحبس ويؤذيان جميعا ويعيران باقول وبالسب ثم ان الله أنزل بعد ذلك في سورة النور جعل الله لهن سبيلا فصارت السنة فيمن أحصن الرجم بالحجارة وفيمن لم يحصن جلد مائة ونفى سنة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والنحاس عن قتادة في الآية قال نسختها الحدود * وأخرج البيهقى في سننه عن الحسن في قوله واللاتي ياتين الفاحشة الآية قال كان أول حدود النساء ان يحبسن في بيوت لهن حتى نزلت الآية التى في النور * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله واللاتي ياتين الفاحشة يعنى الزنا من نسائكم يعنى المرأة الثيب من المسلمين فاستشهدوا عليهن أربعة منكم يعنى من المسلمين الاحرار فان شهدوا يعنى بالزنا فامسكوهن يعنى احبسوهن في البيوت يعنى في السجون وكان هذا في أول الاسلام كانت المرأة إذا شهد عليها أربعة من المسلمين عدول بالزنا حبست في السجن فان كان لها زوج أخذ المهر منها ولكنه ينفق عليها من غير طلاق وليس عليها حد ولا يجامعها ولكن يحبسها في السجن حتى يتوفاهن الموت يعنى حتى تموت المرأة وهى على تلك الحال أو يجعل الله لهن سبيلا يعنى مخرجا من الحبس والمخرج الحد * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال هؤلاء اللاتى قد أنكحن وأحصن إذا زنت المرأة كانت تحبس في البيوت وياخذ زوجها مهرها فهو له وذلك قوله ولا يحل لكم ان تأخذوا مما آتيتموهن شيأ الا ان ياتين بفاحشة مبينة الزنا حتى جاءت الحدود فنسختها فجلدت ورجمت وكان مهرها ميراثا فكان السبيل هو الحد * وأخرج عبد الرزاق والشافعي والطيالسي وابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والدارمى ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن الجارود والطحاوى وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس وابن حبان عن عبادة بن الصامت قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحى كرب لذلك وتربد وجهه وفى لفظ لابن جرير يأخذه كهيئة الغشى لما يجد من ثقل ذلك فانزل الله عليه ذات يوم فلما سرى عنه قال خذوا عنى قد جعل الله لهن سبيلا الثيب جلد مائة ورجم بالحجارة والبكر جلد مائة ثم نفى سنة * وأخرج أحمد عن سلمة بن المحبق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا عنى خذوا عنى قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة ونفى سنة والثيب بالثيب جلد مائة والرجم * وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال لما نزلت الفرائض في سورة النساء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا حبس بعد سورة النساء * قوله تعالى (واللذان
[ 130 ]
باتيانها منكم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله واللذان ياتيانها منكم الآية قال كان الرجل إذا زنى أوذى بالتعيير وضرب بالنعال فانزل الله بعد هذه الآية الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة وان كانا محصنين رجما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد واللذان ياتيانها منكم قال الرجلان الفاعلان * وأخرج آدم والبيهقي في سننه عن مجاهد في قوله فآذوهما يعنى سبا * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير واللذان يعنى البكرين اللذين لم يحصتا يأتيانها يعنى الفاحشة وهى الزنا منكم يعنى من المسلمين فآذوهما يعنى باللسان بالتعيير والكلام القبيح لهما بما عملا وليس عليهما حبس لانهما بكران ولكن يعيران ليتوبا وبندمان ان تابا يعنى من الفاحشة وأصلحا يعنى العمل فاعرضوا عنهما يعنى لا تسمعوهما الاذى بعد التوبة ان الله كان توابا رحيما فكان هذا يفعل بالبكر والثيب في أول الاسلام ثم نزل حد الزنى فصار الحبس والاذى منسيوخا نسبخته الآية التى في السورة التى يذكر فيها النور الزانية والزانى الآية * وأخرج ابن جرير عن عطاء واللذان ياتيانها منكم قال الرجل والمرأة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال ثم ذكر الجوارى والفتيان اللذين لم ينكحوا فقال واللذان ياتيانها منكم الآية فكانت الجارية والفتى إذا زنيا يعنفان ويعيران حتى يتركا ذلك * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك فان تابا وأصلحا فاعرضوا عنهما قال عن تعييرهما * قوله تعالى (انما التوبة على الله) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى العالية في قوله انما التوبة على الله الآية قال هذه للمؤمنين وفى قوله وليست التوبة للذين يعملون السيآت قال هذه لاهل النفاق ولا الذين يموتون وهم كفار قال هذه لاهل الشرك * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال نزلت الاولى في المؤمنين ونزلت الوسطى في المنافقين والاخرى في الكفار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن أبى العالية ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون كل ذنب أصابه عبد فهو جهالة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة قال اجتمع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فرأوا ان كل شئ عصى به فهو جهالة عمدا كان أو غيره * وأخرج عبدبن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن مجاهد في قوله جهالة قال كل من عصى ربه فهو جاهل حتى ينزع عن معصيته * وأخرج ابن جرير من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس في قوله انما التوبة على الله الآية قال من عمل السوء فهو جاهل من جهالته عمل السوء ثم يتوبون من قريب قال في الحياة والصحة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله ثم يتوبون من قريب قال القريب ما بينه وبين ان ينظر إلى ملك الموت * وأخرج ابن جرير عن أبى مجلز قال لا يزال الرجل في توبة حتى يعاين الملائكة * وأخرج ابن جرير عن محمد بن قيس قال القريب ما لم تنزل به آية من آيات الله أو ينزل به الموت * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في الشعب عن الضحاك في الآية قال كل شئ قبل الموت فهو قريب له التوبة ما بينه وبين ان يعاين ملك الموت فإذا تاب حين ينظر إلى ملك الموت فليس له ذاك * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن عكرمة في الآية قال الدنيا كلها قريب والمعاصي كلها جهالة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن ثم يتوبون من قريب قال ما لم يغرغر * وأخرج عبدبن حميد عن ابن عمر في الآية قال لوغرغربها يعنى المشرك بالاسلام لرجوت له خيرا كثيرا * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال لمغنى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ابليس لما رأى آدم أجوف قال وعزتك لا أخرج من جوفه ما دام فيه الروح فقال الله تبارك وتعالى وعزتي لا أحول بينه وبين التوبة مادام الروح فيه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير والبيهقي في البعث عن قتادة قال كنا عند أنس بن مالك وثم أبو قلابة فحدث أبو قلابة فال ان الله تعلى لما لعن ابليس سأله النظرة فانظره إلى يوم الدين فقال وعزتك لاأخرج من قلب ابن آدم ما دام فيه الروح قال وعزتي لا أحجب عنه التوبة مادام فيه الروح * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد ومسلم وأبو يعلى وابن حبان عن أبى سعيد الخدرى قال لا أخبركم الا ما سمعت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته أذناى ووعاه قلبى ان عبدا قتل تسعة وتسعين نفسا ثم عرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الارض فدل على رجل فاتاه فقال انى قتلت تسعة وتسعين نفسا فهل لى من توبة قال
[ 131 ]
بعد قتل تسعة وتسعين نفسا قال فانتضى سيفه فقتله فاكمل به مائة ثم عرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الارض فدل على رجل فاتاه فقل انى قتلت مائة نفس فهل لى من توبة فقال ومن يحول بينك وبين التوبة أخرج من القرية الخبيثة التى انت فيها إلى القرية الصالحة قرية كذا وكذا فاعبد ربك فيها فخرج يريد القرية الصالحة فعرض له أجله في الطريق فاختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقال ابليس أنا أولى به انه لم يعصنى ساعة قط فقالت الملائكة انه خرج تائيا فبعث الله ملكا فاختصموا إليه فقال انظروا أي القريتين كانت أقرب إليه فالحقوه بها فقرب الله منه القرية الصالحة وباعد منه القرية بالخبيثة فالحقه باهل القرية الصالحة * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر * وأخرج البيهقى في الشعب عن رجل من الصحابة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من انسان يتوب إلى الله عزوجل قبل ان تغرغر نفسه في شدقه الاقبل الله توبته * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عمر قال التوبة مبسوطة للعبد ما لم يسق ثم قرأ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال انى تبت الآن ثم قال وهل الحضور الا السوق * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود في قوله حتى إذا حضر أحدهم الموت قال انى تبت الآن قال لا يقبل ذلك منه * وأخرج ابن المنذر من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله وليست التوبة للذين يعملون السيآت الآية قال هم أهل الشرك * وأخرج ابن جرير من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس في قوله وليست التوبة للذين يعملون السيآت الآية قال هم أهل الشرك * وأخرج ابن جرير من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس وليست التوبة للذين يعملون السيآت حتى إذا حضر أحدهم الموت قال انى تبت الآن فليس لهذا عند الله توبة ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أبعد من التوبة * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله وليست التوبة الآية قال فانزل الله بعد ذلك ان الله لا يغفران يشرك به ويغفر ما دون ذلك من يشاء فحرم الله المغفرة على من مات وهو كافر وارجأ أهل التوحيد إلى مشيئته فلم يؤيسهم من المغفرة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عمرو قال ما من ذنب مما يعمل بين السماء والارض يتوب منه العبد قبل ان يموت الا تاب الله عليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابراهيم النخعي قال كان يقال التوبة مبسوطة ما لم يؤخذ بكظمه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عمر وقال من تاب قبل موته بفواق تيب عليه قيل ألم يقل الله وليست التوبة للذين يعملون السيآت حتى إذا حضر أحدهم الموت قال انى تبت الآن فقال انما أحدثك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أحمد والبخاري في التاريخ والحاكم وابن مردويه عن أبى ذران رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله يقبل توبة عبده أو يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب قيل وما وقوع لحجاب قال تخرج النفس وهى مشركة * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم ان ترثوا) الآية * أخرج البخاري وأبو داود والنسائي والبيهقي في سننه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها قال كانوا ذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته ان شاء بعضهم تزوجها وان شاؤا زوجوها وان شاؤا لم يزوجوها فهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية في ذلك * وأخرج أبو داود من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية قال كان الرجل يرث امرأة ذى قرابته فيعضلها حتى تموت أو ترد إليه صداقها فاحكم الله عن ذلك أي نهى عن ذلك * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم من طريق على عن ابن عباس في هذه الآية قال كان الرجل إذا مات وترك جارية ألقى عليها حميمه ثوبه فمنعها من الناس فان كانت جميلة تزوجها وان كانت ذميمة حبسها حتى تموت فيرثها وهى قوله ولا تعضلوهن يعنى لا تقهروهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن يعنى الرجل تكون له المرأة وهو كاره لصحبتها ولها عليه مهر فيضربها لتفتدى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس قال كان الرجل إذا مات أبوه أو حميمه كان أحق بامرأة الميت ان شاء أمسكها أو يحبسها حتى تفتدي منه بصداقها أو تموت فيذهب بمالها قال عطاء بن أبى رباح وكان أهل الجاهلية إذا هلك الرجل فترك امرأة يحبسها
[ 132 ]
أهله على الصبى تكون فيهم فنزلت لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها * وأخرج النسائي وابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى امامة بن سهل بن حنيف قال لما توفى أبو قيس بن الاسلت أراد ابنه أن يتزوج امرأته وكان لهم ذلك في الجاهلية فانزل الله لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال نزلت هذه الاية في كبشة ابنة معن بن عاصم أبى الاوس كانت عند أبى قيس بن الاسلت فتوفى عنها فجنح عليها ابنه فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت لاأنا ورثت زوجي ولا أنا تركت فانكح فنزلت هذه الآية * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس ان رجالا من أهل المدينة كان إذا مات حميم أحدهم ألقى ثوبه على امرأته فورث نكاحها فلم ينكحها أحد غيره وحبسها عنده لتفتدى منه بفدية فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى مالك قال كانت المرأة في الجاهلية إذا مات زوجها جاء وليه فالقى عليها ثوبان فان كان له ابن صغير أو أخ حبسها عليه حتى يشب أو تموت فيرثها فان هي انفلتت فاتت أهلها ولم يلق عليها ثوبانجت فانزل الله لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن جرير عن الزهري في الآية قال نزلت في ناس من الانصار كانوا إذا مات الرجل منهم فاملك الناس بامرأته وليه فيمسكها حتى تموت فيرثها فنزلت فيهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم في الآية قال كان أهل يثرب إذا مات الرجل منهم في الجاهلية ورث امرأته من يرث ماله فكان يعضلها حتى يتزوجها أو يزوجها من أراد وكان أهل تهامة يسئ الرجل صحبة المرأة حتى يطلقها ويشترط عليها أن لا تنكح الامن أراد حتى تفتدي منه ببعض ما أعطاها فنهى الله المؤمنين عن ذلك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن عبد الرحمن بن السلمانى في قوله لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن قال نزلت هاتان الآيتان احداهما في أمر الجاهلية والاخرى في أمر الاسلام قال ابن المبارك ان ترثوا النساء كرها في الجاهلية ولا تعضلوهن في الاسلام * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى مالك في قوله ولا تعضلوهن قال لا تضر بامرأتك لتفتدى منك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ولا تعضلوهن يعنى ان ينكحن أزواجهن كالعضل في سورة البقرة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال كان العضل في قريش بمكة ينكح الرجل المرأة الشريفة فلعلها لا توافقه فيفارقها على ان لا تتزوج الاباذنة فيأتى بالشهود فيكتب ذلك عليها ويهشد فإذا خطبها خاطب فان أعطته وأرضته أذن لها والاعضلها * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس في قوله الا أن ياتين بفاحشة مبينة قال البغض والنشوز فإذا فعلت ذلك فقد حل له منها الفدية * وأخرج ابن جرير عن مقسم ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما أتيتموهن الا ان يفحش في قراءة ابن مسعود وقال إذا آذتك فقد حل لك اخذما اخذت منك * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة الا ان يأتين بفاحشة مبينة يقول الا ان ينشزن وفى قراءة ابن مسعود وابى بن كعب الا أن يفحش * وأخرج ابن جرير عن الضحاك عن الفاحشة هنا النشوز * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن عطاء الخراساني في الرجل إذا اصابت امرأته فاحشة اخذ ما ساق إليها واخرجها فنسخ ذلك الحدود * وأخرج ابن جرير عن الحسن الا أن ياتين بفاحشة قال الزنا فإذا فعلت حل لزوجهان ان يكون هو يسألها الخلع * وأخرج ابن المنذر عن أبى قلابة وابن سيرين قالا لا يحل الخلع حتى يوجد رجل على بطنها لان الله يقول الا ان ياتين بفاحشة مبينة * وأخرج ابن جرير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الله في النساء فانكم أخذتموهن بامانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله وان لكم عليهن ان لا يوطئن فرشكم احدا تكرهونه فان فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهم عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف * وأخرج ابن جرير عن ابن عمران رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا ايها الناس ان النساء عندكم عوان اخذتموهن بامانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن حق ومن حقكم عليهن لا يوطئن فرشكم احدا ولا يعصينكم في معروف وإذا فعلن ذلك فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن السدى في قوله وعاشروهن قال خالطوهن قال ابن جرير صحفه بعض الرواة وانما هو خالقوهن * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال حقها عليك الصحبة الحسنة والكسوة والرزق المعروف * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل وعاشروهن بالمعروف يعنى صحبتهن بالمعروف فان كرهتموهن
[ 133 ]
فعسى ان تكرهوا شيأ فيطلقها فتزوج من بعده رجل فيجعل الله له منها ولدا ويجعل الله في تزويجها خيرا كثيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس ويجعل الله فيه خيرا كثيرا قال الخير الكثير ان يعطف عليها فيرزق الرجل ولدها ويجعل الله في ولدها خيرا كثيرا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في الآية قال فعسى الله أن يجعل في الكراهة خيرا كثيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى ويجعل الله فيه خيرا كثيرا قال الولد * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال إذا وقع بين الرجل وبين امرأته كلام فلا يعجل بطلاقها وليتأن بها وليصبر فلعل الله سيريه منها ما يحب * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال عسى أن يمسكها وهولها كاره فيجعل الله فيها خيرا كثيرا قال وكان الحسن يقول عسى أن يطلقها فتزوج غيره فيجعل الله له فيها خيرا كثيرا * قوله تعالى (وان أردتم) الآيتين * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس وان أردتم استبدال زوج مكان زوج قال ان كرهت امرأتك وأعجبك غيرها فطلقت هذه وتزوجت تلك فاعط هذه مهرها وان كان قنطارا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد وان أردتم استبدال زوج مكان زوج قال طلاق امرأة ونكاح أخرى فلا يحل له من مال المطلقة شئ وان كثر * وأخرج ابن جرير عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآتيتم احداهن قنطارا قال ألفا ومائتين يعنى ألفين * وأخرج سعيد بن منصور وأبو يعلى بسند جيد عن مسروق قال ركب عمر بن الخطاب المنبر ثم قال أيها الناس ما اكثاركم في صدق النساء وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وانما الصدقات فيما بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك ولو كان الاكثار في ذلك تقوى عند الله أو مكرمة لم تسبقوهم إليها فلا أعرفن ما زاد رجل في صدق امرأة على أربعمائة درهم ثم نزل فاعترضته امرأة من قريش فقالت له يا أمير المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم قال نعم فقالت أما سمعت ما انزل الله يقول وآتيتم احدا هن قنطارا فقال اللهم غفرا كل الناس أفقه من عمر ثم رجع فركب المنبر فقال يا أيها الناس انى كنت نهيتكم ان تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم فمن شاء ان يعطى من ماله ما أحب * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن أبى عبد الرحمن السلمى قال قال عمر بن الخطاب لاتغالوا في سهور النساء فقالت امرأة ليس ذلك لك يا عمران الله يقول وآتيتم احداهن قنطارا من ذهب قال وكذلك هي في قراءة ابن مسعود فقال عمران امرأة خاصمت عمر فخصمته * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن عبد الله بن مصعب قال قال عمر لا تزيدوا في مهور النساء على أربعين أو قية فمن زاد القيت الزيادة في بيت المال فقالت امرأة ما ذاك قال ولم قالت لان الله يقول وآتيتم احداهن قنطار الآية فقال عمر امرأة أصابت ورجل أخطأ * واخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن بكر بن عبد الله المزني قال قال عمر خرجت وأنا أريد أن أنهاكم عن كثرة الصداق فعرضت لى آية من كتاب الله وآتيتم احداهن قنطار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله بهتانا قال اثما * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله مبينا قال البين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الافضاء الجماع ولكن الله يكنى * وأخرج عبد ابن حميد عن مجاهد وقد أفضى بعضكم إلى بعض قال مجامعة النساء * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وخذن منكم ميثاقا غليظا قال الميثاق الغليظ امساك بمعروف أو تسريح باحسان * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ميثاقا غليظا قال هو ما أخذ الله تعالى النساء على الرجال فامساك بمعروف أو تسريح باحسان قال وقد كان ذلك يؤخذ عند عقد النكاح آلله عليك لتمسكن بمعروف أو لتسرحن يا حسان * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن أبى مليكة أن ابن عمر كان إذا أنكح قال انكحك على ما أمر الله به امساك بمعروف أو تسريح باحسان * وأخرج ابن أبى شيبة عن عوف قال كان أنس بن مالك إذا زوج امرأة من بناته أو امرأة من بعض أهله قال لزوجها أزوجك تمسك بمعروف أو تسرح باحسان * وأخرج ابن أبى شيبة عن حبيب بن أبى ثابت ان ابن عباس كان إذا زوج اشترط امساك بمعروف أو تسريح باحسان * وأخرج ابن أبى شيبة عن الضحاك واخذن منكم ميثاقا غليظا قال امساك بمعروف أو تسريح باحسان * وأخرج ابن أبى شيبة عن يحيى بن أبى كثير مثله * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد وأخذن منكم ميثاقا
[ 134 ]
غليظا قال عقدة النكاح قال قد أنكحتك * وأخرج ابن أبى شيبة عن عكرمة ومجاهد وأخذن منكم ميثاقا غليظا قال أخذتموهن بامانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس واخذن منكم ميثاقا غليظا قال هو قول الرجل ملكت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد ميثاقا غليظا قال كلمة النكاح التى تستحل بها فروجهن * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك ميثاقا غليظا يعنى شديدا * وأخرج ابن جرير عن بكيرانه سئل عن المختلعة اناخذ منها شيأ قال لا وأخذن منكم ميثاقا غليظا * وأخرج عن ابن زيد في الآية قال ثم رخص بعد فان خفتم أن لا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما اقتدت به قال فنسخت هذه تلك * قوله تعالى (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم) الآية * أخرج الفريابى وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والبيهقي في سننه عن عدى بن ثابت الانصاري قال توفى أبو قيس بن الاسلت وكان من صالحي انصار فخطب ابنه قيس امرأته فقالت انما أعدك ولد أو أنت من صالحي قومك ولكن آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأمره فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ان أبا قيس توفى فقال لها خيرا قالت وان ابنه قيسا خطبني وهو من صالحي قومه وانما كنت أعده ولدا فما ترى قال ارجعي إلى بيتك فنزلت هذه الآية ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء قال البيهقى مرسل قلت فمن رواية ابن أبى حاتم عن عدى بن ثابت عن رجل من الانصار * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء قال نزلت في أبى قيس بن الاسلت خلف على أم عبيد بنت ضمرة كانت تحت الاسلت ابيه وفى الاسود بن خلف وكان خلف على بنت أبى طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار وكانت عند أبيه خلف وفى فاخته ابنة الاسود بن المطلب بن أسد كانت عند أمية بن خلف فخلف عليها صفوان بن أمية وفى منظوربن رباب وكان خلف على مليكة ابنة خارجة وكانت عند أبيه رباب بن سيار * وأخرج البيهقى في سننه عن مقاتل بن حيان قال كان إذا توفى الرجل في الجاهلية عمد حميم الميت إلى امرأته فالقى عليها ثوبا فيرث نكاحها فلما توفى أبو قيس بن الاسلت عمد ابنه قيس إلى امرأة أبيه فتزوجها ولم يدخل بها فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فانزل الله في قيس ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الا ما قد سلف قبل التحريم حتى ذكر تحريم الامهات والبنات حتى ذكرو ان تجمعوا بين الاختين الا ما قد سلف قبل التحريم ان الله كان غفورا رحيما فيما مضى قبل التحريم * وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظى قال كان الرجل إذا توفى عن امرأته كان ابنه احق بها ان ينكحها ان شاء ان لم تكن أمه أو ينكحها من شاء فلما مات أبو قيس بن الاسلت قام ابنه محصن فورث نكاح امرأته ولم ينفق عليها ولم يورثها من المال شيا فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال ارجعي لعل الله ينزل فيك شيأ فنزلت ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الآية ونزلت لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال كان أهل الجاهلية يحرمون ما حرم الله الا امرأة الاب والجمع بين الاختين فانزل الله ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء وأن تجمعوا بين الاختين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه من طريق على عن ابن عباس في قوله ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء يقول كل امرأة تزوجها ابوك أو ابنك دخل أولم يدخل بها فهى عليك حرام * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن ابن جريج قال قلت لعطاء بن أبى رياح الرجل ينكح المرأة ثم لا يراها حتى يطلقها أتحل لابنه قال لاهى مرسلة قال الله ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء قلت لعطاء ما قوله الا ما قد سلف قال كان الابناء ينكحون نساء آبائهم في الجاهلية * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء قال هوان يملك عقدة النكاح وليس بالدخول * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى بكر بن ابى مريم عن مشيخة قال لا ينكح الرجل امرأة جده أبى أمه لانه من الآباء يقول الله ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء * وأخرج بن المنذر عن الضحاك الاما قد سلف الاما كان في الجاهلية * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله الا ما قد سلف قال كان الرجل في الجاهلية ينكح امرأة ابيه * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى بن كعب انه كان يقرؤها ولا نكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الا من قد سلف الامن مات * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء بن أبى رياح انه كان فاحشة ومقتا قال يمقت الله عليه وساء سبيلا قال طريقا لمن عمل به * وأخرج عبد الرزاق وابن ابى شيبة وأحمد
[ 135 ]
والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن البراء قال لقيت خالي ومعه الراية قلت أين تريد قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة ابيه من بعده فأمرني ان أضرب عنقه وآخذ ماله * قوله تعالى (حرمت عليكم أمهاتكم) * أخرج عبد الرزاق والفريابي والبخاري وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم والبيهقي في سننه من طريق عن ابن عباس قال حرم من النسب سبع ومن الصهر سبع ثم قرأ حرمت عليكم امهاتكم إلى قوله وبنات الاخت هذا من النسب وباقى الآية من الصهر والسابعة ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء * وأخرج سعيد بن منصور وابن ابى شيبة والبيهقي عن ابن عباس قال سبع صهر وسبع نسب ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب * قوله تعالى (وأمهاتكم اللاتى ارضعنكم وأخواتكم من الرضاعة) * أخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة والبخاري ومسلم عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة * وأخرج مالك وعبد الرزاق عن عائشة قالت كان فيما انزل من القرآن عشر رضعات معلومات فنسبخن بخمس معلومات فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن * وأخرج عبد الرزاق عن عائشة قالت لقد كانت في كتاب الله عشر رضعات ثم رد ذلك إلى خمس ولكن من كتاب الله ما قبض مع النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن ماجه وابن الضريس عن عائشة قالت كان مما نزل من القرآن ثم سقط لا يحرم الا عشر رضعات أو خمس معلومات * وأخرج ابن ماجه عن عائشة قالت لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشا غلنا بموته دخل داجن فاكلها * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عمرانه بلغه عن ابن الزبير انه ياثر عن عائشة في الرضاعة لا يحرم منها دون سبع رضعات قال الله خير من عائشة انما قال الله تعالى وأخواتكم من الرضاعة ولم يقل رضعة ولا رضعتين * وأخرج عبد الرزاق عن طاوس انه قيل له انهم يزعمون انه لا يحرم من الرضاعة دون سبع رضعات ثم صار ذلك إلى خمس قال قد كان ذلك فحدث بعد ذلك أمر جاء التحريم المرة الواحدة تحرم * وأخرج بن أبى شيبة عن ابن عباس قال المرة الواحدة تحرم * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عمر قال المصة الواحدة تحرم وأخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم انه سئل عن الرضاع فقال ان عليا وعبد الله بن مسعود كانا يقولان قليله وكثيره حرام * وأخرج ابن أبى شيبة عن طاوس قال اشترط عشر رضعات ثم قيل ان الرضعة الواحدة تحرم * وأخرج ابن أبى شيبة عن على قال لا يحرم من الرضاع الاما كان في الحولين * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود وابن عباس وابن عمرو أبى هريرة مثله * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الرضاعة عن المجاعة * قوله تعالى (وأمهات نسائكم) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه من طريقين عن عمرو بن شعب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا نكح الرجل المرأة فلا يحل له ان يتزوج أمها دخل بالابنة أولم يدخل وإذا تزوج الام فلم يدخل بها ثم طلقها فان شاء تزوج الابنة * وأخرج مالك عن زيد ابن ثابت انه سئل عن رجل تزوج امرأة ففارقها قبل ان يمسها هل تحل له أمها فقال لا الام مبهمة ليس فيها شرط انما الشرط في الربائب * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن جرير عن ابن جريج قال قلت لعطاء الرجل ينكح المرأة ولم يجامعها حتى يطلقها أتحل له أمها قال لاهى مرسلة قلت أكان ابن عباس يقرأ وأمهات نسائكم اللاتى دخلتم بهن قال لا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس وأمهات نسائكم قال هي مبهمة إذا طلق الرجل امرأته قبل ان يدخل بها أو ماتت لم تحل له أمها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى شيبة وابن المنذر والبيهقي عن عمران بن حصين في أمهات نسائكم قال هي مبهمة * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر والبيهقي في سننه عن أبى عمر والشيبانى ان رجلا من بنى شيخ تزوج امرأة ولم يدخل بها ثم رأى أمها فاعجبته فاستفتى ابن مسعود فأمره ان يفارقها ثم يتزوج أمها ففعل وولدت له أولادا ثم أتى ابن مسعود المدينة فسأل عمرو في لفظ فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لا تصلح فلما رجع إلى الكوفة قال للرجل انها عليك حرام ففارقها * وأخرج مالك عن ابن مسعود انه استفتى وهو بالكوفة عن نكاح الام بعد البنت إذا لم تكن البنت مست فارخص ابن مسعود في ذلك ثم ان ابن مسعود قدم المدينة فسأل عن ذلك فاخبرانه ليس كما قال وان الشرط في الربائب فرجع ابن مسعود إلى الكوفة فلم يصل إلى بيته حتى أتى
[ 136 ]
الرجل الذى أفناه بذلك فأمره ان يفارقها * وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد والبيهقي عن مسروق انه سئل عن أمهات نسائكم قال هي مبهمة فارسلوا ما أرسل الله واتبعوا ما بين ذلك * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب في الرجل يتزوج المرأة ثم يطلقها أو ماتت قبل ان يدخل بها هل تحل له أمها قال هي بمنزلة الربيبة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن زيد بن ثابت انه كان يقول إذا ماتت عنده فاخذ ميراثها كره ان يخلف على أمها وإذا طلقها قبل ان يدخل بها فلا باس ان يتزوج أمها * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد انه قال في قوله وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتى في حجوركم أريد بهما الدخول جميعا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن المنذر عن مسلم بن عويمر الاجدع قال نكحت امرأة فلم أدخل بها حتى توفى عمى عن أمها فسألت ابن عباس فقال انكح أمها فسالت ابن عمر فقال لا تنكحها فكتب أبى إلى معاوية فلم يمنعنى ولم ياذن لى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عبد الله بن الزبير قال الربيبة والام سواء لا باس بهما إذا لم يدخل بالمرأة * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هانئ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نظر إلى فرج امرأة لم تحل له أمها ولا ابنتها * قوله تعالى (وربائبكم) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن داود انه قرأ في مصحف ابن معسود وربائبكم اللاتى دخلتم بامهاتهن * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم بسند صحيح عن مالك ابن اوس بن الحدثان قال كانت عندي امرأة فتوفيت وقد ولدت لى فوجدت عليها فلقينى على بن أبى طالب فقال مالك فقلت توفيت المرأة فقال على لها ابنة قلت نعم وهى بالطائف قال كانت في حجرك قلت لا قال فانكحها قلت قاين قول الله وربائبكم اللاتى في حجوركم قال انها لم تسكن في حجرك انما ذلك إذا كانت في حجرك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال الدخول الجماع * وأخرج عبد الرزاق وعبدبن حميد عن طاوس قال الدخول الجماع * وأخرج ابن المنذر عن ابى العالية قال بنت الربيبة وبنت ابنتها لا تصلح وان كانت أسفل لسبعين بطنا * قوله تعالى (وحلائل أبنائكم) * أخرج عبد الرزاق في المصنف وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطاء في قوله وحلائل أبنائكم قال كنا نتحدث ان محمدا صلى الله عليه وسلم لما نكح امرأة زيد قال المشركون بمكة في ذلك فانزل الله وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم ونزلت وما جعل أدعياءكم أبناءكم ونزلت ما كان محمد أبا أحد من رجالكم * وأخرج ابن المنذر من وجه آخر عن ابن جريج قال لما نكح النبي صلى الله عليه وسلم امرأة زيد قالت قريش نكح امرأة ابنه فنزلت وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن الحسن ومحمد قالا ان هؤلاء الآيات مبهمات وحلائل أبنائكم وما نكح آباؤكم وأمهات نسائكم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن جريج قال قلت لعطاء الرجل ينكح المرأة لا يراها حتى يطلقها تحل لابيه قال هي مرسلة وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم * قوله تعالى (وان تجمعوا بين الاختين) * أخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه عن فيروز الديلمى انه أدركه الاسلام وتحته اختان فقال له النبي صلى الله عليه وسلم طلق ايتهما شئت * وأخرج عن قيس قال قلت لابن عباس ايقع الرجل على المرأة وابنتها مملوكتين له فقال احلتهما آية وحرمتهما آية ولم اكن لافعله * وأخرج ابن المنذر من طريق عكرمة عن ابن عباس وان تجمعوا بين الاختين قال يعنى في النكاح * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق عمرو بن دينار عن ابن عباس انه كان لا يرى باسا ان يجمع بين الاختين المملوكتين * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس وان تجمعوا بين لاختين قال ذلك في الحرائر فاما في المماليك فلا باس * وأخرج مالك والشافعي وعبد بن حميد وعبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه من طريق ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب ان رجلا سأل عثمان بن عفان عن الاختين في ملك اليمين هل يجمع بينهما فقال أحلتهما آية وحرمتهما آية وما كنت لا صنع ذلك فخرج من عنده فلقى رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أراه على بن أبى طالب فسأله عن ذلك فقال لو كان إلى من الامر شئ ثم وجدت أحدا فعل ذلك لجعلته نكالا * وأخرج ابن عبد البرفى الاستذكار عن اياس بن عامر قال سألت على بن أبى ط ؟ لب فقلت ان لى أختين مما ملكت يمينى اتخذت احداهما سرية وولدت لى أولادا ثم رغبت في الاخرى
[ 137 ]
فما أصنع قال تعتق التى كنت تطأثم تطأ الاخرى ثم قال انه يحرم عليك مما ملكت يمينك ما يحرم عليك في كتاب الله من الحرائر الا العدد أو قال الا الاربع ويحرم عليك من الرضاع ما يحرم عليك في كتاب الله من النسب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر والبيهقي عن على انه سئل عن رجل له أمتان أختان وطئ احداهما ثم أراد أن يطأ الاخرى قال لاحتى يخرجها من ملكة قيل فان زوجها عبده قال لاحتى يخرجها من ملكه * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى حاتم والطبراني عن ابن مسعود انه سئل عن الرجل يجمع بين الاختين الامتين فكرهه فقيل يقول الله الا ما ملكت ايمانكم فقال وبعيرك أيضا مما ملكت يمينك * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن مسعود قال بحرم من الاماء ويحرم من الحرائر الا العدد * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة عن عمار بن ياسر قال ما حرم الله من الحرائر شيا الا قد حرمه من الاماء الا العدد * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي من طريق أبى صالح عن على بن أبى طالب قال في الاختين المملوكتين أحلتهما آية وحرمتهما آية ولا آمرولا أنهى ولا أحل ولا أحرم ولا أفعله أنا ولا أهل بيتى * واخرج عبد الرزاق والبيهقي عن عكرمة قال ذكر عند ابن عباس قول على في الاختين من ملك اليمين فقالوا ان عليا قال أحلتهما آية وحرمتهما آية قال ابن عباس عند ذلك أحلتهما آية وحرمتهما آية انما يحرمهن على قرابتي منهن ولا يحرمهن على قرابة بعضهن من بعض لقول الله والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم * واخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد والبيهقي عن ابن عمر قال إذا كان للرجل جاريتان اختان فغشى احداهما فلا يقرب الاخرى حتى يخرج الذى غشى عن ملكه * وأخرج ابن المنذر عن القاسم بن محمد أن حياسألوا معاوية عن الاختين مما ملكت اليمين يكونان عند الرجل يطؤهما قال ليس بذلك باس فسمع بذلك النعمان بن بشير فقال أتيت بكذا وكذا قال نعم قال أرأيت لو كان عند الرجل اخته مملوكة يجوز له أن يطأ ها قال أما والله لربما وددتنى أدرك فقل لهم اجتنبوا ذلك فانه لا ينبغى لهم فقال انما هي الرحم من العتاقة وغيرها * وأخرج مالك وابن أبى شيبة والبخاري ومسلم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجمع بين المرأة وعمتها ولابين المرأة وخالتها * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها * وأخرج البيهقى عن مقاتل بن سليمان قال انما قال الله في نساء الآباء الا ما قد سلف لان العرب كانوا ينكحون نساء الآباء ثم حرم النسب والصهر فلم يقل الا ما قد سلف لان العرب كانت لا تنكح النسب والصهر وقال في الاختين الا ما قد سلف لانهم كانوا يجمعون بينهما فحرم جمعهما جميعا الا ما قد سلف قبل التحرم ان الله كان غفورا رحيما لما كان من جماع الاختين قبل التحريم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن وهب بن منبه انه سئل عن وطئ الاختين الامتين فقال أشهد انه فيما أنزل الله على موسى عليه السلام انه ملعون من جمع بين الاختين * وأخرج مالك وعبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن عمر بن الخطاب انه سئل عن المرأة وابنتها من ملك اليمين هل توطأ احداهما بعد الاخرى فقال عمر ما أحب ان أجيرهما جميعا ونهاه * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس انه سئل عن الرجل يقع على الجارية وابنتها يكونان عنده مملوكتين فقال حرمتها آية وأحلتهما آية ولم أكن لافعلة * وأخرج ابن أبى شيبة عن على انه سئل عن ذلك فقال إذا أحلت لك آية وحرمت عليك أخرى فان أملكهما آية الحرام ما فصل لنا حرتين ولا مملوكتين * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن الضريس عن وهب بن منبه قال في التوراة ملعون من نظر إلى فرج امرأة وابنتها ما فصل لناحرة ولا مملوكة * وأخرج عبد الرزاق عن ابراهيم النخعي قال من نظر إلى فرج امرأة وابنتها لم ينظر الله إليه يوم القيامة * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود قال لا ينظر الله إلى رجل نظرالى فرج امرأة وابنتها * قوله تعالى (والمحصنات من النساء) * أخرج الطيالسي وعبد الرزاق والفريابي وابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطحاوى وابن حبان والبيهقي في سننه عن أبى سعيد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث يوم حنين جيشا إلى أوطاس فلقوا عدوا فقاتلوهم فظهروا عليهم وأصابوا لهم سبايا فكان ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهن من
[ 138 ]
أجل أزواجهن من المشركين فانزل الله في ذلك والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم يقول الا ما أفاء الله عليكم فاستحللنا بذلك فروجهن * وأخرج الطبراني عن ابن عباس في الآية قال نزلت يوم حنين لما فتح الله حنينا أصاب المسلمين نساء لهن أزواج وكان الرجل إذا أراد ان ياتي المرأة قالت ان لى زوجا فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فانزلت هذه الآية والمحصنات من النساء الاما ملكت أيمانكم يعنى السبية من المشركين تصاب لا باس بذلك * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن سعيد بن جبير في الاآية قال نزلت في نساء أهل حنين لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا أصاب المسلمون سبايا فكان الرجل إذا أراد ان ياتي المرأة منهن قالت ان لى زوجا فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له فانزل الله والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم قال السبايا من ذوات الازواج * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس في قوله والمحصنات من النساء الاما ملكت أيمانكم قال كل ذات زوج اتيانها زنا الاما سبيت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في الآية يقول كل امرأة لها زوج فهى عليك حرام الا أمة ملكتها ولها زوج بارض الحرب فهى لك حلال إذا استبر أتها * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة والطبراني عن على وابن مسعود في قوله والمحصنات من النساء الاما ملكت أيمانكم قال على المشركات إذا سبين حلت له وقال ابن مسعود المشركات والمسلمات * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم قال كل ذات زوج عليك حرام الاما اشتريت بمالك وكان يقول بيع الامة طلاقها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال طلاق الامة 7 ست بيعها طلاقها وعتقها طلاقها وهبتها طلاقها وبراءتها طلاقها وطلاق زوجها طلاقها * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال إذا بيعت الامة ولها زوج فسيدها أحق ببضعها * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس والمحصنات من النساء قال ذوات الازواج * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن المنذر عن أنس بن مالك والمحصنات من النساء قال ذوات الازواج الحرائر حرام الا ما ملكت أيمانكم * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود والمحصنات من النساء قال ذوات الازواج * وأخرج مالك وعبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن سعيد بن المسيب والمحصنات من النساء قال هن ذوات الازواج ومرجع ذلك إلى ان الله حرم الزنا * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد والمحصنات من النساء قال نهين عن الزنا * وأخرج ابن أبى شيبة عن الشعبى في الآية قال نزلت يوم أو طاس * وأخرج ابن جرير عن أبى سعيد الخدرى قال كان النساء ياتيننا ثم يها جرأ زواجهن فمنعناهن بقوله والمحصنات من النساء * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس والمحصنات من النساء يعنى بذلك ذوات الازواج من النساء لا يحل نكاحهن يقول لا تحلب ولا تعد فتنشز على بعلها وكل امرأة لا تنكح الا ببينة ومهر فهى من المحصنات التى حرم الا ما ملكت أيمانكم يعنى التى أحل الله من النساء وهو ما أحل من حرائر النساء مثنى وثلاث ورباع * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس والمحصنات من النساء قال لا يحل له ان يتزوج فوق أربع فما زاد فهو عليه حرام كامه وأخته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبى العالية قال يقول انكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ثم حرم ما حرم من النسب والصهر ثم قال والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم فرجع إلى أول السورة إلى أربع فقال هن حرام أيضا الا لمن نكح بصداق وسنة وشهود * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن جرير عن عبيدة قال أحل الله لك أربعا في أول السورة وحرم نكاح كل محصنة بعد الاربع الاما ملكت يمينك * وأخرج ابن جرير عن عطاء انه سئل عن قوله والمحصنات من النساء فقال حرم ما فوق الاربع منهن * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله والمحصنات قال العفيفة العاقلة من مسلمة أو من أهل الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني عن ابن عباس في قوله الا ما ملكت أيمانكم قال الا الاربع اللاتى ينكحن بالبينة والمهر * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن عباس الاما ملكت أيمانكم قال ينزع الرجل وليدته امرأة عبده * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله والمحصنات من النساء الاما ملكت أيمانكم قال هي حل للرجل الاما أنكح مما ملكت يمينه فانها لا تحل
[ 139 ]
له * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن مرة قال قال رجل لسعيد بن جبير أما رأيت ابن عباس حين سئل عن هذه الآية والمحصنات من النساء فلم يقل فيها شيأ فقال كان لا يعلمها * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال لو أعلم من يفسر لى هذه الآية لضربت إليه أكباد الا بل قوله والمحصنات من النساء الآية * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى السوداء قال سألت عكرمة عن هذه الآية والمحصنات من النساء فقال لا أدرى * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق الزهري عن ابن المسيب عن أبى هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الاحصان احصانان احصان نكاح واحصان عفاف قال ابن أبى حاتم قال أبى هذا حديث منكر * وأخرج ابن جرير عن ابن شهاب انه سئل عن قوله والمحصنات من النساء قال ترى انه حرم في هذه الآية المحصنات من النساء ذوات الازواج أن ينكحن مع أزواجهن والمحصنات العفائف ولا يحللن الا بنكاح أو ملك يمين والاحصان احصانان احصان تزويج واحصان عفاف في الحرائر والمملوكات كل ذلك حرم الله الا بنكاح أو ملك يمين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن مجاهد انه كان يقرأ كل شئ في القرآن والمحصنات بكسر الصاد الا التى في النساء والمحصنات من النساء بالنصب * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود انه قرأ والمحصنات من النساء بنصب الصاد وكان يحيى بن ثاب يقرأ والمحصنات بكسر الصاد * وأخرج عبد بن حميد عن الاسود انه كان ربما قرأ والمحصنات والمحصنات * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ان هذه الآية التى في سورة النساء والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم نزلت في امرأة يقال لهامعاذة وكانت تحت شيخ من بنى سدوس يقال له شجاع بن الحرث وكان معها ضرة لها قد ولدت لشجاع أولادا رجالا وان شجاعا انطلق يمير أهله من هجر فمر بمعاذة ابن عم لها فقالت له احملني إلى أهلى فانه ليس عند هذا الشيخ خير فاحتملها فانطلق بها فوافق ذلك جيئة الشيخ فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله وأفضل العرب انى خرجت أبغيها الطعام في رجب فتولت والطت بالذنب وهى شرغالب لمن غلب رأت غلاما واركا على قتب لها وله أرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على على فان كان الرجل كشف بها ثوبا فارجموها والافردوا على الشيخ امرأته فانطلق مالك بن شجاع وابن ضرتها فطلبها فجاء بها ونزلت بيتها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عبيدة السلمانى في قوله كتاب الله عليكم قال الاربع * وأخرج ابن جرير من طريق عبيدة عن عمر بن الخطاب مثله * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس كتاب الله عليكم قال واحدة إلى أربع في النكاح * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابراهيم كتاب الله عليكم قال ما حرم عليكم * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس انه قرأ وأحل لكم بضم الالف وكسر الحاء * وأخرج عن عاصم انه قرأ وأحل لكم بالنصب * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى مالك قال وراء أمام في القرآن كله غير حرفين وأحل لكم ما وراء ذلكم يعنى سوى ذلكم فمن ابتغى وراء ذلك يعنى سوى ذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى وأحل لكم ما وراء ذلك قال ما دون الاربع * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس كتاب الله عليكم قال هذا النسب وأحل لكم ما وراء ذلكم قال ما وراء هذا النسب * وأخرج ابن جرير عن عطاء وأحل لكم ما وراء ذلكم قال ما وراء ذات القرابة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة وأحل لكم ما وراء ذلكم قال ما ملكت أيمانكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبيدة السلمانى وأحل لكم ما وراء ذلكم قال من الاماء يعنى السرارى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله محصنين قال متناكحين غير مسافحين قال غير زانين بكل زانية * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس انه سئل عن السفاح قال الزنا * قوله تعالى (فما استمتعتم الآية) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس في ناسخه عن ابن عباس في قوله فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة يقول إذا تزوج الرجل منكم المرأة ثم نكحها مرة واحدة فقد وجب صداقها كله والاستمتاع هو النكاح وهو قوله وآتوا النساء صدقاتهن نحلة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال كان متعة النساء في أول الاسلام كان الرجل يقدم البلدة ليس معه من يصلح له ضيعته ولا يحفظ متاعه فيتزوج المرأة إلى قدر ما يرى انه يفرغ من حاجته فتنظر له متاعه وتصلح له ضيعته وكان يقرأ فما استمتعتم
[ 140 ]
به منهن إلى أجل مسمى نسختها محصنين غير مسافحين وكان الاحصان بيد الرجل يمسك متى شاء ويطلق متى شاء * وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال كانت المتعة في أول الاسلام وكانوا يقرؤن هذه الآية فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى الآية فكان الرجل يقدم البلدة ليس له بها معرفة فيتزوج بقدر ما يرى انه يفرغ من حاجته لتحفظ متاعه وتصلح له شأنه حتى نزلت هذه الآية حرمت عليكم أمهاتكم إلى آخر الآية فنسخ الاولى فحرمت المتعبة وتصديقها من القرآن الاعلى أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم وما سوى هذا الفرج فهو حرام * وأخرج عبدبن حميد وابن جرير وابن الانباري في المصاحف والحاكم وصححه من طرق عن أبى نضرة قال قرأت على ابن عباس فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة قال ابن عباس فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فقلت ما نقرؤها كذلك فقال ابن عباس والله لانزلها الله كذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال في قراءة أبى بن كعب فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى * وأخرج ابن أبى داود في المصاحف عن سعيد بن جبير قال في قراءة أبى بن كعب فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى * وأخرج عبد الرزاق عن عطاء انه سمع ابن عباس يقرؤها فما استمتعتم به منهن إلى أجل فآتوهن أجورهن وقال ابن عباس في حرف أبى إلى أجل مسمى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد فما استمتعتم به منهن قال يعنى نكاح المتعة * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال هذه المتعة الرجل ينكح المرأة بشرط إلى أجل مسمى فإذا انقضت المدة فليس له عليها سبيل وهى منه بريئة وعليها أن تستبرئ ما في رحمها وليس بينهما ميراث ليس يرث واحد منهما صاحبه * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة والبخاري ومسلم عن ابن مسعود قال كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا نسأونا فقلنا ألا نستخصى فنهانا عن ذلك ورخص لنا أن نتزوج المرأة بالثوب إلى أجل ثم قرأ عبد الله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم * وأخرج عبد الرزاق وأحمد ومسلم عن سيرة الجهنى قال أذن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام فتح مكة في متعة النساء فخرجت أنا ورجل من قومي ولى عليه فضل في الجمال وهو قريب من الدمامة مع كل واحد منابرد أما بردى فخلق واما برد ابن عمى فبرد جديد غض حتى إذا كنا با على مكة تلقتنا فتاة مثل البكرة العنطنطة فقلنا هل لك أن يستمتع منك أحدنا قالت وما تبذلان فنشركل واحد منابرده فجعلت تنظر إلى الرجلين فإذا رآها صاحب قال ان برد هذا خلق وبردى جديد غض فتقول وبرد هذا لا باس به ثم استمتعت منها فلم تخرج حتى حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد ومسلم عن سبرة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما بين الركن والباب وهو يقول يا أيها الناس انى كنت أذنت لكم في الاستمتاع الاوان الله حرمها إلى يوم القيامة فمن كان عنده منهن شئ فليخل سبيلها ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيا * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد ومسلم عن سلمة بن الاكوع قال رخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في متعة النساء عام أو طاس ثلاثة أيام ثم نهى عنها بعدها * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر والنحاس من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة قال نسختها يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن والمطلقات يتربصن بانفسهن من ثلاثة قروء واللاتي يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر * وأخرج ابو داود في ناسخه وابن المنذر والنحاس والبيهقي عن سعيد بن المسيب قال نسخت آية الميراث المتعة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر والبيهقي عن ابن معسود قال المتعة منسوخة نسخها الطلاق والصدقة والعدة والميراث * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن على قال نسخ رمضان كل صوم ونسخت الزكاة كل صدقة ونسخ المتعة الطلاق والعدة والميراث ونسخت الضحية كل ذبيحة * وأخرج عبد الرزاق وأبو داود في ناسخه وابن جرير عن الحكم انه سئل عن هذه الآية أمنسوخة قال لاوقال على لولا ان عمر نهى عن المتعة مازنا الاشقى * وأخرج البخاري عن أبى جمرة قال سئل ابن عباس عن متعة النساء فرخص فيها فقال له مولى له انما كان ذلك وفى النساء قلة والحال شديد فقال ابن عباس نعم * وأخرج البيهقى عن على قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المتعة وانما كانت لمن لم يجد فلما نزل النكاح والطلاق والعدة والميراث بين الزوج والمرأة نسخت
[ 141 ]
* وأخرج النحاس عن على بن أبى طالب انه قال لابن عباس انك رجل تائه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة * وأخرج البيهقى عن ابى ذر قال انما أحلت لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متعة النساء ثلاثة أيام ثم نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج البيهقى عن عمرانه خطب فقال ما بال رجال ينكحون هذه المتعة وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها لاأوتى باحد نكعها الا رجمته * وأخرج مالك وعبد الرزاق وابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه عن على بن أبى طالب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الانسية * وأخرج مالك وعبد الرزاق عن عروة بن الزبيران خولة بنت حكيم دخلت على عمر بن الخطاب فقالت ان ربيعة بن أمية استمتع بامرأة مولدة فحملت منه فخرج عمر بن الخطاب يجر رداءه فزعا فقال هذه المتعة ولو كنت تقدمت فيها لرجمت * وأخرج عبد الرزاق عن خالد بن المهاجر قال ارخص ابن عباس للناس في المتعة فقال له ابن أبى عمرة الانصاري ماهذا يا أبا عباس فقال ابن عباس فعلت مع امام المتقين فقال ابن أبى عمرة اللهم غفرا انما كانت المتعة وخصة كالضرورة إلى الميتة والدم ولحم الخنزير ثم احكم الله الدين بعد * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن قال والله ما كانت المتعة الا ثلاثة أيام أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ما كانت قبل ذلك ولا بعد * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن المسيب قال نهى عمر عن متعتين متعة النساء ومتعة الحج * وأخرج ابن أبى شيبة عن نافع ان ابن عمر سئل عن المتعة فقال حرام فقيل له انه ابن عباس يفتى بها قال فهلا ترمرم بها في زمان عمر * وأخرج البيهقى عن ابن عمر قال لا يحل لرجل ان ينكح امرأة الانكاح الاسلام بمهرها ويرثها وترثة ولا يقاضيها على أجل انها امرأته فان مات أحدهما لم يتوارثا * وأخرج ابن المنذر والطبراني والبيهقي من طريق سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس ماذا صنعت ذهب الركاب يفتياك وقالت فيه الشعراء قال وما قالوا قلت قالوا أقول للشيخ لما طال مجلسه * يا صاح هل لك في فتيا ابن عباس هل لك في رخصة الاطراف آنسة * تكون مثواك حتى مصدر الناس فقال انالله وانا إليه راجعون لا والله ما بهذا أفتيت ولا هذا أردت ولا أحللتها الا للمضطر ولا أحللت منها الا ما أحل الله من الميتة والدم ولحم الخنزير * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس قال يرحم الله عمر ما كانت المتعة الا رحمة من الله رحم بها أمة محمد ولولا نهيه عنها ما احتاج إلى الزنا الاشقى قال وهى التى في سورة النساء فما استمتعتم به منهن إلى كذا وكذا من الاجل على كذاوكذا قال وليس بينهما وراثة فان بدالهما ان يتراضيا بعد الاجل فنعم وان تفرقا فنعم وليس بينهما نكاح وأخبر انه سمع ابن عباس يراها الآن حلالا * وأخرج ابن المنذر من طريق عمار مولى الشريد قال سالت ابن عباس عن المتعة أسفاح هي أم نكاح فقال لاسفاح ولا نكاح قلت فماهى قال هي المتعة كما قال الله قلت هل لها من عدة قال نعم عدتها حيضة قلت هل يتوارثان قال لا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فآتوهن أجورهن فريضة قال ما تراضوا عليه من قليل أو كثير * وأخرج ابن جرير عن حضرمى ان رجالا كانوا يفرضون المهر ثم عسى ان يدرك أحدهم العسرة فقال الله ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس في ناسخه من طريق على عن ابن عباس في قوله ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة قال التراضي ان يوفى لها صداقها ثم يخيرها * وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن شهاب في الآية قال نزل ذلك في النكاح فإذا فرض الصداق فلا جناح عليهما فيما تراضيا به من بعد الفريضة من انجاز صداقها قليل أو كثير * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن أبى حاتم عن ربيعة في الآية قال ان أعطت زوجها من بعد الفريضة أو وضعت إليه فذلك الذى قال * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال ان وضعت لك منه شئ فهو سائغ * وأخرج عن السدى في الآية قال ان شاء أرضاها من بعد الفريضة الاولى التى تمتع بها فقال أتمتع منك أيضا بكذا وكذا قبل ان يستبرئ رحمها والله أعلم * قوله تعالى (ومن لم يستطع) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس ومن لم يستطع منكم طولا يقول من لم يكن له سعة ان ينكح المحصنات يقول الحرائر فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات
[ 142 ]
فلينكح من اماء المؤمنين محصنات غير مسافحات يعنى عفائف غير روان في سر ولا علانية ولا متخذات أخدان يعنى اخلاء فإذا أحصن فان أتين بفاحشة يعنى إذ تزوجت حرا ثم زنت فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب قال من الجلد ذلك لمن خشى العنت هو الزنا فليس لاحد من الحراران ينكح أمة الا ان لا يقدر على حرة وهو يخشى العنت وان تصبروا عن نكاح الاماء فهو خير لكم * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن جرير عن الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان تنكح الامة على الحرة وتنكح الحرة على الامة ومن وجد طولا لحرة فلا ينكح أمة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد ومن لم يستطع منكم طولا يعنى من لم يجد منكم غنى ان ينكح المحصنات يعنى الحرائر فلينكح الامة المؤمنة وان تصبروا عن نكاح الاماء خير لكم وهو حلال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن جابر بن عبد الله انه سئل عن الحر يتزوج الامة فقال إذا كان ذا طول فلا قيل ان وقع حب الامة في نفسه ان خشى العنت فليتزوجها * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود قال انما أحل الله نكاح الاماء لن لم يستطع طولا وخشى العنت على نفسه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن مجاهد قال مما وسع الله به على هذه الامة نكاح الامرة واليهودية والنصرانية وان كان موسرا * وأخرج ابن جرير عن السدى من فتياتكم قال امائكم * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة والبيهقي عن مجاهد قال لا يصلح نكاح اماء أهل الكتاب ان لله يقول من فتياتكم المؤمنات * وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن الحسن قال انما رخص في الامة المسلمة لمن لم يجد طولا * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن قال انما رخص لهذه الامة في نكاح نساء أهل الكتاب ولم يرخص لهم في الاماء * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي عن ابن عباس قال لا يتزوج الحر من الاماء الا واحدة * وأخرج ابن أبى شيبة عن قتادة قال انما أحل الله واحدة لمن خشى العنت على نفسه ولا يجده طولا * وأخزج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان ثم قال في التقديم والله أعلم بايمانكم بعضكم من بعض * وأخرج ابن المنذر عن السدى فانكحوهن باذن أهلهن قال باذن مواليهن وآتوهن أجورهن قال مهورهن * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال المسافحات المعلنات بالزنا والمتخذات اخدان ذات الخليل الواحد قال كان أهل الجاهلية يحرمون ما ظهر من الزنا ويستحلون ما خفى يقولون أماما ظهر منه فهو لؤم وأما ما خفى فلا باس بذلك فانزل الله ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن * وأخرج ابن أبى حاتم عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أحصن قال احصانها اسلامها وقال على اجلد وهن قال ابن أبى حاتم حديث منكر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود أنه سئل عن أمة زنت وليس لها زوج فقال اجلدوها خمسين جلدة قال انها لم تحصن قال اسلامها احصانها وأخرج عبد الرزاق عن ابن عمر قال في الامة إذا كانت ليست بذات زوج فزنت جلدت نصف ما على المحصنات من العذاب * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود أنه قرأ فإذا أحصن بفتح الالف وقال احصانها اسلاما * وأخرج ابن جرير عن ابراهيم فإذا أحصن قال إذا أسلمن * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن ابراهيم انه كان يقرأ فإذا أحصن قال إذا أسلمن وكان مجاهد يقرأ فإذا أحصن يقول إذا تزوجن ما لم تزوج فلاحد عليها * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس انه قرأها فإذا أحصن يعنى برفع الالف يقول احصن بالازواج يقول لا تجلد أمة حتى تزوج * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس قال انما قال الله فإذا أحصن فان أتين بفاحشة فعليهن فليس يكون عليها حدحتى تحصن * وأخرج سعيد بن منصور وابن خزيمة والبيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على الامة حد حتى تحصن بزوج فإذا أحصنت بزوج فعليها نصف ما على المحصنات قال ابن خزيمة والبيهقي رفعه خطا والصواب وقفه * واخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن ابن عباس انه كان يقرأ فإذا أحصن يقول فإذا تزوجن * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور عن ابن عباس انه كان لا يرى على الامة حدا حتى تزوج زوجا حرا * وأخرج عبد الرزاق والبخاري ومسلم عن زيد بن خالد الجهنى ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الامة إذا زنت ولم تحصن قال اجلدوها ثم ان زنت فاجلدوها ثم ان زنت فاجلدوها ثم بيعوها ولو بضفير * وأخرج سعيد بن منصور
[ 143 ]
وابن المنذر عن أنس بن مالك انه كان يضرب اماءه الحد إذا زنين تزوجن أو لم يتزوجن * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال في بعض القراءة فان أتوا أو أتين بفاحشة * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود في قوله فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب قال خمسون جلدة ولانفى ولارجم * واخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس قال حد العبد يفترى على الحر أربعون * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال العنت الزنا * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن العنت قال الائم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر رأيتك تبتغى عنتى وتسعى * على الساعي على بغير دخل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد وان تصبروا خير لكم قال عن نكاح الاماء * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود وان تصبروا خير لكم قال عن نكاح الاماء * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة وان تصبروا عن نكاح الامة خير وهو حل لكم استرقاق أولادهن * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن السدى في الآية قال ان تصبر ولا تنكح الامة فيكون ولدك مملوكين فهو خير لك * وأخرج سعيد بن منصور وابن ابى شيبة عن ابن عباس قال تزحف ناكح الاماء عن الزنا الا قليلا * وأخرج عبد الرزاق عن ابى هريرة وعن سعيد بن جبير مثله * واخرج عبد الرزاق وابن ابى شيبة عن عمر بن الخطاب قال إذا نكح العبد الحرة فقد اعتق نصفه وإذا نكح الحر الامة فقد ارق نصفه * واخرج ابن ابى شيبة عن مجاهد قال نكاح الامة كالميتة والدم ولحم الخنزير لا يحل الا للمضطر * قوله تعالى (يريد الله ليبين لكم) * اخرج ابن جرير وابن ابى الدنيا في التوبة والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال ثمانى آيات نزلت في سورة النساء هن خير لهذه الامة مما طلعت عليه الشمس وغربت اولهن يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والثانية والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما والثالثة يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا والرابعة ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما والخامسة ان الله لا يظلم مثقال ذرة الآية والسادسة ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله الآية والسابعة ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر الآية والثامنة والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم اجورهم وكان الله للذى عملوا من الذوب غفورا رحيما * وأخرج ابن ابى حاتم عن مقاتل بن حيان بريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم من تحرم الامهات والبنات كذلك كان سنة الذين من قبلكم وفى قوله ان تميلوا ميلا عظيما قال الميل العظيم ان اليهود يزعمون ان نكاح الاخت من الاب حلال من الله * واخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن السدى ويريد الذين يتبعون الشهوات قال هم اليهود والنصارى * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد ويريد الذين يتبعون الشهوات قال الزنا ان تميلوا ميلا عظيما قال يريدون ان تكونوا مثلهم تزنون كما يزنون * واخرج ابن المنذر من وجه آخر عن مجاهد عن ابن عباس ويريد الذين يتبعون الشهوات قال الزنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد يريد الله ان يخفف عنكم يقول في نكاح الامة وفى كل شئ فيه يسر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن طاوس وخلق الانسان ضعيفا قال في أمر النساء ليس يكون الانسان في شئ أضعف منه في النساء قال وكيع يذهب عقله عندهن * وأخرج الخرائطي في اعتلال لقلوب عن طاوس في قوله وخلق الانسان ضعيفا قال إذا نظر إلى النساء لم يصبر * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد يريد الله ان يخفف عنكم قال رخص لكم في نكاح الاماء حين اضطروا اليهن وخلق الانسان ضعيفا قال لو لم يرخص له فيها لم يكن الا الامر الاول إذا لم يجد حرة * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) * أخرج ابن أبى حاتم والطبراني بسند صحيح عن ابن مسعود في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل قال انها محكمة ما نسخت ولا تنسخ إلى يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال اما أكلهم أموالهم بينهم بالباطل فالزنا والقمار والبخس والظلم الا ان تكون تجارة فليرب الدرهم ألفا ان استطاع * وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن في الآية قال كان الرجل يتحرج ان ياكل عند أحد من الناس بعد ما نزلت هذه الآية
[ 144 ]
فنسخ ذلك بالآية التى في النور ولا على أنفكسم ان تأكلوا من بيوتكم الآية * قوله تعالى (الا ان تكون تجارة عن تراض منكم) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في الآية قال عن تراض في تجارة بيع أو عطاء يعطيه أحدا أحدا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في سننه عن قتادة في الآية قال التجارة رزق من رزق الله وحلال من حلال الله لمن طلبها بصدقها وبرها وقد كنا نحدث ان التاجر الامين الصدوق مع السبعة في ظل العرش يوم القيامة * وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم التاجر الصدوق الامين مع النبيين والصديقين والشهداء * وأخرج ابن ماجه والحاكم والبيهقي عن ابن عمر مرفوعا التاجر الصدوق الامين المسلم مع الشهداء يوم القيامة * وأخرج الحاكم عن رافع بن خديج قال قيل يا رسول الله أي الكسب أطيب قال كسب الرجل بيده وكل بيع مبرور * وأخرج الحاكم والبيهقي في سننه عن ابى بردة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الكسب اطيب أو افضل قال عمل الرجل بيده كل بيع مبرور * وأخرج سعيد بن منصور عن نعيم بن عبد الرحمن الازدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أعشار الرزق في التجارة والعشر في المواشى * وأخرج الاصبهاني في الترغيب عن صفوان بن امية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم ان عون الله مع صالحي التجار * وأخرج الاصبهاني عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التاجر الصدوق في ظل العرش يوم القيامة * وأخرج الاصبهاني عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اطيب الكسب كسب التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا وإذا وعدوا لم يخلفوا وإذا ائتمنوا لم يخونوا وإذا اشتروا لم يذموا وإذا باعوا لم يمدحوا وإذا كان عليهم لم يمطلوا وإذا كان لهم لم يعسروا * وأخرج الاصبهاني عن أبى امامة مرفوعا ان التاجر إذا كان فيه أربع خصال طاب كسبه إذا اشترى لم يذم وإذا باع لم يمدح ولم يدلس في البيع ولم يحلف فيما بين ذلك * وأخرج الحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان التجار يبعثون يوم القيامة فجارا الامن اتقى الله وبروصدق * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن شبل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان التجارهم الفجار قالوا يا رسول الله اليس قد أحل الله البيع قال بلى ولكنهم يحلفون فيأثمون وحيدثون فيكذبون * وأخرج الحاكم وصححه عن عمر بن تغلب قال قال رسول صلى الله عليه وسلم ان من أشراط الساعة ان يفيض المال ويكثر الجهل وتظهر الفتن وتفشو التجارة * قوله تعالى (عن تراض منكم) * أخرج ابن ماجه وابن المنذر عن ابن سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما البيع عن تراض * وأخرج ابن جرير عن ميمون بن مهران قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البيع عن تراض والخيار بعد الصفقة ولا يحل لمسلم ان يغش مسلما * وأخرج عبد بن حميد عن أبى زرعة انه باع فرسا له فقال لصاحبه اختر فخيره ثلاثا ثم قال له خيرنى فخيره ثلاثا ثم قال سمعت أبا هريرة يقول هذا البيع عن تراض * وأخرج ابن ماجه عن جابر بن عبد الله قال اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل من الاعراب حمل خبط فلما وجب البيع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اختر فقال الاعرابي عمرك الله بيعا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم باع رجلا ثم قال له اختر فقال قد اخترت فقال هكذا البيع * وأخرج ابن جرير عن ابى زرعة انه كان إذا بايع رجلا يقول له خيرنى ثم يقول قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفترق اثنان الا عن رضا * وأخرج ابن جرير عن ابى قلابة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أهل البقيع لا يتفرقن بيعان الا عن رضا * وأخرج البخاري والترمذي والنسائي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو يقول احدهما للآخر اختر * قوله تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى صالح وعكرمة ولا تقتلوا انفسكم قالا نهاهم عن قتل بعضهم بعضا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد ولا تقتلوا أنفسكم قال لا يقتل بعضكم بعضا * وأخرج ابن جرير عن عطاء بن ابى رباح مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن السدى ولا تقتلوا انفسكم قال أهل دينكم * وأخرج أحمد وابو داود وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عمرو بن العاصى قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ذات السلاسل احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد فاشفقت ان اغتسلت ان أهلك فتيممت به ثم صليت باصحابي صلاة
[ 145 ]
الصبح فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له فقال يا عمرو صليت باصحابك وأنت جنب قلت نعم يا رسول الله انى احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد فاشفقت ان اغتسلت ان أهلك وذكرت قول الله ولا تقتلوا أنفسكم فتيممت ثم صليت فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيأ * وأخرج الطبراني عن ابن عباس ان عمرو بن العاصى صلى بالناس وهو جنب فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له فدعاه فسأله عن ذلك فقال يا رسول الله خشيت أن يقتلنى البرد وقد قال الله تعالى ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن المنذر عن عاصم بن بهدلة ان مسروقا اتى صفين فقام بين الصفين فقال يا أيها الناس انصتوا أرأيتم لوان مناديا ناداكم من السماء فرأيتموه وسمعتم كلامه فقال ان الله ينهاكم عما أنتم فيه أكنتم منتهين قالوا سبحان الله قال فوالله لقد نزل بذلك جبريل على محمد وماذاك بأبين عندي منه ان الله قال ولا تقتلوا أنفكسم ان الله كان بكم رحيما ثم رجع إلى الكوفة * وأخرج ابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ومن يفعل ذلك يعنى الاموال والدماء جميعا عدوانا وظلما يعنى متعمدا اعتداء بغير حق وكان ذلك على الله يسيرا يقول كان عذابه على الله هينا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال قلت لعطاء أرأيت قوله تعالى ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا في كل ذلك أم في قوله ولا تقتلوا انفسكم قال بل في قوله ولا تقتلوا أنفسكم * قوله تعالى (ان تجتنبوا) الآية * أخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور في فضائله وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال ان في سورة النساء خمس آيات ما يسرني ان لى بها الدنيا وما فيها ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها قوله تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه الآية وقوله ان الله لا يظلم مثقال ذرة الآية وقوله ان الله لا يغفر ان يشرك به الآية وقوله ولو انهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك الآية وقوله ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه الآية * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن أنس ابن مالك قال لم نر مثل الذى بلغنا عن ربنا غزوجل ثم لم نخرج له عن كل اهل ومال أن تجاوز لنا عما دون الكبائر فما لنا ولها يقول الله ان تجتنبووا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيأتكم وندخلكم مدخلا كريما * وأخرج عبد بن حميد عن انس بن مالك قال هان ما سألكم ربكم ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيأتكم * وأخرج عبد الله بن احمد في زوائد الزهد عن أنس سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ألا ان شفاعتي لاهل الكبائر من امتى ثم تلا هذه الآية ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيأتكم الآية * وأخرج النسائي وابن ماجه وابن جرير وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن أبى هريرة وأبى سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر ثم قال والذى نفسي بيده ما من عبد يصلى الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويؤدى الزكاة ويجتنب الكبائر السبع الا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يوم القيامة حتى انها لتصطفق ثم تلا ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه الآية * وأخرج ابن المنذر عن أنس قال مالكم والكبائر وقد وعدتم المغفرة فيما دون الكبائر * وأخرج ابن جرير بسند حسن عن الحسن ان ناسا لقوا عبد الله بن عمرو بمصر فقالوا نرى أشياء من كتاب الله امران يعمل بها لا يعمل بها فاردنا ان نلقى أمير المؤمنين في ذلك فقدم وقدموا معه فلقى عمر فقال يا أمير المؤمنين ان ناسا لقوني بمصر فقالوا انا نرى أشياء من كتاب الله أمر ان يعمل بها لا يعمل بها فاحبوا أن يلقوك في ذلك فقال اجمعهم لى فجمعهم له فاخذ أدناهم رجلا فقال انشدك بالله وبحق الاسلام عليك أقرأت القرآن كله قال نعم قال فهل أحصيته في نفسك قال لا قال فهل أحصيته في بصرك هل أحصيته في لفظك هل احصيته في أثرك ثم تتبعهم حتى أتى على آخرهم قال فثكلت عمر أمه اتكلفونه على ان يقيم الناس على كتاب الله قد علم ربنا انه ستكون لناسيآت وتلا أن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيأتكم وندخلكم مدخلا كريما هل علم اهل المدينة فيما قدمتم قال لا قال لو عملوا لو عظت بكم * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال انما وعد الله المغفرة لمن اجتنب الكبائر وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا الكبائر وسددوا وابشروا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في الشعب من طرق عن ابن عباس
[ 146 ]
قال كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة وقد ذكرت الطرفة يعنى النظرة * وأخرج ابن جرير عن أبى الوليد قال سألت ابن عباس عن الكبائر فقال كل شئ عصى الله فيه فهو كبيرة * واخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس قال كل ما وعد الله عليه النار كبيرة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال الكبائر كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال كل ذنب نسبه الله إلى النار فهو من الكبائر * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال الكبائر قال الكبائر كل موجبة أوجب الله لاهلها النار وكل عمل يقام به الحد فهو من الكبائر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن ابن عباس انه سئل عن الكبائر أسبع هي قال هي إلى السبعين أقرب وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق سعيد بن جبير ان رجلا سأل ابن عباس كم الكبائر سبع هي قال هي إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع غير انه لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع اصرار * وأخرج البيهقى في الشعب من طريق قيس ابن سعد قال قال ابن عباس كل ذنب أصر عليه العبد كبير وليس بكبير ما تاب منه العبد * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن أبى حاتم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتنبوا السبع الموبقات قالوا وما هن يا رسول الله قال الشرك بالله وقتل النفس التى حرم الله الا بالحق والسحر وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولى يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات * وأخرج البزار وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الكبائر سبع أولها الاشراك بالله ثم قتل النفس بغير حقها وأكل الربا وأكل مال اليتيم إلى أن يكبر والفرار من الزحف ورمى المحصنات والانقلاب إلى الاعراب بعد الهجرة * وأخرج على بن الجعد في الجعديات عن طيسلة قال سألت ابن عمر عن الكبائر فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هن تسع الاشراك بالله وقذف المحصنة وقتل النفس المؤمنة والفرار من الزحف والسحر وأكل الربا وأكل مال اليتيم وعقوق الوالدين والا لحاد بالبيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتا * وأخرج ابن راهويه والبخاري في الادب المفرد وعبد بن حميد وابن المنذر والقاضى اسمعيل في أحكام القرآن وابن المنذر بسند حسن من طريق طيسلة عن ابن عمر قال الكبائر تسع الاشراك بالله وقتل النسمة يعنى بغير حق وقذف المحصنة والفرار من الزحف وأكل الربا وأكل مال اليتيم والذى يستسحر والحاد في المسجد الحرام وانكاء الوالدين من العقوق * وأخرج أبو داود والنسائي وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه عن عمير الليثى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أولياء الله المصلون ومن يقيم الصلوات الخمس التى كتبها الله على عباده ومن يوءدى زكاة ماله طيبة بها نفسه ومن يصوم رمضان يحتسب صومه ويجتنب الكبائر فقال رجل من الصحابة يا رسول الله وكم الكبائر قال هن تسع أعظمهن الاشراك بالله وقتل المؤمن بغير الحق والفرار يوم الزحف وقذف المحصنة والسحر وأكل مال اليتيم وأكل الربا وعقوق الوالدين المسلمين واستحلال البيت الحرام قبلتكم احياء وأمواتا وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى الصلوات الخمس واجتنب الكبائر السبع نودى من أبواب الجنة ادخل بسلام قيل أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر هن قال نعم عقوق الوالدين واشراك بالله وقتل النفس وقذف المحصنات وأكل مال اليتيم والفرار من الزحف وأكل الربا * وأخرج أحمد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان والحاكم وصححه عن أبى أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد الله لا يشرك به شيأ واقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان واجتنب الكبائر فله الجنة فسأله رجل ما الكبائر قال الشرك بالله وقتل نفس مسلمة والفرار يوم الزحف * وأخرج ابن حبان وابن مردويه عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن كتابا فيه الفرائض والسنن والديات وبعث به مع عمرو بن حزم قال وكان في الكتاب ان أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة اشراك بالله وقتل النفس المؤمنة بغير حق والفرار يوم الزحف وعقوق الوالدين ورمى المحصنة وتعلم السحر وأكل الربا وأكل مال اليتيم * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن أبى حاتم عن أنس قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر فقال الشرك بالله
[ 147 ]
وقتل النفس وعقوق الوالدين وقال ألا أنبئكم باكبر الكبائر قول الزور أو شهادة الزور * وأخرج الشيخان والترمذي وابن المنذر عن أبى بكر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم باكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزورألا وشهادة الزور فمازال يكررها حتى قلنا ليته سكت * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عمرو انه سئل عن الخمر فقال سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هي أكبر الكبائر وأم الفواحش من شرب الخمر ترك الصلاة ووقع على أمه وخالته وعمته * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس انه كان يعد الخمر أكبر الكبائر * وأخرج عبدبن حميد ورستة في كتاب الايمان عن شعبة مولى ابن عباس قال قلت لابن عباس ان الحسن بن على سئل عن الخمر أمن الكبائر هي فقال لا فقال ابن عباس قد قالها النبي صلى الله عليه وسلم إذا شرب سكر وزنى وترك الصلاة فهى من الكبائر * وأخرج أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين أو قتل النفس شك شعبة واليمين الغموس * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان والطبراني في الاوسط والبيهقي عن عبد الله بن أنيس الجهنى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين واليمين الغموس وما حلف حالف بالله يمين صبر فادخل فيها مثل جناح بعوضة الا جعلت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد ابن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اكبر الكبائر ان يلعن الرجل والديه قالوا وكيف يلعن الرجل والديه قال يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه * وأخرج أبو داود وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق ومن الكبائر السبتان بالسبة * وأخرج الترمذي والحاكم وابن أبى حاتم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جمع بين الصلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى موسى قال الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى قتادة العدوى قال قرئ علينا كتاب عمر من الكبائر جمع بين الصلاتين يعنى بغير عذر والفرار من الزحف والنميمة * وأخرج البزار وابن أبى حاتم والطبراني في الاوسط وابن أبى حاتم بسند حسن عن ابن عباس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الكبائر فقال الشرك بالله واليأس من روح الله والا من من مكر الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن أبى الدنيا في التوبة عن ابن مسعود قال أكبر الكبائر الاشراك بالله والاياس من روح الله والقنوط من رحمة الله والامن من مكر الله * وأخرج ابن المنذر عن على انه سئل ما أكبر الكبائر فقال الامن لمكر الله والاياس من روح الله والقنوط من رحمة الله * وأخرج ابن جرير بسند حسن عن أبى امامة ان ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا الكبائر وهو متكئ فقالوا الشرك بالله وأكل مال اليتيم وفرار يوم الزحف وقذف المحصنة وعقوق الوالدين وقول الزور والغلول والسحر وأكل الربا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاين تجعلون الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا إلى آخر الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس مرفوعا الضرار في الوصية من الكبائر * وأخرج ابن أبى حاتم عن على قال الكبائر الشرك بالله وقتل النفس وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة والفرار من الزحف والتعرب بعد الهجرة والسحر وعقوق الوالدين وأكل الربا وفراق الجماعة ونكث الصفقة * وأخرج البزار وابن المنذر بسند ضعيف عن بريدة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان أكبر الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين ومنع فضل الماء ومنع الفحل * وأخرج ابن أبى حاتم عن بريدة قال ان أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين ومنع فضول الماء بعد الرى ومنع طروق الفحل الا بجعل * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن عائشة قالت ما أخذ على النساء فمن الكبائر يعنى قوله ان لا يشركن بالله شيأ ولا يسرقن ولا يزنين الآية * وأخرج البخاري في الادب المفرد والطبراني والبيهقي عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيتم الزانى والسارق وشارب الخمر ما تقولون فيهم قالوا الله ورسوله أعلم قال هن فواحش وفيهن عقوبة الا
[ 148 ]
أنبئكم باكبر الكبائر الاشراك بالله ثم قرأ ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما وعقوق الوالدين ثم قرأ ان اشكر لى ولوالديك إلى المصير وكان متكئا فاحتفز فقال الا وقول الزور * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود قال ان من أكبر الذنب عند الله ان يقول لصاحبه اتق الله فيقول عليك نفسك من أنت تأمرني * وأخرج ابن المنذر عن سالم بن عبد الله التمار عن أبيه ان أبا بكر وعمرو ناسا من الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا أعظم الكبائر فلم يكن عندهم فيها علم ينتهون إليه فارسلوني إلى عبد الله بن عمرو العاصى أسأله عن ذلك فاخبرني ان أعظم الكبائر شرب الخمر فاتيتهم فاخبرتهم فانكروا ذلك وتواثبوا إليه جميعا حتى أتوه في داره فاخبرهم انهم تحدثوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ملكا من بنى اسرائيل أخذ رجلا فخيره ان يشرب الخمر أو يقتل نفسا أو يزنى أو ياكل لحم خنزير أو يقتله ان أبى فاختار شرب الخمر وانه لما شربها لم يمتنع من شئ أراده منه وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أحد يشربها فيقبل الله له صلاة أربعين ليلة ولا يموت وفى مثانته منها شئ الا حرمت عليه الجنة وان مات في الاربعين مات ميتة جاهلية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال الكبائر الاشراك بالله لان الله يقول لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون والامن لمكر الله لان الله يقول فلايا من مكر الله الا القوم الخاسرون وعقوق الوالدين لان الله جعل العاق جبارا عصيا وقتل النفس التى حرم الله لان الله يقول فجزاؤه جهنم إلى آخر الآية وقذف المحصنات لان الله يقول لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم وأكل مال اليتيم لان الله يقول انما ياكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا والفرار من الزحف لان الله يقول ومن يولهم يومئذ دبره إلى قوله وبئس المصير وأكل الربا لان الله يقول الذين ياكلون الربا لا يقومون الآية والسحر لان الله يقول ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق والزنا لان الله يقول يلق اناما الآية واليمين الغموس الفاجرة لان الله يقول ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم الآية والغلول لان الله يقول ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ومنع الزكاة المفروضة لان الله يقول فكوى بها جباههم الآية وشهادة الزور وكتمان الشهادة لان الله يقول ومن يكتمها فانه آثم قلبه وشرب الخمر لان الله عدل بها الاوثان وترك الصلاة متعمدا لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك الصلاة متعمدا فقد برئ من ذمة الله ورسوله ونقض العهد وقطيعة الرحم لان الله يقول لهم اللعنة ولهم سوء الدار * وأخرج عبد بن حميد والبزار وابن جرير والطبراني عن ابن مسعود انه سئل عن الكبائر قال ما بين أول سورة النساء إلى رأس ثلاثين آية منها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود قال الكبائر من أول سورة النساء إلى قوله ان تجتنبوا كبائر ماتنهو عنه * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود انه سئل عن الكبائر فقال افتتحوا سورة النساء فكل شئ نهى الله عنه حتى تاتوا ثلاثين آية فهو كبير ثم قرأ مصداق ذلك ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه الآية * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس انه قرأ من النساء حتى بلغ ثلاثين آية منها ثم قرأ ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه مما في أول السورة إلى حيث بلغ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابراهيم قال كانوا يرون ان الكبائر فيما بين أول هذه السورة سورة النساء إلى هذا الموضع ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه * وأخرج ابن جرير عن ابن سيرين قال سألت عبيدة عن الكبائر فقال الاشراك بالله وقتل النفس التى حرم الله بغير حقها وفرار يوم الزحف وأكل مال اليتيم بغير حقه وأكل الربا والبهتان ويقولون اعرابية بعد الهجرة قيل لابن سيرين فالسحر قال ان البهتان يجمع شراكبيرا * وأخرج ابن أبى حاتم عن مغيرة قال كان يقال شتم أبى بكر وعمر رضى الله عنهما من الكبائر * وأخرج ابن أبى الدنيا في التوبة والبيهقي في الشعب عن الاوزاعي قال كان يقال من الكبائر ان يعمل الرجل الذنب فيحتقره * وأخرج البيهقى في الشعب عن ابن عباس قال لا كبيرة بكبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة بصغيرة مع الاصرار * * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس انه قرأ تكفر بالتاء ونصب الفاء * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه تكفر عنكم سيأتكم قال انما وعد الله المغفرة لمن اجتنب الكبائر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله نكفر عنكم سيأتكم قال الصغار وندخلكم مدخلا كريما قال الكريم هو الحسن في الجنة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة انه كان يقول المدخل
[ 149 ]
الكريم هو الجنة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس انه قرأ مدخلا بضم الميم * قوله تعالى (ولا تتمنوا) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والترمذي والحاكم وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم من طريق مجاهد عن أم سلمة انها قالت يا رسول الله تغزو الرجال ولا تغزو ولا نقاتل فنستشهد وانما لنا نصف الميراث فانزل الله ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض وأنزل فيها ان المسلمين والمسلمات * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أتت أمرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبى الله للذكر مثل حظ الانثيين وشهادة أمرأتين برجل أفنحن في العمل هكذا ان عملت امرأة حسنة كتبت لها نصف حسنة فانزل الله ولا تتمنوا فانه عدل منى وأنا صعته * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن عكرمة قال ان النساء سألن الجهاد فقلن وددن ان الله جعل لنا الغزو فنصيب من الاجر ما يصيب الرجال فانزل الله ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض * وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن مجاهد وعكرمة في الآية قالا نزلت في أم سلمة بنت أبى أمية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى ان الرجال قالوا نريد ان يكون لنا من الاجر الضعف على أجر النساء كمالنا في السهام سهمان فنريد ان يكون لنا في الاجر أجران وقالت النساء نريد أن يكون لنا أجر مثل أجر الرجال الشهداء فانا لا نستطيع ان نقاتل ولو كتب علينا القتال لقاتلنا فانزل الله الآية وقال لهم سلوا الله من فضلة يرزقكم الاعمال وهو خير لكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض يقول لا يتمنى الرجل فيقول ليت لى مال فلان وأهله فنهى الله سبحانه عن ذلك ولكن ليسأل الله من فضله للرجال نصيب مما اكتسبوا يعنى مما ترك الوالدان والاقربون للذكر مثل حظ الانثيين * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال لا تمن مال فلان ولا مال فلان وما يدريك لعل هلاكه في ذلك المال * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال كان أهل الجاهلية لا يورثون المرأة شيأ ولا الصبى شيأ وانما يجعلون الميراث لمن يحترف وينفع ويدفع فلما لحق للمرأة نصيبها وللصبى نصيبه وجعل للذكر مثل حظ الانثيين قالت النساء لو كان جعل أنصباءنا في الميراث كانصباء الرجال وقال الرجال انا لنرجوان نفضل على النساء بحسنات في الآخرة كما فضلنا عليهن في الميراث فانزل الله للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن يقول المرأة تجزى بحسنتها عشر أمثالها كما يجزى الرجل * وأخرج ابن جرير عن أبى حريز قال لما نزل للذكر مثل حظ الانثيين قالت النساء كذلك عليهم نصيبا من الذنوب كمالهم نصيبان من الميراث فانزل الله للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن يعنى الذنوب * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل للرجال نصيب مما اكتسبوا قال من الاثم وللنساء نصيب مما اكتسبن قال من الاثم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن سيرين انه كان إذا سمع الرجل يتمنى في الدنيا قال قد نهاكم الله عن هذا ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ودلكم على خير منه وسلوا الله من فضله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد واسئلوا الله من فضله قال ليس بعرض الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير واسئلوا الله من فضله قال العبادة ليس من أمر الدنيا * وأخرج الترمذي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوا الله من فضله فان الله يحب ان يسأل * وأخرج ابن جرير من طريق حكيم بن جبير عن رجل لم يسمه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوا الله من فضله فان الله يحب ان يسأل وان من أفضل العبادة انتظار الفرج * وأخرج أحمد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سال رجل مسلم الله الجنة ثلاثا الا قالت الجنة اللهم أدخله ولا استجار رجل مسلم من النار ثلاثا الا قالت النار اللهم أجره * قوله تعالى (ولكل جعلنا موالى) * أخرج البخاري وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس والحاكم والبيهقي في سننه عن ابن عباس ولكل جعلنا موالى قال ورثة والذين عافدت ايمانكم قال كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر الانصاري دون ذوى رحمه للاخوة التى آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم فلما نزلت ولكل جعلنا موالى نسخت ثم قال والذين عاقدت ايمانكم فآتوهم نصيبهم من النصر والرفادة والنصيحة وقد ذهب الميراث ويوصى له * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس في
[ 150 ]
ناسخه وابن مردويه عن ابن عباس ولكل جعلنا موالى قال عصبة والذين عاقدت ايمانكم قال كان الرجل يعاقد الرجل أيهما مات ورثه الآخر فانزل الله وألوا الارحام بعضهم أولى ببعض من المؤمنين والمهاجرين الا ان تفعلوا إلى أوليائكم معروفا يقول الا ان يوصوا إلى أولياءهم الذين عاقدوا وصية فهو لهم جائز من ثلث مال الميت وهو المعروف * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ولكن جعلنا موالى قال الموالى العصبة هم كانوا في الجاهلية الموالى فلما دخلت العجم على العرب لم يجدوا لهم اسما فقال الله فان لم تعلموا أباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم فسموا الموالى * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله والذين عاقدت ايمانكم قال كان الرجل قبل الاسلام يعاقد الرجل يقول ترثني وأرثك وكان الاحياء يتحالفون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل حلف كان في الجاهلية أو عقد أدركه الاسلام فلا يزيده الاسلام الاشدة ولا عقد ولا حلف في الاسلام نسختها هذه الآية وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد ابن جبير قال كان الرجل يعاقد الرجل فيرث كل واحد منهما صاحبه وكان أبو بكر عاقد رجلا فورثه * وأخرج أبو داود وابن جرير وابن مردويه عن عكرمة عن ابن عباس في قوله والذين عاقدت ايمانكم قال كان الرجل يحالف الرجل ليس بينهما نسب فيرث أحدهما الآخر فنسخ ذلك في الانفال فقال وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في الآية قال كان الرجل يعاقد الرجل في الجاهلية فيقول دمى دمك وهدمى هدمك وترثني وارثك وتطلب بى وأطلب بك فجعل له السدس من جميع المال في الاسلام ثم يقسم أهل الميراث ميراثهم فنسخ ذلك بعد في سورة الانفال فقال وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض فقذف ما كان من عهد يتوارث به وصارت المواريث لذوى الارحام * وأخرج ابن جرر من طريق العوفى عن ابن عباس في الآية قال كان الرجل في الجاهلية قد كان يحلق به الرجل فيكون تابعه فإذا مات الرجل صار لاهله وأقاربه الميراث وبقى تابعا ليس له شئ فانزل الله والذين عاقدت ايمانكم فآتوهم نصيبهم فكان يعطى من ميراثه فانزل الله بعد ذلك وأولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ولذين عاقدت ايمانكم الذين عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتوهم نصيبهم إذا لم يات رحم يحول بينهم قال وهو لا يكون اليوم انما كان نفر آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم وانقطع ذلك وهذا لا يكون لاحد الا للنبى صلى الله عليه وسلم كان آخى بين المهاجرين والانصار واليوم لا يؤاخى بين أحد * وأخرج ابن جرير والنحاس عن سعيد بن المسيب قال انما أنزلت هذه الآية في الحلفاء والذين كانوا يتبنون رجالا غير أبنائهم ويورثونهم فانزل الله فيهم فجعل لهم نصيبا في الوصية ورد الميراث إلى الموالى في ذى الرحم والعصبة * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير والنحاس عن مجاهد ولكل جعلنا موالى قال العصبة والذين عاقدت ايمانكم قال الحلفاء فآتوهم نصيبهم قال من العقل والنصر والرفادة * وأخرج أبو داود وابن أبى حاتم عن داود بن الحصين قال كنت أقرأ على أم سعد ابنة الربيع وكانت يتيمة في حجر أبى بكر فقرأت عليها والذين عاقدت ايمانكم فقالت لا ولكن والذين عقدت ايمانكم انما نزلت في أبى بكر وابنه عبد الرحمن حين أبى ان يسلم فحلف أبو بكر ان لا يورثه فلما أسلم أمره الله ان يورثه نصيبه * وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد انه كان يقرأ عاقدت ايمانكم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ والذين عقدت خفيفة بغير ألف * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى مالك قال كان الرجل في الجاهلية ياتي القوم فيعقدون له انه رجل منهم ان كان ضرا أو نفعا أو دما فانه فيهم مثلهم ويأخذون له من أنفسهم مثل الذى ياخذون منه فكانوا إذا كان قتال قالوا يا فلان أنت منا فانصرنا وان كانت منفعة قالوا أعطنا أنت منا ولم ينصروه كنصرة بعضهم بعضا ان استنصر وان نزل به أمر أعطاه بعضهم ومنعه بعضهم ولم يعطوه مثل الذين ياخذون منه فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه وتحرجوا من ذلك وقالوا قد عاقدناهم في الجاهلية فانزل الله والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم قال أعطوهم مثل الذين تأخذون منهم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم من وجه آخر عن أبى مالك والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم قال هو حليف القوم يقول أشهدوه أمركم ومشورتكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
[ 151 ]
عن ابن عمر وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعد الفتح فوا بحلف الجاهلية فانه لا يزيده الاسلام الاشدة ولا تحدثوا حلفا في الاسلام * وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم وابن جرير والنحاس عن جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حلف في الاسلام وأيما حلف كان في الجاهلية فلم يزده الاسلام الاشدة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحلف في الاسلام وتمسكوا بحلف الجاهلية * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رفعه كل حلف كان في الجاهلية لم يزده الاسلام الاحدة وشدة * قوله تعالى (الرجال قوامون) الآية * أخرج ابن أبى حاتم من طريق أشعث بن عبد الملك عن الحسن قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستعدى على زوجها أنه لطمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم القصاص فانزل الله الرجال قوامون على النساء الآية فرجعت بغير قصاص * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق قتادة عن الحسن أن رجلا لطم امرأته فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فارادان يقصها منه فنزلت الرجال قوامون على النساء فدعاه فتلاها عليه وقال أردت أمرا وأراد الله غيره * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق جرير بن حازم عن الحسن أن رجلا من الانصار لطم امرأته فجاءت تلتمس القصاص فجعل النبي صلى الله عليه وسلم بينهما القصاص فنزلت ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيه فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن الرجال قوامون على النساء إلى آخر الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أردنا أمرا وأراد الله غيره * وأخرج ابن مردويه عن على قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من الانصار بامرأة له فقالت يارسول الله ان زوجها فلان بن فلان الانصاري وانه ضربها فاثر في وجهها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لس له ذلك فانزل الله الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض أي قوامون على النساء في الادب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أردت أمرا وأراد الله غيره * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال لطم رجل امرأته فاراد النبي صلى الله عليه وسلم القصاص فبينماهم كذلك نزلت الآية * وأخرج ابن جرير عن السدى نحوه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله الرجال قوامون على النساء قال بالتاديب والتعليم وبما أنفقوا من أموالهم قال بالمهر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الزهري قال لا تقص المرأة من زوجها الا في النفس * وأخرج ابن المنذر عن سفيان قال نحن نقص منه الا في الادب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس الرجال قوامون على النساء يعنى أمراء عليهن ان تطيعه فيما امرها الله به من طاعته وطاعته ان تكون محسنة إلى اهله حافظة لما له بما فضل الله وفضل عليها بنفقته وسعيه فالصالحات قانتات قال مطيعات حافظات للغيب يعنى إذا كن كذا فاحسنوا اليهن * واخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية قال الرجل قائم على المرأة يامرها بطاعة الله فان ابت فله ان يضربها ضربا غير مبرح وله عليها الفضل بنفقته وسعيه * واخرج عن السدى الرجال قوامون على النساء ياخذون على ايديهن ويؤدبوهن * واخرج عن سفيان بما فضل الله بعضهم على بعض قال بتفضيل الله الرجال على النساء وبما انفقوا من اموالهم بما ساقوا من المهر * واخرج ابن أبى حاتم عن الشعبى وبما انفقوا من اموالهم قال الصداق الذى اعطاها ألا ترى أنه لو قذفها الاعنها ولو قذفته جلدت * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة فالصالحات قانتات أي مطيعات الله ولا زواجهن حافظات للغيب قال حافظات لما استودعهن الله من حقه وحافظات لغيب أزواجهن * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد حافظات للغيب للازواج * وأخرج ابن جرير عن السدى حافظات للغيب بما حفط الله يقول تحفظ على زوجها ماله وفرجها حتى يرجع كما أمرها الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال حافظات لازواجهن في أنفسهن بما استحفظهن الله * وأخرج عن مقاتل قال حافظات لفروجهن لغيب أزواجهن حافظات بحفظ الله لا يخن أزواجهن بالغيب * وأخرج ابن جرير عن عطاء قال حافظات للازواج بما حفظ الله يقول حفظهن الله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد حافظات للغيب قال يحفظن عن أزواجهن ما غابوا عنهن من شانهن بما حفظ الله قال بحفظ الله اياها ان جعلها كذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم والبيهقي في سننه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير النساء التى إذا نظرت إليها سرتك وإذا امرتها أطاعتك وإذا غبت عنها
[ 152 ]
حفظنك في مالك ونفسها ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال قوامون على النساء إلى قوله قانتات حافظات للغيب * وأخرج ابن جرير عن طلحة بن مصرف قال في قراءة عبد الله فالصحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله فاصلحوا اليهن واللاتي تخافون * وأخرج عن السدى فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله فاحسنوا اليهن * وأخرج ابن أبى شيبة عن يحيى بن جعدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير فائدة أفادها المسلم بعد الاسلام امرأة جميلة تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذ اأمرها وتحفظه إذا غاب في ماله ونفسها * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمر قال استفاد رجل بعد ايمان بالله خيرا من أمرأة حسنة الخلق ودود ولود وما استفاد رجل بعد الكفر بالله شر من امرأة سيئته الخلق حديدة اللسان * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الرحمن بن ابزى قال مثل المرأة الصالحة عند الرجل الصالح مثل التاج المخوص بالذهب على رأس الملك ومثل المرأة السوء عند الرجل الصالح مثل الحمل الثقيل على الرجل الكبير * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن عمرو قال ألا أخبركم بالثلاث الفواقر قيل وما هن قال امام جائر ان أحسنت لم يشكر وان أسات لم يغفر وجار سوء ان رأى حسنة غطاها وان رأى سيئة أفشاها وامرأة السوء ان شهدتها غاظتك وان غبت عنها خانتك * وأخرج الحاكم عن سعدان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من السعادة المرأة تراها فتعجبك وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك والدابة تكون وطيئة فتلحقك باصحابك والدار تكون واسعة كثيرة المرافق وثلاث من الشقاء المرأة تراها فتسوءك وتحمل لسانها عليك وان غبت لم تأمنها على نفسها ومالك والدابة تكون قطوفا فان ضربتها أتعبتك وان تركتها لم تلحقك باصحابك والدار تكون ضيقة قليلة المرافق * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة والحاكم والبيهقي من طريق حصين بن محصن قال حدثتني عمتى قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الحاجة فقال أي هذه أذات بعل أنت قلت نعم قال كيف أنت له قالت ما آلوه الا ما عجزت عنه قال انظري أين أنت منه فانما هو جنتك ونارك * وأخرج البزار والحاكم والبيهقي في سننه عن أبى هريرة قال جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله اخبرني ما حق الزوج على الزوجه قال من حق الزوج على الزوجة ان لوسال منخراه دما وقيحا وصيدا فلحسته بلسانها ما أدت حقه ولو كان ينبغى لبشران يسجد لبشر لامرت المرأة أن تسجد لزوجها إذا دخل عليها لما فضله الله عليها * وأخرج الحاكم والبيهقي عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة تؤمن بالله أن تأذن في بيت زوجها وهو كاره ولا تخرج وهو كاره ولا تطيع فيه أحدا ولا تخشن بصدره ولا تعتزل فراشه ولا تضربه فان كان هو أظلم فلتاته حتى ترضيه فان قبل منها فيها ونعمت وقبل الله عذرها وان هو لم يرض فقد أبلغت عند الله عذرها * وأخرج البزار والحاكم وصححه عن ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهى لا تستغنى عنه * وأخرج أحمد عن عبد الرحمن بن شبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الفساق أهل النار قيل يا رسول الله ومن الفساق قال النساء قال رجل يا رسول الله أو لسن أمهاتنا واخواتنا وأزواجنا قال بلى ولكنهن إذا أعطين لم يشكرن وإذا ابتلين لم يصبرن * وأخرج البخاري ومسلم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصوم المرأة وبعلها شاهد الا باذنه ولا تأذن في بيته وهو شاهد الا باذنه * وأخرج عبد الرزاق والبزار والطبراني عن ابن عباس قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله أنا وافدة النساء اليك هذا الجهاد كتبه الله على الرجال فان يصيبوا أجروا وان قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون ونحن معشر النساء نقوم عليهم فمالنا من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ابلغى من لقيت من النساء ان طاعة الزوج واعترافها بحقه تعدل ذلك وقليل منكن من يفعله * وأخرج البزار عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت الجنة * وأخرج ابن أبى شيبة والبزار عن ابن عباس ان امرأة من خثعم أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله اخبرني ما حق الزوج على الزوجة فانى امرأة أيم فان استطعت والاجلست أيما قال فان حق الزوج على زوجته ان سالها نفسها وهى على ظهر بعير ان لا تمنعه نفسها ومن حق الزوج على زوجته ان لا تصوم تطوعا الا باذنه فان فعلت جاعت وعطشت ولا يقبل منها ولا تخرج من بيتها الا باذنه فان فعلت لعنتها ملائكة السماء
[ 153 ]
وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع * وأخرج البزار والطبراني في الاوسط عن عائشة قالت سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أعظم حقا على المرأة قال زوجها قلت فاى الناس أعظم حقا على الرجل قال أمه * وأخرج البزار عن على عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا معشر النساء اتقين الله والتمسن مرضاة أزواجكن فان المرأة لو تعلم ما حق زوجها لم تزل قائمة ما حضر غداؤه وعشاؤه * وأخرج البزار عن معاذ بن حبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تعلم المرأة حق الزوج ما قعدت ما حضر غداؤه وعشاؤه حتى يفرغ * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت آمرا بشرا يسجد لبشر لامرت المرأة ان تسجد لزوجها * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا اتصعد لهم حسنة العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه والمرأة لساخط عليها زوجها والسكران حتى يصحو * وأخرج البيهقى عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اخبركم برجالكم من اهل الجنة النبي في الجنة والصديق في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة ورجل زار اخاه في ناحية المصر يزوره في الله في الجنة ونساؤكم من أهل الجنة الودود العدود على زوجها التى إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يده ثم تقول لاأذوق غمضا حتى ترضى * وأخرج البيهقى عن زيد بن ثابت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنته انى أبغض ان تكون المرأة تشكو زوجها * وأخرج البيهقى عن الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لامرأة عثمان أي بنية انه لا امرأة لرجل لم تات ما يهوى وذمته في وجهه وان أمرها ان تنقل من جبل أسود إلى جبل أحمر أو من جبل أحمر إلى جبل أسود فاستصلحى زوجك * وأخرج البيهقى عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال النساء على ثلاث أصناف صنف كالوعاء تحمل وتضع وصنف كالبعير الجرب وصنف ودود ولود تعين زوجها على ايمانه خير له من الكنز * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي عن عمر بن الخطاب قال النساء ثلاث امرأة عفيفة مسلمة هينة لينة ودود ولود تعين أهلها على الدهر ولا تعين الدهر على أهلها وقليل ما تجدها وامرأة وعاء لم تزد على ان تلد الولد وثالثة غل قمل يجعلها الله في عنق من يشاء وإذا أراد ان ينزعه نزعه * وأخرج البيهقى عن اسماء بنت يزيد الانصارية انها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت بابى أنت وأمى انى وافدة النساء اليك واعلم نفسي لك الفداء انه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا الاوهى على مثل رأيى ان الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء فآمنا بك وبالهك الذى أرسلك وانا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم وانكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله وان الرجل منكم إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مرابطا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابكم وربينا لكم أموالكم فما نشارككم في الاجر يا رسول الله فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه فقالوا يا رسول الله ما ظننا ان امرأة تهتدى إلى مثل هذا فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها ثم قال لها انصرفى أيتها المرأة واعلمي من خلفك من النساء ان حسن تبعل احداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله فادبرت المرأة وهى تهلل وتكبر استبشارا * وأخرج البيهقى عن أنس قال جئن النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل بالجهاد في سبيل الله أفما لنا عمل ندرك به عمل المجاهدين في سبيل الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهنة احداكن في بيتها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم وصححه والبيهقي عن أم سملة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما امرأة باتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة * وأخرج أحمد عن أسماء بنت يزيد قالت مربنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في نسوة فسلم علينا فقال اياكن وكفران المنعمين قلنا يا رسول الله وما كفران المنعمين قال لعل احداكن تطول أيمتها بين أبويها وتعنس فيرزقها الله زوجا ويرزقها منه مالا وولدا فتغضب الغضبة فتقول ما رأيت منه خيرا قط * وأخرج البيهقى بسند منقطع عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أف للحمام حجاب لا يستر وماء لا يطهر لا يحل لرجل يدخله الا بمنديل مر المسلمين لا يفتنون نساءهم
[ 154 ]
الرجال قوامون على النساء علموهن ومروهن بالتسبيح * وأخرج أحمد وابن ماجه والبيهقي عن أبى امامة قال جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ابن لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حاملات والدات رحيمات لولا ما ياتين إلى أزواجهن لدخل مصلياتهن الجنة * وأخرج البيهقى عن ابن عباس قال قالت امرأة يا رسول الله ما جزاء غزوه المرأة قال طاعة الزوج واعتراف بحقه * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول والنسائي والبيهقي عن أبى هريرة قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي النساء خير قال التى تسر إذا نظر ولا تعصيه إذا أمر ولا تخالفه بما يكره في نفسها وماله * وأخرج الحاكم وصححه عن معاذانه أتى الشام فرأى النصارى يسجدون لاساقفتهم ورهبانهم ورأى اليهود يسجدون لاحبارهم وربانيهم فقال لاى شئ تفعلون هذا قالوا هذا تحية الانبياء قلت فنحن أحق ان نصنع بنبينا فقال نبى الله صلى الله عليه وسلم انهم كذبوا على أنبيائهم كما حرفوا كتابهم لو أمرت أحد ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ولا تجد امرأة حلاوة الايمان حتى تؤدى حق زوجها ولو سألها نفسها وهى على ظهر قتب * وأخرج الحاكم وصححه عن بريدة ان رجلا قال يا رسول الله علمني شيأ أزداد به يقينا فقال أدع تلك الشجرة فدعا بها فجاءت حتى سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لها ارجعي فرجعت قال ثم أذن له فقبل رأسه ورجليه وقال لو كنت آمرا أحدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها * وأخرج الحاكم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنان لاتجاوز صلاتهما رؤسهما عبد آبق من مواليه حتى يرجع وامرأة عصت زوجها حتى ترجع * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والترمذي وحسنه عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم العبد الآبق حتى يرجع وامرأة باتت وزجها عنها ساخط وامام قوم وهم له كارهون * وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل انه قدم اليمن فسألته امرأة ما حق المرء على زوجته فانى تركته في البيت شيخا كبيرا فقال والذى نفس معاذ بن جبل بيده لو انك ترجعين إذا رجعت إليه فوجدت الجذام قد خرق لحمه وخرق منخريه فوجدت منخريه يسيلان قيحا ودما ثم ألقمتيهما فاك لكيما تبلغي حقه ما بلغت ذاك أبدا * وأخرج أحمد عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يصلح لبشران يسجد لبشر ولو صلح ان يسجد بشر لبشر لامرت المرأة ان تسجد لزوجها من عظم حقه عليها والذى نفسي بيده لو ان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم أقبلت تلحسه ما أدت حقه * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن أنس ان رجلا انطلق غازيا وأوصى امرأته لاننزل من فوق البيت فكان والدها في أسفل البيت فاشتكى أبوها فارسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تخبره وتستأمره فارسل إليها اتقى الله وأطيعي زوجك ثم ان والدها توفى فارسلت إليه تستأمره فارسل إليها مثل ذلك وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى عليه فارسل إليها ان الله غفر لابيك بطواعيتك لزوجك * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمرو بن الحارث بن المصطلق قال كان يقال أشد الناس عذابا اثنان امرأة تعصى زوجها وامام قوم وهم له كارهون * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى سعيد الخدرى ان رجلا أتى بابنته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان ابنتى هذه أبت ان تتزوج فقال لها أطيعي أباك فقالت لا حتى تخبرني ماحق الزوج على زوجته فقال حق الزوج على زوجته ان لو كان به قرحة فلحستها أو ابتدر منخراه صديدا ودما ثم لحسته ما أدت حقه فقالت والذين بعثك بالحق لا أتزوج أبدا فقال لا تنكحوهن الا باذنهن * وأخرج ابن أبى شيبة عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغى لشئ ان يسجد لشئ ولو كان ذلك لكان النساء يسجدون لازواجهن * وأخرج ابن أبى شيبة وابن ماجه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت آمر أحدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة تسجد لزوجها ولو ان رجلا أمر امرأته ان تنتقل من جبل أحمر إلى جبل أسود أو من جبل أسود إلى جبل أحمر كان نولها ان تفعل * وأخرج ابن أبى شيبة عن عائشة قالت يا معشر النساء لو تعلمن حق أزواجكن عليكن لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن وجهه بحر وجهها * وأخرج ابن ابى شيبة عن ابراهيم قال كانوا يقولون لوان امرأة مصت أنف زوجها من الجذام حتى تموت ما أدت حقه * قوله تعالى (واللاتي تخافون نشوزهن) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن
[ 155 ]
عباس واللاتي تخافون نشوزهن قال تلك المرأة تنشز وتستخف بحق زوجها ولا تطيع أمره فأمره الله ان يعظها ويذكرها بالله ويعظم حقه عليها فان قبلت والاهجرها في المضجع ولا يكلمها من غير ان يذر نكاحها وذلك عليها شديد فان رجعت والاضربها ضربا غير مبرح ولا يكسر لها عظما ولا يجرح بها جرحا فان أطعنكم فلاتبغوا عليهن سبيلا يقول إذا أطاعتك فلا تتجن عليها العلل * وأخرج ابن جرير عن السدى نشوزهن قال بغضهن * وأخرج عن ابن زيد قال النشوز معصية وخلافة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن قال إذا نشزت المرأة عن فراش زوجها يقول لها اتقى الله وارجعي إلى فراشك فان أطاعته فلا سبيل له عليها * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد واللاتي تخافون نشوزهن قال العصيان فعظوهن قال باللسان واهجروهن في المضاجع قال لا يكلمها واضربوهن ضربا غير مبرح فان أطعنكم قال ان جاءت إلى الفراش فلا تبغوا عليهن سبيل قال لا تلمها ببغضها اياك فان البغض أنا جعلته في قلبها * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس فعظوهن قال باللسان * وأخرج البيهقى عن لقيط بن صبرة قال قلت يا رسول الله ان لى امرأة في لسانها شئ يعنى البذاء قال طلقها قلت ان لى منها ولدا ولها صحبة قال فمرها يقول عظها فان يك فيها خير فستقبل ولا تضربن ظعينتك ضربك أمتك * وأخرج أحمد وأبو داود البيهقى عن أبى حرة الرقاشى عن عمه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فان خفتم نشوزهن فاهجروهن في المضاجع قال حماد يعنى النكاح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس واهجروهن في المضاجع قال لا يحامعها * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس واهجروهن في المضاجع يعنى بالهجران ان يكون الرجل وامرأته على فراش واحد لا يجامعها * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد واهجروهن في المضاجع قال لا يقربها * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس واهجروهن في المضاجع قال لا تضاجعها في فراشك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير من طريق أبى صالح عن ابن عباس واهجروهن في المضاجع قال يهجر ها بلسانه ويغلظ لها بالقول ولا يدع جماعها * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن جرير عن عكرمة واهجروهن في المضاجع قال الكلام والحديث وليس بالجماع * وأخرج ابن جرير عن السدى قال يرقد عندها ويوليها ظهره ويطؤها ولا يكلمها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن طريق أبى الضحى عن ابن عباس واهجروهن في المضاجع وضربوهن قال يفعل بها ذاك ويضربها حتى تطيعه في المضاجع فان أطاعته في المضجع فليس له عليها سببل إذا ضاجعته * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال الهجران حتى تضاجعه فإذا فعلت فلا يكلفها ان تحبه وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن في قوله واضربوهن قال ضربا غير مبرح * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضربوهن إذا عصينكم في المعروف ضربا غير مبرح * وأخرج ابن جرير عن حجاج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تهجروا النساء الا في المضاجع واضربوهن إذا عصينكم في المعروف ضربا غير مبرح يقول غير مؤثر * وأخرج ابن جرير عن عطاء قال قلت لابن عباس ما الضرب غير المبرح قال بالسواك ونحوه * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن المنذر والحاكم والبيهقي عن اياس بن عبد الله بن أبى ذئاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تضربوا اماء الله فقال عمر ذئر النساء على أزواجهن فرخص في ضربهن فاطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكين أزواجهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس أولئك خياركم * وأخرج ابن سعد والبيهقي عن أم كلثوم بنت أبى بكر قالت كان الرجال نهوا عن ضرب النساء ثم شكوهن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلى بينهم وبين ضربهن ثم قال ولن يضرب خياركم * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمدى والنسائي عن عبد الله بن زمعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضرب أحدكم امرأته كما يضرب العبد ثم يجامعها في آخر اليوم * وأخرج عبد الرزاق عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أما يستحى أحدكم ان يضرب امرأته كما يضرب العبد يضربها أول النهار ثم يضاجعها آخره * وأخرج الترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه عن عمرو بن الاحوص انه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه
[ 156 ]
وذكر ووعظ ثم قال أي يوم أحرم أي يوم أحرم أي يوم أحرم فقال الناس يوم الحج الاكبر يا رسول الله قال فان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا لا يجنى جان الاعلى نفسه ألاولايجنى والد على ولده ولاولد على والده الا ان المسلم أخو المسلم فليس يحل لمسلم من أخيه شئ الا ما أحل من نفسه ألا وان كل ربا في الا جاهلية موضوع لكم رؤس أموالكم لا تظلمون ولا تضلمون غير ربا العباس بن عبد المطلب فانه موضوع كله وان كل دم في الجاهلية موضوع وأول دم أضع من دم الجاهلية دم الحارث بن عبد المطلب كان مسترضعا في بنى ليث فقتلته هذيل الا واستوصوا بالنساء خيرا فانما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيأ غير ذالك الا ان ياتين بفاحشة مبينة فان فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا الاوان لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فاما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون وان حقهن عليكم ان تحسنوا اليهن في كسوتهن وطعامهن * وأخرج البيهقى عن عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يسال الرجل فيم ضرب امرأته * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله فلا تبغوا عليهن سبيلا قال لا تلمها ببغضها اياك فان البغض انا جعلته في قلبها * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن سفيان فان أطعنكم قال ان أتت الفراش وهى تبغضه فلا تبغوا عليهن سبيلا لا يكلفها ان تحبه لان قلبها ليس في يديها * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فابت فبات غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح * وأخرج ابن أبى شيبة والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي عن ملق بن على سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا دعا الرجل امرأته لحاجته فلتجبه وان كانت على التنور * وأخرج ابن سعد عن طلق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنع امرأة زوجها ولو كانت على ضهر قتب * قوله تعالى (فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس وان خفتم شقاق بينهما هذا الرجل والمرأة إذا تفاسد الذى بينهما أمر الله ان يبعثوا رجلا صالحا من أهل الرجل ورجلا مثله من أهل المرأة فينظران أيهما المسئ فان كان الرجل هو المسئ حجبوا عنه امرأته وقصروه على النفقة وأن كانت المرأة هي المسيئة قصروها على زوجها ومنعوها النفقة فان اجتمع رأيهما على ان يفرقا أو يجمعا فامرهما جائز فان رأيا ان يجمعا فرضى أحد الزوجين وكره ذلك الآخر ثم مات احدهما فان الذى رضى يرث الذى كره ولا يرث الكاره الراضي ان يريد اصلاحا قال هما الحكمان يوفق الله بينهما وكذلك كل مصلح يوفقه الله للحق والصواب * وأخرج الشافعي في الام وعبد الرزاق في المصنف وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن النذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن عبيدة السلمانى في هذه الآية قال جاء ر جل وامرأة إلى على ومع كل واحد منهما فئام من الناس فامرهم على فبعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ثم قال للحكمين تدريان ما عليكما عليكما ان رأيتما ان تجمعا ان تجمعا وان رأيتما ان تفرقا ان تفرقا قالت المرأة رضيت بكتاب الله بما على فيه ولى وقال الرجل أما الفرقة فلا فقال على كذبت والله حتى تقر بمثل الذى أقرت به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير قال يعظها فان انتهت والاهجرها فان انتهت والاضربها فان انتهت والارفع أمرها إلى السلطان فيبعث حكما من أهله وحكما من أهلها فيقول الحكم الذى من أهلها تفعل بها كذا ويقول الحكم الذى من أهله تفعل به كذا فايهما كان الظالم رده السلطان وأخذ فوق يديه وان كانت ناشزا أمره ان يخلع وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في سننه عن عمرو بن مرة قال سألت سعيد بن جبير عن الحكمين اللذين في القرآن فقال يبعث حكما من أهله وحكما من أهلها يكلمون أحدهما ويعظونه فان رجع والاكلموا الآخر ووعظوه فان رجع والاحكما فما حكما من شئ فهو جائز وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال بعثت أنا ومعاوية حكمين فقيل لنا ان رأيتما ان تجمعا جمعتما وان رأيتما أن تفرقا فرقتما والذى بعثهما عثمان * وأخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن الحسن قال انما يبعث الحكمان ليصلحا ويشهدا على
[ 157 ]
الظالم بظلمه وأما الفرقة فليست بايد يهما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة نحوه وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس واللاتي تخافون نشوزهن قال هي المرأة التى تنشز على زوجها فلزوجها أن يخلعها حين يامر الحكمان بذلك وهو بعدما تقول لزوجها والله لا أبرلك قسما ولا أدبر في بيتك بغير أمرك ويقول السلطان لا نجيز لك خلعا حتى تقول المرأة لزوجها والله لاأغتسل لك من جنابة ولا أقيم لله صلاة فعند ذلك يجيز السلطان خلع المرأة * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظى قال كان على بن أبى طالب يبعث الحكمين حكما من أهله وحكما من أهلها فيقول الحكم من أهلها يا فلان ما تنقم من زوجتك فيقول أنقم منها كذا وكذا فيقول ارأيت ان نزعت عما تكره إلى ما تحب هل أنت متقى الله فيها ومعشرها بالذى يحق عليك في نفقتها وكسوتها فإذا قال نعم قال الحكم من أهله يا فلانة ما تنقمين من زوجك فتقول مثل ذلك فان قالت نعم جمع بينهما قال وقال على الحكمان بهما يحمع الله وبهما يفرق * وأخرج البيهقى عن على قال إذا حكم أحد الحكمين ولم يحكم الاخر فليس حكمه بشئ حتى يجتمعا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس ان يريد الصلاحا يوفق الله بينهما قال هما الحكمان * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ان يريدا اصلاحا قال أما انه ليس بالرجل والمرأة ولكنه الحكمان يوفق الله بينهما قال بين الحكمين * وأخرج ابن جرير عن الضحاك ان يريدا اصلاحا قال هما الحكمان إذا نصحا المرأة والرجل جميعا * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية في قوله ان الله كان عليما خبيرا قال بمكانهما * وأخرج البيهقى عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ان امرأة أتته فقالت ماحق الزوج على امرأته فقال لا تمنعه نفسها وان كانت على ظهرقتب ولا تعطى من بيته شيأ لا باذنه فان فعلت ذلك كان له الاجر وعليها الوزر ولا تصوم يوما تطوعا الا باذنه فان فعلت أثمت ولم تؤ جر ولا تخرج من بيته الا باذنه فان فعلت لعنتها الملائكة ملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى تتوب أو ترجع قيل فان كان ظالما قال وان كان ظالما * وأخرج الطبراني ولحاكم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في سننه عن عبد الله بن عباس قال لما اعتزلت الحرورية فكانوا في واد على حدتهم قلت لعلى يا أمير المؤ منين ابرد عن الصلاة لعلى آتى هؤ لاء القوم فاكلمهم فاتيتهم ولبست أحسن ما يكون من الحلل فقالوا مر حبابك يا ابن عباس فما هذه الحلية قال ما تعيبون على لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الحلل ونزل قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق قالوا فما جاء بك قلت أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه وأول من آمن به وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معه قالوا نقم عليه ثلاثا قلت ماهن قالوا أولهن انه حكم لرجل في دين الله وقد قال الله تعالى ان الحكم لالله قلت وما ذا قالوا وقاتل ولم يسب ولم يغنم لئن كانوا كفارا لقد حلت له أموالهم ولئن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم قلت وما ذا قالوا ومحا اسمه من أمير المؤمنين فان لم بكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين قلت أرأيتم ان قرأت عليكم من كتاب الله المحكم وحدثتكم من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم مالا تشكون أترجعون قالوا نعم قلت اما قولكم انه حكم الرجال في دين الله فان الله تعالى يقول يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم إلى قوله يحكم به ذوا عدل منكم وقال في المرأة وزوجها وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها أنشدكم الله أفحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم وصلاح ذات بينهم أحق أم في أرنب فيها ربع درهم قالوا اللهم في حقن دمائهم وصلاح ذات بينهم قال أخرجت من هذه قالوا اللهم نعم واما قولكم انه قاتل ولم يسب ولم يغنم أتسبون أمكم أم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها فقد كفرتم وان زعمتم أنها ليست بامكم فقد كفرتم وخرجتم من الاسلام ان الله تعالى يقول النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأنتم تترددون بين ضلالتين فاختاروا أيتهما شئتم أخرجت من هذه قالوا اللهم نعم وأما قولكم محا اسمه من أمير المؤمنين فان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قريشا يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتابا فقال اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقالوا والله لو كنا نعلم انك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال والله انى لرسول الله وان كذبتموني اكتب يا على محمد بن عبد الله
[ 158 ]
ورسول الله كان أفضل من على أخرجت من هذه قالوا اللهم نعم فرجع منهم عشرون ألفا وبقى منهم أربعة آلاف فقتلوا * قوله تعالى (واليتامى والمساكين) * أخرج أحمد والبخاري عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى * وأخرج أحمد عن أبى أمامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مسح رأس يتيم لم يمسحه الا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى * وأخرج ابن سعد وأحمد عن عمرو بن مالك القشيرى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أعتق رقبة مسلمة فهى فداؤه من النار مكان كل عظم من عظام محرره بعظم من عظامه ومن أدرك أحد والديه ثم لم يغفر له فابعده الله ومن ضم يتيما من أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله وجبت له الجنة * وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن إلى يتيم أو يتيمة كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وقرن بين أصبعيه * وأخرج الحكيم الترمذي عن أم سعد بنت مرة الفهرية عن أبيها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنا وكافل اليتيم له أو لغيره إذا اتقى الله في الجنة كهاتين أو كهذه من هذه * قوله تعالى (والجارذى القربى) الآية أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن ابن عباس في قوله والجارذى القربى يعنى الذى بينك وبينه قرابة والجار الجنب يعنى الذى ليس بينك وبينه قرابة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن نوف الشامي في قوله والجارذى القربى قال المسلم والجار الجنب قال اليهودي والنصراني * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن ابى شريح الخزاعى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره * وأخرج ابن أبى شيبة واحمد والبخاري ومسلم عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه * وأخرج البخاري في الادب عن ابن عمر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة يقول يا رب هذا أغلق بابه دوني فمنع معروفه * وأخرج البخاري ومسلم عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من لا يامن جاره بوائقه * وأخرج البخاري في الادب والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبى هريرة قال قيل للنبى صلى الله عليه وسلم ان فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق وتؤذى جيرانها بلسانها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاخير فيها هي من أهل النار قالوا وفلانة تصلى المكتوبة وتصوم رمضان وتصدق باثوار ولا تؤذى أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي من أهل الجنة * وأخرج البخاري في الادب والحاكم وصححه عن عائشة قالت قلت يا رسول الله ان لى جارين فالى أيهما اهدى قال إلى أقربهما منك بابا * وأخرج البخاري في الادب عن ابى هريرة قال لا يبدأ بجاره الاقصى قبل الادنى ولكن يبدأ بالادنى قبل الاقصى * وأخرج البخاري في الادب عن الحسن انه سئل عن الجار فقال اربعين دارا امامه وأربعين خلفه وأربعين عن يمينه وأربعين عن يساره * وأخرج البخاري في الادب والحاكم وصححه والبيهقي عن ابى هريرة قال قال رجل يا رسول الله ان لى جارا يؤذيني فقال انطلق فاخرج متاعك إلى الطريق فانطلق فاخرج متاعه فاجتمع الناس عليه فقالوا ما شأنك قال لى جار يؤذيني فذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال انطلق فاخرج متاعك إلى الطريق فجعلوا يقولون اللهم العنه اللهم أخزه فبلغه فاتاه فقال ارجع إلى منزلك فوالله لا أوذيك أبدا * وأخرج البخاري في الادب والبيهقي عن أبى حجيفة قال شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم جاره فقال احمل متاعك فضعه على الطريق فمن مربه يلعنه فجعل كل من يمر به يلعنه فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما لقيت من لعنة الناس فقال ان لعنة الله فوق لعنتهم وقال الذى شكا كفيت أو نحوه * وأخرج البخاري في الادب عن ثوبان قال ما من جار يظلم جاره ويقهر حتى يحمله ذلك على أن يخرج من منزله الا هلك * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا وما ذاك يا رسول الله قال جار لا يامن جاره بوائقه قالوا فما بوائقه قال شره * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس بمؤمن من لا يامن جاره غوائله * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن
[ 159 ]
مسعود مرفوعا ان الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وان الله يعطى المال من يحب ومن لا يحب ولا يعطى الايمان الامن يحب فمن أعطاه الايمان فقد احبه والذى نفس محمد بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولا يؤمن حتى يامن جاره بوائقه * وأخرج أحمد والحاكم عن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يشبع الرجل دون جاره * وأخرج أحمد عن ابى امامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصى بالجار حتى ظننت انه سيورثه * وأخرج احمد من طريق أبى العالية عن رجل من الانصار قال خرجت من اهلي أريد النبي صلى الله عليه وسلم فاذابه قائم ورجل معه مقبل عليه فظننت ان لهما حاجة فلما انصرف قلت يا رسول الله لقد قام بك هذا الرجل حتى جعلت أرئى لك من طول القيام قال أو قد رأيته قلت نعم قال أتدرى من هو قلت لا قال ذاك جبريل ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه ثم قال أما انك لو سلمت رد عليك السلام * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخرة فلا يؤذ جاره * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أوصاني جبريل بالجار حتى ظننت انه سيورثه * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم انى أعوذ بك من جار سوء في دار المقامة فان جار البادية يتحول * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى لبابة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا قليل من أذى الجار * وأخرج أحمد والبخاري في الادب والبيهقي عن المقداد بن الاسود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه ما تقولون في الزنا قالوا حرمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان يزنى الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من ان يزنى بامرأة جارة وقال ما تقولون في السرقة قالوا حرمها الله ورسوله فهى حرام قال لان يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من ان يسرق من جاره * قوله تعالى (والصاحب بالجنب) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله والصاحب بالجنب قال الرفيق في السفر * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير ومجاهد مثله * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن المنذر وابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم والصاحب بالجنب قال هو جليسك في الحضر ورفيقك في السفر وامرأتك التى تضاجعك * وأخرج ابن جرير من طريق ابن أبى فديك عن فلان ابن عبد الله عن الثقة عنده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معه رجل من أصحابه وهما على راحلتين فدخل النبي صلى الله عليه وسلم في غيضة طرفاء فقطع نصلين احدهما معوج والآخر معتدل فخرج بهما فاعطى صاحبه المعتدل وأخذ لنفسه المعوج فقال الرجل يا رسول الله انت أحق بالمعتدل منى فقال كلا يا فلان ان كل صاحب يصحب صاحبا مسؤل عن صحابته ولو ساعة من نهار * وأخرج البخاري في الادب المفرد والترمذي وابن جرير والحاكم عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الاصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على في قوله والصاحب بالجنب قال المرأة * وأخرج الفريابى وعبدبن حميد وابن المنذر وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني عن ابن مسعود مثله * واخرج ابن جرير عن ابن عباس مثله * قوله تعالى (وما ملكت أيمانكم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وما ملكت أيمانكم قال مما خولك الله فاحسن صحبته كل هذا أوصى الله به * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل وما ملكت أيمانكم يعنى من عبيدكم وامائكم يوصى الله بهم خيرا ان تؤدوا إليهم حقوقهم التى جعل الله لهم * وأخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان اخوه تحت يديه فليطعمه مما ياكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فان كلفتموهم ما يغلبهم فاعينوهم * وأخرج البخاري في الادب عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصى بالمملوكين خيرا ويقول اطعموهم مما تأكلون والبسوهم من لبوسكم ولا تعذبوا خلق الله * وأخرج ابن سعد عن أبى الدرداء انه رؤى عليه برد وثوب أبيض وعلى غلامه برد وثوب أبيض فقيل له فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اكسوهم مما تلبسون واطعموهم مما تأكلون * وأخرج البخاري في الادب المفرد وأبو داود والبيهقي في الشعب عن على قال كان آخر كلام النبي صلى الله
[ 160 ]
عليه وسلم الصلاة الصلاة اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم * وأخرج البزا عن أبى رافع قال توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول الله الله وما ملكت أيمانكم والصلاة فكان ذلك آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج البيهقى في الدلائل عن أم سلمة قالت كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم حتى يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الايمان عن أنس قال كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت الصلاة وما ملكت أيمانكم حتى جعل يغرغرها في صدره وما يفبض بها لسانه * وأخرج عبد الرزاق ومسلم والبيهقي في الشعب عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمملوك طعامه وكسوته ولا يكلف من العمل الا ما يطيق * وأخرج البيهقى عن أبى ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الفقير عند الغنى فتنة وان الضعيف عند القوى فتنة وان المملوك عند المليك فتنة فليتق الله وليكلفه ما يستطيع فان أمره ان يعمل بما لا يستطيع فليعنه عليه فان لم يفعل فلا يعذبه * وأخرج أحمد والبيهقي عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لاءمكم من خدمكم فاطعموهم مما تأكلون والبسوهم مما تلبسون ومن لا يلائمكم منهم فبيعوهم ولا تعذبوا خلق الله * وأخرج الطبراني والبيهقي عن رافع بن مكيث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء الخلق شؤم وحسن الملكة نماء والبر زيادة في العمر والصدقة تدفع ميتة السوء * وأخرج البيهقى عن أبى بكر الصديق ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة سيئ الملكة * وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه والبيهقي عن ابن عمر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كم نعفو عن العبد في اليوم قال سبعين مرة * وأخرج البيهقى عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فليمسك * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول والبيهقي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تضربوا الرقيق فانكم لا تدرون ما توافقون * وأخرج البيهقى عن ابن عمر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما حق امرأتي على قال تطعمها مما تأكل وتكسوها مما تكتسي قال فماحق جارى على قال تنوسه معروفك وتكف عنه أذاك قال فما حق خادمي على قال هو أشد الثلاثة عليك يوم القيامة * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن سعد وأحمد عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ارقاءكم أرقاءكم أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون وان جاؤا بذنب لا تريدون ان تغفروه فبيعوا عباد الله ولا تعذبوهم كذا قال ابن سعد عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وقال عبد الرزاق وأحمد عبد الرحمن بن زيد * وأخرج عبد الرزاق عن داود بن أبى عاصم قال بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صه أطت السماء وحق لها ان تئط ما في السماء موضع كف أو قال شبرالا عليه ملك ساجد فاتقوا الله وأحسنوا إلى ما ملكت ايمانكم أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما لا يطيقون فان جاؤا بشئ من أخلاقهم يخالف شيأ من اخلاقكم فولوا شرهم غيركم ولا تعذبوا عباد الله * وأخرج عبد الرزاق عن عكرمة قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بابى مسعود الانصاري وهو يضرب خادمه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم والله لله أقدر عليك منك على هذا قال ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يمثل الرجل بعبده فيعور أو يجدع وقال اشبعوهم ولا تجيعوهم واكسوهم ولا تعروهم ولا تكثروا ضربهم فانكم مسؤلون عنهم ولا تعذبوهم بالعمل فمن كره عبده فليبعه ولا يجعل رزق الله عليه عناء * وأخرج عبد الرزاق ومسلم عن زاذان قال كنت جالسا عند ابن عمر فدعا بعبد له فاعتقه ثم قال مالى من أجره ما يزن هذا وأخذ شيأ بيده انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ضرب عبدا له حدالم ياته أو لطمه فان كفارته ان يعتقه * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن سويد بن مقرن قال كنا بنى مقرن سبعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنا خادمة ليس لنا غيرها فلطمها أحدنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعتقوها فقلنا ليس لنا خادم غيرها يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم تخدمكم حتى تسغنوا عنها ثم خلوا سبيلها * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة والبخاري في الادب عن عمار بن ياسر قال لا يضرب أحد عبداله وهو ظالم له الا اقيد منه يوم القيامة * وأخرج
[ 161 ]
عبد الرزاق عن أبى هريرة قال أشد الناس على الرجل يوم القيامة مملوكه * وأخرج عبد الرزاق والترمذي وصححه عن أبى مسعود الانصاري قال بينا أنا ضرب غلاما لى إذ سمعت صوتا من ورائي فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والله لله أقدر عليك منك على هذا فحلفت ان لا أضرب مملوكا لى أبدا * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن قال بينا رجل يضرب غلاما له وهو يقول أعوذ بالله وهو يضرب إذ بصر برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعوذ برسول الله فالقى ما كان في يده وخلى عن العبد فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما والله لله أحق ان يعاذ من استعاذ به منى فقال الرجل يا رسول الله فهو لوجه الله قال والذى نفسي بيده لو لم تفعل لدافع وجهك سفع النار * وأخرج عبد الرزاق عن ابن التيمى قال حلفت أن اضرب مملوكة لى فقال لى أبى انه قد بلغني ان النفس تدور في البدن فربما كان قرارها الرأس وربما كان قرارها في موضع كذا وكذا حتى عدد مواضع فتقع الضربة عليها فتتلف فلا تفعل * وأخرج أحمد في الزهد عن أبى المتوكل الناجى ان أبا الدرداء كانت لهم وليدة فلطمها ابنه يوما لطمة فاقعده لها وقال اقتصى فقالت قد عفوت فقال ان كنت قد عفوت فاذهبي فادعى من هناك من حرام فاشهديهم انك قدعفوت فذهبت فدعتهم فاشهدتهم انها قدعفت فقال اذهبي فانت لله وليت آل أبى الدرداء ينقلبون كفافا * وأخرج أحمد عن أبى قلابة قال دخلنا على سلمان وهو يعجن قلنا ما هذا قال بعثنا الخادم في عمل فكرهنا ان نجمع عليها عملين * قوله تعالى (ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا) * أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ان الله لا يحب من كان مختالا قال متكبرا فخورا قال يعد ما أعطى وهو لا يشكر الله * وأخرج أبو يعلى والضياء المقدسي في المختارة عن أبى سعيد الخدرى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا جمع الله الناس في صعيد واحد يوم القيامة أقبلت النار يركب بعضها بعضا وخزنتها يكفونها وهى تقول وعزة ربى لتخلن بينى وبين أزواجي أولا غشين الناس عنقا واحدا فيقولون ومن أزواجك فتقول كل متكبر جبار فتخرج لسانها فتلقطهم به من بين ظهرانى الناس فتقذفهم في جوفها ثم تستأخر ثم تقبل يركب بعضها بعضا وخزنتها يكفونها وهى تقول وعزة ربى لتخلن بينى وبين أزواجي أولا غشين الناس عنقا واحدا فيقولون ومن أزواجك فتقول كل ختار كفور فتلقطهم بلسانها وتقذفهم في جوفها ثم تستأخر ثم تقبل يركب بعضها بعضا وخزنتها يكفونها وهى تقول وعزة ربى لتخلن بين وبين أزواحى أو لا أغشين الناس عنقا واحدا فيقولون ومن أزواجك فتقول كل مختال فخور فتلقطهم بلسانها من بين ظهرانى الناس فتقذفهم في جوفها ثم تستأخر ويقضى الله بين العباد * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي في شعب الايمان عن جابر بن عتيك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله وان من الخيلاء ما يحب الله ومنها ما يبغض الله فاما الغيرة التى يحب الله فالغيرة في الريبة وأما الغيرة التى ببغض الله فالغيرة في غير ريبة وأما الخيلاء التى يحبها الله فاختيال الرجل بنفسه عند القتال واختيا له عند الصدقة والخيلاء التى يبغض الله فاختيال الرجل بنفسه في الفخر والبغى * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن جابر بن سليم الهجيمى قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة قلت عليك السلام يا رسول الله فقال عليك السلام تحية الميت سلام عليكم سلام عليكم سلام عليكم أي هكذا فقل قال فسألته عن الازار فاقنع ظهره وأخذ بمعظم ساقه فقال ههنا ائتزر فان أبيت فههنا أسفل من ذلك فان أبيت فههنا فوق الكعبين فان أبيت فان الله لا يحب كل مختال فخور فسألته عن المعروف فقال لا تحقرن من المعروف شيأ ولو ان تعطى صلة الحبل ولو ان تعطى شسع النعل ولو ان تفرغ من دلوك في اناء المستقى ولو ان تنحى الشئ من طريق الناس يؤذيهم ولو ان تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه ولو ان تؤنس الوحشان في الارض وان سبك رجل بشئ يعلمه فيك وأنت تعلم فيه نحوه فلا تسبه فيكون أجره لك ووزره عليه وما سر أذنك ان تسمعه فاعمل به وما ساء أذنك ان تسمعه فاجتنبه * وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن مطرف بن عبد الله قال قلت لابي ذر بلغني انك تزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثكم ان الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة قال أجل قلت من الثلاثة الذين يحبهم الله قال رجل غزا في سبيل الله صابرا محتسبا مجاهدا فلقى العدو فقاتل حتى قتل وأنتم تجدونه عندكم في كتاب
[ 162 ]
الله المنزل ثم قرأ هذه الآية ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ورجل له جار سوء يؤذيه فصبر على أذاه حتى يكفيه الله اياه اما بحياة واما بموت ورجل سافر مع قوم فادلجوا حتى إذا كانوا من آخر الليل وقع عليهم الكرى فضربوا رؤسهم ثم قام فتطهر رهبة لله ورغبة فيما عنده قلت فمن الثلاثة الذين يبغضهم الله قال المختال الفخور وأنتم تجدونه في كتاب الله المنزل ثم تلا ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا قلت ومن قال البخيل المنان قلت ومن قال البائع الحلاف * وأخرج ابن جرير عن أبى رجاء الهروي قال لا تجد سئ الملكة الا وجدته مختالا فخورا وتلا وما ملكت أيمانكم ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا ولا عاقا الا وجدته جبارا شقيا وتلا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن العوام بن حوشب مثله * وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي والبغوى والباوردي والطبراني وابن أبى حاتم عن رجل من بلجبيم قال قلت يا رسول الله أوصني قال اياك واسبل الا زار فان اسبال الازار من المخيلة وان الله لا يحب المخيلة * وأخرج البغوي وابن قانع في معجم الصحابة والطبراني وابن مردويه عن ثابت بن قيس بن شماس قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ هذه الآية ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا فذكر الكبر فعظمه فبكى ثابت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك فقال يا رسول الله انى لاحب الجمال حتى انه ليعجبنى ان يحسن شراك نعلي قال فانت من أهل الجنة انه ليس بالكبران تحسن راحلتك ورحلك ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس * وأخرج أحمد عن سمرة ابن فاتك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الفتى سمرة لو أخذ من لمته وشمر من مئزره * قوله تعالى (الذين يبخلون ويامرون الناس بالبخل) * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال كان كردم بن يزيد حليف كعب بن الاشرف واسامة بن حبيب ونافع بن أبى نافع وبحري بن عمرو وحيى بن أخطب ورفاعة بن زيد بن التابوت ياتون رجلا من الانصار ينتصحون لهم فيقولون لهم لا تنفقوا أموالكم فانا نخشى عليكم الفقر في ذهابها ولا تسارعوا في النفقة فانكم لا تدرون ما يكون فانزل الله فيهم الذين يبخلون ويامرون الناس بالبخل إلى قوله وكان الله بهم عليما * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس الذين يبخلون قال هي في أهل الكتاب يقول يكتمون ويامرون الناس بالكتمان * واخرج ابن جرير عن حضرمى في الآية قال هم اليهود بخلوا بما عندهم من العلم وكتموا ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله الذين يبخلون الآية قال نزلت في يهود * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله الذين يبخلون الآية قال هؤلاء يهود يبخلون بما آتاهم الله من الرزق ويكتمون ما آتاهم الله من الكتب إذا سئلوا عن الشئ * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد ابن جبير قال كان علماء بنى اسرائيل يبخلون بما عندهم من العلم وينهون العلماء ان يعلموا الناس شيا فعيرهم الله بذلك فانزل الله الذين يبخلون الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير الذين يبخلون ويامرون الناس بالبخل قال هذا في العلم ليس للدنيا منه شئ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال هم أعداء الله أهل الكتاب بخلوا بحق الله عليهم وكتموا الاسلام ومحمدا وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن طاوس قال البخل ان يبخل الانسان بما في يديه والشح ان يشح على ما في أيدى الناس يحب ان يكون له ما في أيدى الناس بالحل والحرام لا يقنع * وأخرج سعيد بن منصور عن عمر وبن عبيد انه قرأ ويامرون الناس بالبخل * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن يعمرانه قرأها ويامرون الناس بالبخل بنصب الباء والخاء * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن دينار ان ابن الزبير كان يقرؤها ويامرون الناس بالبخل بنصب الباء والخاء وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس قال نزلت في اليهود * قوله تعالى (ان الله لا يظلم مثقال ذرة) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في قوله ان الله لا يظلم مثقال ذرة قال رأس نملة حمراء * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله مثقال ذرة قال نملة * وأخرج ابن أبى داود في المصاحف من طريق عطاء عن عبد الله أنه قرأ ان الله لا يظلم مثقال نملة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن السدى في قوله ان الله لا يظلم مثقال ذرة قال وزن ذرة * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني عن ابن عمر قال نزلت هذه الآية في الاعراب من جاء بالحسنة فله عشر
[ 163 ]
أمثالها فقال رجل وما للمهاجرين قال ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما وإذا قال الله لشئ عظيم فهو عظيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة انه تلاهذه الآية فقال لان تفضل حسناتي على سيأتي بمثقال ذرة أحب إلى من الدنيا وما فيها * واخرج الطيالسي وأحمد ومسلم وابن جرير عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا يظلم المؤمن حسنة يثاب عليها الرزق في الدنيا ويجزى بها في الآخرة وأما الكافر فيطعم بها في الدنيا فإذا كان يوم القيامة لم تكن له حسنة * وأخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن ماجه وابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى سعيد الخدرى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الايمان قال ابو سعيد فمن شك فليقرأ ان الله لا يظلم مثقال ذرة * وأخرج عبد حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن مسعود قال يؤتى بالعبد يوم القيامة فينادى مناد على رؤس الاولين والآخرين هذا فلان بن فلان من كان له حق فليات إلى حقه فيفرح والله المرء ان يدرو له الحق على والده أو ولده أو زوجته فيأخذه منه وان كان صغيرا ومصداق ذلك في كتاب الله فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فيقال له ائت هؤلاء حقوقهم فيقول أي رب ومن أين وقد ذهبت الدنيا فيقول الله لملائكته انظروا أعماله الصالحة وأعطوهم منها فان بقى مثقال ذرة من حسنة قالت الملائكة يا ربنا أعطينا كل ذى حق حقه وبقى له مثقال ذرة من حسنة فيقول للملائكة ضعفوها لعبدي وادخلوه بفضل رحمتى الجنة ومصداق ذلك في كتاب الله ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيمااى الجنة يعطيها وان فنيت حسناته وبقيت سيأته قالت الملائكة الهنا فنيت حسناته وبقى طالبون كثير فيقول الله ضعوا عليه من أوزارهم واكتبوا له كتابا إلى النار * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وان تك حسنة وزن ذرة زادت على سيأته يضاعفها فاما المشرك فيخفف به عنه العذاب ولا يخرج من النار أبدا * وأخرج ابن المنذر عن أبى رجاء انه قرأ وان تك حسنة يضعفها بتثقيل العين * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى عثمان قال بلغني عن أبى هريرة انه قال ان الله يجزى المؤمن بالحسنة ألف ألف حسنة فاتيته فسألته قال نعم وألفى ألف حسنة وفى القران من ذلك ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها فمن يدرى مما ذلك الاضعاف * وأخرج ابن جرير عن أبى عثمان النهدي قال لقيت أبا هريرة فقلت له بلغني انك تقول ان الحسنة لتضاعف ألف ألف حسنة قال وما أعجبك من ذلك فوالله لقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الله ليضاعف الحسنة ألفى ألف حسنة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابى هريرة ويؤت من لدنه أجرا عظيما قال الجنة * قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد) * أخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن مسعود قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ على قلت يا رسول الله اقرأ عليك وعليك أنزل قال نعم انى أحب ان اسمعه من غيرى فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فقال حسبك الآن فإذا عيناه تذرفان * وأخرج الحاكم وصححه عن عمرو بن حريث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود اقرأ قال اقرأ وعليك انزل الله قال انى أحب ان اسمعه من غيرى فافتتح سورة النساء حتى بلغ فكيف إذ جئنا من كل أمة بشهيد الآية فاستعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكف عبد الله * وأخرج ابن أبى حاتم والبغوى في معجمه والطبراني بسند حسن عن محمد بن فضالة الانصاري وكان ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم في بني ظفر ومعه ابن مسعود ومعاذ بن جبل وناس من أصحابه فامر قارئا فقرأ فاتى على هذه الآية فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فبكى حتى اضطرب لحياه وجنباه وقال يا رب هذا شهدت على من أنا بين ظهريه فكيف بمن لم أره * وأخرج الطبراني عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رب هذا شهدت على من انا بين ظهريه فكيف بمن لم أره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله فكيف إذا جئنا
[ 164 ]
من كل أمة بشهيد قال رسولها يشهد عليها ان قد أبلغهم ما أرسله الله به إليهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى عليها فاضت عيناه * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيدا عليهم ما دمت فيهم فإذا توفيتنى كنت انت الرقيب عليهم والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يومئذ يود الذين كفروا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله لوتسوى بهم الارض يعنى ان تستوى الارض الجبال عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية يقول ودوا لو انخرقت بهم الارض فساخوا فيها * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج لوتسوى بهم الارض تنشق لهم فيدخلون فيها فتستوي عليهم * قوله تعالى (ولا يكتمون الله حديثا) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن سعيد بن جبير قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال أرأيت أشياء تختلف على من في القرآن فقال ابن عباس ما هو أشك في القرآن قال ليس شك ولكنه اختلاف قال هات ما اختلف عليك من ذلك قال اسمع الله يقول ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين وقال ولا يكتمون الله حديثا فقد كتموا واسمعه يقول فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ثم قال وأقبل بعضهم عى بعض يتساءلون وقال أئنكم لتفكرون بالذى خلق الارض في يومين حتى بلغ طائعين فبدأ بخلق الارض في هذه الاآية قبل خلق السماء ثم قال في الآية الاخرى ام السماء بناها ثم قال والارض بعد ذلك دحاها فبدأ بخلق السماء في هذه الا آية قبل خلق الارض واسمعه يقول وكان الله عزيزا حكيما وكان الله غفورا رحيما وكان الله سميعا بصيرا فكأنه كان ثم مضى وفى لفظ ما شأنه يقول وكان الله فقال ابن عباس أما قوله ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين فانهم لما رأوا يوم القيامة وان الله يغفر لاهل الاسلام ويغفر الذنوب ولا يغفر شركا ولا يتعاظمه ذنب ان يغفره جحده المشركون رجاءان يغفر لهم فقالوا والله ربنا ما كنا مشركين فختم الله على أفواههم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون فعند ذلك يود الذين كفروا لو تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا وأما قوله فلا أنساب ينهم يومئذ ولا يساءلون فهذا في النفخة الاولى ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض الامن شاء الله فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون ثم نفخ فيه أخرى فاذاهم قيام ينظرون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون وأما قوله خلق الارض في يومين فان الارض خلقت قبل السماء وكانت السماء ذخانا فسواهن سبع سموات في يومين بعد خلق الارض وأما قوله والارض بعد ذلك دحاها يقول جعل فيها جبلا جعل فيها نهرا جعل فيها شجرا وجعل بحورا واما قوله وكان الله فان الله كان ولم يرل كذلك وهو كذلك عزيز حكيم عليم قدير ثم لم يزل كذلك فما اختلف عليك من القرآن فهو يشبه ما ذكرت لك وان الله لم ينزل شيأ الا وقد أصاب به الذى أراد ولكن أكثر الناس لا يعلمون * وأخرج ابن جرير من طريق جويبر عن الضحاك ان نافع ابن الازرق أتى ابن عباس فقال يا ابن عباس قول الله يومئذ يود الذين كفروا وعصوا لرسول لو تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا وقوله والله ربنا ما كنا مشركين فقال له ابن عباس ان أحسبك قمت من عند أصحابك فقلت القى على ابن عباس متشابه القرآن فإذا رجعت إليهم فاخبرهم ان الله جامع الناس يوم القيامة في بقيع واحد فيقول المشركون ان الله لا يقبل من أحد شيأ الا ممن وحده فيقولون تعالوا نقل فيسألهم فيقولون والله ربنا ما كنا مشركين فيختم على أفواههم وتستنطق به جوارحهم فتشهد عليهم انهم كانوا مشركين فعند ذلك تمنوا لوان الارض سويت بهم ولا يكتمون الله حديثا * وأخرج ابن أبى حاتم والحاكم عن حذيفة قال أتى بعبد آتاه الله مالا فقال له ماذا عملت في الدنيا ولا يكتمون الله حديثا فقال ما عملت من شئ يا رب الا انك أتيتني مالا فكنت أبايع الناس وكان من خلقي ان أنظر المعسر قال الله أنا أحق بذلك منك تجاوزوا عن عبدى فقال أبو مسعود الانصاري هكذا سمعت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس ولا يكتمون الله حديثا قال بجوارحهم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) أخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم
[ 165 ]
والنحاس والحاكم وصححه عن على بن أبى طالب قال صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر فاخذت الخمر منا وحضرت الصلاة فقد مونى فقرأت قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن على انه كان هو وعبد الرحمن ورجل آخر شربوا الخمر فصلى بهم عبد الرحمن فقرأ قل يا أيها الكافرون فخلط فيها فنزلت لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في الآية قال نزلت في أبى بكر وعمر وعلى وعبد الرحمن بن عوف وسعد صنع على لهم طعاما وشرابا فاكلوا وشربوا ثم صلى على بهم المغرب فقرأ قل يا أيها الكافرون حتى خاتمتها فقال ليس لى دين وليس لكم دين فنزلت لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والنسائي والنحاس والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال نسخها انما الخمر والميسر الآية * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس في الآية قال كان قبل ان تحرم الخمر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في الآية قال نهوا ان يصلوا وهم سكارى ثم نسخها تحريم الخمر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم والنحاس عن ابن عباس في قوله لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال نسختها يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال نسخها إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال نشاوى من الشراب حتى تعلموا ما تقولون يعنى ما تقرؤن في صلاتكم * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك في الآية قال لم يعن بها الخمر انما عنى بها سكر النوم * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله وأنتم سكارى قال النعاس * وأخرج البخاري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نعس أحدكم وهو يصلى فلينصرف فلينم حتى يعلم ما يقول * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة في المنصف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن على في قوله ولا جنبا الا عابرى سبيل قال نزلت هذه الآية في المسافر تصيبه الجنابة فيتيمم ويصلى وفى لفظ قال لا يقرب الصلاة الا ان يكون مسافرا تصيبه الجنابه فلا يجد الماء فيتيمم ويصلى حتى يجد الماء * واخرج عبد بن حميد وابن جرير من طرق عن ابن عباس في قوله ولا جنبا الا عابرى سبيل يقول لا تقربوا الصلاة وأنتم جنب إذا وجتدم الماء فان لم تجدوا الماء فقد أحللت لكم ان تمسحوا بالارض * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن عباس ولا جنبا الا عابرى سبيل قال هو المسافر لا يجد الماء فيتيمم ويصلى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال لا يمر الجنب ولا الحائض في المسجد انما نزلت ولا جنبا الا عابرى سبيل للمسافر يتيمم ثم يصلى * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد في قوله ولا جنبا الا عابرى سبيل قال مسافرين لا تجدون ماء * وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده والقاضى اسمعيل في الاحكام والطحاوى في مشكل الآثار والبغوى والباوردي في الصحابة والدار قطني والطبراني وابو نعيم في المعرفة وابن مردويه والبيهقي في سننه والضياء المقدسي في المختارة عن الاسلع بن شريك قال كنت أرحل ناقة النبي صلى الله عليه وسلم فاصابتني جنابة في ليلة باردة وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحلة فكرهت ان أرحل ناقته وأنا جنب وخشيت ان أغتسل بالماء البارد فاموت أو أمرض فأمرت رجلا من الانصار فرحلها ثم رضفت أحجارا فاستخنت بهاماء فاغتسلت به فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا الا عابرى سبيل إلى ان الله كان عفوا غفورا * واخرج ابن سعيد وعبد بن حميد وابن جرير والطبراني في سننه من وجه آخر عن الاسلع قال كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم وأرحل له فقال لى ذات ليلة يا أسلع قم فارحل لى قلت يا رسول الله أصابتني جنابة فسكت عنى ساعة حتى جاء جبريل بآية الصعيد فقال قم يا أسلع فتيمم أرانى الا سلع كيف علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم التيمم قال ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكفيه الارض فمسح وجهه ثم ضرب فدلك احداهما بالاخرى ثم نفضهما ثم مسح بهما ذراعيه ظاهرهما وباطنهما * واخرج ابن أبى حاتم من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس لا تقربوا الصلاة قال المساجد
[ 166 ]
* واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه من طريق عطاء بن يسار عن ابن عباس ولا جنبا الا عابرى سبيل قال لا تدخلوا المسجد وأنتم جنب الا عابرى سبيل قال تمر به مرا ولا تجلس * وأخرج ابن جرير عن زيد بن أبى حبيب في قوله ولا جنبا الا عابرى سبيل قال ان رجلا من الانصار كانت أبوابهم في المسجد فكانت تصيبهم جنابة ولا ماء عندهم فيريدون الماء ولا يجدون ممرا الا في المسجد فانزل الله هذه الآية * واخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله ولا جنبا الا عابرى سبيل قال هو الممر في المسجد * واخرج ابن جرير عن ابن عباس قال لا باس للحائض والجنب ان يمرا في المسجد ما لم يجلسا فيه * واخرج ابن أبى شيبة عن ابى عبيدة قال الجنب يمر في المسجد ولا يجلس فيه ثم قرأ ولا جنبا الا عابرى سبيل * واخرج ابن ابى شيبة عن عطاء في قوله ولا جنبا الا عابرى سبيل قال الجنب يمر في المسجد * واخرج عبد الرزاق والبيهقي في سننه عن ابن مسعود انه كان يرخص للجنب ان يمر في المسجد مجتازا وقال ولاجنبا الا عابرى سبيل * واخرج البيهقى عن انس في قوله ولاجنبا الا عابرى سبيل قال يجتاز ولا يجلس * واخرج سعيد بن منصور وابن ابى شيبة وابن جرير والبيهقي عن جابر قال كان احد نا يمر في المسجد وهو جنب مجتازا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وان كنتم مرصى قال نزلت في رجل من الانصار كان مريضا فلم يستطع ان يقوم فيتوضا ولم يكن له خادم فيناوله فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فانزل الله هذه الآية * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله وان كنتم مرضى قال هو الرجل المجد ورأو به الجراح أو القرح يجنب فيخاف ان اغتسل ان يموت فيتيمم * وأخرج الحاكم والبيهقي في المعرفة عن ابن عباس رفعه في قوله وان كنتم مرضى قال إذا كانت بالرجل الجراحة في سبيل الله أو القروج أو الجدرى فيجنب فيخاف ان اغتسل ان يموت فليتيمم * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد في قوله وان كنتم مرضى قال هي للمريض تصيبه الجنابة إذا خاف على نفسه الرخصة في التيمم مثل المسافر إذا لم يجد الماء * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد انه قال للمريض المجد وروشبهه رخصة في ان لا يتوضأ وتلا وان كنتم مرضى أو على سفر ثم يقول هي مما خفى من تأويل القرآن * وأخرج ابن جرير عن ابراهيم النخعي قال نال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جراحة ففشت فيهم ثم ابتلوا بالجنابة فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت وان كنتم مرضى الآية كلها * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله وان كنتم مرضى قال المريض الذى قد أرخص له في التيمم هو الكسير والجريح فإذا أصابت الجنابة لا يحل جراحته الا جراحة لا يخشى عليها * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير ومجاهد قالا في المريض تصيبة الجنابة فيخاف على نفسه وهو بمنزلة المسافر الذى لا يجد الماء يتيمم * وأخرج ابن جرير عن ابن يزيد في الآية قال المريض الذى لا يجد أحدا ياتيه بالماء ولا يقدر عليه وليس له خادم ولا عون يتيمم ويصلى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أو جاء أحد منكم من الغائط قال الغائط الوادي * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ومسدد وابن أبى شيبة في مسنده وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم والبيهقي من طرق عن ابن مسعود في قوله أولا مستم النساء قال اللمس ما دون الجماع والقبلة منه وفيها الوضوء * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود انه كان يقول في هذه الآية أولا مستم النساء هو الغمز * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن ابن عمرانه كان يتوضأ من قبله المرأة ويقول هي اللماس * وأخرج الشافعي في الام وعبد الرزاق وابن المنذر والبيهقي عن ابن عمر قال قبلة الرجل امرأته وجسها بيده من الملامسة فمن قبل امرأته أو جسها بيده فعليه الوضوء * وأخرج الحاكم والبيهقي عن عمر قال ان القبلة من اللمس فتوضأ منها * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن على بن أبى طالب قال اللمس هو الجماع ولكن الله كنى عنه * وأخرج سعيد ابن منصور وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله أولا مستم النساء قال هو الجماع * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال كنا في حجرة ابن عباس ومعنا عطاء بن أبى رياح ونفر من الموالى وعبيد بن عمير ونفر من العرب فتذاكرنا اللماس فقلت أنا وعطاء والموالي اللمس باليد وقال عبيد بن عمير والعرب هو الجماع فدخلت
[ 167 ]
على ابن عباس فاخبرته فقال غلبت الموالى وأصابت العرب ثم قال ان اللمس والمس والمباشرة إلى الجماع ما هو ولكن الله يكنى ما شاء بما شاء * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله تعالى أو لا مستم النساء قال أو جامعتم النساء وهذيل تقول اللمس باليد قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم قال أما سمعت لبيد بن ربيعة حيث يقول يلمس الاحلاس في منزله * بيديه كاليهودي المصل وقال الاعشى ورادعة صفراء بالطيب عندنا * للمس الندامى من يد الدرع مفتق * وأخرج سعيد بن منصور عن ابراهيم النخعي ان كان يقرأ أو لمستم النساء قال يعنى ما دون الجماع * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن جرير عن محمد بن سيرين قال سألت عبيدة عن قوله أو لامستم النساء فاشار بيده وضم أصابعه كانه يتناول شيا يقبض عليه قال محمد ونبئت عن ابن عمرانه كان إذا مس مخرجة توضأ فظننت ان قول ابن عمر وعبيدة شيأ واحدا * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى عثمان قال اللمس باليد * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى عبيدة قال ما دون الجماع * وأخرج ابن أبى شيبة عن الشعبى قال الملامسة ما دون الجماع * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن قال الملامسة الجماع * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سفيان في قوله فتيمموا صعيدا طيبا قال تحروا تعمدوا صعيدا طيبا * وأخرج ابن جرير عن قتادة صعيدا طيبا قال التى ليس فيها شجر ولا نبات * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن قيس الملائى قال الصعيد التراب * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد ابن بشير في الآية قال الطيب ما أتت عليه الامطار وطهرته * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان في قوله صعيدا طيبا قال حلالا لكم * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال ان أطيب الصعيد أرض الحرث * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن حماد قال كل شئ وضعت يدك عليه فهو صعيد حتى غبار لبدك فتيمم به * وأخرج الشيرازي في الالقاب عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الصعيد أطيب قال أرض الحرث * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف عن أبى هريرة قال لما نزلت آية التيمم لم أدر كيف أصنع فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجده فانطلقت أطلبه فاستقبلته فما رأني عرف الذى جئت له فبال ثم ضرب بيديه الارض فمسح بهما وجهه وكفيه * واخرج ابن عدى عن عائشة قالت لما نزلت آية التيمم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على الارض فمسح بهما وجهه وضرب بيده الاخرى ضربة أخرى فمسح بهما كفيه * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وابو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن عمار بن ياسر قال كنت في سفر فاجنبت فتمعكت فصليت ثم ذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال انما كان يكفيك ان تقول هكذا ثم ضرب بيده الارض فمسح بهما وجهه وكفيه * وأخرج الطبراني والحاكم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال التيمم ضربتان ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين * وأخرج الحاكم عن ابن عمر قال تيممنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربنا بايدينا على الصعيد الطيب ثم نفضنا أيدينا فمسحنابها وجوهنا ثم ضربنا ضربة أخرى ثم نفضنا أيدينا فمسحنا بايدينا من المرافق إلى الاكف على منابت الشعر من ظاهر وباطن * وأخرج ابن جرير عن أبى مالك قال تيمم عمار فمسح وجهه ويديه ولم يمسح الذراع * وأخرج عن مكحول قال التيمم ضربة للوجه والكفين إلى الكوع فان الله قال في الوضوء وأيديكم إلى المرافق وقال في التيمم وأيديكم ولم يستثن فيه كما استثنى في الوضوء إلى المرافق وقال الله والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما فانما تقطع يد السارق من مفصل الكوع * وأخرج ابن جرير عن الزهري قال التيمم إلى الآباط * وأخرج ابن جرير والبيهقي في سننه عن عمار بن ياسر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلك عقد لعائشة فافام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أضاء الصبح فتغيظ أبو بكر على عائشة فنزلت عليه رخصة المسح بالصعيد فدخل أبو بكر فقال لها انك لمباركة نزل فيك رخصة فضربنا بايدينا ضربة لو جهنا وضربة بايدينا إلى المناكب والآباط قال الشافعي هذا منسوخ لانه أول تيمم كان حين نزلت آية التيمم فكل تيمم جاء بعده يخالفه فهو له ناسخ * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والحاكم والبيهقي عن أبى ذر قال اجتمعت غنيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر ابد فيها فبدون فيها إلى الربذة وكانت تصيبني الجنابة فامكث الخمسة والستة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 168 ]
فقال الصعيد الطيب وضوء المسلم ولوالى عشر سنين فإذا وجدت الماء فامسه جلدك * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابى عثمان النهدي قال بغلنى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تمسحوا بها فانها بكم برة يعنى الارض * وأخرج الطبراني والبيهقي عن ابن عباس قال من السنة ان لا يصلى الرجل بالتيمم الاصلاة واحدة ثم يتيمم للاخرى * وأخرج ابن أبى شيبة عن على قال يتيمم لكل صلاة * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمرو بن العاصى قال يتيمم لكل صلاة * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال كان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظماء اليهود إذا كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لوى لسانه وقال ارعنا سمعك يا محمد حتى نفهمك ثم طعن في الاسلام وعابه فانزل الله فيه ألم ترالى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة إلى قوله فلا يؤمنون الا قليلا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب إلى قوله يحرفون الكلم عن مواضعه قال نزلت في رفاعة ابن زيد بن التابوت اليهودي والله أعلم * قوله تعالى (وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا) * أخرج ابن أبى حاتم عن وهيب بن الورد قال قال الله ابن آدم أذكرني إذا غضبت أذكرك إذا غضبت فلا أمحقك فيمن أمحق وإذا ظلمت فاصبر وارض بنصرتي فان نصرتي لك خير من نصرتك لنفسك * قوله تعالى (من الذين هادوا يحرفون الكلم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله يحرفون الكلم عن مواضعه يعنى يحرفون حدود الله في التوراة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله يحرفون الكلم عن مواضعه قال تبديل اليهود التوراة ويقولون سمعنا وعصينا قالوا سمعنا ما تقول ولا نطيعك واسمع غير مسمع قال غير مقبول ما تقول لنا بالسنتهم قال خلافا يلوون به ألسنتهم واسمع وانظرنا قال أفهمنا لا تعجل علينا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله يحرفون الكلم عن مواضعه قال لا يضعونه على ما أنزل الله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني عن ابن عباس في قوله واسمع غير مسمع يقولون اسمع لا سمعت وفى قوله وراعنا قال كانوا يقولون للنبى صلى الله عليه وسلم راعنا سمعك وانما راعنا كقولك عاطنا وفى قوله ليا بالسنتهم قال تحريفا بالكذب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن السدى قال كان ناس منهم يقولون اسمع غير مسمع كقولك اسمع غير صاغر وفى قوله ليا بالسنتهم قال بالكلام شبه الاستهزاء وطعنا في الدين قال في دين محمد عليه السلام * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال اللى تحريكهم ألسنتهم بذلك * قوله تعالى (يا أيها الذين أوتوا الكتاب) * أخرج اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤساء من أحبار يهود منهم عبد الله بن صوريا وكعب بن أسد فقال لهم يا معشر يهود اتقوا الله واسلموا فوالله انكم لتعلمون ان الذى جئتكم به لحق فقالوا ما نعرف ذلك يا محمد فانزل الله فيهم يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله يا أيها الذين أوتوا الكتاب الآية قال نزلت في مالك بن الصيف ورفاعة بن زيد بن التابوت من بنى قينقاع * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله من قبل ان نطمس وجوها قال طمسها ان تعمى فنزدها على أدبارها يقول نجعل وجوههم من قبل أقفيتهم فيمشون القهقرى ويجعل لاحدهم عينين في قفاه * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قول الله عزوجل من قبل أن نطمس وجوها قال من قبل ان نمسخها على غير خلقها قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول أمية بن ابى الصلت وهو يقول من يطمس الله عينيه فليس له * نوريبين به شمسا ولا قمرا * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى ادريس الخولانى قال كان ابو مسلم الخليلى معلم كعب وكان يلومه في ابطائه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثه لينظر أهو هو قال كعب حتى أتيت المدينة فإذا تال يقرأ القرآن يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل ان نطمس وجوها فبادرت الماء اغتسل وانى لامس وجهى مخافة أن أطمس ثم اسلمت * وأخرج ابن جرير عن عيسى بن المغيرة قال تذاكرنا عند ابراهيم اسلام
[ 169 ]
كعب فقال اسلم كعب في زمان عمر أقبل وهو يريد بيت المقدس فمر على المدينة فخرج إليه عمر فقال يا كعب أسلم قال ألستم تقرؤن في كتابكم مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا وانا قد حملت التوراة فتركه ثم خرج حتى انتهى إلى حمص فسمع رجلا من أهلها يقرأ هذه الاآية يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها قال كعب يا رب آمنت يا رب اسلمت مخافة ان تصيبه هذه الآية ثم رجع فاتى أهله باليمن ثم جاء بهم مسلمين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله من قبل ان نطمس وجوها يقول عن صراط الحق فنردها على أدبارها قال في الضلالة * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال الطمس ان يرتدوا كفارا فلا يهتدوا أبدا أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت ان نجعلهم قردة وخنازير * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد فنردها على أدبارها قال كان أبى ينول إلى الشام أي رجعت إلى الشام من حيث جاءت ردوا إليه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال نطمسها عن الحق فنردها على أدبارها على ضلالتها أو نلعنهم يقول سبحانه وتعالى أو نجعلهم قردة * قوله تعالى (ان الله لا يغفر أن يشرك به) الآية * أخرج ابن أبى حاتم والطبراني عن ابى أيوب الانصاري قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان لى ابن أخى لا ينتهى عن الحرام قال ومادينه قال يصلى ويوحد الله قال استوهب منه دينه فان أبى فابتعه منه فطلب الرجل ذلك منه فابى عليه فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال وجدته شحيحا على دينه فنزلت ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والبرار من طرق عن ابن عمر قال كنا معشر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نشك في قاتل النفس وآكل مال اليتيم وشاهد الزور وقاطع الرحم حتى نزلت هذه الآية ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فامسكنا عن الشهادة * وأخرج ابن ابى حاتم عن ابن عمر قال كنا لا نشك فيمن أوجب الله له النار في كتاب الله حتى نزلت علينا هذه الآية ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فلما سمعنا هذا كففنا عن الشهادة وأرجأنا الامور إلى الله * وأخرج ابن الضريس وأبو يعلى وابن المنذر وابن عدى بسند صحيح عن ابن عمر قال كنا نمسك عن الاستغفار لاهل الكبائر حتى سمعنا من نبينا صلى الله عليه وسلم ان الله لا يغفران يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال انى ادخرت دعوتي شفاعتي لاهل الكبائر من أمتى فامسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا ثم نطقنا بعد ورجونا * وأخرج ابن المنذر من طريق المعتمر بن سليمان عن سليمان بن عتبة البارقى قال حدثنا اسمعيل بن ثوبان قال شهدت في المسجد قبل الداء الاعظم فسمعتهم يقولون من قتل مؤمنا إلى آخر الآية فقال المهاجرون والانصار قد أوجب له النار فلما نزلت ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قالوا ما شاء الله يصنع الله ما يشاء * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عمر قال لما نزلت يا عبادى الذين أسرفيو على انفسهم الآية فقام رجل فقال والشرك يا نبى الله فكره ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان الله لا يغفر أن يشرك به الآية * وأخرج ابن المنذر عن أبى مجلز قال لما نزلت هذه الآية يا عبادي الذين أسرفوا الآية قام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فتلاها على الناس فقام إليه رجل فقال والشرك بالله فسكت مرتين أو ثلاثا فنزلت هذه الآية ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فاثبتت هذه في الزمر وأثبتت هذه في النساء * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال في هذه الآية ان الله حرم المغفرة على من مات وهو كافر وأرجأ اهل التوحيد إلى مشيئته فلم يؤيسهم من المغفرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن بكر بن عبد الله المزني ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال ثنيا من ربنا على جميع القرآن * وأخرج الفريابى والترمذي وحسنه عن على قال أحب آية إلى في القرآن ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء * وأخرج ابن جرير عن أبى الجوزاء قال اختلفت إلى ابن عباس ثلاث عشرة سنة فما من شئ من القرآن الا سألته عنه ورسولي يختلف إلى عائشة فما سمعته ولا سمعت أحدا من العلماء يقول ان الله يقول لذنب أغفره * وأخرج أبو يعلى وابن أبى حاتم عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يموت لا يشرك بالله شيأ الا حلت المغفرة ان شاء غفر له وان شاء عذبه ان الله استثنى فقال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر
[ 170 ]
ما دون ذلك لمن يشاء * وأخرج أبو يعلى عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له ومن وعده على عمل عقابا فهو بالخيار * وأخرج الطبراني عن سليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذنب لا يغفر وذنب لا يترك وذنب يغفر فاما الذى لا يغفر فالشرك بالله وأما الذى يغفر فذنب بينه وبين الله عزوجل وأما الذين لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا * وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدواوين عند الله ثلاثة ديوان لا يعبا الله به شيأ وديوان لا يترك الله منه يشأ وديوان لا يغفره الله فاما الديوان الذى لا يغفره الله فالشرك قال الله ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة وقال الله ان الله لا يغفر ان يشرك به وأما الديوان الذى لا يعبأ الله به فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم يوم تركه أو صلاة تركها فان الله يغفر ذلك ويتجاوز عنه ان شاء وأما الديوان الذى لا يترك الله منه شيأ فظلم العباد بعضهم بعضا القصاص لا محالة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن مردويه عن أبى ذر قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما من عبد قال لا اله الا الله ثم مات على ذلك الا دخل الجنة قلت وان زنى وان سرق قال وان زنى وان سرق قلت وان زنى وان سرق قال وان زنى وان سرق ثلاثا ثم قال في الرابعة على رغم أنف أبى ذر * وأخرج أحمد وابن مردويه عن أبى ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله يقول يا عبدى ما عبدتني ورجوتني فانى غافر لك على ما كان فيك ويا عبدى لو لقيتني بقراب الارض خطايا ما لم تشرك بى شيأ لقيتك بقرابها مغفرة * وأخرج ابن مردويه عن أبى ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات لا يعدل بالله شيأ ثم كانت عليه من الذنوب مثل الرمال غفر له * وأخرج أحمد عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات لا يشرك بالله شيا دخل الجنة * وأخرج الطبراني والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عزوجل من علم أنى ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالى ما لم يشرك بى شيا * وأخرج أحمد عن سلمة بن نعيم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لقى الله لا يشرك به شيا دخل الجنة وان زنى وان سرق * وأخرج أحمد عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا له الا الله وحده لا شريك له دخل الجنة قلت وان زنى وان سرق قال وان زنى وان سرق قلت وان زنى وان سرق قال وان زنى وان سرق قلت وان زنى وان سرق قال وان زنى وان سرق على رغم أنف أبى الدرداء قال فخرجت لانادى بها في الناس فلقينى عمر فقال ارجع فان الناس ان علموا بهذه اتكلوا عليها فرجعت فاخبرته صلى الله عليه وسلم فقال صدق عمر * وأخرج هناد عن ابن معسود قال أربع آيات في كتاب الله عزوجل أحب إلى من حمر النعم وسودها في سورة النساء قوله ان الله لا يظلم مثقال ذرة الآية وقوله ان الله لا يغفر ان يشرك به الآية وقوله وانهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك الآية وقوله من يعمل سوأ أو يظلم نفسه الآية * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم) * أخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس قال ان اليهود قالوا ان ابناء ناقد توفوا وهم لنا قربة عند الله وسيشفعون ويزكوننا فقال الله لمحمد ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم الآية * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال كانت اليهود يقدمون صبيانهم يصلون بهم ويقربون قربانهم ويزعمون انهم لاخطايالهم ولا ذنوب وكذبوا قال الله انى لاأطهر ذاذنب بآخر لاذنب له ثم أنزل الله ألم ترالى الذين يزكون أنفسهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ألم ترالى الذين يزكون أنفسهم قال يعنى يهود كانوا يقدمون صبيانا لهم امامهم في الصلاة فيؤمونهم يزعمون انهم لا ذنوب لهم قال فتلك التزكية * وأخرج ابن جرير عن أبى مالك في قوله ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم قال نزلت في اليهود كانوا يقدمون صبيانهم ليست لهم ذنوب * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال كان أهل الكتاب يقدمون الغلمان الذين لم يبلغوا الحنث يصلون بهم يقولون ليس لهم ذنوب فانزل الله ألم ترالى الذين يزكون أنفسهم الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم قال هم اليهود والنصارى قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا أو نصارى * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم قال نزلت في اليهود قالوا انا
[ 171 ]
نعلم أبناءنا التوراة صغارا فلا يكون لهم ذنوب وذنوبنا مثل ذنوب أبنائنا ما عملنا بالنهار كفر عنا بالليل * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال ان الرجل ليغدو بدينه ثم يرجع وما معه منه شئ يلقى الرجل ليس يملك له نفعاولا ضرا فيقول والله انك لذيت وذيت ولعله ان يرجع ولم يجد من حاجته بشئ وقد أسخط الله عليه ثم قرأ ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم الآية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله ولا يظلمون فتيلا قال الفتيل ما خرج من بين الاصبعين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طرق عن ابن عباس قال الفتيل هو ان تدلك بين أصبعيك فما خرج منهما فهو ذلك * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس قال النقير النقرة تكون في النواة التى تنبت منها النخلة والفتيل الذى يكون على شق النواة والمقطمير القشر الذى يكون على النواة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الفتيل الذى في الشق الذى في بطن النواة * وأخرج الطستى وابن الانباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل ولا يظلمون فتيلا قال لا ينقصون من الخير والشر مثل الفتيل وهو الذي يكون في شق النواة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت نابغة بنى ذبيان يقول يجمع الجيش ذا الالوف ويغزو * ثم لا يرزأ الاعادي فتيلا وقال الاول أيضا أعاذل بعض لومك لا تلحى * فان اللوم لا يغنى فتيلا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال النقير الذى يكون في وسط النواة في ظهرها والفتيل الذى يكون في جوف النواة ويقولون ما يدلك فيخرج من وسخها والقطمير لفافة النواة أو سحاة البيضة أوسحاة القصبة * وأخرج عبد بن حميد عن عطية الجدلي هي ثلاثة في النواة القطميروهى قشرة النواة والنقير الذى غابت في وسطها والفتيل الذى رأيت في وسطها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك قال قالت يهود ليس لنا ذنوب الا كذنوب أولادنا يوم يولدون فان كانت لهم ذنوب فان لنا ذنوبا فانما نحن مثلهم قال الله أنظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به اثما مبينا * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت) * أخرج الطبراني والبيهقي في الدلائل من طريق عكرمة عن ابن عباس قال قدم حيى بن أخطب وكعب بن الاشرف مكة على قريش فحالفوهم على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لهم أنتم أهل العلم القديم وأهل الكتاب فاخبرونا عنا وعن محمد قالوا ما أنتم وما محمد قالوا ننحر الكوماء ونسقى اللبن على الماء ونفك العناة ونسقى الحجيج ونصل الارحام قالوا فما محمد قالوا صنبور قطع ارحامنا واتبعه سراق الحجيج بنو غفار قالوا لا بل أنتم خير منهم واهدى سبيلا فانزل الله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت إلى آخر الآية * وأخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة مرسلا * وأخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال لما قدم كعب بن الاشرف مكة قالت له قريش أنت خير أهل المدينة وسيدهم قال نعم قالوا الا ترى إلى هذا المنصبر المنبتر من قومه يزعم انه خير منا ونحن اهل الحجيج وأهل السدانة وأهل السقاية قال أنتم خير منه فانزلت ان شانئك هو الابتر وأنزلت ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت إلى قوله نصيرا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن عكرمة ان كعب بن الاشرف انطلق إلى المشركين من كفار قريش فاستحباشهم على النبي صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يغزوه وقال انا معكم نقاتله فقالوا انكم أهل كتاب وهو صاحب كتاب ولا نأمن أن يكون هذا مكرا منكم فان أردت ان نخرج معك فاسجد لهذين الصنمين وآمن بهما ففعل ثم قالوا نحن اهدى أم محمد فنحن ننحر الكوماء ونسقى اللبن على الماء ونصل الرحم ونقرى الضيف ونطوف بهذا البيت ومحمد قطع رحمه وخرج من بلده قال بل أنتم خير وأهدى فنزلت فيه ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت الآية * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال انزلت في كعب بن الاشرف قال كفار قريش اهدى من محمد عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن السدى عن أبى مالك قال لما كان من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واليهود من النضير ما كان حين أتاهم يستعينهم في دية العامريين فهموا به وباصحابه فاطلع الله رسوله على ماهموا به من ذلك ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هرب كعب بن الاشرف حتى أتى مكة فعاهدهم على محمد فقال له أبو سفيان يا أبا سعيد
[ 172 ]
انكم قوم تقرؤن الكتاب وتعلمون ونحن قوم لا نعلم فاخبرنا ديننا خير أم دين محمد قال كعب اعرضوا على دينكم فقال أبو سفيان نحن قوم نتحر الكوماء ونسقى الحجيج الماء ونقرى الضيف ونحمى بيت ربنا ونعبد آلهتنا التى كان يعبد آباؤنا ومحمد يامرنا ان نترك هذا ونتبعه قال دينكم خير من دين محمد فاثبتوا عليه الا ترون أن محمدا يزعم انه بعث بالتواضع وهو ينكح من النساء ما شاء وما نعلم ملكا أعظم من ملك النساء فذلك حين يقول ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا الآية * وأخرج ابن اسحق وابن جرير عن ابن عباس قال كان الذين خربوا الاحزاب من قريش وغطفان وبنى قريظة حيى بن أخطب وسلام بن أبى الحقيق وأبو رافع والربيع بن أبى الحقيق وعمارة ووحوح ابن عامر وهودة بن قيس فاما وحوح بن عامر وهودة فمن بنى وائل وكان سائرهم من بنى النضير فلما قدموا على قريش قالوا هؤلاء أحبار يهود وأهل العلم بالكتاب الاول فاسألوهم أدينكم خير أم دين محمد فسألوهم فقالوا بل دينكم خير من دينه وأنتم اهدى منه وممن اتبعه فانزل الله فيهم ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب إلى قوله ملكا عظيما * وأخرج البيهقى في الدلائل وابن عساكر في تاريخه عن جابر بن عبد الله قال لما كان من أمر النبي صلى الله عليه وسلم ماكان اعتزل كعب بن الاشرف ولحق بمكة وكان بها وقال لا أعين عليه ولا أقاتله فقيل له بمكة يا كعب اديننا خير أم دين محمد وأصحابه قال دينكم خير واقدم ودين محمد حديث فنزلت فيه ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال ذكر لنا ان هذه الآية أنزلت في كعب بن الاشرف وحيى بن أخطب رجلين من اليهود من بنى النضير أتيا قريشا بالموسم فقال لهم المشركون أنحن أهدى أم محمد وأصحابه فانا أهل السدانية والسقاية وأهل الحرم فقالا بل أنتم أهدى من محمد وأصحابه وهما يعلمان انهما كاذبا انما حملهما على ذلك حسد محمد وأصحابه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن عكرمة قال الجبت والطاغوت صنمان * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم ورستة في الايمان عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال الجبت الساحر والطاغوت الشيطان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طرق عن مجاهد مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الجبت حبى بن أخطب والطاغوت كعب بن الاشرف * وأخرج ابن جرير عن الضحاك مثله * واخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الجبت الاصنام والطاغوت الذى يكون بين يدى الاصنام يعبرون عنها الكذب ليضلوا الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الجبت اسم الشيطان بالحبشية والطاغوت كهان العرب * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال الجبت الشيطان بلسان الحبش والطاغوت الكاهن * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال الجبت الساحر بلسان الحبشة والطاغوت الكاهن * وأخرج عن أبى العالية قال الطاغوت الساحر والجبت الكاهن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال كنا نحدث ان الجبت شيطان والطاغوت الكاهن * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق ليث عن مجاهد قال الجبت كعب بن الاشرف والطاغوت الشيطان كان في صورة انسان * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والنسائي وابن أبى حاتم عن قبيصة بن مخارق أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان العيافة والطرق والطيرة من الجبت * وأخرج رستة في الايمان عن مجاهد في قوله ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين آمنوا سبيلا قال اليهود تقول ذك يقولون قريش أهدى من محمد وأصحابه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أم لهم نصيب من الملك قال فليس لهم نصيب ولو كان لهم نصيب لم يؤتوا الناس نقيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في الآية يقول لو كان لهم نصيب من ملك اذن لم يؤتوا محمدا نقيرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق خمسة عن ابن عباس قال النقير النقطة التى في ظهر النواة * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الازرق ساله عن النقير قال ما في شق ظهر النواة ومنه تنبت النخلة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر وليس الناس بعدك في نقير * وليسوا غيرا صداء وهام * وأخرج ابن الانباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قول الله فإذا
[ 173 ]
لا يؤتون الناس نقيرا ما النقير قال مافى ظهر النوا ة قال فيه الشاعر لقد رزخت كلاب بنى زبير * فما يعطون سائلهم نقيرا وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق أبى العالية عن ابن عباس قال هذا النقير ووضع طرف الابهام على باطن السبابة ثم نقرها * قوله تعالى (أم يحسدون الناس) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أم يحسدون الناس قال هم يهود * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس قال قال أهل الكتاب زعم محمد انه أوتى ما أوتى في تواضع وله تسع نسوة وليس همه الا النكاح فاى ملك أفضل من هذا فانزل الله هذه الآية أم يحسدون الناس إلى قوله ملكا عظيما يعنى ملك سليمان * وأخرج ابن المنذر عن عطية قال قالت اليهود للمسلمين تزعمون ان محمدا أوتى الدين في تواضع وعنده تسع نسوة أي ملك أعظم من هذا فانزل الله أم يحسدون الناس الآية * وأخرج ابن جرير عن الضحاك نحوه * وأخرج ابن المنذر والطبراني من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله أم يحسدون الناس قال نحن الناس دون الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله أم يحسدون الناس قال الناس في هذا الموضع النبي صلى الله عليه وسلم خاصة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد أم يحسدون الناس قال محمد * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل ابن حيان قال أعطى النبي صلى الله عليه وسلم بضع سبعين شابا فحسدته اليهود فقال الله أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى مالك في الآية قال يحسدون محمدا حين لم يكن منهم وكفروا به * وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية أم يحسدون الناس قال أولئك اليهود حسدوا هذا الحى من العرب على ما آتاهم الله من فضله بعث الله منهم نبيا فحسدوهم على ذلك * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج على ما آتاهم الله من فضله قال النبوة * وأخرج أبو داود والبيهقي في الشعب عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم والحسد فان الحسد ياكل الحسنات كما تأكل النار الحطب * وأخرج البيهقى في الشعب عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجتمع في جوف عبد الايمان والحسد * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله فقد آتينا آل ابراهيم سليمان بن وداود الكتاب والحكمة يعنى النبوة وآتيناهم ملكا عظيما في النساء فما باله حل لاولئك الانبياء وهم أنبياء أن ينكح داود تسعا وتسعين امرأة وينكح سليمان مائة امرأة ولا يحل لمحمد أن ينكح كما نكحوا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال كان في ظهر سليمان مائة رجل وكان له ثلثمائة امرأة وثلثمائة سرية * وأخرج الحاكم في المستدرك عن محمد بن كعب قال بلغني انه كان لسليمان ثلثمائة امرأة وسبعمائة سرية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن همام بن الحارث وآتيناهم ملكا عظيما قال أيدوا بالملائكة والجنود * وأخرج عبد بن حميد وبن المنذر عن مجاهد وآتيناهم ملكا عظيما قال النبوة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد فمنهم من آمن به قال بما انزل على محمد من يهود * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن فمنهم من آمن به اتبعه ومنهم من صدعنه يقول تركه فلم يتبعه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن السدى قال زرع ابراهيم خليل الرحمن وزرع الناس في تلك السنة فهلك زرع لناس وزكا زرع ابراهيم واحتاج الناس إليه فكان الناس ياتون ابراهيم فيسألونه منه فقال لهم من آمن أعطيته ومن أبى منعته فمنهم من آمن به فاعطاه من الزرع ومنهم من أبى فلم ياخذ منه فذلك قوله فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنة وكفى بجهنم سعيرا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة ومحمد من آل ابراهيم * وأخرج الزبير بن بكار في الموقفيات عن ابن عباس ان معاوية قال يا بنى هاشم انكم تريدون ان تستحقوا الخلافة كما استحقيتم النبوة ولا يجتمعان لاحد وتزعمون ان لكم ملكا فقال له ابن عباس اما قولك انا نستحق الخلافة بالنبوة فان لم نستحقها بالنبوة فبم نستحقها وأما قولك ان النبوة والخلافة لا يجتمعان لاحد فاين قول الله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فالكتاب النبوة والحكمة السنة والملك الخلافة نحن آل ابراهيم أمر الله فينا وفيهم واحد والسنة لنا ولهم جارية
[ 174 ]
وأما قولك زعمنا ان لنا ملكا فالزعم في كتاب الله شك وكل يشهدان لنا ملكا لا تملكون يوما الا ملكنا يومين ولا شهرا الا ملكنا شهرين ولا حولا الا ملكنا حولين والله أعلم * قوله تعالى (ان الذين كفروا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق ثوير عن ابن عمر في قوله كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غير ها قال إذا احترقت جلودهم بدلناهم جلودا بيضاء أمثال القراطيس * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن أبى حاتم وابن مردويه بسند ضعيف من طريق نافع عن ابن عمر قال قرئ عند عمر كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب فقال معاذ عندي تفسيرها تبدل في ساعة مائة مرة فقال عمر هكذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عمر قال تلا رجل عن عمر كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها فقال كعب عندي تفسير هذه الآية قرأتها قبل الاسلام فقال هاتها يا كعب فان جئت بها كما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقناك قال انى قرأتها قبل الاسلام كما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غير ها في الساعة الواحدة عشرين ومائة مرة فقال عمر هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال بلغني انه يحرق أحدهم في اليوم سبعين ألف مرة كلما أنضجتهم وأكلت لحومهم قيل لهم عودوا فعادوا * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال تأخذ النار فتأكل جلودهم حتى تكشطها عن اللحم حتى تفضى النار إلى العظام ويبدلون جلودا غيرها يذيقهم الله شديد العذاب فذلك دائم لهم أبدا بتكذيبهم رسول الله وكفرهم بآيات الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن يحيى بن يزيد الحضرمي انه بلغه في قول الله كلما نضحت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها قال يجعل للكافر مائة جلدبين كل جلدين لون من العذاب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس في الآية قال سمعنا انه مكتوب في الكتاب الاول ان جلد أحدهم أربعون ذراعا وسنه سبعون ذراعا وبطنه لو وضع فيه جبل لوسعه فإذا أكلت النار جلودهم بدلوا جلودا غيرها * وأخرج ابن أبى الدنيا في صفة النار عن حذيفة بن اليمان قال أسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا حذيفة ان في جهنم لسباعا من نار وكلابا من نار وكلاليب من نار وسيوفا من نار وانه تبعث ملائكة يعلقون أهل النار بتلك الكلاليب باحناكهم ويقطعونهم بتلك السيوف عضوا عضوا ويلقونهم إلى تلك السباع والكلاب كلما قطعوا عضوا عاد مكانه غضا جديدا * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى صالح قال قال أبو مسعود لابي هريرة أتدرى كم غلظ جلد الكافر قال لا قال غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى العالية قال غلظ جلد الكافر أربعون ذراعا * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان أهل النار يعظمون في النار حتى يصير أحدهم مسيرة كذا وكذا وان ضرس أحدهم لمثل أحد * قوله تعالى (وندخلهم ظلا ظليلا) * أخرج ابن أبى حاتم عن الربيع ابن أنس في قوله وندخلهم ظلا ظليلا قال هو ظل العرش الذى لا يزول * قوله تعالى (ان الله يامركم) الآية * أخرج ابن مردويه من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس في قوله ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة دعا عثمان بن أبى طلحة فلما أتاه قال أرنى المفتاح فاتاه به فلما بسط يده إليه قام العباس فقال يا رسول الله بابى أنت وأمى اجعله لى مع السقاية فكف عثمان يده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرنى المفتاح يا عثمان فبسط يده يعطيه فقال العباس مثل كلمته الاولى فكف عثمان يده ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عثمان ان كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فهاتنى المفتاح فقال هاك بامانة الله فقام ففتح باب الكعبة فوجد في الكعبة تمثال ابراهيم معه قداح يستقسم بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما للمشركين قاتلهم الله وما شأن ابراهيم وشأن القداح ثم دعا بجفنة فيها ماء فاخذماء فغممه ثم غمس بها تلك التماثيل وأخرج مقام ابراهيم وكان في الكعبة ثم قال يا أيها الناس هذه القبلة ثم خرج فطاف بالبيت ثم نزل عليه جبريل فيما ذكر لنا برد المفتاح فدعا عثمان بن طلحة فاعطاه المفتاح ثم قال ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها حتى فرغ من الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها قال نزلت في عثمان بن طلحة
[ 175 ]
قبض منه النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة ودخل به البيت يوم الفتح فخرج وهو يتلو هذه الآية فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح قال وقال عمر بن الخطاب لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكعبة وهو يتلو هذه الآية فداؤه أبى وأمى ما سمعته يتلوها قبل ذلك * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوها يا بنى طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم الا ظالم يعنى حجابة الكعبة * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم في قوله ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها الآية قال أنزلت هذه الآية في ولاة الامر وفيمن ولى من أمور الناس شيأ * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن شهر بن حوشب قال نزلت في الامراء خاصة ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها * وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب قال حق على الامام ان يحكم بما أنزل الله وان يؤدى الامانة فإذا فعل ذلك فحق على الناس ان يسمعوا له وان يطيعوا وان يجيبوا إذا دعوا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها قال يعنى السلطان يعطون الناس * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها قال هي مسجلة للبرو الفاجر * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع في الآية قال هذه الامانات فيما بينك وبين الناس في المال وغيره * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال ان القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها الا الامانة يجاء بالرجل يوم القيامة وان كان قتل في سبيل الله فيقال له اد أمانتك فيقول من أين وقد ذهبت الدنيا فيقال انطلقوا به إلى الهاوية فينطلق فتمثل له أمانته كهيئتها يوم دفعت إليه في قعر جهنم فيحملها فيصعدبها حتى إذا ظن انه خارج بها فهزلت من عاتقه فهوت وهوى معها أبد الآبدين قال زاذ ان فاتيت البراء بن عازب فقلت أما سمعت ما قال أخوك ابن مسعود قال صدق ان الله يقول ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها والامانة في الصلاة والامانة في الغسل من الجنابة والامانة في الحديث والامانة في الكيل والوزن والامانة في الدين وأشد ذلك في الودائع * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها قال انه لم يرخص لموسر ولا لمعسر * وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية عن الحسن ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول أد الامانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك * وأخرج أبو داود والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الايمان من طريق أبى صالح عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أد الامانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك * وأخرج مسلم عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه فهو منافق وان صام وصلى وزعم انه مسلم من إذ حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان * وأخرج البيهقى في الشعب عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ايمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا وضوء له * وأخرج البيهقى في الشعب عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع اذاكن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفة طعمة * وأخرج البيهقى عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول ما يرفع من الناس الامانة وآخر ما يبقى الصلاة ورب مصل لا خير فيه * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول ما يرفع من هذه الامة الحياء والامانة فسلوهما الله عزوجل * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن ابن عمر قال لا تنظروا إلى صلاة أحد ولا صيامه وانظروا إلى صدق حديثه إذا حدث والى أمانته إذا ائتمن والى ورعه إذا أشفى * وأخرج البيهقى عن عمر بن الخطاب مثله * وأخرج عن ميمون بن مهران قال ثلاثة تؤدين إلى البر والفاجر الرحم توصل كانت برة أو فاجرة والامانة تؤدى إلى البر والفجار والعهد يوفى به للبر والفاجر * وأخرج عن سفيان بن عيينة قال من لم يكن له رأس مال فليتخذ الامانة رأس ماله * أخرج عن أنس قال البيت الذى تكون فيه خيانة لا تكون فيه البركة * وأخرج أبو داود وابن حبان وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم عن أبى يونس قال سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الاآية ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات إلى قوله كان سميعا بصيرا ويضع ابهاميه على أذنيه والتى تليها على عينه ويقول هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه
[ 176 ]
وسلم يقرؤها ويضع أصبعيه * وأخرج ابن أبى حاتم عن عقبة بن عامر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقترئ هذه الآية سميعا بصيرا يقول بكل شئ بصير * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن عطاء في قوله أطعيوا الله وأطيعوا الرسول قال طاعة الرسول اتباع الكتاب والسنة وأولى الامر منكم قال أولى الفقه والعلم * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله أطعيوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم قال نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدى إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في سرية وفيها عمار بن ياسر فسار واقبل القوم الذى يريدون فلما بلغوا قريبا منهم عرسوا وأتاهم ذو العبينتين فاخبرهم فاصبحوا قد هربوا غير رجل أمر أهله فجمعوا متاعهم ثم أقبل يمشى في ظلمه الليل حتى أتى عسكر خالد يسأل عن عمار بن ياسر فاتاه فقال يا أبا اليقظان انى قد أسلمت وشهدت ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وان قومي لما سمعوا بكم هربوا وانى بقيت فهل اسلامي نافعى غدا والاهربت فقال عماربل هو ينفعك فاقم فاقام فلما أصبحوا أغار خالد فلم يجد أحدا غير الرجل فاخذه وأخذ ماله فبلغ عمارا الخبرفاتى خالدا فقال خل عن الرجل فانه قد أسلم وهو في أمان منى قال خالد وفيم أنت تجير فاستبا وارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاجاز أمان عمار ونهاه ان يجير الثانية على أمير فاستبا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال خالد يا رسول الله أتترك هذا العبد الاجدع يشتمني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خالد لا تسب عمارا فانه من سب عمار سبه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله ومن لعن عمار العنه الله فغضب عمار فقام فتبعه خالد حتى أخذ بثوبه فاعتذر إليه فرضى فانزل الله الآية وأخرجه ابن عساكر من طريق السدى عن أبى صالح عن ابن عباس * وأخرج ابن جرير عن ميمون بن مهران في قوله وأولى الامر منكم قال أصحاب السرايا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى هريرة في قوله وأولى الامر منكم قال هم الامراء منكم وفى لفظ هم أمراء السرايا * وأخرج ابن جرير عن مكحول في قوله وأولى الامر منكم قال هم أهل الآية التى قبلها ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها إلى آخر الآية * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أطاعنى فقد أطاع الله ومن أطاع أميرى فقد أطاعنى ومن عصاني فقد عصى الله ومن عصى أميرى فقد عصاني * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله وأولى الامر منكم قال قال أبى هم السلاطين قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعة الطاعة وفى الطاعة بلاء وقال لو شاء الله لجعل الامر في الانبياء يعنى لقد جعل إليهم والانبياء معهم الا ترى حين حكموا في قتل يحيى بن زكريا * وأخرج البخاري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وان استعمل عليكم حبشي كان رأسه زبيبة * وأخرج أحمد والترمذي والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبى امامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا إذا أمركم تدخلوا جنة ربكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم عن ابن عباس في قوله وأولى الامر منكم يعنى أهل الفقه والدين وأهل طاعة الله الذين يعلمون الناس معاني دينهم ويامرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر فاوجب الله طاعتهم على العباد * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن جابر بن عبد الله في قوله وأولى الامر منكم قال أولى الفقه وأولى الخير * وأخرج ابن عدى في الكامل عن ابن عباس في قوله وأولى الامر منكم قال أهل العلم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد وأولى الامر قال هم الفقهاء والعلماء * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وأولى الامر قال أصحاب محمد أهل العلم والفقه والدين * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن أبى العالية في قوله وأولى الامر قال هم أهل العلم ألا ترى انه يقول ولو ردوه إلى
[ 177 ]
الرسول والى أولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك وأولى الامر قال هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الدعاة الرواة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن عساكر عن عكرمة في قوله وأولى الامر قال أبو بكر وعمر رضى الله عنهما * وأخرج عبد بن حميد عن الكلبى وأولى الامر قال أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وابن مسعود * وأخرج سعيد بن منصور عن عكرمة انه سئل عن أمهات الاولاد فقال هن أحرار فقيل له باى شئ تقول قال بالقرآن قالوا بماذا من القرآن قال قول الله أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم وكان عمر من أولى الامر قال أعتقت كانت مسقطا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره الا ان يؤمر بمعصية فمن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة * وأخرج ابن جرير عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سيليكم بعدى ولاة فيليكم البرببره ولفاخر بفجره فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق وصلوا وراء هم فان أحسنوا فلهم ولكم وان أساؤا فلكم وعليهم * وأخرج أحمد عن أنس ان معاذا قال يا رسول الله أرأيت ان كانت علينا أمراء لا يستنون بسنتك ولا ياخذون بامرك فما تامر في أمرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمن لم يطع الله * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن أبى سعيد الخدرى قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن بجزر على بعث أنا فيهم فلما كنا ببعض الطريق أذن لطائفة من الجيش وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمى وكان من أصحاب بدر وكان به دعابة فنزلنا ببعض الطريق وأوقد القوم نارا ليصنعوا عليها صنيعا لهم فقال لهم أليس لى عليكم السمع والطاعة قالوا بلى قال فما أنا آمركم بشئ الاصنعتموه قالوا بلى قال أعزم بحقى وطاعتي لما تواثبتم في هذه النار فقام ناس فتحجز واحتى إذا ظن انهم واثبون قال احبسوا أنفسكم انما كنت أضحك معهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ان قدموا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمركم بمعصية فلا تطيعوه * وأخرج ابن الضريس عن الربيع بن أنس قال مكتوب في الكتاب الاول من رأى لاحد عليه طاعة في معصية لله فلن يقبل الله عمله ما دام كذلك ومن رضى ان يعصى الله فلن يقبل الله عمله مادام كذلك * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمران بن حصين قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا طاعة في معصية الله * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن سيرين قال كان عمر إذا استعمل رجلا كتب في عهده اسمعوا له وأطيعوا ما عدل فيكم * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمر قال اسمع وأطع وان أمر عليك عبد حبشي مجدع ان ضرك فاصبر وان حرمك فاصبر وان أراد أمرا ينتقص دينك فقل دمى دون دينى * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى سفيان قال خطبنا ابن الزبير فقال انا قد ابتلينا بما قد ترون فما أمرناكم بامر لله فيه طاعة فلنا عليكم فيه السمع والطاعة وما أمرناكم من أمر ليس لله فيه طاعة فليس لنا عليكم فيه طاعة ولا نعمة عين * وأخرج ابن أبى شيبة والترمذي عن أم الحصين الاحمسية قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب وعليه برد متافعابه وهو يقول ان أمر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا له وأطيعوا ما قادكم بكتاب الله * وأخرج ابن أبى شيبة عن على بن أبى طالب قال حق على الامام ان يحكم بما أنزل الله وان يؤدى الامانة فإذا فعل ذلك كان حقا على المسلمين ان يسمعوا ويطيعوا ويجيبوا إذا دعوا * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن مسعود قال لا طاعة لبشر في معصية الله * وأخرج ابن أبى شيبة عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاطاعة لبشر في معصية الله * وأخرج ابن أبى شيبة عن على قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجلا من الانصار فامرهم ان يسمعوا له ويطيعوا قال فاغضبوه في شئ فقال اجمعوا لي حطبا فجمعوا له حطبا قال أوقدوا نارا فاوقدوا نارا قال ألم يامركم ان تسمعوا له وتطيعوا قالوا بلى قال فادخلوها فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا انما فررنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار فسكن غضبه وطفئت النار فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر وا ذلك له فقال لو دخلوها ما خرجوا منها انما الطاعة في المعروف * وأخرج الطبراني عن الحسن أن زيادا استعمل الحكم بن عمر والغفاري على جيش فلقيه عمران بن الحصين
[ 178 ]
فقال هل تدرى فيم جئتك أما تذكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه الذى قال له أميره قم فقع في النار فقام الرجل ليقع فيها فادلك فامسك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو وقع فيها لدخل النار لا طاعة في معصية الله قال بلى قال فانما أردت أن اذكرك هذا الحديث * وأخرج البخاري في تاريخه والنسائي والبيهقي في الشعب عن الحارث الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمركم بخمس أمرنى الله بهن الجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله فمن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقة الا ان يراجع * وأخرج البيهقى عن المقدام ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أطيعوا أمراءكم فان أمروكم بما جئتكم به فانهم يؤجرون عليه وتؤجرون بطاعتهم وان أمروكم بما لم آتكم به فهو عليهم وأنتم برآء من ذلك إذا لقيتم الله قلتم ربنا لاظلم فيقول لا ظلم فتقولون ربنا أرسلت الينا رسولا فاطعناه باذنك واستخلفت علينا خلفاء فاطعناهم باذنك وأمرت علينا أمراء فاطعناهم باذنك فيقول صدقتم هو عليهم وأنتم منه برآء * وأخرج أحمد والبيهقي عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون عليكم أمراء تطمئن إليهم القلوب وتلين لهم الجلود ثم يكون علكيم أمراء تشمئز منهم القلوب وتقشعر منهم الجلود فقال رجل أنقاتلهم يا رسول الله قال لا ما أقاموا الصلاة * وأخرج البيهقى عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم سترون بعدى أثره وأمورا تنكرونها قلنا فما تأمرنا يا رسول الله قال أدوا الحق الذى عليكم واسألوا الله الذى لكم * وأخرج أحمد عن أبى ذر قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انه كائن بعدى سلطان فلا تذلوه فمن أرادان يذله فقد خلع ربقة لاسلام من عنقه وليس بمقبول منه حتى يسد ثلمته التى ثلم وليس بفاعل ثم يعود فيكون فيمن يعزه أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا نغلب على ثلاث ان نامر بالمعروف وننهى عن المنكر ونعلم الناس السنن * وأخرج أحمد عن حذيفة بن اليمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من فارق الجماعة واستذل الامارة لقى الله ولا وجه له عنده * وأخرج البيهقى في الشعب عن أبى عبيدة بن الجراح قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تسبوا السلطان فانهم فئ الله في أرضه * وأخرج ابن سعد والبيهقي عن أنس بن مالك قال أمرنا أكابرنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ان لا نسب أمراء نا ولا نغشهم ولا نعصيهم وان نتقى الله ونصبر فان الامر قريب * وأخرج البيهقى عن على بن أبى طالب قال لا يصلح الناس الا أمير برأ وفاجر قالوا هذا البر فكيف بالفاجر قال ان الفاجر يؤمن الله به السبل ويجاهد به العدو ويجئ به الفئ ويقام به الحدود ويحج به البيت ويعبد الله فيه المسلم آمنا حتى يأتيه أجله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فان تنازعتم في شئ قال فان تنازع العلماء فردوه إلى الله والرسول قال يقول فردوه إلى كتاب الله وسنة رسوله ثم قرأ ولو ردوه إلى الرسول والى أولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ميمون بن مهران في الآية قال الرد إلى الله الرد إلى كتابه والرد إلى رسوله مادام حيا فإذ اقبض فالى سنته * وأخرج ابن جرير عن قتادة والسدى مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ذلك خير وأحسن تأويلا يقول ذلك أحسن ثوابا وخير عاقبة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وأحسن تأويلا قال أحسن جزاء * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى وأحسن تأويلا قال عاقبة * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين يزعمون) الآية * أخرج ابن أبى حاتم والطبراني بسند صحيح عن ابن عباس قال كان أبوبرزة الاسلمي كاهنا يقضى بين اليهود فيما بتنافرون فيه فتنافر إليه ناس من المسلمين فانزل الله ألم تر إلى الذين يزعمون انهم آمنوا إلى قوله احسانا وتوفيقا * وأخرج ابن اسحق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال كان الجلاس بن الصامت قبل توبته ومعتب بن قشير ورافع بن زيد وبشير كانوا يدعون الاسلام فدعاهم رجال من قومهم من المسلمين في خصومة كانت بينهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعوهم إلى الكهان حكام الجاهلية فانزل الله فيهم ألم تر إلى الذين يزعمون الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبى قال كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة وفى لفظ ورجل ممن زعم انه مسلم فجعل اليهودي يدعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم الانه قد علم أنه لا ياخذ الرشوة في الحكم وجعل الآخر يدعوه إلى
[ 179 ]
اليهود لانه قد علم أنهم ياخذون الرشوة في الحكم ثم اتفقا على أن يتحاكما إلى كاهن في جهينة فنزلت ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا الآية إلى قوله ويسلموا تسليما * وأخرج ابن جرير عن سليمان التيمى قال زعم حضرمى ان رجلا من اليهود كان قد أسلم فكانت بينه وبين رجل من اليهود مدارأة في حق فقال اليهودي له انطلق إلى نبى الله فعرف انه سيقضى عليه فابى فانطلقا إلى رجل من الكهان فتحاكما إليه فانزل الله ألم تر إلى الذين يزعمون الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في رجل من الانصار ورجل من اليهود في مدارأة كانت بينهما في حق تدارأى فيه فتحاكما إلى كاهن كان بالمدينة وتركا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاب الله ذلك عليهما وقد حدثنا ان اليهودي كان يدعوه إلى نبى الله صلى الله عليه وسلم وكان يعلم انه لا يجور عليه وكان يابى عليه الانصاري الذى زعم انه مسلم فأنزل الله فيهما ما تسمعون عاب ذلك على الذى زعم انه مسلم وعلى صاحب الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال كان ناس من اليهود قد أسلموا ونافق بعضهم وكانت قريظة والنضير في الجاهلية إذا قتل الرجل من بنى النضير قتلته بنو قريظة قتلوا به منهم فإذ قتل رجل من بنى قريظة قتلته النضير أعطوا ديته ستين وسقا من تمر فلما أسلم ناس من قريظة والنضير قتل رجل من بنى النضير رجلا من بنى قريظة فتحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النضيرى يا رسول الله انا كنا نعطيهم في الجاهلية الدية فنحن نعطيهم اليوم الدية فقالت قريظة لا ولكنا اخوانكم في النسب والدين ودماؤنا مثل دمائكم ولكنكم كنتم تغلبونا في الجاهلية فقد جاء الاسلام فانزل الله تعالى يعيرهم بما فعلوا فقال وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس يعيرهم ثم ذكر قول النضيرى كنا نعطيهم في الجاهلية ستين وسقا ونقتل منهم ولا يقتلونا فقال أفحكم الجاهلية يبغون فاخذ النضيرى فقتله بصاحبه فتفاخرت النضير وقريظة فقال النضير نحن أقرب منكم وقالت قريظة نحن أكرم منكم فدخلوا المدينة إلى أبى برزة الكاهن الاسلمي فقال المنافقون من قريظة والنضير انطلقوا بنا إلى أبى برزة ينفر بيننا فتعالوا إليه فابى المنافقون وانطلقوا إلى أبى برزة وسالوه فقال أعظموا اللقمة يقول اعظموا الخطر فقالوا لك عشرة أو ساق قال لا بل مائة وسق ديتي فانى أخاف ان أنفر النضير فتقتلني قريظة أو أنفر قريظة فتقتلني النضير فابوا أن يعطوه فوق عشرة أو ساق وأبى ان يحكم بينهم فانزل الله يريدون ان يتحاكموا إلى الطاغوت إلى قوله ويسلموا تسليما * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله يريدون ان يتحاكموا إلى الطاغوت قال الطاغوت رجل من اليهود كان يقال له كعب بن الاشرف وكانوا إذا ما دعوا إلى ما أنزل الله والى الرسول ليحكم بينهم قالوا بل نحاكمهم إلى كعب فذلك قوله يريدون ان يتحاكموا إلى الطاغوت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في الآية قال تنازع رجل من المنافقين ورجل من اليهود فقال المنافق اذهب بنا الى كعب بن الاشرف وقال اليهودي اذهب بنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله ألم تر إلى الذين يزعمون الآية * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس قال كان رجلان من أصجاب النبي صلى الله عليه وسلم بينهما خصومة أحدهما مؤمن والآخرة منافق فدعاه المؤمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم ودعاه المنافق إلى كعب بن الاشرف فانزل الله وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا * وأخرج الثعلبي عن ابن عباس في قوله ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا الآية قال نزلت في رجل من المنافقين يقال له بشر خاصم يهوديا فدعاه اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ودعاه المنافق إلى كعب بن الاشرف ثم انهما احتكما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى لليهودي فلم يرض المنافق وقال تعال نتحاكم إلى عمر بن الخطاب فقال اليهودي لعمر قضى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرض بقضائه فقال للمنافق أكذلك قال نعم فقال عمر مكانكما حتى أخرج اليكما فدخل عمر فاشتمل على سيفه ثم خرج فضرب عنق المنافق حتى برد ثم قال هكذا أقضى لمن لم يرض بقضاء الله ورسوله فنزلت * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت قال هو كعب بن الاشرف * واخرج ابن المنذر عن مجاهد قال الطاغوت والشيطان في صورة انسان يتحاكمون إليه وهو صاحب أمرهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن وهب بن منبه قال سألت جار بن عبد الله عن الطواغيت التى كانوا يتحاكمون إليها قال ان في جهينة واحدا وفى أسلم واحدا وفى
[ 180 ]
هلال واحدا وفى كل حى واحدا وهم كهان تنزل عليهم الشياطين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله والى الرسول قال دعا المسلم المنافق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحكم * وأخرج ابن المنذر عن عطاء في قوله يصدون عنك صدودا قال الصدود الاعراض * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد فكيف إذا أصابتهم مصيبة في أنفسهم وبين ذلك ما بينهما من القرآن هذا من تقديم القرآن وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن جريج في قوله أصابتهم مصيبة يقول بما قدمت أيديهم في انفسهم وبين ذلك ما بين ذلك قل لهم قولا بليغا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم قال عقوبة لهم بنفاقهم وكرهوا حكم الله * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج فاعرض عنهم ذلك لقوله وقل لهم قولا بليغا في أنفسهم * قوله تعالى (وما أرسلنا من رسول) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وما أرسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله قال واجب لهم ان يطيعهم من شاء الله لا يطيعهم أحد الا باذن الله * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ولو انهم إذ ظلموا أنفسهم الآية قال هذا في الرجل اليهودي والرجل المسلم اللذين تحاكما إلى كعب بن الاشرف وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال الاستغفار على نحوين أحدهما في القول والآخر في العمل فاما استغفار القول فان الله يقول ولو انهم إذا ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفرلهم الرسول وأما استغفار العمل فان الله يقول وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون فعنى بذلك ان يعملوا عمل الغفران ولقد علمت ان أناسا سيدخلون النار وهم يستغفرون الله بالسنتهم ممن يدعى بالاسلام ومن سائر الملل * قوله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون) * أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان والبيهقي من طريق الزهري ان عروة بن الزبير حدث عن الزبير بن العوام انه خاصم رجلا من الانصار قد شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج من الحرة كانا يسقيان به كلاهما النخل فقال الانصاري سرح الماء يمرفابى عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسق يا زبير ثم ارسل الماء إلى جارك فغضب الانصاري وقال يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر ثم ارسل الماء إلى جارك واسترعى رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير حقه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك اشار على الزبير برأى أراد فيه السعة له وللانصاري فلما احفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم الانصاري استرعى للزبير حقه في صريح الحكم فقال الزبير ما أحسب هذه الآية نزلت الافى ذلك فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الاية * وأخرج الحميدى في مسنده وسعيد بن منصور وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني في الكبير عن ام سلمة قالت خاصم الزبير رجلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى للزبير فقال الرجل انما قضى له لانه ابن عمته فانزل الله فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله فلا وربك لا يؤمنون الآية قال انزلت في الزبير بن العوام وحاطب بن ابى بلتعة اختصما في ماء فقضى النبي صلى الله عليه وسلم ان يسقى الاعلى ثم الاسفل * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله فلا وربك لا يؤمنون قال نزلت في اليهود * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله فلا وربك الآية قال هذا في الرجل اليهودي والرجل المسلم اللذين تحاكما إلى كعب بن الاشرف * وأخرج ابن جرير عن الشعبى مثله الا انه قال إلى الكاهن * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق ابن لهيعة عن أبى الاسود قال اختصم رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما فقال الذى قضى عليه ردنا إلى عمر بن الخطاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم انطلقا إلى عمر فلما أتيا عمر قال الرجل يا ابن الخطاب قضى لى رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا فقال ردنا إلى عمر فردثا اليك فقال أكذاك قال نعم فقال عمر مكانكما حتى أخرج اليكما فاقضى بينكما فخرج اليهما مشتملا على سيفه فضرب الذى قال ردنا إلى عمر فقتله وأدبر الآخر فارا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قتل والله عمر صاحبي ولولا أنى أعجزته لقتلني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنت أظن ان يجترئ عمر على قتل مؤمنين فانزل الله فلا وربك لا يؤمنون الآية فهدردم ذلك الرجل وبرأ
[ 181 ]
عمر من قتله فكره الله ان يسن ذلك بعد فقال ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم إلى قوله وأشد تثبتا * وأخرج الحافظ دحيم في تفسيره عن عتبة بن ضمرة عن أبيه ان رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى للمحق على المبطل فقال المقضى عليه لا أرضى فقال صاحبه فما تريد قال ان تذهب إلى أبى بكر الصديق فذهبا إليه فقال أنتما على ما قضى به النبي صلى الله عليه وسلم فابى ان يرضى قال ناتى عمر فاتياه فدخل عمر منزله وخرج والسيف في يده فضرب به رأس الذى أبى ان يرضى فقتله وأنزل الله فلا وربك الآية * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن مكحول قال كان بين رجل من المنافقين ورجل من المسلمين منازعة في شئ فاتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى على المنافق فانطلقا إلى أبى بكر فقال ما كنت لا قضى بين من يرغب من قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقا إلى عمر فقصا عليه فقال عمر لا تعجلا حتى أخرج اليكما فدخل فاشتمل على السيف وخرج فقتل المنافق ثم قال هكذا أقضي بين من لم يرض بقضاء رسول الله فاتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان عمر قد قتل الرجل وفرق الله بين الحق والباطل على لسان عمر فسمى الفاروق * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل فيما شجر بينهم قال فيما أشكل عليهم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت زهيرا وهو يقول متى تشتجر قوم قتل سراتهم * هم بيننا فهم رضا وهم عدل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله حرجا قال شكا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر في قوله حرجا قال اثما * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال لما نزلت هذه الآية قال الرجل الذى خاصم الزبير وكان من الانصار سلمت * وأخرج ابن المنذر عن أبى سعيد الخدرى انه نازع الانصار في الماء من الماء فقال لهم أرأيت لو انى علمت ان ما تقولون كما تقولون واغتسل انا فقالوا له لا والله حتى لا يكون في صدرك حرج مما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم * قوله تعالى (ولو أنا كتبنا عليهم) الآية * أخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ولوانا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم هم يهود يعنى والعرب كما أمر أصحاب موسى عليه السلام ان يقتل بعضهم بعضا بالخناجر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سفيان في قوله ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم قال نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وفيه أيضا وآتوا حقه يوم حصاده * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال افتخر ثابت بن قيس بن شماس ورجل من اليهود فقال اليهودي والله لقد كتب الله علينا أن اقتلوا أنفسكم فقتلنا أنفسنا فقال ثابت والله لو كتب الله علينا أن اقتلوا أنفسكم لقتلنا أنفسنا فانزل الله في هذا ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا * وأخرج ابن جرير وابن اسحق السبيعى قال لما نزلت ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم الآية قال رجل لو أمرنا لفعلنا والحمد لله الذى عافانا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان من أمتى لرجالا الايمان اثبت في قلوبهم من الجبال الرواسى * وأخرج ابن المنذر من طريق اسرائيل عن أبى اسحق عن زيد بن الحسن قال لما نزلت هذه الآية ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم قال ناس من الانصار والله لو كتبه الله علينا لقبلنا الحمد لله الذى عافانا ثم الحمد لله الذى عافانا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان أثبت في قلوب رجال من الانصار من الجبال الرواسى * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق هشام عن الحسن قال لما نزلت هذه الآية ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم قال أناس من الصحابة لو فعل ربنا لفعلنا فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال للايمان أثبت في قلوب أهله من الجبال الرواسى * وأخرج ابن أبى حاتم عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال لما نزلت ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم قال أبو بكر يا رسول الله والله لو أمرتني ان أقتل نفسي لفعلت قال صدقت يا ابا بكر * وأخرج ابن أبى حاتم عن شريح بن عبيد قال لما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ولو أنا كتبنا عليهم ان اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل منهم أشار بيده إلى عبد الله بن رواحة فقال لو ان الله كتب ذلك لكان هذا من أولئك القليل * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان في الآية قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لو نزلت كان ابن أم عبدمنهم * وأخرج ابن المنذر عن مقاتل بن حيان في الآية قال كان عبد الله بن مسعود من القليل الذى يقتل
[ 182 ]
نفسه * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر يعنى من أولئك القليل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله وأشد تثبيتا قال تصديقا * قوله تعالى (ومن يطع الله والرسول) الآية * أخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والضياء المقدسي في صفة الجنة وحسنه عن عائشة قالت جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انك لا حب إلى من نفسي وانك لا حب إلى من ولدى وانى لاكون في البيت فاذكرك فما أصبر حتى آتى فانظر اليك وإذا ذكرت موتى وموتك عرفت انك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وأنى إذا دخلت الجنة خشيت ان لا أراك فلم يزد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيا حتى نزل جبريل بهذه الآية ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم الآية * وأخرج الطبراني وابن مردويه من طريق الشعبى عن ابن عباس ان رجلا أتى النبي صلى عليه وسلم فقال يا رسول الله انى أحبك حتى انى أذكرك فلولا أنى أجئ فانظر اليك ظننت ان نفسي تخرج وأذكراني ان دخلت الجنة صرت دونك في المنزلة فيشق على وأحب ان أكون معكم في الدرجة فلم يريد عليه شيا فانزل الله ومن يطع الله والرسول الآية فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليه * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبى ان رجلا من الانصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله والله لانت أحب إلى من نفسي وولدى وأهلي ومالى ولولا اني آتيك فاراك لظننت انى ساموت وبكى الانصاري فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما أبكاك فقال ذكرت انك ستموت ونموت فترفع مع النبيين ونحن إذا دخلنا الجنة كنا دونك فلم يخبره النبي صلى الله عليه وسلم بشئ فانزل الله على رسوله ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم إلى قوله عليما فقال ابشر يا أبا فلان * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال جاء رجل من الانصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محزون فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا فلان ما لى أراك محزونا قال يا نبى الله شئ فكرت فيه فقال ما هو قال نحن نغدو عليك ونروح ننظر في وجهك ونجالسك غدا ترفع مع النبيين فلا نصل اليك فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه شيأ فاتاه جبريل بهذه الآية ومن يطع الله والرسول إلى قوله رفيقا قال فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم فبشره * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مسروق قال قال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ما ينبغى لنا أن نفارقك في الدنيا فانك لو قدمت رفعت فوقنا فلم نرك فانزل الله ومن يطع الله والرسول الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن عكرمة قال أتى فتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبى الله ان لنا فيك نظرة في الدنيا ويوم القيامة لانراك لانك في الجنة في الدرجات العلى فانزل الله ومن يطع الله الآية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت معى في الجنة ان شاء الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال ذكر لنا ان رجالا قالوا هذا نبى الله نراه في الدنيا فاما في الآخرة فيرفع بفضله فلا نراه فانزل الله ومن يطع الله والرسول إلى قوله رفيقا * وأخرج ابن جرير عن السدى قال قال ناس من الانصار يارسول الله إذا أدخلك الله الجنة فكنت في أعلاها ونحن نشتاق اليك فكيف نصنع فانزل الله ومن يطع الله والرسول الآية * وأخرج ابن جرير عن الربيع ان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا قد علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم له فضل على من آمن به في درجات الجنة ممن اتبعه وصدقه فكيف لهم إذا اجتمعوا في الجنة ان يرى بعضهم بعضا فانزل الله هذه الآية في ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان الاعلين ينحدرن إلى من هو أسفل منهم فيجتمعون في رياضها فيذكرون ما أنعم الله عليهم ويثنون عليه * وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي عن ربيعة ابن كعب الاسلمي قال كنت أبيت عند النبي صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوئه وحاجته فقال لى سل فقلت يا رسول الله أسالك مرافقتك في الجنة قال أوغير ذلك قلت هو ذاك قال فاعنى على نفسك بكثرة السجود * وأخرج أحمد عن عمرو بن مرة الجهنى قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله شهدت أن لا اله الا الله وانك رسول الله وصليت الخمس وأديت زكاة مالى وصمت رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة هكذا ونصب أصبعيه ما لم يعق والديه * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن معاذ بن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ الف آية في سبيل الله كتب يوم القيامة مع
[ 183 ]
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ان شاء الله * وأخرج البخاري ومسلم وابن ماجه عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من نبى يمرض الاخير بين الدنيا والآخرة وكان في شكواه الذى قبض فيه أخذته بحة شديدة فسمعته يقول مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقن والشهداء والصالحين فعلمت أنه خير * وأخرج ابن جرير عن المقداد قال قلت للنبى صلى الله عليه وسلم قلت في أزواجك انى لارجولهن من بعدى الصديقين قال من تعنون الصديقين قلت أولادنا الذين هلكوا صغارا قال لا ولكن الصديقين هم المصدقون * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم) * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله خذوا حذركم قال عدتكم من السلاح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله فانفر واثبات قال عصبا يعنى سرايا متفرقين أو انفروا جميعا يعنى كلكم * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله عزوجل فانفر واثبات قال عشرة فما فوق ذلك قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عمرو بن كلثوم الثعلبي وهو يقول فاما يوم خشيتنا عليهم * فتصبح خيلناعصبا ثباتا * واخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن ابى حاتم والبيهقي في سننه من طريق عطاء عن ابن عباس في سورة النساء خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا عصبا وفرقا قال نسخها وما كان المؤمنون لينفروا كافة الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ثبات قال فرقا قليلا * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم عن السدى فانفروا ثبات قال هي العصبة وهى الثبة أو انفروا جميعا مع النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة أو انفروا جميعا أي إذا نفر نبى الله صلى الله عليه وسلم فليس لاحد أن يتخلف عنه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وان منكم لمن ليبطئن إلى قوله فسوف يؤتيه أجرا عظيما ما بين ذلك في المنافق * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان وان منكم لمن ليبطئن قال هو فيما بلغنا عبد الله بن أبى ابن سلول رأس المنافقين ليبطئن قال ليختلفن عن الجهاد فان أصابتكم مصيبة من العدو وجهد من العيش قال قد أنعم الله على اذلم أكن معهم شهيدا فيصيبنى مثل الذى أصابهم من البلاء والشدة ولئن أصابكم فضل من الله يعنى فتحا وغنيمة وسعة في الرزق ليقولن المنافق وهو نادم في التخلف كان لم يكن بينكم وبينه مودة يقول كانه ليس من أهل دينكم في المودة فهذا من التقديم يا ليتني كنت معهم فافوز فوزا عظيما يعنى آخذ من الغنيمة نصيبا وافرا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة وان منكم لمن ليبطئن عن الجهاد وعن الغزو في سبيل الله فان أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله على إذا لم أكن معهم شهيدا قال هذا قول مكذب ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن الآية قال هذا قول حاسد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج وان منكم لمن ليبطئن قال المنافق يبطئ المسلمين عن الجهاد في سبيل الله فان أصابتكم مصيبة قال بقتل العدو من المسلمين قال قد أنعم الله على اذلم أكن معهم شهيدا قال هذا قول الشامت ولئن أصابكم فضل من الله ظهر المسلمون على عدوهم وأصابوا منهم غنيمة ليقولن الآية قال قول الحاسد * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة يقول يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير فليقاتل يعنى يقاتل المشركين في سبيل الله قال في طاعة الله ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل يعنى يقتله العدو أو يغلب يعنى يغلب العدو من المشركين فسوف نؤتيه أجرا عظيما يعنى جزاء وافرا في الجنة فجعل القاتل والمقتول من المسلمين في جهاد المشركين شريكين في الاجر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين قال وسبيل المستضعفين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس قال المستضعفون أناس مسلمون كانوا بمكة لا يستطيعون أن يخرجوا منها * وأخرج البخاري عن ابن عباس قال كنت أنا وأمى من المستضعفين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال أمر المؤمنون ان يقاتلوا عن مستضعفين مؤمنين كانوا بمكة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عائشة في قوله ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها قال مكة * وأخرج ابن جرير
[ 184 ]
عن ابن عباس مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد وعكرمة واجعل لنا من لدنك نصيرا قالا حجة ثابتة * وأخرج ابن المنذر عن قتادة والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت يقول في سبيل الشيطان * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس قال إذ رأيتم الشيطان فلا تخافوه واحملوا عليه ان كيد الشيطان كان ضعيفا قال مجاهد كان الشيطان يترايالى في الصلاة فكنت أذكر قول ابن عباس فاحمل عليه فيذهب عنى * قوله تعالى (ألم تر) الآية * أخرج النسائي وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه من طريق عكرمة عن ابن عباس ان عبد الرحمن بن عوف وأصحا باله أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا نبى الله كنا في عزونحن مشركون فلما آمنا صرنا اذلة فقال انى أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم فلما حوله الله إلى المدينة أمره الله بالقتال فكفوا فانزل الله ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم الآية * وأخرج عبدبن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال كان اناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم يومئذ بمكة قبل الهجرة يسارعون إلى القتال فقالوا للنبى صلى الله عليه وسلم ذرنا نتخذ معاول فنقاتل بها المشركين وذكر لنا ان عبد الرحمن بن عوف كان فيمن قال ذلك فنهاهم نبى الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال لم أومر بذلك فلما كانت الهجرة وأمروا بالقتال كره القوم ذلك وصنعوا فيه ما تسمعون قال الله تعالى قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال هم قوم اسلمولم قبل ان يفرض عليهم القتال ولم يكن عليهم الا الصلاة والزكاة فسألوا الله ان يفرض عليهم القتال * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم إلى قوله لا تبعتم الشيطان الا قليلا ما بين ذلك في يهود * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم الآية نهى الله هذه الامة ان يصنعوا صنيعهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله إلى أجل قريب قال هو الموت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج إلى أجل قريب أي إلى ان يموت موتا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن هشام قال قرأ الحسن قل متاع الدنيا قليل قال رحم الله عبدا صحبها على ذلك ما الدنيا كلها من اولها إلى آخرها الا كرجل نام نومة فرأى في منامه بعض ما يحب ثم انتبه فلم يرشيا * وأخرج ابن ابى حاتم عن ميمون بن مهران قال الدنيا قليل وقد مضى أكثر القليل وبقى قليل من قليل * قوله تعالى (اينما تكونوا) الآية * وأخرج ابن ابى حاتم عن السدى في قوله اينما تكونوا قال من الارض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ولو كنتم في بروج مشيدة يقول في قصور محصنة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في بروج مشيدة قال المجصصة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في بروج مشيدة قال هي قصور بيض في سماء الدنيا مبنية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى العالية في بروج مشيدة قال قصور في السماء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سفيان في الآية قال يرون ان هذه البروج في السماء * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابو نعيم في الحلية عن مجاهد قال كان قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم امرأة وكان لها أجير فولدت المرأة فقالت لاجيرها انطلق فاقتبس لى نارا فانطلق الاجير فإذا هو برجلين قائمين على الباب فقال أحدهما لصاحبه ما ولدت فقال ولدت جارية فقال أحدهما لصاحبه لا تموت هذه الجارية حتى تزني بمائة ويتزوجها الاجير ويكون موتها بعنكبوت فقال الاجير اما والله لاكذبن حديثهما فرمى بما في يده وأخذ السكين فشحذها وقال ألا تراني أتزوجها بعد ما تزنى بمائة ففرى كبدها ورمى بالسكين وظن انه قد قتلها فصاحت الصبية فقامت أمها فرأت بطنها قد شق فخاطته وداوته حتى برئت وركب الاجير رأسه فلبت ما شاء الله ان يلبث وأصاب الاجير مالا فاراد ان يطلع ارضه فينظر من مات منهم ومن بقى فاقبل حتى نزل على عجوز وقال للعجوز زابغى لى احسن امرأة في البلد أصيب منها وأعطيها فانطلقت العجوز إلى تلك المرأة وهى أحسن جارية في البلد فدعتها إلى الرجل وقالت تصيبين منه معروفا فأبت عليها وقالت انه قد كان ذك منى فيما مضى فاما اليوم فقد بدالى ان لا أفعل فرجعت إلى الرجل فاخبرته فقال فاخطبيها على فخطبها وتزوجها فاعجب بها فلما أنس إليها حدثها حديثه فقالت والله لئن كنت صادقا لقد حدثتني أمي حديثك وانى لتلك الجارية قال
[ 185 ]
أنت قالت أنا قال والله لئن كنت أنت ان بك لعلامة لا تخفى فكشف بطنها فإذا هو باثر السكين فقال صدقنى والله الرجلان والله لقد زنيت بمائة وانى أنا الاجير وقد تزوجتك ولتكونن الثالثة وليكونن موتك بعنكبوت فقالت والله لقد كان ذاك منى ولكن لا أدرى مائة أو أقل أو اكثر فقال والله ما نقص واحدا ولا زاد واحدا ثم انطلق إلى ناحية القرية فبنى فيه مخافة العنكبوت فلبث ما شاء الله ان يلبث حتى إذا جاء الاجل ذهب ينظر فإذا هو بعنكبوت في سقف البيت وهى إلى جانبه فقال والله انى لارى العنكبوت في سقف البيت فقالت هذه التى تزعمون انها تقتلني والله لا قتلنها قبل ان تقتلني فقام الرجل فزاولها والقاها فقالت والله لا يقتلها أحد غيرى فوضعت أصبعها عليها فشدختها فطار السم حتى وقع بين الظفر واللحم فاسودت رجلها فماتت وأنزل الله على نبيه حين بعث أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة * قوله تعالى (وان تصبهم حسنة) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله وان تصبهم حسنة يقول نعمة وان تصبهم سيئة قال مصيبة قل كل من عند الله قال النعم والمصائب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى العالية وان تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قال هذه في السراء والضراء وفى قوله ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال هذه في الحسنات والسيآت * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله وان تصبهم حسنه الآية قال ان هذه الايات نزلت في شان الحرب قل كل من عند الله قال النصر والهزيمة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله قل كل من عند الله يقول الحسنة والسيئة من عند الله ما الحسنة فانعم بها عليك واما السيئة فابتلاك الله بها وفى قوله ما أصابك من حسنة فمن الله قال ما فتح الله عليه يوم بدر وما أصاب من الغنيمة والفتح وما أصابك من سيئة قال ما أصابه يوم أحد أن شج في وجهه وكسرت رباعيته * وأخرج ابن أبى حاتم عن مطرف بن عبد الله قال ما تريدون من القدر ما يكفيكم الآية التى في سورة النساء وان تصبهم حسنة الآية * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عطية العوفى عن ابن عباس في قوله وما أصابك من سيئتة فمن نفسك قال هذا يوم أحد يقول ما كانت من نكبة فبذنبك وانا قدرت ذلك عليك * وأخرج سعيد بن منصور وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر ابن أبى حاتم عن أبى صالح وما أصابك من سيئة فمن نفسك وانا قدرتها عليك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال عقوبة بذنبك يا ابن آدم قال وذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا يصيب رجلا خدش عودولا عثرة قدم ولا اختلاج عرق الا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال بذنبك كما قال لاهل أحد أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم بذنوبكم * وأخرج ابن المنذر وابن الانباري في المصاحف عن مجاهد قال هي في قراءة أبى بن كعب وعبد الله بن مسعود ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وانا كتبتها عليك * وأخرج ابن المنذر من طريق مجاهدان ابن عباس كان يقرأ وما أصابك من سيئة فمن نفسك وانا كتبتها عليك قال مجاهد وكذلك في قراءة أبى وابن مسعود * قوله تعالى (من يطع الرسول) الآية * أخرج ابن المنذر والخطيب عن ابن عمر قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فقال يا هؤلاء ألستم تعلمون انى رسول الله اليكم قالوا بلى قال ألستم تعلمون ان الله أنزل في كتابه انه من أطاعنى فقد أطاع الله قالوا بلى نشهد انه من أطاعك فقد أطاع الله وان من طاعته طاعتك قال فان من طاعة الله ان تطيعوني وان من طاعتي ان تطيعوا أئمتكم وان صلوا قعودا فصلوا قعودا أجمعين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ربيع بن خثيم قال حرف وايما حرف من يطع الرسول فقد أطاع الله فوض إليه فلا بامر الا بخير * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد انه سئل عن قوله فما أرسلناك عليهم حفيظ قال هذا أول ما بعثه قال ان عليك الا البلاغ ثم جاء بعد هذا يأمره بجهادهم والغلظة عليهم حتى يسلموا * قوله تعالى (ويقولون طاعة) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله ويقولون طاعة الآية قال هم أناس كانوا يقولون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنا بالله ورسوله ليأمنوا على دمائهم وأموالهم فإذا برزوا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت طائفة منهم يقول خالفوهم إلى غير ما قالوا عنك فعابهم الله فقال بيت طائفة
[ 186 ]
منهم غير الذى تقول قال يغيرون ما قال النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله ويقولون طاعة قال هؤلاء المنافقون الذين يقولون إذا حضروا النبي صلى الله عليه وسلم فامرهم بامر قالوا طاعة فإذا خرجوا غيرت طائفة منهم ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم والله يكتب ما يبيتون يقول ما يقولون * وأخرج ابن جرير من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله بيت طائفة منهم غير الذى تقول قال غير أولئك ما قال النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن حريج عن ابن عباس بيت طائفة منهم غير الذى تقول يغيرون ما قال النبي صلى الله عليه وسلم والله يكتب ما يبيتون يغيرون * واخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك بيت طائفة منهم قال هم أهل النفاق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة بيت طائفة منهم غير الذى تقول قال يغيرون ما عهدوا إلى نبى الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه والله يكتب ما يبيتون قال يغيرون ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (أفلا يتدبرون) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك أفلا يتدبرون القرآن قال يتدبرون النظر فيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا يقول ان قول الله لا يختلف وهو حق ليس فيه باطل وان قول الناس يختلف * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال سمعت ابن المنكدر يقول وقرأ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فقال انما ياتي الاختلاف من قلوب العباد فاما ما جاء من عند الله فليس فيه اختلاف * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال ان القرآن لا يكذب بعضه بعضا ولا ينقض بعضه بعضا ما جهل الناس من أمره فانما هو من تقصير عقولهم وجهالتهم وقرأ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا قال فحق على المؤمن ان يقول كل من عند الله يؤمن بالمتشابه ولا يضرب بعضه ببعض إذا جهل أمرا ولم يعرفه ان يقول الذين قال الله حق ويعرف ان الله لم يقل قولا وينقض ينبغى ان يؤمن بحقيقة ما جاء من الله * قوله تعالى (وإذا جاءهم) الآية * أخرج عبد بن حميد ومسلم وابن أبى حاتم من طريق ابن عباس عن عمر بن الخطاب قال لما اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصا ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه فقمت على باب المسجد فناديت باعلى صوتي لم يطلق نساءه ونزلت هذه الآية في وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف إذا عوابه ولو ردوه إلى الرسول والى أولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فكنت أنا استنبطت ذلك الامر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف إذا عوابه يقول أفشوه وسعوا به ولو ردوه إلى الرسول والى أولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم يقول لعلمه الذين يتجسسونه منهم * وأخرج ابن جريج وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذا عوابه قال هذا في الاخبار إذا غزت سرية من المسلمين خبر الناس عنها فقالوا اصاب المسلمين من عدوهم كذا وكذا وأصاب العدو من المسلمين كذا وكذا فافشوه بينهم من غيران يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو يخبرهم به قال ابن جريج قال ابن عباس أذا عوابه أعلنوه وأفشوه ولو ردوه إلى الرسول حتى يكون هو الذي يخبرهم به والى أولى الامر منهم أولى الفقه في الدين والعقل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف يقول إذا جاءهم أمرانهم قد أمنوا من عدوهم أوانهم خائفون منه أذا عوا بالحديث حتى يبلغ عدوهم أمرهم ولو ردوه إلى الرسول يقول ولو سكتوا وردوا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم والى أولى الامر منهم يقول إلى أميرهم حتى يتكلم به لعلمه الذين يستنبطونه منهم يعنى عن الاخبار وهم الذين ينقرون عن الاخبار * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك وإذا جاءهم أمر قال هم أهل النفاق * وأخرج ابن جرير عن أبى معاذ مثله * وأخرج عن ابن زيد في قوله أذاعوا به قال نشروه قال والذين أذاعوا به قوم اما منافقون واما آخرون ضعفاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة ولو ردوه إلى الرسول والى أولى الامر منهم يقول إلى علمائهم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال الولاة الذين يكونون في الحرب عليهم يتفكرون فينظرون لما جاء هم من الخبر أصدق أم كذب * وأخرج ابن جرير وابن
[ 187 ]
المنذر وابن أبى حاتم عن أبى العالية لعلمه الذين يستنبطونه منهم قال الذين يتبعونه ويتجسسونه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد لعلمه الذين يستنبطونه منهم قال الذين يسالون عنه ويتجسسونه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد لعلمه الذين يستنبطونه منهم قال قولهم ماذا كان وما سمعتم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طريق سعيد عن قتادة قال انما هو لعلمه الذين يستنبطونه منهم الذين يفحصون عنه ويهمهم ذلك الا قليلا منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق معمر عن قتادة في قوله ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان الا قليلا يقول لا تبعتم الشيطان كلكم وأما قوله الا قليلا فهو لقوله لعلمه الذين يستنبطونه منهم الا قليلا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على ابن عباس في قوله ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان قال فانقطع الكلام وقوله الا قليلا فهو في أول الآية يخبر عن المنافقين قال فإذا جاءهم أمر من الا من أو الخوف إذا عوابه الا قليلا يعنى بالقليل المؤمنين * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال هذه الآية مقدمة ومؤخرة انما هي إذا عوابه الا قليلا منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لم ينج قليل ولا كثير * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان الا قليلا قال هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا حدثوا أنفسهم بامر من أمور الشيطان الا طائفة منهم * قوله تعالى (فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك) * أخرج ابن سعد عن خالد بن معدان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثت إلى الناس كافة فان لم يستجيبو إلى فالى العرب فان لم يستجيبو إلى فالى قريش فان لم يستجيبو إلى فالى بنى هاشسم فان لم يستجيبو إلى فالى وحدي * وأخرج أحمد وابن أبى حاتم عن أبى اسحق قال قلت للبراء الرجل يحمل على المشركين أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة قال لا ان الله بعث رسوله وقال فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك انما ذلك في النفقة * وأخرج ابن مردويه عن البراء قال لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك وحرض المؤمنين قال لاصحابه قد أمرنى ربى بالقتال فقاتلوا * قوله تعالى (وحرض المؤمنين) * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى سنان في قوله وحرض المؤمنين قال عظهم * وأخرج المنذر عن اسامة بن زيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه ذت يوم الاهل مشمر للجنة فان الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور تلا لاوريحانة نهتز وقصر مشيدونهر مطرد وفاكهة كثيرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة في مقام آبدفى خير ونضرة ونعمة في دار عالية سليمة بهية قالوا يا رسول الله نحن المشمرون لها قال قولوا ان شاء الله ثم ذكر الجهاد وحض عليه * وأخرج ابن أبى حاتم وابن عبد البر في التمهيد عن سفيان بن عيينة عن ابن شبرمة سمعته يقرؤها عسى الله ان يكف من باس الذين كفروا قال سفيان وهى في قراءة ابن مسعود هكذا عسى الله أن يكف من باس الذين كفروا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة في قوله والله أشد باساواشد تنكيلا يقول عقوبة * قوله تعالى (من يشفع) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله من يشفع شفاعة حسنة الآية قال شفاعة بعض الناس لبعض * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن قال من يشفع شفاعة حسنة كان له اجرها وان لم يشفع لان الله يقول من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ولم يقل يشفع * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال من يشفع شفاعة حسنة كتب له أجره ما جرت منفعتها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله يكن له نصيب منها قال حظ منها وفى قوله كفل منها قال الكفل هو الاثم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى والربيع في قوله كفل منها قالا الحظ * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال الكفل والنصيب واحد وقرأ يؤتكم كفلين من رحمته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله وكان الله على شئ مقيتا قال حفيظا * وأخرج أبو بكر من الانباري في الوقف والابتداء والطبراني في الكبير والطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق ساله عن قوله مقيتا قال قادرا مقتدرا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول أحيحة بن الانصاري
[ 188 ]
وذى ضغن كففت النفس عنه * وكنت على مسآته مقيتا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عيسى بن يونس عن اسمعيل عن رجل عن عبد الله بن رواحة انه سأله رجل عن قول الله وكان الله على كل شئ مقيتا قال يقيت كل انسان بقدر عمله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد مقيتا قال شهيدا حسيبا حفيظا * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله مقيتا قال قادرا * وأخرج ابن جرير عن السدى قال المقيت القدير * وأخرج عن ابن زيد مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك قال المقيت الرزاق * قوله تعالى (وإذا حييتم بتحية) الآية * أخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه بسند حسن عن سلمان الفارسى قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك يا رسول الله فقال وعليك ورحمة الله ثم أتى آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله فقال وعليك ورحمة الله وبركاته ثم جاء آخر فقال السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقال له وعليك فقال له الرجل يا نبى الله بابى أنت وامى اتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت على فقال انك لم تدع لنا شيا قال الله وإذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها أو ردوها فرردناها عليك * وأخرج البخاري في الادب المفرد عن أبى هريرة ان رجلا مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس فقال سلام عليكم فقال عشر حسنات فمر رجل آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فقال عشرون حسنة فمر رجل آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال ثلاثون حسنة * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن عمر قال جاء رجل فسلم فقال السلام عليكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشر فجاءه آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشرون فجاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال ثلاثون * وأخرج البيهقى عن سهل بن حنيف قال قال رسو ل الله صلى الله عليه وسلم من قال السلام عليكم كتب الله له عشر حسنات فان قال السلام عليكم ورحمة الله كتب الله له عشرين حسنة فان قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتب الله له ثلاثين حسنة * وأخرج أحمد والدارمى وابو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي عن عمران بن حصين ان رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم فرد عليه وقال عشر ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه ثم جلس فقال عشرون ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه ثم جلس فقال ثلاثون * وأخرج أبو داود والبيهقي عن معاذ بن أنس الجهنى قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه زاد ثم أتى آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته فقال أربعون قال هكذا تكون الفضائل * وأخرج ابن جرير عن السدى وإذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها أوردوها يقول إذا سلم عليك أحد فقل أنت وعليك السلام ورحمة الله أو تقطع إلى السلام عليك كما قال لك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء في قوله وإذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها أوردوها قال ذلك كله في أهل الاسلام * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن عمرانه كان إذا سلم عليه انسان رد كما يسلم عليه يقول السلام عليكم فيقول عبد الله السلام عليكم * وأخرج البيهقى أيضا عن عروة بن الزبيران رجلا سلم عليه فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال عروة ما ترك لنا فضلا ان السلام انتهى إلى وبركاته * وأخرج البخاري في الادب المفرد عن سالم مولى عبد الله بن عمر قال كان ابن عمر إذا سلم عليه فرد زاد فاتيته فقلت السلام عليكم فقال السلام عليكم ورحمة الله ثم أتيته مرة أخرى فقلت السلام عليكم ورحمة الله فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم أتيته مرة أخرى فقلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وطيب صلواته * وأخرج البيهقى من طريق المبارك بن فضالة عن الحسن في قوله فحيوا باحسن منها قال تقول إذا سلم عليك أخوك المسلم فقال السلام عليك فقل السلام عليكم ورحمة الله أو ردوها يقول ان لم تقل له السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه كما قال السلام عليكم كما سلم ولا تقل وعليك * وأخرج ابن المنذر من طريق يونس بن عبيد عن الحسن في الآية قال أحسن منها للمسلمين أوردوها على أهل الكتاب قال وقال الحسن كل ذلك للمسلم * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري في الادب المفرد وابن أبى الدنيا في الصمت ولين جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال من سلم عليك من خلق
[ 189 ]
الله فاردد عليه وان كان يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا ذلك بان الله يقول وإذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها أو ردوها * وأخرج البخاري في الادب وابن المنذر عن ابن عباس قال لو أن فرعون قال لى بارك الله فيك لقلت وفيك بارك الله * وأخرج البخاري في الادب المفرد وابن جرير عن الحسن قال السلام تطوع والرد فريضة * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السلام اسم من أسماء الله وضعه الله في الارض فافشوه بينكم وإذا مر رجل بالقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة لانه ذكرهم السلام وان لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأفضل * وأخرجه البخاري في الادب المفرد عن ابن مسعود موقوفا * وأخرج البخاري في الادب المفرد عن أنس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان السلام اسم من أسماء الله وضعه الله في الارض فافشوا السلام بينكم * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان السلام أسم من أسماء الله تعالى وضعه الله في الارض فافشوه بينكم * وأخرج البيهقى عن ابن عمر قال السلام اسم من أسماء الله فإذا أنت أكثرت منه أكثرت من ذكر الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان السلام اسم من أسماء الله جعله بين خلقه فإذا سلم المسلم على المسلم فقد حرم عليه أن يذكره الا بخير * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفشوا السلام بينكم فانها تحية أهل الجنة فإذا مر رجل على ملا فسلم عليهم كان له عليهم درجة وان ردوا عليه فان لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم الملائكة * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن أبى بكر الصديق قال السلام أمان الله في الارض * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدا بالسلام فهو أولى باالله ورسوله * وأخرج البخاري في الادب وابن مردوية عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حسدتكم اليهود على شئ ما حسدتكم على السلام والتأمين ولفظ ابن مردويه قال ان اليهود قوم حسد وانهم لن يحسدوا أهل الاسلام على أفضل من السلام أعطانا الله في الدنيا وهو تحية أهل الجنة يوم القيامة وقولنا وراء الامام آمين * وأخرج البيهقى عن الحارث بن شريح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان المسلم أخو المسلم إذا لقيه رد عليه من السلام بمثل ما حياه به أو أحسن من ذلك وإذا استامره فحح له وإذا استنصره على الاعداء نصره وإذا استنعته قصد السبيل يسره ونعت له وإذا استغاره احد على العدو أغاره وإذا استعاره الحد على المسلم لم يعره وإذا استعاره الجنة أعاره لا يمنعه الماعون قالوا يا رسول الله وما الماعون قال الماعون في الحجر والماء والحديد قالوا وأى الحديد قال قدر النحاس وحديد الفاس الذى تمتهنون به قالوا فما هذا الحجر قال القدر من الحجارة * وأخرج البيهقى عن عمر بن الخطاب فال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى المؤمنان فسلم كل واحد منهما على صاحبه وتصافحا كان أحبهما إلى الله أحسنهما بشر الصاحبه ونزلت بينهما مائة رحمة للبادى تسعون وللمصافح عشر * وأخرج البيهقى عن الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من الصدقة ان تسلم على الناس وأنت منطلق الوجه * وأخرج الطبراني والبيهقي عن أبى امامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله جعل السلام تحية لامتنا وامانا لاهل ذمتنا * وأخرج البيهقى عن زيد بن أسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير والصغير غلى الكبير وإذا مر بالقوم فسلم منهم واحد أجزأ عنهم وإذا رد من الآخرين واحد أجزأ عنهم * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر وقال مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل وعليه ثوبان أحمران فسلم عليه فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج البيهقى عن سعيد بن أبى هلال الليثى قال سلام الرجل يجزى عن القوم ورد السلام يجزى عن القوم * وأخرج البيهقى عن ابن عباس قال انى لارى جواب الكتاب حقا كما أرى حق السلام * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان بن عيينة في قوله وإذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها قال ترون هذا في السلام وحده هذا في كل شئ من أحسن اليك فاحسن إليه وكافئه فان لم تجد فادع له أواثن عليه عند اخوانه * وأخرج عن سعيد بن جبير في قوله ان الله كان على شئ يعنى من التحية وغيرها حسيبا يعنى شهيدا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد حسيبا قال حفيظا * قوله تعالى (فمالكم في المنافقين فئتين) * أخرج
[ 190 ]
الطيالسي وابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل عن زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد فرجع ناس خرجوا معه فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين فرقة تقول نقتلهم وفرقة تقول لا فانزل الله فمالكم في المنافقين فئتين الآية كلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انها طيبة وانها تنفى الحبث كما تنفى النار خبث الفضة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق عبد العزيز بن محمد عن زيد ابن أسلم عن ابن لسعد بن معاذ الانصاري ان هذه الآية أنزلت فينا فمالكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال من لى بمن يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني فقام سعد ابن معاذ فقال ان كان منا يا رسول الله قتلناه وان كان من اخواننا من الخزرج أمرتنا فاطعناك فقام سعد بن عبادة فقال ما بك يا ابن معاذ طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن عرفت ما هو منك فقام أسيد بن حضير فقال انك يا ابن عبادة منافق تحب المنافقين فقام محمد بن مسلمة فقال اسكتوا أيها الناس فان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يامرنا فننفذ لامره فانزل الله فمالكم في المنافقين فئتين الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس قال ان قوما كانوا بمكة قد تكلموا بالاسلام وكانوا يظاهرون المشركين فخرجوا من مكة يطلبون حاجة لهم فقالوا ان لقينا أصحاب محمد فليس علينا فيهم باس وان المؤمنين لما أخبروا انهم قد خرجوا من مكة قالت فئة من المؤمنين اركبوا إلى الخبثاء فاقتلوهم فانهم يظاهرون عليكم عدوكم وقالت فئة أخرى من المؤمنين سبحان الله اتقتلون قوما قد تكلموا بمثل ما تكلمتم به من اجل انهم لم يهاجروا ويتركوا ديارهم تستحل دماؤهم واموالهم فكانوا كذلك فئتين والرسول عندهم لا ينهى واحدا من الفريقين عن شئ فنزلت فما لكم في المنافقين فئتين إلى قوله حتى يهاجروا في سبيل الله يقول حتى يصنعوا كما صنعتم فان تولوا قال عن الهجرة * وأخرج أحمد بسند فيه انقطاع عن عبد الرحمن بن عوف ان قوما من العرب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فاسلموا وأصابهم وباء المدينة حماها فاركسوا خرجوا من المدينة فاستقبلهم نفر من الصحابة فقالوا لهم مالكم رجعتم قالوا أصابنا وباء المدينة فقالوا مالكم في رسول الله اسوة حسنة فقال بعضهم نافقوا وقال بعضهم لم ينافقوا انهم مسلمون فانزل الله فمالكم في المنافقين فئتين الآية * وأخرج ابن أبى حاتم من وجه آخر عن أبى سلمة بن عبد الرحمن ان نفرا من طوائف العرب هاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمكثوا معه ما شاء الله ان يمكثوا ثم ارتكسوا فرجعوا إلى قومهم فلقوا سرية من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفوهم فسألوهم ماردكم فاعتلوا لهم فقال بعض القوم لهم نافقتم فلم يزل بعض ذلك حتى فشافيهم القول فنزلت هذه الآية فمالكم في المنافقين فئتين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فمالكم في المنافقين فئتين قال قوم خرجوا من مكة حتى جاؤا المدينة يزعمون انهم مهاجرون ثم ارتدوا بعد ذلك فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة ليأتوا ببضائع لهم يتجرون فيها فاختلف فيهم المؤمنون فقائل يقول هم منافقون وقائل يقول هم مؤمنون فبين الله نفاقهم فامر بقتلهم فجاؤا ببضائعهم يريدون هلال بن عويمر الاسلمي وبينه وبين محمد عليه السلام حلف وهو الذى حصر صدره ان يقاتل المؤمنين أو يقاتل قومه فدفع عنهم بانهم يؤمنون هلالا وبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فمالكم في المنافقين فئتين قال ذكر لنا انهما كانا رجلين من قريش كانا مع المشركين بمكة وكانا قد تكلما بالاسلام ولم يهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيهما ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما مقبلان إلى مكة فقال بعضهم ان دماء هما وأموالهما حلال وقال بعضهم لا يحل ذلك لكم فتشاجروا فيهما فانزل الله فمالكم في المنافقين فئتين حتى بلغ ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم * وأخرج ابن جرير عن معمر بن راشد قال بلغني ان ناسا من أهل مكة كتبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم انهم قد أسلموا وكان ذلك منهم كذبا فلقوهم فاختلف فيهم المسلمون فقالت طائفة دماؤهم حلال وطائفة قالت دماؤهم خرام فانزل الله فمالكم في المنافقين فئتين * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية قال هم ناس تخلفوا عن نبى الله صلى الله عليه وسلم
[ 191 ]
واقاموا بمكة وأعلنوا الايمان ولم يهاجروا فاختلف فيهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتولاهم ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ من ولايتهم آخرون وقالوا تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يهاجروا فسماهم الله منافقين وبرأ المؤمنين من ولايتهم وأمرهم ان لا يتولوهم حتى يهاجروا * وأخرج ابن جرير عن السدى قال كان ناس من المنافقين أرادوا ان يخرجوا من المدينة فقالوا للمؤمنين انا قد أصابنا أو جاع في المدينة واتخمناها فلعلنا ان نخرج إلى الظهر حتى نتمائل ثم نرجع فانا كنا أصحاب برية فانطلقوا واختلف فيهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالت طائفة أعداء الله منافقون وددنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن لنا فقاتلناهم وقالت طائفة لا بل اخواننا تخمتهم المدينة فاتخموها فخرجوا إلى الظهر يتنزهون فإذا برؤا رجعوا فانزل الله في ذلك فمالكم في المنافقين فئتين * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة في الآية قال أخذ ناس من المسلمين أموالا من المشركين فانطلقوا بها تجارالى اليمامة فاختلف المسلمون فيهم فقالت طائفة لولقيناهم قتلناهم وأخذنا ما في ايديهم وقال بعضهم لا يصلح لكم ذلك اخوانكم انطلقوا تجارا فنزلت هذه الآية فمالكم في المنافقين فئتين * وأخرج ابن جرير من طريق ابن وهب عن ابن زيد في قوله فمالكم في المنافقين فئتين قال هذا في شأن ابن أبى حين تكلم في عائشة ما تكلم فنزلت إلى قوله فلا تتخذوا منهم اولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فقال سعد بن معاذ فانى أبرأ إلى الله والى رسوله منه يريد عبد الله بن أبى ابن سلول * وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال كيف ترون في الرجل يخاذل بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسئ القول لاهل رسول الله وقد برأها الله ثم قرأ ما أنزل الله في براءة عائشة فنزل القرآن في ذلك فمالكم في المنافقين فئتين الآية فلم يكن بعد هذه الآية ينطق ولا يتكلم فيه أحد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس والله أركسهم يقول اوقعهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس أركسهم قال ردهم * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله أركسهم قال حبسهم في جهنم بما عملوا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبى الصلت في شعره 7 أركسوا في جهنم انهم كانوا عتاة * يقولوا مينا وكذبا وزورا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة أركسهم بما كسبوا قال أهلكهم بما عملوا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى أركسهم قال أضلهم * قوله تعالى (الا الذين يصلون) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن الحسن ان سراقة بن مالك المدلجى حدثهم قال لما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم على أهل بدر وأحد وأسلم من حولهم قال سراقة بلغني انه يريدان يبعث خالد بن الوليد إلى قومي بنى مدلج فاتيته فقلت انشدك النعمة فقالوا معه فقال دعوه ما تريد قلت بلغني انك تريدان تبعث إلى قومي وأنا أريدان توادعهم فان أسلم قومك أسلموا ودخلوا في الاسلام وان لم يسلموا لم تخشن لقلوب قومك عليهم فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد خالد فقال اذهب معه فافعل ما يريد فصالحهم خالدعلى ان لا يعينوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وان أسلمت قريش أسلموا معهم ومن وصل إليهم من الناس كانوا على مثل عهدهم فانزل الله ودوا لو تكفرون حتى بلغ الا الا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق فكان من وصل إليهم كانوا معهم على عهدهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله الا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق يقول إذا اظهروا كفرهم فاقتلوهم حيث وجد تموهم فان أحد منهم دخل في قوم بينكم وبينهم ميثاق فاجروا عليه مثل ما تجرون على أهل الذمة * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله الا الذين يصلون إلى قوم الآية قال نسختها براءة فإذا انسلخ الا شهر الحرام فاقتلوا المشركين حين وجدتموهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس حصرت صدورهم قال عن هؤلاء وعن هؤلاء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن السدى أو جاؤكم يقول رجعوا فدخلوا فيكم حصرت صدورهم يقول ضاقت صدورهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة انه قرأ حصرة
[ 192 ]
صدورهم أي كارهة صدورهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الربيع وألقوا اليكم السلم قال الصلح * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس عن قتادة في قوله فان اعتزلوكم الآية قال نسختها فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم * وأخرج ابن جرير عن الحسن وعكرمة في هذه الآية قالا نسخها في براءة * قوله تعالى (ستجدون آخرين) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مجاهد في قوله ستجدون آخرين الآية قال ناس من أهل مكة كانوا ياتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسلمون رياء ثم يرجعون إلى قريش فيرتكثون في الاوثان يبتغون بذلك ان يامنوا ههنا وههنا فامر بقتالهم ان لم يعتزلوا ويصالحوا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس ستجدون آخرين يريدون ان يامنوكم ويامنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها يقول كلما أرادوا ان يخرجوا من فتنة أركسوا فيها وذلك ان الرجل كان يوجد قد تكلم بالاسلام فيتقرب إلى العود والحجر والى العقرب والخنفساء فيقول المشركون لذلك المتكلم بالاسلام قل هذا ربى للخنفساء والعقرب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ستجدون آخرين الآية قال حى كانوا بتهامة قالوا يا نبى الله لا نقاتلك ولا نقاتل قومنا وأرادوا ان يامنوا نبى الله ويامنوا قومهم فابى الله ذلك عليهم فقال كلما ردوا الى الفتنة أركسوا فيها يقول كلما عرض لهم بلاء هلكوا فيه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال ثم ذكر نعيم بن مسعوذ الاشجعى وكان يامن في المسلمين والمشركين بنقل الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين فقال ستجدون آخرين يريدون ان يامنوكم ويامنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة يقول إلى الشرك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى العالية في قوله كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها قال كلما ابتلوا بها عموا فيها * قوله تعالى (وما كان لمؤمن) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وما كان لمؤمن أن يقنل مؤمنا الا خطأ يقول ما كان له ذلك فيما آتاه من ربه من عهد الله الذى عهد إليه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن السدى وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ قال المؤمن لا يقتل مؤمنا * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال كان الحرث بن يزيد بن نبيشة من بنى عامر بن لؤى يعذب عياش بن أبى ربيعة مع أبى جهل ثم خرج مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه عياش بالحرة فعلاه بالسيف وهو يحسب انه كافر ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فنزلت وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ الآية فقرأها عليه ثم قال له قم فحرر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الاخطأ قال عياش بن أبى ربيعة قتل رجلا مؤمنا كان يعذبه هو وأبو جهل وهو أخوه لامه في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وعياش يحسب ان ذلك الرجل كافر كما هو وكان عياش هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا فجاءه أبو جهل وهو أخوه لامه فقال ان أمك تناشدك رحمها وحقها ان ترجع إليها وهى أميمة بنت مخرمة فاقبل معه فربطه أبو جهل حتى قدم به مكة فلما رآه الكفار زادهم كفرا وافتتانا فقالوا ان أبا جهل ليقدر من محمد على ما يشاء وياخذ أصحابه فيربطهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن السدى في قوله وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الاخطأ الآية قال نزلت في عياش بن أبى ربيعة المخزومى كان قد أسلم وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان عياش أخا أبى جهل والحارث بن هشام لامهما وكان أحب ولدها إليها فلما الحق النبي صلى الله عليه وسلم شق ذلك عليها فحلف أن لا يظلها سقف بيت حتى تراه فاقبل أبو جهل والحارث حتى قدما المدينة فأخبرا عياشا بما لقيت أمه وسألاه ان يرجع معهما فتنظر إليه ولا يمنعاه أن يرجع وأعطياه موثقا ان يخلپا سبيله بعدان تراه أمه فانطلق معهما حتى إذا خرجا من المدينة عمدا إليه فشداه وثاقا وجلداه نحوا من مائة جلدة وأعانهما على ذلك رجل من بنى كنانة فحلف عياش ليقتلن الكنانى ان قدر عليه فقد ما به مكة فلم يزل محبوسا حتى فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فخرج عياش فلقى الكنانى وقد اسلم وعياش لا يعلم باسلام الكنانى فضربه عياش حتى قتله فانزل الله وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الاخطأ يقول وهو لا يعلم انه مؤمن ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى اهله الا ان يصدقوا فيثركوا الدية * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال ان عياش بن ابى ربيعة المخزومى
[ 193 ]
كان حلف على الحارث بن يزيد مولى بنى عامر بن لؤى ليقتلنه وكان الحارث يومئذ مشركا وأسلم الحارث ولم يعلم به عياش فلقيه بالمدينة فقتله وكان قتله ذلك خطا * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في سننه من طريق عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه ان الحارث بن زيد كان شديدا على النبي صلى الله عليه وسلم فجاء وهو يريد الاسلام وعياش لا يشعر فلقيه عياش بن أبى ربيعة فحمل عليه فقتله فانزل الله وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الاخطأ * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال نزلت في رجل قتله أبو الدرداء كانوا في سرية فعدل ابو الدرداء إلى شعب يريد حاجة له فوجد رجلا من القوم في غنم له فحمل عليه السيف فقال لا اله الا الله فضربه ثم جاء بغنمه إلى القوم ثم وجد في نفسه شيا فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم الا شققت عن قلبه فقال ما عسيت أجد هل هو يا رسول الله الادم أوماء فقال فقد أخبرك بلسانه فلم تصدقة قال كيف بى يا رسول الله قال فكيف بلا اله الا الله قال فكيف بى يا رسول الله قال فكيف بلا اله الا الله حتى تمنيت ان يكون ذلك مبتدأ اسلامي قال ونزل القرآن وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الاخطأ حتى بلغ الا أن يصدقوا قال الا أن يضعوها * وأخرج الرويانى وابن منده وأبو نعيم معا في المعرفة عن بكر بن حارثة الجهنى قال كنت في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتتلنا نحن والمشركون وحملت على رجل من المشركين فتعوذ منى بالاسلام فقتلته فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وأقصاني فأوحى الله إليه وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الاخطأ الآية فرضى عنى وأدناني * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله فتحرير رقبة مؤمنة قال يعنى بالمؤمنة من قد عقل الايمان وصام وصلى وكل رقبة في القرآن لم تسم مؤمنة فانه يجوز المولود فما فوقه ممن ليس به زمانة وفى قوله ودية مسلمة إلى أهله الا ان يصدقوا قال عليه الدية مسلمة الا أن يتصدق بها عليه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال في حرف أبى فتحرير رقبة مؤمنة لا يجزى فيها صبى * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والبيهقي في سننه عن أبى هريرة ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداء فقال يا رسول الله ان على عتق رقبة مؤمنة فقال لها أين الله فاشارت إلى السماء باصبعها فقال لها من أنا فاشارت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى السماء أي أنت رسول الله فقال اعتقها فانها مؤمنة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال ان على رقبة مؤمنة وعندي أمة سوداء فقال أئتنى بها فقال اتشهدين أن لا اله الا الله وانى رسول الله قالت نعم قال اعتقها * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد عن رجل من الانصار انه جاء بامة له سوداء فقال يا رسول الله ان على رقبة مؤمنة فان كنت ترى هذه مؤمنة اعتقها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم اتشهدين أن لا اله الا الله قالت نعم قال أتشهدين انى رسول الله قالت نعم قال تؤمنين بالبعث بعد الموت قالت نعم قال اعتقها فانها مؤمنة * وأخرج الطيالسي ومسلم وأبو داود النسائي والبيهقي في الاسماء والصفات عن معاوية بن الحكم السلمى انه لطم جارية له فاخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك قال فقلت يا رسول الله أفلا اعتقها قال بلى ائتنى بها قال فجئت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها أين الله قالت الله في السماء قال فمن انا قالت أنت رسول الله قال انها مؤمنة فاعتقها * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن شهاب في قوله ودية مسلمة قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضها مائة من الابل * وأخرج أحمد وابو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن المنذر عن ابن مسعود قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم دية الخطأ عشرين بنت مخاض وعشرين بنى مخاض ذكورا وعشرين بنت لبون وعشرين جذعة وعشرين حقة * وأخرج أبو داود وابن المنذر عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل الدية اثنى عشر ألفا * وأخرج ابن المنذر عن أبى بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات وبعث به مع عمرو بن حزم وفيه وعلى أهل الذهب الف دينار يعنى في الدية * وأخرج ابو داود عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في الدية على أهل الابل مائة من الابل وعلى أهل البقر مائتي بقرة وعلى أهل الشاء الفى شاة وعلى اهل الحلل مائتي حلة وعلى أهل القمح شئ لم يحفظه محمد بن اسحق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله
[ 194 ]
ودية مسلمة قال موفرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله مسلمة إلى أهله قال المسلمة التامة * وأخرج ابن المنذر عن السدى مسلمة إلى اهله قال تدفع الا أن يصدقوا الا أن يدعوا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة مسلمة إلى أهله أي إلى اهل القتيل الا ان يصدقوا الا أن يصدق اهل القتيل فيعفو وبتجاوزوا عن الدية * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير ودية مسلمة يعنى يسلمها عاقلة القاتل إلى اهله إلى اولياء المقتول الا أن يصدقوا يعنى الا ان يصدق اولياء المقتول بالدية على القاتل فهو خير لهم فاما عتق رقبة فانه واجب على القاتل في ماله * وأخرج ابن جرير عن بكر بن اشرود قال في حرف أبى الا ان يتصدقوا * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابراهيم النخعي في قوله ودية مسلمة إلى اهله قال هذا المسلم الذى ورثته مسلمون وان كان من قوم عدولكم وهو مؤمن قال هذا الرجل المسلم وقومه مشركون وبينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد فيقتل فيكون ميراثه للمسلمين وتكون ديته لقومه لانهم يعقلون عنه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق على عن ابن عباس في قوله فان كان من قوم عدولكم وهو مؤمن يقول فان كان في أهل الحرب وهو مؤمن فقتله خطا فعلى قاتله ان يكفر بتحرير رقبة مؤمنة أو صيام شهرين متتابعين ولادية عليه وفى قوله وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق يقول إذا كان كافرا في ذمتكم فقتل فعلى قاتله الدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس وان كان من قوم عدولكم وهو مؤمن قال هو المؤمن يكون في العدو ومن المشركين يسمعون بالسرية من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفرون ويثبت المؤمن فيقتل ففيه تحرير رقبة * وأخرج ابن جرير والبيهقي في سننه من طريق عكرمة عن ابن عباس فان كان من قوم عدولكم وهو مؤمن قال يكون الرجل مؤمنا وقومه كفار فلا دية له ولكن تحرير رقبة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طريق عطاء بن السائب عن أبى عياض قال كان الرجل يجئ فيسلم ثم ياتي قومه وهم مشركون فيقيم فيهم فتغزوهم جيوش النبي صلى الله عليه وسلم فيقتل الرجل فيمن يقتل فانزلت هذه الآية وان كان من قوم عدولكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وليست له دية * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه من طريق عطاء بن السائب عن أبى يحيى عن ابن عباس في قوله فان كان من قوم عدولكم وهو مؤمن قال كان الرجل ياتي النبي صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يرجع إلى قومه فيكون فيهم وهم مشركون فيصيبه المسلمون خطا في سرية أو غارة فيعتق الذى يصيبه رقبة وفى قوله وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق قال كان الرجل يكون معاهدا وقومه اهل عهد فيسلم إليهم ديته ويعتق الذى أصابه رقبة * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فان كان من قوم عدولكم وهو مؤمن قال نزلت في مرداس بن عمرو وكان أسلم وقومه كفار من أهل الحرب فقتله اسامة بن زيد خطافتحرير رقبة مؤمنة ولا دية لهم لانهم أهل الحرب * وأخرج ابن المنذر عن جرير بن عبد الله البجلى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أقام مع المشركين فقد برئت منه الذمة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن الشعبى في قوله وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق قال من أهل العهد وليس بمؤمن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن جابر بن زيد وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق قال وهو مؤمن * وأخرج ابن جرير عن الحسن وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق قال هو كافر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق قال عهد * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن شهاب وان كان بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله قال بلغنا ان دية المعاهد كانت كدية المسلم ثم نقصت بعد في آخر الزمان فجعلت مثل نصف دية المسلم وان الله أمر بتسليم دية المعاهد إلى أهله وجعل معها تحرير رقبة مؤمنة * وأخرج أبو داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كانت قيمة الدية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانمائة دينار أو ثمانية آلاف درهم ودية أهل الكتاب يومئذ النصف من دية المسلمين وكان ذلك كذلك حتى استخلف عمر فقام خطيبا فقال ان الابل قد غلت ففرضها عمر على أهل الذهب ألف دينار وعلى أهل الورق اثنى عشر ألفا وعلى أهل البقر مائتي بقرة وعلى أهل الشاء ألفى شاة وعلى أهل الحلل مائتي حلة وترك دية أهل الذمة لم يرفعها فيما رفع من الدية
[ 195 ]
* وأخرج ابن أبى شيبة والنسائي والحاكم وصححه عن أبى بكرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام وما من عبد يقتل نفسا معاهدة الاحرم الله عليه الجنة ورائحتها ان يجدها * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري وابن ماجه والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا من أهل الذمة لم يجد ريج الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الا من قتل معاهدا له ذمة الله وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد خفرذمة الله ولا يرح ريح الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا * وأخرج الشافعي وعبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن جرير عن سعيد بن المسيب قال قال عمر بن الخطاب دية أهل الكتاب أربعة آلاف درهم ودية المجوس ثمانمائة * وأخرج ابن جرير عن ابراهيم قال الخطأ ان يريد الشئ فيصيب غيره * وأخرج عبدبن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين قال من لم يجد عتقا في قتل مؤمن خطأ قال وأنزلت في عياش بن أبى ربيعة قتل مؤمنا خطأ * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير فمن لم يجد قال فمن لم يجد رقبة فصيام شهرين * وأخرج ابن جرير عن الضحاك فمن لم يجد فصيام شهرين قال الصيام لمن لا يجد رقبة وأما الدية فواجبة لا يبطلها شئ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن مسروق انه سئل عن الآية التى في سورة النساء فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين صيام الشهرين عن الرقبة وحدها أو عن الدية والرقبة قال من لم يجد فهو عن الدية والرقبة * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد انه سئل عن صيام شهرين متتابعين قال لا يفطر فيها ولا يقطع صيامها فان فعل من غير مرض ولاعذر استقبل صيامها جميعا فان عرض له مرض أو عذرصارما بقى منهما فان مات ولم يصم أطعم عنه ستون مسكينا لكل مسكين مد * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن فصيام شهرين متتابعين تغليظا وتشديدا من الله قال هذا في الخطاب تشديد من الله * وأخرج عن سعيد بن جبير في قوله توبة من الله يعنى تجاوزا من الله لهذه الامة حين جعل في قتل الخطا كفارة ودية وكان الله عليما حكيما يعنى حكم الكفارة لمن قتل خطا ثم صارت دية العهد والموادعة لمشركي العرب منسوخة نسختها الآية التى في براءة اقتلوا المشركين حيث وجوتموهم وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يتوارث أهل ملتين * قوله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن عكرمة ان رجلا من الانصار قتل أخامقيس بن ضبابة فاعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الدية فقبلها ثم وثب على قاتل أخيه فقتله قال ابن جريج وقال غيره ضرب النبي صلى الله عليه وسلم ديته على بنى النجار ثم بعث مقيسا وبعث معه رجلا من بنى فهر في حاجة للنبى صلى الله عليه وسلم فاحتمل مقيس الفهرى وكان رجلا شديدا فضرب به الارض ورضخ رأسه بين حجرين ثم ألفى يتغنى قتلت به فهرا وحملت عقله * سراة بنى النجار أرباب قارع فاخبربه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أظنه قد أحدث حدثا اما والله لئن كان فعل لا أو منه في حل ولاحرم ولا سلم ولا حرب فقتل يوم الفتح قال ابن جريج وفيه نزلت هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمد الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم قال نزلت في مقيس بن ضبابة الكنانى وذلك انه أسلم وأخوه هشام بن ضبابة وكانا بالمدينة فوجد مقيس أخاه هشاما ذات يوم قتيلا في الانصار في بنى النجار فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره بذلك فارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من قريش من بنى فهر ومعه مقيس إلى بنى النجار ومنازلهم يومئذ بقباء ان ادفعوا إلى مقيس قاتل أخيه ان علمتم ذلك والا فادفعوا إليه الدية فلما جاءهم الرسول قالوا السمع والطاعة لله وللرسول والله ما نعلم له قاتلا ولكن نؤدى إليه الدية فدفعوا إلى مقيس مائة من الابل دية أخيه فلما انصرف مقيس والفهري راجعين من قباء إلى المدينة وبينهما ساعة عمد مقيس إلى الفهرى رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتله وارتد عن الاسلام وركب جملا منها وساق معه البقية ولحق بمكة وهو يقول في شعر له قتلت به فهرا وحملت عقله * سراة بنى النجار أرباب قارع وأدركت ثارى واضطحعت موسدا * وكنت إلى الاوثان أول راجع
[ 196 ]
فنزلت فيه بعد قتل النفس وأخذ الدية وارتد على الاسلام ولحق بمكة كافرا ومن يقتل مؤمنا متعمدا * وأخرج البيهقى في شعب الايمان من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس مثله سواء * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير والطبراني من طريق سعيد بن جبير قال اختلف أهل الكوفة في قتل المؤمن فرحلت فيها إلى ابن عباس فسألته عنها فقال نزلت هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم هي آخر ما نزل وما نسخها شئ * وأخرج أحمد وسعيد بن منصور والنسائي وابن ماجه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس في ناسخه والطبراني من طريق سالم بن أبى الجعد عن ابن عباس ان رجلا أتاه فقال أرأيت رجلا قتل رجلا متعمدا قال جزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما قال لقد نزلت في آخر ما نزل ما نسخها شئ حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وما نزل وحى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ارأيت ان تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى قال وأنى له بالتوبة وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثكلته أمه رجل قتل رجلا متعمدا يجئ يوم القيامة آخذا قاتله بيمينه أو بيساره وآخذا رأسه بيمينه أو بشماله تشخب أوداجه دما في قبل العرش يقول يا رب سل عبدك فيم قتلني * واخرج الترمذي وحسنه من طريق عمر بن دينار عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجئ المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده وأوداجه تشخب دما يقول يا رب قتلني هذا حتى يدنيه من العرش قال فذكروا لابن عباس النوبة فتلا هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا قال ما نسخت هذه الآية ولا بدلت وأنى له التوبة * واخرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير عن سعيد بن جبير قال قال لى عبد الرحمن بن ابزى سل ابن عباس عن قوله ومن يقتل مؤمنا متعمد فجزاوه جهنم فقال لم ينسخها شئ وقال في هذه الآية والذين لا يدعون مع الله الها آخر الآية قال نزلت في أهل الشرك * وأخرج عبدبن حميد والبخاري وابن جرير والحاكم وابن مردويه عن سعيد بن جبيران عبد الرحمن بن ابزى ساله ان يسال ابن عباس عن هاتين الآيتين التى في النساء ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم إلى آخر الآية والتى في الفرقان ومن يفعل ذلك يلق اثاما الآية قال فسألته فقال إذا دخل الرجل في الاسلام وعلم شرائعه وأمره ثم قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم لا توبة له وأما التى في الفرقان فانها لما أنزلت قال المشركون من أهل مكة فقد عدلنا بالله وقتلنا النفس التى حرم الله بغير الحق وأتينا الفواحش فما نفعنا الاسلام فنزلت الامن تاب الآية فهى لا ولئك * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن شهر ابن حوشب قال سمعت ابن عباس يقول نزلت هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم بعد قوله الامن تاب وآمن وعمل صالحا بسنة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا بعد التى في سورة الفرقان بثماني سنين وهى قوله والذين لا يدعون مع الله الها آخر إلى قوله غفورا رحيما * وأخرج ابن جرير والنحاس والطبراني عن سعيد بن جبير قال سألت ابن عباس هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة قال لا فقرأت عليه الآية التى في الفرقان والذين لا يدعون مع الله الها آخر فقال هذه الآية مكية نسختها آية مدنينة ومن يقتل مؤمنا متعمدا الآية * واخرج عبد الرزاق وابن جرير عن زيد بن ثابت قال نزلت الشديدة بعد الهينة بستة أشهر يعنى ومن يقتل مؤمنا متعمدا بعد ان الله لا يغفر ان يشرك به * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن زيد بن ثابت قال نزلت الشديدة بعد الهينة بستة أشهر قوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا بعد قوله والذين لا يدعون مع الله الها آخر إلى آخر الآية * وأخرج أبو داود وابن جرير والنحاس والطبراني وابن مردويه والبيهقي عن زيد بن ثابت قال نزلت الآية التى في سورة النساء بعد الآيات التى في سورة الفرقان بستة أشهر * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن زيد بن ثابت قال لما نزلت هذه الآية في الفرقان والذين لا يدعون مع الله الها آخر الآية عجبنا للينها فلبثنا سبعة أشهر ثم نزلت التى في النساء ومن يقتل مؤمنا متعمدا الآية * وأخرج عبد الرزاق عن الضحاك قال بينهما ثمانى سنين التى في النساء بعد التى في الفرقان * وأخرج سموية في فوائد عن زيد بن ثابت قال نزلت هذه التى في النساء بعد قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء باربعة أشهر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال أكبر الكبائر
[ 197 ]
الا شراك بالله وقتل النفس التى حرم الله لان الله يقول فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدله عذابا عظيما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس قال هما المبهتان الشرك والقتل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن مسعود في قوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم قال هي محكمة ولا تزداد الا شدة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن كردم ان أبا هريرة وابن عباس وابن عمر سئلوا عن الرجل يقتل مؤمنا متعمدا فقالوا هل تستطيع ان لا تموت هل تستطيع ان تبتغى نفقا في الارض أو سلما في السماء أو تحييه * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن ميناء قال كنت جالسا بجنب أبى هريرة إذ أتاه رجل فسأله عن قاتل المؤمن هل له من توبة فقال والذى لا اله الا هو لا يدخل الجنة حتى بلح الجمل في سم الخياط * وأخرج ابن المنذر من طريق أبى رزين عن ابن عباس قال هي مبهمة لا يعلم له توبة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال ليس لمن قتل مؤمنا توبة لم ينسخها شئ * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن ميناء قال كان بين صاحب لى وبين رجل من أهل السوق لجاجة فاخذ صاحبي كرسيا فضرب به رأس الرجل فقتله وندم وقال انى سأخرج من مالى ثم انطلق فاجعل نفسي حبيسا في سبيل الله قلت انطلق بنا إلى ابن عمر نسأله هل لك من توبة فانطلقنا حتى دخلنا عليه فقصصت عليه القصة على ما كانت قلت هل يترى له من توبة قال كل واشرب أف قم عنى قلت يزعم انه لم يرد قتله قال كذب يعمد أحدكم إلى الخشبة فيضرب بها رأس الرجل المسلم ثم يقول لم أرد قتله كذب كل واشرب ما استطعت أف قم عنى فلم يزدنا على ذلك حتى قمنا * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود قال قتل المؤمن معقلة * وأخرج البخاري عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما * وأخرج أحمد والنسائي وابن المنذر عن معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل ذنب عسى الله ان يغفر الا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا * وأخرج ابن المنذر عن أبى الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل ذنب عسى الله ان يغفره الا من مات مشركا أو من قتل مؤمنا متعمدا * وأخرج ابن المنذر عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعان في قتل مسلم بشطر كلمة يلقى الله يوم يلقاه مكتوب على جبهته آيس من رحمة الله * وأخرج ابن عدى والبيهقي في البعث عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعان على دم امرئ مسلم بشطر كلمة كتب بين عينيه يوم القيامة آيس من رحمة الله * وأخرج ابن المنذر عن أبى عون قال إذا سمعت في القرآن خلودا فلا توبة له * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نازلت ربى في قاتل المؤمن في ان يجعل له توبة فابى على * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني وأبو القاسم بن بشران في أماليه بسند ضعيف عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم قال هو جزاؤه ان جازاه * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس انه كان يقول جزاؤه جهنم ان جازاه يعنى للمؤمن وليس للكافر فان شاء عفا عن المؤمن وان شاء عاقب * وأخرج ابن المنذر من طريق عاصم بن أبى النجود عن ابن عباس في قوله فجزاؤه جهنم قال هي جزاؤه ان شاء عذبه وان شاء غفر له * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث عن أبى مجلزفى قوله فجزاؤه جهنم قال هي جزاؤه فان شاء الله ان يتجاوز عن جزائه فعل * وأخرج ابن المنذر عن عون بن عبد الله في قوله فجزاؤه جهنم قال ان هو جازاه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبى صالح مثله * وأخرج ابن المنذر عن اسمعيل بن ثوبان قال جالست الناس قبل الداء الاعظم في المسجد الاكبر فسمعتهم يقولون ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم إلى عذابا عظيما قال المهاجرون والانصار وجبت لمن فعل هذا النار حتى نزلت ان الله لا يغفران يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فقال المهاجرون والانصار ما شاء يصنع الله ما شاء فسكت عنهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في البعث عن هشام بن حسان قال كنا عند محمد بن سيرين فقال له رجل ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم حتى ختم الآية فغضب محمد وقال اين أنت عن هذه الآية ان الله لا يغفران ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قم عنى أخرج عنى قال فاخرج * وأخرج القتبى والبيهقي في البعث عن قريش بن أنس قال سمعت عمرو
[ 198 ]
ابن عبيد يقول يؤتى بى يوم القيامة فاقام بين يدى الله فيقول لى لم قلت ان القاتل في النار فاقول أنت قلته ثم تلاهذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم قلت له وما في البيت أصغر منى أرأيت ان قال لك فانى قد قلت ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء من أين علمت انى لا أشاء أن أغفر قال فما استطاع أن يرد على شيأ * وأخرج عبد بن حميد عن أبى اسحق قال أتى رجل عمر فقال لقاتل المؤمن توبه قال نعم ثم قرأ حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قاتل المؤمن قال كان يقال له توبة إذا ندم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مثله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن كردم عن ابن عباس قال أتاه رجل فقال ملات حوضى أنتظر طميتى ترد على فلم أستيقظ الا ورجل أشرع ناقته فثلم الحوض وسال الماء فقمت فزعا فضربته بالسيف فقتلته فقال ليس هذا مثل الذى قال فأمره بالتوبة قال سفيان كان أهل العلم إذا سئلوا قالوا لا توبة له فإذا ابتلى رجل قالوا كذبت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عبد الله بن جعفر قال كفارة القتل القتل * وأخرج عبد بن حميد والنحاس عن سعد بن عبيدة ان ابن عباس كان يقول لمن قتل مؤمنا توبة قال فجاءه رجل فسأله المن قتل مؤمنا توبة قال لا الا النار فلما قام الرجل قال له جلساؤه ما كنت هكذا تفتينا كنت تفتينا ان لمن قتل مؤمنا توبة مقبوله فما شأن هذا اليوم قال انى أظنه رجل يغضب يريد أن يقتل مؤمنا فبعثوا في أثره فوجدوه كذلك * وأخرج النحاس عن نافع وسالم ان رجلا سأل عبد الله بن عمر كيف ترى في رجل قتل رجلا عمدا قال أنت قتلته قال نعم قال تب إلى الله يتب عليك * وأخرج عبد بن حميد عن زيد بن أسلم قال ليس للقاتل توبة الا أن يقاد منه أو يعفى عنه أو تؤخذ منه الدية * وأخرج عبد ابن حميد عن سفيان قال بلغنا أن الذى يقتل متعمدا فكفارته أن يقيد من نفسه أو ان يعفى عنه أو تؤخذ منه الدية فان فعل به ذلك رجونا أن تكون كفارته ويستغفر ربه فان لم يفعل من ذلك شيأ فهو في مشيئة الله ان شاء غفر له وان شاء لم يغفر له فقال سفيان فإذا جاءك من لم يقتل فشدد عليه ولا ترخص له لكى يفرق وان كان ممن قتل فسألك فاخبره لعله يتوب ولا تؤيسه * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال لان أتوب من الشرك أحب إلى من أن أتوب من قتل المؤمن * وأخرج أحمد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لقى الله لا يشرك به شيأ وأدى زكاة ماله طيبة بها نفسه محتسبا وسمع وأطاع فله الجنة وخمس ليس لهن كفارة الشرك بالله وقتل النفس بغير حق وبهت مؤمن والفرار من الزحف ويمين صابرة تقتطع بها مالا بغير حق * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى هريرة قال ان الرجل ليقتل يوم القيامة ألف قتله قال أبو زرعة بضرؤب ما قتل * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء * واخرج ابن المنذر عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله للدنيا وما فيها أهون على الله من قتل مسلم بغير حق * وأخرج النسائي والنحاس عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عمرو قال قتل المؤمن أهون عند الله من زوال الدنيا * وأخرج البيهقى في الشعب عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا * وأخرج ابن عدى والبيهقي في الشعب عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن مسعود قال لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما نقيت كفه من الدم فإذا غمس يده في الدم الحرام نزع حياؤه * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يجئ الرجل آخذا بيد الرجل فيقول يا رب هذا قتلني قال لم قتلته فيقول لتكون العزة لك فيقول فانها لى ويجئ الرجل آخذ بيد الرجل فيقول رب قتلني هذا فيقول الله لم قتلت هذا فيقول قتلته لتكون العزة لفلان فيقول انها ليست له بؤ باثمه * وأخرجه ابن أبى شيبة عن عمرو بن شرحبيل موقوفا * وأخرج البيهقى عن أبى الدرداء قال يجلس المقتول يوم القيامة فإذا مر الذى قتله قام فاخذه فينطلق فيقول يا رب سله لم قتلني فيقول فيم قتلته فيقول أمرنى فلان فيعذب القاتل والآمر * وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن أبى سعيد
[ 199 ]
وأبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن أهل السماء وأهل الارض اشتركوا في دم مؤمن لاكبهم الله جميعا في النار * وأخرج ابن عدى والبيهقي في الشعب والاصبهاني في الترغيب عن البراء بن عازب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لزوال الدنيا وما فيها أهون عند الله من قتل مؤمن ولو أن أهل سمواته وأهل أرضه أشتركوا في دم مؤمن لادخلهم الله النار * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن عباس قال قتل بالمدينة قتيل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم من قتله فصعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال أيها الناس قتل قتيل وأنا فيكم ولا نعلم من قتله ولو اجتمع أهل السماء والارض على قتل امرئ لعذبهم الله الا أن يفعل ما يشاء * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن جندب البجلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من ذم مسلم أن يهريقه كلما تعرض لباب من أبواب الجنة حال بينه وبينه * وأخرج الاصبهاني عن أبا الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال المؤمن معنقا صالحا ما لم يصب دما حراما فإذا أصاب دما حراما بلح * وأخرج الاصبهاني عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو ان الثقلين اجتمعوا على قتل مؤمن لا كبهم الله على مناخرهم في النار وان الله حرم الجنة على القاتل والآمر * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن رجل من الصحابة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمت النار سبعين جزأ للآمر تسعة وستين وللقاتل جزأ * وأخرج البيهقى عن محمد بن عجلان قال كنت بالاسكندرية فحضرت رجلا الوفاة لم نر من خلق الله أحدا كان أخشى لله منه فكنا نلقنه فيقبل كلما لقناه من سبحان الله والحمد لله فإذا جاءت لا اله الا الله أبى فقلنا له ما رأينا من خلق الله أحدا كان أخشى لله منك فنلقنك فتلقن حتى إذا جاءت لا اله الا الله أبيت قال انه حيل بينى وبينهما وذلك انى قتلت نفسا في شبيبتى * وأخرج ابن ماجه وابن مردويه والبيهقي عن عقبة بن عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يلقى الله لا يشرك به شيأ لم يتند بدم حرام الا أدخل الجنة من أي أبواب الجنة شاء * وأخرج البيهقى عن عبد الله بن مسلم أخى الزهري قال كنت جالسا عند سالم بن عبد الله في نفر من أهل المدينة فقال رجل ضرب الامير آنفا رجلا أسواطا فمات فقال سالم عاب الله على موسى عليه السلام في نفس كافر قتلها * وأخرج البيهقى عن شهر بن حوشب أن اعرابيا أتى أبا ذر فقال انه قتل حاج بيت الله ظالما فهل له من مخرج فقال له أبو ذر ويحك أحى والداك قال لا قال فاحدهما قال لا فال لو كانا حيين أو أحد هما لرجوت لك وما جدلك مخرجا الا في احدى ثلاث قال وما هن قال هل تستطيع أن تحييه كما قتلته قال لا والله قال فهل تستطيع أن لا تموت قال لا والله ما من الموت بد فما الثالثة قال هل تستطيع أن تبتغى نفقا في الارض أو سلما في السماء فقام الرجل وله صراخ فلقيه أبو هريرة فسأله فقال ويحك حيان ولداك قال لا قال لو كانا حيين أو أحدهما لرجوت لك ولكن أغز في سبيل الله وتعرض للشهادة فعسى * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم) الآية * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري والنسائي وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال لحق ناس من المسلمين رجلا معه غنيمة له فقال السلام عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته فنزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا إلى قوله عرض الحياة الدنيا قال تلك الغنيمة قال قرأ ابن عباس السلام * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والطبراني والترمذي وحسنه وعبد بن حميد وصححه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس قال مر رجل من بنى سليم بنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسوق غنما له فسلم عليهم فقالوا ما سلم علينا الا ليتعوذ منه فعمدوا له فقتلوه وأتوا بغنمه النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم الآية * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة وأحمد وابن جرير والطبراني وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن عبد الله بن أبى حدرد الاسلمي قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اضم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم الحرث بن ربعى أبو قتادة ومحلم بن جثامة بن قيس الليثى فخرجنا حتى إذا كنا ببطن اضم مربنا عامر بن الاضبط الاشجعى على قعود له معه متيع له وقطب من لبن فلما مربنا سلم علينا بتحية الاسلام فامسكتا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة لشئ كان بينه وبينه فقتله وأخذ بعيره ومتاعه فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن يا أيها الذين آمنوا إذا
[ 200 ]
ضربتم في سبيل الله فتبينوا الآية * وأخرج ابن اسحق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبغوى في معجمه من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبى حدرد الاسلمي عن أبيه نحوه فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أقتلته بعدما قال آمنت بالله فنزل القرآن * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم محلم بن جثامة مبعثا فلقيهم عامر بن الاضبط فحياهم بتحية الاسلام وكانت بينهم احنة في الجاهلية فرماه محلم بسهم فقتله فجاء الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء محلم في بردين فجلس بين يدى النبي صلى الله عليه وسلم ليستغفر له فقال لاغفر الله لك فقام وهو يتلقى دموعه ببرديه فما مضت به ساعة حتى مات ودفنوه فلفظته الارض فجاؤا النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له فقال ان الارض تقبل من هو شر من صاحبكم ولكن الله أراد أن يعظكم ثم طرحوه في جبل وألقوا عليه الحجارة فنزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم الآية * وأخرج البزار والدار قطني في الافراد والطبراني عن ابن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها المقداد بن الاسود فلما أتوا القوم وجدوهم فد تفرقوا وبقى رجل له مال كثير لم يبرح فقال أشهد ان لا اله الا الله فاهوى إليه المقداد فقتله فقال له رجل من أصحابه أقتلت رجلا شهد ان لا اله الا الله لا ذكرن ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله ان رجلا شهد ان لا اله الا الله فقتله المقداد فقال ادعوا لي المقداد فقال يا مقداد أقتلت رجلا يقول لا اله الا الله فكيف لك بلا اله الا الله غدا فانزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله إلى قوله كذلك كنتم من قبل قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمقداد كان رجل مؤمن يخفى ايمانه مع قوم كفار فاظهر ايمانه فقتلته وكذلك كنت تخفى ايمانك بمكة قبل * واخرج ابن أبى حاتم عن جابر قال أنزلت هذه الآية ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام في مرداس * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال كان الرجل يتكلم بالاسلام ويؤمن بالله والرسول ويكون في قومه فإذا جاءت سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بهاحية يعنى قومه وأقام الرجل لا يخاف المؤمنين من أجل انه على دينهم حتى يلقاهم فيلقى إليهم السلام فيقولون لست مؤمنا وقد ألقى السلم فيقتلونه فقال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا إلى تبتغون عرض الحياة الدنيا يعنى تقتلونه ارادة ان يحل لكم ماله الذى وجدتم معه وذلك عرض الحياة الدنيا فان عندي مغانم كثيرة والتمسوا من فضل الله وهو رجل اسمه مرداس خلى قومه هاربين من خيل بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها رجل من بنى ليث اسمه قليب ولم يجامعهم وإذا فيهم مرداس فسلم عليهم فقتلوه فامر رسول الله صلى الله عليه ولم لاهله بديته ورد إليهم ماله ونهى المؤمنين عن مثل ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا قال هذا الحديث في شان مرداس رجل من غطفان ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشا عليهم غالب الليثى إلى أهل فدك وبه ناس من غطفان وكان مرداس منهم فر أصحابه فقال مرداس انى مؤمن وعلى متبعكم فصبحته الخيل غدوة فلما لقوه سلم عليهم مرداس فتلقاه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقتلوه وأخذوا ما كان معه من متاع فانزل الله في شانه ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا لان تحية المسلمين السلام بها يتعارفون وبها يحيى بعضهم بعضا * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله الآية قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عليها أسامة بن زيدالى بنى ضمرة فلقوا رجلا منهم يدعى مرداس بن نهيك معه غنيمة له وجمل أحمر فلما رآهم أوى إلى كهف جبل واتبعه أسامة فلما بلغ مرداس الكهف وضع فيه غنمه ثم أقبل إليهم فقال السلام عليكم أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله فشد عليه أسامة فقتله من أجل جمله وغنيمته وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث أسامة أحب أن يثنى عليه خير ويسال عنه أصحابه فلما رجعوا لم يسالهم عنه فجعل القوم يحدثون النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون يا رسول الله لو رأيت أسامة ولقية رجل فقال الرجل لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد عليه فقتله وهو معرض عنهم فلما اكثروا عليه رفع رأسه إلى أسامة فقال كيف أنت ولا اله الا الله فقال يا رسول الله انما قالها متعوذا تعوذ بها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هلا شققت عن قلبه فنظرت إليه فانزل الله خبر هذا وأخبر انما قتله من أجل جمله وغنمه فذلك حين
[ 201 ]
يقول تبتغون عرض الحياة الدنيا فلما بلغ فمن الله عليكم يقول فتاب الله عليكم فحلف أسامة أن لا يقاتل رجلا يقول لا اله الا الله بعد ذلك الرجل وما لقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن الحسن ان ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبوا يتطرقون فلقواناسا من العدو فحملوا عليهم فهزموهم فشد رجل منهم فتبعه رجل يريد متاعه فلما غشيه بالسنان قال انى مسلم انى مسلم فاوجره السنان فقتله وأخذ متيعه فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للقاتل أقتلته بعدان قال انى مسلم قال يا رسول الله انما قالها متعوذا قال أفلا شققت عن قلبه قال لم يا رسول الله قال لتعلم أصادق هو أو كاذب قال وكنت عالم ذلك يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما كان يعبر عنه لسانه انما كان يعبر عنه لسانه قال فما لبث القاتل ان مات فحفر له أصحابه فأصبح وقد وضعته الارض ثم عادوا فحفروا له فاصبح وقد وضعته الارض إلى جنب قبره قال الحسن فلا أدرى كم قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كم دفناه مرتين أو ثلاثة كل ذلك لا تقبله الارض فلما رأينا الارض لا تقبله أخذنا برجليه فالقيناه في بعض تلك الشعاب فانزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا أهل الاسلام إلى آخر الآية قال الحسن اما والله ما ذاك أن تكون الارض تجن من هو شر منه ولكن وعظ الله القوم ان لا يعودوا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير من طريق معمر عن قتادة في قوله ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا قال بلغني أن رجلا من المسلمين أغار على رجل من المشركين فحمل عليه فقال له المشرك انى مسلم أشهد أن لا اله الا الله فقتله المسلم بعد ان قالها فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال للذى قتله أقتلته وقد قال لا اله الا الله فقال وهو يعتذر يا نبى الله انما قال متعوذا وليس كذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم فهلا شققت عن قلبه ثم مات قاتل الرجل فقبر فلفظته الارض فذكر ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فامرهم أن يقبروه ثم لفظته حتى فعل ذلك به ثلاث مرات فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الارض أبت ان تقبله فالقوه في غار من الغيران قال معمر وقال بعضهم ان الارض تقبل من هو شرمنه ولكن الله جعله لكم عبرة * وأخرج ابن جرير من طريق أبى الضحى عن مسروق أن قوما من المسلمين لقوا رجلا من المشركين ومعه غنيمة له فقال السلام عليكم انى مؤمن فظنوا أنه يتعوذ بذلك فقتلوه وأخذوا غنيمته فانزل الله ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا تلك الغنيمة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن سعيد بن جبير قال خرج المقداد بن الاسود في سرية بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمروا برجل في غنيمة له فقال انى مسلم فقتله ابن الاسود فلما قدموا ذكروا ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا قال الغنيمة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال نزل ذلك في رجل قتله أبو الدرداء فذكر من قصة أبى الدرداء نحو القصة التى ذكرت عن أسامة بن زيد ونزل القرآن وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الاخطأ فقرأ حتى بلغ إلى قوله ان الله كان بما تعملون خبيرا * واخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا قال راعى غنم لقيه نفر من المؤمنين فقتلوه وأخذوا ما معه ولم يقبلوا منه السلام عليكم انى مؤمن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا قال حرم الله على المؤمنين أن يقولوا لمن يشهد أن لا اله الا الله لست مؤمنا كما حرم عليهم الميتة فهو آمن على ماله ودمه فلا تردوا عليه قوله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أبى رجاء والحسن انهما كانا يقرآن ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلم بكسر السين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن مجاهد وأبى عبد عبد الرحمن السلمى انهما كانا يقرآن لمن ألقى اليكم السلام * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله كذلك كنتم من قبل قال تستخفون بايمانكم كما استخفى هذا الراعى بايمانه وفى لفظ تكتمون ايمانكم من المشركين فمن الله عليكم فاظهر الاسلام فاعلنتم ايمانكم فتبينوا قال وعيد من الله مرتين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كذلك كنتم من قبل قال كنتم كفارا حتى من الله عليكم بالاسلام وهداكم له * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مسروق كذلك كنتم من قبل لم
[ 202 ]
تكونوا مؤمنين * وأخرج عبد بن حميد عن النعمان بن سالم انه كان يقول نزلت في رجل من هذيل * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ فتبينوا بالياء * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أسامة قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فصبحنا لحرقات من جهينة فادركت رجلا فقال لا اله الا الله فطعنتة فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبى صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا اله الا الله وقتله قلت يا رسول الله انما قالها فرقا من السلاح قال ألا شققت عن قلبه حتى تعلم قالها أم لا فمازال يكررها على حتى تمنيت انى أسلمت يومئذ * وأخرج ابن سعد عن جعفر بن برقان قال حدثنا الحضرمي رجل من أهل اليمامة قال بغلنى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أسامة بن زيد على جيش قال أسامة فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت أحدثه فقلت فلما انهزم القوم أدركت رجلا فاهويت إليه بالرمح فقال لا اله الا الله فطعنته فقتلته فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ويحك يا أسامة فكيف لك بلا اله الا الله ويحك يا أسامة فكيف لك بلا اله الا الله فلم يزل يرددها على حتى لوددت انى انسخلت من كل عمل عملته واستقبلت الاسلام يومئذ جديدا فلا والله أقاتل أحدا قال لا اله الا الله بعدما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن سعد عن ابراهيم التيمى عن أبيه قال قال أسامة بن زيد لا أقاتل رجلا يقول لا اله الا الله أبدا فقال سعد بن مالك وأنا والله لا أقاتل رجلا يقول لا اله الا الله أبدا فقال لهما رجل ألم يقل الله وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فقالا قد قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين كله لله * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة وأحمد والنسائي عن عقبة بن مالك الليثى قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فغارت على قوم فاتبعه رجل من السرية شاهرا فقال الشاذ من القوم انى مسلم فلم ينظر فيما قال فضربه فقتله فنمى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولا شديدا فبلغ القاتل فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قال القاتل والله ما قال الذى قال الا تعوذا من القتل فاعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وعمن قبله من الناس وأخذ في خطبته ثم قال أيضا يا رسول الله ما قال الذى قال الا تعوذا من القتل فاعرض عنه وعمن قبله من الناس وأخذ في خطبته ثم لم يصبر فقال الثالثة والله يا رسول الله ما قال الذى قال الا تعوذا من القتل فاقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرف المساءة في وجهه فقال ان الله أبى على لمن قتل مؤمنا ثلاث مرار * وأخرج الشافعي وابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والبيهقي في الاسماء والصفات عن المقداد بن الاسود قال قلت يا رسول الله أرأيت ان اختلفت أنا ورجل من المشركين بضربتين فقطع يدى فلما علوته بالسيف قال لا اله الا الله أضربه أم أدعه قال پل دعه قلت قطع يدى قال ان ضربته بعد ان قالها فهو مثلك قبل أن تقتله وأنت مثله قبل أن يقولها * وأخرج الطبراني عن جندب البجلى قال انى لعند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه بشير من سريته فاخبره بالنصر الذى نصر الله سريته وبفتح الله الذى فتح لهم قال يا رسول الله بينا نحن نطلب القوم وقد هزمهم الله تعالى إذ لحقت رجلا بالسيف فلما خشى ان السيف واقعه وهو يسعى ويقول انى مسلم انى مسلم قال فقتلته فقال يا رسول الله انما تعوذ فقال فهلا شققت عن قلبه فنظرت أصادق هو أم كاذب فقال لو شققت عن قلبه ماكان علمي هل قلبه الا مضغة من لحم قال لا ما في قلبه نعم ولا لسانه صدقت قال يا رسول الله استغفر لي قال لا أستغفر لك فمات ذلك الرجل فدفنوه فاصبح على وجه الارض ثم دفنوه فاصبح على وجه الارض ثلاث مرات فلما رأوا ذلك استحيوا وخزوا مما لقى فاحتملوه فالقوه في شعب من تلك الشعاب * قوله تعالى (لا يستوى القاعدون) الآية * أخرج ابن سعد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف والبغوى في معجمه والبيهقي في سننه عن البراء بن عازب قال لما نزلت لا يستوى القاعدون من المؤمنين قال النبي صلى الله عليه وسلم ادع فلا نا وفى لفظ ادع زيدا فجاء ومعه الدواة واللوح والكتف فقال اكتب لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله وخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله انى ضرير فنزلت مكانها لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله * وأخرج ابن سعد وأحمد وعبد بن حميد والبخاري وأبو داود والترمذي وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم
[ 203 ]
في الدلائل والبيهقي من طريق ابن شهاب قال حدثنى سهل بن سعد الساعدي ان مروان بن الحكم أخبره ان زيد ابن ثابت أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله فجاء ابن أم مكتوم وهو يملها على فقال يارسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان أعمى فانزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي فثقلت على حتى خفت ان ترض فخذي ثم سرى عنه فانزل الله غير أولى الضرر قال الترمذي ذا حديث حسن صحيح قال وفى هذا الحديث رواية رجل من الصحابة وهو سهل ابن سعد عن رجل من التابعين وهو مروان بن الحكم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وأحمد وأبو داود وابن المنذر وابن الانباري والطبراني والحاكم وصححه من طريق خارجة من زيد بن ثابت عن زيد بن ثابت قال كنت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغشيته السكينة فوقعت فخد رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فما وجدت ثقل شئ أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سرى عنه فقال اكتب فكتبت في كتف لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله إلى آخر الآية فقال ابن أم مكتوم وكان رجلا أعمى لما سمع فضل المجاهدين يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين فلما قضى كلامه غشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم السكينة فوقعت فخذه على فخذي فوجدت ثقلها في المرة الثانية كما وجدت في المرة الاولى ثم سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اقرأ يا زيد فقرأت لا يستوى القاعدون من المؤمنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب غير أولى الضرر الآية قال زيد أنزلها الله وحدها فالحقتها والذى نفسي بيده لكانى أنظر إلى ملحقها عند صدع في كتف * وأخرج ابن فهر في كتاب فضائل مالك وابن عساكر من طريق عبد الله بن رافع قال قدم هارون الرشيد المدينة فوجد البرمكى إلى مالك وقال له احمل إلى الكتاب الذى صنفته حتى أسمعه منك فقال للبرمكى اقرئه السلام وقل له ان العلم يزار ولا يزور وان العلم يؤتى ولا ياتي فرجع البرمكى إلى هارون فقال له يا أمير المؤمنين يبلغ أهل العراق انك وجهت إلى مالك فخالفك اعزم عليه حتى ياتيك فإذا بمالك قد دخل وليس معه كتاب وأتاه مسلما فقال يا أمير المؤمنين ان الله جعلك في هذا الموضع لعلمك فلا تكن أنت أول من يضع العلم فيضعك الله ولقد رأيت من ليس في حسبك ولا بيتك يعز هذا العلم ويجله فانت أحرى ان تعز وتجل علم ابن عمك ولم يزل يعدد عليه من ذلك حتى بكى هارون ثم قال أخبرني الزهري عن خارجة بن زيد قال قال زيد بن ثابت كنت أكتب بين يدى النبي صلى الله عليه وسلم في كتف لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون وابن أم مكتوم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قد أنزل الله في فضل الجهاد ما أنزل وأنا رجل ضرير فهل لى من رخصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ادرى قال زيد بن ثابت وقلمي رطب ما جف حتى غشى النبي صلى الله عليه وسلم الوحى ووقع فخذه على فخذي حتى كادت تدق من ثقل الوحى ثم جلى عنه فقال لى اكتب يا زيد غير أولى الضرر فيا أمير المؤمنين حرف واحد بعث به جبريل والملائكة عليهم السلام من مسيرة خمسين ألف عام حتى أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم فلا ينبغى لى ان أعزه وأجله * وأخرج الترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه من طريق مقسم عن ابن عباس انه قال لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر عن بدر والخارجون إلى بدر لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش وابن أم مكتوم أنا أعميان يا رسول الله فهل لنا رخصة فنزلت لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر وفضل الله المجاهدون على القاعدين درجة فهؤلاء القاعدون غير أولى الضرر فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه على القاعدين من المؤمنين غير أولى الضرر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق مقسم عن ابن عباس انه قال لا يستوى القاعدون من المؤمنين عن بدر والخارجون إليها * وأخرج ابن جرير والطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات عن زيد بن أرقم قال لما نزلت لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله جاء ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله أمالى من رخصة قال لا قال اللهم انى ضرير فرخص لى فانزل الله غير أولى الضرر فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابتها * وأخرج عبد بن حميد البزار وأبو يعلى وابن حبان والطبراني عن القلتان بن عاصم قال كنا عند النبي
[ 204 ]
صلى الله عليه وسلم فانزل عليه وكان إذا أنزل عليه دام بصره مفتوحة عيناه وفرغ سمعه وقلبه لما يأتيه من الله قال فكنا نعرف ذلك منه فقال للكاتب أكتب لا يستوى القاعدون والمجاهدون في سبيل الله فقام الاعمى فقال يا رسول الله ما ذنبنا فانزل الله فقلنا للاعمى انه ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم فخاف ان يكون ينزل عليه شئ في أمره فبقى قائما يقول اعوذ بغضب رسول الله فقال للكاتب اكتب غير أولى الضرر * واخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله فسمع بذلك عبد الله بن ام مكتوم الاعمى فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قد أنزل الله في الجهاد ما قد علمت وأنا رجل ضرير البصر لا أستطيع الجهاد فهل لى من رخصة عند الله ان قعدت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمرت في شأنك بشئ وما أدرى هل يكون لك ولا صحابك من رخصة فقال ابن مكتوم اللهم انى أنشدك بصرى فانزل الله لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر * واخرج عبد بن حميد والطبراني والبيهقي من طريق أبى نضرة عن ابن عباس في الآية قال نزلت في قوم كانت تشغلهم امراض وأوجاع فانزل الله عذرهم من السماء * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أنس بن مالك قال نزلت هذه الآية في ابن أم مكتوم غير أولى الضرر لقد رأيته في بعض مشاهد المسلمين معه اللواء * واخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن عبد الله بن شداد قال لما نزلت هذه الآية لا يستوى القاعدون من المؤمنين قام ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله انى ضرير كما ترى فانزل الله غير أولى الضرر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا انه لما نزلت هذه الآية قال عبد الله ابن أم مكتوم با نبى الله عذرى فانزل الله غير أولى الضرر * وأخرج ابن جرير عن سعيد قال نزلت لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله فقال رجل أعمى يا نبى الله فانى أحب الجهاد ولا أستطيع ان أجاهد فنزلت غير أولى الضرر * وأخرج ابن جرير عن السدى قال لما نزلت هذه الآية قال ابن أم مكتوم يارسول الله انى أعمى ولا أطيق الجهاد فانزل الله فيه غير أولى الضرر * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير من طريق زياد بن فياض عن أبى عبد الرحمن قال لما نزلت لا يستوى القاعدون قال عمرو بن أم مكتوم يا رب ابتليتنى فكيف أصنع فنزلت غير أولى الضرر * وأخرج ابن سعد وابن المنذر من طريق ثابت عن عبد الرحمن ابن أبى ليلى قال لما نزلت لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله قال ابن أم مكتوم أي رب أين عذرى أي رب أين عذرى فنزلت غير أولى الضرر فوضعت بينها وبين الاخرى فكان بعد ذلك يغزو ويقول ادفعوا إلى اللواء وأقيمونى بين الصفين فانى لن أفر * وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال نزلت في ابن أم مكتوم أربع آيات لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر ونزل فيه ليس على الاعمى حرج ونزل فيه فانها لا تعمى الابصار الآية ونزل فيه عبس وتولى فدعا به النبي صلى الله عليه وسلم فادناه وقربه وقال أنت الذى عاتبني فيك ربى * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال لا يستوى في الفضل القاعد عن العدو والمجاهد درجة يعنى فضيلة وكلا يعنى المجاهد والقاعد المعذور وفضل الله المجاهدين على القاعدين الذين لا عذر لهم أجرا عظيما درجات يعنى فضائل وكان الله غفورا رحيما بفضل سبعين درجة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله غير أولى الضرر قال اهل العذر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن جريج في قوله فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة قال على اهل الضرر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة وكلا وعد الله الحسنى أي الجنة والله يؤتى كل ذى فضل فضله * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه ومغفرة قال على القاعدين من المؤمنين غير اولى الضرر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة درجات منه ومغفرة ورحمة قال كان يقال الاسلام درجة والهجرة درجة في الاسلام والجهاد في الهجرة درجة والقتل في الجهاد درجة * وأخرج ابن جرير عن ابن وهب قال سالت ابن زيد عن قول الله تعالى وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه الدرجات هي السبع التى ذكرها في سورة براءة كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بانفسهم عن نفسه ذلك بانهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب فقرا حتى بلغ احسن ما كانوا يعملون قال هذه
[ 205 ]
السبع درجات قال كان اول شئ فكانت درجة الجهاد مجملة فكان الذى جاهد بماله له اسم في هذه فلما جاءت هذه الدرجات بالتفضيل اخرج منها ولم يكن له منها الا النفقة فقر الايصيبهم ظمأ ولا نصب وقال ليس هذا الصاحب النفقة ثم قرا ولا ينفقون نفقة قال وهذه نفقة القاعد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن محير يزفى قوله وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات قال الدرجات سبعون درجة ما بين الدرجتين عدوا الجواد المضمر سبعون سنة * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابى مجلز في قوله وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات قال بلغني انها سبعون درجة بين كل درجتين سبعون عاما كالجواد المضمر * وأخرج ابن المنذر عن قتادة في قوله درجات منه ومغفرة ورحمة قال ذكر لنا ان معاذ بن جيل كان يقول ان للقتيل في سبيل الله ست خصال من خير اول دفعة من دمه يكفر بها عنه ذنوبه ويحلى عليه حلة الايمان ثم يفوز من العذاب ثم يامن الفرع الاكبر ثم يسكن الجنة ويزوج من الحور العين * وأخرج البخاري والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والارض فإذا سألتم الله فاسألوه انفردوس فانه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين بينهما كما بين السماء والارض * وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي والحاكم عن أبى سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رضى الله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة فعجب لها أبو سعيد فقال أعدها على يا رسول الله فاعاها عليه ثم قال واخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض قال وما هي يا رسول الله قال الجهاد في سبيل الله * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بلغ بسهم في سبيل الله فله درجة فقال رجل يا رسول الله وما الدرجة قال أما انها ليست بعتبة امك ما بين الدرجتين مائة عام * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين منها كما بين السماء والارض * وأخرج ابن أبى حاتم عن يزيد بن أبى مالك قال كان يقال الجنة مائة درجة بين كل درجتين كما بين السماء إلى الارض فيهن الياقوت والخيل في كل درجة أمير يرون له الفضل والسودد * قوله تعالى (ان الذين توفاهم الملائكة) الآية * أخرج البخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن بى حاتم وابن مردويه والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس ان ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتى الهم يرمى به فيصب أحدهم فيقتله أو يضرب فيقتل فانزل الله ان الذين توفاهم الملائكة طالمى أنفسهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال كان قوم من أهل مكة اسلموا وكانوا يستخفون بالاسلام فاخرجهم المشركون معهم يوم بدر فاصيب بعضهم وقتل بعض فقال المسلمون قد كان أصحابنا هؤلاء مسلمين واكرهوا فاستغفروا لهم فنزلت هذه الآية ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم إلى آخر الآية قال فكتب إلى من بقى بمكة من المسلمين بهذه الآية وانه لا عذر لهم فخرجا فلحقهم المشركون فاعطوهم الفتنة فانزلت فيهم هذه الآية ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذى في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله إلى آخر الآية فكتب المسلمون إليهم بذلك فحزنوا وأيسوا من كل خير فنزلت فيهم ثم ان ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها لغفور رحيم فكتبوا إليهم بذلك ان الله قد جعل لكلم مخرجا فاخرجوا فخرجوا فأدركهم المشركون فقاتلوهم حتى نجا من نجا وقتل من قتل * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم وابن جرير عن عكرمة في قوله ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم إلى قوله وساءت مصيرا قال نزلت في قيس بن الفاكه بن المغيرة والحارث بن زمعة بن الاسود وقيس بن الوليد بن المغيرة وأبى العاص بن منية بن الحجاج وعلى بن أمية بن خلف قال لما خرج المشركون من قريش وأتباعهم لمنع أبى سفيان بن حرب وعير قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وان يطلبوا ما نيل منهم يوم نخلة خرجوا
[ 206 ]
معهم بشبان كارهين كانوا قد أسلموا واجتمعوا ببدر على غير موعد فقتلوا ببدر كفارا ورجعوا عن الاسلام وهم هؤلاء الذين سميناهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن ابى حاتم عن محمد بن اسحق في قوله ان الذين توفاهم الملائكة قال هم خمسة فتية من قريش على بن امية وأبو قيس بن الفاكه وزمعة بن الاسود وأبو العاصي بن منية ابن الحجاج قال ونسيت الخامس * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس في الآية قال هم قوم تخلفوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم وتركوا أن يخرجوا معه فمن مات منهم قبل أن يلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم ضربت الملائكة وجهه ودبره * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال كان قوم بمكة قد اسملوا فلماهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهوا ان يهاجروا وخافوا فانزل الله ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم إلى قوله الا المستضعفين * واخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك في الآية قال هم أناس من المنافقين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فلم يخرجوا معه إلى المدينة وخرجوا مع مشركي قريش إلى بدر فاصيبوا يوم بدر فيمن أصيب فانزل الله فيهم هذه الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال لما أسر العباس وعقيل ونوفل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس افد نفسك وابن أخيك قال يا رسول الله ألم نصل قبلتك ونشهد شهادتك قال يا عباس انكم خاصمتم فخصمتم ثم تلا عليه هذه الآية ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فاولئك ماواهم جهنم وسأت مصيرا فيوم نزلت هذه الآية كان من أسلم ولم يهاجر فهو كافر حتى يهاجر الا المستضفين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا حيلة في المال والسبيل الطريق قال ابن عباس كنت أنا منهم من الولدان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال حدثت ان هذه الآية أنزلت في أناس تكلموا بالاسلام من أهل مكة فخرجوا مع عدوالله أبى جهل فقتلوا يوم بدر فاعتذروا بغير عذر فابى الله أن يقبل منهم وقوله الا المستضعفين قال أناس من أهل مكة عذرهم الله فاستثناهم قال وكان ابن عباس يقول كنت أنا وأمى من الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد في الآية نزلت هذه الآية فيمن قتل يوم بدر من الضعفاء في كفار قريش * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال لما بعث النبي صلى الله عليه سلم وظهر ونبع الايمان نبع النفاق معه فاتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال فقالوا يا رسول الله لولا أنا نخاف هؤلاء القوم بعذبونا ويفعلون ويفعلون لاسلمنا ولكنا نشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله فكانوا يقولون ذلك له فلما كان يوم بدر قام المشركون فقالوا لا يتخلف عنا أحد الاهدمنا داره واستبحنا ماله فخرج أولئك الذين كانوا يقولون ذلك القول للنبى صلى الله عليه وسلم معهم فقتلت طائفة منهم وأسرت طائفة قال فاما الذين قتلوا فهم الذين قال الله ان الذى توفاهم الملائكة ظالمي أنفهسم الآية كلها ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها وتتركوا هؤلاء الذين يستضعفونكم أولئك ماواهم جهنم وساءت مصيرا ثم عذر الله أهل الصدق فقال الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا يتوجهون له لو خرجوا لهلكوا فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم اقامتهم بين ظهرى المشركين وقال الذين أسروا يا رسول الله انك تعلم انا كنا ناتيك فنشهد أن لا اله الا الله وانك رسول الله وان هؤلاء القوم خرجنا معهم خوفا فقال الله يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الاسارى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم صنبعكم الذى صنعتم خروجكم مع المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم وان يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل خزجوا مع المشركين فامكن منهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال كنت أنا وأمى من المستضعفين أنا من الولدان وأمى من النساء * وأحرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس انه تلا الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان قال كنت أنا وأمى ممن عذر الله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في دبر كل صلاة اللهم خلص الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبى ربيعة وضعفة المسلمين من أيدى المشركين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا * وأخرج البخاري عن أبى هريرة قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلى
[ 207 ]
العشاء إذ قال سمع الله لمن حمده ثم قال قبل ان يسجد اللهم نج عياش بن أبى ربيعة اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج الوليد بن الوليد اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطاتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسنى يوسف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله الا المستضعفين يعنى الشيخ الكبير والعجوز والجوارى الصغار والغلمان * وأخرج ابن أبى شيبة عن محمد بن يحيى قال مكث النبي صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا يقنت في صلاة الصبح بعد الركوع وكان يقول في قنوته اللهم أنج الوليد بن الوليد وعياش بن أبى ربيعة والعاصي ابن هشام والمستضعفين من المؤمنين بمكة الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم إلى قوله وساءت مصيرا قال كانوا قوما من المسلمين بمكة فخرجوا مع قوم من المشركين في قتال فقتلوا معهم فنزلت هذه الآية الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان فعذر الله اهل العذر منهم وأهلك من لا عذر له قال ابن عباس وكنت أنا وأمى ممن كان له عذر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج لا يستطيعون حيلة قوة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله لا يستطيعون حيلة قال نهوضا إلى المدينة ولا يهتدون سبيلا طريقا إلى المدينة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ولا يهتدون سبيلا طريقا إلى المدينة والله تعالى أعلم * قوله تعالى (ومن يهاجر) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله مراغما كثيرا وسعة قال المراغم التحول من أرض إلى أرض والسعة الرزق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد مراغما قال متزحزحا عما يكره * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله مراغما قال منفسحا بلغة هذيل قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر واترك أرض جهرة ان عندي * رجاء في المراغم والتعادى * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال المراغم المهاجر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى مراغما قال مبتغى للمعشية * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى صخر مراغما قال منفسحا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة قال متحولا من الضلالة إلى الهدى ومن العيلة إلى الغنى * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء في قوله وسعة قال ورخاء * وأخرج عن ابن القاسم قال سئل مالك عن قول الله وسعة قال سعة البلاء * قوله تعالى (ومن يخرج من بيته) الآية * أخرج أبو يعلى وابن أبى حاتم والطبراني بسند رجاله ثقات عن ابن عباس قال خرج ضمرة بن جندب من بيته مهاجرا فقال لاهله احملوني فاخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات في الطريق قبل ان يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزل الوحى ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من وجه آخر عن ابن عباس قال كان بمكة رجل يقال له ضمرة من بنى بكر وكان مريضا فقال لاهله أخرجوني من مكة فانى أجدا الحر فقالوا أين نخرجك فاشار بيده نحو طريق المدينة فخرجوا به فمات على ميلين من مكة فنزلت هذه الآية ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت * وأخرج أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين عن عامر الشعبى قال سألت ابن عباس عن قوله تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا الآية قال نزلت في أكتم بن صيفي قلت فاين الليثى قال هذا قبل الليثى بزمان وهى خاصة عامة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في سننه عن سعيد بن جبير أن رجلا من خزاعة كان بمكة فمرض وهو ضمرة بن العيص أو العيص بن ضمرة بن زنباع فلما أمروا بالهجرة كان مريضا فامر أهله ان يفرشوا له على سريره ففرشوا له وحملوه وانطلقوا به متوجها إلى المدينة فلما كان بالتنعيم مات فنزل ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله * وأخرج ابن أبى حاتم من وجه آخر عن سعيد بن جبير عن أبى ضمرة بن العيص الزرقى الذى كان مصاب البصر وكان بمكة فلما نزلت الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة فقال اننى لغنى وانى لذو حيلة فتجهز يريد النبي صلى الله عليه وسلم فادركه الموت
[ 208 ]
بالتنعيم فنزلت هذه الآية ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله * وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن سعيد بن جبير قال لما نزلت هذه الآية لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر رخص فيها قومن من المسلمين ممن بمكة من أهل الضرر حتى نزلت فضيلة المجاهدين على القاعدين ورخص لاهل الضرر حتى نزلت ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم إلى قوله وساءت مصيرا قالوا هذه موجبة حتى نزلت الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فقال ضمرة بن العيص أحد بنى ليث وكان مصاب البصرانى لذو حيلة لى مال فاحملوني فخرج وهو مريض فادركه الموت عند التنعيم فدفن عند مسجد التنعيم فنزلت فيه هذه الآية ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال لما أنزل الله هؤلاء الآيات ورجل من المؤمنين يقال له ضمرة ولفظ عبد سبرة بمكة قال والله ان لى من المال ما يبلغني إلى المدينة وأبعد منها وانى لاهتدى إلى المدينة فقال لاهله أخرجوني وهو مريض يومئذ فلما جاوزا الحرم قبضه الله فمات فانزل الله ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله الآية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير من وجه آخر عن قتادة لما نزلت ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قال رجل من المسلمين يومئذ وهو مريض والله مالى من عذرانى لدليل بالطريق وانى لموسر فاحملوني فحملوه فادركه الموت بالطريق فنزل فيه ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال لما أنزل الله ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم الآيتين قال رجل من بنى ضمرة وكان مريضا أخرجوني إلى الروح فاخرجوه حتى إذا كان بالحصحاص مات فنزل فيه ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله الآية * وأخرج ابن جرير عن علباء بن أحمر قوله ومن يخرج من بيته الآية قال نزلت في رجل من خزاعة * وأخرج ابن جرير عن السدى قال لما سمع هذه يعنى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفهسم الآية ضمرة بن جندب الضمرى قال لاهله وكان وجعا أرحلوا راحلتي فان الاخشبين قد غمانى يعنى جبلى مكة لعلى ان أخرج فيصيبنى روح فقعد على راحلته ثم توجه نحو المدينة فمات في الطريق فانزل الله ومن يخرج من بيته مهاجر الآية وأما حين توجه إلى المدينة فانه قال اللهم انى مهاجر اليك والى رسولك * وأخرج سنيدوابن جرير عن عكرمة قال لما نزلت ان الذين توفاهم الملائكة الآية قال ضمرة بن جندب الجندعى اللهم أبلغت المعذرة والحجة ولا معذرة لى ولا حجة ثم خرج وهو شيخ كبير فمات ببعض الطريق فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مات قبل أن يهاجر فلا ندرى أعلى ولاية ام لا فنزلت ومن يخرج من بيته الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال لما أنزل الله في الذين قتلوا مع مشركي قريش ببدران الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم الاية سمع بما أنزل الله فيهم رجل من بنى ليث كان على دين النبي صلى الله عليه وسلم مقيما بمكة وكان ممن عذر الله كان شيخا كبيرا فقال لاهله ما أنا ببائت الليلة بمكة فخرجوا به حتى إذا بلغ التنعيم من طريق المدينة أدركه الموت فنزل فيه ومن يخرج من بيته الآية * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال نزلت في رجل من بنى ليث أحد بنى جندع * وأخرج ابن سعد وابن المنذر عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ان جندع بن ضمرة الجندعى كان بمكة فمرض فقال لبنيه أخرجوني من مكة فقد قتلني غمها فقالوا إلى أين فاومأ بيده نحو المدينة يريد الهجرة فخرجوا به فلما بلغوا اضاة بنى غفار مات فانزل الله فيه ومن يخرج من بيته الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال هاجر رجل من بنى كنانة يريد النبي صلى الله عليه وسلم فمات في الطريق فسخر به قوم استهزؤا به وقالوا لاهو بلغ الذى يريد ولا هو أقام في أهله يقومون عليه ويدفن فنزل القرآن ومن يخرج من بيته الآية * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال خرج رجل من مكة بعد ما أسلم وهو يريد النبي وأصحابه فادركه الموت في الطريق فمات فقالوا ما أدرك هذا من شئ فانزل الله ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله الآية * وأخرج ابن ابى حاتم من طريق هشام بن عروة عن أبيه ان الزبير بن العوام قال هاجر خالد بن حزام إلى أرض الحبشة فنهشته حية في الطريق فمات فنزلت فيه ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما * قال الزبير وكنت أتوقعه وأنتظر قدومه وأنا بارض الحبشة فما
[ 209 ]
أحزنني شئ حزنى وفاته حين بلغني لانه قل أحد ممن هاجر من قريش الا معه بعض أهله أوذى رحمه ولم يكن معى أحد من بنى أسد بن عبد العزى ولا أرجو غيره * وأخرج ابن سعد عن المغيرة بن عبد الرحمن الخزاعى عن أبيه قال خرج خالد بن حزام مهاجرا إلى أرض الحبشة في المرة الثانية فنهش في الطريق فمات قبل ان يدخل أرض الحبشة فنزلت فيه ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله الآية * وأخرج ابن جرير من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبى حبيب ان أهل المدينة يقولون من خرج فاصلا وجب سهمة وتاولوا قوله تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله يعنى من مات ممن خرج إلى الغزو بعد انفصاله من منزلة قبل ان يشهد الوقعة فله سهمه من المغنم * وأخرج ابن سعد وأحمد والحاكم وصححه عن عبد الله بن عتيك سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من خرج من بيته مجاهدا في سبيل الله وأين المجاهدون في سبيل الله فخر عن دابته فمات فقد وقع أجره على الله أو لدغته دابة فمات فقد وقع أجره على الله أو مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله يعنى بحتف أنفه على فراشه والله انها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قتل قعصا فقد استوجب الجنة * وأخرج أبو يعلى والبيهقي في الشعب عن أبى هريرة فال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج يوم القيامة ومن خرج معتمرا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة ومن خرج غازيا في سبيل الله كتب له أجر الغازى إلى يوم القيامة * قوله تعالى (وإذا ضربتم في الارض) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وأحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن الجارود وابن خزيمة والطحاوى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس في ناسخه وابن حبان عن يعلى بن أمية قال سألت عمربن الخطاب قلت ليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا وقد أمن الناس فقال لى عمر عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صفقته * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن أبى حنظلة قال سألت ابن عمر عن صلاة السفر فقال ركعتان فقلت فاين قوله تعالى ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا ونحن آمنون فقال سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن ماجه وابن حبان والبيهقي في سننه عن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسد انه سأل ابن عمر أرأيت قصر الصلاة في السفرانا لانجدها في كتاب الله انما نجد ذكر صلاة الخوف فقال ابن عمر يا ابن أخى ان الله أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيأ فانما نفعل كما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل وقصر الصلاة في السفر سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن حارثة بن وهب الخزاعى قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر بمنى أكثر ما كان الناس وآمنه ركعتين * وأخرج ابن أبى شيبة والترمذي وصححه والنسائي عن ابن عباس قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة ونحن آمنون لا نخاف شياركعتين * وأخرج ابن جرير عن أبى العالية قال سافرت إلى مكة فكنت أصلى ركعتين فلقينى قراء من أهل هذه الناحية فقالوا كيف تصلى قلت ركعتين قالوا أسنة أو قرآن قلت كل سنة وقرآن صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قالوا انه كان في حرب قلت قال الله لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لندخلن المسجد الحرام ان شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون وقال وإذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة فقرأ حتى بلغ فإذا طمأننتم * وأخرج ابن أبى شيبة والترمذي وصححه والنسائي عن ابن عباس قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة ونحن آمنون لا نخاف شياركعتين * وأخرج ابن جرير عن على قال سال قوم من التجار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انا نضرب في الارض فكيف نصلى فانزل الله وإذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ثم انقطع الوحى فلما كان بعد ذلك بحول غزا النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر فقال المشركون لقد أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم هلا شددتم عليهم فقال قائل منهم ان لهم مثلها أخرى في أثرها فانزل الله بين الصلاتين ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا انا الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا وإذا كنت فيهم فما قمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك إلى قوله ان الله أعد للكافرين عذابا مهينا فنزلت صلاة الخوف * وأخرج ابن أبى شيبة
[ 210 ]
عن ابراهيم قال قال رجل يا رسول الله انى رجل تاجرا اختلف إلى البحرين فأمره ان يصلى ركعتين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبى بن كعب انه كان يقرأ فاقصروا من الصلاة ان يفتنكم الذين كفروا ولا يقرأ ان خفتم وهى في مصحف عثمان ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا * وأخرج ابن جرير من طريق عمر بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق قال سمعت أبى يقول سمعت عائشة تقول في السفر أتموا صلاتكم فقالوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى في السفر ركعتين فقالت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حرب وكان يخاف هل تخافون أنتم * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال قلت لعطاء أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتم الصلاة في السفر قال عائشة وسعيد بن أبى وقاص * وأخرج ابن جرير عن أمية بن عبد الله انه قال لعبد الله بن عمر انا نجد في كتاب الله قصر الصلاة في الخوف ولا نجد قصر صلاة المسافر فقال عبد الله انا وجدنا نبينا صلى الله عليه وسلم يعمل عملا عملنا به * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة قال أنزلت يوم كان النبي صلى الله عليه وسلم بعسفات والمشركون بضجنان فتوا فقوا فصلى النبي صلى الله عليه وسلم باصحابه صلاة الظهر أربعا ركوعهم وسجودهم وقيامهم معا جمعا فهم به المشركون ان يغيروا على أمتعتهم وأثقالهم فانزل الله فلتقم طائفة منهم معك فصلى العصر فصف أصحابه صفين ثم كبر بهم جميعا ثم سجد الاولون لسجوده والآخرون قيام لم يسجدوا حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم ثم كبر بهم وركعوا جميعا فتقدم الصف الآخر واستأخر الصف المقدم فتعاقبوا السجود كما فعلوا أول مرة وقصر العصر إلى ركعتين * وأخرج عبد الرزاق عن طاوس في قوله ان تقصروا من الصلاة ان ختفم ان يفتنكم الذين كفروا قال قصرها في الخوف والقتال الصلاة في كل وجه راكبا وما شيا قال فاما الصلاة النبي صلى الله عليه وسلم هذه الركعتان وصلاة الناس في السفر ركعتين فليس بقصرهو وفاؤها * وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن دينار في قوله ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا قال انما ذلك إذا خافوا الذين كفروا اوسن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ركعتين وليس بقصر ولكنها وفاء * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله وإذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة إذا صليت ركعتين في السفر فهى تمام والتقصير لا يحل الا ان تخاف من الذين كفروا ان يفتنوك عن الصلاة والتقصير ركعة يقوم الامام ويقوم حده احدين طائفة خلفه وطائفة يوازوا العدو فيصلى بمن معه ركعة ويمشون إليهم على أدبارهم حتى يقوموا في مقام أصحابهم وتلك المشية القهقرى ثم تأتى الطائفة الاخرى فتصلى مع الامام ركعة ثم يجلس الامام فيسلم فيقومون فيصلون لانفسهم ركعة ثم يرجعون إلى صفهم ويقوم الآخرون فيضيفون إلى ركعتهم ركعة والناس يقولون لا بل هي ركعة واحدة لا يصلى أحد منهم إلى ركعته شيأ تجزئه ركعة الامام فيكون للامام ركعتان ولهم ركعة فذلك قول الله وإذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة إلى قوله وخذوا حذركم * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق سأله عن قوله ان يفتنكم الذين كفروا قال يضلكم بالعذاب والجهل بلغة هوازن قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر كل امرئ من عباد الله مضطهد * ببطن مكة مقهور ومفتون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سماك الحنفي قال سألت ابن عمر عن صلاة السفر فقال ركعتان تمام غير قصر انما القصر صلاة المخافة قلت وما صلاة لمخافة قال يصلى الامام طائفة ركعة ثم يجئ هؤلاء إلى مكان هؤلاء وهؤلاء إلى مكان هؤلاء فيصلى بهم ركعة فيكون للامام ركعتان ولكل طائفة ركعة ركعة * وأخرج مالك وعبد بن حميد والبخاري ومسلم عن عائشة قالت فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في السفر والحضر فاقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عائشة قالت فرضت الصلاة على النبي بمكة ركعتين ركعتين فلما خرج إلى المدينة فرضت أربعا وأقرت صلاة السفر ركعتين * وأخرج أحمد والبيهقي في سننه عن عائشة قالت فرضت الصلاة ركعتين ركعتين الا المغرب فرضت ثلاثا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر صلى الصلاة الاولى وإذا أقام زاد مع كل ركعتين ركعتين الا المغرب لانها وتر والصبح لانها تطول فيها القراءة * وأخرج البيهقى
[ 211 ]
عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أهل مكة لا تقصروا الصلاة في أدنى من أربعة برد من مكة إلى عسفان * وأخرج الشافعي والبيهقي عن عطاء بن أبى رباح ان عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس كانا يصليان ركعتين ويفطران في أربعة برد فما فوق ذلك * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي عن ابن عباس انه سئل أتقصر إلى عرفة فقال لا ولكن إلى عسفان والى حدة والى الطائف * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير والنحاس عن ابن عباس قال فرض الله الصلاة على لسان نبيكم في الحضر أربعا وفى السفر ركعتين وفى الخوف ركعة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وإذا ضربتم في الارض الآية قال قصر الصلاة ان لقيت العدو وقد حانت الصلاة ان تكبر الله وتخفض رأسك ايماء راكبا كنت أو ماشيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله ليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة قال ذاك عند القتال يصلى الرجل الراكب تكبيرة من حيث كان وجهه * قوله تعالى (وإذا كنت فيهم) الآية * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والدار قطني والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن أبى عياش الزرقى قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد وهم بيننا وبين القبلة فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الظهر فقالوا قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم ثم قالوا ياتي عليهم الآن صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم فنزل جبريل بهذه الآيات بين الظهر والعصر وإذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فحضرت فامرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذوا السلاح وصففنا خلفه صفين ثم ركع فركعنا جميعا ثم سجد بالصف الذى يليه والآخرون قيام يحرسونهم فلما سجدوا وقاموا جلس الآخرون فسجدوا في مكانهم ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء وهؤلاء إلى مصاف هؤلاء ثم ركع فركعوا جميعا ثم رفع فرفعوا جميعا ثم سجد والصف الذى يليه والآخرون قيام يحرسونهم فلما جلسوا جلس الآخرون فسجدوا ثم سلم عليهم ثم انصرف قال فصلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين مرة بعفان ومرة بارض بنى سليم * وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بين ضجنان وعسفان فقال المشركون ان لهؤلاء صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وابنائهم وهى العصر فاجمعوا أمركم فميلوا عليهم ميلة واحدة وان جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره ان يقسم أصحابه شطرين فيصلى بهم وتقوم طائفة أخرى وراءهم ولياخذوا حذرهم وأسلحتهم ثم ياتي الآخرون ويصلون معه ركعة واحدة ثم يأخذ هؤلاء حذرهم وأسلحتهم فيكون لهم ركعة ركعة ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم عن يزيد الفقير قال سألت جابر بن عبد الله عن الركعتين في السفر أقصرهما قال الركعتان في السفر تمام انما القصر واحدة عند القتال بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال إذ أقيمت الصلاة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصفت طائفة وطائفة وجوهها قبل العدو فصلى بهم ركعة وسجد بهم سجدتين ثم الذين خلفوا انطلقوا إلى أولئك فقاموا مقامهم وجاء أولئك فقاموا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم ركعة وسجد بهم سجدتين ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس فسلم وسلم الذين خلفه وسلم أولئك فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين وللقوم ركعة ركعة ثم قرأ وإذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سليمان اليشكرى انه سأل جابر بن عبد الله عن اقصار الصلاة أي يوم أنزل فقال جابر بن عبد الله وعسير قريش آتية من الشام حتى إذا كبا بنخل جاء رجل من القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد قال نعم قال هل تخافني قال لا قال من يمنعك منى قال الله يمنعنى منك قال فسل السيف ثم تهدده وأوعده ثم نادى بالرحيل وأخذ السلاح ثم نودى بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطائفة من القوم وطائفة أخرى تحرسهم فصلى بالذين يلونه ركعتين تأخر الذين يلونه على أعقابهم فقاموا في مصاف أصحابهم ثم جاء الآخرون فصلى بهم ركعتين والآخرون يحرسونهم ثم سلم فكانت للنبى صلى الله عليه وسلم أربع ركعات وللقوم ركعتين ركعتين يومئذ فانزل الله في اقصار الصلاة وأمر المؤمنين باخذ السلاح * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن أبى حاتم من طريق الزهري عن سالم عن أبيه في
[ 212 ]
قوله وإذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة قال هي صلاة الخوف صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم باحدى الطائفتين ركعة والطائفة الاخرى مقبلة على العدو ثم انصرفت الطائفة التى صلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فقاموا مقام أولئك مقبلين على العدو وأقبلت الطائفة الاخرى التى كانت مقبلة على العدو فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة أخرى ثم سلم بهم ثم فامت كل طائفة فصلوا ركعة ركعة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني عن ابن عباس في قوله وإذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلنقم طائفة منهم معك فهذا في الصلاة عند الخوف يقوم الامام ويقوم معه طائفة منهم وطائفة ياخذون أسلحتهم ويقفون بازاء العدو فيصلى الامام بمن معه ركعة ثم يجلس على هيئته فيقوم القوم فيصلون لانفسهم الركعة الثانية والامام جالس ثم ينصرفون فيقفون موقفهم ثم يقبل الآخرون فيصلى بهم الامام الركعة الثانية ثم يسلم فيقوم القوم فيصلون لانفسهم الركعة الثانية فهكذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بطن نخلة * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الخوف بذى قرد فصف الناس صفين صفا خلفه وصفا موازي العدو فصلى بالذين خلفه ركعة ثم انصرف هؤلاء إلى مكان هؤلاء وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ولم يقضوا * وأخرج ابن أبى شيبة عن زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الخوف قال سفيان فذكر مثل حديث ابن عباس * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي عن ثعلبة بن زهدم قال كنا مع سعيد بن العاصى بطبرستان فقال أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فقال حذيفة انا فقام حذيفة فصف الناس خلفه وصفا موازي العدو فصلى بالذين خلفه ركعة ثم انصرف هؤلاء مكان هولاء وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ولم يقضوا * وأخرج أبو داود وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بذات الرقاع فصدع الناس صدعتين فصفت طائفة وراءه وقامت طائفة وجاه العدو فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرت الطائفة خلفه ثم ركع وركعوا وسجد وسجدوا ثم رفع رأسه فرفعوا ثم مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا وسجدوا لانفسهم سجدة ثانية ثم قاموا ثم نكصوا على أعقابهم يمشون القهقرى حتى قاموا من ورائهم وأقبلت الطائفة الاخرى فصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبروا ثم ركعوا لانفسهم ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سجدته الثانية فسجدوا معه ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركعته وسجدوا لانفسهم السجدة الثانية ثم قامت الطائفتان جميعا فصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فركع بهم ركعة فركعوا جميعا ثم سجد فسجدوا جميعا ثم رفع رأسه ورفعوا معه كل ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا جدا لايالو أن يخفف ما استطاع ثم سلم فسلموا ثم قام وقد شركه الناس في صلاته كلها * وأخرج الحاكم عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف انه قال وطائفة من خلفه وطائفة من وراء الطائفة التى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قعود وجوههم كلهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبرت الطائفتان فركع فركعت الطائفة التى خلفه والآخرون قعود ثم سجدوا أيضا والآخرون قعود ثم قام فقاموا ونكصوا خلفه حتى كانوا مكان أصحابهم قعودا وأتت الطائفة الاخرى فصلى بهم ركعة وسجدتين ثم سلم والآخرون قعود ثم سلم فقامت الطائفتان كلتاهما فصلوا لانفسهم ركعة وسجدتين ركعة وسجدتين * وأخرج مالك والشافعي وابن أبى شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدار قطني والبيهقي من طريق صالح بن خوات عن عمن صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرقاع صلاة الخوف ان طائفة صفت معه وطائفة تجاه العدو فصلى بالتى معه ركعة ثم ثبت قائما وأتموا لانسفهم ثم انصرفوا وصلوا تجاه العدو وجاءت الطائفة الاخرى فصلى بهم الركعة التى بقيت من صلاته ثم ثبت جالسا وأتموا لانفسهم ثم سلم بهم * وأخرج عبد بن حميد والدار قطني عن أبى بكرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى باصحابه صلاة الخوف فصلى ببعض أصحابه ركعتين ثم سلم فتأخروا وجاء الآخرون فصلى بهم ركعتين ثم سلم فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع وللمسلمين ركعتان ركعتان * وأخرج الدار قطني والحاكم عن أبى بكرة ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالقوم في الخوف صلاة
[ 213 ]
المغرب ثلاث ركعات ثم انصرف وجاء الآخرون فصلى بهم ثلاث ركعات فكانت للنبى صلى الله عليه وسلم ست ركعات وللقوم ثلاث ثلث * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير والدار قطني عن ابن مسعود قال صلى ؟ ؟ ؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فقاموا صفين صف خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف مستقبل العدو فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة وجاء الآخرون فقاموا مقامهم واستقبلوا هؤلاء العدو فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة ثم سلم فقام هؤلاء إلى مقام هؤلاء فصلوا لانفسهم ركعة ثم سلموا * وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه من طريق عروة عن مروان انه سال أبا هريرة هل صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف قال أبو هريرة نعم قال مروان متى قال عام غزوة نجد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة صلاة العصر فقامت معه طائفة وطائفة أخرى مقابل العدو وظهورهم إلى القبلة فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر الكل ثم ركع ركعة واحدة وركعت الطائفة التى خلفه ثم سجد فسجدت الطائفة التى تليه والآخرون قيام مقابل العدو ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقامت الطائفة التى معه وذهبوا إلى العدو فقابلوهم وأقبلت الطائفة الاخرى فركعوا وسجدوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم كما هو ثم قاموا فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة أخرى وركعوا معه وسجدوا معه ثم أقبلت الطائفة التى كانت مقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد ومن معه ثم كان السلام فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا جميعا فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان ولكل واحدة من الطائفتين ركعة ركعة * وأخرج الدار قطني عن ابن عباس قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة الخوق فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمنا خلفه صفين فكبر وركع وركعنا جميعا الصفان كلاهما ثم رفع رأسه ثم خر ساجدا وسجد الصف الذى يليه وثبت الآخرون قياما يحرسون اخوانهم فلما فرغ من سجوده وقام خر الصف المؤخر سجودا فسجدوا سجدتين ثم قاموا فتأخر الصف المقدم الذى يليه وتقدم الصف المؤخر فركع وركعوا جميعا وسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصف الذى يليه وثبت الآخرون قياما يحرسون اخوانهم فلما قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم خر الصف المؤخر سجودا ثم سلم النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج الدار قطني عن جابر ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان محاصرا بنى محارب بنخل ثم نودى في الناس ان الصلاة جامعة فجعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم طائفتين طائفة مقبلة على العدو يتحدثون وصلى بطائفة ركعتين ثم سلم فانصرفوا فكانوا مكان اخوانهم وجاءت الطائفة الاخرى فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين فكان للنبى صلى الله عليه وسلم أربع ركعات ولكل طائفة ركعتان * وأخرج البزار وابن جرير والحاكم وصححه عن ابن عباس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة له فلقى المشركين بعسفان فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فرأوه يركع ويسجد هو أو صحابة قال بعضهم لبعض لو حملتم عليهم ما علموا بكم حتى تواقعوهم فقال قائل منهم ان لهم صلاة أخرى هي أحب إليهم من أهليهم وأموالهم فاصبروا حتى تحضر فنحمل عليهم جملة فانزل الله وإذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة إلى آخر الآية وأعلمه بما ائتمر به المشركون فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر وكانوا قبالته في القبلة جعل المسلمين خلفه صفين فكبر فكبروا معه جميعا ثم ركع وركعوا جميعا فلما سجد سجد معه الصف الذين يلونه ثم قام الذين خلفهم مقبلون على العدو فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سجوده وقام سحد الصف الثاني ثم قاموا وتاخر الصف الذين يلونه وتقدم الآخرون فكانوا يلون رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ركع ركعوا معه جميعا ثم رفع فرفعوا معه ثم سجد فسجد معه الذين يلونه وقام الصف الثاني مقبلون على العدو فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سجوده وقعد قعد الذين يلونه وسجد الصف المؤخر ثم قعدوا فسجدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم عليهم جميعا فلما نظر إليهم المشركون يسجد بعضهم ويقوم بعض قالوا لقد أخبروا بما أردنا * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى العالية الرياحي ان أبا موسى الاشعري كان بالدار من أصبهان وما بهم يومئذ كبير خوف ولكن أحب ان يعلمهم دينهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم فجعلهم صفين طائفة معها السلاح مقبلة على عدوها وطائفة وراء ها فصلى بالذين يلونه ركعة ثم نكصوا
[ 214 ]
على أدبارهم حتى قاموا مقام الآخرين وجاء الآخرون يتخللونهم حتى قاموا وراءه فصلى بهم ركعة أخرى ثم سلم فقام الذين يلونه والآخرون فصلوا ركعة ركعة فسلم بعضهم على بعض فتممت للامام ركعتان في جماعة وللناس ركعة ركعة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن مجاهد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان والمشركين بضجنان فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر ورآه المشركون يركع ويسجد ائتمروا ان يغيروا عليه فلما حضرت العصر صف الناس خلفه صفين فكبر وكبروا جميعا وركع وركعوا جميعا وسجد وسجد الصف الذين يلونه وقام الصف الثاني الذين بسلاحهم مقبلين على العدو بوجوههم فلما رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه سجد الصف الثاني فلما رفعوا رؤسهم ركع وركعوا جميعا وسجد وسجد الصف الذين يلونه وقام الصف الثاني بسلاحهم مقبلين على العدو بوجوههم فلما رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه سجد الصف الثاني قال مجاهد فكان تكبيرهم وركوعهم وتسليمه عليهم سواء وتصافوا في السجود قال مجاهد فلم يصل رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف قبل يومه ولابعده * وأخرج ابن أبى شيبة عن على قال صليت صلاة الخوف مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ركعتين الا المغرب فانه صلاها ثلاثا * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم باصحابه صلاة الظهر قبل ان تنزل صلاة الخوف فتلهف المشركون ان لا يكونوا حملوا عليه فقال لهم رجل فان لهم صلاة قبل مغير بان الشمس هي أحب إليهم من أنفسهم فقالوا لو قد صلوا بعد لحملنا عليهم فارصدوا ذلك فنزلت صلاة الخوف فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بصلاة العصر * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير من طريق أبى الزبير عن جابر قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلقينا المشركين بنخل فكانوا بيننا وبين القلة فلما حضرت صلاة الظهر صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جميع فلما فرغنا تآمر المشركون فقالو لو كنا حملنا عليهم وهم يصلون فقال بعضهم فان لهم صلاة ينتظر ونها تأتى الآن وهى أحب إليهم من أبنائهم فإذا صلوا تميلوا عليهم فجاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخبر وعلمه كيف يصلى فلما حضرت العصر قام نبى الله صلى الله عليه وسلم مما يلى العدو وقمنا خلفه صفين فكبر نبى الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا جميعا ثم ذكر نحوه * وأخرج البزار عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف أمر الناس فاخذوا السلاح عليهم فقامت طائفة من ورائهم مستقبلي العدو وجاءت طائفة فصلوا معه فصلى بهم ركعة ثم قاموا إلى الطائفة التى لم تصل وأقبلت الطائفة التى لم تصل معه فقاموا خلفه فصلى بهم ركعة وسجدتين ثم سلم عليهم فلما سلم قام الذين قبل العدو فكبروا جميعا وركعوا ركعة وسجدتين بعدما سلم * وأخرج أحمد عن جابر قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ست غزوات قبل صلاة الخوف وكانت صلاة الخوف في السنة السابعة * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس وإذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة إلى قوله فليصلوا معك فانه كانت تأخذ طائفة منهم السلاح فيقبلون على العدو والطائفة الاخرى يصلون مع الامام ركعة ثم ياخذون أسلحتهم فيستقبلون العدو ويرجع أصحابهم فيصلون مع الامام ركعة فيكون للامام ركعتان ولسائر الناس ركعة واحدة ثم يقضون ركعة أخرى وهذا تمام من الصلاة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فإذا سجدوا يقول فإذا سجدت الطائفة التى قامت معك في صلاتك تصلى بصلاتك ففرغت من سجودها فليكونوا من ورائكم يقول فليصيروا بعد فراغهم من سجودهم خلفكم مصافي العدو في المكان الذى فيه سائر الطوائف التى لم تصل معك ولم تدخل معك في صلاتك * قوله تعالى (ولا جناح عليكم) * أخرج البخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم والبيهقي عن ابن عباس في قوله ان كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى قال نزلت في عبد الرحمن بن عوف كان جريحا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان في الآية قال رخص في وضع السلاح عند ذلك وأمرهم ان ياخذوا حذرهم وفى قوله عذابا مهينا قال يعنى بالمهين الهوان وفى قوله فإذا قضيتم الصلاة قال صلاة الخوف فاذكروا الله قال باللسان فإذا اطمأنتم يقول إذا استقرر تم وأمنتم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم قال بالليل والنهار في البر والبحر وفى السفر والحضر والغنى والفقر والسقم والصحة والسر والعلانية وعلى كل
[ 215 ]
حال * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود بلغه ان قوما يذكرون الله قياما فأتاهم فقال ما هذا قالوا سمعنا الله يقول فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فقال انما هذه إذا لم يستطع الرجل ان يصلى قائما صلى قاعدا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد فإذا اطماننتم قال إذا خرجتم من دار السفر إلى دار الاقامة فأقيموا الصلاة قال أتموها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة فإذا اطماننتم يقول إذا اطماننتم في أمصاركم فاتموا الصلاة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد فإذا اطماننتم يقول فإذا أمنتم فاقيموا الصلاة يقول أتموها * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج فإذا اطمأنتم أقمتم في أمصاركم * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية فإذا اطماننتم يعنى إذا نزل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى فإذا اطماننتم قال بعد الخوف * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله فإذا اطماننتم فاقيموا الصلاة قال إذا اطماننتم فصلوا الصلاة لانصلها راكبا ولا ماشيا ولا قاعدا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا يعنى مفروضا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال الموقوت الواجب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد كتابا موقوتا قال مفروضا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله كتابا موقوتا قال فرضا واجبا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن كتابا موقوتا قال كتابا واجبا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا قال قال ابن مسعود ان للصلاة وقتا كوقت الحج * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم في قوله ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا قال منجما كلما مضى نجم جاء نجم آخر يقول كلما مضى وقت جاء وقت آخر * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وابن أبى شيبة وأبو داود والترمذي وحسنه وابن خزيمة والحاكم عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنى جبريل عند البيت مرتين فصلى بى الظهر حين زالت الشمس وكانت قدر الشراك وصلى بى العصر حين كان ظل كل شئ مثله وصلى بى المغرب حين أفطر الصائم وصلى بى العشاء حين غاب الشفق وصلى بى الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم وصلى بى من الغد الظهر حين كان ظل كل شئ مثله وصلى بى العصر حين كان ظل كل شئ مثليه وصلى بى المغرب حين أفطر الصائم وصلى بى العشاء ثلث الليل وصلى بى الفجر فاسفر ثم التفت إلى فقال يا محمد هذا الوقت وقت النبيين قبلك الوقت ما بين هذين الوقتين * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والترمذي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان للصلاة أولا وآخرا وان أول وقت الظهر حين تزول الشمس وان آخر وقتها حين يدخل وقت العصر وان أول وقت العصر حين يدخل وقت العصر وان آخر وقتها حين تصفار الشمس وان أول وقت المغرب حين تغرب الشمس وان آخر وقتها حين يغيب الشفق وان أول وقت العشاء الآخرة حين يغيب الشفق وان آخر وقتها حين ينتصف الليل وان أول وقت لفجر حين يطلع الفجر وان آخر وقتها حين تطلع الشمس * قوله تعالى (ولا تهنوا) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس ولا تهنوا قال ولا تضعفوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن اضحاك ولا تهنوا في ابتغاء القوم قال لا تضعفوا في طلب القوم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس ان تكونوا تالمون قال توجعون وترجون من الله مالا يرجون قال ترجون الخير * وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية يقول لا تضعفوا في طلب القوم فانكم ان تكونوا تتجعون فانهم يتجعون كما تتجعون وترجون من الاجر والثواب مالا يرجون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال لا تضعفوا في طلب القوم ان تكونوا تتجعون من الجراحات فانهم يتجعون كما تتجعون وترجون من الله يعنى الحياة والرزق والشهادة والظفر في الدنيا * قوله تعالى (انا أنزلنا اليك الكتاب) الآيات * أخرج الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن قتادة ابن النعمان قال كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشر وبشير ومبشر وكان بشير رجلا منافقا يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينحله بعض العرب ثم يقول قال فلان كذا وكذا قال فلان كذا وكذا وإذا سمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الشعر قالوا والله ما يقول هذا الشعر الا هذا الخبيث
[ 216 ]
فقال أو كلما قال الرجال قصيدة أضموا فقالوا ابن الابيرق قالها قال وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والاسلام وكان الناس انما طعامهم بالمدينة التمر والشعير وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة من الشام من الرزمك ابتاع الرجل منها فخص بها نفسه واما العيال فانما طعامهم التمر والشعير فقدمت ضافطة من الشام فابتاع عمى رفاعة بن زر جملا من الرزمك فجعله في مشربة له وفى المشربة سلاح له درعان وسيفاهما وما يصلحهما فعد اعدى من تحت الليل فنقب المشربة وأخذ الطعام والسلاح فلما أصبح أتانى عمى رفاعة فقال يا ابن أخى تعلم انه قد عدى علينا في ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا فذهب بطعامنا وسلاحنا قال فتجسسنا في الدار وسالنا فقيل لنا قد رأينا بنى أبيرق قد استوقدوا في هذه الليلة ولا نرى فيما نرى الاعلى بعض طعامكم قال وقد كان بنو ابيرق قالوا ونحن نسال في الدار والله ما نرى صاحبكم الا لبيد بن سهل رجلا مناله صلاح واسلام فلما سمع ذلك لبيد اخترط سيفه ثم أتى بنى أبيرق وقال أنا أسرق فوالله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن هذه السرقة قالوا اليك عنا أيها الرجل فوالله ما أنت بصاحبها فسالنا في الدار حتى لم نشك انهم أصحابها فقال لى عمى يا ابن أخى لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له قال قتادة فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يارسول الله ان أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمى رفاعة بن زيد فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه فليردوا علينا سلاحنا فاما الطعام فلا حاجة لنا فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سانظر في ذلك فلما سمع ذلك بنو ابيرق أتوا رجلا منهم يقال له أسير بن عروة فكلموه في ذلك واجتمع إليه ناس من أهل الدار فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ان قتادة بن النعمان وعمه عمدوا إلى أهل بيت من أهل اسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت قال قتادة فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته فقال عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم اسلام وصلاح ترميهم بالسرقة من غير بينه ولا ثبت قال قتادة فرجعت ولوددت انى خرجت من بعض مالى ولم أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فأتاني عمى رفاعة فقال يا ابن أخى ما صنعت فاخبرته بما قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الله المستعان فلم نلبث ان نزل القرآن انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما بنى أبيرق واستغفر الله أي مما قلت لقتادة ان الله كان غفورا رحيما ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إلى قوله ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما أي انهم لو استغفروا الله لغفر لهم ومن يكسب اثما إلى قوله فقد احتمل بهتانا واثما مبينا قولهم للبيد ولو لا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم ان يضلوك يعنى أسير بن عروة وأصحابه إلى قوله فسيؤتيه أجرا عظيما فلما نزل القرآن أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلاح فرده إلى رفاعة قال قتادة فلما أتيت عمى بالسلاح وكان شيخا قد عسا في الجاهلية وكنت أرى اسلامه مدخولا فلما أتيته بالسلاح قال يا ابن أخى هو في سبيل الله فعرفت أن اسلامه كان صحيحا فلما نزل القرآن لحق بشير بالمشركين فنزل على سلافة بنت سعد فانزل الله ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى إلى قوله ضلالا بعيدا فلما نزل على سلافة رماها حسان بن ثابت بابيات من شعر فاخذت رحله فوضعته على رأسها ثم خرجت فرمت به في الابطح ثم قالت أهديت لى شعر حسان ما كنت تأتيني بخير * وأخرج ابن سعد عن محمود بن لبيد قال عدا بشير بن الحارث على علية رفاعة بن زيد عم قتادة بن النعمان الظفرى فنقبها من ظهرها وأخذ طعاما له ودرعين باداتهما فاتى قتادة بن النعمان النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره بذلك فدعا بشيرا فسأله فانكر ورمى بذلك لبيد بن سهل رجلا من أهل الدار ذا حسب ونسب فنزل القرآن بتكذيب بشير وبراءة لبيد بن سهل قوله انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله إلى قوله ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما يعنى بشير بن ابيرق ومن يكسب خطيئة أو اثما ثم يرم به بريئا يعنى لبيد بن جهل حين رماه بنو أبيرق بالسرقة فلما نزل القرآن في بشير وعثر عليه هرب إلى مكة مرتدا كافرا فانزل على سلافة بنت سعد بن الشهيد فجعل يقع في النبي صلى الله عليه وسلم وفى المسلمين فنزل القرآن فيه وهجاه حسان ابن ثابت حتى رجع وكان ذلك في شهر ربيع سنة أربع من الهجرة * وأخرج ابن سعد من وجه آخر عن محمود بن لبيد قال كان أسير بن عروة رجلا منطيقا ظريفا بليغا حلوا فسمع بما قال قتادة بن النعمان في بنى ابيرق
[ 217 ]
للنبى صلى الله عليه وسلم حين اتهمهم بنقب عليه عمه وأخذ طعمامه والدرعين فاتى اسير رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة جمعهم من قومه فقال ان قتادة وعمه عمدوا إلى أهل بيت منا أهل حسب ونسب وصلاح يؤنبونهم بالقبيح ويقولون لهم مالا ينبغى بغير ثبت ولا بينة فوضع لهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء ثم انصرف فاقبل بعد ذلك قتادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكلمه فجبهه رسول الله صلى الله عليه وسلم جبها شديدا منكرا وقال بئسما صنعت وبئسما مشيت فيه فقام قتادة وهو يقول لوددت انى خرجت من أهلى ومالى وانى لم أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ من امرهم وما أنا بعائد في شئ من ذلك فانزل الله على نبيه في شأنهم انا أنزلنا اليك الكتاب إلى قوله ولا تجادل عن الذين يحتانون أنفسهم يعنى أسير بن عروة واصحابه ان الله لا يحب من كان خوانا أثيما * وأخرج عبدبن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله إلى قوله ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فيما بين ذلك في طعمة بن اببرق درعه من حديد التى سرق وقال أصحابه من المؤمنين للنبى صلى الله عليه وسلم أعذره في الناس بلسانك ورموا بالدرع رجلا من يهود بريئا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال ذكر لنا ان هذه الآيات أنزلت في شأن طعمة ابن أبيرق وفيما هم به نبى الله صلى الله عليه وسلم من عذره فبين الله شأن طعمة بن ابيرق ووعظ نبيه صلى الله عليه وسلم وحذره أن يكون للخائنين خصيما وكان طعمة بن ابيرق رجلا من الانصار ثم أحد بنى ظفر سرق درعا لعمه كانت وديعة عندهم ثم قدمها على يهودى كان يغشاهم يقال له زيد بن السمين فجاء اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يهتف فلما رأى ذلك قومه بنو ظفر جاؤا إلى نبى الله صلى الله عليه وسلم ليعذروا صاحبهم وكان نبى الله صلى الله عليه وسلم قدهم بعذره حتى أنزل الله في شأنه ما انزل فقال ولا تجادل عن الذين يختانون انفسهم إلى قوله يرم به بريئا وكان طعمة قذف بها بريئا فلما بين الله شأن طعمة نافق ولحق بالمشركين فانزل الله في شانه ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس قال ان نفرا من الانصار غزوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته فسرقت درع لاحدهم فاظن بها رجلا من الانصار فاتى صاحب الدرع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان طمعة بن أبيرق سرق درعى فلما رأى السراق ذلك عمدا إليها فالقاها في بيت رجل برئ وقال لنفر من عشيرته انى غيبت الدرع وألقيتها في بيت فلان وستوجد عنده فانطلقوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا نبى الله ان صاحبنا برئ وان سارق الدرع فلان وقد أحطنا بذلك علما فاعذر صاحبنا على رؤس الناس وجادل عنه فانه ان لا يعصمه الله بك يهلك فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرأه وعذره على رؤس الناس فانزل الله انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله يقول بما أنزل الله اليك إلى قوله خوانا أثيما ثم قال للذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا يستخفون من الناس إلى قوله وكيلا يعنى الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفين يجادلون عن الخائنين ثم قال ومن يكسب خطيئة الآية يعنى السارق والذين جادلوا عن السارق * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال كان رجل سرق درعا من حديد في زمان النبي صلى الله عليه وسلم طرحه على يهودى فقال اليهودي والله ما سرقتها يا أبا القاسم ولكن طرحت على وكان الرجل الذى سرق له جيران يبرؤنه ويطرحونه على اليهودي ويقولون يا رسول الله ان هذا اليهودي خبيث يكفر بالله وبما جئت به حتى مال عليه النبي صلى الله عليه وسلم ببعض القول فعاتبه الله في ذلك فقال انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله بما قلت لهذا اليهودي ان الله كان غفورا رحيما ثم أقبل على جيرانه فقال ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم إلى قوله وكيلا ثم عرض التوبة فقال ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ومن يكسب اثما فانما يكسبه على نفسه فما أدخلكم أنتم أيها الناس على خطيئة هذا تكلمون دونه ومن يكسب خطيئة أو اثما ثم يرم به بريئا وان كان مشركا فقد احتمل بهتانا إلى قوله ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى قال أبى ان يقبل التوبة التى عرض الله له وخرج إلى المشركين بمكة فنقب بيتا يسرقه فهدمه الله عليه فقتله * وأخرج ابن المنذر عن الحسن ان رجلا على عهد
[ 218 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم اختان درعا من حديد فلما خشى ان توجد عنده ألقاها في بيت جار له من اليهود وقال تزعمون انى اختنت الدرع فوالله لقد أنبئت انها عند اليهودي فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجاء أصحابه يعذرونه فكأن النبي صلى الله عليه وسلم عذره حين لم يجد عليه بينه ووجدوا الدرع في بيت اليهودي وأبى الله الا العدل فانزل الله على نبيه انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق إلى قوله أمن يكون عليهم وكيلا فعرض الله بالتوبة لو قبلها إلى قوله ثم يرم به بريئا اليهودي ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم ولولا فضل الله عليك ورحمته إلى قوله وكان فضل الله عليك عظيما فابرئ اليهودي وأخبر بصاحب الدرع قال قد افتضحت الآن في المسلمين وعلموا انى صاحب الدرع مالى اقامة ببلد فتراغم فلحق بالمشركين فانزل الله ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى إلى قوله ضلالا بعيدا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله قال بما أوحى الله اليك نزلت في طعمة بن أبيرق استودعه رجل من اليهود درعا فانطلق بها إلى داره فحفر لها اليهودي ثم دفنها فخالف إليها طعمة فاحتفر عنها فاخذها فلما جاء اليهودي يطلب درعه كافره عنها فانطلق إلى اناس من اليهود من عشيرته فقال انطلقوا معى فانى أعرف موضع الدرع فلما علم به طعمة أخذ الدرع فالقاها في بيت أبى مليك الانصاري فلما جاءت اليهود تطلب الدرع فلم تقدر عليها وقع به طعمة واناس من قومه فسبوه قال أتخونوني فانطلقوا يطلبونها في داره فاشرفوا على دار أبى مليك فإذا هم بالدرع وقال طعمة اخذها ابو مليك وجادلت الانصار دون طعمة وقال لهم انطلقوا معى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا له ينضح عنى ويكذب حجة اليهودي فانى ان أكذب كذب على أهل المدينة اليهودي فاتاه ناس من الانصار فقالوا يا رسول الله جادل على طعمة واكذب اليهودي فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يفعل فانزل الله عليه ولا تكن للخائنين خصيما إلى قوله أثيما ثم ذكر الانصار ومجادلتهم عنه فقال يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله إلى قوله وكيلا ثم دعا إلى التوبة فقال ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه إلى قوله رحيما ثم ذكر قوله حين قال أخذها أبو مليك فقال ومن يكسب اثما إلى قوله مبينا ثم ذكر الانصار واتيانها اياه ان ينضح عن صاحبهم ويجادل عنه فقال لهمت طائفة منهم ان يضلوك ثم ذكر منا جاتهم فيما يريدون ان يكذبوا عن طعمة فقال لاخير في كثير من نجواهم فلما فضح الله طعمة بالقرآن بالمدينة هرب حتى أتى مكة فكفر بعد اسلامه ونزل على الحجاج بن علاط السلمى فنقب بيت الحجاج فاراد ان يسرقه فسمع الحجاج خشخشته في بيته وقعقعة جلود كانت عنده فنظر فإذا هو بطعمة فقال ضيفي وابن عمى فاردت ان تسرقني فاخرجه فمات بحرة بنى سليم كافرا وأنزل الله فيه ومن يشاقق الرسول إلى وساءت مصيرا * وأخرج سنيد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال استودع رجل من الانصار طعمة بن أبيرق مشربة له فيها درع فغاب فلما قدم الانصاري فتح مشربته فلم يجد الدرع فسأل عنها طعمة بن أبيرق فرمى بها رجلا من اليهود يقال له زيد بن السمين فتعلق صاحب الدرع بطعمة في درعه فلما رأى ذلك قومه أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فكلموه ليدرأ عنه فهم بذلك فانزل الله انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس إلى قوله ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم يعنى طعمة بن أبيرق وقومه ها أنتم هؤلاء جادلتم إلى قوله يكون عليهم وكيلا محمد صلى الله عليه وسلم وقوم طعمة ثم يرم به بريئا يعنى زيد بن السمين فقد احتمل بهتانا طعمة بن أبيرق ولولا فضل الله عليك ورحمته لمحمد صلى الله عليه وسلم لهمت طائفة قوم طعمة لاخير في كثير الآية للناس عامة ومن يشاقق الرسول قال لما أنزل القرآن في طعمة بن أبيرق لحق بقريش ورجع في دينه ثم عدا على مشربة للحجاج بن علاط البهرى فنقبها فسقط عليها حجر فلحج فلما أصبح أخرجوه من مكة فخرج فلقى ركبا من قضاعة فعرض لهم فقال ابن سبيل منقطع به فحملوه حتى إذا جن عليه الليل عدا عليهم فسرقهم ثم انطلق فرجعوا في طلبه فادكوه فقذفوه بالحجارة حتى مات فهذه الآيات كلها فيه نزلت إلى قوله ان الله لا يغفر ان يشرك به * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال نزلت هذه الآية في رجل من الانصار استودع درعا فجحدها صاحبها فلق به رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فغضب له قومه وأتوا نبى الله صلى الله عليه وسلم فقالوا خونوا صاحبنا وهو أمين مسلم فاعذره يا نبى الله وازجر عنه فقام النبي صلى الله عليه وسلم فعذره وكذب عنه وهو يرى انه برئ وانه مكذوب عليه فانزل الله بيان ذلك فقال
[ 219 ]
انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله إلى قوله أمن يكون عليهم وكيلا فبين خيانته فلحق بالمشركين من أهل مكة وارتد عن الاسلام فنزل فيه ومن يشاقق الرسول إلى قوله وساءت مصيرا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطية العوفى ان رجلا يقال له طعمة بن أبيرق سرق درعا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فالقاها في بيت رجل ثم قال لاصحاب له انطلقوا فاعذروني عند النبي صلى الله عليه وسلم فان الدرع قد وجدت في بيت فلان فانطلقوا يعذر ونه عند النبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله ومن يكسب خطيئة أو اثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا قال بهتانه قذفه الرجل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم قال اختان رجل من الانصار عماله درعا فقذف بها يهوديا كان يغشاهم فجادل عم الرجل قومه فكأن النبي صلى الله عليه وسلم عذره ثم لحق بدار الشرك فنزلت فيه ومن يشاقق الرسول الآية * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال اياكم والرأى فان الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم لتحكم بين الناس بما أراك الله ولم يقل بما رأيت * وأخرج ابن المنذر عن عمرو بن ديناران رجلا قال لعمر بما أراك الله قال مه انما هذه للنبى صلى الله عليه وسلم خاصة * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطية العوفى لتحكم بين الناس بما أراك الله قال الذى آراه في كتابه * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق مالك بن أنس عن ربيعة قال ان الله أنزل القرآن وترك فيه موضعا للسنة وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة وترك فيها موضعا للرأى * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن وهب قال قال لى مالك الحكم الذى يحكم به بين الناس على وجهين فالذي يحكم بالقرآن والسنة الماضية فذلك الحكم الواجب والصواب والحكم الذى يجتهد فيه العالم نفسه فيما لم يات فيه شئ فلعله ان يوفق قال وثالث التكلف لما لا يعلم فما أشبه ذلك أن لا يوفق * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة لتحكم بين الناس بما أراك الله قال بما بين الله لك * وأخرج ابن أبى حاتم عن مطر لتحكم بين الناس بما أراك الله قال بالبينات والشهود * وأخرج عبد وابن أبى حاتم عن ابن مسعود موقوفا ومرفوعا قال من صلى صلاة عند الناس لا يصلى مثلها إذا اخلا فهى استهانة استهان بها ربه ثم تلاهذه الآية يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم * وأخرج عبد بن حميد عن حذيفة مثله وزاد لا يستحي ان يكون الناس أعظم عنده من الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى رزين إذ يبيتون قال إذ يؤلفون مالا يرضى من القول * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق على عن ابن عباس في قوله ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله قال أخبر الله عباده بحمله وعفوه وكرمه وسعة رحمته ومغفرته فمن أذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا ثم استغفر الله يجد الله غفورا رحيما ولو كانت ذنوبه أعظم من السموات والارض والجبال * وأخرج ابن جرير وعبد بن حميد والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال كان بنو اسرائيل إذا أصاب أحدهم ذنبا أصبح قد كتب كفارة ذلك الذنب على بابه وإذا أصاب البول شيأ منه قرضه بالمقراض فقال رجل لقد آتى الله بنى اسرائيل خيرا فقال ابن مسعود ما آتاكم الله خير مما آتاهم جعل لكم الماء طهورا وقال ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود قال من قرأ هاتين الآيتين من سورة النساء ثم استغفر غفر له ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ولو انهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستفغروا الله واستغفر لهم الرسول الآية * وأخرج ابن جرير عن حبيب بن أبى ثابت قال جاءت امرأة إلى عبد الله بن مغفل فسألته عن امرأة فجرت فحبلت ولما ولدت قتلت ولدها فقال ما لها لها النار فانصرفت وهى تبكى فدعا ها ثم قال ما أرى أمرك الا احد أمرين من يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما فمسحت عينها ثم مضت * وأخرج ابن أبى حاتم وابن السنى في عمل اليوم والليلة وابن مردويه عن على قال سمعت أبا بكر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد أذنب فقام فتوضأ فاحسن وضوءه ثم قام فصلى واستغفر من ذنبه الا كان حقا على الله ان يغفر له لان الله يقول ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما * وأخرج أبو يعلى والطبراني وابن مردويه عن أبى الدرداء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس وجلسنا حوله وكانت له حاجة فقام إليها وأراد الرجوع ترك نعليه في مجلسه
[ 220 ]
أو بعض ما يكون عليه وانه قام فترك نعليه فاخذت ركوة من ماء فاتبعته فمضى ساعة ثم رجع ولم يقض حاجته فقال انه أتانى آت من ربى فقال انه من يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما فاردت ان أبشر أصحابي قال أبو الدرداء وكانت قد شقت على الناس التى قبلها من يعمل سوأ يجزيه فقلت يا رسول الله وان زنى وان سرق ثم استغفر ربه غفر الله له قال نعم قلت الثانية قال نعم قلت الثالثة قال نعم على رغم أنف عويمر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن سيرين ثم يرم به بريئا قال يهوديا * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وعلمك ما لم تكن تعلم قال علمه الله بيان الدنيا والآخرة بين حلاله وحرامه ليحتج بذلك على خلقه * وأخرج عن الضحاك قال علمه الخير والشر والله أعلم * قوله تعالى (لاخير في كثير من نجواهم) الآية * اخرج ابن أبى حاتم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله لا خير في كثير من نجواهم الامن أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس من جاءك يناجيك في هذا فاقبل مناجاته ومن جاءك يناجيك في غير هذا فاقطع انت عنه ذاك لا تناجيه * واخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان الامن أمر بصدقة أو معروف قال المعروف القرض * واخرج الترمذي وابن ماجه وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبى الدنيا في الصمت وابن المنذر وابن مردوية والبيهقي في شعب الايمان من طريق محمد بن عبد الله بن يزيد بن حنيش قال دخلنا على سفيان الثوري نعوده ومعنا سعيد بن حسان المخزومى فقال له سفيان أعد على الحديث الذى كنت حدثتنيه عن أم صالح قال حدثتني أم صالح بنت صالح عن صفية بنت شيبة عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام ابن آدم كله عليه لا له الا أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو ذكر الله عزوجل فقال محمد ابن يزيد ما أشد هذا الحديث فقال سفيان وما شدة هذا الحديث انما جاءت به امرأة عن امرأة هذا في كتاب الله الذى أرسل به نبيكم صلى الله عليه وسلم أما سمعت الله يقول لا خير في كثير من نجواهم الامن أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس فهو هذا بعينه أوما سمعت الله يقول يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الامن أذن له الرحمن وقال صوابا فهو هذا بعينه أو ما سمعت الله يقول والعصر ان الانسان لفى خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فهو هذا بعينه * واخرج مسلم والبيهقي عن ابن شريح الخزاعى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت * وأخرج البخاري والبيهقي عن سهل بن سعدان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يضمن لى ما بين لحييه وما بن رجليه أضمن له الجنة * وأخرج البخاري في الادب والبيهقي عن سهل بن سعد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أكثر ما يدخل الناس النار الا جوفان الفم والفرج * وأخرج مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي عن سفيان بن عبد الله الثقفى قال قلت يا رسول الله مرنى بامر أعتصم به في الاسلام قال قل آمنت بالله ثم استقم قلت يا رسول الله ما أخوف ما تخاف على قال هذا وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرف لسان نفسه * وأخرج البيهقى عن ابى عمرو الشيباني قال حدثنى صاحب هذه الدار يعنى عبد الله بن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال الصلاة على ميقاتها قلت ثم ماذا يا رسول الله قال ثم بر الوالدين قلت ثم ماذا يا رسول الله قال ان يسلم الناس من لسانك قال ثم سكت ولو استزدته لزادنى * وأخرج الترمذي والبيهقي عن عقبة بن عامر قال قلت يا نبى الله ما النحاة قال أملك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك * وأخرج البخاري في تاريخه وابن أبى الدنيا في الصمت والبيهقي عن أسود بن أبى أصرم المحاربي قال قلت يا رسول الله أوصني قال هل تملك لسانك قلت فما أملك إذا لم أملك لساني قال فهل تملك يدك قلت فما أملك إذا لم أملك يدى قال فلا تقل بلسانك الا معروفا ولا تبسط يدك الا إلى خير * وأخرج البيهقى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار رحم الله امر أتكلم فغنم أو سكن فسلم * وأخرج البيهقى عن الحسن قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحم الله عبدا تكلم فغنم أو سكت فسلم * وأخرج البيهقى عن ابن مسعود انه أتى على الصفا فقال يا لسان قل خيرا تغنم أو اصمت تسلم من قبل ان تندم قالوا يا أبا عبد الرحمن هذا شئ تقوله أو سمعته قال لابل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان أكثر خطايا ابن آدم في
[ 221 ]
لسانه * وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن سعيد بن جبير قال رأيت ابن عباس آخذا بثمرة لسانه وهو يقول بالساناه قل خيرا تغنم أو اسكت عن شر تسلم قبل ان تندم فقال له رجل مانى أراك آخذا بثمرة لسانك تقول كذا وكذا قال انه بلغني ان العبد يوم القيامة ليس هو عن شئ أحنق منه على لسانه * وأخرج أبو يعلى ولبيهقى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره ان يسلم فليلزم الصمت * وأخرج البيهقى عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لقى أبا ذر فقال يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما قال بلى يا رسول الله قال عليك بحسن الخلق وطول الصمت والذى نفس محمد بيده ما عمل الخلائق بمثلهما * وأخرج البيهقى عن أبى ذر قال قلت يا رسول الله اوصني قال اوصيك بتقوى الله فانه أزين لامرك كله قلت زدنى قال عليك بتلاوة القرآن وذكر الله فانه ذكر لك في السماء ونور لك في الارض قلت زدنى قال عليك بطول الصمت فانه مطردة للشيطان وعون لك على أمر دينك قلت زدنى قال واياك وكثرة الضحك فانه يميت القلب ويذهب بنور الوجه قلت زدنى قال قل الحق ولو كان مرا قلت زدنى قال لا تخف في الله لومة لائم قلت زدنى قال ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك * وأخرج البيهقى عن ركب المصرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن عمل بعلمه وانفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله * وأخرج الترمذي والبيهقي عن ابى سعيد الخدرى رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أصبح ابن ادم فان كل شئ من الجسد يكفر اللسان يقول ننشدك الله فينا فانك ان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا وأخرج أحمد في الزهد والنسائي والبيهقي عن زيد بن أسلم عن أبيه ان عمر بن الخطاب اطلع على أبى بكر وهو يمد لسانه قال ما تصنع يا خليفة رسول الله قال ان هذا الذى اوردنى الموارد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس شئ من الجسد الا يشكو ذرب اللسان على حدته * وأخرج البيهقى عن أبى حجيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الاعمال أحب إلى الله قال فسكتوا فلم يجبه أحد قال هو حفظ اللسان * وأخرج البيهقى عن عمران بن الحصين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مقام الرجل بالصمت افضل من عبادة ستين سنة * وأخرج البيهقى عن معاذ بن جبل قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فاصاب الناس ريح فتقطعوا فضربت ببصرى فإذا أنا قريب الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لا غتنمن خلوته اليوم فدنوت منه فقلت يا رسول الله اخبرني بعمل يقربني أو قال يدخلنى الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيأ وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤتى الزكاة المفروضة وتحج البيت وتصوم رمضان وان شئت انبأتك بابواب الخير قلت أجل يا رسول الله قال الصوم جنة والصدقة تكفر الخطيئة وقيام العبد في جوف الليل يبتغى به وجه الله ثم قرأ الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع ثم قال ان شئت انبأتك برأس الامر وعموده وذروة سنامه قلت أجل يا رسول الله قال أما رأس الامر فالاسلام وأما عموده فالصلاة وأما ذروة سنامه فالجهاد وان شئت أنبأتك باملك الناس من ذلك كله قلت ما هو يا رسول الله فاشار باصبعه إلى فيه فقلت وانا لنؤاخذ بكل ما نتكلم به فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم الاحصائد ألسنتهم وهل تتكلم الا ما عليك اولك * وأخرج البيهقى عن عطاء بن أبى رباح قال ان من قبلكم كانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر منكرا وان تنطق في معيشتك التى لا بدلك منها أتذكرون ان عليكم حافظين كراما كاتبين عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد أما يستحى أحدكم لو نشرت صحيفته التى أملى صدر نهاره وليس فيها شئ من أمر آخرته * وأخرج ابن سعد عن أنس ابن مالك قال لا يتقى الله عبد حتى يخزن من لسانه * وأخرج أحمد عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة حتى يا من جاره بوائقه * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن أبى الدرداء قال ما في المؤمن بضعة أحب إلى الله من لسانه به يدخله الجنة وما في الكافر بضعة أبغض إلى الله من لسانه به يدخل النار * وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الله بن عمرو بن العاصى قال لا تنطق فيما لا يعنيك واخزن لسانك كما تخزن درهمك * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد عن سلمان الفارسى قال أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما
[ 222 ]
في معصية الله * وأخرج أحمد عن ابن مسعود قال أكثر الناس خطايا أكثرهم خوضا في الباطل * وأخرج أحمد عن ابن مسعود قال والذى لا اله غيره ما على الارض شئ أحوج إلى طول سجن من لسان * قوله تعالى (أو اصلاح بين الناس) * أخرج ابن عدى عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلح الكذب الا في ثلاث الرجل يرضى امرأته وفى الحرب وفى صلح بين الناس * وأخرج البيهقى عن النواس بن سمعان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الكذب لا يصلح الا في ثلاث الحرب فانها خدعة والرجل يرضى امرأته والرجل يصلح بين اثنين * وأخرج البيهقى عن أسماء بنت يزيد قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلح الكذب الا في ثلاث الرجل يكذب لامرأته لترضى عنه أو اصسلاح بين الناس أو يكذب في الحرب * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من عمل ابن آدم شئ أفضل من الصدقة وصلاح ذات البين وخلق حسن * وأخرج البيهقى عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة صلاح ذات البين * وأخرج البيهقى عن أبى أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا أيوب ألا أخبرك بما يعظم الله به الاجر ويمحو به الذنوب تمشى في اصلاح الناس إذا تباغضوا وتفاسدو فانها صدقة يحب الله موضعها * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والبيهقي عن أم كلثوم بنت عقبة انها سمعت رسول الله صلى الله عليه سلم يقول ليس الكذاب بالذى يصلح بين الناس فينمى خيرا أو يقول خيرا وقالت لم اسمعه يرخص في شئ مما يقوله الناس الا في ثلاث في الحرب والاصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والبيهقي عن ابى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بافضل من درجات الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى قال اصلاح ذات البين قال وفساد ذات البين هي الحالقة * وأخرج البيهقى عن أبى أيوب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا أبا أيوب الا أدلك على صدقة يرضى الله ورسوله موضعها قال بلى قال تصلح بين الناس إذا تفاسدوا وتقرب بينهم إذا تباعدوا * وأخرج البزار عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي أيوب الا أدلك على تجارة قال بلى قال تسعى في صلح بين الناس إذا تفاسدوا وتقرب بينهم إذا تباعدوا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبد الله بن حبيب بن أبى ثابت قال كنت جالسا مع محمد بن كعب القرظى فاتاه رجل فقال له القوم أين كنت فقال أصلحت بين قوم فقال محمد بن كعب أصبت لك مثل أجر المجاهدين ثم قرأ لاخير في كثير من نجواهم الامن أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله ومن يفعل ذلك تصدق أو اقرض أو اصلح بين الناس * وأخرج أبو نصر السجزى في الابانة عن أنس قال جاء اعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان الله أنزل على في القرآن يا اعرابي لاخير في كثير من نجواهم إلى قوله فسوف نؤتيه أجرا عظيما يا اعرابي الا جر العظيم الجنة قال الاعرابي الحمدالله الذى هدانا للاسلام * قوله تعالى (ومن يشاقق الرسول) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عمر قال دعاني معاوية فقال بايع لابن أخيك فقلت يا معاوية من يشاقق الرسول بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا فاسكته عنى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله توله ما تولى من آلهة الباطل * وأخرج ابن أبى حاتم عن مالك قال كان عمر بن عبد العزيز يقول من رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الامر من بعده سننا الاخذ بها تصديق الكتاب الله واستكمال لطاعة الله وقوة على دين الله ليس لاحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر فيما خالفها من اقتدى بها مهتد ومن استنصربها منصور ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى وصلاه جهنم وساءت مصيرا * وأخرج الترمذي والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجمع الله هذه الامة على الضلالة أبدا ويدالله على الجماعة فمن شذ شذ في النار * وأخرج الترمذي والبيهقي عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجمع الله امتى أو قال هذه الامة على الضلالة أبدا ويد الله على الجماعة * قوله تعالى (ان يدعون من دونه الا اناثا) الآية * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن المنذر وابن ابى حاتم والضياء في المختارة عن أبى بن كعب ان يدعون من دونه الا اناثا قال مع كل صنم جنية * وأخرج عبد وابن جرير وابن المنذر عن أبى مالك في قوله ان يدعون من دونه الا أناثا قال
[ 223 ]
اللات والعزى ومنات كلها مؤنث * وأخرج ابن جرير عن السدى ان يدعون دونه الا اناثا يقول يسمونهم اناثا لات ومنات وعزى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس ان يدعون من دونه الا اناثا قال موتى * وأخرج عبدبن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في الآية قال لاناث كل شئ ميت ليس فيه روح مثل الخشبة اليابسة ومثل الحجر اليابس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال الا اناثا قال ميتا لاروح فيه * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن الحسن قال كان لكل حى من أحياء العرب صنم يعبدونها يسمونها انثى بنى فلان فانزل الله ان يدعون من دونه الا اناثا وأخرج المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله ان يدعون من دونه الا اناثا قال المشركون ان الملائكة بنات الله وانما نعبدهم ليقربونا الى الله زلفى قال اتخذوا أربابا وصوروهن صور الجوارى فحلوا وقلدوا وقالوا هؤلاء يشبهن بنات الله الذى نعبده يعنون الملائكة * وأخرج عبد بن حميد عن الكلبى ان ابن عباس كان يقرأ هذا الحرف ان يدعون من دونه الا انثى وان يدعون الاشيطانا مريدا قال مع كل صنم شيطانة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله الا اناثا قال الا أوثانا * وأخرج أبو عبيد في فضائل القرآن وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في المصاحف عن عائشة انها كانت تقرأ ان يدعون من دونه الا أوثنا ولفظ ابن جرير كان في مصحف عائشة ان يدعون من دونه الا أوثانا * وأخرج الخطيب في تاريخه عن عائشة قالت قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يدعون من دونه الانثى * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان وان يدعون الا شيطانا يعنى ابليس * وأخرج عن سفيان وان يدعون الاشيطانا قال ليس من صنم الا فيه شيطان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله مريدا قال تمرد على معاصي الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان وقال لا تخذن من عبادك قال هذا قول ابليس نصيبا مفروضا يقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحد إلى الجنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا قال يتخذونها من دونه ويكونون من حزبى * وأخرج ابن جرير عن الضحاك نصيبا مفروضا قال معلوما * وأخرج ابن المنذر عن الربيع بن أنس في قوله لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله ولا ضلنهم ولا منينهم ولآمرنهم فلببتكن آذان الانعام قال دين شرعه لهم ابليس كهيئة البحائر والسوائب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فليبتكن آذان الانعام قال التبتك في البحيرة والسائبة كانوا يبتكون آذانها لطواغيتهم * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك فليبتكن آذان الانعام قال ليقطعن آذان الانعام * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال أما يبتكن آذان الانعام فيشقونها فيجعلونها بحيرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس انه كره الاخصاء وقال فيه نزلت ولآمرنهم فليغيرن خلق الله * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أنس بن مالك انه كره الخصاء وقال فيه نزلت ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ولفظ عبد الرزاق قال من تغيير خلق الله الاخصاء * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن ابن عباس قال اخصاء البهائم مثله ثم قرأ ولآمرنهم فليغيرن خلق الله * وأخرج عبد بن حميد من طرق عن ابن عباس ولآمرنهم فليغيرن خلق الله قال هو الخصاء * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي عن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خصاء الخيل والبهائم قال ابن عمر فيه نماء الخلق * وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صبر الروح واخصاء البهائم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن عمر ان عمر ابن الخطاب كان ينهى عن اخصاء البهائم ويقول هل النماء الا في الذكور * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن شبيل انه سمع شهر بن حوشب قرأ هذه الآية فليغيرن خلق الله قال الخصاء منه فأمرت أبا التياج فسأل الحسن عن خصاء الغنم قال لا باس به * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله فليغيرن خلق الله قال هو الخصاء * وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن ابن عمر انه كان يكره الخصاء ويقول هو نماء خلق الله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن عكرمة انه كره الخصاء قال فيه نزلت ولآمرنهم فليغيرن خلق الله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن عروة انه خصى بغلاله * وأخرج ابن المنذر عن
[ 224 ]
طاوس انه خصى جملا له * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن محمد بن سيرين انه سئل عن خصاء الفحول فقال لا باس لو تركت الفحول لا كل بعضها بعضا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن الحسن قال لا باس باخصاء الدواب * وأخرج ابن المنذر عن أبى سعيد عبد الله بن بشر قال أمرنا عمر بن عبد العزبز بخصاء الخيل ونهانا عنه عبد الملك بن مروان * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن عطاء انه سئل عن اخصاء الفحل فلم يربه عند عضاضه وسوء خلقه باسا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس ولآمرنهم فليغيرن خلق الله قال دين الله * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله فليغيرن خلق الله قال دين الله وهو قوله فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله يقول لدين الله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن ابراهيم فليغيرن خلق الله قال دين الله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير فليغيرن خلق الله قال دين الله * وأخرج عبد الرزاق وآدم وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد فليغيرن خلق الله قال دين الله ثم قرأ لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله فليغيرن خلق الله قال الوشم * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال لعن لله لواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله * وأخرج أحمد عن أبى ريحانة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشرة عن الوشر والوشم والنتف وعن مكامعة الرجل الرجل بغير شعار وعن مكامعة المرأة المرأة بغير شعار وان يجعل الرجل في أسفل ثوبه حريرا مثل الاعلام وان يجعل على منكبه مثل الاعاجم وعن النهى وعن ركوب النمور ولبوس الحاتم الا لذى سلطان * وأخرج أحمد عن عاشئة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن القاشرة والمقشورة والواشمة والمستوشمة والواصلة والمتصلة * وأخرج أحمد ومسلم عن جابر قال زجر النبي صلى الله عليه وسلم ان تصل المرأة برأسها شيأ * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن عائشة ان جارية من الانصار تزوجت وانها مرضت فتمعط شعرها فارادو ان يصلوها فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال لعن الله الواصلة والمستوصلة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أسماء بنت أبى بكر قالت أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقال يا رسول الله ان لى ابنة عروسا وانه أصابتها حصبة فتمزق شعرها أفاصله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله الواصلة والمستوصلة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ولآمرنهم فليغيرن خلق الله قال ما بال أقوام جهلة يغيرون صبغة الله ولون الله * قوله تعالى (ومن أصدق من الله قيلا) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود قال ان أصدق الحديث كلام الله * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن مسعود قال كل ما هو آت قريب الا ان البعيد ما ليس باق الا لا يعجل الله لعجلة أحد ولا يجد لامر الناس ما شاء الله لا ما شاء الناس يريد الله أمرا ويريد الناس أمرا ما شاء الله كان ولو كره الناس لا مقرب لما باعد الله ولا مباعد لما قرب الله ولا يكون شى ء الا باذن الله أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وخير ما ألقى في القلب اليقين وخير الغنى غنى النفس وخير العلم مانفع وخير الهدى ما اتبع وما قل وكفى خير مما كثرو الهى وانما يصر أحدكم إلى موضع أربع أدرع الا لا تملوا الناس ولا تسئموهم فان لكل نفس نشاطا واقبالا وان لهاسآمة وادبارا ألا وشر الروايا روايا الكذب الكذب يقود إلى الفجور وان الفجور يقود إلى النار ألا وعليكم بالصدق فان الصدق يقود إلى البر وان البر يقود إلى الجنة واعتبروا في ذلك أيهما الفئتان التقتا يقال للصادق صدق وبر ويقال للكاذب كذب وفجر وقد سمعنا نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال العبد يصدق حتى يكتب صديقا ولا يزال يكذب حتى يكتب كذابا ألا وان الكذب لا يصلح في جد ولا هزل ولا ان يعد الرجل منكم صبيه ثم لا ينجز له ألا ولا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فانهم قد طال عليهم الا مد فقست قلوبهم وابتدعوا في دينهم فان كنتم لا محالة سائليهم فما وافق كتابكم فخذوه وما خالفه فامسكوا عنه واسكتوا ألاوان أصفر البيوت البيت الذى ليس فيه من كتاب الله شئ ألاوان البيت الذى ليس فيه من كتاب الله خرب كخراب البيت الذى لاعامر له ألا وان الشيطان يخرج من البيت الذى يسمع سورة البقرة تقرأ فيه * وأخرج البيهقى في الدلائل عن عقبة بن عامر قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك
[ 225 ]
فاشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان منها على ليلة فلم يستقيظ حتى كانت الشمس قيد رمح قال ألم أقل لك يا بلال أكلاءنا الليلة فقال يا رسول الله ذهب بى النوم فذهب بى الذى ذهب بك فانتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك المنزل غير بعيد ثم صلى ثم هدر بقية يومه وليلته فاصبح بتبوك فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد فان أصدق الحديث كتاب الله وأوثق العرا كلمة التقوى وخير الملل ملة ابراهيم وخير السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم وأشرف الحديث ذكر الله وأحسن القصص هذا القرآن وخير الامور عوازمها وشر الامور محدثاتها وأحسن الهدى هدى الانبياء وأشرف الموت قتل الشهداء وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى وخير العلم ما نفع وخير الهدى ما اتبع وشر العمى عمى القلب واليد العليا خير من اليد السفلى وما قل وكفى خير مما كثر والهى وشر المعذرة حين يحضر الموت وشر الندامة يوم القيامة ومن الناس من لاياتى الصلاة الادبرا ومنهم من لا يذكر الله الا هجراوأعظم الخطايا اللسان الكذوب وخير الغنى غنى النفس وخير الزاد التقوى ورأس الحكمة مخافة الله عزوجل وخير ما قرفى القلوب اليقين والارتياب من الكفر والنياحة من عمل الجاهلية والغلول من جثاء جهنم والكنز كى من النار والشعر من مزامير ابليس والخمر جماع الاثم والنساء حبالة الشيطان والشباب شعبة من الجنون وشر المكاسب كسب الربا وشر المآكل مال اليتيم والسعيد من وعظ بغيره والشقى من شقى في بطن أمه وانما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع والامر بآخره وملاك العمل خواتمه وشر الروايا روايا الكذب وكل ما هو آت قريب وسباب المؤمن فسوق وقتال المؤمن كفر وأكل لحمه من معصية الله وحرمة ماله كحرمة دمه ومن يتأل على الله يكذبه ومن يغفر يغفر له ومن يغضب يغضب الله عنه ومن يكظم الغيظ يكظم ياجره الله ومن يصبر على الرزية يعوضه الله ومن يتبع السمعة يسمع الله به ومن يصبر يضعف الله له ومن يعص الله يعذبه الله اللهم اغفر لي ولامتى قالها ثلاثا استغفر الله لى ولكم * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود انه كان يقول في خطبته أصدق الحديث كلام الله فذكر مثله سواء * قوله تعالى (ليس بامانيكم) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال قالت العرب لا نبعث ولا نحاسب وقالت اليهود والنصارى لن يدخل الجنة الامن كان هودا أو نصارى وقالوا لن تمسنا النار الا أياما معدوده فانزل الله ليس بامانيكم ولا أمانى أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مسروق قال احتج المسلمون وأهل الكتاب فقال المسلمون نحن أهدى منكم وقال أهل الكتاب نحن أهدى منكم فانزل الله ليس بامانيكم ولا أمانى أهل الكتاب فانفلج عليهم المسلمون بهذه الآية ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مسروق قال تفاخر النصارى وأهل الاسلام فقال هؤلاء نحن أفضل منكم وقال هؤلاء نحن أفضل منكم فانزل الله ليس بامانيكم ولا أماني أهل الكتاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال ذكر لنا ان المسلمين وأهل الكتاب افتخروا فقال أهل الكتاب نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم ونحن أولى بالله منكم وقال المسلمون نحن أولى بالله منكم ونبينا خاتم النبيين وكتابنا يقضى على الكتب التى كانت قبله فانزل الله ليس بامانيكم ولا أمانى أهل الكتاب إلى قوله ومن أحسن ديناالآية فافلج الله حجة المسلمين على من ناواهم من أهل الاديان * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال التقى ناس من المسلمين واليهود والنصارى فقالت اليهود للمسلمين نحن خير منكم ديننا قبل دينكم وكتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم ونحن على دين ابراهيم ولن يدخل الجنة الا من كان يهوديا وقالت النصارى مثل ذلك فقال المسلمون كتابنا بعد كتابكم ونبينا بعد دنبيكم وديننا بعد دينكم وقد أمرتم ان تتبعونا وتتركوا أمركم فنحن خير منكم نحن على دين ابراهيم واسماعيل واسحق ولن يدخل الجنة الا من كان على ديننا فرد الله عليهم قولهم فقال ليس بامانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به ثم فضل الله المؤمنين عليهم فقال ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا * وأخرج ابن جرير من طريق عبيد ابن سليمان عن الضحاك قال تخاصم أهل الاديان فقال أهل التوراة كتابنا أول كتاب وخيرها ونبينا خير الانبياء وقال أهل الانجيل نحوا من ذلك وقال أهل الاسلام لا دين الا الاسلام وكتابنا نسخ كل كتاب ونبينا خاتم
[ 226 ]
النبيين وامرنا أن نعمل بكتابنا ونؤمن بكتابكم فقضى الله بينهم فقال ليس بامانيكم ولا أمانى أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به ثم خير بين أهل الاديان فضل أهل الفضل فقال ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق جويبر عن الضحاك قال افتخر أهل الاديان فقالت اليهود كتابنا خير الكتب وأكرمها على الله ونبينا أكرم الانبياء على الله موسى خلابه وكلمه نجيا وديننا خير الاديان وقالت النصارى عيسى خاتم النبيين آتاه الله التوراة والانجيل ولو أدركه محمدا تبعه وديننا خير الدين وقالت المجوس وكفار العرب ديننا أقدم الاديان وخيرها وقال المسلمون محمد رسول الله خاتم الانبياء وسيد الرسل والقرآن آخر ما نزل من عند الله من الكتب وهو أمير على كل كتاب والاسلام خير الاديان فخير الله بينهم فقال ليس بامانيكم ولا أمانى أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به يعنى بذلك اليهود والنصارى والمجوس وكفار العرب ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ثم فضل الاسلام على كل دين فقال ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهة الله الآية * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس قال قال أهل التوراة كتابنا خير الكتب انزل قبل كتابكم ونبينا خير الانبياء وقال أهل الانجيل مثل ذلك وقال أهل الاسلام كتابنا نسخ كل كتاب ونبينا خاتم النبيين وأمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم ونعمل بكتابنا فقضى الله بينهم فقال ليس بامانيكم ولا أمانى أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به وخير بين أهل الاديان فقال ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبى صالح قال جلس اناس من أهل التوراة وأهل الانجيل وأهل الايمان فقال هؤلاء نحن أفضل منكم وقال هؤلاء نحن أفضل فقال الله ليس بامانيكم ولا أمانى أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به خص الله أهل الاديان فقال ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ليس بامانيكم ولا أمانى أهل الكتاب قال قريش وكعب بن الاشرف * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن قال ان الايمان ليس بالتخلي ولا بالتمني ان الايمان ما وقر في القلب وصدقة العمل * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال قالت اليهود والنصارى لا يدخل الجنة غيرنا وقالت قريش لا نبعث فانزل الله ليس بامانيكم ولا أمانى أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به والسوء الشرك * قوله تعالى (من يعمل سوأ يجز به) * أخرج أحمد وهناد وعبد بن حميد والحكيم والترمذي وابن جرير وأبو يعلى وابن المنذر وابن حبان وابن السنى في عمل اليوم والليلة والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان والضياء في المختارة عن أبى بكر الصديق أنه قال يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية ليس بامانيكم ولا أمانى أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به فكل سوء جزينا به فقال النبي صلى الله عليه وسلم غفر الله لك يا أبا بكر ألست تنصب ألست تمرض ألست تحزن ألست تصيبك اللاواء قال بلى قال فهو ما تجزون به * وأخرج أحمد والبزار وابن جرير وابن مروديه والخطيب في المتفق والمفترق عن ابن عمر قال سمعت أبا بكر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعمل سوأ يجز به في الدنيا * وأخرج ابن سعيد والترمذي الحكيم والبزار وابن المنذر والحاكم عن ابن عمر أنه مر بعبد الله بن الزبير وهو مصلوب فقال رحمك الله أبا خبيب سمعت أباك الزبير يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من يعمل سوأ يجز به في الدنيا * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن المنذر عن أبى بكر الصديق قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية من يعمل سوأ يجز به ولا يجدله من دون الله وليا ولا نصيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ألا اقرئك آية نزلت على قلت بلى يا رسول الله فاقرأنيها فلا أعلم الا انى وجدت انقاصاما في ظهرى حتى تمطيت لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك يا أبا بكر قلت بابى وأمى يا رسول الله وأينالم يعمل السوء وانا لمجزيون بكل سوء عملناه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنت وأصحابك يا أبا بكر المؤمنون فتجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله ليس لكم ذنوب وأما الآخرون فيجمع لهم ذلك حتى يجزون به يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن عائشة عن أبى بكر قال لما نزلت من يعمل سوأ يجز به قال ابو بكر يا رسول الله كل ما نعمل نؤاخذ به فقال يا ابا بكر أليس يصيبك كذا وكذا فهو كفارة * واخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابو نعيم في الحلية وابن مردويه عن مسروق قال قال ابو بكر يارسول الله ما اشد هذه الآية من
[ 227 ]
يعمل سوأ يجز به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب والامراض والاحزان في الدنيا جزاء * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد البخاري في تاريخه وأبو يعلى وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان بسند صحيح عن عائشة أن رجلا تلاهذه الآية من يعمل سوأ يجز به قال انا لنجزى بكل ما عملناه هلكنا اذن فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم يجزى به المؤمن في الدنيا في نفسه في جسده فيما يؤذيه * وأخرج أبو داود وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي عن عائشة قالت قلت يا رسول الله انى لاعلم أشد آية في القرآن قال ماهى يا عائشة قلت من يعمل سوأ يجز به فقال هو ما يصيب العبد من السوء حتى النكبة ينكبها يا عائشة من نوقش هلك ومن حوسب عذب قلت يا رسول الله أليس الله يقول فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ذاك العرض يا عائشة من نوقش الحساب عذب * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية من يعمل سوأ يجز به قال ان المؤمن يؤجر في كل شئ في الغط عند الموت * وأخرج أحد عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها * وأخرج ابن راهويه في مسند وعبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه عن أبى المهلب قال رحلت إلى عائشة في هذه الآية من يعمل سوأ يجز به قالت هو ما يصيبكم في الدنيا * وأخرج سعيد بن مصور وابن أبى شيبة ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبى هريرة قال لما نزلت من يعمل سوأ يجز به شق ذلك على المسلمين وبلغت منهم ما شاء الله فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سددوا وقاربوا فان في كل ما أصاب المسلم كفارة حتى الشوكة يشاكها والنكبة ينكبها وفى لفظ عند ابن مردويه بكينا وحزنا وقلنا يارسول الله ما أبقت هذه الآية من شئ قال أما والذى نفسي بيده انها لكما نزلت ولكن ابشروا وقاربوا وسددوا انه لا يصيب أحدا منكم مصيبة في الدنيا الاكفر الله بها خطيئة حتى الشوكة يشاكها أحدكم في قدمه * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري ومسلم عن أبى هريرة وأبى سعيدانهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولاحزن حتى الهم يهمه الا كفر الله به من سيأته * وأخرج أحمد ومسدد وابن أبى الدنيا في الكفارات وأبو يعلى وابن حبان والطبراني في الاوسط والحاكم وصححه والبيهقي عن أبى سعيد قال قال رجل يا رسول الله أرأيت هذه الامراض التى تصيبنا مالنا بها قال كفارات قال أبى وان قلت قال وان شوكة فما فوقها * وأخرج ابن راهويه في مسنده عن محمد بن المنتشر قال قال رجل لعمر بن الخطاب انى لا أعرف أشد آية في كتاب الله فاهوى عمر فضربه بالدرة وقال مالك نقبت عنها فانصرف حتى كان الغد قال له عمر الآية التى ذكرت بالامس فقال من يعمل سوأ يجز به فما منا أحد يعمل سوأ الاجزى به فقال عمر لبثنا حين نزلت ما ينفعنا طعام ولا شراب حتى أنزل الله بعد ذلك ورخص وقال من يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفور رحيما * وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنه والبيهقي عن أمية بنت عبد الله قالت سألت عائشة عن هذه الآية من يعمل سوأ يجز به فقالت لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد بعد ان سالت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عائشة هذه مبايعة الله العبد بما يصيبه من الحمى والحزن والنكبة حتى البضاغة يضعها في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها تحت ضبنه حتى ان العبد ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الاحمر من الكبر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى الدنيا وابن جرير والبيهقي عن زياد بن الربيع قال قلت لابي بن كعب آية في كتاب الله قد أحزنتنى قال ماهى قلت من يعمل سوأ يجز به قال ما كنت أراك الا أفقه مما أرى ان المؤمن لا تصيبه مصيبة عثرة قدم ولا اختلاج عرق ولا نحبة نملة الا بذنب وما يعفوه الله عنه أكثر حتى اللدغة والنفحة * وأخرج هناد وأبو نعيم في الحلية عن ابراهيم بن مرة قال جاء رجل إلى أبى فقال يا أبا المنذر آية في كتاب الله قد غمتنى قال أي آية قال من يعمل سوأ يجز به قال ذاك العبد المؤمن ما أصابته من نكبة مصيبة فيصبر فيلقى الله عزوجل ولا ذنب له * وأخرج ابن جرير عن عطاء بن أبى رباح قال لما نزلت من يعمل سوأ يجز به قال أبو بكر جاءت قاصمة الظهر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما هي المصيبات في الدنيا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ان ابن عمر لقيه حزينا فسأله عن هذه الآية ليس بامانيكم ولا أمانى أهل
[ 228 ]
الكتاب من يعمل سوأ يجز به فقال مالكم ولهذه انما هذه للمشركين قريش وأهل الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس من يعمل سوأ يجز به يقول من يشرك يجز به وهو السوء ولا يجدله من دون الله وليا ولا نصيرا الا أن يتوب قبل موته فيتوب الله عليه * أخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وهناد والحكيم والترمذي والبيهقي عن الحسن في قوله من يعمل سوأ يجز به قال انما ذاك لمن أراد الله هو انه فاما من أراد الله كرامته فانه يتجاوز عن سيأته في أصحاب الجنة وعد الصدق الذى كانوا يوعدون * وأخرج البيهقى عن أنس قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم شجرة فهزها حتى تساقط من ورقها ما شاء الله ان يتساقط ثم قال الاوجاع والمصيبات أسرع في ذنوب بنى ادم منى في هذه الشجرة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وفى ولده وماله حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة * وأخرج أحمد عن السائب بن خلاد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من شئ يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبة الا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مصيبة تصيبة المسلم الا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد ومسلم والحكيم الترمذي عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها الا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة * وأخرج أحمد عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وجع فجعل يشتكى ويتقلب على فراشه فقالت عائشة لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الصالحين يشدد عليهم وانه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فما فوق ذلك الاحطت به عنه خطيئة ورفع له بها درجة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب المؤمن من نصب ولاوصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله من خطاياه * وأخرج أحمد وهناد في الزهد معا عن أبى بكر الصديق قال ان المسلم ليؤجر في كل شئ حتى في النكبة وانقطاع شسعه والبضاعة تكون في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها في ضبنه * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعد بن أبى وقاص قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال النبيون ثم الامثل من الناس قما يزال بالعبد البلاء حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبيهقي عن معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مامن شئ يصيب المؤمن في جسده يؤذيه الاكفر الله عنه به من سيأته * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صداع المؤمن أو شوكة يشاكها أو شئ يؤذيه يرفعه الله بها يوم القيامة درجة ويكفر عنه بها ذنوبه * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن بريدة الاسلمي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أصاب رجلا من المسلمين نكبة فما فوقها حتى ذكر الشوكة الا لاحدى خصلتين الا ليغفر الله من الذنوب ذنبا لم يكن ليغفر الله له الا بمثل ذلك أو يبلغ به من الكرامة كرامة لم يكن يبلغها الا بمثل ذلك * وأخرج ابن أبى شيبة والبيهقي عن ابن مسعود قال ان الوجع لا يكتب به الاجر انما الاجر في العمل ولكن يكفر الله به الخطايا * وأخرج ابن سعد والبيهقي عن عبد الله بن اياس بن أبى فاطمة عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيكم يحب ان يصح فلا يسقم قالوا كلنا يا رسول الله قال أتحبون ان تكونوا كالحمير الضالة وفى لفظ الصيالة ألا تحبون ان تكونوا أصحاب بلاء وأصحاب كفارات والذى نفسي بيده ان الله ليبتلى المؤمن وما يبتليه الا لكرامته عليه وان العبد لتكون له الدرجة في الجنة لا يبلغها بشئ من عمله حتى يبتليه بالبلاء ليبلغ به تلك الدرجة * وأخرج أحمد وابن أبى الدنيا والبيهقي عن محمد بن خالد السلمى عن أبيه عن جده وكانت له صحبة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سبقت للعبد من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أوفى ماله أوفى ولده ثم صبره حتى يبلغه المنزلة التى سبقت له من الله * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرجل لتكون له المنزلة عند الله فما يبلغها بعمل فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه ذلك * وأخرج البيهقى من طريق أحمد بن أبى الحوارى قال سمعت أبا سليمان يقول مر موسى عليه السلام على رجل في متعبد له ثم مربه بعد ذلك وقد مزقت السباع لحمه فرأس ملقى وفخذ ملقى وكبد ملقى فقال موسى يا رب عبدك
[ 229 ]
كان يطيعك فابتليته بهذا فأوحى الله إليه يا موسى انه سألني درجة لم يبلغها بعمله فابتليته بهذا لابلغه بذلك الدرجة * وأخرج البيهقى عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ضرب من مؤمن عرق الا حط الله به عنه خطيئة وكتب له به حسنة ورفع له به درجة * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله ليبتلى عبده بالسقم حتى يكفر كل ذنب * وأخرج البيهقى عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صدع في سبيل الله ثم احتسب غفر الله له ما كان قبل ذلك من ذنب * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن يزيد بن أبى حبيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الصداع والمليلة بالمرء المسلم حتى يدعه مثل الفضة البيضاء * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن عامر أخى الخضر قال انى لبارض محارب إذا رايات وألوية فقلت ماهذا قالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست إليه وهو في ظل شجرة قد بسط له كساء وحوله أصحابه فذكروا الاسقام فقال ان العبد المؤمن إذا أصابه سقم ثم عافاه الله كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل من عمره وان المنافق إذا مرض وعوفى كان كالبعير عقله أهله ثم اطلقوه لا يدرى فيما عقلوه ولا فيما أطلقوه فقال رجل يا رسول الله ما الاسقام قال أو ما سقمت قط قال لا قال فقم عنا فلست منا * وأخرج البيهقى عن أبى امامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يصرع صرعة من مرض الا بعثه منه طاهرا * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان العبد إذا مرض أوحى الله إلى ملائكته يا ملائكتى إذا قيدت عبدى بقيد من قيودي فان أقبضه أغفر له وان أعافه فجسده مغفور لاذنب له وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليجرب أحدكم بالبلاء وهو أعلم كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار فمنهم من يخرج كالذهب الابريز فذلك الذى نجاه الله من السيآت ومنهم من يخرج كالذهب دون ذلك فذلك الذى يشك بعض الشك ومنهم من يخرج كالذهب الاسود فذلك الذى قد افتتن * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي من طريق بشير بن عبد الله بن أبى أيوب الانصاري عن أبيه عن جده قال عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الانصار فاكب عليه فسأله فقال يا نبى الله ما غمضت منذ سبع ليال ولا أحد يحضرني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أحى اصبر أي أخى اصبر تخرج من ذنوبك كما دخلت فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعات الامراض يذهبن ساعات الخطايا * وأخرج ابن ابى الدنيا والبيهقي عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعات الاذى يذهبن ساعات الخطايا * وأخرج البيهقى عن الحكم بن عتيبة رفعه قال إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له من العمل ما يكفر ذنوبه ابتلاه الله بالهم يكفر به ذنوبه وأخرج ابن عدى والبيهقي وضعفه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليبتلى عبده بالبلاء والهم حتى يتركه من ذنبه كالفضة المصفاة * وأخرج البيهقى عن المسيب بن رافع ان أبا بكر الصديق قال ان المرء المسلم يمشى في الناس وما عليه خطيئة قيل ولم ذلك يا أبا بكر قال بالمصائب ولحجر والشوكة والشسع ينقطع * وأخرج أحمد عن أبى الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الصداع والمليلة لا يزال بالمؤمن وان ذنبه مثل أحد فما يتركه وعليه من ذلك مثقال حبة من خردل * وأخرج أحمد عن خالد بن عبد الله القسرى عن جده يزيد بن أسد انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول المريض تحات خطاياه كما يتحات ورق الشجر * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى الدرداء قال ما يسرنى بليلة أمرضها حمر النعم * وأخرج ابن أبى شيبة عن عياض بن غضيف قال دخلنا على أبى عبيدة بن الجراح نعوده فإذا وجهه مما يلى الجدار وامرأته قاعده عند رأسه قلت كيف بات أبو عبيدة قالت بات باجر فاقبل علينا بوجهه فقال انى لم أبت باجر ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة * وأخرج ابن أبى شيبة عن سلمان قال ان المؤمن يصيبه الله بالبلاء ثم يعافيه فيكون كفارة لسيآته ومستعتبا فيما بقى وان الفاجر يصيبه الله بالبلاء ثم يعافيه فيكون كالبعير عقله أهله لا يدرى لما عقلوه ثم أرسلوه فلا يدرى لما أرسلوه * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمار انه كان عنده اعرابي فذكروا الوجع فقال عمار ما اشتكيت قط قال لا فقال عمار لست منا ما من عبد يبتلى الاحط عنه خطاياه كما تحط الشجرة ورقها وان الكافر يبتلى فمثله البعير عقل فلم يدر لما عقل وأطلق فلم يدر لما أطلق * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله من يعمل سوأ يجز به قال الشرك * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير
[ 230 ]
مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله من يعمل سوأ يجز به قال الكافر ثم قرأ وهل يجازى الا الكفور * قوله تعالى (ومن يعمل من الصالحات) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مسروق قال لما نزلت ليس بامانيكم ولا أمانى أهل الكتاب الآية قال أهل الكتاب نحن وانتم سواء أفنزلت هذه الآية ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ففلجوا عليهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن السدى في قوله ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن قال أبى ان يقبل الايمان الا بالعمل الصالح * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس ان ابن عمر لقية فسأله عن هذه الآية ومن يعمل من الصالحات قال الفرائض * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة في قوله ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن قال قد يعمل اليهودي والنصراني والمشرك الخير فلا ينفعهم الا ثوابه في الدنيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن قال انما يتقبل الله من العمل ما كان في الايمان * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال النقير هي النكتة التى تكون في ظهر النواة * وأخرج عبد بن حميد عن الكلبى قال القطمير القشرة التى تكون على النواة والفتيل الذى يكون في بطنها والنقير النقطة البيضاء التى في وسط النواة * قوله تعالى (ومن أحسن دينا) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال قال أهل الاسلام لادين الا الاسلام كتابنا نسخ كل كتاب ونبينا خاتم النبيين وديننا خير الاديان فقال الله تعالى ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن * قوله تعالى (واتخذ الله ابراهيم خليلا) * أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفى موسى بالكلام وابراهيم بالخلة * وأخرج ابن جرير والطبراني في السنة عن ابن عباس قال ان الله اصطفى ابراهيم بالخلة واصطفى موسى بالكلام واصطفى محمدا بالرؤية * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري وابن الضريس عن معاذ بن جبل انه لما قدم ليمن صلى بهم الصبح فقرأ واتخذ الله ابراهيم خليلا فقال رجل من القوم لقد قرت عين أم ابراهيم * وأخرج الحاكم وصححه عن جندب انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل ان يتوفى ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا * وأخرج الطبراني وابن عساكر عن ابن مسعود قال ان الله اتخذ ابراهيم خليلا وان صاحبكم خليل الله وان محمدا سيد بنى آدم يوم القيامة ثم قرأ عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا * وأخرج الطبراني عن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الانبياء يوم القيامة كل اثنين منهم خليلان دون سائرهم قال فخليلى منهم يومئذ خليل الله ابراهيم * وأخرج الطبراني والبزار عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان في الجنة قصرا من درة لا صدع فيه ولا وهن أعده الله لخليله ابراهيم عليه السلام نزلا * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال أتعجبون ان تكون الخلة لابراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج الترمذي وابن مردويه عن ابن عباس قال جلس ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينتظرونه فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون فسمع حديثهم وإذا بعضهم يقول ان الله اتخذ من خلقه خليلا فابراهيم خليله وقال آخر ماذا باعجب من ان كلم الله موسى تكليما وقال آخر فعيسى روح الله وكلمته وقال آخر آدم اصطفاه الله فخرج عليهم فسلم فقال قد سمعت كلامكم وعجبكم ان ابراهيم خليل الله وهو كذلك وموسى كليمه وعيسى روحه وكلمته وآدم اصطفاه الله ربه كذلك الا وانى حبيب الله ولا فخر وانا اول شافع وأول مشفع ولا فخر وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتحها الله فيدخلنيها ومعى فقرأ المؤمنين ولا فخر وأنا اكرم الاولين والآخرين يوم القيامة ولا فخر * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات قال أوحى الله إلى ابراهيم أتدرى لم اتخذتك خليلا قال لا يا رب قال لانى اطلعت إلى قلبك فوجدتك تحبان ترزأ ولا ترزأ * وأخرج ابن المنذر عن ابن ؟ ؟ قال دخل ابراهيم عليه السلام منزله فجاءه ملك الموت في صورة شاب لا يعرفه فقال له ابراهيم باذن من دخلت قال باذن رب المنزل فعرفه ابراهيم فقال له ملك الموت ان ربك اتخذ من عباده خليلا قال ابراهيم ونحن ذلك قال وما تصنع به قال أكون خادما له حتى أموت قال فانه انت قال وباى شئ اتخذني خليلا قال بانك تحب ان تعطى ولا تأخذ * واخرج البيهقى في الشعب عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل لم اتخذ الله ابراهيم خليلا
[ 231 ]
قال لا طعامه الطعام يا محمد * وأخرج الديلمى بسند واه عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس يا عم اتدرى لم اتخذ الله ابراهيم خليلا هبط إليه جبريل فقال أيها الخليل هل تدرى بما استوجبت الخلة فقال لا أدرى يا جبريل قال لانك تعطى ولا تأخذ * وأخرج الحافظ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمى في فضائل العباس عن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفى من ولد آدم ابراهيم واتخذه خليلا واصطفى من ولد ابراهيم اسمعيل ثم اصطفى من ولدا سمعيل نزارا ثم اصطفى من ولد نزار مضر ثم اصطفى من مضر كنانة ثم اصطفى من كنانة قريشا ثم اصطفى من قريش بنى هاشم ثم اصطفى من بنى هاشم بنى عبد المطلب ثم اصطفاني من بنى عبد المطلب * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول والبيهقي في شعب الايمان وضعفه وابن عساكر والديلمي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ الله ابراهيم خليلا وموسى نجيبا واتخذني حبيبا ثم قال وعزتي لاوثرن حبيبي على خليلي ونحبي * وأخرج البيهقى في الاسماء والصفات عن على ابن أبى طالب قال اول من يكسى يوم القيامة ابراهيم قبطيتين والنبى صلى الله عليه وسلم حلة حبرة وهو عن يمين العرش والله أعلم * قوله تعالى (ويستفتونك في النساء) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله ويستفتونك في النساء الآية قال كان أهل الجاهلية لا يورثون المولود حتى يكبر ولا يورثون المرأة فلما كان الاسلام قال ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في أول السورة في الفرائض * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال كان لا يرث الا الرجل الذى قد بلغ ان يقوم في المال ويعمل فيه لا يرث الصغير ولا المرأة شيأ فلما نزلت المواريث في سورة النساء شق ذلك على الناس وقالوا أيرث الصغير الذى لا يقوم في المال والمرأة التى هي كذلك فيرثان كما يرث الرجل فرجوا ان ياتي في ذلك حدث من السماء فانتظروا فلما رأو انه لاياتى حدث قالوا لئن تم هذا انه لواجب ما عنه بد ثم قالوا سلوا فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في أول السورة في يتامى النساء اللاتى لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون ان تنكحوهن قال سعيد بن جبير وكان الولى إذا كانت المرأة ذات جمال ومال رغب فيها ونكحها واستاثر بها وإذا لم تكن ذات جمال ومال أنكحها ولم ينكحها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصبيان شيا كانوا يقولون لا يغزون ولا يغنمون خيرا ففرض الله لهن الميراث حقا واجبا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابراهيم في الآية قال كانوا إذا كانت الجارية يتيمة دميمة لم يعطوها ميراثها وحبسوها من التزويج حتى تموت فيرثوها فانزل الله هذا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال كانت اليتيمة تكون في حجر الرجل فيرغب ان ينكحها ولا يعطيها مالها رجاء ان تموت فيرثها وان مات لها حميم لم تعط من الميراث شيأ وكان ذلك في الجاهلية فبين الله لهم ذلك وكانوا لا يورثون الصغير والضعيف شيا فامر الله أن يطعى نصيبه من الميراث * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال كان جابر بن عبد الله له ابنة عم عمياء وكانت دميمة وكانت قد ورثت من أبيها مالا فكان جابر يرغب من نكاحها ولا ينكحها رهبة ان يذهب الزوج بمالها فسال النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وكان ناس في حجورهم جوار أيضا مثل ذلك فانزل الله فيهم هذا * وأخرج ابن أبى شيبة من طريق السدى عن أبى مالك في قوله وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النسا اللاتى لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون ان تنكحوهن قال كانت المرأة إذا كانت عند ولى يرغب عن حسنها لم يتزوجها ولم يترك أحدا يتزوجها والمستضعفين من الولدان قال كانوا لا يورثون الا الاكبر فالاكبر * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير في قوله وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء قال ما يتلى عليكم في أول السورة من المواريث وكانوا لا يورثون امرأة ولا صبيا حتى يحتلم * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عاشئة في قوله ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن إلى قوله وترغبون أن تنكحوهن قالت هو الرجل تكون عنده اليتيمة هو وليها ووارثها قد شركته في ماله حتى في العذق فيرغب ان ينكحها ويكره ان يزوجها رجلا فيشركه في ماله بما شركته فيعضلها فنزلت هذه الآية * وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن أبى حاتم
[ 232 ]
عن عائشة قالت ان الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية فيهن فانزل الله ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء قالت والذى ذكر الله انه يتلى عليهم في الكتاب الآية الاولى التى قال الله وان خفتم لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء قال وقول الله وترغبون ان تنكحوهن رغبة أحدكم عن يتيمته التى تكون في حجره حين تكون قليلة المال والجمال فنهوا ان ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء الا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال كان الرجل في الجاهلية تكون عنده اليتيمة فيلقى عليها ثوبه فإذا فعل ذلك لم يقدر أحد ان يتزوجها أبدا فان كانت جميلة وهويها تزوجها وأكل مالها وان كانت دميمة منعها الرجال أبدا حتى تموت فإذا ماتت ورثها فحرم الله ذلك ونهى عنه وكانوا لا يورثون الصغار ولا البنات وذلك قوله لا تؤتونهن ما كتب لهن فنهى الله عنه وبين لكل ذى سهم سهمه صغيرا كان أو كبيرا * وأخرج عبد الرزاق وعبدبن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال كانت اليتيمة تكون في حجر الرجل فيها دمامة فيرغب عنها ان ينكحها ولا ينكحها رغبة في مالها * وأخرج القاضى اسمعيل في أحكام القرآن عن عبد الملك بن محمد بن حزم ان عمرة بنت حزم كانت تحت سعيد بن الربيع فقتل عنها باحد وكان له منها ابنة فاتت النبي صلى الله عليه وسلم تطلب ميراث ابنتها ففيها نزلت ويستفتونك في النساء الآية * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن عون عن الحسن وابن سيرين في هذه الآية قال أحدهما ترغبون فيهن وقال الآخر ترغبون عنهن * وأخرج ابن ابى شيبة وابن جرير عن الحسن في قوله وترغبون ان تنكحوهن قال ترغبون عنهن وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن عبيدة وترغبون ان تنكحوهن قال ترغبون عنهن * قوله تعالى (وان امرأة خافت من بعلها) الآيات * أخرج الطيالسي والترمذي وحسنه وابن المنذر والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال خشيت سودة ان يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله لا تطلقني واجعل يومى لعائشة ففعل ونزلت هذه الآية وان امرأة خافت من بعلها نشوزا الآية قال ابن عباس فما اصطلحا عليه من شئ فهو جائز * وأخرج ابن سعد وأبو داود والحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في مكثه عندنا وكان قل يوم الا وهو يطوف علينا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى من هو يومها فيبيت عندها ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفرقت ان يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله يومى هو لعائشة فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة فانزل الله في ذلك وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا الآية * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري وابن جرير وابن المنذر عن عائشة وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو عراضا الآية قالت الرجل تكون عنده المرأة ليس مستكثرا منها يريدان يفارقها فتقول اجعلك من شأني في حل فنزلت هذه الآية * وأخرج ابن ماجه عن عائشة قالت نزلت هذه الآية والصلح خير في رجل كانت تحته امرأة قد طالت صحبتها وولدت منه اولادا فاراد ان يستبدل بها فراضته على ان يقيم عندها ولا يقيم لها * وأخرج مالك وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن رافع بن خديج انه كانت تحته امرأة قد خلا من سنها فتزوج عليها شابة فاآثرها عليها فابت الاولى ان تقر فطلقها تطليقة حتى إذا بقى من أجلها يسير قال ان شئت راجعتك وصبرت على الاثرة وان شئت تركتك قالت بل راجعني فراجعها فلم تصبر على الاثرة فطلقها أخرى وآثر عليها الشابة فذلك الصلح الذى بلغنا ان الله أنزل فيه وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا الآية * وأخرج الشافعي وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة والبيهقي عن سعيد بن المسيب ان ابنة محمد بن مسلمة كانت عند رافع بن خديج فكره منها أمرا أما كبرا أو غيره فاراد طلاقها فقالت لا تطلقني واقسم لى ما بدا لك فاصطلحا على صلح فجرت السنة بذلك ونزل القرآن وان امرأة خافت من بعلها الآية * وأخرج ابن جرير عن عمران رجلا سأله عن آية فكره ذلك وضربه بالدرة فسأله آخر عن هذه الآية وان امرأة خافت من بعلها نشوزا فقال عن مثل هذا قسلوا ثم قال هذه المرأة تكون عند الرجل قد خلا من سنها فيتزوج المرأة الثانية يلتمس ولدها فما اصطلحا عليه من شئ فهو جائز * وأخرج الطيالسي وبن أبى شيبة وابن راهويه وعبد بن
[ 233 ]
حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن على بن أبى طالب انه سئل عن هذه الآية فقال هو الرجل عنده امرأتان فتكون احداهما قد عجزت أو تكون دميمة فيريد فراقها فتصالحه على ان يكون عند ها ليلة وعند الاخرى ليالى ولا يفارقها فما طابت به نفسها فلا باس به فان رجعت سوى بينهما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال هي المرأة تكون عند الرجل حتى تكبر فيريد ان يتزوج عليها فيتصالحان بينهما صلحا على ان لها يوما ولهذه يومان أو ثلاثة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال تلك المرأة تكون عند الرجل لا يرى منها كثيرا مما يحب وله امرأة غيرها أحب إليه منها فيؤثرها عليها فامر الله إذا كان ذلك ان يقول لها يا هذه ان شئت ان تقيمي على ماترين من الاثرة فاواسيك وانفق عليك فاقيمي وان كرهت خليت سبيلك فان هي رضيت ان تقيم بعد ان يخيرها فلا جناح عليه وهو قوله والصلح خير يعنى ان تخيير الزوج لها بين الاقامة والفراق خير من تمادى الزوج على أثره غيرها عليها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال هو الرجل تكون تحتة المرأة الكبيرة فينكح عليها المرأة الشابة ويكره ان يفارق أم ولد فيصالحا على عطية من ماله ونفسه فيطيب له ذلك الصلح * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال نزلت في أبى السنابل بن بعكك * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى سودة بنت زمعه * وأخرج أبو داود وابن ماجه والحاكم والبيهقي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبغض الحلال إلى الله الطلاق * وأخرج الحاكم عن كثير بن عبد الله بن عوف عن أبيه عن جده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصلح جائز بين المسلمين الاصلحا حرم حلالا أو أحل حراما والمسلمون على شروطهم الاشرطا حرم حلالا * وأخرج بن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وأحضرت الانفس الشح قال تشح عند الصلح على نصيبها من زوجها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله وأحضرت الانفس الشخ قال هواه في الشئ يحرص عليه وفى قوله ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء قال في الحب والجماع وفى قوله فلا تميلوا كل الميل فنذروها كالمعلقة قال لاهى أيم ولا هي ذات زوج * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن أبى ملكية قال نزلت هذه الآية ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء في عائشة يعنى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبها أكثر من غيرها * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن المنذر عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل ثم يقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن جرير وابن ماجه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له امرأتان فمال إلى احداهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد قال كانوا يستحبون أن يسووا بين الضرائر حتى في الطيب يتطيب لهذه كما يتطيب لهذه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن جابر بن زيد قال كانت لى امرأتان فلقد كنت أعدل بينهما حتى أعد القبل * وأخرج ابن أبى شيبة عن محمد بن سيرين في الذى له امرأتان يكره ان يتوضأ في بيت احداهما دون الاخرى * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم قال ان كانوا ليسوون بين الضرائر حتى تبقى الفضلة مما لا يكال من السويق والطعام فيقسمونه كفا كفا إذا كان مما لا يستطاع كيله * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود في قوله ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء قال في الجماع * واخرج ابن أبى شيبة والبيهقي عن عبيدة في قوله ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء قال في الحب فلا تميلوا كل الميل قال في الغشيان فتذروها كالمعلقة لا أيم ولا ذات زوج * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد في قوله ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء قال يعنى في الحب فلا تميلوا كل الميل قال لا تتعمدوا الاساءة * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية يقول لا تمل عليها فلا تنفق عليها ولا تقسم لها يوما * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية يقول ان أحببت واحدة وأبغضت واحدة فاعدل بينهما * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فتذروها كالمعلقة قال لا مطلقة ولا ذات بعل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير عن قتادة في قوله كالمعلقة قال كالمسجونة * وأخرج
[ 234 ]
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وان يتفرقا قال الطلاق * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وكان الله غنيا قال غنيا عن خلقه حميدا قال مستحمدا إليهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن على مثله * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله وكفى بالله وكيلا قال حفيظا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ان يشأ يذهبكم أيها الناس ويات بآخرين قال قادر والله ربنا على ذلك أن يهلك من خلقه ما شاء ويات بآخرين من بعدهم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين الآية قال أمر الله المؤمنين ان يقولوا بالحق ولو على أنفسهم أو آبائهم أو أبنائهم لا يحابوا غنيا لغناه ولا يرحموا مسكينا لمسكنته وفى قوله فلا تتبعوا الهوى فتذروا الحق فتجوروا وان تلووا يعنى ألسنتكم بالشهادة أو تعرضوا عنها * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس في قوله يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء الله الآية قال الرجلان يقعدان عند القاضى فيكون لى القاضى واعراضه لاحد الرجلين على الآخر * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن مولى لابن عباس قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانت البقرة أول سورة نزلت ثم أردفها سورة النساء قال فكان الرجل يكون عنده الشهادة قبل ابنه وأ عمه أو ذوى رحمه فيلوى بها لسانه أو يكتمها مما يرى من عسرته حتى يوسر فيقضى فنزلت كونوا قوامين بالقسط شهداء الله يعنى ان يكن غنيا أو فقيرا * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم اختصم إليه رجلان غنى وفقير فكان حلفه مع الفقير يرى ان الفقير لا يظلم الغنى فابى الله الا ان يقوم بالقسط في الغنى والفقير وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال هذا في الشهادة فاقم الشهادة يا ابن آدم ولو على نفسك أو الوالدين والاقربين أو على ذى قرابتك وأشراف قومك فانما الشهادة لله وليست للناس وان الله تعالى رضى بالعدل لنفسه والاقساط والعدل ميزان الله في الارض به يرد الله من الشديد على الضعيف ومن الصادق على الكاذب ومن المبطل على المحق وبالعدل يصدق الصادق ويكذب الكاذب ويرد المعتدى ويوبخة تعالى ربنا وتبارك وبالعدل يصلح الناس يا ابن آدم ان يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما يقول الله أولى بغنيكم وفقيركم ولا يمنعك غنى غنى ولا فقر فقير ان تشهد عليه بما تعلم فان ذلك من الحق قال وذكر لنا ان نبى الله موسى عليه السلام قال يا رب أي شئ وضعت في الارض أقل قال العدل أقل ما وضعت * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وان تلووا أو تعرضوا يقول تلوى لسانك بغير الحق وهى اللجلجة فلا يقيم الشهادة على وجهها والاعراض الترك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال تلووا تحرفوا وتعرضوا تتركوا * وأخرج آدم والبيهقي في سننه عن مجاهد في قوله وان تلووا يقول تبدلوا الشهادة أو تعرضوا يقول تكتموها * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا آمنوا) الآية * أخرج الثعلبي عن ابن عباس ان عبد الله بن سلام وأسدا وأسيدا ابني كعب وثعلبة بن قيس وسلاما ابن أخت عبد الله بن سلام وسلمة ابن أخيه ويامين بن يامين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انا نؤمن بك وبكتابك وموسى والتوراة وعزير ونكفر بما سواه من الكتب والرسل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل آمنوا بالله ورسوله محمد وكتابه القرآن وبكل كتاب كان قبله فقالوا لا نفعل فنزلت يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله والكتاب الذى أنزل من قبل قال فآمنوا كلهم * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله الآية قال يعنى بذلك أهل الكتاب كان الله قد أخذ ميثاقهم في التوراة والانجيل واقروا على أنفسهم ان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم فلما بعث الله رسوله ؟ ؟ اهم إلى ان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وذكرهم الذى أخذ عليهم من الميثاق فمنهم من صدق النبي واتبعه ومنهم من كفر * قوله تعالى (ان الذين آمنوا ثم كفروا) الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال هم اليهود والنصارى آمنت اليهود بالتوراة ثم كفرت وآمنت النصارى بالانجيل ثم كفرت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ان الذين آمنوا ثم كفروا قال هؤلاء اليهود آمنوا بالتوراة
[ 235 ]
ثم كفروا ثم ذكر النصارى فقال ثم آمنوا ثم كفروا يقول آمنوا بالانجيل ثم كفروا به ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا ليهديهم سبيلا قال طريق هدى وقد كفروا بآيات الله * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال هؤلاء المنافقون آمنوا مرتين وكفروا مرتين ثم ازدادوا كفرا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال هم المنافقون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن على انه قال في المرتد ان كنت لمستثيبه ثلاثا ثم قرأ هذه الآية ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في سننه عن فضالة بن عبيد انه أتى برجل من المسلمين قد فر إلى العدو فأقاله الاسلام فاسلم ثم فر الثانية فاتى به فاقاله الاسلام ثم فر الثالثة فاتى به فنزع بهذه الآية ان الذين آمنوا ثم كفروا إلى سبيلا ثم ضرب عنقه * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ازدادوا كفرا قال تموا على كفرهم حتى ماتوا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد مثله * وأخرج الحاكم في التاريخ والديلمي وابن عساكر عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يقول كل يوم أنا ربكم لعزيز فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز * قوله تعالى (فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم إذا مثلهم) * أخرج ابن المنذر وابن جرير عن أبى وائل قال ان الرجل ليتكلم في المجلس بالكلمة من الكذب يضحك بها جلساءه فيسخط الله علهيم جميعا فذكر ذلك لابراهيم النخعي فقال صدق أبو وائل أو ليس ذلك في كتاب الله فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره * وأخرج ابن المندر عن مجاهد قال أنزل في سورة الانعام حتى يخوضوا في حديث غيره ثم نزل التشديد في سورة النساء انكم إذا مثلهم * وأخرج ابن المنذر عن السدى في الآية قال كان المشركون إذا جالسوا المؤمنين وقعوا فى رسول الله والقرآن فشتموه واستهزؤا به فامر الله ان لا يقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره * وأخرج سعيد بن جبيران الله جامع المنافقين من أهل المدينة والمشركين من أهل مكة الذين خاضوا واستهزؤا بالقران في جهنم جميعا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد الذين يتربصون بكم قال هم المنافقون يتربصون بالمؤمنين فان كان لكم فتح من الله ان أصاب المسلمون من عدوهم غنيمة قال المنافقون ألم نكن قد كنا معكم فاعطونا من الغنيمة مثل ما تأخذون وان كان للكافرين نصيب يصيبونه من المسلمين قال المنافقون للكفار ألم نستحوذ عليكم ألم نبين لكم أنا على ما أنتم عليه قد كنا نثبطهم عنكم * وأخرج ابن جرير عن السدى ألم نستحوذ عليم قال نغلب عليكم * قوله تعالى (ولن يجعل الله) الآية * أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن على انه قيل له أرأيت هذه الآية ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا وهم يقاتلونا فيظهرون ويقتلون فقال ادنه ادنه ثم قال فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا * وأخرج ابن جرير عن على ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا قال في الآخر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا قال ذاك يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا قال ذاك يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبى مالك مثله * وأخرج ابن جرير عن السدى سبيلا قال حجة * قوله تعالى (ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن في الآية قال يلقى على كل مؤمن ومنافق نور يمشون به يوم القيامة حتى إذا انتهوا إلى الصراط طفئ نور المنافقين ومضى المؤمنون بنورهم فتلك خديعة الله اياهم * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله وهو خادعهم قال يعطيهم يوم القيامة نورا يمشون فيه مع المسلمين كما كانوا معه في الدنيا ثم يسلبهم ذلك النور فيطفئه فيقومون في ظلمتهم * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد وسعيد بن جبير نحوه * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في الآية قال نزلت في عبد الله بن أبى وأبى عامر بن النعمان * قوله تعالى (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى) * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن أبى الدنيا في الصمت عن ابن عباس انه كان يكره أن يقول الرجل انى كسلان ويتاول هذه الآية * قوله تعالى (يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا) * أخرج أبو يعلى عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو فتلك استهانة استهان بها ربه * وأخرج
[ 236 ]
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة يراؤن الناس قال والله لولا الناس ما صلى المنافق ولا يصلى الا رياء وسمعة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن ولا يذكرون الله الا قليلا قال انما قل لانه كان لغير الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ولا يذكرون الله الا قليلا قال انما قال ذكر المنافق لان الله لم يقبله وكل مارد الله قليل وكل ما قبل الله كثير * وأخرج ابن المنذر عن على قال لا يقل عمل مع تقوى وكيف يقل ما يتقبل * وأخرج مسلم وأبو داود والبيهقي في سننه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرنى شيطان قام فنقرأ ربعا لا يذكر الله فيها الا قليلا * قوله تعالى (مذبذبين) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود قال مثل المؤمن والمنافق والكافر مثل ثلاثة نفر انتهوا إلى وادفوقع أحدهم فعبر حتى أتى ثم وقع أخدهم حتى أتى على نصف الوادي ناداه الذى على شفير الوادي ويلك أين تذهب إلى الهلكة ارجع عودك على بدئك وناداه الذى عبر هلم النجاة فجعل ينظر إلى هذا مرة والى هذا مرة قال فجاء سيل فاغرقه فالذي عبر المؤمن والذى غرق المنافق مذبذب بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء والذى مكث الكافر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة الآية مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء يقول ليسوا بمؤمنين مخلصين ولا مشركين مصرحين بالشرك قال وذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يضرب مثلا للمؤمن والكافر والمنافق كمثل رهط ثلاثة دفعوا إلى نهر فوقع المؤمن فقطع ثم وقع المنافق حتى كاد يصل إلى المؤمن ناداه الكافران هلم إلى فانى أخشى عليك وناداه المؤمن ان هلم إلى فان عندي وعندي يحض له ما عنده فما زال المنافق يتردد بينهما حتى أتى عليه الماء فغرقه وان المنافق لم يزل في شك وشبهة حتى أتى عليه الموت وهو كذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله مذبذبين بين ذلك قال هم المنافقون لا إلى هؤلاء يقول لا إلى أصحاب محمد ولا الى هؤلاء اليهود * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد مذبذبين بين ذلك قال بين الاسلام والكفر * وأخرج عبد بن حميد والبخاري في تاريخه ومسلم وابن جرير وابن المنذر عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة والى هذه مرة لا تدرى أيها تتبع * وأخرج أحمد والبيهقي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مثل المنافق يوم القيامة كالشاة بين الغنمين ان أتت هؤلاء نطحتها وان أتت هؤلاء نطحتها * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله أتريدون أن تجعلوا الله عليكم سلطانا مبينا قال ان الله السلطان على خلقه ولكنه يقول عذرا مبينا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال كل سلطان في القرآن * فهو حجة * قوله تعالى (ان المنافقين في الدرك) الآية * أخرج الفريابى وابن أبى شيبة وهناد وابن أبى الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم في صفة النار عن ابن مسعود ان المنافقين في الدرك الاسفل قال في توابيت من حديد مقفلة عليهم وفى لفظ مبهمة عليهم أي مقفلة لا يهتدون لمكان فتحها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى هريرة ان المنافقين في الدرك الاسفل قال الدرك الاسفل بيوت من حديد لها أبواب تطبق عليها فيوقد من تحتهم ومن فوقهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبى هريرة ان المنافقين في الدرك قال في توابيت ترتج عليهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في الدرك الاسفل يعنى في أسفل النار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن كثير قال سمعت ان جهنم ادراك منازل بعضها فوق بعض * وأخرج ابن أبى الدنيا في صفة النار عن أبى الاحوص قال قال ابن مسعود أي أهل النار أشد عذابا قال رجل المنافقون قال صدقت فهل تدرى كيف يعذبون قال لا قال يجعلون في توابيت من حديد صمد عليهم ثم يجعلون في الدرك الاسفل في تنانير أضيق من زج يقال له جب الحزن يطبق على أقوام باعمالهم آخر الابد * قوله تعالى (وأخلصوا دينهم الله) * أخرج ابن أبى الدنيا في كتاب الاخلاص وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن معاذ بن جبل انه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن أوصني قال أخلص دينك يكفك القليل من العمل * وأخرج ابن أبى الدنيا في الاخلاص والبيهقي في الشعب عن ثويان سمعت رسول الله
[ 237 ]
صلى الله عليه وسلم يقول طوبى للمخصلين أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء * وأخرج البيهقى عن أبى فراس رجل من أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلونى عما شئتم فنادى رجل يا رسول الله ما الاسلام قال اقام الصلاة وايتاء الزكاة قال فما الايمان قال الاخلاص قال فما اليقين قال التصديق بالقيامة * وأخرج البزار بسند حسن عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في حجة الوداع نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فرب حامل فقه ليس بفقيه ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مؤمن اخلاص العمل لله والمناصحة لائمة المسلمين ولزوم جماعتهم فان دعاءهم يحيط من ورائهم * وأخرج النسائي عن مصعب بن سعد عن أبيه انه ظن ان له فضلا على من دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم انما ينصر الله هذه الامة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم واخلاصهم * وأخرج ابن أبى شيبة والمروزي في زوائد الزهد وأبو الشيخ بن حبان عن مكحول قال بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أخلص عبد الله أربعين صباحا الاظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه * وأخرج أحمد والبيهقي عن أبى ذران رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد أفلح من أخلص قلبه للايمان وجعل قلبه سلما ولسانه صادقا ونفسه مطمئنة وخليقته مستقيمة وأذنه مستمعة وعينه ناظرة فاما الاذن فقمع والعين مقرة لما يوعى القلب وقد أفلح من جعل قلبه واعيا * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله مخلصا دخل الجنة قيل يا رسول الله وما اخلاصها قال ان تحسبنوه عن المحارم * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد والحكيم والترمذي وابن أبى حاتم عن أبى ثمامة قال قال الحواريون لعيسى عليه السلام يا روح الله من المخلص لله قال الذى يعمل لله لا يحب أن يحمده الناس عليه * وأخرج ابن عساكر عن أبى ادريس قال لا يبلغ عبد حقيقة الاخلاص حتى لا يحب أن يحمده أحد على شئ من عمل الله عزوجل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ما يفعل الله بعذابكم الآية قال الله لا يعذب شاكرا ولا مؤمنا * قوله تعالى (لا يحب الله الجهر بالسوء) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الآية قال لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد الا أن يكون مظلوما فانه رخص له أن يدعو على من ظلمه وان يصبر فهو خير له * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن في الآية قال هو الرجل يظلم الرجل فلا يدع عليه ولكن ليقل اللهم أعنى عليه اللهم استخرج لى حقى حل بينه وبين ما يريد ونحو هذا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في الآية قال عذر الله المظلوم كما تسمعون أن يدعو * وأخرج أبو داود عن عائشة انها سرق لها شئ فجعلت تدعو عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبخى عنه بدعائك * وأخرج الترمذي عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دعا على من ظلمه فقد انتصر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في الآية قال نزلت في رجل ضاف رجلا بفلاة من الارض فلم يضفه فنزلت الامن ظلم ذكرانه لم يضفه لا يزيد على ذلك * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال هو الرجل ينزل بالرجل فلا يحسن ضيافته فيخرج من عنده فيقول أساء ضيافتي ولم يحسن * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية يقول ان الله لا يحب الجهر بالسوء من القول من أحد من الخلق ولكن يقول من ظلم فانتصر بمثل ما ظلم فليس عليه جناح * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال كان أبى يقرأ لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم قال ابن زيد يقول من قام على ذلك النفاق فجهر له بالسوء حتى نزع * وأخرج ابن المنذر عن اسمعيل لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم قال كان الضحاك بن مزاحم يقول هذا في التقديم والتأخير يقول الله ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وآمنتم الا من ظلم وكان يقرؤها كذلك ثم قال لا يحب الله الجهر بالسوء من القول أي على كل حال * قوله تعالى (ان الذين يكفرون) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال أولئك أعداء الله اليهود والنصارى آمنت اليهود بالتوراة وموسى وكفروا بالانجيل وعيسى وآمنت النصارى بالانجيل وعيسى وكفروا بالقرآن ومحمد فاتخذوا اليهودية والنصرانية وهما بدعتان ليستامن الله وتركوا الاسلام وهو دين الله الذى بعث به رسوله * وأخرج ابن جرير عن السدى وابن جريج نحوه * قوله تعالى (يسألك أهل الكتاب) الآيات
[ 238 ]
* أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظى قال جاء ناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلم فقالوا ان موسى جاء نا بالالواح من عند الله فائتنا بالالواح من عند الله حتى نصدقك فانزل الله يسئلك أهل الكتاب ان تنزل عليكم كتابا من السماء إلى وقولهم على مريم بهتانا عظيما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال ان اليهود والنصارى قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم لن نبايعك على ما تدعونا إليه حتى تأتينا بكتاب من عند الله من الله إلى فلان انك رسول الله والى فلان انك رسول الله فانزل الله يسئلك أهل الكتاب الآية * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال قالت اليهودان كنت صادقا انك رسول الله فائتنا كتابا مكتوبا من السماء كما جاء به موسى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ان تنزل عليهم كتابا من السماء أي كتابا خاصة وفى قوله جهرة أي عيانا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله فاقالوا ارنا الله جهرة قال انهم إذا رأوه فقد رأوه انما قالوا جهرة أرنا الله قال هو مقدم ومؤخر * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن عمربن الخطاب انه قرأ فاخذتهم الصعقة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فاخذتهم الصاعقة قال الموت أماتهم الله قبل آجالهم عقوبة بقولهم ما شاء الله ان يميتهم ثم بعثهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ورفعنا فوقهم الطور قال جبل كانوا في أصله فرفعه الله فجعله فوقهم كانه ظلة فقال لتأخذن أمرى أولا رمينكم به فقالوا نأخذه وأمسكه الله عنهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا قال كنا نحدث أنه باب من أبواب بيت المقدس وقلنا لهم لا تعدوا في السبت قال أمر القوم أن لا ياكوا الحيتان يوم السبت ولا يعرضوا لها وأحلت لهم ما خلا ذلك وفى قوله فيما نقضهم يقول فبنقضهم ميثاقهم وقولهم قلوبنا غلف أي لا نفقه بل طبع الله عليها يقول لما ترك القوم أمر الله وقتلوا رسوله وكفروا بآياته ونقضوا الميثاق الذى عليهم طبع الله على قلوبهم ولعنهم حين فعلوا ذلك * وأخرج البزار والبيهقي في الشعب وضعفه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الطابع معلق بقائمة العرش فإذا انتهكت الحرمة وعمل بالمعاصى واجترئ على الله بعث الله الطابع فطبع على قلبه فلا يقبل بعد ذلك شيأ * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وقولهم على مريم يهتانا عظيما قال رموها بالزنا * وأخرج البخاري في تاريخه والحاكم وصححه عن على قال قال لى النبي صلى الله عليه وسلم ان لك من عيسى مثلا أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه المنزل الذى ليس له والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وقولهم انا قتلنا المسيح) الآية * أخرج عبد بن حميد والنسائي وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج إلى أصحابه وفى البيت اثنا عشر رجلا من الحواريين فخرج عليهم من غير البيت ورأسه يقطر ماء فقال ان منكم من يكفر بى اثنى عشر مرة بعد ان آمن بى ثم قال أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معى في درجتي فقام شاب من أحدثهم سنا فقال له اجلس ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال اجلس ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال أنا فقال انت ذاك فالقى عليه شبه عيسى ورفع عيسى من روزنة في البيت إلى السماء قال وجاء الطلب من اليهود فاخذو الشبه فقتلوه ثم صلبوه وكفر به بعضهم اثنى عشر مرة بعد ان آمن به وافترقوا ثلاث فرق وقالت طائفة كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء فهؤلاء اليعقوبية وقالت فرقة كان فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه وهؤلاء النسطوريه وقالت فرقة كان فينا عبد الله ورسوله وهؤلاء المسلمون فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها فلم يزل الاسلام طامسا حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فأنزل الله فآمنت طائفة من بنى اسرائيل يعنى الطائفة التى آمنت في زمن عيسى وكفرت الطائفة التى كفرت في زمن عيسى فايدنا الذين آمنوا في زمن عيسى باظهار محمد دينهم على دين الكافرين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة وقولهم انا قتلنا المسيح الآية قال أولئك أعداء الله اليهود افتخروا بقتل عيسى وزعموا انهم قتلوه وصلبوه وذكر لنا انه قال لاصحابه أيكم يقذف عليه شبهي فانه مقتول قال رجل من أصحابه أنا يا نبى الله فقتل ذلك الرجل ومنع الله نبيه ورفعه إليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله شبه لهم قال صلبوا رجلا غير عيسى شبهوه بعيسى يحسبونه اياه ورفع الله إليه عيسى حيا * وأخرج ابن جرير
[ 239 ]
عن ابن عباس وما قتلوه يقينا قال يعنى لم يقتلوا ظنهم يقينا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال ما قتلوا ظنهم يقينا * وأخرج ابن جرير مثله عن جويبر والسدى * وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وابن عساكر من طريق ثابت البنانى عن أبى رافع قال رفع عيسى بن مريم وعليه مدرعه وخفا راع وخذافة يخذف بها الطير * وأخرج أحمد في الزهد وأبو نعيم وابن عساكر من طريق ثابت البنانى عن أبى العالية قال ما ترك عيسى ابن مريم حين رفع الا مدرعة صوف وخفى راع وقذافة يقذف بها الطير * وأخرج ابن عساكر عن عبد الجبار ابن عبد الله بن سليمان قال أقبل عيسى بن مريم على أصحابه ليلة رفع فقال لهم لا تأكلوا بكتاب الله أرافانكم ان لم تفعلوا أقعدكم الله على منابر الحجر منها خير من الدنيا وما فيها قال عبد الجبار وهى المقاعد التى ذكر الله في القرآن في مقعد صدق عند مليك مقتدر ورفع عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن وهب بن منبه قال ان عيسى لما أعلمه الله انه خارج من الدنيا جزع من الموت وشق عليه فدعا الحواريين فصنع لهم طعاما فقال احضروني الليلة فان لى اليكم حاجة فلما اجتمعوا إليه من اللية عشاهم وقام يحدثهم فلما فرغوا من الطعام أخذ يغسل أيديهم ويوضيهم بيده ويمسح أيديهم بثيابه فتعاظموا ذلك وتكارموه فقال الا من رد على شيأ الليلة مما أصنع فليس منى ولا أنا منه فاقروه حتى فرغ من ذلك قال اما ما صنعت بكم الليلة مما خدمتكم فلا يتعظم بعضكم على بعض وليبذل بعضكم نفسه لبعض كما بذلت نفسي لكم وأما حاجتى التى استعنتكم عليها فتدعون لى الله وتجتهدون في الدعاء ان يؤخر أجلى فلما نصبوا أنفسهم للدعاء وأرادوا أن يجتهدوا أخذهم النوم حتى لم يستطيعوا دعاء فجعل يوقظهم ويقول سبحان الله ما تصبرون لى ليلة واحدة تعينوني فيها قالوا والله ما ندرى مالنا لقد كنا نسمر فنكثر السمر وما نطيق الليلة سمراوما نريد دعاء الاحيل بيننا وبينه فقال يذهب بالراعى وتتفرق الغنم وجعل ياتي بكلام نحو هذا ينعى به نفسه ثم قال الحق ليكفرن بى أحدكم قبل ان يصيح الديك ثلاث مرات وليبيعني أحدكم بدراهم يسيرة وليا كان ثمني فخرجوا وتفرقوا وكانت اليهود تطلبه فاخذوا شمعون أحد الحواريين فقالوا هذا من أصحابه فحجدو قال ما أنا بصاحبه فتركوه ثم اخذه آخرون كذلك ثم سمع صوت ديك فبكى وأحزنه فلما أصبح أتى أحد الحواريين إلى اليهود فقال ما تجعلون لى ان دللتكم على المسيح فجعلواله ثلاثين درهما فاخذها ودلهم عليه وكان شبه عليهم قبل ذلك فاخذوه واستوثقوا منه وربطوه بالحبل فجعلوا يقودونه ويقولون أنت كنت تحيى الموت وتبرئ المجنون أفلا تخلص نفسك من هذا الحبل ويبصقون عليه ويلقون عليه الشوك حتى أتوا به الخشبة التى أرادوا ان يصلبوه عليها فرفعه الله إليه وصلبوا ما شبه لهم فمكث سعاتم ان أمه والمرأة التى كان يداويها عيسى فابرأها الله من الجنون جاءتا تبكيان حيث المصلوب فجاءهما عيسى فقال علام تبكيان قالتا عليك قال انى قد رفعني الله إليه ولم يصبنى الاخير وان هذا شئ شبه لهم فامروا الحواريين أن يلقوني إلى مكان كذاوكذا فلقوه إلى ذلك المكان أحد عشر وقعد الذى كان باعه ودل عليه اليهود فسأل عنه أصحابه فقالوا انه ندم على ما صنع فاختنق وقتل نفسه قال لو تاب تاب الله عليه ثم سالهم عن غلام يتبعهم يقال له يحنا فقال هو معكم فانطلقوا فانه سيصبح كل انسان منكم يحدث بلغة فليتدبر هم وليدعهم * وأخرج ابن المنذر عن وهب بن منبه قال ان عيسى عليه السلام كان سياحا فمر على امرأة تستقى فقال اسقيني من مائك الذى من شرب منه مات وأسقيك من مائى الذى من شرب منه حيى قال وصادف امرأة حكيمة فقالت له اما تكتفى بمائك الذى من شرب منه حيى عن مائى الذى من شرب منه مات قال ان ماءك عاجل ومائى آجل قالت لعلك هذا الرجل الذى يقال له عيسى بن مريم قال فانى أنا هو وأنا أدعوك إلى عبادة الله وترك ما تعبدين من دون الله عزوجل قالت فاتني على ما تقول ببرهان قال برهان ذلك أن ترجعي إلى زوجك فيطلقك قالت ان في هذا الآية بينة ما في بنى اسرائيل امرأة أكرم على زوجها منى ولئن كان كما تقول انى لاعرف انك صادق قال فرجعت إلى زوجها وزوجها شاب غيور فقال ما بطؤبك قالت مر على رجل فارادت ان تخيره عن عيسى فاحتملته الغيرة فطلقها فقالت لقد صدقنى صاحبي فخرجت تتبع عيسى وقد آمنت به فاتى عيسى ومعه سعبة وعشرون من الحواريين في بيت وأحاطوا بهم فدخلوا عليهم وقد صورهم الله على صورة عيسى فقالوا قد سحرتمونا لتبرزون لنا عيسى أو لنقتلنكم جميعا فقال عيسى
[ 240 ]
لاصحابه من يشترى منكم نفسه بالجنة فقال رجل من القوم أنا فاخذوه فقتلوه وصلبوه فمن ثم شبه لهم وظنوا أنهم قد قتلوا عيسى وصلبوه فظنت النصارى مثل ذلك ورفع الله عيسى من يومه ذلك فبلغ المرأة ان عيسى قد قتل وصلب فجاءت حتى بنت مسجد إلى أصل شجرته فجعلت تصلى وتبكى على عيسى فسمعت صوتا من فوقها صوت عيسى لا تنكره أي فلانة انهم والله ما قتلوني وما صلبوني ولكن شبه لهم وآية ذلك ان الحواريين يجتمعون الليلة في بيتك فيفترقون اثنتى عشرة فرقة كل فرقة منهم تدعو قوما إلى دين الله فلما أمسوا اجتمعوا في بيتها فقالت لهم انى سمعت الليلة شيأ أحدثكم به وعسى أن تكذبوني وهو الحق سمعت صوت عيسى وهو يقول يا فلانة انى والله ما قتلت ولا صلبت وآية ذلك انكم تجتمعون اللية في بيتى فتفترقون اثنتى عشرة فرقة فقالوا ان الذى سمعت كما سمعت فان عيسى لم يقتل ولم يصلب انما قتل فلان وصلب وما اجتمعنا في بيتك الا لما قال نريدان نخرج دعاة في الارض فكان ممن توجه إلى الروم نسطور وصاحبان له فاما صاحباه فخرجا واما نسطور فحسبه حاجة له فقال لهما ارفقا ولا تخرقا ولا تستبطآنى في شئ فلما قدما الكورة التى أراد قدما في يوم عيدهم قد برز ملكهم وبرر معه أهل مملكته فاتاه الرجلان فقاما بين يديه فقالا له اتق الله فانكم تعملون بمعاصي الله وتنتهكون حرم الله مع ما شاء الله ان يقولا قال فاسف الملك وهم بقتلهما فقام إليه نفر من أهل مملكته فقالوا ان هذا يوم لانهريق فيه دما وقد ظفرت بصاحبيك فان أحببت ان تحبسها حتى يمضى عيدنا ثم ترى فيهما رأيك فعلت فامر بحبسهما ثم ضرب على اذنه بالنسيان لهما حتى قدم نسطور فسأل عنهما فاخبر بشأنهما وانهما محبوسان في السجن فدخل عليهما فقال ألم أقل لكما ارفقا ولا تخرقا ولا تستبطئانى في شئ هل تدريان ما مثلكما مثلكما مثل امرأة لم تصب ولدا حتى دخلت في السن فاصابت بعد ما دخلت في السن ولدا فاحبت ان تعجل شبابه لتنفع به فحملت على معدته مالا تطيق فقتلته ثم قال لهما والآن فلا تستبطئانى في شئ ثم خرج فانطلق حتى أتى باب الملك وكان إذا جلس الناس وضع سريره وجلس الناس سمطا بين يديه وكانوا إذا ابتلوا بحلال أو حرام رفعوا له فنظر فيه ثم سأل عنه من يليه في مجلسه وسأل الناس بعضهم بعضا حتى تنتهى المسألة إلى أقصى المجلس وجاء نسطور حتى جلس في أقصى القوم فلما ردوا على الملك جواب من أجابه وردوا عليه جواب نسطور فسمع بشئ عليه نور وحلا في مسامعه فقال من صاحب هذا القول فقيل الرجل الذى في أقصى القوم فقال على به فقال أنت القائل كذا وكذا قال نعم قال فما تقول في كذا وكذا قال كذا وكذا فجعل لا يسأله عن شئ الا فسره له فقال عندك هذا العلم وأنت تجلس في آخر القوم ضعوا له عند سريري مجلسا ثم قال ان أتاك ابني فلا تقم له عنه ثم أقبل على نسطوره وترك الناس فلما عرف ان منزلته قد ثبتت قال لا زورنه فقال أيها الملك رجل بعد الدار بعيد الضيعة فان أحبيت ان تقضى حاجتك منى وتاذن لى فانصرف إلى أهلى فقال يانسطور وليس إلى ذلك سبيل فان أحببت ان تحمل أهلك الينا فلك المواساة وان أحببت ان تأخذ من بيت المال حاجتك فتبعث به إلى أهلك فعلت فسكت نسطور ثم تحين يوما مات لهم فيه ميت فقال ايها الملك بلغني ان رجلين أتياك يعيبان دينك قال قد كر هما فارسل اليهما فقال يا نسطور أنت حكم بينى وبينهما ما قلت من شئ رضيت قال نعم ايها الملك هذا ميت قد مات في بنى اسرائيل فمرهما حتى يدعوا ربهما فيحييه لهما ففى ذلك آية بينة قال فاتى بالميت فوضع عنده فاقما وتوضأ ودعوا ربهما فرد عليه روحه وتكلم فقال أيها الملك ان في هذه لآية بينة ولكن مرهما بغير ما أجمع أهل مملتك ثم قر لالهتك فان كانت تقدران تضر هذين فليس أمرهما بشئ وان كان هذا يقدران ان يضرا آلهتك فامرهما قوى فجمع الملك أهل مملكته ودخل البيت الذى فيه الآلهة فخر ساجدا هو من معه من أهل مملكته وخرنسطور ساجدا وقال اللهم انى أسجد لك وأكيد هذه الآلهة ان تعبد من دونك ثم رفع الملك رأسه فقال ان هذين يريدان ان يبدلا دينكم ويدعوا إلى اله غيركم فافقوا أعينهما أو جذموهما أو شلوهما فلم ترد عليه الالهة شيا وقد كان نسطور وأمر صاحبيه ان يحملا معهما فاسا فقال أيها الملك قل لهذين أيقدران ان يضر آلهتك قال أتقدران على ان تضرا آلهتنا فالاخل بيننا وبينها فاقبلا عليها فكسراها فقال نسطور أما أنا فآمنت برب هذين وقال الملك وأنا آمنت برب هذين وقال جميع الناس آمنا برب هذين فقال نسطور لصاحبيه هكذا الرفق * قوله تعالى
[ 241 ]
(وكان الله عزيرا حكيما) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وكان الله عزيزا حكيما قال معنى ذلك انه كذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس ان يهوديا قال له انكم تزعمون ان الله كان عزيزا حكيما فكيف هو اليوم قال ابن عباس انه كان من نفسه عزيزا حكيما * قوله تعالى (وان من أهل الكتاب) الآية * أخرج الفريابى وعبد بن حميد والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال خروج عيسى بن مريم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال قبل موت عيسى * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال يعنى انه سيدرك اناس من أهل الكتاب حين يبعث عيسى سيؤمنون به * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وان من أهل الكتاب قال اليهود خاصة الا ليؤمنن به قبل موته قال قبل موت اليهودي * وأخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال هي في قراءة أبى قبل موتهم قال ليس يهودى يموت أبدا حتى يؤمن بعيسى قيل لابن عباس أرأيت ان خر من فوق بيت قال يتكلم به في الهواء فقيل أرأيت ان ضرب عنق أحدهم قال يتلجلج بها لسانه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال لو ضربت عنقه لم تخرج نفسه حتى يؤمن بعيسى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس قال لا يموت يهودى حتى يشهد ان عيسى عبد الله ورسوله ولو عجل عليه بالسلاح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال ان يهوديا ألقى من فوق قصر ما خلص إلى الارض حتى يؤمن ان عيسى عبد الله ورسوله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في الآية قال لا يموت يهودى حتى يؤمن بعيسى قيل وان ضرب بالسيف قال يتكلم به قيل وان هوى قال يتكلم به وهو يهوى * وأخرج ابن المنذر عن أبى هاشم وعروة قالا في مصحف أبى بن كعب وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موتهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن شهربن حوشب في قوله وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته * عن محمد بن على بن أبى طالب هو ابن الحنفية قال ليس من أهل الكتاب أحد الا أتته الملائكة يضربون وجهه ودبره ثم يقال يا عدو الله ان عيسى روح الله وكلمته كذبت على الله وزعمت انه الله ان عيسى لم يمت وانه رفع إلى السماء وهو نازل قبل أن تقوم الساعة فلا يبقى يهودى ولا نصراني الا آمن به * وأخرج ابن المنذر عن شهر بن حوشب قال قال لى الحجاج يا شهر آية من كتاب الله ما قرأتها الا اعتراض في نفسي منها شئ قال الله وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته وانى أوتى بالاسارى فاضرب أعناقهم ولا أسمعهم يقولون شيا فقلت رفعت اليك على غير وجهها ان النصراني إذا خرجت روحه ضربته الملائكة من قبله ومن دبره وقالوا أي خبيث ان المسيح الذى زعمت انه الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة عبد الله وروحه وكلمته فيؤمن حين لا ينفعه ايمانه وان اليهودي إذا خرجت نفسه ضربته الملائكة من قبله ومن دبره وقالوا أي خبيث ان المسيح الذى زعمت انك قتلته عبد الله وروحه فيؤمن به حين لا ينفعه الايمان فإذا كان عند نزول عيسى آمنت به أحياؤهم كما آمنت به موتاهم فقال من أين أخذتها فقلت من محمد بن على قال لقد أخذتها من معدنها قال شهر وايم الله ما حدثنيه الا أم سلمة ولكني احببت ان أغيظه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال إذا نزل آمنت به الاديان كلها ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا انه قد بلغ رسالة ربه وأفر على نفسه بالعبودية * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال إذا نزل عيسى عليه السلام فقتل الدجال لم يبق يهودى في الارض الا آمن به فذلك حين لا ينفعهم الايمان * وأخرج ابن جرير عن أبى مالك وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال ذلك عند نزول عيسى ابن مريم لا يبقى أحد من أهل الكتاب الا آمن به * وأخرج ابن جرير عن الحسن وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال قبل موت عيسى والله انه الآن حى عند الله ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن ان رجلا سأله عن قوله وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال قبل موت عيسى ان الله رفع إليه عيسى وهو باعثه قبل يوم القيامة مقاما يؤمن به البر والفاجر * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد
[ 242 ]
والبخاري ومسلم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده ليوشكن ان ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة خيرا من الدنيا وما فيها ثم يقول أبو هريرة واقرؤ ان شئتم وان من أهل الكتاب لا يؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا * وأخرج ابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا يقتل الدجال ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية ويفيض المال وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين واقرؤا ان شئتم وان من أهل الكتاب لا ليؤمنن به قبل موته موت عيسى بن مريم ثم يعيدها أبو هريرة ثلاث مرات * وأخرج احمد وابن جرير عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقتل الخنزير ويمحى الصليب ويجمع له الصلاة ويعطى المال حتى لا يقبل ويضع الخراج وينزل الروحاء فيحج منها أو يعتمر أو يجمعهما قال وتلا أبو هريرة وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا قال أبو هريرة يؤمن به قبل موت عيسى * وأخرج أحمد ومسلم عن ابى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليهلن عيسى بن مريم بفج الروحاء بالحج أو بالعمرة أو ليثنينهما جميعا * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والبيهقي في الاسماء والصفات قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وامامكم منكم * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود وابن جرير وابن حبان عن ابى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الانبياء أخوات لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد وانى أولى الناس بعيسى بن مريم لانه لم يكن بينى وبينه نبى وانه خليفتي على أمتى وانه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض عليه ثوبان ممصران كان رأسه يقطروان لم يصبه بلل فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعو الناس إلى الاسلام ويهلك الله في زمانه الملل كلها الا الاسلام ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال ثم تقع الامنة على الارض حتى ترتع الاسود مع الابل والنمار مع البقر والذئاب مع الغنم وتلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون ويدفنونه * وأخرج أحمد عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انى لا رجوان طال بى عمر ان القى عيسى بن مريم فان عجل بى موت فمن لقيه منكم فليقربه منى السلام * وأخرج الطبراني عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان عيسى بن مريم ليس بيني وبينه نبى ولا رسول الا انه خليفتي في أمتى من بعدى الا انه يقتل الدجال ويكسر الصليب ويضع الجزية وتضع الحرب أوزارها الا من أدركه منكم فليقرأ عليه السلام * وأخرج الطبراني عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل عيسى بن مريم فيمكث في الناس أربعين سنة * وأخرج احمد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ابن مريم اماما عادلا وحكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويرجع السلم وتتخذ السيوف مناجل وتذهب حمة كل ذات حمة وتنزل السماء رزقها وتخرج الارض بركتها حتى يلعب الصبى بالثعبان ولا يضره ويراعى الغنم الذئب ولا يضرها ويراعى الاسد البقر ولا يضرها * وأخرج أحمد والطبراني عن سمرة بن جندب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الدجال خارج وهو أعور عين الشمال عليها طفرة غليظة وانه يرئ الاكمة والابرص ويحيى الموتى ويقول أنا ربكم فمن قال أنت ربى فقد فتن ومن قال ربى الله حى لا يموت فقد عصم من فتنة ولا فتنة عليه ولا عذاب فيلبث في الارض ما شاء الله ثم يجئ عيسى بن مريم من المغرب ولفظ الطبراني من المشرق مصدقا بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال ثم انما هو قيام الساعة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكى فقال ما يبكيك قلت يا رسول الله ذكرت الدجال فبكيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يخرج الدجال وأنا حى فقد كفيتكموه وان يخرج بعدى فان ربكم ليس باعورانه يخرج في يهودية أصبهان حتى ياتي المدينة فينزل ناحيتها ولها يومئذ سبعة أبواب على كل نقب منها ملكان فيخرج إليه شرار أهلها حتى ياتي الشام مدينة بفلسطين باب لد فينزل عيسى بن مريم فيقتله ثم يمكث عيسى في الارض أربعين سنة اماما عادلا وحكما مقسطا * وأخرج أحمد عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال في خفقة من الدين وادبار من العلم
[ 243 ]
فله أربعون ليلة يسيحها في الارض اليوم منها كالسنة واليوم منها كالشهر واليوم منها كالجمعة ثم سائر أيامه كأبامكم هذه وله حمار يركبه عرض مابين أذنيه أربعون ذراعا فيقول للناس أنا ربكم وهو أعور وان ربكم ليس باعور مكتوب بين عينيه ك‍ ف ر مهجاة يقرؤه كل مؤمن كاتب وعير كاتب يرد كل ماء ومنهل الا المدينة ومكة حرمهما الله عليه وقامت الملائكة بابوابها ومعه جبل من خبز والناس في جهد الامن اتبعه ومعه نهران أنا أعلم بهما منه نهير يقول الجنة ونهر يقول النار فمن دخل الذى يسميه الجنة فهى النار ومن دخل الذى يسميه النار فهى الجنة وتعبث معه شياطين تكلم الناس ومعه فتنة عظيمة يامر السماء فتمطر فيما يرى الناس ويقتل نفسا ثم يحيبه لا يسلط على غيرها من الناس فيما يرى الناس فيقول للناس أيها الناس هل يفعل مثل هذا الا الرب فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام فيأتيهم فيحصرهم فيشتد حصارهم ويجهد هم جهدا شديدا ثم ينزل عيسى فينادى من السحر فيقول يا أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث فيقولون هذا رجل حى فينطلقون فاذاهم بعيسى فتقام الصلاة فيقال له تقدم يا روح الله فيقول ليتقدم امامكم فليصل بكم فإذا صلوا صلاة الصبح خرجوا إليه فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء فيمشي إليه فيقتله حتى ان الشجرة تنادى يا روح الله هذا يهودى فلا يترك ممن كان يتبعه أحد الاقتله * وأخرج معمر في جامعه عن الزهري أخبرني عمرو بن سفيان الثقفى أخبرني رجلا من الانصاري عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال ياتي سباخ المدينة وهو محرم عليه أن يدخلها فتنتفض باهلها نفضة أو نفضتين وهى الزلزلة فيخرج إليه منها كل منافق ومنافقه ثم ياتي الدجال قبل الشام حتى ياتي بعض جبال الشام فيحاصرهم وبقية المسلمين يومئذ معتصمون بذروة جبل فيحاصرهم نازلا بالصلة حتى إذا طال عليهم الحصار قال رجل حتى متى أنتم هكذا وعدوكم نازل باصل جبلكم هل أنتم الابين احدى الحسنيين بين أن تستشهدوا أو يظهركم فيتبايعون على القتال بيعة يعلم الله انها الصدق من أنفسهم ثم تأخذهم ظلمة لا يبصر أحدهم كفه فينزل ابن مريم فيحسر عن أبصارهم وبين أظرهم رجل عليه لامة فيقول من أنت فيقول أنا عبد الله وروحه وكلمته عيسى اختاروا احدى ثلاث بين أن يبعث الله على الدجال وجنوده عذابا جسيما أو يخسف بهم الارض أو يرسل عليهم سلاحكم ويكف سلاحهم فيقولون هذه يا رسول الله أشفى لصدورنا فيومئذ ترى اليهودي العظيم الطويل الاكول الشروب لا تقل يده سيفه من الرعب فينزلون إليهم فيسلطون عليهم ويذرب الدجال حتى يدركه عيسى فيقتله * وأخرج ابن أبى شية وأحمد والطبراني الحاكم وصححه عن عثمان بن أبى العاصى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون للمسلمين ثلاثة أمصار مصر بلتقى البحرين ومصر بالجزيرة ومصر بالشام فيفزع الناس ثلاث فزعات فيخرج الدجال في عراض جيش فيهرم من قبل المشرق فاول مصر يرده المصر الذى بملتقى البحرين فيصير أهلها ثلاث فرق فرقة تقيم وتقول نشامه ننظر ما هو وفرقة تلحق الاعراب وفرقة تلحق بالمصر الذى يليهم ومع الدجال سبعون ألفا عليهم التيجان وأكثر من معه اليهود والنساء ثم ياتي المصر الذى يليهم فيصير أهله ثلاث فرق فرقة تقول نشامه وننظرماهو وفرقة تلحق بالاعراب وفرقة تلحق بامصر الذى يليهم ثم ياتي الشام فينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق فيبعتون بسرح لهم فيصاب سرحهم فيشتد ذلك عليهم وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد حتى ان أحدهم ليحرق وترقوسه فيأكله فبيماهم كذلك إذ ناداهم مناد من السحر أتاكم الغوث أيها الناس ثلاثا فيقول بعضهم لبعض ان هذا الصوت رجل شبعان فينزل عيسى عند صلاة الفجر فيقول له أمير الناس تقدم يا روح الله فصل بنا فيقول انكم معشر هذه الامة أمراء بعضكم على بعض تقدم أنت فصل بنا فيتقدم فيصلى بهم فإذا انصرف أخذ عيسى حربته نحو الدجال فإذا رآه ذاب كما يذوب الرصاص فتقع حربته بين تدوته فيقتله ثم ينهزم أصحابه فليس شئ يومئذ يجن أحدا منهم حتى ان الحجر يقول يا مؤمن هذا كافر فاقتله والشجر يقول يا مؤمن هذا كافر فاقتله * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى الطفيل قال كنت بالكوفة فقيل قد خرج الدجال فاتينا حذيفة بن أسيد فقلت هذا الدجال قد خرج فقال اجلس فجلست فنودى انها كذبة صباغ فقال حذيفة ان الدجال لو خرج زمانكم لرمته الصبيان بالخزف ولكنه يخرج في نقص من الناس وخفة من الدين وسوء ذات بين
[ 244 ]
فيرد كل منهل وتطوى له الارض طى فورة الكبش حتى ياتي المدنية فيغلب على خارجها ويمنع داخلها ثم جبل ايليا فيحاصر عصابة من المسلمين فيقول لهم الذى عليهم ما تنتظرون بهذا الطاغية ان تقاتلوه حتى تلحقوا بالله أو يفتح لكم فيأتمرون ان يقاتلوه إذا أصبحوا فيصبحون ومعهم عيسى بن مريم فيقتل الدجال ويهزم أصحابه * وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال فيلبث في أمتى ما شاء الله يلبث أربعين ولا أدرى ليلة أو شهرا أو سنة قال ثم يبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود الثقفى فيطلبه حتى يهلكه ثم يبقى الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يبعث الله ريحا باردة تجئ من قبل الشام فلا تدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من ايمان الاقبضت روحه حتى لو ان أحدكم دخل في كبد جبل لدخلت عليه حتى تقبضه سمعت هذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كبد جبل ثم يبقى شرار الناس من لايعرف معروفا ولا ينكر منكرا في خفة الطير واحلام السباع فيجيثهم الشيطان فيقول ألا تستحيون فيقولون ما تامرنا فيأمرهم بعبادة الا وثان فيعبدونها وهم في ذلك دار رزقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور * وأخرج أبو داود وابن ماجه عن أبى أمامة الباهلى قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثر خطبته حديثا حدثناه عن الدجال وحذرناه فكان من قوله ان قال انه لم تكن فتنة في الارض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال وان الله لم يبعث نبيا الا حذر من الدجال وأنا آخر الانبياء وأنتم آخر الامم وهو خارج فيكم لا محالة فان يخرج وأنا بين ظهرانيكم فانا حجيج لكل مسلم وان يخرج من بعدى فكل حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم وانه يخرج من خلة بين الشام والعراق فيعيث يمينا ويعيث شمالا يا عباد الله فاثبتوا وانى سأصفه لكم صفة لم يصفها اياه نبى قبلى انه يبدأ فيقول أنا نبى ولا نبى بعدى ثم يثنى فيقول أنا ربكم ولا ترون ربكم حتى تموتوا وانه أعور وان ربكم عزوجل ليس باعور وانه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب وان من فتنته ان معه جنة ونارا فناره جنة وجنته نار فمن ابتلى بناره فليستعن بالله وليقرأ فواتح الكهف فتكون عليه بردا وسلاما كما كانت النار على ابراهيم وان من فتنته أن يقول لاعرابي أرأيت ان بعثت لك أباك وأمك أتشهد انى ربك فيقول له نعم فيمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان يا بنى اتبعه فانه ربك وان من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها ينشرها بالمنشار حتى يلقى شقتين ثم يقول انظروا إلى عبدى هذا فانى أبعثه الآن ثم يزعم ان له ربا غيرى فيبعثه الله فيقول له الخبيث من ربك فيقول ربى الله وأنت عدوالله الدجال والله ما كنت أشد بصيرة بك منى اليوم وان من فتنته أن يامر السماء ان تمطر فتمطر ويامر الارض أن تنبت فتنبت وان من فتنته أن يمر بالحى فيكذبونه فلا يبقى لهم سائمة الا هلكت وان من فتنته أن يمر بالحى فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر ويامر الارض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه وأمده خواصر وادره ضروعاوانه لا يبقى من الارض شئ الا وطئه وظهر عليه الامكة والمدينة فانه لا ياتيها من نقب من نقابها الا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة حتى ينزل عند الظريب الاحمر عند منقطع السبخة فترجف المدينة باهلها ثلاثا رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة الا خرج إليه فتنقى الخبث منها كما ينقى الكير خبث الحديد ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص فقالت أم شريك بنت أبى العسكر يا رسول الله فاين العرب يومئذ قال هم قليل وجلهم ببيت المقدس وامامهم رجل صالح فبينما امامهم قد تقدم يصلى الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح فرجع ذلك الامام يمشى القهقرى ليتقدم عيسى يصلى فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم فصل فانها لك أقيمت فيصلى بهم امامهم فإذا انصرف قال عيسى أقيموا الباب فيفتح ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودى كلهم ذو سيف مجلى وساج فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربا ويقول عيسى ان لى فيك ضربة لن تسبعى بها فيدركه عند باب لدا الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شئ ما خلق الله يتوارى به يهودى الا أنطق الله الشئ لا حجر ولاشجر ولا دابة ولا حائط الا الغرقده فانها من شجرهم لا تنطق الاقالت يا عبد الله المسلم هذا يهودى فتعال فاقتله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وان أيامه أربعون سنة السنة كنصف السنة والسنة كالشهر والشهر كالجمعة وآخر أيامه كالشررة يصبح أحد كم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسى فقيل له يا رسول الله كيف
[ 245 ]
نصلى في تلك الايام القصار قال تقدرون فيها للصلاة كما تقدرون في هذه الايام الطوال ثم صلوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكونن عيسى بن مريم في أمتى حكما عدلا واماما مقسطا يدق الصليب ويذبح الخنزير ويضع الجزية ويترك الصدقة فلا يسعى على شاة ولا بعير وترفع الشحناء والتباغض وتنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في في الحية فلا تضره وينفر الوليد الاسد فلا يضره ويكون الذئب في الغنم كانه كلبها وتملا الارض من السلم كما يملا الاناء من الاناء وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد الا الله وتضع الحرب أوزارها وتسلب قريش ملكها وتكون الارض كثاثور الفضة تنبت نباتها كعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب يشبعهم ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم ويكون الثور بكذا وكذا من المال ويكون الفرس بالدريهمات قيل يا رسول الله وما يرخص الفرس قال لا يركب لحرب أبدا قيل له فما يغلى الثور قال لحرث الارض كلها وان قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يامر الله السماء ان تحبس ثلث مطرها ويامر الارض ان تحبس ثلث نباتها ثم يامر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلث مطرها ويامر الارض فتحبس ثلثى نباتها ثم يامر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويامر الارض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا تبقى ذات ظلف الا هلكت الا ما شاء الله قيل فما يعيش الناس في ذلك الزمان قال التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد ويجرى ذلك عليهم مجرى الطعام * وأخرج أحمد ومسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من أمتى يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعال صل بنا فيقول لا ان بعضكم على بعض أمير تكرمة الله هذه الامة * وأخرج الطبراني عن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء في دمشق * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن عبد الرحمن بن سمرة قال بعثنى خالد بن الوليد بشير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مؤته فلما دخلت عليه قلت يا رسول الله فقال على رسلك يا عبد الرحمن أخذ اللواء زيد بن حارثة فقاتل حتى قتل رحم الله زيدا ثم أخذ للواء جعفر فقاتل فقتل رحم الله جعفرا ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فقاتل فقتل رحم الله عبد الله ثم أخذ اللواء خالد ففتح الله لخالد فخالد سيف من سيوف الله فبكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم حوله فقال ما يبكيكم قالوا وما لنا لا نبكى وقد قتل خيارنا وأشرافنا وأهل الفضل منا فقال لا تبكوا فانما مثل أمتى مثل حديقة قام عليها صاحبها فاجتث زواكيها وهيأ مساكنها وحلق سعفها فاطعمت عاما فوجا ثم عاما فوجا ثم عاما فوجا فلعل آخرها طعما يكون أجودها قنوانا وأطولها شمراخا والذى بعثنى بالحق ليجدن ابن مريم في أمتى خلفا من حواريه * وأخرج ابن أبى شيبة والحكيم والترمذي والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن جبير بن تفير الحضرمي عن أبيه قال لما اشتد جزع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على من قتل يوم مؤته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدركن الدجال من هذه الامة قوما مثلكم أو خيرا منكم ثلاث مراث ولن يخزى الله أمة أنا أولها وعيسى بن مريم آخرها قال الذهبي مرسل وهو خبر منكر * وأخرج الحاكم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدرك رجال من أمتى عيسى بن مريم ويشهدون قتال الدجال * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهبطن ابن مريم حكما عدلا واماما مقسطا وليسلكن فجا حاجا أو معتمرا ولياتين قبري حتى يسلم على على ولاردن عليه يقول أبو هريرة أي بنى أخى ان رأيتموه فقولوا أبو هريرة يقرئك السلام * وأخرج الحاكم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدرك منكم عيسى بن مريم فليقرأه منى السلام * وأخرج أحمد في الزهد عن أبى هريرة قال يلبث عيسى بن مريم في الارض أربعين سنة لو يقول للبطحاء سيلى عسلا لسالت * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والترمذي وصححه عن مجمع بن جارية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليقتلن ابن مريم الدجال بباب لد * وأخرج أحمد عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عصابتان من أمتى أحرزهم الله من النار عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى بن مريم * وأخرج الترمذي وحسنه عن محمد بن يوسف عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال مكتوب في التوراة صفة محمد وعيسى بن مريم يدفن معه * وأخرج البخاري في تاريخه والطبراني عن عبد الله بن سلام قال يدفن عيسى بن مريم
[ 246 ]
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فيكون قبره رابعا * قوله تعالى (فبظلم من الذين هادوا) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس انه قرأ طيبات كانت أحلت لهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم قال عوقب القوم بظلم ظلموه وبغى بغوه فحرمت عليهم أشياء ببغيهم وظلمهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد وبصدهم عن سبيل الله كثيرا قال أنفسهم وغيرهم عن الحق * قوله تعالى (لكن الراسخون في العلم منهم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله لكن الراسخون في العلم قال اسثنى الله منهم فكان منهم من يؤمن بالله وما أنزل عليهم وما أنزل على نبى الله يؤمنون به ويصدقون به ويعلمون انه الحق من ربهم * وأخرج ابن اسحق والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله لكن الراسخون في العلم منهم الآية قال نزلت في عبد الله بن سلام وأسيد بن سعية وثعلبة بن سعية حين فارقوا يهود وأسلموا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى داود في المصاحف وابن المنذر عن الزبير بن خالد قال قلت لابان بن عثمان بن عفان ما شأنها كتبت لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ما بين يديها وما خلفها رفع وهى نصب قال ان الكاتب لما كتب لكن الراسخون حتى إذا بلغ قال ما أكتب قيل له اكتب والمقيمين الصلاة فكتب ما قيل له * وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى داود وابن المنذر عن عروة قال سألت عائشة عن لحن القرآن ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة وان هذان لساحران فقالت يا ابن أختى هذا عمل الكتاب أخطؤا في الكتاب * وأخرج ابن أبى داود عن سعيد بن جبير قال في القرآن أربعة أحرف الصابئون والمقيمين فاصدق وأكن من الصالحين وان هذان لساحران * وأخرج ابن أبى داود عن عبد الاعلى بن عبد الله بن عامر القرشى قال لما فرغ من المصحف أتى به عثمان فنظر فيه فقال قد أحسنتم وأجملتم أرى شيأ من لحن ستقيمه العرب بالسنتها قال ابن أبى داود هذا عندي يعنى بلغتها فينا والا فلو كان فيه لحن لا يجوز في كلام العرب جميعا لما استجاز أن يبعث إلى قوم يقرؤنه * وأخرج ابن أبى داود عن عكرمة قال لما أتى عثمان بالمصحف رأ ى فيه شيأ من لحن فقال لو كان المملى من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا * وأخرج ابن أبى داود عن قتادة ان عثمان لما رفع إليه المصحف قال ان فيه لحنا وستقيمه العرب بالسنتها * وأخرج ابن أبى داود عن يحيى بن يعمر قال قال عثمان ان في القرآن لحنا وستقيمه العرب بالسنتها * قوله تعالى (انا أوحينا اليك) الآية * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال سكين وعدى بن زيد يا محمد ما نعلم الله أنزل على بشر من شئ بعد موسى فانزل الله في ذلك انا أوحينا اليك إلى آخر الآيات * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن خثيم في قوله أنا أوحينا اليك كما أوحينا الى نوح والنبيين من بعده قال أوحى إليه كما أوحى إلى جميع النبيين من قبله * قوله تعالى (ورسلا لم نقصصهم عليك) * أخرج عبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن حبان في صحيحه والحاكم وابن عساكر عن أبى ذر قال قلت يا رسول الله كم الانبياء قال مائة ألف نبى وأربعة وعشرون ألفا قلت يا رسول الله كم الرسل منهم قال ثلثمائة وثلاثة عشر جم غفير ثم قال يا أبا ذر أربعة سريانيون آدم وشيث ونوح وخنوخ وهوادريس وهو أول من خط بقلم وأربعة من العرب هود وصالح وشعيب ونبيك وأول نبى من أنبياء بنى اسرائيل موسى وآخرهم عيسى وأول النبيين آدم وآخرهم نبيك أخرجه ابن حبان في صحيحه وابن الحوزى في الموصوعات وهما في طرفي نقيض والصواب انه ضعيف لا صحيح ولا موضوع كما بينته في مختصر الموضوعات * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى امامة قال قلت يا نبى الله كم الانبياء قال مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشرجما غفيرا * وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم في الحلية بسند ضعيف عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيمن خلا من اخواني من الانبياء ثمانية آلاف نبى ثم كان عيسى بن مريم ثم كنت أنا بعده * وأخرج الحاكم بسند ضعيف عن أنس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ثمانية آلاف من الانبياء منهم أربعة آلاف من بنى
[ 247 ]
اسرائيل * وأخرج ابن أبى حاتم عن على في قوله ورسلا لم نقصصهم عليك قال بعث الله نبيا عبدا حبشيا فهو مما ما لم يقصصه على محمد صلى الله عليه وسلم وفى لفظ بعث نبى من الحبش * وأخرج ابن عساكر عن كعب الاحبار قال ان الله أنزل على آدم عليه السلام عصيا بعدد الانبياء المرسلين ثم أقبل على ابنه شيث فقال أي بنى أنت خليفتي من بعدى فخذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى وكلما ذكرت اسم الله تعالى فاذكر إلى جنبه اسم محمد فانى رأيت اسمه مكتوبا على ساق العرش وأنا بين الروح والطين ثم انى طفت السموات فلم أر في السموات موضعا الا رأيت اسم محمد مكتوبا عليه وان ربى أسكنني الجنة فلم أر في الجنة قصرا ولا غرفة الا رأيت اسم محمد مكتوبا عليه ولقد رأيت اسم محمد مكتوبا على نحور الحور العين وعلى ورق قصب آجام الجنة وعلى ورق شجرة طوبى وعلى ورق سدرة المنتهى وعلى أطراف الحجب وبين أعين الملائكة فكثر ذكره فان الملائكة تذكره في كل ساعاتها * وأخرج الطبراني والحاكم وصححه من طريق أبى يونس عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس ان رجلا من بنى عيس يقال له خالد بن سنان قال لقومه انى أطفئ عنكم نار الحدثان فقال له عمارة بن زياد رجل من قومه والله ما قلت لنا يا خالد قط الا حقا فما شأنك وشأن نار الحدثان تزعم انك تطفئها قال فانطلق وانطلق معه عمارة في ثلاثين من قومه حتى أتوها وهى تخرج من شن جبل من حرة يقال لها جرة أشجع فخط لهم خالد خطة فاجلسهم فيها فقال ان أبطات عليكم فلا تدعوني باسمى فخرجت كأنها خيل شقر يتبع بعضها بعضا فاستقبلها خالد فجعل يضربها بعصاه وهو يقول بدا بدا بدا كل هدى زعم ابن راعية المعزى انى لاأخرج منها وثيابى تندى حتى دخل معها الشق فابطا عليهم فقال عمارة والله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج اليكم فقالوا انه قدنهانا ان ندعوه باسمه قال فقال فادعوه باسمه فوالله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج اليكم فدعوه باسمه فخرج إليهم برأسه فقال ألم أنهكم أن تدعوني باسمى قد والله قتلتموني فادفنوني فإذا مرت بكم الحمر فيها حمار ابتر فانبشوني فانكم ستجدوني حيا فدفنوه فمرت بهم الحمر فيها حمار ابتر فقالوا انبشوه فانه أمرنا ان ننبشه فقال لهم عمارة لا تحدث مضراننا ننبش موتانا والله لا تنبشوه أبدا وقد كان خالد أخبرهم ان في عكن أمرأته لوحين فإذا اشكل عليكم أمرنا فانظروا فيهما فانكم سترون ما تساءلون عنه وقال لا تمسهما حائض فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فاخرجتهما وهى حائض فذهب ماكان فيهما من علم وقال أبو يونس قال سماك بن حرب سئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك نبى أضاعه قومه وان ابنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابن أخى قال الحاكم صحيح على شرط البخاري فان أبا يونس هو حاتم بن أبى صغيرة وقال الذهبي منكر * وأخرج ابن سعد والزبيربن بكار في الموفقيات وابن عساكر عن الكلبى قال أول نبى بعثه الله في الارض ادريس وهو اخنوخ بن يرد وهو يارد بن مهلا ييل بن قينان ابن أنوش بن شيث بن آدم ثم انقطعت الرسل حتى بعث نوح بن لمك بن متوشلخ بن اخنوخ بن يارد وقد كان سام ابن نوح نبيا ثم انقطعت الرسل حتى بعث الله ابراهيم نبيا وهو ابراهيم بن تارح وتارح هو آزربن ناحور بن شاروخ بن ارغو بن فالغ وفالغ هو فالخ وهو الذى قسم الارض ابن عابر بن شالخ بن ازفحشد بن سام بن نوح ثم اسمعيل بن ابراهيم فمات بمكة ودفن بها ثم اسحق بن ابراهيم مات بالشام ولوط بن هاران بن تارح وابراهيم عمه هو ابن أخى ابراهيم ثم اسرائيل وهو يعقوب بن اسحق ثم يوسف بن يعقوب ثم شعيب بن بوبب بن عنقاء بن مدين ابن ابراهيم ثم هود بن عبد الله بن الخلود بن عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح ثم صالح بن آسف بن كما شج بن اروم ابن ثمود بن جابر بن ارم بن سام بن نوح ثم موسى وهرون ابنا عمران بن فاهت بن لاوى بن يعقوب ثم أيوب بن رازخ بن امور بن ليغزر بن العيص ثم داود بن ايشا بن عويد بن ناخر بن سلمون بن بخشون بن عنادب بن رام بن خصرون بن يهود ابن يعقوب ثم سليمان بن داود ثم يون س بن متى من سبط بنيا مين بن يعقوب ثم اليسع من سبط روبيل بن يعقوب والياس بن بشير بن العاذر بن هرون بن عمران وذا الكفل اسمه عويد يا من سبط يهود ابن يعقوب وبين موسى بن عمران وبين مريم بنت عمران أم عيسى ألف سنة وسبعمائة سنة وليسا من سبط ثم محمد صلى الله عليه وسلم وكل نبى ذكر في القرآن من ولد ابراهيم غير ادريس ونوح ولوط وهود وصالح ولم يكن من العرب أنبياء الا خمسة هود وصالح واسمعيل وشعيب ومحمد وانما سمعوا عربا لانه لم يتكلم أحد من الانبياء بالعربية غيرهم
[ 248 ]
فلذلك سموا عربا * وأخرج ابن المنذر والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال كل الانبياء من بنى اسرائيل الا عشرة نوح وهود وصالح ولوط وابراهيم واسحق واسمعيل ويعقوب وشعيب ومحمد صلى الله عليه وسلم ولم يكن نبى له اسمان الا عيسى ويعقوب فيعقوب اسرائيل وعيس المسيح * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال كان بين آدم ونوح ألف سنة وبين نوح وابراهيم ألف سنة وبين ابراهيم وموسى ألف سنة وبين موسى وعيسى أربعمائة سنة وبين عيسى ومحمد ستمائة سنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الاعمش قال كان بين موسى وعيسى ألف نبى * وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال كان عمر آدم ألف سنة قال ابن عباس وبين آدم وبين نوح ألف سنة وبين نوح وابراهيم ألف سنة وبين ابراهيم وبين موسى سبعمائة سنة وبين موسى وعيسى ألف وخمسمائة سنة وبين عيسى ونبينا ستمائة سنة * قوله تعالى (وكلم الله موسى تكليما) * أخرج ابن المنذر عن وائل بن دود في قوله وكلم الله موسى تكليما قال مرارا * وأخرج ابن مردويه والطبراني عن عبد الجبار بن عبد الله قال جاء رجل إلى أبى بكر بن عياش فقال سمعت رجلا يقرأ وكلم الله موسى تكليما فقال ما قال هذا الا كافر قرأت على الاعمش وقرأ الاعمش على يحيى بن وثاب وقرأ يحيى بن وثاب على أبى عبد الرحمن السلمى وقرأ أبو عبد الرحمن على على بن أبى طالب وقرأ على على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلم الله موسى تكليما قال الهيتمى ورجاله ثقات غير ان عبد الجبار لم أعرفه والذى روى عن ابن عباس أحمد بن عبد الجبار بن ميمون وهو ضعيف * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ثابت قال لما مات موسى بن عمران جالت الملائكة في السموات بعضا إلى بعض واضعى أيديهم على خدودهم ينادون مات موسى كليم الله فاى الخلق لا يموت * قوله تعالى (رسلا مبشرين ومنذرين) الآية * أخرج أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه المدح من الله من أجل ذلك مدح نفسه ولا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك بعث النبيين مبشرين ومنذرين * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والحكيم والترمذي عن المغيرة بن شعبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شخص أحب إليه العذر من الله ولذلك بعث الرسل مبشرين ومنذرين ولا شخص أحب إليه المدح من الله ولذلك وعد الجنة * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله لئلا يكن للناس على الله حجه بعد الرسل فيقولوا ما ارسلت الينا رسولا * قوله تعالى (لكن الله) الآية * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال دخل جماعة من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم انى والله أعلم أنكم تعلمون أنى رسول الله فقالوا ما نعلم ذلك فانزل الله لكن الله يشهد الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله لكن الله يشهد الآية قال شهود والله غير متهمة * قوله تعالى (يا أهل الكتاب لا تغلوا) الآية * أخرج ابن المنذر عن قتادة في قوله لا تغلوا قال لا تبتدعوا * واخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وكلمته ألقاها إلى مريم قال كلمته ان قال كن فكان * وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أبى موسى ان النجاشي قال لجعفر ما يقول صاحبك في ابن مريم قال يقول فيه قول الله روح الله وكلمته أخرجه من البتول العذراء لم يقربها بشر فتناول عودا من الارض فرفعه فقال يا معشر القسيسين والرهبان ما يزيد هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم ما يزن هذه * وأخرج البيهقى في الدلئل عن ابن مسعود قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي ونحن ثمانون رجلا ومعنا جعفر ابن أبى طالب وبعثت قريش عمارة وعمر وبن العاصى ومعهما هدية إلى النجاشي فلما دخلا عليه سجدا له وبعثا إليه بالهدية قالا ان ناسا من قومنا رغبوا عن ديننا وقد نزلوا أرضك فبعث إليهم حتى دخلوا عليه فلم يسجدوا له فقالوا مالكم لم تسجدوا للملك فقال جعفران الله بعث الينا نبيه فأمرنا أن لا نسجد الا لله فقال عمرو بن العاصى انهم يخالفونك في عيسى وأمه قال فما يقولون في عيسى وأمه قالوا نقول كما قال الله وهو روح الله وكلمته ألقاها إلى العذراء البتول التى لم يمسسها بشر فتناول النجاشي عودا فقال يا معشر القسيسين والرهبان ما تزيدون على ما يقول هؤلاء ما يزن هذه مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده فانا أشهد انه نبى ولوددت انى عنده فاحمل نعليه
[ 249 ]
فانزلوا حيث شئتم من أرضى * وأخرج البخاري عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فانما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله * وأخرج مسلم عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله من أبواب لجنة الثمانية من أيها شاء على ما كان من العمل * قوله تعالى (لن يستنكف) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لن يستنكف قال لن يستكبر * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والاسمعيلى في معجمه بسند ضعيف عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضلة قال أجورهم يدخلهم الجنة ويزيدهم من فضله الشفاعة فيمن وجبت لهم النار ممن صنع إليهم المعروف في الدنيا والله سبحانه أعلم * قوله تعالى (يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم) * أخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن مسعود انه كان إذا تحرك من الليل قال يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا اليكم نورا مبينا * وأخرج ابن عساكر عن سفيان الثوري عن أبيه عن رجل لا يحفظ اسمه في قوله قد جاء كم برهان من ربكم قال محمد صلى الله عليه وسلم وأنزلنا اليكم نورا مبينا قال الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله برهان من ربمك قال حجة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله قد جاءكم برهان من ربكم قال بينة وأنزلنا اليكم نورا مبينا قال هذا القرآن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله واعتصموا به قال بالقرآن * قوله تعالى (يستفتونك) الآية * أخرج ابن سعد وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن جابر بن عبد الله قال دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريض لا أعقل فتوضأ ثم صب على فعقلت فقلت انه لا يرثنى الا كلاله فكيف الميراث فنزلت آية الفرئض * وأخرج ابن سعد وابن أبى حاتم عن جابر قال أنزلت في يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة * وأخرج ابن راهويه وابن مردويه عن عمرانه سال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تورث الكلاله فانزل الله يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلاله إلى آخرها فكان عمر لم يفهم فقال لحفصة إذا رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب نفس فسليه عنها فرأت منه طيب نفس فسألته فقال أبوك ذكر لك هذا ما أرى أباك يعلمها فكان عمر يقول ما أرانى أعلمها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن مردويه عن طاوس ان عمر أمر حفصة أن تسال النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلالة فسألته فاملاها عليها في كتف وقال من أمرك بهذا أعمر ما أراه يقيمها أوما تكفيه آية الصيف قال سفيان وآية الصيف التى في النساء وان كان رجل يورث كلالة أو امرأة فلما سالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت الآية التى في خاتمة النساء * وأخرج مالك ومسلم وابن جرير والبيهقي عن عمر قال ما سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن شئ أكثر ما سألته عن الكلالة حتى طعن باصبعه في صدري وقال تكفيك آية الصيف التى في آخر سورة النساء * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والبيهقي عن البراء بن عازب قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن الكلالة فقال تكفيك آية الصيف * واخرج عبد بن حميد وأبو داود في المراسيل والبيهقي عن أبى سلمة بن عبد الرحمن قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الكلالة فقال أما سمعت الآية التى أنزلت في الصيف يسفتونك قل الله يفتيكم في الكلاله فمن لم يترك ولدا ولا والدا فورثته كلاله وأخرجه الحاكم موصولا عن أبى سلمة عن أبى هريرة * وأخرج عبد الرزاق والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر عن عمر قال ثلاث وددت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عهد الينا فيهن عهد اننتهى إليه الجد والكلالة وأبواب من أبواب الربا * وأخرج أحمد عن عمر قال سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلالة فقال تكفيك آية الصيف فلان أكون سالت النبي صلى الله عليه وسلم عنها أحب إلى من أن يكون لى حمر النعم * وأخرج عبد الرزاق والعدنى وابن المنذر والحاكم عن عمر قال لان أكون سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاثا أحب إلى من حمر النعم عن الخليفة بعده وعن قوم قالوا نقر بالزكاة من أموالنا ولا نؤديها اليك أيحل قتالهم وعن الكلالة * وأخرج
[ 250 ]
الطيالسي وعبد الرزاق والعدنى وابن ماجه والساجى وابن جرير والحاكم والبيهقي عن عمر قال ثلاث لان يكون النبي صلى الله عليه وسلم ينهن لنا أحب إلى من الدنيا وما فيها الخلافة والكلالة والربا * وأخرج الطبراني عن سمرة بن جندب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل يستفتيه في الكلالة أنبئني يا رسول الله أكلالة الرجل يريد اخوته من أبيه وأمه فلم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم شيأ غير انه قرأ عليه آية الكلالة التى في سورة النساء عاد الرجل يسأله فكلما ساله قرأها حتى أكثر وصخب الرجل واشتد صخبه من حرصه على أن يبين له النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه الآية ثم قال له انى والله لاأزيدك على ما أعطيت * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن مصور وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم والحاكم والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال كنت آخر الناس عهدا بعمر فسمعته يقول القول ما قلت قلت وما قلت قال قلت الكلالة من لا ولد له * وأخرج ابن جرير عن طارق بن شهاب قال أخذ عمر كتفا وجمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لا قضين في الكلالة قضاء تحدث به النساء في خدورهن فخرجت حينئذ حية من البيت فتفرقوا فقال لو أراد الله أن يتم هذا الامر لاتمه * وأخرج عبد الرزاق عن سعيد بن المسيب ان عمر كتب في الجد والكلالة كتابا فمكث يستخير الله يقول اللهم ان علمت ان فيه خيرا فامضة حتى إذا طعن دعابا لكتاب فمحى ولم يدر أحدما كتب فيه فقال انى كنت كتبت في الجدو الكلالة كتابا وكنت أستخير الله فيه فرأيت أن أترككم على ما كنتم عليه * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد عن ابن عباس قال أنا أول من أتى عمر حين طعن فقال احفظ عنى ثلاثا فانى أخاف أن لا يدركنى الناس أما أنا فلم أقض في الكلالة ولم أستخلف على الناس خليفة وكل مملوك له عتيق * وأخرج أحمد عن عمرو القارى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على سعد وهو وجع مغلوب فقال يا رسول الله ان لى مالا وانى أورث كلاله أفاوصى بمالى أو أتصدق به قال لا قال أفاوصى بثلثيه قال لا قال أفاوصى بشطره قال لا قال أفا وصى بثلثه قال نعم وذاك كثير * وأخرج ابن سعد والنسائي وابن جرير والبيهقي في سننه عن جابر قال اشتكيت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم على فقلت يا رسول الله أوصى لا خواتى بالثلث قال أحسن قلت بالشطر قال أحسن ثم خرج ثم دخل على فقال لا أراك تموت في وجعك هذا ان الله أنزل وبين ما لا خواتك وهو الثلثان فكان جابر يقول نزلت هذه الآية في يستفتونك قال الله يفتيكم في الكلالة * وأخرج العدنى والبزار في مسنديهما وأبو الشيخ في الفرائض بسند صحيح عن حذيفة قال نزلت آية الكلالة على النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو بحذيفة فلقاها اياه فنظر حذيفة فإذا عمر فلقاها اياه فلما كان في خلافة عمر نظر عمر في الكلالة فدعا حذيفة فسأله عنها فقال حذيفة لقد لقانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيتك كما لقانى والله لا أزيدك على ذلك شيأ أبدا * وأخرج أبو الشيخ في الفرائض عن البراء قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلالة فقال ما خلا الولد والوالد * وأخرج ابن أبى شيبة والدارمى وابن جرير عن أبى الخير ان رجلا سأل عقبة بن عامر عن الكلالة فقال ألا تعجبون من هذا يسالنى عن الكلالة وما أعضل باصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ ما أعضلت بهم الكلالة * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة والدارمى وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن الشعبى قال سئل أبو بكر عن الكلالة فقال انى سأقول فيها برأيى فان كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له وان كان خطا فمنى ومن الشيطان والله منه برئ أراه ما خلا الوالد والولد فلما استخلف عمر قال الكلالة ما عدا الولد فلما طعن عمر قال انى لاستحى من الله أن أخالف أبا بكر رضى الله عنه * وأخرج عبد بن حميد عن أبى بكر الصديق أنه قال من مات ليس له ولد ولا والد فورثته كلالة فضج منه على ثم رجع إلى قوله * وأخرج عبد الرزاق عن عمرو بن شرحبيل قال ما رأيتهم الا قد تواطؤا ان الكلالة من لا ولدله ولا والد * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة والدارمى وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه من طريق الحسن بن محمد بن الحنفية قال سالت ابن عباس عن الكلالة قال هو ما عدا الوالد والولد فقلت له ان امرؤ هلك ليس له ولد فغضب وانتهرني * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس قال الكلالة من لم يترك ولدا ولا والدا * وأخرج ابن أبى شيبة عن السميط قال كان عمر
[ 251 ]
يقول الكلالة ما خلا الولد والوالد * وأخرج ابن المنذر عن الشعبى قال الكلالة ما كان سوى الوالد والولد من الورثة اخوة أو غيرهم من العصبة كذلك قال على وابن مسعود وزيد بن ثابت * وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن المنذر عن ابن عباس قال الكلالة الميت نفسه * وأخرج ابن جرير عن معدان بن أبى طلحة اليعمرى قال قال عمر بن الخطاب ما أغلظ لى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ما نازعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ ما نازعته في آية الكلالة حتى ضرب صدري فقال يكفيك منها آية الصيف يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة وساقضى فيها بقضاء يعلمه من يقرأ ومن لا يقرأ هو ماخلا الاب * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن ابن سير ين قال نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة والنبى صلى الله عليه وسلم في مسير له والى جنبه حذيفة بن اليمان فبلغها النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة وبلغها حذيفة عمر بن الخطاب وهو يسير خلفه فلما استخلف عمر سأل عنها حذيفة ورجا ان يكون عنده تفسيرها فقال له حذيفة والله انك لعاجزان ظننت ان امارتك تحملني ان أحدثك ما لم أحدثك يومئذ فقال عمر لم أرد هذا رحمك الله * وأخرج ابن جرير عن عمر قال لان أكون أعلم الكلالة أحب إلى من أن يكون لى جزية قصور الشام * وأخرج ابن جرير عن الحسن بن مسروق عن أبيه قال سألت عمر وهو يخطب‌الناس عن ذى قرابة لى ورث كلالة فقال الكلالة الكلالة الكلالة وأخذ بلحيته ثم قال والله لان أعلمها أحب إلى من ان يكون لى ما على الارض من شئ سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألم تسمع الآية التى أنزلت في الصيف فاعادها ثلاث مرات * وأخرج ابن جرير عن أبى سلمة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الكلالة فقال ألم تسمع الآية التى أنزلت في الصيف وان كان رجل يورث كلالة إلى آخر الآية * وأخرج أحمد بسند جيد عن زيد بن ثابت انه سئل عن زوج وأخت لاب وأم فاعطى الزوج النصف والاخت النصف فكلم في ذلك فقال حضرت النبي صلى الله عليه وسلم قضى بذلك * وأخرج عبد الرزاق والبخاري والحاكم عن الاسود قال قضى فينا معاذ بن جبل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ابنة وأخت للابنة النصف وللاخت النصف * وأخرج عبد الرزاق والبخاري والحاكم والبيهقي عن هزيل بن شرحبيل ان أبا موسى الاشعري سئل عن ابنة وابنة وأخت لابوين فقال للبنت النصف وللاخت النصف وائت ابن مسعود فيتا بعنى فسئل ابن مسعود وأخبر بقول أبى موسى فقال لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدهين اقضي فيها بما قضى النبي صلى الله عليه وسلم للابنة النصف ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين وما بقى فللاخت فاخبرناه بقول ابن مسعود فقال لا تسألوني مادام هذا الحبر فيكم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر والحاكم والبيهقي عن ابن عباس انه سئل عن رجل توفى وترك ابنته وأخته لابيه وأمه فقال للبنت النصف وليس للاخت شئ وما بقى فلعصبته فقيل ان عمر جعل للاخت النصف فقال ابن عباس أءنتم أعلم أم الله قال الله ان امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف وما ترك فقلتم أنتم لها النصف وان كان له ولد * وأخرج ابن المنذر والحاكم عن ابن عباس قال شئ لا تجدونه في كتاب الله ولا في قضاء رسول الله وتجدونه في الناس كلهم للابنة النصف وللاخت النصف وقد قال الله ان امرؤهلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك * وأخرج الشيخان عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحقوا الفرائض باهلها فما أبقت فلا ولى رجل ذكر * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس يستفتونك قال سالوا نبى الله عن الكلالة يبين الله لكم ان تضلوا قال في شان المواريث * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن البراء قال آخر سورة نزلت كاملة براءة وآخر آية نزلت خاتمة سورة النساء يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة * وأخرج ابن جرير وعبد بن حميد والبيهقي في سننه عن قتادة قال ذكر لنا أن أبا بكر الصديق قال في خطبته الا ان ا لآية التى أنزلت في سورة النساء في شان الفرائض أنزلها الله في الولد والوالد والآية الثانية أنزلها في الزوج والزوجة والاخوة من الام والآية التى ختم بها سورة النساء أنزلها في الاخوة والاخوات من الاب والام والآية التى ختم بها سورة الانفال أنزلها في أولى الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله مما جرت به الرحم من العصبة * وأخرج الطبراني في الصغير عن أبى سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا إلى قباء يستخير
[ 252 ]
في العمة والخالة فانزل الله لا ميراث لهما * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن ابن سير ين قال كان عمر بن الخطاب إذا قرأ يبين الله لكم ان تضلوا قال اللهم من بينت له الكلالة فلم تبين لى * وأخرج أحمد عن عمرو القارى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على سعد وهو وجع مغلوب فقال يا رسول الله ان لى ما لا وانى أورث كلالة أفاوصى بما لى أو أتصدق به قال لا قال أفاوصى بثلثيه قال لا قال أفاوصى بشطره قال لا قال أفاوصى بثلثه قال نعم وذاك كثير * وأخرج الطبراني عن خارجة بن زيد بن ثابت ان زيد بن ثابت كتب لمعاوية رسالة بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله معاوية أمير المؤمنين من زيد بن ثابت سلام عليك امير المؤمنين ورحمة الله فانى أحمد اليك الله الذى لا اله الا هو أما بعد فانك كتبت تسألني عن ميراث الجد والاخوة وان كلالة وكثيرا مما قضى به في هذا لمواريث لا يعلم مبلغها الا الله وقد كنا نحضر من ذلك أمورا عند الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعينا منها ما شئنا ان نعى فنحن نفتى بعد من استفتانا في الموارث والله أعلم * (سورة المائدة) * * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال المائدة مدنية * وأخرج أحمد وأبو عبيد في فضضائله والنحاس في ناسخه والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن جبير بن نفسير قال حججت فدخلت على عائشة فقالت لى يا جبير تقرأ المائدة فقلت نعم فقالت أما انها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عبد الله بن عمرو قال آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو قال أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المائدة وهو راكب على راحلته فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير ومحمد بن نصر في الصلاة والطبراني وأبو نعيم في الدلائل والبيهقي في شعب الايمان عن أسماء بنت يزيد قالت انى لآخذه بزمام العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نزلت المائدة كلها فكادت من ثقلها تدق عضد الناقة وأخرج ابن أبى شيبة في سنده والبغوى في معجمه وابن مردويه والبيهقي في دلائل النبوة عن أم عمر وبنت عيس عن عمها انه كان في مسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت عليه سورة المائدة فاندق كتف راحلة العضباء من ثقل السورة * وأخرج عبد بن حميد في مسنده عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في خطبته سورة المائدة والتوبة * وأخرج أبو عبيد عن محمد بن كعب القرظى قال نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على ناقته فانصدعت كنفها فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس قال نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسير في حجة الوداع وهو راكب راحلته فبركت به راحلته من ثقلها * وأخرج أبو عبيد عن ضمرة بن حبيب وعطية بن قيس قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المائدة من آخر القرآن تنزيلا فاحلوا حلالها وحرموا حرامها * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبى ميسرة قال آخر سورة انزلت سورة المائدة وان فيها لسبع عشرة فريضة * وأخرج الفريابى وأبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبى ميسرة قال في المائدة ثمان عشر فريضة ليس في سورة من القرآن غيرها وليس فيها منسوخ المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع الا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وان تستقسموا بالازلام والجوارح مكلبين وطعام الذين أوتوا الكتاب والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب وتمام الطهور إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا والسارق والسارقة وما جعل الله من بحيرة الآية وأخرج أبو داود والنحاس كلاهما في الناسخ عن أبى ميسرة عمر وبن شرحبيل قال ينسخ من المائدة شئ * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن المنذر عن ابن عون قال قلت للحسن نسخ من المائدة شئ فقال لا * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر والنحاس عن الشعبى قال لم ينسخ من المائدة الا هذه الا آية يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدى ولا القلائد * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن أبى حاتم والنحاس والحاكم وصححه عن ابن عباس قال
[ 253 ]
نسخ من هذه السورة آيتان آية القلائد وقوله فان جاؤك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم * وأخرج البغوي في معجمة من طريق عبدة بن أبى لبابة قال بلغني عن سالم مولى أبى حذيفة قال كانت لى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة فاتيت المسجد فوجدته قد كبر فتقدمت قريبا منه فقرأ بسورة البقرة وسورة النساء وبسورة المائدة وبسورة النعام ثم ركع فسمعته يقول سبحان ربى العظيم ثم قام فسجد فسمعته يقول سبحان ربى الاعلى ثلاثا في كل ركعة * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله أوفوا بالعقود يعنى بالعهود ما أحل الله وما حرم وما فرض وما حد في القرآن كله لا تغدروا ولا تنكثوا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله أوفوا بالعقود أي بعقد الجاهلية ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول أوفوا بعقد الجاهلية ولا تحدثوا عقدا في الاسلام * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله أوفوا بالعقود قال بلعهود وهى عقود الجاهلية الحلف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن عبيدة قال العقود خمس عقدة الايمان وعقدة النكاح وعقدة البيع وعقدة العهد وعقد الحلف * وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم في الآية قال العقود خمس عقدة النكاح وعقدة الشركة وعقدة اليمين وعقدة العهد وعقدة الحلف * وأخرج البيهقى في الدلائل عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا الذى كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن يفقه أهلها ويعلمهم السنة وياخذ صدقاتهم فكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله ورسوله يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعوقد عهدا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر وبن حزم أمره بتقوى الله في أمره كله فان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وأمره أن ياخذه الحق كما أمره وان يبشر بالخير الناس ويامرهم به الحديث بطوله * وأخرج الحرث بن أبى أسامة في مسنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أدوا الحلفاء عقودهم التى عاقدت ايمانكم قالوا وما عقدهم يا رسول الله قال العقل عنهم والنصر لهم * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن مقاتل بن حيان قال بلغنا في قوله يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود يقول أوفوا بالعهود يعنى العهد الذى كان عهد إليهم في القرآن فيما أمرهم من طاعته ان يعملوا بها ونهيه الذى نهاهم عنه وبالعهد الذى بينهم وبين المشركين وفيما يكون من العهود بين الناس * قوله تعالى (أحلت لكم بهيمة الانعام) * أخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله تعالى أحلت لكم بهيمة الانعام قال يعنى الابل والبقر والغنم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت الاعشى وهو يقول * أهل القباب الحمر والنعم المؤثل والقبائل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله أحلت لكم بهيمة الانعام قال الابل والبقر والغنم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس انه أخذ بذنب الجنين فقال هذا من بهيمة الانعام التى أحلت لكم * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر في قوله أحلت لكم بهيمة الانعام قال ما في بطونها قلت ان خرج ميتا آكلة قال نعم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله أحلت لكم بهيمة الانعام قال الانعام كلها الا ما يتلى عليكم قال الا الميتة وما لم يذكر اسم الله عليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله أحلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم قال الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به إلى آخر الآية فهذا ما حرم الله من بهيمة الانعام * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله الا ما يتلى عليكم قال الا الميتة وما ذكر معها غير محلى الصيد وأنتم حرم قال غير أن يحل الصيد أحد وهو محرم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن أيوب قال سئل مجاهد عن القرد أيؤكل لحمه فقال ليس من بهيمة الانعام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الربيع بن أنس في الآية قال الانعام كلها حل الا ما كان منها وحشيا فانه صيد فلا يحل إذا كان محرما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ان الله يحكم ما يريد قال ان الله يحكم ما أراد في خلقه وبين ما أراد في عباده وفرض فرائضه وحد حدوده وأمر بطاعته ونهى عن معصيته * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله) الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس في ناسخه
[ 254 ]
عن ابن عباس في قوله لاتحلوا شعائر الله قال كان المشركون يحجون البيت الحرام ويهدون الهدايا ويعظمون حرمة المشاعر وينحرون في حجهم فاراد المسلمون أن يغيروا عليهم فقال الله لا تحلوا شعائر الله وفى قوله ولا الشهر الحرام يعنى لا تستحلوا قتالا فيه ولا آمين البيت الحرام يعنى من توجه قبل البيت فكان المؤمنون والمشركون يحجون البيت جميعا فنهى الله المؤمنين أن يمنعوا أحدا يحج البيت أو يتعرضوا له من مؤمن أو كافر ثم أنزل الله بعد هذا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وفى قوله يبتغون فضلا يعنى انهم يترضون الله بحجهم ولا يجز منكم يقول لا يحملنكم شنآن قوم يقول عداوة قوم وتعاونوا على البر والتقوى قال البر ما أمرت به والتقوى ما نهيت عنه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في الآية قال شعائر الله ما نهى الله عنه أن تصيبه وأنت محرم والهدى ما لم يقلد والقلائد مقلدات الهدى ولا آمين البيت الحرام يقول من توجه حاجا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله لا تحلوا شعائر الله قال مناسك الحج * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله لا تحلوا شعائر الله قال مناسك في الحج * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء انه سئل عن شعائر الحج فقال حرمات الله اجتناب سخط الله واتباع طاعته فذلك شعائر الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير والنحاس في ناسخه عن قتادة في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدى ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام قال منسوخ كان الرجل في الجاهلية إذا خرج من بيته يريد الحج تقلد من السمر فلم يعرض له أحد وإذا تقلد بقلادة شعر لم يعرض له أحد وكان المشرك يومئذ لا يصد عن البيت فامر الله أن لا يقاتل المشركون في الشهر الحرام ولا عند البيت ثم نسخها قوله اقتلوا المشركين حيث وجد تموهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية نسخ منها آمين البيت الحرام نسختها الآية التى في براءة اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وقال ما كان للمشركين أن يعمر ومسجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر وقال انما لمشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وهو العام الذى حج فيه أبو بكر بالاذان * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله لاتحلوا شعائر الله الآية قال نسختها فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك مثله * وأخرج ابن جرير عن عطاء قال كانوا يتقلدون من لحاء شجر الحرام يامنون بذلك إذا خرجوا من الحرم فنزلت لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدى ولا القلائد * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله لا تحلوا شعائر الله قال القلائدا للحاء في رقاب الناس والبهائم أمانا لهم والصفا والمروة والهدى والبدن كل هذا من شعائر الله قال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هذا كله من عمل أهل الجاهلية فعله واقامته فحرم الله ذلك كله بالاسلام الا اللحاء القلائد ترك ذلك * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء في الآية قال اما القلائد فان أهل الجاهلية كانوا ينزعون من لحاء السمر فيتخذون منها قلائد يامنون بها في الناس فنهى الله عن ذلك ان ينزع من شجر الحرم * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله ولا الشهر الحرام قال هو ذو القعدة * وأخرج ابن ابى حاتم عن زيد بن أسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية وأصحابه حين صدهم المشركون عن البيت وقد اشتد ذلك عليهم فمر بهم أناس من المشركين من أهل المشرق يريدون العمر فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نصد هؤلاء كما صدنا أصحابنا فانزل الله ولا يجرمنكم الآية * وأخرج ابن جرير عن السدى قال أقبل الحطم بن هند البكري حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه فقال الام تدعو فاخبره وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه يدخل اليوم عليكم رجل من ربيعة يتكلم بلسان شيطان فلما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم قال انظر والعلى أسلم ولى من اشاوره فخرج من عنده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد دخل بوجه كافر وخرج بعقب غادر فمر بسرح من سرح المدينة فساقه ثم أقبل من عام قابل حاجا قد قلد وأهدى فاراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبعث إليه فنزلت هذه الآية حتى بلغ ولا آمين البيت الحرام فقال ناس من أصحابه يا رسول الله خل بيننا وبينه فانه صاحبنا قال انه قد قلد قالوا انما هو شئ كنا نصنعه في الجاهلية فابى عليهم فنزلت هذه الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال قدم الحطم بن هند البكري المدينة في عير له تحمل طعاما فباعه ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه وأسلم
[ 255 ]
فلما ولى خارجا نظر إليه فقال لمن عنده لقد دخل على بوجه فاجر وولى ؟ قفا ؟ ادر فلما قدم ما ليمامة ارتد عن الاسلام وخرج في عير له تحمل الطعام في ذى القعدة يريد مكة فلما سمع به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تهيأ للخروج إليه نفر من المهاجرين والانصار ليقتطعوه في عيره فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله الآية فانتهى القوم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ولا آمين البيت الحرام قال هذا يوم الفتح جاء ناس يؤمون البيت من المشركين يهلون وبعمرة فقال المسلمون يا رسول الله انما هؤلاء مشركون فمثل هؤلاء فلن ندعهم الا ان نغير عليهم فنزل القرآن ولا آمين البيت الحرام * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا قال يبتغون الاجر والتجارة حرم الله على كل أحدا خافتهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا قال هي للمشركين يلتمسون فضل الله ورضوانا نماء يصلح لهم دنياهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال خمس آيات في كتاب الله رخصة وليست بعزمة وإذا حللتم فاصطادوا ان شاء اصطاد وان شاء لم يصطد فإذا قضيت الصلاة فانتشروا أو على سفر فعدة من أيام أخر فكلوا منها وأطعموا * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء قال خمس آيات من كتاب الله رخصة وليست بعزيمة فكلوا منها وأطعموا فمن شاء أكل ومن شاء لم ياكل وإذا حللتم فاصطادوا من شاء فعل ومن شاء لم يفعل ومن كان مريضا أو على سفر فمن شاء صام ومن شاء افطر فكاتبوهم ان علمتم ان شاء كاتب وان شاء لم يفعل فإذا قضيت الصلاة فانتشروا ان شاء انتشروان شاء لم ينتشر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ولا يجرمنكم شنآن قوم قال لا يحملنكم بغض قوم * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله ولا آمين البيت الحرام قال الذين يريدون الحج يبتغون فضلا من ربيهم قال التجارة في الحج ورضوانا قال الحج ولا يجرمنكم شنآن قوم قال عداوة قوم وتعاونوا على البر والتقوى قال البر ما أمرت به والتقوى ما نهيت عنه * وأخرج أحمد وعبد بن حميد في هذه الآية والبخاري في تاريخه عن وابصة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا لاأريدان أدع شيا من البر والاثم الا سألته عنه فقال لى يا وابصة أخبرك عما جئت تسال عنه أم تسال قلت يا رسول الله أخبرني قال جئت لتسال عن البر والاثم ثم جمع أصابعه الثلاث فجعل ينكت بها في صدري ويقول يا وابصة استفت قلبك استفت نفسك البر ما اطمان إليه القلب وطمانت إليه النفس والاثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وان أفتاك الناس وأفتوك * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والبخاري في الادب ومسلم والترمذي والحاكم والبيهقي في الشعب عن النواس بن سمعان قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والاثم فقال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن أبى أمامة ان رجلا سال النبي صلى الله عليه وسلم عن الاثم فقال ما حاك في نفسك فدعه قال فما الايمان قال من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن مسعود قال الاثم حوزا القلوب * وأخرج البيهقى عن ابن مسعود قال الاثم حواز القلوب فإذا حز في قلب أحدكم شئ فليدعه * وأخرج البيهقى عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاثم حواز القلوب وما من نظرة الا وللشيطان فيها مطمع * وأخرج أحمد والبيهقي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل ينعش لسانه حقا يعمل به الا أجزى عليه أجره إلى يوم القيامة ثم بوأه الله ثوابه يوم القيامة * وأخرج البيهقى عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان داود عليه السلام قال فيما يخاطب ربه عزوجل يا رب أي عبادك أحب اليك أحبه بحبك قال يا داود أحب عبادي إلى نقى القلب نقى الكفين لا ياتي إلى أحد سوأ ولا يمشى بالنميمة تزول الجبال ولا يزول أحبنى وأحب من يحبنى وحبينى إلى عبادي قال يا رب انك لتعلم انى أحبك وأحب من يحبك فكيف أحبيك إلى عبادك قال ذكرهم بآلائى وبلائي ونعمائي يا وداد انه ليس من عبد يعين مظلوما أو يمشى معه في مظلمته الا أثبت قدميه يوم تزل لا قدام * وأخرج أحمد عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ردعن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة * وأخرج ابن ماجه عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أعان على قتل مؤمن ولو بشطر كلمة لقى الله مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله
[ 256 ]
* وأخرج الطبراني في الاوسط والحاكم عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أعان ظالما بباطل ليدحض به حقا فقد برئ من ذمة الله ورسوله * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعان على خصومة بغير حق كان في سخط الله حتى ينزع * وأخرج البخاري في تاريخه والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن أوس بن شرحبيل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم انه ظالم فقد خرج من الاسلام * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره ومن مات وعليه دين فليس بالدنيا والدرهم ولكنها الحسنات والسيآت ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال * وأخرج البيهقى من طريق فسيلة انها سمعت أباها وهو واثلة بن الاسقع يقول سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن المعصية ان يحب الرجل قومه قال لا ولكن من المعصية ان يعين الرجل قومه على الظلم * وأخرج البيهقى عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشى مع قوم يرى انه شاهد وليس بشاهد فهو شاهد زور ومن أعان على خصومة بغير علم كان في سخط الله حتى ينزع وقتال المسلم كفر وسبابه فسوق * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعان قوما على ظلم فهو كالبعير المتردى فهو ينزع بذنبه ولفظ الحاكم مثل الذى يعين قومه على غير الحق كمثل البعير يتردى فهو يمد بذنبه * قوله تعالى (حرمت عليكم الميتة) الآية * أخرج ابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبى امامة قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي ادعوهم إلى الله ورسوله وأعرض عليهم شعائر الاسلام فاتيتهم فبينما نحن كذلك إذ جاؤا بقصعة دم واجتمعوا عليها يا كلونها قالوا هلم ياصدى فكل قلت ويحكم انما أتيتكم من عند من بحرم هذا عليكم وأنزل الله عليه قالوا وما ذاك قال فتلوت عليهم هذه الآية حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير الآية * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة قال إذا أكل لحم الخنزير عرضت عليه التوبة فان تاب والاقتل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله وما أهل لغير الله به قال ما أهل للطواغيت به والمتخنقة قال التى تخنق فتموت والموقوذة التى تضر بالخشبة فتموت والمتردية قال التى تتردى من الجبل فتموت والنطيحة قال الشاة التى تنطح الشاة وما أكل السبع يقول ما أخذ السبع الا ما ذكيتم يقول ما ذبحتم من ذلك وبه روح فكلوه وما ذبح على النصب قال النصب انصاب كانوا يذبحون ويهلون عليها وان تستقسموا بالازلام قال هي القداح كانوا يستقسمون بها في الامور ذلكم فسق يعنى من أكل من ذلك كله فهو فسق * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله تعالى والمتخنقة قال كانت العرب تخنق الشاة فإذا ماتت أكلوا لحمها قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت امرأ القيس وهو يقول يغط غطيط البكر شد خناقه * ليقتلني والمرء ليس بقتال قال أخبرني عن قوله والموقوذة قال التى تضرب بالخشب حتى تموت قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر يقول يلويننى دين النهار واقتضى * دينى إذا وقذ النعاس الرقدا قال أخبرني عن قوله الانصاب قال الانصاب الحجارة التى كانت العرب تعبدها من دون الله وتذبح لها قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت نابغة بنى ذبيان وهو يقول فلا لعمر الذى مسحت كعبته * وما هربق على الانصاب من جسد قال أخبرني عن قوله وان تستقسموا بالازلام قال الا زلام القداح كانوا يستقسمون الا موربها مكتوب على أحدهما أمرنى ربى وعلى الآخر نهانى ربى فإذا أرادوا أمر أتوا بيت أصنامهم ثم غطوا على القداح بثوب فايهما خرج عملوا به قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الحطيئة وهو يقول لا يزجر الطيران مرت به سخا * ولا يفاض على قدح بازلام
[ 257 ]
* وأخرج البخاري ومسلم عن عدى بن حاتم قال قلت يا رسول الله انى أرمى بالمعراض الصيد فاصيب فقال إذا رميت بالمعراض فخزق فكله وان أصابه بعرضه فانما هو وقيذ فلا تأكله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الرادة التى تتردى في البئر والمتردية التى تتردى من الجبل * وأخرج ابن جرير عن أبى ميسرة انه كان يقرأ والمنطوحة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس انه قرأ وأكيل السبع * وأخرج ابن جرير عن على قال إذا أدركت ذكاة الموقوذة والمتردية والنطحية وهى تحرك يد أو رجلا فكلها * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تأكل الشريطة فانها ذبيحة الشيطان قال ابن المبارك هي ان تخرج الروح منه بشرط من غير قطع حلقوم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وما ذبح على النصب قال كانت حجارة حول الكعبة يذبح عليها أهل الجاهلية ويبدلونها بحجارة ذاشاؤا أعجب إليهم منها * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله وا تستقسموا بالازلام قال سهام العرب وكعاب فارس التى يتقامرون بها * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال الازلام القداح يضربون بها لكل سفر وغزو وتجارة * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله وان تستقسموا بالازلام قال القداح كانوا إذا أرداو أن يخرجوا في سفر جعلوا قداحا للخروج وللجلوس فان وقع الخروج خرجوا وان وقع الجلوس جلسوا * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله وان تستقسموا بالازلام قال حصى بيض كانوا يضربون بها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن في الآية قال كانوا إذا أرادوا أمرا أو سفر يعمدون إلى قداح ثلاثة على واحد منها مكتوب أءمرنى وعلى الآخر انهنى ويتركون الآخر محللا بينهما ليس عليه شئ ثم يجيلونها فان خرج الذى عليه أءمرنى مضو الامر هم وان خرج الذى عليه انهنى كفوا وان خرج الذى ليس عليه شئ أعادوها * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يلج الدرجات العلا من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر تطيرا * قوله تعالى (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله اليوم يئس الذين كفروا من دينكم قال يئسوا أن ترجعوا إلى دينهم أبدا * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله اليوم يئس الذين كفروا من دينكم يقول يئس أهل مكة ان ترجعوا إلى دينهم عبادة الاوثان أبدا فلا تخشوهم في اتباع محمد واخشوني في عبادة الاوثان وتكذيب محمد فلما كان واقفا بعرفات نزل عليه جبريل وهو رافع يده ولمسلمون يدعون الله اليوم أكملت لكم دينكم يقول حلالكم وحرامكم فلم ينزل بعد هذا حلال ولا حرام واتممت عليكم نعمتي قال منتى فلم يحج معكم مشرك ورضيت يقول واخترت لكم الاسلام دينا مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية احدى وثمانين يوما ثم قبضه الله إليه * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله اليوم يئس الذين كفروا من دينكم اليوم أكملت لكم دينكم قال هذا حين فعلت * واخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله فلا تخشوهم واخشون قال فلا تخشوهم ان يظهروا عليكم * وأخرج مسلم عن جابران رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم * وأخرج البيهقى في الشعب عن أبى هريرة وأبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشيطان قد أيس ان يعبد بارضكم هذه ولكنه راض منكم بما تحقرون * وأخرج البيهقى عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشيطان قد يئس ان تعبد الاصنام بارض العرب ولكن سيرضى منكم بدون ذلك بالمحقرات وهى الموبقات يوم القيامة فاتقوا المظالم ما استطعتم * قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال أخبر الله نبيه والمؤمنين انه قد أكمل لهم الايمان فلا تحتاجون إلى زيادة أبدا وقد أتمه فلا ينقص أبدا وقد رضيه فلا يسخطه أبدا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله اليوم أكملت لكم دينكم قال أخلص الله لهم دينهم ونفى المشركين عن البيت قال وبلغنا أنها أنزلت يوم عرفة ووافقت يوم جمعة * وأخرج ابن جرير عن قتادة في اليوم أكملت لكم دينكم قال ذكر لنا أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة يوم جمعة حين نفى الله المشركين عن
[ 258 ]
المسجد الحرام وأخلص للمسلمين حجهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال كان المشركون والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت براءة فنفى المشركون عن البيت الحرام وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة وهو قوله اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله اليوم أكملت لكم دينكم قال تمام الحج ونفى المشركين عن البيت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبى قال نزلت هذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفات وقد أطاف به الناس وتهدمت منار الجاهلية ومناسكهم واضمحل الشرك ولم يطف بالبيت عريان ولم يحج معه في ذلك العام مشرك فانزل الله اليوم أكملت لكم دينكم * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبى قال نزل على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية وهو بعرفة اليوم أكملت لكم دينكم وكان إذا أعجبته آيات جعلهن صدر السورة قال وكان جبريل يعلمه كيف ينسك * وأخرج الحميدى وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان والبيهقي في سننه عن طارق ابن شهاب قال قالت اليهود لعمر انكم تقرؤن آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لا تخذنا ذلك اليوم عيدا قال وأى آية قال اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي قال عمر والله انى لا علم اليوم الذى نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه والساعة التى نزلت فيها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في يوم جمعة * وأخرج اسحق بن راهويه في مسنده وعبد بن حميد عن أبى العالية قال كانوا عند عمر فذكروا هذه الآية فقال رجل من أهل الكتاب لو علمنا أي يوم نزلت هذه الآية لا تخذنا عيدا فقال عمر الحمد لله الذى جعله لنا عيدا واليوم الثاني نزلت يوم عرفة واليوم الثاني يوم النحر فاكمل لنا الامر فعلمنان الامر بعد ذلك في انتقاص * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن عنترة قال لما نزلت اليوم أكملت لكم دينكم وذلك يوم الحج الاكبر بكى عمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك قال أبكاني انا كنا في زيادة في ديننا فاما إذ كمل فانه لم يكمل شئ قط الانقص فقال صدقت * وأخرج ابن جرير عن قبيضة بن أبى ذؤيب قال قال كعب لو ان غير هذه الامة نزلت عليهم هذه الآية لنظروا اليوم الذى أنزلت فيه عليهم فاتخذوه عيدا يجتمعون فيه فقال عمرو أي آية يا كعب فقال اليوم أكملت لكم دينكم فقال عمر لقد علمت اليوم الذى أنزلت والمكان الذى نزلت فيه نزلت في يوم جمعة ويوم عرفة وكلاهما بحمدالله لنا عيد * وأخرج الطيالسي وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير والطبراني والبيهقي في الدائل عن ابن عباس انه قرأ هذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم فقال يهودى لو نزلت هذه الآية علينا لا تخذنا يومها عيدا فقال ابن عباس فانها نزلت في يوم عيدين اثنين في يوم جمعة يوم عرفة * واخرج ابن جرير عن عيسى بن حارثة الانصاري قال كنا جلوسا في الديوان فقال لنا نصراني يا أهل الاسلام لقد أنزلت عليكم آية لو أنزلت علينا لا تخذنا ذلك اليوم وتلك الساعة عيدا ما بقى منا اثنان اليوم أكملت لكم دينكم فلم يجبه أحد منها فلقيت محمد بن كعب القرظى فسألته عن ذلك فقال ألا رددتم عليه فقال قال عمر بن الخطاب أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف على الجبل يوم عرفة فلا يزال ذلك اليوم عيدا للمسلمين ما بقى منهم أحد * وأخرج ابن جرير عن داود قال قلت لعامر الشعبى ان اليهود تقول كيف لم تحفظ العرب هذا اليوم الذى أكمل الله لها دينها فيه فقال عامر أو ما حفظته قلت له فاى يوم هو قال يوم عرفة أنزل الله في يوم عرفة * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن على قال أنزل هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم عشية عرفة اليوم أكملت لكم دينكم * وأخرج ابن جرير والطبراني عن عمرو بن قيس السكوني انه سمع معاوية ابن أبى سفيان على المنبر ينزع بهذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم حتى ختمها فقال نزلت في يوم عرفة في يوم جمعة * وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه عن سمرة قال نزلت هذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة واقف يوم الجمعة * وأخرج البزار بسند صحيح عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة اليوم أكملت لكم دينكم * وأخرج ابن جرير بسند ضعيف عن ابن عباس قال ولد نبيكم يوم الاثنين ونبئ يوم الاثنين وخرج من مكة يوم الاثنين ودخل المدينة يوم الاثنين وفتح مكة
[ 259 ]
يوم الاثنين وأنزلت سورة المائدة يوم الاثنين اليوم أكملت لكم دينكم وتوفى يوم الاثنين * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر بسند ضعيف عن أبى سعيد الخدرى قال لما نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا يوم غدير خم فنادى له بالولاية هبط جبريل عليه بهذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم * وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر بسند ضعيف عن أبى هريرة قال لما كان يوم غدير خم وهو يوم ثمانى عشر من ذى الحجة قال النبي صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلى مولاه فانزل الله اليوم أكملت لكم دينكم * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله اليوم أكملت لكم دينكم قال هذا نزل يوم عرفة فلم ينزل بعدها حرام ولا حلال ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات فقالت أسماء بنت عميس حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحجة فبينما نحن نسيراذ تجلى له جبريل على الراحلة فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن فبركت فاتيته فسجيت عليه بردا كان على * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال مكث النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما نزلت هذه الآية احدى وثمانين ليلة قوله اليوم اكملت لكم دينكم * قوله تعالى (ورضيت لكم الاسلام دينا) * أخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا انه يمثل لاهل كل دين دينهم يوم القيامة فاما الايمان فيبشر أصحابه وأهله ويعدهم إلى الخير حتى يجئ الاسلام فيقول رب أنت السلام وانا الاسلام فيقول اياك اليوم أقبل وبك اليوم أجزى * وأخرج أحمد عن علقمة ابن عبد الله المزني قال حدثنى رجل قال كنت في مجلس عمر بن الخطاب فقال عمر لرجل من القوم كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعت الاسلام قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الاسلام بدأ جذعا ثم ثنيا ثم رباعيا ثم سدسيا ثم بازلا قال عمر فما بعد البزول الا النقصان * قوله تعالى (فمن اضطر) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فمن اضطر يعنى إلى ما حرم مما سمى في صدره هذه السورة في مخمصة يعنى مجاعة غير متجانف لاثم يقول غير متعد لاثم * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله في مخمصة قال في مجاعة وجهد قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت الاعشى وهو يقول تبيتون في المشتى ملاء بطونكم * وجاراتكم غرسي يبتن خمائصا * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله من اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم قال في مجاعة غير متعرض لاثم * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال رخص للمضطر إذا كان غير متعمد لاثم ان ياكله من جهد فمن بغى أوعدا أو خرج في معصية الله فانه محرم عليه ان ياكله * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبى واقد الليثى انهم قالوا يا رسول الله انا بارض نصيبنا بها المخصمة فمتى تحل لنا الميتة قال إذا لم تصطبحوا ولم تغتبقوا ولم تختفؤا بقلا فشأنكم بها * وأخرج ابن سعد وابو داود عن الفجيع العامري انه قال يا رسول الله ما يحل لنا من الميتة فقال ما طعامكم قلنا نغتبق ونصطبح قال عقبة قدح غدوة وقدح عشية قال ذاك وأبى الجوع وأحل لهم الميتة على هذه الحال * وأخرج الحاكم وصححه عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رويت أهلك من اللبن غبوقا فاجتنب ما نهى الله عنه من ميتة * قوله تعالى (يسئلونك ماذا أحل لهم) الآية * أخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن أبى رافع قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستاذن عليه فاذن له فابطأ فاخذ رداءه فخرج فقال قد أذنا لك قال أجل ولكنا لا ندخل بيتا فيه كل‍ ؟ ولا صورة فنظروا فإذا في بعض بيوتهم جر وقال أبو رافع فأمرني ان أقتل كل كلب بالمدينة ففعلت وجاء الناس فقالوا يا رسول الله ما ذا يحل لنا من هذه الامة التى أمرت بقتلها فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله يسالونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أرسل الرجل كلبه وذكر اسم الله فامسك عليه فليأكل ما لم ياكل * وأخرج ابن جرير عن عكرمة ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا رافع في قتل الكلاب فقتل حتى بلغ العوالي فدخل عاصم بن عدى وسعد بن خيثمة وعويم بن ساعدة فقالوا ماذا أحل لنا يا رسول الله فنزلت يسئلونك ماذا أحل لهم الآية * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظى قال لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب قالوا يا رسول الله ماذا أحل لنا من
[ 260 ]
هذ الامة فنزلت يسئلونك ماذا أحل لهم الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبيران عدى بن حاتم وزيد بن المهلهل الطائيين سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله قد حرم الله الميتة فماذا يحل لنا فنزلت يسئلونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عامر ان عدى بن حاتم الطائى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن صيد الكلاب فلم يدر ما يقول له حتى أنزل الله عليه هذه الآية في المائدة تعلمونهن مما علمكم الله * وأخرج ابن جرير عن عروة بن الزبير عمن حدثه ان رجلا من الاعراب أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه في الذى حرم الله عليه والذى أحل له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يحل لك الطيبات ويحرم عليك الخبائث الا ان تفتقر إلى طعام لك فتأكل منه حتى تستغنى عنه فقال الرجل وما فقرى الذى يحل لى وما غناى الذى يغنينى عن ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا كنت ترجو نتاجا فتبلغ من لحوم ما شيتك إلى نتاجك أو كنت ترجو غنى تطلبه فتبلغ من ذلك شيأ فاطعم أهلك ما بدا لك حتى تستغنى عنه فقال الاعرابي ما غناى الذى أدعه إذا وجدته فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرويت أهلك غبوقا من الليل فاجتنب ما حرم الله عليك من طعام وأما مالك فانه ميسور كله ليس فيه حرام * وأخرج الطبراني عن صفوان بن أمية ان عرفطة بن نهيك التميمي قال يارسول الله انى وأهل بيتى يرزقون من هذا الصيد ولنا فيه قسم وبركة وهو مشغلة عن ذكر الله وعن الصلاة في جماعة وبنا إليه حاجة فتحله أم تحرمة قال أحله لان الله قد أحله نعم العمل والله أولى بالعذر قد كانت قبلى لله رسل كلهم يصطادو أو يطلبوا الصيد ويكفيك من الصلاة في جماعة إذا غبت غبت عنها في طلب الرزق حبك الجماعة وأهلها وحبك ذكر الله وأهله وابتغ على نفسك وعيالك حلالا فان في ذلك جهادا في سبيل الله واعلم ان عون الله في صالح التجار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله وما علمتم من الجوارح مكلبين قال هي الكلاب المعلمة والبازى يعلم الصيد والجوارح يعنى الكلاب والفهود والصقور وأشباهها والمكلبين الضوارى فكلو مما أمسكن عليكم يقول كلوا مما قتلن فان قتل وأكل فلا تأكل واذكروا اسم الله عليه يقول إذا أرسلت جوارحك فقل بسم الله وان نسيت فلا حرج * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله من الجوارح مكلبين قال الطير والكلاب * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله من الجوارح مكلبين قال يكالبن الصيد فكلوا مما أمسكن عليكم قال ادا أرسلت كلبك أو طائرك أو سهمك فذكرت اسم الله فامسك أو قتل فكل * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في المسلم ياخذ كلب المجوسى المعلم أو بازه أو صقره مما علمه المجوسى فيرسله فيأخذه قال لا ياكله وان سميت لانه من تعليم المجوسى وانما قال تعلمونهن مما علمكم الله * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله وما علمتم من الجوارح قال كلما تعلموهن مما علمكم الله قال تعلمونهن من الطلب كما علمكم الله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال انما المعلم من الكلاب ان يمسك صيده فلا يأكله كل منه حتى ياتيه صاحبه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال إذا أكل الكلب فلا تأكل فانما أمسك على نفسه * وأخرج ابن جرير عن عدى بن حاتم قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيد البازى فقال ما أمسك عليك فكل * وأخرج البخاري ومسلم عن عدى بن حاتم قال قلت يا رسول الله انى أرسل الكلاب المعلمة واذكر اسم الله فقال إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله فكل ما أمسكن عليك قلت وان قتلن قال وان قتلن ما لم يشركها كلب ليس منها فانك انما سميت على كلبك ولم تسم على غيره * وأخرج ابن أبى حاتم عن عدى بن حاتم قال قلت يا رسول الله انا قوم نصيد باالكلاب والبزاة فما يحل لنا منها قال يحل لكم ما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه ثم قال ما أرسلت من كلب وذكرت اسم الله فكل ما أمسك عليك قلت وان قتل قال وان قتل ما لم ياكل هو الذى أمسك قلت انا قوم نرمى فما يحل لنا قال ما ذكرت اسم الله وخزفت فكل * وأخرج عبد بن حميد عن على بن الحكم ان نافع بن الازرق سأل ابن عباس فقال أرأيت إذا أرسلت كلبى وسميت فقتل الصيدآ كله قال نعم قال نافع يقول الله الا ما ذكيتم تقول أنت وان قتل قال ويحك يابن الازرق أرأيت لو أمسك على سنور فادركت ذكاته أكان يكون على باس والله انى لا علم في أي كلاب نزلت في كلاب نبهان من طى ويحك يا ابن الازرق ليكونن لك نبأ
[ 261 ]
* وأخرج عبد بن حميد عن مكحول قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمسك عليك الذى ليس بمكلب فادركت ذكائه فكل وان لم تدرك ذكاته فلا تأكل * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال إذا أكل الكلب فلا تأكل وإذا أكل الصقر فكل لان الكلب تستطيع ان تضربه والصقر لا تستطيع * وأخرج عبد بن حميد عن عروة انه سئل عن الغراب أمن الطيبات هو قال من أين يكون من الطيبات وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسقا * قوله تعالى (اليوم أحل لكم الطيبات) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله وطعام الذين أوتوا الكتاب قال ذبائحهم وفى قوله والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم قال حل لكم إذا آتيتموهن أجورهن يعنى مهورهن محصنين يعنى تنكحوهن بالمهر والبينة غير مسافحين غير معلنين بالزنا ولا متخذات أخذان يعنى يسررن بالزنا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم قال ذبيحتهم * وأخرج عبد الرزاق عن ابراهيم النخعي في قوله وطعام الذين أوتوا الكتاب قال ذبائحهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم قال أحل الله لنا محصنتين محصنة مؤمنة ومحصنة من أهل الكتاب نساؤنا عليهم حرام ونساؤهم لنا حلال * وأخرج ابن جرير عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نتزوج نساء أهل الكتاب ولا يتزوجون نساءنا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن عمر بن الخطاب قال المسلم يتزوج النصرانية ولا يتزوج النصراني المسلمة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال أحل لنا طعامهم ونساؤهم وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس قال انما ألحت ذبائح اليهود والنصارى من أجل أنهم آمنوا بالتوراة والانجيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم قال من الحرائر * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم قال من العفائف * وأخرج عبد الرزاق عن الشعبى في قوله والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم قال التى أحصنت فرجها واغتسلت من الجنابة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن جابر بن عبد الله انه سئل عن نكاح المسلم اليهودية والنصرانية فقال تزوجناهن زمن الفتح ونحن لا نكاد نجد المسلمات كثيرا فلما رجعن طلقناهن قال ونساؤهم لنا حل ونساؤنا عليهم حرام * وأخرج عبد بن حميد عن ميمون بن مهران قال سالت ابن عمر عن نساء أهل الكتاب فتلا على هذه الآية والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ولا تنكحوا المشركات * وأخرج ابن جرير عن الحسن انه سئل أيتزوج الرجل المرأة من أهل الكتاب قال ماله ولا هل الكتاب وقد أكثر الله المسلمات فان كان لابد فاعلا فليعهد إليها حصانا غير مسافحة قال الرجل وما السافحة قال هي التى إذا لمح إليها الرجل بعينه تبعته * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ولا متخذي أخدان قال ذو الخدن والخلية الواحدة قال ذكر لنا ان رجالا قالوا كيف نتزوج نساءهم وهم على دين ونحن على دين فانزل الله ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله قال لا والله لا يقبل الله عملا الا بالايمان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله قال أخبر الله ان الايمان هو العروة الوثقى وانه لا يقبل عملا الا به ولا يحرم الجنة الا على من تركه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصناف النساء الا ماكان من المؤمنات المهاجرات وحرم كل ذات دين غير الاسلام قال الله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني بسند ضعيف عن علقمة بن صفوان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراق البول نكلمه فلا يكلمنا ونسلم عليه فلا يرد علينا حتى ياتي أهله فيتوضأ كوضوئه للصلاة فقلنا يا رسول الله نكلمك فلا تكلمنا ونسلم عليك فلا ترد علينا حتى نزلت آية الرخصة يا أيها الذين آمنوا إذا قتم إلى الصلاة الاية * وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن بريدة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة فلما كان يوم الفتح توضأ ومسح على خفيه وصلى الصلوات بوضوء واحد فقال له عمر يا رسول الله انك فعلت شيأ لم تكن تفعله قال انى عمدا فعلت يا عمر * وأخرج أبو داود والترمذي عن ابن عباس ان رسول الله صلى
[ 262 ]
الله عليه وسلم خرج إلى الخلاء فقدم إليه طعام فقالوا ألاناتيك بوضوء فقال انما أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة * وأخرج أحمد وأبو داود وابن جرير وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي عن عبد الله بن حنظلة بن الغسيل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر فلما شق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسواك عند كل صلاة ووضع عنه الوضوء الا من حدث * وأخرج ابن جرير والنحاس في ناسخه عن على انه كان يتوضأ عند كل صلاة ويقرأ يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة الآية * وأخرج البهيقى في سننه عن رفاعة بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للمسئ صلاته انها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله يغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين * وأخرج مالك والشافعي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن زيد بن أسلم والنحاس من معنى هذه الآية إذا قمتم إلى الصلاة الآية ان ذلك إذا قمتم من المضاجع يعنى النوم * وأخرج ابن جرير عن السدى مثله * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة يقول قمتم وأنتم على غير طهر * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن في قوله فاغسلوا وجوهكم وأيديكم قال ذلك الغسل الدلك * وأخرج الدار قطني والبيهقي في سننهما عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه * وأخرج ابن أبى شيبة عن طلحة عن أبيه عن جده قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح رأسه هكذا أو أمر حفص بيديه على رأسه حتى مسح قفاه * وأخرج ابن أبى شيبة عن المغيرة بن شعبة ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح بناصيته وعلى العمامة * وأخرج سعيد ابن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس عن ابن عباس انه قرأها وأرجلكم بالنصب يقول رجعت إلى الغسل * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على أنه قرأ وأرجلكم قال عاد إلى الغسل * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والنحاس عن ابن مسعود انه قرأ وامسحوا برؤسكم وأرجلكم بالنصب * وأخرج ابن أبى شيبة عن عروة انه كان يقرأ وأرجلكم يقول رجع الامر إلى الغسل * وأخرج عبد الرزاق والطبراني عن قتادة ان ابن مسعود قال رجع قوله إلى غسل القدمين في قوله وأرجلكم إلى الكعبين * وأخرج ابن جرير عن أبى عبد الرحمن قال قرأ الحسن والحسين وأرجلكم إلى الكعبين فسمع على ذلك وكان يقضى بين الناس فقال وأرجلكم هذا من المقدم والمؤخر في الكلام * وأخرج سعيد بن منصور عن أنس انه قرأ وأرجلكم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وامسحوا برؤسكم وأرجلكم قال هو المسح * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن ماجه عن ابن عباس قال أبى الناس الا الغسل ولا أجد في كتاب الله الا المسح * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن ابن عباس قال الوضوء غسلتان ومسحتان * وأخرج ابن أبى شيبة عن عكرمه مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس قال افترض الله غسلتين ومسحتين ألا ترى انه ذكر التيمم فجعل مكان الغسلتين مسحتين وترك المسحتين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة مثله * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن جرير عن أنس انه قيل له ان الحجاج خطبنا فقال اغسلوا وجوهكم وأيديكم وامسحوا برؤسكم وأرجلكم وانه ليس شئ من ابن آدم أقرب إلى الخبث من قدميه فاغسلوا بطونهما وظهورهما وعراقيهما فقال أنس صدق الله وكذب الحجاج قال الله وامسحوا برؤسكم وأرجلكم وكان أنس إذا مسح قدميه بلهما * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن الشعبى قال نزل جبريل بالمسح على القدمين ألا ترى ان التيمم ان يمسح ما كان غسلا ويلقى ماكان مسحا * وأخرج عبد بن حميد بن الاعمش والنحاس عن الشعبى قال نزل القرآن بالمسح وجرت السنة بالغسل * وأخرج عبد بن حميد عن الاعمش قال كانوا يقرؤنها برؤسكم وأرجلكم بالخفص وكانوا يغسلون * وأخرج سعيد بن منصور عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال اجتمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على غسل القدمين * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحكم قال مضت السنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين بغسل القدمين * وأخرج ابن جرير عن عطاء قال لم أر أحدا يمسح على القدمير * وأخرج ابن جرير عن أنس قال نزل القرآن بالمسح والسنة بالغسل * وأخرج الطبراني في الاوسط عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يمسح على الخفين قبل نزول المائدة وبعدها
[ 263 ]
حتى قبضه الله عزوجل * وأخرج الطبراني في الاوسط عن ابن عباس أنه قال ذكر المسح على القدمين عند عمر سعد و عبد الله بن عمر فقال عمر سعد أفقه منك قال عمر يا سعد انا لا ننكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح ولكن هل مسح منذ أنزلت سورة المائدة فانها أحكمت كل شئ وكانت آخر سورة من القرآن الا براءة قال فلم يتكلم أحد * وأخرج أبو الحسن بن صخر في الهاشميات بسند ضعيف عن ابن عباس قال نزل بها جبريل على ابن عمى صلى الله عليه وسلم إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وأرجلكم وامسحوا برؤسكم قال له اجعلها بينهما * وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي واللفظ له عن جرير أنه بال ثم توضأ ومسح على الخفين قال ما يمنعنى ان أمسح وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح قالوا انما كان ذلك قبل نزول المائدة قال ما أسلمت الا بعد نزول المائدة * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة عن جرير بن عبد الله قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول المائدة فرأيته يمسح على الخفين * وأخرج ابن عدى عن بلال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول المائدة فرأيته يمسح على الخفين * وأخرج ابن عدى عن بلال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول امسحوا على الخفين * وأخرج ابن جرير عن القاسم بن الفضل الحدانى قال أبو جعفر من الكعبين فقال القوم ههنا فقال هذا رأس الساق ولكن الكعبين هما عند المفصل * قوله تعالى (وان كنتم جنبا فاطهروا) * أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله وان كنتم جنبا فاطهروا يقول فاغتسلوا * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عمر قال كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتاه رجل جيد الثياب طيب الريح حسن الوجه فقال السلام عليك يارسول الله فقال وعليك السلام قال ادنو منك قال نعم فدنى حتى ألصق ركبته بركبة رسول الله عليه وسلم وقال يا رسول الله ما الاسلام قال تقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج إلى بيت الله الحرام وتغتسل من الجنابة قال صدقت فقلنا ما رأينا كاليوم قط رجلا والله لكانه يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد عن وهب الذمارى قال مكتوب في لزبور من اغتسل من الجنابة فانه عبدى حقا ومن لم يغتسل من الجنانة فانه عدوى حقا * قوله تعالى (وان كنتم مرضى) الآية * أخرج عبد بن حميد عن عطاء قال احتلم رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مجذوم فغسلوه فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلوه قاتلهم الله ضيعوه ضيعهم الله * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس انه كان يطوف بالبيت بعد ما ذهب بصره وسمع قوما يذكرون المجامعة والملامسة والرفث ولا يدرون معناه واحد أم شتى فقال ان الله أنزل القرآن بلغة كل حى من أحياء العرب فما كان منه لا يستحى الناس من ذكره فقد عناه وما كان منه يسحتى الناس فقد كناه ولعرب يعرفون معناه لا ان المجامعة والملامسة والرفث ووضع أصبعيه في اذنيه ثم قال ألا هو النيك * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله تعالى أو لامستم النساء قال أو جامعتم النساء وهذيل تقول اللمس باليد قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول يلمس الاحلاس في منزله * بيديه كاليهودي المصل وقال الاعشى ودراعة صفراء بالطيب عندنا * للمس الندى ما في يد الدرع منتق * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه قال ان أعياك الماء فلا يعييك الصعيد ان تضع فيه كفيك ثم تنفصهما فتمسح بهما يديك ووجهك لا تعدو ذلك لغسل جنابة ولا لوضوء صلاة ومن تيمم بالصعيد فصلى ثم قدر على الماء فعليه الغسل وقد مضت صلاته التى كان صلاها ومن كان معه ماء قليل وخشى على نفسه الظما فليتيمم الصعيد ويتبلغ بمائه فانه كان يؤمر بذلك والله أعذر بالعذر * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم عن عائشة قالت سقطت قلادة لى بالبيداء ونحن داخلون المدينة فاناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم وثنى رأسه في حجري راقدا وأقبل أبو بكر فلكزنى لكزة شديدة وقال حبست الناس في قلادة فبى الموت لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أوجعني ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد فنزلت يا أيها الذين آمنوا إذ قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم الآية فقال أسيد بن الحضير
[ 264 ]
لقد بارك الله فيكم يا آل أبى بكر * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وابن ماجه عن عمار بن ياسران رسول الله صلى الله عليه وسلم عرس باولات الجيش ومعه عائشة فانقطع عقد لها من جزع ظفار فجلس ابتغاء عقدها ذلك حتى أضاء الفجر وليس مع الناس ماء فانزل الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم رخصة الطهر بالصعيد الطيب فقام المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربوا بايديهم إلى المتاكب من بطون أيديهم إلى الابط * قوله تعالى (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله من حرج قال من ضيق * وأخرج مالك ومسلم وابن جرير عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا توضأ العبد المسلم فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب * وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان من طريق محمد بن كعب القرظى عن عبد الله بن دارة عن حمران مولى عثمان عن عثمان بن عفان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما توضأ عبد فاسبغ وضوءه ثم قام إلى الصلاة الا غفر له ما بينه وبين الصلاة الاخرى قال محمد بن كعب القرظى وكنت إذا سمعت الحديث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم التمسة في القرآن فالتمست هذا فوجدته انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك فعرفت أن الله لم يتم النعمة حتى غفر له ذنوبه ثم قرأت الآية التى في سورة المائدة إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم حتى بلغ ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم فعرفت ان الله لم يتم النعمة عليهم حتى غفر لهم * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ الرجل المسلم خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديده ورجليه فان جلس جلس مغفورا له * واخرج الطبراني في الاوسط بسند صحيح عن أبى امامة الباهلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تمضمض أحدكم ما أصاب بفيه وذغسل وجهه حط ما أصاب بوجهه وإذا غسل يديه حط ما أصاب بيديه واذ امسح رأسه تناثرت خطاياه من أصول الشعر وإذا غسل قدميه حط ما أصاب برجليه * وأخرج أحمد والطبراني بسند حسن عن أبى أمامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيما رجل قام إلى وضوئه يريد الصلاة فغسل كفيه نزلت كل خطيئة من كفيه فإذا مضمض واستنشق واستنثر نزلت خطيئته من لسانه وشفتيه مع أول قطرة فإذا غسل وجهه نزلت كل خطيئة من سمعه وبصره مع أول قطرة وإذا غسل يديه إلى المرفقين ورجله إلى الكعبين سلم من كل ذنب كهيئته يوم ولدته أمه فإذا قام إلى الصلاة رفع الله درجته وان قعد قعد سالما * وأخرج أحمد والطبراني عن أبى أمامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ فأسبغ الوضوء غسل يديه ووجهه ومسح على رأسه وأذنه ثم قام إلى الصلاة المفروضة غفر له ذلك اليوم ما مشت رجله وقبضت عليه يداه وسمعت إليه أذناه ونظر إليه عيناه وحدث به نفسه من سوء * وأخرج الطبراني عن أبى أمامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يتوضا فيغسل يديه ويمضمض فاه ويتوضأ كما أمر الاحط عنه ما أصاب يومئذ ما نطق به فمه وما مس بيديه وما مشى إليه حتى ان الخطايا لتتحادر من أطرافه ثم هو إذا مشى إلى المسجد فرجل تكتب حسنة وأخرى تمحو سيئة * وأخرج الطبراني عن ثعلبة بن عباد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يتوضأ فيحسن الوضوء فيغسل وجهه حتى يسيل الماء على ذقنة ثم يغسل ذراعيه حتى يسيل الماء على مر فقيه ثم يغسل رجليه حتى يسيل الماء من كعبية ثم يقوم فيصلى الا غفر الله ما سلف من ذنبه * وأخرج الطبراني في الاوسط بسند حسن عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يتوضأ للصلاة فيمضمض الا خرج مع قطر الماء كل سيئة تكلم بها لسانه ولا يستنشق الا خرج مع قطر الماء كل سيئة 7 نظر إليها بها ولا يغسل شيأ من يديه الا خرج مع قطر الماء كل سيئه مشى بهما إليها فإذا خرج لى المسجد كتب له بكل خطوة خطاها حسنة ومحيى بها عنه سيئة حتى ياتي مقامه * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة عن عمرو بن عبسة قال قلت يا رسول الله اخبرني عن الوضوء فقال ما منكم من رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويمج ثم يستنشق وينثر الا جرت خطايا فيه وخيا شيمه مع الماء ثم يغسل وجهه كما أمره الله لاجرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ثم يغسل يديه إلى المرفقين الا جرت خطايا يديه بين أطراف انامله ثم يمسح رأسه كما أمره الله
[ 265 ]
الا جرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ثم يسغل قدميه إلى الكعبين كما أمره الله الا جرت خطايا قدميه من أطراف أصابعه من الماء ثم يقوم فيحمد الله ويثنى عليه بالذى هو له أهل ثم يركع ركعتين الا نصرف من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله ويتم نعمته عليك قال تمام النعمة دخول الجنة لم تتم نعمة على عبد لم يدخل الجنة * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري في الادب والترمذي والطبراني والبيهقي في الاسماء والصفات والخطيب عن معاذ بن جبل قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل وهو يقول اللهم انى أسالك الصبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سالت البلاء فاسله المعافاة ومر على رجل وهو يقول اللهم أنى أسالك تمام النعمة قال يا ابن آدم هل تدرى ما تمام النعمة قال يا رسول الله دعوة دعوت بها رحاء الخير قال تمام النعمة دخول الجنة والفوز من النار ومر على رجل وهو يقول يا ذا الجلال والاكرام فقال قد استجيب لك فسل * وأخرج ابن عدى عن أبى مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لانتم على عبد نعمة الا بالجنة * قوله تعالى (واذكروا نعمة الله عليكم) * أخرج ابن جرير والطبراني عن ابن عباس في قوله واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذى واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا حتى ختم بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه الكتاب قالوا آمنا بالنبي والكتاب وأقررنا بما في التوراة فاذكرهم الله ميثاقه الذين أقروا به على أنفسهم وأمرهم بالوفاء به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله واذكروا نعمة الله عليكم قال النعم آلاء الله وميثاقه الذين واثقكم به قال الذين واثق به بنى آدم في ظهر آدم عليه السلام * قوله تعالى (يا أيها الذين امنوا كونوا قوامين) * أخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن عبد الله بن كثير في قوله يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط الآية نزلت في يهود خيبر ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستعينهم في دية فهموا ليقتلوه فذلك قوله ولا يجرمنكم شنان قوم على ان لاتعدلوا الآية والله أعلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله ان النبي صلى الله عليه وسلم نزل منزلا فتفرق الناس في العضاء يستظلون تحتها فعلق النبي صلى الله عليه وسلم سلاحه بشجرة فجاء اعرابي إلى سيفه فاخذه فله ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يمنعك منى قال الله قال الاعرابي مرتين أو ثلاثا من يمنعك منى والنبى صلى الله عليه وسلم يقول الله فشام الاعرابي السيف فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فاخبرهم بصنيع الاعرابي وهو جالس إلى جنبه لم يعاقبه قال معمر وكان قتاده يذكر نحو هذا ويذكران قوما من العرب أرادوا ان يفتكوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فارسلوا هذا الاعرابي ويتاول اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم ان يبسطوا اليكم أيديهم الآية * وأخرج الحاكم وصححه عن جابر قال قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب خصفة بنخل فرأوا من المسلمين غرة فجاء رجل منهم يقال له غورث بن الحارث قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال من يمنعك قال الله فوقع السيف من يده فاخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال من يمنعك قال كن خير آخذ قال تشهد أن لا اله الا الله وأنى رسول الله قال أعاهدك ان لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك فخلى سبيله فجاء إلى قومه فقال جئتكم من عند خير الناس فلما حضرت الصلاة صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فكان الناس طائفتين طائفة بازاء العدو وطائفة تصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانصرفوا فكانوا موضع أولئك الذين بازاء عدوهم وجاء أولئك فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين فكان للناس ركعتين ركعتين وللنبى صلى الله عليه وسلم أربع ركعات * وأخرج ابن اسحق وأبو نعيم في الدلائل من طريق الحسن ان رجلا من محارب يقال له غورث بن الحارث قال لقومه أقتل لكم محمد قالو له كيف تقتله أفتك به فاقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس وسيفه في حجره فقال يا محمد أنظر إلى سيفك هذا قال نعم فاخذه فاستله وجعل يهزه ويهم فيكبته الله فقال يا محمد ما تخافني وفى يدى السيف ورده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم ان يبسطوا اليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم الآية * وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس قال ان عمرو بن أمية الضمرى حين
[ 266 ]
انصرف من بئر معونة لقى رجلين كلابيين معهما أمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلهما ولم يعلم ان معهما أمانا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بنى النضير ومعه أبو بكر وعمر وعلى فتلقاه بنو النضير فقالوا مرحبا يا أبا القاسم لماذا جئت قال رجل من أصحابي قتل رجلين من بنى كلاب معهما أمان منى طلب منى ديتهما فاريدان تعينوني قالوا نعم أقعد حتى نجمع لك فقعد تحت الحصن وأبو بكر وعمر وعلى وقد تآمر بنو النضيران يطرحوا عليه حجرا فجاء جبريل فاخبره بماهموا به فقام بمن معه وأنزل الله يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم الآية * وأخرج أبو نعيم من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس نحوه * وأخرج أيضا عن عروة نحوه وزاد بعد نزول الآية وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باجلائهم لما أرادوا فامرهم ان يخرجوا من ديارهم قالوا إلى أين قال إلى الحشر * وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر عن عاصم بن عمربن قتادة وعبد الله بن أبى بكر قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بنى النضير يستعينهم على دية العامريين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمرى فلما جاءهم خلا بعضهم ببعض فقالوا انكم لن تجدوا محمد أقرب منه الآن فمروا رجلا يظهر على هذا البيت فيطرح عليه صخرة فيريحنا منه فقال عمر بن حجاش بن كعب أنا فاتى النبي صلى الله عليه وسلم الخبر فانصرف فانزل الله فيهم وفيما أراد هو وقومه يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا اليكم أيديهم * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله إذ هم قوم أيبسطوا اليكم أيديهم قال هم يهود دخل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم حائطالهم وأصحابه من وراء جداره فاستعانهم في مغرم في دية غرمها ثم قام من عندهم فائتمروا بينهم مقتله فخرج يمشى القهقرى معترضا ينظر إليهم ثم دعا أصحابه رجلا رجلا حتى تقاوموا إليه * وأخرج ابن جرير عن يزيد بن زياد قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى النضير يستعينهم في عقل أصابه ومعه أبو بكر وعمر وعلى فقال أعينوني في عقل أصابني فقالوا نعم يا أبا القاسم قدآن لك ان تأتينا وتسالنا حاجة اجلس حتى نطعمك ونعطيك الذى تسألنا فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ينتظرونه وجاء حيى بن أخطب فقال حيى لاصحابه لاترونه أقرب منه الآن اطرحوا عليه حجارة فاقتلوه ولا ترون شرا أبدا فجاؤا إلى رحى لهم عظيمة ليطرحوها عليه فامسك الله عنها أيديهم حتى جاءه جبريل فاقامه من بينهم فانزل الله يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم الآية فاخبر الله نبيه ما أرادوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق السدى عن أبى مالك في الآية قال نزلت في كعب بن الاشرف وأصحابه حين أرادوا ان يغروا رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو احد النقباء ليلة العقبة في ثلاثين راكبا من المهاجرين والانصار إلى غطفان فالتقوا على ماء من مياه عامر فاقتتلوا فقتل المنذر بن عمرو وأصحابه الا ثلاثا نفر كانوا في طلب ضالة لهم فلم يرعهم الا والطير تجول في جو السماء يسقط من خراطيمها علق الدم فقالوا قتل أصحابنا والرحمن فانطلق رجل منهم فلقى رجلا فاختلفا ضربتين فلما خالطه الضربة رفع طرفه إلى السماء ثم رفع عينيه فقال الله أكبر الجنة ورب العالمين وكان يرعى أعنق ليموت فانطلق صاحباه فلقيا رجلين من بنى سليم فنتسبا لهما إلى بنى عامر فقتلاهما وكان بينهما وبين النبي صلى الله عليه وسلم موادعة فقدم قومهما على النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون عقلهما فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمرو عثمان وعلى وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف حتى دخلوا على بنى النضير يستعينونهم في عقلهما فقالوا نعم فاجتمعت يهود على ان يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فاعتلوا له بضعة الطعام فلما أتاه جبريل بالذى اجمع لهم يهود من الغدر خرج ثم أعاد عليا فقال لا تبرح من مكانك هذا فمن مربك من أصحابي فسالك عنى فقل وجه إلى المدينة فادركوه فجعلوا يمرون على على فيقول لهم الذى أمره النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى عليه آخرهم ثم تبعهم ففى ذلك أنزلت إذ هم قوم أن يبسطوا اليكم أيديهم حتى ولا تزال تطلع على خائنة منهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في هذه الآية قال ان قوما من اليهود صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولاصحابه طعاما ليقتلوه فأوحى الله إليه بشأنهم فلم يات الطعام وأمر أصحابه فلم ياتوه * وأخرج عبد بن
[ 267 ]
حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال ذكر لنا انها أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببطن نخل في الغزوة الثانية فاراد بنو ثعلبة وبنو محارب ان يفتكوا به فاطلعه الله على ذلك ذكر لنا ان رجلا انتدب لقتله فاتى نبى الله صلى الله عليه وسلم وسيفه موضوع فقال آخذه يا رسول الله قال خذه قال استله قال نعم فاستله فقال من يمنعك منى قال الله يمنعنى منك فهدده أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأغلظوا له القول فشام السيف فامر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالرحيل فانزلت عليه صلاة الخوف عند ذلك * قوله تعالى (ولقد أخذ الله) الآية * أخرج ابن جرير عن أبى العالية في قوله ولقد أخذ الله ميثاق بنى اسرائيل قال أخذ الله مواثيقهم ان يخلصوا له ولا يعبدوا غيره وبعثنا منهم اثنى عشرة نقيبا يعنى بذلك وبعثنا منهم اثنى عشر كفيلا فكفلوا عليهم بالوفاء لله بما وثقوا عليه من العهود فيما أمرهم عنه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله اثنى عشر نقيبا قال من كل سبط من بنى اسرائيل رجال أرسلهم موسى إلى الجبارين فوجدوهم يدخل في كم أحدهم اثنان ولا يحمل عنقود عنهم الا خمسة أنفس بينهم في خشبة ويدخل في شطر الرمانة إذا نزع حبها خمسة أنفس وأربعة فرجع القباء كل منهم ينهى سبطه عن قتالهم الا يوشع بن نون وكالب بن باقية أمرا الاسباط بقتال الجبارين ومجاهدتهم فعصوهما وأطاعوا الآخرين فهما الرجلان اللذان أنعم الله عليهما فتاهت بنو اسرائيل أربعين سنة يصبحون حيث أمسوا ويمسون حيث أصبحوا في تيههم ذلك فضرب موسى الحجر لكل سبط عينا حجر لهم يحملونه معهم فقال لهم موسى اشربوا يا حمير فنهاه الله عن سبهم وقال هم خلق فلا تجعلهم حميرا والسبط كل بطن بنى فلان * وأخرج ابن جرير عن السدى قال أمر الله بنى سرائيل بالسير إلى أريحاء وهى أرض بيت المقدس فساروا حتى إذا كانوا قريبا منه أرسل موسى اثنى عشر نقيبا من جميع أسباط بنى اسرائيل فساروا يريدون ان ياتوه بخبر الجبابرة فلقيهم رجل من الجبارين يقال له عاج فاخذ اثنى عشر فجعلهم في حجزته وعلى رأسه حزمة حطب فانطلق بهم إلى امرأته فقال انظري إلى هؤلاء القوم الذى ن يزعمون أنهم يريدون ان يقاتلونا فطرحهم بين يديها فقال الا أطحنهم برجلي فقالت امرأته بل خل عنهم حتى يخبروا قومهم بما رأوا واففعل ذلك فلما خرج القوم قال بعضهم لبعض يا قوم انكم ان أخبرتم بنى اسرائيل خبر القوم ارتدوا عن نبى الله لكن اكتموه ثم رجعوا فانطلق عشرة منهم فنكثوا العهد فجعل يخبر أخاه وأباه بما رأى من عاج وكتم رجلان منهم فاتوا موسى وهارون فاخبروهما فذلك حين يقول الله ولقد أخذ الله ميثاق بنى اسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا قال شهيدا من كل سبط رجل شاهد على قومه * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال النقباء الامناء * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل اثنى عشر نقيبا قال اثنى عشر وزيرا وصاروا أنبياء بعد ذلك قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر يقول وانى بحق قائل لسراتها * مقالة نصح لا يضيع نقيبها * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله عزوجل اثنى عشر نقيبا قال هم من بنى اسرائيل بعثهم موسى لينظروا إلى المدينة فجاؤا بحبة من فاكهتهم فعند ذلك فتنوا فقالوا الا نستطيع القتال فاذهب أنت وربك فقاتلا * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو صدقني وآمن بى واتبعني عشرة من اليهود لا سلم كل يهودى كان قال كعب اثنى عشر وتصديق ذلك في المائدة وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا * وأخرج أحمد والحاكم عن ابن مسعود انه سئل كم يملك هذه الامة من خليفة فقال سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اثنا عشر كعدة بنى اسرائيل * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس ان موسى عليه السلام قال للنقباء الاثنى عشر سيرواليوم فحدثوني حديثهم وما أمرهم ولا تخافوا ان الله معكم ما أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلى وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وعزرتموهم قال أعنتموهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وعزرتموهم قال نصرتموهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد قال التعزير والتوقير النصرة والطاعة * قوله تعالى (فبما
[ 268 ]
نقضهم ميثاقهم) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فبمانقضهم ميثاقهم قال هو ميثاق أخذه الله على أهل التوراة فنقضوه * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله فبما نقضهم يقول فبنقضهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم قال اجتنبوا نقض الميثاق فان الله قدم فيه واوعد فيه وذكره في آى من القرآن تقدمة ونصيحة وحجة وانما يعظم بما عظمهما الله به عند أولى الفهم والعقل وأهل العلم بالله وانا ما نعلم الله أوعد في ذنب ما أوعد في نقض الميثاق * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله يحرفون الكلم عن مواضعه يعنى حدود الله في التوراة يقول ان أمركم محمد بما أنتم عليه فاقبلوه وان خالفكم فاحذروا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ونسوا حظا مما ذكروا به قال نسوا الكتاب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ونسوا حظا مما ذكروا به قال نسوا الكتاب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ونسوا حظا مما ذكروا به قال كتاب الله إذا نزل عليهم * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله ونسوا حظا تركوا نصيبا * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله ونسوا حظا مما ذكروا به قال عرادينهم ولطائف الله التى لا يقبل الاعمال الا بها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في الآية قال نسوا كتاب الله بين أظهرهم وعهده الذى عهده إليهم وأمره الذى أمرهم به وضيعوا فرائضه وعطلوا حدوده وقتلوا رسله ونبذوا كتابه * وأخرج ابن المبارك وأحمد في الزهد عن ابن مسعود قال انى لاحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ولا تزال تطلع على خائنة منهم قال هم يهود مثل الذى هموا به من النبي صلى الله عليه وسلم يوم دخل عليهم حائطهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ولا تزال تطلع على خائنة منهم يقول على خيانة وكذب وفجور وفى قوله فاعف عنهم واصفح قال لم يؤمر يومئذ بقتالهم فأمره الله ان يعفو عنهم ويصفح ثم نسخ ذلك في براءة فقال قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر الآية * قوله تعالى (ومن الذين قالوا) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله ومن الذين قالوا انا نصارى قال كانوا بقرية يقال لها ناصرة كان عيسى بن مريم ينزلها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ومن الذين قالوا انا نصارى قال كانوا بقرية يقال لها ناصرة نزلها عيسى وهو اسم تسموا به ولم يؤمر وا به في قوله ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به قال نسوا كتاب الله بين أظهرهم وعهد الله الذى عهد لهم وأمر الله الذى أمر به وضيعوا فرائضه فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة قال باعمالهم أعمال السوء ولو أخذ القوم بكتاب الله وأمره ما تفرقوا وما تباغضوا * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابراهيم في قوله فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة قال أغرى بعضهم بعضا بالخصومات والجدال في الدين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابراهيم في الآية قال ما أرى الاغراء في هذه الآية الا الا هواء المختلفة * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال ان الله تقدم إلى بنى اسرائيل ان لا يشتروا بآيات الله ثمنا قليلا ويعلموا الحكمة ولا يأخذوا عليها أجرا فلم يفعل ذلك الاقليل منهم فاخذوا الرشوة في الحكم وجاوزو الحدود فقال في اليهود حيث حكموا بغير ما أمر الله وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وقال في النصارى فنسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة * قوله تعالى (يا أهل الكتاب) الآيتين * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال لما أخبر الاعور سمويل بن صوريا الذى صدق النبي صلى الله عليه وسلم على الرجم انه في كتابهم وقال لكنا نخفيه فنزلت يا أهل الكتاب قد جاء كم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب وهو شاب أبيض خفيف طوال من أهل فدك * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا قال هو محمد صلى الله عليه وسلم يبين لكم كثيرا يقول يبين لكم محمد رسولنا كثيرا مما كنتم تكتمونه الناس ولا تبينونه لهم مما في كتابكم وكان مما يخفونه من كتابهم فبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس رجم الزانيين المحصنين * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال ان نبى صلى الله عليه وسلم أتاه اليهود يسالونه عن الرجم فقال أيكم أعلم فشاروا إلى ابن صوريا فناشده بالذى أنزل التوراة على موسى والذى رفع الطور بالمواثيق التى أخذت عليهم هل تجدون الرجم في كتابكم فقال انه لما كثر فينا جلدنا مائة وحلقنا الرؤس فحكم عليهم بالرجم فانزل الله يا أهل الكتاب إلى
[ 269 ]
قوله صراط مستقيم * وأخرج ابن الضريس والنسائي وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس قال من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب قال تعالى يا أهل الكتاب قد جاء كم رسولنا يبين لكم كثير مما كنتم تخفون من الكتاب قال فكان للرجم مما أخفوا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ويعفو عن كثير من ذنوب القوم جاء محمد باقالة منها وتجاوزان اتبعوه * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل الاسلام قال سبيل الله الذى شرعه لعباده ودعاهم إليه وابتعث به رسله وهو الاسلام الذى لا يقبل من أحد عمل الا به لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وقالت اليهود والنصارى) الآية * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أبى وبحري بن عمرو وشاس بن عدى فكامهم وكلموه ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته فقالوا ما تخوفنا يا محمد نحن والله أبناء الله وأحباؤه كقول النصارى فانزل الله فيهم وقالت اليهود والنصارى إلى آخر الآية والله تعالى أعلم * قوله تعالى (قل فلم يعذبكم) الآية * أخرج أحمد عن أنس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه وصبى في الطريق فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ فاقبلت تسعى وتقول ابني ابني فاخذته فقال القوم يا رسول الله ما كانت هذه لتلقى ابنها في النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا والله ولا يلقى حبيبه في النار * وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والله لا يعذب الله حبيبه ولكن يبتليه في الدنيا * قوله تعالى (يغفر لمن يشاء) الآية * أخرج ابن جرير عن السدى في قوله يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء يقول يهدى منكم من يشاء في الدنيا فيغفر له ويميت من يشاء منكم على كفره فيعذبه * قوله تعالى (يا أهل الكتاب) الآية * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود إلى الاسلام فرغبهم فيه وحذرهم فابوا عليه فقال لهم معاذ بن جبل وسعد بن عبادة وعقبة بن وهب يا معشر يهود اتقوا الله فوالله انكم لتعلمون انه رسول الله لقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه وتصفونه لنا بصفته فقال رافع بن حريملة ووهب بن يهود اما قلنا لكم هذا وما أنزل الله من كتاب من بعد موسى ولا أرسل بشيرا ولا نذيرا بعده فانزل الله يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة الاآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله قد جاءكم رسولنا بين لكم على فترة من الرسل قال هو محمد جاء بالحق الذى فتربه بين الحق والباطل فيه بيان وموعظة ونور وهدى وعصمة لمن اخذ به قال وكانت الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم وذكر لنا انه كانت ستمائة سنة أو ما شاء الله من ذلك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير من طريق معمر عن قتادة في قوله على فترة من الرسل قال كان بين عيسى ومحمد خمسمائة سنة وستون قال معمر قال الكلبى خمسمائة سنة وأربعون سنة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال كانت الفترة خمسمائة سنة * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال كانت الفترة بين عيسى ومحمد أربعمائة سنة وبضعا وثلاثين سنة * قوله تعالى (واذ قال موسى لقومه) الآية * أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله واذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا قال واسم الله قد جعل نبيا وجعلكم ملوكا على رقاب الناس فاشكروا نعمة الله ان الله يحب الشاكرين * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله واذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا قال كنا نحدث انهم أول من سخرلهم الخدم من بنى آدم وملكوا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وجعلكم ملوكا قال ملكهم الخدم وكانوا أول من ملك الخدم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وجعلكم ملوكا قال كان الرجل من بنى اسرائيل إذا كانت له الزوجه والخادم والدار يسمى ملكا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في قوله وجعلكم ملوكا قال الزوجة والخادم والبيت * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا قال المرأة والخادم وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين قال الذين هم بين ظهرانيهم يومئذ * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى سعيد
[ 270 ]
الخدرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كانت بنو اسرائيل إذا كان لاحدهم خادم ودابة وامرأة كتب ملكا * وأخرج ابن جرير والزبير بن بكار في الموفقيات عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له بيت وخادم فهو ملك * وأخرج أبو داود في مراسيله عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له بيت وخادم فهو ملك * وأخرج أبو داود في مراسيله عن زيد بن أسلم في قوله وجعلكم ملوكا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجة ومسكن وخادم * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن عبد الله ابن عمرو بن العاصى انه سأل رجل ألسنا من فقراء المهاجرين قال ألك امرأة تاوى إليها قال نعم قال ألك مسكن تسكنه قال نعم قال فانت من الاغنياء قال ان لى خادما قال فانت من الملوك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وجعلكم ملوكا قال جعل لهم أزواجا وخدما وبيوتا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين قال المن والسلوى والحجر والغمام * وأخرج ابن جرير عن الحسن وجعلكم ملوكا قال وهل الملك الا مركب وخادم ودار * وأخرج ابن جرير من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين قال المن والسلوى * قوله تعالى (يا قوم ادخلوا الارض المقدسة) الآية * أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله الارض المقدسة قال هي المباركة * وأخرج ابن عساكر عن معاذ بن جبل قال الارض المقدسة ما بين العريش إلى الفرات * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله الارض المقدسة قال هي الشام * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله التى كتب الله لكم قال التى أمركم الله بها * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال أمر القوم كما أمروا بالصلاة والزكاة والحج والعمرة * قوله تعالى (قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ان فيها قوما جبارين قال ذكر لنا انهم كانت لهم أجسام وخلق ليست لغيرهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين قال هم أطول منا أجساما وأشد قوة * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن أبى ضمرة قال استظل سبعون رجلا من قوم موسى في خف رجل من العماليق * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن زيد بن أسلم قال بلغني انه رؤيت ضبع وأولادها رابضة في فجاج عين رجل من العمالقة * وأخرج ابن أبى حاتم عن أنس بن مالك أنه أخذ عصا فذرع فيها شيأ ثم قاس في الارض خمسين أو خمسا وخمسين ثم قال هكذا أطول العماليق * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال أمر موسى ان يدخل مدينة الجبار ين فسار بمن معه حتى نزل قريبا من المدينة وهى أريحاء فبعث إليهم اثنى عشر نقيبا من كل سبط منهم عين فيأتوه بخبر القوم فدخلوا المدينة فرأوا أمرا عظيما من هيبتهم وجسمهم وعظمهم فدخلوا حائطا لبعضهم فجاء صاحب الحائط ليجنى الثمار من حائطه فجعل يحش الثمار فنظر إلى آثارهم فتبعهم فكلما أصاب واحدا منهم أخذه فجعله في كمه مع الفاكهة وذهب إلى ملكهم فنثرهم بين يديه فقال الملك قد رأيتم شأننا وأمرنا اذهبوا فاخبروا صاحبكم قال فرجعوا إلى موسى فاخبروه بما عاينوا من أمرهم فقال اكتموا عنا فجعل الرجل يخبر أباه وصديقه ويقول اكتم عنى فاشيع ذلك في عسكر هم ولم يكتم منهم الا رجلان يوشع بن نون وكالب بن يوحنا وهم اللذان أنزل الله فيهما قال رجلان من الذين يخافون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ادخلوا الارض المقدسة قال هي مدينة الجبارين لما نزل بها موسى وقومه بعث منهم اثنى عشر رجلا وهم النقباء الذين ذكرهم الله تعالى ليأتوهم بخبرهم فساروا فلقيهم رجل من الجبارين فجعلهم في كساءته فحملهم حتى أتى بهم المدينة ونادى في قومه فاجتمعوا إليه فقالوا من أنتم قالوا نحن قوم موسى بعثنا لنأتيه بخبركم فاعطوهم حبة من عنب تكفى الرجل وقالوا لهم اذهبوا إلى موسى وقومه فقولوا لهم اقدر واقدر فاكهتهم فلما أتوهم قالوا يا موسى اذهب أنت وربك فقاتلا اناهها قاعدون فقال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما وكانا من أهل المدينة أسلما واتبعا موسى فقالا لموسى ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فانكم غالبون * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله قال رجلان قال يوشع بن نون وكالب * وأخرج عبد بن حميد عن عطية العوفى في قوله قال رجلان قال كالب ويوشع ابن النون فتى موسى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله من الذين يخافون
[ 271 ]
أنعم الله عليهما قال في بعض القراءة بخافون انعم الله عليهما * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير انه كان يقرؤها بضم الياء يخافون * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال كانا من العدو فصارا مع موسى * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال رجلان من الذين يخافون برفع الياء * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ من الذين يخافون بنصب الياء في يخافون * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما بالهدى فهداهما فكانا على دين موسى وكانا في مدينة الجبارين * وأخرج ابن جرير عن سهل بن على قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما بالخوف * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما قال هم النقباء وفى قوله ادخلوا عليهم الباب قال هي قرية الجبارين * قوله تعال (قالوا يا موسى انا لن ندخلها) الآية * أخرج أحمد والنسائي وابن حبان عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سار إلى بدر استشار المسلمين فاشار عليه عمر ثم اشتشارهم فقالت الانصار يا معشر الانصار ايأكم يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لا نقول كما قالت بنو اسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون والذى بعثك بالحق لو ضربت أكبادها إلى برك الغماد لاتبعناك * وأخرج أحمد وابن مردويه عن عتبة عبد السلمى قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه ألا تقاتلون قالوا نعم ولا نقول كما قالت بنو اسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا أنا ههنا فاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكم مقاتلون * وأخرج أحمد عن طارق بن شهاب ان المقداد قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يا رسول الله انا لا نقول كما قالت بنو اسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قادعون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكم مقاتلون * وأخرج البخاري والحاكم وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال لقد شهدت من المقداد مشهد الان أكون أنا صاحبه أحب إلى مما عدل به أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين قال والله يا رسول الله لانقول كما قالت بنو اسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون ولكن نقاتل عن يمينك وعن يسارك ومن بين يدك ومن خلفك فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرق لذلك وسر بذلك * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكران رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه يوم الحديبية حين صد المشركون الهدى وحيل بينهم وبين مناسكهم انى ذاهب بالهدى فناحره عند البيت فقال المقداد بن الاسود اما والله لا نكون كالملا من بنى اسرائيل إذ قالوا لنبيهم اذهب انت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون * قوله تعالى (قال رب انى لا أملك الا نفسي) الآية * أخرج ابن جرير عن السدى قا غضب موسى عليه السلام حين قال له القوم اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون فدعا عليهم فقال رب انى لاأملك الا نفسي وأخى فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين وكان عجلة من موسى عجلها فلما ضرب عليهم التيه ندم موسى فلما ندم أوحى الله إليه فلا تاس على القوم الفاسقين لا تحزن على القوم الذين سميتهم فاسقين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين يقول افصل بيننا وبينهم * قوله تعالى (فانها محرمة عليهم) الآية * أخرج ابن جرير عن قتادة في قوله انها محرمة عليهم قال أبدا وفى قوله يتيهون في الارض قال أربعين سنة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا انهم بعثوا اثنى عشر رجلا من كل سبط رجلا عيونا لياتوهم بامر القوم فاما عشرة فجبنوا قومهم وكرهوا إليهم الدخول وأما يوشع بن نون وصاحبه فامرا بالدخول واستقاما على أمر الله ورغبا قومهم في ذلك وأخبراهم في ذلك انهم غالبون حتى بلغ ههنا قاعدون قال لما جبن القوم عن عدوهم وتركوا أمر ربهم قال الله فانها محرمة عليهم أربعين سنة انما يشربون ماء الاطواء لا يهبطون قرية ولا مصرا ولا يهتدون لها ولا يقدرون على ذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال حرمت عليهم القرى فكانوا لا يهبطون قرية ولا يقدرون على ذلك انما يتبعون الاطواء أربعين سنة والاطواء والركايا وذكر لنا ان موسى توفى في الاربعين سنة وانه لم يدخل بيت المقدس منهم الا أبناؤهم والرجلان اللذان قالا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال تاهوا أربعين سنة فهلك موسى وهرون في التيه وكل من جاوز الاربعين سنة فلما مضت الاربعون سنة ناهضهم يوشع بن نون وهو الذى قام بالامر بعد موسى وهو الذى قيل له اليوم يوم الجمعة فهموا بافتتاحها فدنت
[ 272 ]
الشمس للغروب فخشى ان دخلت ليلة السبت أن يسبتوا فنادى الشمس انى مامور وانك مامورة فوقفت حتى افتتحها فوجد فيها من الاموال ما لم ير مثله قط فقربوه إلى النار فلم تات فقال فيكم الغلول فدعا رؤس الاسباط وهم اثنا عشر رجلا فبايعهم فالتصقت يد رجل منهم بيده فقال الغلول عندك فاخرجه فاخرج رأس بقرة من ذهب لها عينان من ياقوت واسنان من لؤلؤ فوضعه مع القربان فاتت النار فاكاتها * واخرج ابن جرير عن مجاهد قال تاهت بنو اسرائيل أربعين سنة يصبحون حيث أمسوا ويمسون حيث أصبحوا في تيههم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال ان بنى اسرائيل لما حرم الله عليهم ان يدخلوا الارض المقدس أربعين سنة يتيهون في الارض شكوا إلى موسى فقالوا ما ناكل فقال ان الله سباتيكم بما تأكلون قالوا من أين قال ان الله سينزل عليكم خبزا مخبوزا فكان ينزل عليهم المن وهو خبز الرقاق ومثل الذرة قالوا وما نأتدم وهل بدلنا من لحم قال فان الله يأتيكم به قالوا من أين فكانت الريح تأتيهم بالسلوى وهو طير سمين مثل الحمام فقالوا فما نلبس قال لا يخلق لاحدكم ثوب أربعين سنة قالوا فما نحتذى قال لا ينقطع لاحدكم شسع أربعين سنة قالوا فانه يولد فينا أولاد صغار فما نكسوهم قال الثوب الصغير يشب معه قالوا فمن أين لنا الماء قال ياتيكم به الله فامر الله موسى أن يضرب بعصاه الحجر قالوا فما نبصر تغشانا الظلمة فضرب له عمودا من نور في وسط عسكره أضاء عسكره كله قالوا فبم نستظل الشمس علينا شديدة قال يظلكم الله تعالى بالغمام * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس قال ظلل عليهم الغمام في التيه قدر خمسة فراسخ أو ستة كلما أصبحوا ساروا غادين فإذا أمسوا اذاهم في مكانهم الذى ارتحلوا فكانوا كذلك أربعين سنة وهم في ذلك ينزل عليهم المن والسلوى ولا تبلى ثيابهم ومعهم حجر من حجارة الطور يحملونه معهم فإذا نزلوا ضربه موسى بعصاه فانفرجت منه اثنا عشرة عينا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال خلق لهم في التيه ثياب لا تخلق ولا تذوب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن طاوس قال كانت بنو اسرائيل إذا كانوا في تيههم تشب معهم ثيابهم إذا شبوا * وأخرج عبد حميد عن الحسن قال لما استسقى موسى لقومه أوحى الله إليه أن اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا فقال لهم موسى ردوا معشر الحمير فأوحى الله إليه قلت لعبادي معشر الحميرو انى قد حرمت عليكم الارض المقدسة قال يا رب فاجعل قبري منها قذفة حجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو رأيتم قبر موسى لرأيتموه من الارض المقدس قذفة بحجر * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال لما استسقى لقومه فسقوا قال اشربوا يا حمير فانهاه عن ذلك وقال لا تدع عبادي يا حمير * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله فلا تاس قال لا تحزن * وأخرج الطستى في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل فلا تأس قال لا تحزن قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أمرأ القيس وهو يقول وقوفابها صحبا على مطيهم * يقولون لا تهلك أسى وتحمل * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والحاكم وصححه عن أبى هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان نبيا من الانبياء قاتل أهل مدينة حتى إذا كادان يفتحها خشى ان تغرب الشمس فقال أيتها الشمس انك مامورة وأنا مامور بحرمتي عليك الا وقفت ساعة من النهار قال فحبسها الله تعالى حتى افتتح المدينة وكانوا إذا أصابوا الغنائم قربوها في القربان فجاءت النار فاكلتها فلما أصابوا وضعوا القربان فلم تجئ النار تأكله فقالوا يا نبى الله مالنا لا تقبل قرباننا قال فيكم غلول قالوا وكيف لنا ان نعلم من عنده الغلول قال وهم اثنا عشر سبطا قال يبايعني رأس كل سبط منكم فبايعه رأس كل سبط فلزقت كفه بكف رجل منهم فقالوا له عندك الغلول فقال كيف لى أن أعلم قال تدعو سبطك فتبايعهم رجلا رجلا ففعل فلزقت كفه بكف رجل منهم قال عندك الغلول قال نعم عندي الغلول قال وما هو قال رأس ثور من ذهب أعجبني فغللته فجاء به فوضعه في الغنائم فجاءت النار فاكلته فقال كعب صدق الله ورسوله هكذا والله في كتاب الله يعنى في التوراة ثم قال يا أبا هريرة أحدثكم النبي صلى الله عليه وسلم أي نبى كان قال هو يوشع بن نون قال فحدثكم أي قرية قال هي مدينة أريحاء وفى رواية عبد الرزاق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تحل الغنيمة لاحد قبلنا وذلك ان الله رأى ضعفنا فطيبها لنا وزعموا أن الشمس لم تحبس لاحد قبله ولا
[ 273 ]
بعده * قوله تعالى (واتل عليهم نبأ ابني آدم) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن مسعود عن ناس من الصحابة أنه كان لا يولد لآم مولود الا ولد معه جارية فكان يزوج غلام هذا البطن لجارية البطن الآخر ويزوج جارية هذا البطن غلام هذا البطن الآخر حتى ولد له ابنان يقال لهما قابيل وهابيل وكان قابيل صاحب زرع وكان هابيل صاحب ضرع وكان قابيل أكبرهما وكانت له اخت أحسن من اخت هابيل وان هابيل طلب أن ينكح اخت قابيل فابى عليه وقال هي اختى ولدت معى وهى أحسن من اختك وأنا أحق أن أتزوج بها فأمره أبوه أن يتزوجها هابيل فابى وانهما قر باقر بانا إلى الله أيهما أحق بالجارية وكان آدم قد غاب عنهما إلى مكة ينظر إليها فقال آدم للسماء احفظي ولدى بالامانة فابت وقال للارض فابت وقال للجبال فابت فقال لقابيل فقال نعم تذهب وترجع وتجد أهلك كما يسرك فلما انطلق آدم قربا قربانا وكان قابيل يفخر عليه فقال أنا أحق بها منك هي أختى وأنا أكبر منك وأنا وصى والدى فلما قر باقرب هابيل جذعة سمينة وقرب قابيل حزمة سنبل فوجد فيها سنبلة عظيمة ففركها فاكلها فنزلت النار فاكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل فغضب وقال لاقتلنك حتى لا تنكح أختى فقال هابيل انما يتقبل الله من المتقين انى أريد أن تبوأ باثمى واثمك يقول اثم قتلى إلى اثمك الذى في عنقك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن عساكر بسند جيد عن ابن عباس قال نهى أن ينكح المرأة أخاها توأمها وان ينكحها غيره من اخوتها وكان يولد في كل بطن رجل وامرأته فبينما هم كذلك ولدله امرأة وضيئة وأخرى قبيحة ذميمة فقال أخوا الذميمة انكحني أختك وانكحك أختى قالا أنا أحق باختى فقر باقر بانا فجاء صاحب الغنم بكبش أبيض وصاحب الزرع بصبرة من طعام فتقبل من صاحب الكبش فخزنه الله في الجنة أربعين خريفا وهو الكبش الذى ذبحه ابراهيم ولم يقبل من صاحب الزرع فبنو آدم كلهم من ذلك الكافر * وأخرج اسحق بن بشر في المبتدا وابن عساكر في تاريخه من طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال ولد لآدم أربعون ولدا عشرون غلاما وعشرون جارية فكان ممن عاش منهم هابيل وقابيل وصالح وعبد الرحمن والذى كان سماه عبد الحارث وود وكان يقال له شيث ويقال له هبة الله وكان اخوته قد سودوه وولد له سواع ويغوث ونسروان الله أمره ان يفرق بينهم في النكاح ويزوج أخت هذا من هذا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال كان من شأن ابني آدم انه لم يكن مسكين يتصدق عليه وانما كان القربان يقربه الرجل فبينا ابنا آدم قاعدان إذ قالا لو قربنا قربانا وكان أحدهما راعيا والآخر حراثا وان صاحب الغنم قرب خير غنمه واسمنها وقرب الآخر بعض زرعه فجاءت النار فنزلت فاكلت الشاة وتركت الزرع وان ابن آدم قال لاخيه أتمشى في الناس وقد علموا انك قربت قربانا فتقبل منك ورد على فلا والله لا ينظر الناس إلى واليك وأنت خير منى فقال لا قلتك فقال له أخوه ما ذنبي انما يتقبل الله من المتقين لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدى اليك لاقتلك لا أنا مستنصر ولا مسكن يدى عنك * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال ان ابني آدم للذين قربا قربانا كان أحدهما صاحب حرث والآخر صاحب غنم وانهما أمر أن يقربا قربانا وان صاحب الغنم قرب أكرم غنمه وأسمنها وأحسنها طيبة بها نفسه وان صاحب الحرث قرب شرحرثه الكردن والزوان غير طيبة بها نفسه وان الله تقبل قربان صاحب الغنم ولم يقبل قربان صاحب الحرث وكان من قصتهما ما قص الله في كتابه وايم الله ان كان المقتول لاشد الرجلين ولكنه منعه التحرج أن يبسط يده إلى أخيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله واتل عليهم نبا ابني آدم قال هابيل وقابيل لصلب آدم قرب هابيل عنا قامن أحسن غنمه وقرب قابيل زرعا من زرعه فتقبل من صاحب الشاة فقال لصاحبه لاقتلنك فقتله فعقل الله احدى رجليه بساقه إلى فخذها من يوم قتله إلى يوم القيامة وجعل وجهه إلى اليمن حيث دار دارت عليه حظيرة من ثلج في الشتاء وعليه في الصيف حظيرة من نار ومعه سبعة أملاك كلما ذهب ملك جاء الآخر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن في قوله واتل عليهم نبا ابني آدم بالحق قال كانا من بنى اسرائيل ولم يكونا ابني آدم لصلبه وانما كان القربان في بنى اسرائيل وكان أول من مات * قوله تعالى (انما يتقبل الله من المتقين) * أخرج ابن أبى حاتم عن أبى الدرداء قال لان استيقن ان الله تقبل من صلاة واحدة أحب إلى من الدنيا وما فيها ان الله
[ 274 ]
يقول انما يتقبل الله من المتقين * واخرج ابن أبى الدنيا في كتاب التقوى عن على بن أبى طالب قال لا يقل عمل مع تقوى وكيف يقل ما يتقبل * وأخرج ابن أبى الدنيا عن عمر بن عبد العزيز انه كتب إلى رجل أوصيك بتقوى الله الذى لا يقبل غيرها ولا يرحم الا عليها ولا يثيب الا عليها فان الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل * وأخرج ابن أبى الدنيا عن يزيد العيص سألت موسى بن أعين عن قوله عزوجل انما يتقبل الله من المتقين قال تنزهوا عن أشياء من الحلال مخافة ان يقعوا في الحرام فسماهم الله متقين * وأخرج ابن أبى الدنيا عن فضالة بن عبيد قال لان أكون اعلم ان الله يقبل منى مثقال حبة من خردل أحب إلى من الدنيا وما فيها فان الله يقول انما يتقبل الله من المتقين * وأخرج سعد وابن أبى الدنيا عن قتادة قال قال عامر بن عبد قيس آية في القرآن أحب إلى من الدنيا جميعا ان أعطاه أن يجعلني الله من المتقين فانه قال انما يتقبل الله من المتقين * وأخرج ابن أبى الدنيا عن همام بن يحيى قال بكى عامر بن عبد الله عند الموت فقيل له ما يبكيك قال آية في كتاب الله فقيل له أية آية قال انما يتقبل الله من المتقين * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبل عمل عبد حتى يرضى عنه * وأخرج ابن أبى شيبة عن ثابت قال كان مطرف يقول اللهم تقبل منى صيام يوم اللهم اكتب لى حسنة ثم يقول انما يتقبل الله من المتقين * وأخرج ابن أبى شيبة عن الضحاك في قوله انما يتقبل الله من المتقين قال الذين يتقون الشرك * وأخرج ابن عساكر عن هشام بن يحيى عن أبيه قال دخل سائل إلى ابن عمر فقال لابنه اعطه دينارا فاعطاه فلما انصرف قال ابنه تقبل الله منك يا ابتاه فقال لو علمت ان الله تقبل منى سجدة واحدة أو صدقة درهم لم يكن غائب أحب إلى من الموت تدرى ممن يتقبل الله انما يتقبل الله من المتقين * قوله تعالى (لئن بسطت إلى يدك) الآية * أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله لئن بسطت إلى يدك الآية قال كان كتب عليهم إذا أراد الرجل رجلا تركه ولا يمتنع منه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال كانت بنو اسرائيل كتب عليهم إذا الرجل بسط يده إلى الرجل لا يمتنع عنه حتى يقتله أو يدعه فذلك قوا لئن بسطت الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله انى أريد أن تبوأ باثمى واثمك قال بقتلك اياى واثمك قال بما كان منك قبل ذلك * وأخرج عن قتادة والضحاك مثله * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل انى أريد أن تبوأ باثمى واثمك قال ترجع باثمى واثمك الذى عملت فتستوجب النار قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر يقول من كان كاره عيشه فليأتنا * يلقى المنية أو يبوأ عناء * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن سعد بن أبى وقاس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي قال أفرأيت ان دخل على بيتى فبسط إلى يده ليقتلني قل كن كابن آدم وتلالئن بسطت إلى يدك لتقتلني الآية * وأخرج أحمد ومسلم والحاكم عن أبى ذر قال ركب النبي صلى الله عليه وسلم حمارا وأرد فنى خلفه فقال يا أبا ذر أرأيت ان أصاب الناس جوع لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك كيف تصنع قلت الله ورسوله أعلم قال تعفف يا أبا ذر أرأيت ان أصاب الناس موت شديد يكون البيت فيه بالعبد يعنى القبر قلت الله ورسوله أعلم قال اصبر يا أبا ذر قال أرأيت ان قتل الناس بعضهم بعضا حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء كيف تصنع قلت الله ورسوله أعلم قال اقعد في بيتك واغلق بابك قلت فان لم أترك قال فائت من أنق منهم فكن فيهم قلت فآخذ سلاحي قال اذن تشاركهم فيماهم فيه ولكن ان خشيت أن يروعك شعاع السيف فالق طرف ردائك على وجهك حى يبوأ باثمه واثمك فيكون من أصحاب النار * وأخرج البيهقى عن أبى موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اكسروا سيفكم يعنيى في الفتنة واقطعوا أوتاركم والزموا أجواف البيوت وكونوا فيها كالخير من ابني آدم * وأخرج ابن مردويه عن حذيفة قال لئن اقتتلتم لانتظرن أقصى بيت في دارى فلا لجنه فئلن دخل على فلاتولن ها بؤباثمى واثمك كخير ابني آدم * وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن أبى نضرة قال دخل أبو سعيد الخدرى يوم الحرة غارا فدخل عليه الغار رجل ومع أبى سعيد السيف فوضعه أبو سعيد وقال بؤ باثمى واثمك وكن من أصحاب
[ 275 ]
النار ولفظ ابن سعد وقال انى أريد أن تبوأ باثمى واثمك فتكون من أصحاب النار قال أبو سعيد الخدرى أنت قال نعم قال فاستغفر لي قال غفر الله لك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ابني آدم صربا مثلا لهذه الامة فخذوا بالخير منهما * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أيها الناس ألا ان ابني آدم ضر بالكم مثلا فتشبهوا بخيرهما ولا تتشبهوا بشرهما * وأخرج ابن جرير من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه قال قلت لبكر بن عبد الله أما بلغك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ضرب لكم ابني آدم مثلا فخذوا خيرهما ودعوا شرهما قال بلى * وأخرج الحاكم بسند صحيح عن أبى بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انها ستكون فتن ألا ثم تكون فتنة لقاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي إليها فإذا نزلت فمن كان له ابل فليلحق بابله ومن كان له أرض فليلحق بارضه فقيل أرأيت يا رسول الله ان لم يكن له ذلك قال فليأخذ حجرا فليدق به على حد سيفه ثم لينج ان استطاع النجاة اللهم هل بلغت ثلاثا فقال رجل يا رسول الله أرأيت ان أكرهت حتى ينطلق بى إلى أحد الصفين فيرميني رجل بسهم أو يضربني بسيف فيقتلني قال يبوء باثمه واثمك فيكون من أصحاب النار قالها ثلاثا * وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة انه قيل له ما تامرنا إذا قتل المصلون قال آمرك أن تنظر أقصى بيت في دارك فتلج فيه فان دخل عليك فتقول هابؤ باثمى واثمك فتكون كابن آدم * وأخرج أحمد والحاكم عن خالد بن عرفطة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خالد انه سيكون بعدى احداث وفتن واختلاف فان استطعت أن تكون عبد الله المقتول لا القاتل فافعل * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع والمضطجع خير من القاعد والقاعد خير من الماشي والماشي خير من الساعي قتلاها كلها في النار قلت يا رسول الله فبم تأمرني ان أدركت ذلك قال ادخل بيتك قلت أفرأيت ان دخل على قال قل بؤ باثمى واثمك وكن عبد الله المقتول * وأخرج البيهقى في شعب الايمان وابن عساكر عن الاوزاعي قال من قتل مظلوما كفر الله كل ذنب عنه وذلك في القرآن انى أريد أن تبوء باثمى واثمك * وأخرج ابن سعد عن خباب بن الارث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي فان أدركت ذلك فكن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجز أحدكم أتاه الرجل أن يقتله أن يقول هكذا وقال باحدى يديه على الاخرى فيكون كالخير من ابني آدم وإذا هو في الجنة وإذا قاتله في النار * قوله تعالى (فطوعت له نفسه) الآية * أخرج عبد بن حميد وبن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله فطوعت له نفسه قتل أخيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فطوعت له نفسه قتل أخيه قال زينت له نفسه * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة فطوعت له نفسه قتل أخيه ليقتله فراغ الغلام منه في رؤس الجبال فاتاه يوما من الايام وهو يرعى غنما له وهو نائم فرفع صخرة فشدخ بها رأسه فمات فتركه بالعراء ولا يدرى كيف يدفن فبعث الله غرابين أخوين فاقتتلا فقتل أحدهما صاحبه فحفر له ثم حثا عليه التراب فلما رآه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال ابن آدم الذى قتل أخاه لم يدر كيف يقتله فتمثل له ابليس في صورة طير فاخذ طيرا فوضع رأسه بين حجرين فشدخ رأسه فعلمه القتل وأخرج عن مجاهد نحوه * وأخرج ابن جرير عن خيثمة قال لما قتل ابن آدم أخاه شفت الارض دمه فلعنت فلم تشف الارض دما بعد * وأخرج ابن عساكر عن على أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بدمشق جبل يقال له قاسيون فيه قتل ابن آدم أخاه * وأخرج ابن عساكر عن عمرو ابن خبير الشعبانى قال كنت مع كعب الاحبار على جبل دير المران فرأى لجة سائلة في الجبل فقال ههنا قتل ابن آدم أخاه وهذا أثر دمه جعله الله آية للعالمين * وأخرج ابن عساكر من وجه آخر عن كعب قال ان الدم الذى على جبل قاسيون هو دم ابن آدم * وأخرج ابن عساكر عن وهب قال ان الارض نشفت دم ابن آدم المقتول فلعن ابن آدم الارض فمن أجل ذلك لا تنشف الارض دما بعد دم هابيل إلى يوم القيامة * وأخرج نعيم بن
[ 276 ]
حماد في الفتن عن عبد الرحمن بن فضالة قال لما قتل قابيل هابيل مسح الله عقله وخلع فؤاده تائها حتى مات * قوله تعالى (فاصبح من الخاسرين) * أخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرر وابن المنذر عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتل نفس ظلما الا كان على ابن آدم الاول كفل من دمها لانه أول من سن القتل * وأخرج ابن المنذر عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قتلت نفس ظلما الا كان على ابن آدم قاتل الاول كفل من دمها لانه أول من سن القتل * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن عمرو قال ان أشقى الناس رجلان لابن آدم الذى قتل أخاه ما سفك دم في الارض منذ قتل أخاه إلى يوم القيامة الا لحق به منه شئ وذلك انه أول من سن القتل * وأخرج الطبراني عن ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشقى الناس ثلاثة عاقر ناقة ثمود وابن آدم الذى قتل أخاه ما سفك على الارض من دم الالحقه منه لانه أول من سن القتل * وأخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمرو قال انا لنجد ابن آدم القاتل يقاسم أهل النار قسمة صحيحة العذاب عليه شطر عذابهم * وأخرج ابن أبى الدنيا في كتاب من عاش بد الموت من طريق عبد الله بن دينار عن أبى أيوب اليماني عن رجل من قومه يقال له عبد الله انه ونفرا من قومه ركبوا البحر وان البحر أظلم عليهم أياما ثم انجلت عنهم تلك الظلمة وهم قرب قرية قال عبد الله فخرجت ألتمس الماء وإذا أبواب مغلقة تجأ جأ فيها الريح فهتفت فيها فلم يجبنى أحد فبينا أنا على ذلك إذا طلع على فارسان فسألان عن أمرى فخبرتهما الذى أصبابنا في البحر وأنى خرجت أطلب الماء فقالا لى اسلك في هذه السكة فانك سنتتهى إلى بركة فيها ماء فاستق منها ولا يهولنك ما ترى فيها فسألتهما عن تلك البيوت المغلقة التى تجأ جأ فيها الريح فقالا هذه بيوت أرواح الموتى فخرجت حتى انتهيت إلى البركة فإذا فيها رجل معلق منكوس على رأسه يريد ان يتناول الماء بيده فلا يناله فلما رآن هتف بى وقال يا عبد الله اسقنى فغرفت بالقدح لاناوله فقبضت يدى فقلت اخبرني من أنت قال أنا ابن آدم أول من سفك دما في الارض * قوله تعالى (فبعث الله غرابا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطية قال لما قتله ندم فضمه إليه حتى أروح وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر متى يرمى به فتأكله وكره ان ياتي به آدم فيحزنه فبعث الله غرابين قتل احدهما الآخر وهو ينظر إليه ثم حفر له بمنقاره وبرجليه حتى مكن له ثم دفعه برأسه حتى القاه في الحفرة ثم بحث عليه برجليه حتى واراه فلما رأى ما صنع الغراب قال يا ويلتا أعجزت ان أكون مثل هذا الغراب فاوارى سوأة أخى * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال بعث الله غرابين فاقتتلا فقتل احدهما الآخرة ثم جعل يحثى عليه التراب حتى واراه فقال ابن آدم القاتل باويلتا أعجزت ان أكون مثل هذا الغراب فاوارى سوأة أخى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال جاء غراب إلى غراب ميت فبحث عليه التراب حتى واراه فقال الذى قتل أخاه يا ويلتا أعجزت ان أكون مثل هذا الغراب فاوارى سوأة أخى * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال مكث يحمل أخاه في جراب عن رقبته سنة حتى بعث الله الغرابين فرأهما يبحثان فقال أعجزت ان أكون مثل هذا الغراب فدفن أخاه * وأخرج ابن جرير وابن عساكر عن سالم بن أبى الجعد قال ان ادم لما قتل احدا بنيه الآخر مكث مائة عام لا يضحك حزنا عليه فاتى على رأس المائة فقيل له حياك الله وبياك وبشر بغلام فعند ذلك ضحك * وأخرج ابن جرير عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال لما قتل ابن آدم أخاه بكى آدم فقال تغيرت البلاد ومن عليها * فلون الارض مغبر قبيح تغير كل ذى لون وطعم * وقل بشاشة الوجه المليح فاجيب آدم عليه السلام أبا هابيل قد قتلا جميعا * وصار الحى بالميت الذبيح وجاء بشره قد كان منه * على خوف فجاء بها يصيح * وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس قال لما قتل ابن آدم أخاه قال آدم عليه الصلاة والسلام تغيرت البلاد ومن عليها * فوجه الارض مغبر قبيح تغير كل ذى لون وطعم * وقل بشاشة الوجه الصبيح
[ 277 ]
قتل قابيل هابيلا أخاه * فواحزنا مضى الوجه المليح فاجابه ابليس عليه اللعنة تنح عن البلاد وساكنيها * فبى في الخلد ضاق بك الفسيح وكنت بها وزوجك في رخاء * وقلبك من أذى الدنيا مريح فما انفكت مكايدتي ومكري * إلى ان فاتك الثمن الربيح * قوله تعالى (من أجل ذلك كتبنا) الاية * أخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله من أجل ذلك كتبنا على بنى اسرائيل يقول من أجل ابن آدم الذى قتل أخاه ظلما * وأخر ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا عند المقتول يقول في الاثم ومن أحياها فاستنقذ ها من هلكة فلكأنما أحيا الناس جميعا عند المستنقذ * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله فكأنما قتل الناس جميعا قال أوبق نفسه كما لو قتل الناس جميعا وفى قوله من أحياها قال من سلم من قتلها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال احياؤها أن لا يقتل نفسا حرمها الله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال من قتل نبيا أو امام عدل فكانما قتل الناس جميعا * وأخرج ابن سعد عن أبى هريرة قال دخلت على عثمان يوم الدار فقلت جئت لا نصرك فقال يا أبا هريرة أيسرك أن تقتل الناس جميعا واياى معهم قلت لا قال فانك ان قتلت رجلا واحدا فكانما قتلت الناس جميعا فانصرف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله فكانما قتل الناس جميعا قال هذه مثل التى في سورة النساء من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالد فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدله عذابا عظيما يقول لو قتل الناس جميعا لم يزد على مثل ذلك من العذاب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله من قتل نفسا بغير نفس فكانما قتل الناس جميعا قال في الوزر ومن أحياها فكانما أحيا الناس جميعا قال في لاجر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ومن أحياها قال من أنجاها من غرق أو حرق أو هدم أو هلكة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله ومن أحياها قال من قتل حميم فعفا عنه فكانما أحيا الناس جميعا * وأخرج ابن جرير عن الحسن انه قيل له في هذه الآية أهى لنا كما كانت لبنى اسرائيل قال أي والذى لا اله غيره * قوله تعالى (آنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله * أخرج أبودادو والنسائي عن ابن عباس في قوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله قال نزلت في المشركين منهم من تاب قبل أن يقدر عليه لم يكن عليه سبيل وليست تحرز هذه الآية الرجل المسلم من الحد ان قتل أو أفسد في الارض أو حارب الله ورسوله ثم لحق بالكفار قبل أن يقدروا عليه لم يمنعه ذلك أن يقام فيه الحد الذى أصابه * وأخرج ابن جرير والطبراني في الكبير عن ابن عباس في هذه الآية قال كان قوم من أهل الكتاب بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد وميثاق فنقضوا العهد وأفسدوا في الارض فخير الله نبيه فيهم ان شاء ان يقتل وان شاء ان يصلب وان شاء ان يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وأما النفى فهو الهرب في الارض فان جاء تائبا فدخل في الاسلام قبل منه ولم يؤخذ بما سلف * وأخرج ابن مردويه عن ابن سعد قال نزلت هذه الآية في الحرورية انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية * وأخرج عبد الرزاق والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر والنحاس في ناسخه والبيهقي في الدلائل عن أنس ان نفرا من عكل قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلموا وآمنوا فامرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ياتوا ابل الصدقة فيشربوا من أبوالها فقتلوا راعيها واستاقوها فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في طلبهم فاتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم ولم يحسمهم وتركهم حتى ماتوا فانزل الله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية * وأخرج أبو داود والنسائي وابن جرير عن ابن عمر قال نزلت آية المحاربين في العرنيين * وأخرج ابن جرير 7 قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم من عرينة مضرورين فامرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صحوا واشتدوا رعاء اللقاح ثم صرخوا باللقاح عامدين بها إلى أرض قومهم قال جرير فبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من المسلمين فقد منا بهم فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسمل أعينهم فانزل الله هذه الآية انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية * وأخرج ابن جرير عن
[ 278 ]
يزيد أبى حبيب ان عبد الملك بن مروان كتب إلى أنس يساله عن هذه الآية فكتب إليه أنس يخبره ان هذه الآية نزلت في أولئك النفر من العرنيين وهم بجيلة قال أنس فارتدوا على الاسلام وقتلوا الراعى واستاقوا الابل وأخافوا السبيل وأصابوا الفرج الحرام فسال رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل من القضاء فيمن حارب فقال من سرق وأخاف السبيل واستحل الفرج الحرام فاصلبه * وأخرج الحافظ عبدالعنى في ايضاح الاشكال من طريق أبى قلابة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله قال هم من عكل * وأخرج عبد الرزاق عن أبى هريرة قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال من بنى فزارة قد ماتوا هزلا فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى لقاحه فسرقوها فطلبوا فاتى بهم النبي صلى الله عليه وسلم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم قال أبو هريرة فيهم نزلت هذه الآية انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله قال فترك النبي صلى الله عليه وسلم الاعين بعد * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن سعيد بن جبير قال كان ناس من بنى سليم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الاسلام وهم كذبة ثم قالوا انا نجتوى المدينة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذه اللقاح تغدو عليكم وتروح قاشربوا من أبوالها فبينما هم كذلك إذ جاء الصريخ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قتلوا الراعى وساقوا النعم فركبوا في أثرهم فرجع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أسروا منهم فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم بهم فانزل الله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية فقتل النبي صلى الله عليه وسلم منهم وصلب وقطع وسمل الاعين قال فما مثل النبي صلى الله عليه وسلم قبل ولا بعد ونهى عن المثلة وقال لا تمثلوا بشئ * وأخرج مسلم والنحاس في ناسخه والبيهقي عن أنس قال انما سمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعين أولئك لانهم سملوا أعين الرعاة * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية قال نزلت في سودان عرينة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وبهم الماء الاصفر فشكوا ذلك إليه فامرهم فخرجوا إلى ابل الصدقة فقال اشربوا من أبوالها وألبانها فشربوا حتى إذا صحوا وبرئوا قتلوا الرعاة واستاقوا الابل فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتى بهم فاراد أن يسمل أعينهم فنهاه الله عن ذلك وأمره أن يقيم فيهم الحدود كما أنزل الله * وأخرج ابن جرير عن لوليد بن مسلم قال ذكرت لليث بن سعد ما كان من سمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك حسمهم حتى ماتوا فقال سمعت محمد بن عجلان يقول أنزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم معاتبة في ذلك وعلمه عقوبة مثلهم من القطع والقتل والنفى ولم يسمل بعدهم غيرهم وقال وكان هذا القول ذكر لابن عمر فانكر ان تكون نزلت معاتبة وقال بل كانت عقوبة ذلك النفر باعيانهم ثم نزلت هذه الآية في عقوبة غيرهم ممن حارب بعدهم فرفع عنه السمل * وأخرج البيهقى في سننه عن محمد بن عجلان عن أبى الزنادان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قطع الذين أخذوا القاحه وسمل أعينهم عاتبه الله في ذلك فانزل الله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية * وأخرج الشافعي في الام وعبد الرزاق والفريابي وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله انما جزاء الذين يحاروبن الله ورسوله الآية قال إذا خرج المحارب فاخذ المال ولم يقتل يقطع من خلاف وإذا خرج فتقل ولم ياخذ المال قتل وإذا خرج فقتل وأخذ المال قتل وصلب وإذا خرج فاخاف السبيل ولم ياخذ المال ولم يقتل نفى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس في ناسخه عن ابن عباس في قوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية قال من شهر السلاح في قبة الاسلام وأفسد السبيل وظهر عليه وقدر فامام المسلمين مخير فيه ان شاء قتله وان شاء صلبه وان شاء قطع يده ورجله قال أو ينفوا من الارض يهربوا يخرجوا من دار الاسلام إلى دار الحرب * وأخرج أبو داود والنسائي والنحاس في ناسخه والبيهقي عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل دام امرئ مسلم الا باحدى ثلاث خصال زان محصن يرجم ورجل قتل متعمدا فيقتل ورجل خرج من الاسلام فحارب فيقتل أو يصلب أو ينفى من الارض * وأخرج الخرائطي في مكارم الاخلاق عن ابن عباس ان قوما من عرينة جاؤا إلى النبي صلى لله عليه وسلم فاسلموا وكان منهم موازبة قد شلت أعضاؤهم واصفرت وجوههم وعظمت بطونهم فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابل الصدقة يشربوا من أبوالها
[ 279 ]
وألبانها فشربوا حتى صحوا وسمنوا فعمدوا إلى راعى النبي صلى الله عليه وسلم فقتلوه واستاقوا الابل وارتدوا عن الاسلام وجاء جبريل فقال يا محمد ابعث في آثارهم فبعث ثم قال ادع بهذا الدعاء اللهم ان السماء سماؤك والارض أرضك والمشرق مشرقك والمغرب مغربك اللهم ضيق 7 من مسك حمل حتى تقدرني عليهم فجاؤا بهم فانزل الله تعالى انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية فأمره جبريل ان من أخذ المال وقتل يصلب ومن قتل ولم ياخذ المال يقتل ومن أخذ المال ولم يقتل تقطع يده ورجله من خلاف وقال ابن عباس هذا الدعاء لكل آبق ولكل من ضلت له ضالة من انسان وغيره يدعو هذا الدعاء ويكتب في شئ ويدفن في مكان نظيف الا قدرة الله عليه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وعطاء الخراساني في قوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية قال هذا الذى يقطع الطريق فهو محارب فان قتل وأخذ مالا صلب وان قتل ولم ياخذ مالا قتل وان أخذ مالا ولم يقتل قطعت يده ورجله وان أخذ قبل ان يفعل شيأ من ذلك نفى وأما قوله الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فهؤلاء خاصة ومن أصاب دماثم تاب من قبل ان يقدر عليه أهدر عنه ما مضى * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن عطاء ومجاهد قالا الامام في ذلك مخبران شاء قتل وان شاء قطع ان شاء صلب وان شاء نفى * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن المسيب والحسن والضحاك في الآية قالوا الامام مخير في المحارب يصنع به ما شاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال كان قوم بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ميثاق فنقضوا العهد وقطعوا السبل وأفسدوا في الارض فخير الله نبيه فيهم ان شاء قتل وان شاء صلب وان شاء قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الارض قال هوان يطلبوا حتى يعجزوا فمن تاب قبل ان يقدروا عليه قبل ذلك منه * وأخرج أبو داود في ناسخه عن الضحاك قال نزلت هذه الآية في المشركين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال نفيه ان يطلبه الامام حتى ياخذه أقام على احدى هذه المنازل التى ذكر الله بما استحل * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله أو ينفوا من الارض قال من بلد إلى بلد * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال ينفى حتى لا يقدر عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الزهري في قوله أو ينفوا من الارض قال نفيه ان يطلب فلا يقدر عليه كلما سمع به في أرض طلب * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس في الآية قال يخرجوا من الارض أينما أدركوا اخرجوا حتى يلحقوا بارض العدو * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في الآية قال من أخاف سبيل المؤمنين نفى من بلد إلى غيره * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله ويسعون في الارض فسادا قال الزنا والسرقة وقتل النفس وهلاك الحرث والنسل * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظى وسعيد بن جبير قالا ان جاء تائبا لم يقطع مالا ولا سفك دما فذلك الذى قال الله الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا في كتاب الاشراف ابن جرير وابن أبى حاتم عن الشعبى قال كان حارثة بن بدر التميمي من أهل البصرة قد أفسد في الارض وحارب وكلم رجالا من قريش ان يستامنوا له عليا فابوا فاتى سعيد بن قيس الهمداني فاتى عليا فقال يا أمير المؤمنين ما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا قال ان يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الارض ثم قال الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فقال سعيد وان كان حارثة بن بدر فقال هذا حارثة بن بدر قد جاء تائبا فهو آمن قال نعم قال فجاء به إليه فبايعه وقبل ذلك منه وكتب له أمانا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن الاشعث عن رجل قال صلى رجل مع أبى موسى الاشعري الغداة ثم قال هذا مقام العائذ التائب أنا فلان بن فلان أنا كنت ممن حارب الله ورسوله وجئت تائبا من قبل أن يقدر على فقال أبو موسى ان فلان بن فلان كان ممن حارب الله ورسوله وجاء تائبا من قبل ان يقدر عليه فلا يعرض له أحد الا بخير فان يك صادقا فسبيلى ذلك وان يك كاذبا فلعل الله ان ياخذه بذنبه * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء انه سئل عن رجل سرق سرقة فجاء تائبا من غير أن يؤخذ عليه هل عليه حد قال لاثم قال الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم الآية * وأخرج أبو داود في ناسخه عن السدى في قوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله قال سمعنا انه إذا قتل قتل وإذا أخذ المال ولم يقتل قطعت يده بالمال ورجله بالمحاربة وإذا قتل وأخذ المال قطعت يده ورجلاه وصلب الا الذين تابوا من
[ 280 ]
قبل ان تقدروا عليهم فان جاء تائبا إلى الامام قبل ان يقدر عليه فامنه الامام فهو آمن فان قتله انسان بعد ان يعلم ان الامام قد أمنه قتل به فان قتله ولم يعلم ان الامام قد أمنه كانت الدية * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقو االله وابتغوا إليه الوسيلة) * أخرج عبد بن حميد والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم في قوله وابتغوا إليه الوسيلة قال القربة * وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة في قوله وابتغوا إليه الوسيلة قال القرية * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وابتغوا إليه الوسيلة قال تقربوا إلى الله بطاعته والعمل بما يرضيه * وأخرج عبد بن حميد عن أبى وائل قال الوسيلة في الايمان * وأخرج الطستى وابن الانباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له اخبرني عن قوله عزوجل وابتغوا إليه الوسيلة قال الحاجة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عنترة وهو يقول ان الرجال لهم اليك وسيلة * ان ياخذوك تكحلى وتخضبى * قوله تعالى (ان الذين كفروا لو أن لهم) الآيتين * أخرج مسلم وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار قوم فيدخلون الجنة قال يزيد بن الفقير فقلت لجابر بن عبد الله يقول الله يريودن ان يخرجوا من النار وماهم بخارجين منها قال اتل أول الآية ان الذين كفروا لو أن لهم ما في الارض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة الا انهم الذين كفروا * وأخرج البخاري في الادب المفرد وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن طلق بن حبيب قال كنت من أشد الناس تكذيبا للشفاعة حتى لقيت جابر بن عبد الله فقرأت عليه كل آية أقدر عليها يذكر الله فيها خلود أهل النار قال يا طلق أتراك أقرأ لكتاب الله وأعلم لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم منى ان الذين قرأت هم أهلها هم المشركون ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوبا ثم خرجوا منها ثم أهوى بيده إلى أذنيه فقال صمتان ان لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرجون من النار بعدما دخلوا ونحن نقرأ كما قرأت * وأخرج ابن جرير عن عكرمة ان نافع بن الازرق قال لابن عباس وماهم بخارجين منها فقال ابن عباس ويحك اقرأ ما فوقها هذه للكفار * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال ان الله إذا فرغ من القضاء بين خلقه أخرج كتاب من تحت عرشه فيه رحمتى سبقت غضبى وأنا أرحم الراحمين قال فيخرج من النار مثل أهل الجنة أو قال مثلى أهل الجنة مكتوب ههنا منهم وأشار إلى نحره عتقاء الله تعالى فقال رجل لعكرمة يا أبا عبد الله فان الله يقول يريدون ان يخرجوا من النار وماهم بخارجين منها قال ويلك أولئك هم أهلها الذين هم أهلها * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في الشعب عن أشعث قال قلت أرأيت قول الله يريدون ان يخرجوا من النار وماهم بخارجين منها فقال انك والله لا تسقط على شئ ان للنار أهلا لا يخرجون منها كما قال الله تعالى * وأخرج أبو الشيخ عن أبى مالك قال ما كان فيه عذاب مقيم يعنى دائم لا ينقطع * قوله تعالى (والسارق والسارقة) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن نجدة الحنفي قال سألت ابن ابن عباس في قوله والسارق والساقة فاقطعوا أيدهما أخاص أم عام قال بل عام * وأخرج عبد بن حميد عن نجدة ابن نفيع قال سألت ابن عباس عن السارق والسارقة الآية قال ما كان من الرجال والنساء قطع * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ من طرق عن ابن مسعودانه قرأ فاقطعوا أيمانهم * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابراهيم النخعي انه قال في قراء تناور بما قال في قراءة عبد الله والسارقون والسارقات فاقطعوا ايمانهم * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله جزاء بما كسبانكالا من الله قال لا ترثوا لهم فيه فانه أمر الله الذى أمر به قال وذكر لنا ان عمر بن الخطاب كان يقول اشتدوا على الفساق واجعلوهم يدا يداورجلا رجلا * وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقطع يد السارق الا في ربيع دينار فصاعدا * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن جرير عن عمرو بن شعيب قال ان أول حد أقيم في الاسلام لرجل أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم سرق فشهدوا عليه فامر به النبي صلى الله عليه وسلم ان يقطع فلما حف الرجل نظر إلى وجه رسول الله صلى لله عليه وسلم كانما سفى فيه الرماد فقالوا يا رسول الله كانه اشتد عليك قطع هذا قال وما يمنعنى وأنتم أعون للشيطان على
[ 281 ]
أخيكم قالوا فارسله قال فهلا قبل ان تاتونى به ان الامام إذا أتى بحدلم يسغ له ان يعطله * قوله تعالى (فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح) * أخرج أحمد وابن جرير وابن أبى حاتم عن عبد الله بن عمران امرأة سرقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقطعت يدها اليمنى فقالت هل لى من توبة يا رسول الله قال نعم أنت اليوم من خطيئك كيوم ولدتك أمك فانزل الله في سورة المائدة فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فان الله يتوب عليه ان الله غفور رحيم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله فمن تاب من بعد طله وأصلح فان الله يتوب عليه يقول الحد كفارته * وأخرج عبد الرزاق عن محمد بن عبد الرحمن عن ثوبان قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل سرق شملة فقال ما اخاله سرق أسرقت قال نعم قال اذهبوا به فاقطعوا يده ثم احسموها ثم ائتونى به فاتوه به فقال تبت إلى الله فقال انى أتوب إلى الله قال اللهم تب عليه * وأخرج عبد الرزاق عن ابن المنكدر ان النبي صلى الله عليه وسلم قطع رجلا ثم أمر به فحسم وقال تب إلى الله فقال أتوب إلى الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان السارق إذا قطعت يده وقعت في النار فان عادتبعها وان تاب استشلاها يقول استرجعها * قوله تعالى (يا أيها الرسول لا يحزنك) الآية * أخرج ابن المنذر وابن بى حاتم عن ابن عباس في قوله يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر قال هم اليهود من الذين قالوا آمنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم قال هم المنافقون * وأخرج أحمد وأبو داود وابن جرير وابن المنذر والطبراني والشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال ان الله أنزل ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون الظالمون الفاسقون أنزلها الله في طائفتين من اليهود قهرت احداهما الاخرى في الجاهلية حتى ارتضوا واصطلحوا على ان كل قتيل قتلته العزيزة من الذليلة فديته خمسون وسقا وكل قتيل قتلته الذليلة من العزيزة فديته مائة وسق فكانوا على ذلك حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فنزلت الطائفتان كلتاهما لمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ لم يظهر عليهم فقامت الذليلة فقالت وهل كان هذا في حين قط دينهما واحد ونسبهما واحد وبلدهما واحد ودية بعضهم نصف دية بعض انما أعطينا كم هذا ضيما منكم لنا وفرقا منكم فاما إذ قدم محمد صلى الله عليه وسلم فلا نعطيكم ذلك فكادت الحرب تهيج بينهم ثم ارتضوا على ان يجعلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم ففكرت العزيزة فقالت والله ما محمد بمعطيكم منهم ضعف ما يعطيهم منكم ولقد صدقوا ما أعطونا هذا الاضيما وقهر الهم فدسوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبر الله ورسوله بامرهم كله وماذا أرادوا فانزل الله يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إلى قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الفاسقون ثم قال فيهم والله أنزلت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عامر الشعبى في قوله لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر قال رجل من اليهود قتل رجلا من أهل دينه فقالوا لحلفائهم من المسلمين سلوا محمدا صلى الله عليه وسلم فان كان يقضى بالدية اختصمنا إليه وان كان يقضى بالقتل لم نأته * وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن أبى هريرة ان أحبار اليهود اجتمعوا في بيت المدارس حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقد زنى رجل بعد اصحانه بامرأة من اليهود وقد أحصنت فقالوا ابعثوا هذا الرجل وهذه المرأة إلى محمد فاسألوه كيف الحكم فيهما وولوه الحكم فيهما فان حم بعملكم من التجبية والجلد بحبل من ليف مطلى بقار ثم يسود وجوههما ثم يحملان على حمارين وجوههما من قبل أدبار الحمار فاتبعوه فانما هو ملك سيد قوم وان حكم فيهما بالنفى فانه نبى فاحذروه على مافى أيديكم ان يسلبكم فاتوه فقالوا يا محمد هذا رجل قد زنى بعد احصانه بامرأة قد أحصنت فاحكم فيهما فقد وليناك الحكم فيهما فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى أحبارهم في بيت المدارس فقال يا معشر يهود أخرجوا إلى علماء كم فاخرجوا إليه عبد الله بن صوريا وياسر بن أخطب ووهب بن يهود فقالوا هؤلاء علماءنا فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حصل أمرهم إلى ان قالوا لعبدالله بن صوريا هذا أعلم من بقى بالتوراة فخلا رسول الله صلى الله عليه وسلم به وشدد المسألة وقال يا ابن صوريا أنشدك الله وأذكرك أيامه عند بنى اسرائيل هل تعلم ان الله حكم فيمن زنى بعد احصانه بالرجم في التوراة فقال اللهم نعم أما والله يا أبا القاسم انهم ليعرفون انك مرسل ولكنهم يحسدونك فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فامر بهما فرجما عند باب المسجد ثم كفر
[ 282 ]
بعد ذلك ابن صوريا وجحد نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر الآية * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن أبى هريرة قال أول مرجوم رجمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود زنى رجل منهم وامرأة فقال بعضهم لبضع اذهبوا بنا إلى هذا النبي فانه نبى بعث بتخفيف فان فتانا بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججنا بها عند الله وقلنا فتيا نبى من أنبيائك قال فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد وأصحابه فقالوا يا أبا القاسم ما ترى في رجل وامرأة منهم زنيا فلم يكلمه كلمة حتى أتى بيت مدراسهم فقام على الباب فقال أنشدك بالله الذى نزل التوراة على موسى ما تجدون في التورة على من زنى إذا أحصن قالوا يحمم ويجبه ويجلد والتجبيه ان يحمل الزانيان على حمار ويقابل أقفيتهما ويطاف بهما وسكت شاب فلما رآن النبي صلى الله عليه وسلم سكت ألظ النشدة فقال اللهم نشدتنا فانا نجد في التوراة الرجم ثم زنى رجل في اسرة من الناس فاراد رجمه فحال قومه دونه وقالوا والله ما نرجم صاحبنا حتى تجئ بصاحبك فترجمه فاصطلحوا بهذا العقوبة بينهم قال النبي صلى الله عليه وسلم فانى أحكم بما في التورة فامر بهما فرجما قال الزهري فبلغنا ان هذه الآية نزلت فيهم انا أنزلنا التورة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا فكان النبي صلى الله عليه وسلم منهم * وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي والنحاس في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وبن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن البراء بن عازب قال مر على النبي صلى الله عليه وسلم يهودى محمم مجلود فدعا هم فقال أهكذا تجدون حد الزانى في كتابكم قالوا نعم فدعا رجلا من علمائهم فقال أنشدك بالله الذى أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزانى في كتابكم قال اللهم لا ولو لا انك نشدتني بهذا لم أخبرك نجد حد الزاني في كتابنا الرجم ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا لضعيف أقمنا عليه الحد فقلنا تعالوا نجعل شيأ نقيمه على الشريف والوضيع فاجتمعنا على التحميم والجلد فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انى أول من أحيا أمرك إذا أماتوه وأمر به فرجم فانزل الله يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إلى قوله ان أوتيتم هذا فخذوه وان أفتاكم بالرجم فاحذروا إلى قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون قال في اليهود ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الظالمون قال في النصارى إلى قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الفاسقون قال في الكفار كلها * وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر قال ان اليهود جاؤا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكذروا له رجلا منهم وامرأة زنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجدون في التوراة قالوا نفضحهم ويجلدون قال عبد الله بن سلام كذبتم ان فيها آية الرجم فاتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقال ما قبلها وما بعدها فقال عبد الله بن سلام ارفع يدك فرفع يده فإذا آية الرجم قالوا صدق فامر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ان أوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا قال هم اليهود زنت منهم امرأة وقد كان حكم الله في التوراة في الزنا الرجم فنفسوا ان يرجموها وقالوا انطلقوا إلى محمد فعسى ان تكون عنده رخصة فان كانت عنده رخصة فاقبلوها فاتوه فقالوا يا أبا القاسم ان امرأة منازنت فما تقول فيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف حكم الله في التوراة في الزانى قالوا دعنا مما في التوراة ولكن ما عندك في ذلك فقال ائتونى باعلمكم بالتوراة التى أنزلت على موسى فقال لهم بالذى نجاكم من آل فرعون وبالذي فلق لكم البحر فانجاكم وأغرق آل فرعون الا أخبرتموني ماحكم الله في التوراة في الزانى قالوا حكمه الرجم فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجت * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن جابر بن عبد الله في قوله من الذين هادوا سماعون للكذب قال يهود المدينة سماعون لقوم آخرين لم ياتوك قال يهود فدك يحرفون الكلم قال يهود فدك يقولون ليهود المدينة ان أوتيتم هذا الجلد فخذوه وان لم تؤتوه فاحذرو الرجم * وأخرج الحميدى في مسنده وأبو داود وابن ماجاه وابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال زنى رجل من أهل فدك فكتب أهل فدك إلى ناس من اليهود بالمدينة اسألوا محمدا عن ذلك فان أمركم بالجلد فخذوه عنه وان أمركم بالرجم فلا تأخذوه عنه فسألوه ذلك فقال أرسلوا إلى أعلم رجلين منكم فجاؤا برجل أعور يقال له ابن صوريا وآخر فقال النبي صلى
[ 283 ]
الله عليه وسلم لهما أليس عند كما التوراة فيها حكم الله قالا يلى فانشدك بالذى فلق البحر لبنى اسرائيل وظلل عليكم الغمام ونجاكم من آل فرعون وأنزل التوراة على موسى وأنزل المن والسلوى عن بنى اسرائيل ما تجدون في التوراة في شأن الرجم فقال أحدهما للآخر ما نشدت بمثله قط قالا نجد ترداد النظر زنية ولا عتناق زنية والقبل زنية فإذا شهد أربعة نهم رأوه يبدئ ويعيد كما يدخل الميل في المكحلة فقد وجب الرجم فقال النبي صلى الله عليه وسلم فهو كذلك فامر به فرجم فنزلت فان جاؤك فاحكم بينهم إلى قوله يحب المقسطين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر قال نزلت في رجل من الانصار زعموا انه أبو لبابة أشارت إليه بنو قريظة يوم الحصار ما الامر على ما ننزل فاشار إليهم انه الذبح * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ومن الذين هادوا سماعون للكذب قال هم أبو يسرة وأصحابه * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل في قوله سماعون لقوم آخرين قال يهود خيبر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله سماعون لقوم آخرين قال هم. أيضا سماعون ليهود * وأخرج أبو الشيخ عن ابراهيم النخعي في قوله يحرفون الكلم عن مواضعه قال كان يقول بنى اسرائيل يا بنى أحبارى فحرفوا ذلك فجعلوه يا بنى أبكارى فذلك قوله يحرفون الكلم عن مواضعه وكان ابراهيم يقرؤها يحرفون الكلم من مواضعه * وأخرج عبد بن حميد وأبوالسيخ عن قتادة في قوله يحرفون الكلم من بعد موضعه الآية قال ذكر لنا أن هذا كان في قتيل بنى قريظة والنضير إذا قتل رجل من قريظة قتله النضير وكان النضير إذا قتلت من بنى قريظة لم يقيدوهم انما يعطونهم الدية لفضلهم عليهم في أنفسهم تعوذا فقدم نبى الله صلى الله عليه وسلم المدينة فسلم فارادو ان يرفعوا ذلك إلى نبى الله صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهم فقال لهم رجل من المنافقين ان قتيلكم هذا قتيل عمد وانكم متى ترفعون أمره إلى محمد أخشى عليكم القود فان قبل منكم الدية فخذوه والا فكونوا منهم على حذر * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله يقولون ان أوتيتم هذه فخذوه قال ان وافقكم وان لم يوافقكم فاحذروه يهود تقول للمنافقين * وأخرج ابن أبى حاتم وابن المنذر والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله يحرفون الكلم يعنى حدود الله في التوراة في قوله يقولون أو تيتم هذا قال يقولون ان أمركم محمد بما أنتم عليه فاقبلوه وان خالفكم فاحذروه وفى قوله ومن يرد الله فتنة قال ضلالته فلن تملك له من الله شيأ يقول لن تغنى عنه شيأ * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله لهم في الدنيا خزى قال أما خزيهم في الدنيا فانه إذا اقام الهدى فتح القسطنينية فقتلهم فذلك الخزى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة في قول لهم في الدنيا خزى مدينة تفتح بالروم فيسبون * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله لهم في الدنيا خزى قال يعطون الجزية عن يدوهم صاغرون * قوله تعالى (سماعون للكذب أكالون للسحت) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله سماعون للكذب اكالون للسحت وذلك انهم أخذوا الرشوة في الحكم وقضوا بالكذب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن الحسن في قوله سماعون للكذب أكالون للسحت قال تلك أحكام اليهود يسمع كذبه وياخذ رشوته * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن مسعود قال السحت الرشوة في الدين قال سفيان يعنى في الحكم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال من شفع لرجل ليدفع عنه مظلمته أو يرد عليه حقا فاهدى له هدى فقبلها فذلك السحت فقيل يا أبا عبد الرحمن انا كنا نعد السحت الرشوة في الحكم فقال عبد الله ذلك الكفر ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون * وأخرج عبد حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهفى في سننه عن ابن عباس انه سئل عن السحت فقال الرشا قيل في الحكم قال ذلك الكفر ثم قرأ ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي عن ابن مسعود انه سئل عن السحت أهو الرشوة في الحكم قال لا ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون الفاسقون ولكن السحت ان يستعينك رجل على مظلمة فيهدى لك فتقبله فذكل السحت * وأخرج ابن المنذر عن مسروق قال قلت لعمربن الخطاب أرأيت الرشوة في الحكم أمن السحت هي قال ولا ولكن كفرا انما السحت ان يكون للرجل عند السلطان جاه ومنزلة ويكون
[ 284 ]
إلى السلطان حاجة فلا يقضى حاجة حتى يهدى إليه هدية * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم قال رشوة الحكام حرام وهى السحت الذى ذكر الله في كتابه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مروديه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به قيل يا رسول الله وما السحت قال الرشوة في الحكم * وأخرج عبد بن حيمد عن زيد بن ثابت انه سئل عن السحت فقال الرشوة وأخرج عبد بن حميد عن على بن أبى طالب انه سئل عن السحت فقال الرشا فقيل له في الحكم قال ذاك الكفر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عمر قال بابان من السحت ياكلهما الناس الرشا في الحكم ومهر الزانية وأخرج أبو الشيخ عن على قال أبواب السحت ثمانية رأس السحت رشوة الحاكم وكسب البغى وعيب الفحل وثمن الميتة وثمن الخمر وثمن الكلب وكسب الحجام وأجر الكاهن * وأخرج عبد الرزاق عن طريق قال مر على برجل يحسب بين قوم باجر وفى لفظ يقسم بين ناس قسما فقال له على انما تأكل سحتا * وأخرج الفريابى وابن جرير عن أبى هريرة قال من السحت مهر الزانية وثمن الكلب الاكلب الصيد وما أخذ من شئ في الحكم * وأخرج عبد الرزاق وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هدايا الامراء سحت * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ست خصال من السحت رشوة الامام وهى أخبث ذلك كله وثمن الكلب وعسب الفحل ومهر البغى وكسب الحجام وحلوان الكاهن * وأخرج عبد بن حميد عن طاوس قال هدايا العمال سحت * وأخرج عبد بن حميد عن يحى بن سعيد قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة إلى أهل خيبر أهدوا له فروة فقال سحت * وأخرج عبد الرزاق والحكم والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن عمرو بن العاصى قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشى والمرتشي * وأخرج أحمد والبيهقي عن ثوبان قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشى والمرتشي والرائش يعنى الذى يمشى بينهما * وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولى عشرة فحكم بينهم بما أحبوا أو كرهوا جئ به مغلولة يده فان عدل ولم يرتش ولم يحف فك الله عنه وان حكم بغير ما أنزل الله وارتشى وحابى فيه شدت يساره إلى يمينه ثم رمى في جهنم فلم يبلغ قعرها خمسمائة عام * وأخرج ابن مردويه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستكون من بعدى ولاة يستخلون الخمر بالنبيذ والبخس بالصدقة والسحت بالهدية والقتل بالموعظة يقتلون البرئ لتوطى العامة على 7 لهم فيزدادوا اثما * وأخرج الخطب في تاريخه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من السحت كسب الحجام وثمن الكلب وثمن القرد وثمن الخنزير وثمن الخمر وثمن الميتة وثمن الدم وعسب الفحل وأجر النائحة وأجر المغنية وأجر الكاهن وأجر الساحر وأجر القائف وثمن جلود السباع وثمن جلود الميتة فإذا دبغت فلا باس بها وأجر صور التماثيل وهدية الشفاعة وجعلة الغزو * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن شقيق قال هذه الرغف التى يأخذها المعلمون من السحت * قوله تعالى (فان جاؤك فاحكم بينهم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم والنحاس في ناسخه والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال آياتان نسختا من هذه السورة يعنى من المائدة آية القلائد وقوله فان جاؤك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مخيران شاء حكم بينهم وان شاء اعرض عنهم فردهم إلى أحكامهم فنزلت وأن احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواء هم قال فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهم بما في كتابنا * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فاحكم بينهم أو أعرض عنهم قال نسختها هذه الآية وأن أحكم بينهم بما أنزل الله * وأخرج عبد الرزاق عن عكرمة مثله * واخرج ابن جرير عن ابن شهاب أن الآية التى في سورة المائدة فان جاؤك فاحكم بينهم كانت في شان الرجم * واخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس أن الآيات من المائة التى قال الله فيها فاحكم بينهم أو أعرض عنهم إلى قوله المقسطين انما نزلت في الدية من بنى النضير وقريظة وذلك أن قتلى بنى النضير كان لهم شرف يريدون الدية كاملة وان بنى قريظة كانوا يريدون نصف الدية فتحاكموا في ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله ذلك فيهم فحملهم رسول
[ 285 ]
الله صلى الله عليه وسلم الحق فجعل الدية سواء * وأخرج ابن أبى جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال كانت قريظة والنضير وكان النضير أشرف من قريظة فكان إذا قتل رجل من النضير رجلا من قريظة أدى مائة وسق من تمر وإذا قتل رجل من قريظة رجلا من النضير قتل به فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجل من النضير رجلا من قريظة فقالوا ادفعوه الينا نقتله فقالوا بيننا وبينكم النبي صلى الله عليه وسلم فاتوه فنزلت وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط والقسط النفس بالنفس ثم نزلت أفحكم الجاهلية يبغون * واخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله فان جاؤك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم قال يوم نزلت هذه الآية كان في سعة من أمره ان شاء حكم وان شاء لم يحكم ثم قال وان تعرض عنهم فلن يضروك شيأ قال نسختها وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواء هم * وأخرج عبد بن حميد والنحاس في ناسخه عن الشعبى في قوله فان جاؤك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم قال ان شاء حكم بينهم وان شاء لم يحكم * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو الشيخ عن ابراهيم والشعبى قالا إذ جاؤا إلى حاكم من حكام المسلمين ان شاء حكم بينهم وان شاء أعرض عنهم وان حكم بينهم حكم بما أنزل الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عطاء في الآية قال هو مخير * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في أهل الذمة يرتفعون إلى حكام لمسلمين قال يحكم بينهم بما أنزل الله * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال أهل الذمة إذا ارتفعوا إلى المسلمين حكم عليهم بحكم المسلمين * وأخرج عبد بن منصور وعبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي عن ابراهيم التميمي وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط قال بالرجم * وأخرج ابن أبى حاتم عن مالك في قوله ان الله يحب المقسطين قال المعدلين في القول والفعل * وأخرج عبد الرزاق عن الزهري في الآية قال مضت النسة أن يردوا في حقوقهم ومواريثهم إلى أهل دينهم الا أن يأتوا راغبين في حديحكم بينهم فيه فيحكم بينهم بكتاب الله وقد قال لرسوله وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط * قوله تعالى (وكيف يحكمونك) الآية * أخرج ابن مروديه عن البراء بن عازب قال مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودى محمم قد جلد فسألهم ما شأن هذا قالوا زنى فسال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهد ما تجدون حد الزانى في كتابكم قالوا نجد حده التحميم والجلد فسألهم أيكم أعلم فوركوا ذلك إلى رجل منهم قالوا فلان فارسل إليه فسأله قال نجد التحميم والجلد فناشده رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجدون حد الزانى في كتابكم قال نجد الرجم ولكنه كثر في عظمائنا فامتنعوا منهم بقومهم ووقع الرجم على ضعفائنا فقلنا نضع شيا يصلح بينهم حتى يستواوفيه فجعلنا التحميم والجلد فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انى أول من احيا أمرك إذ أماتوه فأمر به فرجم قال ووقع اليهود بذلك الرجل الذى أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وشتموه وقالوا لو كنا نعلم انك تقول هذا ما قلنا انك أعلمنا قال ثم جعلوا بعد ذلك يسالون النبي صلى الله عليه وسلم ما تجد فيما أنزل اليك حد الزانى فانزل الله وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله يعنى حدود الله فاخبره الله بحكمه في التوراة قال وكتبنا عليهم فيها إلى قوله والجروح قصاص * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله يقول عندهم بيان ما تشاجروا فيه من شأن قتيلهم * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل بن حيان في قوله وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله يقول فيها الرجم المحصن والمحصنة والايمان بمحمد والتصديق له ثم يتولون يعنى عن الحق من بعد ذلك يعنى بعذ البيان وما أولئك بالمؤمنين يعنى اليهود * قوله تعالى (انا أنزلنا التوراة) الآية * اخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل في قوله انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يعنى هدى من الضلالة ونور من العمى يحكم بها النبيون يحكمون بما في التوراة من لدن موسى إلى عيسى للذين هادوا لهم وعليهم ثم قال ويحكم بها الربانيون والاحبار أيضا بالتوراة بما استحفظوا من كتاب الله من الرجم والايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس في أمر محمد صلى الله عليه وسلم والرجم يقول اظهروا أمر محمد والرجم واخشون في كتمانه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسملوا للذين هادوا الربانيون والاحبار قال أما الربانيون ففقهاء اليهود وأما الاحبار فعلماؤهم قال وذكر لنا ان نبى الله صلى الله
[ 286 ]
عليه وسلم قال لما نزلت هذه الآية نحن نحكم على اليهود وعلى من سواهم من اهل الاديان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابو الشيخ عن الحسن في قوله يحكم بها النبيون الذين أسملوا قال النبي صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الانبياء يحكمون بما فيها من الحق * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله والربانيون والاحبار قال الفقهاء والعلماء * واخرج عن مجاهد قال الربانيون العلماء الفقهاء وهم فوق الاحبار * وأخرج عن قتادة قال الربانيون فقهاء اليهود والاحبار العلماء * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال كان رجلان من اليهود اخوان يقال لهما ابنا صوريا قد اتبعا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلما وأعطياه عهد أن لا يسألهما عن شئ في التوراة ألا أخبراه به وكان أحدهما ربيا والآخر حبراوانما الامر كيف حين زنى الشريف وزنى المسكين وكيف غيروه فانزل الله انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا يعنى النبي صلى الله عليه وسلم والربانيون والاحبار هما ابنا صوريا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الربانيون الفقهاء العلماء * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله والربانيون قال هم المؤمنون والاحبار قال هم القراء كانوا عليه شهداء يعنى الربانيون والاحبار هم الهشداء لمحمد صلى الله عليه وسلم بما قال انه حق جاء من عند الله فهو نبى الله صلى الله عليه وسلم أتته اليهود فقضى بينهم بالحق * قوله تعالى (فلا تخشوا الناس واخشون) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج فلا تخشوا الناس واخشون لمحمد صلى الله عليه وسلم وامته * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن عساكر عن نافع قال كنا مع ابن عمر في سفر فقيل ان السبع في الطريق قد حبس الناس فاستحت ابن عمر راحتله فلما بلغ إليه برك فعرك أذنه وقعده وقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول انما يسخط على ابن آدم من خافه ابن آدم ولوان ابن آدم لم يخف الا الله لم يسلط عليه غيره وانما وكل ابن آدم عن رجاء ابن آدم ولو ان ابن آدم لم يرج الا الله لم يكله إلى سواه * وأخرج ابن جرير عن السدى فلا تخشوا الناس فتكتموا ما أنزلت ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا على ان تكتموا ما أنزلت * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا قال لا تأكلوا السحت على كتابي * قوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن ابن عباس في قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فقد كفر ومن اقربه ولم يحكم به فهو ظالم فاسق * وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وابن المنذر وابن ابى حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الفاسقون قال كفردون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق * وأخرج سعيد بن منصور وابو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال انما نزل الله ومن لم يحكم بنا أنزل الله فاولئك هم الكافرون والظالمون والفاسقون في اليهود خاصة * وأخرج ابن جرير عن أبى صالح قال الثلاث الآيات التى في المائدة ومن لم يحم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون هم الظالمون هم الفاسقون ليس في اهل الاسلام منها شئ هي في الكفار * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فاؤلئك هم الكافرون هم الظالمون هم الفاسقون نزلت هؤلاء الآيات في اهل الكتاب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن ابراهيم النخعي في قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله الآيات قال نزلت الآيات في بنى اسرائيل ورضى لهذه الامة بها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن في قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فاؤلئك هم الكافرون قال نزلت في اليهود وهى علينا واجبة * وأخرج عبدبن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الشعبى قال الثلاث آيات التى في المائدة ومن لم يحكم بما أنزل الله أولها في هذه الامة والثانية في اليهود والثالثة في النصارى * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فاؤلئك هم الكافرون قال من حكم بكتابه الذى كتب بيده وترك كتاب الله وزعم ان كتابه هذا من عند الله فقد كفر * واخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن ابى حاتم والحاكم وصححه عن حذيفة ان هذه الآيات ذكرت عنده ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون والظالمون والفاسقون فقال رجل ان هذا في بنى اسرائيل قال حذيفة نعم الاخوة لكم بنو اسرائيل ان كان لكم كل حلوة ولهم كل مرة كلا والله لتسلكن طريقهم قدر الشراك * وأخرج ابن
[ 287 ]
المنذر عن ابن عباس نعم القوم انتم ان كان ما كان من حلوفهم لكم وما كان من مر فهو لاهل الكتاب كانه يرى ان ذلك في المسلمين ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن أبى مجلزو من لم يحكم بما أنزل الله فاؤلئك هم الكافرون قال نعم قالوا ومن لم يحكم بنا نزل الله فاؤلك هم الظالمون قال نعم قالوا فهؤلاء يحكمون بما أنزل الله قال نعم هو دينهم الذى به يحكمون والذى به يتكلمون واليه يدعون فإذا تركوا منه شيا علموا انه جور منهم انما هذه اليهود والنصارى والمشركون الذين لا يحكمون بما أنزل الله * وأخرج عبد بن حميد عن حكيم بن جبير قال سالت سعيد بن جبير عن هذه الآيات في المائدة ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون ومن لم يحكم بما أنزل الله فاؤلئك هم الظالمون ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الفاسقون فقلت زعم قوم انها نزلت على بنى اسرائيل ولم تنزل علينا قال اقرأ ما قبلها وما بعدها فقرأت عليه فقال لابل نزلت علينا ثم لقيت مقسما مولى ابن عباس فسألته عن هؤلاء الايات التى في المائدة قلت زعم قوم انها نزلت على بنى اسرائيل ولم تنزل علينا قال انه نزل على بنى اسرائيل ونزل علينا وما نزل علينا وعليهم فهولنا ولهم ثم دخلت على على بن الحسين فسألته عن هذه الآيات التى في المائدة وحدثته انى سالت عنها سعيد بن جبير ومقسما قال فما قال مقسم فاخبرته بما قال قال صدق ولكنه كفر ليس ككفر الشرك وفسق ليس كفسق الشرك وظلم لس كظلم الشرك فلقيت سعيد بن جبير فاخبرته بما قال فقال سعيد بن جبير لابنه كيف رأيته لقد وجدت له فضلا عليك وعلى مقسم * وأخرج سعيد بن منصور عن عمر قال ما رأيت مثل من قضى بين اثنين بعد هؤلاء الآيات * وأخرج سعيد قال استعمل أبو الدرداء على القضاء فاصبح يهينه قال تهنيني بالقضاء وقد جعلت على رأس مهواة منزلتها أبعد من عدن أبين ولو علم الناس ما في القضاء لاخذوه بالدول رغبة عنه وكراهية له ولو يعلم الناس ما في الاذان لاخذوه بالدول رغبة فيه وحرصا عليه * وأخرج ابن سعد عن يزيد بن موهب ان عثمان قال لعبد الله بن عمر اقض بين الناس قال لا أقضى بين اثنين ولا أءم اثنين قال لا ولكنه بلغني ان القضاء ثلاثة رجل قضى بجهل فهو في النار ورجل حاف ومال به الهوى فهو في النار ورجل اجتهد فاصاب فهو كفاف لاأحرله ولاوزر عليه قال ان أباك كان يقضى قال ن أبى فإذا أشكل عليه شئ سأل النبي صلى الله عليه وسلم وإذا أشكل على النبي صلى الله عليه وسلم سأل جبريل وانى لا أجد من أسأل أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من عاذ بالله فقد عاذ بمعاذ فقال عثمان بلى قال فانى أعوذ بالله ان تستعملني فاعفاه وقال لا تخبر بهذا أحدا * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول عن عبد العزيز بن أبى رواد قال بلغني ان قاضيا كان في زمن بنى اسرائيل بلغ من اجتهاده ان طلب إلى ربه ان يجعل بينه وبينه علما إذ هو قضى بالحق عرف ذلك فقيل له ادخل منزلك ثم مد يدك في جدارك ثم انظر كيف تبلغ أصابعك من الجدار فاخطط عنده خطا فإذا أنت قمت من مجلس القضاء فارجع إلى ذلك الخط فامدد يدك إليه فانك متى كنت على الحق فانك ستبلغه وان قصرت عن الحق قصر بك فكان يغدو إلى القضاة وهو مجتهدو كان لا يقضى الا بالحق وكان إذا فرغ لم يذق طعاما ولا شرابا ولا يقضى إلى أهله بشئ حتى ياتي ذلك الخط فإذا بلغه حمد الله وأفضى إلى كل أحل الله له من أهل طو مطعم أو مشرب فلما كان ذات يوم وهو في مجلس القضاء أقبل إليه رجلان بدابة فوقع في نفسه انهما يريدان يختصمان إليه وكان أحد هما له صديقا وخدنا فتحرك قلبه عليه محبة ان يكون له فيقضى له به فلما ان تكلما دار الحق على صاحبه فقضى عليه فلما قام من مجلسه ذهب إلى خطه كما كان يذهب كل يوم فمد يده إلى الخط فإذا الخط قد ذهب وتشمر إلى السقف واذ اهو لا يبلغه فحرساجا وهو يقول يا رب شيالم أتعمد فقيل له أتحسبن أن الله لم يطلع على جورقلبك حيث أحببت ان يكون الحق لصديقك فتقضى له به قد أردته وأحببته ولكن الله قدرد الحق إلى أهله وأنت لذلك كاره * وأخرج الحكيم الترمذي عن ليث قال تقدم على عمر بن الخطاب خصمان فاقامهما ثم عادا ففصل بينهما فقيل له في ذلك فقال تقدما الى فوجدت لاحدهما ما لم أجد لصاحبه فكرهت ان أفصل بينهما ثم عادا فوجدت بعض ذلك فكرهت ثم عادا وقد ذهب ذلك ففصلت بينهما * قوله تعالى (وكتنا عليهم فيها) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن جريج قال لما رأت قريظة النبي صلى الله عليه وسلم حكم بالرجم وقد
[ 288 ]
كانوا يخفونه في كتابهم فنهضت قريظة فقالوا يا محمد اقض بيننا وبين اخواننا بنى النضير وكان بينهم دم قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم وكانت النضير ينفرو على بنى قريظة ودياتهم عى انصاف ديات النضير فقال دم القرظى وفاء دم النضير فغضب بنو النضير وقالوا لا تطيعك لقى الرجم ولكنا ناخذ بحدودنا التى كنا عليها فنزلت أفحكم الجاهلية يبغون ونزل وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس الآية * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس وكتبنا عليهم فيها قال في التوراة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس قال كتب عليهم هذا في التوراة فكانوا يقتلون الحر بالعبد ويقولون كتب علينا أن النفس بالنفس * وأخرج عبد الرزاق عن سعيد بن المسيب قال كتب ذلك على بنى اسرائيل فهذه الآيات لناولهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن انه سئل عن قوله وكتبنا وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس إلى تمام الآية أهى عليهم خاصة قال بل عليهم والناس عامة * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة وكتبنا عليهم فيها قال في التوراة ان النفس بالنفس الآية قال انما أنزل ما تسمعون في أهل الكتاب حين نبذوا كتاب الله وعطلوا حدوده وتركوا كتابه وقتلوا رسله * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل عبده قتلناه ومن جدعه جدعناه فراجعوه فقال قضى الله أن النفس بالنفس * وأخرج البيهقى في سننه عن ابن شهاب قال لما نزلت هذه الآية وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس اقيد الرجل من المرأة وفيما تعمده من الجوارح * وأخرج البيهقى عن سعيد بن المسيب قال الرجل يقتل بالمرأة إذا قتلها قال الله وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه في قوله ان النفس بالنفس قال تقتل بالنفس والعين بالعين قال تفقا بالعين والانف بالانف قال يقطع الانف بالانف والسن بالسن والجروح قصاص قال وتقتص الجراح بالجراح فمن تصدق به يقول من عفا عنه فهو كفارة للمطلوب * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين بنصب النفس ورفع العين وما بعده الآية كلها * وأخرج ابن سعد وأحمد والبخاري وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس ان الربيع كسرت ثنية جارية فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أخوها أنس بن النضر يا رسول الله تكسر ثنية فلانة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس كتاب الله القصاص * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء قال الجروح قصاص وليس للامام ان يضربه ولا ان يحبسه انما القصاص ما كان الله نسيا لو شاء لامر بالضرب والسجن * وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عبد الله بن عمرو في قوله فمن تصدق به * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن في قوله فمن تصدق به فهو كفارة له قال كفارة للمجروح * وأخرج ابن أبى شيبة عن جابر بن عبد الله فهو كفارة له قال للذى تصدق به * وأخرج ابن مردويه عن رجل من الانصار عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فمن تصدق به فهو كفارة له قال الرجل تكسر سنه أو تقطع يد أو يقطع الشئ أو يجرح في بدنه فيعفو عن ذلك فيحط عنه قدر خطاياه فان كان ربع الدية فربع خطاياه وان كان الثلث فثلث خطاياه وان كانت الدية حطت عنه خطاياه كذلك * وأخرج الديلمى عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن تصدق به فهو كفارة له الرجل تكسر سنه أو يجرح من جسده فيعفو عنه فيحط من خطاياه بقدر ما عفاعنه من جسده ان كان نصف الدية فنصف خطاياه وان كان ربع الدية فربع خطاياه وان كان ثلث الدية فثلث خطاياه وان كانت الدية كلها فخطاياه كلها * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن مردويه عن عدى بن ثابت ان رجلا هتم فم رجل على عهد معاوية فاعطاه دية فابى الا ان يقتص فاعطاه ديتين فابى فاعطى ثلاثا فحدث رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تصدق بدم فما دونه فهو كفارة له من يوم ولد إلى يوم يموت * وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجه وابن جرير عن أبى الدرداء قال كسر رجل من قريش سن رجل من الانصار فاستعدى عليه فقال معاوية انا سنرضيه فالح الانصاري فقال معاوية شأنك بصاحبك وأبو الدرداء جالس فقال أبو الدرداء
[ 289 ]
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم يصلب بشئ من جسده فيصدق به الا رفعة الله به درجة وحط عنه به خطيئة فقال الانصاري فانى قد عفوت * وأخرج الديلمى عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن تصدق به فهو كفارة له قال هو الرجل تكسر سنه ويجرح من جسده فيعفو عنه فيحط عنه من خطاياه بقدر ما عفاعنه من جسده ان كان نصف الدية فنصف خطاياه وان كان ربع الدية فربع خطاياه وان كان ثلث الدية فثلث خطاياه وان كان الدية كلها فخطاياه كلها * وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجه وابن جرير عن أبى الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم يصاب بشئ من سجده فيتصدق به الا رفعه الله به درجة وحط به خطيئة فقال الانصاري فانى قد عفوت * وأخرج أحمد والنسائي عن عبادة بن الصامت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل يجرح من جسده جرحة فيتصدق بها الاكفر الله عنه مثل ما تصدق به * وأخرج أحمد عن رجل من الصحابة قال من أصيب بشئ من جسده فتركه بعد كان كفارة له * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن يونس بن أبى اسحق قال سأل مجاهد أبا اسحاق عن قوله فمن تصدق به فهو كفارة له فقال له أبو إسحق هو الذي يعقو قال مجاهد بل هو الجارح صاحب الذنب * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله فمن تصدق به فهو كفارة له قال كفارة للجارح وأجر المتصدق على الله * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد وابراهيم فمن تصدق به فهو كفارة له قال كفارة للجارح وأجر المتصدق على الله * وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد وابراهيم فمن تصدق به فهو كفارة له قالا للجارح * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس فمن تصدق به فهو كفارة للمتصدق عليه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فمن تصدق به فهو كفارة له يقول من جرح فتصدق به على الجارح فليس على الجارج سبيل ولا قود ولا عقل ولا جرح عليه من أجل انه تصدق عليه الذى جرح فكان كفارة له من ظلمه الذى ظلم * وأخرج ابن أبى شيبة عن زيد بن أسلم في الآية قال ان عفا عنه أو اقتص منه أو قبل منه الدية فهو كفارة * وأخرج الخطيب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عفا عن دم لم يكن له ثواب الا الجنة * قوله تعالى (وقفينا على آثارهم) الآيتين * أخرج أبو الشيخ في قوله وقفينا على آثارهم يقول بعثنا من بعدهم عيسى ابن مريم * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قول الله وقفينا على آثارهم قال اتبعنا آثار الانبياء أي بعثنا على آثارهم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عدى بن زيد وهو يقول يوم قفت عيرهم من عيرنا * واحتمال الحى في الصبح فلق * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله وليحكم أهل الانجيل بما أنزل الله فيه قال من أهل الانجيل فاؤئك هم الفاسقون قال الكاذبون قال ابن زيد كل شئ في القرآن فاسق فهو كاذب الا قليلا وقرأ قول الله ان جاءكم فاسق بنبافهو كاذب قال الفاسق ههنا كاذب * قوله تعالى (وأنزلنا اليك التكاب) الآية * أخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة قال لما أنبأكم الله عن أهل الكتاب قبلكم باعمالهم أعمال السوء وبحكمهم بغير ما أنزل الله وعظ نبيه والمؤمنين موعظة بليغة شافية وليعلم من ولى شيأ من هذا الحكم انه ليس بين العباد وبين الله شئ يعطيهم به خيرا ولا يدفع عنهم به سوأ الابطاعة والعمل بما يرضيه فلما بين الله لنبيه والمؤمنين صنيع أهل الكتاب وجورهم قال وأنزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه يقول للكتب التى قد خلت قبله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وأنزلنا اليك الكتاب قال القرآن مصدقا لما بين يديه من الكتاب قال شاهدا على التوراة والانجيل مصدقا لها ومهيمنا عليه يعنى أمينا عليه يحكم على ما كان قبله من الكتب * وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ومهيمنا عليه قال مؤتمنا عليه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله ومهيمنا عليه قال المهيمن الامين والقرآن آمين على كل كتاب قبله * وأخرج أبو الشيخ عن عطية ومهيمنا عليه قال أمينا على التوراة والانجيل يحكم عليهما ولا يحكمان عليه قال مؤتما محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج آدم بن أبى اياس وعبدبن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والبيهقي عن مجاهد ومهيمنا عليه
[ 290 ]
قال محمد صلى الله عليه وسلم مؤتمنا على القرآن والمهيمن الشاهد على ما قبله من الكتب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس ومهيمنا عليه قال شهيدا على كل كتاب قبله * وأخرج أبو الشيخ عن أبى روق ومهيمنا عليه قال شهيدا على خلقه باعمالهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فاحكم بينهم بما أنزل الله قال بحدود الله * وأخرج عد بن حميد وسعيد بن منصور والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس في قوله شرعة ومنهاجا قال سبيلا وسنة * وأخرج الطستى عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عزوجل شرعة ومنهاجا قال الشرعة الدين والمنهاج الطريق قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وهو يقول لقد نطق المأمون بالصدق والهدى * وبين لنا الاسلام دينا ومنهجا يعنى به النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا قال الدين واحد والشرائع مختلفة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا يقول سبيلا وسنة والسنن مختلفة للتوراة شريعة وللانجيل شريعة وللقرآن شريعة يحل الله فيها ما يشاء ويحرم ما يشاء كى يعلم الله من يطيعه ممن يعصيه ولكن الدين الواحد الذى لا يقبل غيره التوحيد والاخلاص الذى جاءت به الرسل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عبد الله بن كثير في قوله ولكن ليبلوكم فيما آتاكم قال من الكتب * قوله تعالى (وان احكم بينهم) الآية * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال كعب بن أسد وعبد الله بن صوريا وشاس بن قيس اذهبوا بنا لى محمد لعلنا نفتنه عن دينه فاتوه فقالوا يا محمد انك عرفت أنا أحبار يهود واشرافهم وساداتهم وانا ان اتبعناك اتبعنا يهود ولم يخالفونا وان بيننا وبين قومنا خصومة فنحاكمهم اليك فتقضى لنا عليهم ونؤمن لك ونصدقك فابى ذلك وأنزل الله عزوجل فيهم وان احكم بينهم بما أنزل الله إلى قوله لقوم يوقنون * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله وأن احكم بينهم بما أنزل الله قال أمر الله نبيه أن يحكم بينهم بعد ماكان رخص له أن يعرض عنهم ان شاء فنسخت هذه الآية ما كان قبها * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال نسخت من هذه السورة فان جاؤك فاحكم بينه أو أعرض عنهم قال فكان مخيرا حتى أنزل الله وأن احكم بينهم بما أنزل الله فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهم بما في كتاب الله * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله وأن احكم بينهم بما أنزل الله قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهم قال نسخت ما قبلها فاحكم بينهم أو أعرض عنهم * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن مسروق انه كان يحلف أهل الكتاب بالله وكان يقول وأن احكم بينهم بما أنزل الله * قوله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون) أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أفحكم الجاهلية يبغون قال يهود * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله أفحكم الجاهلية يبغون قال هذا في قتيل اليهودان أهل الجاهلية كان ياكل شديدهم ضعيفهم وعزيزهم ذليلهم قال أفحكم الجاهلية يبغون * وأخرج البخاري عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبغض الناس إلى الله مبتغ في الاسلام سنة جاهلية وطالب امرئ بغير حق ليريق دمه * وأخرج أبو الشيخ عن السدى قال الحكم حكمات حكم الله وحكم الجاهلية ثم تلاهذه الآية أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون * وأخرج ابن أبى حاتم عن عروة قال كانت تسمى الجاهلية العالية حتى جاءت امرأة فقال يا رسول الله كان في الجاهلية كذا وكذا فانزل الله ذكر الجاهلية * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود) الآية * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن عبادة بن الوليد ان عبادة بن الصامت قال لما حاربت بنو فينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم تشبث بامرهم عبد الله ابن سلول وقام دونهم ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ إلى الله والى رسوله من حلفهم وكان أحد بنى عوف بن الخزرج وله من حلفهم مثل الذى كان لهم من عبد الله بن أبى فخعلهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أتولى الله ورسوله والمؤمنين وأبرأ إلى الله ورسوله من حلف
[ 291 ]
هؤلاء الكفار وولا يتهم وفيه وفى عبد الله بن أبى نزلت الآيات في المائدة يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض إلى قوله فان حزب الله هم الغالبون * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال آمن عبد الله بن أبى ابن سلول قال ان بينى وبين قريظة والنضيرير حلف وانى أخاف الدوائر فارتد كافراوقال عبادة بن الصامت أبرأ إلى الله من حلف قريظة والنضير وأتولى الله ورسوله والمؤمنين فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء إلى قوله فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يعنى عبد الله بن أبى وقوله انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون يعنى عبادة بن الصامت وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولو كانوا يؤمنون بالله والنبى وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون * وأخرج ابن مردويه من طريق عبادة بن الوليد عن أبيه عن جده عن عبادة بن الصامت قال في نزلت هذه الآية حين أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرأت إليه من حلف يهود وظاهرت رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين عليهم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن عطية بن سعد قال جاء عبادة بن الصامت من بنى الحارث بن الخزرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لى موالى من يهود كثير عددهم وانى أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية يهود وأتولى الله ورسوله فقال عبد الله بن أبى انى رجل أخاف الدوائر لا أبرأ من ولاية موالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن بى أبا حباب أرأيت الذى نفست به من ولاء يهود على عبادة فهو لك دونه قال اذن أقبل فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض إلى أن بلغ إلى قوله والله يعصمك من الناس * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال لما كانت وقعة أحد اشتد على طائفة من الناس وتخوفوا ان يدال عليهم الكفار فقال رجل لصاحبه اما أنا فالحق بفلان اليهودي فآخذ منه أمانا وأتهود معه فانى أخاف ان يدال على اليهود قال الآخر اما أنا فالحق بفلان النصراني ببعض أرض الشام فآخذ منه امانا واتنصر معه فانزل الله فيه ينهاهما يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض في بنى قريظة إذ غدروا ونقضوا العهد بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابهم إلى أبى سفيان بن حرب يدعونه وقريشا ليدخلوهم حصونهم فبعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا لبابة بن عبد المنذر إليهم ان يستنزلهم من حصونهم فلما أطاعوا له بالنزول أشار إلى حلقه بالذبح وكان طلحة والزبير يكاتبان النصارى وأهل الشام وبلغني ان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يخالفون العوز والفاقة فيكاتبون اليهود من بنى قريظة والنضير فيدسون إليهم الخبر من النبي صلى الله عليه وسلم يلتمسون عندهم القرض والنفع فنهوا عن ذلك * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال كلوا من ذبائح بنى تغلب وتزوجوا من نسائهم فان الله يقول يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم فولم يكونوا منهم الا بالولاية لكانوا منهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء الآية قال انها في الذبائح من دخل في دين قوم فهو منهم * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عياض ان عمر أمر أبا موسى الاشعري ان يرفع إليه ما أخذ وما أعطى في أزيم واحد وكان له كاتب نصراني فرفع إليه ذلك فعجب عمر وقال ان هذا الحفيظ هل أنت قارئ لنا كتابا في المسجد جاء من الشام فقال انه لايستطيع ان يدخل المسجد قال عمر أجنب هو قال لابل نصراني فانتهرني وضرب فخذي ثم قال اخرجوه ثم قرأ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء الآية * وأخرج عبد بن حميد عن حذيفة قال ليتق أحدكم ان يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر وتلا ومن يتولهم منكم فانه منهم * قوله تعالى (فترى الذين في قلوبهم مرض) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطية فترى الذين في قلوبهم مرض كعبد الله بن أبى يسارعون فيهم في ولايتهم * وأخرج عبدبن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم قال هم المنافقون في مصانعة اليهود وملاحاتهم
[ 292 ]
واسترضاعهم أولادهم اياهم يقولون نخشى ان تكون الدائرة لليهود بالفتح حينئذ فعسى الله ان ياتي بالتفح على الناس عامة أو أمر من عنده خاصة للمنافقين فيصبحوا المنافقون على ما أسروا في أنفسهم من شأن يهود نادمين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن السدى فترى الذين في قلوبهم مرض قال شك يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة والدائر ظهور المشركين عليهم فعسى الله ان ياتي بالفتح فتح مكة أو أمر من عنده قال والمر هو الجزية * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة في قوله فترى الذى في قلوبهم مرض قال أناس من المنافقين كانوا يوادون اليهود ويناصحونهم دون المؤمنين قال الله تعالى فعسى الله ان ياتي الله بالفتح أي بالقضاء أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين * وأخرج ابن سعد وسعيد بن منصور وابن أبى حاتم عن عمرو انه سمع ابن الزبير يقرأ فعسى الله ان ياتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم من موادتهم اليهود ومن غمهم الاسلام وأهله نادمين * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى حاتم عن عمرو انه سمع ابن الزبير يقرأ فعسى الله أن ياتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبح الفساق ما أسروا في أنفسهم نادمين قال عمر ولا أدرى كانت قراءته أم فسر * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي وابن عساكر عن قتادة قال أنزل الله هذه الآية وقد علم انه سيرتد مرتدون من الناس فلما قبض الله نبيه ارتد عامة العرب عن الاسلام الا ثلاثة مساجد أهل المدينة وأهل الجواثى من عبد القيس وقال الذين ارتدوا نصلى الصلاة ولا نزكي والله يغصب أموالنا فكلم أبو بكر في ذلك ليتجاوز عنهم وقيل لهم انهم قد فقهوا أداء الزكاة فقال والله لا أفرق بين شئ جمعه الله والله لو منعوني عقالا مما فرض الله ورسوله لقاتلتهم عليه فبعث الله تعالى عصائب مع أبى بكر فقاتلوا حتى أقروا بالماعون وهو الزكاة قال قتادة فكنا نحدث ان هذه الآية نزلت في أبى بكر وأصحابه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال هو أبو بكر وأصحابه لما ارتد من ارتد من العرب عن الاسلام جاهدهم أبو بكر وأصحابه حتى ردهم إلى الاسلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وخيثمة الاترابلسى في فضائل الصحابة والبيهقي في الدلائل عن الحسن فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال هم الذين قاتلوا أهل الردة من العرب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وأصحابه * وأخرج ابن جرير عن شريح بن عبيد قال لما أنزل الله يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال عمر أنا وقومي هم يا رسول الله قال بل هذا وقومه يعنى أبا موسى الاشعري * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة في مسنده وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدائل عن عياض الاشعري قال لما نزلت فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم قوم هذا وأشار إلى موسى الاشعري * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والحاكم في جمعه لحديث شعبة والبيهقي فسوف ياتي اله بقوم يحبهم ويحبونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هم قومك يا أبا موسى أهل اليمن * وأخرج ابن أبى حاتم والحاكم في الكنى وأبو الشيخ والطبراني في الاوسط وابن مردويه بسند حسن عن جابر بن عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال هؤلاء قوم من أهل اليمن من كندة ثم من السكون ثم من التجيب * وأخرج البخاري في تاريخه وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال هم قوم من أهل اليمن ثم كندة من السكون * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس فسوف ياتي الله بقوم قال هم أهل القادسية * وأخرج البخاري في تاريخه عن القاسم بن مخيمرة قال أتيت ابن عمر فرحب بى ثم تلا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ثم ضرب على منكبي وقال احلف بالله انهم لمنكم أهل اليمن ثلاثا * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد فسوف ياتي الله بقوم قال هم قوم سبا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال هذا وعيد من عند الله انه من اترد منكم سيتبدل بهم
[ 293 ]
خيرا وفى قوله أذلة له قال رحماء * وأخرج ابن جرير عن قوله أذلة على المؤمنين قال أهل رقة على أهل دينهم أعزة على الكافرين قال أهل غلظة على من خالفهم في دينهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله أذلة على المؤمنين قال رحماء بينهم أعزة على الكافرين قال أشداء عليهم وفى قوله يجاهدون في سبيل الله قال يسارعون في الحرب * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد طوائف من العرب فبعث الله أبا بكر في أنصار من أنصار الله فقالتهم حتى ردهم إلى الاسلام فهذا تفسير هذه الآية * قوله تعالى (ولا يخافون لومة لائم) * أخرج ابن سعد وبن أبى شيبة وأحمد والطبراني والبيهقي في الشعب عن أبى ذر قال أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع بحب المساكين وان أدنو منهم وان لا أنظر إلى من هو فوقى وان أصل رحمى وان جفاني وان أكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله فانها من كنز تحت العرش وان أقول الحق وان كان مرا ولا أخاف في الله لومة لائم وان لا أسأل لناس شيا * وأخرج أحمد عن أبى سعيد الخدرى قال قال سول الله صلى الله عليه وسلم ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول الحق إذا رآه وتابعه فانه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق أو ان يذكر بعظيم * وأخرج أحمد وابن ماجه عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحقرن أحدكم نفسه ان يرى أمر الله فيه يقال فلا يقول فيه مخافة الناس فيقال اياى كنت أحق أن تخاف * وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن سهل بن سعد الساعدي قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبو ذر وعبداة بن الصامت وأبو سعيد الخدرى ومحمد بن مسلمة وسادس على أن لا تأخذنا في الله لومة لائم فاما السادس فاستقاله فاقاله * وأخرج البخاري في تاريخه من طريق الزهري ان عمر بن الخطاب قال ان وليت شيا من أمر الناس فلا تبال لومة لائم * وأخرج ابن سعد عن أبى ذر قال ما زال بى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر حتى ما ترك لى الحق صديقا * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه عن عبادة بن الصامت قال بايعنا النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمتشط والمكره وعلى أثره علينا وان لا ننازع الامر أهله وعلى ان نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم * قوله تعالى (انما وليكم الله ورسوله) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عطية بن سعد قال نزلت في عبادة بن الصامت انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا * وأخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال تصدق على بخاتمه وهو راكع فقال النبي صلى الله عليه وسلم للسائل من أعطاك هذا الخاتم قال ذاك الراكع فانزل الله انما وليكم الله ورسوله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله انما وليكم الله ورسوله الآية قال نزلت في على بن أبى طالب * وأخرج الطبراني في الاوسط وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال وقف بعلى سائل وهو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمه فاعطاه السائل فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلمه ذلك فنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ثم قال من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن على بن أبى طالب قال نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا إلى آخر الآية فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد وجاء الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلى فإذا سائل فقال يا سائل هل أعطاك أحد شيأ قال لا ذاك الراكع لعلى بن أبى طالب اعطاني خاتمه * وأخرج ابن أبى حاتم وابو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل قال تصدق على بخاتمة وهو راكع فنزلت انما وليكم الله الآية * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله انما وليكم الله ورسوله الآية نزلت في على بن أبى طالب تصدق وهو راكع * وأخرج ابن جرير عن السدى وعتبة بن حكيم مثله * وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال أتى عبد الله بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبى الله صلى الله عليه وسلم عند الظهر فقالوا يا رسول الله ان بيوتا قاصية لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد وان قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة واقسموا ان لا يخالطونا ولا يؤكلونا فشق ذلك علينا فبيناهم يشكون ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزلت هذه الآية على
[ 294 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصالة ويؤتون الزكاة وهم ركاعون ونودى بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعطاك أحد شيأ قال نعم قال من قال ذاك الرجل القائم قال على أي حال أعطاكه قال وهو راكع قال وذك على بن أبى طالب فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك وهو يقول ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون * وأخرج الطبراني وابن مردويه وابو نعيم عن أبى رافع قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم يوحى إليه فإذا حية في جانب البيت فكرهت ان أبيت عليها فاوقط النبي صلى الله عليه وسلم وخفت ان يكون يوحى إليه فاضطجعت بين الحية وبين النبي صلى الله عليه وسلم لئن كان منها سوء كان في دونه فمكث ساعة فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون الحمد لله الذى أتم لعلى نعمه وهيأ لعلى بفضل الله اياه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان على بن أبى طالب قائما يصلى فمر سائل وهو راكع فاعطاه خاتمة فنزلت هذه الآية انما وليكم الله ورسوله الآية قال نزلت في الذين آمنوا وعلى بن أبى طالب أولهم * وأخرج ابن أبى حاتم وابن جرير عن ابن عباس في قوله انما وليكم الله الآية قال يعنى من أسلم فقد تولى الله ورسوله والذين آمنوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبى جعفر انه سئل عن هذه الآية من الذين آمنوا قال الذين آمنوا قيل له بلغنا انها نزلت في على بن طالب قال على من الذين آمنوا * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عبد الملك بن أبى سليمان قال سألت أبا جعفر محمد بن على عن قوله انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا والذين يقمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون قال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قلت يقولون على قال على منهم * وأخرج ابن أبى داود في المصاحف عن جرير بن مغيرة قال كان في قراءة عبد الله انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة * قوله تعالى (ومن يتول الله ورسوله) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون قال أخبرهم من الغالب فقال لا تخافوا الدولة ولا الدائرة * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم) * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشسيخ عن ابن عباس قال كان رفاعة بن زيد بن التابوت وسويد بن الحارث قد أظهر الاسلام ونافقا وكان رجال من المسلمين يوادونهما فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا إلى قوله أعلم بما كانوا يكتمون * وأخرج أبو عبيد وابن جرير عن ابن مسعود انه كان يقرأ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا * قوله تعالى (وإذا ناديتم إلى الصلاة) الآية * أخرج البيهقى في الدلائل من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس في قوله وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذواها هزوا ولعبا ذلك بانهم قوم لا يعقلون أمر الله قال كان منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نادى بالصلاة فقام المسلمون إلى الصلاة قالت اليهود قد قاموالا قاموا فإذ رأوهم ركعا وسجدا استهزؤا بهم وضحكوا منهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله واذ ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا قال كان رجل من النصارى بالمدينة إذا سمع المنادى ينادى أشهد أن محمدا رسول الله قال أحرق الله الكاذب فدخل خادمه ذات ليلة من الليالى بنار وهو قائم وأهله نيام فسقطت شرارة فاحرقت البيت واحترق هو وأهله * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن شهاب الزهري قد ذكر الله الاذان في كتابه فقال وإذا ناديتم إلى الصلاة * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبيد بن عمير قال ائتمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كيف يجعلون شيأ إذا أرادوا جمع الصلاة اجتمعوا الهابة فائمروا بالتاقوس فبينا عمر بن الخطاب يريدان يشترى خشبتين للناقوس إذا رأى في المنام ان لا تجعلوا الناقوس بل أذنوا بالصلاة فذهب عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره بالذى رأى وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم الوحى بذلك فما راع عمر الا بلال يؤذن فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد سبقك بذلك الوحى حين أخبره بذلك عمر * قوله تعالى (قل يا اهل الكتاب هل تنقمون منا) الآية * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من يهود فيهم أبا ياسر بن أخطب ونافع بن أبى نافع وغازي بن عمرو وزيد بن خالدوازار بن أبى
[ 295 ]
ازار وأسقع فسألوه عمن يؤمن به من الرسل قال أو من بالله وما أنزل إلى ابراهيم واسمعيل واسحق ويعقوب والاسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا تفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا لا نؤمن بعيسى فانزل الله قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا الا ان آمنا بالله وما أنزل الينا إلى قوله فاسقون * قوله تعالى (قل هل أنبئكم بشر من ذلك) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن زيد قال المثوبة الثواب مثوبة الخير ومثوبة الشر وقرئ بشر ثوابا * وأخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله مثوبة عند الله يقول ثوابا عبد الله * قوله تعالى (وجعل منهم القردة والخنازير) * أخرج عبدبن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وجعل منهم القردة والخنازير قال مسخت من يهود * واخرج أبو الشيخ عن أبى مالك انه قيل كانت القردة والخنازير قبل ان يمسخوا قال نعم وكانوا مما خلق من الامم * واخرج مسلم وابن مردويه عن ابن مسعود قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير أهى مما مسخ الله فقال ان الله لم يهلك قوما أو يمسخ قوما فيجعل لهم نسلا ولا عاقبة وان القردة والخنازير قبل ذلك * وأخرج الطيالسي وأحمد وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن مسعود قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير أهى من نسل اليهود فقال لان الله لم يلعن قوما قط فمسخهم فكان لهم نسل ولكن هذا خلق فلما غضب الله على اليهود فمسخهم جعلهم مثلهم * وأخرج ابن مردويه عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحيات مسخ الجن كما مسخت القردة والخنازير * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن كثير عن أفلح مولى أبى أيوب الانصاري قال حدث ان المسخ في بنى اسرائيل من الخنازير كان ان امرأة كانت من بنى اسرائيل كانت في قرية من قرى بنى اسرائيل وكان فيها ملك بنى اسرائيل وكانوا قد استجمعوا على الهلكة الا أن تلك المرأة كانت على بقية من الاسلام متمسكة فجعلت تدعو إلى الله حتى إذا اجتمع إليها ناس فبايعوها على أمرها قالت لهم انه لا بد لكم من ان تجاهدوا عن دين الله وان تنادوا قومكم بذلك فاخرجوا فانى خارجة فخرجت وخرج إليها ذلك الملك في الناس فقتل أصحابها جميعا وانفلتت من بينهم ودعت إلى الله حتى تجمع الناس إليها حتى إذا رضيت منهم أمرتهم بالخروج فخرجوا وخرجت معهم فاصيبوا جميعا وانفلتت منهم ثم دعت إلى الله حتى إذا اجتمع إليها رجال واستجابوا لها أمرتهم بالخروج فخرجوا وخرجت معهم فاصايبوا جميعا وانفلتت منهم ثم دعت إلى الله حتى إذا اجتمع إليها رجال واستجابوا لها أمرتهم بالخروج فخرجوا وخرجت معهم فاصيبوا جميعا وانفلتت من بينهم فرجعت وقد أيست وهى تقول سبحان الله لو كان لهذا الدين ولى وناصر لقد أظهره بعد فباتت محزونة وأصبح أهل القرية يسعون في نواحيها خنازير مسخهم الله في ليلتهم تلك فقالت حين أصبحت ورأت ما رأت اليوم اعلم ان الله قد أعز دينه وأمر دينه قال فما كان مسخ الخنازير في بنى اسرائيل لا على يدى تلك المرأة * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذم الملاهي من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سيكون في أمتى خسف ورجف وقردة وخنازير والله أعلم * قوله تعالى (وعبد الطاغوت) * أخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن زهير قال قلت لابن أبى ليلى كيف كان طلحة يقرأ الحرف وعبد الطاغوت فسره ابن أبى ليلى وخففه * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء بن السائب قال كان أبو عبد الرحمن يقرأ وعبد الطاغوت بنصب العين والباء * وأخرج ابن جرير عن أبى جعفر النحوي انه كان يقرؤها وعبد الطاغوت كما يقول ضرب الله * وأخرج ابن جرير عن بريدة انه كان يقرؤها وعابد الطاغوت * وأخرج ابن جرير من طريق عبد الرحمن بن أبى حماد قال حدثنى الاعمش عن يحيى بن وثاب انه قرأ وعبد الطاغوت يقول خدم قال عبد الرحمن وكان حمزة رحمه الله يقرؤها كذلك * قوله تعالى (وإذا جاؤكم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وإذا جاؤكم قالوا آمنا الآية قال أناس من اليهود وكانوا يدخلون على النبي صلى الله عليه وسلم فيخبرونه انهم مؤمنون راضون بالذى جاء به وهم متمسكون بضلالتهم وبالكفر فكانوا يدخلون بذلك ويخرجون به من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله واذ جاؤكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به فانهم دخلوا وهم يتكلمون بالحق وتسر
[ 296 ]
قلوبهم الكفر فقال دخلوا بالكفروهم قد خرجوا به * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال هؤلاء ناس من المنافقين كانوا يهود يقول دخلوا كفار وخرجوا كفارا * قوله تعالى (وترى كثيرا منهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله وترى كثيرا منهم يسارعون في الاثم والعدوان قال مؤلاء اليهود ولبئس ما كانوا يعملون لولاينها هم الربانيون إلى قوله لبئس ما كانوا يصنعون ويعملون واحد قال هؤلاء لم ينهوا كما قال لهؤلاء حين عملوا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله وترى كثيرامنهم يسارعون في الاثم والعدوان وأكلهم السحت قال كان هذا في أحكام اليهود بين أيديكم * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله لولا ينهاهم الربانيون والاحبار وهم الفقهاء والعلماء * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله لولا ينهاهم العلماء والاحبار * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لبئس ما كانوا يصنعون قال حيث لم ينهوهم عن قولهم الاثم وأكلهم السحت * وأخرج ابن أبى حاتم عن على رضى الله عنه أنه قال في خطبته أيها الناس انما هلك من هلك قبلكم بركوبهم المعاصي ولم ينههم الربانيون والاحبار فلما تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربانيون والاحبار أخذتهم العقوبات فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر فان الامر بالمعروف والنهى عن المنكر لا يقطع رزقا ولا يقرب أجلا * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس قال ما في القرآن آية أشد تو بيخا من هذه الآية لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم العدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون هكذا قرأ * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وبن جرير وابن المنذر عن الحضاك بن مزاحم قال ما في القرآن آية أخوف عندي من هذه الآية لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون أساء الثناء على الفريقين جميعا * وأخرج عبد بن حميد من طريق سلمة بن نبيط عن الضحاك لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم وأكلهم السحت قال الربانيون والاحبار فقهاؤهم وقراؤهم وعلماؤهم قال ثم يقول الضحاك وما أخوفني من هذه الآية * وأخرج أبو داود وابن ماجه عن جرير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من قوم يكون بين أظرهم من يعمل من المعاصي هم أعزمنه وأمنع من أن يغيروا الا أصابهم الله منه بعذاب * قوله تعالى (وقالت اليهود) الآية * أخرج ابن اسحق والطبراني في الكبير وابن مردويه عن ابن عباس قال رجل من اليهود يقال له النباش بن قيس ان ربك بخيل لا ينفق فانزل الله وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس وقالت اليهود يد الله مغلولة نزلت في فنحاص رأس يهود قينقاع * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله وقالت اليهود يد الله مغلولة الآية قال نزلت في فنحاص اليهودي * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس وقالت اليهود يد الله مغلولة قال أي بخيلة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وقالت اليهود يد الله مغلولة قال لا يعنون بذلك يد الله موثوقة ولكن يقولون انه بخيل أمسك ما عنده تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضاك في قوله مغلولة يقولون انه بخيل ليس بجواد وفى قوله غلت أيديهم قال أمسكت عن النفقه والخير * وأخرج الديلمى في مسند الفردوس عن أنس مرفوعا ان يحيى بن زكريا سأل ربه فقال يا رب اجعلني ممن لا يقع الناس فيه فأوحى الله يا يحيى هذا شئ لم أستخلصه لنفسي كيف أفعله بك اقرأ في المحكم تجد فيه وقالت اليهود عزيز بن الله وقالت النصارى المسيح بن الله وقالوا يد الله مغلولة وقالوا وقالوا * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن جعفر بن محمد قال إذا بلغت عن أخيك شئ يسؤك فلا تغتم فانه ان كان كما يقول كانت عقوبة أجلت وان كانت على غير ما يقول كانت حسنة لم تعلمها قال وقال موسى يا رب أسألك أن لا يذكرنى أحد الا بخير قال ما فعلت ذلك لنفسي * وأخرج أبو نعيم عن وهب قال قال موسى يا رب احبس عنى كلام الناس فقال الله عزوجل لو فعلت هذا باحد لفعلته بى * قوله تعالى (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) * أخرج أبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن أبى داود وابن الانصاري معافى المصاحف وابن المنذر عن ابن مسعود انه قرأ بل يداه مبسوطتان * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى هريرة قال قال
[ 297 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يمين الله ملاى لا يغيضها نفقه سحاء الليل والنهار أرأيتهم ما أنفق منذ خلق السموات والارض فانه لم يغض ما في يمينه قال وعرشه على الماء وفى يده الاخرى القبض يرفع ويخفض * قوله تعالى (وليزيدن كثيرا منهم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل اليك من ربك طغيانا وكفرا قال حملهم حسد محمد والعرب على ان تركوا القرآن وكفروا بمحمد ودينه وهم يجدونه عندهم مكتوبا * وأخرج أبو الشيخ عن الربيع قال قالت العلماء فيما حفظوا وعلموا انه ليس على الارض قوم حكموا بغير ما أنزل الله الا ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء وقال ذلك في اليهود حيث حكموا بغير ما انزل الله وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة قال اليهود والنصارى وفى قوله كلما أو قدوانارا للحرب أطفأها الله قال حرب محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله قال كلما أجمعوا أمرهم على شئ فرقة الله وأطفأ حدهم ونارهم وقذف في قلوبهم الرعب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتاد ة كلما أو قدا نار للحرب أطفأها الله قال أولئك أعداء الله اليهود كلما أوقدوا نارا للحرب أطفاها الله فلن تلقى اليهود ببلد وجدتهم من أذل أهل لقد جاء الاسلام حين جاءوهم تحت أيدى المجوس وهم أبغض خلق الله تعمية وتصغيرا باعمالهم أعمال السوء * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الحسن كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأ ها الله قال كلما اجتمعت السفلة على قتل العرب * قوله تعالى (ولو ان أهل الكتاب آمنوا) الآية * أخرج عبدبن حميد وبن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ولو ان أهل الكتاب آمنوا وتقوا قال آمنوا بما أنزل الله واتقوا ما حرم الله * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مالك بن دينار قال جنات النعيم بين جنات الفردوس وجنات عدن وفيها جواز خلقن من ورد الجنة قيل فمن سكنها قال الذين هموا بالمعاصى فلما ذكرو اعظمة الله جل جلاله راقبوه * قوله تعالى (ولو انهم أقاموا التوراة والانجيل) * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولو انهم أقاموا التوراة والانجيل الآية قال اما أقامتهم التوراة والانجيل فالعمل بهما وأما ما أنزل إليهم من ربهم فمحمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه وأما لا كلوا من فوقهم فارسلت عليهم مطرا وأما من تحت أرجلهم يقول لانبت لهم من الارض من رزقي ما يغنيهم منهم أمة مقتصدة وهم مسلمة أهل الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس لا كلوا من فوقهم يعنى لارسل عليهم السماء مدرارا ومن تحت أرجلهم قال تخرج الارض من بركائها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية يقول لا كلوا من الرزق الذى ينزل من السماء والذى ينبت من الارض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة لاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم يقول لا عطتهم السماء بركاتها والارض نباتها منهم أمة مقتصدة على كتاب الله قد آمنوا ثم ذم أكثر القوم فقال وكثير منهم ساء ما يعملون * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس قال الامة المقتصدة الذين لاهم فسقوا في الدين ولاهم غلوا قال والغلو الرغبة والفسق التقصير عنه * وأخرج أبو الشيخ عن السدى أمة مقتصدة يقول مؤمنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن جبير بن نفير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوشك ان يرفع العلم قلت كيف وقد قرأنا القرآن وعلمناه أبناءنا فقال ثكلتك أمك يا ابن نفير ان كنت لاراك من أفقه أهل المدينة أو ليست التوراة والانجيل بايدى اليهود والنصارى فما أغنى عنهم حين تركوا أمر الله ثم قرأ ولو انهم أقاموا التوراة والانجيل الآية * وأخرج أحمد وابن ماجه من طريق ابن أبى الجعد عن زياد بن لبيد قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيا فقال وذلك عند ذهاب أبناءنا قلنا يا رسول الله وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناء نا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة قال ثكلتك أمك يا ابن أم لبيدان كنت لاراك من أفقه رجل بالمدينة أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرؤن التوراة والانجيل ولا ينتفعون مما فيها بشئ * وأخرج ابن مردويه من طريق يعقوب بن زيد بن طلحة عن زيد بن أسلم عن أنس بن مالك قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا قال ثم حدثهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال تفرقت أمة موسى على احدى وسبعين ملة سبعون منها في النار وواحدة منها في الجنة وتفرقت أمة عيسى على اثنين وسبعين ملة واحدة منها في الجنة واحدى وسبعون منها في النار وتعلو
[ 298 ]
أنتم على الفريقين جميعا بملة واحدة في الجنة وثننان وسبعون في النار قالوا من هم يا رسول الله قال الجماعات الجماعات قال يعقوب بن زيد كان على بن أبى طالب إذا حدث بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا فيه قرآنا ولو ان أهل الكتاب آمنوا واتقوا إلى قوله ساء ما يعملون وتلا أيضا وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون يعنى أمة محمد صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك) الآية * أخرج أبو الشيخ عن الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله بعثنى برسالة فضقت بها ذرعا وعرفت ان الناس مكذبى فوعدني لابلغن أو ليعذبني فانزل يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال لما نزلت بلغ ما أنزل اليك من ربك قال يا رب انما أنا واحد كيف أصنع يجتمع على الناس فنزلت وان لم تفعل فما بلغت رسالته * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبى سعيد الخدرى قال نزلت هذه الآية يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم في على بن أبى طالب * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها لرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك ان عليا مولى المؤمنين وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس * وأخرج بن أبى حاتم عن عنترة انه قال لعلى هل عندكم شئ لم يبده رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس فقال ألم تعلم ان الله قال يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك والله ما ورثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء في بيضاء * قوله تعالى (والله يعصمك من الناس) * أخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي آية أنزلت من السماء أشد عليك فقال كنت بمنى أيام موسم واجتمع مشركوا العرب وافناء الناس في الموسم فنزل على جبريل فقال يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس قال فقمت عند العقبة فناديت يا أيها الناس من ينصرني على أن أبلغ رسالة ربى ولكم الجنة أيها الناس قولوا لا اله الا الله وأنا رسول الله اليكم وتنجوا ولكم الجنة قال فما بقى رجل ولا امرأة ولاصبى الايرمون على بالتراب والحجارة ويبصقون في وجهى ويقولون كذاب صابئ فعرض على عارض فقال يا محمد ان كنت رسول الله فقد آن لك أن تدعو عليهم كما دعا نوح على قومه بالهلاك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون وانصرني عليهم ان يجيبوني إلى طاعتك فجاء العباس عمه فانقذه منهم وطردهم عنه قال الاعمش فبذلك تفتخر بنو العباس يقولون فيم نزلت انك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء هوى النبي صلى الله عليه وسلم أبا طالب وشاء الله عباس بن عبد المطلب * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والحاكم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل وابن مردويه عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت والله يعصمك من الناس فاخرج رأسه من القبة فقال أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى قال كان العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يحرسه فلما نزلت والله يعصمك من الناس ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرس * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج بعث معه أبو طالب من يكلؤه حتى نزلت والله يعصمك من الناس فذهب ليبعث معه فقال يا عم ان الله قد عصمني لا حاجة لى إلى من تبعث * وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وأبو نعيم في الدلائل وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس وكان يرسل معه عمه أبو طالب كل يوم رجالا من بنى هاشم يحرسونه فقال يا عم ان الله عصمني لا حاجة إلى من تبعث * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أبى ذر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لاينام الا ونحن حوله من مخافة الغواثل حتى نزلت آية العصمة والله يعصمك من الناس * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن عصمة بن مالك الخطمى قال كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل حتى نزلت والله يعصمك من الناس فترك الحرس * وأخرج ابن أبى حاتم عن جابر بن عبد الله قال لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى انما نزل ذات الرقاع باعلى نخل فبينا هو جالس على رأس بئر قد دلى رجليه فقال غورث به الحرث لاقتلن محمدا فقال له أصحابه كيف تقتله قال أقول له اعطني سيفك فإذا أعطانيه قتله به فاتاه فقال يا محمد اعطني
[ 299 ]
سيفك أشمه فاعطاه اياه فرعدت يده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حال الله بينك وبين ما تريد فانزل الله يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك الآية * وأخرج ابن حبان وابن مردويه عن أبى هريرة قال كنا إذا صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر تركنا له أعظم دوحة وأظلها فينزل تحتها فنزل ذات يوم تحت شجرة وعلق سيفه فيها فجاء رجل فاخذه فقال يا محمد بن يمنعك منى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله يمنعنى منك ضع عنك السيف فوضعه فنزلت والله يعصمك من الناس * وأخرج أحمد عن جعدة بن خالد بن الصمة الجشمى قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل فقيل هذا أراد أن يقتلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم الم ترع ولو أردت ذلك لم يسلطك الله على * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم انه سيكفيه الناس ويعصمه منهم وأمره بالبلاغ وذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قيل له لو احتجبت فقال والله لا يدع الله عقبى للناس ما صاحبتهم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال لما نزلت يا أيها الرسول إلى قوله والله يعصمك من الناس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحرسوني ان ربى قد عصمني * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عبد الله بن شقيق ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتقبه ناس من أصحابه فلما نزلت والله يعصمك من الناس فخرج فقال يا أيها الناس أحلقوا بملا حقكم فان الله قد عصمني من الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال يحرس يحارسه أصحابه حتى أنزل الله والله يعصمك من الناس فترك الحرس حين أخبره انه سيعصمه من الناس * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا اختار له أصحابه شجرة ظليلة فيقيل تحتها فاتاه اعرابي فاخترط سيفه ثم قال من يمنعك منى قال الله فرعدت يد الاعرابي وسقط السيف منه قال وضرب برأسه الشجرة حتى انتثرت دماغه فانزل الله والله يعصمك من الناس * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يهاب قريشا فانزل الله والله يعصمك من الناس فاستلقى ثم قال من شاء فليخذ لنى مرتين أو ثلاثا * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن الربيع بن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرسه أصحابه حتى نزلت هذه الآية يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك الاية فخرج إليهم فقال لا تحرسوني فان الله قد عصمني من الناس * قوله تعالى (يا أهل الكتاب لستم على شئ) الآية * أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال جاء رافع بن حارثة وسلام ابن مشكم ومالك بن الصيف ورافع بن حرملة قالوا يا محمد ألست تزعم انك على ملة ابراهيم ودينه وتؤمن بما عندنا من التوراة وتشهد انها من حق الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم بلى ولكنكم أحدثتم وجحدتم ما فيها مما أخذ عليكم من الميثاق وكتمتم منها ما أمرتم أن تبينوا للناس فبرئت من أحداثكم قالوا فانا ناخذ مما في أيدينا فانا على الهدى والحق ولا نؤمن من بك ولا نتبعك فانزل الله فيهم قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والانجيل إلى قوله القوم الكافرين * قوله تعال (وحسبوا أن لا تكون فتنة) الآية * أخرج ابن جرير عن مجاهد وحسبوا أن لا تكون فتنة قال يهود * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله وحسبوا أن لا تكون فتنة قال بلاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة وحسبوا أن لا تكون فتنة قال حسب القوم أن لا يكون بلاء فعموا وصموا قال كلما عرض لهم بلاء ابتلوا هلكوا به فيه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن السدى وحسبوا أن لا تكون فتنة قال حسبوا أن لا يبتلوا فعموا عن الحق * قوله تعالى (لقد كفر الذين قالوا) الآية * أخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب قال لما رفع الله عيسى بن مريم اجتمع من علماء بنى اسرائيل مائة رجل فقال بعضهم أنتم كثير نتخوف الفرقة اخرجوا عشرة فاخرجوا عشرة ثم قالوا أنتم كثير نتخوف الفرقة اخرجوا عشرة فاخرجوا عشرة ثم قالوا أنتم كثير فاخرجوا عشرة فاخرجوا عشرة ثم قالوا أنتم كثير فاخرجوا عشرة حتى بقى عشرة فقالوا أنتم كثير حتى الآن فاخرجوا ستة وبقى أربعة فقال بعضهم ما تقولون في عيسى فقال رجل منهم أتعلمون ان يعلم الغيب الا الله قالوا لا فقال الرجل هو الله كان في الارض ما بداله ثم صعد إلى السماء حين بداله وقال الآخر قد عرفنا عيسى
[ 300 ]
وعرفنا أمه هو ولده وقال الآخر لا أقول كما تقولون قد كان عيسى يخبرنا انه عبد الله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم فنقول كما قال لنفسه لقد خشيت أن تكونوا قلتم قولا عظيما قال فخرجوا على الناس فقالوا رجل منهم ماذا قلت قال قلت هو الله كان في الارض ما بداله ثم صعد إلى السماء حين بداله قال فاتبعه عنق من الناس وهؤلاء النسطورية واليعقوبية 7 فخرج الرابع فقالوا له ما ذا قلت قال قلت هو عبد الله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم فاتبعه عنق من الناس فقال محمد بن كعب فكل قد ذكره الله في القرآن لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم الآية قرأ لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة الآية ثم قرأ وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما ثم قرأ ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا إلى قوله منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون قال محمد بن كعب فهؤلاء أمة مقتصدة الذين قالوا عيسى عبد الله وكلمته وروحه ألقاها الى مريم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة قال النصارى يقولون ان الله ثالث ثلاثة وكذبوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد قال تفرق بنو اسرائيل ثلاث فرق في عيسى فقالت فرقت هو الله وقالت فرقة هو ابن الله وقالت فرقة هو عبد الله وروحه وهى المقتصدة وهى مسملة أهل الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة قال قالت النصارى ان الله هو المسيح وأمه فذلك قوله أأنت قلت للناس اتخذوني وأمى الهين من دون الله * قال ابن أبى حاتم حدثنا عبد الله بن هلال الدمشقي حدثنا أحمد بن أبى الحوارى قال قال أبو سليمان الدارانى يا أحمد والله ما حرك ألسنتهم بقولهم ثالث ثلاثة الا هو ولو شاء الله لا خرس ألسنتهم * قوله تعالى (يا أهل الكتاب لا تغلوا) * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله لا تغلوا في دينكم يقول لا تبتدعوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله لا تغلوا في دينكم قال الغلو فراق الحق وكان مما غلوا فيه ان دعو الله صاحبة وولدا * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس قال قد كان قائم قام عليهم فاخذ بالكتاب والسنة زمانا فاتاه الشيطان فقال انما تركب أثرا وأمرا قد عمل به قبلك فلا تحمد عليه ولكن ابتدع أمرا من قبل نفسك وادع إليه واجبر الناس عليه ففعل ثم ادكر من بعد فعله زمانا فارد أن يموت فخلع سلطانه وملكه وأراد أن يتعبد فلبث في عبادته أياما فاتى فقيل له لوانك تبت من خطيئة عملتها فيما بينك وبين ربك عسى أن يتاب عليك ولكن ضل فلان وفلان في سبيلك حتى فارقوا الدنيا وهم على الضلالة فيكف لك بهداهم فلا توبة لك أبدا ففيه سمعنا وفى اشابهه هذه الآية يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثرا وضلوا عن سواء السبيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله لا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا فهم أولئك الذين ضلوا وأضلوا أتباعهم وضلوا عن سواء السبيل عن عدل السبيل والله أعلم * قوله تعالى (لعن الذين كفروا من بنى اسرائيل) الآيات * أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال كان الرجل يلقى الرجل فيقول له يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فانه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك ان يكون أكيله وشريبه وقيعده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض قال لعن الذين كفروا من بنى اسرائيل على لسان داود إلى قوله فاسقون ثم قال كلا والله لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدى الظالم ولتاطرنه على الحق اطراء * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بنى اسرائيل لما عملوا الخطيئة نهاهم علماؤهم تعزيرا ثم جالسوهم وآكلوهم وشاربوهم كان لم يعلموا بالامس خطيئة فلما رأى الله ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان نبى من الانبياء ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتأطرنهم على الحق اطرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم عل بعض وليلعننكم كما لعنهم * وأخرج عبد بن حميد عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا العطاء ماكان عطاء فإذا كان رشوة عن دينكم فلا تأخذوه ولن تتركوه يمنعكم من ذلك الفقر والمخافة ان بنى يا جوج قد جاؤا وان رحى الاسلام
[ 301 ]
سند ورفحيث ما دار القرآن فدورا به يوشك السلطان والقرآن أن يقتتلا ويتفرقا انه سيكون عليكم ملوك يحكمون لكم بحكم ولهم بغيره فان أطعتموهم أضلوكم وان عصيتموهم قتلوكم قالوا يا رسول الله فكيف بنا ان أدركنا ذلك قال تكونوا كاصحاب عيسى نشروا بالمناشير ورفعوا على الخشب موت في طاعة خير من حياة في معصية ان أول ما كان نقص في بنى اسرائيل انهم كانوا يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر شبه التعزيز فكان أحدهم إذا لقى صاحبه الذى كان يعيب عليه آكله وشاربه كانه لم يعب عليه شيأ فلعنهم الله على لسان داود وذلك بما عصوا وكانوا يعتدون والذى نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم ليدعون خياركم فلا يستجاب لكم والذى نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم فلتاطرنه عليه اطرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض * وأخرج ابن راهويه والبخاري في الوحدانيات وابن السكن وابن منده والباوردي في معرفة الصحابة والطبراني وأبو نعيم وابن مردويه عن ابن أبزى عن أبيه قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر طوائف من المسلمين فاثنى عليهم خيرا ثم قال ما بال اقوام لا يعلمون جبراهم ولا يفقهونهم ولا يفطنونهم ولا يامرونهم ولا ينهونهم وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتفطنون والذى نفسي بيده ليعلمن جيرانه أو ليتفقهن أو ليفطنن أولا عاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا ثم نزل فدخل بيته فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعنى بهذا الكلام قالوا ما نعلم يعنى بهذا الكلام الا الاشعريين فقهاء علماء ولهم جيران من أهل المياء جفاة جهلة فاجتمع جماعة من الاشعريين فدخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذكرت طوائف من المسلمين بخير وذكر تنابشر فما بالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعلمن جيرانكم ولتفقنهم ولتأمرنهم ولتنهونهم أولا عاجلنكم بالعقوبة في دار الدنيا فقالوا يا رسول الله فاما اذن فامهلنا سنة ففى سنة ما نعلمه ويتعلمون فامهلهم سنة ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الذين كفروا من بنى اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لعن الذين كفروا من بنى اسرائيل على لسان داود يعنى في الزبور وعيسى يعنى في الانجيل * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله لعن الذين كفروا الآية قال لعنوا بكل لسان لعنوا على عهد محمد في القرآن * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس لعن الذين كفروا الآية خالطوهم بعد النهى على تجارهم فضرب الله قلوب بعضهم على بعض وهم ملعونون على لسان داود وعيسى بن مريم * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وأبو الشيخ عن أبى مالك الغفاري في الآية قال لعنوا على لسان دود فجعلوا قردة وعلى لسان عيسى فجعلوا خنازير * وأخرج ابن جرير عن مجاهد مثله * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال لعنهم الله على لسان داود في زمانهم فجعلهم قردة خاسئين ولعنهم في الانجيل على لسان عيسى فجعلهم خنازير * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ماذا كان بعضهم قالوا لا يتناهون عن منكر فعلوه * وأخرج أبو الشيخ عن ابى عمرو بن حماس ان ابن الزبير قال لكعب هل لله من علامة في العباد إذا سخط عليهم قال نعم يذلهم فلا يامرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر وفى القرآن لعن الذين كفروا من بنى اسرائيل الآية * وأخرج الديلمى في مسند الفردوس على ابى عبيدة بن الجراح مرفوعا قتلت بنو اسرائيل ثلاثة واربعين نبيا من أول النهار فقام مائة واثنا عشر رجلا من عبادهم فأمروهم ونهوهم عن المنكر فقتلوا جميعا في آخر النهار فهم الذين ذكر الله لعن الذين كفروا من بنى اسرائيل الآيات * وأخرج احمد والترمذي وحسنه والبيهقي عن حذيفة ابن اليمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذى نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن ان يبعث الله علكيم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم * وأخرج ابن ماجه عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل ان تدعوا فلا يستجاب لكم * وأخرج مسلم وابو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى اله عليه وسلم من رأى منكم منكر افليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان * وأخرج احمد عن
[ 302 ]
عدى بن عميرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يرو المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على ان ينكروه فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامة والخاصة * وأخرج الخطيب في رواة مالك من طريق أبى سلمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على ان ينكروه فلا ينكرونه فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة * وأخرج الخطيب في رواة مالك من طريق ابى سلمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذى نفس محمد بيده ليخرجن من أمتى اناس من قبورهم في صورة القردة والخنازير داهنوا أهل المعاصي سكتوا عن نهيهم وهم يستطيعون * وأخرج الحكيم الترمذي عن ابى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عظمت امتى الدنيا نزعت منها هيبة الاسلام وإذا تركت الامر بالمعروف والنهى عن المنكر حرمت بركة الوحى وإذا تسابت امتى سقطت من عين الله * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال قيل يا رسول الله أتهلك القرية فيهم الصالحون قال نعم فقيل يا رسول الله قال تهاونهم وسكوتهم عن معاصي الله عزوجل * وأخرج الطبراني عن ابى موسى الاشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من كان قبلكم من بنى اسرائيل إذا عمل العامل فيهم الخطيئة فنهاه الناهي تعزيزا فإذا كان من الغد جالسه وواكله وشاربه كانه لم يره على خطيئة بالامس فلما رأى الله ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون والذى نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتأخذن على يد المسئ ولتاطرنه على الحق اطرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ويلعنكم كما لعنهم * وأخرج الديلمى عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال فبشروهم بريح حمراء تخرج من قبل المشرق فيمسخ ببعضهم ويخسف ببعض ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * قوله تعالى (ترى كثيرا منهم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وابو الشيخ عن ابن عباس في قوله لبئس ما قدمت لهم انفسهم قال ما أمرتهم * وأخرج ابن أبى حاتم والخرائطي في مساوى الاخلاق وابن مردويه والبيهقي في الشعب وضعفه عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معشر المسلمين اياكم والزنا فان فيه ست خصال ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة فاما التى في الدنيا 7 قد طاب إليها ودوام الفقر وقصر العمر واما التى في الآخرة فسخط الله وطول الحساب والخلود في النار ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفى العذاب هم خالدون * قوله تعالى (ولو كانوا يؤمنون بالله) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولو كانوا يؤمنون بالله والنبى وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء الآية * قوله تعالى (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود) * أخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خلا يهودى بمسلم الاهم بقتله وفى لفظ الا حدث نفسه بقتله * قوله تعالى (ولتجدن أقربهم مودة) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى قال هم الوفد الذين جاؤا مع جعفر وأصحابه من أرض الحبشة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء قال ما ذكر الله به النصارى قال هم ناس من الحبشة آمنوا إذ جاءتهم مهاجرة المؤمنين فذلك لهم * واخرج النسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال نزلت هذه الآية في النجاشي وأصحابه وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم وأبو نعيم في الحلية والواحدي من طريق ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعروة بن الزبير قالوا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمرى وكتب معه كتابا لى النجاشي فقدم على النجاشي فقرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا جعفر بن أبى طالب والمهاجرين معه وأرسل النجاشي إلى الرهبان والقسيسين فجمعهم ثم أمر جعفر بن أبى طالب أن يقرأ عليهم القرآن فقرأ عليهم سورة مريم فآمنوا بالقرآن وفاضت أعينهم من الدمع وهم الذين أنزل فيهم ولتجدن أقربهم مودة إلى قوله من الشاهدين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعيد بن جبير في قوله
[ 303 ]
ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا قال هم رسل النجاشي الذين أرسل باسلامه واسلام قومه كانوا سبعين رجلا اختارهم من قومه الخير فالخير في الفقه والسن وفى لفظ بعث من خيار أصحابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين رجلا فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلوا عليه فقرأ عليهم سورة يس فبكوا حين سمعوا القرآن وعرفوا انه الحق فانزل الله فيهم ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا الآية ونزلت هذه الآية فيهم أيضا الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون إلى قوله أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو الشيخ عن عروة قال كانوا يرون ان هذه الآية نزلت في النجاشي وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول قال انهم كانوا برايين يعنى ملاحين قدموا مع جعفر بن أبى طالب من الحبش فلما قرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن آمنوا وفاضت أعينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجعتم إلى أرضكم انتقلتم عن دينكم فقالوا لن ننقلب عن ديننا فانزل الله ذلك من قولهم وإذا سمعوا ما انزل إلى الرسول * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة قال ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في الذين أقبلوا مع جعفر من أرض الحبشة وكان جعفر لحق بالحبشة هو وأربعون معه من قريش وخمسون من الاشعريين منهم أربعة من عك أكبرهم أبو عامر الاشعري وأصغرهم عامر فذكر لنا أن قريشا بعثوا في طلبهم عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد فاتوا النجاشي فقالوا ان هؤلاء قد أفسدوادين قومهم فارسل إليهم فجاؤا فسألهم فقالوا بعث الله فينا نبيا كما بعث في الامم قبلنا يدعونا إلى الله وحده ويامرنا بالمعروف وينهانا عن المنكر ويامر نا باصله وينهانا عن القطيعة ويامرنا بالوفاء وينهانا عن النكث وان قومنا بغوا علينا وأخرجونا حين صدقناه وآمنا به فلم نجد أحدا نلجأ إليه غيرك فقال معروفا فقال عمرو وصاحبه انهم يقولون في عيسى غير الذى تقول قال وما تقولون في عيسى قالوا نشهد انه عبد الله ورسوله وكلمته وروحه ولدته عذراء بتول قال ما أخطأتم ثم قال لعمرو وصاحبه لولا انكما أقبلتما في جواري لفعلت بكما وذكر لنا أن جعفرا وأصحابه إذ أقبلوا جاء أولئك معهم فآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم قال قائل لو قد رجعوا إلى أرضهم لحقوا بدينهم فحدثنا انه قدم مع جعفر سبعون منهم فلما قرأ عليهم نبى الله صلى الله عليه وسلم فاضت أعينهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر رجلا سبعة قسيسين وخمسة رهبانا ينظرون إليه ويسالونه فلما لقوه قرأ عليهم ما أنزل الله بكوا وآمنوا وأنزل الله فيهم وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة يخاف على أصحابه من المشركين فبعث جعفر بن أبى طالب وابن مسعود وعثمان بن مظعون في رهط من أصحابه إلى النجاشي ملك الحبشة فلما بلغ المشركين بعثوا عمرو بن العاصى في رهط منهم ذكروا انهم سبقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي فقالوا انه قد خرج فينا رجل سفه عقول قريش وأحلامها زعم انه نبى وانه بعث اليك رهطا ليفسدوا عليك قومك فاحببنا ان ناتيك ونخبرك خبرهم قال ان جاؤني نظرت فيما يقولون فلما قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتوا إلى باب النجاشي فقالوا استاذن لاولياء الله فقال ائذن لهم فمرحبا باولياء الله فلما دخلوا عليه سلموا فقال الرهط من المشركين ألم تر أيها الملك ان صدقناك وانهم لم يحيوك بتحيتك التى تحيابها فقال لهم ما يمنعكم أن تحيوني بتحيتي قالوا انا حييناك بتحية أهل الجنة وتحية الملائكة فقال لهم ما يقول صاحبكم في عيسى وأمه قالوا يقول عبد الله ورسوله وكلمة من الله وروح منه ألقاها إلى مريم ويقول في مريم انها العذراء الطيبة البتول قال فاخذ عودا من الارض فقال ما زاد عيسى وأمه على ما قال صاحبكم هذا العود فكره المشركون قوله وتغير له وجوههم فقال هل تقرؤن شيا مما أنزل عليكم قالوا نعم قال فاقرؤا فقرؤا وحوله القسيسون والرهبان وسائر النصارى فجعلت طائفة من القسيسين والرهبان كلما قرؤا آية انحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق قال الله ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق * وأخرج الطبراني عن سلمان في اسلامه قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة صنعت طعاما فجئت به فقال ما هذا قلت صدقة فقال لاصحابه كلوا ولم ياكل ثم انى رجعت حتى جمعت طعاما فاتيته به فقال ماهذا قلت هدية فاكل وقال
[ 304 ]
لاصحابه كلوا قلت يا رسول الله أخبرني عن النصارى قال لاخير فيهم ولا فيمن أحبهم فقمت وأنا مثقل فانزل الله لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود حتى بلغ تفيض من الدمع فارسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لى يا سلمان ان أصحابك هؤلاء الذين ذكر الله * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ولتجدن أقربهم مودة الآية قال أناس من أهل الكتاب كانوا على شريعة من الحق مما جاء به عيسى يؤمنون به وينتهون إليه فلما بعث الله محمدا صدقوه وآمنوا به وعرفوا ما جاء به من الحق انه من الله فاثنى عليهم بما تسمعون * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن أبى شيبة في مسنده وعبدبن حميد والبخاري في تاريخه والحارث بن أبى اسامة في مسنده والحكيم الترمذي في نوادر الاصول والبزار وابن الانباري في المصاحف وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن سلمان انه سئل عن قوله ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا قال الرهبان الذين في الصوامع نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بان منهم صديقين ورهبانا ولفظ البزار دع القسيسين أقرأنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بان منهم صديقين ولفظ الحكيم الترمذي قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بان منهم قسيسين فاقرأ نى ذلك بان منهم صديقين * وأخرج البيهقى في الدلائل عن سلمان قال كنت يتيما من رامهرمز وكان ابن دهقان رامهرمز يختلف إلى معلم يعلمه فلزمته لاكون في كنفه وكان لى أخ أكبر منى وكان مستغنيا في نفسه وكنت غلاما فقيرا فكان إذا فام من مجلسه تفرق من يحفظه فإذا تفرقواخرج فتقنع بثوبه ثم صعد الجبل فكان يفعل ذلك غير مرة متنكرا قال فقلت اما انك تفعل كذا وكذا فلم لا تذهب بى معك قال أنت غلام وأخاف أن يظهر منك شئ قال قلت لا تخف قال فان في هذا الجبل قوما في برطيل لهم عبادة وصلاح يذكرون الله عزوجل ويذكرون الآخرة يزعمون انا عبدة النيران وعبدة الاوثان وانا على غير دين قلت فاذهب بى معك إليهم قال لا أقدر على ذلك حتى استأمرهم وأنا أخاف ان يظهر منك شئ فيعلم أبى فيقتل القوم فيجرى هلاكهم على يدى قال قلت لم يظهر منى ذلك فاستأمرهم فقال غلام عندي يتيم فاحب ان ياتيكم ويسمع كلامكم قالوا ان كنت تثق به قال ارجوان لا يجئ منه الاما أحب قالوا فجئ به فقال لى قد استأذنت القوم ان تجئ معى فإذا كانت الساعة التى رأيتنى أخرج فيها فائتني ولا يعلم بك أحد فان أبى ان ععلم قتلهم قال فلما كانت الساعة التى يخرج تبعته فصعد الجبل فانتهينا إليهم فإذا هم في برطيلهم قال على وأراه قال هم ستة أو سبعة قال وكان الروح قد خرجت منهم من العبادة يصومون النهار ويقومون الليل وياكلون الشجر وما وجدوا فقعدنا إليهم فاثنى ابن الدهقان على خيرا فتكلموا فحمدوا الله وأثنوا عليه وذكروا من مضى من الرسل والانبياء حتى خلصوا إلى عيسى بن مريم قالوا بعثه الله وولده بغير ذكر بعثه الله رسوله وسخر له ماكان يفعل من احياء الموتى وخلق الطير وابراء الاعمى والابرص فكفر به قوم وتبعه قوم وانما كان عبد الله ورسوله ابتلى به خلقه قال وقالوا قبل ذلك يا غلام ان لك رباوان لك معادا وان بين يديك جنة ونار إليها تضيروان هؤلاء القوم الذين يعبدون النيران أهل كفرو ضلالة لا يرضى الله بما يصنعون وليسوا على دين فلما حضرت الساعة التى ينصرف فيها الغلام انصرف وانصرفت معه ثم غدونا إليهم فقالوا مثل ذلك وأحسن فلزمتهم فقالوا يا غلام انك غلام وأنك لا تستطيع أن تصنع كما نصنع فكل واشرب وصل ونم قال فاطلع الملك على صنيع ابنه فركب الخيل حتى أتاهم في برطيلهم فقال يا هؤلاء قد جاور تمونى فاحسنت جواركم ولم تروا منى سوأ فعمد تم إلى ابني فافسد تموه على قد أجلتكم ثلاثا فان قدرت عليكم بعد ثلاثا أحرقت عليكم برطليكم هذا فالحقوا ببلادكم فانى أكره ان يكون منى اليكم سوء قالوا نعم ما تعمدنا مساء تك ولا أردنا الا الخير فكيف ابنه عن اتيانهم فقلت له اتق الله فانك تعرف ان هذا الدين دين الله وان أباك ونحن على غير دين انماهم عبدة النيران لا يعرفون الله فلا تبع آخرتك بدنيا غيرك قال يا سلمان هو كما تقول وانما أتخلف عن القوم بقيا عليهم ان اتبعت القوم يطلبني أبى في الخيل وقد جزع من اتيانى اياهم حتى طردهم وقد أعرف أن الحق في أيديهم قلت أنت أعلم ثم لقيت أخى فعرضت عليه فقال أنا مشتغل بنفسى وطلب المعيشة فاتيتهم في اليوم الذى أرادوا ان يرتحلوا فيه فقالوا يا سلمان قد كنا نحذر فكان ما رأيت اتق الله واعلم ان الدين ما أوصيناك به وان هؤلاء عبدة النيران لا يعرفون الله ولا يذكرونه فا يخدعنك أحد من ذلك قلت ما أنا
[ 305 ]
مفارقكم قالوا انك لا تقدر على ان تكون معنا نحن نصوم النهار ونقوم الليل وناكل الشجر وما أصبنا وأنت لا تستطيع ذلك قال قلت لا أفقارقكم قالوا أنت أعلم قد أعلمناك حالنا فإذا أبيت فاطلب أحدا يكون معك واحمل معك شيا تأكلها فانك لا تستطيع ما تستطيع نحن قال ففعلت لقيت أخى فعرضت عليه فابى فاتيتهم فتحملوا فكانوا يمشون وآمشى معهم فرزقنا الله السلامة حتى أتينا الموصل فاتينا بيعة بالموصل فلما دخلوا حفوا بهم وقالوا أين كنتم قالوا كنا في بلاد لا يذكرون الله بها عباد نيران فطردونا فقد منا عليكم فلما كان بعد قالوا يا سلمان ان ههنا قوما في هذه الجبال هم أهل دين وانا نريد لقاءهم فكن أنت ههنا مع هؤلاء فانهم أهل دين وستري منهم ما تحب قلت ما أنا بمفارقكم قال وأوصوابى أهل البيعة فقال أهل البيعة أقم معنا فانه لا يعجزك شئ يسعنا قلت ما أنا بمفارقكم فخرجوا وانا معهم فاصبحنا بين جبال فإذا صخرة وماء كثير في جرار وخيز كثير فقعدنا عند الصخرة فلما طلعت الشمس خرجوا من بين تلك الجبال يخرج رجل رجل من مكانه كان الارواح انتزعت منهم حتى كثروا فرحبوابهم وحفوا وقالوا أين كنتم لم نركم قالوا كنا في بلاد لا يذكرون اسم الله فيها عبدة النيران وكنا نعبد الله فيها فطردونا فقالوا ما هذا الغلام قال فطفقوا يثنون على وقالوا صحبنا من تلك البلاد فلم نر منه الاخيرا قال فوالله انهم لكذا إذ طلع عليهم رجل من كهف رجل طوال فجاء حتى سلم وجلس فحفوا به وعظموه أصحابي الذى كنت معهم وأحدقوا به فقال لهم أين كنتم فاخبروه فقال وما هذا الغلام معكم فائنوا على خيرا وأخبروه باتباعى اياهم ولم أر مثل اعظامهم اياه فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر من أرسل الله من رسله وأنبيائه وما لقوا وما صنع بهم حتى ذكر مولد عيسى بن مريم وانه ولد بغير ذكر فبعثه الله رسولا وأجرى على يديه احياء الموتى وابراء الاعمى والابرص وانه يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا باذن الله وأنزل عليه الانجيل وعلمه التوراة وبعثه رسولا إلى بنى اسرائيل فكفر به قوم وآمن به قوم وذكر بعض مالقى عيسى بن مريم وانه كان عبدا أنعم الله عليه فشكر ذلك له ورضى عنه حتى قبضه الله وهو يعظهم ويقول اتقوا الله والزموا ما جاء عيسى به ولا تخالفوا فيخالف بكم ثم قال من أراد أن ياخذ من هذا شيا فليأخذ فجعل الرجل يقوم فيأخذ الجرة من الماء والطعام والشئ وقام إليه أصحابي الذين جئت معهم فسلموا عليه وعظموه فقال لهم الزموا هذا الدين واياكم ان تفرقوا واستوصوا بهذا الغلام خيرا وقال لى يا لغلام هذا دين الله الذى ليس له دين فوقه وما سواه هو الكفر قال قلت ما أفارقك قال انك لن تستطيع ان تكون معى انى لا أخرج من كهفي هذا الاكل يوم أحد لا تقدر على الكينونة معى قال وأقبل على أصحابه فقالوا يا غلام انك لا تستطيع أن تكون معه قلت ما أنا بمفارقك قال يا غلام فانى أعلمك الآن انى أدخل هذا الكهف ولا أخرج منه الا الحد الآخرة وأنت أعلم قلت ما أنا بمفارقك قال له أصحابه يا فلان هذا غلام ونخاف عليه قال قال لى أنت أعلم قلت انى لا أفارقك فبكى أصحابي الاولون الذين كنت معهم عند فراقهم اياى فقال خذ من هذا الطعام ما ترى انه يكفيك إلى الاحد الآخر وخذ من هذا الماء ما تكتفى به ففعلت وتفرقوا وذهب كل انسان إلى مكانه الذى يكون فيه وتبعته حتى دخل الكهف في الجبل فقال ضع ما معك وكل واشرب وقام يصلى فقمت معه أصلى قال وانفتل إلى فقال انك لا تستطيع هذا ولكن صل ونم وكل شراب ففعلت فما رأيته نائما ولا طاعما الا راكعا وساجدا إلى الاحد الآخر فلما أصحنا قال خذ جرتك هذه وانطلق فخرجت معه أتبعه حتى انتهينا إلى الصخرة واذاهم قد خرجوا من تلك الجبال واجتمعوا إلى الصخرة يتنظرون خروجه فقعدوا وجاد في حديثه نحو المرة الاولى فقال الزموا هذا الدين ولا تفرقوا واتقوا الله واعلموا أن عيسى بن مريم كان عبد الله أنعم الله عليه ثم ذكروني فقالوا يا فلان كيف وجدت هذه الغلام فاثنى على وقال خيرا فحمدوا الله فإذا خبز كثير وماء فاخذوا وجعل الرجل ياخذ بقدر ما يكتفى به ففعلت وتفرقوا في تلك الجبال ورجع إلى كهفه ورجعت معه فلبث ما شاء الله يخرج في كل يوم أحد ويخرجون معه وبوصيهم بما كان يوصيهم به فخرج في أحد فلما اجتمعوا حمد الله ووعظهم وقال مثل ما كان يقول لهم ثم قال لهم آخر ذلك يا هؤلاء انى قد كبرت سنى ورق عظمي واقترب أجلى وانه لا عهد لى بهذا البيت منذ كذا وكذا لا بد لى من اتيانه فاستوصوا بهذا الغلام خيرا وانى رأيته لا باس به قال فجزع القوم فما رأيت مثل جزعهم وقالوا يا أبا فلان أنت
[ 306 ]
كبير وأنت وحدك ولانامن أن يصيبك الشئ ولسنا أحوج ما كنا اليك قال لا تراجعوني لا بدلى من اتيانه ولكن استوصوا بهذا الغلام خيرا وافعلوا وافعلوا قال قلت ما أنا بمفارقك قال يا سلمان قد رأيت حالى وما كنت عليه وليس هذا كذلك انما أمشى أصوم النهار وأقوم الليل ولا أستطيع أن أحمل معى زاد ولا غيره ولا تقدر على هذا قال قلت ما أنا بمفارقك قال أنت أعلم قالوا يا أبا فلان انا نخاف عليك وعلى هذا الغلام قال هو أعلم قد أعلمته الحالة وقد رأى ما كان قبل هذا قلت لا أفارقك فبكوا وودعوه وقال لهم اتقوا الله وكونوا على ما وصيتكم به فان أعش فلعلي أرجع اليكم وان أمت فان الله حى لا يموت فسلم عليهم وخرج وخرجت معه وقال لى احمل معك من هذا الخبز شيأ تأكله فخرج وخرجت معه يمشى واتبعه يذكر الله ولا يلتفت ولا يقف على شئ حتى إذا أمسى قال يا سلمان صل أنت ونم وكل واشرب ثم قام هو يصلى إلى أن انتهى إلى بيت المقدس وكان لا يرفع طرفه إلى السماء حتى انتهينا إلى بيت المقدس وإذا على الباب مقعد قال يا عبد الله قد ترى حالى فتصدق على بشئ فلم يلتفت إليه ودخل المسجد ودخلت معه فجعل يتتبع أمكنة من المسجد يصلى فيها ثم قال يا سلمان انى لم أنم منذ كذا وكذا ولم أجد طعم نوم فان أنت جعلت لى أن توقظني إذا بلغ الظل ماكان كذا وكذا نمت فانى أحب أن أنام في هذا المسجد والالم أنم قال قلت فانى أفعل قال فانظر إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فايقظني إذا غلبتني عينى فنام فقلت في نفسي هذا لم ينم منذ كذاوكذا وقد رأيت بعض ذلك لاد عنه ينام حتى يشتفى من النوم وكان فيما يمشى وأنا معه يقبل على فيعظني ويخبرني ان لى ربا وان بين يديه جنة ونارا وحسابا ويعلمني بذلك ويذكرني نحو ما كان يذكر القوم يوم الاحد حتى قال فيما يقول لى يا سلمان الله تعالى سوف يبعث رسولا اسمه أحمد يخرج بتهامة وكان رجلا أعجميا لا يحسن أن يقول تهامة ولا محمد علامته انه ياكل الهدية ولا ياكل الصدقة بين كتفيه خاتم وهذا زمانه الذى يخرج فيه قد تقارب فاما أنا فانى شيخ كبير ولا أحسبنى أدركه فان أدركته أنت فصدقه واتبعه قلت وان أمرنى بترك دينك وما أنت عليه قال وان أمرك فان الحق فيما يجئ به ورضا الرحمن فيما قال فلم يمض الا يسير حتى استيقظ فزعا يذكر الله تعالى فقال يا سلمان مضى الفئ من هذا المكان ولم أذكر الله أين ما جعلت لى على نفسك قال قلت أخبرتني انك لم تنم منذ كذا وكذا وقد رأيت بعض ذلك فاحببت أن تشتفي من النوم فحمد الله فقام وخرج فتبعته فقال المقعد يا عبد الله دخلت فسألتك فلم تعطنى وخرجت فسألتك فلم تعطنى فقام ينظر هل يرى أحدا فلم يره فدنا منه فقال ناولنى يدك فناوله فقال قم بسم الله فقام كأنه نشط من عقال صحيحا لاعيب فيه فخلى عن يديه فانطلق ذاهبا فكان لا يلوى على أحد ولا يقوم عليه فقال لى المقعد يا غلام احمل على ثيابي حتى انطلق وأبشر أهلى فحملت عليه ثيابه وانطلق لا يلوى على فخرجت في اثره أطلبه وكلما سالت عنه قالوا امامك حتى لقيني الركب من كلب فسألتهم فلما سمعوا لغتي أناخ رجل منهم بعيره فحملني فجعلني خلفه حتى بلغوا بى بلادهم قال فباعوني فاشترتني امرأة من الانصار فجعلننى في حائط لها وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرت به فاذخت شيأ من تمر حائطي فجعلته على شئ ثم أتيته فجودت عنده أناسا وإذا أبو بكر أقرب القوم منه فوضعته بين يديه فقال ما هذا قلت صدقة فقال للقوم كلوا ولم ياكل هو ثم لبثت ما شاء الله ثم أخذت مثل ذلك فجعلته على شئ ثم أتيته به فوجدت عنده أناسا وإذا أبو بكر أقرب القوم منه فوضعته بين يديه فقال ما هذا قلت هدية قال بسم الله فاكل وأكل القوم قال قلت في نفسي هذه من آياته كان صاحبي رجلا أعجميا لم يحسن ان يقول تهامة قال ئهمة وقال أحمد فدرت خلفه ففطن بى فارخى ثوبه فإذا الخاتم في ناحية كتفه الايسر فتبينته ثم درت حتى جلست بين يديه فقلت أشهد أن لا اله الا الله وانك رسول الله قال من أنت قلت مملوك فحدثته بحديثي وحديث الرجل الذى كنت معه وما أمرنى به قال لمن أنت قلت لامرأة من الانصاري جعلتني في حائط لها قال يا أبا بكر قال لبيك قال اشتره قال فاشترني أبو بكر فاعتقني فلبثت ما شاء الله أن ألبث ثم أتيته فسلمت عليه وقعدت بين يديه فقلت يا رسول الله ما تقول في دين النصارى قال لا خير فيهم ولا في دينهم فدخلني أمر عظيم فقلت في نفسي هذا الذى كنت معه ورأيت منه ما رأيت أخذ بيد المقعد فاقامه الله على يديه لاخير في هؤلاء ولا في دينهم فانصرفت وفى نفسي ما شاء الله فانزل الله بعد على النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون إلى آخر الآية فقال النبي صلى الله
[ 307 ]
عليه وسلم على بسلمان فأتاني الرسول فدعاني وأنا خائف فجئت حتى قعدت بين يديه فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون إلى آخر الآية فقال يا سلمان أولئك الذين كنت معهم وصاحبك لم يكونوا نصارى انما كانوا مسلمين فقلت يا رسول الله فو الذى بعثك بالحق لقد مرنى باتباعك فقلت له وان أمرنى بترك دينك وما أنت عليه فاتركه قال نعم فاتركه فان الحق وما يحب الله فيما يامرك * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله قسيسين قال علماؤهم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال القسيسون عبادهم * وأخرج ابن جرير عن ابن اسحق قال سالت الزهري عن هذه الآية ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون وقوله وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما قال ما زلت أسمع علماءنا يقولون نزلت في النجاشي وأصحابه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وصححه وابن مردويه من طريق عن ابن عباس في قوله فاكتبنا مع الشاهدين قال أمة محمد صلى الله عليه وسلم وفى لفظ قال يعنون بالشاهدين محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته انهم قد شهدو له انه قد بلغ وشهدوا للمرسلين أنهم قد بلغوا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين قال القوم الصالحون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضى الله عنهم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) الآيتين أخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبى حاتم وابن عدى في الكامل والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان إذا أكلت اللحم انتشرت للنساء وأخذتني شهوتي وانى حرمت على اللحم فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم قال نزلت هذه الآية في رهط من الصحابة قالوا نقطع مذاكيرنا ونترك شهوات الدنيا ونسيح في الارض كما تفعل الرهبان فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فارسل إليهم فذكر لهم ذلك فقالوا نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكنى أصوم وأفطر وأصلى وأنام وأنكح النساء فمن أخذ بسنتى فهو منى ومن لم ياخذ بسنتى فليس منى * وأخرج عبد بن حميد أبو داود في مراسيله وابن جرير عن أبى مالك في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم قال نزلت في عثمان بن مظعون وأصحابه كانوا حرموا على أنفسهم كثيرا من الشهوات والنساء وهم بعضهم أن يقطع ذكره فنزلت هذه الآية * وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة ان ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا ازواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم لا آكل اللحم وقال بعضهم لا أتزوج النساء وقال بعضهم لا أنام على فراش فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما بال أقوام يقول أحدهم كذاوكذا لكنى أصوم وأفطر وأنام وأقوم وآكل اللحم وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى * وأخرج البخاري ومسلم وابن أبى شيبة والنسائي وابن أبى حاتم وابن حبان والبيهقي في سننه أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن مسعود قال كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا نساء فقلنا ألا نستخصى فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ورخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل ثم قر أ عبد الله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال كان أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هموا بالخصاء وترك اللحم والنساء فنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدون ان الله لا يحب المعتدين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة ان عثمان بن مظعون في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال بعضهم لا آكل اللحم وقال الآخر لا أنام على فراش وقال الآخر لاأتزوج النساء وقال الآخر أصوم ولا أفطر فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم الآية * وأخرج ابن جرير عن ابراهيم النخعي في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبا ما أحل الله لكم قال كانوا حرموا الطيب واللحم فانزل الله هذا فيهم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن أبى قلابة قال أراد أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يرفضوا الدنيا ويتركوا النساء ويترهبوا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فغلظ فيهم المقالة ثم قال انما هلك من
[ 308 ]
كان قبلكم بالتشديد شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم فاولئك بقاياهم في الديار والصوامع اعيدو الله ولا تشركوا به شيا وحجوا واعتمر واستقموا يستقم بكم قال ونزلت فيهم يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم قال نزلت في أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أرادوا ان يتخلوا من الدنيا ويتركوا النساء وتزهدوا منهم على بن أبى طالب وعثمان بن مظعون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم الآية قال ذكر لنا ان رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رفضوا النساء واللحم وأرادوا ان يتخذوا الصوامع فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس في دينى ترك النساء واللحم ولا اتخاذ الصوامع وخبرنا ان ثلاثة نفر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اتفقوا فقال أحدهم اما انا فاقوم الليل لا أنام وقال أحدهم أما أنا فاصوم النهار فلا أفطر وقال الآخر وأما أنا فلا آتى النساء فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال ألم أنبأ انكم اتفقتم على كذا كذا قالوا بلى يا رسول الله وما أردنا الا الخير قال لكنى أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآتى النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى وكان في بعض القراءة في الحرف الاول من رغب عن سنتك فليس من أمتك وقد ضل سواء السبيل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن أبى عبد الرحمن قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا آمركم ان تكونوا قسيسين ورهبانا * وأخرج ابن جرير عن السدى قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس يوما فذكر الناس ثم قام ولم يزدهم على التخويف فقال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا عشرة منهم على بن أبى طالب وعثمان بن مظعون ما حقنا ان لم نحدث عملا فان النصارى قد جرموا على أنفسهم فنحن نحرم فحرم بعضهم أكل اللحم ولودك وان ياكل منها وحرم بعضهم النوم وحرم بعضهم النساء فكان عثمان بن مظعون ممن حرم النساء وكان لا يدنو من أهله ولا يدنون منه فاتت امرأته عائشة وكان يقال لها الحولاء فقالت لها عائشة ومن حولها من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما بالك يا حولا متغيرة اللون لا تمتشطين ولا تتطيبين فقالت وكيف أتطيب وأمتشط وما وقع على زوجي ولا رفع عنى ثوبا منذ كذا وكذا فجعلن يضحكن من كلامها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن يضحكن فقال ما يضحككن قالت يا رسول الله الحولاء سألتها عن أمرها فقالت ما رفع عنى زوجي ثوبا منذ كذا وكذا فارسل إليه فدعاه فقال ما بالك يا عثمان قال انى تركته لله لكى أتخلى للعبادة وقص عليه أمره وان عثمان قد أراد ان يجب نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقسمت عليك الا رجعت فواقعت أهلك فقال رسول الله انى صائم قال أفطر قال فافطر وأتى أهله فرجعت الحولاء إلى عائشة قد اكتخلت وامتشطت وتطيبت فضحكت عائشة فقالت مالك يا حولاء فقالت انه أتاها أمس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والنوم الا دانى أنام وأقوم وأفطر وأصوم وأنكح النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا يقول لعثمان لا تجب نفسك فان هذا هو الاعتداء وأمرهم ان يكفروا ايمانهم فقال لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم الآية * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد قال أراد رجال منهم عثمان ابن مظعون وعبد الله بن عمرو أن يتبتلوا وبخصوا أنفسهم ويلبسوا المسوح فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم والآية التى بعدها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة ان عثمان ابن مظعون وعلى بن أبى طالب وابن مسعود والمقداد بن الاسود وسالما مولى أبى حذيفة وقدامة تبتلوا فجلسوا في البيوت واعتزلوا النساء ولبسوا المسوح وحرموا طيبات الطعام واللباس الاما ياكل ويلبس السياحة من بنى اسرائيل وهموا بالاختصاء واجمعوا القيام الليل وصيام النهار فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم الآية فلما نزلت بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان لانفسكم حقا ولا عينكم حقاوان لاهلكم حقا فصلوا وناموا وصوموا وأفطروا فليس منامن ترك سنتنا فقالوا اللهم صدقنا واتبعنا ما أنزلت مع الرسول * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال ان رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم عثمان بن مظعون حرموا اللحم والنساء على أنفسهم وأخذوا الشفار ليقطعوا مذاكيرهم لكى تنقطع الشهوة عنهم
[ 309 ]
ويتفرغوا العبادة ربهم فاخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما أردتم قالوا أردنا ان نقطع الشهوة عنا ونتفرغ العبادة ربنا ونلهو عن الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أومر بذلك ولكني أمرت في دينى ان أتزوج لنساء فقالوا نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم إلى قوله واتقو االله الذى أنتم به مؤمنون فقالوا يا رسول الله فكيف نصنع بايماننا التى حلفنا عليها فانزل الله لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان * وأخرج ابن مردويه عن الحسن العرنى قال كان على في أناس ممن أرادو أن يحرموا الشهوات فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم الآية * وأخرج أبو الشيخ من طريق ابن جريج عن المغيرة بن عثمان قال كان عثمان بن مظعون وعلى وابن مسعود والمقداد وعمار أرادو الاختصاء وتحريم اللحم وليس المسوح في أصحاب لهم فاتى النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون فسأله عن ذلك فقال قد كان بعض ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكح النساء وآكل اللحم وأصوم وأفطر وأصلى وأنام وألبس الثياب لم آت بالتبتل ولا بالرهبانية ولكن جئت بالحنفية السمحة ومن رغب من سنتى فليس منى قال ابن جريج فنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم أن عبد الله بن رواحة ضافه ضيف من أهله وهو عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى أهله فوجدهم لم يطعموا ضيفهم انتظارا له فقال لامرأته حبست ضيفي من أجلى هو حرام على فقالت امرأته هو على حرام قال الضيف هو على حرام فلما رأى ذلك وضع يده وقال كلوا بسم الله ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد أصبت فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إلى ما حرم الله عليكم * وأخرج عبد بن حميد عن المغيرة قال قلت لابراهيم في هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبا ما أحل الله لكم هو الرجل يحرم الشئ مما أحل الله قال نعم * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في الآية قال هو الرجل يحلف لا يصل أهله أو يحرم عليه بعض ما أحل الله له فيأتيه ويكفر عن يمينه * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني من طرق عن ابن مسعود ان معقل بن مقرن قال له انى حرمت فراشي في سنة فقال نم على فراشك وكفر عن يمينك ثم تلايا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم إلى آخر الآية * وأخرج البخاري والترمذي والدار قطني عن أبى حجيفة قال آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبى الدرداء فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء مبتذلة فقال لهاما شأنك قالت أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما فقال كل فانى صائم قال ما أنا بآكل حتى تأكل فاكل فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم قال نم فنام ثم ذهب يقوم فقال نم فلما كان من آخر الليل قال سلمان قم الآن فصليا فقال له سلمان ان لربك عليك حقك ولنفسك عليك حقا ولاهلك عليك حقا فاعط كل ذى حق حقه فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال صدق سلمان * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاصى قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أخبر انك تصوم النهار وتقوم الليل قلت بلى يا رسول الله قال فلا تفعل صم وافطر وقم ونم فان لجسدك عليك قا وان لعينك عليك حقا وان لزوجك عليك حقا وان لزورك عليك حقا وان بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام فان لك بكل حسنة عشر أمثالها فاذن ذلك صيام الدهر كله قلت انى أجد قوة قال فصم صيام نبى الله داود ولا تزد عليه قلت وما كان صيام نبى الله داود قال نصف الدهر * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن سعيد بن المسيب ان نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم على بن أبى طالب وعبد الله بن عمرو لما تبتلوا وجلسوا في البيوت واعتزلوا وهموا بالخصاء وأجمعوا القيام الليل وصيام النهار بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فدعاهم فقال أما أنا فانى اصلى وأنام وأصوم وأفطروا واتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى * وأخرج عبد الرزاق والطبراني عن عائشة قالت دخلت امرأة عثمان بن مظعون واسمها خولة بنت حكيم على وهى باذة الهيئة فسألتها ما شانك فقالت زوجي يقوم الليل ويصوم النهار فدخل النبي صلى
[ 310 ]
الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فلقى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عثمان ان الرهبانية لم تكتب علينا أمالك في اسوة فوالله ان أخشاكم لله وحفظكم لحدوده لانا * وأخرج عبد الرزاق عن أبى قلابة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تبتل فليس منا * وأخرج ابن سعد عن ابن شهاب ان عثمان بن مظعون أراد أن يختصى ويسح في الارض فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس لك في اسوة فانى آتى النساء وآكل اللحم وأصوه وفطر ان خصاء أمتى الصيام وليس من أمتى من خصى أو اختصى * وأخرج ابن سعد عن أبى بردة قال دخلت امرأة عثمان ابن مظعون على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فرأينها سيئة الهيئة فقلن لها مالك فقالت ما لنا منه شئ أما ليله فقائم وأما نهاره فصائم فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فذكرن ذلك له فلقيه فقال يا عثمان بن مظعون أمالك في اسوة قال وما ذاك قال تصوم النهار وتقوم الليل قال انى لا فعل قال لا تفعل ان لعينك عليك حقا وان لجسدك عليك حقا وان لا هلك عليك حقا فصل وتم وصم وفطر قال فاتتهن بعد ذلك عطرة كأنها عروس فقلن لهامه قالت أصابنا ما أصاب الناس * وأخرج ابن سعد عن أبى قلابة ان عثمان بن مظعون اتخذ بيتا فقعد يتعبد فيه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فاتاه فخذ بعضادتى باب البيت الذى هو فيه فقال يا عثمان ان الله لم يبعثنى بالرهبانية مرتين أو ثلاثا وان خير الدين عند الله الحنيفية السمحة * وأخرج الطبراني عن أبى امامة قال كانت امرأة عثمان بن مظعون امرأة جميلة عطرة تحب اللباس والهيئة لزوجها فزارتها عائشة وهى تفلة قالت ما حالك هذه قالت ان نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم على بن أبى طالب وعبد الله بن رواحة وعثمان بن مظعون قد تخلوا للعبادة وامتنعوا من النساء وأكل اللحم وصاموا النهار وقاموا الليل فكرهت ان أريه من حالى ما يدعوه إلى ما عندي ما تخلى له فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم نعله فحمله بالسبابة من أصبعه اليسرى ثم انطلق سريعا حتى دخل عليهم فسألهم عن حالهم قالوا أردنا الخير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى انما بعثت بالحنيفية السمحة وانى لم أبعث الرهبانية البدعة الا وان أقواما ابتدعوا الرهبانية فكتبت عليهم فما رعوها حق رعايتها الافكلوا اللحم وائتوا النساء وصوموا وافطروا وصلوا وناموا فانى بذلك أمرت * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن ابن مسعود قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء * وأخرج عبد الرزاق عن عثمان بن عفان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بفتية فقال من كان منكم ذا طول فليتزوج فانه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لا فليصم فان الصوم له وجاء * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة 7 قال لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لاحبت أن يكون لى فيه زوجة * وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن الخطاب انه قال لرجل أتزوجت قال لا قال اما أن تكون أحمق واما أن تكون فاجرا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة عن ابراهيم بن ميسرة قال قال لى طاوس لتنكحن أو لا قول لك ما قال عمر لابي الزوائد ما يمنعك من النكاح الاعجز أو فجور * وأخرج عبد الرزاق عن وهب بن منبه قال مثل الاعزب كمثل شجرة في فلاة تقلبها الرياح هكذا وهكذا * وأخرج عبد الرزاق عن سعيد بن هلال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تناكحوا تكثروا فانى أباهى بكم الامم يوم القيامة * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه عن سعد بن أبى وقاص قال لقد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له في ذلك الاختصينا * وأخرج ابن سعد والبيهقي في شعب الايمان من طريق عائشة بنت قدامة بن مظعون عن أبيها عن أخيه عثمان بن مظعون انه قال يا رسول الله انى رجل تشق على هذه العزبة في المغازى فتاذن لى يا رسول الله في الخصاء فاختصي قال لا ولكن عليك يا ابن مظعون بالصيام فانه مجفر * وأخرج أحمد عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل * وأخرج ابن أبى شيبة عن سمرة ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل * وأخرج أحمد والبخاى ومسلم عن أنس ان نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم لا اتزوج النساء وقال بعضهم لا آكل اللحم وقال بعضهم لا أنام على فراش وقال بعضهم أصوم ولا أفطر فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ما بال أقوام قالوا
[ 311 ]
كذا وكذا الكنى أصلى وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي في سننه عن عبيد الله بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحب فطرتي فليستن بسنتى ومن سنتى النكاح * وأخرج البيهقى في سننه عن ميمون أبى المغلس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان موسر الان ينكح فلم ينكح فليس منا * وأخرج عبد الرزاق عن أيوب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من استن بسنتى فهو منى ومن سنتى النكاح * وأخرج عبد الرزاق وأحمد عن أبى ذر قال دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له عكاف بن بشير التميم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل لك من زوجة قال لا قال ولا جارية قال ولا جارية قال وأنت موسر بخير قال نعم قال أنت إذا من اخوان الشيطان لو كنت من النصارى كنت من رهبانهم ان من سنتنا النكاح شراركم عزابكم وأراذل موتاكم عزابكم أبالشيطان تتمر سون ما للشيطان من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء الا التمزوجين أولئك المطهرون المبرؤن من الخنا ويحك يا عكاف انهن صواحب أيوب وداود ويوسف وكرسف فقال له بشير بن عطية ومن كرسف يارسول الله قال رجل كان يعبد الله بساحل من سواحل البحر ثلثمائة عام يصوم النهار ويقوم الليل ثم انه كفر بعد ذلك بالله العظيم في سبب امرأة عشقها وترك ما كان عليه من عبادة ربه ثم استدركه الله ببعض ماكان منه فتاب عليه ويحك يا عكاف تزوج والا فانت من المذبذبين * أخرج البيهقى في شعب الايمان عن عطية بن بسر المازنى قال جاء عكاف بن وداعة الهلالي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عكاف ألك زوجة قال لا قال ولا جارية قال لا قال وأنت صحيح موسر قال نعم والحمد لله قال فانت إذا من الشيطان اما أن تكون من رهبانية النصارى فانت منهم واما أن تكون منا فتصنع كما نصنع فان من سنتنا النكاح شراركم عزابكم وأراذل موتاكم عزابكم أبا الشيطان تمرسون ماله في نفسه سلاح أبلغ في الصالحين من النساء الا المتزوجون المطهرون المبرؤن من الخنا ويحك يا عكاف تزوج انهن صواحب داود وصواحب أيوب وصواحب يوسف وصواحب كرسف فقال عطية ومن كرسف يا رسول الله فقال رجل من بنى اسرائيل على ساحل من سواحل البحر يصوم النهار ويقوم اليل لا يفتر من صلاة ولا صيام ثم كفر من بعد ذلك بالله العظيم في سبب امرأة عشقها ؟ ترك ما كان عليه من عبادة ربه عزوجل فتداركه الله بما سلف منه فتاب الله عليه ويحك تزوج فانك من المذبذبين * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة والبيهقي عن أبى نجيح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان موسر الان ينكح فلم ينكح فليس منى * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي عن ابى نجيح قال قال رسول صلى الله عليه وسلم مسكين مسكين مسكين رجل ليست له امرأة قيل يا رسول الله وان كان غنيا ذا مال قال وان كان غنيا من المال قال ومسكينة مسكينة مسكينة امرأة ليس لها زوج قيل يا رسول الله وان كانت غنية أو مكثرة من المال قال وان كانت قال البيهقى ابو نجيح اسمه يسار وهو والد عبد الله بن ابى نجيح والحديث مرسل * وأخرج سعيد بن منصور واحمد والبيهقي عن انس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يامرنا بالباءة وينهانا عن التبتل نهيا شديدا ويقول تزوجوا الودود الولود فانى مكاثر بكم الانبياء يوم القيامة * وأخرج البيهقى عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي * وأخرج البيهقى من وجه آخر عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رزقه الله امراة صالحة فقد اعانة على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي * وأخرج البيهقى عن ابن عباس قال كان في بنى اسرائيل رجل عابد وكان معتزلا في كهف له فكان بنو اسرائيل قد اعجبوا بعبادته فبينما هم عند نبيهم إذ ذكروه فاثبوا عليه فقال النبي انه لكما تقولون لولا انه تارك لشئ من السنة وهو التزوج * وأخرج ابن سعد وابن ابى شيبة عن شداد بن اوس انه قال زوجوني فان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاني ان لا القى الله عزبا * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن قال قال معاذ في مرضه الذى مات فيه زوجوني انى أكره ان ألقى الله عزبا * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمر قال يكفن الرجل في ثلاثة أثواب لا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين * قوله تعالى (لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال لما نزلت يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم في القوم الذين كانوا حرموا النساء واللحم على أنفسهم قالوايا رسول الله كيف نصنع بايماننا التى
[ 312 ]
حلفنا عليها فانزل الله لا يؤخذكم الله باللغو في ايمانكم * وأخرج أبو الشيخ عن يعلى بن مسلم قال سألت سعيد ابن جبير عن هذه الآية لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان قال اقرأ ما قبلها فقرأت يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم إلى قوله لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم قال اللغو ان تحرم هذا الذى أحل الله لك وأشباهه تكفر عن يمينك ولا تحرمه فهذه اللغو الذى لا يؤاخذكم به ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فان مت عليه أخذت به * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير لا يؤاخذكم الله باللعوفى ايمانكم قال هو الرجل يحلف على الحلال ان يحرمه فقال الله لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ان تتركه وتكفر عن يمينك ولكن يؤاخذ كم بما عقدتم الايمان قال ما أقمت عليه * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم قال هما الرجلان يتبايعان يقول أحدهما والله لا أبيعك بكذا ويقول الآخر والله لا اشتريه بكذا * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن ابراهيم قال اللغوان يصل الرجل كلامه بالحلف والله لتجيئن والله لتأكلن والله لتشربن ونحو هذا الايريد به يمنا ولا يتعمد به حلفا فهو لغوا اليمين ليس عليه كفارة * وأخرج عبد بن حميد عن أبى مالك قال الايمان ثلاثا يمين تكفر ويمين لا تكفر ويمين لا يؤاخذ بها فاما التي تكفر فالرجل يحلف على قطية رحم أو معصية الله فيكفر يمينه والتى لا تكفر الرجل يحلف على الكذب متعمدا ولا تكفر والتى لا يؤاخذ بها فالرجل يحلف على الشئ يرى انه صادق فهو اللغو لا يؤاخذ به والله أعلم * قوله تعالى (ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان) * أخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة قال اللغو الخطأ ان تحلف على الشئ وانت ترى انه كما حلفت عليه فلا يكون كذلك تجوز لك عنه ولا كفراة عليك فيه ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان قال ما تعمدت فيه الماثم فعليك فيه الكفارة * وأخرج ابن أبى حاتم وابن جرير عن مجاهد ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان قال بما تعمدتم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم قال الرجل يحلف على الشئ يرى انه كذلك وليس كذلك ولكن مؤاخذ كم بما عقدتم الايمان قال الرجل يحلف على الشئ وهو يعلمه * وأخرج أبو الشيخ عن عائشة قالت انما اللغو في المراء والهزل والمزاحة في الحديث الذى لا يعقد عليه القلب وانما الكفارة في كل يمين حلف عليها في جد من الامر في غضب أو غيره ليفعلن أو ليتركن فذاك عقد الايمان الذى فرض الله فيه الكفارة * قوله تعالى (فكفارته اطعام عشرة مساكين) * أخرج ابن ماجه وابن مردويه عن ابن عباس قال كفر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصاع من تمر وأمر الناس به ومن لم يجد فنصف صاع من بر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمران رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقيم كفارة اليمين مدا من حنطة بمد الاول * وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت أبى بكر قالت كنا نعطى في كفارة اليمين بالمد الذى يقتات به * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عمر بن الخطاب قال انى أحلف لا أعطى أقواما ثم يبدو لي أن أعطيهم فاطعم عشرة مساكين كل مسكين صاعا من شعيرا وصاعا من تمر أو نصف صاع من قمح * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن على بن أبى طالب قال في كفارة اليمين اطعام عشرة مساكين لكل مسكين نصف صاع من حنطة * وأخرج عبد بن حميد وابن عباس في كفارة اليمين نصف صاع من حنطة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبو الشيخ عن مجاهد قال كل طعام في القرآن فهو نصف صاع في كفارة اليمين وغيرها * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس قال في كفارة اليمين مد من حنطة لكل مسكين * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن زيد بن ثابت انه قال في كفارة اليمين مد من حنطة لكل مسكين * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عمر في كفارة اليمين قال اطعام عشرة مساكين لكل مسكين مد من حنطة * وأخرج ابن المنذر عن أبى هريرة قال ثلاث فيهن مدمد كفارة اليمين وكفارة الظهار وكفارة الصيام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن
[ 313 ]
على بن أبى طالب في قوله فكفارته اطعام عشرة مساكين قال يغدبهم ويعشيهم ان شئت خبزا ولحما أو خبزا وزيتا أو خبز وسمنا أو خبزا وتمرا * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد عن محمد بن سيرين في كفارة اليمين قال أكلة واحدة * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو الشيخ عن الشعبى أنه سئل عن كفارة اليمين فقال رغيفين وعرق لكل مسكين * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وأبو الشيخ عن سفيان الثوري عن جابر قال قيل للشعبى أردد على مسكين واحد قال لا يجزيك الا عشر مساكين * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن أنه كان لا يرى باسا ان يطعم مسكينا واحدا عشر مرات في كفارة اليمين * قوله تعالى (من أوسط ما تطعمون أهليكم) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله من أوسط ما تطعمون أهليكم قال من عسركم ويسركم * وأخرج ابن ماجه عن ابن عباس قال كان الرجل يقوت أهله قوتا فيه سعة وكان الرجل يقوت أهله قوتا فيه شدة فنزلت من أوسط ما تطعمون أهليكم * وأخرج ابن أبى جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال كان الرجل يقوت أهله قوتا فيه فضل وبعضهم يقوت قوتادون ذلك فقال الله من أوسط ما تطعمون أهليكم ليس بارفعه ولا أدناه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عمر من أوسط ما تطعمون أهليكم قال من أوسط ما نطعم أهلينا الخبز والتمر والخبز والزيت والخبز والسمن ومن أفضل ما نطعمهم الخبز واللحم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن سيرين قال كانوا يقولون أفضله الخبز واللحم وأوسط الخبز والسمن وأخسه الخبز والتمر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال كان أهل المدينة يفضلون الحر على العبد والكبير على الصغير يقولون الصغير على قدره والكبير على قدره فنزلت من أوسط ما تطعمون أهليكم فامروا باوسط من ذلك ليس بارفعه * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير من أوسط يعنى من أعدل * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء في قوله من أوسط قال من أمثل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير من أوسط ما تطعمون أهليكم قال قوتهم والطعام صاع من كل شئ الا الحنطة * وخرج عبد بن حميد عن عطاء قال كل شئ فيه اطعام مسكين فهو مد بمد أهل مكة * قوله تعالى (أو كسوتهم) * أخرج الطبراني وابن مردويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله أو كسوتهم قال عباءة لكل مسكين * وأخرج ابن مردويه عن حذيفة قال قلنا يا رسول الله أو كسوتهم ما هو قال عبادءة عباءة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس أو كسعوتهم قال عباءة لكل مسكين أو شملة * وأخرج ابو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس أو كسوتهم قال ثوب ثوب لكل انسان وقد كانت العباءة تقضى يومئذ من الكسوة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عمر قال الكسوة ثوب أو ازار وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد أو كسوتهم قال القميص أو الرداء أو الازار قال ويجزى في كفارة اليمين كل ثوب الا التبان أو القلنسوة * وأخرج عبد الرزاق وعبدبن حميد وابو الشيخ عن مجاهد أو كسوتهم قال ادناه ثوب واعلاه ما شئت * وأخرج عبد الرزاق وابو الشيخ عن سعيد بن المسيب أو كسوتهم قال ازار وعمامة * واخرج ابو الشيخ عن الزهري قال السراويل لا يجزى والقانسوة لا تجزى * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن ابى حاتم عن عمران بن حصين انه سئل عن قوله أو كسوتهم قال لو ان وفدا قدموا على اميركم فكساهم قلنسوة قلنسوة قلتم قد كسوا * وأخرج أبو الشيخ عن عطاء في الرجل يكون عليه الكفارة من اليمين فيكسو خمسة مساكين ويطعم خمسة ان ذلك جائز * وأخرج ابو الشيخ عن سعيد بن جبير انه قرأ اطعام عشرة مساكين وكاسوتهم ثم قال سعيدا وكاسوتهم في الطعام * قوله تعالى (أو تحرير رقبة) * أخرج ابن ابى شيبة وأبو الشيخ عن الحسن قال لا يجزى الاعمى ولا المقعد في الرقبة * وأخرج ابو الشيخ عن فضالة بن عبيد قال يجزى ولد الزنا في الرقبة الواجبة * وأخرج أبو الشيخ عن عطاء بن أبى رياح قال تجرى الرقبة لصغيرة * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن انه كان لا يرى عتق الكافر في شئ من الكفارات * وأخرج ابن أبى شيبة عن طاوس قال لا يجزى ولد الزنا في الرقبة وبجزئ اليهودي والنصراني في كفارة اليمين والله تعالى أعلم * قوله تعالى (فمن لم يجد فسيام ثلاثة أيام) * أخرج ابن جرير والبيهقي في سننه عن ابن عباس في آية كفارة اليمين قال هو بالخيار في هؤلاء الثلاثة الاول
[ 314 ]
فالاول فان لم يجد شيأ من ذلك فصيام ثلاثة أيام متتابعات * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت آية الكفارات قال حذيفة يا رسول الله نحن بالخيار قال أنت بالخياران شئت أعتقت وان شئت كسوت وان شئت أطعمت فمن لم يجد فصيام ثلاثا أيام متتابعات * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال من كان عنده درهمان فعليه أن يطعم في الكفارة * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة قال إذا كان عنده خمسون درهما فهو ممن يجد ويجب عليه الاطعام وان كانت أقل فهو ممن لا يجد ويصوم * وأخرج أبو الشيخ عن ابراهيم النخعي قال إذا كان عنده عشرون درهما فعليه أن يطعم في الكفارة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى داود في المصاحف وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي عن أبى بن كعب انه كان يقرؤها فصيام ثلاث أيام متتابعات * وأخرج مالك والبيهقي عن حميد بن قيس المكى قال كنت أطوف مع مجاهد فجاءه انسان يساله عن صيام الكفارة أيتابع قال حميد فقلت لا فضرب مجاهد في صدري ثم قال انها في قراءة أبى بن كعب متتابعات * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن الانباري وأبو الشيخ والبيهقي من طرق عن ابن مسعود انه كان يقرؤها فصيام ثلاثة أيام متتابعات قال سفيان ونظرت في مصحف ربيع بن خيثم فرأيت فيه فمن لم يجد من ذلك شيأ فصيام ثلاثة أيام متتابعات * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود انه كان يقرأ كل شئ في القرآن متتابعات * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس انه كان يقرؤها فصيام ثلاثة أيام متتابعات * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال كل صوم في القرآن فهو متتابع الاقضاء رمضان فانه عدة من أيام أخر * وأخرج ابن أبى شيبة عن على انه كان لا يفرق في صيام اليمين ثلاثة أيام * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن انه كان يقول في صوم كفارة اليمين يصومه متتابعات فان أفطر من عذر يقصى يوما مكان يوم * قوله تعالى (ذلك كفارة أيمانكم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير ذلك يعنى الذى ذكر من الكفارة كفارة أيمانكم إذا حلفتم يعنى اليمين العمد واحفظوا أيمانكم يعنى لا تعمدوا الايمان الكاذبة كذلك يعنى هكذا يبين الله لكم آياته يعنى ما ذكر من الكفارة لعلكم تشكرون فمن صام من كفارة اليمين يوما أو يومين ثم وجد ما يطعم فليطعم ويجعل صومه تطوعا * وأخرج عبد الرزاق والبخاري وابن أبى شيبة وابن مردويه عن عائشة قالت كان أبو بكر إذا حلف لم يحنث حتى نزلت آية الكفارة فكان بعد ذلك يقول لا أحلف على يمين فارى غيرها خيرا منها الا أتيت الذى هو خير وقبلت رخصة الله * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال من حلف على ملك يمين ليضربه فكفارته تركه ومع الكفارة حسنة * وأخرج أبو الشيخ عن جبير بن مطعم انه افتدى يمينه بعشرة آلاف درهم وقال ورب هذه القبلة لو حلفت لحلفت صادقا وانما هو شئ افتديت به يمينى * وأخرج أبو الشيخ عن أبى نجيح ان ناسا من أهل البيت حلفوا عند البيت خمسين رجلا قسامة فكأنهم حلفوا على باطل ثم خرجوا حتى إذا كانوا في بعض الطريق قالوا تحت صخرة فبينما هم قائلون تحتها إذا انقلبت الصخرة عليهم فخرجوا يشتدون من تحتها فانفلقت خمسين فلقة فقتلت كل فلقة رجلا * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا انما الخمر) الآيات * أخرج أحمد عن أبى هريرة قال حرمت الخمر ثلاث مرات قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يشربون الخمر وياكلون الميسر فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فانزل الله يسألونك عن الخمر والميسر الآية فقال الناس ما حرم علينا انما قال اثم كبير وكانوا يشربون الخمر حتى كان يوم من الايام صلى رجل من المهاجرين أم أصحابه في المغرب خلط في قراءته فانزل الله أغلظ منها يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون وكان الناس يشربون حتى ياتي أحدهم الصلاة وهو مغتبق ثم نزلت آية أغلظ من ذلك يا أيها الذين آمنوا انما الخمر إلى قوله فهل أنتم منتهون قال انتهينا ربنا فقال الناس يا رسول الله ناس قتلوا في سبيل الله وماتوا على فرشهم كانوا يشربون الخمر وياكلون الميسر وقد جعله الله رجسا من عمل الشيطان فانزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح إلى آخر الآية وقال النبي صلى الله عليه وسلم لو حرم عليهم لتركوه كما تركتم * وأخرج الطيالسي وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر قال نزل في الخمر ثلاث آيات فاول شئ نزل يسئلونك
[ 315 ]
عن الخمر والميسر الآية فقيل حرمت الخمر فقالوا يا رسول الله دعنا ننتفع بها كما قال الله فسكت عنهم ثم نزلت هذه الآية لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فقيل حرمت الخمر فقالوا يا رسول الله لا نشربها قرب الصلاة فسكت عنهم ثم نزلت يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمت الخمر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والنحاس في ناسخه عن سعد بن أبى وقاص قال في نزل تحريم الخمر صنع رجل من النصار طعاما فدعانا فاتاه ناس فاكلوا وشربوا حتى انتشوا من الخمر وذلك قبل ان تحرم الخمر فتفاخروا فقالت الانصار الانصار خير وقالت قريش قريش خير فاهوى رجل بلحى جزور فضرب على أنفى ففزره فكان سعد مفزور الانف قال فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير من طريق ابن شهاب ان سالم بن عبد الله حدثه ان أول ما حرمت الخمران سعد بن أبى وقاص وأصحابا له شربوا فاقتتلوا فكسر وأنف سعد فانزل الله انما الخمر والميسر الآية * وأخرج الطبراني عن سعد بن أبى وقاص قال نزلت في ثلاث آيات من كتاب الله نزل تحريم الخمر نادمت رجلا فعارضته وعارضني فعر بدت عليه فشججته فانزل الله يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون ونزلت في ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها إلى آخر الآية ونزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقد موابين يدى نجواكم صدقة فقدمت شعيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انك لزهيد فنزلت الآية الاخرى أأشفقتم ان تقدموا الآية * وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال انما نزلت تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الانصار شربوا فلما ان ثمل القوم عبث بعضهم ببعض فلما ان صحوا جعل يرى الرجل منهم الاثر بوجهه وبرأسه ولحيته فيقول صنع بى هذا أخى فلان وكانوا اخوة ليس في قلوبهم ضغائن والله لو كان بى رؤفا رحيما ما صنع بى هذا حتى وقعت الضغائن في قلوبهم فانزل الله هذه الآية يا أيا الذين آمنوا انما الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون فقال اناس من المتكلفين هي رجلس وهى في بطن فلان قتل يوم بدر وفلان قتل يوم أحد فانزل الله هذه الآية ليس على الذين آمنوا وعملوا الصات جناح فيما طعموا الآية * واخرج ابن جرير عن بريدة قال بينما نحن قعود على شراب لنا ونحن نشرب الخمر جلاء إذ قمت حتى آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلم عليه وقد نزل تحريم الخمر يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر إلى قوله منتهون فجئت إلى أصحابي فقرأ تها عليهم قال وبعض القوم شربته في يده قد شرب بعضا وبقى بعض في الاناء فقال بالاناء تحت شفته العليا كما يفعل الحجام ثم صبوا ما في باطيتهم فقالوا انتهيئا ربنا * وأخرج البيهقى في شعب الايمان عن أبى هريرة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أهل المدينة ان الله يعرف عن الخمر تعريضا لا أدرى لعله سينزل فيها أمر ثم قام فقال يا أهل المدينة ن الله قد أنزل إلى تحريم الخمر فمن كتب منكم هذه الآية وعنده منها شئ فلا يشربها * وأخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن سابط قال زعموا ان عثمان بن مظعون حرم الخمر في الجاهلية وقال لا اشرب شيا يذهب عقلي ويضحك بى من هو أدنى منى ويحملني على ان أنكح كريمتي من لا أريد فنزلت هذه الآية في سورة المائدة في الخمر فمر على رجل فقال حرمت الخمر وتلا هذه الآية فقال تبا لها قد كان بصرى فيها ثابتا * واخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال لما نزلت في البقرة يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس شربها قوم لقوله منافع للناس وتركها قوم لقوله اثم كبير منهم عثمان بن مظعون حتى نزلت الآية التى في النساء لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فتركها قوم وشربها قوم يتركونها بالنهار حين الصلاة ويشربونها بالليل حتى نزلت الآية التى في المائدة انما الخمر والميسر الآية قال عمر أقرنت بالميسر والانصاب والازلام بعدا لك وسحقا فتركها الناس ووقع في صدور اناس من الناس منها فجعل قوم يمر بالرواية من الخمر فتخرق فيمر بها أصحابها فيقولون قد كنا نكرمك عن هذا المصرع وقالوا ما حرم علينا شئ اشد من الخمر حتى جعل الرجل يلقى صاحبه فيقول ان في نفسي شيا فيقول له صاحبه لعلك تذكر الخمر فيقول نعم فيقول ان في نفسي مثل ما في نفسك حتى ذكر ذلك قوم واجتمعوا فيه فقالوا كيف نتكلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد وخافوا ان ينزل فيهم فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أعدوا له حجة فقالوا أرأيت
[ 316 ]
حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير وعبد الله بن جحش أليسوا في الجنة قال بلى قالوا أليسوا قد مضواوهم يشربون الخمر فحرم علينا شئ دخلوا الجنة وهم يشربونه فقال قد سمع الله ما قلتم فان شاء أجابكم فانزل الله انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون قالوا انتهينا ونزل في الذين ذكروا حمزة وأصحابه ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة يسئلونك عن الخمر والميسر قال الميسر هو القمار كله قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس قال فذمهما ولم يحرمهما وهى لهم حلال يومئذ ثم انزل هذه الآية في شأن الخمر وهى أشد منها فقال يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فكان السكر منها حراما ثم انزل الآية التى في المائدة يا ايها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام إلى قوله فهل انتم منتهون فجاء تحريمها في هذه الآية قليلها وكثيرها ما اسكر منها وما لم يسكر * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال اول ما نزل تحريم الخمر يسئلونك عن الخمر والميسر قل فهما اثم كبير الآية فقال بعض الناس نشربها لمنافعها التى فيها وقال آخرون لا خير في شئ فيه اثم ثم نزلت يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى الآية فقال بعض الناس نشربها ونجلس في بيوتنا وقال آخرون لا خير في شئ يحول بيننا وبين الصلاة مع المسلمين فنزلت يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر الآية فانتهوا فنهاهم فانتهوا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال كان لقوم يشربونها حتى إذا حضرت الصلاة أمسكوا عنها قال وذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قال حين أنزلت هذه الاآية قد تقرب الله في تحريم الخمر ثم حرمها بعد ذلك في سورة لمائدة بعد غزوة الاجزاب وعلم انها تسفه الاحلام وتجهد الامول وتشغل عن ذكر الله وعن الصلاة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فهل أنتم منتهون قال فانتهى القوم عن الخمرو وأمسكوا عنها قال وذكر لنا ان هذه الآية لما أنزلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس ان الله قد حرم الخمر فمن كان عنده شئ فلا يطعمه ولا تبيعوها فلبث المسلمون زمانا يجدون ريحا من طرق المدينة مما اهرا قوامنها * وأخرج ابو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس ان الشراب كانوا يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالايدي والنعال والعصى حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر لو فرضنا لهم حدا فتوخى نحو ما كانوا يضربون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أبو بكر يجلد هم أربعين حتى توفى ثم كان عمر من بعده فجلدهم كذلك أربعين حتى أتى برجل من المهاجرين الاولين وقد شرب فأمر به ان يجلد فقال لم تجلدني بينى وبينكم كتاب الله قال وفى أي كتاب الله تجدان لا أجلدك قال فان الله تعالى يقول في كتابه ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا فانا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات تم اتقوا وأحسنوا شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق والمشاهد فقال عمر ألا تردون عليه فقال ابن عباس هؤلاء الآيات نزلت عذرا للماضين وحجة على الباقين عذرا للماضين لانهم لقوا الله قبل ان حرم عليهم الخمر وحجة على الباقين لان الله يقول انما الخمر والميسر والانصاب والازلام حتى بلغ الآية الاخرى فان كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا فان الله نهى ان يشرب الخمر فقال عمر فما ذاترون فقال على بن أبى طالب نرى انه إذا شرب سكر وإذا سكر هذى وإذا هذى افترى وعلى المفترى ثمانون جلده فامر عمر فجلد ثمانين * وأخرج ابن مردويه عن أنس عن أبى طلحة زوج أم أنس قال لما نزلت تحريم الخمر بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتفا يهتف الا ان الخمر قد حرمت فلا تبيعوها ولا تبتاعوها فمن كان عنده منه شئ فليهرقه قال أبو طلحة يا غلام حل عزلي تلك المزاد ففتحها فاهراقها وخمرنا يومئذ البسر والتمر فاهراق الباس حتى امتتعت فجاج المدينة * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال كنا ناكل من طعام لنا ونشرب عليه من هذا الشرب فاتا نا فلان من نبى الله صلى الله عليه وسلم فقال انكم تشربون الخمر وقد أنزل فيها قلنا ما تقولون قال نعم سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم الساعة ومن عنده أتيتكم فقمنا فاكفيناما كان في الاناء من شئ * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال عند أبى طلحة مال ليتيم فاشترى به خمرا فلما حرمت الخمر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اجعله خلا فقال
[ 317 ]
لا أهرقه * وأخرج ابن مردويه عن أنس ان الآية التى حرم الله فيها الخمر نزلت وليس في المدنية شراب يشرب الا من تمر * وأخرج أبو يعلى عن أنس قال لما نزل تحريم الخمر فدخلت على ناس من أصحابي وهى بين أيديهم فضربتها برجلي وقلت انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد نزل تحريم الخمر وشرابهم يومئذ اليسر والثمر * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال كانوا يشربون الخمر بعد ما أنزل التى في البقرة وبعد التى في سورة النساء فلما نزلت التى في سورة المائدة تركوه * وأخرج مسلم وأبو يعلى وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس ان الله أعرض بالخمر فمن كان عنده منها شئ فليبع ولينتفع به فلم نلبث الا يسيرا ثم قال ان الله قد حرم الخمر فمن أدركته هذه الآية وعنده منها شئ فلايبع ولا يشرب قال فاستقبل الناس بما كان عندهم منها فسفكوها في طرق المدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال حرمت الخمر بعينها قليلها وكثيرها والمسكر من كل شراب * وأخرج ابن مردويه عن وهب بن كيسان قال قلت لجابر بن عبد الله متى حرمت الخمر قال بعد أحد صبحنا الخمر يوم أحد حين خرجنا إلى القتال * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال حرمت الخمر يوم حرمت وما كان شراب الناس الا التمر والزبيب * وأخرج ابن مردويه عن جابر قال كان رجل عنده ما أيتام فكان يشترى لهم ويبيع فاشترى خمرا فجعله في خوابى وان الله أنزل تحريم الخمر فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبى الله انه ليس لهم مال غيره فقال اهرقه فاهراقه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال حرمت الخمر وما بالمدينة منها شئ وما خمرهم يومئذ الا الفصيخ * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال حرمت الخمر يوم حرمت وما بالمدنية خمر الا الفضيخ * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في سننه عن عبد الله بن عمر وقال ان هذه الآية التى في القرآن يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والاتصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون هي في التوراة ان الله أنزل الحق ليذهب به الباطل ويبطل به اللغب والزفن والمزامير والكبارات يعنى البرابط والزمارات يعنى الدف والطنابير والشعر والخمر مرة لمن طعمها وأقسم ربى بيمينه وعزة حيله لا يشربها عبد بعدما حرمتها عليه الا عطشته يوم القيامة ولا يدعها بعد ما حرمتها لا سقيته اياها من حظيرة القدس * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حرم الله الخمر وكل مسكر حرام * وأخرج ابن مردويه عن عمر قال لقد أنزل الله تحريم الخمر وما بالمدينة زبيبة واحد ة * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن الجارود وابن مردويه عن أبى سعيد قال كان عندنا خمر ليتيم فلما نزلت الآية التى في المائدة سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا ليتيم فقال اهريقوها * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال حرمت الخمر وهى تخمر في الجرارى * وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال نزلت تحريم الخمر وما في اسقيتنا الا الزبيب والتمر فاكفأنا هما * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من التمر خمر ومن العسل خمر ومن الزبيب خمر ومن العنب خمة ومن الحنطة خمر وأنهاكم عن كل مسكر * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال لما نزلت يسئلونك عن الخمر والميسر الآية كرهها قوم لقوله فيهما اثم كبير وشربها قوم لقوله ومنافع للناس حتى نزلت يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فكانوا يدعونها في حين الصلاة ويشربونها في غير حين الصلاة حتى نزلت انما الخمر والميسر الآية يقال عمر ضيعة لك اليوم قرنت بالميسر * وأخرج بن جرير عن الشعبى قال نزلت في الخمر أربع آيات يسئلونك عن الخمر والميسر الآية فتركوها ثم نزلت تتخذون منه سكرا ورزقا فاحسنا فشربوها ثم نزلت الآيتان في المائدة انما الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون * وأخرج ابن جرير عن السدى قال نزلت هذه لآية يسئلونك عن الخمر والميسر الآية فلم يزالوا بذلك يشربونها حتى صنع عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا ساقيهم على بن أبى طالب فقرأ قل يا أيها الكافرون فلم يفهمها فانزل الله يشدد في الخمر يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون فكانت حلالا يشربونها من صلاة الغداة حتى يرتفع النهار فيقومون إلى صلاة الظهر وهم مصحون ثم لا يشربونها حتى يصلوا العتمة ثم يقومون إلى صلاة الفجر وقد صحوا فلم يزالوا بذلك يشربونها حتى صنع سعد بن أبى وقاص طعاما فدعا ساقيهم رجل من الانصار فشوى لهم رأس بعير ثم دعاهم عليه فلما أكلوا
[ 318 ]
وشربوا من الخمر سكروا وأخذوا في الحديث فتكلم سعد بشئ فغضب الانصاري فرفع لحى البعير فكسر أنف سعد فانزل الله نسج الخمر وتحريمها انما الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون * وأخرج بن جرير وابن المنذر عن قتادة قال نزل تحريم الخمر في سورة المائدة بعد غزوة الاحزاب وليس للعرب يومئذ عيش أعجب إليهم منها * وأخرج عبدبن حميد وابن جرير عن الربيع قال لما نزلت آية البقرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ربكم يقدم في تحريم الخمر ثم نزلت آية النساء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان ربكم يقرب في تحريم الخمر ثم نزلت آية المائدة فحرمت الخمر عند ذلك * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظى قال نزلت أربع آيات في تحريم الخمر أولهن التى في البقرة ثم نزلت الثانية ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ثم أنزلت التى في النساء بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بعض الصلوات اذغنى سكران خلفه فانزل الله لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى الآية فشربها طائفة من الناس وتركها طائفة ثم نزلت الرابعة التى في المائدة فقال عمر بن الخطاب انتهينا يا ربنا * وأخرج ابن جرير عن محمد بن قيس قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أتاه الناس وقد كانوا يشربون الخمر وياكلون الميسر فسألوه عن ذلك فانزل الله يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما أكبر من نفعهما فقالوا هذا شئ قد جاء فيه رخصة ناكل الميسر ونشرب الخمر ونستغفر من ذلك حتى أتى رجل صلاة المغرب فجعل يقرأ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد فجعل لا يجود ذلك ولا يدرى ما يقرأ فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فكان الناس يشربون الخمر حتى يجئ وقت الصلاة فيدعون شربها فيأتون الصلاة وهم يعلمون ما يقولون فلم يزالوا كذلك حتى أنزل الله انما الخمر والميسر والانصاب والازلام إلى قوله فهل أنتم منتهون فقال انتهينا يا رب * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت مدمن خمر الالقى الله كعابد وثن ثم قرأ انما الخمر والميسر الآية * وأخرج أحمد وابن مردويه عن عبد الله بن عمروان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله حرم الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وكل مسكر حرام * وأخرج ابن مروديه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله حرم عليكم الخمر والميسر والكوبة وكل مسكر حرام * وأخرج البخاري وابن مردويه عن ابن عمر قال نزل تحريم الخمر وان بالمدينة يومئذ لخمسة أشربة ما فيها شراب العنب * واخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن مردويه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عام الفتح ان الله حرم بيع الخمر والانصاب والميتة والخنزير فقال بعض الناس كيف ترى في شحوم الميتة يدهن بها السفن والجلود ويستصبح بها الناس فقال لا هي حرام ثم قال عند ذلك قاتل الله اليهودان الله لما حرم عليهم الشحوم جملوه فباعوه وأكلوا ثمنه * وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس قال قدم رجل من دوس على النبي صلى الله عليه وسلم براوية من خمر أهداها له فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل علمت أن الله حرمها بعدك فاقبل الدوسى على رجل كان معه فأمره ببيعها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل علمت أن الذى حرم شربها حرم بيعها وأكل ثمنها وأمر بالمزاد فاهريقت حتى لم يبق فيها قطرة * وأخرج ابن مردويه عن تميم الدارى أانه كان يهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام راوية من خمر فلما كان عام حرمت الخمر جاء برواية فلما نظر إليها ضحك وقال هل شعرت انها قد حرمت فقال يا رسول الله أفلا نبيعها فننتفع بثمنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهود انطلقوا إلى ما حرم الله عليهم من شحوم البقر والغنم فإذا بوه اهلة فباعوا منه ما يأكلون والخمر حرام ثمنها حرام بيعها * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأبو عوانة والطحاوى وابن أبى حاتم وابن حبان والدار قطني وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن عمر انه قام على المنبر فقال أما بعد فان الخمر نزل تحريمها يوم نزل وهى من خمسة من العنب والتمر والبر والشعير والعسل والخمر ما خامر العقل * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمر قال ان هذه الانبذة تنبذ من خمسة أشياء من التمر والزبيب والعسل والبرو والشعير فما خمرته منها ثم عتقته فهو خمر * وأخرج الشافعي وابن أبى شيبة والبيهقي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر خمر وكل خمر حرام * وأخرج الحاكم وصححه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الزبيب والتمر هو الخمر يعنى إذا انتبذا
[ 319 ]
جميعا * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والنحاس في ناسخه والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من الحنطة خمرا ومن الشعير خمرا ومن الزبيب خمرا ومن التمر خمرا ومن العسل خمرا وأنا أنها كم عن كل مسكر * وأخرج الحاكم وصححه عن مريم بنت طارق قالت كنت في نسوة من المهاجرات حججنا فدخلنا على عائشة فجعل نساء يسألنها عن الظروف فقالت انكن لتذكرن ظروفا ما كان كثير منها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتقين الله واجتنبن ما يسكر كن فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر حرام وان أسكرها ماء حبها فتلجتنبه * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن المنذر والنحاس في ناسخه عن أبى هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الخمر من هاتين الشجرتين النخلة والعنبة * وأخرج ابن أبى الدنيا في ذم الملاهي عن الحسن قال الميسر القمار * وأخرج البيهقى في سننه عن نافع ان ابن عمر كان يقول الميسر القمار * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في سننه عن مجاهد قال الميسر كعاب فارس وقداح العرب وهو القمار كله * وأخرج البيهقى عن مجاهد قال الميسرا القمار كله حتى الجوز الذى يلعب به الصبيان * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى موسى الاشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا هذه الكعاب الموسومة التى يزحر بها زجرا فانها من الميسر * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الشعب عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم وهذه الكعاب الموسومة التى تزجر زجرا فانها من الميسر * وأخرج أحمد وابن أبى الدنيا في ذم الملاهي وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم وهاتين اللعبتين الموسومتين اللتين يزجران زجرا فانهما ميسر العجم * وأخرج وكيع وعبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وأبو الشيخ عن ابن مسعود قال اياكم وهذه الكعاب الموسومة التى تزجر زجرا فانها ميسر العجم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال كل القمار من الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز والكعاب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب قال النرد والشطرنج من الميسر * وأخرج عبد بن حميد عن على قال الشطرنج ميسر الاعاجم * وأخرج ابن أبى حاتم عن القاسم بن محمد انه سئل عن النرد أهى من الميسر قال كل ما ألهى عن ذكر الله عن الصلاة فهو ميسر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى الدنيا في ذم الملاهي والبيهقي في الشعب عن القاسم انه قيل له هذه النرد تكرهونها فما بال الشطرنج قل كل ما الهى عن ذكر الله وعن الصلاة فهو من الميسر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى الدنيا في ذم الملاهي وأبو الشيخ والبيهى في الشعب من طريق ربيعة بن كلثوم عن أبيه قال خطبنا ابن الزبير فقال يا أهل مكة بلغني عن رجال يلعبون بلعبة يقال لها النرد شيروان الله يقول في كتابه يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون وانى أحلف بالله لا أوتى باحد لعب بها الا عاقبته في شعره وبشره وأعطيت سلبه من أتانى به * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى الدنيا عن أبى موسى الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعب بالنرد شير فقد عصى الله ورسوله * وأخرج أحمد عن أبى عبد الرحمن الخطمى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل الذى يلعب بالنردثم يقوم فيصلى مثل الذى يتوضأ بالقيح ودم الخنزير ثم يقوم فيصلى * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى الدنيا عن عبد الله بن عمرو قال اللاعب بالنرد قمارا كآكل لحم الخنزير واللاعب بها من غير قمار كالمدهن بودك الخنزير * وأخرج ابن أبى الدنيا عن مجاهد قال اللاعب بالنرد قمارا من الميسر واللاعب بها سفاحا كالصابغ يده في دم الخنزير والجالس عندها كالجالس عند مسالخه وانه يؤمر بالوضوء منها والكعبين والشطرنج سواء * وأخرج ابن أبى الدنيا عن يحيى بن أبى كثير قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم يلعبون بالنرد فقال قلوب لاهية وأيد عاملة والسنة لا غية * واخرج ابن أبى الدنيا عن الحسن قال النرد ميسر العجم * وأخرج ابن أبى الدنيا عن مالك بن أنس قال الشطرنج من النرد بلغنا عن ابن عباس انه ولى مال يتيم فاحرقها * وأخرج ابن أبى الدنيا عن عبيدالله بن عمير قال سئل ابن عمر عن الشطرنج فقال هي شر من النرد * وأخرج ابن أبى الدنيا عن أبى جعفر انه سئل عن الشطرنج فقال تلك
[ 320 ]
المجوسية لا تلعبوابها * وأخرج ابن أبى الدنيا عن عبد الملك بن عمير قال رأى رجل من أهل الشام انه يغفر لكل مؤمن في كل يوم اثنتى عشرة مرة الا أصحاب الشاه يعنى الشطرنج * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى الدنيا وأبو الشيخ عن قتادة قال الميسر القمار كان الرجل في الجاهلية يقامر على أهله وماله فيقعد سليبا خزينا ينظر إلى ماله في يد غيره وكانت تورث بينهم العداوة والبغضاء فنهى الله عن ذلك وتقدم فيه وأخبر انما هو رجس من عمل الشيطان فاحتنبوه لعلكم تفلحون * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ من طريق ليث عن عطاء وطاس ومجاهد قالوا كل شئ فيه قمار فهو من الميسر حتى لبعب الصبيان بالكعاب والجوز * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى الدنيا وأبو الشيخ عن محمد بن سيرين انه رأى غلمانا يتقامرون في يوم عيد فقال لا تقامروا فان القمار من الميسر * وأخرج ابن أبى الدنيا وأبو الشيخ عن ابن سير ين قال ماكان من لعب فيه قمار أو قيام أو صياح أو شرفهو من الميسر * وأخرج ابن أبى حاتم عن يزيد بن شيرح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من الميسر الصفير بالحمام والقمار والضرب بالكعاب * وأخرج ابن أبى الدنيا عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يتبع حمامة فقال شيطان يتبع شيطانة * وأخرج ابن أبى الدنيا عن الحسن قال شهدت عثمان وهو يخطب وهو يامر بذبح الحمام وقتل الكلاب * وأخرج ابن أبى الدنيا عن خالد الحذاء عن رجل يقال له أيوب قال كان ملاعب آل فرعون الحمام * وأخرج ابن أبى الدنيا عن ابراهيم قال من لعب بالحمام الطيارة لم يمت حتى يذوق ألم الفقر * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد ابن المسيب قال كان من ميسر أهل الجاهلية يبيع اللحم بالشاة والشاتين * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظى في الميسر قال كانوا يشترون الجزور فيجعلونها أجزاء ثم ياخذون القداح فيلقونها وينادى يا ياسر الجزور يا ياسر الجزور فمن خرج قدحه أخذ جزأ بغير شئ ومن لم يخرج قدحه غرم ولم ياخذ شيأ * وأخرج البخاري في الادب المفرد عن ابن عباس انه كان يقال اين ايسار الجزور فيجتمع العشرة فيشترون الجزور بعشرة فصلان إلى الفصال فيجيلون السهام فتصير بتسعة حتى تصير إلى واحد ويغرم الآخرون فصيلا فصيلا إلى الفصال فهو الميسر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال الانصاب حجارة كانوا يذبحون لها والازلام قداح كانوا يقتسمون بها الامور * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال كانت لهم حصيات أذا أراد أحدهم ان يغزو أو يجلس استقسم بها * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله والازلام قال هي كعاب فارس التى يقتمرون بها وسهام العرب * وأخرج أبو الشيخ عن سلمة بن وهرام قال سألت وطاوسا عن الازلام فقال كانوا في الجاهلية قداح يضربون بها قدح معلم يتطيرون منه فإذا ضربوا بها حين يريد أحدهم الحاجة فخرج ذلك القدح لم يخرج لحاجته وان خرج غيره خرج لحاجته وكانت المرأة إذا أرادت حاجة لها لم تضرب بتلك القداح فذلك قول الشاعر إذا جددت أنثى لا مر خمارها * أتته ولم تضرب له بالمقاسم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله رجس قال سخط * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ من طريق سعيد بن جبير في قوله رجس قال اثم من عمل الشيطان يعنى من تزيين الشيطان انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر يعنى حين شج الانصاري رأس سعد بن أبى وقاص ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون فهذا وعيد التحريم وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول يعنى في تحريم الخمر والميسر والانصاب والازلام فان توليتم يعنى أعرضتم عن طاعتهما فاعلموا انما على رسولنا يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم البلاغ المبين يعنى ان يبين تحريم ذلك * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن لمنذر والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال لما نزلت تحريم الخمر قالوا يا رسول الله فكيف باصحابنا الذين ماتواوهم يشربون الخمر فنزلت ليس على الذين آمنوا وعملوا لصالحات جناح الآية * وأخرج الطيالسي وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حيان وأبو الشيخ وابن مردويه عن البراء بن عازب قال مات ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم يشربون الخمر فلما نزل تحريمها قال اناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كيف باصحابنا الذين ماتواوهم يشربونها
[ 321 ]
فنزلت ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح الآية * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس قال بينا أدير الكاس على أبى طلحة وأبى عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وسهيل بن بيضاء وأبى ذجانة حتى مالت رؤسهم من خليط بسروتمر فسمعنا مناديا ينادى الا ان الخمر قد حرمت قال فما دخل علينا داخل ولا خرج منا خارج حتى أهرقنا الشراب وكسرنا القلال وتوضأ بعضنا واغتسل بعضنا وأصبنا من طيب أم سليم ثم خرجنا إلى المسجد وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون فقال رجل يا رسول الله فما منزلة من مات مناوهو يشربها فانزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية * وأخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس قال كنت ساقى القوم في منزل أبى طلحة فنزل تحريم الخمر فنادى مناد فقال أبو طلحة اخرج فانظر ما هذا الصوت فخرجت فقلت هذا مناد ينادى ألا ان الخمر قد حرمت فقال لى اذهب فاهرقها قال فجرت في سكك المدينة قال وكانت خمرهم يومئذ الفضيح اليسر والتمر فقال بعض القوم قتل قوم وهى في بطونهم فانزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن جابر بن عبد الله قال اصطبح ناس الخمر يوم أحد ثم قتلوا شهداء * وأخرج الطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال لما نزل تحريم الخمر قالت اليهود أليس اخوانكم الذين ماتوا كانوا يشربونها فانزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم قيل لى أنت منهم * وأخرج الدار قطني في الافراد وابن مردويه عن ابن مسعود قال لما نزل تحريم الخمر قالوا يا رسول الله كيف بمن شربها من اخواننا الذين ماتوا وهى في بطونهم فانزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية * وأخرج ابن مردويه من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله ليس على الذين آمنوا الآية يعنى بذلك رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ماتوا وهم يشربون الخمر قبل ان تحرم الخمر فلم يكن عليهم فيها جناح قبل ان تحرم فلما حرمت قالوا كيف تكون علينا حراما وقد مات اخواننا وهم يشربونها فانزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا يقول ليس عليهم حرج فيما كانوا يشربون قبل أن أحرمها إذ كانوا محسنين متقين والله يحب المحسنين * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال نزلت ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا فيمن كان يشربها ممن قتل ببدر واحد مع النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال لما أنزل الله تحريم الخمر في سورة المائدة بعد سورة الاحزاب قال في ذلك رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصيب فلان يوم بدر وفلان يوم أحدوهم يشربونها فنحن نشهد انهم من أهل الجنة فانزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين يقول شربها القوم على تقوى من الله واحسان وهى لهم يومئذ حلال ثم حرمت بعدهم فلا جناح علهيم في ذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق على عن ابن عباس في قوله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح قال قالوا يارسول الله ما نقول لاخواننا الذين مضوا كانوا يشربون الخمر وياكلون الميسر فانزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا من الحرام قبل ان يحرم عليهم إذا ما اتقوا وأحسنوا بعدما حرم عليهم وهو قوله فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف * وأخرج مسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن مردويه وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن مسعود قال لما نزلت ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل لى أنت منهم * وأخرج الدينورى في المجالسة وابن مردويه وأبو نعيم عن ثابت بن عبيد قال جاء رجل من آل حاطب إلى على فقال يا أمير المؤمنين انى أرجع إلى المدينة وانهم سائلي عن عثمان فماذا أقول لهم قال أخبرهم أن عثمان كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر من طريق عطاء بن السائب عن محارب بن دثاران ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شربوا الخمر بالشام فقال لهم يزيد بن أبى سفيان شربتم الخمر فقالوا نعم لقول الله ليس على الذين
[ 322 ]
آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا حتى فرغوا من الآية فكتب فيهم إلى عمر فكتب إليه ان أتاك كتابي هذا نهار فلا تنتظر بهم الليل وان أتاك ليلا فلا تنتظر بهم النهار حتى تبعث بهم إلى لا يفتنوا عباد الله فبعث بهم اليعمر فلما قدموا على عمر قال شربتم الخمر قالوا نعم فتلا عليهم انما الخمر والميسر إلى آخر الآية قالوا اقرأ التى بعدها ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا قال فشاور فيهم الناس فقال لعلى ما ترى قال أرى انهم تسرعوا في دين الله ما لم ياذن الله فيه فان زعموا انها حلال فاقتلهم فقد أحلوا ما حرم الله وان زعموا انها حرام فاجلدهم ثمانين ثمانين فقد افتروا على الله الكذب وقد أخبرنا الله بحدما يفترى به بعضنا على بعض قال فجلدهم ثمانين ثمانين * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لعن الخمر ولعن غارسها ولعن شاربها ولعن عاصرها ولعن مؤويها ولعن مديرها ولعن ساقيها ولعن حاملها ولعن آكل ثمنها ولعن بائعها * وأخرج وكيع والبخاري ومسلم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة الا ان يتوب * وأخرج البيهقى في الشعب عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر في الدنيا ولم يتب لم يشربها في الآخرة وان أدخل الجنة * وأخرج مسلم والبيهقي عن جابر بن عبد الله ان رجلا قدم من اليمن فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شراب يشربونه بارضهم من الذرة يقال له المزر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أو يسكر هو قالوا نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مسكر حرام ان الله عهد لمن يشرب المسكران يسقيه من طينة الخبال قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار * وأخرج عبد الرزاق والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عمروسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فان تاب تاب الله عليه وان شربها الثانية لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فان تاب تاب الله عليه وان شربها الثالثة لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فان تاب تاب الله عليه فان شربها الرابعة لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فان تاب لم يتب الله عليه وكان حقا على الله ان يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال قال صديد أهل النار * وأخرج البيهقى عن عبد الله بن عمرو بن العاصى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب الخمر شربة لم تقبل صلاته أربعين صباحا فان تاب تاب الله عليه فان عاد لم تقبل توبته أربعين صباحا فلا أدرى أفى الثالثة أو في الرابعة قال فان عاد كان حقا على الله ان يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكانما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها ومن ترك الصلاة سكرا أربع مرات كان حقا على الله ان يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال يا رسول الله قال عصارة أهل النار * وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن عمران رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وشاربها وآكل ثمنها * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أتانى جبريل فقال يا محمد ان الله لعن الخمرو عاصرها ومعتصرها وبائعها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها وساقيها ومسقيها * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن عثمان سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اجتنبوا أم الخبائث فانه كان رجل فيمن كان قبلكم يتعبد ويعتزل النساء فعلقته امرأة غاوية فارسلت إليه خادمها فقالت انا ندعوك لشهادة فدخل فطفقت كلما دخل عليها بابا أغلقته دونه حتى أفضى إلى امرأة وضيئة جالسة وعندها غلام وباطية فيها خمر فقالت أنا لم أدعك لشهادة ولكن دعوتك لتقتل هذا الغلام أو تقع على أو تشرب كاسا من هذا الخمر فان أبيت صحت وفضحتك فلما رأى انه لابد من ذلك قال اسقنى كاسا من هذا الخمر فسقته كاسا من الخمر ثم قال زيديني فلم يرم حتى وقع عليها وقتل النفس فاجتنبوا الخمر فانه والله لا يجتمع الايمان وادمان الخمر في صدر رجل أبدا ليوشكن أحدهما ان يخرج صاحبه وأخرجه عبد الرزاق في المصنف عن عثمان موقوفا * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتنبوا الخمر فانها مفتاح كل شر * وأخرج ابن ماجه وابن مردويه والبيهقي عن أبى الدرداء قال أوصاني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ان لا تشرك بالله شيأ
[ 323 ]
وان قطعت أو حرقت ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدا فمن تكرها متعمدا برئت منه الذمة وأن لا تشرب الخمر فانها مفتاح كل شر * وأخرج البيهقى عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى بنى الفردوس بيده وحظره على كل مشرك وكل مدمن الخمر سكير * وأخرج البيهقى عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لاتقبل لهم صلاة ولا يرفع لهم إلى السماء عمل العبد الآبق من واليه حتى يرجع فيضع يده في أيديهم والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى والسكران حتى يصحو وأخرج البيهقى عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة عاق ولا مد من خمر * وأخرج البيهقى عن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر * وأخرج البيهقى عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام الا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر * وأخرج البخاري في التاريخ عن سهل بن أبى صالح عن محمد بن عبيد الله عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لقى الله وهو مدمن خمر لقيه كعابدوثن * وأخرج البخاري في التاريخ والبيهقي من طريق سهيل عن أبيه عن أبى هريرة مرفوعا مثله وقال البخاري ولا يصح حديث أبى هريرة * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات مدمن خمر لقى الله وهو كعابدوثن * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شرب شرابا يذهب بعقله فقد أتانى بابا من أبواب الكبائر * وأخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن عبد الله بن عمرو قال لا أزنى أحب إلى من أن أسكر ولان أسرق أحب إلى من ان أسكر لان السكران ان ياتي عليه ساعة لا يعرف فيها ربه * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لبس الحرير في الدنيا يلبسه في الآخرة ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربه في الآخرة ومن شرب في آنية الذهب والفضة لم يشرب بها في الاخرة ثم قال لباس أهل الجنة وشراب أهل الجنة وآنية أهل الجنة * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى موسى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يدخلون الجنة من خمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر ومن مات مد من الخمر سقاه الله من نهر الغوطة قيل وما نهر الغوطة قال نهر يخرج من فروج المومسات يؤذى أهل النار ريح فروجهم * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمران أبا بكر وعمر وناسا جلسوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا أعظم الكبائر فلم يكن عندهم فيها علم فارسلوني إلى عبد الله بن عمر وأسأله فاخبرني ان أعظم الكبائر شرب الخمر فاتيتهم فاخبرتهم فانكروا ذلك ووثبوا جميعا حتى أتوه في داره فاخبرهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ملكا من ملوك بنى اسرائيل أخذ رجلا فخيره بين أن يشرب الخمر أو يقتل نفسا أو يزنى أو ياكل لحم خنزير أو يقتلوه فاختار الخمر وانه لما شربه لم يمتنع من شئ أراده منه وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد يشربها فتقبل له صلاة أربعين ليلة ولا يموت وفى مثانته منه شئ الا حرمت عليه بها في الجنة فان مات في أربعين ليلة مات ميتة جاهلية * وأخرج الحاكم وصححه عن أبى مسلم الخولانى انه حج فدخل على عائشة فجعلت تسأله عن الشام وعن بردها فجعل يخبرها فقالت كيف تصبرون على بردها قال يا أم المؤمنين انهم يشربون شرابا لهم يقال له الطلا قالت صدق الله وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم سمعته يقول ان ناسا من أمتى يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها * وأخرج البيهقى في الشعب عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثنى الله رحمته وهدى للعالمين وبعثنى بمحق المعازف والمزامير وأمر الجاهلية ثم قال من شرب خمرا في الدنيا سقاه الله كما شرب منه من حميم جهنم معذب بعد أو مغفور له * وأخرج أحمد وابن أبى الدنيا في ذم الملاهي والطبراني عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله بعثنى رحمة وهدى للعالمين بعثنى لا محق المعازف والمزامير وأمر الجاهلية الاوثان وحلف ربى عزوجل بعرته لا يشرب الخمر احد في الدنيا الا سقاه الله مثلها من الحميم يوم القيامة مغفور له أو معذب ولا يدعها أحد في الدنيا الاسقية اياها في حظيرة القدس حتى تقنع نفسه * وأخرج الحاكم عن ثوبان قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حلفت على معصية فدعها واقذف ضغائن الجاهلية تحت قدمك واياك وشرب الخمر فان الله لم يقدس شاربها * وأخرج
[ 324 ]
ابن أبى الدنيا في كتاب ذم الملاهي عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتى خسف وقذف ومسبخ قيل يا رسول الله متى قال إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر * وأخرج ابن أبى الدنيا عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتى قذف ومسبخ وخسف قيل يا رسول الله ومتى ذلك قال إذا ظهرت المعازف وكثرت القينات وشربت الخمور * وأخرج ابن أبى الدنيا عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتى خسف ومسخ وقذف قلت يا رسول الله وهم يقولون لا اله الا الله قال إذا ظهرت القيان وظهر الزنا وشرب الخمر ولبس الحرير كان ذا عند ذا * وأخرج ابن أبى الدنيا عن الترذى عن على بن أبى طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عملت أمتى خمس عشرة خصلة حل بها البلاء قيل وما هي يا رسول الله قال إذا كان المغنم دولا والامانة مغنما والزكاة مغرما وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبرصديقه وجفاأبا وارتفعت الاصوات في المساجد وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل مخافة شره وشربت الخمور ولبس الحرير واتخذوا القيان والمعازف ولعن آخر هذه الامة أولها فليرتقبوا عند ذلك ثلاثا ريحا حمراء وخسفا ومسخا * وأخرج ابن أبى الدنيا عن على بن أبى طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تمسخ طائفة من أمتى قردة وطائفة خنازير ويخسف بطائفة ويرسل على طائفة الريح العقيم بانهم شربوا الخمر ولبسوا الحرير واتخذوا القيان وضربوا بالدفوف * وأخرج ابن أبى الدنيا عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكونن في هذه الامة خسف وقذف ومسخ وذلك إذا شربوا الخمر واتخذوا القينات وضربوا بالمعازف * وأخرج ابن أبى الدنيا عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسخ قوم من هذه الامة في آخر الزمان قردة وخنازير قالوا يا رسول الله أليس يشهدون أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله قال بلى ويصومون ويصلون ويحجون قال فما بالهم قال اتخذوا المعارف والدفوف والقينات فباتوا على شربهم ولهوهم فاصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير * وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى الدنيا عن عبد الرحمن بن سابط قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتى خسف وقذف ومسيخ قالوا متى ذلك يارسول الله قال إذا أظهروا المعازف واستحلوا الخمور ولبس الحرير * وأخرج ابن أبى الدنيا عن الغازى بن ربيعة رفع الحديث قال ليمسخن قوم وهم على أريكتهم قردة وخنازير بشربهم الخمر وضربهم بالبراط والقيان * وأخرج ابن أبى الدنيا عن صالح بن خالد رفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ليستحلن ناس من أمتى الحرير والخمر والمعازف وليأتين الله على أهل حاضرتهم بجبل عظيم حتى ينبذه عليهم ويمسخ آخرون قردة وخنازير * وأخرج ابن أبى الدنيا عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبيتن رجال على أكل وشرب وعزف يصبحون على أراثكهم ممسوخين قردة وخنازير * وأخرج ابن عدى والحاكم والبيهقي في الشعب وضعفه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذى بعثنى بالحق لا تنقضي هذه الدنيا حتى يقع بهم الخسف والمسخ والقذف قالوا ومتى ذاك يا رسول الله قال إذا رأيتم النساء ركبن السروج وكثرت المعازف وفشت شهادات الزور وشربت الخمر لا يستخفى به وشربت المصلون في آنية أهل الشرك من الذهب والفضة واستغنى النساء بلنساء والرجال بالرجال فإذا رأيتم ذلك فاستد فروا واستعدوا واتقوا القذف من السماء * وأخرج البيهقى وضعفه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استعملت أمتى خمسا فعليهم الدمار إذا ظهر فيهم التلا عن ولبس الحرير واتخذوا القينات وشربوا الخمور واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء * وأخرج أحمد وابن أبى الدنيا والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبى امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يبيت قوم من هذه الامة على طعم وشرب ولهوا ولعب فيصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير وليصيبنهم خسف وقذف حتى يصبح الناس فيقولون قد خسف الليلة بينى فلان وخسف اللية بدار فلان وليرسلن عليهم حاصبا من السماء كما أرسلت على قوم لوط على قبائل فيها وعلى دور وليرسلن عليهم الريح العقيم التى أهلكت عادا على قبائل فيها وعلى دور بشربهم الخمر ولبسهم الحرير واتخاذهم القينات وأكلهم الربا وقطيعتهم الرحم * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو دود وابن ماجه والبيهقي عن أبى مالك الاشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليشربن ناس من أمتى الخمر يسمونها بغير اسمها وتضرب على رؤسهم المعازف والمغنيات يخسف
[ 325 ]
الله بهم الارض ويجعل منهم القردة والخنازير * وأخرج البيهقى عن معاذ وأبى عبيدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا الامر بدارحمة ونبوة ثم يكون رحمة وخلافة ثم كائن ملكا عضو ضاثم كائن عتوا وجبرية وفسادا في الارض يستحلون الحرير والخمور والفروج يرزقون على ذلك وينصرون حتى يلقوا الله عزوجل * وأخرج البيهقى عن أبى موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حبس العنب أيام قطافه حتى يبيعه من يهودى أو نصراني أو ممن يعلم انه يتخذ خمرا فقد تقدم في النار على بصيرة * وأخرج البيهقى عن ابن عمرانه كان يكره ان تسقى البهائم الخمر * وأخرج البيهقى عن عائشة انها كانت تنهى النساء ان يمتشطن بالخمر * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن معاوية بن أبى سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر فاجلدوه قالها ثلاثا فان شربها الرابعة فاقتلوه * واخرج عبد الرزاق عن أبى موسى الاشعري ان النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن ساله قال ان قومي يصنعون شرابا من الذرة يقال له المزر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أيسكر قال نعم قال فانههم عنه قال نهيتهم ولم ينتهوا قال فمن لم ينته في الثالثة منهم فاقتله * وأخرج عبد الرزاق عن مكحول قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر فاضربوه ثم قال في الرابعة من شرب الخمر فاقتلوه * وأخرج عبد الرزاق عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا شربوا فاجلدوهم قالها ثلاثا فإذا شربوا الرابعة فاقتلوهم قال معمر فذكرت ذلك لابن المنكدر فقال قد ترك القتل قد أتى النبي صلى الله عليه وسلم بابن النعيمان فجلده ثم أتى به فجلده ثم أتى به فجلده ثم أتى به فجلده الرابعة أو أكثر * وأخرج عبد الرزاق عن الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شربوا فاجلدوهم ثم إذا شربوا فاجلدوهم ثم إذا شربوا فاقتلوهم ثم قال ان الله قد وضع عنهم القتل فإذا شربوا فاجلدوهم ثم إذا شربوا فاجلدوهم ذكرها أربع مرات * وأخرج عبد الرزاق عن عمرو بن دينار ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر فحدوه فان شرب الثانية فحدوه فان شرب الثالثة فحدوه فان شرب الرابعة فاقتلوه قال فاتى بابن النعيمان قد شرب فضرب بالنعال والايدى ثن أتى به الثانية فكذلك ثم أتى به الرابعة فحده ووضع القتل * وأخرج عبد الرزاق عن قبيضة بن ذؤيب ان النبي صلى الله عليه وسلم ضرب رجلا في الخمر أربع مرات ثم ان عمر بن الخطاب ضرب أبا محجن الثقفى في الخمر ثمان مرات * وأخرج الطبراني عن أبى الرمد البلوى ان رجلا منهم شرب الخمر فاتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربه ثم شرب الثانية فاتوا به فضربه فما أدرى قال في الثالثة أو الرابعة فجعل على العجل فضربت عنقه * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة عاق ولامنان ولا مد من خمر قال ابن عباس فذهبنا ننظر في كتاب الله فإذا هم فيه في العاق فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم إلى آخر الآية وفى المنان يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى وفى الخمر يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر إلى قوله من عمل الشيطان * وأخرج ابن سعد وان أبى شيبة وأحمد وابن مردويه عن الديلمى قال وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله انا نصنع طعاما وشرابا فنطعمه بنى عمنا فقال هل يسكر قلت نعم فقال حرام فلما كان عند توديعي اياه ذكرته له فقلت يا نبى الله انهم لن يصبروا عنه قال فمن لم يصبر عنه فاضربوا عنقه * وأخرج ابن سعد وأحمد عن شرحبيل بن أوس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر فاجلدوه فان عاد فاجلدوه فان عادفا جلدوه فان عاد فاقتلوه * وأخرج أحمد والطبراني عن أم حبيبنة بنت أبى سفيان ان ناسا من أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلمهم الصلاة والسنن والفرائض ثم قالوا يا رسول الله انا لنا شربا نصنعه من التمر والشعير فقال الغبيراء قالوا نعم قال لا تطعموه قالوا فانهم لا يدعونها قال من لم يتركها فاضربوا عنقه * وأخرج ابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الذين يشربون الخمر وقد حرم الله عليهم لا يسقونها في حظيرة القدس * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عمر قال من شرب الخمر لم يقبل الله منه صلاة أربعين صباحا فان مات في الاربعين دخل النار ولم ينظر الله إليه * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلقى الله شارب الخمر يوم القيامة وهو سكر ان فيقول ويلك ما شربت فيقول الخمر قال أولم أحرمها عليك فيقول بلى فيؤمر به
[ 326 ]
إلى النار * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذى نفسي بيده ليبيتن أناس من أمتى على اشرو بطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم واتخاذهم القينات وشربهم الخمر وياكلهم الربا ولبسهم الحرير * وأخرج عبد الرزاق عن عبد الله بن عمرو قال انه في الكتاب مكتوب ان خطيئة الخمر تعلوا الخطايا كما تعلو شجرتها الشجر * وأخرج عبد الرزاق عن مسروق ابن الاجدع قال شارب الخمر كعابد الوثن وشارب الخمر كعابد اللات والعزى * وأخرج عبد الرزاق عن ابن جبير قال من شرب مسكرا لم يقبل الله منه ما كانت في مثانته منه قطرة فان مات منها كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال وهى صديد أهل النار وقيحهم * وأخرج عبد الرزاق عن أبى ذر قال من شرب مسكرا من الشراب فهو رجس ورجس صلاته أربعين ليلة فان تاب تاب الله عليه فان شرب أيضا فهو رجس ورجس صلاته أربعين ليلة فان تاب تاب الله عليه فان عادلها قال في الثالثة أو الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال * وأخرج عبد الرزاق عن أبان رفع الحديث قال ان الخبائث جعلت في بيت فاغلق عليها وجعل مفتاحها الخمر فمن شرب الخمر وقع بالخبائث * وأخرج عبد الرزاق عن عبيد بن عمير قال ان الخمر مفتاح كل شر * وأخرج عبد الرزاق عن محمد بن المنكدر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر صباحا كان كالمشرك بالله حتى يمسى وكذلك ان شربها ليلا كان كالمشرك بالله حتى يصبح ومن شربها حتى يسكر لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا ومن مات وفى عروقه منها شئ مات ميتة جاهلية * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حلف الله بعزته وقدرته لا يشرب عبد مسلم شربة من خمر الاسقيته بما انتهك منها من الحميم معذب بعد أو مغفور له ولا يتركها وهو عليها قادر ابتغاء مرضاتي الاسقيته منها فارويته في حظيرة القدس * وأخرج عبد الرزاق عن عبد الله ابن عمرو بن العاصى قال يجئ يوم القيامة شراب الخمر مسودا وجهه مزرقة عيناه مائلا شقه أوقال شدقه مدليا لسانه يسيل لعابه على صدرة يقدره كل من يراه * وأخرج أحمد عن قيس بن سعد بن عبادة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب الخمر أتى عطشان يوم القيامة ألا وكل مسكر خمر واياكم والغبيراء * وأخرج أحمد عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين ليلة فان تاب تاب الله عليه فان عاد كان مثل ذلك فما أدرى في الثالثة أم في الرابعة قال فان عاد كان حتما على الله أن يسقيه من طينة الخبال قالوا يا رسول الله ما طينة الخبال قال عصارة أهل النار * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة عن خلدة بنت طلق قالت قال لنا أبى جلسنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء صحار فسأله ما ترى في شراب نصنعه من ثمارنا قال تسألني عن المسكر لا تشربه ولا تسقة أخاك فو الذى نفس محمد بيده ما شربه رجل قط ابتغاء لذة سكر فيسقيه الله الخمر يوم القيامة * وأخرج أحمد عن أسماء بنت يزيد أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب الخمر لم يرض الله عنه أربعين ليلة فان مات مات كافرا وان تاب تاب الله عليه وان عاد كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قلت يا رسول الله وما طينة الخبال قال صديد أهل النار * وأخرج أحمد في الزهد عن أبى الدرداء قال الريب من الكفر والنوح عمل الجاهلية والشعر من أمر ابليس والغلول جمر من جهنم والخمر جامع كل اثم والشباب شعبة من الجنون والنساء حبائل الشيطان والكبر شر من الشر وشر المآكل مال اليتيم وشرا لمكاسب الربا والسعيد من وعظ بغيره والشقى من شقى في بطن أمه * وأخرج البيهقى في الشعب عن على سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لم يزل جبريل ينهاني عن عبادة الاوثان وشرب الخمر وملاحاة الرجال * وأخرج البيهقى عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان في أول ما نهانى عنه ربى وعهد إلى بعد عبادة الاوثان وشرب الخمر لملاحاة الرجال والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشئ من الصيد) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله أيديكم ورماحكم قال هو الضعيف من الصيد وصغيرة يبتلى الله به عباده في احرامهم حتى لو شاؤا تناولوه بايديهم فنهاهم الله أن يقربوه فمن قتله منكم متعمدا قال ان قتله متعمدا أو ناسيا أو خطأ حكم عليه فان عاد متعمدا اعجلت له العقوبة الا أن يعفو الله عنه * وأخرج عبد الرزاق وعبدبن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ
[ 327 ]
والبيهقي في سننه عن مجاهد في قوله ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله أيديكم ورماحكم قال النبل والرمح ينال كبار الصيد وأيديهم تنال صغار الصيد أخذ الفروخ والبيض وفى لفظ أيديكم أخذكم اياهن بايديكم من بيضهن وفراخهن ورماحكم ما رميت أو طعنت * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد ليبلونكم الله بشئ من الصيد قال مالا يستطيع أن يرمى من الصيد * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان قال أنزلت هذه الآية في عمرة الحديبية فكانت الوحش والطير والصيد يغشاهم في رحالهم لم يروا مثله قط فيما خلافنها هم الله عن قتله وهم محرمون ليعلم الله من يخافه بالغيب * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق قيس بن سعد عن ابن عباس انه كان يقول في قوله فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ان يوسع ظهره وبطنه جلدا ويسلب ثيابه * وأخرج أبو الشيخ من طريق الكلبى عن أبى صالح عن جابر بن عبد الله قال كان إذا ما أخذ شيا من الصيد أو قتله جلد مائة ثم نزل الحكم بعد * وأخرج أبو الشيخ من طريق أبى صالح عن ابن عباس قال يملا بطنه وظهره ان عاد لقتل الصيد متعمدا وكذلك صنع باهل وج أهل وادبا لطائف قال ابن عباس كانوا في الجاهلية إذا أحدث الرجل حدثا أو قتل صيدا ضرب ضربا شديدا وسلب ثيابه * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن في قوله فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم قال هي والله موجبة * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد مثله * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد) * أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم فنهى المحرم عن قتله في هذه الآية وأكله * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم قال حرم صيده ههنا وأكله ههنا * وأخرج ابن المنذر وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ومن قتله منكم متعمدا قال ان قتله متعمدا أو ناسيا أو خطا حكم عليه فان عاد متعمدا عجلت له العقوبة الا ان يعفو الله عنه وفى قوله فجزاء مثل ما قتل من النعم قال إذا قتل المحرم شيا من الصيد حكم عليه فيه فان قتل ظبيا أو نحوه فعليه شاة تذبح بمكة فان لم يجد فاطعام ستة مساكين فان لم يجد فصيام ثلاثة أيام فان قتل ايلا ونحو فعليه بقرة فان لم يجدها أطعم عشرين مسكينا فان لم يجد صام عشرين يوما وان قتل نعامة أو حمار وحش أو نحوه فعليه بدنة من الابل فان لم يجد أطعم ثلاثين مسكينا فان لم يجد صام ثلاثين يوما والطعام ومدمد يشبعهم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم عن الحكم ان عمر كتب ان يحكم عليه في الخطا والعمد * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم عن عطاء قال يحكم عليه في العمد والخطا والنسيان * واخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ومن قتله منكم متعمدا قال متعمدا القتله ناسيا لا حرامه فذلك الذى يحكم عليه فان قتله ذاكر الاحرامه متعمدا القتله لم يحكم عليه * واخرج ابن جرير عن مجاهد في الذى يقتل الصيد متعمدا وهو يعلم انه محرم ومتعمد قتله قال لا يحكم عليه ولا حج له * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال العمد هو الخطأ المكفران يصيب الصيد وهو يريد غيره فيصيبه * وأخرج ابن جرير عن الحسن ومن قتله منكم متعمدا للصيد ناسيا لاحرامه من اعتدى بعد ذلك متعمدا للصيد يذكر احرامه لم يحكم عليه * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس ومن قتله منكم متعمدا قال إذا كان ناسيا لا حرامه وقتل الصيد متعمدا * وأخرج ابو الشيخ عن محمد بن سيرين قال من قتله متعمدا لقتله ناسيا لاحرامه فعليه الجزاء ومن قتله متعمدا لقتله غير ناس لا حرامه فذاك إلى الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له * وأخرج الشافعي وعبد ابن حميد وابن جرير عن مجاهد قال من قتله متعمدا غير ناس لا حرامه ولا يريد غيره فقد حل وليست له رخصة ومن قتله ناسيا لا حرامه أو أراد غيره فاخطابه فذلك العمد المكفر * وأخرج الشافعي وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج قال قلت لعطاء ومن قتله منكم متعمدا فمن قتله خطا يغرم وانما جعل العزم على من قتله متعمدا قال نعم تعظم بذلك حرمات الله ومضت بذلك السنن ولئلا يدخل الناس في ذلك * وأخرج الشافعي وابن المنذر عن عمرو ابن دينار قال رأيت الناس أجمعين يغرمون في الخطا * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال انما كانت الكفارة فيمن قتل الصيد متعمدا ولكن غلظ عليهم في الخطاكى يتقوا * وأخرج ابن جرير عن الزهري قال نزل القرآن بالعمد وجرت السنة في الخطا يعنى في المحرم يصيب الصيد
[ 328 ]
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن الزهري قال يحكم عليه في العمد وفى الخطا منه * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قال إذا أصاب المحرم الصيد خطا فليس عليه شئ * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في المحرم إذا أمات صيدا خطا فلا شئ عليه وان أصاب معتمدا فعليه الجزاء * وأخرج عبد الرزاق وابن ابى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم عن طاوس قال لا يحكم على من اصاب صيدا خطا انما يحم على من اصابه عمدا والله ما قال الله الا ومن قتله منكم متعمدا * وأخرج سعيد بن منصور وابن ابى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله فجزاء مثل ما قتل من النعم قال إذا أصاب المحرم الصيد يحكم عليه جزاؤه من النعم فان وجد جزاءه ذبحه وتصدق بلحمه وان لم يجد جزاءه قوم الجزاء دراهم ثم قومت الدراهم حنطة ثم صام مكان كل نصف صاع يوما قال أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما وانما أريد بالطعام الصيام انه إذا وجد الطعام وجد جزاءه * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في الرجل بصيب الصيد وهو محرم قال يحكم عليه جزاؤه فان لم يجد قال يحكم عليه ثمنه فقوم طعاما فتصدق به فان لم يجد حكم عليه الصيام * وأخرج ابن المنذر عن عطاء الخراساني في قوله فجزاء مثل قال شبهه * وأخرج ابن المنذر عن الشعبى فجزاء مثل ما قتل من النعم قال نده * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن عكرمة قال سألت مروان بن الحكم ابن عباس وهو بوادي الازرق قال أرأيت ما أصبنا من الصيد لم نجد له ندا فقال ابن عباس ثمنه يهدى إلى مكة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الاآية قال عليه من النعم مثله * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال ان قتل نعامة أو حمارا فعليه بدنة وان قتل بقرة أوا يلا أو أروى فعليه بقرة أو قتل غزالا أو أرنبا فعليه شاة وان قتل ظبيا أو جريا أو يربوعا فعليه سخلة قد أكلت العشب وشربت اللبن * وأخرج ابن جرير عن عطاء ان سئل أيغرم في صغير الصيد كما يغرم في كبيره قال أليس يقول الله فجزاء مثل ما قتل * وأخرج ابن أبى حاتم عن عطاء في قوله فجزاء مثل ما قتل قال ماكان له مثل يشبهه فهو جزاؤه قضاؤه * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله فجزاء مثل ما قتل قال فما كان من صيد البر مما ليس له قرن الحمار والنعامة فجزاؤه من البدن وما كان من صيد البرذوات القرون فجزاؤه من البقر وما كان من الظباء ففيه من الغنم والارنب فيه ثنية من الغنم واليربوع فيه برق وهو الحمل وما كان من حمامة أو نحوها من الطير ففيها شاة وما كان من جرادة أو نحوها ففيها قبضة من طعام * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال قلت لعطاء أرأيت ان قتلت صيدا فإذا هو أعور أو أعرج أو منقوص أغرم مثله قال نعم ان شئت قال عطاء وان قتلت ولد بقرة وحشية ففيه ولد بقرة أنسية مثله فكل ذلك على ذلك * وأخرج ابن جرير عن الضحاك بن مزاحم في قوله فجزاء مثل ما قتل من النعم قال ماكان من صيد البر مما ليس له قرن الحمار أو النعامة فعليه مثله من الابل وما كان ذا قرن من صيد البر من وعل أوايل فجزاؤه من البقر وما كان من ظبى فمن الغنم مثله وما كان من أرنب ففيها ثنية وما كان من يربوع وشبهه ففيه حمل صغير وما كان من جرادة أو نحوها ففيها قبضة من طعام وما كان من طيرا والبر ففيه ان يقوم ويتصدق بثمنه وان شاء صام لكل نصف صاع يوما وان أصاب فرخ طير برية أو بيضها فالقية فيها طعام أو صوم على الذى يكون في الطير * وأخرج ابن أبى شيبة والحاكم وصححه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الضبع صيد فإذا أصابه المحرم ففيه جزاء كبش مسن وتؤكل * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء ان عمر وعثمان وزيد بن ثابت وابن عباس ومعاوية قالوا في النعامة بدنة * وأخرج ابن أبى شيبة عن جابران عمر قضى في الارنب جفرة * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء وطاوس ومجاهدانهم قالوا في الحمار بقرة * وأخرج ابن أبى شيبة عن عروة قال إذا أصاب المحرم بقرة الوحش ففيها جزور * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء ان رجلا أغلق بابه على حمامة وفرخيها ثم انطلق إلى عرفات ومنى فرجع وقد ماتت فاتى ابن عمر فذكر ذلك له فجعل عليه ثلاثة من الغنم وحكم معه رجل * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس قال في طيرا الحرم شاة شاة * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء قال أول من فدى طير الحرم بشاة عثمان * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عمر قال في الجرادة قبضة من طعام * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمر قال تمرة خير من جرادة * وأخرج ابن أبى شيبة عن القاسم
[ 329 ]
قال سئل ابن عباس عن المحرم يصيد الجرادة فقال تمرة خير من جرادة * وأخرج ابن جرير عن ابراهيم النخعفى قال ما أصاب المحرم من شئ حكم فيه قيمته * وأخرج أبو الشيخ من طريق أبى الزناد عن الاعرج عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في بيضه النعام صيام يوم أو اطعام مسكين * وأخرج الشافعي عن أبى موسى الاشعري وابن مسعود موقوفا مثله * وأخرج ابن أبى شيبة عن معاوية بن قرة وأحمد عن رجل من الانصاران رجلا أو طأ بعيره ادحى نعامة فكسر بيضها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك بكل بيضة صوم يوم أو اطعام مسكين * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن ذكوان ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل محرم أصاب بيض نعام قال عليه في كل بيضة صيام يوم أو اطعام مسكين * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى الزناد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه من طريق أبى المهزم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في بيض النعام ثمنه * وأخرج ابن أبى شيبة عن عمر قال في بيض النعام قيمته * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن مسعود قال في بيض النعام قيمته * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس قال في كل بيضتين درهم وفى كل بيضة نصف درهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن قبيصة بن جابر قال حججنا زمن عمر فرأيت ظبيا فقال أحدنا لصابحه أتراني أبلغه فرمى بحجر فما أخطا خششاه فقتله فاتينا عمر بن الخطاب فسلناه عن ذلك وإذا إلى جنبه رجل يعنى عبد الرحمن بن عوف فالتفت إليه فكلمه ثم أقبل على صاحبنا فقال أعمدا قتلته أم خطأ قال الرجل لقد تعمدت رميه وما أردت قتله قال عمر ما أراك الا قد أشركت بين العمد والخطا عمد إلى شاة فاذبحها وتصدق بلحمها وأسق اهابها يعنى ادفعه إلى مسكين يجعله سقاء فقمنا من عنده فقلت لصاحبي أيها الرجل أعظم شعائر الله والله ما درى أمير المؤمنين ما يفتيك حتى شاور صاحبه اعمد إلى ناقتك فانحرها فلعل ذلك قال قبيصة وما أذكر الآية في سورة المائدة يحكم به ذواعدل منكم قال فبلغ عمر مقالتي فلم يفجأ نا الا ومعه الدرة فعلى صاحبي ضربابها وهو يقول أقتلت الصيد في الحرم وسفهت الفتيا ثم أقبل على يضربني فقلت يا أمير المؤمنين لا أحل لك منى شيا مما حرم الله عليك قال يا قبيصة انى أراك شابا حديث السن فصيح اللسان فسبح الصدر وانه قد يكون في الرجل تسعة أخلاق صالحة وخلق سيئ فيغلب خلقه السيئ أخلاقه الصالحة فاياك وعثرات الشباب * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ميمون بن مهران أعرابيا أتى أبا بكر فقال قتلت صيدا وأنا محرم فما ترى على من الجزاء فقال أبو بكر لابي بن كعب وهو جالس عنده ما ترى فيها فقال الاعرابي أتيتك وأنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسئلك فإذا أنت تسأل غيرك قال أبو بكر فما تنكر يقول الله يحكم به ذواعدل منكم فشاورت صاحبي حتى إذا اتفقنا على أمر أمرناك به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن بكر ابن عبد الله المزني قال كان رجلا من الاعراب محرمان فاجاش أحدهما ظبيا فقتله الآخرة فاتيا عمرو عنده عبد الرحمن بن عوف فقال له عمروماترى قال شاة قال وأنا أرى ذلك اذهبنا فاهديا شاة فلما مضيا قال أحدهما لصاحبه مادرى أمير المؤمنين ما يقول حتى سأل صاحبه فسمعها عمر فردهما وأقبل على القائل ضربا بالدرة وقال تقتل الصيد وأنت محرم وتغمص الفتيان ان الله يقول يحكم به ذوا عدل منكم ثم قال ان الله لم يرض بعمرو حده فاستعنت بصاحبي هذا * وأخرج الشافعي وعبد الرزاق وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن طارق بن شهاب قال أو طأ أربد ظبيا فقتله وهو محرم فاتى عمر ليحكم عليه فقال له عمر احكم معى فحكما فيه جديا قد جمع الماء والشجر ثم قال عمر يحكم به ذوا عدل منكم * وأخرج ابن جرير عن أبى مجلزان رجلا سأل ابن عمر عن رجل أصاب صيدا وهو محرم وعنده عبد الله بن صفوان فقال ابن عمر له اما أن تقول فاصدقك أو أقول فتصدقني فقال ابن صفوان بل أنت فقل فقال ابن عمرو وافقه على ذلك عبد الله بن صفوان * وأخرج ابن سعد وابن جرير وأبو الشيخ عن ابى حريز البجلى قال أصبت ظبيا وأنا محرم فذكرت ذلك لعمر فقال ائت رجلين من اخوانك فليحكما عليك فاتيت عبد الرحمن بن عوف وسعدا فحكما على تيسا أعفر * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن حبشي قال سمعت رجلا سأل عبد الله بن عمر عن رجل أصاب ولد أرنب فقال فيه ولد ما عزفيما أرى أنا ثم قال لى أكذاك فقلت أنت أعلم منى فقال قال الله يحكم به ذوا عدل منكم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن أبى مليكة قال سئل القاسم بن محمد عن محرم قتل
[ 330 ]
سخلة في الحرم فقال لى احكم فقلت أحكم وأنت ههنا فقال ان الله يقول يكم به ذوا عدل منكم * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة بن خالد قال لا يصلح الا بحكمين لا يختلفان * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى جعفر محمد ابن على ان رجلا سأل عليا عن الهدى مما هو قال لثمانية الازواج فكأن الرجل شك فقال على تقرأ القرآن فكان الرجل قال نعم قال فسمعت الله يقول يا ايها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الانعام قال نعم قال وسمعته يقول ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعمام ومن الانعام حمولة وفرشا فكلوا من بهيمة الانعام قال نعم قال فسمعته من الضأن اثنين ومن المعزائنين ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين قال نعم قال فسمعته يقول يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم إلى قوله هديا بالغ الكعبة قال الرجل نعم فقال ان قتلت ظبيا فما على قال شاة قال على هديا بالغ الكعبة قال الرجل نعم فقال على قد سماه الله بالغ الكعية كما تسمع * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عمر قال انما الهدى ذوات الجوف * وأخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل ابن حيان هديا بالغ الكعبة قال محلة مكة * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عطاء قال الهدى والنسك والطعام بمكة والصوم حيث شئت * وأخرج أبو الشيخ عن الحكم قال قيمة الصيد حيث أصابه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله أو كفارة طعام مساكين قال الكفارة قال الكفارة في قتل ما دون الارنب اطعام * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال من قل الصيد ناسيا أو اراد غيره فاخطابه فذلك العمد المكفر فعليه مثله هدايا بالغ الكعبة فان لم يجد فابتاع بثمنه طعاما فان لم يجد صام عن كل مد يوما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال قال لى الحسن بن مسلم من اصاب من الصيد ما يبلغ ان يكون فيه شاة فصاعدا فذلك الذى قال الله فجزاء مثل ما قتل من النعم واما كفارة طعام مساكين فذلك الذى لا يبلغ ان يكون فيه هدى العصفور يقتل فلا يكون فيه هدى قال أو عدل ذلك صياما عدل النعامة أو عدل العصفور أو عدل ذلك كله قال ابن جريج فذكرت ذلك العطاء فقال كل شئ في القرآن أو أو لمصاحبه ان يختار ما شاء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابراهيم النخعي أنه كان يقول إذا أصاب المحرم شيا من الصيد عليه جزاؤه من النعم فان لم يجد قوم الجزاء دراهم ثم قومت الدراهم طعاما بسعر ذلك اليوم فتصدق به فان لم يكن عنده طعام صام مكان كل نصف صاع يوما * وأخرج أبو الشيخ عن عطاء ومجاهد في قوله أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما قالا هو ما يصيب المحرم من الصيد لا يبلغ أن يكون فيه الهدى ففيه طعام قيمته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء في الآية قال ان أصاب انسان محرم نعامة فان له ان كان ذا يساران يهدى ما شاء جزورا وعدلها طعاما أو عدلها صياما له ايتهن شاء من اجل قوله عزوجل فجزاؤه كذا قال فكل شئ في القرآن أو فليختر منه صاحبه ما شاء قلت له أرأيت إذا قدر على الطعام الا يقدر على عدل الصيد الذى اصاب قال ترخيص الله عسى ان يكون عنده طعام وليس عنده ثمن الجزور وهى الرخصة * وأخرج ابن ابى حاتم عن عطاء الخراساني ان عمربن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن ابى طالب وابن عباس وزيد بن ثابت ومعاوية قضوافيما كان من هدى مما يقتل المرحم من صيد فيه جزاء نظر إلى قيمة ذلك فاطعم به المساكين * وأخرج ابن ابى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال ما كان في القرآن أو أو فهو فيه بالخيار وما كان فمن لم يجد فالاول ثم الذى يليه * وأخرج ابن جرير عن مجاهد والحسن وابراهيم والضحاك مثله * وأخرج ابن جرير عن الشعبى في محرم أصاب صيدا بخراسان قال يكفر بمكة أو بمنى ويقوم الطعام بسعر الارض التى يكفر بها * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن ابراهيم قال ما كان من دم فبمكة وما كان من صدقة أو صوم حيث شاء * وأخرج ابن أبى شيبة عن طاوس وعطاء مثله * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال قلت لعطاء أين يتصدق بالطعام قال بمكة من أجل انه بمنزله الهدى * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عطاء قال كفارة الحج بمكة * وأخرج ابن جرير عن عطاء قال إذا قدمت مكة بجزاء صيد فانحره فان الله يقول هديا بالغ الكعبة الا ان تقدم في العشر فيؤخر إلى يوم النحر * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال قلت لعطاء هل لصيامه وقت قال لا إذا شاء وحيث شاء وتعجيله أحب إلى * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال قلت لعطاء ما عدل
[ 331 ]
الطعام من الصيام قال لكل مد يوم ياخذ زعم بصيام رمضان وبالظهار وزعم ان ذلك رأى يراه ولم يسمعه من أحد * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله أو عدل ذلك صياما قال يصوم ثلاثة أيام إلى عشرة أيام * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس قال انما جعل الطعام ليعلم به الصيام * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى ليذوق وبال أمره قال عقوبة أمره * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة ليذوق وبال أمره قال عاقبة عمله * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ من طريق نعيم بن قعنب عن أبى ذرعفا الله عما سلف قال عما كان في الجاهلية ومن عاد فينتقم الله منه قال في الاسلام * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عطاء عفا الله عما سلف قال عما كان في الجاهلية ومن عاد قال من عاد في الاسلام فينتقم الله منه وعليه مع ذلك الكفارة قال ابن جريج قلت لعطاء فعليه من الآثام عقوبة قال لا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ من طريق عكرمة عن ابن عباس في الذى يصيب الصيد وهو محرم يحكم عليه من واحدة فان عاد لم يحكم عليه وكان ذلك إلى الله ان شاء عاقبه وان شاء عفاعنه ثم تلى ومن عاد فينتقم الله منه ولفظ أبى الشيخ ومن عاد قيل له اذهب ينتقم الله منك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق على عن ابن عباس قال من قتل شيأ من الصيد خطا وهو محرم حكم عليه كلما قتله ومن قتله متعمدا حكم عليه فيه مرة واحدة فان عاد يقال له ينتقم الله منك كما قال الله عزوجل * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الشعبى ان رجلا أصاب صيدا وهو محرم فسال شريحا فقال هل أصبت قبل هذا شيا قال لا قال أما انك لو فعلت لم أحكم عليك ولو كلتك إلى الله يكون هو ينتقم منك * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال رخص في قتل الصيد مرة فان عاد لم يدعه الله حتى ينتقم منه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابراهيم في الذى يقتل الصيد ثم يعود قال كانوا يقولون من عاد لا يحكم عليه أمره إلى الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير قال يحكم عليه في العمد مرة واحدة فان عادلم يحكم عليه وقيل له اذهب ينتقم الله منك ويحكم عليه في الخطأ بدا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن عطاء بن أبى رباح قال يحكم عليه كلما عاد * وأخرج ابن جرير عن ابراهيم قال كلما أصاب الصيد المحرم حكم عليه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق زيد أبى المعلى عن الحسن ان رجلا أصاب صيدا وهو محرم فتجوز عنه ثم عاد قاصاب صيدا آخر فنزلت نار من السماء فاحرقته فهو قوله ومن عاد فينتقم الله منه * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة قال ذكر لنا ان رجلا عاد فبعث الله عليه نارا فاكلته * وأخرج ابن أبى شيبة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتل المحرم الفارة والعقرب والحدأو الغراب والكلب العقور زاد في رواية ويقتل الحية * وأخرج ابن أبى شيبة عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس فواسق فاقتلوهن في الحرم الحداء والغراب والكلب والفارة والعقرب * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعودان النبي صلى الله عليه وسلم أمر محرما ان يقتل حية في الحرم بمنى * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن المسيب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقتل المحرم الذئب * قوله تعالى (أحل لكم صيد البحر) الآية * أخرج ابن جرير عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم قال ما لفظه ميتا فهو طعامه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن أبى هريرة موقوفا مثله * وأخرج أبو الشيخ من طريق قتادة عن أنس عن أبى بكر الصديق في الآية قال صيده ما حويت عليه وطعامه ما لفظ اليك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة أن أبا بكر الصديق قال في قوله أحل لكم صيد البحر وطعامه قال صيد البحر ما تصطاده أيدينا وطعامه مالا ثه البحر وفى لفظ طعامه كل ما فيه وفى لفظ طعامه ميتته * وأخرج أبو الشيخ من طريق أبى الطفيل عن أبى بكر الصديق قال في البحر هو الطهور ماؤه الحل ميتته * واخرج ابن ابى شيبة عن ابن عباس قال صيدا البحر حلال وماؤه طهور * واخرج أبو الشيخ من طريق اأبى الزبير عن عبد الرحمن مولى بنى مخزوم قال مافى البحر شئ الاقد ذكاه الله لكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس قال خطب ابو بكر الناس فقال احل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم قال وطعامه ما قذف به * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في
[ 332 ]
سننه عن أبى هريرة قال فدمت البحرين فسألني أهل البحرين عما يقذف البحر من السمك فقلت لهم كلوا فلما رجعت سألت عمر بن الخطاب عن ذلك فقال بم أفتيتهم قال أفتيتهم ان ياكلوا قال لو أفتيتهم بغير ذلك لعلوتك بالدرة ثم قال أحل لكم صيد البحر وطعامه فصيده ما صيد منه وطعامه ما قذف * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في سننه من طرق عن ابن عباس قال صيده ما صيد وطعامه ما لفظ به البحر وفى رواية ما قذف به يعنى ميتا * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ من طرق أخرى عن ابن عباس في الآية قال صيده الظرى وطعامه المالح للمسافر والمقيم * وأخرج ابن جرير عن زيد بن ثابت قال صيده ما اصطدت * وأخرج ابن جرير عن جابر بن عبد الله قال ما حسر عنه فكل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عمر قال صيده ما اضطرب وطعامه ما قذف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق على عن ابن عباس أحل لكم صيد البحر يعنى طعامه مالحه وما حسر عنه الماء وما قذفه فهذا حلال لجميع الناس محرم وغيره * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن نافع ان عبد الرحمن بن أبى هريرة سأل ابن عمر عن حيتان ألقاها البحر فقال ابن عمر أميتة هي قال نعم فنهاه فلما رجع عبد الله إلى أهله أخذ المصحف فقرأ سورة المائدة فاتى على هذه الآية وطعامه متاعا لكم فقال طعامه هو الذى ألقاه فالحقه فمره ياكله * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن أبى أيوب قال ما لفظ البحر فهو طعامه وان كان ميتا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن المسيب قال صيده ما اصطدت طريا وطعامه ما تزودت مملوحا في سفرك * وأخرج عبد بن حميد وبن جرير عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان قال ما نعلمه حرم من صيد البحر شيأ غير الكلاب * وأخرج ابن أبى حاتم عن ميمون الكردى ان ابن عباس كان راكبا فمر عليه جراد فضربه فقيل له قتلت صيدا وأنت محرم فقال انما هو من صيد البحر * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن عطاء بن يسار قال قال كعب الاحبار لعمر والذى نفسي بيده ان هو الانثرة حوت ينثره في كل عام مرتين يعنى الجراد * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن أبى مجلز في الآية قال ماكان من صيد البحر يعيش في البر والبحر فلا يصيده وما كان حياته في الماء فذلك له * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة متاعا لكم لمن كان يحضره البحر وللسيارة قال السفر * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وبن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد وطعامه قال حيتانه متاعا لكم لاهل القرى وللسيارة أهل الاسفار وأجناس الناس كلهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم أبو الشيخ عن الحسن وللسيارة قال هم المحرمون * وأخرج الفريابى من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس وللسيارة قال المسافر يتزود منه وياكل * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق طاوس عن ابن عباس في قوله وحرم عليكم صيد البر مادمتم حرماقال هي مبهمة لا يحل لك أكل لحم الصيد وأنت محرم ولفظ ابن أبى حاتم قال هي مبهمة صيده وأكله حرام على المحرم * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الكريم بن أبى المخارق قال قلت لمجاهد فانه صيدا صطيد بهمذان قبل ان يحرم الرجل باربعة أشهر فقال لا كان ابن عباس يقول هي مبهمة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الحارث بن نوفل قال حج عثمان بن عفان فاتى بلحم صيد صاده حلال فاكل منه عثمان ولم ياكل على فقال عثمان والله ما صدنا ولا أمرنا ولا أشرنا فقال على وحرم عليكم صيد البر مادمتم حرما وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن الحسن ان عمر بن الخطاب لم يكن يرى باسابلحم الصيد للمحرم إذا صيد لغيره وكرهه على بن أبى طالب * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب ان عليا كره لحم الصيد للمحرم على كل حال * وأخرج عن ابن عباس مثله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن ابن عمرانه كان لا ياكل الصيد وهو محرم وان صاده الحلال * وأخرج ابن أبى شيبة عن اسمعيل قال سألت الشعبى عنه فقال قدا ختلف فيه فلا تأكل منه أحب إلى * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن أبى هريرة انه سئل عن لحم صيد صاده حلال أياكله المحرم قال نعم ثم لقى عمربن الخطاب فاخبره فقال لو أفتيت بغير هذا لعلوتك بالدرة انما نهيت ان تصطاده * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وحرم عليكم صيد البر مادمتم حرما فجعل الصيد حراما على المحرم صيده وأكله مادام حراما وان كان الصيد
[ 333 ]
صيد قبل ان يحرم الرجل فهو حلال وان صاده حرام للحلال فلا يحل أكله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن عبد الرحمن بن عثمان قال كنا مع طلحة بن عبيدالله ونحن حرم فاهدى لنا طائر فمنا من أكل ومنا من تورع فلم ياكل فلما استيقظ طلحة وافق من أكل وقال أكلناه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر من طريق عكرمة عن ابن عباس قال اقرأها كما تقرؤها فان الله ختم الآية بحرام قال أبو عبيد يعنى وحرم عليكم صيد البر مادمتم حرما يقول فهذا ياتي معناه على قتله وعلى أكل لحمه * وأخرج ابن أبى شيبة والبخاري ومسلم عن أبى قتادة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حاجا فخرجوا معه فصرف طائفة منهم فيهم أبو قتادة فقال خذوا ساحل البحر حتى نلتقي فاخذوا ساحل البحر فلما انصرفوا أحرموا كلهم الا أبو قتادة لم يحرم فبينما هم يسيرون إذ رأوا حمر وحش فحمل أبو قتادة على الحمر فعقرمنها أتانا فنزلوا فاكلوا من لحمها فقالوا ناكل لحم صيد ونحن محرمون فحملنا ما بقى من لحمها فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله انا كنا أحرمنا وقد كان أبو قتادة لم يحرم فرأينا حمر وحش فحملم عليها أبو قتادة فعقر منها أتانا فنزلنا فاكلنا من لحمها ثم قلنا انا كل لحم صيد ونحن محرمون فحملنا ما بقى من لحمها قال أمنكم أحد أمره ان يحمل عليها أو أشار إليها قالوا لا قال فكلوا ما بقى من لحمها * واخرج أحمد والحاكم وصححه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم صيد البرلكم حلال وأنتم حرم ما لم تصيدوه أو يصد لكم * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس انه قال يا زيد بن أرقم أعلمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى له بيضات نعام وهو حرام فردهن قال نعم * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه بسند ضعيف عن أبى هريرة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حج أو عمرة فاستقبلنا رجل جراد فجعلنا تضربهن بعصينا وسياطنا فنقتلهن فاسقط في أيدينا فقلنا ما نصنع ونحن مجرمون فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا باس بصيد البحر * وأخرج ابن جرير عن عطاء قال كل شئ عاش في البر والبحر فأصابه المحرم فعليه الكفارة * قوله تعالى (جعل الله الكعبة البيت الحرام) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال انما سميت الكعبة لانها مربعة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال انما سميت الكعبة لتربيعها * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس قال قياما لدينهم ومعالم لحجهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال قيامها أن يامن من توجه إليها * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قياما للناس قال قواما للناس * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قياما للناس قال صلاحا لدينهم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قياما للناس قال شدة لدينهم * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قياما للناس قال عصمة في أمر دينهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد قال كان الناس كلهم فيهم ملوك يدفع بعضهم عن بعض ولم يكن في العرب ملوك يدفع بعضهم عن بعض فجعل الله لهم البيت الحرام قياما يدفع بعضهم عن بعض به والشهر الحرام كذلك يدفع الله بعضهم عن بعض بالاشهر الحرم والقلائد ويلقى الرجل قاتل أبيه أو ابن عمه فلا يعرض له وهذا كله قد نسخ * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن شهاب قال جعل الله البيت الحرام والشهر الحرام قياما للناس يامنون به في الجاهلية الاولى لا يخاف بعضهم بعضا حين يلقونهم عند البيت أو في الحرم أوفى الشهر الحرام * وخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدى والقلائد قال حواجز أبقاها الله في الجاهلية بين الناس فكان الرجل لو جر كل جريرة ثم لجأ إلى الحرم لم يتناول ولم يقرب وكان الرجل لو لقى قاتل أبيه في الشهر الحرام لم يعرض له ولم يقربه وكان الرجل لولقى الهدى مقلدا وهو ياكل العصب من الجوع لم يعرض له ولم يقربه وكان الرجل إذا أراد البيت تقلد قلادة من شعر فاحمته ومنعته من الناس وكان إذا نفر تقلد قلادة من الاذخر أو من السمر فمنعته من الناس حتى ياتي أهله حواجز أبقاها الله بين الناس في الجاهلية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن أنه تلاهذه الآية جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس قال لا يزال الناس على دين ماحجوا
[ 334 ]
البيت واستقبلوا القبلة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال جعل الله هذه الاربعة قياما للناس هي قوام أمرهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده في قوله قياما للناس قال تعظيمهم اياها * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل بن حيان قياما للناس يقول قواما علما لقبلتهم وأمناهم فيه آمنون * وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم قياما للناس قال أمنا * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن مسلم بن هرمز قال حدثنى من أصدق قال تنصب الكعبة يوم القيامة للناس تخبرهم باعمالهم فيها * وأخرج أبو الشيخ عن أبى مجلز أن أهل الجاهلية كان الرجل منهم إذا أحرم تقلد قلادة من شعر فلا يعرض له أحد فإذا حج وقضى حجه تقلد قلادة من إذ خر فقال الله جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام الآية * وأخرج أبو الشيخ عن عطاء الخراساني في الآية قال كانوا إذا دخل الشهر الحرام وضعوا السلاح ومشى بعضهم إلى بعض * وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم في الآية قال كانت العرب في جاهليتها جعل الله هذا لهم شيا بينهم يعيشون به فمن انتهك شيأ من هذا أو هذا لم يناظره الله حتى بعد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات وما في الارض والله تعالى أعلم * قوله تعالى (اعملوا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم) * أخرج أبو الشيخ عن الحسن ان أبا بكر الصديق حين حضرته الوفاة قال ألم تر ان الله ذكر آية الرخاء عند آية الشدة وآية الشدة عند آية الرخاء ليكون المؤمن راغبا راهبا لا يتمنى على الله غير الحق ولا يلقى بيده إلى التهلكة * قوله تعالى (قل لا يستوى) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن السدى في الآية قال الخبيث هم المشركون والطيب هم المؤمنون * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى هريرة قال الدرهم حلال أتصدق به أحب إلى من مائة ألف ومائة ألف حرام فان شئتم فاقرؤا كتاب الله قل لا يستوى الخبيث والطيب * وأخرج ابن أبى حاتم حدثنا يونس بن عبد الاعلى حدثنا ابن وهب حدثنى يعقوب بن عبد الرحمن الاسكندرانى قال كتب إلى عمر بن عبد العزيز بعض عماله يذكر أن الخراج قد انكسر فكتب إليه عمر ان الله يقول لا يستوى الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فان استطعت ان تكون في العدل والاصلاح والاحسان بمنزلة من كان قبلك في الظلم والفجور والعدوان فافعل ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبيرفى قوله يا اولى الالباب يقول من كان له لب أو عقل * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء) الآية * اخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال رجل من أبى قال فلان فنزلت هذه الآية لا تسئلوا عن أشياء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق قتادة عن أنس في قول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبدلكم تسؤكم أن الناس سألوا نبى الله صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة فخرج ذات يوم حتى صعد المنبر فقال لا تسألوني اليوم عن شئ الا أنبأتكم به فلما سمع ذلك القوم ارموا وظنوا ان ذلك بين يدى أمر قد حضر فجعلت التفت عن يمينى وشمالي فإذا كل رجلا لاف ثوبه برأسه يبكى فاتاه رجل فقال يا رسول الله من أبى قال أبوك حذافة وكان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه فقال عمربن الخطاب رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا ونعوذ بالله من سوء الفتن قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط ان الجنة والنار مثلتا لى حتى رأيتهما دون الحائط قال قتادة وان الله يربه مالا ترون ويسمعه مالا تسمعون قال وأنزل عليه يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء الآية قال قتادة وفى قراءة أبى بن كعب قد سألها قوم بينت لهم فاصحبوا بها كافرين * وأخرج البخاري وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال كان ناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاء فيقول الرجل من أبى ويقول الرجل تضل ناقته أين ناقتي فانزل الله فيهم هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء حتى فرغ من الآية كلها * وأخرج ابن جرير عن ابن عون قال سالت عكرمة مولى ابن عباس عن قوله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبدلكم تسؤكم قال ذاك يوم قام فيهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تسألوني عن شئ الا أخبرتكم به فقام رجل فكره المسلمون مقامه يومئذ فقال يا رسول الله من أبى قال أبوك حذافة فنزلت هذه الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن طاوس قال نزلت لا تسألوا عن أشياء ان تبدلكم
[ 335 ]
تسؤكم في رجل قال يا رسول الله من أبى قال أبوك فلان * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء الآية قال غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الايام فقام خطيبا فقال سلونى فانكم لا تسألوني عن شئ الا أنبأتكم به فقام إليه رجل من قريش من بنى سهم يقال له عبد الله بن حذافة وكان يطعن فيه فقال يا رسول الله من أبى قال أبوك فلان فدعاه لابيه فقام إليه عمر فقبل رجله وقال يا رسول الله رضينا بالله ربا وبك نبينا وبالقرآن اماما فاعف عنا عفا الله عنك فلم يزل به حتى رضى فيؤمذ قال الولد للفراش وللعاهر الحجر وأنزل عليه قد سالها قوم من قبلكم * وأخرج الفريابى وابن جرير وابن مردويه عن أبى هريرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غضبان محمار وجهه حتى جلس على المنبر فقال إليه رجل فقال أين آبائى قال في النار فقام آخر فقال من أبى فقال أبوك جذافة فقام عمربن الخطاب فقال رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن اماما انا يا رسول الله حديث عهد بجاهلية وشرك والله أعلم من آباؤنا فسكن غضبه ونزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء * وأخرج ابن حبك عن ابى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال يا أيها الناس ان الله تعالى قد افترض عليكم الحج فقام رجل فقال لكل عام يا رسول الله فسكت عنه حتى أعاد ها ثلاث مرات قال لو قلت نعم لو جبت ولو وجبت ما قمتم بها ذروني ما تركتكم فانما هلك الذين قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوا وإذا أمرتكم بشئ فائتوامته ما استطعتم وذكران هذه الآية في المائدة نزلت في ذلك يا أيها الذين آمنوالا تسألوا عن أشياء ان تبدلكم تسؤكم * وأخرج ابن جرير وابو الشيخ وابن مردويه عن أبى هريرة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس كتب الله عليكم الحج فقام عكاشة بن محصن الاسدي فقال أفى كل عام يا رسول الله قال اماني لو قلت نعم لو جبت ولو وجبت ثم ترككتم لضللتم اسكتوا عني ما سكت عنكم فانما هلك من كان قبلم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبدلكم تسؤكم إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابى امامة الباهلى قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فقال ان الله تعالى كتب عليكم الحج فقال رجل من الاعراب أفى كل عام فسكت طويلا ثم تكلم فقال من السائل فقال أنا ذا فقال ويحك ماذا يؤمنك ان اقول نعم والله لو قلت نعم لو جبت ولو وجبت لتركتم ولو تركتم لكفرتم الا انه انما أهلك الذين من قبلكم أئمة الحرج والله لو انى أحلت لكم جميع ما في الارض من شئ وحرمت عليكم منها موضع خف بعير لوقعتم فيه وأنزل الله عند ذلك يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إلى آخر الآية * واخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كتب الله عليكم الحج فقال رجل يا رسول الله كل عام فاعرض عنه ثم قال والذى نفسي بيده لو قلت نعم لو جبت ولو وجبت ما أطقتموها وتركتموها لكفر تم فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أين أبى قال في النار ثم جاء آخر فقال يا رسول الله الحج كل عام فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحول وركه فدخل البيت ثم خرج فقال لم تسألوني عمالا أسالكم عنه ثم قال والذى نفسي بيده لو قلت نعم لو جبت عليكم كل عام ثم لكفرتم فانزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء الآية * وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجه وابن المنذر وابن أبى حاتم والدار قطني والحاكم وابن مردوى عن على قال لما نزلت ولله على الناس حج البيت قالوا يا رسول الله أفى كل عام فسكت ثم قالوا أفى كل عام قال لا ولو قلت نعم ولو جبت فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبدلكم تسؤكم * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت آية الحج أذن النبي صلى الله عليه وسلم في الناس فقال يا أيها الناس ان الله قد كتب عليكم الحج فحجوا فقالوا يارسول الله أعاما واحدا أم كل عام فقال لابل عاما واحدا ولو قلت كل عام لوجبت ولو وجبت لكفرتم وأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن اشياء الآية * وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن في الناس فقال يا قوم كتب عليكم الحج فقام رجل من بنى اسد فقال يا رسول الله افي كل عام فغضب غضبا شديدا فقال والذى نفسي بيده لو قلت نعم
[ 336 ]
لوجبت ولو وجبت ما استطعتم واذن لكفرتم فاتركوني ما تركتكم وإذا امرتكم بشئ فافعلوا وإذا نهيتكم عن شئ فانتهوا عنه فانزل الله لا تسألوا عن أشياء ان تبدلكم تسؤكم نهاهم ان يسالوا عن مثل الذى سالت النصارى من المائدة فاصبحوا بها كافرين فنهى الله عن ذلك وقال لا تسألوا عن أشياء أي ان نزل القرآن فيها بتغليظ ساءكم ذلك ولكن انتظروا فإذ نزل القرآن فانكم لا تسألون عن شئ الاوجد تم تبيانه * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج فقيل أواجب هو يا رسول الله كل عام قال لا ولو قلتها لوجبت عليكم كل عام ولو وجبت ما أطفتم ولو لم تطيقوا لكفرتم ثم قال سلونى فلا يسالنى رجل في مجلسي هذا عن شئ الا أخبرته وان سألني عن أبيه فقام إليه رجل فقال من أبى قال أبوك حذافة بن قيس فقام عمر فقال يا رسول الله رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحدم صلى الله عليه وسلم نبيا ونعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله * وأخرج ابن المنذر عن سعد بن أبى وقاص قال ان كانوا ليسالون عن الشئ وهو لهم حلال فما يزالون يسالون حتى يحرم عليهم وإذا حرم عليهم وقعوا فيه * وأخرج الشافعي وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود وابن المنذر عن سعد بن أبى وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سال عن شئ لم يحرم فحرم من أجل مسئلته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن أبى ثعلبة الخشنى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله حد حدودا فلا تعتدوها وفرض لكم فرائض فلا تضيعوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وترك أشياء في غير نسيان ولكن رحمة منه لكم فاقبلوها ولا تبحثوا عنها * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق خصيف عن مجاهد عن ابن عباس في قوله لا تسألوا عن شياء قال يعنى البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ألا ترى انه يقول بعد ذلك ما جعل الله من كذا ولا كذا قال أما عكرمة فانه قال انهم كانوا يسالونه عن الآيات فنهوا عن ذلك ثم قال قد سالها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين قال فقلت قد حدثنى مجاهد بخلاف هذا عن ابن عباس فمالك تقول هذا فقال هاه * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ من طريق عبد الكريم عن عكرمة في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء قال هو الذى سال النبي صلى الله عليه وسلم من أبى وأما سعيد بن جبير فقال هم الذى سالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البحيرة والسائبة وأما مقسم فقال هي فيما سالت الامم أنبياء ها عن الآيات * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن نافع في قوله لا تسألوا عن أشياء قال ما زال كثرة السؤال مذ قط تكره * وأخرج عبد بن حميد عن عصام انه قرأ ان تبدلكم برفع التاء ونصب الدال * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الملك بن ابى جمعة الازدي قال سالت الحسن عن كسب الكناس فقال لى ويحك ما تسال عن شئ لو ترك في منازلكم لضاقت عليكم ثم تلاهذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبدلكم تسؤكم * وأخرج احمد وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه عن ابى امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع وهو مردف الفضل ابن عباس على جمل آدم فقال يا أيها الناس خذوا العلم قبل رفعه وقبضه قال وكنا نهاب مسألته بعد تنزيل الله الآية لا تسألوا عن اشياءان تبدلكم تسؤكم فقد منا إليه اعرابيا فرشوناه برداء على مسالته فاعتم بها حتى رايت حاشية البرد على حاجبه الايمن وقلنا له سل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يرفع العلم وهذا القرآن بين اظهر نا وقد تعلنماه وعلمناه نساء نا وذرارينا وخدا منا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه قد علاوجهه حمرة من الغضب فقال أو ليست اليهود والنصارى بين ظهرها المصاحف وقد اصحبوا ما يتعلقون منها بحرف مما جاءت به انبياؤهم الاوان ذهاب العلم ان تذهب حملته * وأخرج احمد وابن أبى حاتم والطبراني والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى مالك الاشعري قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء قال فنحن نسأله إذ قال ان الله عباد اليسوا بانبياء ولا شهدا يغبطهم النبييون والشهداء بقربهم ومقدهم من الله يوم القيامة فقال اعرابي من هم يا رسول الله قال هم عباد من عباد الله من بلدان شتى وقبائل شتى من شعوب القبائل لم تكن بينهم أرحام يتواصلون بها ولا دنيا يتبادلون بها يتحابون بروح الله يجعل الله وجوههم نورا ويجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الرحمن يفزع الناس ولا يفزعون ويخاف الناس ولا يخافون
[ 337 ]
* وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن مالك ابن بحينة قال صلى رسول الله عليه وسلم على أهل المقبرة ثلاث مرات وذلك بعد نزول هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبدلكم تسؤكم فاسكت القوم فقام أبو بكر فاتى عائشة فقال ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى على أهل المقبرة فسليه فقالت عائشة صليت على أهل المقبرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك مقبرة بعسقلان يحشر منها سبعون ألف شهيد * وأخرج مححد بن نصر المروزى في كتاب الصلاة والخرائطي في مكارم الاخلاق عن معاذ بن جبل قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فتقدمت به راحلته ثم ان راحلتي لحقت براحلته حتى تصحب ركبتي ركبته فقلت يا رسول الله انى أريد أن أسلك عن أمر يمنعنى مكان هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبدلكم تسؤكم قال ما هو يا معاذ قلت ما العمل الذى يدخلنى الجنة وينجينى من النار قال قد سالت عن عظيم وانه يسير شهادة أن لا اله الا الله وأنى رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان ثم قال الا أخبرك برأس الامر وعموده وذروته أما رأس الامر فالاسلام وعموده الصلاة وأما ذروته فالجهاد ثم قال الصيام جنة والصدقة تكفر الخطايا وقيام الليل وقرأ تتجافى جنبوهم عن المضاجع لى آخر الآية ثم قال ألا أنبئكم ما هو أملك بالناس من ذلك ثم أخرج لسانه فامسكه بين أصبعيه فقلت يارسول الله أكل ما نتكلم به يكتب علينا قال ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم في النار الاحصائد ألسنتهم انك لن تزال سالما ما أمسكت فإذا تكلمت كتب عليك أو لك * قوله تعالى (ما جعل الله من بحيرة) الآيتين * وأخرج البخاري ومسلم وعبد الرزاق وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعيد بن المسيب قال البحيرة التى يمنع درها للطواغيت ولا يحلبها أحد من الناس والسائبة كانوا يسيبونها لآلهتهم لا يحملم عليها شئ قال وقال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ريت عمرو بن عامر الخزاعى يجر قصبه في النار كان أول من سيب السوائب قال ابن المسيب والوصيلة الناقة البكر تبكر في أول نتاج الابل ثم تثنى بعد بانثى وكانوا يسيبونها لطواغيتهم ان وصلت احداهما بالاخرى ليس بينهما ذكر والحامي فحل الابل يضرب الضراب المعدود فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت واعفوه من الحمل فلم يحمل عليه شئ وسموه الحامى * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبى الاحوص عن أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلقان من الثياب فقال لى هل لك من مال قلت نعم قال من أي المال قلت من كل المال من الابل والغنم والخيل والرقيق قال فإذا آتاك الله مالا فليرعيك ثم قال تنتح ابلك رافية آذانها قلت نعم وهل تنتج الابل الا كذلك قال فلعلك تأخذ موسى فتقطع آذان طائفة منها وتقول هذه بحر وتشق آذان طائة منها وتقول هذه الصرم قلت نعم قال فلا تفعل ان كل ما آتاك الله لك حل ثم قال ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام قال أبو الأحوص أما البحيرة فهى التى يجدعون آذانها فلا تنتفع امرأته ولا بناته ولا أحد من أهل بيته بصوفها ولا أوبارها ولا أشعارها ولا ألبانها فإذا ماتت اشتركوا فيها وأما السائبة فهى التى يسيبون لآلهتهم وأما الوصيلة فالشاة تلد ستة أبطن وتلد السابع جديا وعناقا فيقولون قد وصلت فلا يذبحونها ولا تضرب ولا تمنع مهما وردت على حوض وإذا ماتت كانوا فيها سواء والحام من الابل إذا أدرك له عشرة من صلبه كلها تضرب حمى ظهره فسمى الحام فلا ينتفع له بوبر ولا ينحر ولا يركب له ظهر فإذا مات كانوا فيه سواء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على بن أبى طلحة عن ابن عباس قال البحرة هي الناقة إذا انتجت خمسة أبطن نظروا إلى الخامس فان كان ذكرا ذبحوه فاكله الرجال دون النساء وان كانت أنثى جدعوا آذانها فقالوا هذه بحيرة وأما السائبة فكانوا يسيبون من انعامه لآلهتهم لا يركبون لها ظهرا ولا يحلبون لها لبنا ولا يجزون لها وبرا ولا يحملون عليها شيا وأما الوصيلة فالشاة إذا نتجت سبعة أبطن نظروا السابع فان كان ذكرا أو أنثى وهو ميت اشترك فيه الرجال دون النساء وان كانت أنثى استحيوها وان كان ذكر أو أنثى في بطن استحيوهما وقالوا وصلته أخته فحرمته علينا وأما الحام فالفحل من الابل إذا ولد لولده قالواحمى هذا ظهره فلا يحملون عليه شياولا يجزون له وبرا ولا يمنعونه من
[ 338 ]
حمى رعى ولا من حوض يشرب منه وا كان الحوض لغير صاحبه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله ما جعل الله من بحيرة قال البحيرة الناقة كان الرجل إذا ولدت خمسة فيعمد إلى الخامسة فما لم تكن سقيا فبيتك آذانها ولا يجزلها وبرا ولا يذوق لها لبنها فتلك لبحيرة ولا سائبة كان الرجل يسبب من ماله ما شاء ولا وصيلة فهى الشاة إذا ولدت سبعا عمدا لى السابع فان كان ذكرا ذبح وان كانت أنثى تركت وان كان في بطنها اثنان ذكرو أنثى فولدتهما قالوا وصلت أخاها فيتركان جميعا لا يذبحان فتلك الوصيلة ولا حام كان الرجل يكون له الفحل فإذا ألقح عشرا قيل حام فاتركوه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ما جعل الله من بحيرة الآية قال البحيرة من الابل كان اهل الجاهلية يحرمون وبرها وظهرها ولحمها ولبنها الاعلى الرجال فما ولدت من ذكر وأثنى فهو على هيئتها فان ماتت اشترك الرجال والنساء في أكل لحمها فإذا ضرب الحمل من ولد البحيرة فهو الحامى والسائبة من الغنم على نحو ذلك الا انها ما ولدت ومن ولد بينها وبين ستة أولاد كان على هيئتها فإذا ولدت في السابع ذكرا أو أنثى أو ذكرين ذبحوه فاكله رجالهم دون نسائهم وان توأمت أنثى وذكر فهى وصيلة ترك ذبح الذكر بالانثى وان كانتا انثيين تركتا * وأخرج ابن المنذر عن أبى سعيد الخدرى قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فاستأخر عن قبلته واعرض بوجهه وتعوذ بالله ثم دنا من قبلته حتى رأيناه يتناول بيده فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا يا نبى الله لقد صنعت اليوم في صلاتك شياما كنت تصنعه قال نعم عرضت على في مقامي هذا الجنة والنار فرأيت في النار مالا يعلمه الا الله ورأيت فيها الحميرية صاحبه الهرة التى ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها ولم ترسلها فتأكل من خشاش الارض حتى ماتت في رباطها ورأيت فيها عمرو بن لحى يجر قصبه في النار وهو الذى سيب السوائب وبحر البحيرة ونصب الاوثان وغير دين اسمعيل ورأيت فيها عمران الغفاري معه محجنه الذى كان يسرق به الحاج قال وسمى لى الرابع فنسيته ورأيت الجنة فلم أر مثل ما فيها فتناولت منها قطفالا ريكموه فحيل بينى وبينه فقال رجل من القوم مثل ما الحبة منه قال كاعظم دلو فرته أمك قط قال محمد بن اسحق فسالت عن الرابع فقال هو صاحب ثنيتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى نزعهما * وأخرج البخاري وابن مردويه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا ورأيت عمرا يجر قصبه في النار وهو أول من سيب السوائب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبى هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لاكتم بن الجون يا أكتم عرضت على النار فرأيت فيها عمر وبن لحى بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار فما رأيت رجلا أشبه برجل منك به ولابه منك فقال أكتم أخشى ان يضرنى شبهه يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا انك مؤمن وهو كافر انه أول من غير دين ابراهيم وبحر البحيرة وسيب السائبة وحمى الحامى * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن مردويه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم فال ان أول من سيب السوائب وعبد الاصنام أبو خزاعة عمر وبن عامر وانى رأيته يجر أمعاءه في النار * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لا عرف أول من سيب السوائب ونصب النصب وأول من غير دين ابراهيم قالوا من هو يارسول الله قال عمرو بن لحى أخو بنى كعب لقد رأيته يجر قصبه في النار يؤذى أهل النار ريح قصبه وانى لاعرف من بحر البحائر قالوا من هو يا رسول الله قال رجل من بنى مدلج كانت له ناقتان فجدع آذانهما وحرم البانهما وظهورهما وقال هاتان لله ثم احتاج اليهما فشرب البانهما وركب ظهور هما قال فلقد رأيته في النار وهما يقضمانه بافواههما ويطانه باخفافهما * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبى بن كعب قال بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الظهر والناس في الصفوف خلفه فرأيناه تناول شيأ فجعل بتناوله فتأخر فتأخر الناس ثم تأخر الثانية فتأخر الناس فقلت يا رسول الله رأيناك صنعت اليوم شياما كنت تصنعه في الصلاة فقال انه عرضت على الجنة بما فيها من الزهرة والنضرة فتناولت قطفا عن عنبها ولو أخذته لاكل منه من بين السماء والارض لا ينقصونه فحيل بينى وبينه وعرضت على النار فلما وجدت سفعتها
[ 339 ]
تأخرت عنها وأكثرت من رأيت فيها لنساء ان أئنمن أفشين وان سالن ألحفن وإذا سئلن بخلن وإذا أعطين لم يشكرن ورأيت فيها عمرو بن لحى يجر قصبه في النار وأشبه من رأيت به معبد بن أكتم الخزاعى فقال معبد يا رسول الله أتخشى على من شبهه قال لا أنت مؤمن وهو كافر وهو أول من حمل العرب على عبادة الاصنام * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون قال لا يقعلون تحريم الشيطان الذى يحرم عليهم * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن أبى موسى في الآية قال الآباء جعلوا هذا وماتوا ونشا الابناء وظنوا ان الله هو جعل هذا فقال الله ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب الآباء فالآباء افتروا على الله الكذب والابناء أگثرهم لا يعقلون يظنون الله هو الذى جعله * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن أبى موسى في قوله ولكن الذين كفروا يفثرون على الله الكذب قال هم أهل الكتاب وأكثرهم لا يعقلون قال هم أهل الاوثان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الشعبى في قوله ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون قال الذين لا يعقلون هم الاتباع وأما الذين افتروا فعقلوا انهم افتروا * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والعدنى وابن منيع والحميدي في مسانيد هم وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وأبو يعلى الكجى في سننه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان والدار قطني في الافراد وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان والضياء في المختارة عن قيس قال قام أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أيها الناس انكم تقرؤن هذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم وانكم تضعونها على غير موضعها وانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الناس إذا رأو المنكر ولم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب * وأخرج ابن جرير عن قيس بن أبى حازم قال صعد أبو بكر منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس انكم لتتلون آية من كتاب الله وتعدونها رخصة والله ما أنزل الله في كتابه أشد منها يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا هتديتم والله لتامرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليعمنكم الله منه بعقاب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن جرير البحلى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من قوم يكون بين أظهرهم رجل يعمل بالمعاصى هم أمنع منه وأعز ثم لا يغيرون عليه الا أوشك ان يعمهم الله منه بعقاب * وأخرج الترمذي وصححه وابن ماجه وابن جرير والبغوى في معجمه وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في لشعب عن أبى أمية الشعبانى قال أتيت أبا ثعلبة الخشنى فقلت له كيف تصنع في هذه الآية قال أية آية قال قوله يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال أما والله لقد سالت عنها خبيرا سالت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بل أئتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذى رأى برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العوام فان من ورائكم أيام الصبر لصابر فيهن مثل القابض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم * وأخرج أحمد وبن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبى عامر الاشعري انه كان فيهم شئ فاحتبس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتاه فقال ما حسبك قال يا رسول الله قرأت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أين ذهبتم انما هي لا يضركم من ضل من الكفارة إذا اهتديتم * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبدبن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ عن الحسن ان ابن مسعود ساله رجل عن قوله عليكم أنفسكم فقال أيها الناس انه ليس بزمانها فانها اليوم مقبولة ولكنه قد أوشك ان ياتي زمان تامرون بالمعروف فيصنع بكم كذا وكذا أو قال فلا يقبل منكم فحينئذ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا هتديتم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن ابن مسعود في قوله عليكم أنفسكم الآية قال امروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ما لم يكن من دون ذلك السوط والسيف فإذا كان ذلك كذلك فعليكم أنفسكم * وأخرج عبد ابن حميد ونعيم بن حماد في الفتن وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبى
[ 340 ]
العالية قال كانوا عند عبد الله بن مسعود فوقع بين رجلين بعض ما يكون بين الناس حتى قام كل واحد منهما إلى صاحبه فقال رجل من جلساء عبد الله الا أقوم فأمرهما بالمعروف وأنها هما عن المنكر فقال آخر إلى جنبه عليك بنفسك فان الله تعالى يقول عليكم أنفسكم فسمعها ابن مسعود فقال مه لم يجئ تأويل هذه الآية بعد ان القرآن أنزل حيث أنزل ومنه آى قد مضى تأويلهن قبل أن ينزلن ومنه ما وقع تأويلهن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه آى يقع تأويلهن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنين ومنه آى يقع تأويلهن بعد اليوم ومنه آى يقع تأويلهن عند الساعة ما ذكر من أمر الساعة ومنه آى يقع تأويلهن عند الحساب ما ذكره من أمر الحساب والجنة والنار فما دامت قلوبكم واحدة وأهواؤكم واحدة ولم تلبسوا شيعا فلم يذق بعضكم باس بعض فمروا وانهوا فإذا اختلفت القلوب والاهواء وألبستم شيعا وذاق بعضكم باس بعض فامرؤ ونفسه فعند ذلك جاء تأويل هذه الآية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر انه قيل له لو جلست في هذه الايام فلم تامر ولم تنه فان الله قال عليكم أنفسكم فقال انها ليست لى ولا لا صحابي لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا فليبلغ الشاهد الغائب فكنا نحن الشهود وأنتم الغيب ولكن هذه الآية لاقوام يجيؤن من بعدنا ان قالوا لم يقبل منهم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير من طريق قتادة عن رجل قال كنت في حلافة عمر بن الخطاب بالمدينة في حلقه فيهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيهم شيخ حسبت أنه قال ابى بن كعب فقرأ عليكم انفسكم فقال انما تأويلها في آخر الزمان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ من طريق قتادة عن أبى مازن قال انطلقت على عهد عثمان إلى المدينة فإذا قوم جلسو فقرأ احدهم عليكم انفسكم فقال أكثرهم لم يجئ تأويل هذه الآية اليوم * وأخرج ابن جرير عن جبير بن نفير قال كنت في حلقة فيها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وانى لا صغر القوم فتذاكروا الامر بالمعروف والنهى عن المكر فقلت أليس الله يقول عليكم أنفسكم فاقبلوا على بلسان واحد فقالوا تنزع آية من القرآن لا تعرفها ولا تدرى ما تأويلها حتى تمنيت انى لم أكن تكلمت ثم أقبلوا يتحدثون فلما حضر قيامهم قالوا انك غلام حدث السن وانك نزعت آية لا تدري ماهى وعسى ان تدرك ذلك الزمان إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا واعجاب كل ذى رأى برأيه فعليك بنفسك لا يضرك من ضل إذا اهتديت * وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل انه قال يا رسول الله أخبرني عن قول الله عزوجل يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال يا معاذ مروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر فإذا رأيتم شحامطاعا وهوى متبعا واعجاب كل امرئ برأيه فعليكم أنفسك لا يضركم ضلالة غيركم فهو من ورائكم أيام صبر المتمسك فيها بدينه مثل القابض على الجمر فللعامل منهم يومئذ مثل عمل أحدكم اليوم كاجر خمسين منكم قلت يا رسول الله خمسين منهم قال بل خمسين منكم أنتم * وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى قال ذكرت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله عزوجل يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم فقال نبى الله صلى الله عليه وسلم لم يجئ تأويلها لا يجئ تاوليها حتى يهبط عيسى بن مريم عليه السلام * وأخرج ابن مردويه عن محمد بن عبد الله التيمى عن أبى بكر الصديق سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ترك قوم الجهاد في سبيل الله الاضربهم الله بذل ولا أقر قوم المنكر بين أظهرهم الاعمهم الله بعقاب وما بينكم وبين أن يعمكم الله بعقاب من عنده الا أن تاولوا هذه الآية على غير أمر بمعروف ولا نهى عن منكر يا أيها الذى آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتهم * وأخرج ابن مردويه عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال خطب أبو بكر الناس فكان في خطبته قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الذين لا تتكلموا على هذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ان الذاعر ليكون في الحلى فلا يمنعوه فيعمهم الله بعقاب * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن الحسن انه تلاهذه الآية عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم فقال يا لها من سعة ما أوسعاها ويا لها ثقة ما أوثقها * وأخرج أبو الشيخ عن عثمان الشحام أبى سلمة قال حدثنى شيخ من أهل البصرة وكان له فضل وسن قال بلغني أن داود سال ربه قال يا رب كيف لى ان أمشى لك في الارض واعمل لك فيها بنصح قال يا داود تحب من أحبنى من أحرم وأبيض ولا يزال شفتاك رطبتين من ذكرى
[ 341 ]
واجتنب فراش المغيب قال أي رب فكيف ان تحبنى أهل الدنيا البر والفاجر قال يا داود تصانع أهل الدنيا لدنياهم وتحب أهل الآخرة لآخرتهم وتجتان اليك ذنبك بينى وبينك فانك إذا فعلت ذلك فلا يضرك من ضل إذا اهتديت * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر انه جاء رجل فقال يا أبا عبد الرحمن نفر ستة كلهم قرأ القرآن وكلهم مجتهد لا يالووهم في ذلك يشهد بعضهم على بعض بالشرك فقال لعلك ترى انى آمرك ان تذهب إليهم تقاتلهم عظهم وانههم فان عصوك فعليك نفسك فان الله تعالى يقول يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم حتى ختم الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن صفوان بن محرزانه أتاه رجل من اصحاب الاهواء فذكر له بعض أمره فقال له صفوان ألا ادلك على خاصة الله التى خص الله بها اولياءه يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم يقول أطيعوا امرى واحفظوا وصيتى * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم يقول إذا ما أطاعنى العبد فيما أمرته من الحلال والحرام فلا يضره من ضل بعده إذا عمل بما أمرته به * وأخرج ابن جرير من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ما لم يكن سيف أو سوط * وأخرج ابن ابى حاتم عن مكحول ان رجلا ساله عن قول الله عليكم انفسكم الآية فقال ان تأويل هذه الآية لم يجئ بعد إذا هاب الواعظ وانكر الموعوظ فعليك بنفسك لا يضرك حينئذ من ضل إذا اهتديت * وأخرج ابن ابى حاتم عن عمر مولى غفرة قال انما أنزلت هذه الآية لان الرجل كان يسلم ويكفر أبوه ويسلم الرجل ويكفر أخوه فلما دخل قلوبهم حلاوة الايمان دعوا آباءهم واخوانهم فقالوا حسبنا ما وجدنا عليه اباءنا فانزل الله يا أيها الذين آمنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد ابن جبير انه سئل عن هذه الآية فقال نزلت في أهل الكتاب يقول يا ايها الذين آمنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل من أهل الكتاب إذا اهتديتم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن حذيفة في قوله عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال إذا أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب في قوله لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال إذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر لا يضرك من ضل إذا اهتديت * وأخرج ابن جرير عن الحسن انه تلاهذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم انفسكم فقال الحمد لله بها والحمد لله عليها ما كان مؤمن فيما مضى ولا مؤمن فيما بقى الاوالى جانبه منافق يكره عمله * وأخرج أحمد وابن ماجه والبيهقي في الشعب عن أنس قال قيل يا رسول الله متى يترك الامر بالمعروف والنهى عن المنكر قال إذا ظهر فيكم ما ظهر في بنى اسرائيل قبلكم قالوا وماذاك يا رسول الله قال إذا ظهر الادهان في خياركم والفاحشة في كباركم وتحول الملك في صغاركم والفقه وفى لفظ والعلم في رذالكم * وأخرج البيهقى عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذى نفسي بيده لتامرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليو يوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) الآية * أخرج الترمذي وضعفه وابن جرير وابن أبى حاتم والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة من طريق أبى النضر وهو الكلبى عن باذان مولى أم هانئ عن ابن عباس عن تميم الدارى في هذه الآية يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت قال برئ الناس منها غيرى وغير عدى بن بداء وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الاسلام فاتيا الشام لتجارتهما وقدم عليهما مولى لبنى سهم يقال له الديل بن أبى مريرم بتجارة ومعه جام من فضة يريد به الملك وهو عظم تجارته فمرض فأوصى اليهما وأمرهما ان يبلغا ما ترك أهله قال تميم فلما مات طخذنا ذلك الجام فبعناه بالف درهم ثم اقتسمناه أنا وعدى بن بداء فلما قدمنا الى أهله دفعنا إليهم ماكان معنا وفقد وا الجام فسألونا عنه فقلنا ما ترك غير هذا وما دفع الينا غيره قال تميم فلما أسلمت بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة تاثمت من ذلك فاتيت أهله فاخبرتهم الخبر وأديت إليهم خمسمائة درهم واخبرتهم ان عند صاحبي مثلها فاتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم البينة فلم يجدوا فامرهم ان يستحلفوه
[ 342 ]
بما يعظم به على أهل دينه فحلف فانزل الله يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إلى قوله ان ترد ايمان بعد ايمانهم فقام عمرو بن العاصى ورجل آخر فحلفا فنزعت الخمسمائة درهم من عدى بن بداء * وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والنحاس والطبراني وأبو لشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال خرج رجل من بنى سهم مع تميم الدارى وعدى بن بداء فمات السهمى بارض ليس فيها مسلم فأوصى اليهما فلما قد ما بتركته فقدوا جاما من فضة مخوصا بالذهب فاحلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالله ما كتمتماها ولا اطلعتما ثم وجدوا الجام بمكة فقيل اشتريناه من تميم وعدى فقام رجلان من أولياء السهمى فحلفا بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وان الجام لصاحبهم وأخذ الجام وفيه نزلت يا أيها الذين آمنوا - شهادة بينكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال كان تميم الدارى وعدى بن بداء رجلين نصرانيين يتجران إلى مكة في الجاهلية ويطيلان الاقامة بها فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم حولا متجرهما إلى المدينة فخرج بديل بن أبى مارية مولى عمرو بن العاصى تاجرا حتى قدم المدينة فخرجوا جميعا تجار إلى الشام حتى إذا كانوا ببعض الطريق اشتكى بديل فكتب وصيته بيده ثم دسها في متاعه وأوصى اليهما فلما مات فتحا متاعه فاخذا منه شيا ثم حجراه كما كان وقد ما المدينة على أهله فدفعا متاعه ففتح أهله متاعه فوجدوا كتابه وعهده وما خرج به وفقدوا شيا فسألوهما عنه فقالوا هذا الذى قبضنا له ودفع الينا فقالوا لهما هذا كتابه بيده قالوا ما كنتمنا له شيا فترافعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت إلى قوله انا إذا لمن الآثمين فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يستحلفوهما في دبر صلاة العصر بالله الذى لا اله الا هو ما قبضنا له غير هذا ولا كتمنا فمكثا ما شاء الله أن يمكثا ثم ظهر معهما على اناء من فضة منقوش مموه بذهب فقال أهله هذا من متاعه 7 ولكنا اشترينا منه ونسينا أن نذكره حين حلفنا فكرهنا ان نكذب نفوسنا فترافعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية الاخرى فان عثر على أنهما استحقا اثما فامر النبي صلى الله عليه وسلم رجلين من أهل الميت أن يحلفا على ما كتما وغيبا ويستحقانه ثم ان تميما الدارى أسلم وبايع النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقول صدق الله ورسوله انا أخذت الاناء ثم قال يا رسول الله ان الله يظهرك على أهل الارض كلها فهب لى قريتين من بيت لحم وهى القرية التى ولد فيها عيسى فكتب له بها كتابا فلما قدم عمر الشام أتاه تميم بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر أنا حاضر ذلك فدفعها إليه * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ شهادة بينكم مضاف برفع شهادة بغير نون وبخفض بينكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس من طريق على عن أبى طلحة عن ابن عباس يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم هذا لمن مات وعنده المسلمون أمره الله ان يشهد على وصيته عدلين من المسلمين ثم قال أو آخران من غيركم ان أنتم ضربتم في الارض فهذا لمن مات وليس عنده أحد من المسلمين أمره الله بشهادة رجلين من غير المسلمين فان ارتيب بشهادتهما استحلفا بالله بعد الصلاة ما اشترينا بشهادتنا ثمنا قليلا فان اطلع الاولياء على أن الكافرين كذبا في شهادتهما قام رجلان من الاولياء فحلفا بالله أن شهادة الكافرين باطلة فذلك قوله تعالى فان عثر على انهما استحقا اثما يقول ان اطلع على ان الكافرين كذبا قام الاوليان فحلفا انهما كذبا ذلك أدنى ان ياتي الكافران بالشهادة على وجهها أو يخافوا ان ترد ايمان بعد ايمانمهم فتترك شهادة الكافرين ويحكم بشهادة الاوليان فليس على شهود المسلمين اقسام انما الاقسام إذا كانا كافرين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق العوفى عن ابن عباس في قوله اثنان ذوا عدل منكم قال من أهل الاسلام أو آخران من غيركم قال من غير أهل الاسلام وفى قوله فيقسمان بالله يقول يحلفان بالله بعد الصلاة وفى قوله فآخران يقومان مقامهما قال من أولياء الميت فيحلفان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما يقول فيحلفان بالله ماكان صاحبنا ليوصي بهذا وانهما لكاذبان وفى قوله ذلك أدنى أن ياتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا ان ترد ايمان بعد ايمانهم يعنى أولياء الميت فيستحقون ماله بايمانهم ثم يوضع ميراثه كما أمر الله وتبطل شهادة الكافرين وهى منسوخة * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود أنه سئل عن هذه الآية اثنان ذوا عدل منكم قال ما من الكتاب
[ 343 ]
الا قد جاء على شئ جاء على ادلاله غير هذه الآية ولئن انا لم أخيركم بها لانا أجهل من الذى يترك الغسل يوم الجمعة هذا رجل خرج مسافرا ومعه مال فادركه قدره فان وجد رجلين من المسلمين دفع اليهما تركته وأشهد عليهما عدلين من المسلمين فان لم يجد عدلين من المسلمين فرجلين من أهل الكتاب فان أدى فسبيل ما أدى وان هو حجد استحلف بالله الذى لا اله اله هو دبر صلاة ان هذا الذى وقع إلى وما غيبت شيأ فإذ احلف برئ فإذا أتى بعد ذلك صاحبا الكتاب فشهدا عليه ثم ادعى القوم عليه من تسميتهم مالهم جعلت ايمان الورثة مع شهادتهم ثم اقتطعوا حقه فذلك الذى يقول الله ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن مجاهد شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت قال ان يموت المؤمن فيحضر موته مسلمان أو كافران لا يحضره غير اثنين منهم فان رضى ورثته بما غابا عنه من تركته فذلك ويحلف الشاهدان انهما صادقان فان عثر قال وجد لطخ أو لبس أو تشبيه حلف الاثنان الاولان من الورثة فاستحقا وأبطلا ايمان الشاهدين * وأخرج ابن أبى حاتم وأبواليخ وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله وآخران من غيركم قال من غير المسلمين من أهل الكتاب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وسعيد بن المسيب في قوله اثنان ذوا عدل منكم قال من أهل دينكم أو آخران من غيركم قال من أهل الكتاب إذا كان ببلاد لا يجد غيرهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن شريح قال لا تجوز شهادة اليهودي ولا النصارى الا في وصية ولا تجوز في وصيته الا في سفر * وأخرج عبد الرزاق وأبو عبيد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن الشعبى ان رجلا من المسلمين حضرته الوفاة بدقوقاء ولم يجد أحدا من المسلمين يشهد على وصيته فاشهد رجلين من أهل الكتاب فقدما الكوفة فاتيا أبا موسى الاشعري فاخبراه وقد ما بتركته ووصيته فقال الاشعري هذا أمر لم يكن بعد الذى كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فاحلفهما بعد العصر بالله ما خانه ولاكذبا ولا بدلا ولا كتما ولا غيرا وانها لوصية الرجل وتركته فامضى شهادتهما * وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم في قوله شهادة بينكم الآية كلها قال كان ذلك في رجل توفى وليس عنده أحد من أهل الاسلام وذلك اول الاسلام والارض حرب والناس كفار الا ان رسول الله صلى اله عليه وسلم وأصحابه بالمدينة وكان الناس يتوارثون بينهم بالوصية ثم نسخت الوصية وفرضت الفرائض وعمل المسلمون بها * وأخرج ابن جرير عن الزبير قال مضت السنة ان لا تجوز شهادة كافر في حضر ولا سفر انما هي في المسلمين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال هذه الآية منسوخة * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن عكرمة أو آخران من غيركم قال من المسلمين من غير حيه * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنحاس وأبو الشيخ والبيهقي في سننه اثنان ذوا عدل منكم قال من قبيلتكم أو آخر ان من غيركم قال من غير قبيلتكم ألا ترى انه يقول تحبسونهما من بعد الصلاة كلهم من المسلمين * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طريق عقيل قال سالت ابن شهادة عن هذه الآية قلت أرأيت الاثنين للذين ذكر الله من غير أهل المرء الموصى أهما من المسلمين أوهما من أهل الكتاب ورأيت الآخرين اللذين يقومان مقامهما أتراهما من أهل المرء المرصى ام هما في غير المسلمين قال ابن شهاب لم نسمع في هذه الآية عن رسول الله صلى اله عليه وسلم ولا عن أثمة العامة سنة أذكرها وقد كنا نتذاكرها أناسا من علمائنا أحيانا فلا يذكرون فيها سنة معلومة ولا قضاء من امام عادل ولكنه مختلف فيها رأيهم وكان أعجبهم فيها رأيا الينا الذين كانوا يقولون هي فيما بين أهل الميراث من المسلمين يشهد بعضهم الميت الذى يرثونه ويغب عنه بعضهم ويشهد من شهده على ما أوصى به لذوى القربى فيخبرون من غاب عنه منهم بما حضروا من وصية فان سلموا جازت وصيته وان ارتابوا ان يكونوا بدلوا قول الميت وآثروا بالوصية من أرادوا ممن لم يوص لهم الميت بشئ حلف اللذان يشهدان على ذلك بعد الصلاة وهى ان المسلمين يقسمان بالله ان ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله انا إذا لمن الآثمين فإذا أقسما على ذلك جازت شهادتهما وايمانهما ما لم يعثر على أنهما استحقا اثما في شئ من ذلك قام آخر ان مقامهما من أهل الميراث الخصم الذين ينكرون ما يشهد عليه الاولان المستحلفان أول مرة فيقسمان بالله لشهادتنا على تكذيبكما أو بطال ما شهدتما به وما اعتدينا انا إذا لمن الظالمين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم
[ 344 ]
عن عبيدة في قوله تحبسونهما من بعد الصلاة قال صلاة العصر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله لا نشتري به ثمنا قال لانا خذ به رشوة ولا نكتم شهادة الله وان كان صاحبها بعيدا * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن أبى حاتم عن عامر الشعبى انه كان يقرأ ولا نكتم شهادة يعنى بقطع الكلام منونا الله بقطع الالف وخفض اسم الله على القسم * وأخرج عبد بن حميد عن أبى عبد الرحمن السلمى انه كان يقرؤها ولانكتم شهادة الله انا ويقول هو قسم * وأخرج عن عاصم ولانكتم شهادة الله مضاف بنصب شهادة ولا ينون * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فان عثر على انهما استحقا اثما أي اطلع منهما على خيانة على انهما كذبا أو كتما فشهد رجلان هما أعدل منهما بخلاف ما قالا أجيز شهادة الآخرين وبطلت شهادة الاولين * وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وأبى عبيد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن على بن أبى طالب انه كان يقرأ من الذين استحق عليهم الاوليان بفتح التاء * وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه عن على بن أبى طالب ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ من الذين استحق عليهم الاوليان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن عدى عن أبى مجلزان أبى بن كعب قرأ من الذين استحق عليهم الاوليان قال عمر كذبت قال أنت أكذب فقال رجل تكذب أمير المؤمنين قال أنا أشد تعظيمالحق أمير المؤمنين منك ولكن كذبته في تصديق كتاب الله ولم أصدق أمير المؤمنين في تكذيب كتاب الله فقال عمر صدق * وأخرج ابن أبى حاتم عن يحيى ابن يعمر انه قرأها الاوليان وقال هما الوليان * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس انه كان يقرأ من الذين استحق عليهم الاولين ويقول أرأيت لو كان الاوليان صغير ين كيف يقومان مقامهما * وأخرج عبد بن حميد عن أبى العالية انه كان يقرأ الاولين مشددة على الجماع * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم من الذين استحق برفع التاء وكسر الحاء عليهم الاولين مشددة على الجماع * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله الاوليان قال الميت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ذلك أدنى أن ياتوا بالشهادة على وجهها يقول ذلك أحرى ان يصدقوا في شهادتهم أو يخافوا أن ترد ايمان بعد ايمانهم يقول وان يخافوا العنت * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله أو يخافوا ان ترد ايمان بعد ايمانهم قال فتبطل ايمانهم وتؤخذ ايمان هؤلاء * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل في قوله واتقوا الله واسمعوا قال يعنى القضاء * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله والله لا يهدى القوم الفاسقين قال الكاذبين الذين يحلفون على الكذب والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يوم يجمع الله الرسل) * أخرج الفريابى وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم فيفزعون فيقول ماذا أجبتم فيقولون لاعلم لنا فيرد إليهم أفئدتهم فيعلمون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا قال ذلك انهم نزلوا منزلا ذهلت فيه العقول فلما سئلوا قالوا لا علم لنا ثم نزلوا منزلا آخر فشهدوا على قومهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله يوم يجمع الله الرسل فيقول ما ذاأجبتم فيقولون للرب تبارك وتعالى لا علم لنا الا علم أنت أعلم به منا * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ من طريق الضحاك عن ابن عباس في قوله يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا قال فرقا تذهل عقولهم ثم يرد الله عقولهم إليهم فيكونون هم الذين يسالون يقول الله فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسالن المرسلين * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا قال من هول ذلك اليوم * وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم قال ياتي على الخلق ساعة يذهل فيها عقل كل ذى عقل ثم قرأ يوم يجمع الله الرسل * وأخرج الخطيب في تاريخه عن عطاء بن أبى رباح قال جاء نافع بن الازرق إلى ابن عباس فقال والذى نفسي بيده لتفسرن لى آيا من كتاب الله عزوجل أولا كفرن به فقال ابن عباس ويحك أنا لها اليوم أي آى قال أخبرني عن قوله عزوجل يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا وقال في آية أخرى ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا ان الحق لله فكيف علموا وقد قالوا لا علم لنا وأخبرني عن قوله الله ثم أنكم
[ 345 ]
يوم القيامة عند ربكم تختصمون وقال في آية أخرى لا تختصموا لدى فكيف يختصمون وقد قال لا تختصموا لدى وأخبرني عن قول الله اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم فكيف شهدوا وقد ختم على الافواه فقال ابن عباس تكلتك أمك يا ابن الازرق للقيامة أحوالا وأهو لا وفظائع وزلازل فإذا تشققت السموات وتناثرت النجوم وذهب ضوء الشمس والقمر وذهلت الامهات عن الاولاد وقذفت الحوامل مافى البطون وسجرت البحار ودكدكت الجبال ولم يلتفت والد إلى ولد ولا ولد إلى والد وجئ بالجنة تلوح فيها قباب الدر والياقوت حتى تنصب على يمين العرش ثم جئ بجهنم تقاه بسبعين ألف زمام من حديد ممسك بكل زمام سبعون ألف ملك لها عبنان زرقا ان تجر الشفة السفلى أربعين عاما تخطر كما يخطر الفحل لو تركت لاتت على كل مؤمن وكافر ثم يؤتى بها حتى تنصب عن يسار العرش فتستاذن ربها في السجود فياذن لها فتحمده بمحامد لم يسمع الخلائق بمثلها تقول لك الحمد الهى إذ جعلتني انتقم من أعدائك ولم تجعل لى شيا مما خلقت تنتقم به منى إلى أهلى فلهى أعرف باهلها من الطير بالحب على وجه الارض حتى إذا كانت من الموقوف على مسيرة مائة وهو قول الله تعالى إذا رأتهم من مكان بعد زفرت زفرة فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا صديق منتخب ولا شهيد مما هنالك الا خرجا ثيا على ركبتيه ثم تزفر الثانية زفرة فلا يبقى قطرة من الدموع الا بدرت فلو كان لكل آدم يومئذ عمل اثنين وسبعين نبيا لظن انه سيواقعها ثم تزفر الثالثة زفرة فتنقطع القلوب من أماكنها فتصير بين اللهوات والحناجر ويعلو سواد العيون بياضها ينادى كل آدمى يوئذيارب نفسي نفسي لا أسألك غيرها حتى ان ابراهيم ليتعلق بساق العرش ينادى يا رب نفسي نفسي لا أسألك غيرها ونبيكم صلى الله عليه وسلم يقول يا رب أمتى أمتى لاهمة له غيركم فعند ذلك يدعى بالانبياء والرسل فيقال لهم ماذا أجبتم قالوا لا علم لناطاشت الاحلام وذهلت العقول فإذا رجعت القلوب إلى أماكنها نزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا ان الحق لله وأما قوله تعالى ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون فييؤخذ للمظلوم من الظالم وللملوك من المالك وللضعيف من الشديد وللجماء من القرناء حتى يؤدى إلى كل ذى حق حقه فإذا أدى إلى كل ذى حق حقه أمر باهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار اختصموا فقالوا ربنا هؤلاء أضلونا وربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار فيقول الله تعالى لا تختصموا لدى وقد قدمت اليكم بالوعيد انما الخصومة بالموقف وقد قضيت بينكم بالموقف فلا تختصموا لدى وأما قوله اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم فهذا يوم القيامة حيث يرى الكفار ما يعطى الله أهل التوحيد من الفضائل والخير يقولون تعالوا حتى نحلف بالله ما كنا مشركين فتتكلم الايدى بخلاف ما قالت الالسن وتشهد الارجل تصديقا للايدي ثم ياذن الله للافواه فتنطق فقالوا لجلودهم لم شهد تم علينا قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شئ * قوله تعالى (إذا قال الله يا عيسى بن مريم) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وابن عساكر وابن مردويه عن أبى موسى الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة دعى بالانبياء وأممها ثم يدعى بعيسى فيذكره الله نعمته عليه فيقربها يقول يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك الآية ثم يقول أأنت قلت للناس اتخذوني وأمى الهين من دون الله فينكران يكون قال ذلك فيؤتى بالنصارى فيسئلون فيقولون نعم هو أمرنا بذلك فيطول شعر عيسى حتى يأخذ كل ملك من الملائكة بشعرة من شعر رأسه وجسده فيجاثيهم بين يدى الله مقادر ألف عام حتى يوقع عليهم الحجة ويرفع لهم الصليب وينطلق بهم إلى النار * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق أبى بكر بن عياش عن ابن وهب عن أبيه قال قدم رجل من أهل الكتاب اليمن فقال أبى ائته واسمع منه فقلت تحيلني على رجل نصراني قال نعم ائته واسمع منه فاتيته فقال لما رفع الله عيسى عليه السلام أقامه بين يدى جبريل وميكائيل فقال له اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك فعلت بك وفعلت بك ثم أخرجتك من بطن أم ففعلت بك وفعلت بك وستكون أمة بعدك ينتحلونك وينتحلون ربوبيتك ويشهدون انك قدمت وكيف يكون رب يموت فبعزتي حلفت لا ناصبنهم الحساب يوم القيامة ولا قيمنهم مقام الخصم من الخصم حتى ينفذوا ما قالوا ولن ينفذوه أبدا ثم أسلم وجاء من الاحاديث بشئ لم أسمع مثلها * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله واذكففت بنى اسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات أي الآيات التى
[ 346 ]
وضع على يديه من احياء الموت وخلقه من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طيرا باذن الله وابراء الاسقام والخبر بكثير من الغيوب مما يدخرون في بيتوتهم وما رد عليهم من التوراة مع الانجيل الذى أحدث الله إليه ثم ذكر كفرهم بذلك كله * قوله تعالى (وإذا أوحيت) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله وإذا أوحيت إلى الحواريين يقول قذفت في قلوبهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وإذا أوحيت إلى الحواريين قال وحى قذف في قلوبهم ليس بوحى نبوة والوحى وحيان وحى تجئ به الملائكة ووحى يقذف في قلب العبد * قوله تعالى (إذ قال الحواريون * الآيات * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت كان الحواريون أعلم بالله من ان يقولوا هل يستطيع ربك انما قالوا هل تستطيع انك ربك هل تستطيع ان تدعوه * وأخرج الحاكم وصححه والطبراني وابن مردويه عن عبد الرحن بن غنم قال سألت معاذ بن جبل عن قول الحواريين هل يستطيع ربك أو تستطيع ربك فقال أقرأنى رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تستطيع ربك بالتاء * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس انه قرأها هل تستطيع ربك بالتاء ونصب ربك * وأخرج أبو عبيد وابن جرير عن سعيد بن جبير انه قرأها هل تستطيع ربك وقال هل تستطيع ان تسأل ربك * وأخرج ابن أبى حاتم عن عامر الشعبى ان عليا كان يقرؤها هل يستطيع ربك قال هل يطيعك ربك * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن وثاب وأبى رجاء انهما قرآهل يستطيع ربك بالياء والرفع * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء قال قالوا هل يطيعك ربك ان سألته فانزل الله عليهم مائدة من السماء فيها جميع الطعام الا اللحم فاكلوا منها * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله مائدة قال المائدة الخوان وفى قوله وتطمئن قال توقن * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله تكون لنا عيد الاولنا وآخرنا يقول نتخذ اليوم الذى نزلت فيه عيدا نعظمه نحن ومن بعدنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله تكون لناعيد الاولنا وآخرنا قال أرادوا ان تكون لعقبهم من بعدهم * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة وأبو بكر الشافعي في فوائد المعروفة بالغيلانيات عن سلمان الفارسى قال لما سأل الحواريون عيسى بن مريم المائدة كره ذلك جدا وقال اقنعوا بما رزقكم الله في الارض ولا تسألوا المائدة من السماء فانها ان نزلت عليكم كانت آية من ربكم وانما هلكت ثمود حين سالوا نبيهم آية فابتلوا بها حتى كان بوارهم فيها فابواالا ان يأتيهم بها فلذلك قالوا نريدان ناكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم ان قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين فلما رأى عيسى ان قد أبوا الا ان يدعو لهم بها قام فالقى عنه الصوف وليس الشعر الاسود وجبة من شعر وعباءة من شعر ثم توضأ واسغتل ودخل مصلاه فصلى ما شاء الله فلما قضى صلاته قام قائما مستقبل القبلة وصف قدميه حتى استويا فالصق الكعب بالكعب وحاذى الاصابع بالاصابع ووضع يده اليمنى على اليسرى فوق صدره وغض بصره طاطا رأسه خشوعا ثم أرسل عينيه بالبكاء فما زالت دموعه تسيل على خديه وتقطر من أطراف لحيته حتى ابتلت الارض حيال وجهه من خشوعه فلما رأى ذلك دعا الله فقال اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لاولنا وآخرنا تكون عظة منك لنا وآية منك أي علامة منك تكون بيننا وبينك وارزقنا عليها طعاما ناكله وانت خير الرازقين فانزل الله عليهم سفرة حمراء بين غمامتين غمامة فوقها وغمامة تحتها وهم ينظرون إليها في الهواء منقضة من فلك السماء تهوى الهيم وعيسى يبكى خوفا للشروط التى اتخذ الله فيها عليهم انه يعذب من يكفر بها منهم بعد نزولها عذابا لم يعذبه أحدا من العالمين وهو يدعو الله في مكانه ويقول الهى اجعلها رحمة الهى لا تجعلنا عذابا الهى كم من عجيبة سألتك فأعطيتني الهى اجعلنا لك شاكرين الهى أعوذ بك ان تكون أنزلتها غضبا ورجزا الهى اجعلها سلامة وعافية ولا تجلها فتنة ومثلها فما زال يدعو حتى استقرت السفرة بين يدى عيسى والحواريون وأصحابه حوله يجدون رائحة طيبة لم يجدوا فيما مضى رائحة مثلها قط وخر عيسى والحواريون لله سجدا شكرا له بما رزقهم من
[ 347 ]
حيث لم يحتسبوا واراهم فيه آية عظيمة ذات عجب وعبرة وأقبلت اليهود ينظرون فرأوا أمر عجبا أورثهم كمدا وغما ثم انصرفوا بغيظ شديد وأقبل عيسى والحواريون وأصحابه حتى جلسوا حول السفرة فإذا عليها منديل مغطى قال عيسى من أجرؤنا على كشف المنديل عن هذه لسفرة أو ثقنا بنسفه وأحسننا بلاء عند ربه فليكشف عن هذه الآية حتى نراها ونحمد ربنا ونذكر باسمه وناكل من رزقه الذى رزقنا فقال الحواريون يا روح الله وكلمته انت أولانا بذلك وأحقنا بالكشف عنها فقام عيسى فاستأنف وضوأ جديدا ثم دخل مصلاه فصلى بذلك ركعات ثم بكى طويلا ودعا الله ان ياذن له في الكشف عنها ويجعل له ولقومه فيها بركة ورزقا ثم انصرف وجلس إلى السفرة وتناول المنيدل وقال بسم الله خير الرازقين وكشف عن السفرة وإذا هو عليها سمكة ضخمة مشوية ليس عليها بواسير وليس في جوفها شوك يسيل منه السمن سيلا قد نضد حولها بقول من كل صنف غير الكراث وعند رأسها خل وعند ذنبها ملح وحول البقول خمسة أرغفة على واحد منها زيتون وعلى الآخر تمرات وعلى الآخر خمس رمانات فقال شمعون رأس الحواريين لعيسى يا روح الله وكلمته أمن طعام الدنيا هذا أم من طعام الجنة فقال اما آن لكم ان تعتبروا بما ترون من الآيات وتنتهوا عن تنقير المسائل ما أخوفني عليكم ان تعاقبوا في سبب هذه الآية فقال شمعون لا واله اسرائيل ما أردت بها سوأ يا ابن الصديقة فقال عيسى ليس شئ مما ترون عليها من طعام الجنة ولا من طعام الدنيا انما هو شئ ابتدعه الله في الهواء بالقدرة الغالية القاهرة فقال له كن فكان أسرع من طرفة عين فكلوا مما سألتم بسم الله واحمدوا عليه ربكم يمدكم منه ويزدكم فانه بديع قادر شاكر فقالوا يا روح الله وكلمته ان نحب ان ترينا آية في هذه الآية فقال عيسى سبحان الله أما أكتفيتم بما رأيتم من هذه الاية حتى تسألوا فيها آية أخرى ثم أقبل عيسى على السمكة فقال يا سمكة عودي باذن الله حية كما كنت فاحياها الله بقدرته فاضطربت وعادت باذن الله حية طرية تلمظ كما يتلمظ الاسد تدور عيناها لها بصيص وعادت عليها بواسيرها ففزع القوم منها وانحاسوا فلما رأى عيسى ذلك منهم فقال مالكم تسألون الآية فإذا أراكموها ربكم كرهتموها ما أخوفني عليكم ان تعاقبوا بم تصنعون يا سمكة عودي باذن الله كما كنت فعادت باذن الله مشوية كما كانت في خلقها الاول فقالوا لعيسى كن أنت يا روح الله الذى تبدا بالاكل منها ثم نحن بعد فقال معاذ الله من ذلك يبدأ بالاكل من طلبها فلما رأى الحواريون وأصحابهم امتناع نبيهم منها خافوا ان يكون نزولها سخطة وفى أكلها مثلة فتحاموها فلما رأى ذلك عيسى دعالها الفقراء والزمنى وقال كلوا من رزق ربكم ودعوة نبيكم واحمدوا الله الذى أنزلها لكم يكون مهناها لكم وعقوبتها على غيركم وافتحوا كلكم بسم الله واختتموه بحمدالله ففعلوا فاكل منها ألف وثلثمائة انسان بين رجل وامرأة يصدرون عنها كل واحد منهم شبعان يتجشا ونظر عيسى والحواريون فإذا ما عليها كهيئة إذ نزلت من السماء لم ينتقص منه شئ ثم انها رفعت إلى السماء وهم ينظورن فاستغنى كل فقير أكل منها وبرئ كل زمن منهم أكل منها فلم يزالوا أغنياء صحاحا حتى خرجوا من الدنيا وندم الحواريون وأصحابهم الذين أبوا ان ياكلوا منها ندامة سالت منها أشفارهم وبقيت حسرتها في قلوبهم إلى يوم الممات قال فكانت المائدة إذا نزلت بعد ذلك أقبلت بنو اسرائيل إليها من كل مكان يسعون يزاحم بعضهم بعضا الاغنياء والفقراء والنساء والصغار والكبار والاصحاء والمرضى يركب بعضهم بعضا فلما رأى عيسى ذلك جعلها نوبا بينهم فكانت تنزل يوما ولا تنزل يوما فلبثوا في ذلك أربعين يوما تنزل عليهم غبا عند ارتفاع الضحى فلا تزال موضوعة يؤكل منها حتى إذا قالوا ارتفعت عنهم باذن الله إلى جو السماء وهم ينظرون إلى ظلها في الارض حتى توارى عنهم فأوحى الله إلى عيسى أن اجعل رزقي في المائدة لليتامى والفقراء والرمنى دون الاغنياء من الناس فلما فعل الله ذلك ارتاب بها الاغنياء وغمصوا ذلك حتى شكوا فيها في أنفسهم وشككوا فيها الناس وأذا عوافي أمرها القبيح والمنكر وأدرك الشيطان منهم حاجته وقذف وسواسه في قلوب المرتابين حتى قالوا لعيسى أخبرنا عن المائدة ونزولها من السماء حق فانه قد ارتاب بها بشر منا كثير قال عيسى كذبتم واله المسيح طلبتم المائدة إلى نبيكم ان يطلبها إلى ربكم فلما ان فعل وأنزلها الله عليكم رحمة ورزقا وأراكم فيها الآيات والعبر كذبتم بها وشككتم فيها فابشروا بالعذاب فانه نازل بكم الا ان يرحمكم الله وأوحى الله إلى عيسى انى
[ 348 ]
آخذ المكذبين بشرطي افانى معذب منهم من كفر بالمائدة بعد نزولها عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فلما أمسى المرتابون بها وأخذوا مضاجعهم في أحسن صورة مع نسائهم آمنين فلما كان من آخر الليل مسخهم الله خنازير وأصبحوا يتتبعون الاقذار في الكناسات * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس انه كان يحدث عن عيسى بن مريم انه قال لبنى اسرائيل هل لكم ان تصوموا الله ثلاثين يوما ثم تسالوه فيعطيكم ما سالتم فان أحر العامل على من عمل له ففعلوا ثم قالوا يا معلم الخير قلت لنا ان أجرا العامل على من عمل له وأمر تنا ان نصوم ثلاثين يوما ففعلنا ولم نكن نعمل لاحد ثلاثين يوما الا أطعمنا فهل يستطيع ربك ان ينزل علينامائد ة من السماء إلى قوله أحدا من العالمين فاقبلت الملائكة تطير بمائدة من السماء عيها سبعة أحوات وسبعة أرغفة حتى وضعتها بين أيديهم فاكل منها آخر الناس كما أكل منها أولهم * وأخرج التمرذى وابن جرير وابن أبى حاتم وابن الانباري في كتاب الاضداد وأبو الشيخ وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزلت المائدة من السماء خبزا ولحما وأمروا ان لا يخونوا ولا يدخروالغد فخانوا وادخروا ورفعوا الغد فمسخوا قردة وخنازير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من وجه آخر عن عمار بن ياسر موقوفا مثله قال الترمذي والوقف أصح * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال نزلت المائد عليها ثمر من ثمر الجنة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال المائدة سمكة وأريغفة * وأخرج سفيان ابن عيينة عن عكرمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو لا بنو اسرائيل ما خنز الخبز ولا نتن اللحم ولكن خبؤه لغد فانتن اللحم وخنز الخبز * وأخرج ابن الانباري في كتاب الاضداد عن أبى عبد الرحمن السلمى في قوله أنزل علينا مائدة من السماء قال خبزا وسمكا * وأخرج ابن الانباري وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير قال نزلت المائدة وهى طعام يفور فكانوا ياكلون منها قعودا فاحدثوا فرفعت شيا فاكلوا على الركب ثم أحدثوا فرفعت البتة * وأخرج ابن الانباري عن وهب بن منبه قال كانت مائدة يجلس عليها أربعة آلاف فقالوا لقوم من وضعائهم ان هؤلاء يلطخون ثيابنا علينا فلوبنينا لها دكانا يرفعها فبنوا لها دكانا فجعلت الضعفاء لا تصل إلى شئ فلما خالفوا أمر الله عزوجل رفعها عنهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانباري في كتاب الاضداد وأبو الشيخ عن عطية العوفى قال المائدة سمكة فيها من طعم كل طعام * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة ان الخبز الذى أنزل مع المائذة كان من أرز * وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس قال نزل على عيسى بن مريم والحواريين خوان عليه خبز وسمك ياكلون منه أينما تولوا إذا شاؤا * وأخرج ابن جرير وابن الانباري في كتاب الاضداد من طريق عكرمة عن ابن عباس في المائدة قال كان طعاما ينزل عليهم من السماء حيثما نزلوا * وأخرج عبد بن حمد وابن جرير عن مجاهد قال هو الطعام ينزل عليهم حيث نزلوا * وأخرج ابن جرير عن اسحق بن عبد الله ان المائدة نزلت على عيسى بن مريم عليها سبعة أرغفة وسبعة أحوات ياكلون منها ما شاؤا فسرق بعضهم منها وقال لعلها لا تنزل غدا فرفعت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن الانباري وأبو الشيخ عن قتادة قال ذكر لنا انها كانت مائدة ينزل عليها الثمر من ثمار الجنة وأمروان لا يخبؤا ولا يخونوا ولا يدخر والغد بلاء أبلاهم الله به وكانوا إذ فعلوا شيا من ذلك أنباهم به عيسى فخان القوم فيه فخبؤا وادخرو الغد * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال أنزل على المائدة كل شئ الا اللحم والمائدة الخوان * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ميسرة وزاذان قالا كانت المائدة اذا وضعت لبنى اسرائيل اختلفت الايدى فيها بكل طعام * وأخرج ابن أبى حاتم عن وهب بن منبه انه سئل عن المائدة التى أنزلها الله من السماء على بنى اسرائيل قال كان ينزل علهيم في كل يوم في تلك المائدة من ثمار الجنة فاكلوا ما شاؤا من ضروب شئ فكانت يقعد عليها أربعة آلاف فإذا أكلوا أبدل الله مكان ذلك بمثله فلبثوا بذلك ما شاء الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أنزل علينا مائدة من السماء قال هو مثل ضرب ولم ينزل عليهم شئ * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال مائدة عليها طعام أبوها حين عرض عليهم العذاب ان كفروا فابوا أن ينزل عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم وابن
[ 349 ]
الانباري عن الحسن قال لما قيل لهم فمن يكفر بعد منكم فانى أعذبه عذابا قالوا الا حاجة لنا فيها فلم تنزل عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله فانى أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين قال ذكر لنا انهم لما صنعوا في المائدة ما صنعوا حولوا خنازير * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله فمن يكفر بعد منكم بعد ما جاء ته المائدة فانى أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين يقول أعذبه بعذاب لا أعذبه أحدا غير أهل المائدة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن عبد الله بن عمرو قال ان أشد الناس عذابا يوم القيامة من كفر من أصحاب المائدة والمنافقون وآل فرعون * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ انى منزلها مثقلة * قوله تعالى (واذ قال الله يا عيسى) الآية * أخرج الترمذي وصححه والنسائي وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والديلمي عن أبى هريرة قال يلقى الله عيسى حجته والله لقاء في قوله واذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمى الهين من دون الله قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلقاه الله سبحانك ما يكون لى ان أقول ما ليس لى بحق الآية كلها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابو الشيخ عن ميسرة قال لما قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمى الهين من دون الله أرعد كل مفصل منه حتى وقع * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن بن صالح قال لما قال أأنت قلت للناس اتخذوني وأمى الهين من دون الله زال كل مفصل له من مكانه خيفة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أأنت قلت للناس اتخذوني وأمى الهين من دون الله متى يكون ذلك قال يوم القيامة ألا ترى انه يقول هذا يو ينفع الصادقين صدقهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله واذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمى الهين من دون الله قال لما رفع الله عيسى بن مريم إليه قالت النصارى ما قالت وزعموا أن عيسى أمرهم بذلك فسأله عن قوله فقال سبحانك ما يكون لى إلى قوله وأنت على كل شئ شهيد * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن طاوس في هذه الآية قال احتج عيسى وربه والله وفقه فقال سبحانك ما يكون لى ان أقول ما ليس لى بحق * وأخرج أبو الشيخ من طريق طاوس عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان عيسى حاجه ربه فحاج عيسى ربه والله لقاه حجته بقوله أأنت قلت للناس الآية * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان يوم القيامة جمعت الامم ودعى كل أناس بامامهم قال ويدعى عيسى فيقول لعيسى يا عيسى أأنت قلت للناس اتخذوني وأمى الهين من دون الله فيقول سبحانك ما يكون لى أن أقول ما ليس بحق إلى قوله يوم ينفع الصادقين صدقهم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج واذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمى الهين من دون الله والناس يسمعون فراجعه بما قد رأيت فاقرله بالعبودية على نفسه فعلم من كان يقول في عيسى ماكان يقول انه انما كان يقول باطلا * وأخرج ابو الشيخ عن ابن عباس في قوله ان اعبدوا الله ربى وربكم قال سيدى وسيدكم * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت عليهم شهيدا اما دمت فيهم * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس انكم محشورون إلى الله حفاة عراة غر لاثم قرأ كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين ثم قال الاوان اول الخلائق يكسى يوم القيامة ابراهيم ألا وانه يجاء برجال من أمتى فيؤخذ بهم ذات الشمال فاقول يا رب أصحابي أصحابي فيقال انك لا تدري ما أحدثوا بعدك ما فاقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم فيقال اما هؤلاء لم يزلوا مرتدين على أعقابهم مذفارقتهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله كنت أنت الرقيب عليهم قال الحفيظ * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن ابى حاتم عن قتادة في قوله كنت أنت الرقيب قال الحفيظ * قوله تعالى (ان تعدبهم) الآية * أخرج بن أبى شيبة في المصنف وأحمد والنسائي وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابى ذر قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها
[ 350 ]
ان تعذبهم فانهم عبادك الآية فلما أصبح قلت يا رسول الله مازلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت قال انى سالت ربى الشفاعة لامتي فاعطانيها وهى نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيا * وأخرج ابن ماجه عن أبى ذر قال قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى اصبح يرددها ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم * وأخرج مسلم والنسائي وابن أبى الدنيا في حسن الظن وابن جرير وابن أبى حاتم وابن حبان والطبراني والبيهقي في الاسماء والصفات عن عبد الله بن عمر وبن العاصى ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله في ابراهيم رب انهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فانه منى الآية وقال عيسى بن مريم ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم فرفع يديه فقال اللهم أمتى أمتى وبكى فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد فقل انا سترضيك في أمتك ولا نسوءك * وأخرج ابن مردويه عن أبى ذر قال بات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة يشفع لامته فكان يصلى بهذه الآية ان تعذبهم فانهم عبادك إلى آخر الآية كان بها يسجد وبها يركع وبها يقوم وبها يقعد حتى أصبح * وأخرج ابن مردويه عن أبى ذر قال قلت للنبى صلى الله عليه وسلم بابى أنت وأمى يا رسول الله قمت الليلة بآية من القرآن ومعك قرآن لو فعل هذا بعضنا لو جدنا عليه قال دعوت لامتي قال فماذا أجبت قال أجبت بالذى لو اطلع كثير منهم عليه تركوا الصلاة قال أفلا ابشر الناس قال بلى فقال عمر يا رسول الله انك ان تبعث إلى الناس بهذا انكلوا عن العبادة فناداه ان ارجع فرجع وتلا الآية التى يتلوها ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس ان تعذبهم فانهم عبادك يقول عبيدك قد استوجبوا العذاب بمقالتهم وان تغفر لهم أي من تركت منهم ومد في عمره حتى أهبط من السماء إلى الارض يقتل الدجال فنزلوا عن مقالتهم ووحدوك وأقروا انا عبيد وان تغفر لهم حيث رجعوا عن مقالتهم فانك أنت العزيز الحكيم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله ان تعذبهم فانهم عبادك يقول ان تعذبهم تميتهم بنصرانيتهم فيحق عليهم العذاب فانهم عبادك وان تغفر لهم فتخرجهم من النصرانية وتهديهم إلى الاسلام فانك أنت العزيز الحكيم هذا قول عيسى عليه السلام في الدنيا * قوله تعالى (قال الله) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم قال يقول هذا يوم بهذا انكلوا عن العبادة فناداه ان ارجع فرجع وتلا الآية التى يتلوها ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس ان تعذبهم فانهم عبادك يقول عبيدك قد استوجبوا العذاب بمقالتهم وان تغفر لهم أي من تركت منهم ومد في عمره حتى أهبط من السماء إلى الارض يقتل الدجال فنزلوا عن مقالتهم ووحدوك وأقروا انا عبيد وان تغفر لهم حيث رجعوا عن مقالتهم فانك أنت العزيز الحكيم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله ان تعذبهم فانهم عبادك يقول ان تعذبهم تميتهم بنصرانيتهم فيحق عليهم العذاب فانهم عبادك وان تغفر لهم فتخرجهم من النصرانية وتهديهم إلى الاسلام فانك أنت العزيز الحكيم هذا قول عيسى عليه السلام في الدنيا * قوله تعالى (قال الله) الآية * أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم قال يقول هذا يوم ينفع الموحدين توحيدهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى في قوله قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم قال هذا فصل بين كلام عيسى وهذا يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة قال متكلمان تكلما يوم القيامة نبى الله عيسى وابليس عدوالله فاما ابليس فيقول ان الله وعدكم وعد الحق إلى قوله الا أن دعوتكم فاستجبتم لى وصدق عدو الله يومئذ وكان في الدنيا كاذبا وأما عيسى فما قص الله عليكم في قوله واذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمى الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لى إلى آخر الآية فقال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم وكان صادقا في الحياة الدنيا وبعد الموت * قوله تعالى (لله ملك السموات) الآية * أخرج أبو عبيد في فضائله عن أبى الزاهرية ان عثمان رضى الله عنه كتب في آخر المائدة لله ملك السموات والارض والله سميع بصير * (تم الجزء الثاني من الدر المنثور ويليه الجزء الثالث وأوله سورة الانعام) *